باب حفظ اللسان وفضل الصمت
(1/2)
1 - أخبرنا سيدنا الشيخ الإمام الأوحد
القدوة جمال الدين عمدة الحفاظ رحلة الوقت ، بركة المسلمين ، شرف الدين أبو محمد ،
وأحمد عبد المؤمن بن خلف بن أبي الحسن الدمياطي رحمه الله تعالى قراءة مني عليه
وهو يسمع وينظر في أصله في العاشرة من رمضان ، سنة اثنتين وسبعمائة بالقاهرة
المعزية ، قال أخبرنا الشيخ الصالح المعمر أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير
البغدادي الحنبلي ، قراءة عليه وأنا أسمع ، قيل له : أخبرتكم الشيخة الكاتبة فخر
النساء شهدة بنت أبي نصر أحمد بن أبي الفرج الإبري قراءة عليها وأنت تسمع ، وأجاز
لك الأشياخ الحافظ بن الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي السلامي ، وأبو الكرم
المبارك بن الحسن بن أحمد الشهرزوري ، وأبو الفتح محمد بن علي بن هبة الله بن عبد
السلام ، وأبو محمد المبارك بن المبارك بن علي بن نصر السراج المعروف بابن التعاويذي
، والرئيس أبو منصور مسعود بن عبد الواحد بن محمد بن الحصين النعالي ، قراءة عليه
ونحن نسمع ، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن صالح بن محمد بن عثمان
النعالي ، أخبرنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن علي بن المندر ، أخبرنا أبو علي
الحسين بن صفوان البرذعي قال : حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي
رحمه الله تعالى ، قال الشيخ شرف الدين عبد المؤمن الدمياطي حرسه الله ، قال :
وقرأت على أبي القاسم يحيى بن أبي السعود نصر بن أبي القاسم بن أبي الحسن القمصي
التميمي البغدادي بجامع الأزهر بالقاهرة ، قلت له : أخبرتك أم عتب تجنى بنت عبد
الله الوهانية ، قرئ عليها وأنت تسمع ، قالت : أخبرنا عبد الله الحسين بن أحمد بن
محمد بن طلحة النعالي بسنده المتقدم ، قال المصنف رحمه الله : حدثنا أبو بكر عبد
الله بن محمد بن عبيد الله القرشي قال : حدثني أبي ، وعبيد الله بن عمر الجشمي ،
قالا : حدثنا هشيم ، عن يعلى بن عطاء ، عن عبد الله بن سفيان ، عن أبيه قال : قلت
: يا رسول الله ، أخبرني عن الإسلام بأمر لا أسأل عنه أحدا بعدك ، قال : « قل :
آمنت بالله ثم استقم » ، قلت : فما أتقي ؟ فأومأ (1) بيده إلى لسانه
__________
(1) الإيماء : الإشارة بأعضاء الجسد كالرأس واليد والعين ونحوه
(1/3)
2 - حدثنا عبد الله ، ثنا داود بن عمرو الضبي ، وسعدويه ، عن عبد الله بن المبارك ، عن يحيى بن أيوب ، عن عبيد الله بن زحر ، عن علي بن يزيد ، عن القاسم ، عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال عقبة بن عامر رضي الله عنه : قلت : يا رسول الله ، ما النجاة ؟ قال : « أملك عليك لسانك ، وليسعك بيتك ، وابك على خطيئتك »
(1/4)
3 - حدثنا عاصم بن عمر بن علي ، حدثني أبي ، عن أبي حازم المدني ، عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من يتوكل لي بما بين لحييه ورجليه أتوكل له بالجنة »
(1/5)
4 - حدثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس ، حدثنا عبد الله بن إدريس ، أخبرني أبي وعمي ، عن جدي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ قال : « تقوى الله ، وحسن الخلق » ، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار ، قال : « الأجوفان : الفم والفرج »
(1/6)
5 - حدثنا يونس بن عبد الرحيم العسقلاني ، حدثنا عمرو بن أبي سلمة ، عن صدقة بن عبد الله ، عن عبد الله بن علي ، عن سليمان بن حبيب ، حدثني أسود بن أصرم المحاربي رضي الله عنه قال : قلت : أوصني يا رسول الله ، قال : « أتملك يدك ؟ » قال : قلت : فما أملك إذا لم أملك يدي ؟ قال : « أتملك لسانك ؟ » قال : فما أملك إذا لم أملك لساني ؟ قال : « فلا تبسط يدك إلا إلى خير ، ولا تقل بلسانك إلا معروفا »
(1/7)
6 - حدثنا أبو خيثمة ، وإسحاق بن
إسماعيل ، قالا : حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن الحكم بن عتيبة ، وحبيب بن أبي ثابت
، عن ميمون بن أبي شبيب ، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله ،
أنؤاخذ بما نقول ؟ قال : « ثكلتك أمك يا ابن جبل ، وهل يكب (1) الناس في النار على
مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ؟ » قال حبيب في هذا الحديث : « وهل تقول شيئا إلا لك
أو عليك »
__________
(1) الكب : الإلقاء والطرح
(1/8)
7 - حدثني حمزة بن العباس ، أخبرنا عبدان بن عثمان ، أخبرنا عبد الله ، أنا معمر ، عن الزهري ، عن عبد الرحمن بن ماعز ، عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال : قلت : يا رسول الله ، حدثني بأمر أعتصم به . قال : « قل : ربي الله ثم استقم » . قال : قلت : يا رسول الله ، ما أخوف ما تخاف علي ؟ فأخذ بلسانه ثم قال : « هذا »
(1/9)
8 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا عبد الحميد بن بهرام ، عن شهر بن حوشب ، حدثني ابن غنم : أن معاذا رضي الله عنه قال : يا رسول الله ، أي الأعمال أفضل ؟ « فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لسانه ، ثم وضع عليه أصبعيه »
(1/10)
9 - حدثنا عمرو بن محمد الناقد ، حدثنا
زيد بن الحباب ، حدثنا علي بن مسعدة الباهلي ، حدثنا قتادة ، عن أنس رضي الله عنه
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه
، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ، ولا يدخل الجنة رجل لا يأمن جاره بوائقه (1)
»
__________
(1) بوائقه : ظلمه وشروره ومصائبه
(1/11)
10 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا عبد الله
بن يزيد ، عن ابن لهيعة ، عن يزيد بن عمرو ، وعن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن عبد
الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : « من صمت نجا (1) »
__________
(1) نجا : تخلص من الهلاك
(1/12)
11 - حدثنا عبد الله ، حدثنا هارون بن عبد الله ، حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك ، عن عمر بن حفص ، عن عثمان بن عبد الرحمن ، عن الزهري ، عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من سره أن يسلم فليلزم الصمت »
(1/13)
12 - حدثني عمران بن موسى يعني القزاز
، حدثنا حماد بن زيد ، عن أبي الصهباء ، عن سعيد بن جبير ، عن أبي سعيد قال ، أراه
رفعه قال : « إذا أصبح ابن آدم أصبحت الأعضاء كلها تكفر اللسان تقول : اتق الله
فينا ، فإنك إن استقمت استقمنا ، وإن اعوججت (1) اعوججنا »
__________
(1) الاعوجاج : الميل والانحراف والزيغ
(1/14)
13 - حدثني عبد الرحمن بن زبان بن الحكم الطائي ، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، عن عبد العزيز بن محمد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه اطلع على أبي بكر رضي الله عنه وهو يمد لسانه فقال : ما تصنع يا خليفة رسول الله ؟ فقال : إن هذا أوردني الموارد ، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ليس شيء من الجسد إلا يشكو إلى الله اللسان على حدته »
(1/15)
14 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، وسعدويه
، وغيرهما ، - وهذا لفظ إسحاق بن إسماعيل - ، عن محمد بن يزيد بن خنيس ، قال :
دخلنا على سفيان الثوري نعوده ، فدخل عليه سعيد بن حسان ، فقال سفيان : الحديث
الذي حدثتني به عن أم صالح ، عن صفية بنت شيبة ، عن أم حبيبة رضي الله عنها قالت :
قال النبي صلى الله عليه وسلم : « كل كلام ابن آدم هو عليه إلا أمرا بمعروف ، أو
نهيا عن منكر ، أو ذكرا لله » قال : فقال رجل : ما أشد هذا الحديث . قال : فقال
سفيان : « وأين شدته ؟ أليس يقول : ( يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا
من أذن له الرحمن وقال صوابا (1) ) ؟ أليس يقول الله : ( لا خير في كثير من نجواهم
إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس (2) ) ؟ أليس الله عز وجل يقول : (
ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم
قالوا الحق وهو العلي الكبير (3) ) »
__________
(1) سورة : النبأ آية رقم : 38
(2) سورة : النساء آية رقم : 114
(3) سورة : سبأ آية رقم : 23
(1/16)
15 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا
وكيع ، حدثنا سفيان ، عن منصور ، عن سالم بن أبي الجعد قال : « قال عيسى عليه
السلام : طوبى (1) على من بكى على خطيئته ، وخزن لسانه ، ووسعه بيته »
__________
(1) طوبى : اسم الجنة ، وقيل هي شجرة فيها
(1/17)
16 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا جرير ، وأبو معاوية ، عن الأعمش ، عن يزيد بن حيان ، عن عنبس بن عقبة التيمي قال : قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : « والذي لا إله غيره ما على الأرض شيء أفقر - وقال أبو معاوية : أحوج - إلى طول سجن من لسان »
(1/18)
17 - حدثنا عبيد الله بن عمر ، حدثنا سليم بن أخضر ، حدثنا ابن عون ، حدثني عطاء البزاز ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : « لا يتقي الله عز وجل رجل أو أحد حق تقاته حتى يخزن من لسانه »
(1/19)
18 - حدثنا أبو عمر التميمي ، حدثني
أبي ، عن أبي بكر النهشلي ، عن الأعمش ، عن شقيق ، عن ابن مسعود رضي الله عنه ،
أنه كان على الصفا يلبي (1) ويقول : يا لسان ، قل خيرا تغنم ، أو أنصت تسلم ، من
قبل أن تندم ، قالوا : يا أبا عبد الرحمن ، هذا شيء تقوله ، أو شيء سمعته ؟ قال :
لا ، بل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن أكثر خطايا ابن آدم في
لسانه »
__________
(1) التلبية : أصل التلبية الإقامة بالمكان ، وإجابة المنادي ، ولبى بالحج قال :
لبيك اللهم لبيك
(1/20)
19 - حدثنا الفضيل بن عبد الوهاب ، وعلي بن الجعد ، وأحمد بن عمران الأخنسي ، قالوا : حدثنا النضر بن إسماعيل ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس قال : رأيت أبا بكر رضي الله عنه آخذا بطرف لسانه وهو يقول : « هذا أوردني الموارد »
(1/21)
20 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا وكيع ، عن سفيان الثوري ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه رضي الله عنهما قال : أخذ أبو بكر الصديق رضي الله عنه لسانه وقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من وقاه الله عز وجل شر ما بين لحييه وما بين رجليه دخل الجنة »
(1/22)
21 - حدثنا زهير بن حرب ، حدثنا شبابة
بن سوار ، عن المغيرة بن مسلم ، عن هشام بن أبي إبراهيم ، عن ابن عمر رضي الله
عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من كف لسانه ستر الله عز وجل
عورته (1) ، ومن ملك غضبه وقاه الله عز وجل عذابه ، ومن اعتذر إلى الله عز وجل قبل
عذره »
__________
(1) العورة : العيب والخلل وسوأة الإنسان ، وكل ما يستحيا منه إذا ظهر
(1/23)
22 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا يزيد بن هارون ، حدثنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة : أن معاذ بن جبل ، رضي الله عنه قال : يا رسول الله ، أوصني . قال : « اعبد الله كأنك تراه ، واعدد نفسك في الموتى ، وإن شئت أنبأتك بما هو أملك بك من هذا كله » قال : « هذا » وأتى بيده إلى لسانه
(1/24)
23 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا أبو نصر التمار ، حدثنا حماد ، عن عاصم ، عن أبي وائل ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : « ما شيء أحق بطول سجن من اللسان »
(1/25)
24 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا عبد
الواحد بن واصل أبو عبيدة الحداد ، حدثنا سليمان بن المغيرة ، عن حميد بن هلال ،
قال : قال عبد الله بن عمرو : « دع ما لست منه في شيء ، ولا تنطق فيما لا يعنيك ،
واخزن لسانك كما تخزن ورقك (1) »
__________
(1) الورق : الفضة. والأورق : الأسمر.
