المستدرك
على الصحيحين الحاكم - أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري »
كتاب الفتن والملاحم »
إذا وضع السيف في
أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة
[ ص: 640 ] 3473 - إذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها
إلى يوم القيامة
3474 - أحوال أهل الجاهلية يوم القيامة
8439 - أما حديث ثوبان فحدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب
، ثنا محمد بن سنان القزاز ، ثنا إسحاق بن إدريس ، ثنا أبان بن يزيد ، ثنا يحيى بن
أبي كثير ، ثنا أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي ، حدثني أبو أسماء الرحبي ، أن
ثوبان حدثه ،
💥 أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، يقول
💥 { إن ربي زوى لي الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها ،
💥 { وأعطاني الكنزين الأحمر والأبيض ،
💥 { وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها ،
💥 { وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة فأعطانيها ،
💥 { وسألته أن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم فأعطانيها ،
💥 {وسألته أن لا يذيق بعضهم بأس بعض فمنعنيها ، وقال : يا محمد إني إذا قضيت قضاء لم يرد إني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكها بسنة عامة ، ولا أظهر عليهم عدوا من غيرهم فيستبيحهم بعامة ، ولو اجتمع من بأقطارها حتى يكون بعضهم هو يهلك بعضا هو يسبي بعضا ،
💥 { وإني لا أخاف على أمتي إلا الأئمة المضلين ،
💥 ولن تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين ، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان ،
💥 وإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة " ،
💥 وأنه قال : " كل ما يوجد في مائة سنة ،
💥 وسيخرج في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي ،
💥 وأنا خاتم الأنبياء ، لا نبي بعدي ،
💥 ولكن لا تزال في أمتي طائفة يقاتلون على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله " ، قال : وزعم " أنه لا ينزع رجل من أهل الجنة من ثمرها شيئا إلا أخلف الله مكانها مثلها " ،
💥 وأنه قال : " ليس دينار ينفقه رجل بأعظم أجرا من دينار ينفقه على عياله ، ثم دينار ينفقه على فرسه في سبيل الله ، ثم دينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله " ،
💥 قال : وزعم " أن نبي الله - صلى الله عليه وآله وسلم -
عظم شأن المسألة ، وأنه إذا كان يوم القيامة جاء أهل الجاهلية يحملون أوثانهم على
ظهورهم ، فيسألهم ربهم - عز وجل - : ما كنتم تعبدون ؟ فيقولون : ربنا لم ترسل
إلينا رسولا ، ولم يأتنا أمر ولو أرسلت إلينا رسولا لكنا أطوع عبادك لك ، فيقول
لهم ربهم : أرأيتم إن أمرتكم بأمر [ ص: 641 ] أتطيعوني ؟ قال : فيقولون : نعم . قال :
فيأخذ مواثيقهم على ذلك ، فيأمرهم أن يعمدوا لجهنم فيدخلونها ، قال : فينطلقون حتى
إذا جاءوها رأوا لها تغيظا وزفيرا ، فهابوا فرجعوا إلى ربهم ، فقالوا : ربنا فرقنا
منها ، فيقول : ألم تعطوني مواثيقكم لتطيعوني ، اعمدوا لها فادخلوا ، فينطلقون حتى
إذا رأوها فرقوا فرجعوا ، فقالوا
: ربنا لا نستطيع أن ندخلها ، قال : فيقول : ادخلوها
داخرين " قال : فقال نبي الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " لو
دخلوها أول مرة كانت عليهم بردا وسلاما " " هذا حديث صحيح على شرط
الشيخين ، ولم يخرجاه بهذه السياقة ، وإنما أخرج مسلم حديث معاذ بن هشام ، عن
قتادة ، عن أبي قلابة ، عن أبي أسماء الرحبي ، عن ثوبان مختصرا .
ثوبان النبوي ( م ، 4 )
مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبي من أرض
الحجاز ، فاشتراه النبي - صلى الله عليه وسلم - . [ ص: 16 ] وأعتقه ، فلزم النبي - صلى
الله عليه وسلم - وصحبه ، وحفظ عنه كثيرا من العلم ، وطال عمره ، واشتهر ذكره .
يكنى أبا عبد الله ، ويقال : أبا عبد الرحمن . وقيل : هو يماني . واسم أبيه جحدر ،
وقيل : بجدد .
حدث عنه : شداد بن أوس ، وجبير بن نفير ، ومعدان بن طلحة
، وأبو الخير اليزني ، وأبو أسماء الرحبي ، وأبو إدريس الخولاني ، وأبو كبشة
السلولي ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، وخالد بن معدان ، وراشد بن سعد . نزل حمص .
وقال مصعب الزبيري : سكن الرملة ، وله بها دار ولم يعقب . وكان من ناحية اليمن . وقال ابن سعد
نزل حمص ، وله بها دار ، وبها مات سنة أربع وخمسين يذكرون أنه من حمير . وذكر عبد
الصمد بن سعيد في تاريخ حمص : أنه من ألهان وقبض بحمص ، وداره بها حبسا على فقراء ألهان .
وقال ابن يونس : شهد فتح مصر ، واختط بها . [ ص: 17 ] وقال ابن منده : له بحمص
دار ، وبالرملة دار ، وبمصر دار . عاصم الأحول : عن أبي العالية ، أن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال : من تكفل لي أن لا يسأل أحدا شيئا وأتكفل له بالجنة؟ فقال ثوبان : أنا
. فكان لا يسأل أحدا شيئا . إسماعيل بن عياش ، عن ضمضم بن زرعة ، قال شريح بن عبيد
: مرض ثوبان بحمص ، وعليها عبد الله بن قرط فلم يعده ، فدخل على ثوبان رجل يعوده ،
فقال له ثوبان : أتكتب ؟ قال : نعم . قال : اكتب ، فكتب : للأمير عبد الله بن قرط ، من ثوبان
مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أما بعد : فإنه لو كان لموسى وعيسى مولى
بحضرتك لعدته . فأتي بالكتاب ، فقرأه ، وقام فزعا . قال الناس : ما شأنه أحضر أمر
؟ فأتاه ، فعاده ، وجلس عنده ساعة ، ثم قام ، فأخذ ثوبان بردائه ، وقال : اجلس حتى
أحدثك ; سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا لا
حساب عليهم ولا عذاب ، مع كل ألف سبعون ألفا .
أخرجه أحمد في " مسنده " . [ ص: 18 ] عن ثور
بن يزيد ، أن ثوبان مات بحمص سنة أربع وخمسين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق