الخميس، 1 يونيو 2023

ج1.وج2. [ معجم البلدان - ياقوت الحموي ]

 

ج1. [ معجم البلدان - ياقوت الحموي ] ل ياقوت بن عبد الله الحموي أبو عبد الله


بسم الله الرحمن الرحيم عونك اللهم يا لطيف وها هنا نبدأ بما نحن بصدده من ذكر البلدان على حروف المعجم وأستعين بحول الله وبقوته وأستنجد لهدايتي وإرشادي إلى الصواب مواد كرمه ورحمته
باب الهمزة والألف وما يليهما
آبار الأعراب جمع بئر
يقال في جمعها آبار وبئار وأبآر موضع بين الأجفر وفيد على خمسة أميال من الأجفر والآبار أيضا غير مضافة كورة من كور واسط
آبج بفتح الهمزة وبعد الألف باء موحدة مفتوحة وجيم موضع في بلاد العجم ينسب إليه أبو عبد الله محمد ابن محموية بن مسلم الآبجي روى عن أبيه وغيره وأخرج الحاكم حديثه ولا أدري أهو نسبة إلى آبه وزيدت الجيم للنسب كما قالوا في النسب إلى أرمية أرمجي وإلى خونى خونجي أم لا والله أعلم
آبر بفتح الهمزة وسكون الألف وضم الباء الموحدة وراء قرية من قرى سجستان ينسب إليها أبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم الآبري شيخ من أئمة الحديث له كتاب نفيس كبير في أخبار الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه أجاد فيه كل الإجادة وكان رحل إلى مصر والشام والحجاز والعراق وخراسان روى عن أبي بكر بن خزيمة والربيع بن سليمان الجيزي وكان يعد في الحفاظ
روى عنه علي بن بشرى السجستاني وذكر الفراء أنه توفي في رجب سنة 363
آبسكون بفتح الهمزة وسكون الألف وفتح الباء الموحدة والسين المهملة ساكنة وكاف مضمومة وواو ساكنة ونون ورواه بعضهم بهمزة بعدها باء ليس بينهما ألف وقد ذكر في موضعه بليدة على ساحل بحر طبرستان بينها وبين جرجان ثلاثة أيام وإليها ينسب بحر آبسكون وينسب إليها أبو العلاء أحمد بن صالح بن محمد بن صالح التميمي الآبسكوني كان ينزل بصور على ساحل بحر الشام

آبل بفتح الهمزة وبعد الألف باء مكسورة ولام أربعة مواضع
وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم جهز جيشا بعد حجة الوداع وقبل وفاته وأمر عليهم أسامة بن زيد وأمره أن يوطىء خيله آبل الزيت بلفظ الزيت من الأدهان بالأردن من مشارف الشام قال النجاشي وصدت بنو ود صدودا عن القنا إلى آبل في ذلة وهوان
وآبل القمح قرية من نواحي بانياس من أعمال دمشق بين دمشق والساحل وآبل أيضا
آبل السوق قرية كبيرة في غوطة دمشق من ناحية الوادي ينسب إليها أبو طاهر الحسين بن محمد بن الحسين بن عامر بن أحمد يعرف بابن خراشة الأنصاري الخزرجي المقري الآبلي إمام جامع دمشق قرأ القرآن على أبي المظفر الفتح بن برهان الأصبهاني وأقرانه وروى عن أبي علي الحسين بن إبراهيم بن جابر يعرف بابن أبي الزمزم الفرائضي وأبي بكر عبد الله بن محمد بن عبد الله بن هلال الحنائي وأحمد بن محمد المؤذن أبي القاسم وأبي بكر الميانجي وأبي عبد الله محمد بن عبد الله بن ذكوان وأبي همام محمد بن إبراهيم بن عبد الله الحافظ وروى عنه أبو عبد الله بن أبي الحديد ومحمد ابن أحمد بن أبي الصفر الأنباري وأبو سعد السمان وأبو محمد عبد العزيز الكتاني وقال توفي شيخنا أبو طاهر الآبلي في سابع عشر ربيع الآخر سنة 824 وكان ثقة نبيلا مأمونا
وقال أحمد بن منير حي الديار على علياء جيرون مهوى الهوى ومغاني الخرد العين مراد لهوي إذ كفي مصرفة أعنة العيش في فتح الميادين فالنيربين فمقرى فالسرير فخم رايا فجو حواشي جسر جسرين فالقصر فالمرج فالميدان فالشرف ال أعلى فسطرا فجرنان فقلبين فالماطرون فداريا فجارتها فآبل فمغاني دير قانون تلك المنازل لا وادي الأراك ولا رمل المصلى ولا أثلاث يبرين وآبل أيضا من قرى حمص من جهة القبلة بينها وبين حمص نحو ميلين
آبندون الباء مفتوحة موحدة ونون ساكنة ودال مهملة وواو ساكنة ثم نون هي قرية من قرى جرجان ينسب إليها أبو بكر أحمد بن محمد بن علي بن إبراهيم ابن يوسف بن سعيد الجرجاني الآبندوني روى عن أبي نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الفقيه وعلي بن محمد القومسي البذشي وأبي الحسين محمد بن عبد الكريم الرازي وغيرهم وروى عنه أبو طاهر بن سلمة العدل وأبو منصور محمد بن عيسى الصوفي وأبو مسعود البجلي وكان صدوقا قاله شيرويه
آبه بالباء الموحدة قال أبو سعد قال الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه آبه من قرى أصبهان وقال غيره إن آبه قرية من قرى ساوه منها جرير بن عبد الحميد الآبي سكن الري
قلت أنا أما آبه بليدة تقابل ساوه تعرف بين العامة بآوه فلا شك فيها وأهلها شيعة وأهل ساوه سنية لا تزال الحروب بين البلدين قائمة على المذهب
قال أبو طاهر ابن سلفة أنشدني القاضي أبو نصر أحمد بن العلاء الميمندي بأهر من مدن أذربيجان لنفسه

وقائلة أتبغض أهل آبه وهم أعلام نظم والكتابه فقلت إليك عني إن مثلي يعادي كل من عادى الصحابه وإليها فيما أحسب ينسب الوزير أبو سعد منصور ابن الحسين الآبي ولي أعمالا جليلة وصحب الصاحب ابن عباد ثم وزر لمجد الدولة رستم بن فخر الدولة ابن ركن الدولة بن بويه وكان أديبا شاعرا مصنفا وهو مؤلف كتاب نثر الدرر وتاريخ الري وغير ذلك وأخوه أبو منصور محمد كان من عظماء الكتاب وجلة الوزراء وزر لملك طبرستان
وآبه أيضا من قرى البهنسا من صعيد مصر
أخبرني بذلك القاضي المفضل بن أبي الحجاج عارض الجيوش بمصر
آتيل قلعة بناحية الزوزان من قلاع الأكراد البختية معروفة عن عز الدين أبي الحسن علي بن عبد الكريم الجزري
آجام البريد بالجيم والبريد بفتح الباء الموحدة والراء المهملة وياء آخر الحروف ودال مهملة ذكر أصحاب السير أنه كان بكسكر قبل خراب البطيحة نهر يقال له الجنب وكان عليه طريق البريد إلى ميسان ودستميسان والأهواز في جنبه القبلي فلما تبطحت البطائح كما نذكره في البطيحة إن شاء الله تعالى سمي ما استأجم من طريق البريد آجام البريد والآجام جمع أجمة وهو منبت القصب الملتف
قال عبد الصمد في ابن المعذل رأيت ابن المعذل نال عمرا بشؤم كان أسرع في سعيد فمنه موت جلة آل سلم ومنه قبض آجام البريد
الآجام مثل الذي قبله إلا أنه غير مضاف لغة في الآطام وهي القصور بلغة أهل المدينة واحدها أطم وأجم وكان بظاهر المدينة كثير منها ينسب كل واحد منها إلى شيء
الآجر بضم الجيم وتشديد الراء وهو في الأصل اسم جنس للآجرة وهو بلغة أهل مصر الطوب وبلغة أهل الشام القرميد
درب الآجر محلة كانت ببغداد من محال نهر طابق بالجانب الغربي سكنها غير واحد من أهل العلم وهو الآن خراب ينسب إليها أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الآجري الفقيه الشافعي سمع أبا شعيب الحراني وأبا مسلم الكجي وكان ثقة صنف تصانيف كثيرة حدث ببغداد ثم انتقل إلى مكة فسكنها إلى أن مات بها في محرم سنة 360 روى عنه أبو نعيم الأصبهاني الحافظ وكان سمع منه بمكة ودرب الأجر ببغداد بنهر المعلى عامر إلى الآن آهل
آجنقان بالجيم المكسورة والنون الساكنة وقاف وألف ونون وهي قرية من قرى سرخس ينسب إليها أبو الفضل محمد بن عبد الواحد الآجنقاني والعجم يسمونها آجنكان
آخر بضم الخاء المعجمة والراء قصبة ناحية دهستان بين جرجان وخوارزم وقيل آخر قرية بدهستان نسب إليها جماعة من أهل العلم منهم أبو الفضل العباس ابن أحمد بن الفضل الزاهد وكان إمام المسجد العتيق بدهستان وذكر أبو سعد في التحبير أبا الفضل خزيمة ابن علي بن عبد الرحمن الآخري الدهستاني وقال كان فقيها فاضلا معتزليا أديبا لغويا سمع بدهستان أبا الفتيان عمر بن عبد الكريم الرواسي وبندار بن عبد الواحد الدهستاني وغيرهما مات

بمرو في صفر سنة 845
وإسماعيل بن أحمد بن محمد ابن أحمد بن حفص بن عمر أبو القاسم الآخري روى عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الخواص بربض آمد عن الحسن بن الصباح الزعفراني حديثا منكرا حمل فيه على الخواص
روى عنه الحافظ حمزة بن يوسف السهمي
وآخر قرية بين سنان ودامغان بينها وبين سمنان تسعة فراسخ سمع بها الحافظ أبو عبد الله بن النجار نقلته من خطه وأخبرني به من لفظه
آذرم هكذا ضبطه أبو سعد بألف بعد الهمزة وفتح الذال وراء ساكنة وميم وقال وظني أنها من قرى آذنة بلدة من الثغور منها أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد بن إسحاق الآذرمي وهذا سهو منه رحمه الله في ضبط الاسم ومكانه وسنذكره في أذرمة على الصحيح إن شاء الله تعالى
آذنة بكسر الذال المعجمة والنون خيال من أخيلة حمى فيد بينه وبين فيد نحو عشرين ميلا ويقال لتلك الأخيلة الآذنات والأخيلة علامات يضعونها على حدود الحمى يعرف بها حدها
آذيو خان بكسر الذال المعجمة وياء ساكنة وواو مفتوحة وخاء معجمة وألف ونون قرية من قرى نهاوند في ظن عبد الكريم ينسب إليها أبو سعد الفضل بن عبد الله بن علي بن عمر بن عبد الله بن يوسف الآذيوخاني
الآرام كأنه جمع إرم وهو حجارة تنصب كالعلم اسم جبل بين مكة والمدينة وقد ذكر شاهده في أبلى وقال أبو محمد الغندجاني في شرح قول جامع ابن مرخية أرقت بذي الآرام وهنا وعادني عداد الهوى بين العناب وحثيل قال ذو الآرام حزم به آرام جمعتها عاد على عهدها
وقال أبو زياد ومن جبال الضباب ذات آرام قنة سوداء فيها يقول القائل خلت ذات آرام ولم تخل عن عصر وأقفرها من حلها سالف الدهر وفاض اللئام والكرام تفيضوا فذلك بال الدهر إن كنت لا تدري آرة في ثلاثة مواضع آرة بالأندلس عن أبي نصر الحميدي وقرأت بخط أبي بكر بن طرخان بن بجكم قال قال لي الشيخ أبو الأصبغ الأندلسي المشهور عند العامة وادي بارة بالباء
وآرة بلد بالبحرين وآرة أيضا قال عرام بن الأصبغ آرة جبل بالحجاز بين مكة والمدينة يقابل قدسا من أشمخ ما يكون من الجبال أحمر تخرج من جوانبه عيون على كل عين قرية فمنها الفرع وأم العيال والمضيق والمحضة والوبرة والفغوة تكتنف آرة من جميع جوانبها وفي كل هذه القرى نخيل وزروع وهي من السقيا على ثلاث مراحل من عن يسارها مطلع الشمس وواديها يصب في الأبواء ثم في ودان وجميع هذه المواضع مذكورة في الأخبار
آرهن بسكون الراء يلتقي معه ساكنان وفتح الهاء ونون من قرى طخارستان من أعمال بلخ ينسب إليها شيخ الإسلاح ببلخ لم يذكر غير هذا
آزاب بالزاي وآخره باء موحدة موضع في شعر لسهيل بن عدي عن نصر
الآزاج من قرى بغداد على طريق خراسان عليها مسلك الحاج
آزاذان بالزاي والذال المعجمة وألف ونون من

قرى هراة بها قبر الشيخ أبي الوليد أحمد بن أبي رجا شيخ البخاري قال الحافظ بن النجار زرت بها قبره وقرية من قرى أصبهان منها أبو عبد الرحمن قتيبة بن مهران المقري الآزاذاني
آزاذوار بعد الألف زاي وألف وذال معجمة وواو وألف وراء بليدة في أول كورة جوين من جهة قومس وهي من أعمال نيسابور رأيتها
وكانوا يزعمون أنها قصبة كورة جوين ينسب إليها إبراهيم ابن عبد الرحمن بن سهل الآزاذواري يكنى أبا موسى
آزر بفتح الزاي ثم راء ناحية بين بين سوق الأهواز ورامهرمز
آسك بفتح السين المهملة وكاف كلمة فارسية قال أبو علي ومما ينبغي أن تكون الهمزة في أوله أصلا من الكلم المعربة قولهم في اسم الموضع الذي قرب أرجان آسك وهو الذي ذكره الشاعر في قوله أألفا مسلم فيما زعمتم ويقتلهم بآسك أربعونا فآسك مثل آخر وآدم في الزنة ولو كانت على فاعل نحو طابق وتابل لم ينصرف أيضا للعجمة والتعريف وإنما لم نحمله على فاعل لأن ما جاء من نحو هذه الكلم فالهمزة في أوائلها زائدة وهو العام فحملناه على ذلك وإن كانت الهمزة الأولى أصلا وكانت فاعلا لكان اللفظ كذلك وهو بلد من نواحي الأهواز قرب أرجان بين أرجان ورامهرمز بينها وبين أرجان يومان وبينها وبين الدورق يومان وهي بلدة ذات نخيل ومياه وفيها إيوان عال في صحراء على عين غزيرة وبيئة وبإزاء الإيوان قبة منيفة ينيف سمكها على مئة ذراع بناها الملك قباذ والد أنو شروان وفي ظاهرها عدة قبور لقوم من المسلمين استشهدوا أيام الفتح وعلى هذه القبة آثار الستائر
قال مسعر بن مهلهل وما رأيت في جميع ما شاهدت من البلدان قبة أحسن بناء منها ولا أحكم وكانت بها وقعة للخوارج
حدث أهل السير قالوا كان أبو بلال مرداس بن أدية وهو أحد أئمة الخوارج قد قال لأصحابه قد كرهت المقام بين ظهراني أهل البصرة والاحتمال لجور عبيد الله بن زياد وعزمت على مفارقة البصرة والمقام بحيث لا يجري علي حكمه من غير أن أشهر سيفا أو أقاتل أحدا فخرج في أربعين من الخوارج حتى نزل آسك موضعا بين رامهرمز وأرجان فمر به مال يحمل إلى ابن زياد من فارس فغصب حامليه حتى أخذ منهم بقدر أعطيات جماعته وأفرج عن الباقي
فقال له أصحابه علام تفرج لهم عن الباقي فقال إنهم يصلون ومن صلى إلى القبلة لا أشاقه
وبلغ ذلك ابن زياد فأنفذ إليهم معبد بن أسلم الكلابي فلما تواقفا للقتال قال له مرداس علام تقاتلنا ولم نفسد في الأرض ولا شهرنا سيفا قال أريد أن أحملكم إلى ابن زياد
قال إذا يقتلنا
قال وإن قتلكم واجب
قال تشارك في دمائنا قال هو على الحق وأنتم على الباطل
فحملوا عليه حملة رجل واحد فانهزم وكان في ألفي فارس فما رده شيء حتى ورد البصرة فكان بعد ذلك يقولون له يا معبد جاءك مرداس خذه
فشكاهم إلى ابن زياد فنهاهم عنه فقال عيسى بن فاتك الخطي أحد بني تيم الله بن ثعلبة في كلمة له فلما أصبحوا صلوا وقاموا إلى الجرد العتاق مسومينا فلما استجمعوا حملوا عليهم فظل ذوو الجعائل يقتلونا

بقية يومهم حتى أتاهم سواد الليل فيه يراوغونا يقول بصيرهم لما أتاهم بأن القوم ولوا هاربينا أألفا مؤمن فيما زعمتم ويقتلهم بآسك أربعونا كذبتم ليس ذاك كما زعمتم ولكن الخوارج مؤمنونا هم الفئة القليلة غير شك على الفئة الكثيرة ينصرونا
آسيا بكسر السين المهملة وياء وألف مقصورة كذا وجدته بخط أبي الريحان البيروني كلمة يونانية
قال أبو الريحان كان اليونان يقسمون المعمور من الأرض بأقسام ثلاثة لوبية وأورفى وقد ذكرا في موضعهما
ثم قال وما استقبل هاتين القطعتين من المشرق يسمى آسيا ووصف بالكبرى لأن رقعتها أضعاف الأخريين في السعة ويحدها من جانب الغرب النهر والخليج المذكوران الفاصلان إياها عن أورفى ومن جهة الجنوب بحر اليمن والهند ومن المشرق أقصى أرض الصين ومن الشمال أقصى أرض الترك وأجناسهم
وأصل هذه القسمة من أهل مصر وعليه بقيت عادتهم إلى الآن فإنهم يسمون ما عن أيمانهم إذا استقبلوا الجنوب مغربا وما عن شمائلهم مشرقا وهو كذلك بالإضافة إليهم إلا أنهم رفعوا الإضافة وأطلقوا الاسمين فصار المشرق لذلك أضعاف المغرب ولما اخترق بحر الروم قسم المغرب بالطول سموا جنوبي القسمين لوبية وشماليهما أورفى وأما المشرق فتركوه على حاله قسما واحدا من أجل أنه لم يقسمه شيء كما قسم البحر المغرب وبعدت ممالكه أيضا عنهم فلم يظهر لهم ظهور المغربية حتى كانوا يعلنون تحديدها
ونسب جالينوس في تفسيره لكتاب الأهوية والبلدان هذه القسمة ألى أسيوس
هكذا حال القسمة الثلاثية أنها التي يظن بها أنها الأولى بعد الاجتماع وذكر جالينوس في تربيعها أن من الناس من يقسم آسيا إلى قطعتين فتكون آسيا الصغرى هي العراق وفارس والجبال وخراسان وآسيا العظمى هي الهند والصيين والترك
وحكي عن أروذطس أنه قسم المعمورة إلى أورفى ولوبية وناحية مصر وآسيا وهو قريب مما تقدم
والأرض بالممالك منقسمة بالأرباع فقد كان يذكر كبارها فيما مضى أعني مملكة فارس ومملكة الروم ومملكة الهند ومملكة الترك وسائرها تابعة لها
آشب بشين معجمة وباء موحدة صقع من ناحية طالقان الري كان الفضل بن يحيى نزله وهو شديد البرد عظيم الثلوج عن نصر
وآشب بكسر الشين كانت من أجل قلاع الهكارية ببلاد الموصل خربها زنكي بن آق سنقر وبنى عوضها العمادية بالقرب منها فنسبت إليه كما نذكره في العماديه
آغزون الغين معجمة ساكنة يلتقي معها ساكنان والزاي معجمة مضمومة والواو ساكنة ونون من قرى بخارى ينسب إليها أبو عبد الله عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن أيمن بن عبد الله بن مرة بن الأحنف بن قيس التميمي الآغزوني
هكذا ذكره أبو سعد وقد خلط في هذه الترجمة في عدة مواضع فذكرها تارة الآغزوني كما ههنا وتارة الأغذوني بالذال المعجمة من غير مد وتارة

الأغزوني بالزاي أيضا لكن بغير مد ونسب إليها هذا المنسوب ههنا بعينه ثم نسب هذا الرجل إلى الأحنف بن قيس وقد قال المدائني إن الأحنف لم يكن له ولد إلا بحر وبه كان يكنى وبنت فولد بحر ولدا ذكرا ودرج ولم يعقب وانقرض عقبه من ابنته أيضا
آفاز بالزاي ووجدته في كتاب نصر بالنون قرية بالبحرين بينها وبين القطيف أربعة فراسخ في البرية وهي لقوم من كلب بن جذيمة من بني عبد القيس ولهم بأس وعدد
آفران بضم الفاء وآخره نون قرية بينها وبين نسف فرسخان ونسف هي نخشب بما وراء النهر أخرجت طائفة من أهل العلم قديما وحديثا منهم أبو موسى الوثير بن المنذر بن جنك بن زمانة الافراني النسفي
آلات كأنه جمع آلة موضع وقيل بلد وقيل بلدان هذا كله عن نصر
آلس بكسر اللام اسم نهر في بلاد الروم وآلس هو نهر سلوقية قريب من البحر بينه وبين طرسوس مسيرة يوم وعليه كان الفداء بين المسلمين والروم
وذكره في الغزوات في أيام المعتصم كثير وغزاه سيف الدولة أبو الحسن علي بن عبد الله بن حمدان قال أبو فراس يخاطب سيف الدولة كتبها إليه من القسطنطينية وما كنت أخشى أن أبيت وبيننا خليجان والدرب الأصم وآلس وقال أبو الطيب يمدح سيف الدولة يذري اللقان غبارا في مناخرها وفي حناجرها من آلس جرع كأنما تتلقاهم لتسلكهم فالطعن يفتح في الأجواف ما تسع وهذا من إفراطات أبي الطيب الخارجة إلى المحال فإنه يقول إن هذه الخيل شربت من ماء آلس ووصلت إلى اللقان وبينهما مسافة بعيدة فدخل غبار اللقان في مناخرها قبل أن يصل ماء آلس في أجوافها
ويقول في البيت الثاني إن الطعن يفتح في الفرسان طريقا بقدر ما يسع الخيل فيسلكونه فيكون مسيرهم إلى مواضع طعناتهم
وقال أبو تمام يمدح أبا سعيد الثغري فإن يك نصرانيا نهر آلس فقد وجدوا وادي عقرقس مسلما
آل قراس تفتح القاف وتضم والراء خفيفة والسين مهملة ورواية الأصمعي فتح القاف والقرس في اللغة أكثر الصقيع وأبرده ويقال للبارد قريس وقارس وهو القرس والقرس لغتان
قال الأصمعي آل قراس بالفتح هضاب بناحية السراة وكأنهن سمين آل قراس لبردها
هكذا رواه عنه أبو حاتم وروى غيره آل قراس بالضم
وأنشد الجميع قول أبي ذؤيب الهذلي يمانية أجنى لها مظ مائد وآل قراس صوب أرمية كحل يروى مائد بعد الألف همزة ويروى مأبد بالباء الموحدة وآل قراس ومأبد جبلان في أرض هذيل وأرمية جمع رمي وهو السحاب وكحل أي سود
آلوزان بضم اللام وسكون الواو وزاي وألف ونون من قرى سرخس
منها سورة بن الحسن

الآلوزاني يروى عن محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة
آلوسة بضم اللام وسكون الواو والسين مهملة بلد على الفرات قرب عانة وقيل فيه ألوس بغير مد إلا أن أبا علي حكم بتعريبه وجاء به بالهمزة بعدها ألف وقال هي فاعولة ألا ترى أنه ليس في كلامهم شيء على أفعولة فهو مثل قولهم آجور ومثل ذلك في العربي قولهم الآجور والآخي والآري فاعول
وكذلك الآخية وإنما انقلبت واو فاعول فيه ياء لوقوعها ساكنة قبل الياء التي هي لام الفعل واللام ياء بدلالة أن أبا زيد حكى أنهم يقولون أرت القدر تأري أريا إذا احترق ما في أسفلها فالتصق به إنما قيل لمواثق الخيالة الآري لتعلقها بها وكذلك آري الدابة فقد قيل كأن الظباء العفر يعلمن أنه وثيق عرى الآري في العثرات وقد ذكرناه في ألوس غير ممدود أيضا
آليش بكسر اللام وياء ساكنة وشين معجمة مدينة بالأندلس بينها وبين بطليوس يوم واحد
آلين بكسر اللام وياء ساكنة ونون من قرى مرو على أسفل نهر خارقان ينسب إليها فرات بن النضر الآليني كان يلزم عبد الله بن المبارك ومحمد بن عمر أخو أبي شداد الآليني روى عن ابن المبارك
قاله يحيى بن مندة
آلية بعد اللام المكسورة ياء مفتوحة خفيفة قصر آلية لا أعرف من أمره غير هذا
آمد بكسر الميم وما أظنها إلا لفظة رومية ولها في العربية أصل حسن لأن الأمد الغاية ويقال أمد الرجل يأمد أمدا إذا غضب فهو آمد نحو أخذ يأخذ فهو آخذ والجامع بينهما أن حصانتها مع نضارتها تغضب من أرادها وتذكيرها يشار به إلى البلد أو المكان ولو قصد بها البلدة أو المدينة لقيل آمدة كما يقال آخذة والله أعلم
وهي أعظم مدن ديار بكر وأجلها قدرا وأشهرها ذكرا
قال المنجمون مدينة آمد في الإقليم الخامس طولها خمس وسبعون درجة وأربعون دقيقة وعرضها خمس وثلاثون درجة وخمس عشرة دقيقة وطالعها البطين وبيت حياتها عشرون درجة من القوس تحت إحدى عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي عاشرها مثلها من الحمل عاقبتها مثلها من الميزان وقيل إن طالعها الدلو وزحل والمتولي القمر
وهو بلد قديم حصين ركين مبني بالحجارة السود على نشز دجلة محيطة بأكثره مستديرة به كالهلال وفي وسطه عيون وآبار قريبة نحو الذراعين يتناول ماؤها باليد وفيها بساتين ونهر يحيط بها السور
وذكر ابن الفقيه أن في بعض شعاب بلد آمد جبلا فيه صدع وفي ذلك الصدع سيف من أدخل يده في ذلك الصدع وقبض على قائم السيف بكلتا يديه اضطرب السيف في يده وأرعد هو ولو كان من أشد الناس وهذا السيف يجذب الحديد أكثر من جذب المغناطيس وكذا إذا حك به سيف أو سكين جذبا الحديد ولو بقي السيف الذي يحك به مائة سنة ما نقصت القوة التي فيه من الجذب
وفتحت آمد في سنة عشرين من الهجرة وسار إليها عياض بن غنم بعدما افتتح الجزيرة فنزل عليها وقاتله أهلها ثم صالحوه عليها على أن لهم هيكلهم وما حوله

وعلى أن لا يحدثوا كنيسة وأن يعاونوا المسلمين ويرشدوهم ويصلحوا الجسور فإن تركوا شيئا من ذلك فلا ذمة لهم
وكانت طوائف من العرب في الجاهلية قد نزلت الجزيرة وكانت منهم جماعة من قضاعة ثم من بني تزيد بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة
قال عمرو بن مالك الزهري ألا لله ليل لم ننمه على ذات الخضاب مجنبينا وليلتنا بآمد لم ننمها كليلتنا بميا فارقينا وينسب إلى آمد خلق من أهل العلم في كل فن منهم أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي الأديب كان بالبصرة يكتب بين يدي القضاة بها وله تصانيف في الأدب مشهورة منها كتاب المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء وكتاب الموازنة بين أبي تمام والبحتري وغير ذلك ومات في سنة 073 وينسب إليها من المتأخرين أبو المكارم محمد بن الحسين الآمدي شاعر بغدادي مكثر مجيد مدح جمال الدين الأصبهاني وزير الموصل ومن شعره ورث قميص الليل حتى كأنه سليب بأنفاس الصبا متوشح ورفع منه الذيل صبح كأنه وقد لاح مسح أسود اللون أجلح ولاحت بطيات النجوم كأنها على كبد الخضراء نور مفتح ومات أبو المكارم هذا سنة 255 وقد جاوز ثمانين سنة عمرا
وهي في أيامنا هذه مملكة الملك مسعود بن محمود بن محمد بن قرا أرسلان بن أرتق بن أكسب
آم بلد نسب إليه نوع من الثياب
وآم قرية من الجزيرة في شعر عدي
آمديزه يلتقي في الميم ساكنتان ثم دال مهملة مكسورة وياء ساكنة وزاي من قرى بخارا ويقال بغير مد وقد ذكرت في موضعها
آمل بضم الميم واللام اسم أكبر مدينة بطبرستان في السهل لأن طبرستان سهل وجبل وهي في الإقليم الرابع وطولها سبع وسبعون درجة وثلث وعرضها سبع وثلاثون درجة ونصف وربع
وبين آمل وسارية ثمانية عشر فرسخا وبين آمل والرويان اثنا عشر فرسخا وبين آمل وسالوس وهي من جهة الجيلان عشرون فرسخا
وقد ذكرنا خبر فتحها بطبرستان فأغنى
وبآمل تعمل السجادات الطبرية والبسط الحسان وكان بها أول إسلام أهلها مسلحة في ألفي رجل وقد خرج منها كثير من العلماء لكنهم قل ما ينسبون إلى غير طبرستان فيقال لهم الطبري منهم أبو جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير والتاريخ المشهور أصله ومولده من آمل ولذلك قال أبو بكر محمد بن العباس الخوارزمي وأصله من آمل أيضا وكان يزعم أن أبا جعفر الطبري خاله بآمل مولدي وبنو جرير فأخوالي ويحكي المرء خاله فها أنا رافضي عن تراث وغيري رافضي عن كلاله وكذب لم يكن أبو جعفر رحمه الله رافضيا وإنما حسدته الحنابلة فرموه بذلك فاغتنمها الخوارزمي وكان سبابا رافضيا مجاهرا بذلك متبجحا به ومات ابن جرير في سنة 013
وإليها ينسب أحمد بن هارون الآملي روى عن سويد بن

سعيد الحدثاني ومحمد بن بشار بندار الحكم بن نافع وغيرهما وأبو إسحاق إبراهيم بن بشار الآملي حدث بجرجان عن يحيى بن عبدك وغيره روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ وأحمد بن محمد بن المشاجر وزرعة بن أحمد بن محمد بن هشام أبو عاصم الآملي حدث بجرجان عن أبي سعيد العدوي حدث عنه أبو أحمد بن عدي وغير هؤلاء
ومن المتأخرين إسماعيل بن أبي القاسم بن أحمد السني الديلمي أجاز لأبي سعد السمعاني ومات سنة تسع وعشرين وقيل سنة سبع وعشرين وخمسمائة
وكانت الخطبة تقام في هذه المدينة وفي جميع نواحي طبرستان وتحمل أموالها إلى خوارزم شاه علاء الدين محمد بن تكش إلى أن هرب من التتار هربه الذي أفضى به إلى الموت سنة 671 وخلف ولده جلال الدين ثم لا أعلم إلى من صار ملكها
وآمل أيضا مدينة مشهورة في غربي جيحون على طريق القاصد إلى بخارا من مرو ويقابلها في شرقي جيحون فربر التي ينسب إليها الفربري راوية كتاب البخاري وبينها وبين شاطىء جيحون نحو ميل وهي معدودة في الإقليم الرابع وطولها خمس وثمانون درجة ونصف وربع وعرضها سبع وثلاثون درجة وثلثان
ويقال لهذه آمل زم وآمل جيحون وآمل الشط وآمل المفازة لأن بينها وبين مرو رمالا صعبة المسالك ومفازة أشبه بالمهالك
وتسمى أيضا آمو وأموية وربما ظن قوم أن هذه الأسامي لعدة مسميات وليس الأمر كذلك وبين زم التي يضيف بعض الناس آمل إليها وبينها أربع مراحل وبين آمل هذه وخوارزم نحو اثنتي عشرة مرحلة وبينها وبين مرو الشاهجان ستة وثلاثون فرسخا وبينها وبين بخارا سبعة عشر فرسخا وبخارا في شرقي جيحون
وقد أخرجت آمل هذه جماعة من أهل العلم وافرة وفرق المحدثون بينهم وبين آمل طبرستان
فمن هذه آمل عبد الله بن حماد بن أيوب بن موسى أبو عبد الرحمن الآملي حدث عن عبد الغفار بن داود الحراني وأبي جماهر محمد بن عثمان الدمشقي ويحيى بن معين وغيرهم
روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري عن يحيى بن معين حديثا وعن سليمان بن عبد الرحمن حديثا آخر وروى عنه أيضا الهيثم بن كليب الشاشي ومحمد بن المنذر بن سعيد الهروي وغيرهم ومات في ربيع الآخر سنة 269
وعبد الله ابن علي أبو محمد الآملي ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثهم في سوق يحيى سنة 833 عن محمد بن منصور الشاشي عن سليمان الشاذكوهي
وخلف بن محمد الخيام الآملي وأحمد بن عبدة الآملي سمع عبد الله بن عثمان بن جبلة المعروف بعبدان المروزي وغيره روى عنه الفضل بن محمد بن علي وأبو داود سليمان بن الأشعث وجماعة
وموسى بن الحسن الآملي سمع أبا رجاء قتيبة بن سعيد البغلاني وعبد الله بن محمود السعدي وغيرهما روى عنه أبو محمد عمر بن إسحاق الأسدي البخاري
والفضل بن سهل بن أحمد الآملي روى عن سعيد بن النضر بن شبرمة
وأبو سعيد محمد ابن أحمد بن علوية الآملي
وأحمد بن محمد بن إسحاق ابن هارون الآملي
وإسحاق بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن إسحاق أبو يعقوب الآملي ذكر ابن الثلاج أنه قدم بغداد حاجا وحدثهم عن محمد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجي وأبو سعيد محمد بن أحمد بن علي الآموي روى عن أبي العباس الفضل بن أحمد الآملي روى عنه غنجار وغيرهم
وقد خربها التتر فيما بلغني فليس بها اليوم أحد ولا لها ملك

آمو بضم الميم وسكون الواو وهي آمل الشط المذكورة قبل هذه الترجمة هكذا يقولها العجم على الاختصار والعجمة
آني بالنون المكسورة قلعة حصينة ومدينة بأرض إرمينية بين خلاط وكنجة
آيل ياء مكسورة ولام جبل من ناحية النقرة في طريق مكة
باب الهمزة والباء وما يليهما
أبا بفتح الهمزة وتشديد الباء والقصر عن محمد بن إسحاق عن معبد بن كعب بن مالك قال لما أتى النبي صلى الله عليه و سلم بني قريظة نزل على بئر من آبارهم في ناحية من أموالهم يقال لها بئر أبا
قال الحازمي كذا وجدته مضبوطا محررا بخط أبي الحسن بن الفرات
قال وسمعت بعض المحصلين يقول إنما هو أنا بضم الهمزة والنون الخفيفة
ونهر أبا بين الكوفة وقصر ابن هبيرة ينسب إلى أبا بن الصامغان من ملوك النبط
ونهر أبا أيضا نهر كبير بالبطيحة
أباتر بالتاء فوقها نقطتان مكسورة وراء كأنه جمع أبتر وربما ضم أوله فيكون مرتجلا أودية وهضبات بنجد في ديار غني لها ذكر في الشعر قال الراعي ألم يأت حيا بالجريب محلنا وحيا بأغلى غمرة فالأباتر وقال ابن مقبل جزى الله كعبا بالأباتر نعمة وحيا بهبود جزى الله أسعدا
أبار بالضم والتخفيف وآخره راء موضع باليمن وقيل أرض من وراء بلاد بني سعد وهو لغة في وبار وقد ذكر هناك مبسوطا وله ذكر في الحديث
الأبارق جمع أبرق والأبرق والبرقاء والبرقة يتقارب معناها وهي حجارة ورمل مختلطة وقيل كل شيئين من لونين خلطا فقد برقا وقد أجدت شرح هذا في إبراق فتأمله هناك
أبارق بينة قرب الرويثة وقد ذكر في بينة مستوفى قال كثير أشاقك برق آخر الليل خافق جرى من سناه بينة بالابارق
الأبارق غير مضاف علم لموضع بكرمان عن محمد بن بحر الرهني الكرماني
وهضب الأبارق موضع آخر قال عمرو بن معدي كرب الزبيدي أأغزو رجال بني مازن بهضب الأبارق أم أقعد
أبارق بسيان بضم الباء الموحدة وسكون السين المهملة وياء وألف ونون وقد ذكر في بسيان قال الشاعر وهو جبار بن مالك بن حماد الشمخي ثم الفزاري ويل أم قوم صبحناهم مسومة بين الأبارق من بسيان فالأكم الأقربين فلم تنفع قرابتهم والموجعين فلم يشكوا من الألم

وأبارق الثمدين تثنية الثمد وهو الماء القليل وقد ذكر الثمد في موضعه قال القتال الكلابي سرى بديار تغلب بين حوضى وبين أبارق الثمدين سار سماكي تلألأ في ذراه هزيم الرعد ريان القرار
أبارق حقيل بفتح الحاء المهملة والقاف مكسورة وياء ساكنة ولام وقد ذكر في موضعه قال عمرو ابن لجإ ألم ترتع على الطلل المحيل بغربي الأبارق من حقيل
أبارق طلخام بكسر الطاء المهملة وسكون اللام والخاء معجمة وروي بالمهملة وقد ذكر في موضعه قال ابن مقبل بيض الأنوق برعم دون مسكنها وبالأبارق من طلخام مركوم
أبارق قنا بفتح القاف والنون مقصور وقد ذكر في موضعه قال الأشجعي أحن إلى تلك الأبارق من قنا كأن امرأ لم يجل عن داره قبلي
أبارق اللكاك بكسر اللام وتخفيف الكاف وألف وكاف أخرى قال إذا جاوزت بطن اللكاك تجاوبت به ودعاها روضه وأبارقه
أبارق النسر بفتح النون وسكون السين المهملة والراء وقال أبو العتريف وأهوى دماث النسر ادخل بينها بحيث التقت سلانه وأبارقه
الأباصر يجوز أن يكون جمع أبصر نحو أحوص وأحاوص وهو من جموع الأسماء لا من جموع الصفات ولكن لما سمي به موضع تمحض الإسمية وإن كان قد جاء أيضا في الصفات إلا أنه لا بد أن يكون مؤنثه فعلى نحو أصاغر جمع أصغر مؤنثه صغرى وقد جاء هذا البناء جمعا للجمع نحو كلب وأكلب وأكالب وهو اسم موضع
أباض بضم الهمزة وتخفيف الباء الموحدة وألف وضاد معجمة اسم قرية بالعرض عرض اليمامة لها نخل لم ير نخل أطول منها
وعندها كانت وقعة خالد ابن الوليد رضي الله عنه مع مسيلمة الكذاب قال شبيب بن يزيد بن النعمان بن بشير يفتخر بمقامات أبيه أتنسون يوم النعف نعف بزاخة ويوم أباض إذ عتا كل مجرم ويوم حنين في مواطن قتلة أفأنا لكم فيهن أفضل مغنم وقال رجل من بني حنيفة في يوم اباض فلله عينا من رأى مثل معشر أحاطت بهم آجالهم والبوائق فلم أر مثل الجيش جيش محمد ولا مثلنا يوم احتوتنا الحدائق أكر وأحمى من فريقين جمعوا وضاقت عليهم في أباض البوارق وقال الراجز يوم أباض إذ نسن اليزنا والمشرفيات تقد البدنا

وقال آخر كأن نخلا من أباض عوجا أعناقها إذ حمت الخروجا وأنشد محمد بن زياد الأعرابي ألا يا جارنا بأباض إنا وجدنا الريح خيرا منك جارا تغذينا إذا هبت علينا وتملأ وجه ناظركم غبارا
أباغ بضم أوله وآخره غين معجمة إن كان عربيا فهو مقلوب من بغى يبغي بغيا وباغ فلان على فلان إذا بغى
وفلان ما يباغ عليه ويقال إنه لكريم ولا يباغ وأنشدوا إما تكرم إن أصبت كريمة فلقد أراك ولا تباغ لئيما فهذا من تباغ أنت وأباغ أنا فعل لم يسم فاعله
وقرأت بخط أبي الحسن بن الفرات وسمي حجر آكل المرار لأن امرأته هندا سباها الحارث بن جبلة الغساني وكان أغار على كندة فلما انتهى بها إلى عين أباغ هكذا قال أبو عبيدة أباغ بضم الهمزة وقال الأصمعي أباغ بالفتح وقال عبد الرحمن بن حسان هن أسلاب يوم عين أباغ من رجال سقوا بسم ذعاف وقالت ابنة فروة بن مسعود ترثي أباها وكان قد قتل بعين أباغ بعين أباغ قاسمنا المنايا فكان قسيمها خير القسيم وقالوا سيدا منكم قتلنا كذاك الرمح يكلف بالكريم هكذا الرواية في البيت الأول بالفتح وفي الثاني بالضم آخر خط ابن الفرات
قال أبو الفتح التميمي النساب كانت منازل إياد بن نزار بعين أباغ وأباغ رجل من العمالقة نزل ذلك الماء فنسب إليه
قال وعين أباغ ليست بعين ماء وإنما هو واد وراء الأنبار على طريق الفرات إلى الشام وقيل في قول أبي نواس فما نجدت بالماء حتى رأيتها مع الشمس في عيني أباغ تغور حكي أنه قال جهدت على أن تقع في الشعر عين أباغ فامتنعت علي فقلت عيني أباغ ليستوي الشعر
وقوله تغور أي تغرب فيها الشمس لأنها لما كانت تلقاء غروب الشمس جعلها تغور فيها
وكان عندها في الجاهلية يوم لهم بين ملوك غسان ملوك الشام وملوك لخم ملوك الحيرة قتل فيه المنذر ابن المنذر بن امرىء القيس اللخمي فقال الشاعر بعين أباغ قاسمنا المنايا فكان قسيمها خير القسيم وقد أسقط النابغة الذبياني الهمزة من أوله فقال يمدح آل غسان يوما حليمة كانا من قديمهم وعين باغ فكان الأمر ما ائتمرا يا قوم إن ابن هند غير تارككم فلا تكونوا لأدنى وقعة جزرا
الأبالخ بفتح أوله واللام مكسورة والخاء معجمة جمع بليخ على غير قياس
والبليخ نهر بالرقة

يسقي قرى ومزارع وبساتين الرقة قال الأخطل وتعرضت لك بالأبالخ بعدما قطعت لأبرم خلة وإصارا وقد جمع بما حوله على بلخ ولا نعرف فعيلا على فعل غيره كما قال أقفرت البلخ من غيلان فالرحب وأما البليخ فجمعه على أبلخة نحو جريب وأجربة ثم جمعه على أبالخ نحو أسورة وأساور
أبام بضم أوله وتخفيف ثانيه أبام وأبيم هما شعبان بنخلة اليمانية لهذيل بينهما جبل مسيرة ساعة من نهار قال السعدي د وإن بذاك الجزع بين أبيم وبين أبام شعبة من فؤاديا
أبان بفتح أوله وتخفيف ثانيه وألف ونون أبان الأبيض وأبان الأسود فأبان الأبيض شرقي الحاجر فيه نخل وماء يقال له أكرة وهو العلم لبني فزارة وعبس
وأبان الأسود جبل لبني فزارة خاصة وبينه وبين الأبيض ميلان
وقال أبو بكر ابن موسى أبان جبل بين فيد والنبهانية أبيض وأبان جبل أسود وهما أبانان وكلاهما محدد الرأس كالسنان وهما لبني مناف بن دارم بن تميم بن مر وقد قال امرؤ القيس كأن أبانا في أفانين وبله كبير أناس في بجاد مزمل وحدث أبو العباس محمد بن يزيد المبرد قال كان بعض الأعراب يقطع الطريق فاخذه والي اليمامة في عمله فحبسه فحن إلى وطنه فقال أقول لبوابي والسجن مغلق وقد لاح برق ما الذي تريان فقالا نرى برقا يلوح وما الذي يشوقك من برق يلوح يمان فقلت افتحا لي الباب أنظر ساعة لعلي أرى البرق الذي تريان فقالا أمرنا بالوثاق وما لنا بمعصية السلطان فيك يدان فلا تحسبا سجن اليمامة دائما كما لم يدم عيش لنا بأبان وأبان أيضا مدينة صغيرة بكرمان من ناحية الروذان
أبانان تثنية لفظ أبان المذكور قبله وقد روى بعضهم أن هذه التثنية هي لأبان الأبيض وأبان الأسود المذكورين قبل
قال الأصمعي وادي الرمة يمر بين أبانين وهما جبلان يقال لأحدهما أبان الأبيض وهو لبني فزارة ثم لبني جريد منهم وأبان الأسود لبني أسد ثم لبني والبة ثم للحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد وبينهما ثلاثة أميال
وقال آخرون أبانان تثنية أبان ومتالع
غلب أحدهما كما قالوا العمران والقمران في أبي بكر وعمر وفي الشمس والقمر وهما بنواحي البحرين واستدلوا على ذلك بقول لبيد درس المنا بمتالع فأبان فتقادمت فالحبس فالسوبان
أراد : درس المنازل فحذف بعض الاسم ضرورة وهو من أقبح الضرورات
وقال أبو سعيد السكري

في قول بشر بن أبي خازم ألا بان الخليط ولم يزاروا وقلبك في الظعائن مستعار أسائل صاحبي ولقد أراني بصيرا بالظعائن حيث صاروا تؤم بها الحداة مياه نخل وفيها عن أبانين ازورار أبان جبل معروف وقيل أبانين لأنه يليه جبل نحو منه يقال له شرورى فغلبوا أبانا عليه فقالوا أبانان كما قالوا العمران لأبي بكر وعمر وله نظائر
ثم للنحويين ههنا كلام أنا ذاكر منه ما بلغني
قالوا تقول هذان أبانان حسنين تنصب النعت على الحال لأنه نكرة وصفت بها معرفة لأن الأماكن لا تزول فصار كالشيء الواحد وخالف الحيوان
إذا قلت هذان زيدان حسنان ترفع النعت ههنا لأنه نكرة وصفت بها نكرة وقالوا في هذا وشبهه مما جاء مجموعا إن أبانين وما أشبهها لم توضع أولا مفردة ثم ثنيت بل وضعت من المبتدإ مثناة مجموعة فهي صيغة مرتجلة فأبانان علم لجبلين وليس كل واحد منهما أبانا على انفراده بل أحدهما أبان والآخر متالع
قال أبو سعيد وقد يجوز أن تقع التسمية بلفظ التثنية والجمع فتكون معرفة بغير لام وذلك لا يكون إلا في الأماكن التي لا يفارق بعضها بعضا نحو أبانين وعرفات وإنما فرقوا بين أبانين وبين زيدين من قبل أنهم لم يجعلوا التثنية والجمع علما لرجلين ولا لرجال بأعيانهم وجعلوا الاسم الواحد علما بعينه فإذا قالوا رأيت أبانين فإنما يعنون هذين الجبلين بأعيانهما المشار إليهما لأنهم جعلوا أبانين اسما لهما لا يشاركهما في هذه التسمية غيرهما ولا يزولان وليس هذا في الأناسي لأن كل واحد من الأناسي يدخل فيما دخل فيه صاحبه ويزولان والأماكن لا تزول فيصير كل واحد من الجبلين داخلا في مثل ما دخل فيه صاحبه من الحال والثبات والجدب والخصب ولا يشار إلى أحد منهما بتعريف دون الآخر فصار كالواحد الذي لا يزايله منه شيء
والإنسانان يزولان ويتصرفان ويشار إلى أحدهما دون الآخر ولا يقال أبان الغربي وأبان الشرقي
وقال أبو الحسن سعيد بن مسعدة الأخفش قد يجوز أن يتكلم بأبان مفردا في الشعر وأنشد بيت لبيد المذكور قبيل
قال أبو سعيد وهذا يجوز في كل اثنين يصطحبان ولا يفارق أحدهما صاحبه في الشعر وغيره وقال أبو ذؤيب فالعين بعدهم كأن حداقها سملت بشوك فهي عور تدمع ويقال لبس زيد خفه ونعله والمراد النعلين والخفين
قالوا والنسبة إلى أبانين أباني كما قال الشاعر ألا أيها البكر الأباني إنني وإياك في كلب لمغتربان تحن وأبكي إن ذا لبلية وإنا على البلوى لمصطحبان وكان مهلهل بن ربيعة أخو كليب بعدحرب البسوس تتقل في القبائل حتى جاور قوما من مذحج يقال لهم بنو جنب وهم ستة رجال منبه والحارث والعلي وسيحان وشمران وهفان يقال لهؤلاء الستة جنب لأنهم جانبوا أخاهم صداء فنزل فيهم مهلهل فخطبوا إليه مية أخته فامتنع

فاكرهوه حتى زوجهم فقال أنكحها فقدها الأراقم في جنب وكان الخباء من أدم لو بأبانين جاء يخطبها ضرج ما أنف خاطب بدم هان على تغلب الذي لقيت أخت بني المالكين من جشم ليسوا بأكفائنا الكرام ولا يغنون من عيلة ولا عدم
الأبايض بعد الألف ياء مكسورة وضاد معجمة كأنه جمع أبيض اسم لهضبات تواجههن ثنية هرشى
أب بالفتح والتشديد كذا قال أبو سعيد
والأب الزرع في قوله تعالى وفاكهة وأبا
وهي بليدة باليمن ينسب إليها أبو محمد عبد الله بن الحسن بن الفياض الهاشمي
وقال ابن سلفة إب بكسر الهمزة
قال سمعت أبا محمد عبد العزيز بن موسى بن محسن القلعي يقول سمعت عمر بن عبد الخالق الأبي يقول بناتي كلهن حضن لتسع سنين
قال وإب مكسور الهمزة من قرى ذي جبلة باليمن وكذا يقوله أهل اليمن بالكسر ولا يعرفون الفتح
أبتر بالفتح ثم السكون وتاء فوقها نقطتان وراء موضع بالشام
أبترة بزيادة الهاء كأنه جمع الذي قبله وتاؤه مكسورة وهو ماء لبني قشير
إبثيت بالكسر ثم السكون وكسر الثاء المثلثة وياء ساكنة وتاء مثناة بوزن عفريت اسم جبل
إبجيج جيمان بينهما ياء من قرى مصر بالسمنودية
أبخاز بالفتح ثم السكون والخاء معجمة وألف وزاي اسم ناحية من جبل القبق المتصل بباب الأبواب وهي جبال صعبة المسلك وعرة لا مجال للخيل فيها تجاور بلاد اللان يسكنها أمة من النصارى يقال لهم الكرج وفيها تجمعوا ونزلوا إلى نواحي تفليس فصرفوا المسلمين عنها وملكوها في سنة 515 ولم يزالوا متملكين عليها وأبخاز معاقلهم حتى قصدهم خوارزم شاه جلال الدين في سنة 612 فأوقع بهم واستنقذ تفليس من أيديهم وهربت ملكتهم إلى أبخاز وكان لم يبق من بيت الملك غيرها
أبدة بالضم ثم الفتح والتشديد اسم مدينة بالأندلس من كورة جيان تعرف بأبدة العرب
اختطها عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك وتممها ابنه محمد بن عبد الرحمن
قال السلفي أنشدني أبو محمد عبد الحميد بن محمد بن عبد الحميد بن بطير الأموي قدم علينا الاسكندرية حاجا قال أنشدني أبو العباس أحمد بن البني الأبدي بجزيرة ميورقة وذكر شعرا لنفسه
أبذغ بالفتح ثم السكون وفتح الذال المعجمة وغين معجمة أيضا موضع في حسبان أبي بكر بن دريد
أبراد نحو جمع برد قال أبو زياد ومن الجبال التي في ديار أبي بكر بن كلاب أجبل يقال لهن أبراد وهن بين الظبية والحوأب
أبراص بوزن الذي قبله وصاده مهملة موضع بين هرشى والغمر
الأبراقات بالفتح ثم السكون وراء وألف وقاف وألف وتاء مثناة ماءة لبني جعفر بن كلاب

أبراق بالفتح ثم السكون
قال الأصمعي الأبرق والبرقاء حجارة ورمل مختلطة وكذلك البرقة
وقال غيره جمع البرقة برق وجمع الأبرق أبارق وجمع البرقاء برقاوات وتجمع البرقة براقا وفي القلة أبراق
وقال ابن الأعرابي الأبرق جبل مخلوط برمل وهي البرقة وكل شيء خلط من لونين فقد برق
وقال ابن شميل البرقة أرض ذات حجارة وتراب الغالب عليها البياض وفيها حجارة حمر وسود والتراب أبيض أعفر وهو يبرق بلون حجارتها وترابها وإنما برقها اختلاف ألوانها وتنبت أسنادها وظهرها البقل والشجر نباتا كثيرا يكون إلى جنبها الروض أحيانا وقد أضيف كل واحد من هذه اللغات والجموع إلى أمكنة أذكرها في مواضعها حسبما يقتضيه الترتيب ملتزما ترتيب المضاف إليه أيضا على الحروف
ومعاني هذه الألفاظ على اختلاف أوزانها واحد وإنما تجيء مختلفة لإقامة وزن الشعر فأما أبراق فهو اسم جبل لبني نصر من هوازن بنجد
وقال السيد علي بضم العين وفتح اللام أعني لفظة علي وهو علوي حسني من بني وهاس أبراق جبل في شرقي رحرحان وإياه عنى سلامة بن رزق الهلالي فقال فإن تك عليا يوم أبراق عارض بكتنا وعزتها العذارى الكواعب
الأبر بضمتين من مياه بني نمير ويعرف بأبر بني الحجاج
أبرشتويم بالفتح ثم السكون وفتح الراء وسكون الشين المعجمة وفتح التاء فوقها نقطتان وكسر الواو وياء ساكنة وميم هو جبل بالبذ من أرض موقان من نواحي أذربيجان كان يأوي إليه بابك الخرمي
فقال أبو تمام يمدح أبا سعيد محمد بن يوسف الثغري وفي أبرشتويم وهضبتيها طلعت على الخلافة بالسعود وذكره أبو تمام أيضا في موضع آخر من شعره يمدحه فقال ويوم يظل العز يحفظ وسطه بسمر العوالي والنفوس تضيع شققت إلى جباره حومة الوغى وقنعته بالسيف وهو مقنع لدى سندبايا لا تهاب وأرشق وموقان والسمر اللدان يزعزع وأبرشتويم والكذاج وملتقى سنابكها والخيل تردي وتمزع أبرشهر بالفتح ثم السكون وفتح الراء والشين المعجمة معا وسكون الهاء والراء ورواه السكري بسين مهملة وهو تعريب والأصل الإعجام لأن شهر بالفارسية هو البلد وأبر الغيم وما أراهم أرادوا إلا خصبه
قال السكري في خبر مالك بن الريب ولى معاوية سعيد بن عثمان بن عفان خراسان فأخذ على فلج وفليج فمر بأبي جردية الأثيم ومالك بن الريب وكانا لصين يقطعان الطريق فاستصحبهما فصحبه مالك بن الريب المازني ما شاء الله فلم ينل منه مما وعده شيئا وأتبع ذلك بجفوة فترك سعيدا وقفل راجعا فلما كان بأبرشهر وهي نيسابور مرض فقيل له أي شيء تشتهي فقال أشتهي أن أنام بين الغضا وأسمع حنينه أو أرى سهيلا وأخذ يرثي نفسه وقال قصيدة جيدة مشهورة

ذكرتها في خراسان وقال البحتري يرثي طاهر بن عبد الله بن طاهر بن الحسين ولله قبر في خراسان أدركت نواحيه أقطار العلى والمآثر مقيم بأدنى أبرشهر وطوله على قصر آفاق البلاد الظواهر وقد أسقط بعضهم الهمزة من أوله فقال كفى حزنا أنا جميعا ببلدة ويجمعنا في أرض برشهر مشهد في أبيات ذكرت في برشهر من هذا الكتاب
الأبرشية موضع منسوب إلى الأبرش بالشين المعجمة قال الأحيمر السعدي ونبئت أن الحي سعدا تخاذلوا حماهم وهم لو يعصبون كثير أطاعوا لفتيان الصباح لئامهم فذوقوا هوان الحرب حيث تدور نظرت بقصر الأبرشية نظرة وطرفي وراء الناظرين بصير فرد علي العين أن أنظر القرى قرى الجوف نخل معرض وبحور وتيهاء يزور القطا عن فلاتها إذا عسبلت فوق المتان حرور أبرقا زياد تثنية أبرق
وزياد اسم رجل جاء في رجز العجاج عرفت بين ابرقي زياد مغانيا كالوشيء في الأبراد الأبرقان هو تثنية الأبرق كما ذكرنا وإذا جاؤوا بالأبرقين في شعرهم هكذا مثنى فأكثر ما يريدون به أبرقي حجر اليمامة وهو منزل على طريق مكة من البصرة بعد رميلة اللوى للقاصد مكة ومنها إلى فلجة وقال بعض الأعراب يذكرهما أقول وفوق البحر نخشى سفينة تميل على الأعطاف كل مميل ألا أيها الركب الذين دليلهم سهيل اليماني دون كل دليل ألموا بأهل الأبرقين فسلموا وذاك لأهل الأبرقين قليل بأهلي أفدي الأبرقين وجيرة سأهجرهم لا عن قلى فأطيل ألا هل إلى سرح ألفت ظلاله وتكليم ليلى ما حييت سبيل وقال الزمخشري الأبرقان ماء لبني جعفر وقال أعرابي من طيء فسقيا لأيام مضين من الصبا وعيش لنا بالأبرقين قصير وتكذيب ليلى الكاشحين وسيرنا لنجد مطايانا بغير مسير وإذ نلبس الحول اليماني وإذ لنا حمام يرى المكروه كل غيور فلما علا الشيب الشباب وبشرت ذوي الحلم أعلى لمتي بقتير

وخفت انقلاب الدهر أن يصدع العصا وأن تغدر الأيام كل غدور وقال الصبا دعني أدعك صريمة عذير الصبا من صاحب وعذيري رجعت إلى الأولى وفكرت في التي إليها أو الأخرى يصير مصيري وليس امرؤ لاقى بلاء بيائس من الله أن ينتابه بجدير أبرق أعشاش قد ذكر في أعشاش بما أغنى عن الإعادة ههنا
أبرق البادي قد تقدم تفسير الأبرق في أبراق فأغنى
والبادي بالباء الموحدة يجوز أن يكون معناه الظاهر وأن يكون معناه من البادي ضد الحاضر
قال المرار قفا واسألا عن منزل الحي دمنة وبالأبرق البادي ألما على رسم أبرق ذي جدد بالجيم بوزن جرذ قال كثير إذا حل أهلي بالأبرقي ن أبرق ذي جدد أو دآثا أبرق ذي الجموع بالجيم موضع قرب الكلاب قال عمرو بن لجإ بأبرق ذي الجموع غداة تيم تقودك بالخشاشة والجديل أبرق الحزن بفتح الحاء المهملة وسكون الزاي والنون قال هل تونسان بأبرق الحزن فالأنعمين بواكر الظعن أبرق الحنان بفتح الحاء المهملة وتشديد النون وآخره نون أخرى هو ماء لبني فزارة
قالوا سمي بذلك لأنه يسمع فيه الحنين فيقال إن الجن فيه تحن إلى من قفل عنها قال كثير لمن الديار بأبرق الحنان فالبرق فالهضبات من أدمان أقوت منازلها وغير رسمها بعد الأنيس تعاقب الأزمان فوقفت فيها صاحبي وما بها يا عز من نعم ولا إنسان أبرق الخرجاء قال زر بن منظور بن سحيم الأسدي حي الديار عفاها القطر والمور حيث ارتقى أبرق الخرجاء فالدور أبرق دآث بوزن دعاث آخره ثاء مثلثة موضع في بلادهم قال كثير إذا حل أهلي بالأبرقي ن أبرق ذي جدد أو دآثا وقال ابن أحمر فغيره بحيث هراق في نعمان حيث الدوافع في براق الأدأثينا الدأث في اللغة الثقل قال رؤبة من أصر أدآث لها دآئث بوزن دعاعث
أبرق ذات مأسل قال الشمردل بن شريك اليربوعي وكان صاحب شراب شربت ونادمت الملوك فلم أجد على الكأس ندمانا لها مثل ديكل

أقل مكاسا في جزور وإن غلت وأسرع إنضاجا وإنزال مرجل ترى البازل الكوماء فوق خوانه مفصلة أعضاؤها لم تفصل سقيناه بعد الري حتى كأنما يرى حين أمسى أبرقي ذات مأسل عشية أنسينا قبيصة نعله فراح الفتى البكري غير منعل أبرق الربذة بالتحريك والذال معجمة موضع كانت به وقعة بين أهل الردة وأبي بكر الصديق رضي الله عنه ذكر في كتاب الفتوح كان من منازل بني ذبيان فغلبهم عليه أبو بكر رضي الله عنه لما ارتدوا وجعله حمى لخيول المسلمين وهذا الموضع عنى زياد بن حنظلة بقوله ويوم بالأبارق قد شهدنا على ذبيان يلتهب التهابا أتيناهم بداهية نآد مع الصديق إذ ترك العتابا أبرق الروحان بفتح الراء وسكون الواو والحاء مهملة وألف ونون وقد ذكر في موضعه وقال جرير فيه لمن الديار بأبرق الروحان إذ لا نبيع زماننا بزمان أبرق ضيحان الضاد معجمة مفتوحة وياء ساكنة وحاء مهملة وآخره نون قال جرير وبأبرقي ضيحان لاقوا خزية تلك المذلة والرقاب الخضع أبرق العزاف بفتح العين المهملة وتشديد الزاي وألف وفاء هو ماء لبني أسد بن خزيمة بن مدركة مشهور ذكر في أخبارهم وهو في طريق القاصد إلى المدينة من البصرة يجاء من حومانة الدراج إليه ومنه إلى بطن نخل ثم الطرف ثم المدينة
قالوا وإنما سمي العزاف لأنهم يسمعون فيه عزيف الجن قال حسان بن ثابت طوى أبرق العزاف يرعد متنه حنين المتالي فوق ظهر المشايع قال ابن كيسان أنشدنا أبو العباس محمد بن يزيد المبرد لرجل يهجو بني سعيد بن قتيبة الباهلي أبني سعيد إنكم من معشر لا يعرفون كرامة الأضياف قوم لباهلة بن أعصر إن هم غضبوا حسبتهم لعبد مناف قرنوا الغداء إلى العشاء وقربوا زادا لعمر أبيك ليس بكاف وكأنني لما حططت إليهم رحلي نزلت بأبرق العزاف بينا كذاك أتاهم كبراؤهم يلحون في التبذير والاسراف أبرق عمران بفتح العين المهملة قال دوس بن أم غسان اليربوعي تبينت من بين العراق وواسط وأبرق عمران الحدوج التواليا أبرق العيشوم بفتح العين المهملة وياء ساكنة وشين معجمة وواو ساكنة وميم قال السري بن معتب

من بني عمرو بن كلاب وددت بأبرق العيشوم أني وإياها جميعا في رداء أباشره وقد نديت رباه فألصق صحة منه بداء الأبرق الفرد بالفاء وسكون الراء قال عمرو ابن أبي ومقلتا نعجة حولاء أسكنها بالأبرق الفرد طاوي الكشح قد خذلا وقال آخر خليلي مرا بي على الأبرق الفرد عهودا لليلى حبذا ذاك من عهد الأبرق غير مضاف منزل من منازل بني عمرو ابن ربيعة
أبرق الكبريت موضع كان به يوم من أيام العرب قال بعضهم على أبرق الكبريت قيس بن عاصم أسرت وأطراف القنا قصد حمر أبرق مازن والمازن بيض النمل قال الأرقط وإني ونجما يوم أبرق مازن على كثرة الأيدي لمؤتسيان أبرق المدى جمع مدية وهي السكينة قال الفقعسي بذات فرقين فأبرق المدى أبرق المردوم بفتح الميم وسكون الراء وقد قال الجعدي فيه عفا أبرق المردوم منها وقد يرى به محضر من أهلها ومصيف أبرق النعار بفتح النون وتشديد العين المهملة وهو ماء لطيء وغسان قرب طريق الحاج قال بعضهم حي الديار فقد تقادم عهدها بين الهبير وأبرق النعار أبرق الوضاح بفتح الواو وتشديد الضاد المعجمة قال الذهلي لمن الديار بأبرق الوضاح أقوين من نجل العيونه ملاح أبرق الهيج بفتح الهاء وياء ساكنة وجيم قال ظهير ابن عامر الأسدي عفا أبرق الهيج الذي شحنت به نواصف من أعلى عماية تدفع الأبرقة بفتح الهمزة وسكون الباء وفتح الراء والقاف هكذا هو مكتوب في كتاب الزمخشري وقال هو ماء من مياه نملى قرب المدينة
أبرقوه بفتح أوله وثانيه وسكون الراء وضم القاف والواو ساكنة وهاء محضة هكذا ضبطه أبو سعد ويكتبها بعضهم أبرقويه أهل فارس يسمونها وركوه ومعناه فوق الجبل وهو بلد مشهور بأرض فارس من كورة اسطخر قرب يزد
قال أبو سعد أبرقوه بليدة بنواحي أصبهان على عشرين فرسخا منها فإن لم يكن سهوا منه فهي غير الفارسية ونسب إليها أبا الحسن هبة الله بن الحسن بن محمد الأبرقوهي الفقيه حدث عن أبي القاسم عبد الرحمن بن أبي عبيدة بن مندة بالكثير روى عنه

الحافظ أبو موسى محمد بن عمر المديني الأصبهاني
مات في حدود سنة 815
وقال الاصطخري أبرقوه آخر حدود فارس بينها وبين يزد ثلاثة فراسخ أو أربعة
قال وهي مدينة حصينة كثيرة الزحمة تكون بمقدار الثلث من اصطخر وهي مشتبكة البناء والغالب على بنائها الآزاج وهي قرعاء ليس حولها شجر ولا بساتين إلا ما بعد عنها وهي مع ذلك خصبة رخيصة الأسعار
قال وبها تل عظيم من الرماد يزعم أهلها أنها نار إبراهيم التي جعلت عليه بردا وسلاما
وقرأت في كتاب الابستاق وهو كتاب ملة المجوس أن سعدى بنت تبع زوجة كيكاووس عشقت ابنه كيخسرو وراودته عن نفسه فامتنع عليها فأخبرت أباه أنه راودها عن نفسها كذبا عليه فأجج كيخسرو لنفسه نارا عظيمة بأبرقوه وقال إن كنت بريئا فإن النار لا تعمل في شيئا وإن كنت خنت كما زعمت فإن النار تأكلني
ثم أولج نفسه في تلك النار وخرج منها سالما ولم تثر فيه شيئا فانتفى عنه ما اتهم به
قال ورماد تلك النار بأبرقوه شبه تل عظيم ويسمى ذلك التل اليوم جبل إبراهيم ولم يشاهد إبراهيم عليه السلام أرض فارس ولا دخلها وإنما كان ذلك بكوثاربا من أرض بابل
وقرأت في موضع آخر أن إبراهيم عليه السلام ورد إلى أبرقوه ونهى أهلها عن استعمال البقر في الزرع فهم لا يزرعون عليها مع كثرتها في بلادهم
وحدثني أبو بكر محمد المعروف بالحربي الشيرازي وكان يقول إنه ولد أخت ظهير الفارسي قال اختلفت إلى أبرقوه ثلاث مرات فما رأيت المطر قط وقع في داخل سورة المدينة
ويزعمون أن ذلك بدعاء إبراهيم عليه السلام
وإلى أبرقوه هذه ينسب الوزير أبو القاسم علي بن أحمد الأبرقوهي وزير بهاء الدولة بن عضد الدولة بن بويه
وذكر الاصطخري مسافة ما بين يزد إلى نيسابور فقال تسير من أزادخره إلى بستاذران مرحلة وهي قرية فيها نحو ثلاثمائة رجل وماء جار من قناة ولهم زروع وبساتين وكروم ومن بستاذران إلى أبرقوه مرحلة خفيفة وأبرقوه قرية عامرة وفيها نحو سبعمائة رجل وفيها ماء جار وزرع وضرع وهي خصبة جدا ومن أبرقوه إلى زادويه ثم إلى زيكن ثم إلى استلست ثم إلى ترشيش ثم إلى نيسابور فهذه أبرقوه أخرى غير الأولى فاعرفه
إبرم بكسر الهمزة وسكون الباء الموحدة وفتح الراء وميم من أبنية كتاب سيبويه مثل إبين
قال أبو نصر أحمد بن حاتم الجرمي إبرم اسم بلد
وقال أبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي الأشبيلي النحوي إبرم نبت
وقرأت في تاريخ ألفه أبو غالب بن المهذب المعري أن سيف الدولة بن حمدان لما عبر الفرات في سنة 333 ليملك الشام تسامع به الولاة فتلقوه من الفرات وكان فيهم أبو الفتح عثمان بن سعيد والي حلب من قبل الإخشيد فلقيه من الفرات فأكرمه سيف الدولة وأركبه معه وسايره فجعل سيف الدولة كلما مر بقرية سأله عنها فيجيبه حتى مر بقرية فقال ما اسم هذه القرية فقال إبرم
فسكت سيف الدولة وظن أنه أراد أنه أبرمه وأضجره بكثرة السؤال فلم يسأله سيف الدولة بعد ذلك عن شيء حتى مر بعدة قرى فقال له أبو الفتح يا سيدي وحق رأسك إن اسم تلك القرية إبرم فاسأل من شئت عنها
ضحك سيف الدولة وأعجبته فطنته

أبروقا قرية كبيرة جليلة من ناحية الرومقان من أعمال الكوفة
وفي كتاب الوزراء أنها كانت تقوم على الرشيد بألف ألف ومائتي ألف درهم
الأبروق بفتح الهمزة وسكون الباء وضم الراء وبعد الواو قاف اسم موضع في بلاد الروم موضع يزار من الآفاق والمسلمون والنصارى متفقون على انتيابه
قال أبو بكر الهروي بلغني أمره فقصدته فوجدته في لحف جبل يدخل إليه من باب برج ويمشي الداخل تحت الأرض إلى أن ينتهي إلى موضع واسع وهو جبل مخسوف تبين منه السماء من فوقه وفي وسطه بحيرة وفي دائرها بيوت للفلاحين من الروم ومزدرعهم ظاهر الموضع وهناك كنيسة لطيفة ومسجد فإن كان الزائر مسلما أتوا به إلى المسجد وإن كان نصرانيا أتوا به إلى الكنيسة ثم يدخل إلى بهو فيه جماعة مقتولون فيهم آثار طعنات الأسنة وضربات السيوف ومنهم من فقدت بعض أعضائه وعليهم ثياب القطن لم تتغير
وهناك في موضع آخر أربعة قيام مسندة ظهورهم إلى حائط المغارة ومعهم صبي قد وضع يده على رأس واحد منهم طوال من الرجال وهو أسمر اللون وعلية قباء من القطن وكفه مفتوحة كأنه يصافح أحدا ورأس الصبي على زنده وإلى جانبه رجل على وجهه ضربة قد قطعت شفته العليا وظهرت أسنانه وهم بعمائم
وهناك أيضا بالقرب امرأة وعلى صدرها طفل وقد طرحت ثديها في فيه
وهناك خمس أنفس قيام ظهورهم إلى حائط الموضع
وهناك أيضا في موضع عال سرير عليه اثنا عشر رجلا فيهم صبي مخضوب اليد والرجل بالحناء والروم يزعمون أنهم منهم والمسلمون يقولون إنهم من الغزاة في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه ماتوا هناك صبرا ويزعمون أن أظافيرهم تطول وأن رؤوسهم تحلق وليس لذلك صحة إلا أنهم قد يبست جلودهم على عظامهم ولم يتغيروا
أبرين بفتح الهمزة وسكون الباء وكسر الراء وباء ساكنة وآخره نون وهو لغة في يبرين
قال أبو منصور هو اسم قرية كثيرة النخل والعيون العذبة بحذاء الأحساء من بني سعيد بالبحرين وهو واحد على بناء الجمع حكمه كحكمه في الرفع بالواو وفي النصب والجر بالياء وربما أعربوا نونه وجعلوه بالياء على كل حال
وقال الخارزنجي رمل أبرين ويبرين بلد قيل هي في بلاد العماليق
وقال أبو الفتح أما يبرين فلا ينبغي أن يتوهم أنه اسم منقول من قولك هن يبرين لفلان أي يعارضنه من قولك يبري لها من أيمن وأشمل
يدل على أنه ليس منقولا منه قولهم فيه يبرون وليس شيء من الفعل يكون هكذا
فإن قلت ما أنكرت أن يكون يبرين وأبرون فعلا فيه لغتان الياء والواو مثل نقوت المخ ونقيته وسروت الثوب وسريته وكنوت الرجل وكنيته ونفيت الشيء ونفوته فيكون يبرين على هذا كيكنين ويبرون كيكنون ومثاله يفعلن كقولك هن يدعون ويغزون وفي التنزيل إلا أن يعفون
فالجواب أنه لو كان الواو والياء فيه لامين على ما

ذكرته من اختلاف اللغتين لجاز أن يجيء عن هم يبرون بالواو وضمة النون كما أنه لو سميت بقولك النساء يغزون على قول من قال أكلوني البراغيث بجعل النون علامة جمع لقلت هذا يغزون كقولك يقتلن اسم رجل على الوصف الذي ذكرنا هذا يقتلن
وفي امتناع العرب أن تقول يبرون مع قولهم يبرين دلالة على أنه ليس كما ظنه السائل من كون الواو في يبرون والياء في يبرين لامين مختلفين بل هما زائدتان قبل النون بمنزلة واو فلسطون وياء فلسطين
وأيضا فقد قالوا يبرين وأبرين وأبدلوا الياء همزة فدل أنها ههنا أصل ألا ترى أنها لو كانت في أول فعل لكانت حرف مضارعة لا غير ولم نر حرف مضارعة أبدل مكانه حرف مضارعة فدل هذا كله على أن الياء في أول يبرين ويبرون فاء لا محالة
فأما قولهم باهلة بن أعصر ثم أبدلوا من الهمزة الياء فقالوا يعصر فغير داخل فيما نحن فيه وذلك أن أعصر ليس فعلا إنما هو جمع عصر وإنما سمي بذلك لقوله أبني إن أباك غير لونه كر الليالي واختلاف الأعصر فهذا وجه الاحتجاج على قائل إن ذهب إلى ذلك في يبرين وليس ينبغي أن يحتج عليه بأن يقال لا يكونان لغتين يبرين ويبرون كيكنين ويكنون لأنه لا يقال بروت له في معنى بريت أي تعرضت فمعنى بريت من بريت القلم وبروته وبروت القلم عن أبي الصقر فإن هو قال هذا فجوابه ما قدمناه
أبرينق بفتح الهمزة وسكون الباء وكسر الراء وياء ساكنة ونون مفتوحة وقاف ويقال أبرون والقاف تعريب من قرى مروى والنسبة إليها أبرينقي
ينسب إليها جماعة منهم أبو الحسن علي بن محمد الدهان الأبرينقي كان فقيها صالحا روى عن أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الفوراني الفقيه وغيره من شيوخ مرو روى عنه أبو الحسن علي بن محمد الشهرستاني بمكة وكان من أهل الورع والعلم
مات سنة 325
أبزار بفتح الهمزة وسكون الباء وزاي وألف وراء قرية بينها وبين نيسابور فرسخان نسبوا إليها قوما من أهل العلم منهم حامد بن موسى الأبزاري سمع إسحاق بن راهويه وغيره وإبراهيم بن محمد بن أحمد ابن رجاء الأبزاري الوراق طلب الحديث على كثير فسمع بنيسابور ونسا ورحل إلى العراق فسمع بها عبد الله بن محمد بن عبد العزيز وكتب بالجزيرة عن أبي عروبة الحراني وبالشام عن مكحول البيروتي وعامر بن خزيم المري وأبي الحسن بن جوصا وسمع بخراسان الحسن بن سفيان ومسعود بن قطن وجعفر بن أحمد الحافظ وببغداد أبا القاسم البغوي ومحمد بن الباغندي وغيرهم وروى عنه الحاكم أبو عبد الله وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو عبد الله بن مندة وأبو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي وجمع الحديث الكثير وعمر حتى احتاجوا إليه ومات في خامس رجب سنة 364 عن ست أو سبع وتسعين سنة
أبزقباذ بفتح أوله وثانيه وسكون الزاي وضم القاف والباء موحدة وألف وذال معجمة كذا وجدته بخط غير واحد من أهل العلم بالزاي
وقباذ بن فيروز ملك من ملوك الفرس وهو والد

أنو شروان العادل ولهذا الموضع ذكر في الفتوح يجيء مع ذكر المذار فكأنه يجاور ميسان ودستميسان
وقال هلال بن المحسن أبزقباذ كذا هو بخطه بالزاي من طساسيج المذار بين البصرة وواسط
وقال ابن الفقيه وغيره أبزقباذ هي كورة أرجان بين الأهواز وفارس بكمالها وقد ذكرت مع أرجان
وفي كتب الفرس أن قباذ بنى أبزقباذ وهي أرجان وأسكنها سبي همذان
وقال أبو يحيى زكرياء الساجي في تاريخ البصرة سار عتبة بن غزوان بعد فتح الأبلة إلى دستميسان ففتحها ومضى من فوره ذلك إلى أبزقباذ ففتحها
هكذا وجدته بخط أبي الحسن بن الفرات بالزاي وإذا صحت الروايات فهذه غير أرجان والله الموفق
أبسس بالفتح ثم السكون وضم السين المهملة وسين أخرى اسم لمدينة خراب قرب أبلستين من نواحي الروم يقال منها أصحاب الكهف والرقيم وقيل هي مدينة دقيانوس وفيها آثار عجيبة مع خرابها
أبسكون بفتح أوله وثانيه وسكون السين المهملة وكاف وواو ونون مدينة على ساحل بحر طبرستان بينها وبين جرجان أربعة وعشرون فرسخا وهي فرضة للسفن والمراكب وقد رويت بألف بعد الهمزة وقد ذكرت فيما سلف
أبسوج بالفتح ثم السكون وآخره جيم اسم قرية بالصعيد على غربي النيل
قال أبو علي التنوخي حدثني من أثق به وهو أبو عبد الله الحسين بن عثمان الخرقي الحنبلي قال توجهت إلى الصعيد في سنة 953 فرأيت في باب ضيعة لأبي بكر علي بن صالح الروذباري تعرف بأبسوج شارعة على النيل بين القيس والبهنسا صورة فارة في حجر والناس يجيئون بطين من طين النيل فيطبعون فيه تلك الصورة يحملونه إلى بيوتهم فسألت عن ذلك فقيل لي ظهر عن قريب من سنيات هذا الطلسم وذاك أنه كان مركب فيه شعير تحت هذه البيعة فقصد صبي من المركب ليلعب فأخذ من هذا الطين وطبع الفارة ونزل بالطين المطبوع المركب فلما حصل فيه تبادر فار المركب يظهرون ويرمون أنفسهم في الماء
فعجب الناس من ذلك وجربوه في البيوت فكان أي طابع حصل في دار لم تبق فيها فارة إلا خرجت فتقتل أو تفلت إلى موضع لا صورة فيه فكثر الناس أخذ الصورة في الطين وتركها في منازلهم حتى لم تبق فارة في الطرق والشوارع وشاع ذلك وذاع في البلدان
أنشاق بالنون والشين معجمة قرية من قرى مصر يقال لها محلة أنشاق من ناحية الدقهلية
وبالصعيد من ناحية البهنسا أبشاق بالباء الموحدة
أبشاي بالفتح ثم السكون وشين معجمة وألف وياء ساكنتان من قرى الصعيد الأدنى بمصر
أبشويه قرية من قرى مصر أيضا من الغربية
إبشيش بشينين معجمتين بينهما ياء ساكنة من قرى مصر من ناحية السمنودية
أبشية وتعرف بأبشية الرمان من قرى الفيوم بمصر
أبضع وضبيع ماءان لبني بكر قالت امرأة تزوجها رجل فحنت إلى وطنها ألا ليت لي من وطب أمي شربة تشاب بماء من ضبيع وأبضع

أبضة بالضم ثم السكون والضاد معجمة ماءة لبني العنبر
قال أبو القاسم الخوارزمي أبضة ماء لطيء ثم لبني ملقط منهم عليه نخل وهو على عشرة أميال من طريق المدينة قال مساور بن هند يصف هذا المكان سائل تميما هل وفيت فإنني أعددت مكرمتي ليوم سباب وأخذت جار بني سلامة عنوة فدفعت ربقته إلى عتاب وجلبته من أهل أبضة طائعا حتى تحكم فيه أهل إراب إبط بالكسر ثم السكون قرية من قرى اليمامة من ناحية الوشم لبني امرىء القيس بن زيد مناة بن تميم بن مر
الأبطح بالفتح ثم السكون وفتح الطاء والحاء مهملة وكل مسيل فيه دقاق الحصى فهو أبطح
وقال ابن دريد الأبطح والبطحاء الرمل المنبسط على وجه الأرض
وقال أبو زيد الأبطح أثر المسيل ضيقا كان أو واسعا
والأبطح يضاف إلى مكة وإلى منى لأن المسافة بينه وبينهما واحدة وربما كان إلى منى أقرب وهو المحصب وهو خيف بني كنانة وقد قيل إنه ذو طوى وليس به
وذكر بعضهم أنه إنما سمي أبطح لأن آدم عليه السلام بطح فيه وقال حميد بن ثور الهلالي أقول لعبد الله بيني وبينه لك الخير خبرني فأنت صديق تراني إن عللت نفسي بسرحة على السرح موجودا علي طريق أبى الله إلا أن سرحة مالك على كل سرحات العضاه تروق سقى السرحة المحلال والأبطح الذي به الشري غيث مدجن وبروق فقد ذهبت طولا فما فوق طولها من النخل إلا عشة وسحوق فيا طيب رياها ويا برد مائها إذا حان من حامي النهار ودوق حمى ظلها شكس الخليقة خائف عليها عرام الطائفين شفيق فلا الظل من برد الضحى تستطيعه ولا الفيء من برد العشي تذوق وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد أوعد من يشبب بالنساء من الشعراء عقوبة فأخذ حميد يشبب بالسرحة تورية وإنما يريد امرأة
أبغر بالفتح ثم السكون والغين المعجمة مفتوحة وراء من قرى سمرقند وقيل هي ناحية بسمرقند ذات قرى متصلة
منها أبو يزيد خالد بن كردة الأبغري السمرقندي وأبو عبد الله محمد بن محمد بن عمران الأبغري كاتب الإنشاء في أيام دولة السامانية وكان من البلغاء
الأبكر بضم الكاف الإبكر والبكرات قارات في البادية
الأبك بتشديد الكاف هو موضع يقول الراجز فيه جربة من حمر الأبك لا ضرع فيها ولا مذكي الجربة العانة من الحمير

أبكن بالنون وفتح الكاف موضع بالبصرة له ذكر في الأخبار
الأبكين بلفظ التثنية بفتح أوله وثانيه وتشديد الكاف هما جبلان يشرفان على رحبة الهدار باليمامة
الأبلاء بالفتح ثم السكون والمد هو اسم بئر
أبلستين بالفتح ثم الضم ولام مضمومة أيضا والسين المهملة ساكنة وتاء فوقها نقطتان مفتوحة وياء ساكنة ونون هي مدينة مشهورة ببلاد الروم وهي الآن بيد المسلمين وسلطانها ولد قلج أرسلان السلجوقي قريبة من أبسس مدينة أصحاب الكهف
الأبلق بوزن الأحمر حصن السموأل بن عادياء اليهودي وهو المعروف بالأبلق الفرد مشرف على تيماء بين الحجاز والشام على رابية من تراب فيه آثار أبنية من لبن لا تدل على ما يحكى عنها من العظمة والحصانة وهو خراب وإنما قيل له الأبلق لأنه كان في بنائه بياض وحمرة وان أول من بناه عادياء أبو السموأل اليهودي ولذلك قال السموأل بنعى لي عاديا حصنا حصينا وماء كلما شئت استقيت رفيعا تزلق العقبان عنه إذا ما نابني ضيم أبيت وأوصى عاديا قدما بأن لا تهدم يا سموأل ما بنيت وفيت بأدرع الكندي إني إذا ما خان أقوام وفيت وكان يقال أوفى من السموأل وذلك أن امرأ القيس بن حجر الكندي مر بالأبلق وهو يريد قيصر يستنجده على قتلة أبيه وكان معه أدراع مائة فأودعها السموأل ومضى فبلغ خبرها ملكا من ملوك غسان وقيل هو الحارث بن ظالم ويقال الحارث بن أبي شمر الغساني فسار نحو الأبلق ليأخذ الأدرع فتحصن منه السموأل وطلب الملك منه تلك الأدرع فامتنع من تسليمها فقبض على ابن له وكان قد خرج للتصيد وجاء به إلى تحت الحصن وقال إن لم تعطني الأدرع وإلا قتلت ابنك ففكر السموأل وقال ما كنت لأخفر ذمتي فاصنع ماشئت فذبحه والسموأل ينظر إليه
وقيل إن الذي طالبه بالأدرع الحارث بن ظالم وإنه لما امتنع من تسليم الأدرع إليه ضرب ابنه بسيفه ذي الحيات فقطعه نصفين
وقيل إن ذلك الذي أراد جرير بقوله للفرزدق بسيف أبي رغوان سيف مجاشع ضربت ولم تضرب بسيف ابن ظالم ولم يدفع إليه السموأل الأدرع وانصرف ذلك الملك عند اليأس فضربت العرب به المثل لوفائه
هذا قول يحيى بن سعيد الأموي عن محمد بن السائب الكلبي
قال الأعشى يذم رجلا من كلب بنو الشهر الحرام فلست منهم ولست من الكرام بني العبيد ولا من رهط حسان بن قرط ولا من رهط حارثة بن زيد قال وهؤلاء كلهم من كلب فقال الكلبي لا أبا لك أنا والله أشرف من هؤلاء كلهم
فسبه الناس كلهم بهجاء الأعشى إياه ثم أغار الكلبي المهجو على قوم قد

بات فيهم الأعشى فأسر منهم نفرا فيهم الأعشى وهو لا يعرفه ورحل الكلبي حتى نزل بشريح ابن السموأل بن عادياء اليهودي صاحب تيماء وهو بحصنه الأبلق فمر شريح بالأعشى فناداه الأعشى شريح لا تتتركني بعدما علقت حبالك اليوم بعد القد أظفاري قد جلت ما بين بانقيا إلى عدن وطال في العجم تسياري وتكراري فكان أكرمهم جداوأوثقهم عهدا أبوك بعرف غير إنكار كن كالسموأل إذ طاف الهمام به في جحفل كهزيع الليل جرار بالأبلق الفرد من تيماء منزله حصن حصين وجار غير غدار إذ سامه خطتي خسف فقال له قل ما تشاء فإني سامع حار فقال ثكل وغدر أنت بينهما فاختر فما فيهما حظ لمختار فشك غير طويل ثم قال له اقتل أسيرك إني مانع جاري فاختار أدراعه كيلا يسب بها ولم يكن وعده فيها بختار قال فجاء شريح إلى الكلبي فقال هب لي هذا الأسير المضرور
فقال هو لك فأطلقه وقال له أقم عندي حتى أكرمك وأحبوك
فقال الأعشى من تمام صنيعتك إلي أن تعطيني ناقة ناجية وتخليني الساعة
فأعطاه ناقة فركبها ومضى من ساعته وبلغ الكلبي أن الذي وهب لشريح هو الأعشى فأرسل إلى شريح ابعث إلي الاسير الذي وهبت لك حتى أحبوه وأعطيه فقال قد مضى
فأرسل الكلبي في أثره فلم يلحقه
وقال الأعشى وهو زعم أن سليمان ابن داود هو الذي بنى الألق الفرد بعد أن ذكر الملوك الذين أفناهم الدهر فقال ولا عاديا لم يمنع الموت ماله وورد بتيماء اليهودي أبلق بناه سليمان بن داود حقبة له أزج عال وطي موثق يوازي كبيدات السماء ودونه بلاط ودارات وكلس وخندق له درمك في رأسه ومشارب ومسك وريحان وراح تصفق وحور كأمثال الدمى ومناصف وقدر وطباخ وصاع وديسق فذاك ولم يعجز من الموت ربه ولكن أتاه الموت لا يتأبق وقال السموأل يصف نفسه وحصنه لنا جبل يحتله من نجيره منيع يرد الطرف وهو كليل رسا أصله تحت الثرى وسما به إلى النجم فرع لا ينال طويل هو الأبلق الفرد الذي سار ذكره يعز على من رامه ويطول الأبلة بضم أوله وثانيه وتشديد اللام وفتحها قال أبو علي الأبلة اسم البلد الهمزة فيه فاء وفعلة

قد جاء اسما وصفة نحو حضمة وغلبة وقالوا قمد فلو قال قائل إنه أفعلة والهمزة فيه زائدة مثل أبلمة وأسنمة لكان قولا
وذهب أبو بكر في ذلك إلى الوجه الأول كأنه لما رأى فعلة أكثر من أفعلة كان عنده أولى من الحكم بزيادة الهمزة لقلة أفعلة ولمن ذهب إلى الوجه الآخر أن يحتج بكثرة زيادة الهمزة أولا
وقالوا للفدرة من التمر الأبلة
قال الشاعر وهو أبو المثلم الهذلي فيأكل ما رض من زادنا ويأبى الأبلة لم ترضض وهذا أيضا فعلة من قولهم طير أبابيل فسره أبو عبيدة جماعات في تفرقة فكما أن أبابيل فعاعيل وليست بأفاعيل كذلك الأبلة فعلة وليست بأفعلة
وحكي عن الأصمعي في قولهم الأبلة التي يراد بها اسم البلد كانت به امرأة خمارة تعرف بهوب في زمن النبط فطلبها قوم من النبط فقيل لهم هوب لاكا بتشديد اللام أي ليست هوب ههنا فجاءت الفرس فغلظت فقالت هوبلت فعربتها العرب فقالت الأبلة
وقال أبو القاسم الزجاجي الأبلة الفدرة من التمر وليست الجلة كما قال أبو بكر الأنباري
إن الأبلة عندهم الجلة من التمر وأنشد ابن الأنباري
ويأبى الأبلة لم ترضض وقرىء بخط بديع الزمان بن عبد الله الأديب الهمذاني في كتاب قرأه على أبي الحسين أحمد بن فارس اللغوي وخطه له عليه سمعت محمد بن الحسين بن العميد يقول سمعت محمد بن مضا يقول سمعت الحسن بن علي بن قتيبة الرازي يقول سمعت أبا بكر القاري يقول الأبلة بفتح أوله وثانيه والأبلة بضم أوله وثانيه هو المجيع
وأنشد البيت المذكور قبل والمجيع التمر باللبن
والأبلة بلدة على شاطىء دجلة البصرة العظمى في زاوية الخليج الذي يدخل إلى مدينة البصرة وهي أقدم من البصرة لأن البصرة مصرت في أيام عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وكانت الأبلة حيئذ مدينة فيها مسالح من قبل كسرى وقائد وقد ذكرنا فتحها في سبذان
وكان خالد بن صفوان يقول ما رأيت أرضا مثل الأبلة مسافة ولا أغذى نطفة ولا أوطأ مطية ولا أربح لتاجر ولا أخفى لعائذ
وقال الأصمعي جنان الدنيا ثلاث غوطة دمشق ونهر بلخ ونهر الأبلة
وحشوش الدنيا خمسة الأبلة وسيراف وعمان وأردبيل وهيت
وأما نهر الأبلة الضارب إلى البصرة فحفره زياد
وحكي أن بكر بن النطاح الحنفي مدح أبا دلف العجلي بقصيدة فأثابه عليها عشرة آلاف درهم فاشترى بها ضيعة بالأبلة ثم جاء بعد مديدة وأنشده أبياتا بك ابتعت في نهر الأبلة ضيعة عليها قصير بالرخام مشيد إلى جنبها أخت لها يعرضونها وعندك مال للهبات عتيد فقال أبو دلف وكم ثمن هذه الضيعة الأخرى فقال عشرة آلاف درهم فأمر أن يدفع ذلك إليه فلما قبضها قال له اسمع مني يا بكر إن إلى جنب

كل ضيعة ضيعة أخرى إلى الصين وإلى ما لا نهاية له فإياك أن تجيئني غدا وتقول إلى جنب هذه الضيعة ضيعة أخرى فإن هذا شيء لا ينقضي
وقد نسب إلى الأبلة جماعة من رواة العلم منهم شيبان بن فروخ الأبلي وحفص بن عمر بن إسماعيل الأبلي روى عن الثوري ومسعر بن كدام ومالك بن أنس وابن أبي ذئب وابنه إسماعيل بن حفص أبو بكر الأبلي وأبو هاشم كثير بن سليم الأبلي من أهلها وهو الذي يقال له كثير بن عبد الله يضع الحديث على أنس ويرويه عنه لا تحل رواية حديثه
وغير هؤلاء
أبلى بالضم ثم السكون والقصر بوزن حبلى قال عرام تمضي من المدينة مصعدا إلى مكة فتميل إلى واد يقال له عريفطان معن ليس له ماء ولا مرعى وحذاه جبال يقال لها أأبلى فيها مياه منها بئر معونة وذو ساعدة وذو جماجم أو حماحم والوسباء وهذه لبني سليم وهي قنان متصلة بعضها إلى بعض قال فيها الشاعر ألا ليت شعري هل تغير بعدنا أروم فآرام فشابة فالحضر وهل تركت أبلى سواد جبالها وهل زال بعدي عن قنينته الحجر وعن الزهري بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل أرض بني سليم وهو يومئذ ببئر معونة بجرف أبلى
وأبلى بين الأرحضية وقران كذا ضبطه أبو نعيم
أبلي بالضم ثم السكون وكسر اللام وتشديد الياء جبل معروف عند أجإ وسلمى جبلي طيء وهناك نجل سعته أكثر من ثلاثة فراسخ
والنجل بالجيم الماء النز ويستنقع فيه ماء السماء أيضا وواد يصب في الفرات قال الأخطل ينصب في بطن أبلي ويبحثه في كل منبطح منه أخاديد فثم يربع أبليا وقد حميت منها الدكادك والأكم القراديد يصف حمارا ينصب في العدو ويبحثه أي يبحث عن الوادي بحافره
وقال الراعي تداعين من شتى ثلاث وأربع وواحدة حتى كملن ثمانيا دعا لبها عمرو كأن قد وردنه برجلة أبلي وإن كان نائيا إبليل بالكسر ثم السكون ولام مكسورة وياء ساكنة ولام أخرى قرية من قرى مصر بأسفل الأرض يضاف إليها كورة فيقال كورة صان وإبليل
ابنا طمر تثنية ابن وطمر بكسر الطاء والميم وتشديد الراء هما جبلان ببطن نخلة وابنا طمار ثنيتان
ابنا عوار بضم العين قلتان في قول الراعي ماذا تذكر من هند إذا احتجبت بابني عوار وأدنى دارها بلع ابنبم بفتح أوله وثانيه وسكون النون وفتح الباء الموحدة وميم بوزن أفنعل من أبنية كتاب سيبويه وروى يبنبم بالياء وذكر في موضعه وأنشد سيبويه لطفيل الغنوي يقول

أشاقتك أظعان بحفر أبنبم نعم بكرا مثل الفسيل المكمم ابن ماما لا أعرفه في غير كتاب العمراني وقال مدينة صغيرة ولم يزد
ابن مدى مدى الشيء غايته ومنتهاه اسم واد في قول الشاعر فابن مدى روضاته تأنس ابند بفتح أوله وثانيه وسكون النون صقع معروف من نواحي جنديسابور من نواحي الأهواز عن نصر
أبنود بالفتح ثم السكون وضم النون وسكون الواو ودال مهملة قرية من قرى الصعيد دون قفط ذات بساتين ونخل ومعاصر للسكر
أبنى بالضم ثم السكون وفتح النون والقصر بوزن حبلى موضع بالشام من جهة البلقاء جاء ذكره في قول النبي صلى الله عليه و سلم لأسامة ابن زيد حيث أمره بالمسير إلى الشام وشن الغارة على أبنى
وفي كتاب نصر أبنى قرية بمؤتة
الأبواء بالفتح ثم السكون وواو وألف ممدودة قال قوم سمي بذلك لما فيه من الوباء ولو كان كذلك لقيل الأوباء إلا أن يكون مقلوبا
وقال ثابت بن أبي ثابت اللغوي سميت الأبواء لتبوء السيول بها وهذا أحسن
وقال غيره الأبواء فعلاء من الأبوة أو أفعال كأنه جمع بو وهو الجلد الذي يحشى ترأمه الناقة فتدر عليه إذا مات ولدها أو جمع بوى وهو السواء إلا أن تسمية الأشياء بالمفرد ليكون مساويا لما سمي به أولى ألا ترى أنا نحتال لعرفات وأذرعات مع أن أكثر أسماء البلدان مؤنثة ففعلاء أشبه به مع أنك لو جعلته جمعا لاحتجت إلى تقدير واحده وسئل كثير الشاعر لم سميت الأبواء أبواء فقال لأنهم تبوأوا بها منزلا
والأبواء قرية من أعمال الفرع من المدينة بينها وبين الجحفة مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلا
وقيل الأبواء جبل على يمين آرة ويمين الطريق للمصعد إلى مكة من المدينة وهناك بلد ينسب إلى هذا الجبل وقد جاء ذكره في حديث الصعب بن جثامة وغيره
قال السكري الأبواء جبل شامخ مرتفع ليس عليه شيء من النبات غير الخزم والبشام وهو لخزاعة وضمرة
قال ابن قيس الرقيات فمنى فالجمار من عبد شمس مقفرات فبلدح فحراء فالخيام التي بعسفان أقوت من سليمى فالقاع فالأبواء وبالأبواء قبر آمنة بنت وهب أم النبي صلى الله عليه و سلم وكان السبب في دفنها هناك أن عبد الله والد رسول الله صلى الله عليه و سلم كان قد خرج إلى المدينة يمتار تمرا فمات بالمدينة فكانت زوجته آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب تخرج في كل عام إلى المدينة تزور قبره فلما أتى على رسول الله صلى الله عليه و سلم ست سنين خرجت زائرة لقبره ومعها عبد المطلب وأم أيمن حاضنة رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما صارت بالأبواء منصرفة إلى مكة ماتت بها

ويقال إن أبا طالب زار أخواله بني النجار بالمدينة وحمل معه آمنة أم رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما رجع منصرفا إلى مكة ماتت آمنة بالأبواء
أبوى مقصور اسم للقريتين اللتين على طريق البصرة إلى مكة المنسوبتين إلى طسم وجديس قال المثقب العبدي ألا من مبلغ عدوان عني وما يغني التوعد من بعيد فإنك لو رأيت رجال أبوى غداة تسربلوا حلق الحديد إذا لظننت جنة ذي عرين وآساد الغريفة في صعيد أبوى بالتحريك مقصور اسم موضع أو جبل بالشام قال النابغة الذبياني يرثي أخاه لا يهنىء الناس ما يرعون من كلإ وما يسوقون من أهل ومن مال بعد ابن عاتكة الثاوي على أبوي أضحى ببلدة لا عم ولا خال سهل الخليقة مشاء بأقدحه إلى ذوات الذرى حمال أثقال حسب الخليلين نأي الأرض بينهما هذا عليها وهذا تحتها بال الأبواز بالزاي من جبال أبي بكر بن كلاب من أطراف نملى
الأبواص بالصاد المهملة موضع في شعر أمية بن أبي عائذ الهذلي لمن الديار بعلي فالأحراص فالسودتين فمجمع الأبواص قال السكري ويروى الأنواص بالنون وروى الأصمعي القصيدة صادية مهملة
أبوان بالفتح ثم السكون وألف ونون قرية بالصعيد الأدنى من أرض مصر في غربي النيل ويعرف بأبوان عطية وأبوان أيضا مدينة كانت قرب دمياط من أرض مصر أيضا كان أهلها نصارى ويعمل فيها الشراب الفائق فينسب إليها فيقال له بوني على غير لفظه ويضاف إليها عمل فيقال لجميعه الأبوانية
وأبوان أيضا من قرى كورة البهنسا بالصعيد أيضا
أبو خالد هو كنية البحر الذي أغرق الله فيه فرعون وجنوده وهو بحر القلزم الذي يسلك من مصر إلى مكة وغيرها وهو من بحر الهند وجاء في التفسير أن موسى عليه السلام هو الذي كناه أبا خالد لما ضربه بعصاه فانفلق بإذن الله ذكر ذلك أبو سهل الهروي
أبو قبيس بلفظ التصغير كأنه تصغير قبس النار وهو اسم الجبل المشرف على مكة وجهه إلى قعيقعان ومكة بينهما أبو قبيس من شرقيها وقعيقعان من غربيها قيل سمي باسم رجل من مذحج كان يكنى أبا قبيس لأنه أول من بنى فيه قبة قال أبو المنذر هشام أبو قبيس الجبل الذي بمكة كناه آدم عليه السلام بذلك حين اقتبس منه هذه النار التي بأيدي الناس إلى اليوم من مرختين نزلتا من السماء على أبي قبيس فاحتكتا فأورتا نارا فاقتبس منها آدم فلذلك المرخ إذا حك أحدهما بالآخر خرجت منه النار
وكان في الجاهلية يسمى الأمين لأن الركن كان

مستودعا فيه أيام الطوفان وهو أحد الأخشبين
قال السيد علي بضم العين وفتح اللام هما الأخشب الشرقي والأخشب الغربي هو المعروف بجبل الخط بضم الخاء المعجمة والخط من وادي إبراهيم
وذكر عبد الملك بن هشام أنه سمي بأبي قبيس بن شامخ وهو رجل من جرهم كان قد وشى بين عمرو بن مضاض وبين ابنة عمه مية فنذرت أن لا تكلمه وكان شديد الكلف بها فحلف لأقتلن أبا قبيس فهرب منه في الجبل المعروف به وانقطع خبره فإما مات وإما تردى منه فسمي الجبل أبا قبيس لذلك في خبر طويل ذكره ابن هشام صاحب السيرة في غير كتاب السيرة
وقد ضربت العرب المثل بقدم أبي قبيس فقال عمرو ابن حسان أحد بني الحارث بن همام وذكر الملوك الماضية ألا يا أم قيس لا تلومي وأبقي إنما ذا الناس هام أجدك هل رأيت أبا قبيس أطال حياته النعم الركام وكسرى إذ تقسمه بنوه بأسياف كما اقتسم اللحام تمخضت المنون له بيوم أنى ولكل حاملة تمام وقال أبو الحسين بن فارس سئل أبو حنيفة عن رجل ضرب رجلا بحجر فقتله هل يقاد به فقال لا ولو ضربه بأبا قبيس قال فزعم ناس أن أبا حنيفة رضي الله عنه لحن قال ابن فارس وليس هذا بلحن عندنا لأن هذا الاسم تجريه العرب مرة بالإعراب فيقولون جاءني أبو فلان ومررت بأبي فلان ورأيت أبا فلان ومرة يخرجونه مخرج قفا وعصا ويرونه اسما مقصورا فيقولون جاءني أبا فلان ورأيت أبا فلان ومررت بأبا فلان
ويقولون هذه يدا ورأيت يدا ومررت بيدا على هذا المذهب
وأنشدني أبي رحمه الله يقول يا رب سار بات ما توسدا إلا ذراع العيس أو كف اليدا قال وأنشدني علي بن إبراهيم القطان قال أنشدنا أحمد ابن يحيى ثعلب أنشدنا الزبير بن أبي بكر قال أنشد بعض الأعراب يقول ألا بأبا ليلى على النأي والعدى وما كان منها من نوال وإن قلا هذا آخر كلامه
ويمكن أن يقال إن هذه اللغة محمولة على الأصل لأن أبو أصله أبو كما أن عصا وقفا أصله عصو وقفو فلما تحركت الواو وانفتح ما قبلها فلبوها ألفا بعد إسكانها إضعافا لها وأنشدوا على هذه اللغة إن أباها وأبا أباها قد بلغا في المجد غايتاها وقال امرأة ولها ولدان وقد زعموا أني جزعت عليهما وهل جزع إن قلت وا بأباهما هما أخوا في الحرب من لا أخا له إذا خاف يوما نبوة فدعاهما فهذا احتجاج لأبي حنيفة إن كان قصد هذه اللغة الشاذة الغريبة المجهولة والله أعلم
وأبو قبيس أيضا حصن مقابل شيزر معروف

أبو محمد بلفظ اسم نبينا محمد صلى الله عليه و سلم جبل في بحر القلزم يسكنه قوم ممن حرم التوفيق ليس لهم طعام إلا حب الخروع وما يصيدونه من السمك وليس عندهم زرع ولا ضرع
أبو منجوج بفتح الميم وسكون النون وجيمين بينهما واو ساكنة قرية في كورة البحيرة قرب الإسكندرية
أبو هرميس بكسر الهاء وسكون الراء وكسر الميم وياء ساكنة وسين مهملة قال ابن عبد الحكم لما مات بيصر بن حام دفن في موضع أبي هرميس قالوا فهي أول مقبرة قبر فيها بأرض مصر
أبويط بالفتح ثم السكون وفتح الواو وياء ساكنة وطاء مهملة قرية قرب بردنيس في شرقي النيل من أعمال الصعيد الأدنى من كورة الأسيوطية وأكثر ما يقال بغير همزة
وإليها ينسب البويطي الفقيه نذكره في باب الباء إن شاء الله تعالى
وأبويط أيضا قرية قرب بوصير قوريدس وقيل إليها ينسب البويطي والله أعلم
أبهر بالفتح ثم السكون وفتح الهاء وراء يجوز أن يكون أصله في اللغة من الابهر وهو عجس القوس أو من البهر وهو الغلبة قال عمر بن أبي ربيعة ثم قالوا تحبها قلت بهرا عدد القطر والحصى والتراب ويقال ابتهر فلان بفلانة أي اشتهر قال الشاعر تهيم حين تختلف العوالي وما بين إن مدحتهم ابتهار وبهرة الوادي وسطه فابهر اسم جبل بالحجاز قال القتال الكلابي فإنا بنو أمين أختين حلتا بيوتهما في نجوة فوق أبهرا وأبهر أيضا مدينة مشهورة بين قزوين وزنجان وهمذان من نواحي الجبل والعجم يسمونها أوهر
وقال بعض العجم معنى أبهر مركب من آب وهو الماء وهر وهي الرحا كأنه ماء الرحا وقال ابن أحمر أبا سالم إن كنت وليت ما ترى فاسجح وإن لاقيت سكنى بأبهرا فلما غسى ليلي وأيقنت أنها هي الأربى جاءت بأم حبوكرا نهضت إلى القصواء وهي معدة لأمثالها عندي إذ كنت أوجرا وقال النجاشي الحارثي واسمه قيس بن عمرو بن مالك ابن معاوية بن خديج بن حماس ألج فؤادي اليوم فيما تذكرا وشطت نوى من حل جوا ومحضرا من الحي إذ كانوا هناك وإذ ترى لك العين فيهم مسترادا ومنظرا وما القلب إلا ذكره حارثية خوارية يحيا لها أهل أبهرا ويقال عبد اللهبن حجاج بن محصن بن جندب الجحاشي الذبياني من مبلغ قيسا وخندف أنني أدركت مظلمتي من ابن شهاب

هلا خشيت وأنت عاد ظالم بقصور أبهر ثؤرتي وعقابي إذ تستحل وكل ذاك محرم جلدي وتنزع ظالما أثوابي باءت عرار بكحل فيما بيننا والحق يعرفه ذوو الألباب وأما فتحها فإنه لما ولي المغيرة بن شعبة الكوفة وجرير بن عبد الله البجلي همذان والبراء بن عازب الري في سنة أربع وعشرين في أيام عثمان بن عفان رضي الله عنه وضم إليه جيشا فغزا أبهر فسار البراء ومعه حنظلة بن زيد الخيل حتى نزل على أبهر فأقام على حصنها وهو حصن منيع وكان قد بناه سابور ذو الأكتاف ويقال إنه بنى حصن أبهر على عيون سدها بجلود البقر والصوف واتخذ عليها دكة ثم بنى الحصن عليها ولما نزل البراء عليها قاتله أهل الحصن أياما ثم طلبوا الأمان فآمنهم على ما آمن حذيفة بن اليمان أهل نهاوند ثم سار البراء إلى قزوين ففتحها
وبين أبهر وزنجان خمسة عشر فرسخا وبينها وبين قزوين اثنا عشر فرسخا وينسب إليها كثير من العلماء والفقهاء المالكية وكانوا على رأي مالك بن أنس منهم أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح بن عمر بن بن حفص بن عمر بن معصب بن الزبير بن سعد بن كعب ابن عباد بن النزال بن مرة بن عبيد بن الحارث وهو مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة ابن تميم الأبهري التميمي المالكي الفقيه حدث عن أبي عروبة الحراني ومحمد بن عمر الباغندي ومحمد بن الحسين الأشناني وعبد الله بن زيدان الكوفي وأبي بكر بن أبي داود وخلق سواهم وله تصانيف في مذهب مالك وكان مقدم أصحابه في وقته ومن أهل الورع والزهد والعبادة دعي إلى القضاء ببغداد فامتنع منه
روى عنه إبراهيم بن مخلد وابنه إسحاق بن إبراهيم وأبو بكر البرقاني وأبو القاسم التنوخي وأبو محمد الجوهري وغيرهم وكان مولده في سنة 982 ومات في شوال سنة 573
وأبو بكر محمد بن طاهر وقال عبد الله ابن طاهر وعبد الله أشهر أحد مشايخ الصوفية كان في أيام الشبلي يتكلم في علوم الظاهر وعلوم الطريقة والحقيقة وكان له قبول تام كتب الحديث الكثير ورواه
وسعيد بن جابر صحب الجنيد وكان في أيام الشبلي أيضا
قال أبو عبد الرحمن السلمي هو من أقران محمد بن عيسى ومحمد بن عيسى الأبهري كان مقيما بقزوين على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يكنى أبا عبد الله ويعرف بالصفار صحب أبا عبد الله الزراد وذكره السلمي
وعبد الواحد ابن الحسن بن محمد بن خلف المقري الأبهري أبو نصر روى عن الدارقطني
قال يحيى بن مندة قدم أصبهان سنة 344 كتب عنه جماعة من أهل بلدنا
وأبو علي الحسين بن عبد الرزاق بن الحسين الأبهري القاضي سمع أبا الفرج عبد الحميد بن الحسن بن محمد حدث عنه شيوخنا
وغير هؤلاء كثير
أبهر أيضا بليدة من نواحي أصبهان ينسب إليها آخرون منهم إبراهيم بن الحجاج الأبهري سمع أبا داود وغيره
وإبراهيم بن عثمان بن عمير الأبهري روى عن أبي سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي
والحسن بن محمد بن أسيد الأبهري سمع عمرو بن علي ومحمد بن سليمان لوينا
ومحمد بن خالد بن خداش وغيرهم روى عنه أبو الشيخ الحافظ ومات سنة 392 قال ابن مردويه
وسهل بن محمد بن العباس

الأبهري
ومحمد بن الحسين بن إبراهيم بن زياد بن عجلان الأبهري أبو جعفر تلقب بأبي الشيخ مات ببغداد
ومحمد بن أحمد بن عمرو أبو عبد الله الأبهري الأصبهاني ومحمد بن أحمد بن محمد بن المنذر الصيدلاني الأبهري
وأبو سهل المرزبان بن محمد بن المرزبان روى عنه أحمد بن علي الأبهري
ومحمد بن عثمان بن أحمد بن الخصيب أبو سهل الأبهري
ومحمد بن عثمان بن أحمد بن الخصيب أبو سهل الأبهري سمع إبراهيم بن أسباط بن السكن وروى عنه الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه وغيره وكان ثقة
وأبو جعفر أحمد بن جعفر بن أحمد الأبهري المؤدب
وإبراهيم بن يحيى الحزوري الأبهري مولى السائب ابن الأقرع والد محمد بن إبراهيم روى عن أبي داود وبكر بن بكار روى عنه ابنه محمد بن إبراهيم
وأبو زيد أحمد بن محمد بن علي بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن عمرو الأبهري المديني حدث عن أبي بكر محمد بن إبراهيم المقري وأبي سهل المرزبان بن محمد بن المرزبان الأبهري روى عنه محمد بن إسحاق بن مندة وغيره
وأبو بكر الحسن بن محمد بن أحمد بن محمد ابن يونس الأبهري الأديب سمع من أبي القاسم سليمان ابن أحمد الطبراني روى عنه يحيى بن مندة وأبو العباس أحمد بن محمد بن جعفر المؤدب الأبهري حدث عن محمد ابن الحسن بن المهلب والفضل بن الخصيب وروى عنه أحمد بن جعفر الفقيه اليزدي
وأبو علي الحسن بن محمد بن عبد الله بن عبد السلام الأبهري روى عن أبي بكر بن جشنس عن يحيى بن صاعد وقيل اسمه الحسين والأصح الحسن روى عنه أحمد بن شمردان توفي في رجب سنة 324
وأبو مسلم عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن المرزباني الأبهري روى عن جده
وعلي ابن عبد الله بن أحمد بن جابر أبو الحسن الأبهري شيخ قديم حدث عن محمد بن محمد بن يونس سمع منه أحمد بن الفضل المقري
وأبو العباس عبيد الله بن أحمد بن حامد الأبهري المؤدب حدث عن محمد بن محمد بن يونس أيضا روى عنه أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي وأبو نصر إبراهيم بن محمد الكسائي ومحمد بن أحمد بن محمد الآمدي
وأبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن موسى بن زنجويه الأبهري الأديب روى عن عبد الله بن محمد بن جعفر أبي الشيخ الحافظ روى عنه محمد بن أحمد بن خالد الخباز ومحمد بن إبراهيم العطار
وأبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن فادار الأبهري حدث عن أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة الحافظ قليل الرواية كتب عنه واصل بن حمزة في سنة 134
قال يحيى بن عبد الوهاب العبدي وأبو علي أحمد ابن محمد بن عبد الله بن أسيد الثقفي الأبهري الأصبهاني الكتبي يروي عن أبي متوبة والداركي وابن مخلد روى عنه أبو الحسين عبد الوهاب بن يوسف القزاز
وأحمد بن الحسن بن فادار أبو شكر الأبهري الأصبهاني حدث عن أحمد بن محمد بن المرزبان الأبهري وغيره وحديثه عند الأصبهانيين مات في شعبان سنة 554
وأبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن ماجه الأبهري الأصبهاني روى عن أبي جعفر أحمد بن محمد بن المرزبان جزء لوين عن أبي جعفر محمد بن إبراهيم بن الحكم عن أبي جعفر لوين وهو آخر من ختم به حديث لوين بأصبهان مات في صفر سنة 284 وقيل في ذي القعدة سنة إحدى وثمانين آخر من روى عنه محمود بن عبد الكريم بن علي فروجة
وأبو طاهر أحمد بن حمد بن أبي بكر الأبهري المقري روى عنه أبو بكر اللفتواني

أبة بضم أوله وتشديد ثانيه والهاء اسم مدينة بإفريقية بينها وبين القيروان ثلاثة أيام وهي من ناحية الأربس موصوفة بكثرة الفواكه وإنبات الزعفران ينسب إليها أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد المعطي بن أحمد الأنصاري الأبي روى عن إبي حفص عمر بن إسمعيل البرقي كتب عنه أبو جعفر أحمد بن يحيى الجارودي بمصر
وأبو العباس أحمد بن محمد الأبي أديب شاعر سافر إلى اليمن ولقي الوزير العيدي ورجع إلى مصر فأقام بها إلى أن مات في سنة 895
أبيار بفتح أوله وسكون ثانيه بلفظ جميع البئر مخفف الهمزة اسم قرية بجزيرة بني نصر بين مصر والاسكندرية ينسب إليها أبو الحسن علي بن إسمعيل ابن أسد الربعي الأبياري حدث عن محمد بن علي بن يحيى الدقاق حدث عنه أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي بالإجازة توفي سنة 815
وأبو الحسن علي بن إسمعيل بن علي بن حسن بن عطية التلكاني ثم الأبياري فقيه المالكية بالاسكندرية سمع من أبي طاهر بن عوف وأبي القاسم مخلوف بن علي ومولده تقريبا سنة 755
إبيان بكسر أوله وتشديد ثانيه وفتحه وياء وألف ونون هي قرية قرب قبر يونس بن متى عليه السلام
أبيدة بفتح أوله وكسر ثانيه وياء ساكنة ودال مهملة منزل من منازل أزد السراة
وقال ابن موسى أبيدة من ديار اليمانيين بين تهامة واليمن
أبير بضم أوله وفتح ثانيه وياء ساكنة وراء بلفظ التصغير كأنه من الأبر وهو إصلاح النخل عين بني أبير من نواحي هجر دون الأحساء يشرف عليها والغ واد بالبحرين
وإبير أيضا موضع في بلاد غطفان وقيل ماء لبني القين بن جسر عن نصر
الأبيض وهو ضد الأسود قال الأصمعي الجبل المشرف على حق أبي لهب وحق إبراهيم بن محمد ابن طلحة وكان يسمى في الجاهلية المستنذر
وقيل الأبيض جبل العرج
والأبيض أيضا قصر الأكاسرة بالمدائن كان من عجائب الدنيا لم يزل قائما إلى أيام المكتفي في حدود سنة 092 فإنه نقض وبني بشرافاته أساس التاج الذي بدار الخلافة وبأساسه شرافاته كما ذكرناه في التاج فعجب الناس من هذا الانقلاب وآياه أراد البحتري بقوله ولقد رابني نبوء ابن عمي بعد لين من جانبيه وأنس وإذا ما جفيت كنت حريا أن أرى غير مصبح حيث أمسي حضرت رحلي الهموم فوجه ت إلى أبيض المدائن عنسي أتسلى عن الحظوظ وآسى لمحل من آل ساسان درس ذكرتنيهم الخطوب التوالي ولقد تذكر الخطوب وتنسي وهم خافضون في ظل عال مشرف يحسر العيون ويخسي مغلق بابه على جبل القب ق إلى دارتي خلاط ومكس حلل لم تكن كأطلال سعدى في قفار من البسابس ملس

أبيط بالفتح ثم الكسر هو ماء من مياه بطن الرمة
أبيم بضم أوله وفتح ثانيه وياء مشددة قيل أبيم وأبام شعبان بنخلة اليمانية لهذيل بينهما جبل مسيرة ساعة من نهار قال السعدي وإن بذاك الجزع بين أبيم وبين أبام شعبة من فؤاديا أبين يفتح أوله ويكسر بوزن أحمر ويقال يبين وذكره سيبويه في الأمثلة بكسر الهمزة ولا يعرف أهل اليمن غير الفتح وحكى أبو حاتم قال سألنا أبا عبيدة كيف تقول عدن أبين أو إبين فقال أبين وإبين جميعا وهو مخلاف باليمن منه عدن يقال إنه سمي بأبين بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبإ
وقال الطبري عدن وأبين ابنا عدنان بن أدد وأنشد الفراء ما من أناس بين مصر وعالج وأبين إلا قد تركنا لهم وترا ونحن قتلنا الأزد أزد شنوءة فما شربوا بعدا على لذة خمرا وقال عمارة بن الحسن اليمني الشاعر أبين موضع في جبل عدن منه الأديب أبو بكر أحمد بن محمد العيدي القائل منسوب إلى قبيلة يقال لها عيد ويقال عيدي بن ندعي بن مهرة بن عيدان وهي التي تنسب إليها الإبل العيدية وأشار بعضهم يقول ليت ساري المزن من وادي منى بان عن عيني فيسقي أبينا واستهلت بالرقيطا أدمع منه تستضحك تلك الدمنا فكسا البطحاء وشيا أخضرا وأعاد الجو نوا أدكنا أيمن الرمل وما علقت من أيمن الرملة إلا الأيمنا وطن اللهو الذي جر الصبى فيه أذيال الهوى مستوطنا تلك أرض لم أزل صبا بها هائما في حبها مرتهنا هي ألوت ما يمنيني الهوى برباها لا اللوى والمنحنى وإلى أبين ينسب الفقيه نعيم عشري اليمن وإنما سمي عشري اليمن لأنه كان يعرف عشرة فنون من العلم وصنف كتابا في الفقه في ثلاثة مجلدات
أبيورد بفتح أوله وكسر ثانيه وياء ساكنة وفتح الواو وسكون الراء ودال مهملة ذكرت الفرس في أخبارها أن الملك كيكاووس أقطع باورد بن جودرز أرضا بخراسان فبنى بها مدينة وسماها باسمه فهي أبيورد مدينة بخراسان بين سرخس ونسا وبئة رديئة الماء يكثر فيها خروج العرق وإليها ينسب الأديب أبو المظفر محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد الأموي المعاوي الشاعر وأصله من كوفن قرية من قرى أبيورد كان إماما في كل فن من العلوم عارفا بالنحو واللغة والنسب والأخبار ويده باسطة في البلاغة والإنشاء وله تصانيف في جميع ذلك وشعره سائر مشهور مات بأصبهان في العشرين من شهر ربيع الأول سنة 705 وقال أبو الفتح البستي

إذا ما سقى الله البلاد وأهلها فخص بسقياها بلاد أبيورد فقد أخرجت شهما نظير أبي سعد مبرا على الأقران كالأسد الورد فتى قد سرت في سر أخلاقه العلى كما قد سرت في الورد رائحة الورد وفتحت أبيورد على يد عبد الله بن عامر بن كريز سنة 13
وقيل فتحت قبل ذلك على يد الأحنف ابن قيس التميمي
أبيوهة بالفتح ثم السكون وياء مضمومة وواو ساكنة وهاءين قرية من قرى مصر بالاشمونين بالصعيد يقال لها أتنوهة بالتاء تذكر
باب الهمزة والتاء وما يليهما
أتريب بالفتح ثم السكون وكسر الراء وياء ساكنة وباء اسم كورة في شرقي مصر مسماة بأتريب بن مصر بن بيصر بن حام بن نوح عليه السلام وقد ذكرت قصته في مصر وقصبة هذه الكورة عين شمس وعين شمس خراب لم يبق منها إلا آثار قديمة تذكر إن شاء الله تعالى
إتريش بالكسر ثم السكون وكسر الراء وياء ساكنة وشين معجمة هو حصن بالأندلس من أعمال رية منها كانت فتنة ابن حفصونة وإليها كان يلجأ عند الخوف
أتشند بالضم ثم السكون وفتح الشين وسكون النون ودال مهملة قرية من قرى نسف بما وراء النهر منها أبو المظفر محمد بن أحمد بن حامد الكاتب الأتشندي النسفي سمع الحديث
إتفيح بالكسر ثم السكون وكسر الفاء وياء ساكنة وحاء مهملة بلد بالصعيد ذكر في إطفيح
أتكو بفتح الهمزة وسكون التاء وضم الكاف وواو بليدة قديمة من نواحي مصر قرب رشيد
الأتلاء بالفتح ثم السكون قرية من قرى ذمار باليمن
إتل بكسر أوله وثانيه ولام بوزن إبل اسم نهر عظيم شبيه بدجلة في بلاد الخز ر ويمر ببلاد الروس وبلغار
وقيل إتل قصبة بلاد الخزر والنهر مسمى بها
قرأت في كتاب أحمد بن فضلان بن العباس بن راشد ابن حماد رسول المقتدر إلى بلاد الصقالبة وهم أهل بلغار بلغني أن فيها رجلا عظيم الخلق جدا فلما سرت إلى الملك سألته عنه فقال نعم قد كان في بلادنا ومات ولم يكن من أهل البلاد ولا من الناس أيضا وكان من خبره أن قوما من التجار خرجوا إلى نهر إتل وهو نهر بيننا وبينه يوم واحد كانوا يخرجون إليه وكان هذا النهر قد مد وطغى ماؤه فلم أشعر إلا وقد وافاني جماعة فقالوا أيها الملك قد طفا على الماء رجل إن كان من أمة تقرب منا فلا مقام لنا في هذه الديار وليس لنا غير التحويل
فركبت معهم حتى سرت إلى النهر ووقفت عليه وإذا برجل طوله اثنا عشر ذراعا بذراعي وإذا رأسه كأكبر ما يكون من القدور وأنفه أكبر من شبر وعيناه عظيمتان وأصابعه كل واحدة شبر فراعني أمره وداخلني ما داخل القوم من الفزع فأقبلنا نكلمه وهو لا يتكلم ولا يزيد على النظر إلينا فحملته إلى مكاني وكتبت إلى أهل ويسو وهم منا على ثلاثة أشهر أسألهم عنه

فعرفوني أن هذا رجل من يأجوج ومأجوج وهم منا على ثلاثة أشهر يحول بيننا وبينهم البحر وأنهم قوم كالبهائم الهاملة عراة حفاة ينكح بعضهم بعضا يخرج الله تعالى لهم في كل يوم سمكة من البحر فيجيء الواحد بمديه فيحتز منها بقدر كفايته وكفاية عياله فإن أخذ فوق ذلك اشتكى بطنه هو وعياله وربما مات وماتوا بأسرهم فإذا أخذوا منها حاجتهم انقلبت وعادت إلى البحر وهم على ذلك وبيننا وبينهم البحر وجبال محيطة فإذا أراد الله إخراجهم انقطع السمك عنهم ونضب البحر وانفتح السد الذي بيننا وبينهم
ثم قال الملك وأقام الرجل عندي مدة ثم علقت به علة في نحره فمات بها وخرجت فرأيت عظامه فكانت هائلة جدا قال المؤلف رحمه الله تعالى هذا وأمثاله هو الذي قدمت البراءة منه ولم أضمن صحته
وقصة ابن فضلان وإنفاذ المقتدر له إلى بلغار مدونة معروفة مشهورة بأيدي الناس رأيت منها عدة نسخ وعلى ذلك فإن نهر إتل لا شك في عظمه وطوله فإنه يأتي من أقصى الجنوب فيمر على البلغار والروم والخزر وينصب في بحيرة جرجان وفيه يسافر التجار إلى ويسو ويجلبون الوبر الكثير كالنقدز والسمور والسنجاب
وقيل إن مخرجه من أرض خرخيز فيما بين الكيماكية والغزية وهو الحد بينهما ثم يذهب مغربا إلى بلغار ثم يعود إلى برطاس وبلاد الخزر حتى يصب في البحر الخزري
وقيل إنه ينشعب من نهر إتل نيف وسبعون نهرا ويبقى عمود النهر يجري إلى الخزر حتى يقع في البحر
ويقال إن مياهه إذا اجتمعت في موضع واحد في أعلاه إنه يزيد على نهر جيحون وبلغ من كثرة هذه المياه وغزارتها وحدة جريها أنها إذا انتهت إلى البحر جرت في البحر داخله مسيرة يومين
وهي تغلب على ماء البحر حتى يجمد في الشتاء لعذوبته ويفرق بين لونه ولون ماء البحر
الإتم بكسر أوله وثانيه اسم واد
الأتم بالفتح ثم السكون جبل حرة بني سليم
وقيل قاع لغطفان ثم اختصت به بنو سليم وبين المسلح وهو من منازل حاج الكوفة وين الأتم تسعة أميال
وقال ابن السكيت الأتم اسم جامع لقريات ثلاث حاذة ونقيا والقيا
وقيل أربع هذه والمحدث قال الشاعر فأوردهن بطن الأتم شعثا يصن المشي كالحدإ التؤام أتنوهة من قرى مصر من ناحية المنوفية من الغربية
وتعرف بمسجد الخضر أيضا
وبمصر أيضا أبيوهة ذكرت قبل
أتيدة بضم أوله وفتح ثانيه بلفظ التصغير موضع في بلاد قضاعة ببادية الشام قال الشاعر نجاء كدر من حمير أتيدة يقابله والصفحتين ندوب الكدر الحمار الغليظ ووجدته في شعر عدي ابن زيد بخط ابن خلجان بالثاء المثلثة وهو قوله أصعدن في وادي أثيدة بعدما عسف الخميلة واحزأل صواها الأتيم بالضم ثم الفتح وياء مكسورة مشددة وميم هو ماء في غربي سلمى أحد الجبلين اللذين لطيء

باب الهمزة والثاء المثلثة وما يليهما
الأثارب كأنه جمع أثرب من الثرب وهو الشحم الذي قد غشي الكرش
يقال أثرب الكبش إذا زاد شحمه فهو أثرب لما سمي به جمع جمع محض الأسماء كما قال فيا عبد عمرو لو نهيت الأحاوصا وهي قلعة معروفة بين حلب وإنطاكية بينها وبين حلب نحو ثلاثة فراسخ ينسب إليها أبو المعالي محمد ابن هياج بن مبادر بن علي الأثاربي الأنصاري
وهذه القلعة الآن خراب وتحت جبلها قرية تسمى باسمها فيقال لها الأثارب
وفيها يقول محمد بن نصر ابن صغير القيسراني عرجا بالأثاربي كي أقضي مآربي واسرقا نوم مقلتي من جفون الكواعب واعجبا من ضلالتي بين عين وحاجب وحمدان بن عبد الرحيم الأثاربي الطبيب متأدب وله شعر وأدب وصنف تاريخا كان في أيام طغندكين صاحب دمشق بعد الخمسمائة وقد ذكرته في معراثا بأتم من هذا
أثافت بالفتح والفاء مكسورة والتاء فوقها نقطتان اسم قرية باليمن ذات كروم كثيرة
قال الهمداني وتسمى أثافة بالهاء والتاء أكثر
قال وخبرني الرئيس الكباري من أهل أثافت قال كانت تسمى في الجاهلية درنا وإياها أراد الأعشى بقوله أقول للشرب في درنا وقد ثملوا شيموا وكيف يشيم الشارب الثمل وكان الأعشى كثيرا ما يتجر فيها وكان له بها معصر للخمر يعصر فيه ما جزل له أهل أثافة من أعنابهم
قال الأصمعي وقفت باليمن على قرية فقلت لامرأة بم تسمى هذه القرية فقالت أما سمعت قول الشاعر الأعشى حب أثافة ذات الكرو م عند عصارة أعنابها وأهل اليمن يسمونها ثافت بغير همزة وبين أثافت وصنعاء يومان
الأثالث بلفظ الجمع جبال في ديار ثمود بالحجر قرب وادي القرى فيها نزل قوله تعالى وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين
وهي جبال يراها الناظر من بعد فيظنها قطعة واحدة فإذا توسطها وجدها متفرقة يطوف بكل واحد منها الطائف
أثال بضم أوله وتخفيف ثانيه وألف ولام علم مرتجل أو من قولهم تأثلت بئرا إذا احتفرتها قال أبو ذؤيب وقد أرسلوا فراطهم فتأثلوا قليبا سفاها للاماء القواعد وهو جبل لبني عبس بن بغيض بينه وبين الماء الذي ينزل عليه الناس إذا خرجوا من البصرة إلى المدينة ثلاثة أميال وهو منزل لأهل البصرة إلى المدينة بعد قو وقبل الناجية
وقيل أثال حصن ببلاد عبس بالقرب من بلاد بني أسد
وأثال أيضا موضع على طريق الحاج بين الغمير وبستان ابن عامر قال كثير

ترمي الفجاج إذا الفجاج تشابهت أعلامها بمهامه أغفال بركائب من بين كل ثنية سرح اليدين وبازل شملال إذ هن في غلس الظلام قوارب أعداد عين من عيون أثال و أثال من أرض اليمامة لبني حنيفة
و أثال أيضا ماء قريب من غمازة وغمازة بالغين المعجمة والزاي وهي عين ماء لقوم من بني تميم ولبني عائذة بن مالك
بنجيكت بضم أوله وسكون ثانيه وكسر الجيم وياء ساكنة وفتح الكاف و أثال مالك أيضا قرية بالقاعة قاعة بني سعد ملك لهم
وفي كتاب الجامع للغوري أثال اسم ماء لبني سليم وقيل لبني عبس وقيل هو جبل
وقال غيره أثال اسم واد يصب في وادي الستارة وهو المعروف بقديد يسيل في وادي خيمتي أم معبد
وجميع هذه المواضع مذكورة في الأخبار والأشعار
قال متمم بن نويرة
ولقد قطعت الوصل يوم خلاجه وأخو الصريمة في الأمور المزمع بمجدة عنس كأن سراتها فدن تطيف به النبط مرفع قاظت أثال إلى الملا وتربعت بالحزن عازبة تسن وتودع حتى إذا لقحت وعولي فوقها قرد يهم به الغراب الموقع قربتها للرحل لما اعتادني سفر أهم به وأمر مجمع أثامد بالضم هو واد بين قديد وعسفان
أثاية بفتح الهمزة وبعد الألف ياء مفتوحة قال ثابت بن أبي ثابت اللغوي هو من أثيت به إذا وشيت يقال أثا به يأثو ويأثى أيضا إثاوة وإثاية ولذلك رواه بعضهم بكسر الهمزة ورواه بعضهم أثاثة بثاء أخرى وأثانة بالنون وهو خطأ والصحيح الأول وتفتح همزته وتكسر وهو موضع في طريق الجحفة بينه وبين المدينة خمسة وعشرون فرسخا
الأثبجة بالفتح ثم السكون وكسر الباء الموحدة وجيم بصيغة جمع القلة كأنه جمع ثبج والثبج من كل شيء ما بين كاهله وظهره قال الشماخ على أثباجهن من الصقيع ويقال ثبج كل شيء وسطه
قال أبو عبيد ثبج الرمل معظمه
والأثبجة صحراء لها جبال الأثبجة لنبي جعفر بن كلاب
الأثبرة بفتح أوله بصيغة جمع القلة أيضا جمع ثبير مثل جريب وأجربة لأن بمكة عدة جبال يقال لكل واحد منها ثبير كذا وقد ذكرت في مواضعها
وأصل الثبرة الأرض السهلة وثبره عن كذا يثبره ثبرا حبسه يقال ما ثبرك عن حاجتك ومنه ثبير قال ابن حبيب
قال الفضل بن العباس بن عتبة ابن أبي لهب هيهات منك قعيقعان وبلدح فجنوب أثبرة فبطن عساب فالهاوتان فكبكب فجتاوب فالبوص فالأفراع من أشقاب إثبيت بالكسر ثم السكون وكسر الباء الموحدة وياء وتاء فوقها نقطتان هو ماء لبني المحل بن

جعفر بأود عن السكري في شرح قول جرير أتعرف أم أنكرت أطلال دمنة بإثبيت فالجونين بال جديدها ليالي هند حاجة لا تريحنا ببخل ولا جود فينفع جودها لعمري لقد أشفقت من شر نظرة تقود الهوى من رامة ويقودها ولو صرمت حبلي أمامة تبتغي زيادة حب لم أجد ما أزيدها وقال نصر إثبيت ماء لبني يربوع بن حنظلة ثم لبني المحل منهم
وقال الراعي نثرنا عليهم يوم إثبيت بعدما شفينا غليلا بالرماح العواتر أثرب بالفتح ثم السكون وكسر الراء وباء موحدة لغة في يثرب مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم وسنستقصي خبرها في موضعها إن شاء الله تعالى
الأثل بفتح الهمزة وسكون الثاء ولام ذات الأثل في بلاد تيم الله بن ثعلبة كانت لهم بها وقعة مع بني أسد ولعل الشاعر إياها عنى بقوله فإن ترجعه الأيام بيني وبينكم بذي الأثل صيفا مثل صيفي ومربعي أشد بأعناق النوى بعد هذه مرائر إن جذبتها لم تقطع وقال حضرمي بن عامر سلي إما سألت الحي تيما غداة الأثل عن شدي وكري وقد علموا غداة الأثل أني شديد في عجاج النقع ضري الأثلة بلفظ واحد الأثل موضع قرب المدينة في قول قيس بن الخطيم والله ذي المسجد الحرام وما جلل من يمنة لها خنف إني لأهواك غير ذي كذب قد شف مني الأحشاء والشغف بل ليت أهلي وأهل أثلة في دار قريب بحيث نختلف كذا قيل في تفسيره والظاهر أنه اسم امرأة
و الأثلة أيضا قرية بالجانب الغربي من بغداد على فرسخ واحد
أثليدم بالفتح ثم السكون وكسر اللام وياء ساكنة

ودال مهملة مكسورة وميم قرية من ناحية الأشمونين بمصر
إثمد بالكسر ثم السكون وكسر الميم وهو الذي يكتحل به موضع في قول الشاعر حيث قال تطاول ليلك بالإثمد ونام الخلي ولم ترقد وقال عامر بن الطفيل ولتسألن أسماء وهي حفية نصحاءها أطردت أم لم أطرد قالوا لها إنا طردنا خيله قلح الكلاب وكنت غير مطرد ولئن تعذرت البلاد بأهلها فمجازها تيماء أو بالإثمد فلأبغينكم قنا وعوارضا ولأقبلن الخيل لابة ضرغد أثنان بالضم ونونين موضع بالشام قال جميل ابن معمر وعاودت من خل قديم صبابتي وأخفيت من وجدي الذي ليس خافيا ورد الهوى أثنان حتى استفزني من الحب معطوف الهوى من بلاديا أثوا مقصور موضع مذكور في شعر عبد القيس عن نصر
الأثوار كأنه جمع ثور اسم رمل إلى سند الأبارق التي أسفل الوتدات
وقال الحازمي هو رمل في بلاد عبد الله بن غطفان
أثور بالفتح ثم الضم وسكون الواو وراء كانت الموصل قبل تسميتها بهذا الاسم تسمى أثور
وقيل أقور بالقاف
وقيل هو اسم كورة الجزيرة بأسرها وبقرب السلامية
وهي بليدة في شرقي الموصل بينهما نحو فرسخ مدينة خراب يباب يقال لها أقور وكأن الكورة كانت مسماة بها والله أعلم
أثول بالضمتين وسكون الواو ولام موضع في أرض خوزستان له ذكر في الفتوح
قال سلمى بن القين وكان في جيش أبي موسى الأشعري لما فتح خوزستان أكلف أن أزير بني تميم جموع الفرس سيرا شوتريا ولم أهلك ولم ينكل تميم غداة الحرب إذ رجع الوليا قتاناهم بأسفل ذي أثول بخيف النهر قتلا عبقريا وقال حرملة بن مريطة العدوي في مثل ذلك شللنا الهرمزان بذي أثول إلى الأعراج أعراج الزوان أشبههم وقد ولوا جميعا نظيما فضن عن عقد الجمان فلم أر مثلنا فضلات موت أجد على جديدات الزمان الأثيب مويهة في رمل الضاحي قرب رمان في طرف سلمى أحد الجبلين
الأثيداء بلفظ التصغير يجوز أن يكون تصغير الثأد بنقل الهمزة إلى أوله وهو الثدا والثدي وهو

مكان بعكاظ
أثيدة بلفظ التصغير أيضا موضع في بلاد قضاعة بالشام ويروى بالتاء المثناة من فوقها وقد ذكر قبل قال عدي بن الرقاع العاملي أصعدن في وادي أثيدة بعدما عسف الخميلة واحزأل صواها أثير كأنه تصغير أثر صحراء أثير بالكوفة
ينسب إلى أثير بن عمرو السكوني الطبيب الكوفي يعرف بابن عمريا
قال عبد الله بن مالك جمع الأطباء لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه لما ضربه ابن ملجم لعنه الله تعالى وكان أبصرهم بالطب أثير فأخذ أثير رئة شاة حارة فتتبع عرقا فيها فاستخرجه وأدخله في جراحة علي ثم نفخ العرق واستخرجه فإذا عليه بياض الدماغ وإذا الضربة قد وصلت إلى أم رأسه فقال يا أمير المؤمنين اعهد عهدك فإنك ميت
وفي صحراء أثير حرق علي الطائفة الغلاة فيه
الأثيرة بفتح أوله وكسر ثانيه وياء ساكنة وراء يجوز أن يكون من قولهم دابة أثيرة أي عظيمة الأثر وأن يكون تأنيث الأثير فعيل بمعنى مفعول أي مأثورة تؤثر على غيرها أي يستخص بها ويستبد ومنه الأثيرة وهي ماءة بأعلى الثلبوت
أثيفيات بالضم ثم الفتح وياء ساكنة والفاء مكسورة تصغير أثفيات جمع أثفية في القلة وجمعها الكثير الأثافي وهي الحجارة التي توضع عليها القدر للطبخ موضع في قول الراعي دعونا قلوبنا بأثيفيات وألحقنا قلائص يعتلينا وهو والله أعلم الموضع المذكور بعد هذا ولكنه جمعه بما حوله وله نظائر كثيرة
أثيفية بضم أوله وفتح ثانيه وياء ساكنة وفاء مكسورة وياء خفيفة تصغير أثفية القدر قرية لبني كليب بن يربوع بالوشم من أرض اليمامة وأكثرها لولد جرير بن الخطفي الشاعر وقال محمد بن إدريس بن أبي حفصة أثيفية قرية وأكيمات وإنما شبهت بأثافي القدر لأنها ثلاث أكيمات وبها كان جرير وبها له مال وبها منزل عمارة بن عقيل ابن بلال بن جرير فقال عمارة في بني نمير إن تحضروا ذات الأثافي فإنكم بها أحد الأيام عظم المصائب وقال نصر أثيفية حصن من منازل تميم وقال راعي الإبل دعونا قلوبنا بأثيفيات وألحقنا قلائص يعتلينا آخر كلامه
وقد دلنا على أن أثيفية وأثيفيات وأثيفات وذات الأثافي كله واحد
وذو أثيفية موضع في عقيق المدينة
أثيل كأنه تصغير أثال وقد تقدم قال ابن السكيت في قول كثير إربع فحي معالم الأطلال بالجزع من حرض فهن بوال فشراج ريمة قد تقادم عهدها بالسفح بين أثيل فبعال قال شراج ريمة واد لبني شيبة وأثيل منها مشترك وأكثره لبني ضمرة
قال وذو أثيل واد

كثير النخل بين بدر والصفراء لبني جعفر بن أبي طالب
الأثيل تصغير الأثل وقد مر تفسيره موضع قرب المدينة وهناك عين ماء لآل جعفر بن أبي طالب بين بدر ووادي الصفراء ويقال له ذو أثيل
وقد حكينا عن ابن السكيت أنه بتشديد الياء
وكان النبي صلى الله عليه و سلم قتل عنده النضر بن الحارث بن كلدة عند منصرفه من بدر فقالت قتيلة بنت النضر ترثي أباها وتمدح رسول الله صلى الله عليه و سلم يا راكبا إن الأثيل مظنة من صبح خامسة وأنت موفق بلغ به ميتا فإن تحية ما إن تزال بها الركائب تخفق مني إليه وعبرة مسفوحة جادت لمائحها وأخرى تخنق فليسمعن النضر إن ناديته إن كان يسمع ميت أو ينطق ظلت سيوف بني أبيه تنوشه لله أرحام هناك تشقق أمحمد ولأنت ضنء نجيبة في قومها والفحل فحل معرق أو كنت قابل فدية فلنأتين بأعز ما يغلو لديك وينفق ما كان ضرك لو مننت وربما من الفتى وهو المغيظ المحنق والنضر أقرب من أصبت وسيلة وأحقهم إن كان عتق يعتق فلما سمع النبي صلى الله عليه و سلم شعرها رق لها وقال لو سمعت شعرها قبل قتله لوهبته لها
والأثيل أيضا موضع في ذلك الصقع أكثره لبني ضمرة من كنانة
الأثيل بالفتح ثم الكسر بوزن الأصيل يقال مجد مؤثل وأثيل موضع في بلاد هذيل بتهامة قال أبو جندب الهذلي بغيتهم ما بين حداء والحشا وأوردتهم ماء الأثيل فعاصما باب الهمزة والجيم وما يليهما أجأ بوزن فعل بالتحريك مهموز مقصور والنسب إليه أجئي بوزن أجعي وهو علم مرتجل لاسم رجل سمي الجبل به كما نذكره ويجوز أن يكون منقولا
ومعناه الفرار كما حكاه ابن الأعرابي يقال أجأ الرجل إذا فر وقال الزمخشري أجأ وسلمى جبلان عن يسار سميراء وقد رأيتهما شاهقان
ولم يقل عن يسار القاصد إلى مكة أو المنصرف عنها وقال أبو عبيد السكوني أجأ أحد جبلي طيء وهو غربي فيد وبينهما مسير ليلتين وفيه قرى كثيرة قال ومنازل طيىء في الجبلين عشر ليال من دون فيد إلى أقصى أجإ إلى القريات من ناحية الشام وبين المدينة والجبلين على غير الجادة ثلاث مراحل
وبين الجبلين وتيماء جبال ذكرت في مواضعها من هذا الكتاب منها دبر وغريان وغسل
وبين كل جبلين يوم
وبين الجبلين وفدك ليلة
وبينهما وبين خيبر خمس ليال
وذكر العلماء بأخبار العرب أن أجأ سمي باسم رجل وسمي سلمى باسم امرأة وكان من خبرهما أن رجلا من العماليق يقال له أجأ بن عبد الحي عشق امرأة من قومه يقال لها سلمى
وكان لها حاضنة يقال لها العوجاء
وكان يجتمعان في منزلها

حتى نذر بهما إخوة سلمى وهم الغميم والمضل وفدك وفائد والحدثان وزوجها
فخافت سلمى وهربت هي وأجأ والعوجاء وتبعهم زوجها وإخوتها فلحقوا سلمى على الجبل المسمى سلمى فقتلوها هناك فسمي الجبل باسمها
ولحقوا العوجاء على هضبة بين الجبلين فقتلوها هناك فسمي المكان بها
ولحقوا أجأ بالجبل المسمى بأجإ فقتلوه فيه فسمي به
وأنفوا أن يرجعوا إلى قومهم فسار كل واحد إلى مكان فأقام به فسمي ذلك المكان باسمه قال عبيد الله الفقير إليه وهذا أحد ما استدللنا به على بطلان ما ذكره النحويون من أن أجأ مؤنثة غير مصروفة لأنه جبل مذكر سمي باسم رجل وهو مذكر
وكأن غاية ما التزموا به قول امرىء القيس أبت أجأ أن تسلم العام جارها فمن شاء فلينهض لها من مقاتل وهذا لا حجة لهم فيه لأن الجبل بنفسه لا يسلم أحدا إنما يمنع من فيه من الرجال
فالمراد أبت قبائل أجإ أو سكان أجإ وما أشبهه فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه يدل على ذلك عجز البيت وهو قوله فمن شاء فلينهض لها من مقاتل والجبل نفسه لا يقاتل والمقاتلة مفاعلة ولا تكون من واحد ووقف على هذا من كلامنا نحوي من أصدقائنا وأراد الاحتجاج والانتصار لقولهم فكان غاية ما قاله أن المقاتلة في التذكير والتأنيث مع الظاهر وأنت تراه قال أبت أجأ
فالتأنيث لهذا الظاهر ولا يجوز أن يكون للقبائل المحذوفة بزعمك فقلت له هذا خلاف لكلام العرب ألا ترى إلى قول حسان بن ثابت يسقون من ورد البريس عليهم بردى يصفق بالرحيق السلسل لم يرو أحد قط يصفق إلا بالياء آخر الحروف لأنه يريد يصفق ماء بردى فرده إلى المحذوف وهو الماء ولم يرده إلى الظاهر وهو بردى
ولو كان الأمر على ما ذكرت لقال تصفق لأن بردى مؤنث لم يجيء على وزنه مذكر قط
وقد جاء الرد على المحذوف تارة وعلى الظاهر أخرى في قول الله عز و جل وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أوهم قائلون ألا تراه قال فجاءها فرد على الظاهر وهو القرية ثم قال أوهم قائلون فرد على أهل القرية وهو محذوف وهذا ظاهر لا إشكال فيه
وبعد فليس هنا ما يتأول به التأنيث إلا أن يقال إنه أراد البقعة فيصير من باب التحكم لأن تأويله بالمذكر ضروري لأنه جبل والجبل مذكر وإنه سمي باسم رجل باجماع كما ذكرنا وكما نذكره بعد في رواية أخرى وهو مكان موضع ومنزل وموطن ومحل ومسكن
ولو سألت كل عربي عن أجإ لم يقل إلا أنه جبل ولم يقل بقعة
ولا مستند إذا للقائل بتأنيثه البتة
ومع هذا فإنني إلى هذه الغاية لم أقف للعرب على شعر جاء فيه ذكر أجإ غير مصروف مع كثرة استعمالهم لترك صرف ما ينصرف في الشعر حتى إن أكثر النحويين قد رجحوا أقوال الكوفيين في هذه المسألة وأنا أورد في ذلك من أشعارهم ما بلغني منها البيت الذي احتجوا به وقد مر وهو قول امرىء القيس أبت أجأ ومنها قول عارق الطائي ومن مبلغ عمرو بن هند رسالة إذا استحقبتها العيس تنضى من البعد

أيوعدني والرمل بيني وبينه تأمل رويدا ما أمامة من هند ومن أجإ حولي رعان كأنها قنابل خيل من كميت ومن ورد قال العيزار بن الأخفش الطائي وكان خارجيا ألا حي رسم الدار أصبح باليا وحي وإن شاب القذال الغوانيا تحملن من سلمى فوجهن بالضحى إلى أجإ يقطعن بيدا مهاويا وقال زيد بن مهلهل الطائي جلبنا الخيل من أجإ وسلمى تخب نزائعا خبب الركاب جلبنا كل طرف أعوجي وسلهبة كخافية الغراب نسوف للحزام بمرفقيها شنون الصلب صماء الكعاب وقال لبيد يصف كتيبة النعمان أوت للشباح واهتدت بصليلها كتائب خضر ليس فيهن ناكل كأركان سلمى إذ بدت أو كأنها ذرى أجإ إذ لاح فيه مواسل فقال فيه ولم يقل فيها ومواسل قنة في أجإ وأنشد قاسم بن ثابت لبعض الأعراب إلى نضد من عبد شمس كأنهم هضاب أجا أركانه لم تقصف قلامسة ساسوا الأمور فأحكموا سياستها حتى أقرت لمردف وهذا كما تراه مذكر مصروف لا تأويل فيه لتأنيثه
فإنه لو أنث لقال أركانها فإن قيل هذا لا حجة فيه لأن الوزن يقوم بالتأنيث قيل قول امرىء القيس أيضا لا يجوز لكم الاحتجاج به لأن الوزن يقوم بالتذكير فيقول أبى أجأ لكنا صدقناكم فاحتججنا ولا تأويل فيها وقول الحيص بيص أجأ وسلمى أم بلاد الزاب وأبو المظفر أم غضنفر غاب ثم إني وقفت بعد ما سطرته آنفا على جامع شعر امرىء القيس وقد نص الأصمعي على ما قلته وهو أن أجأ موضع وهو أحد جبلي طيىء والآخر سلمى
وإنما أراد أهل أجإ كقول الله عز و جل واسأل القرية يريد أهل القرية هذا لفظه بعينه
ثم وقفت على نسخة أخرى من جامع شعره قيل فيه أرى أجأ لن يسلم العام جاره ثم قال في تفسير الرواية الأولى والمعنى أصحاب الجبل لم يسلموا جارهم
وقال أبو العرماس حدثني أبو محمد أن أجأ سمي برجل كان يقال له أجأ وسميت سلمى بامرأة كان يقال لها سلمى وكانا يلتقيان عند العوجاء وهو جبل بين أجإ وسلمى فسميت هذه الجبال بأسمائهم
ألا تراه قال سمي أجأ برجل وسميت سلمى بامرأة فأنث المؤنث وذكر المذكر
وهذا إن شاء الله كاف في قطع حجاج من خالف وأراد الانتصار بالتقليد
وقد جاء أجا مقصورا غير مهموز في الشعر وقد تقدم له شاهد في البيتين اللذين على الفاء قال العجاج والأمر ما رامقته ملهوجا يضويك ما لم يج منه منضجا

فإن تصر ليلى بسلمى أو أجا أو باللوى أو ذي حسا أو يأججا وأما سبب نزول طيء الجبلين واختصاصهم بسكناهما دون غيرهم من العرب فقد اختلفت الرواة فيه
قال ابن الكلبي وجماعة سواه لما تفرق بنو سبا أيام سيل العرم سار جابر وحرملة ابنا أدد بن زيد بن الهميسع قلت لا أعرف جابرا وحرملة وفوق كل ذي علم عليم وتبعهما ابن أخيهما طيء واسمه جلهمة قلت وهذا أيضا لا أعرفه لأن طيئا عند ابن الكلبي هو جلهمة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان
والحكاية عنه وكان أبو عبيدة قال زيد بن الهميسع فساروا نحو تهامة وكانوا فيما بينها وبين اليمن ثم وقع بين طيء وعمومته ملاحاة ففارقهم وسار نحو الحجاز بأهله وماله وتتبع مواقع القطر فسمي طيئا لطيه المنازل وقيل إنه سمي طيئا لغير ذلك وأوغل طيء بأرض الحجاز وكان له بعير يشرد في كل سنة عن إبله ويغيب ثلاثة أشهر ثم يعود أليه وقد عبل وسمن وآثار الخضرة بادية في شدقيه فقال لابنه عمرو تفقد يا بني هذا البعير فإذا شرد فاتبع أثره حتى تنظر إلى أين ينتهي
فلما كانت أيام الربيع وشرد البعير تبعه على ناقة له فلم يزل يقفر أثره حتى صار إلى جبل طيىء فأقام هنالك ونظر عمرو إلى بلاد واسعة كثيرة المياه والشجر والنخيل والريف فرجع إلى أبيه وأخبره بذلك فسار طيىء بإبله وولده حتى نزل الجبلين فرآهما أرضا لها شأن ورأى فيها شيخا عظيما جسيما مديد القامة على خلق العاديين ومعه امرأة على خلقه يقال لها سلمى وهي امرأته وقد اقتسما الجبلين بينهما بنصفين فأجأ في أحد النصفين وسلمى في الآخر فسألهما طيىء عن أمرهما فقال الشيخ نحن من بقايا صحار غنينا بهذين الجبلين عصرا بعد عصر أفنانا كر الليل والنهار فقال له طيىء هل لك في مشاركتي إياك في هذا المكان فأكون لك مؤنسا وخلا فقال الشيخ إن لي في ذلك رأيا فأقم فإن المكان واسع والشجر يانع والماء طاهر والكلأ غامر
فأقام معه طيىء بإبله وولده بالجبلين فلم يلبث الشيخ والعجوز إلا قليلا حتى هلكا وخلص المكان لطيء فولده به إلى هذه الغاية
قالوا وسألت العجوز طيئا ممن هو فقال طيء إنا من القوم اليمانيينا إن كنت عن ذلك تسألينا وقد ضربنا في البلاد حينا ثمت أقبلنا مهاجرينا إذ سامنا الضيم بنو أبينا وقد وقعنا اليوم فيما شينا ريفا وماء واسعا معينا ويقال إن لغة طيىء هي لغة هذا الشيخ الصحاري والعجوز امرأته
وقال أبو المنذر هشام بن محمد في كتاب افتراق العرب لما خرجت طيىء من أرضهم من الشحر ونزلوا بالجبلين أجإ وسلمى ولم يكن بهما أحد وإذا التمر قد غطى كرانيف النخل فزعموا أن الجن كانت تلقح لهم النخل في ذلك الزمان وكان في ذلك التمر خنافس فأقبلوا يأكلون التمر والخنافس فجعل بعضهم يقول ويلكم الميث أطيب من الحي
وقال أبو محمد الأعرابي أكتبنا أبو الندى قال بينما طيء ذات يوم جالس مع ولده بالجبلين إذ أقبل رجل من بقايا جديس ممتد القامة عاري الجبلة كاد يسد الأفق طولا ويفرعهم باعا وإذا هو الأسود بن غفار بن الصبور الجديسي

وكان قد نجا من حسان تبع اليمامة ولحق بالجبلين فقال لطيىء من أدخلكم بلادي وإرثي عن آبائي أخرجوا عنها وإلا فعلت وفعلت
فقال طيىء البلاد بلادنا وملكنا وفي أيدينا وإنما ادعيتها حيث وجدتها خلاء
فقال الأسود اضربوا بيننا وبينكم وقتا نقتتل فيه فأينا غلب استحق البلد
فاتعدا لوقت فقال طيىء لجندب بن خارجة بن سعد بن فطرة بن طيىء وأمه جديلة بنت سبيع بن عمرو ابن حمير وبها يعرفون وهم جديلة طيىء وكان طيىء لها مؤثرا فقال لجندب قاتل عن مكرمتك
فقالت أمه والله لتتركن بنيك وتعرضن ابني للقتل فقال طيىء ويحك إنما خصصته بذلك
فأبت فقال طيىء لعمرو بن الغوث بن طيىء فعليك يا عمرو الرجل فقاتله
فقال عمرو لا أفعل وأنشأ يقول وهو أول من قال الشعر في طيىء بعد طيىء يا طيىء أخبرني ولست بكاذب وأخوك صادقك الذي لا يكذب أمن القضية أن إذا استغنيتم وأمنتم فأنا البعيد الأجنب وإذا الشدائد بالشدائد مرة أشجتكم فأنا الحبيب الأقرب عجبا لتلك قضيتي وإقامتي فيكم على تلك القضية أعجب ألكم معا طيب البلاد ورعيها ولي الثماد ورعيهن المجدب وإذا تكون كريهة أدعى لها وإذا يحاس الحيس يدعى جندب هذا لعمركم الصغار بعينه لا أم لي إن كان ذاك ولا أب فقال طيىء يا بني إنها أكرم دار في العرب
فقال عمرو لن أفعل إلا على شرط أن لا يكون لبني جديلة في الجبلين نصيب
فقال له طيىء لك شرطك
فأقبل الأسود بن غفار الجديسي للميعاد ومعه قوس من حديد ونشاب من حديد فقال يا عمرو إن شئت صارعتك وإن شئت ناضلتك وإلا سايفتك
فقال عمرو الصراع أحب إلي فاكسر قوسك لأكسرها أيضا ونصطرع
وكانت لعمرو بن الغوث ابن طيىء قوس موصولة بزرافين إذا شاء شدها وإذا شاء خلعها فأهوى بها عمرو فانفتحت عن الزرافين واعترض الأسود بقوسه ونشابه فكسرها فلما رأى عمرو ذلك أخذ قوسه فركبها وأوترها وناداه يا أسود استعن بقوسك فالرمي أحب إلي
فقال الأسود خدعتني
فقال عمرو الحرب خدعة فصارت مثلا فرماه عمرو ففلق قلبه وخلص الجبلان لطيىء فنزلهما بنو الغوث ونزلت جديلة السهل منهما لذلك
قال عبيد الله الفقير إليه في هذا الخبر نظر من وجوه منها أن جندبا هو الرابع من ولد طيىء فكيف يكون رجلا يصلح لمثل هذا الأمر ثم الشعر الذي أنشده وزعم أنه لعمرو ابن الغوث وقد رواه أبو اليقظان وأحمد بن يحيى ثعلب وغيرهما من الرواة الثقات لهانىء بن أحمر الكناني شاعر جاهلي
ثم كيف تكون القوس حديدا وهي لا تنفذ السهم إلا برجوعها والحديد إذا اعوج لا يرجع البتة
ثم كيف يصح في العقل أن قوسا بزرافين هذا بعيد في العقل إلى غير ذلك من النظر
وقد روى بعض أهل السير من خبر الأسود بن غفار ما هو أقرب إلى القبول من هذا وهو أن الأسود لما أفلت

من حسان تبع كما نذكره إن شاء الله تعالى في خبر اليمامة أفضى به الهرب حتى لحق بالجبلين قبل أن ينزلهما طيىء وكانت طيىء تنزل الجوف من أرض اليمن وهو اليوم محلة همذان ومراد وكان سيدهم يومئذ أسامة بن لؤي بن الغوث بن طيىء وكان الوادي مسبعة وهم قليل عددهم فجعل ينتابهم بعير في زمن الخريف يضرب في إبلهم ولا يدرون أين يذهب إلا أنهم لا يرونه إلى قابل وكانت الأزد قد خرجت من اليمن أيام سيل العرم فاستوحشت طيء لذلك وقالت قد ظعن إخواننا وساروا إلى الأرياف فلما هموا بالظعن قالوا لأسامة إن هذا البعير الذي يأتينا من بلد ريف وخصب وإنا لنرى في بعره النوى فلو إنا نتعهده عند انصرافه فشخصنا معه لعلنا نصيب مكانا خيرا من مكاننا
فلما كان الخريف جاء البعير فضرب في إبلهم فلما انصرف تبعه أسامة بن لؤي بن الغوث وحبة بن الحارث بن فطرة بن طيء فجعلا يسيران بسير الجمل وينزلان بنزوله حتى أدخلهما باب أجإ فوقفا من الخصب والخير على ما أعجبهما فرجعا إلى قومهما فأخبراهم به فارتحلت طيء بجملتها إلى الجبلين وجعل أسامة بن لؤي يقول اجعل ظريبا كحبيب ينسى لكل قوم مصبح وممسى وظريب اسم الموضع الذي كانوا ينزلون فيه قبل الجبلين قال فهجمت طيء على النخل بالشعاب على مواش كثيرة وإذا هم برجل في شعب من تلك الشعاب وهو الأسود بن غفار فهالهم ما رأوا من عظم خلقه وتخوفوه فنزلوا ناحية من الأرض فاستبرؤوها فلم يروا بها أحدا غيره
فقال أسامة بن لؤي لابن له يقال له الغوث يا بني إن قومك قد عرفوا فضلك في الجلد والبأس والرمي فاكفنا أمر هذا الرجل فإن كفيتنا أمره فقد سدت قومك آخر الدهر وكنت الذي أنزلتنا هذا البلد
فانطلق الغوث حتى أتى الرجل فسأله فعجب الأسود من صغر خلق الغوث فقال له من أين أقبلتم فقال له من اليمن
وأخبره خبر البعير ومجيئهم معه وأنهم رهبوا ما رأوا من عظم خلقه وصغرهم عنه فأخبرهم باسمه ونسبه
ثم شغله الغوث ورماه بسهم فقتله وأقامت طيىء بالجبلين وهم بهما إلى الآن
وأما أسامة بن لؤي وابنه الغوث هذا فدرجا ولا عقب لهما
الأجاءة أجاءة بدر بن عقال فيها بيوت من متن الجبل ومنازل في أعلاه عن نصر والله سبحانه وتعالى أعلم
أجارد بفتح أوله كأنه جمع أجرد قال أبو محمد الأعرابي أجارد بفتح أوله لا بضمه في بلاد تميم قال اللعين المنقري دعاني ابن أرض يبتغي الزاد بعدما ترامى حلامات به وأجارد ومن ذات أصفاء سهوب كأنها مزاحف هزلى بينها متباعد وذكر أبياتا وقصة ذكرت في حلامات
أجارد بالضم أفاعل من جردت الشيء فأنا اجارد
ومثله ضربت بين القوم فأنا أضارب اسم موضع في بلاد عبد القيس عن أبي محمد الأسود
وفي كتاب نصر أجارد واد ينحدر من السراة على قرية مطار لبني نصر وأجارد أيضا واد من أودية كلب وهي أودية كثيرة تنشل من الملحاء وهي رابية منقادة

مستطيلة ما شرق منها هو الأوداة وما غرب فهو البياض
أجان بضم الهمزة وتخفيف الجيم وآخره نون بليدة بأذربيجان وبينها وبين تبريز عشرة فراسخ في طريق الري
رأيتها وعليه سور وبها سوق إلا أن الخراب غالب عليها
الأجاول بالفتح بلفظ الجمع جالا البير جانباها والجمع أجوال والأجاول جمع الجمع وهو موضع قرب ودان فيه روضة ذكرت في الرياض
وقال ابن السكيت الأجاول أبارق بجانب الرمل عن يمين كلفى من شماليها قال كثير عفا ميت كلفى بعدنا فالأجاول الأجابين بالفتح وبعد الألف ياءان تحت كل واحدة منهما نقطتان بلفظ التثنية اسم موضع كان لهم فيه يوم من أيامهم
الأجباب جمع جب وهو البير قيل واد وقيل مياه بحمى ضرية معروفة تلي مهب الشمال من حمى ضرية وقال الأصمعي الأجباب من مياه بني ضبينة وربما قيل له الجب وفيه يقول الشاعر أبني كلاب كيف ينفى جعفر وبنو ضبينة حاضرو الأجباب أجبال صبح أجبال جمع جبل وصبح بضم الصاد المهملة ضد المساء موضع بأرض الجناب لبني حصن ابن حذيفة وهرم بن قطبة وصبح رجل من عاد كان ينزلها على وجه الدهر قال الشاعر ألا هل إلى أجبال صبح بذي الغضا غضا الأثل من قبل الممات معاد بلاد بها كنا وكنا نحبها إذ الأهل أهل والبلاد بلاد أجدابية بالفتح ثم السكون ودال مهملة وبعد الألف باء موحدة وياء خفيفة وهاء يجوز أن يكون إن كان عربيا جمع جدب جمع قلة
ثم نزلوه منزلة المفرد لكونه علما فنسبوا إليه ثم خففوا ياء النسبة لكثرة الاستعمال والأظهر أنه عجمي وهو بلد بين برقة وطرابلس الغرب بينه وبين زويلة نحو شهر سيرا على ما قاله ابن حوقل
وقال أبو عبيد البكري أجدابية مدينة كبيرة في صحراء أرضها صفا وآبارها منقورة في الصفا طيبة الماء بها عين ماء عذب وبها بساتين لطاف ونخل يسير وليس بها من الأشجار ألا الأراك
وبها جامع حسن البناء بناه أبو القاسم المسمى بالقائم بن عبيد الله المسمى بالمهدي له صومعة مثمنة بديعة العمل وحمامات وفنادق كثيرة وأسواق حافلة مقصودة وأهلها ذوو يسار أكثرهم أنباط وبها نبذ من صرحاء لواتة ولها مرسى على البحر يعرف بالمادور له ثلاثة قصور بينه وبينها ثمانية عشر ميلا وليس بأجدابية لدورهم سقوف خشب إنما هي أقباء طوب لكثرة رياحها ودوام هبوبها وهي راخية الأسعار كثيرة التمر يأتيها من مدينة اوجلة أصناف التمور
وقال غيره أجدابية مدينة كثيرة النخل والتمور وبين غربيها وجنوبيها مدينة أوجلة هي من أعمالها وهي أكثر بلاد المغرب نخلا وأجودها تمرا
وأجدابية في الإقليم الرابع وعرضها سبع وثلاثون درجة وهي من فتوح عمرو بن العاص فتحها مع برقة صلحا على خمسة آلاف دينار وأسلم كثير من بربرها
ينسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل ابن أحمد بن عبد الله الطرابلسي يعرف بابن الأجدابي
كان أديبا فاضلا له تصانيف حسنة منها كفاية المتحفظ

وهو مختصر في اللغة مشهور مستعمل جيد وكتاب الأنواء وغير ذلك
أجداد بلفظ جمع الجد أبي الأب وهو في الأصل جمع جد بضم الجيم وهو البئر وهو اسم موضع بنجد في بلاد غطفان فيه روضة قال النابغة أرسما جديدا من سعاد تجنب عفت روضة الأجداد منها فيثقب وقال أبو زياد الأجداد مياه بالسماوة لكلب وأنشد يقول نحن جلبنا الخيل من مرادها من جانبي لبنى إلى أنضادها يفري لها الأخماس من مزادها فصبحت كلبا على أجدادها طحمة ورد ليس من أورادها أجدث بالفتح ثم السكون وضم الدال المهملة والثاء مثلثة جمع جدث جمع قلة وهو القبر قال السكري أحدث وأجدث بالحاء والجميع موضعان قال المنخل عرفت بأجدث فنعاف عرق علامات كتحبير النماط الأجدلان بالدال المهملة أبرقان من ديار عوف بن كعب بن سعد من أطراف الستار وهو واد لامرىء القيس بن زيد مناة بن تميم حيث التقى هو وبيضاء الخط
أجذال بالفتح ثم السكون والذال معجمة وألف ولام كأنه جمع جذل النخلة وهو البريد الخامس من المدينة لمن يريد بدرا
أجراد بالدال المهملة جمع جرد وهي الأرض التي لا نبات بها وهو موضع بعينه قال الراجز لا ري للعيس بذي الأجراد أجراذ مثل الذي قبله إلا أن ذاله معجمة موضع بنجد قال الراجز أتعرف الدار بذي أجراذ دارا لسعدى وابنتي معاذ لم تبق منهم رهم الرذاذ غير أثافي مرجل جواذ و أم أجراذ بئر قديمة في مكة وقيل هي بالدال المهملة
أجراف كأنه جمع جرف وهو جانب الوادي المنتصب موضع قال الفضل بن العباس اللهبي يا دار أقوت بالجزع ذي الأخياف بين حزم الجزيز والأجراف أجرب بالفتح ثم السكون يقال رجل جرب وأجرب وليس من باب أفعل من كذا أي إن هذا الموضع أشد جربا من غيره لأنه من العيوب ولكنه مثل أحمر وهو اسم موضع يذكر مع الأشعر من منازل جهينة بناحية المدينة
و أجرب موضع آخر بنجد قال أوس بن قتادة بن عمرو ابن الأخوص أفدي ابن فاختة المقيم بأجرب بعد الظعان وكثرة الترحال خفيت منيته ولو ظهرت له لوجدت صاحب جرأة وقتال الأجرد بوزن الذي قبله وهو الموضع الذي لا نبات فيه اسم جبل من جبال القبلية عن أبي القاسم محمود عن السيد علي العلوي له ذكر في حديث الهجرة

عن محمد بن إسحاق
وقال نصر الأشعر والأجرد جبلا جهينة بين المدينة والشام
أجر بالتحريك
قال أبو عبيد يخرج القاصد من القيروان إلى بونة فيأخذ من القيروان إلى جلولاء ومنها إلى أجر وهي قرية لها حصن وقنطرة وهي موضع وعر كثير الحجارة صعب المسلك لا يكاد يخلو من الأسد دائم الريح العاصفة ولذلك يقال إذا جئت أجر فعجل فإن فيه حجرا يبري وأسدا يفري وريحا تذري
وحول أجر قبائل من العرب والبربر
الأجرعين بلفظ التثنية علم لموضع باليمامة عن محمد ابن إدريس بن أبي حفصة هكذا حكاه مبتدئا به
أجزل بالزاي واللام قال قيس بن الصراع العجلي سقى جدثا بالأجزل الفرد فالنقا رهام الغوادي مزنة فاستهلت أجشد بالفتح ثم السكون وضم الشين المعجمة ودال مهملة وهو علم مرتجل لم تجيء فيما علمت هذه الثلاثة الأحرف مجتمعة في كلمة واحدة على وجوهها الستة في شيء من كلام العرب وهو اسم جبل في بلاد قيس عيلان وهو في كتاب نصر أجشر بالراء والله أعلم بالصواب
أجش بالتحريك وتشديد الشين المعجمة وهو في اللغة الغليظ الصوت قال أبو ذؤيب الهذلي وتميمة من قانص متلبب في كفه جش أجش وأقطع الجش القوس الخفيفة يصف صائدا
وأجش اسم أطم من آطام المدينة والأطم والأجم القصر كان لبني أنيف البلويين عند البئر التي يقال لها لاوة
الأجفر بضم الفاء جمع جفر وهو البئر الواسعة لم تطو موضع بين فيد والخزيمية بينه وبين فيد ستة وثلاثون فرسخا نحو مكة
وقال الزمخشري الأجفر ماء لبني يربوع انتزعته منهم بنو جذيمة
إجلة بالكسر ثم السكون من قرى اليمامة عن الحفصي
أجلى بفتح أوله وثانيه وثالثه بوزن جمزى محرك وآخره ممال وهذا البناء يختص بالمؤنث اسما وصفة فالاسم نحو أجلى ودقرى وبردى والصفة بشكي ومرطي وجمزي وهو اسم جبل في شرقي ذات الأصاد أرض من الشربة
وقال ابن السكيت أجلى هضبات ثلاث على مبدأة النعم من الثعل بشاطىء الجريب الذي يلقى الثعل وهو مرعى لهم معروف قال حلت سليمى جانب الجريب بأجلى محلة الغريب محل لا دان ولا قريب وقال الأصمعي أجلى بلاد طيبة مريئة تنبت الجلي والصليان وأنشد حلت سليمى
وقال السكري في شرح قول القتال الكلابي عفت أجلى من أهلها فقليبها إلى الدوم فالرنقاء قفرا كثيبها أجلى هضبة بأعلى نجد
وقال محمد بن زياد الأعرابي سئلت بنت الحسن أي البلاد أفضل مرعى وأسمن فقالت خياشيم الحزم أو جواء الصمان
قيل لها ثم ماذا فقالت أراها أجلى أنى شئت أي متى شئت بعد هذا
قال ويقال إن أجلى موضع في طريق البصرة إلى مكة

أجم بالتحريك موضع بالشام قرب الفراديس من نواحي حلب قال المتنبي الراجع الخيل محفاة مقودة من كل مثل وبار شكلها إرم كتل بطريق المغرور ساكنها بأن دارك قنسرين والأجم أجم بضم أوله وثانيه وهو واحد آجام المدينة وهو بمعنى الأطم وآجام المدينة وآطامها حصونها وقصورها وهي كثيرة لها ذكر في الأخبار
وقال ابن السكيت أجم حصن بناه أهل المدينة من حجارة وقال كل بيت مربع مسطح فهو أجم قال أمرؤ القيس وتيماء لم يترك بها جذع نخلة ولا أجما إلا مشيدا بجندل أجمة برس بالفتح والتحريك وبرس بضم الباء الموحدة وسكون الراء والسين مهملة ناحية بأرض بابل
قال البلاذري في كتاب الفتوح يقال إن عليا رضي الله عنه ألزم أهل أجمة برس أربعة آلاف درهم وكتب لهم بذلك كتابا في قطعة أدم
وأجمة برس بحضرة الصرح صرح نمروذ بن كنعان بأرض بابل وفي هذه الأجمة هوة بعيدة القعر يقال إن منها عمل آجر الصرح ويقال إنها خسفت والله أعلم
أجناد الشام جمع جند وهي خمسة جند فلسطين وجند الأردن وجند دمشق وجند حمص وجند قنسرين
قال أحمد بن يحيى بن جابر اختلفوا في الأجناد فقيل سمى المسلمون فلسطين جندا لأنه جمع كورا والتجند التجمع وجندت جندا أي جمعت جمعا وكذلك بقية الأجناد
وقيل سميت كل ناحية بجند كانوا يقبضون أعطياتهم فيه
وذكروا أن الجزيرة كانت مع قنسرين جندا واحدا فأفردها عبد الملك بن مروان وجعلها جندا برأسه ولم تزل قنسرين وكورها مضمومة إلى حمص حتى كان ليزيد بن معاوية فجعل قنسرين وإنطاكية ومنبج جندا برأسه فلما استخلف الرشيد أفرد قنسرين بكورها فجعلها جندا وأفرد العواصم كما نذكره في العواصم إن شاء الله وقال الفرزدق فقلت ما هو إلا الشام تركبه كأنما الموت في أجناده البغر والبغر داء يصيب الإبل تشرب الماء فلا تروى
أجنادين بالفتح ثم السكون ونون وألف وتفتح الدال فتكسر معها النون فيصير بلفظ التثنية وتكسر الدال وتفتح النون بلفظ الجمع وأكثر أصحاب الحديث يقولون إنه بلفظ التثنية ومن المحصلين من يقوله بلفظ الجمع وهو موضع معروف بالشام من نواحي فلسطين
وفي كتاب أبي حذيفة إسحاق ابن بشير بخط أبي عامر العبدري أن أجنادين من الرملة من كورة بيت جبرين كانت به وقعة بين المسلمين والروم مشهورة
وقالت العلماء بأخبار الفتوح شهد يوم أجنادين مائة ألف من الروم سرب هرقل أكثرهم وتجمع الباقي من النواحي وهرقل يومئذ بحمص فقاتلوا المسلمين قتالا شديدا ثم إن الله تعالى هزمهم وفرقهم وقتل المسلمون منهم خلقا واستشهد من المسلمين طائفة منهم عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب ابن هاشم بن عبد مناف وعكرمة بن أبي جهل والحارث بن هشام وأبلى خالد بن الوليد يومئذ بلاء مشهورا وانتهى خبر الوقعة إلى هرقل فنخب

قلبه وملىء رعبا فهرب من حمص إلى إنطاكية
وكانت لاثنتي عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى سنة ثلاثة عشرة قبل وفاة أبي بكر رضي الله عنه بنحو شهر فقال زياد بن حنظلة ونحن تركنا أرطبون مطردا إلى المسجد الأقصى وفيه حسور عشية أجنادين لما تتابعوا وقامت عليهم بالعراء نسور عطفنا له تحت العجاج بطعنة لها نشج نائي الشهيق غزير فطمنا به الروم العريضة بعده عن الشام أدنى ما هناك شطير تولت جموع الروم تتبع إثره تكاد من الذعر الشديد تطير وغودر صرعى في المكر كثيره وعاد إليه الفل وهو حسير وقال كثير بن عبد الرحمن إلى خير أحياء البرية كلها لذي رحم أو خلة متأسن له عهد ود لم يكدر بريبة وناقول معروف حديث ومزمن وليس امرؤ من لم ينل ذاك كامرىء بدا نصحه فاستوجب الرفد محسن فإن لم تكن بالشام داري مقيمة فإن بأجنادين كني ومسكني منازل صدق لم تغير رسومها وأخرى بميا فارقين فموزن أجنقان بالفتح ثم السكون وكسر النون وقاف وألف ونون ويروى بمد أوله وقد ذكر قبل وهي من قرى سرخس
ويقال له أجنكان بلسانهم أيضا
أجول يجوز أن يكون أفعل من جال يجول وأن يكون منقولا من الفرس الأجولي وهو السريع والأصل أن الأجول واحد الأجاول وهي هضبات متجاورات بحذاء هضبة من سلمى وأجإ فيها ماء
وقيل أجول واد أو جبل في ديار غطفان عن نصر
أجوية كأنه جمع جواء وقد ذكر الجواء في موضعه من هذا الكتاب هو ماء لبني نمير بناحية اليامة
أجياد بفتح أوله وسكون ثانيه كأنه جمع جيد وهو العنق
وأجياد أيضا جمع جواد من الخيل يقال للذكر والأنثى وجياد وأجاويد حكاه أبو نصر إسماعيل بن حماد وقد قيل في اسم هذا الموضع جياد أيضا وقد ذكر في موضعه وقال الأعشى ميمون بن قيس فما أنت من أهل الحجون ولا الصفا ولا لك حق الشرب من ماء زمزم ولا جعل الرحمن بيتك في العلا بأجياد غربي الصفا والمحرم وقال عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة هيهات من أمة الوهاب منزلنا لما نزلنا بسيف البحر من عدن وجاورت أهل أجياد فليس لنا منها سوى الشوق أو حظ من الحزن

وذكره في الشعر كثير
واختلف في سبب تسميته بهذا الاسم فقيل سمي بذلك لأن تبعا لما قدم مكة ربط خيله فيه فسمي بذلك وهما أجيادان أجياد الكبير وأجياد الصغير
وقال أبو القاسم الخوارزمي أجياد موضع بمكة يلي الصفا
وقال أبو سعيد السيرافي في كتاب جزيرة العرب من تأليفه هو موضع خروج دابة الأرض
وقرأت فيما أملاه أبو الحسين أحمد بن فارس على بديع بن عبد الله الهمداني بإسناد له إن الخيل العتاق كانت محرمة كسائر الوحش لا يطمع في ركوبها طامع ولا يخطر ارتباطها للناس على بال ولم تكن ترى إلا في أرض العرب وكانت مكرمة ادخرها الله لنبيه وابن خليله إسماعيل بن إبراهيم عليهم السلام وكان إسماعيل أول من ذللت له الخيل العتاق وأول من ركبها وارتبطها فذكر أهل العلم أن الله عز و جل أوحى إلى إسماعيل عليه السلام إني ادخرت لك كنزا لم أأعطه أحدا قبلك فاخرج فناد بالكنز فأتى أجيادا فألهمه الله تعالى الدعاء بالخيل فلم يبق في بلاد الله فرس ألا أتاه فارتبطها بأجياد فبذلك سمي المكان أجيادا ويؤيد هذا ما قاله الأصمعي في تفسير قول بشر بن أبي خازم حلفت برب الداميات نحورها وما ضم أجياد المصلى ومذهب لئن شبت الحرب العوان التي أرى وقد طال إبعاد بها وترهب لتحتملن بالليل منكم ظعينة إلى غير موثوق من العز تهرب قال أبو عبيدة المصلى المسجد
والمذهب بيت الله الحرام
وأجياد قال الأصمعي هو الموضع الذي كانت به الخيل التي سخرها الله لإسماعيل عليه السلام
وقال ابن إسحاق لما وقعت الحرب بين الحارث بن مضاض الجرهمي وبين السميدع بن حوثر بالثاء المثلثة خرج ابن مضاض من قعيقعان فتقعقع سلاحه فسمي قيعقعان
وخرج السميدع ومعه الخيل والرجال من أجياد
فيقال إنه ما سمي أجياد أجيادا إلا بخروج الخيل الجياد منه مع السميدع
وقال السهيلي وأما أجياد فلم يسم بأجياد الخيل كما ذكر ابن إسحاق لأن جياد الخيل لا يقال فيها أجياد وإنما أجياد جمع جيد
وذكر أصحاب الأخبار أن مضاضا ضرب في ذلك الموضع أجياد مائة رجل من العمالقة فسمي ذلك الموضع بأجياد لذلك قال وكذا ذكر ابن إسحاق في غير كتاب السيرة
قلت أنا وقد قدمنا أن الجوهري حكى أن العرب تجمع الجواد من الخيل على أجياد ولا شك أن ذلك لم يبلغ السهيلي فأنكره ومما يؤيد أن هذا الموضع مسمى بالخيل أنه يقال فيه أجواد وجياد ثم اتفاق الرواة أنها سميت بجياد الخيل لا تدفعه الرواية المحمولة من جهة السهيلي
وحدث أبو المنذر قال كثرت إياد بتهامة وبنو معد بها حلول
ولم يتفرقوا عنها فبغوا على بني نزار وكانت منازلهم بأجياد من مكة وذلك قول الأعشى وبيداء تحسب آرامها رجال إياد بأجيادها الأجيادان تثنية الذي قبله وهما أجياد الكبير وأجياد الصغير وهما محلتان بمكة
وربما قيل لهما أجيادين اسما واحدا بالياء في جميع أحواله
الأجيراف كأنه تصغير أجراف واد لطيىء فيه

تين ونخل عن نصر
أجيرة كأنه تصغير أجرة
روي عن أعشى همدان أنه قال خرج مالك بن حريم الهمداني في الجاهلية ومعه نفر من قومه يريد عكاظ فاصطادوا ظبيا في طريقهم وكان قد أصابهم عطش كثير فانتهوا إلى مكان يقال له أجيرة فجعلوا يفصدون دم الظبي ويشربونه من العطش حتى أنفد دمه فذبحوه ثم تفرقوا في طلب الحطب ونام مالك في الخباء فأثار أصحابه شجاعا فإنساب حتى دخل خباء مالك فأقبلوا فقالوا يا مالك عندك الشجاع فاقتله فاستيقظ مالك وقال أقسمت عليكم إلا كففتم عنه فكفوا
فإنساب الشجاع فذهب فأنشأ مالك يقول وأوصاني الحريم بعز جاري وأمنعه وليس به امتناع وأدفع ضيمه وأذود عنه وأمنعه إذا امتنع المناع فدى لكم أبي عنه تنحوا لامر ما استجار بي الشجاع ولا تتحملوا دم مستجير تضمنه أجيرة فالتلاع فإن لما ترون خفي أمر له من دون أمركم قناع ثم ارتحلوا وقد أجهدهم العطش فإذا هاتف يهتف بهم يقول يا أيها القوم لا ماء أمامكم حتى تسوموا المطايا يومها التعبا ثم اعدلوا شامة فالماء عن كثب عين وراء وماء يذهب اللغبا حتى إذا ما أصبتم منه ريكم فاسقوا المطايا ومنه فاملأوا القربا قال فعدلوا شامة فإذا هم بعين خرارة فشربوا وسقوا إبلهم وحملوا منه في قربهم
ثم أتوا عكاظا فقضوا أربهم ورجعوا فانتهوا إلى موضع العين فلم يروا شيئا وإذا بهاتف يقول يا مال عني جزاك الله صالحة هذا وداع لكم مني وتسليم لا تزهدن في اصطناع العرف عن أحد إن الذي يحرم المعروف محروم أنا الشجاع الذي أنجيت من رهق شكرت ذلك إن الشكر مقسوم من يفعل الخير لا يعدم مغبته ما عاش والكفر بعد العرف مذموم الأجيفر هو جمع أجفر لأن جمع القلة يشبه الواحد فيصغر على بنائه فيقال في أكلب أكيلب وفي أجربة أجيربة وفي أحمال أحيمال وهو موضع في أسفل السبعان من بلاد قيس والأصمعي يقول هو لني أسد
وأنشد لمرة بن عياش ابن عم معاوية بن خليل النصري ينوح بني جذيمة بن مالك ابن نصر بن قعين يقول ولقد أرى الثلبوت يألف بينه حتى كأنهم أولو سلطان ولهم بلا طال ما عرفت لهم صحن الملا ومدافع السبعان

ومن الحوادث لا أبا لأبيكم إن الأجيفر ماؤه شطران قال كان الأجيفر كله لهم فصار نصفه لبني سواءة من بني أسد
باب الهمزة والحاء وما يليهما
أحارب كأنه جمع أحرب اسم نحو أجدل وأجادل
أو جمع الجمع نحو أكلب وأكالب موضع في شعر الجعدي وكيف أرجي قرب من لا أزوره وقد بعدت عني صرار أحارب الأحاسب بفتح أوله وكسر السين المهملة وآخره باء موحدة وهو جمع أحسب وهو من البعران الذي فيه بياض وحمرة
والأحسب من الناس الذي في شعر رأسه شقرة
قال أمرؤ القيس بن عابس الكندي فيا هند لا تنكحي بوهة عليه عقيقته أحسبا يقول كأنه لم تحلق عقيقته في صغره حتى شاخ
فإن قيل إنما يجمع أفعل على أفاعل في الصفات إذا كان مؤنثه فعلى مثل صغير وأصغر وصغرى وأصاغر وهذا فمؤنثه حسباء فيجب أن يجمع على فعل أو فعلان فالجواب أن أفعل يجمع على أفاعل إذا كان اسما على كل حال وههنا فكأنهم سموا مواضع كل واحد منها أحسب فزالت الصفة بنقلهم إياه إلى العلمية فتنزل منزلة الاسم المحض فجمعوه على أحاسب كما فعلوا بأحامر وبأحاسن في اسم موضع يأتي عقيب هذا إن شاء الله تعالى وكما جمعوا الأحوص وهو الضيق العين عند العلمية على أحاوص وهو في الأصل صفة قال الشاعر أتاني وعيد الحوص من آل جعفر فيا عبد عمرو لو نهيت الأحاوصا فقال الحوص نظرا إلى الوصفية والأحاوص نظرا إلى الإسمية والأحاسب هي مسايل أودية تنصب من السراة في أرض تهامة
الأحاسن كأنه جمع أحسن والكلام فيه كالكلام في أحاسب المذكور قبله وهي جبال قرب الأحسن بين ضرية واليمامة وقال أبو زياد الأحاسن من جبال بني عمرو بن كلاب قال السري بن حاتم كأن لم يكن من أهل علياء باللوى حلول ولم يصبح سوام مبرح لوى برقة الخرجاء ثم تيامنت بهم نية عنا تشب فتنزح تبصرتهم حتى إذا حال دونهم يحاميم من سود الأحاسن جنح يسوق بهم رأد الضحى متبذل بعيد المدى عاري الذراعين شحشح سبتك بمصقول ترق غروبه وأسحم زانته ترائب وضح من الخفرات البيض لا يستفيدها دني ولا ذاك الهجين المطرح أحاليل يظهر أنه جمع الجمع لأن الحلة هم القوم النزول وفيهم كثرة وجمعهم حلال وجمع

حلال أحاليل على غير قياس لأن قياسه أحلال وقد يوصف بحلال المفرد فيقال حي حلال وهو موضع في شرقي ذات الإصاد ومنه كان مرسل داحس والغبراء
أحامر البغيبغة بضم الهمزة كأنه من حامر يحامر فأنا أحامر من المفاعلة ينظر أيهما أشد حمرة
والبغيبغة بضم الباء الموحدة والغينان معجمتان مفتوحتان يذكر في موضعه إن شاء الله تعالى وأحامر اسم جبل أحمر من جبال حمى ضرية وأنشد ابن الأعرابي للراعي كهداهد كسر الرماة جناحه يدعو بقارعة الطريق هديلا فقال ليس قول الناس إن الهداهد ههنا الهدهد بشيء إنما الهداهد الحمام الكثير الهداهد كما قالوا قراقر لكثير القراقر وجلاجل لكثير الجلاجل
يقال حاد جلاجل إذا كان حسن الصوت فأخامر على هذا الكثير الحمرة قال جميل دعوت أبا عمرو فصدق نظرتي وما إن يراهن البصير لحين وأعرض ركن من أحامر دونهم كأن ذراه لفعت بسدين أحامر قرى قال الأصمعي ومبدأ الحمتين من ديار أبي بكر بن كلاب عن يسارهما جبل أحمر يسمى أحامر قرى
وقرى ماء نزلته الناس قديما وكان لبني سعد من بني أبي بكر بن كلاب
أحامرة بزيادة الهاء ردهة بحمى ضرية معروفة
والردهة نقرة في صخرة يستنقع فيها الماء
أحامرة جمع أحمر كما ذكرنا في أحاسب وألحقت به هاء التأنيث بعد التسمية ماءة لبني نصر ابن معاوية وقيل أحامرة بلدة لبني شاس
وبالبصرة مسجد تسميه العامة مسجد الأحامرة وهو غلط إنما هو مسجد الحامرة وقد ذكر في موضعه
أحباب جمع حبيب وهو بلد في جنب السوارقية من نواحي المدينة ثم من ديار بني سليم له ذكر في الشعر
أحثال بعد الحاء الساكنة ثاء مثلثة وألف ولام
قال أبو أحمد العسكري يوم ذي أحثال بين تميم وبكر بن وائل وهو الذي أسر فيه الحوفزان بن شريك قاتل الملوك وسالبها أنفسها أسره حنظلة بن بشر بن عمرو بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم وقيل فيه ونحن حفزنا الحوفزان مكبلا يساق كما ساق الأجير الركائبا الأحث بالثاء المثلثة من بلاد هذيل ولهم فيه يوم مشهور قال أبو قلابة الهذلي يا دار أعرفها وحشا منازلها بين القوائم من رهط فألبان فدمنة برحيات الأحث إلى ضوجي دفاق كسحق الملبس الفاني وقال أبو قلابة أيضا يئست من الحذية أم عمرو غداة إذ انتحوني بالجناب فيأسك من صديقك ثم يأسا ضحى يوم الأحث من الإياب

أحجار الثمام أحجار جمع حجر والثمام نبت بالثاء المثلثة وهي صخيرات الثمام نزل بها رسول الله صلى الله عليه و سلم في طريقه إلى بدر قرب الفرش وملل قال محمد بن بشير يرثي سليمان بن الحصين ألا أيها الباكي أخاه وإنما تفرق يوم الفدفد الأخوان أخي يوم أحجار الثمام بكيته ولو حم يومي قبله لبكاني تداعت به أيامه فاخترمنه وأبقين لي شجوا بكل مكان فليت الذي ينعى سليمان غدوة دعا عند قبري مثلها فنعاني أحجار الزيت موضع بالمدينة قريب من الزوراء وهو موضع صلاة الاستسقاء وقال العمراني أحجار الزيت موضع بالمدينة داخلها
الأحدب بفتح الدال والباء الموحدة جبل في ديار بني فزارة
وقيل هو أحد الأثبرة والذي يقتضيه ذكره في أشعار بني فزارة أنه في ديارهم ولعلهما جبلان يسمى كل واحد منهما بأحدب
أحدث مثل الذي قبله في الوزن إلا أن الثاء مثلثة بلد قريب من نجد
أحد بضم أوله وثانيه معا اسم الجبل الذي كانت عنده غزوة أحد وهو مرتجل لهذا الجبل وهو جبل أحمر ليس بذي شناخيب وبينه وبين المدينة قرابة ميل في شماليها وعنده كانت الوقعة الفظيعة التي قتل فيها حمزة عم النبي صلى الله عليه و سلم وسبعون من المسلمين وكسرت رباعية النبي صلى الله عليه و سلم وشج وجهه الشريف وكلمت شفته وكان يوم بلاء وتمحيص وذلك لسنتين وتسعة أشهر وسبعة أيام من مهاجرة النبي صلى الله عليه و سلم وهو في سنة ثلاث وقال عبيد الله بن قيس الرقيات يا سيد الظاعنين من أحد حييت من منزل ومن سند ما إن بمثواك غير راكدة سفع وهاب كالفرخ ملتبذ وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه و سلم قال أحد جبل يحبنا ونحبه وهو على باب من أبواب الجنة
وعير جبل يبغضنا ونبغضه وهو على باب من أبواب النار
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال خير الجبال أحد والأشعر وورقان
وورد محمد بن عبد الملك الفقعسي إلى بغداد فحن إلى وطنه وذكر أحدا وغيره من نواحي المدينة فقال نفى النوم عني فالفؤاد كئيب نوائب هم ما تزال تنوب وأحراض أمراض ببغداد جمعت علي وأنهار لهن قسيب وظلت دموع العين تمرى غروبها من الماء دارات لهن شعوب وما جزع من خشية الموت أخضلت دموعي ولكن الغريب غريب ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بسلع ولم تغلق علي دروب وهل أحد باد لنا وكأنه حصان أمام المقربات جنيب

يخب السراب الضحل بيني وبينه فيبدو لعيني تارة ويغيب فإن شفائي نظرة إن نظرتها إلى أحد والحرتان قريب وإني لأرعى النجم حتى كأنني على كل نجم في السماء رقيب وأشتاق للبرق اليماني إن بدا وأزداد شوقا أن تهب جنوب وقال ابن أبي عاصية السلمي وهو عند معن بن زائدة باليمن يتشوق المدينة أهل ناظر من خلف غمدان مبصر ذرى أحد رمت المدى المتراخيا فلو أن داء اليأس بي وأعانني طبيب بأرواح العقيق شفانيا وكان الياس بن مضر قد أصابه السل وكانت العرب تسمى السل داء اليأس
أحد بالتحريك يجوز أن يكون بمعنى أحد الذي هو أول العدد وأن يكون بمعنى أحد الذي هو بمعنى كتيع وأرم وعريب فتقول ما بالدار أحد كما تقول ما بالدار كتيع ولا بالدار عريب
قيل هو موضع بنجد وقيل الأحد بتشديد الدال جبل له ذكر في شعرهم
أحراد جمع حريد وهو المنفرد عن محلة القوم وقيل أحراد جمع حرد وهي القطعة من السنام وان هذا الموضع إن كان سمي بذلك فلأنه ينبت الشحم ويسمن الإبل
والحرد القطا الواردة للماء فيكون سمي بذلك لأن القطا ترده فيكون به أحراد جمع حرد بالضم وهي بئر بمكة قديمة
روى الزبير بن بكار عن أبي عبيدة في ذكر آبار مكة قال احتفرت كل قبيلة من قريش في رباعهم بئرا فاحتفرت بنو عبد العزى شفية بنو عبد الدار أم أحراد وبنو جمح السنبلة وبنو تميم بن مرة الجفر وبنو زهرة الغمر قالت أميمة بنت عميلة امرأة العوام بن خويلد نحن حفرنا البحر أم أحراد ليست كبدر النزور الجماد فأجابتها ضرتها صفية نحن حفرنا بذر نسقي الحجيج الأكبر وأم أحراد شر أحراص بصاد مهملة ورواه بعضهم بالضاد المعجمة في قول أمية بن أبي عائذ الهذلي لمن الديار بعلي فالأحراص فالسودتين فمجمع الأبواص قال السكري يروى الأخراص بالخاء المعجمة والأحراص بالحاء المهملة والقصيدة صادية مهملة
أحراض هذا بالضاد المعجمة كذا وجدته بخط أبي عبد الله محمد بن المعلى الأزدي البصري في شرحه لقول تميم بن أبي بن مقبل عفا من سليمى ذو كلاف فمنكف مبادي الجميع القيظ والمتصيف وأقفر منها بعدما قد تحله مدافع أحراض وما كان يخلف

قال صاحب العين يقال رجل حرض لا خير فيه وجمعه أحراض وقال الزجاج يقال رجل حرض أي ذو حرض ولذلك لا يثنى ولا يجمع كقولهم رجل دنف أي ذو دنف ويجوز أن يكون احراض جمع حرض وهو الأشنان
أحرض بالفتح ثم السكون وضم الراء والضاد معجمة واشتقاقه مثل الذي قبله وهو موضع في جبال هذيل سمي بذلك لأن من شرب من مائه حرض أي فسدت معدته
أحزاب بفتح أوله وسكون ثانيه وزاي وألف وباء موحدة مسجد الأحزاب من المساجد المعروفة بالمدينة التي بنيت في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم والأصل في الأحزاب كل قوم تشاكلت قلوبهم وأعمالهم فهو أحزاب وإن لم يلق بعضهم بعضا بمنزلة عاد وثمود أولئك الأحزاب والآية الكريمة كل حزب بما لديهم فرحون أي كل طائفة هواهم واحد
وحزب فلان أحزابا أي جمعهم قال رؤبة لقد وجدت مصعبا مستصعبا حين رمعى الأحزاب والمحزبا وحدث الزبير بن بكار قال لما ولي الحسن بن زيد المدينة منع عبد الله بن مسلم بن جندب الهذلي أن يؤم بالناس في مسجد الأحزاب فقال له أصلح الله الأمير لم منعتني مقامي ومقام آبائي وأجدادي قبلي قال ما منعك منه إلا يوم الأربعاء يريد قوله يا للرجال ليوم الأربعاء أما ينفك يحدث لي بعد النهى طربا إذ لا يزال غزال فيه يفتنني يأتي إلى مسجد الأحزاب منتقبا يخبر الناس أن الأجر همته وما أتى طالبا أجرا ومحتسبا لو كان يطلب أجرا ما أتى ظهرا مضمخا بفتيت المسك مختضبا لكنه ساقه أن قيل ذا رجب يا ليت عدة حولي كله رجبا فإن فيه لمن يبغي فواضله فضلا وللطالب المرتاد مطلبا كم حرة درة قد كنت آلفها تسد من دونها الأبواب والحجبا قد ساغ فيه لها مشي النهار كما ساغ الشراب لعطشان إذا شربا اخرجن فيه ولا ترهبن ذا كذب قد أبطل الله فيه قول من كذبا الأحساء بالفتح والمد جمع حسي بكسر الحاء وسكون السين وهو الماء الذي تنشفه الأرض من الرمل فإذا صار إلى صلابة أمسكته فتحفر العرب عنه الرمل فتستخرجه قال أبو منصور سمعت غير واحد من تميم يقول احتسينا حسيا أي أنبطنا ماء حسي والحسي الرمل المتراكم أسفله جبل صلد فإذا مطر الرمل نشف ماء المطر فإذا انتهى إلى الجبل الذي تحته أمسك الماء ومنع الرمل وحر الشمس أن ينشفا الماء
فإذا اشتد الحر نبث وجه الرمل عن الماء فنبع باردا عذبا يتبرض تبرضا
وقد رأيت في البادية أحساء

كثيرة على هذه الصفة منها أحساء بني سعد بحذاء هجر و الأحساء ماء لجديلة طيىء بأجإ و أحساء خرشاف وقد ذكر خرشاف في موضعه و أحساء القطيف وبحذاء الحاجر في طريق مكة أحساء في واد متطامن ذي رمل إذا رويت في الشتاء من السيول لم ينقطع ماء أحسائها في القيظ وقال الغطريف لرجل كان لصا ثم أصاب سلطانا جرى لك بالأحساء بعد بؤوسها غداة القشيريين بالملك تغلب عليك بضرب الناس ما دمت واليا كما كنت في دهر الملصة تضرب و الأحساء مدينة بالبحرين معروفة مشهورة كان أول من عمرها وحصنها وجعلها قصبة هجر أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد الجناني القرمطي وهي ألى الآن مدينة مشهورة عامرة
وأحساء بني وهب على خمسة أميال من المرتمى بين القرعاء وواقصة على طريق الحاج فيه بركة وتسع آبار كبار وصغار
والأحساء ماء لغني قال الحسين بن مطير الأسدي أين جيراننا على الأحساء أين جيراننا على الأطواء فارقونا والأرض ملبسة نو ر الأقاحي تجاد بالأنواء كل يوم بأقحوان ونور تضحك الأرض من بكاء السماء أحسن بوزن أفعل من الحسن ضد القبح اسم قرية بين اليمامة وحمى ضرية يقال لها معدن الأحسن لبني أبي بكر بن كلاب بها حصن ومعدن ذهب وهي طريق أيمن اليمامة وهناك جبال تسمى الأحاسن قال النوفلي يكتنف ضرية جبلان يقال لأحدهما وسط وللآخر الأحسن وبه معدن فضة
الأحسية بالفتح ثم السكون وكسر السين المهملة وياء خفيفة وهاء بوزن أفعلة وهو من صيغ جمع القلة كأنه جمع حساء نحو حمار وأحمرة وسواء وأسورة
وحساء جمع حسي نحو ذئب وذئاب وزق وزقاق وقد تقدم تفسيره في الأحساء وقال ثعلب الحساء الماء القليل وهو موضع باليمن له ذكر في حديث الردة أن الأسود العنسي طرد عمال النبي صلى الله عليه و سلم وكان فروة بن مسيك على مراد فنزل بالأحسية فانضم إليه من أقام على إسلامه
الأحصبان تثنية الأحصب من الأرض الحصباء وهي الحصى الصغار ومنه المحصب موضع الجمار بمنى قال أبو سعد هو اسم موضع باليمن ينسب إليه أبو الفتح أحمد بن عبد الرحمن بن الحسين الأحصبي الوراق نزل الأحصبين
الأحص بالفتح وتشديد الصاد المهملة يقال رجل أحص بين الحصص أي قليل شعر الرأس وقد حصت البيضة رأسي إذا أذهبت شعره وطائر أحص الجناح ورجل احص اللحية ورحم حصاء كله بمعنى القطع وقال أبو زيد رجل أحص إذا كان نكدا مشؤوما فكأن هذا الموضع لقلة خيره وعدم نباته سمي بذلك
وبنجد موضعان يقال لهما الأحص وشبيث
وبالشام من نواحي حلب موضعان يقال لهما الأحص وشبيث
فأما الذي بنجد فكانت منازل ربيعة

ثم منازل ابني وائل بكر وتغلب
وقال أبو المنذر هشام بن محمد في كتابه في افتراق العرب ودخلت قبائل ربيعة ظواهر بلاد نجد والحجاز وأطراف تهامة وما والاها من البلاد وانقطعوا إليها وانتثروا فيها فكانوا بالذئاب وواردات والأحص وشبيث وبطن الجريب والتغلمين وما بينهما وما حولهما من المنازل
وروت العلماء الأئمة كأبي عبيدة وغيره أن كليبا واسمه وائل بن ربيعة بن الحارث بن مرة بن زهير بن جهم ابن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل قال يوما لامرأته وهي جليلة بنت مرة أخت جساس بن مرة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل وأم جساس هبلة بنت منقذ بن سلمان بن كعب بن عمرو ابن سعد بن زيد مناة بن تميم وكانت أختها البسوس نازلة على ابن أختها جساس بن مرة قال لها هل تعرفين في العرب من هو أعز مني قالت نعم أخواي جساس وهمام وقيل قالت نعم أخي جساس وندمانه عمرو المزدلف بن أبي ربيعة الحارث بن ذهل بن شيبان
فأخذ قوسه وخرج فمر بفصيل لناقة البسوس فعقره وضرب ضرع ناقتها حتى اختلط لبنها ودمها وكانا قد قاربا حماه فأغمضوا له على ذلك واستغاثت البسوس ونادت بويلها
فقال جساس كفي فساعقر غدا جملا هو أعظم من عقر ناقة
فبلغ ذلك كليبا فقال دون عليان خرط القتاد فذهبت مثلا وعليان فحل إبل كليب
ثم أصابتهم سماء فمروا بنهر يقال له شبيث فأراد جساس نزوله فامتنع كليب قصدا للمخالفة
ثم مروا على الأحص فأراد جساس وقومه النزول عليه فامتنع كليب قصدا للمخالفة
ثم مروا ببطن الجريب فجرى أمره على ذلك حتى نزلوا الذنائب وقد كلوا وأعيوا وعطشوا فأغضب ذلك جساسا فجاء وعمرو المزدلف معه فقال له يا وائل أطردت أهلنا من المياه حتى كدت تقتلهم فقال كليب ما منعناهم من ماء إلا ونحن له شاغلون فقال له هذا كفعلك بناقة خالتي فقال له أو ذكرتها أما إني لو وجدتها في غير إبل مرة يعني أبا جساس لاستحللت تلك الإبل
فعطف عليه جساس فرسه وطعنه بالرمح فأنفذه فيه
فلما أحس بالموت قال يا عمرو اسقني ماء يقول ذلك لعمرو المزدلف فقال له تجاوزت بالماء الأحص وبطن شبيث
ثم كانت حرب ابني وائل وهي حرب البسوس أربعين سنة وهي حروب يضرب بشدتها المثل
قالوا والذنائب عن يسار ولجة للمصعد إلى مكة وبه قبر كليب
وقد حكى هذه القصة بعينها النابغة الجعدي يخاطب عقال بن خويلد وقد أجار بني وائل ابن معن وكانوا قتلوا رجلا من بني جعدة فحذرهم مثل حرب البسوس وحرب داحس والغبراء فقال في ذلك فأبلغ عقالا إن غاية داحس بكفيك فاستأخر لها أو تقدم تجير علينا وائلا بدمائنا كأنك عما ناب أشياعنا عم كليب لعمري كان أكثر ناصرا وأيسر جرما منك ضرج بالدم رمى ضرع ناب فاستمر بطعنة كحاشية البرد اليماني المسهم

وقال لجساس أغثني بشربة تفضل بها طولا علي وأنعم فقال تجاوزت الأحص وماءه وبطن شبيث وهو ذو مترسم فهذا كما تراه ليس في الشعر والخبر ما يدل على أنها بالشام
وأما الأحص وشبيث بنواحي حلب وقد تحقق أمرهما فلا ريب فيهما أما الأحص فكورة كبيرة مشهورة ذات قرى ومزارع بين القبلة وبين الشمال من مدينة حلب قصبتها خناصرة مدينة كان ينزلها عمر بن عبد العزيز وهي صغيرة وقد خربت الآن إلا اليسير منها
وأما شبيث فجبل في هذه الكورة أسود في رأسه فضاء فيه أربع قرى وقد خربت جميعها
ومن هذا الجبل يقطع أهل حلب وجميع نواحيها حجارة رحيهم وهي سود خشنة وإياها عنى عدي بن الرقاع بقوله وإذا الربيع تتابعت أنواؤه فسقى خناصرة الأحص وزادها فأضاف خناصرة إلى هذا الموضع وإياها عنى جرير أيضا بقوله عادت همومي بالأحص وسادي هيهات من بلد الأحص بلادي لي خمس عشرة من جمادى ليلة ما أستطيع على الفراش رقادي ونعود سيدنا وسيد غيرنا ليت التشكي كان بالعواد وأنشد الأصمعي في كتاب جزيرة العرب لرجل من طيىء يقال له الخليل بن قردة وكان له ابن واسمه زافر وكان قد مات بالشام في مدينة دمشق فقال ولا آب ركب من دمشق وأهله ولا حمص إذ لم يأت في الركب زافر ولا من شبيث والأحص ومنتهى ال مطايا بقنسرين أو بخناصر وإياه عنى ابن أبي حصينة المعري بقوله لج برق الأحص في لمعانه فتذكرت من وراء رعانه فسقى الغيث حيث ينقطع الأو عس من رنده ومنبت بانه أو ترى النور مثل ما نشر البر د حوالي هضابه وقنانه تجلب الريح منه أذكى من المس ك إذا مرت الصبا بمكانه وهذا كما تراه ليس فيه ما يدل على أنه إلا بالشام
فإن كان قد اتفق ترادف هذين الاسمين بمكانين بالشام ومكانين بنجد من غير قصد فهو عجب
وإن كان جرى الأمر فيهما كما جرى لأهل نجران ودومة في بعض الروايات حيث أخرج عمر أهلهما منهما فقدموا العراق وبنوا لهم بها أبنية وسموها باسم ما أخرجوا منه فجائز أن تكون ربيعة فارقت منازلها وقدمت الشام فأقاموا بها وسموا هذه بتلك والله أعلم
وينسب إلى أحص حلب شاعر يعرف بالناشي الأحصي كان في أيام سيف الدولة أبي الحسن علي بن حمدان له خبر ظريف أنا مورده ههنا وإن لم أكن على ثقة منه وهو

أن هذا الشاعر الأحصي دخل على سيف الدولة فأنشده قصيدة له فيه فاعتذر سيف الدولة بضيق اليد يومئذ وقال له أعذر فما يتأخر عنا حمل المال إلينا فإذا بلغك ذلك فأتنا لنضاعف جائزتك ونحسن إليك
فخرج من عنده فوجد على باب سيف الدولة كلابا تذبح لها السخال وتطعم لحومها فعاد إلى سيف الدولة فأنشده هذه الأبيات رأيت بباب داركم كلابا تغذيها وتطعمها السخالا فما في الأرض أدبر من أديب يكون الكلب أحسن منه حالا ثم اتفق أن حمل إلى سيف الدولة أموال من بعض الجهات على بغال فضاع منها بغل بما عليه وهو عشرة آلاف دينار وجاء هذا البغل حتى وقف على باب الناشي الشاعر بالأحص فسمع حسه فظنه لصا فخرج إليه بالسلاح فوجده بغلا موقرا بالمال فأخذ ما عليه من المال وأطلقه
ثم دخل حلب ودخل على سيف الدولة وأنشده قصيدة له يقول فيها ومن ظن أن الرزق يأتي بحيلة فقد كذبته نفسه وهو آثم يفوت الغنى من لا ينام عن السرى وآخر يأتي رزقه وهو نائم فقال له سيف الدولة بحياتي وصل إليك المال الذي كان على البغل فقال نعم
فقال خذه بجائزتك مباركا لك فيه
فقيل لسيف الدولة كيف عرفت ذلك قال عرفته من قوله وآخر يأتي رزقه وهو نائم بعد قوله يكون الكلب أحسن منه حالا الأحفار جمع حفر والحفر في الأصل اسم المكان الذي حفر نحو الخندق والبئر إذا وسعت فوق قدرها سميت حفيرا وحفرا وحفيرة
والأحفار علم لموضع من بادية العرب قال حاجب بن ذبيان المازني هل رام نهي حمامتين مكانه أم هل تغير بعدنا الأحفار يا ليت شعري غير منية باطل والدهر فيه عواطف أطوار هل ترسمن بي المطية بعدها يحدي القطين وترفع الأخدار الأحقاف جمع حقف من الرمل
والعرب تسمى الرمل المعوج حقافا وأحقافا واحقوقف الهلال والرمل إذا اعوج فهذا هو الظاهر في لغتهم وقد تعسف غيره
والأحقاف المذكور في الكتاب العزيز واد بين عمان وأرض مهرة عن ابن عباس قال ابن إسحاق الأحقاف رمل فيما بين عمان إلى حضرموت وقال قتادة الأحقاف رمال مشرفة على البحر بالشحر من أرض اليمن وهذه ثلاثة أقوال غير مختلفة في المعنى
وقال الضحاك الأحقاف جبل بالشام
وفي كتاب العين الأحقاف جبل محيط بالدنيا من زبرجدة خضراء تلهب يوم القيامة فيحشر الناس عليه من كل أفق وهذا وصف جبل قاف
والصحيح ما رويناه عن ابن عباس وابن إسحاق وقتادة أنها رمال بأرض اليمن كانت عاد تنزلها ويشهد بصحة ذلك ما رواه أبو المنذر

هشام بن محمد عن أبي يحيى السجستاني عن مرة ابن عمر الأبلي عن الأصبغ بن نباتة قال إنا لجلوس عند علي بن أبي طالب ذات يوم في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه إذ أقبل رجل من حضرموت لم أر قط رجلا أنكر منه فاستشرفه الناس وراعهم منظره وأقبل مسرعا جوادا حتى وقف علينا وسلم وجثا وكلم أدنى القوم منه مجلسا وقال من عميدكم فأشاروا إلى علي رضي الله عنه وقالوا هذا ابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم وعالم الناس والمأخوذ عنه فقام وقال اسمع كلامي هداك الله من هاد وافرج بعلمك عن ذي غلة صاد جاب التنائف من وادي سكاك إلى ذات الأماحل في بطحاء أجياد تلفه الدمنة البوغاء معتمدا إلى السداد وتعليم بإرشاد سمعت بالدين دين الحق جاء به محمد وهو قرم الحاضر البادي فجئت منتقلا من دين باغية ومن عبادة أوثان وأنداد ومن ذبائح أعياد مضللة نسيكها غائب ذو لوثة عاد فادلل على القصد واجل الريب عن خلدي بشرعة ذات إيضاح وإرشاد والمم بفضل هداك الله عن شعثي وأهدني إنك المشهور في النادي إن الهداية للإسلام نائبة عن العمى والتقى من خير أزواد وليس يفرج ريب الكفر عن خلد أفظه الجهل إلا حية الوادي قال فأعجب عليا رضي الله عنه والجلساء شعره وقال له علي لله درك من رجل ما أرصن شعرك ممن أنت قال من حضرموت
فسر به علي وشرح له الإسلام فأسلم على يديه ثم أتى به إلى أبي بكر رضي الله عنه فأسمعه الشعر فأعجبه ثم إن عليا رضي الله عنه سأله ذات يوم ونحن مجتمعون للحديث أعالم أنت بحضرموت قال إذا جهلتها لم أعرف غيرها
قال له علي رضي الله عنه أتعرف الأحقاف قال الرجل كأنك تسأل عن قبر هود عليه السلام
قال علي رضي الله عنه لله درك ما أخطأت قال نعم خرجت وأنا في عنفوان شبيبتي في أغيلمة من الحي ونحن نريد أن نأتي قبره لبعد صيته فينا وكثرة من يذكره منا فسرنا في بلادنا الأحقاف أياما ومعنا رجل قد عرف الموضع فانتهينا إلى كثيب أحمر فيه كهوف كثيرة فمضى بنا الرجل إلى كهف منها فدخلناه فأمعنا فيه طويلا فانتهينا إلى حجرين قد أطبق أحدهما دون الآخر وفيه خلل يدخل منه الرجل النحيف متجانفا فدخلته فرأيت رجلا على سرير شديد الأدمة طويل الوجه كث اللحية وقد يبس على سريره فإذ مسست شيئا من بدنه أصبته صليبا لم يتغير ورأيت عند رأسه كتابا بالعربية أنا هود النبي الذي أسفت على عاد بكفرها وما كان لأمر الله من مرد
فقال لنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه كذلك سمعته من أبي القاسم رسول الله صلى الله عليه و سلم

أحلى بالفتح بوزن فعلى وهو حصن باليمن
إحليلي بالكسر ثم السكون وكسر اللام وياء ساكنة ولام أخرى مقصور ممال اسم شعب لبني أسد فيه نخل لهم وأنشد عرام بن الأصبغ يقول ظللنا بإحليلى بيوم تلفنا إلى نخلات قد صوين سموم إحليلاء مثل الذي قبله إلا أنه بالمد جبل وهو غير الذي قبله قاله أبو القاسم الزمخشري وأنشد غيره لرجل من عكل إذا ما سقى الله البلاد فلا سقى شناخيب إحليلاء من سبل القطر قالوا والشناخيب جمع شنخوب وشنخاب وهو القطعة من الجبل العالية
إحليل مثل الذي قبله لكنه ليس في آخره ألف مقصورة ولا ممدودة اسم واد في بلاد كنانة ثم لبني نفاثة منهم قال كانف الفهمي فلو تسألي عنا لنبئت أننا بإحليل لا نزوى ولا نتخشع وأن قد كسونا بطن ضيم عجاجة تصعد فيه مرة وتفرع وقال نصر إحليل واد تهامي قرب مكة وقد قال بعض الشعراء ظللنا بإحليلاء للضرورة كذا رواه ممدودا وجعلهما واحدا
أحمداباذ معناه عمارة أحمد كما قدمنا قرية من قرى ريوند من نواحي نيسابور قرب بيهق وهي آخر حدود ريوند
و أحمداباذ أيضا قرية من قرى قزوين على ثلاثة فراسخ منها بناها أبو عبد الله أحمد بن هبة الله الكموني القزويني
الأحمدي اسم قصر كان بسامراء عمره أبو العباس أحمد المعتمد على الله بن المتوكل على الله فسمي به وقال بعض أهل الأدب اجتزت بسامراء فرأيت على جدار من جدران القصر المعروف بالأحمدي مكتوبا في الأحمدي لمن يأتيه معتبر لم يبق من حسنه عين ولا أثر غارت كواكبه وانهد جانبه ومات صاحبه واستفظع الخبر و الأحمدي أيضا اسم موضع بظاهر مدينة سنجار
الأحمر بلفظ الأحمر من الألوان اسم جبل مشرف على قعيقعان بمكة كان يسمى في الجاهلية الأعرف
و الأحمر أيضا حصن بظاهر بحر الشام وكان يعرف بعثليث
والأحمر ناحية بالأندلس ثم من عمل سرقسطة يقال له الوادي الأحمر
الأحواز بالزاي من نواحي بغداد من جهة النهروان
الأحواض آخره ضاد معجمة جمع حوض أمكنة تسكنها بنو عبد شمس بن سعد بن زيد مناة ابن تميم الأحوران تثنية الأحور وهو سواد العين موضع في قول زيد الخيل أرى ناقتي قد اجتوت كل منهل من الجوف ترعاه الركاب ومصدر فإن كرهت أرضا فإني اجتويتها وإن علي الذنب إن لم أغير

وتقطع رمل الأحورين براكب صبور على طول السرى والتهجر الأحور واحد الذي قبله مخلاف باليمن
أحوس بوزن أفعل بالسين المهملة موضع في بلاد مزينة فيه نخل كثير وفي كتاب نصر أخوس معجم الخاء موضع بالمدينة به زرع قال معن بن أوس رأت نخلها من بطن أحوس حفها حجاب بماشيها ومن دونها لصب يشن عليها الماء جون مدرب ومحتجر يدعو إذ ظهر الغرب تكلفني أدما لدى ابن مغفل حواها له الجد المدافع والكسب وقال أيضا وقالوا رجال فاستمعت لقيلهم أبينوا لمن مال بأحوس ضائع ومنيت في تلك الأماني إنني لها غارس حتى أمل وزارع الأحياء جمع حي من أحياء العرب أو حي ضد الميت قال ابن إسحاق غزا عبيدة بن الحارث بن المطلب الأحياء وهو ماء أسفل من ثنية المرة
و الأحياء أيضا قرى على نيل مصر من جهة الصعيد يقال لها أحياء بني الخزرج وهو الحي الكبير والحي الصغير وبينها وبين الفسطاط نحو عشرة فراسخ
الأحيدب تصغير الأحدب اسم جبل مشرف على الحدث بالثغور الرومية ذكره أبو فراس بن حمدان فقال في ذلك هذه الأبيات ويوم على ظهر الأحيدب مظلم جلاه بيض الهند بيض أزاهر أتت أمم الكفار فيه يؤمها إلى الحين ممدود المطالب كافر فحسبي بها يوم الأحيدب وقعة على مثلها في العز تثنى الخناصر وقال أبو الطيب المتنبي نثرتهم يوم الأحيدب نثرة كما نثرت فوق العروس الدراهم الأحيسى بفتح أوله وكسر ثانيه وياء ساكنة وسين مهملة والقصر ثنية الأحيسى موضع قرب العارض باليمامة قال وبالجزع من وادي الأحيسى عصابة سحيمية الأنساب شتى المواسم ومنها طلع خالد بن الوليد على مسيلمة الكذاب
باب الهمزة والخاء وما يليهما
أخا بالضم وتشديد الخاء والقصر كلمة نبطية ناحية من نواحي البصرة في شرقي دجلة ذات أنهار وقرى
الأخاديد جمع أخدود وهو الشق المستطيل في الأرض اسم المنزل الثالث من واسط للمصعد إلى مكة وهي ركايا في طريق البر وفيها قباب وماؤها عذب ثم منها إلى لينة وهو المنزل الرابع وبين الأخاديد والغضاض يوم
الأخابث كأنه جمع أخبث آخره ثاء مثلثة كانت بنو عك بن عدنان قد ارتدت بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم بالأعلاب من أرضهم بين الطائف

والساحل فخرج إليهم بأمر أبي بكر الصديق رضي الله عنه الطاهر بن أبي هالة فواقعهم بالأعلاب فقتلهم شر قتلة وكتب أبو بكر رضي الله عنه إلى الطاهر بن أبي هالة قبل أن يأتيه بالفتح بلغني كتابك تخبرني فيه مسيرك واستنفارك مسروقا وقومه إلى الأخابث بالأعلاب فقد أصبت فعاجلوا هذا الضرب ولا ترفهوا عنهم وأقيموا بالأعلاب حتى تأمن طريق الأخابث ويأتيكم أمري
فسميت تلك الجموع من عك ومن تأشب إليهم الأخابث إلى اليوم وسميت تلك الطريق إلى اليوم طريق الأخابث وقال الطاهر بن أبي هالة فوالله لولا الله لا شيء غيره لما فض بالأجراع جمع العثاعث فلم تر عيني مثل جمع رأيته بجنب مجاز في جموع الاخابث قتلناهم ما بين قنة خامر إلى القيعة البيضاء ذات النبائث وفينا بأموال الأخابث عنوة جهارا ولم نحفل بتلك الهثاهث الأخارج يجوز أن يكون في الأصل جمع خراج وهو الإتاوة ويقال خراج وأخراج وأخاريج وأخارج هو جبل لبني كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وقال موهوب بن رشيد القريظي يرثي رجلا مقيم ما أقام ذرى سواج وما بقي الأخارج والبتيل الأخاشب بالشين المعجمة والباء الموحدة والأخشب من الجبال الخشن الغليظ ويقال هو الذي لا يرتقى فيه
وأرض خشباء وهي التي كانت حجارتها منثورة متدانية قال أبو النجم إذا علون الأخشب المنطوحا يريد كأنه نطح
والخشب الغليظ الخشن من كل شيء ورجل خشب عاري العظم
والأخاشب جبال بالصمان ليس بقربها جبال ولا آكام
و الأخاشب جبال مكة وجبال منى
و الأخاشب جبال سود قريبة من أجإ بينهما رملة ليست بالطويلة عن نصر
الأخباب بلفظ جمع الخب أو الخبب موضع قرب مكة وقيل بلد بجنب السوارقية من ديار بني سليم في شعر عمر بن أبي ربيعة كذا نقلته من خط ابن نباتة الشاعر الذي نقله من خط اليزيدي قال ومن أجل ذات الخال يوم لقيتها بمندفع الأخباب أخضلني دمعي وأخرى لدى البيت العتيق نظرتها إليها تمشت في عظامي ومسمعي أحثال بالثاء المثلثة كأنه جمع خثلة البطن وهي ما بين السرة والعانة وقال عرام الخثلة بالتحريك مستقر الطعام تكون للإنسان كالكرش للشاة
وقال الزمخشري هو واد لبني أسد يقال له ذو أخثال يزرع فيه على طريق السافرة إلى البصرة ومن أقبل منها إلى الثعلبية وذكر في شعر عنترة العبسي وضبطه أبو أحمد العسكري بالحاء المهملة وقد ذكرته قبل
الأخراب جمع خرب بالضم وهو منقطع الرمل
قال ابن حبيب الأخراب أقيرن حمر بين

السجا والثعل وحولهما وهي لبني الأضبط وبني قوالة فما يلي الثعل لبني قوالة بن أبي ربيعة وما يلي السجا لبني الأضبط بن كلاب وهما من أكرم مياه نجد وأجمعه لبني كلاب
وسجا بعيدة القعر عذبة الماء والثعل أكثرهما ماء وهو شروب وأجلى هضاب ثلاث على مبدأة من الثعل قال طهمان بن عمرو الكلابي لن تجد الأخراب أيمن من سجا إلى الثعل إلا ألأم الناس عامره وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال للراشد بن عبد الرب السلمي لا تسكن الأخراب فقال ضيعتي لا بد لي منها فقال لكأني أنظر إليك تعي أمثال الذآنين حتى تموت فكان كذلك
وقيل الأخراب في هذا الموضع اسم للثغور وأخراب عزور موضع في شعر جميل حين قال حلفت برب الواقصات إلى منى وما سلك الأخراب أخراب عزور أخرب بفتح الراء ويروى بضمها فيكون أيضا جمعا للخرب المذكور قبل وهو موضع في أرض بني عامر بن صعصعة وفيه كانت وقعة بني نهد وبني عامر قال أمرؤ القيس خرجنا نزيغ الوحش بين ثعالة وبين رحيات إلى فج أخرب إذا ما ركبنا قال ولدان أهلنا تعالوا إلى أن يأتنا الصيد نحطب الأخرجان تثنية الأخرج من الخرج وهو لونان أبيض وأسود يقال كبش أخرج وظليم أخرج وهما جبلان في بلاد بني عامر قال حميد بن ثور عفا الربع بين الأخرجين وأوزعت به حرجف تدني الحصى وتسوق وقال أبو بكر ومما يذكر في بلاد أبي بكر مما فيه جبال ومياه المردمعة وهي بلاد واسعة وفيها جبلان يسميان الأخرجين قال فيهما ابن شبل لقد أحميت بين جبال حوضى وبين الأخرجين حمى عريضا لحعي الجعفري فما جزاني ولكن ظل يأتل أو مريضا الآتل الخانس وقال حميد بن ثور على طللي جمل وقفت ابن عامر وقد كنت تعلى والمزار قريب بعلياء من روض الغضار كأنما لها الريم من طول الخلاء نسيب أربت رياح الأخرجين عليهما ومستجلب من غيرهن غريب الأخرج جبل لبني شرقي وكانوا لصوصا شياطين
الأخرجة جمع قلة للخرج المذكور قبله وهو ماء على متن الطريق الأولى عن يسار سميراء
الأخرجية الياء مشددة للنسبة موضع بالشام قال جرير يقول بوادي الأخرجية صاحبي متى يرعوي قلب النوى المتقاذف

أخرم بوزن أحمر والخرم في اللغة أنف الجبل والمخارم جمع مخرم وهو منقطع أنف الجبل وهي أفواه الفجاج وعين ذات مخارم أي ذات مخارج وهو في عدة مواضع منها جبل في ديار بني سليم مما يلي بلاد ربيعة بن عامر بن صعصعة
قال نصر و أخرم جبل قبل توز بأربعة أميال من أرض نجد
و الأخرم أيضا جبل في طرف الدهناء وقد جاء في شعر كثير بضم الراء قال موازية هضب المضيح واتقت جبال الحمى والأخشبين بأخرم وقد ثناه المسيب بن علس فقال ترعى رياض الأخرمين له فيها موارد ماؤها غدق الأخروت بالضم ثم السكون وضم الراء والواو ساكنة والتاء فوقها نقطتان مخلاف باليمن ولعله أن يكون علما مرتجلا أو يكون من الخرت وهو الثقب
الأخروج بوزن الذي قبله وحروفه إلا أن آخره جيم مخلاف باليمن أيضا
أخزم بالزاي بوزن أحمر والأخزم في كلام العرب الحية الذكر وأخزم اسم جبل بقرب المدينة بين ناحية ملل والروحاء له ذكر في أخبار العرب قال إبراهيم بن هرمة ألا ما لرسم الدار لا يتكلم وقد عاج أصحابي عليه فسلموا بأخزم أو بالمنحنى من سويقة ألا ربما أهدى لك الشوق أخزم وغيرها العصران حتى كأنها على قدم الأيام برد مسهم و أخزم أيضا جبل نجدي في حق الضباب عن نصر
أخسيسك بالفتح ثم السكون وكسر السين المهملة وياء ساكنة وسين أخرى مفتوحة وكاف بلد بما وراء النهر مقابل زم بين ترمذ وفربر وزم في غربي جيحون وأخسيسك في شرقيه وعملهما واحد والمنبر بزم
أخسيكث بالفتح ثم السكون وكسر السين المهملة وياء ساكنة وكاف وثاء مثلثة وبعضهم يقوله بالتاء المثناة وهو الأولى لأن المثلثة ليست من حروف العجم اسم مدينة بما وراء النهر وهي قصبة ناحية فرغانة وهي على شاطىء نهر الشاش على أرض مستوية بينها وبين الجبال نحو من فرسخ على شمالي النهر ولها قهندز أي حصن ولها ربض ومقدارها في الكبر نحو ثلاثة فراسخ وبناؤها طين وعلى ربضها أيضا سور وللمدينة الداخلية أربعة أبواب وفي المدينة والربض مياه جارية وحياض كثيرة وكل باب من أبواب ربضها يفضي إلى بساتين ملتفة وأنهار جارية لا تنقطع مقدار فرسخ وهي من أنزه بلاد ما وراء النهر
وهي في الإقليم الرابع طولها أربع وتسعون درجة وعرضها سبع وثلاثون درجة ونصف وقد خرج منها جماعة من أهل العلم والأدب منهم أبو الوفاء محمد بن محمد بن القاسم الأخسيكثي كان إماما في اللغة والتاريخ توفي بعد سنة 025 وأخوه أبو رشاد أحمد بن محمد بن القاسم كان أديبا فاضلا شاعرا وكان مقامهما بمرو وبها ماتا ومن شعر أحمد يصف

بلده قوله من سوى تربة أرضي خلق الله اللئاما إن أخسيكث أم لم تلد إلا الكراما وأيضا نوح بن نصر بن محمد بن أحمد بن عمرو بن الفضل بن العباس بن الحارث الفرغاني الأخسيكثي أبو عصمة قال شيرويه قدم همذان سنة 514
روى عن بكر بن فارس الناطفي وأحمد بن محمد بن أحمد الهروي وغيرهما حدثنا عنه أبو بكر الصندوقي وذكره الحافظ أبو القاسم وقال في حديثه نكارة وهو مكثر وسمع بالعراق والشام وخراسان
الأخشبانه تثنية الأخشب وقد تقدم اشتقاقه في الأخاشب والأخشبان جبلان يضافان تارة إلى مكة وتارة إلى منى وهما واحد أحدهما أبو قبيس والآخر قعيقعان
ويقال بل هما أبو قبيس والجبل الأحمر المشرف هنالك ويسميان الجبجبين أيضا
وقال ابن وهب الأخشبان الجبلان اللذان تحت العقبة بمنى وقال السيد علي العلوي الأخشب الشرقي أبو قبيس والأخشب الغربي هو المعروف بجبل الخط والخط من وادي إبراهيم
وقال الأصمعي الأخشبان أبو قبيس وهو الجبل المشرف على الصفا وهو ما بين حرف أجياد الصغير المشرف على الصفا إلى السويداء التي تلي الخندمة وكان يسمى في الجاهلية الأمين لأن الركن كان مستودعا فيه عام الطوفان فلما بنى إسماعيل عليه السلام البيت نودي إن الركن في مكان كذا وكذا
والأخشب الآخر الجبل الذي يقال له الأحمر كان يسمى في الجاهلية الأعرف وهو الجبل المشرف وجهه على قيقعان قال مزاحم العقيلي خليلي هل من حيلة تعلمانها يقرب من ليلى إلينا احتيالها فإن بأعلى الأخشبين أراكة عدتني عنها الحرب دان ظلالها وفي فرعها لو يستطاف جنابها جنى يجتنيه المجتني لو ينالها ممنعة في بعض أفنانها العلا يروح إلينا كل وقت خيالها والذي يظهر من هذا الشعر أن الأخشبين فيه غير التي بمكة إنه يدل على أنها من منازل العرب التي يحلونها بأهاليهم وليس الأخشبان كذلك ويدل أيضا على أنه موضع واحد لأن الأراكة لا تكون في موضعين وقد تقدم أن الأخشبين جبلان كل واحد منهماغير الآخر وأما الشعر الذي قيل فيهما بلا شك فقول الشريف الرضي أبي الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم ابن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه أحبك ما أقام منى وجمع وما أرسى بمكة أخشباها وما نحروا بخيف منى وكبوا على الأذقان مشعرة ذراها نظرتك نظرة بالخيف كانت جلاء العين أو كانت قذاها ولم يك غير موقفنا وطارت بكل قبيلة منا نواها

وقد تفرد هذه التثنية فيقال لكل واحد منهما الأخشب قال ساعدة بن جوية أفي وأهديهم وكل هدية مما تثج لها ترائب تثعب ومقامهن إذا حبسن بمأزم ضيق ألف وصدهن الأخشب يقسم بالحجاج والبدن التي تنحر بالمأزمين وتجمع على الأخاشب قال فبلدح أمسى موحشا فالأخاشب أخشنبة بالفتح ثم السكون وفتح الشين المعجمة ونون ساكنة وباء موحدة بلد بالأندلس مشهور عظيم كثير الخيرات بينه وبين شلب ستة أيام وبينه وبين لب ثلاثة أيام أخشن وخشين جبلان في بادية العرب أحدهما أصغر من الآخر
الإخشين بالكسر ثم السكون وكسر الشين وياء ساكنة ونون بلد بفارس
الأخصاص جمع خص اسم لقريتين بالفيوم من أرض مصر
الأخضر بضاد معجمة بلفظ الأخضر من الألوان منزل قرب تبوك بينه وبين وادي القرى كان قد نزله رسول الله صلى الله عليه و سلم في مسيره إلى تبوك وهناك مسجد فيه مصلى النبي صلى الله عليه و سلم
و أخضر تربة اسم واد تجتمع فيه السيول التي تنحط من السراة وقيل نهي طوله مسيرة ثلاث وعرضه مسيرة يوم ويقال الأخضرين
و الأخضر موضع بالجزيرة للنمر بن قاسط
ومواضع كثيرة عربية وعجمية تسمى الأخضر
أخطب بلفظ خطب الخطيب يخطب وزيد أخطب من عمرو
وقيل أخطب اسم جبل بنجد لبني سهل بن أنس بن ربيعة بن كعب قال ناهض ابن ثومة لمن طلل بين الكثيب وأخطب حمته السواحي والهدام الرشائش وجر السواقي فارتمى قومه الحصى فدف النقا منه مقيم وطائش ومر الليالي فهو من طول ما عفا كبرد اليماني وشه الحبر نامش وشه أراد وشاه أي حبره وقال نصر لطيء الأخطب لخطوط فيه سود وحمر
أخطبة بالهاء من مياه أبي بكر بن كلاب عن أبي زياد
أخلاء بالفتح ثم السكون والمد صقع بالبصرة من أصقاع فراتها عامر آهل
الأخلفة بالفتح ثم السكون وكسر اللام والفاء الخلف خلف الناقة والخلف القوم المخلفون يجوز أن يكون جمع قلة لأحدهما وهو أحد محال بولان بن عمرو بن الغوث بن طيء بأجإ
إخميم بالكسر ثم السكون وكسر الميم وياء ساكنة وميم أخرى بلد بالصعيد في الإقليم الثاني طوله أربع وخمسون درجة وعرضه أربع وعشرون درجة وخمسون دقيقة وهو بلد قديم على شاطىء النيل بالصعيد وفي غربيه جبل صغير من أصغى إليه بأذنه سمع خرير الماء ولغطا شبيها

بكلام الآدميين لا يدرى ما هو
وباخميم عجائب كثيرة قديمة منها البرابي وغيرها
والبرابي أبنية عجيبة فيها تماثيل وصور واختلف في بانيها والأكثر الأشهر أنها بنيت في أيام الملكة دلوكة صاحبة حائط العجوز وقد ذكرت ما بلغني من خبرها وكيفية بنائها والسبب فيه في البرابي من هذا الكتاب وهو بناء مسقف بسقف واحد وهو عظيم السعة مفرطها وفيه طاقات ومداخل وفي جدرانه صور كثيرة منها صور الآدميين وحيوان مختلف منه ما يعرف ومنه ما لا يعرف وفي تلك الصور صورة رجل لم ير أعظم منه ولا أبهى ولا أنبل وفيها كتابات كثيرة لا يعلم أحد المراد بها ولا يدرى ما هي والله أعلم بها
وينسب إليها ذو النون بن إبراهيم الإخميمي المصري الزاهد طاف البلاد في السياحة وحدث عن مالك بن أنس والليث بن سعد وفضيل بن عياض وعبد الله بن لهيعة وسفيان بن عيينة وغيرهم روى عنه الجنيد بن محمد وغيره وكان من موالي قريش يكنى أبا الفيض قال وكان أبوه إبراهيم نوبيا
وقال الدارقطني ذو النون بن إبراهيم روى عن مالك أحاديث في أسانيدها نظر وكان واعظا وقيل إن اسمه ثوبان وذو النون لقب له ومات بالجيزة من مصر وحمل في مركب حتى عدي به خوفا عليه من زحمة الناس على الجسر ودفن في مقابر المعافر وذلك في ذي القعدة سنة 426 وله أخ اسمه ذو الكفل
و إخميم أيضا موضع بأرض العرب قال أبو عبد الله محمد بن المعلى بن عبد الله الأزدي في شرحه لشعر تميم بن أبي بن مقبل وذكر أسماء جاءت على وزن إفعيل فقال وإخميم موضع غوري نزله قوم من عنزة فهم به إلى اليوم قال شاعر منهم لمن طلل عاف بصحراء إخميم عفا غير أوتاد وجون يحاميم إخنا بالكسر ثم السكون والنون مقصور وبعض يقول إخنو ووجدته في غير نسخة من كتاب فتوح مصر بالجيم وأحفيت في السؤال عنه بمصر فلم أجد من يعرفه إلا بالخاء
وقال القضاعي وهو يعدد كور الحوف الغربي وكورتا إخنا ورشيد والبحيرة وجميع ذلك قرب الاسكندرية
وأخبار الفتوح تدل على أنها مدينة قديمة ذات عمل منفرد وملك مستبد وكان صاحبها يقال له في أيام الفتوح طلما وكان عنده كتاب من عمرو ابن العاص بالصلح على بلده ومصر جميعها فيما رواه بعضهم
وروى الآخرون عن هشام بن أبي رقية اللخمي أن صاحب إخنا قدم على عمرو بن العاص فقال له أخبرنا بما على أحدنا من الجزية فنصبر لها
فقال عمرو وهو مشير إلى ركن كنيسة لو أعطيتني من الأرض إلى السقف ما أخبرتك بما عليك إنما أنتم خزانة لنا إن كثر علينا كثرنا عليكم وإن خفف عنا خففنا عنكم
وهذا يدل على أن مصر فتحت عنوة لا بصلح معين على شيء معلوم قال فغضب صاحب إخنا وخرج إلى الروم فقدم بهم فهزمهم الله وأسر صاحب إخنا فأتي به عمرو بن العاص فقال له الناس اقتله فقال لا بل أطلقه لينطلق فيجيئنا بجيش آخر
أخناث بالفتح وآخره ثاء مثلثة جمع خنث وهو التثني موضع في شعر بعض الأزد حيث قال شط من حل باللوى الأبراثا عن نوى من تربع الأخناثا

الأخنونية بالضم ثم السكون وضم النون وواو ساكنة ونون أخرى مكسورة وياء مشددة موضع من أعمال بغداد قيل هي حربى
الأخيان بالضم ثم الفتح وياء مشددة كأنه تصغير تثنية أخ وهو اسم جبلين في حق ذي العرجاء على الشبيكة
وهو ماء في بطن واد فيه ركايا كثيرة
أخي واحد الذي قبله تصغير أخ ويوم أخي من أيام العرب أغار فيه أبو بشر العذري على بني مرة
باب الهمزة والدال وما يليهما
أدامى بالفتح والقصر قال أبو القاسم السعدي أدامى موضع بالحجاز فيه قبر الزهري العالم الفقيه ولا أعرفه أنا
وفي كتاب نصر الأدامي من أعراض المدينة كان للزهري هناك نخل غرسه بعد أن أسن
و الأدامي أيضا من ديار قضاعة بالشام وقيل بضم الهمزة
أدام بالضم كأنه من قولهم أدام زيد يديم فأنا أدام
وقال محمود بن عمر أدام وادي تهامة أعلاه لهذيل وأسفله لكنانة
وقال السيد علي العلوي إدام بكسر أوله وقال فيه ماءة يقال لها بئر إدام على طريق اليمن لبني شعبة من كنانة
أدام بالفتح قال الأصمعي أدام بلد وقيل واد وقال أبو خازم هو من أشهر أودية مكة قال صخر الغي الهذلي لعمرك والمنايا غالبات ما تغني التميمات الحماما لقد أجرى لمصرعه تليد وساقته المنية من أداما إلى جدث بجنب الجوراس به ما حل ثم به أقاما الأداهم جمع أدهم كما قالوا الأحاوص في جمع أحوص وقد تقدم تعليله اسم موضع في قول عمرو بن خرجة الفزاري ذكرت ابنة السعدي ذكرى ودونها رحا جابر واحتل أهلي الأداهما الأداة بالفتح بلفظ واحدة الأدوات اسم جبل
الأدبر بالباء الموحدة موضع في عارض اليمامة يقال له ثقب الأدبر
أدبي بفتح أوله وثانيه وكسر الباء الموحدة وياء مشددة جبل قرب العوارض قال الشماخ كأنها وقد بدا عوارض وأدبي في السراب غامض والليل بين قنوين رابض بجيرة الوادي قطا نواهض وقال نصر أدبي جبل في ديار طيىء حذاء عوارض وهو جبل أسود في أعلى ديار طيىء وناحية دار فزارة
أدرفركال بفتح أوله وثانيه وراء ساكنة وفاء مكسورة وراء أخرى ساكنة وكاف وألف ولام اسم ناحية بالمغرب من أرض البربر على البحر المحيط من أعمال أغمات دونها السوس الأقصى وفي غربيها رباط ماسة على نحر البحر وبحذائها من الجنوب لمطة ودونها من الشرق تامدلت ثم شرقي السوس وعلى سمتها أيضا شرقا سجلماسة
أدرنكة بالضم ثم السكون وراء مضمومة

ونون ساكنة وكاف وهاء من قرى الصعيد فوق أسيوط زرعها الكتان حسب
إدريت بالكسر ثم السكون وراء مكسورة وياء وتاء مثناة علم لموضع عن العمراني
إدريجة بالكسر ثم السكون وكسر الراء وياء ساكنة وجيم وهاء من قرى البهنسا من صعيد مصر
أدفاء جمع دفء اسم موضع
أدفو بضم الهمزة وسكون الدال وضم الفاء وسكون الواو اسم قرية بصعيد مصر الأعلى بين أسوان وقوص وهي كثيرة النخل بها تمر لا يقدر أحد على أكله حتى يدق في الهاون كالسكر ويذر على العصائد
قال ابن زولاق منها أبو بكر محمد بن علي الأدفوي الأديب المقري صاحب النحاس له كتاب في تفسير القرآن المجيد في خمسة مجلدات كبار وله غير ذلك من كتب الأدب وقد استوفيت خبره في كتاب معجم الأدباء
و أدفو أيضا قرية بمصر من كورة البحيرة ويقال أتفو بالتاء المثناة فيهما
أدفة بالفتح ثم السكون وفتح الفاء والهاء من قرى إخميم بالصعيد من مصر
أدقية بالضم ثم السكون وكسر القاف وياء مشددة جبل لبني قشير
أدماء بالضم والمد موضع بين خيبر وديار طيىء ثم غدير مطرق
أدماث بالفتح ثم السكون وميم وألف وثاء مثلثة كأنه جمع دمث وهو مكان الرمل اللين وجمعه دماث وأدماث والدماثة سهولة الخلق منه وهو موضع
أدمام بالضم ثم الفتح وميم وألف وميم أخرى اسم بلد بالمغرب وأنا منه في شك
أدمان بالضم ثم السكون وميم وألف ونون
قال يعقوب أدمان شعبة تدفع عن يمين بدر بينها وبين بدر ثلاثة أميال قال كثير لمن الديار بأبرق الحنان فالبرق فالهضبات من أدمان أدم بفتح أوله وثانيه بلفظ الأدم من الجلود وهو جمع أديم وأديم كل شيء ظاهر جلده مثل أفيق وأفق وقد يجمع على آدمة مثل رغيف وأرغفة وأدم موضع قريب من ذي قار وإليه انتهى من تبع فل الأعاجم يوم ذي قار وهناك قتل الهامرز
و أدم أيضا ناحية قرب هجر من أرض البحرين
و أدم أيضا من نواحي عمان الشمالية تليها شمليل وهي ناحية أخرى من عمان قريبة من البحر
و أدم أيضا بقرب العمق قال نصر وأظنه جبلا
و أدم أيضا أول منزل من واسط للحاج القاصد إلى مكة وهو من العيون إن لم يكن الأول
و أدم من قرى اليمن ثم من أعمال صنعاء
أدم بضم أوله وثانيه
والأدم من الظباء البيض تعلوهن جدد فيهن غبرة من قرى الطائف
أدمى بضم أوله وفتح ثانيه
قال ابن خالويه ليس في كلام العرب فعلى بضم أوله وفتح ثانيه مقصور غير ثلاثة ألفاظ شعبى اسم موضع وأدمى اسم موضع وأربى اسم للداهية ثم أنشد يسبقن بالأدمى فراخ تنوفة

وفعلى هذا وزن مختص بالمونث وقال بعضهم أدمى اسم جبل بفارس
وفي الصحاح أدمى على فعلى بضم الفاء وفتح العين اسم موضع
وقال محمود بن عمر أدمى أرض ذات حجارة في بلاد قشير وقال القتال الكلابي وأرسل مروان الأمير رسوله لآتيه إني إذا لمضلل وفي ساحة العنقاء أو في عماية أو الأدمى من رهبة الموت موئل وقال أبو سعيد السكري في قول جرير يا حبذا الخرج بين الدام والأدمى فالرمث من برقة الروحان فالغرف الدام والأدمى من بلاد بني سعد وبيت القتال يدل على أنه جبل وقال أبو خراش الهذلي ترى طالبي الحاجات يغشون بابه سراعا كما تهوي إلى أدمى النخل قال في تفسيره أدمى جبل بالطائف
وقال محمد ابن إدريس الأدمى جبل فيه قرية باليمامة قريبة من الدام وكلاهما بأرض اليمامة
الأدنيان بالفتح ثم السكون وفتح النون وياء وألف ونون كأنه تثنية الأدنى أي الأقرب من دنا يدنو اسم واد في بلادهم
الأدواء كأنه جمع داء موضع وقال نصر الأدواء بضم الهمزة وفتح الدال موضع في ديار تميم بنجد
الأدهم رعن ينقاد من أجإ مشرقا والنعف رعن بطرفه عن الحازمي
أديات بالضم ثم الفتح وياء مشددة كأنه جمع أدية مصغر موضع بين ديار فزارة وديار كلب قال الراعي النميري إذا بتم بين الأديات ليلة وأخنستم من عالج كل أجرعا أديم بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وميم
وأديم كل شيء ظاهره موضع في بلاد هذيل قال أبو جندب منهم وأحياء لدى سعد بن بكر بأملاح فظاهرة الأديم أديم بلفظ التصغير أرض تجاور تثليث تلي السراة بين تهامة واليمن كانت من ديار جهينة وجرم قديما
و أديم أيضا عند وادي القرى من ديار عذرة كانت لهم بها وقعة مع بني مرة عن نصر
أديمة بالضم ثم الفتح وياء ساكنة وميم كأنه تصغير أدمة اسم جبل عن أبي القاسم محمود بن عمر
وقال غيره أديمة جبل بين قلهى وتقتد بالحجاز
باب الهمزة والذال وما يليهما
أذاخر بالفتح والخاء المعجمة مكسورة كأنه جمع الجمع يقال ذخر وأذخر وأذاخر نحو أرهط وأراهط قال ابن إسحاق لما وصل رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة عام الفتح دخل من أذاخر حتى نزل بأعلى مكة وضربت هناك قبته
أذافر بالفاء جبل لطيء لا نخل فيه ولا زرع
أذاسا بالفتح والسين المهملة اسم لمدينة الرها

التي بالجزيرة
قال يحيى بن جرير الطبيب التكريتي النصراني في السنة السادسة من موت الإسكندر بنى سلوقوس الملك في السنة السادسة عشرة من ملكه مدينة اللاذقية وسلوقية وأفامية وباروا وهي حلب وأذاسا وهي الرها وكمل بناء انطاكية
أذبل بالفتح ثم السكون وضم الباء الموحدة ولام لغة في يذبل جبل في طريق اليمامة من أرض يخد معدود في نواحي اليمامة فيما قيل
أذربيجان بالفتح ثم السكون وفتح الراء وكسر الباء الموحدة وباء ساكنة وجيم هكذا جاء في شعر الشماخ تذكرتها وهنا وقد حال دونها قرى أذربيجان المسالح والجال وقد فتح قوم الذال وسكنوا الراء ومد آخرون الهمزة مع ذلك
وروي عن المهلب ولا أعرف المهلب هذا آذريبجان بمد الهمزة وسكون الذال فيلتقي ساكنان وكسر الراء ثم ياء ساكنة وباء موحدة مفتوحة وجيم وألف ونون
قال أبو عون إسحاق بن علي في زيحه أذربيجان في الإقليم الخامس طولها ثلاث وسبعون درجة وعرضها أربعون درجة
قال النحويون النسبة إليه أذري بالتحريك وقيل أذري بسكون الذال لأنه عندهم مركب من أذر وبيجان فالنسبة إلى الشطر الأول وقيل أذربي كل قد جاء
وهو اسم اجتمعت فيه خمس موانع من الصرف العجمة والتعريف والتأنيث والتركيب ولحاق الألف والنون ومع ذلك فإنه إذا زالت عنه إحدى هذه الموانع وهو التعريف صرف لأن هذه الأسباب لا تكون موانع من الصرف إلا مع العلمية فإذا زالت العلمية بطل حكم البواقي ولولا ذلك لكان مثل قائمة ومانعة ومطيعة غير منصرف لأن فيه التأنيث والوصف ولكان مثل الفرند واللجام غير منصرف لاجتماع العجمة والوصف فيه وكذلك الكتمان لأن فيه الألف والنون والوصف فاعرف ذلك
قال ابن المقفع أذربيجان مسماة باذرباذ بن إيران بن الأسود بن سام بن نوح عليه السلام وقيل أذرباذ بن بيوراسف وقيل بل أذر اسم النار بالفهلوية وبايكان معناه الحافظ والخازن فكأن معناه بيت النار أو خازن النار وهذا أشبه بالحق وأحرى به لأن بيوت النار في هذه الناحية كانت كثيرة جدا
وحد أذربيجان من برذعة مشرقا إلى أرزنجان مغربا ويتصل حدها من جهة الشمال ببلاد الديلم والجيل والطرم وهو إقليم واسع
ومن مشهور مدائنها تبريز وهي اليوم قصبتها وأكبر مدنها وكانت قصبتها قديما المراغة ومن مدنها خوي وسلماس وأرمية وأردبيل ومرند وغير ذلك
وهو صقع جليل ومملكة عظيمة الغالب عليها الجبال وفيه قلاع كثيرة وخيرات واسعة وفواكه جمة ما رأيت ناحية أكثر بساتين منها ولا أغزر مياها وعيونا لا يحتاج السائر بنواحيها إلى حمل إناء للماء لأن المياه جارية تحت أقدامه أين توجه وهو ماء بارد عذب صحيح
وأهلها صباح الوجوه حمرها رقاق البشرة ولهم لغة يقال لها الأذرية لا يفهمها غيرهم
وفي أهلها لين وحسن معاملة إلا أن البخل يغلب على طباعهم
وهي بلاد فتنة وحروب ما خلت قط منها فلذلك أكثر مدنها خراب وقراها يباب
وفي أيامنا هذه هي مملكة

جلال الدين منكبرني بن علاء الدين محمد بن تكش خوارزم شاه
وقد فتحت أولا في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان عمر قد أنفذ المغيرة بن شعبة الثقفي واليا على الكوفة ومعه كتاب إلى حذيفة بن اليمان بولاية أذربيجان فورد الكتاب على حذيفة وهو بنهاوند فسار منها إلى أذربيجان في جيش كثيف حتى أتى أردبيل وهي يومئذ مدينة أذربيجان
وكان مرزبانها قد جمع المقاتلة من أهل باجروان وميمذ والبذ وسراو وشيز والميانج وغيرها فقاتلوا المسلمين قتالا شديدا أياما
ثم إن المرزبان صالح حذيفة على جميع أذربيجان على ثمانمائة ألف درهم وزن على أن لا يقتل منهم أحدا ولا يسبيه ولا يهدم بيت نار ولا يعرض لأكراد البلاشجان وسبلان وميان روذان ولا يمنع أهل الشيز خاصة من الزفن في أعيادهم وإظهار ما كانوا يظهرونه
ثم إنه غزا موقان وجيلان فأوقع بهم وصالحهم على إتاوة
ثم إن عمر رضي الله عنه عزل حذيفة وولى عتبة بن فرقد على أذربيجان فأتاها من الموصل ويقال بل أتاها من شهرزور على السلق الذي يعرف بمعاوية الأذري فلما دخل أردبيل وجد أهلها على العهد وقد انتفضت عليه نواح فغزاها وظفر وغنم فكان معه ابنه عمرو بن عتبة بن فرقد الزاهد وعن الواقدي غزا المغيرة بن شعبة أذربيجان من الكوفة سنة اثنتين وعشرين ففتحها عنوة ووضع عليها الخراج
وروى أبو المنذر هشام بن محمد عن أبي مخنف أن المغيرة بن شعبة غزا أذربيجان في سنة عشرين ففتحها ثم إنهم كفروا فغزاهم الأشعت بن قيس الكندي ففتح حصن جابروان وصالحهم على صلح المغيرة ومضى صلح الأشعث إلى اليوم
وقال المدائني لما هزم المشركون بنهاوند رجع الناس إلى أمصارهم وبقي أهل الكوفة مع حذيفة فغزا بهم أذربيجان فصالحهم على ثمانمائة ألف درهم ولما استعمل عثمان بن عفان رضي الله عنه الوليد بن عقبة على الكوفة عزل عتبة بن فرقد عن أذربيجان فنقضوا فغزاهم الوليد بن عقبة سنة خمس وعشرين وعلى مقدمته عبد الله بن شبيل الأحمسي فأغار على أهل موقان والتبريز والطيلسان فغنم وسبا ثم صالح أهل أذربيجان على صلح حذيفة
أذرح بالفتح ثم السكون وضم الراء والحاء المهملة
وهو جمع ذريح وذريحة جمعها الذرائح
وأذرح إن كان منه فهو على غير قياس لأن أفعلا جمع فعل غالبا وهي هضاب تنبسط على الأرض حمر وإن جعل جمع الذرح وهو شجر تتخذ منه الرحالة نحو زمن وأزمن فأصل أفعل أن يجمع على أفعال فيكون أيضا على غير قياس فأما أزمن فمحمول على دهر وأدهر لأن معناهما واحد وهو اسم بلد في أطراف الشام من أعمال الشراة ثم من نواحي البلقاء
وعمان مجاورة لأرض الحجاز
قال ابن الوضاح هي من فلسطين
وهو غلط منه وإنما هي في قبلي فلسطين من ناحية الشراة
وفي كتاب مسلم بن الحجاج بين أذرح والجرباء ثلاثة أيام
وحدثني الأمير شرف الدين يعقوب بن الحسن الهذياني قبيل من الأكراد ينزلون في نواحي الموصل قال رأيت أذرح والجرباء غير مرة وبينهما ميل واحد وأقل لأن الواقف في هذه ينظر هذه واستدعى رجلا من أهل تلك الناحية ونحن بدمشق واستشهده على صحة ذلك فشهد به
ثم لقيت أنا غير واحد من أهل تلك

الناحية وسألتهم عن ذلك فكل قال مثل قوله وقد وهم فيه قوم فرووه بالجيم
وبأذرح إلى الجرباء كان أمر الحكمين بين عمرو بن العاص وأبي موسى الأشعري وقيل بدومة الجندل والصحيح أذرح والجرباء ويشهد بذلك قول ذي الرمة يمدح بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري أبوك تلافى الدين والناس بعدما تساءوا وبيت الدين منقطع الكسر فشد إصار الدين أيام أذرح ورد حروبا قد لقحن إلى عقر وكان الأصمعي يلعن كعب بن جعيل لقوله في عمرو بن العاص كأن أبا موسى عشية أذرح يطيف بلقمان الحكيم يواربه فلما تلاقوا في تراث محمد سمت بابن هند في قريش مضاربه يعني بلقمان الحكيم عمرو بن العاص قال الأسود ابن الهيثم لما تداركت الوفود بأذرح وفي أشعري لا يحل له غدر أدى أمانته ووفى نذره عنه وأصبح فيهم غادرا عمرو يا عمرو إن تدع القضية تعرف ذل الحياة وينزع النصر ترك القران فما تأول آية وارتاب إذ جعلت له مصر وفتحت أذرح والجرباء في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم سنة تسع صولح أهل أذرح على مائة دينار جزية
أذرعات بالفتح ثم السكون وكسر الراء وعين مهملة وألف وتاء
كأنه جمع أذرعة جمع ذراع جمع قلة وهو بلد في أطراف الشام يجاور أرض البلقاء وعمان ينسب إليه الخمر وقال الحافظ أبو القاسم أذرعات مدينة بالبلقاء
وقال النحويون بالتثنية والجمع تزول الخصوصية عن الأعلام فتنكر وتجري مجرى النكرة من أسماء الأجناس وأما نحو أبانين وأذرعات وعرفات فتسميته ابتداء تثنية وجمع كما لو سميت رجلا بخليلان أو مساجد وإنما عرف مثل ذلك بغير حرف تعريف وجعلت أعلاما لأنها لا تفترق فنزلت منزلة شيء واحد فلم يقع إلباس واللغة الفصيحة في عرفات الصرف ومنع الصرف لغة تقول هذه عرفات وأذرعات ورأيت عرفات وأذرعات ومررت بعرفات وأذرعات لأن فيه سببا واحدا وهذه التاء التي فيه للجميع لا للتأنيث لأنه اسم لمواضع مجتمعة فجعلت تلك المواضع اسما واحدا وكان اسم كل موضع منها عرفة وأذرعة وقيل بل الاسم جمع والمسمى مفرد فلذلك لم يتنكر وقيل إن التاء فيه لم تتمحض للتأنيث ولا للجمع فأشبهت التاء في نبات وثبات وأما من منعها الصرف فإنه يقول إن التنوين فيها للمقابلة التي تقابل النون التي في جمع المذكر السالم فعلى هذا غير منصرفة
وقد ذكرتها العرب في أشعارها لأنها لم تزل من بلادها في الإسلام وقبله قال بعض الأعراب

ألا أيها البرق الذي بات يرتقي ويجلو دجى الظلماء ذكرتني نجدا وهيجتني من أذرعات وما أرى بنجد على ذي حاجة طربا بعدا ألم تر أن الليل يقصر طوله بنجد وتزداد الرياح به بردا وقال امرؤ القيس ومثلك بيضاء العوارض طفلة لعوب تنسيني إذا قمت سربالي تنورتها من أذرعات وأهلها بيثرب أدنى دارها نظر عال وينسب إلى أذرعات أذرعي وخرج منها طائفة من أهل العلم منهم إسحاق بن إبراهيم الأذرعي بن هشام ابن يعقوب بن إبراهيم بن عمرو بن هاشم بن أحمد ويقال ابن إبراهيم بن زامل أبو يعقوب النهدي أحد الثقات من عباد الله الصالحين رحل وحدث عن محمد بن الخضر بن علي الرافعي ويحيى بن أيوب بن ناوي العلاف وأبي زيد يوسف بن يزيد القراطيسي وأحمد بن حماد بن عيينة وأبي زرعة وأبي عبد الرحمن النسائي وخلق كثير غير هؤلاء
وحدث عنه أبو علي محمد بن هرون بن شعيب وتمام بن محمد الرازي وأبو الحسين بن جميع وعبد الوهاب الكلابي وأبو عبد الله بن مندة وأبو الحسن الرازي وغيرهم وقال أبو الحسن الرازي كان الأذرعي من أجلة أهل دمشق وعبادها وعلمائها ومات يوم عيد الأضحى سنة 443 عن نيف وتسعين سنة ومحمد بن الزعيزعة الأذرعي وغيرهما ومحمد ابن عثمان بن خراش أبو بكر الأذرعي
حدث عن محمد بن عقبة العسقلاني ويعلى بن الوليد الطبراني وأبي عبيد محمد بن حسان البسري ومحمد بن عبد الله بن موسى القراطيسي والعباس بن الوليد بن يوسف بن يونس الجرجاني ومسلمة بن عبد الحميد
روى عنه أبو يعقوب الأذرعي وأبو الخير أحمد ابن محمد بن أبي الخير وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن أسد القنوي وأبو الحسن علي بن جعفر بن محمد الرازي وغيرهم
وعبد الوهاب بن عبد الله بن عمر بن أيوب بن المعمر بن قعنب بن يزيد بن كثير بن مرة ابن مالك أبو نصر المري الإمام الحافظ الشروطي يعرف بابن الأذرعي وبابن الجبان
روى عن أبي القاسم الحسن بن علي البجلي وأبي علي بن أبي الزمام والمظفر بن حاجب بن أركين وأبي الحسن الدارقطني وخلق كثير لا يحصون
روى عنه أبو الحسن بن السمسار وأبو علي الأهوازي وعبد العزيز الكناني وجماعة كثيرة وكان ثقة وقال عبد العزيز الكناني مات شيخنا وأستاذنا عبد الوهاب المري في شوال سنة 524 وصنف كتبا كثيرة وكان يحفظ شيئا من علم الحديث
أذرع أكباد بضم الراء كأنه جمع ذراع موضع في قول تميم بن أبي بن مقبل أمست بأذرع أكباد فحم لها ركب بلينة أو ركب بساوينا أذرع غير مضاف موضع نجدي في قوله وأوقدت نارا للرعاء بأذرع
أذرمة بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الراء والميم قال أحمد بن يحيى بن جابر أذرمة من ديار ربيعة قرية قديمة أخذها الحسن بن عمر بن الخطاب التغلبي من صاحبها وبنى بها قصرا وحصنها

قال أحمد بن الطيب السرخسي الفيلسوف في كتاب له ذكر فيه رحلة المعتضد إلى الرملة لحرب خمارويه ابن أحمد بن طولون وكان السرخسي في خدمته ذكر فيه جميع ما شاهده في طريقه في مضيه وعوده فقال ورحل يعني المعتضد من برقعيد إلى أذرمة وبين المنزلين خمسة فراسخ وفي أذرمة نهر يشقها وينفذ إلى آخرها وإلى صحرائها يأخذ من عين على رأس فرسخين منها وعليه في وسط المدينة قنطرة معقودة بالصخر والجص وعليه رحى ماء وعليها سوران واحد دون الآخر وفيها رحبات وسوق قدر مائتي حانوت ولها باب حديد ومن خارج السور خندق يحيط بالمدينة وبينها وبين السميعية قرية الهيثم بن المعمر فرسخ عرضا وبينها وبين مدينة سنجار في العرض عشرة فراسخ انتهى قول السرخسي
وأذرمة اليوم من أعمال الموصل من كورة تعرف ببين النهرين بين كورة البقعاء ونصيبين ولم تزل هذه الكورة من أعمال نصيبين
وأذرمة اليوم قرية ليس فيها مما وصف شيء وإليها ينسب أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد ابن إسحاق الأذرمي النصيبيني قال ابن عساكر أذرمة من قرى نصيبين
وكان عبد الله المذكور من العباد الصالحين انتقل إلى الثغر فأقام بأذرمة حتى مات
وهو الذي ناظر أحمد بن أبي دؤاد في خلق القرآن فقطعه في قصة فيها طول
وكان سمع سفيان بن عيينة وغندر وهشيم بن بشير وإسماعيل بن علية وإسحاق بن يوسف الأزرق
روى عنه أبو حاتم الرازي وأبو داود السجستاني وعبد الله بن أحمد بن حنبل ويحيى بن محمد بن صاعد وقدم بغداد وحدث بها
وقد غلط الحافظ أبو سعد السمعاني في ثلاثة مواضع أحدها أنه مد الألف وهي غير ممدودة وحرك الذال وهي ساكنة وقال هي من قرى أذنة وهي كما ذكرنا قرية بين النهرين وإنما غره أن أبا عبد الرحمن كان يقال له الأذني أيضا لمقامه بأذنة
أذرنت مدينة بعقلية
أدرنت مدينة بصقلية
أذكان بالفتح ثم السكون وكاف وألف ونون ناحية من كرمان ثم من رستاق الروذان
أذلق بالفتح ثم السكون وفتح اللام وقاف لسان ذلق وهذا أذلق من هذا أي أحد منه قال الخارزنجي الأذلق حفر وأخاديد
أذن بلفظ الأذن حاسة السمع
أم أذن قارة بالسماوة تقطع منها الرحى قال أبو زياد ومن جبال بني أبي بكر بن كلاب أذن وإياها أراد جهم ابن سبل الكلابي بقوله فسكن فيا كبدا طارت ثلاثين صدعة ويا ويحما لاقت مليكة حاليا فتضحك وسط القوم أن يسخروا بنا وأبكي إذا ما كنت في الأرض خاليا فأنى لأذن والستارين بعدما غنيت لأذن والستارين قاليا لباقي الهوى والشوق ما هبت الصبا وما لم يغير حادث الدهر حاليا أذنة بفتح أوله وثانيه ونون بوزن حسنة وأذنة بكسر الذال بوزن خشنة قال السكوني بحذاء توز جبل يقال له الغمر شرقي توز ثم يمضي الماضي فيقع في جبل شرقيه أيضا يقال له أذنة ثم يقطع إلى جبل يقال له حبشي

وقال نصر آذنة خيال من أخيلة حمى فيد بينه وبين فيد نحو عشرين ميلا وقد جمع فيه الشعر فقيل آذنات
وأذنة أيضا بلد من الثغور قرب المصيصة مشهور خرج منه جماعة من أهل العلم وسكنه آخرون
قال بطليموس طول أذنة ثمان وستون درجة وخمس عشرة دقيقة وهي في الإقليم الرابع تحت إحدى وعشرين درجة من السرطان وخمس وأربعين دقيقة يقابلها مثلها من الجدي
بيت ملكها مثلها من الحمل عاقبتها مثلها من الميزان قال أحمد بن يحيى بن جابر بنيت أذنة سنة إحدى أو اثنتين وأربعين ومائة وجنود خراسان معسكرون عليها بأمر صالح بن علي بن عبد الله بن عباس ثم بنى الرشيد القصر الذي عند أذنة قريب من جسرها على سيحان في حياة أبيه المهدي سنة 165 فلما كانت سنة 391 بنى أبو سليم فرج الخادم أذنة وأحكم بناءها وحصنها وندب إليها رجالا من أهل خراسان وذلك بأمر محمد الأمين بن الرشيد وقال ابن الفقيه عمرت أذنة في سنة 091 على يدي أبي سليم خادم تركي للرشيد ولاه الثغور وهو الذي عمر طرسوس وعين زربة وقال أحمد بن الطيب رحلنا من المصيصة راجعين إلى بغداد إلى أذنة في مرج وقرى متدانية جدا وعمارات كثيرة وبين المنزلين أربعة فراسخ
ولأذنة نهر يقال له سيحان وعليه قنطرة من حجارة عجيبة بين المدينة وبين حصن مما يلي المصيصة وهو شبيه بالربض والقنطرة معقودة عليه على طاق واحد قال ولأذنة ثمانية أبواب وسور وخندق وينسب إليها جماعة من أهل العلم منهم أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن داود الكتاني الأذني وغيره
وعدي بن أحمد بن عبد الباقي بن يحيى بن يزيد بن إبراهيم بن عبد الله أبو عمير الأذني
حدث عن عمه أبي القاسم يحيى بن عبد الباقي الأذني وأبي عطية عبد الرحيم بن محمد بن عبد الله بن محمد الفزاري
روى عنه أبو بكر أحمد بن عبد الكريم ابن يعقوب الحلبي وأبو الطيب عبد المنعم بن عبد الله ابن غلبون المغربي وأبو حفص عمر بن علي بن الحسن الإنطاكي مات في سنة 733
والقاضي علي ابن الحسين بن بندار بن عبيد الله بن جبر أبو الحسن الأذني قاضي أذنة سمع بدمشق أبا بكر عبد الرحمن ابن محمد بن العباس بن الذرفس وغيره
وبغيرها أبا عروبة الحراني وعلي بن عبد الحميد الغضائري ومكحولا البيروتي وسمع بحران وطرسوس ومصر وغيرها روى عنه عبد الغني بن سعيد وغيره وقال الجبائي مات سنة 583
أذون بالفتح ثم الضم وسكون الواو وآخره نون قرية من نواحي كورة قصران الخارج من نواحي الري
ينسب إليها أبو العباس أحمد بن الحسين بن بابا الزيدي سمع منه أبو سعد
أذينة بضم أوله وفتح ثانيه كأنه تصغير الأذن اسم واد من أودية القبلية عن أبي القاسم عن علي العلوي وعلي هذا بضم العين وفتح اللام
باب الهمزة والراء وما يليهما
إراب بالكسر وآخره باء موحدة من مياه البادية ويوم إراب من أيامهم غزا فيه هذيل بن هبيرة الأكبر التغلبي بني رياح بن يربوع والحي خلوف فسبى نساءهم وساق نعمهم قال مساور بن هند وجلبته من أهل أبضة طائعا حتى تحكم فيه أهل إراب

وقال منقذ بن عرفطة يرثي أخاه أهبان وقتلته بنو عجل يوم إراب بنفسي من تركت ولم يوسد بقف إراب وانحدروا سراعا وخادعت المنية عنك سرا فلا جزع تلان ولا رواعا وقال الفضل بن العباس اللهبي أتبكي إن رأيت لأم وهب مغاني لا تحاورك الجوابا أثافي لا يرمن وأهل خيم سواجد قد خوين على إرابا وبخط اليزيدي في شرحه إراب ماء لبني رياح بن يربوع بالحزن
أرابن بالضم وبعد الألف باء موحدة مكسورة ثم نون اسم منزل على نقا مبرك ينحدر من جبل جهينة على مضيق الصفراء قرب المدينة قال كثير لما وقفت بها القلوص تبادرت حبب الدموع كأنهن عزالي وذكرت عزة إذ تصاقب دارها برحيب فأرابن فنخال الأرأسة بالفتح ثم السكون وهمزة الألف والسين مهملة من مياه أبي بكر بن كلاب
إرار بكسر أوله اسم واد في كتاب نصر
أرار آخره راء أيضا من نواحي حلب عن الحازمي ولست منه على ثقة
إراش بالكسر والشين معجمة موضع في قول عدي ابن الرقاع فلا هن بالبهمى وإياه إذ شتى جنوب إراش فاللهاله فالعجب أراط بالضم من مياه بني نمير عن أبي زياد وأنشد بعضهم أنى لك اليوم بذي أراط وهن أمثال السرى الأمراط تنجو ولو من خلل الأمشاط يلحن من ذي لائب شر واط وفي كتاب نصر ذو إراط واد في ديار بني جعفر ابن كلاب في حمى ضرية ويقال بفتح الهمزة و ذو أراط واد لبني أسد عند لغاط و ذو أراط أيضا واد ينبت الثمام والعلجان بالوضح وضح الشطون بين قطيات وبين الحفيرة حفيرة خالد
و ذو أراط أيضا واد في بلاد بني أسد و أراط باليمامة
أراطة مثل الذي قبله وزيادة الهاء اسم ماء لبني عميلة شرقي سميراء وقال نصر الأراطة من مياه غني بينها وبين أضاخ ليلة
أراطى بألف مقصورة ويقال أراط أيضا وهو ماء على ستة أميال من الهاشمية شرقي الخزيمية من طريق الحاج وينشد بيت عمرو بن كلثوم التغلبي على الروايتين ونحن الحابسون بذي أراطى تسف الجلة الخور الدرينا ويوم أراطى من أيام العرب وقال ظالم بن البراء

الفقيمي ونحن غداة يوم ذوات بهدى لدى الوتدات إذ غشيت تميم ضربنا الخيل بالأبطال حتى تولت وهي شاملها الكلوم فأشبعنا ضباع ذوي أراطى من القتلى وألجئت الغنوم قتلنا يوم ذلكم ببشر فكان كفاء مقتله حكيم أراظ بالفتح والظاء معجمة في كتاب نصر قال موضع ينبغي أن يكون حجازيا قلت وأنا به مرتاب أظنه غلطا
أراق بالضم والقاف موضع في قول ابن أحمر كأن على الجمال أوان حفت هجائن من نعاج أراق عينا وقال زيد الخيل الطائي ولما أن بدت لصفا أراق تجمع من طوائفهم فلول كأنهم بجنب الحوض أصلا نعام قالص عنه الظلول أراك بالفتح وآخره كاف وهو وادي الأراك قرب مكة يتصل بغيقة قال نصر أراك فرع من دون ثافل قرب مكة وقال الأصمعي أراك جبل لهذيل وذو أراك في الأشعار وقد قالت امرأة من غطفان إذا حنت الشقراء هاجت إلى الهوى وذكرني أهل الأراك حنينها شكوت إليها نأي قومي وبعدهم وتشكو إلي أن أصيب جنينها وقيل هو موضع من نمرة في موضع من عرفة يقال لذلك الموضع نمرة
وقد ذكر في موضعه وقيل هو من مواقف عرفة بعضه من جهة الشام وبعضه من جهة اليمن
والأراك في الأصل شجر معروف وهو أيضا شجر مجتمع يستظل به
الأراكة واحدة الذي قبله
ذو الأراكة نخل بموضع من اليمامة لبني عجل قال عمارة بن عقيل وغداة بطن بلاد كأن بيوتكم ببلاد أنجد منجدون وغاروا وبذي الأراكة منكم قد غادروا جيفا كأن رؤوسها الفخار وقال رجل يهجو بني عجل وكان قد نزل بهم فأساؤوا قراه لا ينزلن بذي الأراكة راكب حتى يقدم قبله بطعام ظلت بمخترق الرايح ركابنا لا مفطرون بها ولا صوام يا عجل قد زعمت حنيفة أنكم عتم القرى وقليلة الآدام أرال بالفتح وآخره لام قال الأصمعي ولهذيل جبل يقال له أرال وأنشد غيره لكثير ألا ليت شعري هل تغير بعدنا أرال فصر ما قادم فتناضب إرام الكناس بالكسر رمل في بلاد عبد الله بن كلاب
وقيل الصحيح أرام

أرانب جمع أرنب من الدواب الوحشية
ذات الأرانب موضع في قول عدي بن الرقاع العاملي فذر ذا ولكن هل ترى ضوء بارق وميضا ترى منه على بعده لمعا تصعد في ذات الأرانب موهنا إذا هز رعدا خلت في ودقه شفعا أران بالفتح وتشديد الراء وألف ونون اسم أعجمي لولاية واسعة وبلاد كثيرة منها جنزة وهي التي تسميها العامة كنجة وبرذعة وشمكور وبيلقان
وبين أذربيجان وأران نهر يقال له الرس كل ما جاوره من ناحية المغرب والشمال فهو من أران وما كان من جهة المشرق فهو من أذربيجان قال نصر أران من أصقاع إرمينية يذكر مع سيسجان وهو أيضا اسم لحران البلد المشهور من ديار مضر بالضاد المعجمة كان يعمل بها الخز قديما
وينسب إلى هذه الناحية الفقيه عبد الخالق بن أبي المعالي بن محمد الأراني الشافعي قدم الموصل وتفقه على أبي حامد بن يونس وكان كثيرا ما ينشد قول أبي المعالي الجويني الإمام بلاد الله واسعة فضاها ورزق الله في الدنيا فسيح فقل للقاعدين على هوان إذا ضاقت بكم أرض فسيحوا و مف أران أيضا قلعة مشهورة من نواحي قزوين
أرباع جمع ربع وهو اسم موضع
أربد بالفتح ثم السكون والباء الموحدة قرية بالأردن قرب طبرية عن يمين طريق المغرب بها قبر أم موسى بن عمران عليه السلام وقبور أربعة من أولاد يعقوب عليه السلام وهم دان وأيساخار وزبولون وكاد فيما زعموا
الأربس بالضم ثم السكون والباء الموحدة مضمومة وسين مهملة مدينة وكورة بإفريقية وكورتها واسعة وأكثر غلتها الزعفران وبها معدن حديد وبينها وبين القيروان ثلاثة أيام من جهة المغرب قال أبو عبيد البكري الأربس مدينة مسورة لها ربض كبير ويعرف ببلد العنبر وإليها سار إبراهيم بن الأغلب حين خرج من القيروان في سنة 916 وزحف إليها أبو عبد الله الشيعي ونازلها وبها جمهور أجناد أفريقية مع إبراهيم بن الأغلب ففر عنها في جماعة من القواد والجند إلى طرابلس ودخلها الشيعي عنوة ولجأ أهلها ومن بقي فيها من فل الجند إلى جامعها فركب بعض الناس بعضا فقتلهم الشيعي أجمعين حتى كانت الدماء تسيح من أبواب الجامع كسيلان الماء بوابل الغيث وكان في المسجد ألوف وكان ذلك من أول العصر إلى آخر الليل وإلى هذا الوقت كانت ولاية بني الأغلب لأفريقية ثم انقرضت وينسب إليها أبو طاهر الأربسي الشاعر من أهل مصر وهو القائل لابن فياض سليمان وقانا الله شرة لحية لي ست تساوي في نفاق الشعر بعره ويعلى بن إبراهيم الأربسي شاعر مجود ذكره ابن رشيق في الأنموذج وذكر أن وفاته كانت بمصر في سنة 814 وقد أربى على الستين
الأربعاء بالفتح ثم السكون وفتح الباء الموحدة والعين المهملة والألف ممدودة كذا ضبطه أبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي فيما استدركه على سيبويه

في الأبنية وقال هو افعلاء بفتح العين ولم يأت بغيره على هذا الوزن وأنشد لسحيم بن وثيل الرياحي ألم ترنا بالأربعاء وخيلنا غداة دعانا قعنب والكياهم وقد قيل فيه أيضا الأربعاء بضم أوله وسكون الثاني وضم الباء الموحدة قلت والمعروف سوق الأربعاء بلدة من نواحي خوزستان على نهر ذات جانبين وبها سوق والجانب العراقي أعمر وفيه الجامع
أربق بالفتح ثم السكون وباء مفتوحة موحدة وقد تضم وقاف ويقال بالكاف مكان القاف وقد ذكر بعده من نواحي رامهرمز من نواحي خوزستان ينسب إليها أبو طاهر علي بن أحمد بن الفضل الرامهرمزي الأربقي وقرأت في كتاب المفاوضة لأبي الحسن محمد بن علي بن نصر الكاتب حدثني القاضي أبو الحسن أحمد بن الحسن الأربقي بأربق وكان رجلا فاضلا قاضي البلد وخطيبه وإمامه في شهر رمضان ومن الفضل على منزلة قال تقلد بلدنا بعض العجم الجفاة والتف به جماعة ممن حسدني وكره تقدمي فصرفني عن القضاء ورام صرفي عن الخطابة والإمامة فثار الناس ولم يساعده المسلمون فكتبت إليه بهذه الأبيات قل للذين تألبوا وتحزبوا قد طبت نفسا عن ولاية أربق هبني صددت عن القضاء تعديا أأصد عن حذقي به وتحققي وعن الفصاحة والنزاهة والنهى خلقا خصصت به وفضل المنطق أربك بالفتح ثم السكون وباء موحدة تضم وتفتح وآخره كاف وهو الذي قبله بعينه يقال بالكاف والقاف من نواحي الأهواز بلد وناحية ذات قرى ومزارع وعنده قنطرة مشهورة لها ذكر في كتب السير وأخبار الخوارج وغيرهم
فتحها المسلمون عام سبعة عشر في خلافة أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قبل نهاوند وكان أمير جيش المسلمين النعمان بن مقرن المزني وقد قال في ذلك عوت فارس واليوم حام أواره بمحتفل بين الدكاك وأربك فلا غرو إلا حين ولوا وأدركت جموعهم خيل الرئيس ابن أرمك وأفلتهن الهرمزان موابلا به ندب من ظاهر اللون أعتك إربل بالكسر ثم السكون وباء موحدة مكسورة ولام بوزن إثمد ولا يجوز فتح الهمزة لأنه ليس في أوزانهم مثل أفعل إلا ما حكى سيبويه من قولهم أصبع وهي لغة قليلة غير مستعملة فإن كان إربل عربيا فقد قال الأصمعي الربل ضرب من الشجر إذا برد الزمان عليه وأدبر الصيف تفطر بورق أخضر من غير مطر يقال تربلت الأرض لا يزال بها ربل فيجوز أن تكون إربل مشتقة من ذلك
وقد قال الفراء الريبال النبات الكثير الملتف الطويل فيجوز أن تكون هذه الأرض اتفق فيها في بعض الأعوام من الخصب وسعة النبت ما دعاهم إلى تسميتها بذلك
ثم استمر

كما فعلوا بأسماء الشهور فإنهم سموا كل شهر بما اتفق به فصله من حر أو برد فسقط جمادى في شدة البرد وجمود المياه والربيعان في أيام الصيف وصفر حيث صفرت الأرض من الخيرات وكانت تسميتها لذلك في أزمنة متباعدة ولم يكن في عام واحد متوال ولو كان في عام واحد كان من المحال أن يجيء جمادى وهم يريدون به جمود الماء وشدة البرد بعد الربيع ثم تغيرت الأزمنة ولزمها ذلك الاسم وإربل قلعة حصينة ومدينة كبيرة في فضاء من الأرض واسع بسيط ولقلعتها خندق عميق وهي في طرف من المدينة وسور المدينة ينقطع في نصفها وهي على تل عال من التراب عظيم واسع الرأس وفي هذه القلعة أسواق ومنازل للرعية وجامع للصلاة وهي شبيهة بقلعة حلب إلا أنها أكبر وأوسع رقعة
وطول إربل تسع وستون درجة ونصف وعرضها خمس وثلاثون درجة ونصف وثلث وهي بين الزابين تعد من أعمال الموصل وبينهما مسيرة يومين
وفي ربض هذه القلعة في عصرنا هذا مدينة كبيرة عريضة طويلة قام بعمارتها وبناء سورها وعمارة أسواقها وقيسارياتها الأمير مظفر الدين كوكبرى بن زين الدين كوجك علي فأقام بها وقامت بمقامه بها لها سوق وصار له هيبة وقاوم الملوك ونابذهم بشهامته وكثرة تجربته حتى هابوه فانحفظ بذلك أطرافه وقصدها الغرباء وقطنها كثير منهم حتى صارت مصرا كبيرا من الأمصار
وطباع هذا الأمير مختلفة متضادة فإنه كثير الظلم عسوف بالرعية راغب في أخذ الأموال من غير وجهها وهو مع ذلك مفضل على الفقراء كثير الصدقات على الغرباء يسير الأموال الجمة الوافرة يستفك بها الأسارى من أيدي الكفار وفي ذلك يقول الشاعر كساعية للخير من كسب فرجها لك الويل لا تزني ولا تتصدقي ومع سعة هذه المدينة فبنيانها وطباعها بالقرى أشبه منها بالمدن وأكثر أهلها أكراد قد استعربوا وجميع رساتيقها وفلاحيها وما ينضاف إليها أكراد وينضم إلى ولايتها عدة قلاع وبينها وبين بغداد مسيرة سبعة أيام للقوافل وليس حولها بستان ولا فيها نهر جار على وجه الأرض وأكثر زروعها على القني المستنبطة تحت الأرض وشربهم من آبارهم العذبة الطيبة المريئة التي لا فرق بين مائها وماء دجلة في العذوبة والخفة وفواكهها تجلب من جبال تجاورها ودخلتها فلم أر فيها من ينسب إلى فضل غير أبي البركات المبارك بن أحمد بن المبارك بن موهوب ابن غنيمة بن غالب يعرف بالمستوفي فإنه متحقق بالأدب محب لأهله مفضل عليهم وله دين واتصال بالسلطان وخلة شبيهة بالوزارة وقد سمع الحديث الكثير ممن قدم عليهم إربل وألف كتبا وقد أنشدني من شعره وكتب لي بخطه عدة قطع منها تذكرنيك الريح مرت عليلة على الروض مطلولا وقد وضح الفجر وما بعدت دار ولا شط منزل إذا نحن أدنتنا الأماني والذكر وقد كان اشتهر شعر نوشروان البغدادي المعروف بشيطان العراق الضرير فيها سالكا طريق الهزل راكبا سنن الفكاهة موردا ألفاظ البغداديين والأكراد ثم إقلاعه عن ذلك والرجوع عنه ومدحه لإربل وتكذيبه نفسه وأنا أورد مختار

كلمتيه ها هنا قصدا لترويح الأرواح والإحماض بنوع ظريف من المزاح وهي هذه تبا لشيطاني وما سولا لأنه أنزلني إربلا نزلتها في يوم نحس فما شككت أني نازل كربلا وقلت ما أخطا الذي مثلا بإربل إذ قال بيت الخلا هذا وفي البازار قوم إذا عاينتهم عاينت أهل البلا من كل كردي حمار ومن كل عراقي نفاه الغلا أما العراقيون ألفاظهم جب لي جفاني جف جال الجلا جمالك أي جعجع جبه تجي تجب جماله قبل أن ترجلا هيا مخاعيطي الكشحلي مشى كف المكفني اللنك أي بو العلا جفه بجعصه انتفه مدة يكفو به أشفقه بالملا عكلي ترى هواي قسيمه أعفقه قل له البويذ بخين كيف انقلا هذي القطيعة هجعة الخط من عندي تدفع كم تحط الكلا والكرد لا تسمع إلا جيا أو نجيا أو نتوى زنكلا كلا وبوبو علكو خشتري خيلو وميلو موسكا منكلا ممو ومقو ممكي ثم إن قالوا بو يركي تجي قلت لا وفتية تزعق في سوقهم سردا جليدا صوتهم قد علا وعصبة تزعق والله تنفر وشوترايم هم سخام الطلا ربع خلا من كل خير بلى من كل عيب وسقوط ملا فلعنة الله على شاعر يقصد ربعا ليس فيه كلا أخطأت والمخطىء في مذهبي يصفع في قمته بالدلا إذ لم يكن قصدي إلى سيدي جماله قد جمل الموصلا ثم قال يعتذر من هجائه لإربل ويمدح الرئيس مجد الدين داود بن محمد كتبت منها ما يليق بهذا الكتاب وألقيت السخف والمزح قد تاب شيطاني وقد قال لي لا عدت أهجو بعدها إربلا كيف وقد عاينت في صدرها صدرا رئسيا سيدا مقبلا مولاي مجد الدين يا ماجدا شرفه الله وقد خولا عبدك نوشروان في شعره ما زال للطيبة مستعملا لولاك ما زارت ربى إربل أشعاره قط ولا عولا ولو تلقاك بها لم يقل تبا لشيطاني وما سولا

هذا وفي بيتي سئت إذا أبصرها غيري انثنى أحولا تقول فصل كازروني وإن طاكي وإلا ناطح الأيلا فقلت ما في الموصل اليوم لي معيشة قالت دع الموصلا واقصد إلى إربل واربع بها ولا تقل ربعا قليل الكلا وقل أنا أخطأت في ذمها وحط في رأسك خلع الدلا وقل أبي القرد وخالي وأنا كلب وإن الكلب قد خولا وعمتي قادت على خالتي وأمي القحبة رأس البلا وأختي القلفاء شبارة ملاحها قد ركب الكوثلا فربعنا ملآن من فسقنا وقط من ناكتنا ما خلا وكل من واجهنا وجهه سخم فيه بالسخام الطلا يا إربليين اسمعوا كلمة قد قال شيطاني واسترسلا فالآن عنكم قد هجا نفسه بكل قول يخرس المقولا هيج ذاك الهجو عن ربعكم كل أخير ينقض الأولا وقد نسب إليها جماعة من أهل العلم والحديث منهم أبو أحمد القاسم بن المظفر الشهرزوري الشيباني الإربلي وغيره
و إربل أيضا اسم لمدينة صيداء التي بالساحل من أرض الشام عن نصر وتلقنه عنه الحازمي والله أعلم
أربنجن بالفتح ثم السكون وكسر الباء الموحدة وسكون النون وفتح الجيم وآخره نون بليدة من نواحي الصغد ثم من أعمال سمرقند وربما أسقطوا الهمزة فقالوا ربنجن
منها أبو بكر أحمد بن محمد بن موسى بن رجاء الأربنجني كان فقيها حنفيا مات سن 369 وغيره
أربونة بفتح أوله ويضم ثم السكون وضم الباء الموحدة وسكون الواو ونون وهاء بلد في طرف الثغر من أرض الأندلس وهي الآن بيد الإفرنج بينها وبين قرطبة على ما ذكره ابن الفقيه ألف ميل والله أعلم
أربة بالتحريك والباء الموحدة اسم مدينة بالمغرب من أعمال الزاب وهي أكبر مدينة بالزاب يقال إن حولها ثلاثمائة وستين قرية
أربيخ بالفتح ثم السكون وكسر الباء الموحدة وياء ساكنة وخاء معجمة بلد في غربي حلب
أرتاح بالفتح ثم السكون وتاء فوقها نقطتان وألف وحاء مهملة اسم حصن منيع كان من العواصم من أعمال حلب قال أبو علي يجوز أن يكون أرتاح افتعل من الراحة وهمزته مقطوعة ويجوز أن يكون أفعال كأنبار
وينسب إليه الحسين بن عبد الله الأرتاحي روي عن عد الله بن حبيق وأبو علي الحسن بن علي بن الحسن بن شواس الكناني المقري المعدل أصله من أرتاح مدينة من أعمال حلب وتولى الإشراف على وقوف جامع

دمشق
حدث عن الفضل بن جعفر ويوسف بن القاسم الميانجي وأبي العباس أحمد بن محمد البرذعي روى عنه أبو علي الأهوازي وهو من أقرانه وغيره مات سنة 934 وفي تاريخ دمشق علي بن عبد الواحد بن الحسن بن علي بن الحسن بن شواس أبو الحسن بن أبي الفضل بن أبي علي المعدل أصلهم من أرتاح
سمع أبا العباس بن قبيس وأبا القاسم بن أبي العلاء والفقيه أبا الفتح نصر بن إبراهيم وكان أمينا على المواريث ووقف الأشراف وكان ذا مروءة قال سمعت منه وكان ثقة لم يكن الحديث من صناعته توفي في ثالث عشر ربيع الآخر سنة 325 وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن بن حامد بن مفرج بن غياث الأرتاحي من أرتاح الشام وكان يقول نحن من أرتاح البصر لأن يعقوب عليه السلام بها رد عليه بصره روى بالإجازة عن أبي الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء وهو آخر من حدث بها في الدنيا مات سنة 610
أرتامة بالتاء فوقها نقطتان من مياه غني بن أعصر عن أبي زياد
أرتل بضم التاء فوقها نقطتان ولام حصن أو قرية باليمن من حازة بني شهاب
أرتيان بالفتح ثم السكون وتاء فوقها نقطتان مكسورة وياء وألف ونون قرية من نواحي أستوا من أعمال نيسابور منها أبو عبد الله الحسن بن إسماعيل بن علي الأرتياني النيسابوري مات بعد العشر والثلاثمائة
الأرتيق بالضم والذي سمعته من أفواه أهل حلب الأرتيق بالفتح كورة من أعمال حلب من جهة القبلة
ارثخشميثن بالفتح ثم السكون وثاء مثلثة مفتوحة وخاء معجمة مضمومة وشين ساكنة معجمة وميم مكسورة وثاء مثلثة مفتوحة ونون وربما أسقطت الهمزة من أوله مدينة كبيرة ذات أسواق عامرة ونعمة وافرة ولأهلها ظاهرة وهي في قدر نصيبين إلا أنها أعمر وآهل منها
وهي من أعمال خوارزم من أعاليها بينها وبين الجرجانية مدينة خوارزم ثلاثة أيام قدمت إليها في شوال سنة 616 قبل ورود التتر إلى خوارزم بأكثر من عام وخلفتها على ما وصفت ولا أدري ما كان من أمرها بعد ذلك
وكنت قد وصلتها من ناحية مرو بعد أن لقيت من ألم البرد وجمود نهر جيحون على السفينة التي كنت بها وقد أيقنت أنا ومن في صحبتي بالعطب إلى أن فرج الله علينا بالصعود إلى البر فكان من البرد والثلوج في البر ما لا يبلغ القول إلى وصف حقيقته وعدم الظهر الذي يركب فوصلت إلى هذه المدينة بعد شدائد فكتبت على حائط خان سكنته إلى أن تيسر المضي إلى الجرجانية واختصرت بعض الاسم ليستقيم الوزن ذممنا رخشميثن إذ حللنا بساحتها لشدة ما لقينا أتيناها ونحن ذوو يسار فعدنا للشقاوة مفلسينا فكم بردا لقيت بلا سلام وكم ذلا وخسرانا مبينا رأيت النار ترعد فيه بردا وشمس الأفق تحذر أن تبينا وثلجا تقطر العينان منه ووحلا يعجز الفيل المتينا

وكالأنعام أهلا في كلام وفي سمت وأفعالا ودينا إذا خاطبتهم قالوا بفسا وكم من غصة قد جرعونا فأخرجنا أيا رباه منها فإن عدنا فإنا ظالمونا وليس الشأن في هذا ولكن عجيب أن نجونا سالمينا ولست بيائس والله أرجو بعيد العسر من يسر يلينا قال هذه الأبيات وسطرها على ركاكتها وغثاثتها لأن الخاطر لصداه لم يسمح بغيرها من نسبته صحيحة الطرفين سقيمة العين أحد صحيحيها ذلقي يمنع الإمالة والآخر شفهي محتمل الاستحالة وقد لاقى العبر في وعثاء السفر يخفي نفسه عفافا ولينال الناس كفافا وكتب في شوال سنة 616 قلت وما ذمي لذلك البلد وأهله إنما كان نفثة مصدور اقتضاها ذلك الحادث المذكور وإلا فالبلد وأهله بالمدح أولى وبالتقريظ أحق وأحرى
أرثد بالفتح ثم السكون وثاء مثلثة ودال مهملة والرثد المتاع المنضود بعضه على بعض والرثدة بالكسر الجماعة من الناس يقيمون ولا يظعنون أرثد القوم أي أقاموا واحتفر القوم حتى أرثدوا أي بلغوا الثرى وأرثد اسم واد بين مكة والمدينة في وادي الأبواء وفي قصة لمعاوية رواها جابر في يوم بدر قال فأين مقيلك قال بالهضبات من أرثد وقال الشاعر محل أولي الخيمات من بطن أرثدا وقال كثير وإن شفائي نظرة إن نظرتها إلى ثافل يوما وخلفي شنائك وأن تبرز الخيمات من بطن أرثد لنا وجبال المرختين الدكائك وقال بعضهم في الخيمات ألم تسأل الخيمات من بطن أرثد إلى النخل من ودان ما فعلت نعم تشوقني بالعرج منها منازل وبالخبت من أعلى منازلها رسم فإن يك حرب بين قومي وقومها فإني لها في كل ثائرة سلم أسائل عنها كل ركب لقيته وما لي بها من بعد مكتبنا علم الأرجام بالفتح ثم السكون وجيم وألف وميم جبل قال جبيهاء الأشجعي إن المدينة لا مدينة فالزمي أرض الستار وقنة الأرجام أرجان بفتح أوله وتشديد الراء وجيم وألف ونون وعامة العجم يسمونها أرغان وقد خفف المتنبي الراء فقال أرجان أيتها الجياد فإنه عزمي الذي يدع الوشيج مكسرا وقال أبو علي أرجان وزنه فعلان ولا تجعله أفعلان لأنك إن جعلت الهمزة زائدة جعلت الفاء والعين من موضع واحد وهذا لا ينبغي أن يحمل على شيء لقلته
ألا ترى أنه لا يجيء منه إلا حروف

قليلة فإن قلت إن فعلان بناء نادر لم يجيء في شيء من كلامهم وأفعلان قد جاء نحو أنبخان وأزونان قيل هذا البناء وإن لم يجيء في الأبنية العربية فقد جاء في العجمي بكم اسما ففعلان مثله إذا لم يقيد بالألف والنون ولا ينكر أن يجيء العجمي على ما لا تكون عليه أمثلة العربي
ألا ترى أنه قد جاء فيه سراويل في أبنية الآحاد وإبريسم وآجر ولم يجيء على ذلك شيء من أبنية كلام العرب فكذلك أرجان ويدلك على أنه لا يستقيم أن يحمل على أفعلان أن سيبويه جعل إمعة فعلة ولم يجعله إفعلة بناء لم يجيء في الصفات وإن كان قد جاء في الأسماء نحو إشفى وإنفحة وإبين وكذلك قال أبو عثمان في أما في قولك أما زيد فمنطلق إنك لو سميت بها لجعلتها فعلا ولم تجعلها أفعل لما ذكرنا وكذلك يكون على قياس قول سيبويه وأبي عثمان الإجاص والإجانة والإجار فعالا ولا يكون إفعالا
والهمزة فيها فاء الفعل وحكى أبو عثمان في همزة إجانة الفتح والكسر وأنشدني محمد بن السري أراد الله أن يخزي يجيرا فسلطني عليه بأرجان وقال الإصطخري أرجان مدينة كبيرة كثيرة الخير بها نخيل كثيرة وزيتون وفواكه الجروم والصرود وهي برية بحرية سهلية جبلية ماؤها يسيح بينها وبين البحر مرحلة وبينها وبين شيراز ستون فرسخا وبينها وبين سوق الأهواز ستون فرسخا وكان أول من أنشأها فيما حكته الفرس قباذ بن فيروز والد أنوشروان العادل لما استرجع الملك من أخيه جاماسب وغزا الروم افتتح من ديار بكر مدينتين ميافارقين وآمد وكانتا في أيدي الروم وأمر فبني فيما بين حد فارس والأهواز مدينة سماها أبزقباذ وهي التي تدعى أرجان وأسكن فيها سبي هاتين المدينتين وكورها كورة وضم إليها رساتيق من رامهرمز وكورة سابور وكورة أردشير خره وكورة أصبهان هكذا قيل
وإن أرجان لها ذكر في الفتوح ولا أدري أهي غيرها أم إحدى الروايتين غلط وقيل كانت كورة أرجان بعضها إلى أصبهان وبعضها إلى اصطخر وبعضها إلى رامهرمز فصيرت في الإسلام كورة واحدة من كور فارس
وحدث أحمد بن محمد بن الفقيه قال حدثني محمد بن أحمد الأصبهاني قال بأرجان كهف في جبل ينبع منه ماء شبيه بالعرق من حجارة فيكون منه هذا الموميا الأبيض الجيد وعلى هذا الكهف باب من حديد وحفظة ويغلق ويختم بخاتم السلطان إلى يوم من السنة يفتح فيه ويجتمع القاضي وشيوخ البلد حتى يفتح بحضرتهم ويدخل إليه رجل ثقة عريان فيجمع ما قد اجتمع من الموميا ويجعله في قارورة فيصير ذلك مقدار مائة مثقال أو دونها ثم يخرج ويختم الباب بعد قفله إلى قابل ويوجه بما اجتمع منه إلى السلطان وخاصيته لكل صدع أو كسر في العظم يسقى الإنسان الذي قد انكسر شيء من عظامه مثل العدسة فينزل أول ما يشربه إلى الكسر فيجبره ويصلحه لوقته وقد ذكر البشاري والاصطخري إن هذا الكهف بكورة دارابجرد
وأنا أذكره إن شاء الله هناك
ومن أرجان إلى النوبندجان نحو شيراز ستة وعشرون فرسخا وبينهما شعب بوان الموصوف بكثرة الأشجار والنزهة وسنذكره في موضعه إن شاء الله تعالى
وينسب إلى أرجان جماعة كثيرة من

أهل العلم منهم أبو سهل أحمد بن سهل الأرجاني حدث عن أبي محمد زهير بن محمد البغدادي حدث عنه أبو محمد عبد الله بن محمد الإصطخري وأبو عبد الله محمد بن الحسن الأرجاني حدث عن أبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي حدث عنه محمد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي وأبو سعد أحمد بن محمد ابن أبي نصر الضرير الأرجاني الجلكي الأصبهاني سمع من فاطمة الجوزدانية ومات في شهر ربيع الأول سنة 606 والقاضي أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسين الأرجاني الشاعر المشهور كان قاضي تستر ولد في حدود سنة 460 ومات في سنة 445 وغيرهم
أرجذونة بالضم ثم السكون وضم الجيم والذال المعجمة وسكون الواو وفتح النون وهاء مدينة بالأندلس قال ابن حوقل رية كورة عظيمة بالأندلس مدينتها أرجذونة منها كان عمرو بن حفصويه الخارج على بني أمية
أرجكوك بالفتح ثم السكون وفتح الجيم وكاف مضمومة وواو ساكنة وكاف مدينة قرب ساحل إفريقية لها مرسى في جزيرة ذات مياه وهي مسكونة وأرجكوك على واد يعرف بتافنا بينها وبين البحر ميلان
إرجنوس بالكسر ثم السكون وفتح الجيم وتشديد النون وفتحها وسكون الواو وسين مهملة قرية بالصعيد من كورة البهنسا
أرجونة بالفتح ثم السكون وجيم مضمومة وواو ساكنة ونون بلد من ناحية جيان بالأندلس منها شعيب بن سهيل بن شعيب الأرجوني يكنى أبا محمد عني بالحديث والرأي ورحل إلى المشرق فلقي جماعة من أئمة العلماء وكان من أهل الفهم بالفقه والرأي
أرجيش بالفتح ثم السكون وكسر الجيم وياء ساكنة وشين معجمة مدينة قديمة من نواحي إرمينية الكبرى قرب خلاط وأكثر أهلها أرمن نصارى
طولها ست وستون درجة وثلث وربع وعرضها أربعون درجة وثلث وربع ينسب إليها الفقيه الصالح أبو الحسن علي بن محمد بن منصور بن داود الأرجيشي مولده في خانقاه أبي إسحاق من أعمال أرجيش تفقه للشافعي وأقام بحلب متعبدا بمدرسة الزجاجين قانعا باليسير من الرزق فإذا زادوه عليه شيئا لم يقبله ويقول في الواصل إلي كفاية وكان مقداره اثني عشر درهما لقيته وأقمت معه في المدرسة فوجدته كثير العبادة ملازما للصمت وقد ذكرته لما أعجبني من حسن طريقته
الأرحاء جمع رحى التي يطحن بها اسم قرية قرب واسط العراق ينسب إليها أبو السعادات علي ابن أبي الكرم بن علي الأرحائي الضرير سمع صحيح البخاري ببغداد من أبي الوقت عبد الأول وروى ومات في سلخ جمادى الآخرة سنة 690 وسماعه صحيح
أرحب بالفتح ثم السكون وحاء مهملة مفتوحة وباء موحدة وزن أفعل من قولهم بلد رحب أي واسع وأرض رحبة وهذا أرحب من هذا أي أوسع
وأرحب مخلاف باليمن سمي بقبيلة كبيرة من همدان واسم أرحب مرة بن دعام ابن مالك بن معاوية بن صعب بن دومان بن بكيل ابن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان وإليه تنسب الإبل الأرحبية وقيل أرحب بلد على ساحل البحر بينه وبين ظفار نحو عشرة فراسخ
الأرحضية بالضاد المعجمة وياء مشددة موضع قرب أبلى وبئر معونة بين مكة والمدينة

الأرخ بفتح أوله وثانيه والخاء معجمة قرية في أجإ أحد جبلي طيىء لبني رهم
أرخس بضم أوله وثانيه وسكون الخاء المعجمة وسين مهملة قرية من ناحية شاوذار من نواحي سمرقند عند الجبال بينها وبين سمرقند أربعة فراسخ ينسب إليها العباس بن عبد الله الأرخسي ويقال الرخسي
أرخمان بالفتح ثم السكون وضم الخاء المعجمة وميم وألف ونون بليدة من نواحي فارس من كورة إصطخر
أرد بالضم ثم السكون ودال مهملة كورة بفارس قصبتها تيمارستان
أرد بالفتح ثم السكون ودال مهملة من قرى فوشنج
أردبيل بالفتح ثم السكون وفتح الدال وكسر الباء وياء ساكنة ولام من أشهر مدن أذربيجان وكانت قبل الإسلام قصبة الناحية طولها ثمانون درجة وعرضها ست وثلاثون درجة وثلاث وثلاثون دقيقة طالعها السماك بيت حياتها أول درجة من الحمل تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل عاقبتها مثلها من الميزان وهي في الإقليم الرابع وقال أبو عون في زيجه طولها ثلاث وسبعون درجة ونصف وعرضها ثمان وثلاثون درجة وهي مدينة كبيرة جدا رأيتها في سنة سبع عشرة وستمائة فوجدتها في فضاء من الأرض فسيح يتسرب في ظاهرها وباطنها عدة أنهار كثيرة المياه ومع ذلك فليس فيها شجرة واحدة من شجر جميع الفواكه لا في ظاهرها ولا في باطنها ولا في جميع الفضاء الذي هي فيه وإذا زرع أو غرس فيها شيء من ذلك لا يفلح هذا مع صحة هوائها وعذوبة مائها وجودة أرضها وهو من أعجب ما رأيته فإنه خفي السبب وإنما تجلب إليها الفواكه من وراء الجبل من كل ناحية مسيرة يوم وأكثر وأقل وبينها وبين بحر الخزر مسيرة يومين بينهما غيضة أشبة إذا دهمهم أمر التجأوا إليها فتمنعهم وتعصمهم ممن يريد أذاهم فهي معقلهم ومنها يقطعون الخشب الذي يصنعون منه قصاع الخلنج والصواني وفي المدينة صناع كثيرة برسم إصلاحه وعمله وليس المجلوب منه من هذا البلد بالجيد فإنه لا توجد منه قط قطعة خالية من عيب مصلحة وقد حضرت عند صناعه والتمست منهم قطعة خالية من العيب فعرفوني أن ذلك معدوم إنما الفاضل من هذا المجلوب من الري فإني حضرت عند صناعه أيضا فوجدت السليم كثيرا ثم نزل عليها التتر وأبادوهم بعد انفصالي عنها وجرت بينهم وبين أهلها حروب ومانعوا عن أنفسهم أحسن ممانعة حتى صرفوهم عنهم مرتين ثم عادوا إليهم في الثالثة فضعفوا عنهم فغلبوا أهلها عليها وفتحوها عنوة وأوقعوا بالمسلمين وقتلوهم ولم يتركوا منهم أحدا وقعت عينهم عليه ولم ينج منهم إلا من أخفى نفسه عنهم وخربوها خرابا فاحشا ثم انصرفوا عنها وهي على صورة قبيحة من الخراب وقلة الأهل والآن عادت إلى حالتها الأولى وأحسن منها وهي في يد التتر قيل إن أول من أنشأها فيروز الملك وسماها باذان فيروز وقال أبو سعد لعلها منسوبة إلى أردبيل بن أرميني بن لنطي بن يونان ورطلها كبير وزنه ألف درهم وأربعون درهما وبينها وبين سراو يومان وبينها وبين تبريز سبعة أيام وبينها

وبين خلخال يومان ينسب إليها خلق كثير من أهل العلم في كل فن
أردستان بالفتح ثم السكون وكسر الدال المهملة وسكون السين المهملة وتاء مثناة من فوقها وألف ونون قال الإصطخري أردستان مدينة بين قاشان وأصبهان بينها وبين أصبهان ثمانية عشر فرسخا وهي على فرسخين من أزوارة وهي على طرف مفازة كركسكوه وبناؤها آزاج ولها دور وبساتين نزهات كبار وهي مدينة عليها سور ولها حصن في كل محلة وفي وسط حصن منها بيت نار يقال إن أنوشروان ولد بها وبها أبنية من بناء أنوشروان بن قباذ وأهلها كلهم أصحاب الرأي ولهم رساتيق كثيرة كبار وترفع منها الثياب الحسنة تحمل إلى الآفاق وينسب إليها طائفة كثيرة من أهل العلم في كل فن منهم القاضي أبو طاهر زيد بن عبد الوهاب بن محمد الأردستاني الأديب الشاعر قدم نيسابور وسمع من أصحاب الأصم روى عنه عبد الغافر الفارسي وذكره في صلة تاريخ نيسابور
وأبو جعفر محمد بن إبراهيم بن داود ابن سليمان الأردستاني الأديب حدث عن محمد ابن عبيد النهرديري وغيره وكتب عنه أحمد بن محمد الجراد بأصبهان ومات في ذي القعدة سنة 514
وأبو محمد عبد الله بن يوسف بن أحمد بن بابويه الأردستاني نزيل نيسابور توفي سنة 904
أردشاط في كتاب الفتوح وسار حبيب بن مسلمة من أرجيش فأتى أردشاط وهي قرية القرمز فأجاز نهر الأكراد ونزل مرج دبيل
أردشيرخره بالفتح ثم السكون وفتح الدال المهملة وكسر الشين المعجمة وياء ساكنة وراء وخاء معجمة مضمومة وراء مفتوحة مشددة وهاء وهو اسم مركب معناه بهاء أردشير وأردشير ملك من ملوك الفرس وهي من أجل كور فارس ومنها مدينة شيراز وجور وخبر وميمند والصيمكان والبرجان والخوار وسيراف وكام فيروز وكازرون وغير ذلك من أعيان مدن فارس قال البشاري أردشير خره كورة قديمة رسمها نمرود بن كنعان ثم عمرها بعده سيراف بن فارس وأكثرها ممتد على البحر شديدة الحر كثيرة الثمار قصبتها سيراف
ومن مدنها جور وميمند ونائن والصيمكان وخبر وخوزستان والغندجان وكران وشميران وزيرباذ ونجيرم وقال الاصطخري أردشير خره تلي كورة اصطخر في العظم ومدينتها جور وتدخل في هذه الكورة كورة فناخره وبأردشير خره مدن هي أكبر من جور مثل شيراز وسيراف وإنما كانت جور مدينة أردشير خره لأن جور مدينة بناها أردشير وكانت دار مملكته وشيراز وإن كانت قصبة فارس وبها الدواوين ودار الإمارة فإنها مدينة محدثة بنيت في الإسلام
أردمشت بضم الدال المهملة والميم وسكون الشين المعجمة وتاء فوقها نقطتان اسم قلعة حصينة قرب جزيرة ابن عمر في شرقي دجلة الموصل على جبل الجودي
وهو الآن لصاحب الموصل وتحتها دير الزعفران وهي قلعة أيضا وكان أهل أردمشت قد عصوا على المعتضد بالله وتحصنوا بها حتى قصدها بنفسه ونزل عليها فسلمها أهلها إليه فخر بها وعاد راجعا
وهي التي تعرف الآن بكواشي وليس لها كبير رستاق إنما لها ثلاث ضياع فيقال إن المعتضد لما افتتحها بعد أن أعيت أصحابه وشاهد قلة دخلها أمر بخرابها وأنشد فيها

إن أبا الوبر لصعب المقتنص وهو إذا حصل ريح في قفص ثم أعاد بناءها بعد أن خربها المعتضد ناصر الدولة أبو تغلب أحمد بن حمدان وهي في عصرنا عامرة في مملكة صاحب الموصل وهو بدر الدين لولو مملوك نور الدين أرسلان شاه بن مسعود عز الدين بن قطب الدين بن زنكي
الأردن بالضم ثم السكون وضم الدال المهملة وتشديد النون قال أبو علي وحكم الهمزة إذا لحقت بنات الثلاثة من العربي أن تكون زائدة حتى تقوم دلالة تخرجها عن ذلك وكذلك الهمزة في أسكفة والأسرب والأردن اسم البلد وإن كن معربات قال أبو دهلب أحد بني ربيعة ابن قريع بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم حنت قلوصي أمس بالأردن حني فما ظلمت أن تحني حنت بأعلى صوتها المرن
في خرعب أجش مستجن فيه كتهزيم نواحي الشن قال أبو علي وإن شئت جعلت الأردن مثل الأبلم وجعلت التثقيل فيه من باب سبسب حتى إنك تجري الوصل مجرى الوقف ويقوي هذا إنه يكثر مجيئه في القافية غير مشدد نحو قول عدي بن الرقاع العاملي لولا الإله وأهل الأردن اقتسمت نار الجماعة يوم المرج نيرانا قالوا والأردن في لغة العرب النعاس قال أباق الزبيري وقد علتني نعسة الأردن وموهب مبر بها مصن هكذا يقول اللغويون إن الأردن النعاس ويستشهدون بهذا الرجز والظاهر أن الأردن الشدة والغلبة فإنه لا معنى لقوله ولا علتني نعسة الأردن قال ابن السكيت ولم يسمع منه فعل قال ومنه سمي الأردن اسم كورة وأهل السير يقولون أن الأردن وفلسطين ابنا سام بن ارم بن سام بن نوح عليه السلام وهي أحد أجناد الشام الخمسة وهي كورة واسعة منها الغور وطبرية وصور وعكا وما بين ذلك قال أحمد بن الطيب السرخسي الفيلسوف هما أردنان أردن الكبير وأردن الصغير فأما الكبير فهو نهر يصب إلى بحيرة طبرية بينه وبين طبرية لمن عبر البحيرة في زورق اثنا عشر ميلا تجتمع فيه المياه من جبال وعيون فتجري في هذا النهر فتسقي أكثر ضياع جند الأردن مما يلي ساحل الشام وطريق صور ثم تنصب تلك المياه إلى البحيرة التي عند طبرية وطبرية على طرف جبل يشرف على هذه البحيرة فهذا النهر أعني الأردن الكبير بينه وبين طبرية البحيرة وأما الأردن الصغير فهو نهر يأخذ من بحيرة طبرية ويمر نحو الجنوب في وسط الغور فيسقي ضياع الغور وأكثر مستغلتهم السكر ومنها يحمل إلى سائر بلاد الشرق وعليه قرى كثيرة منها بيسان وقراوا وأريحا والعوجاء وغير ذلك وعلى هذا النهر قرب طبرية قنطرة عظيمة ذات طاقات كثيرة تزيد على العشرين ويجتمع هذا النهر ونهر اليرموك فيصيران نهرا واحدا فيسقي ضياع الغور وضياع

البثنية ثم يمر حتى يصب في البحيرة المنتنة في طرف الغور الغربي
وللأردن عدة كور منها كورة طبرية وكورة بيسان وكورة بيت رأس وكورة جدر وكورة صفورية وكورة صور وكورة عكا وغير ذلك مما ذكر في مواضعه
وللأردن ذكر كثير في كتب الفتوح ونذكر ههنا ما لا بد منه قالوا افتتح شرحبيل بن حسنة الأردن عنوة ما خلا طبرية فإن أهلها صالحوه على أنصاف منازلهم وكنائسهم وكان فتحه طبرية بعد أن حاصر أهلها أياما فآمنهم على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم إلا ما جلوا عنه وخلوه واستثنى لمسجد المسلمين موضعا ثم إنهم نقضوا في خلافة عمر رضي الله عنه أيضا واجتمع إليهم قوم من سواد الروم وغيرهم فسير إليهم أبو عبيدة عمرو بن العاص في أربعة آلاف ففتحها على مثل صلح شرحبيل وكذلك جميع مدن الأردن وحصونها على هذا الصلح فتحا يسيرا بغير قتال ففتح بيسان وأفيق وجرش وبيت رأس وقدس والجولان وعكا وصور وصفورية وغلب على سواد الأردن وجميع أرضها إلا أنه لما انتهى إلى سواحل الروم كثرت الروم فكتب إلى أبي عبيدة يستمده فوجه إليه أبو عبيدة يزيد بن أبي سفيان وعلى مقدمته معاوية أخوه ففتح يزيد وعمرو سواحل الروم فكتب أبو عبيدة إلى عمر رضي الله عنه بفتحها لهما وكان لمعاوية في ذلك بلاء حسن وأثر جميل ولم تزل الصناعة من الأردن بعكا إلى أن نقلها هشام بن عبد الملك إلى صور وبقيت على ذلك إلى صدر مديد من أيام بني العباس حتى اختلف باختلاف المتغلبين على الثغور الشامية وقال المتنبي يمدح بدر بن عمار وكان قد ولي ثغور الأردن والساحل من قبل أبي بكر محمد بن رائق تهنا بصور أم نهنئها بكا وقل الذي صور وأنت له لكا وما صغر الأردن والساحل الذي حبيت به إلا إلى جنب قدركا تحاسدت البلدان حتى لو أنها نفوس لسار الشرق والغرب نحوكا وأصبح مصر لا تكون أميره ولو أنه ذو مقلة وفم بكى وحدث اليزيدي قال خرجنا مع المأمون في خرجته إلى بلاد الروم فرأيت جارية عربية في هودج فلما رأتني قالت يا يزيدي أنشدني شعرا قلته حتى أصنع فيه لحنا فأنشدت ماذا بقلبي من دوام الخفق إذا رأيت لمعان البرق من قبل الأردن أو دمشق لأن من أهوى بذاك الأفق ذاك الذي يملك مني رقي ولست أبغي ما حييت عتقي قال فتنفست تنفسا ظننت أن ضلوعها قد تقصفت منه فقلت هذا والله تنفس عاشق فقالت اسكت ويلك أنا أعشق والله لقد نظرت نظرة مريبة فادعاها من أهل المجلس عشرون رئيسا ظريفا وقد نسبت العرب إلى الأردن حسان بن مالك بن يجدل ابن أنيف بن دلجة بن قنافة بن عدي بن زهير بن حارثة بن جناب بن هبل الكلبي لأنه كان واليا عليها وعلى فلسطين وبه مهد لمروان بن الحكم أمره وهزم الزبيرية وقتل الضحاك بن قيس الفهري

في يوم مرج راهط وكانت ابنته ميسون بنت حسان أم يزيد بن معاوية وإياه عنى عدي بن الرقاع بقوله لولا الإله وأهل الأردن اقتسمت نار الجماعة يوم المرج نيرانا وإياه عنى كثير بقول إذا قيل خيل الله يوما ألا اركبي رضيت بكف الأردني انسحالها ونسب إلى الأردن جماعة من العلماء وافرة منهم الوليد بن مسلمة الأردني حدث عن يزيد بن حسان ومسلمة بن عدي حدث عنه العباس بن الفضل الدمشقي ومحمد بن هرون الرازي وعبد الله بن نعيم الأردني روى عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب روى عنه يحيى بن عبد العزيز الأردني وأبو سلمة الحكم بن عبد الله بن خطاف الأردني والعباس بن محمد الأردني المرادي روى عن مالك ابن أنس وخليد بن دعلج ذكره ابن أبي حاتم في كتابه وعبادة بن نسي الأردني ومحمد بن سعيد المصلوب الأردني مشهور وله عدة ألقاب يدلس بها وعلي بن إسحاق الأردني حدث عن محمد بن يزيد المستملي حدث أبو عبد الله بن مندة في ترجمة خشب من معرفة الصحابة عن محمد بن يعقوب المقري عنه ونعيم بن سلامة السبائي وقيل الشيباني وقيل الغساني وقيل الحميري مولاهم الأردني سمع ابن عمر وسأله وروى عن رجل من الصحابة من بني سليم وكان على خاتم سليمان بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز وروى عنه أبو عبيد صاحب سليمان بن عبد الملك ورجاء بن حياة والأوزاعي وعطاء الخراساني ومحمد بن يحيى بن حبان وعتبة بن حكيم أبو العباس الهمداني الأردني ثم الطبراني سمع مكحولا وسليمان بن موسى وعطاء الخراساني وعباس بن نسي وقتادة بن دعامة وعبد الرحمن بن أبي ليلى وابنه عيسى بن عبد الرحمن وابن جريج وغيرهم روى عنه يحيى بن حمزة الدمشقي ومسلمة بن علي ومحمد بن شعيب بن شابور وإسماعيل بن عباس وبقية بن الوليد وعبد الله بن المبارك وعبد الله ابن لهيعة وغيرهم وقال ابن معين هو ثقة وكذلك أبو زرعة الدمشقي
ومات بصور سنة 741
أردوال بالفتح ثم السكون وضم الدال المهملة وواو وألف ولام بليدة صغيرة بين واسط والجبل وبلاد خوزستان وفيها مزارع كثيرة وخيرات وقد يقال أردوان بالنون
أردهن بالفتح ثم السكون وفتح الدال المهملة وهاء ونون قلعة حصينة من أعمال الري ثم من ناحية دنباوند بين دنباوند وطبرستان بينها وبين الري مسيرة ثلاثة أيام
أرز بالفتح ثم السكون وزاي بليدة من أول جبال طبرستان من ناحية الديلم وبها قلعة حصينة قال أبو سعد منصور بن الحسين الآبي في تاريخه الأرز قلعة بطبرستان لا يوصف في الأرض حصن يشبهها أو يقاربها حصانة وامتناعا وانفساحا واتساعا وبها بساتين وارحية دائرة وماء يزيد على الحاجة ينصب الفضل منه إلى أدوية
أرزكان بالفتح ثم السكون وفتح الزاي وكاف وألف ونون من قرى فارس على ساحل البحر فيما أحسب ينسب إليها أبو عبد الرحمن عبد الله بن جعفر بن أبي جعفر الأرزكاني سمع يعقوب بن

سفيان وشاذان والزياداباذي وكان من الثقات الزهاد مات سنة 413
أرزنان بالفتح ثم السكون وضم الزاي ونون وألف ونون أخرى من قرى أصبهان قال أبو سعد هكذا سمعت شيخنا أبا سعد أحمد بن محمد الحافظ بأصبهان والمنتسب إليها أبو القاسم الحسن ابن أحمد بن محمد الأرزناني المعلم الأعمى مات سنة 354 وأبو جعفر محمد بن عبد الرحمن بن زياد الأصبهاني الأرزناني الحافظ الثبت توفي سنة 713 وجده سمع بالشام ورأس عين سليمان بن المعافى وبصور أبا ميمون محمد بن أبي نصر وبمصر يحيى بن عثمان بن صالح وبكر بن صالح الدمياطي وبأصبهان أحمد بن مهران بن خالد وبالري الحسن بن علي ابن زياد السري وبخوزستان عبد الوارث بن إبراهيم وبمكة علي بن عبد العزيز وبالعراق هشام بن علي وغيره وبدامغان أبا بكر محمد بن إبراهيم بن أحمد ابن ناصح وبطرسوس أبا الدرداء عبد الله بن محمد ابن الأشعث
وروى عنه أبو الشيخ عبد الله بن محمد ابن جعفر وأبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران المقري وجماعة كثيرة وكان موصوفا بالعلم والثقة والإتقان والزهد والورع رحمه الله تعالى
أرزنجان بالفتح ثم السكون وفتح الزاي وسكون النون وجيم وألف ونون وأهلها يقولون أرزنكان بالكاف وهي بلدة طيبة مشهورة نزهة كثيرة الخيرات والأهل من بلاد إرمينية بين بلاد الروم وخلاط قريبة من أرزن الروم وغالب أهلها أرمن وفيها مسلمون وهم أعيان أهلها وشرب الخمر والفسق بها ظاهر شائع ولا أعرف أحدا نسب إليها
أرزنقاباذ بالفتح ثم السكون وفتح الزاي وسكون النون وقاف وبين الألفين باء موحدة وذال معجمة في آخره من قرى مرو الشاهجان
أرزن بالفتح ثم السكون وفتح الزاي ونون قال أبو علي وأما أرزن وأورم فلا تكون الهمزة فيهما إلا زائدة في قياس العربية ويجوز في إعرابهما ضربان أحدهما أن يجرد الفعل من الفاعل فيعرب ولا يصرف والآخر أن يبقى فيهما ضمير الفاعل فيحكى وهي مدينة مشهورة قرب خلاط ولها قلعة حصينة وكانت من أعمر نواحي إرمينية وأما الآن فبلغني أن الخراب ظاهر فيها وقد نسب إليها قوم من أهل العلم منهم أبو غسان عياش ابن إبراهيم الأرزني حدث عن الهيثم بن عدي وغيره ويحيى بن محمد الأرزني الأديب صاحب الخط المليح والضبط الصحيح والشعر الفصيح وله مقدمة في النحو وهو الذي ذكره ابن الحجاج في شعره فقال مثبتة في دفتري بخط يحيى الأرزني وقد فتحت على يد عياض بن غنم بعد فراغه من الجزيرة سنة عشرين صلحا على مثل صلح الرها وطولها ست وثلاثون درجة وعرضها أربع وثلاثون درجة وربع
وأرزن الروم بلدة أخرى من بلاد إرمينية أيضا أهلها أرمن وهي الآن أكبر وأعظم من الأولى ولها سلطان مستقل بها مقيم فيها وولاية ونواح واسعة كثيرة الخيرات وإحسان صاحبها إلى رعيته بالعدل فيهم ظاهر إلا أن الفسق وشرب الخمور وارتكاب المحظور فيها شائع لا

ينكره منكر ولا يستوحش منه مبصر
و أرزن أيضا موضع بأرض فارس قرب شيراز ينبت فيما ذكر لي هذه العصي التي تعمل نصبا للدبابيس والمقارع هو نزه أشب بالشجر خرج إليه عضد الدولة للتنزه والصيد وفي صحبته أبو الطيب المتنبي فقال عند ذلك يصفه سقيا لدشت الأرزن الطوال بين المروج الفيح والأغيال فأدخل عليه الألف واللام ولا يجوز دخولهما على اللواتي قبل
وقد عد قوم الأرزن الأولى من أطراف ديار بكر مما يلي الروم وقوم يعدونها من نواحي الجزيرة قال أبو فراس الحارث بن حمدان يمدح سيف الدولة ونازل منه الديلمي بأرزن لجوج إذا ناوى مطول مغاور والصحيح أنها من إرمينية وقال ابن الفقيه بين نصيبين وأرزن ذات اليمين للمغرب سبعة وثلاثون فرسخا
أرزونا من قرى دمشق خرج منها أحمد بن يحيى بن أحمد بن زيد بن الحكم الحجوري الأرزوني حكى عن أهل بيته حكاية حكى عنه ابنه أبو بكر محمد قاله الحافظ أبو القاسم
أرسابند بالفتح ثم السكون وسين مهملة وألف وباء موحدة مفتوحة ونون ساكنة ودال مهملة قرية بينها وبين مرو فرسخان خرج منها طائفة من أئمة العلماء منهم محمد بن عمران الأرسابندي وأبو الفضل محمد بن الفضل الأرسابندي والقاضي محمد بن الحسين الأرسابندي الحنفي قاضي مرو وكان من أجلاء الرجال ملكا في صورة عالم
أرس بالفتح ثم الضم والسين المهملة مشددة موضع في قول مطير بن الأشيم تطاول ليلي بالأرس فلم أنم كأني أسوم العين نوما محرما تذكر ذكري لابن عم رزئته كأني أراني بعده عشت أجذما فإن تك بالدهنا صرمت إقامة فبالله ما كنا مللناك علقما أرسناس بالفتح ثم السكون وفتح السين المهملة ونون وألف وسين أخرى اسم نهر في بلاد الروم يوصف ببرودة مائه عبره سيف الدولة ليغزو فقال المتنبي يمدح سيف الدولة ويصف خيله حتى عبرن بأرسناس سوابحا ينشرن فيه عمائم الفرسان يقمصن في مثل المدى من بارد يذر الفحول وهن كالخصيان والماء بين عجاجتين مخلص تتفرقان به وتلتقيان أرسوف بالفتح ثم السكون وضم السين المهملة وسكون الواو وفاء مدينة على ساحل بحر الشام بين قيسارية ويافا كان بها خلق من المرابطين منهم أبو يحيى زكرياء بن نافع الأرسوفي وغيره وهي في الإقليم الثالث طولها ست وخمسون درجة وخمسون دقيقة وعرضها اثنتان وثلاثون درجة ونصف وربع ولم تزل بأيدي المسلمين إلى أن فتحها كندفرى صاحب القدس في سنة 494 وهي

في أيديهم إلى الآن
أرشذونة بالضم ثم السكون وضم الشين المعجمة والذال المعجمة وواو ساكنة ونون وهاء مدينة بالأندلس معدودة في أعمال رية قبلي قرطبة بينها وبين قرطبة عشرون فرسخا
أرشق بالفتح ثم السكون وفتح الشين المعجمة وقاف جبل بأرض موقان من نواحي أذربيجان عند البذ مدينة بابك الخرمي قال أبو تمام يمدح أبا سعيد محمد بن يوسف الثغري فتى هز القنا فحوى سناء بها لا بالأحاظي والجدود إذا سفك الحياء الروع يوما وقى دم وجهه بدم الوريد قضى من سندبايا كل نحب وأرشق والسيوف من الشهود وأرسلها إلى موقان رهوا تثير النقع أكدر بالكديد أرض عاتكة خارج باب الجابية من دمشق منسوبة إلى عاتكة بنت يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب أم البنين وهي زوجة عبد الملك بن مروان وأم يزيد بن عبد الملك وكان لعاتكة بهذه الأرض قصر وبها مات عبد الملك بن مروان
قال ابن حبيب كانت عاتكة بنت يزيد بن معاوية تضع خمارها بين يدي اثني عشر خليفة كلهم لها محرم أبوها يزيد بن معاوية وأخوها معاوية بن يزيد وجدها معاوية بن أبي سفيان وزوجها عبد الملك بن مروان وأبو زوجها مروان بن الحكم وابنها يزيد بن عبد الملك وبنو زوجها الوليد وسليمان وهشام وابن ابنها الوليد بن يزيد وابن ابن زوجها يزيد بن الوليد بن عبد الملك وإبراهيم بن الوليد المخلوع وهو ابن ابن زوجها أيضا وعاشت إلى أن أدركت مقتل ابن ابنها الوليد بن يزيد
أرض نوح الأرض معروفة ونوح اسم النبي نوح عليه السلام من قرى البحرين
أرضيط بالفتح ثم السكون والضاد معجمة مكسورة وياء ساكنة وطاء كذا وجدته بخط الأندلسيين وأنا من الضاد في ريب لأنها ليست في لغة غير العرب وهي من قرى مالقة ولد بها أبو الحسن سليمان بن محمد بن الطراوة السبائي النحوي المالقي الأرضيطي شيخ الأندلسيين في زمانه
أرطاة واحدة الأرطى وهو شجر من شجر الرمل وهو فعلى تقول أديم مأروط إذا دبغ به وألفه للإلحاق لا للتأنيث لأن الواحدة أرطاة وقيل هو أفعل لقولهم أديم مرطي فإن جعلت ألفه أصلية نونته في المعرفة والنكرة جميعا وإن جعلتها للإلحاق نونته في النكرة دون المعرفة وهو ماء للضباب يصدر في دارة الخنزرين قال أبو زيد تخرج من الحمى حمى ضرية فتسير ثلاثة ليال مستقبلا مهب الجنوب من خارج الحمى ثم ترد مياه الضباب فمن مياههم الأرطاة
أرطة الليث حصن من أعمال رية بالأندلس
أرعب بالفتح ثم السكون وعين مهملة والباء موحدة موضع في قول الشاعر أتعرف أطلالا بميسرة اللوى إلى أرعب قد خالفتك به الصبا

فأهلا وسهلا بالتي حل حبها فؤادي وحلت دار شحط من النوى أرعنز بالفتح ثم السكون وفتح العين المهملة ونون ساكنة وزاي أظنه موضعا بديار بكر ينسب إليه أحمد بن أحمد بن أحمد أبو العباس أحد طلاب الحديث سمع ببغداد مع أبي الحسن علي بن أحمد العلوي الزيدي صاحب وقف الكتب بدار دينار ببغداد من جماعة وافرة وخرج من بغداد وغاب خبره
أرغيان بالفتح ثم السكون وكسر الغين المعجمة وياء وألف ونون كورة من نواحي نيسابور قيل إنها تشتمل على إحدى وسبعين قرية قصبتها الراونير ينسب إليها جماعة من أهل العلم والأدب منهم الحاكم أبو الفتح سهل بن أحمد بن علي الأرغياني توفي في مستهل المحرم سنة 994 وغيره
أرفاد بالفتح ثم السكون وفاء وألف ودال مهملة كأنه جمع رفد قرية كبيرة من نواحي حلب ثم من نواحي عزاز ينسب إليها قوم منهم في عصرنا أبو الحسن علي بن الحسن الأرفادي أحد فقهاء الشيعة في زعمه مقيم بمصر
الأرفغ بالفتح ثم السكون وفتح الفاء والغين معجمة موضع عن ابن دريد
الأرفود بالفتح ثم السكون وضم الفاء وسكون الواو ودال مهملة من قرى كرمينية من أعمال سمرقند على طريق بخارى ينسب إليها أبو أحمد محمد بن محفوظ الأرفودي توفي قرابة سنة 083
ارقانيا هو اسم لبحر الخزر وله أسماء غير ذلك ذكرت في بحر الخزر وأرسطاطاليس يسميه ارقانيا كذا قال أبو الريحان
أرقنين بالفتح ثم السكون وفتح القاف وكسر النون وياء ساكنة ونون بلد بالروم غزاه سيف الدولة بن حمدان وذكره أبو فراس فقال إلى أن وردنا أرقنين نسوقها وقد نكلت أعقابنا والمخاصر ورواه بعضهم بالفاء والأول أكثر
أركان جمع ركن ماء بأجإ أحد جبلي طيىء لبني سنبس
أرك بالفتح ثم السكون وكاف اسم لأبنية عظيمة بزرنج مدينة سجستان بين باب كركويه وباب نيشك وكانت خزانة بناها عمرو بن الليث ثم صارت دار الإمارة والقلعة وهي الآن تسمى بهذا الاسم
أرك بضم أوله وثانيه وكاف جبل وقيل أرك اسم مدينة سلمى أحد جبلي طيىء
وقيل جبل لغطفان ويوم ذي أرك من أيام العرب وهو واد من أودية العلاة بأرض اليمامة
أرك بفتحتين وضم ابن دريد همزته مدينة صغيرة في طرف برية حلب قرب تدمر وهي ذات نخل وزيتون وهي من فتوح خالد بن الوليد في اجتيازه من العراق إلى الشام و أرك أيضا طريق في قفا حضن جبل بين نجد والحجاز
أركو بالفتح ثم السكون وكاف وواو بلفظ مضارع ركوت الشيء أركوه إذا أصلحته قرية بإفريقية بينها وبين قصر الإفريقي مرحلة

أركون بالفتح ثم السكون وضم الكاف وواو ساكنة ونون حصن منيع بالأندلس من أعمال شنتمرية بيد المسلمين إلى الآن فيما بلغني
أرل بضمتين ولام قال أبو عبيدة أرل جبل بأرض غطفان بينها وبين عذرة وأنشد للنابغة الذبياني وهبت الريح من تلقاء ذي أرل تزجي مع الصبح من صرادها صرما وقال نصر أرل من بلاد فزارة بين الغوطة وجبل صبح على مهب الشمال من حرة ليلى قال وذو أرل مصنع في ديار طيىء يجمل ماء المطر وعنده الشريفات والغرفات هي أيضا مصانع وقال غيره والراء بعدها لام لم تجتمعا في كلمة واحدة إلا في أربع كلمات وهي أرل وورل وغرلة وأرض جرلة فيها حجارة وغلظ ورواه بعضهم أرل بفتحتين
أرماث كأنه جمع رمث اسم نبت بالبادية آخره ثاء مثلثة
كان أول يوم من أيام القادسية يسمونه يوم أرماث وذلك في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وإمارة سعد بن أبي وقاص ولا أدري أهو موضع أم أرادوا النبت المذكور قال عمرو بن شاس الأسدي تذكرت إخوان الصفاء تيمموا فوارس سعد واستبد بهم جهلا ودارت رحى الملحاء فيها عليهم فعادوا خيالا لم يطيقوا لها ثقلا عشية أرماث ونحن نذودهم ذياد الهوافي عن مشاربها عكلا وقال عاصم بن عمرو التميمي حمينا يوم أرماث حمانا وبعض القوم أولى بالجمال أرمام اسم جبل في ديار باهلة بن أعصر وقيل أرمام واد يصب في الثلبوت من ديار بني أسد وقيل أرمام واد بين الحاجر وفيد
ويوم أرمام من أيام العرب قال الراعي تبصر خليلي هل ترى من ظعائن تجاوزن ملحوبا فقلن متالعا جواعل أرمام شمالا وتارة يمينا فقطعن الوهاد الدوافعا وفي كتاب متعة الأديب أرمام موضع وراء فيد بين الحاجر وفيد وهو واد وقال نصر أزمام بالزاي المعجمة واد بين فيد والمدينة على طريق الجادة بينه وبين فيد دون أربعين ميلا
أرمائيل ذكر في أرمئيل لأنه لغة فيه
أرم خاست بضم أوله وفتح ثانيه ورواه بعضهم بسكون ثانيه وخاست بالخاء المعجمة وسين مهملة ساكنة يلتقي معها ساكنان والتاء فوقها نقطتان أرم خاست الأعلى وأرم خاست الأسفل كورتان بطبرستان وقال أبو سعد أبو الفتح خسرو بن حمزة ابن وندرين بن أبي جعفر الأرمي القزويني سكن أرم بلدة عند سارية مازندران له معرفة بالأدب
إرم بالكسر ثم الفتح والإرم في أصل اللغة حجارة تنصب في المفازة علما والجمع آرام وأروم مثل ضلع وأضلاع وضلوع وهو اسم علم لجبل من جبال حسمى من ديار جذام

بين أيلة وتيه بني إسرائيل وهو جبل عال عظيم العلو يزعم أهل البادية أن فيه كروما وصنوبرا
وكان النبي صلى الله عليه و سلم قد كتب لبني جعال بن ربيعة بن زيد الجذامين أن لهم إرما لا يحلها أحد عليهم لغلبهم عليها ولا يحاقهم فمن حاقهم فلا حق له وحقهم حق
إرم ذات العماد وهي إرم عاد يضاف ولا يضاف أعني في قوله عز و جل ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد
فمن أضاف لم يصرف إرم لأنه يجعله اسم أمهم أو اسم بلدة ومن لم يضف جعل إرم اسمه ولم يصرفه لأنه جعل عادا اسم أبيهم
وإرم اسم القبيلة وجعله بدلا منه
وقال بعضهم إرم لا ينصرف للتعريف والتأنيث لأنه اسم قبيلة فعلى هذا يكون التقدير إرم صاحب ذات العماد لأن ذات العماد مدينة
وقيل ذات العماد وصف كما تقول المدينة ذات الملك
وقيل إرم مدينة فعلى هذا يكون التقدير بعاد صاحب إرم
ويقرأ بعاد إرم ذات العماد الجر على الإضافة فهذا إعرابها
ثم اختلف فيها من جعلها مدينة فمنهم من قال هي أرض كانت واندرست فهي لا تعرف
ومنهم من قال هي الاسكندرية وأكثرهم يقولون هي دمشق وكذلك قال شبيب بن يزيد بن النعمان بن بشير لولا التي علقتني من علائقها لم تمس لي إرم دارا ولا وطنا قالوا أراد دمشق وإياها أراد البحتري بقوله إليك رحلنا العيس من أرض بابل نجوز بها سمت الدبور ونهتدي فكم جزعت من وهدة بعد وهدة وكم قطعت من فدفد بعد فدفد طلبنك من أم العراق نوازعا بنا وقصور الشام منك بمرصد إلى إرم ذات العماد وإنها لموضع قصدي موجفا وتعمدي وحكى الزمخشري أن إرم بلد منه الإسكندرية
وروى آخرون أن إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد باليمن بين حضرموت وصنعاء من بناء شداد بن عاد ورووا أن شداد بن عاد كان جبارا ولما سمع بالجنة وما أعد الله فيها لأوليائه من قصور الذهب والفضة والمساكن التي تجري من تحتها الأنهار والغرف التي من فوقها غرف قال لكبرائه إني متخذ في الأرض مدينة على صفة الجنة فوكل بذلك مائة رجل من وكلائه وقهارمته تحت يد كل رجل منهم ألف من الأعوان وأمرهم أن يطلبوا فضاء فلاة من أرض اليمن ويختاروا أطيبها تربة ومكنهم من الأموال ومثل لهم كيف يعملون وكتب إلى عماله الثلاثة غانم بن علوان والضحاك ابن علوان والوليد بن الريان يأمرهم أن يكتبوا إلى عمالهم في آفاق بلدانهم أن يجمعوا جميع ما في أرضهم من الذهب والفضة والدر والياقوت والمسك والعنبر والزعفران فيوجهوا به إليه
ثم وجه إلى جميع المعادن فاستخرج ما فيها من الذهب والفضة
ثم وجه عماله الثلاثة إلى الغواصين إلى البحار فاستخرجوا الجواهر فجمعوا منها أمثال الجبال وحمل جميع ذلك إلى شداد
ثم وجهوا الحفارين إلى معادن الياقوت والزبرجد وسائر الجواهر فاستخرجوا منها أمرا عظيما
فأمر

بالذهب فضرب أمثال اللبن
ثم بنى بذلك تلك المدينة وأمر بالدر والياقوت والجزع والزبرجد والعقيق ففصص به حيطانها وجعل لها غرفا من فوقها غرف معمد جميع ذلك بأساطين الزبرجد والجزع والياقوت
ثم أجرى تحت المدينة واديا ساقه إليها من تحت الأرض أربعين فرسخا كهيئة القناة العظيمة
ثم أمر فأجري من ذلك الوادي سواق في تلك السكك والشوارع والأزقة تجري بالماء الصافي
وأمر بحافتي ذلك النهر وجميع السواقي فطليت بالذهب الأحمر وجعل حصاه أنواع الجواهر الأحمر والأصفر والأخضر فنصب على حافتي النهر والسواقي أشجارا من الذهب مثمرة
وجعل ثمرها من تلك اليواقيت والجواهر وجعل طول المدينة اثني عشر فرسخا وعرضها مثل ذلك
وصير صورها عاليا مشرفا وبنى فيها ثلاثمائة ألف قصر مفصصا بواطنها وظواهرها بأصناف الجواهر
ثم بنى لنفسه في وسط المدينة على شاطىء ذلك النهر قصرا منيفا عاليا يشرف على تلك القصور كلها
وجعل بابها يشرع إلى الوادي بمكان رحيب واسع
ونصب عليه مصراعين من ذهب مفصصين بأنواع اليواقيت
وأمر باتخاذ بنادق من مسك وزعفران فألقيت في تلك الشوارع والطرقات
وجعل ارتفاع تلك البيوت في جميع المدينة ثلاثمائة ذراع في الهواء
وجعل السور مرتفعا ثلاثمائة ذراع مفصصا خارجه وداخله بأنواع اليواقيت وظرائف الجواهر
ثم بنى خارج سور المدينة أكما يدور ثلاثمائة ألف منظرة بلبن الذهب والفضة عالية مرتفعة في السماء محدقة بسور المدينة لينزلها جنوده ومكث في بنائها خمسمائة عام
وإن الله تعالى أحب أن يتخذ الحجة عليه وعلى جنوده بالرسالة والدعاء إلى التوبة والإنابة فانتجب لرسالته إليه هودا عليه السلام وكان من صميم قومه وأشرافهم
وهو في رواية بعض أهل الأثر هود بن خالد بن الخلود بن العاص بن عمليق بن عاد ابن إرم بن سام بن نوح عليه السلام
وقال أبو المنذر هو هود بن الخلود بن عاد بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام وقيل غير ذلك ولسنا بصدده
ثم إن هودا عليه السلام أتاه فدعاه إلى الله تعالى وأمره بالإيمان والإقرار بربوبية الله عز و جل ووحدانيته فتمادى في الكفر والطغيان وذلك حين تم لملكه سبعمائة سنة
فأنذره هود بالعذاب وحذره وخوفه زوال ملكه فلم يرتدع عما كان عليه ولم يجب هودا إلى ما دعاه إليه
ووافاه الموكلون ببناء المدينة وأخبروه بالفراغ منها
فعزم على الخروج إليها في جنوده فخرج في ثلاثمائة ألف من حرسه وشاكريته ومواليه وسار نحوها وخلف على ملكه بحضرموت وسائر أرض العرب ابنه مرثد بن شداد
وكان مرثد
فيما يقال مؤمنا بهود عليه السلام فلما قرب شداد من المدينة وانتهى إلى مرحلة منها جاءت صيحة من السماء فمات هو وأصحابه أجمعون حتى لم يبق منهم مخبر ومات جميع من كان بالمدينة من الفعلة والصناع والوكلاء والقهارمة وبقيت خلاء لا أنيس بها
وساخت المدينة في الأرض فلم يدخلها بعد ذلك أحد إلا رجل واحد في أيام معاوية يقال له عبد الله بن قلابة فإنه ذكر في قصة طويلة تلخيصها أنه خرج من صنعاء في بغاء إبل له ضلت فأفضى به السير إلى مدينة صفتها كما ذكرنا وأخذ منها شيئا من بنادق المسك والكافور وشيئا من الياقوت
وقصد إلى معاوية بالشام وأخبره

بذلك وأراه الجواهر والبنادق
وكان قد اصفر وغيرته الأزمنة فأرسل معاوية إلى كعب الأحبار وسأله عن ذلك فقال هذه إرم ذات العماد التي ذكرها الله عز و جل في كتابه
بناها شداد ابن عاد وقيل شداد بن عمليق بن عويج بن عامر ابن إرم وقيل في نسبه غير ذلك
ولا سبيل إلى دخولها ولا يدخلها إلا رجل واحد صفته كذا
ووصف صفة عبد الله بن قلابة فقال معاوية يا عبد الله أما أنت فقد أحسنت في نصحنا ولكن ما لا سبيل إليه لا حيلة فيه
وأمر له بجائزة فانصرف
ويقال إنهم وقعوا على حفيرة شداد بحضرموت فإذا بيت في الجبل منقور مائة ذراع في أربعين ذراعا وفي صدره سريران عظيمان من ذهب على أحدهما رجل عظيم الجسم وعند رأسه لوح فيه مكتوب إعتبر يا أيها المغ رور بالعمر المديد أنا شداد بن عاد صاحب الحصن المشيد وأخو القوة والبأ ساء والملك الحشيد كان أهل الأرض طرا لي من خوف وعيدي فأتى هود وكنا في ضلال قبل هود فدعانا لو أجبنا ه إلى الأمر الرشيد فعصيناه ونادى ما لكم هل من محيد فأتتنا صيحة ته وي من الأفق البعيد قلت هذه القصة مما قدمنا البراءة من صحتها وظننا أنها من أخبار القصاص المنمقة وأوضاعها المزوقة
إرم الكلبة بلفظ الأنثى من الكلاب وإرم مثل الذي قبله موضع قريب من النباج بين البصرة والحجاز
والكلبة اسم امرأة ماتت ودفنت هناك فنسب إليها الإرم وهو العلم
ويوم إرم الكلبة من أيام العرب قتل فيه بجير بن عبد الله بن سلمة بن قشير القشيري قتله قعنب الرياحي في هذا المكان قال أبو عبيدة هذا اليوم يعرف بأمكنة قرب بعضها من بعض فإذا لم يستقم الشعر بذكر موضع ذكروا موضعا آخر قريبا منه يقوم به الشعر
أرم بالضم ثم الفتح بوزن جرذ وزفر ويروى بسكون ثانيه بلدة قرب سارية من نواحي طبرستان أهلها شيعة قال الإصطخري وجبال قاذوسيان من بلاد الديلم وهي مملكة رئيسهم يسكن قرية تسمى أرم
وليس بجبال قاذوسيان منبر بينها وبين سارية مرحلة ينسب إليها أبو الفتح خسرو بن حمزة بن وندرين بن أبي جعفر بن الحسين بن المحسن بن قيس بن مسعود بن معن بن الحارث بن ذهل بن شيبان الشيباني المؤدب القزويني
ذكره أبو سعد في التحبير وقال سكن أرم وكان له معرفة بالأدب وقد ذكرناه في أرم خاست وأظن الموضعين واحدا والله أعلم ورأيت في بعض النسخ عن أبي سعد آرم بليدة من سارية مازندران وآرم برات من قرى سواحل بحر آبسكون

أرم بالضم ثم السكون صقع بأذربيجان اجتمع فيه خلق من الأرمن وغيرهم لقتال سعيد بن العاصي لما غزاها فبعث إليهم سعيد جرير بن عبد الله البجلي فهزمهم وصلب زعيمهم
أرم بالتحريك وتشديد الميم قيل موضع عن نصر
أرمناز بلامين بينهما واو مدينة في طرف إفريقية من جهة المغرب قرب طبنة
أرمناز بالفتح ثم السكون وفتح الميم والنون وألف وزاي بليدة قديمة من نواحي حلب بينهما نحو خمسة فراسخ يعمل بها قدور وشربات جيدة حمر طينية
وقال أبو سعد أرمناز من قرى بلدة صور وصور من بلاد ساحل الشام ومن هذه القرية أبو الحسن علي ابن عبد السلام الأرمنازي كان من الفضلاء المشهورين والشعراء وابنه أبو الفرج غيث بن علي كان ممن سمع الحديث الكثير وأنس به وجمع فيه وسمع من أبي الحسن الأرمنازي أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ قال أبو سعد وروى لنا عن ابنه غيث صاحبنا أبو الحسن علي بن الحسن الدمشقي الحافظ قال عبيد الله المستجير به لا شك في أرمناز التي من نواحي حلب فإن لم يكن أبو سعد رحمه الله اغتر بسماع محمد بن بن طاهر من أبي الحسن بصور ولم ينعم النظر وإلا فأرمناز قرية أخرى بصور والله أعلم على أن الحافظ أبا القاسم ذكر في ترجمة علي بن عبد السلام بن محمد بن جعفر الأرمنازي أبي الحسن فقال والد غيث الصوري الكاتب أصله من أرمناز قرية من ناحية إنطاكية بالشام وله شعر مطبوع قال قرأت بخط غيث الصوري سألت والدي عن مولده فقال في جمادى الأولى سنة 936 وتوفي في ثامن شهر ربيع الآخر سنة 874 وقال الحافظ أبو القاسم غيث بن علي بن عبد السلام بن محمد بن جعفر أبو الفرج بن أبي الحسن المعروف بابن الأرمنازي الكاتب خطيب صور قدم دمشق قديما في طلب الحديث فسمع بها أبا الحسن أحمد وأبا أحمد عبيد الله ابني أبي الحديد وأبا نصر بن طلاب وأبا عبد الله ابن الرضا وأبا العباس بن قبيس وأبا إسحاق إبراهيم بن عقيل الكبرى وأبا الحسين الأكفاني ونجا بن أحمد العطار وأبا عبد الله بن أبي الحديد وأبا القاسم بن أبي العلاء سمع بصور أبا بكر الخطيب وأبا الحسن علي ابن عبيد الله الهاشمي ونصر بن إبراهيم المقدسي وسهل ابن بشر الإسفرايني وبتنيس رمضان بن علي وسمع بمصر والاسكندرية وغيرهما من البلاد وسمع الكثير وكتب الكثير بخطه الحسن وجمع تاريخا لصور إلا أنه لم يتمه وكان ثقة ثبتا روى عنه شيخه أبو بكر الخطيب بيتين من شعره وقدم علينا بآخره فأقام عندنا إلى أن مات سمعت منه ومن جملة شعره عجبت وقد حان توديعنا وحادي الركائب في إثرها ونار توقد في أضلعي ودمع تصعد من قعرها فلا النار تطفئها أدمعي ولا الدمع ينشف من حرها وكان مولده في تاسع عشر شعبان سنة 344 وتوفي يوم الأحد الثالث والعشرين من صفر سنة 905 ودفن بالباب الصغير
أرمنت بالفتح والسكون وفتح الميم وسكون

النون وتاء فوقها نقطتان كورة بصعيد مصر بينها وبين قوص في سمت الجنوب مرحلتان ومنها إلى مدينة أسوان مرحلتان
أرمئيل بالفتح ثم السكون وفتح الميم وهمزة مكسورة وياء خالصة ساكنة ولام مدينة كبيرة بين مكران والديبل من أرض السند بينها وبين البحر نصف فرسخ في الإقليم الثاني طولها اثنتان وتسعون درجة وخمس عشرة دقيقة وعرضها من جهة الجنوب خمس وعشرون درجة وست وأربعون دقيقة
إرميم بالكسر ثم السكون وياء ساكنة بين الميمين الأولى مكسورة موضع
أرمية بالضم ثم السكون وياء مفتوحة خفيفة وهاء قال الفارسي أما قولهم في اسم بلدة أرمية فيجوز في قياس العربية تخفيف الياء وتشديدها فمن خففها كانت الهمزة على قوله أصلا وكان حكم الياء أن تكون واوا للإلحاق بيبرين ونحوه إلا أن الكلمة لما لم تجيء على التأنيث كعنصوة أبدلت ياء كما أبدلت في جمع عرقوة إذا قالوا عرق وقال حتى تقضى عرقي الدلي ويجوز في الشعر أن تكون الياء للنسبة وتخفف كما قال ابن الخواري العالي الذكر
ومن شدد الياء احتملت الهمزة وجهين أحدهما أن تكون زائدة إذا جعلتها أفعولة من رميت والآخر أن تكون فعلية إذا جعلتها من أرم وأروم فتكون الهمزة فاء وأما قولهم في اسم الرجل إرميا فلا يكون في قياس العربية إفعلا ولا يتجه فيه ما يتجه في أرمية من كون الياء منقلبة عن الواو ألا ترى أن ما جاء وفيه الألف من المؤنث لا يكون إلا مبنيا عليها وليست مثل الياء التي تبنى مرة على التأنيث ومرة على التذكير
وأرمية اسم مدينة عظيمة قديمة بأذربيجان بينها وبين البحيرة نحو ثلاثة أميال أو ربعة وهي فيما يزعمون مدينة زرادشت نبي المجوس رأيتها في سنة 671 وهي مدينة حسنة كثيرة الخيرات واسعة الفواكه والبساتين صحيحة الهواء كثيرة الماء إلا أنها غير مرعية من جهة السلطان لضعفه وهو أزبك بن البهلوان بن إلدكز وبينها وبين تبريز ثلاثة أيام وبينها وبين إربل سبعة أيام وأما بحيرة أرمية فتذكر إن شاء الله في بحيرة أرمية والنسبة إلى أرمية أرموي وأرمي وينسب إليها جماعة منهم أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن محمد بن الشويخ الأرموي نزل مصر وتوفي بها سنة 460 وأبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي البغدادي سمع أبا الحسين محمد بن علي بن المهتدي القاضي وأحمد بن محمد بن أحمد بن النفور البزار وأبا الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون وأبا القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري وأبا بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وأبا القاسم يوسف بن محمد المهرواني وغيرهم وكان قد تفقه على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي وولي القضاء بمدينة العاقول ومات في رجب سنة 745 ومولده في سنة 954 وكان شافعي المذهب ومظفر بن يوسف الأرموي المؤدب حدث عن أبي القاسم بن الحصين
وأمثاله وابنه يونس كان كاتبا فاضلا من حذاق كتاب الديوان وولي إشراف الديوان ببغداد للناصر لدين الله
إرمينية بكسر أوله ويفتح وسكون ثانيه وكسر الميم وياء ساكنة وكسر النون وياء

خفيفة مفتوحة اسم لصقع عظيم واسع في جهة الشمال والنسبة إليها أرمني على غير قياس بفتح الهمزة وكسر الميم وينشد بعضهم ولو شهدت أم القديد طعاننا بمرعش خيل الأرمني أرنت وحكى إسماعيل بن حماد فتحهما معا قال أبو علي أرمينية إذا أجرينا عليها حكم العربي كان القياس في همزتها أن تكون زائدة وحكمها أن تكسر لتكون مثل إجفيل وإخريط وإطريح ونحو ذلك ثم ألحقت ياء النسبة ثم ألحق بعدها تاء التأنيث وكان القياس في النسبة إليها أرميني إلا أنها لما وافق ما بعد الراء منها ما بعد الحاء في حنيفة حذفت الياء كما حذفت من حنيفة في النسب وأجريت ياء النسبة مجرى تاء التأنيث في حنيفة كما أجرينا مجراها في رومي وروم وسندي وسند أو يكون مثل بدوي ونحوه ما غير في النسب قال أهل السير سميت أرمينية بأرمينا بن لنطا بن أومر بن يافث ابن نوح عليه السلام وكان أول من نزلها وسكنها وقيل هما أرمينيتان الكبرى والصغرى وحدهما من برذعة إلى باب الأبواب ومن الجهة الأخرى إلى بلاد الروم وجبل القبق وصاحب السرير وقيل إرمينية الكبرى خلاط ونواحيها وإرمينية الصغرى تفليس ونواحيها وقيل هي ثلاث أرمينيات وقيل أربع فالأولى بيلقان وقبلة وشروان وما انضم إليها عد منها والثانية جرزان وصغدبيل وباب فيروزقباذ واللكز والثالثة البسفرجان ودبيل وسراج طير وبغروند والنشوى والرابعة وبها قبر صفوان بن المعطل صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو قرب حصن زياد عليه شجرة نابتة لا يعرف أحد من الناس ما هي وله حمل يشبه اللوز يؤكل بقشره وهو طيب جدا فمن الرابعة شمشاط وقاليقلا وأرجيش وباجنيس وكانت كور أران والسيسجان ودبيل والنشوى وسراج طير وبغروند وخلاط وباجنيس في مملكة الروم فافتتحها الفرس وضموها إلى ملك شروان التي فيها صخرة موسى عليه السلام التي بقرب عين الحيوان ووجدت في كتاب الملحمة المنسوب إلى بطليموس طول أرمينية العظمى ثمان وسبعون درجة وعرضها ثمان وثلاثون درجة وعشرون دقيقة داخلة في الإقليم الخامس طالعها تسع عشرة درجة من السرطان يقابلها خمس عشرة درجة من الجدي ووسط سمائها خمس عشرة درجة من الحمل بيت حياتها خمس عشرة درجة من الميزان قال ومدينة أرمينية الصغرى طولها خمس وسبعون درجة وخمسون دقيقة وعرضها خمس وأربعون درجة طالعها عشرون درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان ولها شركة في العواء وفي الدب الأكبر ولها شركة في كوكب هوز وهو كوكب الحكماء وما يولد مولود قط وكان طالعه كوكب هوز إلا وكان حكيما وبه ولد بطليموس وبقراط وأوقليدس وهذه المدينة مقابلة لمدينة الحكماء يدور عليها من كل بنات نعش أربعة أجزاء وهي صحيحة الهواء وكل من سكنها طال عمره بإذن الله تعالى هذا كله من كتاب الملحمة
وفي كتب الفرس أن جرزان وأران كانتا في أيدي الخزر وسائر أرمينية في أيدي الروم يتولاها صاحبها أرميناقس وسمته العرب أرميناق فكانت الخزر تخرج فتغير فربما بلغت الدينور فوجه قباذ بن فيروز الملك قائدا من عظماء

قواده في اثني عشر ألفا فوطىء بلاد أران ففتح ما بين النهر الذي يعرف بالرس إلى شروان ثم أن قباذ لحق به فبنى بأران مدينة البيلقان ومدينة برذعة وهي مدينة الثغر كله ومدينة قبلة ونفى الخزر ثم بنى سد اللبن في ما بين شروان واللان وبنى على سد اللبن ثلاثمائة وستين مدينة خربت بعد بناء باب الأبواب
ثم ملك بعد قباذ ابنه أنو شروان فبنى مدينة الشابران ومدينة مسقط ثم بنى باب الأبواب وإنما سميت أبوابا لأنها بنيت على طرق في الجبل وأسكن ما بنى من هذه المواضع قوما سماهم السياسجين وبنى بأرض أران أبواب شكى والقميران وأبواب الدودانية وهم أمة يزعمون أنهم من بني دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن معد بن عدنان وبنى الدرزوقية وهي اثنا عشر بابا على كل باب منها قصر من حجارة وبنى بأرض جرزان مدينلا يقال لها صغدبيل وأنزلها قوما من الصغد وأبناء فارس وجعلها مسلحة وبنى مما يلي الروم في بلاد جرزان قصرا يقال له باب فيروزقباذ وقصرا يقال له باب بارقة وهو على بحر طرابزندة وبنى باب اللان وباب سمسخى وبنى قلعة الجردمان وقلعة سمشلدى وفتح جميع ما كان بأيدي الروم من أرمينية وعمر مدينة دبيل ومدينة النشوى وهي نقجوان وهي مدينة كورة البسفرجان وبنى حصن ويص وقلاعا بأرض السيسجان منها قلعة الكلاب والشاهبوش وأسكن هذه القلاع والحصون ذوي البأس والنجدة ولم تزل أرمينية بأيدي الروم حتى جاء الإسلام وقد ذكر في فتوح أرمينية في مواضعه من كل بلد وذكر ابن واضح الأصبهاني أنه كتب لعدة من ملوكها وأطال المقام بأرمينية ولم ير بلدا أوسع منه ولا أكثر عمارة وذكر أن عدة ممالكها مائة وثماني عشرة مملكة منها صاحب السرير ومملكته من اللان وباب الأبواب وليس إليها إلا مسلكين مسلك إلى بلاد الخزرو مسلك إلى أرمينية وهي ثمانية عشر ألف قرية وأران أول مملكة بأرمينية فيها أربعة آلاف قرية وأكثرها لصاحب السرير وسائر الممالك فيها بين ذلك تزيد على أربعة آلاف وتنقص عن مملكة صاحب السرير ومنها شروان وملكها يقال له شروانشاه
وسئل بعض علماء الفرس عن الأحرار الذين بأرمينية لم سموا بذلك فقال هم الذين كانوا نبلاء بأرض أرمينية قبل أن تملكها الفرس ثم إن الفرس أعتقوهم لما ملكوا وأقروهم على ولايتهم وهم بخلاف الأحرار من الفرس الذين كانوا باليمن وبفارس فإنهم لم يملكوا قط قبل الإسلام فسموا أحرارا لشرفهم وقد نسب بهذه النسبة قوم من أهل العلم منهم أبو عبد الله عيسى بن مالك بن شمر الأرمني سافر إلى مصر والمغرب
أرمى بالضم ثم الفتح والقصر موضع قالوا وليس في كلامهم عى فعلى إلا أرمى وشعبى موضعان وأربى اسم للداهية
أرمي بالضم ثم السكون وكسر الميم هي أرمية التي قدمنا ذكرها وهذا لفظ الأعاجم
أرمي بالكسر ثم الفتح وكسر الميم وياء مشددة إرمي الكلبة وهو إرم الكلبة الذي قدمنا ذكره وهو رمل قرب النباج وهناك قتل قعنب الرياحي بجير بن عبد الله القشيري هكذا حكاه أبو بكر ابن موسى يقال ما بهذه الأرض إرمي أي علم يهتدى به

أرنبويه بفتح أوله وثانيه وسكون النون وضم الباء الموحدة وسكون الواو وياء مفتوحة وهاء مضمومة في حال الرفع وليس كنفطويه وسيبويه من قرى الري مات بها أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي النحوي المقري ومحمد بن الحسن الشيباني الفقيه صاحب أبي حنيفة في يوم واحد سنة 981 ودفنا بهذه القرية وكانا قد خرجا مع الرشيد فصلى عليهما وقال اليوم دفنت علم العربية والفقه ويقال لهذه القرية رنبويه بسقوط الهمزة أيضا وقد ذكرت
الأرند بضمتين وسكون النون ودال مهملة اسم لنهر إنطاكية وهو نهر الرستن المعروف بالعاصي يقال له في أوله الميماس فإذا مر بحماة قيل له العاصي فإذا انتهى إلى إنطاكية قيل له الأرند وله أسماء أخر في مواضع أخر وقال أبو علي الهمزة في أرند اسم هذا النهر ينبغي أن تكون فاء والنون زائدة لا يجوز أن يكون على غير هذا لأنه لم يجيء في شيء وقد حكى سيبويه عرند فهو مثله قال والقوس فيها وتر عرند
إرن بالكسر ثم الفتح والنون موضع في ديار بني سليم بين الأتم والسوارقية على جادة الطريق بين منازل بني سليم وبين المدينة قال العمراني هو إرن بكسرتين على وزن إبل
أرن بفتحتين أرن وشرز بلدان بطبرستان
أرنم بالنون مضمومة واد حجازي عن نصر قال وقيل فيه أريم بالياء تحتها نقطتان
أرنيش بالضم ثم السكون وكسر النون وياء ساكنة وشين معجمة ناحية من أعمال طليطلة بالأندلس
أرنيط بوزن الذي قبله إلا أن آخره طاء مهملة مدينة في شرقي الأندلس من أعمال تطيلة مطلة على أرض العدو وبينها وبين تطيلة عشرة فراسخ وبينها وبين سرقسطة سبعة وعشرون فرخسا قال ابن حوقل هي بعيدة عن بلاد الإسلام
أرواد بالفتح ثم السكون وواو وألف ودال مهملة اسم جزيرة في البحر قرب قسطنطينية غزاها المسلمون وفتحوها في سنة 45 مع جنادة بن أبي أمية في أيام معاوية بن أبي سفيان وأسكنها معاوية وان ممن فتحها مجاهد بن جبر المقري وتبيع ابن امرأة كعب الأحبار وبها أقرأ مجاهد تبيعا القرآن ويقال بل أقرأه القرآن برودس
أروان بالفتح ثم السكون وواو وألف ونون اسم بئر بالمدينة وقد جاء فيها ذروان وذو أروان كل ذلك قد جاء في الحديث
أروخ بالخاء المعجمة قلعة من نواحي الزوزان لصاحب الموصل
أروك بالفتح ثم الضم وسكون الواو وكاف ذو أروك واد في بلادهم
أرول بوزن أحمر آخره لام أرض لبني مرة من غطفان عن نصر
أروم بالفتح ثم الضم وسكون الواو وميم بلفظ جمع أرومة أو مضارع رام يروم فأنا أروم وهو جبل لبني سليم قال مضرس بن ربعي الأسدي فقا تعرفا بين الدحائل والبتر منازل كالخيلان أو كتب السطر

عفتها السمي المدجنات وزعزعت بهن رباح الصيف شهرا إلى شهر فلما علا ذات الأروم ظغائن حسان الحمول من عريش ومن خدر ورواه بعضهم بضم الهمزة في قول جميل لو ذقت ما أبقى أخاك برامة لعلمت أنك لا تلوم مليما وغداة ذي بقر أسر صبابة وغداة جاوزن الركاب أروما أروند بالفتح ثم السكون وفتح الواو وسكون النون ودال مهملة اسم جبل نزه خضر نضر مطل على مدينة همذان وأهل همذان كثيرا ما يذكرونه في أحاديثهم واسجاعهم وأشعارهم ويعدونه من أجل مفاخر بلدهم وكثيرا ما يتشوقونه في الغربة وعلى سائر البلاد يفضلونه وفيه يقول عين القضاة عبد الله بن محمد الميانجي في رسالة كتبها إلى أهل همذان وهو محبوس ألا ليت شعري هل ترى العين مرة ذرى قلتي أروند من همذان بلاد بها نيطت علي تمائمي وأرضعت من عقانها بلبان العقان بقية اللبن في الضرع وقال شاعر من أهل همذان تذكرت من أروند طيب نسيمه فقلت لقلب بالفراق سليم سقى الله أروندا وروض شعابه ومن حله من ظاعن ومقيم وأيامنا إذ نحن في الدار جيرة وإذ دهرنا بالوصل غير ذميم قالوا ويقال إن أكثر المياه في الجبال من أسفلها إلا أروند فإن ماءه من أعلاه ومنابعه في ذروته قال بعض شعرائهم يفضله على بغداد ويتشوقه وقالت نساء الحي أين ابن أختنا ألا خبرونا عنه حييتم وفدا رعاه ضمان الله هل في بلادكم أخو كرم يرعى لذي حسب عهدا فإن الذي خلفتموه بأرضكم فتى ملأ الأحشاء هجرانه وجدا أبغداد كم تنسيه أروند مربعا ألا خاب من يشري ببغداد أروندا فدتهن نفسي لو سمعن بما أرى رمى كل جيد من تنهده عقدا وحدث بعض أهل همذان قال قدمت على أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق فقال لي من أين أنت فقلت من الجبال قال من أي مدينة قلت من همذان قال أتعرف جبلها الذي يقال له راوند فقلت جعلني الله فداك إنما يقال له أروند فقال نعم أما إن فيه عينا من عيون الجنة
قال فأهل البلد يرون أنها الجمة التي على قلة الجبل وذلك أن ماءها يخرج في وقت من أوقات السنة معلوم ومنبعه من شق في صخرة وهو ماء عذب شديد البرودة ولو شرب الشارب منه في اليوم والليلة مائة رطل وأكثر ما وجد له ثقلا بل ينتفع به وفي رواية لو شرب منه مائة رطل ما روي فإذا تجاوزت أيامه المعدودة التي يخرج

فيها ذهب إلى وقته من العام المقبل لا يزيد يوما ولا ينقص يوما في خروجه وانقطاعه وهو شفاء للمرضى يأتونه من كل وجه
ويقال إنه يكثر إذا كثر الناس عليه ويقل إذا قلوا عنه وقال محمد بن بشار الهمذاني يصف أروند سقيا لظلك يا أروند من جبل وإن رميناك بالهجران والملل هل يعلم الناس ما كلفتني حججا من حب مائك إذ يشفي من العلل لا زلت تكسى من الأنواء أردية من ناضر أنق أو ناعم خضل حتى تزور العذارى كل شارقة أفياء سفحك يستصبين ذا الغزل وأنت في حلل والجو في حلل والبيض في حلل والروض في حلل وقال محمد بن بشار أيضا يصف أروند تزينت الدنيا وطابت جنانها وناح على أغصانها ورشانها وأمرعت القيعان واخضر نبتها وقام على الوزن السواء زمانها وجاءت جنود من قرى الهند لم تكن لتأتي إلا حين يأتي أوانها مسودة دعج العيون كأنما لغات بنات الهند يحكي لسانها لعمرك ما في الأرض شيء نلذه من العيش إلا فوقه همذانها إذا استقبل الصيف الربيع وأعشبت شماريخ من أروند شم قنانها وهاج عليهم بالعراق وأرضه هواجر يشوي أهلها لهبانها سقتك ذرى أروند من سيح ذائب من الثلج أنهارا عذابا رعانها ترى الماء مستنا على ظهر صخره ينابيع يزهي حسنها واستنانها كأن بها شوبا من الجنة التي يفيض على سكانها حيوانها فيا ساقي الكأس اسقياني مدامة على روضة يشفي المحب جنانها مكللة بالنور تحكي مضاحكا شقائقها في غاية الحسن بانها كأن عروس الحي بين خلالها قلائد ياقوت زهاها اقترانها تهاويل من حمر وصفر كأنها ثنايا العذارى ضاحكا أقحوانها وأشعار أهل همذان في أروند ووصفهم متنزهاتها كثير وفيما ذكرناه كفاية
أرون بالفتح ثم الضم وسكون الواو ونون ناحية بالأندلس من أعمال باجة ولكتانها فضل على سائر كتان الأندلس
أروى يالفتح ثم السكون وفتح الواو والقصر وهو في الأصل جمع أروية وهو الأنثى من الوعل وهو أفعولة إلا أنهم قلبوا الواو الثانية ياء وأدغموها في التي بعدها وكسروا الأولى لتسلم الياء وثلاث أراوي فإذا كثرت فهي الأروى على أفعل بغير قياس وبه سميت المرأة وهذا الماء أيضا وهو بقرب العقيق عند الحاجر يسمى مثلثة أروى وهو

ماء لفزارة وفيه يقول شاعرهم وإن بأروى معدنا لو حفرته لأصبحت غنيانا كثير الدراهم أروى أيضا قرية من قرى مرو على فرسخين ينسب إليها أبو العباس أحمد بن محمد بن عميرة بن عمرو بن يحيى سليم الأرواوي
أرياب بفتح أوله وبعضهم يكسره ثم السكون وياء وألف وبا موحدة قرية باليمن من مخلاف قيظان من أعمال ذي جبلة قال الأعشى وبالقصر من أرياب لو بت ليلة لجاءك مثلوج من الماء جامد الأريتاق تصغير أرتاق جمع رتق وهو ضد الفتق واد في أحساء وطلح في طريق الجبلين من فيد
أريحا بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة والحاء مهملة والقصر وقد رواه بعضهم بالخاء المعجمة لغة عبرانية وهي مدينة الجبارين في الغور من أرض الأردن بالشام بينها وبين بيت المقدس يوم للفارس في جبال صعبة المسلك سميت فيما قيل بأريحا بن مالك بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام وقد حرك جرير الياء منه ومده فقال فماذا راب عبد بني نمير فعلي أن أزيدهم ارتيابا أعد لها مكاوي منضجات ويشفي حر شعلتي الجرابا شياطين البلاد يخفن زأري وحية أريحاء لي استجابا أريح بالفتح ثم السكون وياء مفتوحة وحاء مهملة على أفعل بوزن أفيح بلد بالشام وهو لغة في أريحا المذكور قبله قال الهذلي فليت عنه سيوف أريح إذ باء بكفي ولم أكد أجد أي فليت عن هذا السيف سيوف أريح فلم أكد أجد حتى باء بكفي أي رجع
أريض بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وضاد معجمة موضع في قول امرىء القيس أصاب قطاتين فسال لواهما فوادي البدي فانتحى لأريض أريك بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وكاف الأريكة في كلامهم واحدة الأرائك وهي السرير المنجد ويجوز أن يكون مذكره أريك كما يقال قتيل وقتيلة بني فلان ولا يقال امرأة قتيلة وإنما هي قتيل مثل المذكر
وأريك اسم جبل بالبادية يكثرون ذكره في كلامهم قال النابغة عفا ذو حسى من فرتنى فالفوارع فشطا أريك فالتلاع الدوافع وقال أبو عبيدة في شرحه أريك واد وذو حسى في بلاد بني مرة وقال في موضع آخر أريك إلى جنب النقرة وهما أريكان أسود وأحمر وهما جبلان وقال غيره أريك جبل قريب من معدن النقرة شق منه لمحارب وشق لبني الصادر من بني سليم وهو أحد الخيالات المحتفة بالنقرة ورواه بعضهم بضم أوله وفتح ثانيه بلفظ التصغير عن ابن الأعرابي وقال بعض بني مرة يصف ناقة أذا أقبلت قلت مشحونة أطاع لها الريح قلعا جفولا

فمرت بذي خشب غدوة وجازت فويق اريك أصيلا تخبط بالليل حزانه كخبط القوي العزيز الذليلا ويدل على أن أريكا جبل قول جابر بن حني التغلبي تصعد في بطحاء عرق كأنها ترقى إلى أعلى أريك بسلم وقال عمرو بن خويلد أخو بني عمرو بن كلاب فكنا بني أم جميعا بيوتنا ولم يك منا الواحد المتفرد نفيل إذا قيل اظعنوا قد أتيتم أقاموا وقالوا الصبر أبقى وأحمد كأن أريكا والفوارع بيننا لثامنة من أول الشهر موعد أريكتان تثنية الذي قبله في لغة من جعله مصغرا وزيادة تاء التأنيث جبلان يقال لكل واحد منهما أريكة إلى جنب جبال سود لأبي بكر بن كلاب ولهما بئار
أريكة مصغر أحد الجبلين اللذين ذكرا قبل وقال الأصمعي أريكة ماء لبني كعب بن عبد الله ابن أبي بكر بقرب عفلان وهو جبل ذكر في موضعه وقال أبو زياد ومما يذكر من مياه بني أبي بكر بن كلاب أريكة وهي بغربي الحمى حمى ضرية وهي أول ما ينزل عليه مصدق المدينة
أريلية بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة ولام مكسورة وياء أخرى مفتوحة خفيفة وهاء حصن بين سرته وطليطلة من أعمال الأندلس بينها وبين كل واحدة منهما عشرة فراسخ استولى عليها الإفرنج في سنة 335
أريم بوزن أفعل نحو أحمد موضع قرب المدينة قال ابن هرمة بادت كما باد منزل خلق بين ربى أريم فذي الحلفة أرينبات بالضم ثم الفتح وياء ساكنة ونون مكسورة وباء موحدة وألف وتاء فوقها نقطتان موضع في قول عنترة وقفت وصحبتي بأرينبات على أقتاد عوج كالسمام فقلت تبينوا ظعنا أراها تحل شواحطا جنح الظلام وقد كذبتك نفسك فاصدقنها لما منتك تغريرا قطام الأرين بالضم ثم الكسر وياء ساكنة ونون خيف الأرين في حديث أبي سفيان أنه قال أقطعني خيف الأرين أملأه عجوة والأرين نبات يشبه الخطمي ويجوز أن يكون جمع الإران وهي الجنازة والنشاط أيضا
أرينة بالضم ثم الفتح وياء ساكنة ونون وهاء من نواحي المدينة قال كثير وذكرت عزة إذ تصاقب دارها برحيب فأرينة فنخال ويروى أرابن وقد ذكر قبل

أرينبة بالضم ثم الفتح وياء ساكنة ونون مكسورة وباء موحدة مفتوحة وهاء اسم ماء لغني بن أعصر بن سعد بن قيس وبالقرب منها الأودية
أريوجان لم يتحقق لي ضبطه قال مسعر مدينة جيدة في كورة ماسبذان عن يمين حلوان للقاصد إلى همذان في صحراء بين جبال كثيرة الأشجار والحمات والكباريت والزاجات والبوارق والأملاح وماؤها يخرج إلى البندنيجين فيسقي النخل بها وبين هذه المدينة وبين الرذ التي بها قبر المهدي أمير المؤمنين فراسخ قليلة وهي قريبة من السيروان
أريول بالفتح ثم السكون وياء مضمومة وواو ساكنة ولام مدينة بشرق الأندلس من ناحية تدمير ينسب إليها أبو بكر عتيق بن أحمد بن عبد الرحمن الأزدي الأندلسي الأريولي قدم الإسكندرية ولقيه بها أبو طاهر أحمد بن سلفة الحافظ ثم مضى إلى مكة فجاور بها سنين يؤذن للمالكية ثم رجع إلى المغرب وكان آخر العهد به
باب الهمزة والزاي وما يليهما
أزادمرداباذ أزادمرد اسم رجل ومعناه الرجل الحر وأباذ عمارة فكأن معناه عمارة أزادمرد وهو اسم قلعة حصينة من نواحي همذان
أزاذوار الذال معجمة يلتقي عندها ساكنان وواو وألف وراء اسم بليدة رأيتها وهي قصبة كورة جوين من أعمال نيسابور وأول هذه الكورة لمن يجيئها من ناحية الري وعهدي به عامر آهل ذو سوق ومساجد وبظاهره خان كبير عمره بعض التجار من أهل السبيل وينسب إليه جماعة من أهل العلم منهم أبو عبد الله محمد بن حفص بن محمد بن يزيد الشعراني النيسابوري الأزاذواري شيخ ثقة سمع بخراسان إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ومحمد ابن رافع وبالعراق نصر بن علي الجهضمي وأبا كريب وبالحجاز عبد الله بن محمد الزهري وعبد الجبار بن العلاء وأقرانهم في هذه البلاد روى عنه يحيى بن منصور القاضي وأبو علي الحافظ والمشايخ وتوفي ببلده سنة 313
وأبو العباس محمود بن محمد بن محمود الأزاذواري روى عن محمد بن حفص بن محمد ابن قراد البغدادي عن مالك كتب عنه أبو سعد الماليني بأزاذوار وروى عنه بأماليه بمصر كذا هو بخط أبي طاهر السلفي سواء وأبو حامد أحمد بن محمد بن العباس الأزاذواري روى عن محمد بن المسيب الأرغياني روى عنه أبو سعد الماليني وكان قد كتب عنه بازاذوار
الأزارق جمع أزرق والقول فيه كالقول في الأخاوص وقد تقدم في الأحاسب وهو ماء بالبادية قال عدي بن الرقاع حتى وردن من الأزارق منهلا وله على آثارهن سحيل فاستفنه
ورؤوسهن مطارة تدنو فتغشى الماء ثم تحول الأزاغب بالغين المعجمة موضع في قول الأخطل أتاني وأهلي بالأزاغب أنه تتابع من آل الصريخ ثمالى أزال بالفتح وروي بالكسر أيضا عن نصر وآخره لام اسم مدينة صنعاء وأزال هو والد صنعاء ابن أزال بن يقطن بن عابر بن شالخ بن أرفخشد

وكان أول من بناها ثم سميت باسم ابنه لأنه ملكها بعده فغلب اسمه عليها والله أعلم
إزبد بالكسر ثم السكون وكسر الباء والدال مهملة قرية من قرى دمشق بينها وبين أذرعات ثلاثة عشر ميلا فيها توفي يزيد بن عبد الملك بن مروان الخليفة بعد عمر بن عبد العزيز في شعبان وقيل في رمضان سنة 501 واختلفوا في سبب مقامه هناك فقال أهل الشام كان متوجها إلى بيت المقدس فمرض هناك وقال آخرون بل خرج للنزهة وانقصف كما ذكر في خبر وفاته الفظيع الشنيع فحمل على أعناق الرجال إلى دمشق فدفن في مقبرة الباب الصغير أو باب الجابية وقيل بل دفن حيث مات
أزجاه بالفتح ثم السكون وجيم وألف وهاء محضة قرية من قرى خابران ثم من نواحي سرخس ينسب إليها من المتأخرين أبو بكر أصرم بن محمد بن أصرم الأزجاهي المقري كان صالحا ورعا سمع الحديث من أبي طاهر أحمد بن محمد ابن علي المالكي وأبي نصر أحمد بن محمد بن سعيد القرشي ومولده في حدود سنة 074 وأبو الفتح محمد بن أحمد بن محمد بن معاوية الأزجاهي الخطيب إمام جامع أزجاه كان فقيها صالحا عفيفا مكثرا من الحديث تفقه بمرو على أبي الفتح الموفق بن عبد الكريم الهروي سمع بأزجاه أبا حامد وأبا الفضل عبد الكريم بن يونس بن منصور الأزجاهي وبمرو أبا الفرج عبد الرحمن بن أحمد الرازي السرخسي كتب عنه أبو سعد بأزجاه وتوفي بها في صفر سنة 345 ذكره أبو سعد في شيوخه وقال مات في رجب سنة سبع وأربعين بقرية أزجاه وأبو الفضل عبد الكريم بن يونس بن محمد بن منصور الأزجاهي الفقيه الشافعي توفي سنة 846
الأزج بالتحريك والجيم باب الأزج محلة كبيرة ذات أسواق كثيرة ومحال كبار في شرقي بغداد فيها عدة محال كل واحدة منها تشبه أن تكون مدينة ينسب إليها الأزجي والمنسوب إليها من أهل العلم وغيرهم كثير جدا
الأزرق بلفظ الأزرق من الألوان وادي الأزرق بالحجاز و الأزرق ماء في طريق حاج الشام دون تيماء
أزرميدخت بالفتح ثم السكون وفتح الراء وكسر الميم وياء ساكنة وضم الدال وسكون الخاء المعجمة والتاء فوقها نقطتان اسم ملكة من أواخر ملوك الفرس وهي ابنة أبرويز وليت الملك بعد أختها بوران أربعة أشهر ثم سمت فماتت ولا يبعد أن يكون هذا البلد مسمى بها وهو بليد قرب قرميسين وسمعت من يقول بتقديم الراء على الزاي وكأنه أظهر
أزقبان بالفتح ثم السكون وضم القاف والباء الموحدة وألف ونون موضع في قول الأخطل أزب الحاجبين بعوف سوء من النقر الذين بأزقبان أراد أزقباذ فلم يستقم له البيت فأبدل الذال نونا لأن القصيدة نونية يقال فلان بعوف سوء أي بحال السوء
أزم بفتحتين ناحية من نواحي سيراف ذات مياه عذبة وهواء طيب نسب إليها بحر بن يحيى بن بحر الأزمي الفارسي حدث عن عبد الكريم بن روح

المحدث البصري وغيره والحسن بن علي بن عبد الصمد ابن يونس بن مهران أبو سعيد البصري يعرف بالأزمي حدث ببغداد عن صهيب وبحر بن الحكم وغيرهما وتوفي بواسط في رجب سنة 803
و أزم أيضا منزل بين سوق الأهواز ورامهرمز منه محمد ابن علي بن إسماعيل المعروف بالمبرمان النحوي وفيها يقول من كان يأثر عن آبائه شرفا فأصلنا أزم أصطمة الخوز أزمورة ثلاث ضمات متواليات وتشديد الميم والواو ساكنة وراء مهملة بلد بالمغرب في جبال البربر
أزناو الفتح ثم السكون ونون وألف وواو معربة وقال أزناوه بالهاء قلعة من ناحية الأجم من نواحي همذان منها أبو الفضل عبد الكريم بن أحمد الأزناوي المعروف بالبئاري فقيه شافعي
أزنري بالفتح ثم السكون وفتح النون وكسر الراء من قرى نهاوند قال أبو طاهر بن سلفة محمد بن إبراهيم الأزنري النهاوندي رأيناه بازنري من قرى نهاوند علقنا عنه حكايات
أزنم بالفتح ثم السكون وضم النون وميم كأنه جمع الزنمة وهو شيء يقطع من الأذن فيترك معلقا وإنما يفعل ذلك بكرائم الإبل يقال بغير زنم وأزنم ومزنم وجمعه في القلة أزنم وزنمات وهو موضع في قول كثير بن عبد الرحمن تأملت من آياتها بعد أهلها بأطراف أعظام فأطناب أزنم محاني آناء كأن دروسها دروس الجوابي بعد حول مجرم ويروى بالراء مكان الزاي والأول أكثر
أزن بالفتح ثم السكون ونون قلعة في جبال همذان
أزنيك بالفتح ثم السكون وكسر النون وياء ساكنة وكاف مدينة على ساحل بحر القسطنطينية والمماطر الأزنيكية هي الغاية في الجودة
أزوارة بالضم ثم السكون وواو وألف وراء وهاء بليدة بنواحي أصبهان على طرف البرية ينسب إليها أبو نصر أحمد بن علي الأزواري سمع بقراءته على سعيد الصيرفي في سنة 135 وكان شيخا جليل القدر ولي الرئاسة ببلده مدة ومارس الأمور وكان أكثر مقامه بأصبهان كتب عنه أبو سعد
الأزوران بالفتح ثم السكون وفتح الواو وراء وألف ونون تثنية الأزور وهو المائل روضة الأزورين ذكرت في الرياض قال مزاحم العقيلي فليت ليالينا بطخفة فاللوى رجعن وأياما قصارا بمأسل فإن تؤثري بالود مولاك لا أقل أسأت وإن تستبدلي أتبدل عذاري لم يأكلن بطيخ قرية ولم يتجنين العرار بثهلل لهن على الريان في كل صيفة فما ضم ميث الأزورين فصلصل

خيام إذا خب السفا نصبت له دعائم تعلى بالثمام المصلل الأزهر موضع على أميال من الطائف فيه قال العرجي يا دار عاتكة التي بالأزهر
أو فوقه بقفا الكثيب الأعفر لم ألق أهلك بعدعام لقيتهم يا ليت أن لقاءهم لم يقدر والأزهر أيضا موضع باليمامة فيه نخل وزرع ومياه
أزة بالفتح والتشديد من بلاد فارس
أزيلي بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة ولام وياء ساكنة أيضا مدينة بالمغرب في بلاد البربر بعد طنجة في زاوية الخليج الماد إلى الشام عليها سور متعلقة على رأس جرف خارج في البحر وهي لطيفة وشربهم من آبار عذبة قال ابن حوقل الطريق من برقة إلى أزيلي على ساحل بحر الخليج إلى البحر المحيط ثم تعطف على البحر المحيط يسارا
أزيهر بالضم ثم الفتح وياء ساكنة وكسر الهاء وراء موضع باليمامة لبني وعلة الجرميين من جرم بن ربان من الحاف بن قضاعة فيه نخل كثير
باب الهمزة ولسين وما يليهما
الأساسان قريتان صغيرتان بين الدثينة وبين مغرب الشمس من بلاد سليم
إساف بكسر الهمزة وآخره فاء إساف ونائلة صنمان كانا بمكة
قال ابن إسحاق هما مسخان وهما إساف بن بغاء ونائلة بنت ذئب وقيل إساف بن عمرو ونائلة بنت سهيل وإنهما زنيا في الكعبة فمسخا حجرين فنصبا عند الكعبة وقيل نصب أحدهما على الصفا والآخر على المروة ليعتبر بهما فقدم الأمر فأمر عمرو بن لحي الخزاعي بعبادتهما ثم حولهما قصي فجعل أحدهما بلصق البيت وجعل الآخر بزمزم وكان ينحر عندهما وكانت الجاهلية تتمسح بهما قال أبو المنذر هشام بن محمد حدثني أبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن إسافا رجل من جرهم يقال له إساف بن يعلى ونائلة بنت زيد من جرهم وكان يتعشقها بأرض اليمن فأقبلا حاجين فدخلا الكعبة فوجدا غفلة من الناس وخلوة في البيت ففجر بها في البيت فمسخا فأصبحوا فوجدوهما مسخين فأخرجوهما فوضعوهما موضعهما فعبدتهما خزاعة وقريش ومن حج البيت بعد من العرب
قال هشام ولما مسخ إساف ونائلة حجرين وضعا عند الكعبة ليتعظ بهما الناس فلما طال مكثهما وعبدت الأصنام عبدا معها وكان أحدهما بلصق الكعبة فكانوا ينحرون ويذبحون عندهما فلهما يقول أبو طالب وهو يحلف بهما حين تحالفت قريش على بني هاشم أحضرت عند البيت رهطي ومعشري وأمسكت من أثوابه بالوصائل وحيث ينيخ الأشعرون ركابهم بمفضى السيول من إساف ونائل الوصائل البرود وقال بشر بن أبي خازم الأسدي في إساف عليه الطير ما يدنون منه مقامات العوارك من إساف

فكانا على ذلك إلى أن كسرهما رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الفتح فيما كسر من الأصنام وجاء في بعض أحاديث مسلم بن الحجاج أنهما كانا بشط البحر وكانت الأنصار في الجاهلية تهل لهما وهو وهم والصحيح أن التي كانت بشط البحر مناة الطاغية
أسالم بالضم بلفظ مصارع سالم يسالم فأنا أسالم من جبال السراة نزله بنو قسر بن عبقر ابن أنمار بن نزار والأعم الأشهر أنه قسر واسمه مالك بن عبقر بن أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان
أسالة بالضم والتخفيف اسم ماءة بالبادية
أسانير بالفتح وبعد الألف نون مكسورة وياء ساكنة وراء اسم جبل ذكره ابن القطاع في كتابه في الأبنية
أساود بالفتح جمع أسود كما قلنا في الأحاسب اسم ماء على يسار الطريق للقاصد إلى مكة من الكوفة قال الشماخ تزاور عن ماء الأساود إن رنت به راميا يعتام رفغ الخواصر أساهم بالضم وكسر الهاء موضع بين مكة والمدينة قال الفضل بن العباس اللهبي نظرت وهرشى بيننا وبصاقها فركن كساب فالصوى من أساهم إلى ضوء نار دون سلع يشبها ضعيف الوقود فاتر غير سائم بصاقها بكسر الباء عن اليزيدي وقال هي حرة
أساهيب أجبال في ديار طيىء بها مرعى
أسبار بالفتح ثم السكون وباء موحدة وألف وراء قرية على باب حي مدينة أصبهان ويقال لها أسبارديس منها أبو طاهر سهل بن عبد الله بن الفرخان الأسباري الزاهد كان مجاب الدعوة توفي سنة 926
اسبانبر بالفتح ثم السكون والباء الموحدة وألف ونون مفتوحة وباء موحدة ساكنة وراء هو اسم أجل مدائن كسرى وأعظمها وهي التي فيها إيوان كسرى الباقي بعضه إلى الآن
أسبانيكث بالضم ثم السكون وباء موحدة وألف ونون مفتوحة أو مكسورة وياء ساكنة وفتح الكاف وثاء مثلثة مدينة بما وراء النهر من مدن أسبيجاب بينهما مرحلة كبيرة ينسب إليها أبو نصر أحمد بن زاهر بن حاتم بن رستم الأديب الاسبانيكثي كان فاضلا مات بعد الستين وثلثمائة وغيره
أسبذ بالفتح ثم السكون ثم فتح الباء الموحدة وذال معجمة
في كتاب الفتوح أسبذ قرية بالبحرين وصاحبها المنذر بن ساوي وقد اختلف في الأسبذيين من بني تميم لم سموا بذلك قال هشام بن محمد بن السائب هم ولد عبد الله بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم قال وقيل لهم الأسبذيون لأنهم كانوا يعبدون فرسا قلت أنا الفرس بالفارسية اسمه أسب زادوا فيه ذالا تعريبا قال وقيل كانوا يسكنون مدينة يقال لها أسبذ بعمان فنسبوا إليها

وقال الهيثم بن عدي إنما قيل لهم الأسبذيون أي الجماع وهم من بني عبد الله بن دارم منهم المنذر ابن ساوي صاحب هجر الذي كاتبه رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد جاء في شعر طرفة ما كشف المراد وهو يعتب على قومه فأقسمت عند النصب إني لهالك بملتفة ليست بغبط ولا خفض خذوا حذركم أهل المشقر والصفا عبيد اسبذ والقرض يجزي من القرض ستصبحك الغلباء تغلب غارة هنالك لا ينجيك عرض من العرض وتلبس قوما بالمشقر والصفا شآبيب موت تستهل ولا تغضي تميل على العبدي في جو داره وعوف بن سعد تخترمه عن المحض هما أورداني الموت عمدا وجردا على الغدر خيلا ما تمل من الركض قال أبو عمرو الشيباني في فسر ذلك اسبذ اسم ملك كان من الفرس ملكه كسرى على البحرين فاستعبدهم وأذلهم وإنما اسمه بالفارسية أسبيدويه يريد الأبيض الوجه فعربه فنسب العرب أهل البحرين إلى هذا الملك على جهة الذم فليس يختص بقوم دون قوم والغالب على أهل البحرين عبد القيس وهم أصحاب المشقر والصفا حصنين هنالك وقال مالك بن نويرة يرد على محرز بن المكعبر الضبي كان قال شعرا ينتصر فيه لقيس بن عاصم على مالك بن نويرة أرى كل بكر ثم غير أبيكم وخالفتم حجنا من اللؤم حيدرا أبى أن يريم الدهر وسط بيوتكم كما لا يريم الأسبذي المشقرا حميت ابن ذي الأيرين قيس بن عاصم مطرا فمن يحمي أباك المكعبرا أسبرة ناحية بأقصى بلاد الشاش بما وراء النهر وهي بلاد يخرج منها النفط والفيروزج والحديد والصفر والذهب والآنك وفيها جبل سود حجارته تحترق كما يحترق الفحم يباع منها حمل بدرهم وحملان فإذا احترق اشتد بياض رماده فيستعمل في تبيض الثياب ولا يعرف في بلدان الأرض مثل هذا قاله الإصطخري
إسبسكث بالكسر ثم السكون وفتح الباء الموحدة وسكون السين أيضا وفتح الكاف والثاء مثلمة قرية على فرسخين من سمرقند منها أبو حامد أحمد بن بكر الإسبسكثي
أسبهبذ بالفتح ثم السكون وفتح الباء الموحدة وسكون الهاء وضم الباء أيضا وذال معجمة وهو اسم يخص به ملوك طبرستان وأكثر ما يقولونه بالصاد وهو ككسرى لملوك الفرس وقيصر لملوك الروم وقد سموا به كورة بطبرستان ولعلها سميت ببعض ملوكهم
إسبيذ رستاق بكسر أوله وسكون ثانيه وسكون الباء الموحدة وياء ساكنة وذال معجمة معناه الرستاق الأبيض ناحية من أعمال قوهستان من ناحية فهلو فيها قرى ورساتيق وفهلو يراد به نواحي أصبهان في زعم حمزة
إسبيذرود معناه النهر الأبيض وهو اسم لنهر مشهور من نواحي أذربيجان مخرجه من عند بارسيس

ويصب في بحر جرجان قال الأصطخري إسبيذروذ بين أردبيل وزنجان وهو نهر يصغر عن جريان السفن فيه وأصله في بلاد الديلم وجريانه تحت القلعة المعروفة بقعلة سلار وهي سميران قال عبيد الله المستجير بكرمه وقد رأيته في مواضع
إسبيذهان شطره مثل الذي قبله ثم هاء وألف ونون موضع قرب نهاوند
أسبيرن بالفتح ثم السكون وكسر الباء الموحدة وياء ساكنة وراء مفتوحة ونون مدينة مشهورة من نواحي إرزن الروم بأرمينية
إسبيل بالكسر ثم السكون وكسر الباء الموحدة وياء ولام حصن بأقصى اليمن وقيل حصن وراء النجير قال الشاعر يصف حمارا وحشيا بإسبيل كان بها برهة من الدهر لم ينبحنه الكلاب وهذا صفة جبل لا حصن وقال ابن الدمينة إسبيل جبل في مخلاف ذمار وهو منقسم بنصفين نصفه إلى مخلاف رداع ونصف إلى بلد عنس وبين إسبيل وذمار أكمة سوداء بها حمة تسمى حمام سليمان والناس يستشفون به من الأوصاب والجرب وغير ذلك
حدث مسلم بن جندب الهذلي قال إني لمع محمد بن عبد الله النميري ثم الثقفي بنعمان وغلام يشتد خلفه يشتمه أقبح شتم فقلت له من هذا فقال الحجاج بن يوسف دعه فإني ذكرت اخته في شعري فأحفظه ذلك فملا بلغ الحجاج ما بلغ
هرب منه إلى اليمن ولم يجسر على المقام بها فعبر البحر وقال أتتني عن الحجاج والبحر دوننا عقارب تسري والعيون هواجع فضقت به ذرعا وأجهشت خيفة ولم آمن الحجاج والأمر فاظع وجل به الخطب الذي جاءني به سميع فليست تستقر الأضالع فبت أدير الرأي والأمر ليلتي وقد أخضلت خدي الدموع الدوافع فلم أر خيرا لي من الصبر إنه أعف وخير إذ عرتني الفجائع وما أمنت نفسي الذي خفت شره ولا طاب لي مما خشيت المضاجع إلى أن بدا لي حصن إسبيل طالعا وإسبيل حصن لم تنله الأصابع فلي عن ثقيف إن هممت بنجوة مهامه تعمى بينهن الهجارع وفي الأرض ذات العرض عنك ابن بوسف إذا شئت منا لا أبا لك واسع فإن نلتني حجاج فاشتف جاهدا فإن الذي لا يحفظ الله ضائع وكان عاقبة أمره أن عبد الملك بن مروان أجاره من الحجاج في قصة فيها طول ذكرتها في كتاب معجم الشعراء بتمامها
إستا بالكسر ثم السكون والتاء مثناة من فوقها والنسبة إليها بزيادة النون كذا ذكره أبو سعد من قرى سمرقند ينسب إليها أبو شعيب صالح بن العباس بن حمزة الخزاعي الإستاني
أستاذبران بالضم ثم السكون والتاء فوقها نقطتان والذال معجمة ساكنة والباء الموحدة مفتوحة

وراء وألف ونون من قرى أصبهان منها أبو الفضل محمد بن إبراهيم بن الفضل الأستاذبراني روى عنه أبو بكر بن مردويه
أستاذخرذ بضم الخاء المعجمة وفتح الراء وذال معجمة وباقيه كالذي قبله من قرى الري
إستارقين أظنه من قرى همذان قال شيرويه أحمد بن العباس بن فارس أبو جعفر الإستارقيني روى عن إبراهيم ابن سعيد الجوهري ومحمد بن هاشم البعلبكي وذكر جماعة من أهل الشام ومصر وروى عنه القاسم بن أبي الصالح والفضل بن الفضل الكندي وغيرهما وكان صدوقا
إستان البهقباذ الأسفل إحدى كور السواد من الجانب الغربي ومن مشهور قراه وطساسيجه السيلحون ونستر
إستان البهقباذ الأعلى بالسواد أيضا بالجانب الغربي ومن طساسيجه الفلوجة العليا والفلوجة السفلى وعين التمر
إستان البهقباذ الأوسط بالسواد أيضا بالجانب الغربي ومن طساسيجه سورا وسنذكر هذه الإستانات في البهقباذ بأتم من هذا إن شاء الله تعالى
إستان سو قال حمزة بن الحسن هو اسم للناحية المسماة بالجبل على ما حكاه لي أبو السري سهل بن الحكم قال وهي بضع عشرة كورة
الإستان العال كورة في غربي بغداد من السواد تشتمل على أربعة طساسيج وهي الأنبار وبادوريا وقطربل ومسكن قال العسكري الإستان مثل الرستاق
إستانة ناحية بخراسان أظنها من نواحي بلخ وإلى أحد هذه الإستانات ينسب أبو السعادات هبة الله بن عبد الصمد بن عبد المحسن الإستاني حدث عن علي ابن أحمد البسري ولقي الشيخ أبا إسحاق الشيرازي قال الحافظ أبو طاهر السلفي أنشدني أبو السعادات الإستاني قال أنشدني الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي لنفسه مررت ببغداد فأنكرت أهلها وسكانها تحت التراب رميم كأن لم تكن بغداد في الأرض بلدة ولم يك فيها ساكن ومقيم وأبو محمد مكي بن هبة الله بن عبد الصمد الإستاني ذكره أبو سعد حدث عن إسماعيل بن محمد بن ملة الأصبهاني وأبو الحسن علي بن أسعد بن رمضان الإستاني المقري الخياط حدث عن أبي الفتح محمد ابن عبد الباقي بن أحمد بن سليمان وتوفي في شهر ربيع الأول سنة 620
إستجة بالكسر ثم السكون وكسر التاء فوقها نقطتان وجيم وهاء اسم لكورة بالأندلس متصلة بأعمال رية بين القبلة والمغرب من قرطبة وهي كورة قديمة واسعة الرساتيق والأراضي على نهر سنجل وهو نهر غرناطة بينهما وبني قرطبة عشرة فراسخ وأعمالها متصلة بأعمال قرطبة ينسب إليها محمد بن ليث الإستجي محدث ذكره أبو سعيد بن يونس في تاريخه مات سنة 823
أستراباذ بالفتح ثم السكون وفتح التاء المثناة من فوق وراء وألف وباء موحدة وألف وذال معجمة بلدة كبيرة مشهورة أخرجت خلقا من أهل

العلم في كل فن وهي من أعمال طبرستان بين سارية وجرجان في الإقليم الخامس طولها تسع وسبعون درجة وخمسون دقيقة وعرضها ثمان وثلاثون درجة ونصف وربع وممن ينسب إليها القاضي أبو نصر سعد بن إسماعيل المطرفي الأستراباذي قاضي أستراباذ وكان صالحا حسن السيرة ومات بآمل طبرستان في حدود سنة 055
وأبو نعيم عبد الملك ابن محمد بن عدي الأستراباذي أحد الأئمة له كتاب في الجرح والتعديل وهو أقدم من أبي أحمد بن عدي الجرجاني صاحب كتاب الجرح والتعديل أيضا وشيخه وتوفي سنة 023 عن ثلاث وثمانين سنة والحسين بن الحسين بن محمد بن الحسين بن رامين الأستراباذي أبو محمد القاضي سمع بدمشق أبا بكر الميانجي وبجرجان أبا بكر الإسماعيلي وأبا أحمد ابن عدي ونعيم بن أبي نعيم الأستراباذي وبخراسان محمد بن الحسين بن أحمد بن إسماعيل السراج وخلف ابن محمد الخيام وأبا عمرو بن نجيد وغيرهم بعدة بلاد وروى عنه أبو بكر الخطيب وقال كان صدوقا صالحا سافر الكثير ولقي الشيوخ الصوفية وأقام ببغداد إلى أن مات بها سنة 214
و أستراباذ كورة بالسواد يقال لها كرخ ميسان
و أستراباذ كورة بنسا من نواحي خراسان عن ابن البناء
أسترسن بالفتح ثم السكون وفتح التاء المثناة وسكون الراء وفتح السين الأخرى ونون بلدة بين كاشغر وختن من بلاد الترك ينسب إليها أبو نصر أحمد بن محمد بن علي الأسترسني البازكندي قدم بغداد في سنة 894 فيما ذكر القاضي أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدمشقي قال وحدث بها عن أحمد بن عيسى بن عبيد الله الدلفي وذكر أنه سمع منه بأستراباذ سمع منه جماعة منهم أبو الرضا أحمد بن مسعود الناقد
أستغداديزة بالضم ثم السكون وضم التاء المثناة وسكون الغين المعجمة ودالان مهملان بينهما ألف وياء ساكنة وزاي وهاء قرية على أربعة فراسخ من نخشب بما وراء النهر ينسب إليها جماعة منهم أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن عاصم بن رمضان الأستغداديزي المعروف بالنخشبي أحد العلماء الحفاظ توفي بنخشب في سنة 954 وقيل سنة 754
أستناباذ بالضم ثم السكون وضم التاء المثناة ونون وألف وباء موحدة وألف وذال معجمة قلعة بين الري وبينها عشرة فراسخ من ناحية طبرستان وهي أستوناوند وسيأتي ذكرها بأتم من هذا
أستوا بالضم ثم السكون وضم التاء المثناة وواو وألف كورة من نواحي نيسابور معناه بلسانهم المضحاة والمشرقة تشتمل على ثلاث وتسعين قرية وقصبتها خبوشان قاله أبو القاسم البيهقي وقال أبو سعد أستوا ناحية من نواحي نيسابور تشتمل على نواح كثيرة وقرى جمة وتقرن بخوجان فيقال أستوا وخوجان وهي من عيون نواحي نيسابور وحدودها متصلة بحدود نسا خرج منها خلق من العلماء والمحدثين منهم أبو جعفر محمد بن بسطام بن الحسن الأستوائي ولي قضاء نيسابور ودام له القضاء بها في أولاده وتوفي بها سنة 234 وعمر بن عقبة الأستوائي النيسابوري من أصحاب عبد الله بن المبارك وقد روى عن أصحاب ابن المبارك مثل وهب بن زمعة وسلمة بن

سليمان حدث عنه محمد بن عبد الوهاب الفراء ومحمد بن أشرس السلمي قاله الحاكم أبو عبد الله في تاريخ نيسابور
أستوريس بالضم حصن من أعمال وادي الحجارة بالأندلس أحدثه محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام الأموي صاحب الأندلس عمره في نحر العدو
أستوناوند بالضم ثم السكون والتاء المثناة والواو ساكنة ونون وألف وواو مفتوحة ونون أخرى ساكنة ودال مهملة ومنهم من يقول استناباذ وقد تقدم وهو اسم قلعة مشهورة بدنباوند من أعمال الري ويقال جرهد أيضا وهي من القلاع القديمة والحصون الوثيقة قيل أنها عمرت منذ ثلاثة آلاف سنة ونيف وكانت في أيام الفرس معقلا للمصمغان ملك تلك الناحية يعتمد بكليته عليه ومعنى المصمغان مس مغان والمس الكبير ومغان المجوس فمعناه كبير المجوس وحاصره خالد بن برمك حتى غلب على ملكه وقلع دولته وأخذ بنتين له وقدم بهما بغداد فشراهما المهدي وأولدهما فإحداهما أم المنصور بن المهدي واسمها البحرية وأولد الأخرى ولدا آخر ثم خربت هذه القلعة مدة وأعيدت عمارتها مرة بعد أخرى إلى أن كان آخر خرابها على يد أبي علي الصغاني صاحب جيش خراسان في نحو سنة 053 ثم عمرها علي بن كتامة الديلمي وجمع فيها خزائنه وذخائره ثم انتقلت إلى فخر الدولة بن ركن الدولة بن بويه الديلمي بما فيها من الذخائر ثم تملكها الباطنية مدة فأنفذ السلطان محمد بن جلال الدولة ملك شاه السلجوقي في سنة 056 الأمير سنقر كنجك فحاصرها وأطال حتى افتتحها وخربها ولا علم بها بعد ذلك
إستينيا بالكسر ثم السكون وكسر التاء وياء ساكنة ونون مكسورة وياء وألف قرية بالكوفة قال المدائني كان الناس يقدمون على عثمان بن عفان رضي الله عنه فيسألونه أن يعوضهم مكان ما خلفوا من أرضهم بالحجاز وتهامة ويقطعهم عوضه بالكوفة والبصرة فأقطع خباب بن الأرت إستينيا قرية بالكوفة
أستيا بالفتح ثم السكون وكسر التاء وياء وألف من أشهر مدن الغور بضم الغين المعجمة وهي جبال بين هراة وغزنة تذكر في موضعها أفادنيها بعض أهل هذه المدينة
اسحمان يروى بفتح الهمزة والحاء المهملة بلفظ تثنية الأسحم وهو الأسود ويروى بكسرهما وهو اسم جبل
أسداباذ بفتح أوله وثانيه وبعد الألف باء موحدة وآخره ذال معجمة بلدة عمرها أسد بن ذي السرو الحميري في اجتيازه مع تبع والعجم يسكنون السين عجمة وهي مدينة بينها وبين همذان مرحلة واحدة نحو العراق وبينهما وبين مطابخ كسرى ثلاثة فراسخ وإلى قصر اللصوص أربعة فراسخ وقد نسب إليها جماعة كثيرة من أهل العلم والحديث منهم أبو عبد الله الزبير بن عبد الواحد بن محمد بن زكرياء ابن صالح بن إبراهيم الأسداباذي الحافظ سمع أبا يعلى الموصلي وغيره وتوفي سنة 743
و أسداباذ أيضا قرية من أعمال بيهق ثم من نواحي نيسابور أنشأها أسد بن عبد الله القسري في سنة 021 حيث كان على خراسان من قبل أخيه خالد في أيام هشام بن عبد الملك
أسر بضمتين بلد بالحزن أرض بني يربوع بن حنظلة ويقال فيه يسر أيضا عن نصر

أسروشنة بالفتح ثم السكون وضم الراء وسكون الواو وفتح الشين المعجمة ونون كذا ذكره أبو سعد بالسين المهملة بعد الهمزة والأشهر الأعرف أن بعد الهمزة شينا معجمة وسنذكره هناك بأتم مما ذكرناه هنا وهي مدينة بما وراء النهر
أسطان بالضم ثم السكون وآخره نون قلعة مشهورة من نواحي خلاط بأرمينية
أسطوان بالضم ثم السكون وضم الطاء المهملة وآخره نون قلعة في الثغور الرومية من ناحية الشام غزاها سيف الدولة بن حمدان فقال شاعره الصفري ولا تسألا عن أسطوان فقد سطا عليها بأنياب له ومخالب وأخاف أن تكون التي قبلها والله أعلم
أسطوخوذوس زعم الأطباء أنه اسم جزيرة في البحر من عدة جزائر وينبت فيها هذا العقار فسمي العقار باسمها
أسفاقس بالفتح ثم السكون والفاء وألف وقاف مضمومة وسين مهملة اسم مدينة من نواحي إفريقية إذا خرجت من قابس تريد الغرب جئتها ومنها إلى المهدية والغالب على غلتها الزيتون وهي منيعة ذات سور من حجر بينها وبين المهدية مرحلتان
أسفانبر بالفتح ثم السكون وفاء وألف ونون مكسورة وباء موحدة ساكنة وراء وهي اسبانبر المتقدم ذكرها وهي إحدى السبع التي سميت بها مدائن كسرى بالعراق المدائن وأصلها اسفانبور فعربت على اسبانبر
أسفجين بعد السين الساكنة فاأ وجيم وهي قرية بهمذان من رستاق ونجر بها منارة ذات الحوافر كتب خبرها في باب الحاء
إسفذن بالكسر ثم السكون وفتح الفاء وسكون الذال المعجمة ونون من قرى الري ينسب إليها أبو العباس أحمد بن علي بن إسماعيل بن علي بن أبي بكر الإسفذني الرازي توفي ببغداد سنة 192 حدث عن إبراهيم بن موسى الفراء وروى عنه الطبراني وذكره ابن ماكولا في الأسعدي فوهم فيه
أسفرايين بالفتح ثم السكون وفتح الفاء وراء وألف وياء مكسورة وياء أخرى ساكنة ونون بليدة حصينة من نواحي نيسابور على منتصف الطريق من جرجان واسمها القديم مهرجان سماها بذلك بعض الملوك لخضرتها ونضارتها ومهرجان قرية من أعمالها وقال أبو القاسم البيهقي أصلها من أسبرايين بالباء الموحدة وأسبر بالفارسية هو الترس وايين هو العادة فكأنهم عرفوا قديما بحمل التراس فسميت مدينتهم بذلك وقيل بناها اسفنديار فسميت به ثم غير لتطاول الأيام وتشتمل ناحيتها على أربعمائة وإحدى وخمسين قرية والله أعلم
وقال أبو الحسن علي بن نصر الفندورجي يتشوق أسفرايين وأهلها سقى الله في أرض إسفرايين عصبتي فما تنتهي العلياء إلا إليهم وجربت كل الناس بعد فراقهم فما ازددت إلا فرط ضن عليهم وينسب إليها خلق كثير من أعيان الأئمة منهم يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الأسفراييني أحد حفاظ

الدنيا سمع بالموصل من علي بن حرب الطائي وسافر في طلب الحديث إلى البلاد الشاسعة توفي سنة 136 وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الأسفراييني المشهور توفي بنيسابور يوم عاشوراء سنة 814 وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الأسفراييني الحافظ صاحب المسند المصحح المخرج على كتاب مسلم أحد الحفاظ الجوالين والمحدثين المكثرين طاف الشام ومصر والبصرة والكوفة والحجاز وواسطا والجزيرة واليمن وأصبهان وفارس والري سمع بمصر يونس بن عبد الأعلى وأبا إبراهيم المزني والربيع بن سليمان ومحمدا وسعدا ابني عبد الله بن عبد الحكيم وبالشام يزيد بن محمد بن عبد الصمد وغيره وبالعراق الحسن الزعفراني وعمر بن شبة وبخراسان محمد بن يحيى الذهلي ومسلم بن الحجاج وأحمد بن سعيد الدارمي روى عنه خلق كثير منهم سليمان الطبراني وأبو أحمد بن عدي وحج خمس مرات وكان من أهل الاجتهاد والطلب والحفظ ومات سنة 136 ومحمد بن علي بن الحسين أبو علي الأسفراييني الواعظ يعرف بابن السقاء قال أبو عبد الله الحافظ أبو علي الأسفراييني من حفاظ الحديث والجوالين في طلبه والمعروفين بكثرة الحديث والتصنيف للشيوخ والأبواب وصحبة الصالحين من أئمة الصوفية في أقطار الأرض سمع بخراسان والعراق والجزيرة والشام ومصر وواسط والكوفة والبصرة وكتب بالري وقزوين وجرجان وطبرستان وتوفي بأسفرايين في ذي القعدة سنة 273
وأبو حامد أحمد بن محمد بن أحمد الفقيه الإمام الأسفراييني أقام ببغداد ودرس الفقه وانتهت إليه الرئاسة في مذهب الشافعي قيل كان يحضر درسه سبعمائة فقيه وكانوا يقولون لو رآه الشافعي رضي الله عنه لفرح به قال ولدت سنة 443 وقدمت بغداد سنة 364 ودرس الفقه من سنة 073 إلى أن مات سنة 046
إسفرنج بالكسر ثم السكون وفتح الفاء والراء وسكون النون وجيم من قرى سغد سمرقند منها أبو فيد محمد بن محمد بن إسماعيل الإسفرنجي
أسفزار بفتح الهمزة وسكون السين والفاء تضم وتكسر وزاي وألف وراء مدينة من نواحي سجستان من جهة هراة ينسب إليها أبو القاسم منصور بن أحمد بن الفضل بن نصر بن عصام الاسفزاري المنهاجي سمع عامة مشايخ وقته روى عن أبي عمرو بن عبد الواحد بن محمد المليحي كتاب دلائل النبوة لأبي بكر القفال الشاشي وكان وحيد عصره في حفظ شعائر الإسلام وأهله متبعا للآثار واعظا حسن الكلام حلو المنطق بعيد الإشارة في كلام الصوفية خادما لهم سخيا متواضعا كريم الطبع خفيف الروح من أعيان أهل العلم مؤمنا بأهل الخرقة قائما بحوائج المظلومين والمساكين يدخل على السلاطين والجبابرة يذكرهم الله ويحثهم على طاعته ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر لا يخاف من سطوتهم ولا يبالي بهم فيقبلون منه أمره قتل في همذان في السنة شهيدا على باب خانقاه أبي بكر المقري وقت الأسفار في الرابع عشر من شوال سنة 205
إسفس بالكسر ثم السكون وفتح الفاء وسين أخرى من قرى مرو قرب فاز يقال لها اسبس والقن منها خالد بن رقاد بن إبراهيم الذهلي الإسفسي
أسف بفتحتين وفاء قرية من نواحي النهروان من أعمال بغداد بقرب إسكاف ينسب إليها مسعود بن

جامع أبو الحسن البصري الأسفي حدث ببغداد عن الحسين بن طلحة النعالي سمع منه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب النحوي في سنة 045
إسفنج بالكسر ثم السكون وفتح الفاء وسكون النون وجيم قرية من كورة أرغيان من نواحي نيسابور يقال لها سبنج منها عامر بن شعيب الإسفنجي أسفونا بالفتح ثم السكون وضم الفاء وسكون الواو ونون وألف اسم حصن كان قرب معرة النعمان بالشام افتتحه محمود بن نصر بن صالح بن مرداس الكلابي فقال أبو يعلى عبد الباقي بن أبي حصن يمدحه ويذكره عداتك منك في وجل وخوف يريدون المعاقل أن تصونا فظلوا حول أسفونا كقوم أتى فيهم فظلوا آسفينا وذكر أبو غالب بن مهذب المعري في تاريخه أن محمود بن نصر رهن ولده نصرا عند صاحب انطاكية على أربعة عشر ألف دينار وخراب حصن أسفونا إذا ملك حلب وأخذها من عمه عطية فلما ملك حلب خرب حصن أسفونا وأخرج لذلك عزيز الدولة ثابتا وشبل بن جامع وجمعا الناس من معرة النعمان وكفر طاب وأعمالهما حتى خرباه
أسفيجاب بالفتح ثم السكون وكسر الفاء وياء ساكنة وجيم وألف وباء موحدة اسم بلدة كبيرة من أعيان بلاد ما وراء النهر في حدود تركستان ولها ولاية واسعة وقرى كالمدن كثيرة وهي من الإقليم الخامس طولها ثمان وتسعون درجة وسدس وعرضها تسع وثلاثون درجة وخمسون دقيقة وكانت من أعمر بلاد الله وأنزهها وأوسعها خصبا وشجرا ومياها جارية ورياضا مزهرة ولم يكن بخراسان ولا بما وراء النهر بلد لا خراج عليه إلا أسفيجاب لأنها كانت ثغرا عظيما فكانت تعفى من الخراج وذلك ليصرف أهلها خراجها في ثمن السلاح والمعونة على المقام بتلك الأرض وكذلك كان ما يصاقبها من المدن نحو طراز وصبران وسانيكث وفاراب حتى أتت على تلك النواحي حوادث الدهر وصروف الزمان أولا من خوارزم شاه محمد بن تكش بن ألب أرسلان بن آق سنقر بن محمد بن أنوشتكين فإنه لما ملك ما وراء النهر وأباد ملك الخائنة وكانوا جماعة قد حفظ كل واحد منهم طرفه فلما لم يبق منهم أحدا عجز عن حفظ تلك البلاد لسعة مملكتها فخرب بيده أكثر تلك الثغور وأنهبها عساكره فجلا أهلها عنها وفارقوها بأجياد ملتفتة وأعناق إليها مائلة منعطفة فبقيت تلك الجنان خاوية على عروشها تبكي العيون وتشجي القلوب منهدمة القصور متعطلة المنازل والدور وضل هادي تلك الأنهار وجرت متحيرة في كل أوب على غير اختيار ثم تبع ذلك حوادث في سنة 616 التي لم يجر منذ قامت السموات والأرض مثلها وهو ورود التتر خذلهم الله من أرض الصين فأهلكوا من بقي هنالك متماسكا فيمن أهلكوا من غيرهم فلم يبق من تلك الجنان المندرة والقصور المشرفة غير حيطان مهدومة وآثار من أمم معدومة وقد كان أهل تلك البلاد أهل دين متين وصلاح مبين ونسك وعبادة والإسلام فيهم غض المجنى حلو المعنى يحفظون حدوده ويلتزمون شروطه لم تظهر فيهم بدعة استحقوا بها العذاب والجلاء ولكن يفعل الله بعباده ما يشاء

ويحكم ما يريد رمت بهم الأيام عن قوس غدرها كأن لم يكونوا زينة الدهر مره وما زال جور الدهر يغشى ديارهم يكر عليهم كأة ثم كره فأجلاهم عنها جميعا فأصبحت منازلهم للناظر اليوم عبره وقد خرج من أسفيجاب طائفة من أهل العلم في كل فن منهم أبو الحسن علي بن منصور بن عبد الله بن أحمد المؤدب المقري الأسفيجابي مات بعد الثمانين وثلاثمائة ولم يكن ثقة تكلموا فيه
أسفيذار بالفتح ثم السكون وكسر الفاء وياء ساكنة وذال معجمة وألف وراء اسم ولاية على طرف بحر الديلم تشتمل على قرى واسعة وأعمال وصاحبها عاص لا يعطي لأحد طاعة لأنها جبال وعرة ومسالك ضيقة
أسفيذاسنج رستاق من نواحي هراة له ذكر في أخبار الدولة
أسفيذبان بالفتح ثم السكون وكسر الفاء وياء ساكنة ودال معجمة مفتوحة وباء موحدة وألف ونون من قرى أصبهان ينسب إليها عبد الله بن الوليد الأسفيذباني وأسفيذبان من قرى نيسابور
أسفيذجان ناحية بالجبال من أرض ماه قتل بها زياد بن خراش العجلي الخارجي هو وأتباعه
أسفيذدشت شطره كالذي قبله ثم دال مفتوحة مهملة وشين معجمة ساكنة وتاء مثناة معناه الصحراء البيضاء قرية من نواحي أصبهان منها أبو حامد أحمد بن محمد بن موسى بن الصناج الخزاعي الأسفيذدشتي الأصبهاني مات سنة 792
أسفيذ مثل شطر الذي قبله معناه الأبيض مدينة في جبال كرمان عامرة
أسفيذروذبار معناه ناحية النهر الأبيض قال شيرويه بن شهردار وذكر نظام الملك أبا علي الحسن بن إسحاق فقال سمعت عليه في بلد أسفيذروذبار في أيام الصبا بقراءة أبي الفضل القومساني لأجلنا عليه وأظنه موضعا بهمذان محلة أو قرية من قراها
أسفيذن مثل شطر الذي قبله وزيادة النون من قرى الري ويقال أسفذن بإسقاط الياء ينسب إليها علي بن أبي بكر الرازي الأسفيذني حدث عن حماد بن يحيى عن قتادة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم من حوسب عذب رواه عنه الحسن بن علي بن الحارث الهمذاني
أسفيرة بالفتح ثم السكون وكسر الفاء وياء ساكنة وراء وهاء من قرى حلب
إسفينقان بالكسر ثم السكون وكسر الفاء وياء ساكنة ونون مفتوحة وقاف وألف ونون بليدة من نواحي نيسابور منها أبو الفتوح مسعود ابن أحمد الإسفينقاني يروي عن محمد بن عبد الله ابن زيدة الضبي الأصبهاني
أسفي بفتحتين وكسر الفاء بلدة على شاطىء البحر المحيط بأقصى المغرب
أسقب بالضم ثم السكون وضم القاف والباء موحدة خفيفة بلدة من عمل برقة ينسب إليها أبو الحسن يحيى بن عبد الله بن علي اللخمي الراشدي

الأسقبي كتب عنه السلفي حكايات وأخبارا عن أبي الفضل عبد الله بن الحسين بن بشر بن الجوهري الواعظ وغيره وقال مات في رمضان سنة 535 وله ثمانون سنة
أسقف بالفتح ثم السكون وضم القاف وفاء موضع بالبادية كان به يوم من أيامهم قال عنترة فإن يك عز في قضاعة ثابت فإن لنا برحرحان وأسقف أي لنا في هذين الموضعين مجد وقال ابن مقبل وإذا رأى الوراد ظل بأسقف يوما كيوم عروبة المتطاول أسقفة بالضم وباقيه مثل الذي قبله وزيادة الهاء رستاق نزه بشجر نضر بالأندلس وقصبته غافق
إسكارن بالكسر ثم السكون ثم الكاف وألف وراء مفتوحة ونون ويقال سكارن بإسقاط الهمزة قرية بقرب دبوسية من نواحي الصغد من قرى كشانية منها بكر بن حنظلة بن أنومرد الإسكارني الصغدي وابنه محمد بن بكر توفي بعد السبعين وثلاثمائة
إسكاف بالكسر ثم السكون وكاف وألف وفاء إسكاف بني الجنيد كانوا رؤساء هذه الناحية وكان فيهم كرم ونباهة فعرف الموضع بهم وهو إسكاف العليا من نواحي النهروان بين بغداد وواسط من الجانب الشرقي وهناك إسكاف السفلى بالنهروان أيضا خرج منها طائفة كثيرة من أعيان العلماء والكتاب والعمال والمحدثين لم يتميزوا لنا وهاتان الناحيتان الآن خراب بخراب النهروان منذ أيام الملوك السلجوقيين كان قد انسد نهر النهروان واشتغل الملوك عن إصلاحه وحفره باختلافهم وتطرقها عساكرهم فخربت الكورة بأجمعها وممن ينسب إليها أبو بكر محمد بن أحمد بن مالك الإسكافي روى عنه الدارقطني وأبو بكر بن مردويه ومات بإسكاف سنة 253 وكان ثقة وأبو الفضل رزق بن موسى الإسكافي حدث عن يحيى بن سعيد القطان وأنس بن عياض الليثي وسفيان بن عيينة وشبابة ابن سوار وسلمة بن عطية روى عنه عبد الله بن محمد بن ناجية ومحمد بن سلميان الباغندي ويحيى بن صاعد والقاضي المحاملي وكان ثقة ومنهم محمد ابن عبد الله إبو جعفر الإسكافي عداده في أهل بغداد أحد المتكلمين من المعتزلة له تصانيف فكان يناظر الحسين بن علي الكرابيسي ويتكلم معه مات في سنة 402 ومحمد بن يحيى بن هارون أبو جعفر الإسكافي حدث عن إسحاق بن شاهين الواسطي وعبدة بن عبد الله الصفار روى عنه الدارقطني والمعافى بن زكرياء الجريري وذكر الدارقطني أنه سمع منه بإسكاف ومحمد بن عبد المؤمن الإسكافي الخطيب القاضي بها حدث عن الحسن بن محمد بن عبيد العسكري ومحمد ابن المظفر وأبي بكر الأبهري وكان ثقة متفقها في مذهب مالك روى عنه الخطيب وغيره وإسمعيل ابن المؤمل بن الحسين بن إسمعيل الإسكافي أبو غالف سمع منه أبو المعالي عزيزي بن عبد الملك الجيلي المعروف بشيذلة شيئا من شعره وأبو الحسن أحمد بن عمر ابن أحمد الإسكافي سمع منه أبو الحسن محمد بن أحمد ابن محمد النحاس العطار وغيره وغير هؤلاء مذكورون في تاريخ بغداد
أسكبون بالفتح ثم السكون وكسر الكاف وباء موحدة وواو ساكنة ونون إحدى قلاع فارس المنيعة من رستاق مائين المرتقى إليها صعب

جدا ليست مما يمكن فتحها عنوة وبها عين من الماء حارة
أسكر بالفتح ثم السكون وفتح الكاف وراء قرية مشهورة نحو صعيد مصر بينها وبين الفسطاط يومان من كورة الأطفيحية كان عبد العزيز بن مروان يكثر الخروج إليها والمقام بها للنزهة وبها مات
وقد أسقط نصيب الهمزة من أوله فقال يرثي عبد العزيز أصبت يوم الصعيد من سكر مصيبة ليس لي بها قبل وقد زعم بعضهم أن موسى بن عمران عليه السلام ولد بأسكر وله بها مشهد يزار إلى هذه الغاية
وبمصر قرية أخرى يقال لها أشكر بالشين المعجمة تذكر
إسكلكند بالكسر ثم السكون وكسر الكاف الأولى وسكون اللام وفتح الكاف الثانية وسكون النون ودال مهملة مدينة صغيرة بطخارستان بلخ كثيرة الخير ولها رساتيق وبها منبر وتسقط همزتها وستذكر في السين إن شاء الله
إسكندرونة بعد الدال راء وواو ساكنة ونون قال أحمد بن الطيب هي مدينة في شرقي أنطاكية على ساحل بحر الشام بينها وبين بغراس أربعة فراسخ وبينها وبين أنطاكية ثمانية فراسخ ووجدت في بعض تواريخ الشام أن إسكندرونة بين عكا وصور
الإسكندرية قال أهل السير إن الإسكندر بن فيلفوس الرومي قتل كثيرا من الملوك وقهرهم ووطىء البلدان إلى أقصى الصين وبنى السد وفعل الأفاعيل ومات وعمره اثنتان وثلاثون سنة وسبعة أشهر لم يسترح في شيء منها قال مؤلف الكتاب وهذا إن صح فهو عجيب مفارق للعادات والذي أظنه والله أعلم أن مدة ملكه أو حدة سعده هذا المقدار ولم تحسب العلماء غير ذلك من عمره فإن تطواف الأرض بسير الجنود مع ثقل حركتها لاحتياجها في كل منزل إلى تحصيل الأقوات والعلوفة ومصابرة من يمتنع عليه من أصحاب الحصون يفتقر إلى زمان غير زمان السير ومن المحال أن تكون له همة يقاوم بها الملوك العظماء وعمره دون عشرين سنة وإلى أن يتسق ملكه ويجتمع له الجند وتثبت له هيبة في النفوس وتحصل له رياسة وتجربة وعقل يقبل الحكمة التي تحكى عنه يفتقر إلى مدة أخرى مديدة ففي أي زمان كان سيره في البلاد وملكه لها ثم إحداثه ما أحدث من المدن في كل قطر منها واستخلافه الخلفاء عليها على أنه قد جرى في أيامنا هذه وعصرنا الذي نحن فيه في سنة سبع عشرة وثماني عشرة وستمائة من التتر الواردين من أرض الصين ما لو استمر لملكوا الدنيا كلها في أعوام يسيرة فإنهم ساروا من أوائل أرض الصين إلى أن خرجوا من باب الأبواب وقد ملكوا وخربوا من البلاد الإسلامية ما يقارب نصفها لأنهم ملكوا ما وراء النهر وخراسان وخوارزم وبلاد سجستان ونواحي غزنة وقطعة من السند وقومس وأرض الجبل بأسره غير أصبهان وطبرستان وأذربيجان وأران بعض أرمينية وخرجوا من الدربند كل ذلك في أقل من عامين
وقتلوا أهل كل مدينة ملكوها ثم خذلهم الله وردهم من حيث جاؤوا ثم إنهم بعد خروجهم من الدربند ملكوا بلاد الخزر واللان وروس وسقسين وقتلوا القبجاق في بواديهم حتى انتهوا إلى بلغار في نحو عام آخر فكأن

هذا عضد قصة الإسكندر على أن الإسكندر كان إذا ملك البلاد عمرها واستخلف عليها وهذا يفتقر إلى زمان غير زمان الخراب فقط قال أهل السير بنى الإسكندر ثلاث عشرة مدينة وسماها كلها باسمه ثم تغيرت أساميها بعده وصار لكل واحدة منها اسم جديد فمنها الإسكندرية التي بناها في باورنقوس ومنها الإسكندرية التي بناها تدعى المحصنة ومنها الإسكندرية التي بناها ببلاد الهند ومنها الإسكندرية التي في جاليقوس ومنها الإسكندرية التي في بلاد السقوياسيس ومنها الإسكندرية التي بأرض بابل ومنها الإسكندرية التي هي ببلاد الصغد وهي سمرقند ومنها الإسكندرية التي تدعى مرغبلوس وهي مرو ومنها الإسكندرية التي في مجاري الأنهار بالهند ومنها الإسكندرية التي سميت كوش وهي بلخ ومنها الإسكندرية العظمى التي ببلاد مصر فهذه ثلاث عشرة إسكندرية نقلتها من كتاب ابن الفقيه كما كانت فيه مصورة وقرأت في كتاب الحافظ أبي سعد أنشدني أبو محمد عبد الله بن الحسن بن محمد الإيادي من لفظه بالإسكندرية قرية بين حلب وحماة قال الأديب الأبيوردي فيا ويح نفسي لا أرى الدهر منزلا لعلوة إلا ظلت العين تذرف ولو دام هذا الوجد لم يبق عبرة ولو أنني من لجة البحر أغرف و الإسكندرية أيضا قرية على دجلة بإزاء الجامدة بينها وبين واسط خمسة عشر فرسخا ينسب إليها أحمد ابن المختار بن مبشر بن محمد بن أحمد بن علي بن المظفر أبو بكر الإسكندراني من ولد الهادي بالله أمير المؤمنين تفقه على مذهب الشافعي رضي الله عنه وكان أديبا فاضلا خيرا قدم بغداد في سنة 015 متظلما من عامل ظلمه فسمع منه أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ وغيره أبياتا من شعره قاله صاحب الفيصل
ومنها الإسكندرية قرية بين مكة والمدينة ذكرها الحافظ أبو عبد الله بن النجار في معجمه وأفادنيها من لفظه وجميع ما ذكرنا من المدن ليس فيها ما يعرف الآن بهذا الاسم إلا الإسكندرية العظمى التي بمصر قال المنجمون طول الإسكندرية تسع وستون درجة ونصف وعرضها ست وثلاثون درجة وثلث وفي زيج أبي عون طول الإسكندرية إحدى وخمسون درجة وعرضها إحدى وخمسون درجة وعرضها إحدى وثلاثون درجة وهي في الإقليم الثالث وذكر آخر أن الإسكندرية في الاقليم الثاني وقال طولها إحدى وثلاثون درجة واختلفوا في أول من أنشأ الإسكندرية التي بمصر اختلافا كثيرا نأتي منه بمختصر لئلا نمل بالإكثار ذهب قوم إلى أنها إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد
وقد روي عن النبي أنه قال خير مسالحكم الإسكندرية
ويقال إن الإسكندر والفرما أخوان بنى كل واحد منهما مدينة بأرض مصر وسماها باسمه ولما فرغ الإسكندر من مدينته قال قد بنيت مدينة إلى الله فقيرة وعن الناس غنية فبقيت بهجتها ونضارتها إلى اليوم وقال الفرما لما فرغ من مدينته قد بنيت مدينة عن الله غنية وإلى الناس فقيرة فذهب نورها فلا يمر يوم إلا وشيء منها ينهدم وأرسل الله عليها الرمال فدمتها إلى أن دثرت وذهب أثرها
وعن الأزهر بن معبد قال قال لي عمر بن عبد

العزيز أين تسكن من مصر قلت أسكن الفسطاط فقال أف أم نتن أين أنت عن الطيبة قلت أيتهن هي قال الإسكندرية وقيل إن الإسكندر لما هم ببناء الإسكندرية دخل هيكلا عظيما كان لليونانيين فذبح فيه ذبائح كثيرة وسأل ربه أن يبين له أمر هذه المدينة هل يتم بناؤها أم هل يكون أمرها إلى خراب فرأى في منامه كأن رجلا قد ظهر له من الهيكل وهو يقول له إنك تبني مدينة يذهب صيتها في أقطار العالم ويسكنها من الناس ما لا يحصى عددهم وتختلط الرياح الطيبة بهوائها ويثبت حكم أهلها وتصرف عنها السموم والحرور وتطوى عنها قوة الحر والبرد والزمهرير ويكتم عنها الشرور حتى لا يصيبها من الشياطين خبل وإن جلبت عليها ملوك الأرض بجنودهم وحاصروها لم يدخل عليها ضرر
فبناها وسماها الإسكندرية ثم رحل عنها بعدما استتم بناءها فجال الأرض شرقا وغربا ومات بشهرزور وقيل ببابل وحمل إلى الإسكندرية فدفن فيها
وذكر آخرون أن الذي بناها هو الإسكندر الأول ذو القرنين الرومي واسمه أشك بن سلوكوس وليس هو الإسكندر بن فيلفوس وأن الإسكندر الأول هو الذي جال الأرض وبلغ الظلمات وهو صاحب موسى والخضر عليهما السلام وهو الذي بنى السد وهو الذي لما بلغ إلى موضع لا ينفذه أحد صور فرسا من نحاس وعليه فارس من نحاس ممسك يسرى يديه على عنان الفرس وقد مد يمناه وفيها مكتوب ليس ورائي مذهب
وزعموا أن بينه وبين الإسكندر الأخير صاحب دارا المستولي على أرض فارس وصاحب أرسطاطاليس الحكيم الذي زعموا أنه عاش اثنتين وثلاثين سنة دهر طويل وأن الأول كان مؤمنا كما قص الله عنه في كتابه وعمر عمرا طويلا وملك الأرض وأما الأخير فكان يرى رأي الفلاسفة ويذهب إلى قدم العالم كما هو رأي أستاذه أرسطاطاليس وقتل دارا ولم يتعد ملكه الروم وفارس
وذكر محمد بن إسحاق أن يعمر بن شداد بن عاد بن عوض ابن إرم بن سام بن نوح عليه السلام هو الذي أنشأ الإسكندرية وهي كنيسة حنس وزبر فيها أنا يعمر بن شداد أنشأت هذه المدينة وبنيت قناطرها ومعابرها قبل أن أضع حجرا على حجر وأجريت ماءها لأرفق بعمالها حتى لا يشق عليهم نقل الماء وصنعت معابر لممر أهل السبيل وصيرتها إلى البحر وفرقتها عند القبة يمينا وشمالا
وكان يعمل فيها تسعون ألفا لا يرون لهم ربا إلا يعمر بن شداد وكان تاريخ الكتاب ألفا ومائتي سنة
وقال ابن عفير إن أول من بنى الإسكندرية جبير المؤتفكي وكان قد سخر بها سبعين ألف بناء وسبعين ألف مخندق وسبعين ألف مقنطر فعمرها في مائتي سنة وكتب على العمودين اللذين عند البقرات بالإسكندرية وهما أساطين نحاس يعرفان بالمسلتين أنا جبير المؤتفكي عمرت هذه المدينة في شدتي وقوتي حين لا شيبة ولا هرم أضناني وكنزت أموالها في مراجل جبيرية وأطبقته بطبق من نحاس وجعلته داخل البحر وهذان العمودان بالإسكندرية عند مسجد الرحمة وروي أيضا أنه كان مكتوبا عليهما بالحميرية أنا شداد بن عاد الذي نصب العماد وجند الأجناد وسد بساعده الواد بنيت هذه الأعمدة في شدتي وقوتي إذ لا موت ولا شيب وكنزت كنزا على البحر في خمسين ذراعا لا تصل إليه إلا أمة هي آخر الأمم وهي أمة محمد

ويقال إنما دعا جبيرا المؤتفكي إلى بنائها أنه وجد بالقرب منها في مغارة على شاطىء البحر تابوتا من نحاس ففتحه فوجد فيه تابوتا من فضة ففتحه فإذا فيه درج من حجر الماس ففتحه فإذا فيه مكحلة من ياقوتة حمراء مرودها عرق زبرجد أخضر فدعا بعض غلمانه فكحل إحدى عينيه بشيء مماكان في تلك المكحلة فعرف مواضع الكنوز ونظر إلى معادن الذهب ومغاص الدر فاستعان بذلك على بناء الإسكندرية وجعل فيها أساطين الذهب والفضة وأنواع الجواهر حتى إذا ارتفع بناؤها مقدار ذراع أصبح وقد ساخ في الأرض فأعاده أيضا فأصبح وقد ساخ فمكث على ذلك مائة سنة كلما ارتفع البناء ذراعا أصبح سائخا في الأرض فضاق ذرعا بذلك وكان من أهل تلك الأرض راع يرعي على شاطىء البحر وكان يفقد في كل ليلة شاة من غنمه إلى أن أضر به ذلك فارتصد ليلة فبينما هو يرصد إذا بجارية قد خرجت من البحر كأجمل ما يكون من النساء فأخذت شاة من غنمه فبادر إليها وأمسكها قبل أن تعود إلى البحر وقبض على شعرها فامتنعت عليه ساعة ثم قهرها وسار بها إلى منزله فأقامت عنده مدة لا تأكل إلا اليسير ثم واقعها فأنست به وبأهله وأحبتهم ثم حملت وولدت فازداد أنسها وأنسهم بها فشكوا إليها يوما ما يقاسونه من تهدم بنائهم وسيوخه كلما علوه وأنهم إذا خرجوا بالليل اختطفوا فعملت لهم الطلسمات وصورت لهم الصور فاستقر البناء وتم أمر المدينة وأقام بها جبير المؤتفكي خمسمائة سنة ملكا لا ينازعه أحد وهو الذي نصب العمودين اللذين بها ويسميان المسلتين
وكان أنفذ في قطعهما وحملهما إلى جبل بريم الأحمر سبعمائة عامل فقطوهما وحملوهما ونصبهما في مكانهما غلام له يقال له قطن بن جارود المؤتفكي وكان أشد من رؤي في الخلق فلما نصبهما على السرطانين النحاس جعل بإزائهما بقرات نحاس كتب عليها خبره وخبر المدينة وكيف بناها ومبلغ النفقة عليها والمدة ثم غزاه رومان بن تمنع الثمود فهزمه وقتل أصحابه قتلا ذريعا وأقام عمودا بالقرب منهما وكتب عليه أنا رومان الثمودي صنفت أصناف هذه المدينة وأصناف مدينة هرقل الملك بالدوام على الشهور والأعوام ما اختلف ابنا سمير وبقيت حصاة في ثبير وأنا غيرت كتاب جبير الشديد ونشرته بمناشير الحديد وستجدون قصتي ونعتي في طرف العمود فولد رومان بزيعا فملك الإسكندرية بعده خمسين سنة لم يحدث فيها شيئا ثم ملك بعده ابنه رحيب وهو الذي بنى الساطرون بالإسكندرية وزبر على حجر منه أنا رحيب بن بزيع الثمودي بنيت هذه البنية في قوتي وشدتي وعمرتها في أربعين سنة على رأس ست وتسعين سنة من ملكي وولد رحيب مرة وولد مرة موهبا ملك بعد أبيه مائتي سنة وغزا أنيس بن معدي كرب العادي موهبا بالإسكندرية وملكها بعده ثم ملكها بعده يعمر بن شداد بن جناد بن صياد بن شمران بن مياد بن شمر بن يرعش فغزاه ذفافة بن معاوية بن بكر العمليقي فقتل يعمر وملك الإسكندرية وهو أول من سمي فرعون بمصر وهو الذي وهب هاجر أم إساعيل عليه السلام إلى إبراهيم عليه السلام وهذه أخبار نقلناها كما وجدناها في كتب العلماء وهي بعيدة المسافة من العقل لا يؤمن بها إلا من غلب عليه الجهل والله أعلم
ولأهل مصر بعد إفراط في وصف الإسكندرية وقد أثبتها علماؤهم ودونوها في الكتب فيها وهم ومنها ما ذكره الحسن بن إبراهيم المصري

قال كانت الإسكندرية لشدة بياضها لا يكاد يبين دخول الليل فيها إلا بعد وقت فكان الناس يمشون فيها وفي أيديهم خرق سود خوفا على أبصارهم وعليهم مثل لبس الرهبان السواد وكان الخياط يدخل الخيط في الإبرة بالليل وأقامت الإسكندرية سبعين سنة ما يسرج فيها ولا يعرف مدينة على عرضها وطولها وهي شطرنجية ثمانية شوارع في ثمانية قلت أما صفة بياضها فهو إلى الآن موجود فإن ظاهر حيطانها شاهدناها مبيضة جميعها إلا اليسير النادر لقوم من الصعاليك وهي مع ذلك مظلمة نحو جميع البلدان
وقد شاهدنا كثيرا من البلاد التي تنزل بها الثلوج في المنازل والصحاري وتساعدهم النجوم بإشراقها عليها إذا أظلم الليل أظلمت كما تظلم جميع البلاد لا فرق بينها فكيف يجوز لعاقل أن يصدق هذا ويقول به قال وكان في الإسكندرية سبعة حصون وسبعة خنادق قال وكتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه إني فتحت مدينة فيها اثنا عشر ألف بقال يبيعون البقل الأخضر وأصبت فيها أربعين ألف يهودي عليهم الجزية
وروي عن عبد العزيز بن مروان بن الحكم لما ولي مصر وبلغه ما كانت الإسكندرية عليه استدعى مشايخها وقال أحب أن أعيد بناء الإسكندرية على ما كانت عليه فأعينوني على ذلك وأنا أمدكم بالأموال والرجال
قالوا انظرنا أيها الأمير حتى ننظر في ذلك
وخرجوا من عنده وأجمعوا على أن حفروا ناووسا قديما وأخرجوا منه رأس آدمي وحملوه على عجلة إلى المدينة فأمر بالرأس فكسر وأخذ ضرس من أضراسه فوجد وزنه عشرين رطلا على ما به من النخر والقدم فقالوا إذا جئتنا بمثل هؤلاء الرجال نعيد عمارتها على ما كانت فسكت
ويقال إن المعاريج التي بالإسكندرية مثل الدرج كانت مجالس العلماء يجلسون عليها على طبقاتهم فكان أوضعهم علما الذي يعمل الكيمياء من الذهب والفضة فإن مجلسه كان على الدرجة السفلى
وأما خبر المنارة فقد رووا لها أخبارا هائلة وادعوا لها دعاوي عن الصدق عادلة وعن الحق مائلة فقالوا إن ذا القرنين لما أراد بناء منارة الإسكندرية أخذ وزنا معروفا من حجارة ووزنا من آجر ووزنا من حديد ووزنا من نحاس ووزنا من رصاص ووزنا من قصدير ووزنا من حجارة الصوان ووزنا من ذهب ووزنا من فضة وكذلك من جميع الأحجار والمعادن ونقع جميع ذلك في البحر حولا ثم أخرجه فوجده قد تغير كله وحال عن حاله ونقصت أوزانه إلا الزجاج فإنه لم يتغير ولم ينقص فأمر أن يجعل أساس المنارة من الزجاج وعمل على رأس المنارة مرآة ينظر فيها الناظر فيرى المراكب إذا خرجت من أفرنجة أو من القسطنطينية أو من سائر البلاد لغزو الإسكندرية فأضر ذلك بالروم فلم يقدروا على غزوها
وكانت فيها حمة تنفع من البرص ومن جميع الأدواء وكان على الروم ملك يقال له سليمان فظهر البرص في جسمه فعزم الروم على خلعه والاستبدال منه فقال أنظروني أمض إلى حمة الإسكندرية وأعود فإن برئت وإلا شأنكم وما قد عزمتم عليه قال وكان فعله هذا من إظهار البرص بجسمه حيلة ومكرا وإنما أراد قلع المرآة من المنارة ليبطل فعلها فسار إليها في ألف مركب وكان من شرط هذه الحمة أن لا يمنع منها أحد يريد الاستشفاء بها فلما سار إليها فتحوا له أبوابها الشارعة إلى البحر فدخلها وكانت الحمة في وسط المدينة بإزاء المعاريج التي تجلس العلماء عليها

فاستحم في مائها أياما
ثم ذكر أنه قد عوفي من دائه وذهب ما كان به من بلوائه
ولما أشرف على هذه الحمة وما تشفي من الأدواء وكان قد تمكن من البلد بكثرة رجاله قال هذه أضر من المرآة
ثم أمر بها فغورت وأمر أن تقلع المرآة ففعل وأنفذ مركبا إلى القسطنطينية وآخر إلى أفرنجة وأمر من أشرف على المنارة ونظر إلى المركبين إذا دخلا القسطنطينية وأفرنجة وخرجا منها فأعلم أنهما لما بعدا عن الإسكندرية يسيرا غابا عنه فعاد إلى بلاده وقد أمن غائلة المرآة
وقيل إن أول من عمر المنارة امرأة يقال لها دلوكة بنت ريا وسيأتي ذكرها في هذا الكتاب في حائط العجوز وغيره
وقيل بل عمرتها ملكة من ملوك الروم يقال لها قلبطرة وهي في زعم بعضهم التي ساقت الخليج إلى الإسكندرية حتى جاءت به إلى مدينتها وكان الماء لا يصل إلا إلى قرية يقال لها كسا والأخبار والأحاديث عن مصر وعن الإسكندرية ومنارتها من باب حدث عن البحر ولا حرج وأكثرها باطل وتهاويل لا يقبلها إلا جاهل ولقد دخلت الإسكندرية وطوفتها فلم أر فيها ما يعجب منه إلا عمودا واحدا يعرف الآن بعمود السواري تجاه باب من أبوابها يعرف بباب الشجرة فإنه عظيم جدا هائل كأنه المنارة العظيمة وهو قطعة واحدة مدور منتصب على حجر عظيم كالبيت المربع قطعة واحدة أيضا وعلى رأس العمود حجر آخر مثل الذي في أسفله فهذا يعجز أهل زماننا عن معالجة مثله في قطعه من مقطعه وجلبه من موضعه ثم نصبه على ذلك الحجر ورفع الآخر إلى أعلاه ولو اجتمع عليه أهل الإسكندرية بأجمعهم فهو يدل على شدة حامليه وحكمة ناصبيه وعظمة همة الآمر به
وحدثني الوزير الكبير الصاحب العالم جمال الدين القاضي الأكرم أبو الحسن علي بن يوسف بن إبراهيم الشيباني القفطي أدام الله أيامه ثم وقفت على مثل ما حكاه سواء في بعض الكتب وهو كتاب ابن الفقيه وغيره أنه شاهد في جبل بأرض أسوان عمودا قد نقر وهندم في موضعه من الجبل طوله ودوره ولونه مثل هذا العمود المذكور كأن المنية عاجلت بالملك الذي أمر بعمله فبقي على حاله
قال أحمد بن محمد الهمذاني وكانوا ينحتون السواري من جبال أسوان وبينها وبين الإسكندرية مسيرة شهر للبريد ويحملونها على خشب الأطواف في النيل وهو خشب يركب بعضه على بعض وتحمل الأعمدة وغيرها عليه وأما منارة الإسكندرية فقد قدمنا إكثارهم في وصفها ومبالغتهم في عظمها وتهويلهم في أمرها وكل ذلك كذب لا يستحيي حاكيه ولا يراقب الله راويه ولقد شاهدتها في جماعة من العلماء وكل عاد منا متعجبا من تخرص الرواة وذلك إنما هي بنية مربعة شبيهة بالحصن والصومعة مثل سائر الأبنية ولقد رأيت ركنا من أركانها وقد تهدم فدعمه الملك الصالح ابن رزيك أو غيره من وزراء المصريين واستجده فكان أحكم وأتقن وأحسن من الذي كان قبله وهو ظاهر فيه كالشامة لأن حجارة هذا المستجد أحكم وأعظم من القديم وأحسن وضعا ورصفا وأما صفتها التي شاهدتها فإنها حصن عال على سن جبل مشرف في البحر في طرف جزيرة بارزة في ميناء الإسكندرية بينها وبين البر نحو شوط فرس وليس إليها طريق إلا في ماء البحر الملح وبلغني أنه يخاض من إحدى جهاته الماء إليها والمنارة مربعة البناء ولها درجة واسعة يمكن الفارس أن يصعدها بفرسه وقد سقفت الدرج بحجارة طوال مركبة

على الحائطين المكتنفي الدرجة فيرتقى إلى طبقة عالية يشرف منها على البحر بشرافات محيطة بموضع آخر كأنه حصن آخر مربع يرتقي فيه بدرج أخرى إلى موضع آخر يشرف منه على السطح الأول بشرفات أخرى وفي هذا الموضع قبة كأنها قبة الديدبان وهذا شكلها وليس فيها كما يقال غرف كثيرة ومساكن واسعة يضل فيها الجاهل بها بل الدرجة مستديرة بشيء كالبئر فارغ زعموا أنه مهلك وأنه إذا ألقي فيها الشيء لا يعرف قراره ولم أختبره والله اعلم به ولقد تطلبت الموضع الذي زعموا أن المرآة كانت فيه فما وجدته ولا أثره والذي يزعمون أنها كانت فيه هو حائط بينه وبين الأرض نحو مائة ذراع أو أكثر وكيف ينظر في مرآة بينها وبين الناظر فيها مائة ذراع أو أكثر ومن أعلى المنارة فلا سبيل للناظر في هذا الموضع فهذا الذي شاهدته وضبطته وكل ما يحكى غير هذا فهو كذب لا أصل له
وذكر ابن زولاق أن طول منارة الإسكندرية مائتا ذراع وثلاثون ذراعا وأنها كانت في وسط البلد وإنما الماء طفح على على حولها فأخربه وبقيت هي لكون مكانها كان مشرفا على غيره
وفتحت الإسكندرية سنة عشرين من الهجرة في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه على يد عمرو بن العاص بعد قتال وممانعة فلما قتل عمر وولي عثمان رضي الله عنه ولى مصر جميعها عبد الله بن سعد بن أبي سرح أخاه من الرضاع فطمع أهل الإسكندرية ونقضوا فقيل لعثمان ليس لها إلا عمرو بن العاص فإن هيبته في قلوب أهل مصر قوية
فأنفذه عثمان ففتحها ثانية عنوة وسلمها إلى عبد الله بن سعد بن أبي سرح وخرج من مصر فما رجع إليها إلا في أيام معاوية
حدثني القاضي المفضل أبو الحجاج يوسف بن أبي طاهر إسماعيل بن أبي الحجاج المقدسي عارض الجيش لصلاح الدين يوسف بن أيوب قال حدثني الفقيه أبو العباس أحمد بن محمد الأبي وأبة من بلاد إفريقية قال اذكر ليلة وأنا أمشي مع الأديب أبي بكر أحمد بن محمد العيدي على ساحل بحر عدن وقد تشاغلت عن الحديث معه فسألني في أي شيء أنت مفكر فعرفته أنني قد عملت في تلك الساعة شعرا وهو هذا وأنظر البدر مرتاحا لرؤيته لعل طرف الذي أهواه ينظره فقال مرتجلا يا راقد الليل بالإسكندرية لي من يسهر الليل وجدا بي وأسهره ألاحظ النجم تذكارا لرؤيته وإن مرى دمع أجفاني تذكره وأنظر البدر مرتاحا لرؤيته لعل عين الذي أهواه تنظره

قلت ولو استقصينا في أخبار الإسكندرية جميع ما بلغنا لجاء في غير مجلد وهذا كاف بحمد الله
اسكونيا اسكيغفن أسلام بالفتح كأنه جمع سلم وهو من شجر العضاه الواحدة سلمة اسم واد بالعلاة من أرض اليمامة
أسلمان بالفتح وآخره نون وهو نهر بالبصرة لأسلم بن زرعة أقطعه إياه معاوية وهذا اصطلاح قديم لأهل البصرة إذا نسبوا النهر والقرية إلى رجل زادوا في آخر اسمه ألفا ونونا كقولهم عبادان نسبة إلى عباد بن الحصين وزيادان نسبة إلى زياد حتى قالوا عبد اللان نسبة إلى عبد الله وكأنها من نسب الفرس لأن أكثر أهل تلك القرى فرس إلى هذه الغاية
أسمند بالفتح ثم السكون وفتح الميم وسكون النون ودال مهملة من قرى سمرقند ويقال لها سمند باسقاط الهمزة ينسب إليها أبو الفتح محمد ابن عبد الحميد بن الحسن الأسمندي
إسميثن بالكسر ثم السكون وفتح الميم وياء ساكنة وثاء مثلثة مفتوحة ونون من قرى الكشانية قريبة من سمرقند بما وراء النهر والمشهور بالنسبة إليها أبو بكر محمد بن النضر الأسميثني يروي عن أبي عيسى الترمذي توفي قبل سنة 023
إسنا بالكسر ثم السكون ونون وألف مقصورة مدينة بأقصى الصعيد وليس وراءها إلا أدفو وأسوان ثم بلاد النوبة وهي على شاطىء النيل من الجانب الغربي في الإقليم الثاني طولها من الغرب أربع وخمسون درجة وأربع عشرة دقيقة وعرضها أربع وعشرون درجة وأربعون دقيقة وهي مدينة عامرة طيبة كثيرة النخل والبساتين والتجارة وقد نسب إليها قوم قال القاضي ولي الدولة أبو البركات محمد بن حمزة بن أحمد التنوخي لم أر أفصح من القاضي أبي الحسن علي بن النضر الأسنائي قاضي الصعيد ولا آدب منه ولا أكثر احتمالا وكان يحفظ كتاب الله وقرأ القراءات وسمع الصحاح كلها ويحفظ كتاب سيبويه وقرأ علوم الأوائل وكتاب أوقليدس وله شعر وترسل توفي بمصر سنة 505
وكان فلسفيا يتظاهر بمذهب الإسماعيلية
أسناف بالفتح وآخره فاء حصن باليمن من مخلاف سنحان
أسنان بالضم ثم السكون ونونان بينهما ألف من قرى هراة
أسنمة بالفتح ثم السكون وضم النون وفتح الميم وهاء ويروى بضم الهمزة وهو مما استدركه أبو إسحاق الزجاج على ثعلب في كتابه الفصيح فقال وقلت أسنمة بفتح الهمزة والأصمعي يقوله بضم الهمزة والنون فقال ثعلب هكذا رواه لناابن الأعرابي فقال له أنت تدري أن الأصمعي أضبط لمثل هذا
وقال ابن قتيبة أسنمة جبل بقرب طخفة بضم الألف قلت وقد حكى بعض اللغويين أسنمة وهو من غريب الأبنية لأن سيبويه قال ليس في الأسماء والصفات أفعل بفتح الهمزة إلا أن يكسر عليه الواحد للجمع نحو أكلب وأعبد وذكر بن قتيبة أنه جبل وذكر صاحب كتاب العين أنه رملة ويصدقه قول زهير وعرسوا ساعة في كثب أسنمة ومنهم بالقسوميات معترك

وقال غيرهما أسنمة أكمة معروفة بقرب طخفة وقيل قريب من فلج يضاف إليها ما حولها فيقال أسنمات ورواه بعضه أسنمة بلفظ جمع سنام قال وهي أكمات وأنشد لابن مقبل من رمل عرنان أو من رمل أسنمة وقال التوزي رمل أسنمة جبال من الرمل كأنها أسنمة الإبل وقيل أسنمة رملة على سبعة أيام من البصرة وقال عمارة أسنمة نقا محدد طويل كأنه سنام وهي أسفل الدهناء على طريق فلج وأنت مصعد إلى مكة وعنده ماء يقال له العشر وكان أبو عمرو بن العلاء يقول أسنمة بضم الهمزة روى ذلك عنه الأصمعي وقال ربيعة بن مقروم لمن الديار كأنها لم تحلل بجنوب أسنمة فقف العنصل درست معالمها فباقي رسمها خلق كعنوان الكتاب المحول دار لسعدى إذ سعاد كأنها رشأ غضيض الطرف رخص المفصل وقرأت بخط أبي الطيب أحمد بن أحمد المعروف بابن أخي الشافعي الذي نقله من خط أبي سعيد السكري أسنمة بفتح أوله وضم النون وقال هو موضع في بلاد بني تميم قال ذلك في تفسير قول جرير قال العواذل هل تنهاك تجربة أما ترى الشيب والإخوان قد دلفوا أم ما نلم على ربع بأسنمة إلا لعينيك جار غربه يكف ما كان مذ رحلوا من أرض أسنمة إلا الذميل لها ورد ولا علف أسن بضمتين اسم واد باليمن وقيل واد في بلاد بني العجلان قال ابن مقبل زارتك دهماء وهنا بعدما هجعت عنها العيون بأعلى القاع من أسن وقال نصر أسن واد باليمن وقيل من أرض بني عامر المتصلة باليمن وقال ابن مقبل أيضا قالت سليمى ببطن القاع من أسن لا خير في العيش بعد الشيب والكبر لولا الحياء ولولا الدين عبتكما ببعض ما فيكما إذ عبتما عوري أسوارية بفتح أوله ويضم وسكون ثانيه وواو وألف وراء مكسورة وياء مشددة وهاء من قرى أصبهان ينسب إليها أبو المظفر سهل بن محمد بن أحمد الأسواري حدث عن أبي عبد الله محمد بن إسحاق وأبي بكر الطلحي وأبي إسحاق ابن إبراهيم النيلي وغيرهم ومنها أبو بكر شهريار بن محمد بن أحمد بن شهريار أبو بكر الأسواري سافر إلى مكة والبصرة وحدث عن أبي يعقوب يوسف بن يعقوب النجيري وأبي قلابة محمد بن أحمد بن حمدان إمام الجامع بالبصرة وسمع بمكة أبا علي الحسن بن داود ابن سليمان ابن خلف المصري سمع منه عبد العزيز وعبد الواحد ابنا أحمد بن عبد الله بن أحمد بن قاذويه وعبد الرحمن بن محمد بن إسحاق ومحمد بن علي الجوزداني وعبد الواحد بن أحمد بن محمد بن يحيى الأسواري أبو القاسم الأصبهاني حدث عن أبي الشيخ الحافظ روى عنه قتيبة بن سعيد البغلاني قاله يحيى بن مندة وعمر بن عبد العزيز بن محمد بن علي الأسواري أبو بكر من أهل أصبهان حدث عن أبي القاسم عبيد الله بن عبد الله وأبي زفر الذهلي بن عبد

الله الجيراني الضبي سمع منه محمد بن علي الجوزداني وغيره وأبو بكر محمد بن الحسين الأسواري الأصبهاني حدث عن أحمد بن عبيد الله بن القاسم النهرديري روى عنه يحيى بن مندة إجازة في تاريخه وأبو بكر محمد بن علي بن محمد بن علي الأسواري حدث عن أبيه عن علي بن أحمد بن عبد الرحمن العزال الأصبهاني بالبصرة كتب عنه أبو نصر محمد بن عمر البقال وأبو الحسين علي بن محمد بن بابويه الأسواري الأصبهاني أحد الأغنياء ذو ورع ودين روى عن أبي عمران موسى بن بيان روى عنه أبو أحمد الكرخي قاله يحيى وأبو الحسن علي ابن محمد بن الهيثم الأسواري الزاهد الصوفي مات في سنة 734
كان كثير الحديث سمع أبا بكر أحمد ابن عبيد الله النهرديري وغيره روى عنه عبد الرحمن ابن محمد وإسحاق بن عبد الوهاب بن مندة وأحمد ابن علي الأسواري روى عنه الحافظ أبو موسى الأصبهاني
فهؤلاء منسوبون إلى قرية بأصبهان كما ذكرنا وقد نسب بهذا اللفظ إلى الأسوار واحد الأساورة من الفرس كانوا نزلوا في بني تميم بالبصرة واختطوا بها خطة وانتموا إليهم وقد غلط فيهم أحد المتأخرين وجعلهم في بني تميم وسنذكرهم في نهر الأساورة من هذا الكتاب على الصواب
ونحكي أمرهم على الوجه الصحيح إن شاء الله تعالى
الأسواط بلفظ جمع السوط دارة الأسواط بظهر الأرق بالمضجع تناوحه حمة وهي برقة بيضاء لبني قيس بن جزء بن كعب بن أبي بكر بن كلاب والأسواط في الأصل مناقع الماء والدارة كل أرض اتسعت فأحاطت بها الجبال
الأسواف يجوز أن يكون جمع السوف وهو الشم أو جمع السوف وهو الصبر أو يجعل سوف الحرف الذي يدخل على الأفعال المضارعة اسما ثم جمعه كل ذلك سائغ وهو اسم حرم المدينة وقيل موضع بعينه بناحية البقيع وهو موضع صدقة زيد بن ثابت الأنصاري وهو من حرم المدينة حكى ابن أبي ذئب عن شرحبيل بن سعد قال كنت مع زيد بن ثابت بالأسواف فأخذوا طيرا فدخل زيد فدفعوه في يدي وفروا قال فأخذ الطير فأرسله ثم ضرب في قفاي وقال لا أم لك ألم تعلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حرم ما بين لابتيها أسوان بالضم في السكون وواو وألف ونون ووجدته بخط أبي سعيد السكري سوان بغير الهمزة وهي مدينة كبيرة وكورة في آخر صعيد مصر وأول بلاد النوبة على النيل في شرقيه وهي في الإقليم الثاني طولها سبع وخمسون درجة وعرضها اثنتان وعشرون درجة وثلاثون دقيقة وفي جبالها مقطع العمد التي بالإسكندرية قال أبو بكر الهروي وبأسوان الجنادل ورأيت بها آثار مقاطع العمد في جبال أسوان وهي حجارة ماتعة ورأيت هناك عمودا قريبا من قرية يقال لها بلاق أو براق يسمونها الصقالة وهو ماتع مجزع بحمرة ورأسه قد غطاه الرمل فذرعت ما ظهر منه فكان خمسة وعشرين ذراعا وهو مربع كل وجه منه سبعة أذرع وفي النيل هناك موضع ضيق ذكر أنهم أرادوا أن يعملوا جسرا على ذلك الموضع وذكر آخرون أنه أخو عمود السواري الذي بالإسكندرية وقال الحسن بن إبراهيم المصري بأسوان من التمور المختلفة وأنواع الأرطاب وذكر بعض العلماء أنه

كشف أرطاب أسوان فما وجد شيئا بالعراق إلا بأسوان مثله وبأسوان ما ليس بالعراق قال وأخبرني أبو رجاء الأسواني وهو أحمد بن محمد الفقيه صاحب قصيدة البكرة أنه يعرف بأسوان رطبا أشد خضرة من السلق
وأمر الرشيد أن تحمل إليه أنواع التمور من أسوان من كل صنف تمرة واحدة فجمعت له ويبة وليس بالعراق هذا ولا بالحجاز ولا يعرف في الدنيا بسر يصير تمرا ولا يرطب إلا بأسوان ولا يتمر من بلح قبل أن يصير بسرا إلا بأسوان قال وسألت بعض أهل أسوان عن ذلك فقال لي كل ما تراه من تمر أسوان لينا فهو مما يتمر بعد أن يصير رطبا وما رأيته أحمر مغير اللون فهو مما يتمر بعد أن صار بسرا وما وجدته أبيض فهو مما يتمر بعد أن صار بلحا وقد ذكرها البحتري في مدحه خمارويه بن طولون هل يلقيني إلى رباع أبي ال جيش خطار التغوير أو غرره وبين أسوان والعراق زها رعية ما يغبها نظره وقد نسب إلى أسوان قوم من العلماء منهم أبو عبد الله محمد بن عبد الوهاب بن أبي حاتم الأسواني حدث عن محمد بن المتوكل بن أبي السري روى عنه أبو عوانة الإسفراييني وأبو يعقوب إسحاق بن إدريس الأسواني من أهل البصرة كان يسوق الحديث والقاضي أبو الحسن أحمد بن علي بن إبراهيم بن الزبير الغساني الأسواني الملقب بالرشيد صاحب الشعر والتصانيف ولي ثغر الإسكندرية وقتل ظلما في سنة 563
كذا نسبه السلفي وكتب عنه وأخوه المهذب أبو محمد الحسن بن علي كان أشعر من أخيه وهو مصنف كتاب النسب مات سنة 561 وأبو الحسن فقير بن موسى بن فقير الأسواني حدث بمصر عن محمد بن سليمان بن أبي فاطمة وحدث عن أبي حنيفة قحزم بن عبد الله بن قحزم الأسواني عن الشافعي بحكاية حدث عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم ابن المقري الأصبهاني في معجم شيوخه
الأسود قال عوام بن الأصبغ بحذاء بطن نخل جبل يقال له الأسود نصفه نجدي ونصفه حجازي وهو جبل شامخ لا نبت فيه غير الكلإ نحو الصليان والغضور
أسود الحمى بكسر الحاء المهملة والقصر جبل في قول أبي عميرة الجرمي ألا ما لعين لا ترى أسود الحمى ولا جبل الأوشال إلا استهلت غنينا زمانا باللوى ثم أصبحت براق اللوى من أهلها قد تخلت وقلت لسلام بن وهب وقد رأى دموعي جرت من مقلتي فدرت وشدي ببردي حشة ضبثت بها يد الشوق في الأحشاء حتى احزألت ألا قاتل الله اللوى من محلة وقاتل دنيانا بها كيف ولت أسود الدم اسم جبل قيل فيه تبصر خليلي هل ترى من ظعائن رحلن بنصف الليل من أسود الدم أسود العشاريات بضم العين المهملة وشين معجمة وألف وراء وياء مشددة وألف

وتاء مثناة جبل في بلاد بكر بن وائل كانت به وقعة من وقائع حرب البسوس وكانت الدائرة فيه على بكر وقتل سعد بن مالك بن ضبيعة وجماعة من وجوههم
أسود العين بلفظ العين الباصرة جبل بنجد يشرف على طريق البصرة إلى مكة أنشد القالي عن ابن دريد عن أبي عثمان إذا زال عنكم أسود العين كنتم كراما وأنتم ما أقام ألائم والجبل لا يغيب يقول فأنتم لئام أبدا
أسود النسا النسا عرق يستبطن الفخذ جبل لبني أبي بكر بن كلاب مشرف على العكلية
الأسورة بفتح الواو من مياه الضباب بينه وبين الحمى من جهة الجنوب ثلاث ليال بواد يقال له ذو الجدائر ذكر في موضعه
أسيس بالضم ثم الفتح وياء ساكنة وسين أخرى تصغير أس موضع في بلاد بني عامر بن صعصعة قال امرؤ القيس فلو إني هلكت بأرض قومي لقلت الموت حق لا خلودا ولكني هلكت بأرض قوم بعيدا من بلادهم بعيدا بأرض الروم لا نسب قريب ولا شاف فيسدو أو يعودا أعالج ملك قيصر كل يوم وأجدر بالمنية أن تعودا ولو صادفتهن على أسيس وخافة إذ وردن بها ورودا وقال ابن السكيت في تفسير قول عدي بن الرقاع قد حباني الوليد يوم أسيس بعشار فيها غنى وبهاء أسيس ماءفي شرقي دمشق
أسيس بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وسين أخرى حصن باليمن
أسيلة بلفظ التصغير ماء بالقرب من اليمامة عن ابن أبي حفصة لبني مالك بن امرىء القيس وأسيلة أيضا ماءة ونخل لبني العنبر باليمامة عن الحفصي أيضا وقال نصر الأسيلة ماء به نخل وزرع في قاع يقال له الجثجاثة يزرعونه وهو لكعب بن العنبر ابن عمرو بن تميم
أسيوت بالفتح ثم السكون وياء مضمومة وواو ساكنة وتاء مثناة جبل قرب حضرموت مطل على مدينة مرباط ينبت الدادي الذي يصلح به النبيذ وفيه يكون شجر اللبان ومنه يحمل إلى جميع الدنيا ولا يكون في غيره قط بينه وبين عمان على ما قيل ثلاثمائة فرسخ
أسيوط بوزن الذي قبله مدينة في غربي النيل من نواحي صعيد مصر وهي مدينة جليلة كبيرة حدثني بعض النصارى من أهلها أن فيها خمسا وسبعين كنيسة للنصارى وهم بها كثير وقال الحسن بن ابراهيم المصري أسيوط من عمل مصر وبها مناسج الأرمني والدبيقي المثلث وسائر أنواع السكر لا يخلو منه بلد إسلامي ولا جاهلي وبها السفرجل تزيد في كثرته على كل بلد وبها يعمل الأفيون يعتصر من ورق

الخشخاش الأسود والخس ويحمل إلى سائر الدنيا قال وصورت الدنيا للرشيد فلم يستحسن إلا كورة أسيوط وبها ثلاثون ألف فدان في استواء من الأرض لو وقعت فيها قطرة ماء لانتشرت في جميعها لا يظمأ فيها شبر وكانت أحد متنزهات أبي الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون وينسب إليها جماعة منهم أبو علي الحسن بن علي بن الخضر بن عبد الله الأسيوطي توفي سنة 273 وغيره
باب الهمزة والشين وما يليهما
الأشاءة بالفتح وبعد الألف همزة مفتوحة وتاء التأنيث موضع أظنه باليمامة أو ببطن الرمة قال زياد بن منقذ العدوي يا ليت شعري عن جنبي مكشحة وحيث تبنى من الحناءة الأطم عن الأشاءة هل زالت مخارمها أم هل تغير من آرامها إرم قالوا الحناءة الجص والأشاءة في الأصل صغار النخل وقال إسمعيل بن حماد الأشاءة همزته منقلبة عن الياء لأن تصغيره أشيء وقد رد ابن جني هذا وأعظمه وقال ليس في الكلام كلمة فاؤها وعينها همزتان ولا عينها ولامها أيضا همزتان بل قد جاءت أسماء محصورة فوقعت الهمزة فيها فاء ولاما وهي أاءة وأجأ وأخبرني أبو علي أن محمد بن حبيب حكى في اسم علم أتاءة وذهب سيبويه في قولهم ألاءة وأشاءة إلى أنهما فعالة مما لامه همزة فأما أباءة فذكر أبو بكر محمد بن السري فيما حدثني به أبو علي عنه أنها من ذوات الياء من أبيت فأصلها عنده أباية ثم عمل فيها ما عمل في عباية وصلاية وعطاية حتى صرن عباءة وصلاءة وعطاءة في قول من همز ومن لم يهمز أخرجهن على أصولهن وهو القياس اللغوي وإنما حمل أبا بكر على هذا الاعتقاد في أباءة أنها من الياء وأصلها أباية المعنى الذي وجده في أباءة من أبيت وذلك أن الأباءة هي الأجمة وهي القصبة والجمع بينها وبين أبيت أن الأجمة ممتنعة بما ينبت فيها من القصب وغيره من السلوك والتصرف وخالفت بذلك حكم البراح والبراز وهو النقي من الأرض فكأنها أبت وامتنعت على سالكها فمن ههنا حملها عندي على أبيت فأما ما ذهب إليه سيبويه أن ألاءة وأشاءة مما لامه همزه فالقول فيه عندي إنه عدل بهما عن أن يكونا من الياء كعباءة وعباية وصلاءة وصلاية وعطاءة وعطاية منهن على إنها بدل الياء التي ظهرت فيهن لاما ولما لم يسمعهم يقولون أشاية ولا ألاية ورفضوا فيهما الياء البتة دله ذلك على أن الهمزة فيهما لام أصلية غير منقلبة عن واو ولا ياء ولو كانت الهمزة فيهما بدلا لكنوا خلقاء أن يظهروا ما هو بدل منه ليستدلوا به عليهما كما فعلوا ذلك في عباءة وأخيتها وليس في ألاءة وأشاءة من الاشتقاق من الياء ما في أباءة من كونها في معنى أبية فلهذا جاز لأبي بكر أن يزعم أن همزتها من الياء وإن لم ينطقوا فيها بالياء
أشابة موضع بنجد قريب من الرمل
الأشافي بلفظ جمع الإشفى الذي يخرز به واد في بلاد بني شيبان قال الأعشى أمن جبل الأمرار صرت خيامكم على نبإ أن الأشافي سائل هذا مثل ضربه الأعشى لأن اهل جبل الأمرار لا

يرحلون إلى الأشافي ينتجعونه لبعده إلا أن يجدبواكل الجدب ويبلغهم أنه مطر وسال
أشاقر كأنه جمع أشقر نحو أحوص وأحاوص جبال بين مكة والمدينة وقد روي بضم أوله وأنشد أبو الحسين المهلبي لجران العود عقاب عقنباة ترى من حذارها ثعالب أهوى أو أشاقر تضبح الأشأمان بلفظ التثنية موضع في قول ذي الرمة وإن ترسمت من خرقاء منزلة ماء الصبابات من عينيك مسجوم كأنها بعد أحوال مضين لها بالأشأمين يمان فيه تسهيم أشاهم يالضم ويقال أشاهن بالنون موضع في شعر ابن أحمر
أشبورة بالضم ثم السكون وضم الباء الموحدة وواو ساكنة وراء وهاء ناحية بالأندلس من أعمال طليطلة ويقولون أشبورة من أعمال إستجة ولا أدري أهما موضعان يقال لك واحد منهما أشبورة أم هو واحد أشبونة بوزن الذي قبله إلا أن عوض الراء نون وهي مدينة بالأندلس أيضا يقال لها لشبونة وهي متصلة بشنترين قريبة من البحر المحيط يوجد على ساحلها العنبر الفائق قال ابن حوقل هي على مصب نهر شنترين إلى البحر قال ومن النهر وهو المعدن إلى أشبونة إلى شنترة يومان وينسب إليها جماعة منهم أبو إسحاق إبراهيم بن هارون بن خلف بن عبد الكريم بن سعيد المصمودي من البربر ويعرف بالزاهد الأشبوني سمع محمد بن عبد الملك ابن أيمن وقاسم بن أصبغ وغيرهما وكان ضابطا لما كتب ثقة توفي سنة 360
إشبيلية بالكسر ثم السكون وكسر الباء الموحدة وياء ساكنة ولام وياء خفيفة مدينة كبيرة عظيمة وليس بالأندلس اليوم أعظم منها تسمى حمص أيضا وبها قاعدة ملك الأندلس وسريره وبها كان بنو عباد ولمقامهم بها خربت قرطبة وعملها متصل بعمل لبلة وهي غربي قرطبة بينهما ثلاثون فرسخا وكانت قديما فيما يزعم بعضهم قاعدة ملك الروم وبها كان كرسيهم الأعظم وأما الآن فهو بطليطلة
وإشبيلية قريبة من البحر يطل عليها جبل الشرف وهو جبل كثير الشجر والزيتون وسائر الفواكه ومما فاقت به على غيرها من نواحي الأندلس زراعة القطن فإنه يحمل منها إلى جميع بلاد الأندلس والمغرب وهي على شاطىء نهر عظيم قريب في العظم من دجلة أو النيل تسير فيه المراكب المثقلة يقال له وادي الكبير وفي كورتها مدن وأقاليم تذكر في مواضعها ينسب إليها خلق كثير من أهل العلم منهم عبد الله بن عمر بن الخطاب الإشبيلي وهو قاضيها مات سنة 726
أشتابديزة بالضم ثم السكون وتاء مثناة وألف وباء موحدة مفتوحة ودال مكسورة وياء ساكنة وزاي وهاء محلة كبيرة بسمرقند متصلة بباب دستان ينسب إليها جماعة ويزيدون إذا نسبوا إليهاكافا في آخرها فيقولون أشتابديزكي منها أبو الفضل محمد بن صالح بن محمد بن الهيثم الكرابيسي الأشتابديزكي السمرقندي كان مكثرا من الحديث روى عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي توفي سنة 223

أشتاخوست بالفتح ثم السكون وتاء مثناة وألف والخاء معجمة مفتوحة والواو والسين يلتقي فيها ساكنان خفيفان وتاء مثناة أخرى قرية بينها وبين مرو ثلاثة فراسخ منها أبو عبد الله الأشتاخوستي كان زاهدا صالحا
أشترج بالضام ثم السكون وتاء مثناة مضمومة وراء ساكنة وجيم قرية في أعالي مرو يقال لها أشترج بالا معناه أشترج الأعلى وهذا يري أن هناك أشترج الأسفل ينسب إلى أشترج بالا أبو القاسم شاه بن النزال بن شاه السعدي الأشترجي مات في شهر رمضان سنة 103
أشتر بالفتح ثم السكون وفتح التاء المثناة وراء ناحية بين نهاوند وهمذان قال ابن الفقيه وعلى جبال نهاوند طلسمان وهما صورة ثور وسمكة من ثلج لا يذوبان شتاء ولا صيفا وهما ظاهران مشهوران ويقال إنهما للماء حتى لا يقل بنهاوند ومن ذلك الجبل ينقسم نصفين يعني ماء عين فيه نصف يأخذ في الغرب حتى يسقي رستاقا يعرف برستاق الأشتر وأهله يسمونه ليشتر وبين الأشتر ونهاوند عشرة فراسخ ومنها إلى سابورخواست اثنا عشر فرسخا ينسب إليها جماعة منهم أبو محمد مهران بن محمد الأشتري البصري ولم يتحقق لي هل هو من هذا الموضع أم بعض أجداده كان يقال له الأشتر الأشتوم بالضم ثم السكون وتاء مثناة مضمومة والواو ساكنة وميم موضع قرب تنيس قال يحيى بن الفضيل حمار أتى دمياط والروم وثب بتنيس منه رأي عين وأقرب يقيمون بالأستوم يبغون مثلما أصابوه من دمياط والحرب ترتب وقال الحسن بن محمد المهلبي في كتابه العزيزي ومن تنيس إلى حصن الأشتوم وفيه مصب ماء البحيرة إلى بحر الروم ستة فراسخ ومن هذا الحصن إلى مدينة الفرما في البر ثمانية أميال وفي البحيرة ثلاثة فراسخ ثم قال عند ذكر دمياط ومن شمالي دمياط يصب النيل إلى البحر الملح في موضع يقال له الأشتوم عرض النيل هناك نحو مائة ذراع وعليه من حافتيه سلسلة حديد وهذا غير الأول
أشتون مثل الذي قبله إلا أن عوض الميم نون حصن بالأندلس من أعمال كورة جيان وفي ديوان المتنبي يذكر وخرج أبو العشائر يتصيد بالأشتون أظنه قرب أنطاكية والله أعلم
إشتيخن بالكسر ثم السكون وكسر التاء المثناة وياء ساكنة وخاء معجمة مفتوحة ونون من قرى صغد سمرقند بينها وبين سمرقند سبعة فراسخ قال الإصطخري وأما إشتيخن فهي مدينة مفردة في العمل عن سمرقند ولها رساتيق وقرى وهي على غاية النزهة وكثرة البساتين والقرى والخصب والأشجار والثمار والزروع ولها مدينة وقهندز وربض وأنهار مطردة وضياع ومن بعض قراها عجيف بن عنبسة وبها قراه إلى أن استصفاها المعتصم ثم أقطعها المعتمد على الله محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر وينسب إليها جماعة وافرة من أهل العلم منهم أبو بكر محمد ابن أحمد بن مت الإشتيخني كان من أئمة أصحاب الشافعي حدث بصحيح البخاري عن الفربري توفي في سنة 183 وقيل سنة 883 وغيره

أشداخ بالفتح ثم السكون وآخره خاء معجمة والشدخ كسر الشيء الأجوف تقول شدخت رأسه فانشدخ وهو موضع في عقيق المدينة قال أبو وجزة السعدي تأبد القاع من ذي العش فالبيد فتغلمان فأشداخ فعبود أشرف بالفتح موضع بالحجاز في ديار بني نصر ابن معاوية
ذو أشرق بالقاف مضاف إليه ذو فيقال ذو أشرق بلدة باليمن قرب ذي جبلة منها أحمد بن محمد الأشرقي الشاعر يمدح الملك المعز إسماعيل بن سيف الإسلام طغتكين بن أيوب بقصيدة أولها بني العباس هاتوا ناظرونا أراد قبحه الله وأخزاه أن يفضله عليهم وكان ذلك في أوائل ادعاء إسماعيل الخلافة والنسب في بني أمية وصنع على لسان إسمعيل ونحله إياه قسما بالمسومات العتاق وبسمر القنا وبيض الرقاق وبجيش أجش يحسب بحرا موجه السابغات يوم التلاقي لتدوسن مصر خيلي ورجلي ودمشق العظمى وأرض العراق ومن ذي جبلة كان أيضا الفقيه القاضي مسعود بن علي ابن مسعود الأشرقي وكان قد ولي القضاء باليمن بعد عزل صفي الدين أحمد بن علي بن أبي بكر العرشاني مات بذي أشرق في أيام أتابك سنقر مملوك سيف الإسلام في حدود سنة 095 وصنف كتابا سماه كتاب الأمثال في شرح أمثال اللمع لأبي إسحاق الشيرازي وسير إليه رجل يقال له سليمان ابن حمزة من أصحاب عبد الله بن حمزة الخارجي من بلاد بني حبيش عشر مسائل في أصول الدين فأجاب عنها بكتاب سماه الشهاب وصنف كتابا في شروط القضاء ومات ولم يتمه وسير إليه الشريف عبد الله ابن حمزة الخارجي مسائل في صحة إمامة نفسه فصنف كتابا أبطل فيه جميع ما أورده من الشبه
أشروسنة بالضم ثم السكون وضم الراء وواو ساكنة وسين مهملة مفتوحة ونون وهاء أورده أبو سعد رحمه الله بالسين المهملة وهذا الذي أوردته هاهنا هو الذي سمعته من ألفاظ أهل تلك البلاد
وهي بلدة كبيرة بما وراء النهر من بلاد الهياطلة بين سيحون وسمرقند وبينها وبين سمرقند ستة وعشرون فرسخا معدودة في الإقليم الرابع طولها إحدى وتسعون درجة وسدس وعرضها ست وثلاثون درجة وثلثان قال الإصطخري أشروسنة اسم الإقليم كما أن الصغد اسم الإقليم وليس بها مكان ولا مدينة بهذا الاسم والغالب عليها الجبال والذي يطوف بها من أقاليم ما وراء النهر من شرقيها فرغانة ومن غربيها حدود سمرقند وشماليها الشاش وبعض فرغانة وجنوبيها بعض حدود كش والصغانيان وشومان وواشجرد وراشت ومدينتها الكبرى يقال لها بلسان الأشروسنة ومن مدنها بنجيكت وساباط وزامين وديزك وخرقانة ومدينتها التي يسكنها الولاة بنجيكت ينسب إلى أشروسنة أمم من إهل العلم منهم أبو طلحة حكيم بن نصر بن خالج بن جندبك وقيل جندلك الأشروسني
إش بالكسر وتشديد الشين من قرى خوارزم

أش بالفتح والشين مخففة وربما مدت همزته مدينة الأشات بالأندلس من كورة البيرة وتعرف بوادي أش والغالب على شجرها الشاهبلوط وتنحدر إليها أنهار من جبال الثلج بينها وبين غرناطة أربعون ميلا وهي بين غرناطة وبجانة وفيها يكون الإبريسم الكثير قال ابن حوقل بين ماردة ومدلين يومان ومنها إلى ترجيلة يومان ومنها إلى قصر أش يومان ومن قصر أش إلى مكناسة يومان قلت ولا أدري قصر أش هو وادي أش أو غيره
أشطاط بالفتح والطاءان مهملان يجوز أن يكون جمع شط وهو البعد أو جمع الشطط وهو الجور ومجاوزة القدر وغدير الأشطاط قريب من عسفان قال عبيد الله بن قيس الرقيات لم تكلم بالجلهتين الرسوم حادث عهد أهلها أم قديم سرف منزل لسلمة فالظه ران منا منازل فالقصيم فغدير الأشطاط منها محل فبعسفان منزل معلوم صدروا ليلة انقضى الحج فيهم خرة زانها أغر وسيم يتقي أهلها النفوس عليها فعلى نحرها الرقى والتميم الأشعر بالفتح ثم السكون وفتح العين المهملة وراء الأشعر والأقرع جبلان معروفان بالحجاز قال أبو هريرة خير الجبال أحد والأشعر وورقان وهي بين مكة والمدينة وقال ابن السكيت الأشعر جبل جهينة ينحدر على ينبع من أعلاه وقال نصر الأشعر والأبيض جبلان يشرفان على سبوحة وحنين والأشعر والأجرد جبلا جهينة بين المدينة والشام
الأشفار بالفاء كأنه جمع شفر وهو الحد بلد بالنجد من أرض مهرة قرب حضرموت بأقصى اليمن له ذكر في أخبار الردة
أشفند بالفتح ثم السكون وفتح الفاء وسكون النون ودال مهملة كورة كبيرة من نواحي نيسابور قصبتها فرهاذجرد أول حدودها مرج الفضاء إلى حد زوزن والبوزجان وهي ثلاث وثمانون قرية لها ذكر في خبر عبد الله بن عامر بن كريز أنه نزلها في عسكره فأدركهم الشتاء فعادوا إلى نيسابور
أشفورقان من قرى مرو الرود والطالقان فيما أحسب منها عثمان بن أحمد بن أبي الفضل أبو عمرو الأشفورقاني الحصري كان إماما فاضلا حسن السيرة جميل الأمر وكان إمام جامع أشفورقان سمع أبا جعفر محمد بن عبد الرحمن بن أبي القصر الخطيب السنجري وأبا جعفر محمد بن الحسين السمنجاني الفقيه وأبا جعفر محمد بن محمد بن الحسن الشرابي قال أبو سعد قرأت عليه بأشفورقان عند منصرفي من بلخ وكانت ولادته تقديرا سنة 714 ووفاته في سنة 945
الإشفيان تثنية الإشفى الذي يخرز به طربان يكتنفان ماء يقال له الظبي لبني سليم
أشقاب بالفتح ثم السكون وقاف وألف وباء موحدة موع في قول اللهبي فالهاوتان فكبكب فجتاوب فالبوص فالأفراع من أشقاب

أشقالية بالفتح واللام مكسورة وياء خفيفة إقليم من بطليوس من نواحي الأندلس
أشقر أشقر و شقراء من قرى اليمامة لبني عدي ابن الرباب
الأشق القاف مشددة موضع في قول الأخطل يصف سحابا باتت يمانية الرياح تقوده حتى استقاد لها بغير حبال في مظلم غدق الرباب كأنما يسقي الأشق وعالجا بدوالي أشقوبل بالضم ثم السكون وضم القاف والواو ساكنة وباء موحدة مضمومة ولام مدينة في ساحل جزيرة صقلية
أشقة القاف مفتوحة مدينة مشهورة بالأندلس متصلة الأعمال بأعمال بربطانية في شرقي الأندلس ثم في شرقي سرقسطة وشرقي قرطبة وهي مدينة قديمة أزلية متقنة العمارة هي اليوم بيد الإفرنج ولها حصون ومعاقل تذكر في مواضعها إن شاء الله تعالى
أشكابس بالفتح وفتح الكاف وبعد الألف باء موحدة مضمومة وسين مهملة حصن بالأندلس من أعمال شنتمرية
إشكرب بالكسر وراء ساكنة وباء موحدة مدينة في شرقي الأندلس ينسب إليها أبو العباس يوسف بن محمد بن فارو الإشكربي ولد باشكرب ونشأ بجيان فانتسب إليها وسافر إلى خراسان وأقام ببلخ إلى أن مات بها في سنة 845
أشكر بالفتح وضم الكاف قرية من قرى مصر بالشرقية وبمصر أيضا اسكر ذكرته
إشكنوار بالكسر وفتح الكاف وسكون النون وواو وألف وراء بلد بفارس
أشكوران بالفتح وضم الكاف وواو ساكنة وراء وألف ونون من قرى أصبهان قال أبو طاهر محمد أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن إبراهيم بن إبروية الأشكوراني قدم علينا أصبهان وقرأت عليه وسألته عن مولده فقال سنة 714
وتوفي سنة 394 قال وأشكوران من ضياع أصبهان وقال أخبرني جدي أبو أمي أبو نصر منصور بن محمد بن بهرام
أشكونية بكسر النون وياء مفتوحة من نواحي الروم بالثغر غزاها سيف الدولة بن حمدان فقال شاعره أبو العباس الصفري وشدد الياء ضرورة وحلت بأشكونية كل نكبة ولم يك وفد الموت عنها بناكب جعلت رباها للخوامع مرتعا ومن قبل كانت مرتعا للكواعب إشكيذبان بكسر أوله والكاف وياء ساكنة وفتح الذال المعجمة وباء موحدة وألف ونون قرية بين هراة وبوشنج ينسب إليها الإمام أبو العباس الإشكيذباني وأبو الفتح محمد بن عبد الله بن الحسين الإشكيذباني سمع بهمذان من أبي الفضل أحمد بن سعد بن حمان ومن أبي الوقت عبد الأول الشجزى ومات بمكة في حدود سنة 095

أشكيشان بالفتح وكسر الكاف وياء ساكنة وشين أخرى معجمة وألف ونون من قرى أصبهان منها أبو محمد محمود بن محمد بن الحسن بن حامد الأشكيشاني حدث عن أبي بكر بن رندة وغيره
أشلاء اللحام أشلاء جمع شلو وهي الأعضاء من اللحم وبنو فلان أشلاء في بني فلان أي بقايا فيهم واللحام بكسر اللام والحاء المهملة اسم موضع
الأشل جبل في ثغور خراسان غزاه الحكم بن عمرو الغفاري
إشليم بالكسر ثم السكون وكسر اللام وياء ساكنة وميم كورة أو قرية بحوف مصر الغربي
أشمذان بفتح أوله والميم والذال معجمة مفتوحة وألف ونون مكسورة بلفظ التثنية يقال شمذت الناقة بذنبها إذا رفعته ويقال للنحل شمذ لأنهن يرفعن أذنابهن وقيل في قول رزاح بن ربيعة العذري أخي قصي لأمه جمعنا من السر من أشمذين ومن كل حي جمعنا قبيلا وقيل أشمذان هاهنا جبلان وقيل قبيلتان وقال نصر أشمذان تثنية أشمد جبلان بين المدينة وخيبر تنزلهما جهينة وأشجع
إشمنت بكسر الميم وسكون النون وتاء مثناة قرية بالصعيد الأدنى غربي النيل وقيل إنها إشنمت النون قبل الميم
أشموم بضم الميم وسكون الواو اسم لبلدتين بمصر يقال لإحداهما أشموم طناح وهي قرب دمياط وهي مدينة الدقهلية والأخرى أشموم الجريسات بالمنوفية طناح بفتح الطاء والنون والجريسات بضم الجيم وفتح الراء وياء ساكنة وسين مهملة وألف وتاء مثناة
أشمون بالنون وأهل مصر يقولون الأشمونين وهي مدينة قديمة أزلية عامرة آهلة إلى هذه الغاية وهي قصبة كورة من كور الصعيد الأدنى غربي النيل ذات بساتين ونخل كثير سميت باسم عامرها وهو أشمن بن مصر بن بيصر بن حام بن نوح قالوا قسم مصر بن بيصر نواحي مصر بين ولده فجعل لابنه أشمن من أشمون فما دونها إلى منف في الشرق والغرب وسكن أشمن من أشمون فسميت به ينسب إليها جماعة منهم أبو إسماعيل ضمام بن إسماعيل بن مالك المعافري الأشموني مات بالإسكندرية سنة 581 وهجنع بن قيس الحارثي يروي عن حوثرة ابن مسهر وعن حذيفة بن اليمان روى عنه عبد العزيز بن صالح وسعيد بن راشد وعبد الرحمن بن رزين وخلاد بن سليمان قال أبو سعيد عبد الرحمن ابن أحمد بن يونس الحافظ وكان يعني هجنعا يسكن الأشمون من صعيد مصر وأحسبه من ناقلة الكوفة وذكره أبو سعد السمعاني كما ذكره ابن يونس سواء إلا أنه وهم في موضعين أحدهما أنه قال قيس بن حارث وإنما هو الحارثي وقال هو من أهل أشموس قال آخره سين مهملة هذا لفظة قرية من صعيد مصر وإنما هو أشمونين
أشمونيث بكسر النون وياء ساكنة وثاء مثلثة عين في ظاهر حلب في قبلتها تسقي بستانا يقال له الجوهري وإن فضل منها شيء صب في قويق ذكره منصور بن مسلم بن أبي الحرجين يتشوق

حلب أيا سائق الأظعان من أرض جوشن سلمت ونلت الخصب حيث ترود أبن لي عنها تشف ما بي من الجوي فلم يشف ما بي عالج وزرود هل العوجان الغمر صاف لوارد وهل خضبته بالخلوق مدود وهل عين أشمونيث تجري كمقلتي عليها وهل ظل الجنان مديد إذا مرضت ودت بأن ترابها لها دون أكحال الأساة برود ومن جرب الدنيا على سوءفعلها يعيب ذميم العيش وهو حميد إذا لم تجد ما تبتغيه فخض بها غمار السرى أم الطلاب ولود أشميون الميم مكسورة وياء مضمومة وواو ساكنة ونون من قرى بخارى وقيل محلة ينسب إليها أبو عبد الله حاتم بن قديد الأشميوني من شيوخ محمد بن إسماعيل البخاري
أشناذجرد نون وألف وذال معجمة ساكنة وجيم مكسورة وراء ودال مهملة قرية نسب إليها السلفي أبا العباس أحمد بن الحسن بن محمد بن علي الأشناذجردي وقال أنشدني بنهاوند فؤادي منك منصدع جريح ونفسي لا تموت فتستريح وفي الأحشاء نار ليس تطفى كأن وقودها قصب وريح أشنانبرت الألف والنون الثانية ساكنتان وباء موحدة مكسورة وراء ساكنة وتاء مثناة من قرى بغداد منها أبو طاهر إسحاق بن هبة الله الحسن الأشنانبرتي الضرير حدث عن أبي إسحاق إبراهيم ابن محمد الغنوي الرقي بالخطب النباتية وعن غيره وسكن دمش إلى حين وفاته روى عنه أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصري التغلبي الدمشقي في معجمه وكان حيا في سنة 295
الأشنان بالضم وهو الذي تغسل به الثياب
قنطرة الأشنان محلة كانت ببغداد ينسب إليها محمد بن يحيى الأشناني روى عن يحيى بن معين حدث عنه سعيد بن أحمد بن عثمان الأنماطي وغيره وهو الذي في عداد المجهولين
أشند بفتحتين ثم السكون ودال مهملة قرية من قرى بلخ
أشنه بالضم ثم السكون وضم النون وهاء محضة بلدة شاهدتها في طرف أذربيجان من جهة إربل بينها وبين أرمية يومان وبينها وبين إربل خمسة أيام وهي بين إربل وأرمية ذات بساتين وفيها كمثرى يفضل على غيره يحمل إلى جميع ما يجاورها من النواحي إلا أن الخراب فيها ظاهر وكان ورودي إليها مجتازا من تبريز سنة 671 نسب المحدثون إليها جماعة من الرواة على ثلاثة أمثلة أشناني كذا نسبوا أبا جعفر محمد بن عمر بن حفص الأشناني الذي روى عنه أبو عبد الله الغنجاري وهو منها قاله محمد بن طاهر المقدسي قال رأيتهم ينسبون إلى هذه القرية الأشنهي ولكن هكذا نسبه أبو سعد الماليني في بعض تخاريجه قال وربما قالوا بالهمزة بعد الألف قالوا الأشنائي على غير قياس وإليها

ينسب الفقيه عبد العزيز بن علي الأشنهي الشافعي تفقه على أبي إسحاق إبراهيم بن علي الفيروزاباذي وسمع الحديث من أبي جعفر بن مسلمة وصنف مختصرا في الفرائض جوده
إشنين بالكسر والنون أيضا وياء ساكنة ونون أخرى والعامة تقول إشني قرية بالصعيد إلى جنب طنبذى على غربي النيل وتسمى هذه وطنبذى العروسين لحسنهما وخصبهما وهما من كورة البهنسا
أشوقة بالضم ثم الضم وسكون الواو وقاف وهاء بلدة بالأندلس ينسب إليها أحمد بن محمد ابن مرحب أبو بكر الأشوقي فقيه مفت وله سماع من أبي عبد الله بن دليم وأحمد بن سعد ومات سنة 073 قاله أبو الوليد بن الفرضي
أشونة بالنون مكان القاف حصن بالأندلس من نواحي إستجة وعن السلفي أشونة حصن من نظر قرطبة منه الأديب غانم بن الوليد المخزومي الأشوني وهو الذي يقول فيما ذكر السلفي ومن عجب أني أحن إليهم وأسأل عنهم من لقيت وهم معي وتطلبهم عيني وهم في سوادها ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي أشيح بالفتح ثم السكون وياء مفتوحة وحاء مهملة اسم حصن منيع عال جدا في جبال اليمن قال عمارة اليمني حدثني المقرىء سلمان بن ياسين وهو من أصحاب أبي حنيفة قال بت في حصن أشيح ليالي كثيرة وأنا عند الفجر أرى الشمس تطلع من المشرق وليس لها من النور شيء وإذا نظرت إلى تهامة رأيت عليها من الليل ضبابا وطخاء يمنع الماشي من أن يعرف صاحبه من قريب وكنت أظن ذلك من السحاب والبخار وإذا هو عقابيل الليل فأقسمت أن لا أصلي الصبح إلا على مذهب الشافعي لأن أصحاب أبي حنيفة يؤخرون صلاة الصبح إلى أن تكاد الشمس أن تطلع على وهاد تهامة وما ذاك إلا لأن المشرق مكشوف لأشيح من الجبال لعلو ذروته
وقال أبو عبد الله الحسين بن قاسم الزبيدي يمدح الراعي سبأ بن أحمد الصلحي وكان منزله بهذ الحصن إن ضامك الدهر فاستعصم بأشيحه أو نابك الدهر فاستمطر بنان سبا ما جاءه طالب يبغي مواهبه إلا وأزمع منه فقره هربا بني المظفر ما امتدت سماء على إلا وألقيتم في أفقها سهبا أشير بكسر ثانيه وياء ساكنة وراء مدينة في جبال البربر بالمغرب في طرف إفريقية الغربي مقابل بجاية في البر كان أول من عمرها زيري بن مناد الصنهاجي وكان سيد هذه القبيلة في أيامه وهو جد المعز بن باديس وملوك إفريقية بعد خروج الملقب بالمعز منها وكان زيري هذا في بدء أمره يسكن الجبال ولما نشأ ظهرت منه شجاعة أوجبت له أن اجتمع إليه طائفة من عشيرته فأغار بهم على من حوله من زناته والبربر ورزق الظفر بهم مرة بعد مرة فعظم جمعه وطالبته نفسه بالإمارة وضاق عليه وعلى أصحابه مكانهم فخرج يرتاد له موضعا ينزله فرأى أشير وهوموضع خال وليس به أحد مع كثرة عيونه وسعة فضائه وحسن منظره فجاء بالبنائين من المدن التي حوله وهي المسيلة وطبنة وغيرهما

وشرع في إنشاء مدينة أشير وذلك في سنة 423 فتمت إلى أحسن حال وعمل على جبلها حصنا مانعا ليس إلى المتحصن به طريق إلا من جهة واحدة تحميه عشرة رجال وحمى زيري أهل تلك الناحية وزرع الناس فيها وقصدها أهل تلك النواحي طلبا للأمن والسلامة فصارت مدينة مشهورة وتملكها بعده بنو حماد وهم بنو عم باديس واستولوا على جميع ما يجاورها من النواحي وصاروا ملوكا لا يعطون أحدا طاعة وقاوموا بني عمهم ملوك إفريقية آل باديس ومن أشير هذه الشيخ الفاضل أبو محمد عبد الله بن محمد الأشيري إمام أهل الحديث والفقه والأدب بحلب خاصة وبالشام عامة استدعاه الوزير عون الدين أبو المظفر يحيى بن محمد بن هبيرة وزير المقتفي والمستنجد وطلبه من الملك العادل نور الدين محمد بن زنكي فسيره إليه وقرأ كتاب ابن هبيرة الذي صنفه وسماه الإيضاح في شرح معاني الصحاح بحضوره وجرت له مع الوزير منافرة في شيء اختلف فيه أغضب كل واحد منهما صاحبه وردف ذلك اعتذار من الوزير وبره برا وافرا ثم سار من بغداد إلى مكة ثم عاد إلى الشام فمات في بقاع بعلبك في سنة 561
أشيقر بالضم ثم الفتح وياء ساكنة وكسر القاف وراء واد بالحجاز قال الحفصي الأشيقر جبل باليمامة وقرية لبني عكل قال مضرس بن ربعي تحمل من وادي أشيقر حاضره وألوى بريعان الخيام أعاصره ولم يبق بالوادي لأسماء منزل وحوراء إلا مزمن العهد دائره ولم ينقص الوسمي حتى تنكرت معالمه واعتم بالنبت حاجره فلا تهلكن النفس لوما وحسرة على الشيء سداه لغيرك قادره الأشيمان بالفتح ثم السكون تثنية أشيم موضعان وقيل حبلان بالحاء المهملة من رمل الدهناء وقد ذكرهما ذو الرمة في غير موضع من شعره ورواه بعضهم الأشامان وقد تقدم قول ذي الرمة كأنها بعد أحوال مضين لها بالأشيمين يمان فيه تسهيم وقال السكري الأشيمان في بلاد بني سعد بالبحرين دون هجر
الأشيم واحد الذي قبله وياأه مفتوحة وهو في الأصل الشيء الذي به شامة وهو موضع غير الذي قبله والله أعلم
أشي بالضم ثم الفتح والياء مشددة قال أبو عبيد السكوني من أراد اليمامة من النباج سار إلى القريتين ثم خرج منها إلى أشي وهو لعدي الرباب وقيل هو للأحمال من بلعدوية وقال غيره أشي موضع بالوشم والوشم واد باليمامة فيه نخل وهو تصغير الأشاء وهو صغار النخل الواحدة أشاءة وقال زياد بن منقذ التميمي أخو المرار يذكره لا حبذا أنت يا صنعاء من بلد ولا شعوب هوى مني ولا نقم وحبذا حين تمسي الريح باردة وادي أشي وفتيان به هضم الواسعون إذا ما جر غيرهم على العشيرة والكافون ما جرموا

والمطعمون إذا هبت شآمية وباكر الحي في صرادها صرم لم ألق بعدهم حيا فأخبرهم إلا يزيدهم حبا إلي هم وهي قصيدة شاعر في اختيار أبي تمام أنا أذكرها بمشيئة الله وتوفيقه في صنعاء وقال عبدة بن الطبيب هذه الأبيات إن كنت تجهل مسعاتي فقد علمت بنو الحويرث مسعاتي وتكراري والحي يوم أشي إذ ألم بهم يوم من الدهر إن الدهر مرار لولا يجودة والحي الذين بها أمسى المزالف لا تذكو بها نار والمزالف ما دنا من النار قال نصر بن حماد الأشاءة همزته منقلبة عن ياء لأن تصغيره أشي بلفظ اسم هذا الموضع وقد خالفه سيبويه في ذلك وحكينا كلام أبي الفتح بن جني في ذلك في أشاءة ونتبعه بحكاية كلامه في أشي ههنا قال قال لي شيخنا أبو علي قد ذهب قوم إلى أن أشياء من لفظ أشي هذا فهي على هذا فعلاء لا أفعال ولا أفعلاء ولا لفعاء ولامه مجهولة وهي تحتمل الحرفين الهمزة والياء كأنها أغلب على اللام ولا يجوز على هذا أن يكون أشي من لفظ وشئت بهمزة لامه لانضمامها كأجوه وأقنة لقولهم أشياء بالهمز ولو كان منه لوجب وشياء لانفتاح الهمزة ولا تقيس على أحد وأناة لقلته وينبغي لأشي أن يكون مصروفا فإن ظاهر أمره أن يكون فعيلا وفعيل أبدا مصروف عربيا كان أو عجميا وقد روي أشي هذا غير مصروف ولا أدفع أن يكون هذا جائزا فيه وهو أن يكون تحقير أفعل من لفظ شويت حقر وهو صفة فيكون أصله أشوى كأحوى حقر فحذفت لامه كحذف لام أحوى وأما قياس قول عيسى فينبغي أن يصرف وإن كان تحقير أفعل صفة ولو كان من لفظ شويت لجاز فيه أيضا أشيو كما جاز من أحا أحيو غير أن ما فيه من علمية يسجله فيحظر عليه ما يجوز فيه في حال إشاعته وتنكيره وقد يجوز عندي في أشي هذا أن يكون من لفظ أشاءة فاؤه ولامه همزتان وعينه شين فيكون بناؤه من أشأ وإذا كان كذلك احتمل أن يكون مكبره فعلا كأنه أشأ أحد أمثلة الأسماء الثلاثية العشرة غير أنه حقر فصار تقديره أشيء كأشيع ثم حففت همزته بأن أبدلت ياء وأدغمت فيها ياء التحقير فصار أشيء كقولكم في تحقير كم مع تخفيف الهمزة كمي وقد يجوز أن يكون أشيء من قوله وادي أشي تحقير أشيأ أفعل من لفظ شأوت أو شأيت حقر فصار أشيء كأعيم ثم خففت همزته فأبدلت ياء وأدغمت ياء التحقير فيها كقولك في تخفيف تحقير أرؤس أريس فاجتمعت معك ثلاث ياءات ياء التحقير والتي بعدها بدلا من الهمزة ولام الفعل فصارت إلى أشي
ومن حذف من آخر تحقير أحوى فقال أحي مصروفا أو غير مصروف لم يحذف من هذه الياءات الثلاث في أشي شيئا وذلك أنه ليس معه في الحقيقة ثلاث ياءات
ألا تعلم أن الياء الوسطى إنما هي همزة مخففة والهمزة المخففة عندهم في حكم المحققة فكما لا يلزم الحذف مع تخفيف الهمزة في أشي من قولك هذا أشي ورأيت أشيا كذلك لا يحذف من أشيء أولا تعلم أنك إن حقرت براء اسم رجل في قياس قول يونس في رد المحذوف

ثم خففت الهمزة لزمك أن تقول هذا بري فتجمع بين ثلاث ياءات ولا تحذف منهن شيئا من حيث كانت الوسطى منهن همزة مخففة وقياس قول العرب في تخفيف رؤيا رؤيا وقول الخليل في تخفيف فعل من أويت أوى وقول أبي عثمان في تخفيف الهمزتين معا من مثال افعوعلت من وأيت إواويت أن تحذف حرفا من آخر أشي هذا فتقول أشي مصروفا أو غير مصروف على خلاف القوم فيه فجرى عليه غير اللازم مجرى اللازم وقد يجوز في أشي أيضا أن يكون تحقير أشأى وهو فعلى كأرطى من لفظ أشأة حقر كأريط فصار أشينا ثم أبدلت همزته للتخفيف ياء فصار أشييا واصرفه في هذا البتة كما تصرف أريطا معرفة ونكرة ولا تحذف هنا ياء كما لم تحذفها فيما قبل لأن الطريقين واحدة لكن من أجاز الحذف على إجراء غير اللازم مجرى اللازم أجاز الحذف هنا أيضا قال وفيه ما هو أكثر من هذا ولو كانت مسألة مفردة لوجب بسطها وفي هذا ههنا كفاية إن شاء الله تعالى
باب الهمزة والصاد وما يليهما
الإصاد بالكسر اسم الماء الذي لطم عليه داحس فرس قيس بن زهير العبسي وكان قد أجراه مع الغبراء فرس لحذيفة بن بدر الفزاري كان قد أوقف له قوما في الطريق فلما جاء داحس سابقا لطم وجهه حتى سبق فكان في ذلك حرب داحس والغبراء أربعين عاما وآخر ذلك قتل أولاد بدر الفزاري قتلهم أولاد مالك بن زهير وعشيرتهم قال بدر بن مالك ابن زهير يرثي أباه وكان قد اغتاله أولاد بدر في الليل وقتلوه في جملة هذه الفتنة التي وقعت بينهم فقال ولله عينا من رأى مثل مالك عقيرة قوم إن جرى فرسان فإن الرباط النكد من آل داحس أبين فما يفلجن يوم رهان جلبن بإذن الله مقتل مالك وطرحن قيسا من وراء عمان لطمن على ذات الإصاد وجمعكم يرون الأذى من ذلة وهوان سيمنع عنك السبق إن كنت سابقا وتقتل إن زلت بك القدمان فليتهما لم يشربا قط شربة وليتهما لم يرسلا لرهان أحل به أمس جنيدب نذره فأي قتيل كان في غطفان إذا سجعت بالرقمتين حمامة أو الرس تبكي فارس الكتفان الكتفان اسم فرسه وقال قيس بن زهير ألم يبلغك والأنباء تنمي بما لاقت لبون بني زياد كما لاقيت من حمل بن بدر وإخوته على ذات الإصاد وقال أبو عبيد ذات الإصاد ردهة في ديار عبس وسط هضب القليب وهضب القليب علم أحمر فيه شعاب كثيرة في أرض الشربة وقال الأصمعي هضب القليب بنجد جبال صغار والقليب في وسط هذا الموضع يقال له ذات الإصاد وهو اسم من أسمائها والردهة نقيرة في حجر يجتمع فيها الماء وذكر ابن الفقيه في أودية العلاة من أرض

اليمامة ذو الإصاد ولا أدري أهو المذكور آنفا أم غيره
الأصاغي بالغين المعجمة موضع في شعر ساعدة ابن جؤية الهذلي قال ولو أنه إذ كان ما حم واقعا بجانب من يحفى ومن يتودد لهن بما بين الأصاغي ومنصح تعاو كما عج الحجيج الملبد الأصافر جمع أصفر محمول على أحوص وأحاوص وقد تقدم وهي ثنايا سلكها النبي صلى الله عليه و سلم في طريقه إلى بدر وقيل الأصافر جبال مجموعة تسمى بهذا الاسم ويجوز أن تكون سميت بذلك لصفرها أي خلوها وقد ذكرها كثير في شعره فقال عفا رابغ من أهله فالظواهر فأكناف هرشى قد عفت فالأصافر مغان يهيجن الحليم إلى الصبا وهن قديمات العهود دوائر لليلى وجارات لليلى كأنها نعاج الملا تحدى بهن الأباعر إصبع بلفظ الإصبع من اليد بكسر الهمزة وسكون الصاد وفتح الباء وفي إصبع اليد ثلاث لغات جيدة مستعملة وهن إصبع ونظائره قليلة جاء منه إبرم نبت وإبين اسم رجل نسبت إليه عدن إبين وأشفى وهو المخصف وإنفحة وإصبع نحو إثمد وأصبع نحو أبلم وحكى النحويون لغة رابعة ردية وهي أصبع بفتح الهمزة ثم السكون ثم الكسر وليس في كلام العرب على هذا الوزن غيره إصبع خفان بناء عظيم قرب الكوفة من أبنية الفرس وأظنهم بنوه منظرة هناك على عادتهم في مثله و إصبع أيضا جبل بنجد وذات الإصبع رضيمة لبني أبي بكر بن كلاب عن الأصمعي وقيل هي في ديار غطفان والرضام صخور كبار يرضم بعضها على بعض
أصبغ بالفتح وآخره غين معجمة اسم واد من ناحية البحرين
أصبهانات جمع أصبهانة وهي مدينة بأرض فارس
إصبهانك بكسر أوله ويفتح وهو تصغير أصبهان بلغة الفرس وهم إذا أرادوا التصغير في شيء زادوا في آخره كافا وهي بليدة في طريق أصبهان
أصبهان منهم من يفتح الهمزة وهم الأكثر وكسرها آخرون منهم السمعاني وأبو عبيد البكري الأندلسي وهي مدينة عظيمة مشهورة من أعلام المدن وأعيانها ويسرفون في وصف عظمها حتى يتجاوزوا حد الاقتصاد إلى غاية الإسراف وأصبهان اسم للإقليم بأسره وكانت مدينتها أولا جيا ثم صارت اليهودية وهي من نواحي الجبل في آخر الإقليم الرابع طولها ست وثمانون درجة وعرضها ست وثلاثون درجة تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان طول أصبهان أربع وسبعون درجة وثلثان وعرضها أربع وثلاثون درجة ونصف ولهم في تسميتها بهذا الاسم خلاف قال أصحاب السير سميت بأصبهان بن فلوج بن لنطي بن يونان بن يافث وقال ابن الكلبي سميت بأصبهان بن فلوج بن سام بن نوح عليه السلام

قال ابن دريد أصبهان اسم مركب لأن الأصب البلد بلسان الفرس وهان اسم الفارس فكأنه يقال بلاد الفرسان قال عبيد الله المستجير بعفوه المعروف أن الأصب بلغة الفرس هو الفرس وهان كأنه دليل الجمع فمعناه الفرسان والأصبهاني الفارس وقال حمزة بن الحسن أصبهان اسم مشتق من الجندية وذلك أن لفظ أصبهان إذ رد إلى اسمه بالفارسية كان أسباهان وهي جمع أسباه وأسباه اسم للجند والكلب وكذلك سك اسم للجند والكلب وإنما لزمهما هذان الاسمان واشتركا فيهما لأن أفعالهما لفق لأسمائهما وذلك أن أفعالهما الحراسة فالكلب يسمى في لغة سك وفي لغة أسباه وتخفف فيقال أسبه فعلى هذا جمعوا هذين الاسمين وسموا بهما بلدين كانا معدن الجند الأساورة فقالوا لأصبهان أسباهان ولسجستان سكان وسكستان قال وذكر ابن حمزة في اشتقاق أصبهان حديثا يلهج به عوام الناس وهوامهم قال أصله أسباه آن أي هم جند الله قال وما أشبه قوله هذا باشتقاق عبد الأعلى القاص حين قيل له لم سمي العصفور قال لأنه عصى وفر قيل له فالطفشيل قال لأنه طفا وشال
قالوا ولم يكن يحمل لواء ملوك الفرس من آل ساسان إلا أهل أصبهان قلت ولذلك سبب ربما خفي عن كثير من أهل هذا الشأن وهو أن الضحاك المسمى بالازدهاق ويعرف ببيوراسب وذي الحيتين لما كثر جوره على أهل مملكته من توظيفه عليهم في كل يوم رجلين يذبحان وتطعم أدمغتهما للحيتين اللتين كانتا نبتتا في كتفيه فيما تزعم الفرس فانتهت النوبة إلى رجل حداد من أهل أصبهان يقال له كابي فلما علم أنه لا بد من ذبح نفسه أخذ الجلدة التي يجعلها على ركبتيه ويقي النار بها عن نفسه وثيابه وقت شغله ثم إنه رفعها على عصا وجعلها مثل البيرق ودعا الناس إلى قتل الضحاك وإخراج فريدون جد بني ساسان من مكمنه وإظهار أمره فأجابه الناس إلى ما دعاهم إليه من قتل الضحاك حتى قتله وأزال ملكه وملك فريدون وذلك في قصة طويلة ذات تهاويل وخرافات فتبركوا بذلك اللواء إذ انتصروا به وجعلوا حمل اللواء إلى أهل أصبهان من يومئذ لهذا السبب قال مسعر بن مهلهل وأصبهان صحيحة الهواء نفيسة الجو خالية من جميع الهوام لا تبلى الموتى في تربتها ولا تتغير فيها رائحة اللحم ولو بقيت القدر بعد أن تطبخ شهرا وربما حفر الإنسان بها حفيرة فيهجم على قبر له ألوف سنين والميت فيه على حاله لم يتغير وتربتها أصح تراب الأرض ويبقى التفاح فيها غضا سبع سنين ولا تسوس بها الحنطة كما تسوس في غيرها قلت أنا وسألت جماعة من عقلاء أهل أصبهان عما يحكى من بقاء جثة الميت بها في مدفنها فذكروا لي أن ذلك بموضع منها مخصوص وهو في مدفن المصلى لا في جميع أرضها قال الهيثم بن عدي لم يكن لفارس أقوى من كورتين واحدة سهلية والأخرى جبلية أما السهلية فكسكر وأما الجبلية فأصبهان وكان خراج كل كورة اثني عشر ألف ألف مثقال ذهبا وكانت مساحة أصبهان ثمانين فرسخا في مثلها وهي ستة عشر رستاقا كل رستاق ثلاثمائة وستون قرية قديمة سوى المحدثة وهي جي وماربانان والنجان والبراءان وبرخوار ورويدشت وأردستان وكروان وبرزاباذان ورازان وفريدين وقهستان وقامندار وجرم قاشان والتيمرة الكبرى والتيمرة الصغرى ومكاهن الداخلة وزاد حمزة رستاق جابلق ورستاق التيمرة ورستاق أردستان

ورستاق أنارباذ ورستاق ورانقان ونهر أصبهان المعروف بزندروذ غاية في الطيب والصحة والعذوبة وقد ذكر في موضعه وقد وصفته الشعراء فقال بعضهم لست آسى من أصبهان على شي ء سوى مائها الرحيق الزلال ونسيم الصبا ومنخرق الري ح وجو صاف على كل حال ولها الزعفران والعسل الما ذي والصافنات تحت الجلال وكذلك قال الحجاج لبعض من ولاه أصبهان قد وليتك بلدة حجرها الكحل وذبابها النحل وحشيشها الزعفران وقال آخر لست آسى من أصبهان على شي ء فأبكي عليه عند رحيلي غير ماء يكون بالمسجد الجا مع صاف مروق مبذول وأرض أصبهان حرة صلبة فلذلك تحتاج إلى الطعم فليس بها شيء أنفق من الحشوش فإن قيمتها عندهم وافرة وحدثني بعض التجار قال رأيت بأصبهان رجلا من الثناء يطعم قوما ويشرط عليهم أن يتبرزوا في خربة له قال ولقد اجتزت به مرة وهو يخاصم رجلا وهو يقول له كيف تستخير أن تأكل طعامي وتفعل كذا عند غيري ولا يكني وقد ذكر ذلك شاعر فقال بأصبهان نفر خسؤا وخاسوا نفرا إذا رأى كريمهم غرة ضيف نفرا فليس للناظر في أرجائها إن نظرا من نزهة تحيي القلو ب غير أوقار الخرى ووجد في غرفة بعض الخانات التي بطريق أصبهان مكتوب هذه الأبيات قبح السالكون في طلب الرز ق على أيذج إلى أصبهان ليت من زارها فعاد إليها قد رماه الإله بالخذلان ودخل رجل على الحسن البصري فقال له من أين أنت فقال له من أهل أصبهان فقال الهرب من بين يهودي ومجوسي وأكل ربا وأنشد بعضهم لمنصور ابن باذان الأصبهاني فما أنا من مدينة أهل جي ولا من قرية القوم اليهود وما أنا عن رجالهم براض ولا لنسائهم بالمستريد وقال آخر في ذلك لعن الله أصبهان بلادا ورماها بالسيل والطاعون بعت في الصيف قبة الخيش فيها ورهنت الكانون في الكانون وكانت مدينة أصبهان بالموضع بالمعروف بجي وهو الآن يعرف بشهرستان وبالمدينة فلما سار بخت نصر وأخذ بيت المقدس وسبى أهلها حمل معه يهودها وأنزلهم أصبهان فبنوا لهم في طرف مدينة جي محلة ونزلوها وسميت اليهودية ومضت على ذلك الأيام والأعوام فخربت جي وما بقي منها إلا القليل وعمرت اليهودية فمدينة أصبهان اليوم

هي اليهودية هذا قول منصور بن باذان ثم قال إنك لو فتشت نسب أجل من فيهم من الثناء والتجار لم يكن بد من أن تجد في أصل نسبه حائكا أو يهوديا وقال بعض من جال البلدان إنه لم ير مدينة أكثر زان وزانية من أهل أصبهان قالوا ومن كيموس
هواؤها وخاصيتها أنها تبخل فلا ترى بها كريما وحكي عن الصاحب أبي القاسم بن عباد أنه كان إذا أراد الدخول إلى أصبهان قال من له حاجة فليسألنيها قبل دخولي إلى أصبهان فإنني إذا دخلتها وجدت بها في نفسي شحا لا أجده في غيرها
وفي بعض الأخبار أن الدجال يخرج من أصبهان قال وقد خرج من أصبهان من العلماء والأئمة في كل فن ما لم يخرج من مدينة من المدن وعلى الخصوص علو الإسناد فإن أعمار أهلها تطول ولهم في ذلك عناية وافرة بسماع الحديث وبها من الحفاظ خلق لا يحصون ولها عدة تواريخ وقد فشا الخراب في هذا الوقت وقبله في نواحيها لكثرة الفتن والتعصب بين الشافعية والحنفية والحروب المتصلة بين الحزبين فكلما ظهرت طائفة نهبت محلة الأخرى وأحرقتها وخربتها لا يأخذهم في ذلك إل ولا ذمة ومع ذلك فقل أن تدوم بها دولة سلطان أو يقيم بها فيصلح فاسدها وكذلك الأمر في رساتيقها وقراها التي كل واحدة منها كالمدينة
وأما فتحها فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في سنة 91 للهجرة المباركة بعد فتح نهاوند بعث عبد الله بن عبد الله بن عتبان وعلى مقدمته عبد الله بن ورقاء الرياحي وعلى مجنبته عبد الله بن ورقاء الأسدي قال سيف الذين لا يعلمون يرون أن أحدهما عبد الله بن بديل ابن ورقاء الخزاعي لذكر ورقاء فظنوا أنه نسب إلى جده وكان عبد الله بن بديل بن ورقاء قتل بصفين وهو ابن أربع وعشرين سنة فهو أيم صبي وسار عبد الله بن عتبان إلى جي والملك يومئذ بأصبهان القاذوسقان ونزل بالناس على جي فخرجوا إليه بعد ما شاء الله من زحف فلما التقوا قال القاذوسقان لعبد الله لا تقتل أصحابي ولا أصحابك ولكن أبرز لي فإن قتلتك رجع أصحابك وإن قتلتني سالمتك أصحابي فبرز له عبد الله فقال له أما أن تحمل علي وإما أن أحمل عليك فقال أنا أحمل عليك فاثبت لي فوقف له عبد الله وحمل عليه القاذوسقان فطعنه فأصاب قربوس السرج فكسره وقطع اللبب والحزام فأزال اللبب والسرج فوقف عبد الله قائما ثم استوى على فرسه عريانا فقال له اثبت فحاجزه وقال له ما أحب أن أقاتلك فإني قد رأيتك رجلا كاملا ولكني أرجع معك إلى عسكرك فأصالحك وأدفع المدينة إليك على أن من شاء أقام وأدى الجزية وأقام على ماله وعلى أن يجري من أخذتم أرضه مجراهم ومن أبى أن يدخل في ذلك ذهب حيث شاء ولكم أرضه قال ذلك لك
وقدم عليه أبو موسى الأشعري من ناحية الأهواز وكان عبد الله قد صالح القاذوسقان فخرج القوم من جي ودخلوا في الذمة إلا ثلاثين رجلا من أصبهان لحقوا بكرمان ودخل عبد الله وأبو موسى جيا وجي مدينة أصبهان
وكتب عبد الله بالفتح إلى عمر رضي الله عنه فرجع إليه الجواب يأمره أن يلحق بكرمان مددا للسهيل بن عدي لقتال أهلها فاستخلف على أصبهان السائب بن الأقرع ومضى وكان نسخة كتاب صلح أصبهان بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من عبد الله للقاذوسقان وأهل أصبهان وحواليها أنكم آمنون ما أديتم الجزية وعليكم من الجزية على قدر طاقتكم كل سنة تودونها إلى من يلي بلدكم من كل حاكم

ودلالة المسلم وإصلاح طريقه وقراه يومه وليلته وحملان الراجل إلى رحله لا تسلطوا على مسلم وللمسلمين نصحكم وأداء ما عليهم ولكم الأمان بما فعلتم فإن غيرتم شيئا أو غيره منكم مغير ولم تسلموه فلا أمان لكم ومن سب مسلما بلغ منه فإن ضربه قتلناه وكتب وشهد عبد الله بن قيس وعبد الله بن ورقاء وعصمة بن عبد الله وقال عبد الله بن عتبان في ذلك ألم تسمع وقد أودى ذميما بمنعرج السراة من أصبهان عميد القوم إذ ساروا إلينا بشيخ غير مسترخي العنان وقال أيضا من مبلغ الأحياء عني فإنني نزلت على جي وفيها تفاقم حصرناهم حتى سروا ثمت انتزوا فصدهم عنا القنا والصوارم وجاد لها القاذوسقان بنفسه وقد دهدهت بين الصفوف الجماجم فثاورته حتى إذا ما علوته تفادى وقد صارت إليه الخزائم وعادت لقوحا أصبهان بأسرها يذر لنا منها القرى والدراهم وإني على عمد قبلت جزاءهم غداة تفادوا والعجاج فواقم ليزكوا لنا عند الحروب جهادنا إذا انتطحت في المأزمين الهماهم هذا قول أهل الكوفة يرون أن فتح أصبهان كان لهم وأما أهل البصرة وكثير من أهل السير فيرون أن أبا موسى الأشعري لما انصرف من وقعة نهاوند إلى الأهواز فاستقراها ثم أتى قم فأقام عليها أياما ثم افتتحها ووجه الأحنف بن قيس إلى قاشان ففتحها عنوة ويقال بل كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري يأمره بتوجيه عبد الله بن بديل الرياحي إلى أصبهان في جيش فوجهه ففتح عبد الله بن بديل جيا صلحا على أن يودي أهلها الخراج والجزية وعلى أن يومنوا على أنفسهم وأموالهم خلا ما في أيديهم من السلاح
ونزل الأحنف بن قيس على اليهودية فصالحه أهلها على مثل صلح أهل جي قال البلاذري وكان فتح أصبهان ورساتيقها في بعض سنة 32 وبعض 42 في خلافة عمر رضي الله عنه ومن نسب إلى أصبهان من العلماء لا يحصون إلا إنني أذكر من أعيان أئمتهم جماعة غلبت على نسبهم فلا يعرفون إلا بالأصبهاني منهم الحافظ الإمام أبو نعيم أحمد بن عبد الله ابن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران سبط محمد ابن موسى البناء الحافظ المشهور صاحب التصانيف منها حلية الأولياء وغير ذلك مات يوم الاثنين العشرين من محرم سنة 043 ودفن بمردبان ومولده في رجب سنة 033 قاله ابن مندة يحيى
أصبهبذان بسكون الهاء وضم الباء الثانية وذال معجمة وألف ونون والأصبهبذان في أصل كلام الفرس لغة لكل من ملك طبرستان كما نعت ملك الفرس بكسرى وملك الترك بخاقان وملك الروم بقيصر وهي مدينة في بلاد الديلم كان يسكنها ملك تلك الناحية وبينها وبين البحر ميلان

الأصدار كأنه جمع الصدر ضد الورد مواضع بنعمان الأراك قرب مكة يجلب منها العسل والمراد بها صدور الوادي عن الأصمعي
اصطاذنة ناحية بالمغرب غزاها عابس بن سعد وجهه مسلمة بن مخلد أمير مصر من قبل معاوية إليها قبيل سنة 75
إصطخر بالكسر وسكون الخاء المعجمة والنسبة إليها إصطخري وإصطخرزي بزيادة الزاي بلدة بفارس من الإقليم الثالث طولها تسع وسبعون درجة وعرضها اثنتان وثلاثون درجة وهي من أعيان حصون فارس ومدنها وكورها قيل كان أول من أنشأها إصطخر بن طهمورث ملك الفرس وطهمورث عند الفرس بمنزلة آدم قال جرير بن الخطفى يذكر أن فارس والروم والعرب من ولد إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه السلام ويجمعنا والغر أبناء سارة أب لا نبالي بعده من تعذرا وأبناء إسحاق الليوث إذا ارتدوا حمائل موت لابسين السنورا إذا افتخروا عدوا الصبهبذ منهم وكسرى وعدوا الهرمزان وقيصرا وكان كتاب فيهم ونبوة وكانوا بإصطخر الملوك وتسترا قال الإصطخري وأما إصطخر فمدينة وسطة وسعتها مقدار ميل وهي من أقدم مدن فارس وأشهرها وبها كان مسكن ملك فارس حتى تحول اردشير إلى جور
وفي بعض الأخبار أن سليمان بن داود عليه السلام كان يسير من طبرية إليها من غدوة إلى عشية وبها مسجد يعرف بمسجد سليمان عليه السلام
وزعم قوم من عوام الفرس إن الملك الذي كان قبل الضحاك هو سليمان بن داود قال وكان في قديم الأيام على مدينة اصطخر سور فتهدم وبناؤه من الطين والحجارة والجص على قدر يسار الباني وقنطرة خراسان خارجة عن المدينة على بابها مما يلي خراسان ووراء القنطرة أبنية ومساكن ليست بقديمة ولا زال باصطخر وباء إلا أن خارج المدينة صحيح الهواء وبين اصطخر وشيراز اثنا عشر فرسخا قال ويرتفع من جبال إصطخر حديد وبقرية من كورة إصطخر تعرف بدارابجرد معدن الزيبق ويقولون إن كور فارس خمس وقيل سبع أكبرها وأجلها كورة إصطخر وبها كانت قبل الإسلام خزائن الملوك وكان إدريس بن عمران يقول أهل اصطخر أكرم الناس أحسابا ملوك وأبناء ملوك ومن مشهور مدن كورتها البيضاء ومائين ونيرين وابرقويه ويزد وغير ذلك وطول ولايتها اثنا عشر فرسخا في مثلها والمنسوب إليها جماعة وافرة من أهل العلم منهم أبو سعيد الحسن بن أحمد بن يزيد بن عيسى بن الفضل الإصطخري القاضي أحد الأئمة الشافعية وصاحب قول فيهم مولده سنة 442 ووفاته في جمادى الآخرة سنة 823 وأبو سعيد عبد الكريم بن ثابت الإصطخري ثم الجزري مولى بني أمية وهو ابن حصيف أصله من اصطخر سكن حران وأحمد بن الحسين بن داناج أبو العباس الزاهد الإصطخري سكن مصر وسمع إبراهيم بن دحيم ومحمد بن صالح بن عصمة بدمشق وعبد الله بن محمد بن سلام المقدسي ومحمد بن عبيد الله بن الفضل الحمصي وعبدان بن أحمد الأهوازي وجعفر الفريابي

وعبد الله بن أحمد بن حنبل والحسن بن سهل بن عبد العزيز المجوز بالبصرة وعلي بن عبد العزيز البغوي بمكة وأبا علي الحسن بن أحمد بن المسلم الطبيب بصنعاء وغيرهم روى عنه أبو بكر محمد بن أحمد ابن علي بن إبراهيم بن جابر التنبسي وأبو محمد بن النحاس وغيرهما ومات بمصر لعشرين ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة 336
أصطفانوس بالفتح والفاء وألف ونون مضمومة وواو ساكنة وسين مهملة محلة بالبصرة مسماة باسم كاتب نصراني قديم كان في أيام زياد أو ما قاربها
إصطنبول بسكون النون وضم الباء الموحدة وسكون الواو ولام هو اسم لمدينة القسطنطينية وهناك يبسط القول فيها إن شاء الله تعالى
أصفون بضم الفاء وسكون الواو ونون قرية بالصعيد الأعلى على شاطىء غربي النيل تحت إشني وهي على تل عال مشرف
إصمت بالكسر وكسر الميم وتاء مثناة اسم علم لبرية بعينها قال الراعي أشلى سلوقية باتت وبات بها بوحش إصمت في أصلابها أود وقال بعضهم العلم هو وحش إصمت الكلمتان معا وقال أبو زيد يقال لقيته بوحش إصمت وببلدة إصمت أي بمكان قفر واصمت منقول من فعل الأمر مجردا عن الضمير وقطعت همزته ليجري على غالب الأسماء وهكذا جميع ما يسمى به من فعل الأمر وكسر الهمزة من إصمت إما لغة لم تبلغنا وإما أن يكون غير في التسمية به عن أصمت بالضم الذي هو منقول في مضارع هذا الفعل وإما أن يكون مجردا مرتجلا وافق لفظ الأمر الذي بمعنى أسكت وربما كان تسمية هذه الصحراء بهذا الفعل للغلبة لكثرة ما يقول الرجل لصاحبه إذا سلكها اصمت لئلا تسمع فنهلك لشدة الخوف بها
أصم بفتحتين وتشديد الميم ضد السميع أصم الجلحاء وأصم السمرة في ديار بني عامر بن صعصعة ثم لبني كلاب منهم خاصة ويقال لهما الأصمان عن نصر
الأصنام جمع صنم إقليم الأصنام بالأندلس من أعمال شذونة وفيه حصن يعرف بطبيل في أسفله عين غزيرة الماء عذبة اجتلب الأوائل منها الماء إلى جزيرة قادس في خزر الصخر المجوف انثى وذكر وشقوا به الجبال فإذا صاروا إلى موضع المنخفضة والسباخ بنيت له فيه قناطر على حنايا كذلك حتى وصلوا إلى البحر ثم دخلوا به في البحر الملح ستة أميال في خزر من الحجارة كما ذكرنا حتى أخرج إلى جزيرة قادس وقيل إن أعلامها إلى اليوم باقية وقد ذكر السبب الداعي إلى هذا الفعل في ترجمة قادس
الأصهبيات بفتح الهاء وكسر الباء الموحدة وياء مشددة وألف وتاء كأنه جمع الأصهبية وهو الأشقر ماء وأنشد دعاهن من ثاج فأزمعن ورده أو الأصهبيات العيون السوافح الأصيغ ياء مفتوحة وغين معجمة وهو واد وقيل ماء
أصيل ياء ساكنة ولام بلد بالأندلس قال سعد الخير ربما كان من أعمال طليطلة ينسب إليه

أبو محمد عبد الله بن إبراهيم الأصيلي محدث متقن فاضل معتبر تفقه بالأندلس فانتهت إليه الرياسة وصنف كتاب الآثار والدلائل في الخلاف ثم مات بالأندلس في نحو سنة 093
وذكر أبو الوليد بن الفرضي في الغرباء الطارئين على الأندلس فقال ومن الغرباء في هذا الباب عبد الله بن إبراهيم بن محمد الأصيلي من أصيلة يكنى أبا محمد سمعته يقول قدمت قرطبة سنة 243 فسمعت بها من أحمد بن مطرف وأحمد بن سعيد ومحمد بن معاوية القرشي وأبي بكر اللؤلؤي وإبراهيم ورحلت إلى وادي الحجارة إلى وهب بن مسرة فسمعت منه وأقمت عنده سبعة أشهر وكانت رحلتي إلى المشرق في محرم سنة 153 ودخلت بغداد وصاحب الدولة بها أحمد بن بويه الأقطع فسمعت بها من أبي بكر الشافعي وأبي علي بن الصواف وأبي بكر الأبهري وآخرين وتفقه هناك لمالك بن ا نس ثم وصل إلى الأندلس في آخر أيام المستنصر فشوور وقرأ عليه الناس كتاب البخاري رواية أبي زيد المروزي وغير ذلك وكان حرج الصدر ضيق الخلق وكان عالما بالكلام والنظر منسوبا إلى معرفة الحديث وقد حفظت عنه أشياء ووقف عليها أصحابنا وعرفوها وتوفي لإحدى عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة سنة 293
ويحقق قول أبي الوليد أن الأصيلي من الغرباء لا من الأندلس كما زعم سعد الخير ما ذكره أبو عبيد البكري في كتابه في المسالك عند ذكره بلاد البربر بالعدوة بالبر الأعظم فقال ومدينة أصيلة أول مدينة العدوة مما يلي الغرب وهي في سهلة من الأرض حولها رواب لطاف والبحر بغربيها وجنوبيها وكان عليها سور ولها خمسة أبواب فإذا ارتج البحر بلغ الموج حائط الجامع وسوقها حافلة يوم الجمعة وماء آبار المدينة شروب وبخارجها آبار عذبة وهي الآن خراب وهي بغربي طنجة بينهما مرحلة وكان والد أبي محمد الأصيلي إبراهيم أدبيا شاعرا له شعر في أهل فاس ذكر في ترجمة فاس
الأصيهب بلفظ تصغير الأصهب وهو الأشقر ماء قرب المروت في ديار بني تميم ثم لبني حمان أقطعه النبي صلى الله عليه و سلم حصين بن مشمت لما وفد إليه مسلما مع مياه أخر
باب الهمزة والضاد وما يليهما
الأضاء بالفتح والمد واد
أضاخ بالضم وآخره خاء معجمة من قرى اليمامة لبني نمير وذكره ابن الفقيه في أعمال المدينة وقال الأصمعي ومن مياههم الرسيس ثم الأراطة وبينها وبني أضاخ ليلة
وأضاخ سوق وبها بناء وجماعة ناس وهي معدن البرم وقال أبو القاسم بن عمر أضاخ جبل وقيل وضاخ ولم يزد ولو ضاخ ذكر في قصة امرىء القيس قالوا اتى امرؤ القيس قتادة ابن الشوم اليشكري وأخويه الحارث وأبا شريح فقال امرؤ القيس يا حار أجز أحار ترى بريقا هب وهنا فقال الحارث كنار مجوس تستعر استعارا فقال قتادة أرقت له ونام أبو شريح إذا ما قلت قد هدأ استطارا فقال أبو شريح كأن هزيزه بوراء غيث عشار وله لاقت عشارا

فقال الحارث فلما أن علا شرجي أضاخ وهت أعجاز ريقه فحارا فقال قتادة فلم يترك ببطن السر ظبيا ولم يترك بقاعته حمارا فقال امرؤ القيس إني لأعجب من بيتكم هذا كيف لا يحترق من جودة شعركم فسموا بني النار يومئذ
وقد نسب الحافظ ابن القاسم إليها محمد بن زكرياء أبا غانم النجدي ويقال اليمامي الأضاخي من قرية من قرى اليمامة سمع محمد بن كامل العماني بعمان البلقاء والمقدام بن داود الرعيني المصري روى عنه أبو العباس الحسن بن سعيد بن جعفر الفيروزابادي المقري وأبو الفهد الحسين بن محمد بن الحسن وأبو بكر عتيق بن عبد الرحمن بن أحمد السلمي العباداني
الأضارع جمع أضرع اسم بركة من حفر الأعراب في غربي طريق الحاج ذكرها المتنبي فقال ومسى الجميعي دأداأها وغادي الأضارع ثم الدنا أضاعى بالضم والقصر واد في بلاد عذرة
إضان بالكسر ورواه أبو عمرو إطان بالطاء المهملة وأنشد على اللغتين والروايتين قول ابن مقبل تبصر خليلي هل ترى من ظعائن تحملن بالعلياء فوق إضان أضاءة بني غفار بعد الألف همزة مفتوحة والأضاءة الماء المستنقع من سيل أو غيره ويقال هو غدير صغير ويقال هو مسيل الماء إلى الغدير
وغفار قبيلة من كنانة موضع قريب من مكة فوق سرف قرب التناضب له ذكر في حديث المغازي
أضاءة لبن بكسر اللام وسكون الباء الموحدة ونون حد من حدود الحرم على طريق اليمن
أضبع بسكون ثانيه وضم الباء الموحدة والعين المهملة جمع ضبع جمع قلة موضع على طريق حاج البصرة بين رامتين وإمرة عن نصر
أضراس كأنه جمع ضرس موضع في قول بعض الأعراب أيا سدرتي أضراس لا زال رائحا روي عروقا منكما وذراكما لقد هجمتا شوقا علي وعبرة غداة بدا لي بالضحى علماكما فموت فوادي أن يحن إليكما ومحياة عيني أن ترى من يراكما أضرع موضع في شعر الراعي فأبصرتهم حتى رأيت حمولهم بأنقاء يحموم ووركن أضرعا قال ثعلب هي جبال أو قارات
أضرعة من قرى ذمار من نواحي اليمن
إضم بالكسر ثم الفتح وميم ذو إضم ماء يطؤه الطريق بين مكة واليمامة عند السمينة وقيل ذو إضم جوف هناك به ماء وأماكن يقال لها الحناظل وله ذكر في سرايا النبي صلى الله عليه و سلم وقال السيد علي إضم واد بجبال تهامة وهو الوادي الذي فيه المدينة ويسمى من عند المدينة القناة ومن أعلى منها عند السد يسمى الشظاة ومن عند الشظاة إلى أسفل يسمى إضما

إلى البحر وقال سلامة بن جندل يا دار أسماء بالعلياء من إضم بين الدكادك من قو فمعضوب كانت لها مرة دارا فغيرها مر الرياح بسافي الترب مجلوب قال ابن السكيت إضم واد يشق الحجاز حتى يفرغ في البحر وأعلى إضم القناة التي تمر دوين المدينة وقيل إضم واد لأشجع وجهينة ويوم إضم من أيامهم وعن نصر إضم أيضا جبل بين اليمامة وضرية وقال غيره ذو إضم ماء بين مكة واليمامة عند السمينة يطؤه الحاج
أضم بالضم ثم السكون موضع في قول عنترة العبسي عجلت بنو شيبان مدتهم والبقع أسناها بنو لأم كنا إذا نفر المطي بنا وبدت لنا أحواض ذي أضم نعطي فنطعن في أنوفهم نختار بين القتل والغنم الأضوج بفتح أوله والواو ثم جيم موضع قرب أحد بالمدينة قال كعب بن مالك الأنصاري يرثي حمزة بن عبد المطلب نشجت وهل لك من منشج وكنت متى تذكر تلجج تذكر قوم أتاني لهم أحاديث في الزمن الأعوج بما صبروا تحت ظل اللواء لواء الرسول بذي الأضوج غداة أجابت بأسيافها جميعا بنو الأوس والخزرج أضوح بالحاء المهملة حصن من حصون ناحية زبيد باليمن وزبيد بفتح الزاي اسم البلد والله أعلم بالصواب
باب الهمزة والطاء المهملة وما يليهما
إطان بالكسر وآخره نون ويروى بالضاد المعجمة وقد تقدم قال ابن مقبل تبصر خليلي هل ترى من ظعائن تحملن بالعلياء فوق إطان فقال أراها بين تبراك موهنا وطلحام إذ علم البلاد هداني وقد روي عن قول الأعشي كانت وصاة وحاجات لنا كفف لو أن صحبك إذ ناديتهم وقفوا على هريرة إذ قامت تودعنا وقد أتى من إطار دونها شرف بالراء ولا أدري أهو تصحيف أم هو موضع آخر
أطايف بالضم وبعد الألف ياء وفاء موضع في قول المرقش بودك ما قومي إذا ما هجوتهم إذا هب في المشتاة ريح أطايف أطحل بالفتح ثم السكون وفتح الحاء المهملة ولام والطحلة لون بين الغبرة والبياض ورماد أطحل وشراب أطحل إذا لم يكن صافيا وهو جبل بمكة يضاف إليه ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة فيقال له ثور أطحل قال البعيث