(1/26)
25 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا المسعودي ، عن رجل ، من همدان ، عن الشعبي ، قال : قلت لعبد الله بن عمرو : حدثني ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ودع الكتب ؛ فإني لا أعبأ بها شيئا . فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر ما كره ربه »
(1/27)
26 - حدثنا العباس العنبري ، حدثنا
يحيى بن أبي بكير ، حدثنا إسرائيل ، عن هلال ، عن أبي بشر ، عن أبي وائل عن أبي
سعيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من كسب طيبا ، وعمل
في سنة ، وأمن الناس بوائقه (1) دخل الجنة »
__________
(1) بوائقه : ظلمه وشروره ومصائبه
(1/28)
27 - حدثنا هارون بن عبد الله ، حدثنا ابن أبي فديك ، عن عبد الله بن أبي بكر ، عن صفوان بن سليم رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ألا أخبركم بأيسر العبادة وأهونها على البدن : الصمت وحسن الخلق »
(1/29)
28 - حدثنا أبو نصر التمار ، حدثنا
حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، وحميد ، عن أنس رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : « المؤمن من أمنه الناس ، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده
، والمهاجر من هجر السوء ، والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة عبد لا يأمن جاره بوائقه
(1) »
__________
(1) بوائقه : ظلمه وشروره ومصائبه
(1/30)
29 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا النضر بن إسماعيل ، عن ابن أبي ليلى ، عن أبي الزبير ، عن جابر رضي الله عنه : أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الإسلام أفضل ؟ قال : « من سلم المسلمون من لسانه ويده »
(1/31)
30 - حدثنا عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا سعيد بن عبد الله بن الربيع بن خثيم ، عن نسير بن ذعلوق ، عن بكر بن ماعز ، عن الربيع بن خثيم قال : « يا بكر بن ماعز ، اخزن لسانك إلا مما لك ولا عليك »
(1/32)
31 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، عن أبي الأغر ، عن وهب بن منبه ، قال في حكم آل داود : « حق على العاقل أن يكون عارفا بزمانه ، حافظا للسانه ، مقبلا على شأنه »
(1/33)
32 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا جرير ، عن أبي حيان التيمي قال : « كان يقال : ينبغي للرجل أن يكون أحفظ للسانه منه لموضع قدمه »
(1/34)
33 - حدثنا خالد بن خداش ، حدثنا حماد بن زيد ، قال : بلغني أن محمد بن واسع ، كان في مجلس ، فتكلم رجل فأكثر الكلام ، فقال محمد : « ما على أحدكم لو سكت فتنقى وتوقي »
(1/35)
34 - حدثنا سريج بن يونس ، حدثنا علي بن ثابت ، عن أبي الأشهب ، عن الحسن رضي الله عنه قال : « ما عقل دينه من لم يحفظ لسانه »
(1/36)
35 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا خلف بن تميم ، عن عبد الله بن محمد الأنصاري ، عن الأوزاعي قال : كتب إلينا عمر بن عبد العزيز رحمه الله برسالة لم يحفظها غيري وغير مكحول : « أما بعد ، فإنه من أكثر ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير ، ومن عد كلامه من عمله قل كلامه فيما لا ينفعه »
(1/37)
36 - حدثني هارون بن عبد الله ، حدثنا محمد بن يزيد بن خنيس ، عن وهيب بن الورد رحمه الله ، قال : كان يقال : « الحكمة عشرة أجزاء : فتسعة منها في الصمت ، والعاشرة عزلة الناس »
(1/38)
37 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا أبو إسحاق الطالقاني ، عن عبد الله بن المبارك ، رحمه الله تعالى ، قال : قال بعضهم في تفسير العزلة : « هو أن يكون مع القوم ، فإن خاضوا في ذكر الله ، فخض معهم ، وإن خاضوا في غير ذلك فاسكت »
(1/39)
38 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، عن محمد
بن مزاحم ، عن وهيب بن الورد قال : « وجدت العزلة (1) اللسان »
__________
(1) العزلة : البعد والتنحي
(1/40)
39 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا سفيان ، قال : « قال بعض الماضين : إنما لساني سبع ، إن أرسلته خفت أن يأكلني »
(1/41)
40 - حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ، حدثني سفيان بن حمزة الأسلمي ، عن كثير بن زيد ، عن الوليد بن رباح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من كان يؤمن بالله ، واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت »
(1/42)
41 - حدثنا عبيد الله بن عمر ، حدثنا حزم بن أبي حزم ، قال : سمعت الحسن يقول : ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : « رحم الله عبدا تكلم فغنم ، أو سكت فسلم »
(1/43)
42 - حدثنا شجاع بن الأشرس ، حدثنا ليث بن سعد ، عن سعيد بن أبي سعيد ، عن أبي شريح رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت »
(1/44)
43 - حدثنا مهدي بن حفص ، حدثنا
إسماعيل بن عياش ، عن مطعم بن المقدام الصنعاني ، عن عنبسة بن سعيد الكلاعي ، عن
نصيح العنسي ، عن ركب المصري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « طوبى (1)
لمن أنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوله »
__________
(1) طوبى : اسم الجنة ، وقيل هي شجرة فيها
(1/45)
44 - حدثني هارون بن عبد الله ، حدثنا محمد بن يزيد بن خنيس ، عن عبد العزيز بن أبي رواد قال : قال رجل لسلمان رضي الله عنه : أوصني . قال : « لا تكلم » . قال : وكيف يصبر رجل على أن لا يتكلم ؟ قال : « فإن كنت لا تصبر عن الكلام فلا تتكلم إلا بخير أو اصمت »
(1/46)
45 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا سفيان ، عن إسماعيل بن مسلم ، قال : قال ابن عباس رضي الله عنه : « يا لسان ، قل خيرا تغنم ، أو اسكت عن شر تسلم »
(1/47)
46 - حدثنا إسحاق ، حدثنا سفيان ، قال : « قالوا لعيسى ابن مريم عليه السلام : دلنا على عمل ندخل به الجنة ؟ قال : لا تنطقوا أبدا . قالوا : لا نستطيع ذلك . قال : فلا تنطقوا إلا بخير »
(1/48)
47 - حدثنا الهيثم بن خارجة ، حدثنا سهل بن هاشم ، عن الأوزاعي ، قال : « قال سليمان بن داود صلى الله عليهما وسلم : إن كان الكلام من فضة ، فالصمت من ذهب »
(1/49)
48 - حدثني علي بن الحسين ، عن حبان بن
هلال ، حدثنا جعفر بن سليمان ، قال : سمعت مالك بن دينار رحمه الله ، يقول : « لو
كلف الناس الصحف (1) لأقلوا الكلام »
__________
(1) الصحيفة : ما يكتب فيه من ورق ونحوه
(1/50)
49 - حدثني محمد بن عبد المجيد التميمي ، حدثنا سفيان ، قال : قال وهيب بن الورد رحمه الله : « إن الرجل ليصمت ، فيجتمع إليه لبه »
(1/51)
50 - حدثني علي بن أبي مريم ، عن خلف بن تميم ، حدثنا أبو إسحاق الفزاري ، قال : كان إبراهيم بن أدهم ، رحمه الله ، يطيل السكوت ، فإذا تكلم ربما انبسط قال : فأطال ذات يوم السكوت ، فقلت : لو تكلمت فقال : « الكلام على أربعة وجوه : فمن الكلام كلام ترجو منفعته وتخشى عاقبته ، والفضل في هذا السلامة منه ، ومن الكلام كلام لا ترجو منفعته ولا تخشى عاقبته فأقل ما لك في تركه خفة المؤنة على بدنك ولسانك ومن الكلام كلام لا ترجو منفعته ، ولا تأمن عاقبته ، فهذا قد كفى العاقل مؤنته ، ومن الكلام كلام ترجو منفعته وتأمن عاقبته فهذا الذي يجب عليك نشره » قال خلف : فقلت لأبي إسحاق : أراه قد أسقط ثلاثة أرباع الكلام . قال : « نعم »
(1/52)
51 - حدثني علي بن أبي مريم ، عن زيد بن الحباب ، حدثنا محمد بن حوشب ، قال : سمعت أبا عمران الجوني يقول : « إنما لسان أحدكم كلب ، فإذا سلطه على نفسه أكله »
(1/53)
52 - وحدثني ابن أبي مريم ، عن يحيى بن إسحاق ، حدثنا أبو الأحوص ، عن محمد بن النضر الحارثي قال : « كان يقال : كثرة الكلام تذهب بالوقار »
(1/54)
53 - حدثني أحمد بن عبيد التيمي ، حدثنا عبيد الله بن محمد التميمي ، حدثنا دريد بن مجاشع ، عن غالب القطان ، عن مالك بن دينار ، عن الأحنف بن قيس قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : « من كثر كلامه كثر سقطه »
(1/55)
54 - حدثني محمد بن الحسين ، حدثني خلف بن إسماعيل قال : « قال لي رجل من عقلاء الهند : كثرة الكلام تذهب بمروءة الرجل »
(1/56)
55 - قال محمد بن الحسين : سمعت محمد بن عبد الوهاب السكري ، يقول : الصمت يجمع للرجل خصلتين : السلامة في دينه ، والفهم عن صاحبه
(1/57)
56 - قال محمد : حدثنا قبيصة ، قال : قال داود الطائي لمحمد بن عبد العزيز ذات يوم : « أما علمت أن حفظ اللسان أشد الأعمال وأفضلها ؟ » قال محمد : بلى ، وكيف لنا بذاك ؟
(1/58)
57 - حدثنا علي بن أبي مريم ، عن أحمد بن إسحاق الحضرمي ، حدثنا جعفر الخراز ، قال : سمعت محمد بن واسع يقول لمالك بن دينار : « أبا يحيى ، حفظ اللسان على الناس أشد من حفظ الدنانير والدراهم »
(1/59)
58 - حدثنا علي بن الحسن ، عن خلف بن الوليد ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي ، عن عمران بن يزيد ، قال : قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : « اللسان قوام البدن ، فإذا استقام اللسان استقامت الجوارح ، وإذا اضطرب اللسان لم يقم له جارحة »
(1/60)
59 - حدثني علي بن الحسن ، عن يحيى بن أبي بكير ، حدثنا عباد بن الوليد القرشي ، قال : قال الحسن رضي الله عنه : « اللسان أمير البدن ، فإذا جنى على الأعضاء بشيء جنت ، وإن عف عفت »
(1/61)
60 - حدثني الحسن بن الصباح ، حدثنا حجاج بن محمد ، عن سليمان بن المغيرة ، قال : سمعت يونس بن عبيد يقول : « ما من الناس أحد يكون لسانه منه على بال ، إلا رأيت صلاح ذلك في سائر عمله »
(1/62)
61 - وحدثني محمد بن الحسين ، عن عبيد الله بن محمد التيمي ، قال : قيل لأحنف بن قيس يوم قطري : تكلم ، قال : « أخاف ورطة لساني »
(1/63)
62 - حدثني داود بن عمرو الضبي ، حدثنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا ابن عون ، عن الحسن رضي الله عنه قال : كانوا يتكلمون عند معاوية رضي الله عنه والأحنف ساكت فقالوا : ما لك لا تكلم يا أبا بحر ؟ قال : « أخشى الله إن كذبت ، وأخشاكم إن صدقت »
(1/64)
63 - حدثنا أبو بكر بن أبي النضر ، حدثنا وهب بن جرير ، قال : حدثنا أبي قال : سمعت الأعمش يحدث ، عن خيثمة ، عن عدي بن حاتم قال أيمن أحدكم وأشأمه بين لحييه يعني لسانه
(1/65)
64 - حدثني حمزة بن العباس ، أخبرنا عبدان بن عثمان ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا ابن لهيعة ، حدثني خالد بن أبي عمران : أن النبي صلى الله عليه وسلم أمسك لسانه طويلا ثم قال : « رحم الله عبدا قال خيرا فغنم ، أو سكت عن سوء فسلم »
(1/66)
65 - حدثني هاشم بن الوليد أبو طالب الهروي سألته فقال : سمعت أبا بكر بن عياش رحمه الله قال : « اجتمع أربعة ملوك فرموا رمية واحدة بكلمة واحدة ، ملك الهند ، وملك الصين ، وكسرى ، وقيصر ، قال أحدهم : أنا أندم على ما قلت ، ولا أندم على ما لم أقل . وقال الآخر : إني إذا تكلمت ملكتني ولم أملكها ، وإذا لم أتكلم ملكتها ولم تملكني . وقال الثالث : عجبت للمتكلم إن رجعت عليه كلمته ضرته ، وإن لم ترجع لم تنفعه . وقال الرابع : أنا على رد ما لم أقل أقدر مني على رد ما قلت »
(1/67)
66 - وحدثني هارون بن أبي يحيى السلمي
، عن حفص بن عمرو أبي عمر العمري ، عن لقيط بن بكير المحاربي ، قال : قال الشعبي :
قلت للهيثم بن الأسود النخعي : « أي الثلاثة أشعر منك ، ومن الأعور الشني ، وعبد
الرحمن بن حسان بن ثابت حيث تقول : وأعلم علما ليس بالظن أنه إذا زال مال المرء
فهو ذليل ، وأن لسان المرء ما لم يكن له حصاة على عوراته (1) لدليل ، أم الأعور
الشني حيث يقول : لسان الفتى نصف ونصف فؤاده فهل بعد إلا صورة اللحم والدم ، وكائن
ترى من ساكت لك معجب زيادته أو نقصه في التكلم ، أو عبد الرحمن بن حسان حيث يقول :
ترى المرء مخلوقا وللعين حظها وليس بأحناء الأمور بخابر ، وذاك كماء البحر لست
مسيغه وتعجب منه ساجنا كل ناظر » فقال الهيثم : هيهات ، الأعور أشعرنا
__________
(1) العورة : العيب والخلل وسوأة الإنسان ، وكل ما يستحيا منه إذا ظهر
(1/68)
67 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، قال : أخبرنا عيسى بن عبد الرحمن ، حدثني طلحة الأيامي ، قال : حدثني عبد الرحمن بن عوسجة ، عن البراء رضي الله عنه قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : دلني على عمل يدخلني الجنة . قال : « أطعم الجائع ، واسق الظمآن ، وأمر بالمعروف ، وانه عن المنكر ، فإن لم تطق فلق لسانك إلا من خير »
(1/69)
68 - حدثنا خلف بن هشام ، حدثنا حماد بن زيد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن أبي مراوح الليثي ، عن أبي ذر رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « كف شرك عن الناس ؛ فإنها صدقة منك على نفسك »
(1/70)
باب النهي عن فضول الكلام ، والخوض في الباطل
(1/71)
69 - حدثنا مهدي بن حفص ، حدثنا
إسماعيل بن عياش ، عن مطعم بن المقدام الصنعاني ، عن عنبسة بن سعيد الكلاعي ، عن
نصيح العنسي ، عن ركب المصري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: « طوبى (1) لمن أنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوله »
__________
(1) طوبى : اسم الجنة ، وقيل هي شجرة فيها
(1/72)
70 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا أبو
معاوية ، عن محمد بن عمرو بن علقمة ، عن أبيه ، عن جده ، علقمة بن وقاص ، عن بلال
بن الحارث المزني رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن الرجل
ليتكلم بالكلمة ، من رضوان الله ، ما يظن أن تبلغ ما بلغت ، يكتب الله له بها
رضوانه إلى يوم يلقاه ، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة ، من سخط (1) الله ، ما يظن أن
تبلغ ما بلغت ، يكتب الله عليه بها سخطه (2) إلى يوم القيامة » قال : وكان علقمة
يقول : « كم من كلام منعنيه حديث بلال بن الحارث رضي الله عنه »
__________
(1) السخط : الغضب أو كراهية الشيء وعدم الرضا به
(2) سخطه : غضبه
(1/73)
71 - حدثنا الحسن بن عيسى ، أخبرنا عبد
الله بن المبارك ، أخبرنا الزبير بن سعيد ، عن صفوان بن سليم ، عن عطاء بن يسار ،
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن الرجل ليتكلم
بالكلمة يضحك منها جلساءه يهوي بها أبعد من الثريا (1) »
__________
(1) الثريا : مجموعة من نجوم السماء
(1/74)
72 - حدثني حمزة بن العباس ، أخبرنا
عبدان بن عثمان ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا مالك بن أنس ، عن عبد الله بن دينار ،
عن أبي صالح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : « إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يلقي
لها بالا يهوي (1) بها في جهنم ، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يلقي لها بالا ،
يرفعه الله بها إلى الجنة »
__________
(1) يهوي : يسقط
(1/75)
73 - حدثنا خالد بن خداش ، حدثنا مهدي
بن ميمون ، عن غيلان بن جرير ، عن مطرف بن عبد الله ، عن أبيه رضي الله عنهما قال
: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط (1) من بني عامر فقالوا : أنت