وجئنا بأسلاب الملوك وأحرزت أسنتنا مجد الأسنة والأكل وجئنا بعمرو بعدما حل سربها محل الذليل خلف أطحل أو عكل وإلى ثور أطحل ينسب سفيان بن سعيد الثوري مات في البصرة سنة 161
أطد بفتحتين أرض قرب الكوفة من جهة البر نزلها جيش المسلمين في أول أيام الفتوح قال الزبرقان بن بدر سيروا رويدا فإنا لن نفوتكم وإن ما بيننا سهل لكم جدد إن الغزال الذي ترجون غرته جمع يضيق به العتكان أو أطد قال ابن الأعرابي عتكان وأطد أودية لبني بهدلة
أطرابزندة بالفتح ثم السكون وراء وألف وباء موحدة مفتوحة وزاي مضمومة ونون ساكنة ودال مهملة وهاء مدينة من أعيان مدن الروم على ضفة بحر القسطنطينية الشرقي وهو المعروف ببحر بنطس وإلى هذه المدينة منتهى جبل القبق ثم يقطعه البحر وهي مشرفة على البحر وماؤه محيط بها كالخندق محفور حولها بأسرها وعليه قنطرة إذا دهمهم عدو قطعوها ولها رستاق واسع ومقابلها مدينة كراسنده على ساحل هذا البحر الغربي وأكثر أهلها رهبان وهي من أعمال القسطنطينية وولايتها كلها جبال وعرة
أطرب الباء موحدة أفعل من الطرب وهو الخفة والسرور موضع قرب حنين قال سلمة ابن دريد بن الصمة وهو يسرق ظعينة أنسيتني ما كنت غير مصابة ولقد عرفت غداة نعف الأطرب إني منعتك والركوب مجنب ومشيت خلفك غير مشي الأنكب إذ فر كل مهذب ذي لمة عزامة وخليله لم يعقب أطرابلس بضم الباء الموحدة واللام والسين مهملة مدينة مشهورة على ساحل بحر الشام بين اللاذقية وعكا وزعم بعضهم أنها بغير همز قال أبو الطيب المتنبي وقصرت كل مصر عن طرابلس وقد بسط القول فيها
وفي المغربي في باب الطاء وقد خرج من أطرابلس هذه خلق من أهل العلم منهم معاوية بن يحيى الأطرابلسي يكني أبا مطيع روى عن سعيد بن أبي أيوب وعن أبي الزناد وسليمان ابن سليم وخالد الحذاء روى عنه بقية بن الوليد وهشام بن عمار ومحمد بن يوسف الفريابي وعبد الله ابن يوسف التنيسي قاله الحافظ أبو القاسم الدمشقي قال ومعاوية بن يحيى أبو روح الصدفي الدمشقي الأطرابلسي كان يلي بيت المال بالري للمهدي حدث عن مكحول والزهري وذكر جماعة روى عنه عقيل بن زياد وقال أبو بكر بن موسى عقيب ذكره أبا مطيع وفي الدمشقيين آخر يقال له معاوية ابن يحيى الصدفي وكان على بيت المال بالري روى عن الزهري روى عنه عقيل بن زياد أحاديث مستقيمة كأنها من كتاب روى عنه عيسى بن يونس وإسحاق بن سليمان أحاديث مناكير كأنها من حفظه ولم يكنه ابن موسى ولا نسبه إلى أطرابلس وكناه ونسبه إليها الحافظ وسعيد بن عجلان

الأطرابلسي سمع محمد بن شعيب بن شابور روى عنه أحمد بن محمد بن حجاج بن رشدين وإسماعيل بن الحارث الأطرابلسي روى عن يحيى بن صالح الوحاظي روى عنه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عيسى المقري وعبد الله بن إسحاق الأطرابلسي سمع علي بن عبد العزيز البغوي وغيره روى عنه محمد ابن إسحاق بن مندة وجماعة وخيثمة بن سليمان بن حيدرة بن سليمان بن داود بن خيثمة القرشي الأطرابلسي أحد حفاظ الشام والمكثرين منهم سمع الكثير ورحل في طلب الحديث فسمع بالشام واليمن وبغداد والكوفة وواسط وحديثه كثير مشهور في العراقيين والشاميين والأصبهانيين ومن أعلام مشايخه عبد الله بن أحمد بن حنبل والعباس بن الوليد ابن مزيد البيروتي وأبو قلابة الرقاشي وإسحاق بن إبراهيم الدبري وغيرهم روى عنه خلق كثير منهم أبو الحسين بن جميع ومحمد بن يوسف البغدادي الأديب الأخباري وأبو حفص بن شاهين سئل عنه الخطيب فقال ثقة ابن ثقة تكنى الأكفاني بعبد العزيز الكناني ثم وجدت في كتاب عبيد بن أحمد بن فطيس توفي خيثمة بن سليمان في ذي القعدة سنة 343 وذكر أنه سأله عن مولده فقال سنة 722 وقال غيره مولده سنة 712 وسمع بعد الستين ومائتين وكان ثقة مؤمنا من العباد مات وهو ابن مائة وست وعشرين سنة وأخوه محمد بن سليمان الأطرابلسي روى عنه محمد بن يوسف بن بحر وغيره وأبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن محمد بن إسحاق الأطرابلسي ابن أخت خيثمة بن سليمان سمع خاله وحمزة بن عبد الله بن الحسين بن أبي بكر بن عبد الله بن أبي القاسم ابن الشام الأطرابلسي الفقيه الأديب الشاهد قدم دمشق وحدث بها وبطرابلس عن أبي بكر يوسف ابن القاسم الميانجي وأبي القاسم عبد الوهاب بن عبيد الله البغدادي وأبي عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه وغيرهم روى عنه علي بن أبي زوران وعلي بن إبراهيم الجنابيان والقاضي أبو عبد الله القضاعي وأبو علي الأهوازي وجماعة سواهم
أطرابلس أيضا مدينة في آخر أرض برقة وأول أرض إفريقية وصف أمرها أيضا في باب الطاء
ومن أطرابلس هذه في الغرب أبو سليمان محمد بن معاوية الأطرابلسي سمع مالك بن أنس رضي الله عنه وغيره روى عنه حبيب بن محمد الأطرابلسي
وحبيب بن محمد الأطرابلسي رجل صالح فهم سمع جماعة من أهل بلده روى عنه أبو مسلم العجلي ووثقه وعبد الله بن ميمون الأطرابلسي روى عن سليمان بن داود القيرواني روى عنه أبو سهل عبد الصمد بن عبد الرحمن المروزي وكان سليمان قدم مرو وحدث بها وبها سمع منه أبو سهل وموسى بن عبد الرحمن ابن حبيب العطار الأطرابلسي أبو الأسود روى عن شجرة بن عيسى ومحمد بن سحنون وغيرهما وعبد الله بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي الكوفي الأطرابلسي كان أبوه من أهل الكوفة نزل أطرابلس الغرب وولد عبد الله وأخوه يوسف بها فنسبا إليها وبها أولادهم وحديثهم كثير مشهور وبيتهم بيت المعرفة والدراية والإكثار من الحديث وأبو الحسن علي بن أحمد بن زكرياء بن الخصيب المعروف بابن زكرون الأطرابلسي الهاشمي سمع أبا مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي روى عنه الوليد ابن بكر الأندلسي وغيره وإبراهيم بن محمد الغافقي الأطرابلسي قاضي أطرابلس توفي سنة 352 بالمغرب عن ابن يونس وإبراهيم بن القاسم الأطرابلسي روى

عن أبي جعفر القروي وغيره روى عنه أبو محمد بن حزم قاله الحميدي
أطرابنش بكسر الباء الموحدة والنون والشين معجمة بلدة على ساحل جزيرة صقلية ومنها يقلع إلى إفريقية
أطرار بالضم وراءين مهملتين اسم مدينة حصينة وولاية واسعة في أول حدود الترك بما وراء النهر على نهر سيحون قرب فاراب وبعضهم يقول أترار
أطراف بالفاء واد في بلاد فهم بن عدوان
أطرقا بكسر الراء وقاف وألف بلفظ الأمر للاثنين ومن اطرق يطرق قال الهذلي على أطرقا باليات الخيا م إلا الثمام وإلا العصي وللنحويين كلام لهم فيه صناعة قال أبو الفتح ويروى أطرقا جمع طريق فمن أنث الطريق جمعه على أطرق مثل عناق وأعنق ومن ذكر جمعه على أطرقاء كصديق وأصدقاء فيكون قد قصره ضرورة وقال أبو عمرو أطرقا اسم لبلد بعينه من فعل الأمر وفيه ضمير علامته الألف كأن سالكه سمع نبوة فقال لصاحبيه أطرقا وقال الأصمعي كان ثلاثة نفر بهذا المكان فسمعوا أصواتا فقال أحدهم لصاحبيه أطرقا فسمي بذلك وأنشد البيت
وقال عبد الله بن أبي أمية ابن المغيرة المخزومي يخاطب بني كعب بن عمرو بن خزاعة وكان يطالبهم بدم الوليد بن المغيرة أبي خالد بن الوليد لأنه مر برجل منهم يصلح سهاما فعثر بسهم منها فجرحه فانقض عليه فمات إني زعيم أن تسيروا وتهربوا وإن تتركوا الظهران تعوي ثعالبه وإن تتركوا ماء بجزعة أطرقا وإن تسلكوا أي الأراك أطايبه وإنا أناس لا تطل دماؤنا ولا يتعالى صاعداف من نحاربه وقالوا في تفسير هذا الجزعة والجزع بمعنى واحد وهو معظم الوادي وقال ابن الأعرابي هو ما انثنى منه وأطرقا اسم علم لموضع بعينه سمي بفعل الأمر كما قدمنا وهذا يوذن بان أطرقا موضع من نواحي مكة لأن الظهران هناك وهي منازل كعب من خزاعة فيكون أطرقا من منازلهم بتلك النواحي وهي من منازل هذيل أيضا وكذلك ذكروه في شعرهم والله أعلم
أطرون بضم الراء وسكون الواو ونون بلد من نواحي فلسطين ثم من نواحي الرملة
أطط ويقال أطد بفتحتين بين الكوفة والبصرة قرب الكوفة قال وهي خلف مدينة آزر أبي إبراهيم عليه السلام قال أبو المنذر وإنما سميت بذلك لأنها في هبطة من الأرض
إطفيح بالكسر في أوله والفاء وياء ساكنة وحاء مهملة بلد بالصعيد الأدنى من أرض مصر على شاطىء النيل في شرقيه وفي قبلته مقام موسى بن عمران عليه السلام فيه موضع قدمه وينسب إليه بعض العلماء
أطسا بالفتح من قرى كورة الأشمون بالصعيد
أطلاح بالحاء المهملة ذات أطلاح موضع من وراء ذات القرى إلى المدينة أغزاه رسول الله صلى الله عليه و سلم كعب بن عمير الغفاري فأصيب بها هو وأصحابه

أطلحاء بضم اللام والمد ماء لبني جعدة بوادي أطلحاء عن نصر
أطم الأضبط الأطم يقال بضمتين وبضمة ثم السكون والأطم والأجم بمعنى واحد والجمع آطام وآجام وهي الحصون وأكثرها ما يسمى بهذا الاسم حصون المدينة وقد يقال لغيرها أيضا قال أوس ابن مغراء بث الجنود لهم في الأرض يقتلهم ما بين بصرى إلى آطام نجرانا وقال زيد الخيل الطائي أنيخت بآطام المدينة أربعا وعشرا يغني فوقها الليل طائر فلما قضى أصحابنا كل حاجة وخط كتابا في المدينة ساطر شددت عليها رحلها وشليلها من الدرس والشعراء والبطن ضامر وأما الأضبط فهو الأضبط بن قريع بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم وكان أغار على أهل صنعاء فلما انتصف منهم وملكهم بنى بها أطما نسب إليه قال وشفيت نفسي من ذوي يمن بالطعن في اللبات والضرب قتلتهم وأبحت بلدتهم وأقمت حولا كاملا أسبي أطواء بالفتح ثم السكون كأنه جمع طوي وهو البئر المبنية قرية بقر قرى من أرض اليمامة ذات نخل وزرع كثير قال أبو زياد ومن مياه عمرو بن كلاب الأطواء في جبل يقال له شراء
أطواب كأنه جمع طوب جمع قلة وهو الآجر من قرى الفيوم لها ذكر في ولاية عبد الله بن سعد ابن أبي سرح على مصر وذكر لي بمصر أنهما من عمل البهنسا من نواحي مصر وهما متجاورتان
أطهار من حائل وحائل بين رملتين بين جراد والأطهار
أطيط بالفتح ثم الكسر صفا الأطيط موضع في قول امرىء القيس لمن الديار عرفتها بسحام
فعمايتين فهضب ذي إقدام فصفا الأطيط فصاحتين فعاشم تمشي النعام به من الآرام دار لهند والرباب وفرتنى ولميس قبل حوادث الأيام باب الهمزة والظاء وما يليهما أظايف بالضم وبعد الألف ياء مكسورة وفاء ويروى بالفتح وقد تقدم في الهمزة والطاء المهملة ولا أدري أأحدهما تصحيف أم هما موضعان وبالظاء المعجمة ذكره نصر وقال هو جبل فارد لطيء طويل أخلق أحمر على مغرب الشمس من تنغة وكان تنغة منزل حاتم الطائي
أظفار بالفتح ثم السكون والفاء بلفظ جمع ظفر موضع وهو أبيرقات حمر في ديار فزارة في قول صخر بن الجعد
يسائل الناس هل أحسستم جلبا محاربيا أتى من دون أظفار في أبيات وقصة ذكرت في بئر مطلب

أظلم أفعل من الظلم أو الظلام قال ابن السكيت في تفسير قول كثير سقى الكدر فاللعباء البرق فالحما فلوذ الحصى من تغلمين فأظلما أظلم جبل في أرض بني سليم و أظلم أيضا جبل في أرض الحبشة به معدن صفر و أظلم بالشعيبة من بطن الرمة وقال الأصمعي عند ذكره جبال مكة أظلم الجبل الأسود من ذات حبيس قال الحصين بن حمام المري فليت أبا بشر رأى كر خيلنا وخيلهم بين الستار وأظلما نطاردهم نستنقذ الجرد بالقنا ويستنقذون السمهري المقوما عشية لا تغني الرماح مكانها ولا النبل إلا المشرفي المصمما باب الهمزة والعين وما يليهما أعابل بفتح الهمزة وكسر الباء الموحدة ولام كأنه جمع أعبل نحو أصغر وأصاغر اسم موضع في قول شبيب بن زيد بن النعمان بن بشير الأنصاري طربت وهاجتني الحمول الظواعن وفي الظعن تشويق لمن هو قاطن وما شجن في الظاعنين عشية ولكن هوى لي في المقيمين شاجن بمخترق الأرواح بين أعابل فصنع لهم بالرحلتين مساكن الأعارف جبال باليمامة عن الحفصي
أعامق بضم الهمزة اسم واد في قول الأخطل وقد كان منها منزل نستلذه أعامق برقاواته وأجاوله أجاوله ساحاته وقال عدي بن الرقاع كمطرد طحل يقلب عانة فيها لواقح كالقسي وحول نفشت رياض أعامق حتى إذا لم يبق من شمل النهار ثميل بسطت هو اديها بها فتكمشت وله على أكسائهن صليل الأعبدة بضم الباء الموحدة من مياه بني نمير عن أبي زياد الكلابي
الأعدان في أخبار الخوار قال قطري بن الفجاءة المازني لأخيه الماحوز وكان من أصحاب المهلب وكانا قد تواقفا في صفيهما أرأيت إذ كنت أنا وأنت نتدافع على ثدي أمتنا بالأعدان والأعدان ماء لبني مازن بن تميم وذكر قصة
الأعراض جمع عرض وقد ذكر العرض في موضعه والأعراض قرى بين الحجاز واليمن والسراة وقال الأزهري قال الأصمعي أخصب ذلك العرض وأخصبت أعراض المدينة وهي قراها التي في أوديتها
وقال شمر أعراض المدينة هي بطون سوادها حيث الزرع والنخل وقال أعرابي لعرض من الأعراض تمسي حمامه وتضحي على أفنانه العين تهتف أحب إلى قلبي من الديك رنة وباب إذا ما مال للغلق يصرف وقال الفضل بن العباس اللهبي

ونحلل من تهامة كل سهب نقي الترب أودية رحابا أباطح من أباهر غير قطع وشائظ ما يفارقن الذبابا قال اليزيدي لا نعرف الذباب ها هنا
من الأعراض لا صدعت ذباب ولا كانت قوائهما شعابا الأعراف هي في الأصل ما ارتفع من الرمل الواحدة عرفة قال أبو زياد في بلاد العرب بلدان كثيرة تسمى الأعراف منها أعراف لبنى وأعراف غمرة قال طفيل بن عوف الغنوي جلبنا من الأعراف أعراف غمرة وأعراف لبنى الخيل من كل مجلب عرابا وحوا مشرفا حجباتها بنات حصان قد تخير منجب بنات الأغر والوجيه ولاحق وأعوج ينمي نسبة المتنسب و أعراف نخل هضبات حمر في أرض سهلة قال الراجز يا من لثور لهق طواف أعين مشاء على الأعراف ويوم الأعراف من أيامهم وقد ذكر عدة مواضع يقال لها عرفة في موضعها ذكرت و الأعرف اسم للجبل المشرف على قعيقعان بمكة
الأعزلان بالزاي اسم لواديين يقال لأحدهما الأعزل الريان لأن به ماء وللآخر الأعزل الظمآن لأنه لا ماء به قال أبو عبيدة الأعزلان واديان يقطعان أرض المروت في بلاد بني حنظلة بن مالك قال جرير هل رام جو سويقتين مكانه أم حل بعد محلة البردان هل تونسان ودير أروى دوننا بالأعزلين بواكر الأظعان الأعزال ماء في ديار بني كلب في واد لهم ولا أبعد أن يكون الذي قبله وإنما ثناه في الشعر ضرورة كما قال جو سويقتين وإنما هو جو سويقة وله نظائر في شعرهم يثنون اسم الموضع ويجمعونه إذا اضطروا إليه قال جرير لمن الديار كأنها لم تحلل بين الكناس وبين طلح الأعزل الأعزلة واد لبني العنبر بن عمرو بن تميم
أعشار بالشين المعجمة موضع في عقيق المدينة قال الشاعر ظللت بأعشار لعينيك واشل على الصدر ما ماء الشؤون يسيل أعشاش موضع في بلاد بني تميم لبني يربوع بن حنظلة قال الفرزدق عزفت بأعشاش وما كدت تعزف وأنكرت من حدراء ما كنت تعرف ولج بك الهجران حتى كأنما ترى الموت في البيت الذي كنت تألف وقال ابن نعجاء الضبي أيا أبرقي أعشاش لا زال مدجن يجودكما حتى يروى ثراكما

أراني ربي حين تحضر منيتي وفي عيشة الدنيا كما قد أراكما وقيل هو موضع بالبادية قريب من مكة مقابل لطمية
أعظام موضع في شعر كثير قال عرج بأطراف الديار وسلم وإن هي لم تسمع ولم تتكلم فقد قدمت آياتها وتنكرت لما مر من ريح وأوطف مرهم تأملت من آياتها بعد أهلها بأطراف أعظام فأذناب أزنم محاني آناء كأن دروسها دروس الجوابي بعد حول مجرم أعفر موضع في شعر امرىء القيس حيث قال تذكرت أهلي الصالحين وقد أتت على خملى منا الركاب وأعفرا الأعقة جمع عقيق قال السكري في قول أبي خراش الهذلي دعا قومه لما استحل حرامه ومن دونهم أرض الأعقة والرمل الأعقة رمل وحرامة جواره وعهده وقال ابن حبيب الأعقة جمع عقيق بمكة عن أبي عمرو وقال الأصمعي الأعقة الأودية وفي بلاد العرب أربعة أعقة ذكرت في باب العقيق وروى بعضهم في هذا الاسم الأحفة بالفاء وقيل هي مواضع من الرمل في بلاد بني تميم وهو جمع حفاف جمعه بما حوله والحفاف جبل
أعكش بضم الكاف والشين معجمة موضع قرب الكوفة في قول المتنبي فيا لك ليلا على أعكش أحم البلاد حفي الصوى وردن الرهيمة في جوزه وباقيه أكثر مما مضى أعلاب أرض لعك بن عدنان بين مكة والساحل لها ذكر في حديث الردة
أعلاق أنعم من مخاليف اليمن
الأعلم بلفظ الأعلم المشقوق الشفة اسم كورة كبيرة بين همذان وزنجان من نواحي الجبال والعجم يسمونها ألمر بفتح الهمزة واللام وسكون الميم والراء والكتاب يكتبونها كما ذكرت لك وقصبة هذه الكورة دركزين ينسب إليها الوزير الدركزيني وزير السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه يذكر في دركزين إن شاء الله تعالى وينسب إلى الأعلم عبد الغفار بن محمد بن عبد الواحد أبو سعد الأعلمي القومساني فقيه مقيم بالموصل روى شيئا من الحديث
الأعماق جاء ذكره في فتح القسطنطينية قال فينزل الروم بالأعماق وبدابق ولعله جاء بلفظ الجمع والمراد به العمق وهي كورة قرب دابق بين حلب وانطاكية
أعناز بالنون والزاي بلد بين حمص والساحل
أعناك بالنون والكاف بليدة من نواحي حوران من أعمال دمشق يعمل فيها بسط وأكسية جيدة تنسب إليها ويقال ينسب إليها أبو سعد

أعواء موضع في قوله بساحة أعواء وناج موائل وقد قصره الآخر فقال بأعوى ويوم لقيناهم بأرعن ذي لجب مبهم أي يحمل إليهم من الفرسان ولا أدري أهما موضعان أحدهما مقصور والآخر ممدود أم أصله المدة فقصر ضرروة على رأي الجماعة أم أصله القصر فمد على رأي الكوفيين خاصة أعوص بفتح الواو والصاد المهملة موضع قرب المدينة جاء ذكره في المغازي قال ابن إسحاق خرج الناس يوم أحد حتى بلغوا المنقى دون الأعوص وهي على أميال من المدينة يسيرة والأعوص واد في ديار باهلة لبني حصن منهم ويقال الأعوصين
الأعوض بالضاد المعجمة شعب لهذيل بتهامة
أعيار بعد العين الساكنة ياء وألف وراء هضبات في بلاد ضبة و أعيار أيضا جبل في بلاد غطفان وأحسبه بين المدينة وفيد وفيه قال جرير رعت منبت الضمران من سبل المعا إلى صلب أعيار ترن مساحله وقال السكري في قول مليح الهذلي لها بين أعيار إلى البرك مربع ودار ومنها بالقفا متصيف أعيار بلد والبرك بلد والقفا موضع
الأعيان بالنون موضع في قول عتيبة بن الحارث ابن شهاب اليربوعي تروحنا من الأعيان عصرا فأعجلنا الإلاهة أن تؤوبا هكذا رواه أبو الحسن العمراني ورواه الأزهري تروحنا من اللعباء
أعيب بضم الهمزة وسكون العين وياء مفتوحة وباء موحدة حكى بعضهم عن أبي الحسين بن زنجي النحوي البصري أنه قال ليس في كلامهم كلمة على فعيل إلا أعيب وهو موضع باليمن وما أراه إلا وقد تصحف عليه أو اشتبه والمعروف على هذا الوزن عليب وهو مشهور موضع في طريق اليمن قال أبو دهبل فما ذر قرن الشمس حتى تبينت بعليب نخلا مشرفا ومخيما أعيرض بضم أوله وفتح ثانيه ماء بين جبلي طيء وتيماء
الأعيرف جبل لطيء لهم فيه نخل يقال له الأفيق
أعين بالنون قرية وقيل حصن باليمن والله الموفق للصواب
باب الهمزة والغين وما يليهما
الأغدرة جمع غدير الماء وهو ما غادره السيل في مستنقع من الأرض نحو جريب وأجربة ونصيب وأنصبة وهو من جموع القلة أغدرة السيدان موضع وراء كاظمة بين البصرة والبحرين يقارب البحر قال المخبل السعدي

ذكر الرباب وذكرها سقم فصبا وليس لمن صبا حلم وإذا ألم خيالها طرفت عيني فماء شؤونها سجم وأرى لها دارا بأغدرة السي دان لم يدرس لها رسم إلا رمادا هامدا دفعت عنه الرياح خوالد سحم قال أبو خليفة الفضل بن الحباب حدثني المازني قال حدثني الأصمعي قال قرأت على أبي عمرو ابن العلاء شعر المخبل السعدي فلما بلغت إلى قصيدته التي أولها ذكر الرباب وذكرها سقم فمر فيها وأرى لها دارا بأغدرة السيدان فقال أبو عمرو قد رابني هذا وكيف يكون هذا للمخبل وأغدرة السيدان وراء كاظمة وهذه ديار بكر بن وائل ما أرى هذا الشعر إلا لطرفة قال الأصمعي فلم يزل ذلك في نفسي حتى رأيت أعرابيا فصيحا من بكر بن وائل ينشد من هذه القصيدة أبياتا منها هذه وتقول عاذلتي وليس لها بغد ولا ما بعده علم إن الثراء هو الخلود وإن ن المرء يكرب يومه العدم ولئن بنيت إلى المشقر في هضب تقصر دونه العصم لتنقبن عني المنية إن ن الله ليس لحكمه حكم أغذون بفتح الهمزة وسكون الغين وضم الذال المعجمة وسكون الواو ونون من قرى بخارى منها أبو عبد الرحمن حاشد ابن عبد الله القصير بن عبد الله بن عبد الواحد ابن محمد بن عبد الله بن أيمن الأغدوني توفي سنة 052 وكان يزعم أنه من ولد الأحنف بن قيس وقد ذكر المدائني أن الأحنف لم يكن له ولد غير بحر وأنه لا عقب له
الأغران تثنية الأغر وهما حبلان من حبال رمل البادية قال الراجز وقد قطعنا الرمل غير حبلين حبلي زرود وكذا الأغرين الأغر بطن الأغر بين الخزيمية والأجفر على طريق مكة من الكوفة وهو على ثلاثة أميال من الخزيمية وفيه حوض وقباب وحصن وفي كتاب اللصوص الأغر أبرق أبيض بأطراف العلمين الدنيا التي تلي مطلع الشمس وبقبلته سبخة ملح قال الشاعر فيا رب بارك في الأغر وملحه وماء السباخ إذ علا القطران وقال طهمان سقيا لمرتبع توارثه البلى بين الأغر وبين سود العاقر لعبت بها عصف الرياح فلم تدع إلا رواسي مثل عش الطائر وقال نصر الأغر جبل في بلاد طيء به ماء يسقي نخيلا يقال لها المنتهب في رأسه بياض

أغزون بالزاي من قرى بخاري منها أبو عبد الله عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن أيمن بن عبد الله ابن مرة بن الأحنف بن قيس الأغزوني جد أبي عبد الرحمن حاشد المذكور قبل في أغذون بالذال المعجمة توفي في حدود سنة مائتين ذكرهما معا أبو سعد ولا شك أنه لم يتحقق صحة أحدهما فذكرهما معا أعني أغذون وأغزون والله أعلم
أغمات ناحية في بلاد البربر من أرض المغرب قرب مراكش وهي مدينتان متقابلتان كثيرة الخير ومن ورائها إلى جهة البحر المحيط السوس الأقصى بأربع مراحل ومن سجلماسة ثماني مراحل نحو المغرب وليس بالمغرب فيما زعموا بلد أجمع لأصناف من الخيرات ولا أكثر ناحية ولا أوفر حظا ولا خصبا منها تجمع بين فواكه الصرود والجروم وأهلها فرقتان يقال لإحداهما الموسوية من أصحاب ابن ورصند والغالب عليهم جفاء الطبع وعدم الرقة والفرقة الأخرى مالكية حشوية وبينهما القتال الدائم وكل فرقة تصلي في الجامع منفردة بعد صلاة الأخرى كذا ذكر ابن حوقل التاجر الموصلي في كتابه وكان شاهدها قديما بعد الثلاثمائة من الهجرة ولا أدري الآن كيف هي فقد تداولتهم عدة دول منها دولة الملثمين وكان فيهم جد وصلابة في الدين ثم عبد المؤمن وبنوه ولهم ناموس يلتزمونه وسياسة يقيمونها لا يثبت معها مثل هذه الأخلاط والله أعلم
وبين مدينة أغمات ومراكش ثلاثة فراسخ هي في سفح جبل هناك وهي للمصامدة يدبغ بها جلود تفوق جودة على جميع جلود الدنيا وتحمل منها إلى سائر بلاد المغرب ويتنافسون فيها وينسب إليها أبو هارون موسى بن عبد الله بن إبراهيم ابن محمد بن سنان بن عطاء الأغماتي المغربي رحل إلى الشرق وأوغل حتى بلغ سمرقند وكان فاضلا وله شعر حسن منه لعمر الهوى إني وإن شطت النوى لذو كبد حرى وذو مدمع سكب فإن كنت في أقصى خراسان ثاويا فجسمي في شرق وقلبي في غرب وقال أبو بكر محمد بن عيسى المعروف بابن اللبانة يذكر المعتمد بن عباد صاحب اشبيلبة وكان لما أزيل أمره وانتزع منه ملكه حمل إلى أغمات فحبس بها أنفض يديك من الدنيا وساكنها فالأرض قد أقفزت والناس قد ماتوا وقل لعالمها الأرضي قد كتمت سريرة العالم العلوي أغمات أغناق بلدة من نواحي تركستان بما وراء النهر تعد من أعمال بناكت وربما قيل لها يغناق في أوله ياء
أغواث كان يقال لليوم الأول من أيام القادسية التي قاتل فيها المسلمون الفرس يوم أرماث ويقال ليوم الثاني يوم أغواث ويقال لليوم الثالث يوم عماس وكان اليوم الرابع يوم القادسية وفيه كان الفتح على المسلمين ولا أدري أهذه الأسماء مواضع أم هي من الرمث والغوث والعمس وقال القعقاع بن عمرو يذكر يوم أغواث وكان أول يوم شهده بعد رجوعه من الشام لم تعرف الخيل العراب سواءنا عشية أغواث بجنب القوادس

عشية رحنا بالرماح كأنها على القوم ألوان الطيور الرسارس باب الهمزة والفاء وما يليهما أفاحيص جمع أفحوص ناحية باليمامة عن محمد ابن إدريس بن أبي حفصة
الأفاعي واد قرب القلزم من أرض مصر ذكره في حديث رواه هشام بن عمار حدثنا البحتري ابن عبيد قال هشام وذهبنا إليه إلى القلزم في موضع يقال له الأفاعي حدثنا أبي قال حدثنا أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سموا أسقاطكم فإنها فرطكم قال ابن عساكر قوله إلى القلزم تصحيف من عبد العزيز وإنما هو إلى القلمون قلت أنا والصواب ما قاله عبد العزيز سألت عنه من رآه وعرفه
أفاعية بضم الهمزة واد يصب من منى وذكر الحازمي أنه في طريق مكة عن يمين المصعد من الكوفة
أفاق بضم أوله وآخره قاف أفاق وأفيق موضعان في بلاد بني يربوع قرب الخصي كان فيه يوم من أيام العرب قتل فيه عمر بن الجزور فارس بكر قتله معدان بن قعنب التميمي قال فيه شاعر وعمي يابن حقة جاء قسرا اليكم عنوة يابن الجزور وقال عدي بن زيد العبادي يصف سحابا أرقت لمكفهر بات فيه بوارق يرتقين رأوس شيب تلوح المشرفية في ذراه ويجلو صقح دهدار قشيب كأن مآتما بانت عليه خضبن مآليا بدم صبيب سقى بطن العقيق إلى أفاق ففاثور إلى لبب الكثيب وقال لبيد ولدى النعمان مني موقف بين فاثور أفاق فالذحل الأفاقة بضم الهمزة موضع من أرض الحزن قرب الكوفة وقال المفضل هو ماء لبني يربوع وكان النعمان بن المنذر يبدو إليه في أيام الربيع ويوم الأفاقة من أيامهم
وأغار بسطام بن قيس بن مسعود الشيباني على بني يربوع بالأفاقة فأسروه وهزموا جيشه فقال العوام أخو الحارث بن همام قبح الإله عصابة من وائل يوم الأفاقة أسلموا بسطاما كانت لهم بعكاظ فعلة سيء جعلت على أفواههم أقداما وكانت الأفاقة من منازل آل المنذر فلذلك قال لبيد ليبك على النعمان شرب وقينة ومختبطات كالسعالى أرامل له الملك في ضاحي معد وأسلمت إليه العباد كلها ما يحاول ووصفه بأوصاف كثيرة ثم قال فإن امرأ يرجو الفلاح وقد رأى سواما وحيا بالأفاقة جاهل

غداة غدوا منها وآزر سربهم مواكب تحدى بالغبيط وجامل ويوم أجازت قلة الحزن منهم مواكب تعلو ذا حسا وقنابل وقال لبيد أيضا شهدت أنجية الأفاقة عاليا كعبي وأرداف الملوك شهود وقال غيره ألا قل لدار بالأفاقة أسلمي بحي على شحط وإن لم تكلمي وقال آخر ونحن رهنا بالأفاقة عامرا بما كان بالدرداء رهنا وأبسلا قلت وربما صحفه قوم فقالوا الأفاقة بفتح الهمزة وإظهار الهاء مثل جمع فقيه
أفامية مدينة حصينة من سواحل الشام وكورة من كور حمص قال أبو العلاء أحمد بن عبد الله المعري ولولاك لم تسلم أفامية الردى ويسميها بعضهم فامية بغير همزة
وقرأت في كتاب ألفه يحيى بن جرير المتطبب فقال فيه بنى سلوقوس في السنة السادسة من موت الإسكندر اللاذقية وسلوقية وأفامية وباروا وهي حلب
الأفاهيد قال ابن السكيت الأفاهيد قنينات بلق بقفار خرجان على موطىء طريق الربذة من النخل قال كثير نظرت إليها وهي تحدى عشية فأتبعتهم طرفي حيث تيمما تروع بأكناف الأفاهيد عيرها نعاما وحقبا بالفدافد صيما ظعائن يشفين السقيم من الجوى به ويخبلن الصحيح المسلما الأفداغ بالغين المعجمة ماء عليه نخل في جبل قطن شرقي الحاجر
الأفراحون بالحاء المهملة بليدة من نواحي مصر قرب سخا وكانت قديما تسمى الأمراحون بالميم
الأفراع موضع حول مكة في شعر الفضل اللهبي فالهاوتان فكبكب فجتاوب فالبوص فالأفراع من أشقاب إفراغة بكسر الهمزة والغين معجمة مدينة بالأندلس من أعمال ماردة كثيرة الزيتون تملكها الأفرنج في سنة 345 في أيام علي بن يوسف بن تاشفين الملثم وهي السنة التي مات فيها مهديهم وهو محمد بن تومرت
الأفراق بفتح الهمزة عند الأكثرين وضبطه بعضهم بكسرها وقال الأفراق موضع من أعمال المدينة
أفران بفتح الهمزة وسكون الفاء وراء وألف ونون قرية من قرى نخشب ينسب إليها أبو بكر محمد بن أحمد الأفراني الحامدي حدث عنه محمد بن أحمد بن أفريقون الأفراني النسفي من كتاب ابن نقطة
أفرخش بفتح الهمزة وسكون الفاء وفتح الراء وسكون الخاء المعجمة والشين معجمة من قرى بخارى منها أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل ابن إسحاق بن إبراهيم الأفرخشي البخاري كان

رئيس العلماء ومقدمهم ويعرف بالإسماعيلي توفي في شهر رمضان سنة 483
أفر بعد الهمزة المفتوحة فاء مضمومة وراء مشددة قال نصر هو بلد في سواد العراق قريب من نهر جوبر
أفرع موضع قرب اليمامة لبني نمير ويقال له الأقرع قال الراعي يسوقها ترعية ذو عباءة بما بين نقب فالحبيس فأفرعا أفرنجة أمة عظيمة لهابلاد واسعة وممالك كثيرة وهم نصارى ينسبون إلى جد لهم واسمه أفرنجش وهم يقولون فرنك وهي مجاورة لرومية والروم وهم في شمالي الأندلس نحو الشرق إلى رومية ودار ملكهم نوكبردة وهي مدينة عظيمة ولهم نحو مائة وخمسين مدينة وقد كان قبل ظهور الإسلام أول بلادهم من جهة المسلمين جزيرة رودس قبالة الإسكندرية في وسط بحر الشام
أفرندين موضع بين الري ونيسابور
إفريقية بكسر الهمزة وهو اسم لبلاد واسعة ومملكة كبيرة قبالة جزيرة صقلية وينتهي آخرها إلى قبالة جزيرة الأندلس والجزيرتان في شماليها فصقلية منحرفة إلى الشرق والأندلس منحرفة عنها إلى جهة المغرب
وسميت إفريقية بإفريقيس بن أبرهة ابن الرائش وقال أبو المنذر هشام بن محمد هو إفريقيس بن صيفي بن سبأ بن يشجب بن يعرب ابن قحطان وهو الذي اختطها وذكروا أنه لما غزا المغرب انتهى إلى موضع واسع رحيب كثير الماء فأمر أن تبنى هناك مدينة فبنيت وسماها إفريقية اشتق اسمها من اسمه ثم نقل إليها الناس ثم نسبت تلك الولاية بأسرها إلى هذه المدينة ثم انصرف إلى اليمن فقال بعض أصحابه سرنا إلى المغرب في جحفل بكل قرم أريحي همام نسري مع أفريقيس ذاك الذي ساد بعز الملك أولاد سام نخوض بالفرسان في مأقط يكثر فيه ضرب أيد وهام فأضحت البربر في مقعص نحوسهم بالمشرفي الحسام في موقف يبقى لنا ذكره ما غردت في الأيك ورق الحمام وذكر أبو عبد الله القضاعي أن إفريقية سميت بفارق ابن بيصر بن حام بن نوح عليه السلام وأن أخاه مصر لما حاز لنفسه مصر حاز فارق إفريقية وقد ذكرت ذلك متسقا في أخبار مصر قالوا فلما اختط المسلمون القيروان خربت أفريقية وبقي اسمها على الصقع جميعه وقال أبو الريحان البيروتي إن أهل مصر يسمون ما عن أيمانهم إذا استقبلوا الجنوب بلاد المغرب ولذلك سميت بلاد إفريقية وما وراءها بلاد المغرب يعني أنها فرقت بين مصر والمغرب فسميت إفريقية لا أنها مسماة باسم عامرها وحد إفريقية من طرابلس الغرب من جهة برقة والإسكندرية إلى بجاية وقيل إلى مليانة فتكون مسافة طولها نحو شهرين ونصف وقال أبو عبيد البكري الأندلسي حد إفريقية طولها من برقة شرقا إلى طنجة الخضراء غربا وعرضها من البحر إلى الرمال التي في أول بلاد السودان وهي جبال ورمال عظيمة متصلة

من الشرق إلى الغرب وفيه يصاد الفنك الجيد وحدث رواة السير أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إلى عمر بن العاص لا تدخل إفريقية فإنها مفرقة لأهلها غير متجمعة ماؤها قاس ما شربه أحد من العالمين إلا قست قلوبهم فلما افتتحت في أيام عثمان رضي الله عنه وشربوا ماءها قست قلوبهم فرجعوا إلى خليفتهم عثمان فقتلوه
وأما فتحها فذكر أحمد بن يحيى بن جابر أن عثمان بن عفان رضي الله عنه ولى عبد الله بن سعد بن أبي سرح مصر وأمره بفتح إفريقية وأمده عثمان بجيش فيه معبد بن العباس بن عبد المطلب ومروان بن الحكم بن أبي العاص وأخوه الحارث بن الحكم وعبيد الله بن عمر وعبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن الزبير ابن العوام والمسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب وعبد الرحمن بن زيد بن الخطاب وعبد الله وعاصم ابنا عمر بن الخطاب وبسر بن أبي ارطاة العامري وأبو ذويب الهذلي الشاعر وذلك في سنة 92 وقيل سنة 82 وقيل 72 ففتحها عنوة وقتل بطريقها وكان يملك ما بين أطرابلس إلى طنجة وغنموا واستاقوا من السبي والمواشي ما قدروا عليه فصالحهم عظماء إفريقية على ثلاثمائة قنطار من الذهب على أن يكف عنهم ويخرج من بلادهم فقبل ذلك منهم وقيل إنه صالحهم على ألف ألف وخمسمائة ألف وعشرين ألف دينار وهذا يدل على أن القنطار الواحد ثمانية آلاف وأربعمائة دينار ورجع ابن أبي سرح إلى مصر ولم يول على إفريقية أحدا فلما قتل عثمان رضي الله عنه عزل علي رضي الله عنه ابن أبي سرح عن مصر وولى محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة مصر فلم يوجه إليها أحدا فلما ولي معاوية بن أبي سفيان وولى معاوية بن حديج السكوني مصر بعث في سنة 05 عقبة بن نافع بن عبد القيس بن لقيط الفهري فغزاها وملكها المسلمون فاستقروا بها واختط مدينة القيروان كما نذكره في القيروان إن شاء الله تعالى ولم تزل بعد ذلك في أيدي المسلمين فوليها بعد عقبة بن نافع زهير بن قيس البلوي في سنة 69 فقتله الروم في أيام عبد الملك فوليها حسان بن النعمان الغساني فعزل عنها ووليها موسى بن نصير في أيام الوليد بن عبد الملك ثم وليها محمد بن يزيد مولى قريش في أيام سليمان بن عبد الملك سنة 99 ثم وليها إسماعيل بن عبد الملك ابن عبد الله بن أبي المهاجر مولى بني مخزوم من قبل عمر بن عبد العزيز ثم وليها يزيد بن أبي مسلم مولى الحجاج من قبل يزيد بن عبد الملك ثم عزله وولى بشر بن صفوان في أول سنة 301 ثم وليها عبيدة بن عبد الرحمن السلمي ابن أخي أبي الأعور السلمي فقدمها في سنة 011 من قبل هشام بن عبد الملك ثم عزله هشام وولى مكانه عبيد الله بن الحبحاب مولى بني سلول ثم عزله هشام في سنة 321 وولى كلثوم ابن عياض القشيري فقتله البربر فولى هشام حنظلة ابن صفوان الكلبي في سنة 421 ثم قام عبد الرحمن ابن حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري وأخرج حنظلة في إفريقية عنوة ووليها وأثر بها آثارا حسنة وغزا صقلية وكان الأمر قد انتهى إلى مروان بن محمد فبعث إليه بعهده وأقره على أمره وزالت دولة بني أمية وعبد الرحمن أمير وكتب إلى السفاح بطاعته فلما ولي المنصور خلع طاعته ثم قتله أخوه الياس بن حبيب غيلة في منزله وقام مقامه ثم قتل إلياس وولي حبيب بن عبد الرحمن

فقتل ثم تغلب الخوارج حتى ولى المنصور محمد ابن الأشعث الخزاعي فقدمها سنة 441 فجرت بينه وبين الخوارج حروب ففارقها ورجع إلى المنصور فولى المنصور الأغلب بن سالم بن عقال بن خفاجة بن عبد الله بن عباد بن محرث وقيل محارب بن سعد ابن حرام بن سعد بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم فقدمها في جمادى الآخرة سنة 841 وجرت له حروب قتل في آخرها في شعبان سنة 051 وبلغ المنصور فولى مكانه عمرو بن حفص بن عثمان بن قبيصة بن أبي صفرة أخا المهلب المعروف بهزارمرد فقدمها في صفر سنة 151 وكانت بينه وبين البربر وقائع قاتل فيها حتى قتل في منتصف ذي الحجة سنة 451 فولاها المنصور يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب فصلحت البلاد بقدومه ولم يزل عليها حتى مات المنصور والمهدي والهادي ثم مات يزيد بن حاتم بالقيروان سنة 071 في أيام الرشيد واستخلف ابنه داود بن يزيد بن حاتم ثم ولى الرشيد روح بن حاتم أخا يزيد فقدمها وساسها أحسن سياسة حتى مات بالقيروان سنة 471 فولى الرشيد نصر بن حبيب المهلبي ثم عزله وولى الفضل بن روح بن حاتم فقدمها في المحرم سنة 771 فقتله الخوارج سنة 871 فكانت عدة من ولي من آل المهلب ستة نفر في ثمان وعشرين سنة ثم ولى الرشيد هرثمة بن أعين فقدمها في سنة 971 ثم استعفى من ولايتها فأعفاه وولى محمد بن مقاتل العكي فلم يستقم بها أمره فإنه أخرج منها وولى إبراهيم ابن الأغلب التميمي المقدم ذكره فأقام بها إلى أن مات في شوال سنة 916 وولي ابنه عبد الله بن إبراهيم ومات بها ثم ولي أخوه زياد الله بن إبراهيم في سنة 102 في أول أيام المأمون ومات في رجب سنة 322 ثم ولي أخوه أبو عقال الأغلب بن إبراهيم ثم مات سنة 226 فولي ابنه محمد بن الأغلب إلى أن مات في محرم سنة 242 فولي ابنه أبو القاسم إبراهيم بن محمد حتى مات في ذي القعدة سنة 942 فولي ابنه زيادة الله بن إبراهيم إلى أن مات سنة 052 فولي ابن أخيه محمد بن أحمد إلى أن مات سنة 261 فولي أخوه إبراهيم بن أحمد وكان حسن السيرة شهما فأقام واليا ثمانيا وعشرين سنة ثم مات في ذي القعدة سنة 982 فولي ابنه عبد الله بن إبراهيم بن أحمد فقتله ثلاثة من عبيده الصقالبة فولي ابنه أبو نصر زياد الله بن عبد الله بن إبراهيم فدخل أبو عبد الله الشيعي فهرب منه إلى مصر وهو آخرهم في سنة 926 فكانت مدة ولاية بني الأغلب على إفريقية مائة واثنتي عشرة سنة وولي منهم أحد عشر ملكا ثم انتقلت الدولة إلى بني عبيد الله العلوية فوليها منهم المهدي والقائم والمنصور والمعز حتى ملك مصر وانتقل إليها في سنة 362 واستمرت الخطبة لهم بإفريقية إلى سنة 704 ثم وليها بعد خروج المعز عنها يوسف الملقب بلكين ابن زيري بن مناد الصنهاجي باستخلاف المعز إلى أن مات في ذي الحجة سنة 373 ووليها ابنه المنصور إلى أن مات في شهر ربيع الأول سنة 836 ووليها ابنه باديس إلى أن مات في سلخ ذي القعدة سنة 046 ووليها ابنه المعز بن باديس وهو الذي أزال خطبة المصريين عن أفريقية وخطب للقائم بالله وجاءته الخلعة من بغداد وكاشف المستنصر الذي بمصر بخلع الطاعة وذلك في سنة 534 وقتل من كان بإفريقية من شيعتهم فسلط اليازوري وزير المستنصر العرب على إفريقية حتى خربوها ومات المعز في سنة 354 وقد ملك سبعا وأربعين سنة ووليها ابنه تميم ابن المعز إلى أن مات في رجب سنة 105 ووليها

ابنه يحيى بن تميم حتى مات سنة 905 ووليها ابنه علي بن يحيى إلى أن مات سنة 515 ووليها ابنه الحسن بن علي وفي أيامه أنفذ رجار صاحب صقلية من ملك المهدية فخرج الحسن منها ولحق بعبد المومن ابن علي وملك الأفرنج بلاد إفريقية وذلك في سنة 345 وانتقضت دولتهم وقد ولي منهم تسعة ملوك في مائة سنة وإحدى وثمانين سنة وملك الأفرنج إفريقية اثنتي عشرة سنة حتى قدمها عبد المؤمن فاستنقذها منهم في يوم عاشوراء سنة 555 وولى عليها أبا عبد الله محمد بن فرج أحد أصحابه ورتب معه الحسن بن علي بن يحيى بن تميم وأقطعه قريتين ورجع إلى المغرب وهي الآن بيد الولاة من قبل ولده فهذا كاف من إفريقية وأمرها
وقد خرج منها من العلماء والأئمة والأدباء ما لا يحصى عددهم منهم أبو خالد عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي قاضيها وهو أول مولود ولد في الإسلام بإفريقية سمع أباه وأبا عبد الرحمن الحبكي وبكر ابن سوادة روى عنه سفيان الثوري وعبد الله بن لهيعة وعبد الله بن وهب وغيرهم تكلموا فيه قدم على أبي جعفر المنصور ببغداد قال كنت أطلب العلم مع أبي جعفر أمير المؤمنين قبل الخلافة فأدخلني يوما منزله فقدم إلي طعاما ومريقة من حبوب ليس فيها لحم ثم قدم إلي زبيبا ثم قال يا جارة عندك حلواء قالت لا قال ولا التمر قالت ولا التمر فاستلقى ثم قرأ هذه الآية عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون قال فلما ولي المنصور الخلافة أرسل إلي فقدمت عليه فدخلت والربيع قائم على رأسه فاستدناني وقال يا عبد الرحمن بلغني أنك كنت تفد إلى بني أمية قلت أجل قال فكيف رأيت سلطاني من سلطانهم وكيف ما مررت به من أعمالنا حتى وصلت إلينا قال فقلت يا أمير المؤمنين رأيت أعمالا سيئة وظلما فاشيا ووالله يا أمير المؤمنين ما رأيت في سلطانهم شيئا من الجور والظلم إلا ورأيته في سلطانك وكنت ظننته لبعد البلاد منك فجعلت كلما دنوت كان الأمر أعظم أتذكر يا أمير المؤمنين يوم أدخلتني منزلك فقدمت إلي طعاما ومريقة من حبوب ولم يكن فيها لحم ثم قدمت زبيبا ثم قلت يا جارية عندك حلواء قالت لا قلت ولا التمر قالت ولا التمر فاستلقيت ثم تلوت عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون فقد والله أهلك عدوك واستخلفك في الأرض ما تعمل قال فنكس رأسه طويلا ثم رفع رأسه إلي وقال كيف لي بالرجال قلت أليس عمر بن عبد العزيز كان يقول إن الوالي بمنزلة السوق يجلب إليها ما ينفق فيها فإن كان برا أتوه ببرهم وإن كان فاجرا أتوه بفجورهم فأطرق طويلا فأومأ إلي الربيع أن أخرج فخرجت وما عدت إليه وتوفي عبد الرحمن سنة 516 وينسب إليها أيضا سحنون بن سعيد الإفريقي من فقهاء أصحاب مالك جالس مالكا مدة وقدم بمذهبه إلى إفريقية فأظهره فيها وتوفي سنة 042 وقيل سنة 142
أفسوس بضم الهمزة وسكون الفاء والسينان مهملتان والواو ساكنة بلد بثغور طرسوس يقال إنه بلد أصحاب الكهف
أفشنة بفتح الهمزة وسكون الفاء والشين معجمة مفتوحة ونون وهاء من قرى بخارى

أفشوان بفتح الهمزة وسكون الفاء وفتح الشين وواو وألف ونون من قرى بخارى على أربعة فراسخ منها والمشهور بالنسبة إليها أبو نصر أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن أسد بن كامل بن خالد الأفشواني
الأفشولية بفتح الهمزة وسكون الفاء وضم الشين وسكون الواو وكسر اللام وياء مشددة قرية في غربي واسط بينها وبين البلد نحو ثلاثة فراسخ ينسب إليها حبشي بن محمد بن شعيب أبو الغنايم النحوي الضرير متأخر مات في ذي القعدة سنة 565
إفشيرقان بكسر أوله وسكون ثانيه وكسر الشين وياء ساكنة وراء وقاف وألف ونون قرية بينها وبين مرو خمسة فراسخ منها أبو الفضل العباس بن عبد الرحيم الإفشيرقاني الفقيه الشافعي كان عالما بالأنساب والكتابة
الأفقوسية اسم مدينة جزيرة قبرس وهو تعريب أفقديون بالرومية معناه خير موضع خبرني بذلك رجل عربي من أهل قبرس
أفكان قالوا هو اسم مدينة كانت ليعلى بن محمد ذات أرحية وحمامات وقصور
الأفلاج جمع فلج بالتحريك وقد ذكر في موضعه من هذا الكتاب مبسوطا وهي باليمامة قال امرؤ القيس بعيني ظعن الحي لما تحملوا على جانب الأفلاج من بطن تيمرا أفلاطنس حصن عظيم عال مشرف جدا من أعمال جبل وهرا وهو من أعمال حلب الغربية
أفلوغونيا بفتح الهمزة وسكون الفاء وضم اللام وسكون الواو وغين معجمة وواو أخرى ساكنة ونون وياء وألف مدينة كبيرة من بلاد الأرمن من نواحي إرمينية ولا يعرف أنها خرج منها فاضل قط ولهذه المدينة رستاق وقلاع حصينة منها قلعة يقال لها وريمان في وسط البحر على سن جبل لا يرام وهناك نهر يغور في الأرض يقال له نهر نصيبين والجذام يسرع في أهلها لأن أكثر أكلهم الكرنب والغدد
فيهم طبع وفيهم خدمة للضيف وقرى وحسن طاعة لرهبانهم حتى إنهم إذا حضرت أحدهم الوفاة أحضر القس ودفع إليه مالا واعترف له بذنب ذنب مما عمله فيستغفر له القس ويضمن له الصفح والعفو عن ذنوبه ويقال إن القس يبسط كساء فكلما ذكر له المريض ذنبا بسط القس كفيه فإذا فرغ من إقراره بالذنب ضم إحدى يديه إلى الأخرى كالقابض على الشيء ثم يطرحه في التراب فإذا فرغ من إقراره بذنوبه جمع القس أطراف كسائه وخرج أي أنني قد جمعت ذنوبك في هذه الكساء ويذهب فينفض الكساء في الصحراء وهذه سنة عجيبة غريبة
إفليج بكسر الهمزة والجيم موضع أحسبه باليمن
أفليلاء بفتح الهمزة قال ابن بشكوال قرية من قرى الشام ينسب إليها أبو القاسم إبراهيم بن محمد ابن زكرياء بن مفرج بن يحيى بن زياد بن عبد الله ابن خالد بن سعد بن أبي وقاص الوزير الأديب الفاضل الأندلسي شرح ديوان أبي الطيب المتنبي مات في ذي القعدة سنة 144 ومولده في شوال سنة 253
أفوى مقصور مفتوح الأول ساكن الثاني قرية من قرى كورة البهنسا من نواحي الصعيد بمصر

الأفهار كأنه جمع فهر من الحجارة موضع في قول طفيل بن علي الحنفي فمنعرج الأفهار فقر بسابس فبطن خوي ما بروضته شفر أفيح بضم الهمزة وفتح الفاء بلفظ التصغير عن الأصمعي وغيره يقوله فتح أوله وكسر ثانيه موضع بنجد قال عروة بن الورد أقول له يا مال أمك هابل متى حبست على الأفيح تعقل بديمومة ما إن يكاد يرى بها من الظماء الكوم الجلال تبول تنكر آيات البلاد لمالك وأيقن أن لا شيء فيها يقول وقال ابن مقبل وقد جعلن أفيحا عن شمائلها بانت مناكبه عنها ولم يبن أفيعية بالضم ثم الفتح والعين مهملة منهل لسليم من أعمال المدينة في الطريق النجدي إلى مكة من الكوفة أفيق بلفظ التصغير موضع في بلاد بني يربوع يقال أفاق وأفيق قال أبو دواد الإيادي ولقد أغتدي يدافع ركني صنتع الخد أيد القصرات وأرانا بالجزع جزع أفيق نتمشى كمشية الناقلات أفيق بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وقاف قرية من حوران في طريق الغور في أول العقبة المعروفة بعقبة أفيق والعامة تقول فيق تنزل من هذه العقبة إلى الغور وهو الأردن
وهي عقبة طويلة نحو ميلين قال حسان بن ثابت لمن الدار أقفرت بمعان بين أعلى اليرموك فالصمان فقفا جاسم فدار خليد فأفيق فجانبي ترفلان وفي كتاب الشام عن سعيد بن هاشم بن مرثد عن أبيه قال أخبرونا عن منخل المشجعي قال رأيت في المنام قائلا يقول لي إن أردت أن تدخل الجنة فقل كما يقول موذن أفيق قال فسرت إلى أفيق فلما أذن قمت إليه فسألته عما يقول إذا أذن فقال أقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير أشهد بها مع الشاهدين وأحملها عن المجاهدين وأعدها ليوم الدين وأشهد أن الرسول كما أرسل والكتاب كما أنزل وأن القضاء كما قدر وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور عليها أحيا وعليها أموت وعليها أبعث إن شاء الله تعالى
أفي بالضم ثم الفتح والياء مشددة موضع في شعر نصيب ونحن منعنا يوم أول نساءنا ويوم أفي والأسنة ترعف باب الهمزة والقاف وما يليهما الأقاعص جمع أقعص موضع في شعر عدي بن الرقاع العاملي

هل عند منزلة قد أقفزت خبر مجهولة غيرتها بعدك الغير بين الأقاعص والسكران قد درست منها المعارف طرا ما بها أثر أقتد بضم التاء فوقها نقطتان موضع في بلاد فهم قال قيس بن العيزارة الهذلي لعمرك أنسى لوعتي يوم أقتد وهل تتركن نفس الأسير الروائع الأقحوانة بالضم ثم السكون وضم الحاء المهملة وواو وألف ونون وهاء موضع قرب مكة قال الأصمعي هي ما بين بئر ميمون إلى بئر ابن هشام و الأقحوانة أيضا موضع بين البصرة والنباج قال الأزهري موضع معروف في بلاد بني تميم وقد نزلت به وقال نصر الأقحوانة ماء ببلاد بني يربوع قال عميرة بن طارق اليربوعي وكلفت ما عندي من الهم ناقتي مخافة يوم أن ألام وأندما فمرت بجنب الزور ثمت أصبحت وقد جاوزت للأقحوانة مخرما و الأقحوانة موضع بالأردن من أرض دمشق على شاطىء بحيرة طبرية حدث هشام بن الوليد عن أبيه قال خرج قوم من مكة نحو الشام وكنت فيهم فبينما نحن نسير في بلاد الأردن من أرض الشام إذ رفع لنا قصر فقال بعضنا لبعض لو ملنا إلى هذا القصر فأقمنا بفنائه حتى نستريح ففعلنا فبينما نحن كذلك إذ انفتح باب القصر وانفرج عن امرأة مثل الغزال العطشان فرمقها كل واحد منا بعين وامق وقلب عاشق فقالت من أي القبائل أنتم ومن أي البلاد قلنا نحن أضاميم من ههنا وهناك فقالت أفيكم من أهل مكة أحد قلنا نعم فأنشأت تقول من كان يسأل عنا أين منزلنا فالأقحوانة منا منزل قمن وإن قصري هذا ما به وطني لكن بمكة أمسى الأهل والوطن إذ نلبس العيش صفوا ما يكدره قول الوشاة وما ينبوبه الزمن من كان ذا شجن بالشام ينزله فبالأباطح أمسى الهم والحزن ثم شهقت شهقة وخرت مغشيا عليها فخرجت عجوز من القصر فنضحت الماء على وجهها وجعلت تقول في كل يوم لك مثل هذا مرات تالله للموت خير لك من الحياة فقلنا أيتها العجوز ما قصتها فقالت كانت لرجل من أهل مكة فباعها فهي لا تزال تنزع إليه حنينا وشوقا قال القاضي الشريف أبو طاهر الحلبي صاحب كتاب الحنين إلى الأوطان عند فراغه من هذا الخبر والأقحوانة ضيعة على شاطىء بحيرة طبرية وقمن أي دان قريب وعندي أن الجارية أرادت الأقحوانة التي بمكة وقمن بفتح الميم أي خليق تعني أن ذلك المنزل جدير أن أكون فيه ولم أر في كتب اللغة القمن بمعنى القرب إنما قال الأزهري القمن بكسر الميم القريب والقمن السريع

إقدام بالكسر ثم السكون بلفظ مصدر أقدم إقداما ويروى بفتح أوله بلفظ جمع قدم وهو جبل في قول امرىء القيس لمن الديار عرفتها بسحام فعمايتين فهضب ذي إقدام الأقدحان بلفظ التثنية موضع في قول ذي الرمة وآدم لباس إذا وضح الضحى لأفنان أرطى الأقدحين المهدل ويروى إذا وقد
أقر بفتح أوله وضم ثانيه وتشديد الراء موضع أو جبل بعرفة
أقر بضم الهمزة والقاف وراء اسم واد لبني مرة عن أبي عبيدة وأنشد للنابغة لقد نهيت بني ذبيان عن أقر وعن تربعهم في كل أصفار وفي كتاب العزيزي تأليف أبي الحسن المهلبي بين الأخاديد وبين أقر ثلاثون ميلا وهي بين البصرة والكوفة بالبادية وبينها وبين سلمان عشرون فرسخا وقال ابن السكيت أقر جبل وذو أقر واد لبني مرة إلى جنب أقر وهو واد نجل أي واسع مملوء حمضا كان النعمان بن الحارث الأصغر الغساني قد حماه فاحتماه الناس فتربعته بنو ذبيان فنهاهم النابغة عن ذلك وحذرهم غارة الملك النعمان فعيروه خوفه من النعمان وأبوا وتربعوه فبعث النعمان بن الحارث إليهم جيشا وعليه ابن الجلاح الكلبي فأغار عليهم بذي أقر فقتل وسبى ستين أسيرا وأهداهم إلى قيصر الروم فقال النابغة عند ذلك إني نهيت بني ذبيان عن أقر وعن تربعهم من بعد أصفار وقلت يا قوم إن الليث منقبض على براثنه لعدوة الضاري وقال نصر أقر ماء في ديار غطفان قريب من أرض الشربة وقيل جبل وقيل هو من عدنة وقيل جبال أعلاها لبني مرة بن كعب وأسفلها لفزارة وقال أبو نصر أقر جبل وأنشد لابن مقبل منا خناذيذ فرسان وألوية وكل سائمة من سارح عكر وثروة من رجال لو رأيتهم لقلت إحدى حراج الجر من أقر أقر بضم الهمزة وسكون القاف وراء اسم ماء في ديار غطفان قريب من أرض الشربة قاله أبو منصور وأنشد توزعنا فقير مياه أقر لكل بني أب منا فقير فحصة بعضنا خمس وست وحصة بعضنا منهن بير قال المخبل بن شرحبيل بن جمل البكري في بني زهير وقد منعوا سعد بن مسعود المازني من التعدي في صدقات بكر وكان يليها فدى لبني زهيرة يوم أقر وقد خذلوا بها أهلي ومالي فهم منعوا مظالم آل بكر وقد وردوا لها قبل

السؤال الأقرع جبل بين مكة والمدينة وبالقرب منه جبل يقال له الأشعر وقرأت بخط أبي عامر العبدري وأقبل أبو عبيدة حتى أتى وادي القرى ثم أخذ عليهم الأقرع والجنينة وتبوك وسروع ودخل الشام
أقرن بضم الراء موضع في قول امرىء القيس لما سما من بين أقرن فال أحيال قتل له فدى أهلي أقريطش بفتح الهمزة وتكسر والقاف ساكنة والراء مكسورة وياء ساكنة وطاء مكسورة وشين معجمة اسم جزيرة في بحر المغرب يقابلها من بر إفريقية لوبيا وهي جزيرة كبيرة فيها مدن وقرى وينسب إليها جماعة من العلماء قال أحمد ابن يحيى بن جابر غزا جنادة بن أبي أمية الأزدي بعد فتحه جزيرة أرواد في سنة 45 في أيام معاوية ثم غزا أقريطش فلما كان في أيام الوليد فتح بعضها ثم أغلق وغزاها حميد بن معيوف الهمداني في خلافة الرشيد ففتح بعضها ثم غزاها في خلافة المأمون أبو حفص عمر بن عيسى الأندلسي المعروف بالأقريطشي فافتتح منها حصنا واحدا ونزله ثم لم يزل بفتح شيئا بعد شيء حتى لم يبق فيها من الروم أحدا وخرب حصونهم وذلك في سنة 012 في أيام المأمون وقال غير البلاذري فتحت أقريطش في أول أيام المأمون وقيل فتحت بعد 052 على يد عمرو بن شعيب المعروف بابن الغليظ وكان من أهل قرية بطروح من عمل فحص البلوط من الأندلس وتوارثها عقبه سنين كثيرة وقال ابن يونس كان أول من افتتحها شعيب ابن عمر بن عيسى وكان سمع يونس بن عبد الأعلى وغيره بمصر ثم ندب لفتحها فسار إليها حتى افتتحها وكانت من أعظم بلاد المسلمين نكاية على الروم إلى أن أناخ عليها نقفور بن الفقاس والدمستق في خلافة المطيع وتملك أرمانوس بن قسطنطين في آخر جمادى الأولى سنة 943 في اثنين وسعبين ألفا منهم خمسة آلاف فارس ولم يزل محاصرا لها حتى فتحها عنوة بالحرب والجوع في نصف المحرم سنة 053 فقتل ونهب وسبى وأخذ صاحبها عبد العزيز بن شعيب من ولد أبي حفص عمر بن عيسى الأندلسي وأمواله وبني عمه وحمل ذلك كله إلى القسطنطينية وقيل إنه حمل إلى القسطنطينية من أموالها وسبي أهلها نحوا من ثلاثمائة مركب وهدموا حجارة المدينة وألقوها في الميناء الذي دخلت مراكبهم فيه لئلا يدخل فيه بعدهم عدو وهي إلى الآن بيد الأفرنج
ونسب إليها بعض الرواة منهم محمد ابن عيسى أبو بكر الأقريطشي حدث بدمشق عن محمد بن القاسم المالكي روى عنه عبد الله بن محمد النسائي المؤدب قاله أبو القاسم
أقساس قرية بالكوفة أو كورة يقال لها أقساس مالك منسوبة إلى مالك بن عبد هند بن نجم بالجيم بوزن زفر ابن منعة بن برجان بن الدوس ابن الديل بن أمية بن حذافة بن زهر بن إياد بن نزار والقس في اللغة تتبع الشيء وطلبه وجمعه أقساس فيجوز أن يكون مالك تطلب هذا الموضع وتتبع عمارته فسمي بذلك وينسب إلى هذا الموضع أبو محمد يحيى بن محمد بن الحسن بن محمد ابن علي بن محمد بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب الأقساسي توفي سنة نيف وسبعين وأربعمائة بالكوفة وجماعة من العلويين ينسبون كذلك إليها

الأقصر كأنه جمع قصر جمع قلة اسم مدينة على شاطىء شرقي النيل بالصعيد الأعلى فوق قوص وهي أزلية قديمة ذات قصور ولذلك سميت الأقصر ويضاف إليها كورة
الأقطانتين بلفظ التثنية ولم نسمعه مرفوعا موضع كان فيه يوم من أيام العرب
الأقعس الأقعس المرتفع ومنه عزة قعساء جبل في ديار ربيعة بن عقيل يقال له ذو الهضبات وقال الحفصي الأقعس نخل وأرض لبني الأحنف باليمامة
الأقفاص كذا يتلفظ به العوام وينسبون إليه الأقفاصي وصوابه أقفهص اسم بلد بمصر بالصعيد من كورة البهنسا فيما أحسب
أقفهس هو الذي قبله بعينه
الأقلام بلفظ جمع قلم الذي يكتب به
قال ابن حوقل في إفريقية جرماية وثاوران والحجا على نحر البحر ودونها في البر مشرقا الأقلام ثم البصرة ثم كرت
وقال ابن رشيق في الأنموذج محمد بن سلطان الأقلامي من جبل ببادية فاس يعرف بالأقلام وهو إلى مدينة سبتة أقرب
وتأدب بالأندلس وهو شاعر مجود مضبوط الكلام
أقلوش بضم الهمزة وآخره شين معجمة قال السلفي موضع من عمل غرناطة بالأندلس منه أحمد بن القاسم بن عيسى الأقلوشي أبو العباس المقري رحل إلى المشرق وحدث عن عبد الوهاب ابن الحسن الكلابي الدمشقي روى عنه محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الخولاني ووصفه بالصلاح
إقليبية بكسرة الهمزة وسكون القاف وكسر اللام وياء ساكنة وباء مكسورة وياء خفيفة هو حصن منيع بإفريقية قرب قرطاجنة مطل على البحر قالوا لما أرادوا بناءه نقبوا في الجبل وجعلوا يقلبون حجارته في البحر من أعلى الجبل فسمي إقليبية وأثبته ابن القطاع بألف ممدودة فقال إقليبياء بلد بإفريقية
إقليد بكسر الهمزة وسكون القاف اسم بلد بفارس من كورة إصطخر ولها ولاية ومزارع تنسب إليها
أقليش بضم الهمزة وسكون القاف وكسر اللام وياء ساكنة وشين معجمة مدينة بالأندلس من أعمال شنت برية وهي اليوم للأفرنج وقال الحميدي أقليش بليدة من أعمال طليطلة ينسب إليها أبو العباس أحمد بن القاسم المقري الأقليشي وأبو العباس أحمد بن معروف بن عيسى بن وكيل التجيبي الأقليشي الأندلسي قال أحمد بن سلفة في معجم السفر كان من أهل المعرفة باللغات والأنحاء والعلوم الشرعية ومن جملة أسانيده أبو محمد بن السيد البطليوسي وأبو الحسن بن سبيطة الداني وأبو محمد القلني وله شعر وكان قد قدم علينا الإسكندرية سنة 456 وقرأ علي كثيرا وتوجه إلى الحجاز وبلغنا أنه توفي بمكة وعبد الله بن يحيى التجيبي الأقليش أبو محمد يعرف بابن الوحشي أخذ بطليطلة من المقامي المقري القراءة وسمع بها الحديث وله كتاب حسن في شرح الشهاب واختصر كتاب مشكل القرآن لابن فورك وغير ذلك وتولى أحكام بلده في آخره عمره وتوفي سنة 205
إقليم بلفظ واحد الأقاليم موضع بمصر و إقليم القصب بالأندلس نسب إليها بعضهم و إقليم ناحية بدمشق منها ظبيان بن خلف بن نجيم

ويقال لجيم ابن عبد الوهاب المالكي الفقيه الإقليمي المتكلم من أهل الإقليم سكن دمشق وسمع عبد العزيز الكناني وأبا الحسن بن مكي سمع منه عمر بن أبي الحسن الدهستاني وغيث بن علي وأبو محمد بن السمرقندي وتوفي سنة 494
إقليمية مدينة كانت في بلاد الروم
أقميناس قرية كبيرة من أعمال حلب في جبل السماق أهلها إسماعيلية ولها ذكر
إقنا بكسر الهمزة وتسكين القاف ونون بلد بالصعيد بينها وبين قفط يوم واحد يضاف إليها كورة وأهلها يسمونها قنا بغير ألف
أقناب دثر بعد القاف نون وألف وباء موحدة ودال مفتوحة وثاء مثلثة ساكنة وراء حصن باليمن في جبل قلحاح
أقور بضم القاف وسكون الواو والراء اسم كورة بالجزيرة أو هي الجزيرة التي بين الموصل والفرات بأسرها
الأقياع بضم الهمزة وفتح القاف وياء مشددة موضع بالمضجع عن الخارزنجي
الأقير بضم الهمزة وفتح القاف وياء ساكنة وراء ذات الأقير جبل بنعمان
الأقيصر تصغير أقصر اسم صنم قال أبو المنذر كان لقضاعة ولخم وجذام وعاملة وغطفان صنم في مشارف الشام يقال له الأقيصر وله يقول زهير بن أبي سلمى حلفت بأنصاب الأقيصر جاهدا وما سحقت فيه المقاديم والقمل وله يقول ربيع بن ضبيع الفزاري فإنني والذي نعم الأنام له حول الأقيصر تسبيح وتهليل وله يقول الشنفرى الأزدي حليف فهم وإن امرأ قد جار عمرا ورهطه علي وأثواب الأقيصر تعنف قال هشام حدثني رجل يكنى ابا بشر يقال له عامر ابن شبل من جرم قال كان لقضاعة ولخم وجذام وأهل الشام صنم يقال له الأقيصر وكانوا يحجون إليه ويحلقون رووسهم عنده فكان كلما حلق رجل منهم رأسه ألقى مع كل شعرة قرة من دقيق وهي قبضة قال وكانت هوازن تنتابهم في ذلك الإبان فإن أدركه الهوازني قبل أن يلقي القرة على الشعر قال أعطنيه يعني الدقيق فإني من هوازن ضارع وإن فاته أخذ ذلك الشعر بما فيه من القمل والدقيق فخبزه وأكله قال فاختصمت جرم وبنو جعدة في ماء لهم إلى النبي صلى الله عليه و سلم يقال له العقيق فقضى به رسول الله صلى الله عليه و سلم لجرم فقال معاوية بن عبد العزى بن ذراع الجرمي وإني أخو جرم كما قد علمتم إذا جمعت عند النبي المجامع فان أنتم لم تقنعوا بقضائه فإني بما قال النبي لقانع ألم تر جرما أنجدت وأبوكم مع القمل في حفر الأقيصر شارع إذا قرة جاءت يقول أصب بها سوى القمل إني من هوازن ضارع فما أنتم من هألا الناس كلهم بلى ذنب أنتم علينا وكارع

فإنكما كالخنصرين أخستا وفاتتهما في طولهن الأصابع الأقيلبة بضم الهمزة وفتح القاف وياء ساكنة وكسر اللام وباء موحدة مياه في طرف سلمى أحد جبلي طيء وهي من الجبلين على شوط فرس وهي لبني سنبس وقيل هي معدودة في مياه أجإ وفي كتاب الفتوح ولمانزل سعد بالقادسية أنزل بكر بن وائل القلب وهي تدعى الأقيلبة فاحتفروا بها القلب بين العذيب وبين مطلع الشمس
باب الهمزة والكاف وما يليهما
الأكاحل جمع كحل موضع في بلاد مزينة قال معن بن أوس المزني أعاذل من يحتل فيفا وفيحة وثورا ومن يحمي الأكاحل بعدنا الأكادر بوزن الذي قبله جبل وقال نصر الأكادر بلد من بلاد فزارة قال الشاعر ولو ملأت أعفاجها من رثية بنو هاجر مالت بهضب الأكادر إكام بكسر الهمزة موضع بالشام في قول امرىء القيس يصف سحابا قعدت له وصحبتي بين حامر وبين إكام بعد ما متأمل الاكام هكذا وجدته بخط بعض الفضلاء ولا أدري أأراد جبل اللكام أم غيره إلا أنه قال جبل ثغور المصيصة واللكام متصل به ولا شك في أنهما جبل واحد لأن الجبال في موضع قد تسمى باسم وتسمى في موضع آخر باسم آخر وإن كان الجميع جبلا واحدا قال أحمد بن الطيب ويكون امتداد جبل الاكام نحو ثلاثين فرسخا وعرضه ثلاثة فراسخ وفيه حصون ورستاق واسع
أكباد قال الأزدي في قول ابن مقبل أمست بأذرع أكباد فحم لها ركب بلينة أو ركب بساوينا قال أكباد الأرض وأذرعها نواحيها
أكبرة بالفتح وكسر الباء من أودية سلمى الجبل المعروف لطيء به نخل وآبار مطوية يسكنها بنو حداد وهم حداد بن نصر بن سعد ابن نبهان
أكتال بالتاء فوقها نقطتان موضع في قول وعلة الجرمي كأن الخيل بالأكتال هجرا وبالخفين رجل من جراد تكر عليهم وتعود فيهم فسادا بل أجل من الفساد عليها كل أروع من نمير أغر كغرة الفرس الجواد كهيج الريح إذ بعثت عقيما مدمرة على إرم وعاد أكدر أفعل من الكدر يوم أكدر من أيام العرب ولعله موضع
اكرسيف مدينة صغيرة بالمغرب بينها وبين فاس خمسة أيام لها سوق في كل يوم خميس يجتمع له من حولها من القرى وكذلك بينها وبين تلمسان أيضا خمسة أيام

أكسال السين مهملة قرية من قرى الأردن بينها وبين طبرية خمسة فراسخ من جهة الرملة ونهر أبي فطرس لها ذكر في بعض الأخبار كانت بها وقعة مشهورة بين أصحاب سيف الدولة بن حمدان وكافور الإخشيدي فقتل أصحاب سيف الدولة كل مقتلة
أكسنتلا مدينة في جنوبي إفريقية قال أبو الحسن المهلبي أكسنتلا مدينة عظيمة جليلة وهي مملكة لرجل من هوارة من البربر يقال له سهل بن الفهري مسلم وله سلطان عظيم على أمم من البربر في بلاد لا تحصى كثرة وتطيعه أحسن طاعة قال وسمعت غير محصل يذكر أنه إذا أراد الغزو ركب في ألف ألف راكب فرس نجيب وجمل قال وباكسنتلا أسواق ومجامع وبظاهرها عمارة فيها جميع الفواكه من الكروم وشجر التين والأغلب على ذلك النخل وبها منبر ومسجد للجماعة وقوم يقرأون القرآن وزروعهم على المطر قال ومن اكسنتلا طريقان فطريق الشمال في حد المشرق وسمته إلى بلاد الكنز لآتيين من السودان مسيرة خمسة أيام
أكشوثاء الشين معجمة والثاء مثلثة حصن أظنه بأرمينية قال أبو تمام يمدح أبا سعيد الثغري كل حصن من ذي الكلاع وأكشو ثاء أطلعت فيه يوما عصيبا أكشونية بفتح الهمزة وسكون الكاف وضم الشين المعجمة وسكون الواو وكسر النون وياء خفيفة مدينة بالأندلس يتصل عملها بعمل أشبونة وهي غربي قرطبة وهي مدينة كثيرة الخيرات برية بحرية قد يلقي بحرها على ساحلها العنبر الفائق الذي لا يقصر عن الهندي
أكلب من جبال بني عامر كأنه جمع كلب وقد أنشد الأصمعي صرمت ولم تصرم لبانة عن قلى ولكنما قاس الصحابة قائس ومن البيض تضحي والخلوق يجيبها جديدا ولم يلبس بها النجس لابس كأن خراطيم الحصير وأكلب فوارس نحت خيلها بفوارس وقوله ولكنما قاس الصحابة قائس أي بقضاء وقدر كان صحبها فلا قدرة على الزيادة والنقص والنجس والقذر واحد ولابس خالط ونحت أي قصدت شبه أطراف الجبال بفوارس قصد بعضها بعضا
أكل من قرى ماردين ينسب إليها أبو بكر ابن قاضي أكل شاعر عصري مدح الملك المنصور صاحب حماة بقصيدة أولها ما بال سلمى بخلت بالسلام ما ضرها لو حيت المستهام الإكليل اسم موضع في قول عدي بن نوفل وقيل إنه للنعمان بن بشير إذا ما أم عبد الل ه لم تحلل بواديه ولم تشفي سقيما هي ج الحزن دواعيه غزال راعه القنا ص تحميه صياصيه عرفت الربع بالإكلي لعفته سوافيه

بجو ناعم الحوذان ملتف روابيه وما ذكري حبيبا لي قليلا ما اواتيه أكمان بالضم من مياه نجد عن نصر
أكمة بالتحريك موضع يقال له أكمة العشرق بعد الحاجر بميلين كان عندها البريد السادس والثلاثون لحاج بغداد وقال نصر أكمة من هضاب أجإ عند ذي الجليل ويقال الجليل وهو واد
أكمة بالضم ثم السكون اسم قرية باليمامة بها منبر وسوق لجعدة وقشير تنزل أعلاها وقال السكوني أكمة من قرى فلج باليمامة لبني جعدة كبيرة كثيرة النخل وفيها يقول الهزاني وقيل القحيف العقيلي سلوا الفلج العادي عنا وعنكم وأكمة إذ سالت مدافعها دما وقال مصعب بن الطفيل القشيري في زوجته العالية وكان قد طلقها أما تنسيك عالية الليالي وإن بعدت ولا ما تستفيد إذا ما أهل أكمة ذدت عنهم قلوصي ذادهم ما لا أذود قواف كالجهام مشردات تطالع أهل أكمة من بعيد وقال أيضا يخاطب صاحبا له جعديا ومنزله بأكمة وكان منزل العالية بأكمة أيضا كأني لجعدي إذا كان أهله بأكمة من دون الرفاق خليل فإن التفاتي نحو أكمة كلما غدا الشرق في أعلامها لطويل الأكناف لما ظهر طليحة المتنبي ونزل بسميراء أرسل إليه مهلهل بن زيد الخيل الطائي إن معي حدا لغوث فإن دهمهم أمر فنحن بالأكناف بجبال فيد وهي أكناف سلمى قال أبو عبيدة الأكناف جبلا طيء سلمى وأجأ والفرادخ
الأكواخ ناحية من أعمال بانياس ثم من أعمال دمشق ينسب إليها بعض الرواة قال الحافظ عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن الحسين بن محمد أبو أحمد الطبراني الزاهد ساكن أكواخ بانياس حدث عن أبي بكر محمد بن سليمان بن يوسف الربعي وجمح بن القاسم وذكر جماعة وافرة روى عنه تمام بن محمد الرازي ووثقه وعبد الوهاب الميداني وهما من أقرانه وذكر جماعة أخرى ولم يذكر وفاته
الأكوار دارة الأكوار ذكرت في الدارات
الأكوام قال الأصمعي قال العامري الأكوام جمع كوم وهي جبال لغطفان ثم لفزارة مشرفة على بطن الجريب وهي سبعة أكوام قال ولا تسمى البجال كلها الأكوام قال الراجز ولو كان فيها الكوم أخرجنا الكوم بالعجلات والمشاء والفوم حتى صفا الشرب لأوراد حوم وقال غيره يسار عوارة فيما بين المطلع الأكوام التي يقال لها أكوام العاقر وهن أجبال

وأسماؤها كوم حباباء والعاقر والصمعل وكوم ذي ملحة قال وسئلت امرأة من العرب أن تعد عشرة أجبال لا تتعتع فيها فقالت أبان وأبان والقطن والظهران وسبعة أكوام وطمية الأعلام وعليمتا رمان
أكهى جبل لمزينة يقال له صخرة أكهى
أكيم بفتح أوله وكسر ثانيه اسم جبل في شعر طرفة وتطلبته فيه فلم أجده
أكيراح بالضم ثم الفتح وياء ساكنة وراء وألف وحاء مهملة وقد صحفه أبو منصور الأزهري فقال بالخاء المعجة وهو غلط وهي في الأصل القباب الصغار قال الخالدي الأكيراح رستاق نزه بأرض الكوفة و الأكيراح أيضا بيوت صغار تسكنها الرهبان الذين لا قلالي لهم يقال لواحدها كرح بالقرب منها ديران يقال لأحدهما دير مرعبدا وللآخر دير حنة وهو موضع بظاهر الكوفة كثير البساتين والرياض وفيه يقول أبو نواس يا دير حنة من ذات الأكيراح من يصح عنك فإني لست بالصاحي يعتاده كل محفو مفارقه من الدهان عليه سحق أمساح في فتية لم تدع منهم تخوفهم وقوع ما حذروه غير أشباح لا يدلفون إلى ماء بباطية إلا اغترافا من الغدران بالراح وقرأت بخط أبي سعيد السكري حدثني أبو جعفر أحمد بن أبي الهيثم البجلي قال رأيت الأكيراح وهو على سبعة فراسخ من الحيرة مما يلي مغرب الشمس من الحيرة وفيه ديارات فيها عيون وآبار محفورة يدخلها الماء وقد وهم فيه الأزهري فسماه الأكيراخ بالخاء المعجمة وفيه قال بكر بن خارجة دع البساتين من آس وتفاح واقصد إلى الشيح من ذات الأكيراح إلى الدساكر فالدير المقابلها لدى الأكيراح أو دير ابن وضاح منازل لم أزل حينا إلازمها لزوم غاد إلى اللذات رواح باب الهمزة واللام وما يليهما ألاب بالباء الموحدة بوزن شراب شعبة واسعة في ديار مزينة قرب المدينة
ألاآت بوزن فعالات وبلفظ علامات ذكره في الشعر عن نصر
ألاآت بوزن فعالات وبلفظ علامات ذكره في الشعر عن نصر
ألاق بالضم وآخره قاف جبل بالتيه من أرض مصر من ناحية الهامة
ألال بفتح الهمزة واللام وألف ولام أخرى بوزن حمام اسم جبل بعرفات قال ابن دريد جبل رمل بعرفات عليه يقوم الإمام وقيل جبل

عن يمين الإمام ألال جبل عرفة نفسه قال النابغة حلفت فلم أترك لنفسك ريبة وهل يأثمن ذو أمة وهو طائع بمصطحبات من لصاف وثبرة يزرن ألالا سيرهن التدافع وقد روي إلال بوزن بلال قال الزبير بن بكار إلال هو البيت الحرام والأول أصح وأما اشتقاقه فقيل إنه سمي ألالا لأن الحجيج إذا رأوه ألوا أي اجتهدوا ليدركوا الموقف وأنشدوا مهر أبي الحثحاث لا تسألي بارك فيك الله من ذي آل وقيل الأل جمع الألة وهي الحربة وتجمع على إلال مثل جفنة وجفان وهذا الموضع اراده الرضي الموسوي بقوله فأقسم بالوقوف على إلال ومن شهد الجمار ومن رماها وأركان العتيق ومن بناها وزمزم والمقام ومن سقاها لأنت النفس خالصة وإن لم تكونيها فأنت إذا مناها ألال بوزن أحمر ولفظ علعل بلدة بالجزيرة
ألالة بوزن علالة موضع في قول الشاعر لو كنت بالطبسين أو بألالة قال نصر الألالة بوزن حثالة موضع بالشام
الألاهة حدث المفضل بن سلمة قال كان أفنون واسمه صريم بن معشر بن ذهل بن تيم بن عمرو بن تغلب سأل كاهنا عن موته فأخبره أنه يموت بمكان يقال له الألاهة وكان أفنون قد سار في رهط إلى الشام فأتوها ثم انصرفوا فضلوا الطريق فاستقبلهم رجل فسألوه عن طريقهم فقال خذوا كذا وكذا فإذا عنت لكم الألاهة وهي قارة بالسماوة وضح لكم الطريق فلما سمع أفنون ذكر الألاهة تطير وقال لأصحابه إني ميت قالوا ما عليك باس قال لست بارحا فنهش حماره ونهق فسقط فقال إني ميت قالوا ما عليك باس قال ولم ركض الحمار فأرسلها مثلا ثم قال يرثي نفسه وهو يجود بها ألا لست في شيء فروحا معاويا ولا المشفقات إذ تبعن الحوازيا فلا خير فيما يكذب المرء نفسه وتقواله للشيء يا ليت ذا ليا لعمرك ما يدري امرؤ كيف يتقي إذا هو لم يجعل له الله واقيا كفى حزنا أن يرحل الركب غدوة وأصبح في عليا الألاهة ثاويا وقال عدي بن الرقاع العاملي كلما ردنا شطا عن هواها شطنت ذات معية حقباء بغراب إلى الألاهة حتى تبعت أمهاتها الأطلاء ألبان بالفتح ثم السكون كأنه جمع لبن مثل جمل وأجمال في شعر أبي قلابة الهذلي يا دار أعرفها وحشا منازلها بين القوائم من رهط فألبان

ورواه بعضهم أليان بالياء آخر الحروف قال السكري بالقوائم جبال منتصبة وحش ليس بها أحد ورهط موضع
ألبان بالتحريك بوزن رمضان اسم بلد على مرحلتين من غزنين بينها وبين كابل وأهله من فل الأزارقة الذين شردهم المهلب وهم إلى الآن على مذهب أسلافهم إلا أنهم مذعنون للسلطان وفيهم تجار ومياسير وعلماء وأدباء يخالطون ملوك الهند والسند الذين يقربون منهم ولكل واحد من رؤسائهم اسم بالعربية واسم بالهندية عن نصر
إلبيرة الألف فيه ألف قطع وليس بألف وصل فهو بوزن أخريطة وإن شئت بوزن كبريتة بعضهم يقول يلبيرة وربما قالوا لبيرة وهي كورة كبيرة من الأندلس ومدينة متصلة بأراضي كورة قبرة بين القبلة والشرق من قرطبة بينها وبين قرطبة تسعون ميلا وأرضها كثيرة الأنهار والأشجار وفيها عدة مدن منها قسطيلية وغرناطة وغيرهما تذكر في مواضعها وفي أرضها معادن ذهب وفضة وحديد ونحاس ومعدن حجر التوتيا في حصن منها يقال له شلوبينية
وفي جميع نواحيها يعمل الكتان والحرير الفائق وينسب إليها كثير من أهل العلم في كل فن منهم أسد بن عبد الرحمن الإلبيري الأندلسي ولي قضاء إلبيرة روى عن الأوزاعي وكان حيا بعد سنة خمسمائة قال أبو الوليد ومنها إبراهيم بن خالد أبو إسحاق من أهل إلبيرة سمع من يحيى وسعيد بن حسان ورحل فسمع من سحنون وهو أحد السبعة الذين سمعوا بإلبيرة في وقت واحد من رواة سحنون وهم إبراهيم بن شعيب وأحمد بن سليمان بن أبي الربيع وسليمان بن نصر وإبراهيم بن خالد وإبراهيم بن خلاد وعمر بن موسى الكناني وسعيد بن النمر الغافقي وتوفي إبراهيم بن خلاد سنة 072 وتوفي أحمد بن سليمان بإلبيرة سنة 782 ومنها أيضا أحمد بن عمر بن منصور أبو جعفر إمام حافظ سمع محمد بن سحنون والربيع بن سليمان الجيزي وعبد الرحمن بن الحكم وغيرهم مات سنة 213 ومنها عبد الملك بن حبيب بن سليمان بن هارون بن جلهمة بن عباس بن مرداس السلمي يكنى أبا مروان وكان بإلبيرة وسكن قرطبة ويقال إنه من موالي سليم روى عن صعصعة بن سلام والغار بن قيس وزياد بن عبد الرحمن ورحل وسمع من أبي الماجشون ومطرف ابن عبد الله وإبراهيم بن المنذر المغامي وأصبغ بن الفرج وسدر بن موسى وجماعة سواهم وانصرف إلى الأندلس وقد جمع علما عظيما
وكان يشاور مع يحيى بن يحيى وسعيد بن حسان وله مولفات في الفقه والجوامع وكتاب فضائل الصحابة وكتاب غريب الحديث وكتاب تفسير الموطأ وكتاب حروب الإسلام وكتاب المسجدين وكتاب سيرة الإمام في مجلدين وكتاب طبقات الفقهاء من الصحابة والتابعين وكتاب مصابيح الهدى وغير ذلك من الكتب المشهورة ولم يكن له مع ذلك علم بالحديث ومعرفة صحيحه من سقيمه وذكر أنه كان يتسهل في سماعه ويحمل على سبيل الإجازة أكثر روايته وقال ابن وضاح قال لي إبراهيم بن المنذر المغامي أتاني صاحبكم الأندلسي عبد الملك بن حبيب بغرارة مملوءة كتبا وقال لي هذا علمك تجيزه لي فقلت نعم ما قرأ علي منه حرفا ولا قرأته عليه قال وكان عبد الملك بن حبيب نحويا عروضيا شاعرا حافظا للأخبار والأنساب والأشعار طويل