والدنا ، وأنت سيدنا ، وأنت أفضلنا علينا فضلا وأنت أطولنا علينا طولا ، وأنت
الجفنة (2) الغراء ، وأنت أنت . فقال : « قولوا بقولكم ، ولا يستهوينكم (3)
الشيطان »
__________
(1) الرهط : الجماعة من الرجال دون العشرة
(2) الجفان : جمع جفنة وهي القصعة أو البئر الصغيرة
(3) استهواه : دفعه إلى اتباع الهوى
(1/76)
74 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا أبو جعفر الرازي ، عن قتادة ، رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن أعظم الناس خطايا يوم القيامة أكثرهم خوضا في الباطل »
(1/77)
75 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن شمر بن عطية ، قال : قال سلمان رضي الله عنه : « أكثر الناس ذنوبا يوم القيامة أكثرهم كلاما في معصية الله »
(1/78)
76 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن صالح بن حيان ، عن حصين بن عقبة قال : قال عبد الله رضي الله عنه : « إن أكثر الناس خطايا يوم القيامة أكثرهم خوضا في الباطل »
(1/79)
77 - حدثني أبي ، أخبرنا ابن علية ، عن الليث ، عن عطاء ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : « أنذرتكم فضول الكلام ، بحسب أحدكم ما بلغ حاجته »
(1/80)
78 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، وغيره ،
قالوا : أخبرنا يعلى بن عبيد ، قال : دخلنا على محمد بن سوقة ، فقال : أحدثكم
بحديث لعله ينفعكم ، فإنه قد نفعني ، قال لنا عطاء بن أبي رباح : « يا بني أخي ،
إن من كان قبلكم كانوا يكرهون فضول الكلام ، وكانوا يعدون فضول الكلام ما عدا كتاب
الله أن تقرأه ، أو تأمر بمعروف ، أو تنهى عن منكر ، أو تنطق بحاجتك في معيشتك
التي لا بد لك منها ، أتنكرون ( إن عليكم لحافظين كراما كاتبين (1) ) ، ( عن
اليمين وعن الشمال قعيد (2) ) ، ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد (3) ) أما
يستحي أحدكم أن لو نشرت عليه صحيفته التي أملى صدر نهاره كان أكثر ما فيها ليس من
أمر دينه ولا دنياه »
__________
(1) سورة :
(2) سورة : ق آية رقم : 17
(3) سورة : ق آية رقم : 18
(1/81)
79 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا
محمد بن جابر ، عن مجمع التيمي ، عن رجل ، يدعى زيدا أو يزيد ، عن علي رضي الله
عنه قال : « لسان الإنسان قلم الملك ، وريقه مداده (1) »
__________
(1) المداد : الحِبْرُ وكل وسائل يُكْتَبُ به
(1/82)
80 - حدثنا عبيد الله بن عمر الجشمي ،
حدثنا بشر بن المفضل ، عن عبد الله بن العيزار ، عن صاحب ، له عن أبي تميمة السلمي
، قال : سمعت الأحنف بن قيس يقول : قال الله عز وجل : ( عن اليمين وعن الشمال قعيد
(1) ) « فصاحب اليمين يكتب الخير ، وهو أمين على صاحب الشمال ، فإن أصاب العبد
خطيئة قال : أمسك . فإن استغفر الله نهاه أن يكتبها ، وإن أبى (2) إلا أن يصر
كتبها »
__________
(1) سورة : ق آية رقم : 17
(2) أبى : رفض وامتنع
(1/83)
81 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدثنا
جرير ، عن ليث ، عن مجاهد : ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد (1) ) قال : «
الملكان »
__________
(1) سورة : ق آية رقم : 18
(1/84)
82 - حدثنا أحمد بن جميل المروزي ، أخبرنا المعتمر بن سليمان ، عن ليث ، عن مجاهد قال : « إن الكلام ليكتب حتى إن الرجل ليسكت ابنه : أبتاع لك كذا وكذا ، وأفعل كذا وكذا ، فيكتب كذيبة »
(1/85)
83 - حدثنا علي بن الحسين ، عن خالد بن يزيد ، عن مندل بن علي ، عن عبد الله بن مروان ، عن يزيد بن علي رضي الله عنه قال : « إذا خرجت الكلمة من فم الإنسان نظر الملك ، فإذا كان أراد شرا أمضاها ، وإن كان لم يرد شرا وإنما كانت فلتة ، قال له صاحبه : لا تعجل لعله أن يستغفر الله منها ، فإن استغفر لم تكتب ، وكتب له حسنات الاستغفار »
(1/86)
84 - وحدثني القاسم بن هاشم ، حدثنا عبد الله بن محمد بن عقبة بن أبي الصهباء ، حدثنا قرة بن عيسى ، عن هارون البربري ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير ، عن الأحنف بن قيس قال : « يوحي الله تعالى إلى الحافظين اللذين مع ابن آدم : لا تكتبا على عبدي في ضجره شيئا »
(1/87)
85 - حدثنا داود بن عمرو الضبي ، حدثنا محمد بن الحسن الأسدي ، حدثنا يزيد بن إبراهيم ، عن الحسن قال : « يا ابن آدم ، بسطت لك صحيفة ، ووكل بك ملكان كريمان يكتبان عملك ، فأمل ما شئت فأكثر أو أقل »
(1/88)
86 - حدثني سويد بن سعيد ، حدثنا مروان بن معاوية ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن طارق بن شهاب قال : « بعث سليمان بن داود عليهما السلام بعض عفاريته ، وبعث نفرا ينظرون ما يقول ويخبرونه ، قال : فأخبروه أنه مر على السوق فرفع رأسه إلى السماء ، ثم نظر إلى الناس وهز رأسه ، فسأله سليمان لم فعل ذلك ؟ قال : عجبت من الملائكة على رءوس الناس ، ما أسرع ما يكتبون ، ومن الذين أسفل منهم ما أسرع ما يملون »
(1/89)
87 - حدثنا عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا سعيد بن عبد الله بن الربيع بن خثيم ، عن نسير بن ذعلوق ، عن بكر بن ماعز قال : كان الربيع بن خثيم يقول : « لا خير في الكلام إلا في تسع : تهليل ، وتكبير ، وتسبيح ، وتحميد ، وسؤالك عن الخير ، وتعوذك من الشر ، وأمرك بالمعروف ، ونهيك عن المنكر ، وقراءتك القرآن »
(1/90)
88 - حدثني علي بن أبي مريم ، عن عثمان
بن زفر التيمي ، حدثنا محمد بن عبد العزيز التيمي ، قال : ذكر الحي ، عن إبراهيم
قال : « المؤمن إذا أراد أن يتكلم نظر ، فإن كان كلامه له تكلم ، وإن كان عليه
أمسك عنه ، والفاجر (1) إنما لسانه رسلا رسلا »
__________
(1) الفاجر : العاصي غير المكترث بما يفعل
(1/91)
89 - حدثني حمزة بن العباس ، أخبرنا عبد الله بن عثمان ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا ابن لهيعة ، عن عياش بن عباس ، عن شييم بن بيتان ، عن شفي الأصبحي ، قال : « من كثر كلامه ، كثرت خطيئته »
(1/92)
90 - حدثني حمزة ، أخبرنا عبدان ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا وهيب ، عن هشام ، عن الحسن رضي الله عنه قال : « من كثر ماله ، كثرت ذنوبه ، ومن كثر كلامه ، كثر كذبه ، ومن ساء خلقه ، عذب نفسه »
(1/93)
91 - وحدثني حمزة ، أخبرنا عبدان ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا إسماعيل بن عياش ، حدثني عقيل بن مدرك : أن رجلا قال لأبي سعيد الخدري رضي الله عنه : أوصني ، قال : « عليك بالصمت إلا في حق ؛ فإنك به تغلب الشيطان »
(1/94)
92 - وحدثني حمزة ، أخبرنا عبدان ، قال : قال عبد الله رضي الله عنه ، كان طاوس رضي الله عنه يعتذر من طول السكوت ، ويقول : « إني جربت لساني فوجدته لئيما راضعا »
(1/95)
93 - حدثني إسماعيل بن أبي الحارث ، حدثنا محمد بن مقاتل ، حدثنا ابن المبارك ، عن نافع بن عمر ، عن عمرو بن دينار ، قال : تكلم رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فأكثر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « كم دون لسانك من باب ؟ » قال : أسناني وشفتاي . قال : « أما كان في ذلك ما يرد كلامك ؟ »
(1/96)
94 - وبلغني عن ابن عائشة ، عن عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي عثمان ، قال : أثنى رجل على النبي صلى الله عليه وسلم فاستخفر في الثناء ، فقال : « كم بينك وبين لسانك من حجاب ؟ » قال : شفتاي وأسناني . قال : « أما كان فيهما ما يرد فضل قولك عنا منذ اليوم ؟ » ثم قال : « ما أوتي رجل شرا من فضل في لسان »
(1/97)
95 - حدثني حمزة بن العباس ، أخبرنا عبدان بن عثمان ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا مجالد بن سعيد ، عن الشعبي رضي الله عنه قال : « ما من خطيب يخطب إلا عرضت عليه خطبته يوم القيامة »
(1/98)
96 - حدثني حمزة ، أخبرنا عبدان ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا حماد بن سلمة ، عن رجاء أبي المقدام ، عن نعيم ، كاتب عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قال : قال عمر بن عبد العزيز : « إنه ليمنعني من كثير من الكلام مخافة المباهاة »
(1/99)
97 - حدثني حمزة بن العباس ، أخبرنا عبدان بن عثمان ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا رشدين بن سعد ، حدثنا الحجاج بن شداد ، أنه سمع عبيد الله بن أبي جعفر ، - وكان أحد الحكماء - يقول في بعض قوله : « إذا كان المرء يحدث في مجلس فأعجبه الحديث ، فليسكت ، وإن كان ساكتا فأعجبه السكوت فليتحدث »
(1/100)
98 - وحدثني حمزة ، أخبرنا عبدان ، أخبرنا عبد الله ، قال : أخبرني رجل ، من أهل الشام ، عن يزيد بن أبي حبيب رضي الله عنه قال : « من فتنة العالم ، أن يكون الكلام أحب إليه من الاستماع ، وإن وجد من يكفيه ، فإن في الاستماع سلامة ، وزيادة في العلم . والمستمع شريك المتكلم في الكلام ، إلا من عصم الله . ترمق وتزين ، وزيادة ونقصان »
(1/101)
99 - حدثنا إسماعيل بن إسحاق ، حدثنا أبو أسامة ، عن سفيان الثوري ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : « إن أحق ما طهر الرجل لسانه »
(1/102)
100 - حدثني الفضل بن يعقوب ، حدثنا سعيد بن مسلمة ، حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال : رأى أبو الدرداء رضي الله عنه امرأة سليطة اللسان ، فقال : « لو كانت هذه خرساء كان خيرا لها »
(1/103)
101 - وحدثني الفضل بن يعقوب ، حدثنا
أبو عصام العسقلاني ، حدثنا سفيان ، عن طلحة ، عن عطاء رضي الله عنه : ( وأصلحنا
له زوجه (1) ) قال : « كان في لسانها طول »
__________
(1) سورة : الأنبياء آية رقم : 90
(1/104)
102 - حدثني العباس العنبري ، حدثنا
عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا جرير بن حازم قال : سمعت الحسن يحدث عن أبي هريرة رضي
الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يرى
أن تبلغ به حيث بلغت ترديه في النار أربعين خريفا (1) »
__________
(1) الخَرِيف : الزَّمَانُ المَعْرُوفُ من فصول السَّنّة ما بين الصَّيف والشتاء
ويطلق على العام كله
(1/105)
103 - حدثني محمد بن عبد الملك ، حدثنا
حجاج بن منهال ، عن حماد بن سلمة ، عن حماد ، عن إبراهيم رحمه الله قال : « يهلك
الناس في خلتين (1) : فضول المال ، وفضول الكلام »
__________
(1) الخلة : السمة والخصلة والصفة
(1/106)
104 - حدثني الحسن بن الصباح ، حدثنا قبيصة ، عن سفيان الثوري ، عن أبي حيان التيمي ، عن إبراهيم التيمي رحمه الله قال : « ما عرضت قولي على عملي ، إلا خشيت أن أكون مكذبا »
(1/107)
105 - حدثني الحسن بن الصباح ، حدثنا شعيب بن حرب ، عن يزيد بن إبراهيم ، عن محمد بن سيرين قال : « كان رجل من الأنصار يمر بمجلس لهم فيقول : توضئوا ؛ فإن بعض ما تقولون شر من الحدث »
(1/108)
106 - حدثني الحسن بن الصباح ، حدثنا
شعيب بن حرب ، عن إسرائيل ، عن منصور ، عن إبراهيم قال : « الوضوء من الحدث (1) ،
وأذى المسلم »
__________
(1) الحدث : فعل ما ينقض الوضوء ويزيل الطهارة
(1/109)
باب النهي عن الكلام فيما لا يعنيك
(1/110)
107 - حدثنا علي بن الجعد ، وخالد بن
خداش ، وخلف بن هشام ، قالوا : حدثنا مالك بن أنس ، عن الزهري ، عن علي بن الحسين
رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « » من حسن إسلام المرء
تركه ما لا يعنيه (1) « »
__________
(1) عناه الأمر : خصه وأهمه
(1/111)
108 - حدثني سعد بن زنبور الهمداني ،
حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله العمري ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله
عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن من حسن إسلام المرء تركه ما لا
يعنيه (1) »
__________
(1) عناه الأمر : خصه وأهمه
(1/112)
109 - حدثني عبد الرحمن بن صالح الأزدي
، حدثنا يحيى بن يعلى الأسلمي ، عن الأعمش ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : «
استشهد غلام منا يوم أحد ، فوجد على بطنه صخرة مربوطة من الجوع ، فمسحت أمه التراب
عن وجهه وقالت : هنيئا لك يا بني الجنة . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : » وما
يدريك لعله كان يتكلم فيما لا يعنيه (1) ، ويمنع ما لا يضره «
__________
(1) عناه الأمر : خصه وأهمه
(1/113)
110 - حدثنا أحمد بن عيسى المصري ،
حدثنا ضمام بن إسماعيل الإسكندراني ، حدثني يزيد بن أبي حبيب ، وموسى بن وردان ،
عن كعب بن عجرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم فقد كعبا فسأل عنه ،
فقالوا : مريض ، فخرج يمشي حتى أتاه ، فلما دخل عليه ، قال : « أبشر يا كعب »
فقالت أمه : هنيئا لك الجنة يا كعب . فقال : « من هذه المتآلية على الله ؟ » قال :
هي أمي يا رسول الله . فقال : « وما يدريك يا أم كعب ، لعل كعبا قال ما لا يعنيه
(1) ، أو منع ما لا يغنيه »
__________
(1) عناه الأمر : خصه وأهمه
(1/114)
111 - وحدثنا علي بن الجعد ، أخبرني
أبو معشر ، عن محمد بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن أول من
يدخل هذا الباب رجل من أهل الجنة » فدخل عبد الله بن سلام ، فقام إليه ناس من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبروه بقول النبي صلى الله عليه وسلم
وقالوا : فأخبرنا بأوثق (1) عملك في نفسك ترجو به ، قال : إني لضعيف ، وإن أوثق ما
أرجو به لسلامة الصدر وترك ما لا يعنيني (2)
__________
(1) أوثق : أفضل وأحسن
(2) عناه الأمر : خصه وأهمه
(1/115)
112 - حدثني هارون بن عبد الله ، حدثنا محمد بن يزيد بن خنيس ، عن وهيب بن الورد ، رحمه الله بلغه : أن أبا ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ألا أعلمك بعمل خفيف على البدن ، ثقيل في الميزان ؟ » قلت : بلى يا رسول الله . قال : « هو الصمت ، وحسن الخلق ، وترك ما لا يعنيك »
(1/116)
113 - وحدثنا سويد بن سعيد ، حدثنا حفص
بن ميسرة ، عن زيد بن أسلم ، قال : دخل على أبي دجانة وهو مريض ، ووجهه يتهلك ،
فقال : ما من عملي شيء أوثق في نفسي من اثنتين : لم أتكلم فيما لا يعنيني (1) ،
وكان قلبي للمسلمين سليما
__________
(1) عناه الأمر : خصه وأهمه
(1/117)
114 - حدثني أبو محمد العتكي عبد
الرحمن بن صالح ، حدثني أبو هارون ، جليس لأبي بكر بن عياش ، عن محرز التيمي ، عن
مجاهد ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : سمعته يقول : « خمس لهن أحسن من الدهم
الموقفة : لا تتكلم فيما لا يعنيك ، فإنه فضل ، ولا آمن عليك الوزر (1) ، ولا
تتكلم فيما يعنيك حتى تجد له موضعا ، فإنه رب متكلم في أمر يعنيه (2) ، قد وضعه في
غير موضعه فعنت ، ولا تمار (3) حليما ولا سفيها (4) فإن الحليم يقليك ، وإن السفيه
يؤذيك ، واذكر أخاك إذا تغيب عنك مما تحب أن يذكرك به ، واعفه عما تحب أن يعفيك
منه ، واعمل عمل رجل يرى أنه مجازى بالإحسان ، مأخوذ بالإجرام »
__________
(1) الوِزْر : الحِمْل والثِّقْل، وأكثر ما يُطْلَق في الحديث على الذَّنْب
والإثم. يقال : وَزَرَ يَزِرُ ٌ، إذا حَمل ما يُثْقِل ظَهْرَه من الأشياء
المُثْقَلة ومن الذنوب.