اللسان متصرفا في فنون العلم روى عنه مطرف بن قيس وتقي بن مخلد وابن وضاح ويوسف بن يحيى العامي وتوفي سنة 832 بعلة الحصى على أربع وستين سنة
ألتاية ألفه قطعية مفتوحة واللام ساكنة والتاء فوقها نقطتان وألف وياء مفتوحة اسم قرية من نظر دانية من إقليم الجبل بالأندلس منها أبو زيد عبد الرحمن بن عامر المعافري الألتائي النحوي كان قرأ كتاب سيبويه على أبي عبد الله محمد بن خلصة النحوي الكفيف الداني وسمع الحديث عن أبي القاسم خلف بن فتحون الأريولي وغيره وكان أوحد في الآداب وله شعر جيد ومن تلامذته ابن أخيه أبو جعفر عبد الله بن عامر المعافري الألتائي وقرأ أبو جعفر هذا على أبي بكر اللبابي النحوي أيضا وعلى آخرين وهو حسن الشعر قرأ القرآن بالسبع على أبي عبد الله محمد بن الحسن بن سعيد الداني وهو يصلح للإقراء إلا أن الأدب والشعر غلبا عليه
ألتى بضم الهمزة وسكون اللام وتاء فوقها نقطتان قلعة حصينة ومدينة قرب تفليس بينها وبين أرزن الروم ثلاثة أيام
ألجام بوزن أفعال جمع لجمة الوادي وهو العلم من أعلام الأرض وهوموضع من أحماء المدينة جمع حمى قال الأخطل ومرت على الألجام ألجام حامر يثرن قطا لولا سواهن هجرا وقال عروة بن أذينة جاء الربيع بشوطى رسم منزلة أحب من حبها شوطىء وألجاما ألش بفتح أوله وسكون ثانيه وشين معجمة اسم مدينة بالأندلس من أعمال تدمير لزبيبها فضل على سائر الزبيب وفيها نخيل جيدة لا تفلح في غيرها من بلاد الأندلس وفيها بسط فاخرة لا مثال لها في الدنيا حسنا
ألطا موضع في شعر البحتري إن شعري سار في كل بلد واشتهى رقته كل أحد أهل فرغانة قد غنوا به وقرى السوس وألطا وسدد ألعس اسم جبل في ديار بني عامر بن صعصعة
أللان بالفتح وآخره نون بلاد واسعة وأمة كثيرة لهم بلاد متاخمة للدربند في جبال القبق وليس هناك مدينة كبيرة مشهورة وفيهم مسلمون والغالب عليهم النصرانية وليس لهم ملك واحد يرجعون إليه بل على كل طائفة أمير وفيهم غلظ وقساوة وقلة رياضة حدثني ابن قاضي تفليس قال مرض أحد متقدميهم من الأعيان فسأل من عنده عما به فقالوا هذا مرض يسمى الطحال وهو أرياح غليظة تقوى على هذا العضو فتنفخه فقال وددت لو رأيته
ثم تناول سكينا وشق في موضعه واستخرج طحاله بيده ورآه وأراد تخييط الموضع فمات لوقته وقال علي بن الحسين بل مملكة صاحب السرير مملكة أللان وملكها يقال له كركنداح وهو الأعم من أسماء ملوكهم كما أن فيلانشاه في أسماء ملوك السرير
ودار مملكة أللان يقال لها مغص وتفسير ذلك الديانة وله قصور ومتنزهات في غير هذه المدينة ينتقل في السكنى إليها وقد كانت ملوك أللان بعد ظهور الإسلام في الدولة العباسية

اعتقدوا دين النصرانية وكانوا قبل ذلك جاهلية فلما كان بعد العشرين والثلاثمائة رجعوا عما كانوا عليه من النصرانية فطردوا من كان عندهم من الأساقفة والقسوس وقد كان أنفذهم إليهم ملك الروم
وبين مملكة أللان وجبل القبق قلعة وقنطرة على واد عظيم يقال لهذه القلعة قلعة باب أللان بناها ملك من ملوك الفرس القدماء يقال له سندباذ بن بشتاسف ابن لهراسف ورتب فيها رجالا يمنعون أللان من الوصول إلى جبل القبق فلا طريق لهم على هذه المقنطرة من تحت هذه القلعة والقلعة على صخرة صماء لا سبيل إلا فتحها ولا يصل أحد إليها إلا بإذن من فيها ولهذه القلعة عين من الماء عذبة تظهر في وسطها من أعلى الصخرة وهي إحدى القلاع الموصوفة في العالم وقد ذكرتها الفرس في أشعارها وقد كان مسلمة بن عبد الملك وصل إلى هذا الموضع وملك هذه القلعة وأسكنها قوما من العرب إلى هذه الغاية يحرسون هذا الموضع وكانت أرزاقهم تحمل إليهم من تفليس وبين هذه القلعة وتفليس مسيرة أيام
ولو أن رجلا واحدا في هذه القلعة لمنع جميع ملوك الأرض أن يجتازوا بهذا الموضع لتعلقها بالجو وإشرافها على الطريق والقنطرة والوادي وكان صاحب أللان يركب في ثلاثين ألفا هكذا ذكر بعض المورخين وأما أنا الفقير فسألت من طرق تلك البلاد فخبرني بما ذكرته أولا
ألقي بالفتح ثم السكون وكسر القاف وياء قلعة حصينة من قلاع ناحية الزوزان لصاحب الموصل
ألملم بفتح أوله وثانيه ويقال يلملم والروايتان جيدتان صحيحتان مستعملتان جبل من جبال تهامة على ليلتين من مكة وهو ميقات أهل اليمن والياء فيه بدل من الهمزة وليست مزيدة وقد أكثر من ذكره شعراء الحجاز وتهامة فقال أبو دهبل يصف ناقة له خرجت بها من بطن مكة بعدها أصات المنادي الصلاة وأعتما فما نام من راع ولا ارتد سامر من الحي حتى جاوزت بي ألملما ومرت ببطن الليث تهوي كأنما تبادر بالإصباح نهبا مقسما وجازت على البزواء والليل كاسر جناحيه بالبزواء وردا وأدهما فقلت لها قد بعت غير ذميمة وأصبح وادي البرك غيثا مديما ألوذ بالذال المعجمة موضع في شعر هذيل قال أبو قلابة الهذلي رب هامة تبكي عليك كريمة بألوذ أو بمجامع الأضجان وأخ يوازن ما جنيت بقوة وإذا غويت الغي لا يلحاني ألوس اسم رجل سميت به بلدة على الفرات قال أبو سعد ألوس بلدة بساحل بحر الشام قرب طرسوس وهو سهو منه والصحيح أنها على الفرات قرب عانات والحديثة وقد ذكرت قصتها في عانات وإليها ينسب المويد الألوسي الشاعر القائل ومهفهف يغني ويغني دائما في طوري الميعاد والإيعاد وهبت له الآجام حين نشا بها كرم السيول وهيبة الآساد

وله في رجل من أهل الموصل رافضي يعرف بابن زيد وأعور رافضي لله ثم لشعري يدعونه بابن زيد وهو ابن زيد وعمرو واتفق للمويد الشاعر هذا الألوسي قصة قل ما يقع مثلها وهو أن المقتفي لأمر الله اتهمه بممالأة السلطان ومكاتبته فأمر بحبسه فحبس وطال حبسه فتوصل له ابن المهتدي صاحب الخبر في إيصال قصة إلى المقتفي يسأله فيها الإفراج عنه فوقع المقتفي أيطلق الموبد بالباء الموحدة فزاد ابن المهتدي نقطة في المؤبد وتلطف في كشط الألف من أيطلق وعرضها على الوزير فأمر بإطلاقه فمضى إلى منزله وكان في أول النهار فضاجع زوجته فاشتملت على حمل ثم بلغ الخليفة إطلاقه فأنكره وأمر برده إلى محبسه من يومه وبتأديب ابن المهتدي فلم يزل محبوسا إلى أن مات المقتفي فأفرج عنه فرجع إلى منزله وه ولد حسن قد ربي وتأدب واسمه محمد فقال عند ذلك المؤيد الشاعر لنا صديق يغر الأصدقاء ولا تراه مذ كان في ود له صدقا كأنه البحر طول الدهر تركبه وليس تأمن فيه الخوف والغرقا ومات المؤيد سنة سبع وخمسين وخمسمائة ومن شعر ابنه محمد أنا ابن من شرفت علما خلائقه فراح متزرا بالمجد متسشحا أم الحجى بجنين قط ما حملت من بعده وإناء الفضل ما طفحا إن كنت نورا فنبت من سحابته أو كنت نارا فذاك الزند قد قدحا وينسب إليها من القدماء محمد بن حصن بن خالد بن سعيد بن قيس أبو عبد الله البغدادي الألوسي الطرسوسي يروي عن نصر بن علي الجهضمي ومحمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي وأبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم الصواف وأبي بكر بن أبي الدنيا والحسن بن محمد الزعفراني وغيرهم روى عنه أبو القاسم بن أبي العقب الدمشقي وأبو عبد الله بن مروان وأبو بكر بن المقري وأبو القاسم علي بن محمد بن داود ابن أبي الفهم التنوخي القاضي وسليمان بن أحمد الطبراني وغيرهم وهذا الذي غر أبا سعد حتى قال ألوس من ناحية طرسوس والله أعلم
ألومة بوزن أكولة بلد في ديار هذيل قال صخر الغي هم جلبوا الخيل من ألومة أو من بطن عمق كأنها البجد البجد جمع بجاد وهو كساء مخطط وقيل ألومة واد لبني حرام من كنانة قرب حلي وحلي حد الحجاز من ناحية اليمن
ألوة بفتح أوله بوزن خلوة بلدة في شعر ابن مقبل حيث قال يكادان بين الدونكين وألوة وذات القتاد السمر ينسلخان والألوة في اللغة الحلفة
ألهان بوزن عطشان اسم قبيلة وهو ألهان بن مالك بن زيد بن أوسلة بن ربيعة بن الخيار بن زيد

ابن كهلان بن سبإ بن يشجب بن يعرب بن قطحان
وألهان هو أخو همدان سمي باسمه مخلاف باليمن بينه وبين العرف ستة عشر فرسخا وبينه وبين جبلان أربعة عشر فرسخا
و ألهان موضع قرب المدينة كان لبني قريظة
ألهم بوزن أحمد بليدة على ساحل بحر طبرستان بينها وبين آمل مرحلة
أليس مصغر بوزن فليس والسين مهملة قال محمود وغيره أليس بوزن سكيت الموضع الذي كانت فيه الواقعة بين المسلمين والفرس في أول أرض العراق من ناحية البادية وفي كتاب الفتوح أليس قرية من قرى الأنبار ذكرها في غزوة أليس الآخرة وقال أبو محجن الثقفي وكان قد حضر هذا اليوم وأبلى بلاء حسنا وقال من قصيدة وما رمت حتى خرقوا برماحهم ثيابي وجادت بالدماء الأباجل وحتى رأيت مهرتي مزبئرة من النبل يرمى نحرها والشواكل وما رحت حتى كنت آخر رائح وضرج حولي الصالحون الأماثل مررت على الأنصار وسط رحالهم فقلت الأهل منكم اليوم قافل وقربت رواحا وكورا وغرقة وغودر في أليس بكر ووائل د أليش بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وشين معجمة قال الخارزنجي بلد وأنا أخاف أن يكون الذي قبله لكنه صحفه
أليفة بالضم ثم الفتح وياء ساكنة وفاء بلفظ التصغير من ديار اليمانيين عن نصر
الأليل بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة ولام أخرى قال أبو أحمد العسكري يوم الأليل وقعة كانت بصلعاء النعام يذكر في صلعاء
أليل بالفتح ثم السكون وياء مفتوحة ولام أخرى ويقال يليل أوله ياء موضع بين وادي ينبع وبين العذيبة والعذيبة قرية بين الجار وينبع وثم كثيب يقال له كثيب يليل قال كثير يصف سحابا وطبق من نحو النجير كأنه بأليل لما خلف النخل ذامر أليون بالفتح ثم السكون وياء مضمومة وواو ساكنة ونون اسم قرية بمصر كانت بها وقعة في أيام الفتوح وإليها يضاف باب أليون المذكور في موضعه
ألية بالفتح ثم السكون وياء مفتوحة بلفظ ألية الشاة ماءة من مياه بني سليم وفي كتاب جزيرة العرب للأصمعي ابن ألية قال ومن يتداع الجو بعد مناخنا وأرماحنا يوم ابن ألية يجهل كأنهم ما بين ألية غدوة وناصفة الغراء هدي مجلل وقال عرام في حزم بني عوال أبيار منها بئر ألية اسم ألية الشاة هذا لفظه وقال نصر أما ألية أبرق فمن بلاد بني أسد قرب الأجفر يقال له ابن ألية وقال وألية الشاة ناحية قرب الطرف وبين الطرف والمدينة نيف وأربعون

ميلا وقيل واد بفسح الجابية والفسح واد بجانب عرنة وعرنة روضة بواد مما كان يحمى للخيل في الجاهلية والإسلام بأسفلها قلهى وهي ماء لبني جذيمة بن مالك
ألية بالضم ثم السكون وياء مفتوحة اسم إقليم من نواحي اشبيلية وإقليم من نواحي إستجة كلاهما بالأندلس والإقليم هاهنا القرية الكبيرة الجامعة
ألية قال نصر بفتح الهمزة وكسر اللام وتشديد الياء جاء في الشعر لا أعلم اسم موضع أم كسرت اللام وشددت الياء للضرورة باب الهمزة والميم وما يليهما الأماحل مضاف إليه ذات موضع أراه قرب مكة قال بعض الحضريين جاب التنائف من وادي السكاك إلى ذات الأماحل من بطحاء أجياد أم العرب في الحديث أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا افتتحتم مصر فالله الله في أهل الذمة أهل المدرة السوداء والسحم الجعاد فإن لهم نسبا وصهرا قال مولى عفرة أخت بلال بن حمامة الموذن نسبهم أن أم إسماعيل النبي عليه السلام منهم يعني هاجر وأما صهرهم فإن النبي صلى الله عليه و سلم تسرى منهم مارية القبطية وقال ابن لهيعة أم إسماعيل هاجر من أم العرب قرية كانت أمام الفرما من أر ض مصر ورواه بعضهم أم العريك وقيل هي من قرية يقال لها ياق عند أم دنين وأما مارية القبطية أم إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه و سلم التي أهداها إليه المقوقس فمن حفن من كورة أنصنا
أم أذن قارة بالسماوة توخذ منها الرحى
الأمالح جمع أملح وهو كل شيء فيه سواد وبياض كالأبلق من الخيل والغنم وغير ذلك ومنه ضحى النبي صلى الله عليه و سلم بكبشين أملحين موضع
أم أمهار قال أبو منصور هو اسم هضبة وأنشد للراعي مرت على أم أمهار مشمرة تهوي بها طرق أوساطها زور أم أوعال هضبة معروفة قرب برقة أنقد باليمامة وهي أكمة بعينها قال ابن السكيت ويقال لكل هضبة فيها أوعال أم أوعال وأنشد ولا أبوح بسر كنت أكتمه ما كان لحمي معصوبا بأوصالي حتى يبوح به عصماء عاقلة من عصم بدوة وحش أم أوعال وقال العجاج وأم أوعال بها أو أقربا ذات اليمين غير ما أن ينكبا وقيل أوعال جمع وعل وهو كبش الجبل
الأمثال بوزن جمع مثل أرضون ذات جبال من البصرة على ليلتين سميت بذلك لأنه يشبه بعضها بعضا
أمج بالجيم وفتح أوله وثانيه والأمج في اللغة العطش بلد من أعراض المدينة منها حميد الأمجي دخل على عمر بن عبد العزيز وهو القائل

شربت المدام فلم أقلع وعوتبت فيها فلم أسمع حميد الذي أمج داره أخو الخمر ذو الشيبة الأصلع علاه المشيب على حبها وكان كريما فلم ينزع وقال جعفر بن الزبير بن العوام وقيل عبيد لله بن قيس الرقيات هل باذكار الحبيب من حرج أم هل لهم الفواد من فرج ولست أنسى مسيرنا ظهرا حين حللنا بالسفح من أمج حين يقول الرسول قد أذنت فأت على غير رقبة فلج أقبلت أسعى إلى رحالهم لنفحة نحو ريحها الأرج وقال أبو المنذر هشام بن محمد أمج وغران واديان يأخذان من حرة بني سليم ويفرغان في البحر قال الوليد بن العباس القرشي خرجت إلى مكة في طلب عبد آبق لي فسرت سيرا شديدا حتى وردت أمج في اليوم الثالث غدوة فتعبت فحططت رحلي واستلقيت على ظهري واندفعت أغني يا من على الأرض من غاد ومدلج أقري السلام على الأبيات من أمج أقري السلام على ظبي كلفت به فيها أغن غضيض الطرف من دعج يا من يبلغه عني التحية لا ذاق الحمام وعاش الدهر في حرج قال فلم أدر إلا وشيخ كبير يتوكأ على عصا وهو يهدج إلي فقال يا فتى أنشدك الله إلا رددت إلي الشعر فقلت بلحنه فقال بلحنه ففعلت فجعل يتطرب فلما فرغت قال أتدري من قائل هذا الشعر قلت لا قال أنا والله قائله منذ ثمانين سنة وإذا الشيخ من أهل أمج
أم جحدم اسم موضع باليمن ينسب إليه الصبر الجحدمي وهو النهاية في الجودة عن أبي سهل الهروي وقال ابن الحائك أم جحدم في آخر حدود اليمن من جهة تهامة وهي قرية بين كنانة والأزد
أم جعفر حصن بالأندلس من أعمال ماردة
أم حبو كوى قال ابن السكيت قال أبو صاعد أم حبوكرى بأعلى حائل من بلاد قشير بها قفاف ووهاد وهي أرض مدرة بيضاء فكلما خرج الإنسان من وهدة سار إلى أخرى فلذلك يقال لمن وقع في الداهية والبلية وقع في أم حبوكرى وحكى الفراء في نوادره وقعوا في أم حبوكرى هذا وأم حبوكر وأم حبوكران ويلقى منه أم فيقال وقعوا في حبوكرى وأصله الرملة التي تضل فيها ثم صرفت إلى الدواهي
أم حنين بفتح الحاء المهملة وتشديد النون المفتوحة وياء ساكنة ونون أخرى بلدة باليمن قرب زبيد ينسب إليها أبو محمد عبد الله بن محمد الأمحني وربما قيل المحنني شاعر عصري أنشدني أبو الربيع سليمان بن عبد الله الريحاني المكي بالقاهرة في سنة 642 قال أنشدني المحنني لنفسه يا ساهر الليل في هم وفي حزن حليف وجد ووسواس وبلبال

لا تيأسن فإن الهم منفرج والدهر ما بين إدبار وإقبال أما سمعت ببيت قد جرى مثلا ولا يقاس بأشباه وأشكال ما بين رقدة عين وانتباهتها يقلب الدهر من حال إلى حال وكان سيف الإسلام طغتكين بن أيوب قد أنكر من ولده إسماعيل أمرا أوجب عنده أن طرده عن بلاد اليمن ووكل به من أوصله إلى حلي وهي آخر حد اليمن من جهة مكة فلقيه المحنني هذا هناك بقصيدة فلم يتسع ما في يده لإرفاده فكتب على ظهر رقعته البيتين المشهورين كفي سخي ولكن ليس لي مال فكيف يصنع من بالقرض يحتال خذ هاك خطي إلى أيام ميسرتي دين علي فلي في الغيب آمال فلم يرحل عن موضعه حتى جاءه نعي والده فرجع إلى اليمن فملكها وأفضل على هذا الشاعر وقربه
أم خرمان بضم الخاء المعجمة وسكون الراء وميم وألف ونون والخرمان في اللغة الكذب ويروى بالزاي أيضا اسم موضع وحكى ابن السكيت في كتاب المثنى قال أبو مهدي أم خرمان ملتقى حاج البصرة وحاج الكوفة وهي بركة إلى جنبها أكمة حمراء على رأسها موقد وأنشد يا أم خرمان ارفعي الوقودا تري رجالا وقلاصا قودا وقد أطالت نارك الخمودا أنمت أم لا تجدين عودا وأنشد الهذلي يقول يا أم خرمان ارفعي ضوء اللهب إن السويق والدقيق قد ذهب وفي كتاب نصر أم خرمان جبل على ثمانية أميال من العمرة التي يحرم منها أكثر حاج العراق وعليه علم ومنظرة وكان يوقد عليها لهداية المسافرين وعنده بركة أوطاس ومنه يعدل أهل البصرة عن طريق أهل الكوفة
أم خنور بفتح أوله وضم النون المشددة وسكون الواو وراء اسم لكل واحدة من البصرة ومصر وهي في الأصل الداهية واسم الضبع وقيل الخنور بالكسر الدنيا وأم خنور اسم لمصر وفي نوادر الفراء العرب تقول وقعوا في أم خنور بالفتح وهي النعمة وأهل البصرة يقولون خنور بالكسر وفتح النون والعرب تسمي مصر أم خنور
إمدان بكسر الهمزة والميم وتشديدها اسم موضع من أبنية كتاب سيبويه وأما الإمدان بكسر الهمزة والميم وتشديد الدال فهو الماء النز على وجه الأرض قال زيد الخيل فأصبحن قد أقهين عني كما أبت حياض الإمدان الظماء القوامح أم دنين بضم الدال وفتح النون وياء ساكنة ونون موضع بمصر ذكره في أخبار الفتوح قيل هي قرية كانت بين القاهرة والنيل اختلطت بمنازل ربض القاهرة

أمديزة بالفتح ثم السكون وكسر الدال المهملة وياء ساكنة وزاي وهاء من قرى بخارى منها أبو بشر بشار بن عبد الله الأمديزي البخاري يروي عن وكيع بن الجراح
الأمراء بلد من نواحي اليمن في مخلاف سنحان
الأمراج بفتح أوله وسكون ثانيه والراء والألف والجيم موضع في شعر الأسود بن يعفر بالجو فالأمراج حول مغامر فبضارج فقصيمة الطراد الأمرار كأنه جمع مر اسم مياه بالبادية وقيل مياه لبني فزارة وقيل هي عراعر وكنيب يدعيان الأمرار لمرارة مائهما قال النابغة إن الرميثة مانع أرماحنا ما كان من سحم بها وصفار زيد بن بدر حاضر بعراعر وعلى كنيب مالك بن حمار وعلى الرميثة من سكين حاضر وعلى الدثينة من بني سيار لا أعرفنك عارضا لرماحنا في جف تغلب وادي الأمرار قال أبو موسى أمرار واد في ديار بني كعب بن ربيعة ينسب إليه عجرد الشاعر الأمراري وهو أحد بني كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة أنشد له أبو العباس ثعلب أرجوزة أولها عوجي علينا واربعي يا ابنة جل قد كان عاذلي من قبلك مل وقال قيس بن زهير العبسي ما لي أرى إبلي تحن كأنها نوح تجاوب موهنا أعشارا لن تهبطي أبدا جنوب مويسل وقنا قراقرتين فالأمرارا أمواش الشين معجمة موضع فيه روضة ذكرت في الرياض
أم رحم بضم الراء وسكون الحاء المهملة وميم من أسماء مكة
أمر بلفظ الفعل من أمر يأمر معرب ذو أمر موضع غزاه رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الواقدي هو من ناحية النخيل وهو بنجد من ديار غطفان وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج في ربيع الأول من سنة ثلاث للهجرة لجمع بلغه أنه اجتمع من محارب وغيرهم فهرب القوم منهم إلى رأوس الجبال وزعيمها دعثور بن الحارث المحاربي فعسكر المسلمون بذي أمر قال عكاشة بن مسعدة السعدي فأصبحت ترعى مع الوحش النفر حيث تلاقى واسط وذو أمر حيث تلاقت ذات كهف وغمر والأمر في الأصل الحجارة تجعل كالأعلام قال ابن الأعرابي الأروم واحدها إرم وهي أرفع هذه الصوى والأمر أرفع من الأروم الواحدة أمرة قال أبو زبيد إن كان عثمان أمسى فوقه أمر كراتب العون فوق القبة الموفي وقال الفراء يقال ما بها أمر أي علم ومنه بيني وبينك أمارة أي علامة و أمر موضع بالشام

قال الراعي فيه قب سماوية ظلت محلاة برجلة الدار فالروحاء فالأمر كانت مذانبها خضرا فقد يبست وأخلفتها رياض الصيف بالغدر أمر بفتح أوله وثانيه وتشديد الراء وهو أفعل من المرارة موضع في برية الشام من جهة الحجاز على طرف بسيطة من جهة الشمال وعنده قبر الأمير أبي البقر الطائي قال سنان بن أبي حارثة وبضرغد وعلى السديرة حاضر وبذي أمر حريمهم لم يقسم وأنشد ابن الأعرابي يقول أرى أهل المدينة أتهموا بها ثم أكروها الرجال فأشأموا فصبحن من أعلى أمر ركية جلينا وصلع القوم لم يتعمموا أي من قبل طلوع الشمس لأن الأصل حر الشمس أشد عليه من البرد
أمر بتشديد الميم بوزن شمر بلفظ أمر الإمام تأميرا موضع
الأمرغ بالغين المعجمة اسم موضع
أمرة بلفظ المرة الواحدة من الأمر موضع في شعر الشماخ وأبي تمام
أمرة مفروق وهو مفروق بن عمرو بن قيس بن الأصم وكان قد خرج مع بسطام بن قيس إلى بني يربوع يوم العظالى فطعنته قعنب وأسيد طعنة فأثقلته حتى إذا كان بمرافض غبيط جرح مفروق من القلة ومات فبنوا عليه أمرة وهو علم فهي تسمى أمرة مفروق وهي في أرض بني يربوع
إمرة بكسر الهمزة وفتح الميم وتشديدها وراء وهاء وهو الرجل الضعيف الذي يأتمر لكل أحد ويقال ما له إمر ولا إمرة وهو اسم منزل في طريق مكة من البصرة بعد القريتين إلى جهة مكة وبعد رامة وهو منهل وفيه يقول الشاعر ألا هل إلى عيس بإمرة الحمى وتكليم ليلى ما حييت سبيل وفي كتاب الزمخشري إمرة ماء لبني عميلة على متن الطريق وقال أبو زياد ومن مياه غني بن أعصر إمرة من مناهل حاج البصرة قال نصر إمرة الحمى لغني وأسد وهي أدنى حمى ضرية أحماه عثمان لإبل الصدقة وهو اليوم لعامر بن صعصعة
أم سخل بفتح السين والخاء معجمة ولام جبل النير لبني غاضرة
أم السليط بفتح السين وكسر اللام وياء ساكنة وطاء من قرى عثر باليمن
أم صبار بفتح الصاد المهملة وباء موحدة مشددة وألف وراء اسم حرة بني سليم قال الصيرفي الأرض التي فيها حصباء ليست بغليظة ومنه قيل للحرة أم صبار وقال ابن السكيت قال أبو صاعد الكلابي أم صبار قنة في حرة بني سليم وقال الفزاري أم صبار حرة النار وحرة ليلى قال النابغة تدافع الناس عنها حين تركبها من المظالم تدعى أم صبار

ويروى ندافع الناس وقال الأصمعي يريد ندفع الناس عنها لا يمكن أن يغزوها أحد أي نمنعها عن غزوها لأنها غليظة لا تطأها الخيل وقوله من المظالم أي هي حرة سوداء مظلمة كما تقول هو أسود من السودان قال ابن السكيت تدعى الحرة والهضمة أم صبار وأم صبار أيضا الداهية
أمعط موضع في قول الراعي ورواه ثعلب بكسر الهمزة
يخرجن بالليل من نقع له عرف بقاع أمعط بين السهل والبصر أم العيال بكسر العين المهملة قرية بين سكة والمدينة في لحف آرة وهو جبل بتهامة وقال عرام بن الأصبغ السلمي أم العيال قرية صدقة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم
أم العين بلفظ العين الباصرة حوض وماء دون سميراء للمصعد إلى مكة رشاأها عشرون ذراعا وماأها عذب
أم غرس بغين معجمة مكسورة قال ابن السكيت قال الكلابي أم غرس بكسر الغين ركية لعبد الله بن قرة المنافي ثم الهلالي لا تنزع ولا توارى عراقيها دائمة على ذلك أبدا واسعة الشحوة قريبة القعر وأنشد ركية ليست كأم غرس أم غزالة هكذا وجدته مشدد الزاي بخط بعض الأندلسيين وقال هو حصن من أعمال ماردة بالأندلس
أمغيشيا بفتح أوله ويضم وسكون ثانيه والغين معجمة مكسورة وياء ساكنة والشين معجمة وياء وألف موضع كان بالعراق كانت فيه وقعة بين المسلمين وأميرهم خالد بن الوليد وبين الفرس فلما ملكها المسلمون أمر خالد بهدمها وكانت مصرا كالحيرة وكان فرات بادقلى ينتهي إليها وكانت أليس من مسالحها فأصاب المسلمون فيها ما لم يصيبوا مثله قبله فقال أبو مفزر الأسود بن قطبة لقينا يوم أليس وأمغي ويوم المقر آساد النهار فلم أر مثلها فضلات حرب أشد على الجحاجحة الكبار قتلنا منهم سبعين ألفا بقية حربهم نحب الإسار سوى من ليس يحصى من قتيل ومن قد غال جولان الغبار أم القرى من اسماء مكة قال نفطويه سميت بذلك لأنها أصل الأرض منها دحيت وفسر قوله تعالى وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا على وجهين أحدهما أنه أراد أعظمها وأكثرها أهلا والآخر أنه أراد مكة وقيل سميت مكة أم القرى لأنها أقدم القرى التي في جزيرة العرب وأعظمها خطرا إما لاجتماع أهل تلك القرى فيها كل سنة أو انكفائهم إليها وتعويلهم على الاعتصام بها لما يرجونه من رحمة الله تعالى وقال الحيقطان غزاكم أبو يكسوم في أم داركم وأنتم كقبض الرمل أو هو أكثر

يعني صاحب الفيل وقال ابن دريد سميت مكة أم القرى لأنها توسطت الأرض والله أعلم وقال غيره لأن مجمع القرى إليها وقيل بل لأنها وسط الدنيا فكأن القرى مجتمعة عليها وقال الليث كل مدينة هي أم ما حولها من القرى وقيل سميت أم القرى لأنها تقصد من كل أرض وقرية
الأملاح موضع جاء في شعر بعض الشعراء بالألف واللام كما قال عفا من آل ليلى السه ب فالأملاح فالغمر وقال البريق الهذلي وإن أمس شيخا بالرجيع وولده ويصبح قومي دون دارهم مصر أسائل عنهم كلما جاء راكب مقيما بأملاح كما ربط اليعر وقد تكرر ذكره في شعر هذيل فلعله من بلادهم وقال أبو ذويب صوح من أم عمرو بطن مر فأك ناف الرجيع فذو سدر فأملاح الأملال آخره لام قال ابن السكيت في قول كثير سقيا لعزة خلة سقيا لها إذ نحن بالهضبات من أملال قال أراد ملل وهومنزل على طريق المدينة من مكة وقد ذكر في موضعه وقد جاء به هكذا أيضا الفضل بن العباس بن عتبة اللهبي فقال ما تصابي الكبير بعد اكتهال ووقوف الكبير في الأطلال موحشات من الأنيس قفارا دارسات بالنعف من أملال قال اليزيدي أملال أرض
الأملحان بلفظ التثنية قال أبو محمد بن الأعرابي الأسود الأملحان ماءان لبني ضبة بلغاط ولغاط واد لبني ضبة قال بعضهم كأن سليطا في جواشنها الحصى إذا حل بين الأملحين وقيرها أملس موضع في برية انطابلس بافريقية له ذكر في كتاب الفتوح
أملط من مخاليف اليمن
الأملول من مخاليف اليمن أيضا وهو الأملول بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير
أم موسل بفتح الميم والسين مكسورة وسكون الواو ولام هضبة عن محمود بن عمر
أمن بفتح الهمزة وسكون الميم ماء في بلاد غطفان وقد تقلب الهمزة ياء على عادتهم فيقال يمن وهو ماء لغطفان قال إذا حلت بيمن أو جبار أمول مخلاف باليمن في شعر سلمى بن المقعد الهذلي رجال بني زبيد غيبتهم جبال أمول لا سقيت أمول أمويه بفتح الهمزة وتشديد الميم وسكون الواو وياء مفتوحة وهاء وهي آمل الشط وقد تقدم ذكرها بما فيه غناء قال المنجمون هي في

الإقليم الرابع طولها خمس وثمانون درجة ونصف وربع وعرضها سبع وثلاثون درجة وثلثان
الأمهاد جمع مهد يوم الأمهاد من أيام العرب ويقال لها أمهاد عامر كأنه من مهدت الشيء إذا بسطته
أمهار بالراء ذات أمهار موضع بالبادية والمهر ولد الفرس معروف والجمع أمهار
الأميرية منسوبة إلى الأمير من قرى النيل من أرض بابل ينسب إليها أبو النجم بدر بن جعفر الضرير الشاعر دخل واسطا في صباه وحفظ بها القرآن المجيد وتأدب ثم قدم بغداد فصار من شعراء الديوان وجعل له على ذلك رزق دار وأقام بها إلى أن مات في رمضان سنة 611 ومن شعره عذيري من جيل غدوا وصنيعهم بأهل النهى والفضل شر صنيع ولوم زمان لا يزال موكلا بوضع رفيع أو برفع وضيع سأصرف صرف الدهر عني بأبلج متى آته لم آته بشفيع الأميشط بلفظ التصغير موضع في شعر عدي ابن الرقاع فظل بصحراء الأميشط يومه خميصا يضاهي ضغن هادية الصهب الأميلح تصغير الأملح وقد تقدم ماء لبني ربيعة الجوع قال زيد بن منقذ أخو المرار من القصيدة الحماسية يا ليت شعري متى أغدو تعارضني جرداء سابحة أو سابح قدم نحو الاميلح أو سمنان مبتكرا بفتية فيهم المرار والحكم المرار والحكم أخواه
الأميلحان تثنية الذي قبله من مياه بلعدوية ثم لبني طريف بن أرقم منهم باليمامة أو نواحيها عن محمد بن إدريس بن أبي حفصة
أميل بفتح أوله وكسر ثانيه وياء ولام جبل من رمل طوله ثلاثة أيام وعرضه نحو ميل وليس بعلم فيما أحسب وجمعه أمل وثلاثة آملة وقال الراعي مهاريس لاقت بالوحيد سحابة إلى أمل الغرات ذات السلاسل وقال ذو الرمة وقد مالت الجوزاء حتى كأنها صوار تدلى من أميل مقابل وقال أبو أحمد العسكري يوم الأميل الميم مكسورة هو يوم الحسن الذي قتل فيه بسطام ابن قيس قال الشاعر وهم على صدف الأميل تداركوا نعما تشل إلى الرئيس وتعكل وقال بشر بن عمرو بن مرثد ولقد أرى حيا هنالك غيرهم ممن يحلون الأميل المعشبا الأمين ضد الخائن المذكور في القرآن المجيد فقال جل وعلا وهذا البلد الأمين هو مكة
الأميوط بلدة في كورة الغربية من أعمال مصر

باب الهمزة والنون وما يليهما
أنا بالضم والتشديد عدة مواضع بالعراق عن نصر
أنى بالضم والتخفيف والقصر واد قرب السواحل بين الصلا ومدين يطأه حجاج مصر وفيه عين يقال لها عين أنى قال كثير يجتزن أودية البضيع جوازعا أجواز عين أنى فنعف قبال و بئر أنى بالمدينة من آبار بني قريظة وهناك نزل النبي صلى الله عليه و سلم لما فرغ من غزوة الخندق وقصد بني النضير عن نصر
أناخة بالخاء المعجمة جبل لبني سعد بالدهناء
أنار بضم الهمزة وتخفيف النون وألف وراء بليدة كثيرة المياه والبساتين من نواحي أذربيجان بينها وبين أردبيل سبعة فراسخ في الجبل وأكثر فواكه أردبيل منها معدودة في ولاية بيشكين صاحب أهر ووراوي رأيتها أنا
أناس بضم أوله بلدة بكرمان من نواحي الروذان وهي على رأس الحد بين فارس وكرمان
أنبابة بالضم وتكرير الباء الموحدة من قرى الري من ناحية دنباوند بالقرب منها قرية تسمى بها
الأنبار بفتح أوله مدينة قرب بلخ وهي قصبة ناحية جوزجان وبها كان مقام السلطان وهي على الجبل وهي أكبر من مرو الروذ وبالقرب منها ولها مياه وكروم وبساتين كثيرة وبناأهم طين وبينها وبين شبورقان مرحلة في ناحية الجنوب ينسب إليها قوم منهم أبو الحسن علي بن محمد الأنباري روى عن القاضي أبي نصر الحسين بن عبد الله الشيرازي نزيل سجستان روى عنه محمد بن أحمد بن أبي الحجاج الدهستاني الهروي أبو عبد الله و الأنبار أيضا مدينة على الفرات في غربي بغداد بينهما عشرة فراسخ وكانت الفرس تسميها فيروزسابور طولها تسع وستون درجة ونصف وعرضها اثنتان وثلاثون درجة وثلثان وكان أول من عمرها سابور بن هرمز ذو الأكتاف ثم جددها أبو العباس السفاح أول خلفاء بني العباس وبنى بها قصورا وأقام بها إلى أن مات وقيل إنما سميت الأنبار لأن بخت نصر لما حارب العرب الذي لا خلاق لهم حبس الأسراء فيها وقال أبو القاسم الأنبار حد بابل سميت به لأنه كان يجمع بها أنابير الحنطة والشعير والقت والتبن وكانت الأكاسرة ترزق أصحابها منها وكان يقال لها الأهراء فلما دخلتها العرب عربتها فقالت الأنبار وقال الأزهري الأنبار أهراء الطعام واحدها نبر ويجمع على أنابير جمع الجمع وسمي الهري نبرا لأن الطعام إذا صب في موضعه انتبرأي ارتفع ومنه سمي المنبر لارتفاعه قال ابن السكيت النبر دويبة أصغر من القراد يلسع فيحبط موضع لسعها أي يرم والجمع أنبار قال الراجز يذكر إبلا سمنت وحملت الشحوم كأنها من بدن وأبقار دبت عليها ذربات الأنبار وأنشد ابن الأعرابي لرجل من بني دبير لو قد ثويت رهينة لمودإ زلج الجوانب راكد الأحجار لم تبك حولك نيبها وتفارقت صلقاتها لمنابت الأشجار

هلا منحت بنيك إذ أعطيتهم من جلة أمنتك أو أبكار زلج الجوانب أي مزل يعني القبر صلقاتها أي أنيابها التي تصلق بها أمنتك أي أمنت أن تنحرها أو تهبها أن تعمل بها ما يوذيها
وفتحت الأنبار في أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه سنة 21 للهجرة على يد خالد بن الوليد لما نازلهم سألوه الصلح فصالحهم على أربعمائة ألف درهم وألف عباءة قطوانية في كل سنة ويقال بل صالحهم على ثمانين ألفا والله أعلم وقد ذكرت في الحيرة شيئا من خبرها وينسب إليها خلق كثير من أهل العلم والكتابة وغيرهم منهم من المتأخرين القاضي أحمد بن نصر بن الحسين الأنباري الأصل أبو العباس الموصلي يعرف بالديبلي فقيه شافعي قدم بغداد واستنابه قاضي القضاة أبو الفضائل القاسم بن يحيى الشهرزوري في القضاء والحكم بحريم دار الخلافة وكان من الصالحين ورعا دينا خيرا له أخبار حسان في ورعه ودينه وامتناعه من امضاء الحكم فيما لا يجوز ورد أوامر من لا يمكن رد ما يستجرىء عليه وكان لا تأخذه في الحق لومة لائم وله عندي يد كريمة جزاه الله عنها و
C رحمة واسعة وذاك أنه تلطف في إيصالي إلى حق كان حيل بيني وبينه من غير معرفة سابقة ولا شفاعة من أحد بل نظر إلى الحق من وراء سجف رقيق فوعظ الغريم وتلطف به حتى أقر بالحق ولم يزل على نيابة صاحبه إلى أن عزل وانعزل بعزله ورجع إلى الموصل وتوفي بها سنة 895 رحمة الله عليه
و الأنبار أيضا مكة الأنبار بمرو في أعلى البلد ينسب إليها أبو بكر محمد بن الحسن بن عبدويه الأنباري قال أبو سعد وقد وهم فيه أبو كامل البصيري وهو المذكور بعد هذا فنسبه إلى أنبار بغداد وليس بصحيح
أنبامة قلعة قرب الري
إنب بكسرتين وتشديد النون والباء الموحدة حصن من أعمال عزاز من نواحي حلب له ذكر
أنبردوان بالفتح ثم السكون وفتح الباء الموحدة وسكون الراء وضم الدال المهلة وواو وألف ونون من قرى بخارى ينسب إليها أبو كامل أحمد ابن محمد بن علي بن محمد بن بصير البصيري الأنبردواني الفقيه الحنفي سمع أبا بكر محمد بن إدريس الجرجاني وغيره وجمع وصنف وكان كثير الوهم والخطإ ومات سنة 944
إنبط بالكسر ثم السكون وكسر الباء الموحدة وطاء مهملة بوزن إثمد ورواه الخالع أنبط بوزن أحمد موضع في ديار كلب بن وبرة قال ابن فسوة من يك أرعاه الحمى أخواته فما لي من أخت عوان ولا بكر وما ضرها إن لم تكن رعت الحمى ولم تطلب الخير الممنع من بشر فإن تمنعوا منها حماكم فإنه مباح لها ما بين إنبط فالكدر وقال ابن هرمة لمن الديار بحائل فالإنبط آياتها كوثائق المستشرط و إنبط أيضا من قرى همذان بها قبر الزاهد أبي علي أحمد بن محمد القومساني صاحب كرامات يزار فيها من الآفاق مات في سنة 783

إنبطة مثل الذي قبله وزيادة الهاء موضع كثير الوحش قال طرفه يصف ناقة ذعلبة في رجلها روح مدبرة وفي اليدين عسر كأنها من وحش إنبطة خنساء تحبو خلفها جوذر أنبل بالفتح ثم السكون وباء موحدة مفتوحة ولام إقليم أنبل بالأندلس من نواحي بطليوس
أنبلونة بالفتح ثم السكون والباء موحدة مفتوحة واللام مضمومة والواو ساكنة والنون مفتوحة وهاء مدينة قديمة على البحر المغربي بنواحي إفريقية قريبة من تونس وهي من عمل شطفورة
أنبير بكسر الباء الموحدة وياء ساكنة وراء مدينة بالجوزجان بين مرو الروذ وبلخ من خراسان بها قتل يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولعلها الأنبار المقدم ذكرها والله أعلم
إنتان بعد النون الساكنة تاء فوقها نقطتان وألف ونون شعب الإنتان موضع قرب الطائف كانت به وقعة بين هوازن وثقيف كثر فيهم القتلى حتى أنتنوا فسمي لأجل ذلك شعب الإنتان
أنتقيرة بفتح التاء فوقها نقطتان والقاف وياء ساكنة وراء حصن بين مالقة وغرناطة قال أبو طاهر منها أبو بكر يحيى بن محمد بن يحيى الأنصاري الحكيم الأنتقيري من أصحاب غانم روى عنه إبراهيم بن عبد القادر بن شنيع إنشادات قال كنا مع العجوز الشاعرة المعروفة بابنة ابن السكان المالقية فمر علينا غراب طائر فسألناها أن تصفه فقالت على البديهة مر غراب بنا يمسح وجه الربى قلت له مرحبا يا لون شعر الصبى أنجافرين بالجيم والفاء مفتوحة والراء مكسورة وياء ونون كذا ذكر أبو سعد ثم قال أنجفارين وقال في كل واحدة هي من قرى بخارى ونسب إلى كل واحدة منهما أبا حفص عمر ابن جرير بن داود بن خيدم وزاد في أنجفارين ابن شبيل بن جنارشير الأديب البخاري مات في سنة 236 ونقول هما إن شاء الله تعالى واحدة
أنج بالضم والسكون وجيم ناحية من أعمال زوزان بين الموصل وأرمينية
أنجل بالجيم بوزن أفعل موضع قريب من معدن النقرة قريب من ماوان وأريك ويروى بكسر الهمزة وياء عن نصر كله
أنحاص بالحاء المهملة موضع في شعر أمية بن أبي عائذ الهذلي حيث قال لمن الديار بعلي فالأحراص فالسودتين فمجمع الأبواص فضهاء أظلم فالنطوف فصائف فالنمر فالبرقعات فالأنحاص أنحاص مسرعة التي جازت إلى هضب الصفا المتزحلف الدلأص أنحل بالحاء المهملة بوزن أضرب بلد من ديار بكر يذكر مع سعرت بلد آخر هناك
أنخل بضم الخاء المعجمة ذات أنخل واد ينحدر في ذات عرق أعلاه من نجد وأسفله من تهامة

أندان من قرى أصبهان ينسب إليها أبو القاسم جابر بن محمد بن أبي بكر الأنداني كان يسكن محلة لبنان سمع أبا علي الحسن بن أحمد الحداد وأبا شاكر أحمد بن علي الحبال وغيرهما وكتب عنه أبو سعد
أنداق بفتح أوله وسكون ثانيه ودال مهملة وألف وقاف قرية على ثلاثة فراسخ من سمرقند ينسب إليها أبو علي الحسن بن علي بن سباع بن نصر البكري السمرقندي الأنداقي يعرف بابن أبي الحسن
و أنداق أيضا قرية بينها وبين مرو فرسخان
أندامش بكسر الميم والشين المعجمة مدينة بين جبال اللور وجنديسابور قال الإصطخري من سابور خواست إلى اللور ثلاثون فرسخا لا قرية فيها ولا مدينة ومن اللور إلى مدينة أندامش فرسخان ومن قنطرة أندامش إلى جنديسابور فرسخان
أندجن بكسر الدال وجيم ونون قلعة كبيرة مشهورة من ناحية جبال قزوين من أعمال الطرم
أندخوذ بالفتح ثم السكون وفتح الدال المهملة وضم الخاء المعجمة وسكون الواو وذال معجمة بلدة بين بلخ ومرو على طرف البر وينسبون إليها أنخذى ونخذى وقد نسب إليها هكذا أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن علي اللولؤي النخذي كان من أهل العلم والفضل تفقه ببخاري وسمع من أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله البرقي ببخارى والسيد أبي بكر محمد بن علي بن حيدر الجعفري وأبي حفص عمر بن منصور بن جنب البزاز وأبي محمد عبد الملك بن عبد الرحمن بن الحسين الأسبيري والشريف أبي الحسن علي بن محمد التميمي أجاز لأبي سعد ومات بأندخوذ بعد سنة 335 بيسير
أنددي الدالان مهملتان والأخيرة مكسورة من قرى نسف بما وراء النهر ينسب إليها محمد بن الفضل بن عمار بن شاكر بن عاصم الأنددي
أندراب الدال مهملة مفتوحة وراء وألف وباء موحدة بلدة بين غزنين وبلخ وبها تذاب الفضة المستخرجة من معدن بنجهير ومنها تدخل القوافل إلى كابل ويقال لها أندرابة أيضا وهي مدينة نسب إليها جماعة من أهل العلم منهم أبو ذر أحمد بن عبد الله بن مالك الترمذي الأندرابي من أهل ترمذ ولي القضاء بأندراب فنسب إليها يروي عن محمد بن المثنى وابن بشار
أندرابة بزيادة الهاء قرية بينها وبين مرو فرسخان كان للسلطان سنجر بن مالك شاه بها آثار وقصور باقية الجدران إلى الآن وقد رأيتها خرابا وكذلك القرية خراب أيضا ينسب إليها جماعة منهم أحمد الكرابيسي الأندرابي سمع أبا كريب وغيره
أندراش في آخره شين معجمة وباقيه نحو الذي قبله بلدة بالأندلس من كورة إلبيرة ينسب إليها الكتان الفائق
اندزهل موضع
أندرين بالفتح ثم السكون وفتح الدال وكسر الراء وياء ساكنة ونون وهو بهذه الصيغة بجملتها اسم قرية في جنوبي حلب بينهما مسيرة يوم للراكب في طرف البرية ليس بعدها عمارة وهي الآن خراب ليس بها إلا بقية الجدران وإياها عنى عمرو بن كلثوم بقوله ألا هبي بصحنك فاصبحينا ولا تبقى خمور الأندرينا

وهذا مما لا شك فيه وقد سألت عنه أهل المعرفة من أهل حلب فكل وافق عليه وقد تكلف جماعة اللغويين لما لم يعرفوا حقيقة اسم هذه القرية وألجأتهم الحيرة إلى أن شرحوا هذه اللفظة من هذا البيت بضروب من الشرح قال صاحب الصحاح الأندر قرية بالشام إذا نسبت إليها تقول هؤلاء أندريون وذكر البيت ثم قال لما نسب الخمر إلى القرية اجتمعت ياءان فخففها للضرورة كما قال الآخر وما علمي بسحر البابلينا وقال صاحب كتاب العين الأندري ويجمع الأندرين يقال هم الفتيان يجتمعون من مواضع شتى وأنشد البيت وقال الأزهري الأندر قرية بالشام فيها كروم وجمعها الأندرين فكأنه على هذا المعنى أراد خمور الأندريين فخفف ياء النسبة كما قال الأشعرين وهذا حسن منهم رحمهم الله تعالى صحيح القياس ما لم يعرف حقيقة اسم هذا الموضع فأما إذا عرف فلا افتقار إلى هذا التكلف بقي أن يقال لو أن الأمر على ما ذكرت وكان الأندرين علما لموضع بعينه بهذه الصيغة لوجب أن لا تدخلها الألف واللام كما لم تدخل على مثل نصيبين وقنسرين وفلسطين ودارين وما أشبهها قيل إن الأندر بلغة أهل الشام هو البيدر فكأن هذا الموضع كان ذا بيادر والبيادر هي قباب الأطعمة فنظروا إلى تأنيثها ووجب أن تكون فيها تاء تدل على تأنيثها فتكون كل واحدة منها بيدرة أو قبة فلما جمع عوض من التأنيث الياء والنون كما فعلوا بأرضين ونصيبين وفلسطين وقنسرين ومثله قيل في عليين جمع علي من العلو نظر فيه فدل على الرفعة والنبوة فعوض في الجمع الواو والنون ثم ألزموه ما جمعوه به كما ألزموا قنسرين ودارين وفعلوا ذلك به والألف واللام فيه فلزمته كما لزمت الماطرون قال يزيد بن معاوية ولها بالما طرون إذا أكل النمل الذي جمعا وكما لزمت السيلحين قال الأشعث بن عبد الحجر وما عقرت بالسيلحين مطيتي وبالقصر إلا خشية أن أعيرا وله نظائر جمة وأما نصبه في موضع الجر فهو تقوية لما قلناه وأنهم أجروه مجرى من يقول هذه قنسرين ورأيت قنسرين ومررت بقنسرين والألف للاطلاق
أندس بضم الدال المهملة والسين مهملة أيضا مدينة على غربي خليج القسطنطينية بين جبلين بينها وبين القسطنطينية ميل في مستو من الأرض وبأندس مسجد بناه مسلمة بن عبد الملك في بعض غزواته
أندغن بفتح الدال المهملة والغين المعجمة ونون من قرى مرو على خمسة فراسخ منها بأعلى البلد ينسب إليها عباد بن أسيد الأندغني جالس ابن المبارك وكان من الزهاد
أندق بالقاف وفتح الدال قرية بينها وبين مدينة بخارى عشرة فراسخ ينسب إليها أبو المظفر عبد الكريم بن أبي حنيفة بن العباس الأندقي كان فقيها فاضلا مات في شعبان سنة 184
أندكان بضم الدال المهلة وهي من قرى فرغانة ينسب إليها أبو حفص عمر بن محمد بن طاهر الأندكاني الصوفي كان شيخا مقريا عفيفا صالحا عالما بالروايات قرأ القرآن وخرج إلى قاشان

وخدم الفقهاء بالخانقاه بها وسمع ببخاري أبا الفضل بكر بن محمد بن علي الزرنجري وبمرو أبا الرجاء المومل بن مسرور الشاشي وأبا الحسن علي ابن محمد بن علي الهراس الواعظ سمع منه أبو سعد وقال ولد بأند كان تقديرا في سنة 084 ونشأ بفرغانة ودخل مرو سنة 405 ومات بقرية قاشان في جمادى الأولى سنة 545
و أندكان أيضا من قرى سرخس بها قبر أحمد الحمادي وفي اللباب الخماري الزاهد
الأندلس يقال بضم الدال وفتحها وضم الدال ليس إلا وهي كلمة عجمية لم تستعملها العرب في القديم وإنما عرفتها العرب في الإسلام وقد جرى على الألسن أن تلزم الألف واللام وقد استعمل حذفهما في شعر ينسب إلى بعض العرب فقال عند ذلك سألت القوم عن أنس فقالوا بأندلس وأندلس بعيد وأندلس بناء مستنكر فتحت الدال أو ضمت وإذا حملت على قياس التصريف وأجريت مجرى غيرها من العربي فوزنها فعللل أو فعللل وهما بناءان مستنكران ليس في كلامهم مثل سفرجل ولا مثل سفرجل فإن ادعى مدع إنها فنعلل فليس في أبنيتهم أيضا ويخرج عن حكم التصريف لأن الهمزة إذا كانت بعدها ثلاثة أحرف من الأصل لم تكن إلا زائدة وعند سيبويه أنها إذا كان بعدها أربعة أحرف فهي من الأصل كمهزة إصطبل وإصطخر ولو كانت عربية لجاز أن يدعى لها أنها أنفعل وإن لم يكن له نظير في كلامهم فيكون من الدلس والتدليس وإن الهمزة والنون زائدتان كما زيدتا في إنقحل وهو الشيخ المسن ذكره سيبويه وزعم أن الهمزة والنون فيه زائدتان وأنه لا يعرف ما في أوله زائدتان مما ليس جاريا على الفعل غيره قال ابن حوقل التاجر الموصلي وكان قد طوف البلاد وكتب ما شاهده أما الأندلس فجزيرة كبيرة فيها عامر وغامر طولها نحو الشهر في نيف وعشرين مرحلة تغلب عليها المياه الجارية والشجر والثمر والرخص والسعة في الأحوال وعرض الخليج الخارج من البحر المحيط قدر اثني عشر ميلا بحيث يرى أهل الجانبين بعضهم بعضا ويتبينون زروعهم وبيادرهم قال وأرض الأندلس من على البحر تواجه من أرض المغرب تونس وإلى طبرقة إلى جزائر بني مزغناي ثم إلى نكور ثم إلى سبتة ثم إلى أزيلي ثم إلى البحر المحيط وتتصل الأندلس في البر الأصغر من جهة جليقية وهي جهة الشمال ويحيط بها الخليج المذكور من بعض مغربها وجنوبها والبحر المحيط من بعض شمالها وشرقها من حد الجلالقة إلى كورة شنترين ثم إلى أشبونة ثم إلى جبل الغور ثم إلى ما لديه من المدن إلى جزيرة جبل طارق المحاذي لسبتة ثم إلى مالقة ثم إلى المرية فرضة بجاية ثم إلى بلاد مرسية ثم إلى طرطوشة ثم تتصل ببلاد الكفر مما يلي البحر الشرقي في ناحية أفرنجة ومما يلي المغرب ببلاد علجسكس وهم جيل من الأنكبردة ثم إلى بلاد بسكونس ورومية الكبرى في وسطها ثم ببلاد الجلالقة حتى تنتهي إلى البحر المحيط ووصفها بعض الأندلسيين بأتم من هذا وأحسن وأنا أذكر كلامه على وجهه قال هي جزيرة ذات ثلاثة أركان مثل شكل المثلث قد أحاط بها البحران المحيط والمتوسط وهو خليج خارج من البحر

المحيط قرب سلا من بر البربر فالركن الأول هو في هذا الموضع الذي فيه صنم قادس وعنده مخرج البحر المتوسط الذي يمتد إلى الشام وذلك من قبلي الأندلس والركن الثاني شرقي الأندلس بين مدينة أربونة ومدينة برديل وهي اليوم بأيدي الأفرنج بإزاء جزيرتي ميورقة ومنورقة المجاورة من البحرين المحيط والمتوسط ومدينة أربونة تقابل البحر المتوسط ومدينة برديل تقابل البحر المحيط والركن الثالث هو ما بين الجوف والغرب من حيز جليقية حيث الجبل الموفي على البحر وفيه الصنم العالي المشبه بصنم قادس وهو البلد الطالع على برباط فالضلع الأول منها أوله حيث مخرج البحر المتوسط الشامي من البحر المحيط وهو أول الزقاق في موضع يعرف بجزيرة طريف من بر الأندلس يقابل قصر مصمودة بإزاء سلا في الغرب الأقصى من البر المتصل بأفريقية وديار مصر وعرض الزقاق ههنا اثنا عشر ميلا ثم تمر في القبلة إلى الجزيرة الخضراء من بر الأندلس المقابلة لمدينة سبتة وعرض الزقاق ههنا ثمانية عشر ميلا وطوله في هذه المسافة التي ما بين جزيرة طريف وقصر مصمودة إلى المسافة التي ما بين الجزيرة الخضراء وسبتة نحو العشرين ميلا ومن ههنا يتسع البحر الشامي إلى جهة المشرق ثم يمر من الجزيرة الخضراء إلى مدينة مالقة إلى حصن المنكب إلى مدينة المرية إلى قرطاجنة الخلفاء حتى تنتهي إلى جبل قاعون الموفي على مدينة دانية ثم ينعطف من دانية إلى شرقي الأندلس إلى حصن قليرة إلى بلنسية ويتمد كذلك شرقا إلى طركونة إلى برشلونة إلى أربونة إلى البحر الرومي وهو الشامي وهو المتوسط والضلع الثاني مبدؤه كما تقدم من جزيرة طريف آخذا إلى الغرب في الحوز المتسع الداخل في البحر المحيط فيمر من جزيرة طريف إلى طرف الأغر إلى جزيرة قادس وههنا أحد أركانها ثم يمر من قادس إلى بر المائدة حيث يقع نهر إشبيلية في البحر ثم إلى جزيرة شلطيش إلى وادي يانه إلى طبيرة ثم إلى شنترة إلى شلب وهنا عطف إلى أشبونة وشنترين وترجع إلى طرف العرف مقابل شلب وقد يقطع البحر من شلب إلى طرف العرف مسيرة خمسين ميلا وتكون أشبونة وشنترة وشنترين على اليمين من حوز وطرف العرف وهو جبل منيف داخل في البحر نحو أربعين ميلا وعليه كنيسة الغراب المشهورة ثم يدور من طرف العرف مع البحر المحيط فيمر على حوز الريحانة وحوز المدرة وسائر تلك البلاد مائلا إلى الجوف وفي هذا الحيز هو الركن الثاني والضلع الثالث ينعطف في هذه الجهات من الجنوب إلى الشرق فيمر على بلاد جليقية وغيرها حتى ينتهي إلى مدينة برديل على البحر المحيط المقابلة لأربونة على البحر المتوسط وهنا هو الركن الثالث وبين أربونة وبرديل الجبل الذي فيه هيكل الزهرة الحاجز بين الأندلس وبين بلاد أفرنجة العظمى ومسافته من البحر نحو يومين للقاصد ولولا هذا الجبل لالتقى البحران ولكانت الأندلس جزيرة منقطعة عن البر فاعرف ذلك فإن بعض من لا علم له يعتقد أن الأندلس يحيط بها البحر في جميع أقطارها لكونها تسمى جزيرة وليس الأمر كذلك وإنما سميت جزيرة بالغلبة كما سميت جزيرة العرب وجزيرة أقور وغير ذلك وتكون مسيرة دورها أكثر من ثلاثة أشهر ليس فيه ما يتصل بالبر إلا مقدار يومين كما ذكرنا وفي هذا الجبل المدخل المعروف بالأبواب الذي يدخل منه من بلاد

الأفرنج إلى الأندلس وكان لا يرام ولا يمكن أحدا أن يدخل منه لصعوبة مسلكه فذكر بطليموس أن قلوبطرة وهي امرأة كانت آخر ملوك اليونان أول من فتح هذه الطريق وسهلها بالحديد والخل قلت ولولا خوف الإضجار والإملال لبسطت القول في هذه الجزيرة فوصفها كثير وفضائلها جمة وفي أهلها أئمة وعلماء وزهاد ولهم خصائص كثيرة ومحاسن لا تحصى وإتقان لجميع ما يصنعونه مع غلبة سوء الخلق على أهلها وصعوبة الإنقياد وفيها مدن كثيرة وقرى كبار يجىء ذكرها في أماكنها من هذا الكتاب حسب ما يقتضيه الترتيب إن شاء الله تعالى وبه العون والعصمة
والأندلس أيضا محلة كبيرة كانت بالفسطاط في خطة المعافر وقال محمد بن أسعد الجواني رحمه الله في كتاب النقط من تصنيفه ومسجد الأندلس هو مصلى المعافر على الجنائز وهو ما بين النقعة والرباط وكان دكة وعليه محاريب وقد ذكره القضاعي في كتابه قال وبنته مكنون علم الآمرية أم بنيه ست القصور مسجدا في سنة 256 على يد المعروف بابن أبي تراب الصواف وكيلها والرباط إلى جانب الأندلس في غربيه بنته مكنون أيضا سنة 256 رباطا للعجائز المنقطعات الصالحات والأرامل العابدات وأجرت لهن رزقا وفي سنة 495 بنى الحاجب لولؤ العادلي رحمه الله تعالى في رحبة الأندلس بستانا وحوضا ومقعدا وجمع بين مصلى الأندلس والرباط بحائط بينهما جعل موضعه دار بقر للساقية التي تستقي الماء الذي يجري إلى البستان
أندوان قرية من قرى أصبهان في ناحية قهاب قرب البلد كبيرة
أندوشر بالضم ثم السكون والشين معجمة حصن بالأندلس بقرب قرطبة منه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سليمان اليحصبي الأندوشري كتب عنه السلفي شيئا من شعره بالإسكندرية وقال كان من أهل الأدب والنحو أقام بمكة شرفها الله مدة مديدة وقدم علينا الإسكندرية سنة 845 ومدحني وسافر في ركب إلى الشام متوجها إلى العراق وذكر لي أنه قرأ النحو بجيان على أبي الركب النحوي المشهور بالأندلس وعلى غيره وكان ظاهر الصلاح
أندة بالضم ثم السكون مدينة من أعمال بلنسية بالأندلس كثيرة المياه والرساتيق والشجر وعلى الخصوص التين فإنه يكثر بها وقد نسب إليها كثير من أهل العلم منهم أبو عمر يوسف بن عبد الله بن خيرون القضاعي الأندي سمع من أبي عمر يوسف بن عبد البر وحدث عنه الموطأ ودخل بغداد سنة 405 وسمع من أبي القاسم بن بيان وأبي الغنائم بن النرسي ومن أبي محمد القاسم بن علي الحريري مقاماته في شوال من هذه السنة وعاد إلى المغرب فهو أول من دخلها بالمقامات قاله ابن الدبيثي وينسب إليها أيضا أبو الحجاج يوسف بن علي بن محمد ابن عبد الله بن علي بن محمد القضاعي الأندي مات في سنة 245 قاله أبو الحسن بن المفضل المقدسي وأبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن إبراهيم الأندي المعروف بابن الدباغ حدث عن أبي عمران بن أبي تليد وغيره وله كتاب لطيف في مشتبه الأسماء ومشتبه النسبة سمع منه الحافظ أبو عبد الله محمد الأشبيري

أنساباذ بفتح أوله وثانيه قرية من رستاق الأعلم من أعمال همذان بينها وبين زنجان وهي قرب دركزين ويقال إن الوزير الدركزيني من أهلها ونذكره في دركزين إن شاء الله تعالى
إنسان بلفظ الإنسان ضد البهيمة قال أبو زياد من بلاد جعفر بن كلاب وقال في موضع للضباب في جبال طخفة بالحمى حمى ضرية إنسان وهو ماء بالحمى إلى جنب جبل يسمى الريان وإنسان الذي يقول فيه الراجز خلية أبوابها كالطيقان أحمى بها الملك جنوب الريان فكبشات فجنوب إنسان أنسب آخره باء بوزن أحمر من حصون بني زبيد باليمن
الأنسر بضم السين بلفظ جمع النسر من الطير ماء لطيء دون الرمل قرب الجبلين وعن نصر الأنسر رضمات صغار في وضح حمى ضرية وهو في الأشعار بالنسار وقال ابن السكيت الأنسر براق بيض بين مزعا والجثجاثة من الحمى وليس بين القولين خلاف والرضمات جمع رضمة وهي صخور يرضم بعضها على بعض
أنشاج آخره جيم كأنه من نواحي المدينة في شعر أبي وجزة السعدي يا دار أسماء قد أقوت بأنشاج كالوشم أو كإمام الكاتب الهاجي أنشاق بالشين المعجمة محلة أنشاق من قرى مصر بالدقهلية وبمصر أيضا في كورة البهنسا أبشاق بالباء الموحدة
أنشام بفتح أوله واد في بلاد مراد قال فروة ابن مسيك المرادي إنا ركبنا على أبيات إخوتنا بكل جيش شديد الرز رزام حتى أذقنا على ما كان من وجع أعلى وأنعم شرا يوم أنشام وقال أبو النواح المرادي يرد على فروة بن مسيك المرادي نحن صبحنا غطيفا في ديارهم بالمشرفي صبوحا يوم أنشام ولت غطيف وفي أكنافها شعل زايلن بين رقاب القوم والهام أنشميثن بالفتح ثم السكون وفتح الشين المعجمة والميم وياء ساكنة وثاء مثلثة مفتوحة ونون من قرى نسف بما وراء النهر ينسب إليها أبو الحسن حميد بن نعيم الفقيه الأنشميثني سمع الحديث وكان رجلا صالحا
أنصاب ماء لبني يربوع بن حنظلة
أنصنا بالفتح ثم السكون وكسر الصاد المهملة والنون مقصور مدينة أزلية من نواحي الصعيد على شرقي النيل قال ابن الفقيه وفي مصر في بعض رساتيقها وهو الذي يقال له أنصنا قرية كلهم مسوخ منهم رجل يجامع امرأته حجر وامرأة تعجن وغير ذلك وفيها برابي وآثار كثيرة نذكرها في البرابي قال المنجمون مدينة أنصنا طولها إحدى وستون درجة في الإقليم الثالث وطالعها تسع عشرة درجة من الجدي تحت ثلاث درجات من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت حياتها ثلاث درج من الحمل

بيت عاقبتها ثلاث درج من الميزان وقال أبو حنيفة الدينوري ولا ينبت اللبخ إلا بأنصنا وهو عود تنشر منه الألواح للسفن وربما أرعف ناشرها ويباع اللوح منها بخمسين دينارا ونحوها وإذا اشتد منها لوح بلوح وطرح في الماء سنة التأما وصارا لوحا واحدا هذا آخر كلامه وقد رأيت أنا اللبخ بمصر وهو شجر له ثمر يشبه البلح في لونه وشكله ويقرب طعمه من طعمه وهو كثير ينبت في جميع نواحي مصر وينسب إلى أنصنا قوم من أهل العلم منهم أبو طاهر الحسين بن أحمد بن حيون الأنصناوي مولى خولان وأبو عبد الله الحسين بن أحمد بن سليمان بن هاشم الأنصناوي المعروف بالطبري روى عن أبي علي هارون بن عبد العزيز الأنباري المعروف بالأوارجي ورى عنه أبو عبد الله محمد بن الحسن بن عمر الناقد بمصر
أنطابلس بعد الألف باء موحدة مضمومة ولام مضمومة أيضا وسين مهملة ومعناه بالرومية خمس مدن وهي مدينة بين الإسكندرية وبرقة وقيل هي مدينة ناحية برقة وقد ذكر أمرها في برقة
أنطاق ناحية قرب تكريت لها ذكر في الفتوح سنة 16 قال ربعي بن الأفكل وإنا سوف نمنع من يجازي بحد البيض تلتهب التهابا كما دنا بها الأنطاق حتى تولى الجمع يرتجي الإيابا
أنطاكية بالفتح ثم السكون والياء مخففة وليس في قول زهير علون بأنطاكية فوق عقمة وراد الحواشي لونها لون عندم وقول امرىء القيس علون بأنطاكية فوق عقمة كجرمة نخل أو كجنة يثرب دليل على تشديد الياء لأنها للنسبة وكانت العرب إذا أعجبها شيء نسبته إلى أنطاكية قال الهيثم بن عدي أول من بنى أنطاكية انطيخس وهو الملك الثالث بعد الإسكندر وذكر يحيى بن جرير المتطبب التكريتي أن أول من بنى أنطاكية انطيغونيا في السنة السادسة من موت الإسكندر ولم يتمها فأتمها بعده سلوقوس وهو الذي بنى اللاذقية وحلب والرها وأفامية وقال في موضع آخر من كتابه بنى الملك أنطيغونيا على نهر أورنطس مدينة وسماها أنطيوخيا وهي التي كمل سلوقوس بناءها وزخرفها وسماها على اسم ولده انطيوخوس وهي أنطاكية وقال بطليموس مدينة أنطاكية طولها تسع وستون درجة وعرضها خمس وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان وثلاثين دقيقة يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان لها درجتان ونصف من الحوت تحكم فيه كف الخضيب وهي في الإقليم الرابع وقيل إن أول من بناها وسكنها أنطاكية بنت الروم بن اليقين اليفز بن سام بن نوح عليه السلام أخت أنطالية باللام ولم تزل أنطاكية قصبة العواصم من الثغور الشامية وهي من أعيان البلاد وأمهاتها موصوفة بالنزاهة والحسن وطيب الهواء وعذوبة الماء وكثرة الفواكه وسعة الخير
وقال ابن بطلان في رسالة كتبها إلى بغداد إلى أبي الحسن هلال بن المحسن الصابي في سنة نيف وأربعين وأربعمائة قال فيها وخرجنا من حلب طالبين

أنطاكية وبينهما يوم وليلة فوجدنا المسافة التي بين حلب وأنطاكية عامرة لا خراب فيها أصلا ولكنها أرض تزرع الحنطة والشعير تحت شجر الزيتون قراها متصلة ورياضها مزهرة ومياهها منفجرة يقطعها المسافر في بال رخي وأمن وسكون وأنطاكية بلد عظيم ذو سور وفصيل ولسوره ثلاثمائة وستون برجا يطوف عليها بالنوبة أربعة آلاف حارس ينفذون من القسطنطينية من حضرة الملك يضمنون حراسة البلد سنة ويستبدل بهم في السنة الثانية وشكل البلد كنصف دائرة قطرها يتصل بجبل والسور يصعد مع الجبل إلى قلته فتتم دائرة وفي رأس الجبل داخل السور قلعة تبين لبعدها من البلد صغيرة وهذا الجبل يستر عنها الشمس فلا تطلع عليها إلا في الساعة الثانية وللسور المحيط بها دون الجبل خمسة أبواب وفي وسطها بيعة القسيان وكانت دار قسيان الملك الذي أحيا ولده فطرس رئيس الحواريين وهو هيكل طوله مائة خطوة وعرضه ثمانون وعليه كنيسة على أساطين وكان يدور الهيكل أروقة يجلس عليها القضاة للحكومة ومتعلمو النحو واللغة وعلى أحد أبواب هذه الكنيسة فنجان للساعات يعمل ليلا ونهارا دائما اثنتي عشرة ساعة وهو من عجائب الدنيا وفي أعلاه خمس طبقات في الخامسة منها حمامات وبساتين ومناظر حسنة تخر منها المياه وعلة ذلك أن الماء ينزل عليها من الجبل المطل على المدينة وهناك من الكنائس ما لا يحد كلها معمولة بالذهب والفضة والزجاج الملون والبلاط المجزع وفي البلد بيمارستان يراعي البطريك المرضى فيه بنفسه ويدخل المجذمين الحمام في كل سنة فيغسل شعورهم بيده ومثل ذلك يفعل الملك بالضعفاء كل سنة ويعينه على خدمتهم الأجلاء من الرؤساء والبطارقة التماس التواضع وفي المدينة من الحمامات ما لا يوجد مثله في مدينة أخرى لذاذة وطيبة لأن وقودها الآس ومياهها تسعى سيحا بلا كلفة وفي بيعة القسيان من الخدم المسترزقة ما لا يحصى ولها ديوان لدخل الكنيسة وخرجها وفي الديوان بضعة عشر كاتبا ومنذ سنة وكسر وقعت في الكنيسة صاعقة وكانت حالها أعجوبة وذلك أنه تكاثرت الأمطار في آخر سنة 3162 للإسكندر الواقع في سنة 244 للهجرة وتواصلت أكثر أيام نيسان وحدث في الليلة التي صبيحتها يوم السبت الثالث عشر من نيسان رعد وبرق أكثر مما ألف وعهد وسمع في جملته أصوات رعد كثيرة مهولة أزعجت النفوس ووقعت في الحال صاعقة على صدفة مخبأة في المذبح الذي للقسيان ففلقت من وجه النسرانية قطعة تشاكل ما قد نحت بالفأس والحديد الذي تنحت به الحجارة وسقط صليب حديد كان منصوبا على علو هذه الصدفة وبقي في المكان الذي سقط فيه وانقطع من الصدفة أيضا قطعة يسيرة ونزلت الصاعقة من منفذ في الصدفة وتنزل فيه إلى المذبح سلسلة فضة غليظة يعلق فيها الثميوطون وسعة هذا المنفذ إصبعان فتقطعت السلسة قطعا كثيرة وانسبك بعضها ووجد ما انسبك منها ملقى على وجه الأرض وسقط تاج فضة كان معلقا بين يدي مائدة المذبح وكان من وراء المائدة في غربيها ثلاثة كراس خشبية مربعة مرتفعة ينصب عليها ثلاثة صلبان كبار فضة مذهبة مرصعة وقلع قبل تلك الليلة الصليبان الطرفيان ورفعا إلى خزانة الكنيسة وترك الوسطاني على حاله فانكسر الكرسيان الطرفيان وتشظيا وتطايرت الشظايا إلى داخل المذبح وخارجه

من غير أن يظهر فيها أثر حريق كما ظهر في السلسلة ولم ينل الكرسي الوسطاني ولا الصليب الذي عليه شيء وكان على كل واحد من الأعمدة الأربعة الرخام التي تحمل القبة الفضة التي تغطي مائدة المذبح ثوب ديباج ملفوف على كل عمود فتقطع كل واحد منها قطعا كبارا وصغارا وكانت هذه القطع بمنزلة ما قد عفن وتهرأ ولا يشبه ما قد لامسته نار ولا ما احترق ولم يلحق المائدة ولا شيئا من هذه الملابس التي عليها ضرر ولا بان فيها أثر وانقطع بعض الرخام الذي بين يدي مائدة المذبح مع ما تحته من الكلس والنورة كقطع الفأس ومن جملته لوح رخام كبير طفر من موضعه فتكسر إلى علو تربيع القبة الفضة التي تغطي المائدة وبقيت هناك على حالها وتطافرت بقية الرخام إلى ما قرب من المواضع وبعد وكان في المجنبة التي للمذبح بكرة خشب فيها حبل قنب مجاور للسلسلة الفضة التي تقطعت وانسبك بعضها معلق فيها طبق فضة كبير عليه فراخ قناديل زجاج بقي على حاله ولم ينطفىء شيء من قناديله ولا غيرها ولا شمعة كانت قريبة من الكرسيين الخشب ولا زال منها شيء وكان جملة هذا الحادث مما يعجب منه وشاهد غير واحد في داخل أنطاكية وخارجها في ليلة الاثنين الخامس من شهر آب من السنة المقدم ذكرها في السماء شبه كوة ينور منها نور ساطع لامع ثم انطفأ وأصبح الناس يتحدثون بذلك وتوالت الأخبار بعد ذلك بأنه كان في أول نهار يوم الاثنين في مدينة عنجرة وهي داخل بلاد الروم على تسعة عشر يوما من أنطاكية زلزلة مهولة تتابعت في ذلك اليوم وسقط منها أبنية كثيرة وخسف موضع في ظاهرها وكان هناك كنيسة كبيرة وحصن لطيف غابا حتى لم يبق لهما أثر ونبع من ذلك الخسف ماء حار شديد الحرار كثير المنبع المتدفق وغرق منه سبعون ضيعة وتهارب خلق كثير من تلك الضياع إلى رؤوس الجبال والمواضع المرتفعة فسلموا وبقي ذلك الماء على وجه الأرض سبعة أيام وانبسط حول هذه المدينة مسافة يومين ثم نضب وصار موضعه وحلا وحضر جماعة ممن شاهد هذه الحال فحدثوا بها أهل أنطاكية على ما سطرته وحكوا أن الناس كانوا يصعدون أمتعتهم إلى رأس الجبل فيضطرب من عظم الزلزلة فيتدحرج المتاع إلى الأرض وفي ظاهر البلد نهر يعرف بالمقلوب يأخذ من الجنوب إلى الشمال وهو مثل نهر عيسى وعليه رحى ويسقي البساتين والأراضي آخر ما كتبناه من كتاب ابن بطلان وبين أنطاكية والبحر نحو فرسخين ولها مرسى في بليد يقال له السويدية ترسو فيها مراكب الأفرنج يرفعون منه أمتعتهم على الدواب إلى أنطاكية وكان الرشيد العباسي قد دخل أنطاكية في بعض غزواته فاستطابها جدا وعزم على المقام بها فقال له شيخ من أهلها ليست هذه من بلدانك يا أمير المؤمنين قال وكيف قال لأن الطيب الفاخر فيها يتغير حتى لا ينتفع به والسلاح يصدأ فيها ولو كان من قلعي الهند فصدقه في ذلك فتركها ودفع عنها
وأما فتحها فإن أبا عبيدة بن الجراح سار إليها من حلب وقد تحصن بها خلق كثير من أهل جند قنسرين فلما صار بمهروية على فرسخين من مدينة أنطاكية لقيه جمع من العدو ففضهم وألجأهم إلى المدينة وحاصر أهلها من جميع نواحيها وكان معظم الجيش على باب فارس والباب الذي يدعى باب البحر ثم إنهم صالحوه على الجزية أو الجلاء فجلا بعضهم وأقام بعض منهم فأمنهم ووضع على كل حالم دينارا وجريبا

ثم نقضوا العهد فوجه إليهم أبو عبيدة عياض بن غنم وحبيب بن مسلمة ففتحاها على الصلح الأول ويقال بل نقضوا بعد رجوع أبي عبيدة إلى فلسطين فوجه عمرو بن العاص من إيلياء ففتحها ورجع ومكث يسيراف حتى طلب أهل إيلياء الأمان والصلح ثم انتقل إليها قوم من أهل حمص وبعلبك مرابطة منهم مسلم بن عبد الله جد عبد الله بن حبيب بن النعمان بن مسلم الأنطاكي وكان مسلم قتل على باب من أبوابها فهو يعرف بباب مسلم إلى الآن وذلك أن الروم خرجت من البحر فأناخت على أنطاكية وكان مسلم على السور فرماه علج بحجر فقتله ثم أن الوليد بن عبد الملك بن مروان أقطع جند أنطاكية أرض سلوقية عند الساحل وصير إليهم الفلثر بدينار ومدي قمح فعمروها وجرى ذلك لهم وبنى حصن سلوقية والفلثر مقدار من الأرض معلوم كما يقول غيرهم الفدان والجريب ثم لم تزل بعد ذلك أنطاكية في أيدي المسلمين وثغرا من ثغورهم إلى أن ملكها الروم في سنة 353 بعد أن ملكوا الثغور المصيصة وطرسوس وأذنة واستمرت في أيديهم إلى أن استنقذها منهم سليمان بن قتلمش السلجوقي جد ملك آل سلجوق اليوم في سنة 774 وسار شرف الدولة مسلم بن قريش من حلب إلى سليمان ليدفعه عنها فقتله سليمان سنة 874 وكتب سليمان إلى السلطان جلال الدولة ملك شاه بن ألب أرسلان يخبره بفتحها فسر به وأمر بضرب البشائر فقال الأبيوردي يخاطب ملك شاه لمعت كناصية الحصان الأشقر نار بمعتلج الكثيب الأحمر وفتحت أنطاكية الروم التي نشزت معاقلها على الإسكندر وطئت مناكبها جيادك فانثنت تلقي أجثتها بنات الأصفر فاستقام أمرها وبقيت في أيدي المسلمين إلى أن ملكتها الأفرنج من واليها بغيسغان التركي بحيلة تمت عليه وخرج منها فندم ومات من الغبن قبل أن يصل إلى حلب وذلك في سنة 194 وهي في أيديهم إلى الآن وبأنطاكية قبر حبيب النجار يقصد من المواضع البعيدة وقبره يزار ويقال إنه نزلت فيه وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين وقد نسب إليها جماعة كثيرة من أهل العلم وغيرهم ومنهم عمر بن علي بن الحسن بن محمد بن إبراهيم بن عبيد ابن زهير بن مطيع بن جرير بن عطية بن جابر بن عوف ابن ذبيان بن مرثد بن عمرو بن عمير بن عمران ابن عتيك بن الأزد أبو حفص العتكي الأنطاكي الخطيب صاحب كتاب المقبول سمع أبا بكر الخرائطي والحسن بن علي بن روح الكفرطابي ومحمد ابن حريم وأبا الحسن بن جوصا سمع منه ومن غيرهم بدمشق وقدم مرة أخرى في سنة 953 مستنفرا فحدث بها وبحمص عن جماعة كثيرة روى عنه عبد الوهاب الميداني ومسدد بن علي الأملوكي وغيرهما وكتب عنه أبو الحسين الرازي وعثمان بن عبد الله بن محمد بن خرداذ الأنطاكي أبو عمرو محدث مشهور له رحلة سمع بدمشق محمد بن عائذ وأبا نصر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي وإبراهيم بن هشام بن يحيى ودحيما وهشام بن عمار وسعيد بن كثير بن عفير وأبا الوليد الطيالسي وشيبان بن فروخ وأبا بكر وعثمان ابني أبي شيبة وعفان بن مسلم وعلي بن الجعد وجماعة سواهم روى عنه أبو حاتم الرازي وهو أكبر منه وأبو الحسن بن جوصا وأبو

عوانه الأسفراييني وخيثمة بن سليمان وغيرهم وكان من الحفاظ المشهورين وقال أبو عبد الله الحاكم عثمان بن خرداذ ثقة مأمون وذكر دحيم أنه مات بانطاكية في المحرم سنة 282 وإبراهيم بن عبد الرزاق أبو يحيى الأزدي ويقال العجلي الأنطاكي الفقيه المقري قرأ القرآن بدمشق على هارون بن موسى بن شريك الأخفش وقرأ على عثمان بن خرداذ ومحمد بن عبد الرحمن بن خالد المكي المعروف بقنبل وغيرهما وصنف كتابا يشتمل على القراءات الثماني وحدث عن آخرين روى عنه أبو الفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني وأبو الحسين بن جميع وغيرهما ومات بأنطاكية سنة 833 وقيل شعبان سنة تسع
أنطالية بوزن التي قبلها وحروفها إلا أن هذه باللام مكان الكاف بلد كبير من مشاهير بلاد الروم كان أول من نزله أنطالية بنت الروم بن اليقن بن سام ابن نوح أخت أنطاكية فسمي باسمها وقال البلخي إذا تجاوزت قلمية واللامس انتهيت إلى أنطالية حصن للروم على شط البحر منيع واسع الرستاق كثير الأهل ثم تنتهي إلى خليج القسطنطينية
أنطرطوس بلد من سواحل بحر الشام وهي آخر أعمال دمشق من البلاد الساحلية وأول أعمال حمص وقال أبو القاسم الدمشقي من أعمال طرابلس مطلة على البحر في شرقي عرقة بينهما ثمانية فراسخ ولها برجان حصينان كالقلعتين وقال أحمد بن يحيى بن جابر وفتح عبادة بن الصامت في سنة 71 بعد فتح اللاذقية وجبلة أنطرطوس وكان حصنا ثم جلا عنه أهله فبنى معاوية أنطرطوس وحصنها وأقطع المقاتلة بها القطائع وكذلك فعل بمرقية وبليناس وينسب إليها عمر بن داود بن سلمون بن داود أبو حفص الأنطرطوسي قدم دمشق وحدث عن خيثمة بن سليمان والحسين بن محمد بن داود بن مأمون ومحمد بن عبيد الله الرفاعي وأبي بكر محمد بن الحسن بن أبي الذيال الحزامي الأصبهاني وجماعة كثيرة روى عنه أبو علي الأهوازي وأبو الحسين بن الترجمان وأحمد بن الحسن الطيان وكان يقول ختمت اثنين وأربعين ألف ختمة ومولده سنة 592 ومات سنة 093 قال وتزوجت بمائة امرأة واشتريت ثلاثمائة جارية وعيسى بن يزيد أبو عبد الرحمن الأنطرطوسي الأعرج حدث عن الأوزاعي وأبي علي أرطاة بن المنذر روى عنه محمد بن مصفى الحمصي وعبد الوهاب بن الضحاك وقال أبو أحمد الحاكم حديثه ليس بقائم وعبد الله ابن محمد بن الأشعث أبو الدرداء الأنطرطوسي حدث عن إبراهيم بن المنذر الحزامي وإبراهيم بن محمد ابن محمد بن عبيدة المددي الحمصي روى عنه أبو جعفر محمد ابن عبد الرحمن الضبي الأصبهاني المعروف بالأرزباني وسليمان بن أحمد الطبراني قاله أبو القاسم الحافظ الإمام وأنس بن السلام بن الحسن بن الحسن بن السلام أبو عقيل الخولاني الأنطرطوسي حدث بدمشق سنة 982 عن عيسى بن سليمان الشيرازي ومخلد بن مالك الحراني وأيوب بن سليمان الرصافي المعروف بابن مطاعن وجماعة كثيرة روى عنه أبو القاسم بن أبي العقب وأبو الحسن بن جوصا وسليمان بن أحمد الطبراني وأبو أحمد بن عدي وغيرهم
أنطليش بالفتح ثم السكون وفتح الطاء وكسر اللام وياء ساكنة والشين معجمة قرية بالأندلس ينسب إليها عبد البصير بن إبراهيم أبو عبد الله

الأنطليشي سمع محمد بن وضاح والخشني وغيرهما حدث وتوفي وأحمد بن تقي على القضاء قال ابن الفرضي
الأنعمان واديان قيل هما الأنعم وعاقل وقيل موضع بنجد وقيل جبل لبني عبس وقال رجل من بني عقيل يتشوقه وإن بجنب الأنعمين أراكة عداني عنها الخوف دان ظلالها منعمة من فوق أفنانها العلى جنى طيب للمجتني لو ينالها لها ورق لا يشبه الورق الذي رأينا وحيطان يلوح جمالها الأنعم بفتح العين جبل ببطن عاقل بين اليمامة والمدينة عند منعج وخزاز وهناك آخر قريب منه يقال له الأنعمان ويصغر أنيعم عن نصر
الأنعم بضم العين موضع بالعالية قال جرير حي الديار بعاقل فالأنعم كالوحي في رق الزبور المعجم طلل تجر به الرياح سواريا والمدجنات من الشمال المرزم وقال نصر الأنعم بضم العين جبل بالمدينة عليه بعض بيوتها
أنف بالفتح ثم السكون والفاء بلد في شعر هذيل قال عبد مناف بن ربع الجربي ثم الهذلي إذا تجاوب نوح قامتا معه ضربا أليما بسبت يلعج الجلدا من الأسى أهل أنف يوم جاءهم جيش الحمار فلاقوا عارضا بردا كانوا غزوا ومعهم حمار فسماه جيش الحمار وفي أخبار هذيل خرج المعترض بن حبواء الظفري ثم السلمي لغزو بني هذيل فوجد بني قرد بأنف وهما داران إحداهما فوق الأخرى بينهما قريب من ميل وذكر قصة ذلك وسماه ابن ربع الهذلي أنف عاذ فقال في هذا اليوم فدى لبني عمرو وآل مؤمل غداة الصباح فدية غير باطل هم منعوكم من حنين ومائه وهم أسلكوكم أنف عاذ المطاحل والمطاحل موضع أضاف أنف عاذ إليه
أنفة بالتحريك بليدة على ساحل بحر الشام شرقي جبل صهيون بينهما ثمانية فراسخ
أنقد بالقاف جبل تضاف إليه برقة ذكر في البرق
أنقرة بالفتح ثم السكون وكسر القاف وراء وهاء وهو فيما بلغني اسم للمدينة المسماة أنكورية وفي خبر امرىء القيس لما قصد ملك الروم يستنجده على قتلة أبيه هويته بنت الملك وبلغ ذلك قيصر فوعده أن يتبعه الجنود إذا بلغ الشام أو يأمر من بالشام من جنوده بنجدته فلما كان بأنقرة بعث إليه بثياب مسمومة فلما لبسها تساقط لحمه فعلم بالهلاك فقال رب طعنة مثعنجره وخطبة مسحنفره تبقى غدا بأنقره وقال بطليموس مدينة أنقرة طولها ثمان وخمسون درجة وعرضها تسع وأربعون درجة وأربعون دقيقة طالعها العقرب اثنتا عشرة درجة منه بيت حياتها

فيه القلب وفي عاشرها قلب الأسد وهي في الإقليم السابع طالعها السماك كان في أول الطول والعرض به تحت خمس وعشرين درجة من السرطان وأربعين دقيقة عاشرها جبهة الأسد وكان المعتصم قد فتحها في طريقه إلى عمورية فقال أبو تمام يا يوم وقعة عمورية انصرفت عنك المنى حفلا معسولة الحلب جرى لها الفأل نحسا يوم أنقرة إذ غودرت وحشة الساحات والرحب لما رأت أختها بالأمس قد خربت كان الخراب لها أعدى من الجرب و أنقرة أيضا موضع بنواحي الحيرة في قول الأسود بن يعفر النهشلي قال الأصمعي تقدم رجل من بني دارم إلى القاضي سوار بن عبد الله ليقيم عنده شهادة فصادفه يتمثل بقول الأسود بن يعفر وهي هذه الأبيات ولقد علمت لو أن علمي نافعي أن السبيل سبيل ذي الأعواد إن المنية والحتوف كلاهما توفي المخارم ترميان فؤادي ماذا أومل بعد آل محرق تركوا منازلهم وبعد إياد أهل الخورنق والسدير وبارق والقصر ذي الشرفات من سنداد نزلوا بأنقرة يسيل عليهم ماء الفرات يجيء من أطواد جرت الرياح على محل ديارهم فكأنما كانوا على ميعاد ولقد غنوا فيها بأنعم عيشة في ظل ملك ثابت الأوتاد فإذا النعيم وكل ما يلهى به يوما يصير إلى بلى ونفاد ثم أقبل على الدارمي فقال له أتروي هذا الشعر قال لا قال أفتعرف قائله قال لا قال هو رجل من قومك له هذه النباهة يقول مثل هذه الحكم لا ترويها ولا تعرف قائلها يا مزاحم أثبت شهادته عندك فإني متوقف فيها حتى أسأل عنه فإني أظنه ضعيفا وقد ذكر بعض العلماء أن أنقرة التي في شعر الأسود هي أنقرة التي ببلاد الروم نزلتها إياد لما نفاهم كسرى عن بلاده وهذا حسن بالغ ولا أرى الصواب إلا هذا القول والله أعلم
أنقلقان بالفتح ثم السكون وضم القاف الأولى وسكون اللام وألف ونون وبعضهم يقول أنكلكان من قرى مرو ينسب إليها مظهر بن الحكم أبو عبد الله البيع الأنقلقاني روى عنه مسلم بن الحجاج
الأنقور قال الزبير موضع باليمن قال أبو دهبل متى دفعنا إلى ذي ميعة نتق كالذيب فارقه السلطان والروح وواجهتنا من الأنقور مشيخة كأنهم حين لاقونا الربابيح أنكاد مدينة قرب تلمسان من بلاد البربر من أرض المغرب كانت لعلي بن أحمد قديما ذات سور من تراب في غاية الارتفاع والعرض وواديها يشقها نصفين منها إلى تاهرت بالعرض مشرقا ثلاث مر