(2) عناه الأمر : خصه وأهمه
(3) المراء : الجدال والمناظرة والتنازع
(4) السَّفَه : الخفّة والطيشُ، وسَفِه رأيُه إذا كان مَضْطربا لا اسِتقامَةَ له،
والسفيه : الجاهلُ
(1/118)
115 - حدثنا علي بن الجعد ، عن شعبة ،
عن سيار أبي الحكم قال : « قيل للقمان الحكيم : ما حكمتك ؟ قال : لا أسأل عما كفيت
(1) ولا أتكلف ما لا يعنيني (2) »
__________
(1) كفى : عصم وحفظ
(2) عناه الأمر : خصه وأهمه
(1/119)
116 - حدثنا خلف بن هشام ، حدثنا أبو
شهاب ، عن عمرو بن قيس : « أن رجلا مر بلقمان - والناس عنده - فقال : ألست عبد بني
فلان ؟ قال : بلى . الذي كنت ترعى عند جبل كذا وكذا ؟ قال : بلى . قال : فما الذي
بلغ ما أرى ؟ قال : صدق الحديث ، وطول السكوت عما لا يعنيني (1) »
__________
(1) عناه الأمر : خصه وأهمه
(1/120)
117 - حدثني أبي ، أخبرنا إسماعيل بن
علية ، عن داود بن أبي هند ، قال : بلغني أن معاوية رضي الله عنه قال لرجل : « ما
بقي من حلمك ؟ » قال : لا يعنيني (1) ما لا يعنيني
__________
(1) عناه الأمر : خصه وأهمه
(1/121)
118 - حدثنا محمد بن سعد ، حدثنا عفان
، عن جعفر بن سليمان ، عن المعلى بن زياد ، قال : قال مورق العجلي : « أمر أنا
أطلبه منذ عشر سنين لم أقدر عليه ولست بتارك طلبه » . قالوا : ما هو أبا المعتمر ؟
قال : « الصمت عما لا يعنيني (1) »
__________
(1) عناه الأمر : خصه وأهمه
(1/122)
119 - حدثني علي بن الحسين ، عن داود
بن المحبر ، حدثنا جعفر بن سليمان ، قال : سمعت شميطا العنسي يقول : « من لزم ما
يعنيه (1) أوشك أن يترك ما لا يعنيه »
__________
(1) عناه الأمر : خصه وأهمه
(1/123)
120 - حدثنا عبد الله بن خيران ، أخبرنا المسعودي ، عن وديعة يعني الأنصاري ، قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : « لا تعرض لما لا يعنيك ، واعتزل عدوك ، واحذر صديقك من القوم إلا الأمين ، ولا أمين إلا من خشي الله تعالى ، ولا تصحب الفاجر لتعلم من فجوره ، ولا تطلعه على سرك ، واستشر في أمرك الذين يخشون الله » حدثنا محمد بن الصباح ، حدثنا حبان بن علي ، عن محمد بن عجلان ، عن إبراهيم بن مرة ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه نحوه
(1/124)
121 - حدثني عبد الرحمن بن صالح ،
حدثنا عمرو بن هاشم ، عن ثابت الثمالي ، عن أبي جعفر قال : « كفى عيبا أن يبصر
العبد من الناس ما يعمى عليه من نفسه ، وأن يؤذي جليسه فيما لا يعنيه (1) »
__________
(1) عناه الأمر : خصه وأهمه
(1/125)
باب ذم المراء
(1/126)
122 - حدثنا ابن أبي شيبة ، حدثنا
المحاربي ، عن ليث ، عن عبد الملك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا تمار (1) أخاك ولا تمازحه ، ولا تعده
موعدا فتخلفه »
__________
(1) المراء : الجدال والمناظرة والتنازع
(1/127)
123 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا شعبة ، عن الحكم ، قال : قال عبد الرحمن بن أبي ليلى رحمهما الله : « لا أماري صاحبي ، فإما أن أكذبه ، وإما أن أغضبه »
(1/128)
124 - حدثنا خالد بن خداش ، حدثنا حماد
بن زيد ، عن محمد بن واسع ، قال : كان مسلم بن يسار يقول : « إياكم والمراء (1) ،
فإنها ساعة جهل العالم ، وبها يبتغي (2) الشيطان زلته » قال حماد : فقال لنا محمد
: « هذا الجدال هذا الجدال »
__________
(1) المراء : المجادلة على مذهب الشك والريبة
(2) الابتغاء : الطلب والالتماس
(1/129)
125 - حدثنا خالد بن خداش ، ثنا حماد بن زيد ، عن محمد بن واسع ، قال : رأيت صفوان بن محرز في المسجد ، وقريبا منه ناس يتجادلون ، فرأيته قام فنفض ثيابه ، وقال : « إنما أنتم حراب »
(1/130)
126 - حدثنا محمد بن إسحاق الباهلي ،
حدثنا سفيان ، قال : حدثني رجل صالح ، قال : قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :
« المراء (1) لا تعقل حكمته ، ولا تؤمن فتنته »
__________
(1) المراء : المجادلة على مذهب الشك والريبة
(1/131)
127 - وحدثني علي بن الحسين ، عن زيد
بن الحباب ، عن صالح بن موسى ، عن أبيه ، قال : سمع الربيع بن خثيم ، رجلا يلاحي
(1) رجلا فقال : « مه (2) لا تلفظ إلا بخير ، ولا تقل لأخيك إلا ما تحب أن تسمعه
من غيرك ، فإن العبد مسئول عن لفظه محصي عليه ذلك كله : ( أحصاه الله ونسوه (3) )
»
__________
(1) تلاحى الرجلان : تنازعا وتشاتما
(2) مه : كلمة زجر بمعنى كف واسكت وانته
(3) سورة : المجادلة آية رقم : 6
(1/132)
128 - حدثني علي بن الحسين ، عن
إبراهيم بن مهدي ، حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن عمرو بن مهاجر ، قال : سمعت عمر بن
عبد العزيز رضي الله عنه قال : « إذا سمعت المراء (1) فأقصر »
__________
(1) المراء : المجادلة على مذهب الشك والريبة
(1/133)
129 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا
جرير ، عن برد ، عن سليمان بن موسى ، قال : قال أبو الدرداء رضي الله عنه : « كفى
بك إثما (1) أن لا تزال مماريا (2) »
__________
(1) الإثم : الذنب والوزر والمعصية
(2) المراء : المجادلة على مذهب الشك والريبة
(1/134)
130 - حدثني أبو سلمة المخزومي يحيى بن المغيرة ، حدثني أخي محمد بن المغيرة ، عن عبد الله بن الحارث الجمحي ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : « ولا يتعلم العلم لثلاث ولا يترك لثلاث : لا يتعلم ليمارى به ، ولا يباهى به ، ولا يراءى به ، ولا يترك حياء من طلبه ، ولا زهادة فيه ، ولا رضا بالجهل منه »
(1/135)
131 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة ، حدثنا المبارك بن سعيد ، حدثنا حميد الملائي ، عن مجاهد رحمه الله ، قال : « كان لي صديق من قريش فقلت له : تعال حتى أواضعك الرأي ، فأنظر أين تقع من رأيي ، وأين أقع من رأيك ؟ فقال : دع الود كما هو » قال مجاهد : « فغلبني القرشي »
(1/136)
132 - حدثني القاسم بن هاشم ، حدثنا
حماد بن مالك الدمشقي ، حدثنا عبد العزيز بن حصين قال : « بلغني أن عيسى ابن مريم
عليه السلام ، قال : من كثر كذبه ذهب جماله ، ومن لاحى (1) الرجال سقطت مروءته ،
ومن كثر همه سقم (2) جسمه ، ومن ساء خلقه عذب نفسه »
__________
(1) لاحاه : نازعه وخاصمه
(2) السقم : المرض
(1/137)
133 - حدثني نصر بن علي الجهضمي ، أخبرني أبي ، عن يحيى بن المتوكل ، عن إسماعيل بن رافع ، عن ابن أم سلمة ، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن أول ما عهد إلي ربي ، ونهاني عنه - بعد عبادة الأوثان ، وشرب الخمر : - : ملاحاة الرجال »
(1/138)
134 - حدثنا بشر بن معاذ ، حدثنا عبد الواحد بن زياد ، حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق ، حدثنا الحجاج بن دينار ، عن أبي غالب ، عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما ضل قوم إلا أوتوا الجدل »
(1/139)
135 - وحدثني عبد الرحمن بن صالح ،
حدثنا ابن فضيل ، عن حجاج بن دينار الشاعر ، عن أبي غالب ، عن أبي أمامة رضي الله
عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ما ضل قوم - بعد هدى كانوا عليه - إلا
أوتوا الجدل (1) » ، ثم قرأ : ( ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون (2) )
__________
(1) الجدَل والجدال : مُقابَلة الحُجَّة بالحجَّة. والمُجَادَلَة : المُناظَرةُ
والمخاصَمة. وطَلبُ المغالَبة
(2) سورة : الزخرف آية رقم : 58
(1/140)
136 - حدثنا جعفر ، حدثنا عبد الله بن صالح ، حدثني رشدين ، عن العمري ، عن هشام بن عروة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « رحم الله من كف لسانه عن أهل القبلة ، إلا بأحسن ما يقدر عليه » يردد قوله سبع مرات
(1/141)
137 - حدثني العباس بن جعفر ، حدثنا هاشم بن الوليد ، قال : سمعت الفضيل بن عياض رحمه الله ، عن هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين قال : « كنا نحدث أن أكثر ، الناس خطايا ، أفرغهم لذكر خطايا الناس »
(1/142)
138 - حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي ،
عن عباد بن العوام ، عن عبد الله بن سعيد ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان ، حتى
يدع المراء (1) وإن كان محقا ، ويدع كثيرا من الحديث مخافة الكذب »
__________
(1) المراء : المجادلة على مذهب الشك والريبة
(1/143)
139 - حدثنا هارون بن معروف ، حدثنا
أنس بن عياض ، عن سلمة بن وردان ، قال : حدثني مالك بن أوس بن الحدثان رضي الله
عنه ، أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : « وجبت (1) ، وجبت ، وجبت » فقال أصحابه : ما هذا الذي قلت يا رسول الله ؟
قال : « من ترك المراء (2) وهو محق ، بني له في ربض (3) الجنة ، ومن ترك الكذب بني
له في ربض الجنة ، ومن حسن خلقه بني له في ربض الجنة »
__________
(1) وجب : ثبت وحُقَّ ولزم
(2) المراء : المجادلة على مذهب الشك والريبة
(3) ربض الجنة : ما حَوْلها خارجا عنها، تَشْبيها بالأبْنِيَة التي تكون حول
المُدُن وتحت القِلاَع.
(1/144)
140 - حدثنا أحمد بن المقدام العجلي ،
حدثنا أمية بن خالد ، حدثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله ، قال : حدثني ابن
كعب بن مالك ، عن أبيه رضي الله عنهم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : « من طلب العلم ليجاري (1) به العلماء أو يماري (2) به السفهاء ، أو يصرف
به وجوه الناس إليه أدخله الله النار »
__________
(1) يجاري : يجادل ويناظر
(2) المراء : المجادلة على مذهب الشك والريبة
(1/145)
141 - حدثنا أبو عبد الرحمن القرشي ،
حدثنا أبو غسان ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن داود بن شابور ، قال : سمعته من شهر
بن حوشب قال : « قال لقمان عليه السلام لابنه : أي بني ، لا تعلم العلم تباهي به
العلماء ، أو تماري (1) به السفهاء ، أو ترائي به في المجالس »
__________
(1) المراء : المجادلة على مذهب الشك والريبة
(1/146)
142 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد
الله بن المبارك ، أخبرنا أبو بكر بن أبي مريم ، عن حريث بن عمرو رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا تجار أخاك ، ولا تشاره ، ولا تماره (1)
»
__________
(1) المراء : المجادلة على مذهب الشك والريبة
(1/147)
143 - وحدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا
عبد الله ، أخبرنا الفضيل ، عن ليث ، عن مجاهد رضي الله عنه قال : « لا تمار (1)
أخاك ، ولا تفاكهه » يعني المزاح
__________
(1) المراء : الجدال والمناظرة والتنازع
(1/148)
144 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد
الله بن المبارك ، أخبرنا المسعودي ، حدثنا الأعمش ، عن مجاهد ، قال : حدثني مولاي
عبد الله بن السائب قال : كنت شريك النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية ، فلما
قدمنا المدينة قال لي : « أتعرفني ؟ » قلت : نعم ، كنت شريكي ، فنعم الشريك ، كنت
لا تداري (1) ، ولا تماري (2) «
__________
(1) لا تداري : لا تخالف ولا تمانع
(2) المراء : المجادلة على مذهب الشك والريبة
(1/149)
145 - حدثنا إبراهيم بن سعيد ، حدثنا موسى بن أيوب ، حدثنا عتاب بن بشير ، عن علي بن بذيمة قال : قيل لميمون بن مهران : ما لك لا يفارقك أخ لك عن قلى ؟ قال : « إني لا أشاريه ، ولا أماريه »
(1/150)
باب ذم التقعر في الكلام
(1/151)
146 - حدثنا أبو خيثمة ، والقواريري ، قالا : حدثنا يحيى القطان ، عن ابن جريج ، أخبرني سليمان بن عتيق ، عن طلق بن حبيب ، عن الأحنف بن قيس ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ألا هلك المتنطعون » ثلاث مرات
(1/152)
147 - حدثنا عبيد الله بن عمر الجشمي ، حدثنا ديلم بن غزوان ، عن ميمون الكردي ، عن أبي عثمان النهدي ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « أخوف ما أخاف على أمتي ، كل منافق عليم اللسان »
(1/153)
148 - حدثنا عبد الله ، ثنا ابن أبي
شيبة ، حدثنا حفص بن غياث ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن مصعب بن سعد قال : جاء
عمر بن سعد إلى أبيه يسأله حاجة ، فتكلم بين حاجته بكلام ، فقال له سعد رضي الله
عنه : ما كنت من حاجتك أبعد منك اليوم ، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : « يأتي الناس زمان ، يتخللون فيه الكلام بألسنتهم ، كما تتخلل (1) البقر
الكلأ (2) بألسنتها »
__________
(1) تتخلل : تحرك لسانها في فمها وخلال أسنانها
(2) الكلأ : النَّبات والعُشْب رطبا كان أو يابسا
(1/154)
149 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم الترجماني ، حدثنا علي بن ثابت ، عن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري ، عن عبد الله بن حسين ، عن أمه ، عن فاطمة بنت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « شرار أمتي الذين غذوا بالنعم ، الذين يأكلون ألوان الطعام ، ويلبسون ألوان الثياب ، ويتشدقون في الكلام »
(1/155)
150 - حدثنا سعيد بن محمد الجرمي ،
حدثنا أبو تميلة ، قال : حدثني أبو جعفر النحوي حدثنا صخر بن عبد الله بن بريدة عن
أبيه عن جده ، قال : بينما هو جالس بالكوفة في مجلس مع أصحابه قال : سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن من البيان (1) سحرا ، وإن من العلم جهلا ،
وإن من الشعر حكما ، وإن من القول عيالا (2) » : فقال صعصعة بن صوحان - وهو أحدث
القوم سنا : - : صدق الله ورسوله ، ولو لم يقلها كان كذلك . قال : فتوسمه رجل من
الجلساء ، فقال له بعدما تصدع القوم من مجلسهم - : ما حملك على أن قلت صدق نبي
الله ، وإن لم يقلها كان كذلك ؟ قال : بلى ، أما قول نبي الله صلى الله عليه وسلم
: « إن من البيان سحرا » فالرجل يكون عليه الحق وهو ألحن بالحجج من صاحب الحق ،
فيسحر القوم ببيانه ، فيذهب بالحق وهو عليه ، وأما قوله : « إن من العلم جهلا »
تكلف العالم إلى علمه ما لا يعلم فيجهله ذلك ، وأما قوله : « إن من الشعر حكما »
فهي هذه المواعظ والأمثال التي يعظ بها الناس ، وأما قوله : « إن من القول عيالا »
فعرضك كلامك وحديثك على من ليس من شأنه ولا يريده
__________
(1) البيان : الفصاحة وسهولة العبارة مع البلاغة في الكلام
(2) إن من القول عيالا : المراد عَرْضُ الحديث على من لا يريده وليس من شأنه ،
كأنه لم يهتد لمن يطلب علمه فعرضه على من لا يريده
(1/156)
151 - حدثنا إسماعيل بن إسحاق الأزدي ، حدثنا إسحاق بن محمد الفروي ، عن عبد الله بن عمر ، عن حميد الطويل ، عن أنس رضي الله عنه قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : « إن شقاشق الكلام من شقاشق الشيطان »
(1/157)
باب ذم الخصومات
(1/158)
152 - حدثني أزهر بن مروان الرقاشي ،
حدثنا مسكين أبو فاطمة ، حدثنا رجاء أبو يحيى ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة
، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من جادل
في خصومة بغير علم ، لم يزل في سخط (1) الله حتى ينزع »
__________
(1) السخط : الغضب أو كراهية الشيء وعدم الرضا به
(1/159)
153 - حدثنا علي بن الحسين العامري ، حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم ، عن الأشجعي ، حدثنا الربيع بن الملاح ، قال : سمعت أبا جعفر يقول : « إياكم والخصومة ، فإنها تمحق الدين » . وحدثني من سمعه يقول : « وتورث الشنآن وتذهب الاجتهاد »
(1/160)
154 - حدثني أبي ، وأحمد بن منيع ،
قالا : حدثنا مروان بن شجاع ، عن عبد الكريم بن أبي أمية قال : « ما خاصم ورع (1)
قط » - يعني - في الدين
__________
(1) الورع : في الأصْل : الكَفُّ عن المَحارِم والتَّحَرُّج مِنْه، ثم اسْتُعِير للكفّ
عن المُباح والحلال .
(1/161)
155 - حدثنا محمد بن عبد الملك القرشي
، حدثنا أبو عوانة ، عن صالح بن مسلم ، قال : قال عامر : « لقد تركتني هذه
الصعافقة ، وللمسجد أبغض (1) إلي من كناسة داري » يعني أصحاب القياس
__________
(1) البغض : عكس الحب وهو الكُرْهُ والمقت
(1/162)
156 - حدثنا أبو خيثمة ، ثنا وكيع ،
حدثنا ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : « إن أبغض الرجال إلى الله الألد (1) الخصم »
__________
(1) الألد : شديد الخصومة
(1/163)
157 - حدثني أبو بكر محمد بن هاني ، حدثني أحمد بن شبويه ، حدثني سليمان بن صالح ، حدثني عبد الله بن المبارك ، عن جويرية بن أسماء ، عن سلم بن قتيبة ، قال : مر بي بشير بن عبد الله بن أبي بكرة ، فقال : « ما يجلسك ؟ » قلت : خصومة بيني وبين ابن عم لي ادعى شيئا في داري . قال : « فإن لأبيك عندي يدا ، وإني أريد أن أجزيك بها ، وإني والله ما رأيت من شيء أذهب لدين ، ولا أنقص لمروءة ، ولا أضيع للذة ، ولا أشغل لقلب من خصومة » . قال : فقمت لأرجع ، فقال : خصمي : ما لك ؟ قلت : لا أخاصمك . قال : عرفت أنه حقي ؟ قلت : لا ، ولكني أكرم نفسي عن هذا وسأبقيك بحاجتك . قال : فإني لا أطلب منك شيئا هو لك . قال : فمررت بعد ببشير وهو يخاصم ، فذكرته قوله قال : « لو كان قدر خصومتك عشر مرات فعلت ، ولكنه مرغاب أكثر من عشرين ألف ألف »
(1/164)
158 - حدثني عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا حفص بن غياث ، عن ليث ، عن الحكم ، عن محمد بن علي ، قال : « لا تجالسوا أصحاب الخصومات ، فإنهم يخوضون في آيات الله »
(1/165)
159 - حدثني محمد بن أبي حاتم ، حدثنا عبد الله بن داود ، قال : سمعت سفيان ، عن الحسن بن عمرو ، عن فضيل قال : قال إبراهيم : ما خاصمت ؟ قال : قلت : « قط » . قال ابن داود : « كذا يعني »
(1/166)
160 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدثنا
حماد بن زيد ، عن يحيى بن سعيد ، قال : قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : « من
جعل دينه غرضا للخصومات أكثر التنقل (1) »
__________
(1) التنقل : التحول من شيء إلى آخر ومن حال إلى حال
(1/167)
باب الغيبة وذمها
(1/168)
161 - حدثنا أحمد بن جميل المروزي ،
أخبرنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا داود بن قيس ، حدثني أبو سعيد ، مولى عبد
الله بن عامر بن كريز ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : « كل المسلم على المسلم حرام ، دمه ، وماله ، وعرضه (1) »
__________
(1) العرض : كل ما يمدح ويذم في الإنسان سواء كان في نَفْسه أو في سَلَفه، أو مَن
يَلْزمه أمْرُه
(1/169)
162 - حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي
، حدثنا سفيان بن حمزة ، عن كثير بن زيد ، عن الوليد بن رباح ، عن أبي هريرة رضي
الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لا تحاسدوا ، ولا تباغضوا (1) ،
ولا تدابروا ، ولا يغتب بعضكم بعضا ، وكونوا عباد الله إخوانا »
__________
(1) لا تباغضوا : لا تكسبوا أسبابا مفضية إلى البغض والعداوة
(1/170)
163 - حدثنا يحيى بن أيوب ، حدثنا
أسباط ، عن أبي رجاء الخراساني ، عن عباد بن كثير ، عن الجريري ، عن أبي نضرة ، عن
جابر ، وأبي سعيد رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «
إياكم والغيبة ؛ فإن الغيبة (1) أشد من الزنا ، إن الرجل قد يزاني فيتوب فيتوب الله
عليه ، وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(1/171)
164 - حدثني أبو بكر محمد بن أبي عتاب
، حدثنا عبد القدوس أبو المغيرة ، عن صفوان بن عمرو ، عن عبد الرحمن بن جبير بن
نفير ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «
مررت ليلة أسري (1) بي على قوم يخمشون (2) وجوههم بأظافيرهم ، فقلت : يا جبريل ،
من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الذين يغتابون (3) الناس ، ويقعون في أعراضهم »
__________
(1) الإسراء : السير ليلا
(2) خمش : خدش
(3) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(1/172)
165 - حدثنا أبو خيثمة ، ثنا يزيد بن
هارون ، عن زياد بن أبي زياد ، عن محمد بن سيرين ، قال : قال سليم بن جابر : أتيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : علمني خيرا ينفعني الله به . قال : « لا
تحقرن من المعروف شيئا ، ولو أن تصب من دلوك (1) في إناء المستسقي ، وأن تلقى أخاك
ببشر حسن ، وإذا أدبر فلا تغتابه (2) »
__________
(1) الدلو : إناء يُستقى به من البئر ونحوه
(2) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(1/173)
166 - حدثنا إبراهيم بن دينار ، حدثنا
مصعب بن سلام ، عن حمزة بن حبيب الزيات ، عن أبي إسحاق ، عن البراء رضي الله عنه
قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسمع العواتق (1) في بيوتها فقال :
« يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه ، لا تغتابوا (2) المسلمين ، ولا تتبعوا
عوراتهم ؛ فإنه من يتبع عورة (3) أخيه يتبع الله عورته ، ومن يتبع الله عورته
يفضحه وهو في جوف بيته »
__________
(1) العواتق : جمع عاتق ، وهي الأنثى أول ما تبلغ ، والتي لم تتزوج بعد
(2) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(3) العورة : العيب والخلل وسوأة الإنسان ، وكل ما يستحيا منه إذا ظهر
(1/174)
167 - حدثنا يحيى بن عبد الحميد
الحماني ، وأحمد بن عمران الأخنسي ، قالا : حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن الأعمش ،
عن سعيد بن عبد الله بن جريج ، عن أبي برزة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : « يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه ، لا تتبعوا عورات
المسلمين ، ولا عثراتهم (1) ؛ فإنه من يتبع عثرات المسلمين يتبع الله عثرته ، ومن
يتبع الله عثرته يفضحه وإن كان في بيته »
__________
(1) العثرة : الزلة والسقطة
(1/175)
168 - حدثنا عبد الرحمن بن صالح ،
حدثنا حفص بن غياث ، عن الأعمش ، عن رجل ، من أهل البصرة ، عن أبي برزة رضي الله
عنه قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : « لا تتبعوا عثرات (1)
المسلمين ، فإنه من يتبع عثرات المسلمين يتبع الله عثرته حتى يفضحه في جوف بيته »
__________
(1) العثرة : الزلة والسقطة
(1/176)
169 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا الربيع بن صبيح ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : أمر النبي صلى الله عليه وسلم بصوم يوم وقال : « لا يفطرن أحد حتى آذن له » فصام الناس حتى إذا أمسوا جعل الرجل يجيء فيقول : يا رسول الله ، إني ظللت صائما ، فأذن لي فأفطر ، فيأذن له والرجل ، والرجل حتى جاء رجل فقال : يا رسول الله ، فتاتان من أهلك ظلتا صائمتين ، وإنهما يستحيان أن يأتياك ، فأذن لهما أن يفطرا ، فأعرض عنه ثم عاوده فأعرض عنه ، ثم عاوده ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : « وكيف صام من ظل هذا اليوم يأكل لحوم الناس ، اذهب فمرهما إن كانتا صائمتين فليستقيئا » فرجع إليهما فأخبرهما ، فاستقاءتا فقاءت كل واحدة منهما علقة من دم ، فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال : « والذي نفس محمد بيده لو بقيتا في بطونهما لأكلتهما النار »
(1/177)
170 - حدثني عبد الله بن أبي بدر ،
أخبرنا يزيد بن هارون ، أخبرنا سليمان التيمي ، قال : سمعت رجلا ، يحدث في مجلس
أبي عثمان النهدي ، عن عبيد ، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن امرأتين من
الأنصار صامتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجلست إحداهما إلى الأخرى ،
فجعلتا تأكلان لحوم الناس ، فجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن ها
هنا امرأتين صامتا ، وقد كادتا أن تموتا من العطش ، فأعرض (1) عنه النبي صلى الله
عليه وسلم ، فسكت قال : ثم جاءه بعد ذلك أحسبه قال : في الظهيرة فقال : يا رسول
الله ، إنهما والله لقد ماتتا أو كادتا أن تموتا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم
: « إيتوني بهما » فجاءتا فدعا بعس (2) أو قدح فقال لإحداهما : « قيئي » فقاءت من
قيح ودم وصديد حتى ملأت القدح ، وقال للأخرى : « قيئي » ، فقاءت من قيح ودم وصديد
حتى ملأت القدح ، فقال : « إن هاتين صامتا مما أحل الله لهما ، وأفطرتا على ما حرم
الله عليهما ، جلست إحداهما إلى الأخرى ، فجعلتا تأكلان لحوم الناس »
__________
(1) أعرض : ولى الأمر ظهره وصد عنه وانصرف
(2) العس : القدح الكبير وجمعه : عِساس وأعساس
(1/178)
171 - حدثنا خلف بن هشام ، حدثنا أبو شهاب ، أخبرني هشام الدستوائي ، عن يحيى بن أبي كثير ، قال : دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة إلى الطعام ، وكان في لسانها شيء ، فقالت : يا رسول الله ، إني صائمة . فقال : « لم تفعلي ؟ » فلما كان يوم آخر تحفظت بعض التحفظ ، فدعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطعام ، فقالت : يا رسول الله ، إني صائمة ، قال : « قد كدت ولم تفعلي » فلما كان في اليوم الثالث ، تحفظت ، فدعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطعام فقالت : يا رسول الله ، إني صائمة قال : « قد فعلت »
(1/179)
172 - حدثنا سويد بن سعيد ، حدثنا يحيى
بن زكريا بن أبي زائدة ، عن عبد الله بن سعيد ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله
عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « الربا سبعون حوبا (1) ، أيسره كنكاح
الرجل أمه ، وأربى الربا عرض الرجل المسلم »
__________
(1) الحوب : الإثم والذنب
(1/180)
173 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « أربى الربا تفضيل المرء على أخيه بالشتم »
(1/181)
174 - حدثنا محمد بن علي بن شقيق ، قال : سمعت أبي ، حدثنا أبو مجاهد ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر الربا ، وعظم شأنه ، فقال : « إن الدرهم يصيبه الرجل من الربا ، أعظم عند الله في الخطيئة من ست وثلاثين زنية يزنيها الرجل ، وأربى الربا عرض الرجل المسلم »
(1/182)
175 - حدثنا محمد بن علي ، حدثنا النضر
بن شميل ، أخبرنا أبو العوام : واسمه عبد العزيز بن ربيع الباهلي ، حدثنا أبو
الزبير : واسمه محمد ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : كنا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم في مسير ، فأتى على قبرين يعذب صاحباهما ، فقال : « أما إنهما
لا يعذبان في كبير ويل : أما أحدهما فكان يغتاب (1) الناس ، وأما الآخر فكان لا
يتأذى (2) من بوله » ودعا بجريدة رطبة أو جريدتين فكسرهما ، ثم أمر بكل كسرة ،
فغرست على قبر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أما إنه سيهون من عذابهما
ما كانتا رطبتين ، أو ما لم ييبسا (3) »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(2) التأذي : التضرر
(3) يبس : جف
(1/183)
176 - حدثنا عبد الله بن أبي بدر ، أخبرنا يزيد بن هارون ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس قال : مر عمرو بن العاص رضي الله عنه على بغل ميت ، فقال : « والله لأن يأكل أحدكم من لحم هذا خير له من أن يأكل لحم أخيه »
(1/184)
177 - حدثنا يحيى بن يوسف الزمي ، حدثنا محمد بن سلمة الحراني ، عن محمد بن إسحاق ، عن عمه موسى بن يسار ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : « من أكل لحم أخيه في الدنيا ، قرب إليه لحمه في الآخرة ، فقيل له : كله ميتا كما أكلته حيا . فيأكله ويضج ويكلح »
(1/185)
178 - حدثنا يحيى بن يوسف الزمي ،
حدثنا يحيى بن سليم ، عن هشام ، عن ابن سيرين ، عن عبيدة السلماني ، قال : « اتقوا
المفطرين الغيبة (1) والكذب »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(1/186)
179 - حدثنا أبو نصر التمار ، حدثنا
فضيل بن عياض ، عن ليث ، عن مجاهد قال : « المسلم يسلم له صومه ، يتقي الغيبة (1)
والكذب »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(1/187)
180 - حدثنا عبد الله ، حدثنا إسحاق بن
إبراهيم ، أخبرنا سعيد بن عامر ، عن الربيع بن صبيح : أن رجلين كانا قاعدين عند
باب من أبواب المسجد الحرام ، فمر بهما رجل كأنه مخنث (1) فتركا ذاك ، فقالا : لقد
بقي فيه منه شيء ، فأقيمت الصلاة ، فدخلا فصليا مع الناس ، فحاك في أنفسهما مما
قالا ، فأتيا عطاء رضي الله عنه ، فسألاه « فأمرهما أن يعيدا الوضوء والصلاة » ،
وكانا صائمين ، « فأمرهما أن يقضيا صيام ذلك اليوم »
__________
(1) المخنث : الذي يشبه النساء في أخلاقه وفي كلامه وحركاته. وتارة يكون هذا خلقة
من الأصل ، وتارة يكون بتكلف وهو المنهي عنه
(1/188)
181 - حدثني عبد الله بن أبي بدر ، أخبرنا يزيد بن هارون ، عن هشام بن حسان ، عن خالد الربعي قال : « دخلت المسجد ، فجلست إلى قوم ، فذكروا رجلا ، فنهيتهم عنه ، فكفوا ثم جرى بهم الحديث حتى عادوا في ذكره ، فدخلت معهم في شيء ، فلما كان من الليل رأيت في المنام كأن شيئا أسود طويلا جدا ، معه طبق خلاف أبيض ، عليه لحم خنزير ، فقال : كل . قلت : آكل لحم خنزير ؟ والله لا آكله . فأخذ بقفاي وقال : كل ، وانتهرني انتهارة شديدة ، ودسه في فمي ، فجعلت ألوكه ولا أسيغه ، وأفرق أن ألقيه واستيقظت قال : فمخلوفه لقد مكثت ثلاثين يوما وثلاثين ليلة ما آكل طعاما ، إلا وجدت طعم ذلك اللحم في فمي » وسمعت يحيى بن أيوب ، يذكر عن نفسه أنه « رأى في المنام - صنع به نحو هذا - وأنه وجد طعم الدسم على شفتيه أياما ، وذلك أنه كان يجالس رجلا يغتاب الناس »
(1/189)
182 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا ابن
المبارك ، عن أبي مودود ، عن زيد بن مولى قيس الحذاء ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : (
ولا تلمزوا أنفسكم (1) ) قال : « لا يطعن بعضكم على بعض »
__________
(1) سورة : الحجرات آية رقم : 11
(1/190)
183 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا ابن
المبارك ، أخبرنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( ويل لكل همزة لمزة (1) )
قال : « الهمزة : الطعان في الناس ، واللمزة : الذي يأكل لحوم الناس »
__________
(1) سورة : الهمزة آية رقم : 1
(1/191)
184 - حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب ،
حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن محمد بن إسحاق ، عن وهب بن منبه : « أن ذا القرنين عليه
السلام ، قال لبعض الأمم : ما بال كلمتكم واحدة وطريقتكم مستقيمة ؟ قالوا : إنا من
قبل لا نتخادع ، ولا يغتاب (1) بعضنا بعضا »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(1/192)
185 - حدثنا داود بن عمرو الضبي ،
حدثنا إسماعيل بن عياش ، حدثني ثعلبة بن مسلم الخثعمي ، عن أيوب العجلي ، عن شفي
بن ماتع الأصبحي : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « أربعة يؤذون أهل النار على
ما بهم من الأذى ، يسعون بين الحميم والجحيم ، يدعون بالويل والثبور (1) ، يقول
بعض أهل النار لبعض : ما بال هؤلاء قد آذونا على ما بنا من الأذى ؟ قال : فرجل
مغلق عليه تابوت من جمر ، ورجل يجر أمعاءه ، ورجل يسيل فوه قيحا ودما ، ورجل يأكل
لحمه فيقال للذي يأكل لحمه : ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى ؟ فيقول
: إن الأبعد كان يأكل لحوم الناس بالغيبة ويمشي بالنميمة »
__________
(1) الثبور : الهلاك والخسران
(1/193)
186 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا مروان بن معاوية ، ويزيد بن هارون ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، قال : مر عمرو بن العاص رضي الله عنه على بغل ميت ، فقال لأصحابه : « والله لأن يأكل أحدكم من لحم هذا حتى يمتلئ ، خير له من أن يأكل لحم رجل مسلم »
(1/194)
187 - حدثني أبو حاتم ، حدثنا أصبغ ،
أخبرني ابن وهب ، أخبرني عبد الله بن عياش ، عن يزيد بن قوذر ، عن كعب ، قال : «
الغيبة (1) تحبط العمل »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(1/195)
188 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا ابن علية ، حدثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة رضي الله عنه قال : « ذكر لنا أن عذاب القبر ثلاثة أثلاث : ثلث من الغيبة ، وثلث من البول ، وثلث من النميمة »
(1/196)
189 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا محمد
بن يزيد الواسطي ، أخبرنا جويبر ، عن الضحاك في قوله : ( ولا تلمزوا أنفسكم (1) )
قال : « اللمز : النميمة »
__________
(1) سورة : الحجرات آية رقم : 11
(1/197)
190 - حدثنا محمد بن أبي حاتم الأزدي ، حدثنا داود بن المحبر ، حدثنا الربيع بن صبيح ، قال : سمعت الحسن رضي الله عنه يقول : « والله للغيبة أسرع في دين المؤمن من الأكلة في جسده »
(1/198)
191 - حدثني عيسى بن عبد الله التميمي ، قال : بلغني عن عتاب بن بشير ، عن خصاف ، وخصيف ، وعبد الكريم بن مالك ، قالوا : « أدركنا السلف وهم لا يرون العبادة في الصوم ، ولا في الصلاة ، ولكن في الكف عن أعراض الناس »
(1/199)
192 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، عن إسرائيل ، عن أبي يحيى ، عن مجاهد ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : « إذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك ، فاذكر عيوبك »
(1/200)
193 - حدثني عبد الله بن أبي بدر ، أخبرنا كثير بن هشام ، عن جعفر بن برقان ، عن يزيد بن الأصم قال : سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول : قال : « يبصر أحدكم القذى في عين أخيه ، وينسى الجذل في عينه »
(1/201)
194 - حدثنا خالد بن مرداس ، حدثنا أبو
عقيل ، عن حفص بن عثمان ، قال : كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : « لا
تشغلوا أنفسكم بذكر الناس فإنه بلاء (1) ، وعليكم بذكر الله فإنه رحمة »
__________
(1) البلاء : الاخْتِبار بالخير ليتَبَيَّن الشُّكر، وبالشَّر ليظْهر الصَّبْر
(1/202)
195 - حدثني أبو محمد الأزدي ، حدثنا علي بن ثابت ، عن صالح المزني ، قال : كتب سلمان إلى أبي الدرداء رضي الله عنهما : « أما بعد ، فإني أوصيك بذكر الله فإنه دواء ، وأنهاك عن ذكر الناس فإنه داء »
(1/203)
196 - حدثنا نصر بن طرخان ، حدثنا عمران بن خالد الخزاعي قال : كان الحسن رضي الله عنه يقول : « ابن آدم ، إنك لن تصيب حقيقة الإيمان حتى لا تعيب الناس بعيب هو فيك ، وحتى تبدأ بصلاح ذلك العيب فتصلحه من نفسك ، فإذا فعلت ذلك كان شغلك في خاصة نفسك ، وأحب العباد إلى الله من كان هكذا »
(1/204)
197 - حدثني عبد الله بن أبي بدر ، أخبرنا يزيد بن هارون ، عن المسعودي ، عن عون بن عبد الله قال : « ما أحسب أحدا تفرغ لعيوب الناس ، إلا من غفلة غفلها عن نفسه »
(1/205)
198 - حدثني المفضل بن غسان ، عن أبيه ، قال : قال بكر بن عبد الله : « إذا رأيتم الرجل مولعا بعيوب الناس ناسيا لعيبه ، فاعلموا أنه قد مكر به »
(1/206)
199 - حدثني أبي ، أخبرنا الأصمعي ، عن معتمر بن سليمان ، عن حزم القطعي ، عن سليمان التيمي ، قال : قال الأحنف بن قيس : « ما ذكرت أحدا بسوء بعد أن يقوم من عندي »
(1/207)
200 - حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي ، حدثنا الأصمعي ، عن أبيه ، قال : كان الأحنف بن قيس إذا ذكر عنده رجل قال : « دعوه يأكل رزقه ويأتي عليه أجله » . وقال عن غير أبيه : إن الأحنف ، قال : « دعوه يأكل رزقه ويكفي قرنه »
(1/208)
201 - وحدثنا أحمد بن جميل المروزي ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا جعفر بن حيان ، عن الحسن رضي الله عنه قال : « يا ابن آدم ، تبصر القذى في عين أخيك ، وتدع الجذل معترضا في عينك »
(1/209)
202 - حدثني العباس العنبري ، حدثنا محمد بن عبيد ، حدثنا محرز وهو أبو رجاء الشامي ، عن عمر بن عبد الله ، عن عمران بن عبد الرحمن ، قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : « عليكم بذكر الله فإنه شفاء ، وإياكم وذكر الناس فإنه داء »
(1/210)
باب تفسير الغيبة
(1/211)
203 - حدثنا يحيى بن أيوب ، حدثنا
إسماعيل بن جعفر ، أخبرني العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله
عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « هل تدرون ما الغيبة ؟ » قالوا : الله
ورسوله أعلم . قال : « ذكرك أخاك بما يكره » . قيل : أرأيت إن كان في أخي ما أقوله
؟ قال : « إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه فقد بهته (1) »
__________
(1) بهته : كذَبت وافْتَريْت عليه
(1/212)
204 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا علي
بن عاصم ، عن المثنى بن الصباح ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، قال : ذكر
رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : ما أعجزه ، فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : « اغتبتم (1) أخاكم » . قلنا : يا رسول الله ، قلنا ما فيه ، قال : «
إن قلتم ما فيه اغتبتموه ، وإن قلتم ما ليس فيه فقد بهتموه »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك في غيابه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(1/213)
205 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا عبد
الرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، عن علي بن الأقمر ، عن أبي حذيفة ، عن عائشة رضي الله
عنها ، أنها ذكرت امرأة فقالت : إنها قصيرة . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «
اغتبتها (1) »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك في غيابه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(1/214)
206 - حدثنا أبو عبد الرحمن القرشي ،
حدثنا أبو معاوية ، قال : ذكر الشيباني ، عن حسان بن مخارق ، عن عائشة رضي الله
عنها قالت : دخلت امرأة قصيرة ، والنبي صلى الله عليه وسلم جالس ، فقلت بإبهامي
هكذا ، وأشرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنها قصيرة . فقال النبي صلى الله عليه
وسلم : « اغتبتها (1) »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك في غيابه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(1/215)
207 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا قران بن تمام ، عن محمد بن أبي حميد ، عن موسى بن وردان ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال رجل من القوم : يا رسول الله ، ما أعجز فلانا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أكلتم لحم أخيكم ، واغتبتموه »
(1/216)
208 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا أبو نصر التمار ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن عباس الجريري ، عن سنان بن سلمة قال : كنت مع أبي عند ابن عمر رضي الله عنهما ، فسئل عن الغيبة ، فقال ابن عمر رضي الله عنهما : « الغيبة : أن تقول ما فيه ، والبهتان : أن تقول ما ليس فيه »
(1/217)
209 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا حسين بن محمد ، عن المسعودي ، عن عون بن عبد الله قال : « إذا قلت ما في الرجل وأنت تعلم أنه يكره ذلك فقد اغتبته ، وإذا قلت ما ليس فيه فقد بهته »
(1/218)
210 - وحدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا ابن علية ، حدثنا هشام الدستوائي ، عن حماد ، عن إبراهيم ، قال : كان ابن مسعود رضي الله عنه يقول : « الغيبة : أن تذكر من أخيك ما تعلم فيه ، وإذا قلت ما ليس فيه فذلك البهتان »
(1/219)
211 - حدثنا يحيى بن أيوب ، حدثنا
مروان بن معاوية ، عن عمر بن سيف قال : قال الحسن : « يخشون أن يكون قولنا حميد
الطويل غيبة (1) »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(1/220)
212 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا محمد
بن ميسر أبو سعد ، حدثنا جرير بن حازم ، قال : ذكر ابن سيرين رجلا ، فقال : ذاك
الرجل الأسود ، ثم قال : « أستغفر الله ، إني أراني قد اغتبته (1) »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك في غيابه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(1/221)
213 - حدثنا خلف بن هشام ، حدثنا أبو شهاب ، عن هشام بن حسان قال : « الغيبة : أن يقول الرجل ما هو فيه مما يكره »
(1/222)
214 - أخبرنا عبيد الله العتكي ، حدثنا
موسى بن إسماعيل ، حدثنا الهنيد بن القاسم ، قال : سمعت غبطة بنت خالد قالت : سمعت
عائشة رضي الله عنها تقول : لا يغتاب (1) منكن أحد أحدا ، فإني قلت لامرأة مرة
وأنا عند النبي صلى الله عليه وسلم : إن هذه لطويلة الذيل . فقال : « الفظي الفظي
» فلفظت بضعة من لحم
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(1/223)
215 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا عبد
الصمد بن عبد الوارث ، حدثني أبي ، قال : وحدثني واصل ، مولى أبي عيينة قال :
حدثني خالد بن عرفطة ، عن طلحة بن نافع ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال
: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فارتفعت لنا ريح منتنة ، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : « تدرون ما هذه الريح ؟ هذه ريح الذين يغتابون (1) المؤمنين
»
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(1/224)
216 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا المسعودي ، وقيس بن الربيع ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رجل : يا رسول الله ، أي الإسلام أفضل ؟ قال : « يسلم المسلمون من لسانه ويده »
(1/225)
باب الغيبة التي يحل لصاحبها الكلام بها
(1/226)
217 - حدثنا أبو خيثمة ، وإسحاق بن إسماعيل ، قالا : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن محمد بن المنكدر ، سمع عروة قال : حدثتني عائشة رضي الله عنها قالت : استأذن رجل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : « ائذنوا له ، فبئس ابن العشيرة ، أو بئس رجل العشيرة » ، فلما أن دخل ألان له القول ، فلما خرج قلنا : قلت الذي قلت ، ثم ألنت له القول ؟ قال : « أي عائشة ، شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من ودعه - أو تركه - الناس اتقاء شره »
(1/227)
218 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرني عثمان بن مطر ، عن ثابت ، عن أنس : أن رجلا أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في حلقة ، فأثنوا عليه شرا ، فرحب به النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما قام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « شر الناس منزلة يوم القيامة من يخاف لسانه ، أو يخاف شره »
(1/228)
219 - حدثنا أبو طالب عبد الجبار بن عاصم ، حدثنا الجارود بن يزيد ، عن بهز بن حكيم ، عن أبيه ، عن جده رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أترعون عن ذكر الفاجر ؟ متى يعرفه الناس ؟ اذكروه بما فيه يحذره الناس »
(1/229)
220 - حدثنا الحسن بن يحيى ، أخبرنا
عبد الرزاق ، عن معمر عن زيد بن أسلم ، قال : « إنما الغيبة (1) لمن لم يعلن
بالمعاصي »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(1/230)
221 - حدثنا يوسف بن موسى ، حدثنا عبد
الرحمن بن مغراء ، حدثنا الأعمش ، عن إبراهيم قال : « ثلاث كانوا لا يعدونهن من
الغيبة (1) : الإمام الجائر ، والمبتدع ، والفاسق المجاهر بفسقه »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(1/231)
222 - حدثنا خلف بن هشام ، حدثنا أبو عوانة ، عن قتادة ، عن الحسن رضي الله عنه قال : « ليس بينك وبين الفاسق حرمة »
(1/232)
223 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا
الربيع بن صبيح ، عن الحسن رضي الله عنه قال : « ليس لمبتدع غيبة (1) »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(1/233)
224 - حدثنا عبد الرحمن بن صالح ،
حدثنا حسين الجعفي ، عن هانئ بن أيوب ، قال : سألت محارب بن دثار عن غيبة (1)
الرافضة ، قال : « إنهم إذن لقوم صدق »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(1/234)
225 - وبلغني عن أحمد بن عمران الأخنسي ، حدثنا سليمان بن حيان ، عن الأعمش ، عن إبراهيم قال : « ثلاث ليس لهم غيبة : الظالم ، والفاسق ، وصاحب البدعة »
(1/235)
226 - حدثنا أبي ، أخبرنا هشيم ، عن الأعمش ، عن إبراهيم قال : « كانوا لا يرونها غيبة ما لم يسم صاحبها »
(1/236)
227 - حدثنا رباح بن الجراح العبدي ، حدثنا سابق بن عبد الله - وكان من البكائين رحمه الله - عن أبي خلف ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا مدح الفاسق غضب الله ، واهتز لذلك العرش »
(1/237)
228 - حدثنا محمد بن أبي سمينة ، حدثنا المعافى بن عمران ، عن سابق ، عن أبي خلف ، عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الله يغضب إذا مدح الفاسق »
(1/238)
229 - حدثني محمد بن عبد المجيد التميمي ، حدثنا عبيد الله بن عمرو ، عن يونس ، عن الحسن رضي الله عنه قال : « من دعا لظالم ببقاء ، فقد أحب أن يعصى الله عز وجل »
(1/239)
230 - حدثني يحيى بن جعفر ، أخبرنا عبد الملك بن إبراهيم الجدي ، حدثنا الصلت بن طريف ، قال : قلت للحسن رضي الله عنه : الرجل الفاجر المعلن بفجوره ، ذكري له بما فيه غيبة ؟ قال : « لا ، ولا كرامة »
(1/240)
231 - حدثني محمد بن عباد بن موسى ، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، عن همام ، عن قتادة ، قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : « ليس لفاجر حرمة » وكان رجل قد خرج مع يزيد بن المهلب فكان الحسن إذا ذكره هرته
(1/241)
232 - حدثني محمد ، حدثنا زيد بن
الحباب ، عن حماد بن سلمة ، عن حميد الطويل رضي الله عنه قال : ذكروا الغيبة (1)
عند سعيد بن جبير رضي الله عنه فقال : « ما استقبلته به ثم قلته من ورائه فليس
بغيبة »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(1/242)
233 - حدثني محمد ، حدثنا يحيى بن أبي
بكير ، عن شريك ، عن عقيل ، عن الحسن رضي الله عنه قال : « ثلاثة ليس لهم غيبة (1)
: صاحب هوى ، والفاسق المعلن بالفسق ، والإمام الجائر (2) »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(2) الجور : البغي والظلم والميل عن الحق
(1/243)
234 - حدثني محمد ، حدثنا مروان بن معاوية ، عن زائدة بن قدامة قال : قلت لمنصور بن المعتمر : إذا كنت صائما أنال من السلطان ؟ قال : « لا » . قلت : فأنال من أصحاب الأهواء ؟ قال : « نعم »
(1/244)
235 - حدثنا عبيد الله بن جرير ، حدثنا
موسى بن إسماعيل ، حدثنا المبارك ، عن الحسن رضي الله عنه قال : « إذا ظهر فجوره ،
فلا غيبة (1) له نحو المخنث (2) ، ونحو الحرورية »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(2) المخنث : الذي يشبه النساء في أخلاقه وفي كلامه وحركاته. وتارة يكون هذا خلقة
من الأصل ، وتارة يكون بتكلف وهو المنهي عنه
(1/245)
236 - حدثني عبيد الله ، حدثنا موسى بن
إسماعيل ، حدثنا الصلت بن طريف المغولي ، قال : سألت الحسن رضي الله عنه قلت : رجل
قد علمت منه الفجور ، وقتلته علما ، أفذكري له غيبة (1) ؟ قال : « لا ، ولا نعمت
عين للفاجر »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(1/246)
237 - حدثني أبي ، أخبرنا علي بن شقيق
، أخبرنا خارجة ، حدثنا ابن جابان ، عن الحسن قال : « ثلاثة لا تحرم عليك أعراضهم
: المجاهر بالفسق ، والإمام الجائر (1) ، والمبتدع »
__________
(1) الجور : البغي والظلم والميل عن الحق
(1/247)
باب ذب المسلم عن عرض أخيه
(1/248)
238 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا جرير عن
ليث ، عن شهر بن حوشب ، عن أم الدرداء ، عن أبي الدرداء رضي الله عنهما ، عن النبي
صلى الله عليه وسلم : « من رد عن عرض (1) أخيه بالمغيبة ، كان حقا على الله أن يرد
عن عرضه يوم القيامة »
__________
(1) العرض : كل ما يمدح ويذم في الإنسان سواء كان في نَفْسه أو في سَلَفه، أو مَن
يَلْزمه أمْرُه
(1/249)
239 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا عثمان
بن عمر ، عن عبيد الله بن أبي زياد ، عن شهر بن حوشب ، عن أسماء بنت يزيد : أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « من ذب (1) عن عرض أخيه بالمغيبة ، كان حقا
على الله أن يعتقه من النار »
__________
(1) الذب : الدفع والمنع
(1/250)
240 - حدثنا أبو بلال الأشعري ، حدثنا أبو المنقذ القرشي ، عن شيخ ، من أهل البصرة ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من حمى عن عرض أخيه في الدنيا ، بعث الله إليه ملكا - يوم القيامة - يحميه عن النار »
(1/251)
241 - حدثنا الحسن بن عبد العزيز
الجروي ، حدثني علي بن الحسن العسقلاني ، عن عبد الله بن المبارك ، عن ليث بن سعد
، قال : حدثني يحيى بن سليم بن زيد ، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ، سمع
إسماعيل بن بشير مولى بني مغالة يقول : سمعت جابر بن عبد الله ، وأبا طلحة
الأنصاريين رضي الله عنهما يقولان : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما من
امرئ يخذل (1) امرءا مسلما في موطن تنتهك (2) فيه حرمته ، وينتقص فيه من عرضه ،
إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته ، وما من امرئ ينصر امرءا مسلما في موطن
ينتقص فيه من عرضه وتنتهك فيه من حرمته ، إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته »
قال : وحدثنيه عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن عتبة بن شداد
__________
(1) خذل فلانا : تخلى عن عونه ونصرته
(2) تنتهك : تنتقص ويعتدى عليها
(1/252)
242 - حدثني يعقوب بن عبيد ، حدثنا
هشام بن عمار ، حدثنا أبو محبر الحمصي ، عن شيخ ، من أهل البصرة ، عن أنس بن مالك
، رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا وقع في الرجل وأنت
في ملإ ، فكن للرجل ناصرا ، وللقوم زاجرا أو قم عنهم » ثم تلا هذه الآية : ( أيحب
أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه (1) ) «
__________
(1) سورة : الحجرات آية رقم : 12
(1/253)
243 - حدثني إبراهيم بن راشد أبو إسحاق ، حدثنا زيد بن عوف ، عن حماد بن سلمة ، عن شيخ ، من أهل البصرة ، عن العلاء بن أنس ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من اغتيب عنده أخوه المسلم ، فلم ينصره ، وهو يستطيع نصره ، أدركه الله في الدنيا والآخرة »
(1/254)
244 - حدثنا أبو كريب ، حدثنا عبد الله بن محمد ، أخبرنا حبان بن موسى ، عن إسماعيل بن مسلم ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : « من نصر أخاه المسلم بالغيب ، نصره الله في الدنيا والآخرة »
(1/255)
245 - حدثنا خلف بن هشام ، حدثنا أبو
شهاب ، عن الأعمش ، عن أبي وائل : أن عمر رضي الله عنه قال : « ما يمنعكم إذا
رأيتم السفيه (1) يخرق أعراض الناس أن تعربوا عليه ؟ » قالوا : نخاف لسانه ، قال :
« ذلك أدنى أن لا تكونوا شهداء »
__________
(1) السَّفَه : الخفّة والطيشُ، وسَفِه رأيُه إذا كان مَضْطربا لا اسِتقامَةَ له،
والسفيه : الجاهلُ
(1/256)
246 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا
شعبة ، عن يحيى بن الحصين ، قال : سمعت طارقا قال : كان بين سعد وخالد كلام ، فذهب
رجل يقع في خالد عند سعد فقال : « مه (1) ، إن ما بيننا لم يبلغ ديننا »
__________
(1) مه : كلمة زجر بمعنى كف واسكت وانته
(1/257)
247 - حدثني أبي رحمه الله ، عن شيخ ،
من قريش قال : قال مولى لعمرو بن عتبة بن أبي سفيان : رآني عمرو بن عتبة وأنا مع
رجل وهو يقع في آخر ، فقال لي : « ويلك ، - ولم يقلها لي قبلها ، ولا بعدها - نزه
سمعك عن استماع الخنا (1) ، كما تنزه لسانك عن القول به ، فإن المستمع شريك القائل
، وإنما نظر إلى شر ما في وعائه فأفرغه في وعائك ، ولو رددت كلمة السفيه في فيه ،
لسعد بها رادها ، كما شقي بها قائلها »
__________
(1) الخنا : الفحش
(1/258)
248 - حدثنا الحسن بن عيسى ، أخبرنا
عبد الله بن المبارك ، حدثنا يحيى بن أيوب ، عن عبد الله بن سليمان ، أن إسماعيل
بن يحيى المعافري أخبره ، عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني ، عن أبيه ، عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال : « من يحمي مؤمنا من منافق بغيبة ، بعث الله ملكا يحمي لحمه
يوم القيامة من نار جهنم ، ومن قفا مسلما بشيء يريد به شينه (1) ، حبسه الله على
جسر جهنم حتى يخرج مما قال »
__________
(1) الشين : العيب والنقيصة والقبح
(1/259)
249 - حدثنا أبو بكر بن هاشم بن القاسم
، حدثنا سعيد بن عامر ، عن حزم قال : « كان ميمون بن سياه لا يغتاب (1) ، ولا يدع
أحدا عنده يغتاب ، ينهاه ، فإذا انتهى وإلا قام »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(1/260)
250 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد
الله بن المبارك ، حدثنا أبو بكر النهشلي ، عن مرزوق أبي بكر التيمي ، عن أم
الدرداء ، عن أبي الدرداء رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «
من رد عن عرض (1) أخيه ، رد الله عن وجهه النار يوم القيامة »
__________
(1) العرض : كل ما يمدح ويذم في الإنسان سواء كان في نَفْسه أو في سَلَفه، أو مَن
يَلْزمه أمْرُه
(1/261)
باب ذم النميمة
(1/262)
251 - حدثنا خالد بن خداش ، حدثنا مهدي بن ميمون ، عن واصل الأحدب ، عن أبي وائل قال : بلغ حذيفة ، عن رجل ، أنه ينم الحديث ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « لا يدخل الجنة نمام »
(1/263)
252 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا وكيع ،
عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن همام ، عن حذيفة ، رضي الله عنه قال : قال النبي صلى
الله عليه وسلم : « لا يدخل الجنة قتات (1) » قال الأعمش : « والقتات : النمام »
__________
(1) القتات : النمام الذي يتسمّع كلام الناس من حيث لا يعلمون ثم ينقل ما سمع
(1/264)
253 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن
بسام ، حدثني صالح المري ، عن سعيد الجريري ، عن أبي عثمان النهدي ، عن أبي هريرة
رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن أحبكم إلى الله أحسنكم
أخلاقا ، الموطئون أكنافا ، الذين يألفون ويؤلفون ، وإن أبغضكم (1) إلى الله
المشاءون بالنميمة ، المفرقون بين الإخوان ، الملتمسون للبراء (2) العثرات »
__________
(1) البغض : عكس الحب وهو الكُرْهُ والمقت
(2) البرآء : جمع بريء وهو البعيد عن التهم
(1/265)
254 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا بهز بن أسد ، عن شعبة ، عن أبي إسحاق ، قال : سمعت أبا الأحوص ، يحدث ، عن عبد الله رضي الله عنه قال : إن محمدا صلى الله عليه وسلم كان يقول : « ألا أنبئكم بالعضة ؟ هي النميمة ، القالة بين الناس »
(1/266)
255 - حدثنا داود بن عمرو الضبي ،
حدثنا داود العطار ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن شهر بن حوشب ، عن أسماء
بنت يزيد : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ألا أخبركم بشراركم ؟ » قالوا
: بلى . قال : « المشاءون بالنميمة المفسدون بين الأحبة الباغون (1) للبرآء (2)
العنت (3) »
__________
(1) الباغون : جمع باغ وهم المتمنون
(2) البرآء : جمع بريء وهو البعيد عن التهم
(3) العنت : المشقة والفساد والهلاك والإثم والغلط والزنا والحديث يحتمل كلها
(1/267)
256 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا أبو معاوية ، عن عبد الله بن ميمون ، عن موسى بن مسكين ، عن أبي ذر رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من أشاد على مسلم كلمة ليشينه بها بغير حق شانه الله بها في النار يوم القيامة »
(1/268)
257 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا ابن
المبارك ، عن وهيب يعني ابن خالد ، عن موسى بن عقبة ، عن سليمان بن عمرو بن ثابت ،
عن جبير بن نفير الحضرمي ، أنه سمع أبا الدرداء رضي الله عنه يقول : « أيما رجل
أشاع على رجل كلمة وهو منها بريء ليشينه بها في الدنيا كان حقا على الله أن يدنيه
(1) بها يوم القيامة في النار »
__________
(1) الدنو : الاقتراب
(1/269)
258 - حدثني عبد الله بن أبي بدر ،
أخبرنا يزيد بن هارون ، أخبرنا جهير بن يزيد ، عن خداش بن عباس أبو عياش ، عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « من شهد على
مسلم بشهادة ليس لها بأهل فليتبوأ (1) مقعده من النار »
__________
(1) فليتبوأ مقعده من النار : فليتخذ لنفسه منزلا فيها ، وهو أمر بمعنى الخبر أو
بمعنى التهديد أو بمعنى التهكم أو دعاء على فاعل ذلك أي بوَّأهُ اللَّه ذلك
(1/270)
259 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، أخبرنا
جرير ، عن ليث ، عن عبد الملك ، عن أنس رضي الله عنه قال : « من أكل بأخيه المسلم
أكلة أطعمه الله بها أكلة من النار ، ومن لبس بأخيه المسلم ثوبا ألبسه الله به
ثوبا من النار ، ومن قام بأخيه المسلم مقام سمعة أو رياء أقامه الله مقام رياء (1)
وسمعة »
__________
(1) الرياء : إظهار العمل للناس ليروه ويظنوا به خيرا
(1/271)
260 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، أنا ابن لهيعة ، عن عبد الله بن هبيرة ، عن عبد الله بن زرير الغافقي ، عن علي رضي الله عنه قال : « القائل الكلمة الزور والذي يمد بحبلها في الإثم سواء »
(1/272)
261 - حدثنا أحمد بن جميل ، أنا ابن
المبارك ، أنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن شبيل بن عوف رحمه الله ، قال : « كان يقال
: من سمع بفاحشة (1) فأفشاها فهو كالذي أبداها »
__________
(1) الفاحشة : القبيح الشنيع من الأقوال والأفعال
(1/273)
262 - حدثني هارون بن عبد الله ،
أخبرنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي ، عن مسكين أبي فاطمة ، عن شيخ ، من أهل
البصرة ، عن أبي الجوزاء ، قال : قلت لابن عباس رضي الله عنهما : أخبرني من هذا
الذي ندبه الله بالويل . فقال : ( ويل لكل همزة (1) ) ، قال : « هو المشاء
بالنميمة ، المفرق بين الإخوان ، والمغري بين الجميع »
__________
(1) سورة : الهمزة آية رقم : 1
(1/274)
263 - أخبرنا ابن جميل ، أخبرنا ابن
المبارك ، أخبرنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد : ( حمالة الحطب (1) ) قال : « كانت
تمشي بالنميمة »
__________
(1) سورة : المسد آية رقم : 4
(1/275)
264 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا
جرير ، عن منصور ، عن أبي هاشم ، عن أبي العالية ، أو غيره ، قال : حدثت أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال : « أتاني البارحة (1) رجلان ، فاكتنفاني (2) ،
فانطلقا بي حتى مرا بي على رجل في يده كلاب يدخله في في رجل فيشق شدقه (3) ، حتى
يبلغ لحييه ، فيعود فيأخذ فيه ، فقلت : من هذا ؟ قال : هم الذين يسعون بالنميمة »
__________
(1) البارحة : أقرب ليلة مضت
(2) اكتنفه : أحاط به
(3) الشدق : جانب الفم
(1/276)
265 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا زهير بن معاوية ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون قال : « لما تعجل موسى عليه السلام إلى ربه رأى تحت العرش رجلا فغبطه بمكانه ، وقال : إن هذا لكريم على ربه ، فسأل ربه أن يخبره باسمه ؟ فلم يخبره ، فقال : أحدثك من أمره بثلاث : كان لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله ، وكان لا يعق والديه ، ولا يمشي بالنميمة »
(1/277)
266 - حدثنا خلف بن هشام ، حدثنا خالد
، عن بيان ، عن حكيم بن جابر رحمه الله ، قال : « من أشاع فاحشة (1) ، فهو كباديها
»
__________
(1) الفاحشة : القبيح الشنيع من الأقوال والأفعال
(1/278)
267 - حدثني عبد الله بن أبي بدر ، أنا وكيع ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن عبد الرحمن بن يزيد رحمه الله ، قال : « كانت لنا جارية أعجمية ، فحضرتها الوفاة ، فجعلت تقول : هذا فلان يمرغ في الحمأة . فلما ماتت سألنا عن الرجل ، فقالوا : ما كان به بأس ، إلا أنه كان يمشي بالنميمة »
(1/279)
268 - حدثنا إبراهيم أبو إسحاق ، حدثني
زيد بن عوف ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن حميد : « أن رجلا ساوم (1) بعبد ، فقال
مولاه : إني أبرأ (2) إليك من النميمة ، فقال : نعم ، أنت بريء منها ، قال :
فاشتراه ، فجعل يقول لمولاه : إن امرأتك تبغي وتفعل وتفعل ، وإنها تريد أن تقتلك ،
ويقول للمرأة : إن زوجك يريد أن يتزوج عليك ، ويتسرى عليك ، فإن أردت أن أعطفه
عليك فلا يتزوج عليك ، ولا يتسرى ، فخذي الموسى فاحلقي شعرة من حلقه إذا نام ،
وقال للزوج : إنها تريد أن تقتلك إذا نمت ، قال : فذهب فتناوم لها ، وجاءت بموسى
لتحلق شعرة من حلقه ، فأخذ بيدها فقتلها ، فجاء أهلها ، فاستعدوا ، فقتلوه »
__________
(1) المساومة : المجاذبة بين البائع والمشتري وفصل ثمن السلعة
(2) برئ من الشيء : خلص وخلا
(1/280)
269 - حدثنا فضيل بن عبد الوهاب ،
حدثنا أبو عوانة ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن سليمان بن بريدة ، قال : سمعت ابن
عباس رضي الله عنهما يقول في قوله : ( فخانتاهما (1) ) قال : « لم يكن زنا ، ولكن
امرأة نوح كانت تخبر أنه مجنون ، وامرأة لوط تخبر بالضيف إذا نزل » حدثنا فضيل ،
حدثنا بزيغ ، قال : سمعت الضحاك يقول : « كانت خيانتهما النميمة »
__________
(1) سورة : التحريم آية رقم : 10
(1/281)
270 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد
الله بن المبارك ، حدثنا سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن همام رحمه الله ، قال
: كنا عند حذيفة رضي الله عنه ، فذكروا رجلا أنه ينقل الحديث إلى عثمان رضي الله
عنه ، فقال حذيفة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « لا يدخل الجنة
قتات (1) »
__________
(1) القتات : النمام الذي يتسمّع كلام الناس من حيث لا يعلمون ثم ينقل ما سمع
(1/282)
271 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا المبارك بن فضالة ، عن الحسن رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من أكل بأخيه المسلم أكلة في الدنيا أطعمه الله بها أكلة في النار ، ومن لبس بأخيه المسلم ثوبا في الدنيا ألبسه الله يوم القيامة ثوبا من النار ، ومن سمع بأخيه المسلم سمع الله به يوم القيامة »
(1/283)
272 - حدثنا محمد بن إدريس ، حدثنا أصبغ بن الفرج ، أخبرني ابن وهب ، أخبرني عبد الله بن عياش ، عن يزيد بن قوذر ، عن كعب رضي الله عنه قال : « اتقوا النميمة ، فإن صاحبها لا يستريح من عذاب القبر »
(1/284)
باب ذم ذي اللسانين
(1/285)
273 - حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني ، حدثنا شريك ، حدثنا الركين بن الربيع ، عن نعيم بن حنظلة ، عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من كان له وجهان في الدنيا كان له لسانان من نار يوم القيامة »
(1/286)
274 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « تجدون من شر عباد الله يوم القيامة ذا الوجهين ، الذي يأتي هؤلاء بحديث هؤلاء ، وهؤلاء بحديث هؤلاء »
(1/287)
275 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا ابن عيينة ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « تجدون من شر الناس ذا الوجهين ، الذي يأتي هؤلاء بوجه ، وهؤلاء بوجه »
(1/288)
276 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا عبد الرحمن المسعودي ، عن مالك بن أسماء بن خارجة ، قال : كنت مع أبي أسماء إذ جاء رجل إلى أمير من الأمراء ، فأثنى عليه وأطراه ، ثم جاء إلى أبي أسماء فجلس إليه وهو جالس في جانب الدار ، فجرى حديثهما ، فما برح حتى وقع فيه ، فقال أبو أسماء ، سمعت عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول : « إن ذا اللسانين في الدنيا له يوم القيامة لسانان من نار »
(1/289)
277 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا
عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا سلام بن سليم ، عن أبي إسحاق ، عن غريب الهمداني قال :
قلت لابن عمر رضي الله عنهما : إنا إذا دخلنا على الأمراء زكيناهم (1) بما ليس
فيهم ، فإذا خرجنا دعونا عليهم ، قال : « كنا نعد ذلك النفاق »
__________
(1) زكَّى : مدح
(1/290)
278 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا يعلى بن عبيد ، حدثنا الأعمش ، عن إبراهيم ، عن أبي الشعثاء ، قال : قيل لابن عمر رضي الله عنهما : إنا ندخل على أمرائنا فنقول القول ، فإذا خرجنا قلنا غيره . فقال : « كنا نعد ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم النفاق »
(1/291)
279 - حدثنا الحسن بن حماد الضبي ، أخبرنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي ، عن إسماعيل بن مسلم ، عن الحسن ، وقتادة ، عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من كان له لسانان في الدنيا ، جعل له لسانان من نار يوم القيامة »
(1/292)
280 - حدثني الحسن بن عبد العزيز ،
حدثنا يحيى بن حسان ، حدثنا سليمان بن بلال ، عن كثير بن زيد ، عن الوليد بن رباح
، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لا ينبغي (1)
لذي الوجهين أن يكون أمينا عند الله »
__________
(1) ينبغي : يجب ويحق ويتيسر
(1/293)
باب ما نهي عنه العباد أن يسخر بعضهم من بعض
(1/294)
281 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا أبو
أسامة ، قال حاتم بن أبي صغيرة : أخبرني عن سماك بن حرب ، عن أبي صالح ، عن أم
هانئ رضي الله عنها قالت : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله : ( وتأتون في
ناديكم المنكر (1) ) قال : « كانوا يحذفون أهل الطريق ويسخرون منهم ، فهو المنكر الذي
كانوا يأتون »
__________
(1) سورة : العنكبوت آية رقم : 29
(1/295)
282 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا
سفيان بن سعيد ، عن علي بن الأقمر ، عن أبي حذيفة ، عن عائشة رضي الله عنها قالت :
حكيت (1) إنسانا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « ما أحب أني حكيت إنسانا ،
وأن لي كذا وكذا »
__________
(1) حكَيْت فلانًا وحاكَيْتُه : فَعلْتُ مثل فِعْله
(1/296)
283 - حدثني الحسين بن الجنيد ، حدثنا
أبو أسامة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عبد الله بن زمعة رضي الله عنه ، أنه
سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب ، فوعظهم في ضحكهم من الضرطة (1) ، وقال : «
علام يضحك أحدكم مما يفعل ؟ »
__________
(1) الضرطة : خروح الريح من الدبر مع حدوث صوت
(1/297)
284 - حدثني عبد الله بن أبي بدر ، أخبرنا روح بن عبادة ، عن مبارك ، عن الحسن رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن المستهزئين بالناس يفتح لأحدهم باب من الجنة فيقال : هلم . هلم فيجيء بكربه وغمه ، فإذا جاء أغلق دونه ثم يفتح له باب آخر ، فيقال له : هلم هلم . فيجيء بكربه وغمه ، فإذا جاء أغلق دونه . فما يزال كذلك ، حتى إن الرجل ليفتح له الباب ، فيقال له : هلم هلم . فما يأتيه »
(1/298)
285 - حدثني عبد الله بن أبي بدر ،
أخبرنا يزيد بن هارون ، عن جرير بن حازم ، عن الحسن رضي الله عنه قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : « البلاء (1) موكل بالقول »
__________
(1) البلاء : الاخْتِبار بالخير ليتَبَيَّن الشُّكر، وبالشَّر ليظْهر الصَّبْر
(1/299)
286 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا إسرائيل ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، رحمة الله عليه ، قال : « إني لأجد نفسي تحدثني بالشيء ، فما يمنعني أن أتكلم به إلا مخافة أن ابتلي به »
(1/300)
287 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني ، عن ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من عير أخاه بذنب - قال ابن منيع : قال أصحابنا : قد تاب إلى الله منه - لم يمت حتى يعمله
(1/301)
288 - حدثنا خالد بن خداش ، حدثني صالح
المري ، قال : سمعت الحسن ، رحمه الله ، يقول : « كانوا يقولون : من رمى أخاه بذنب
، قد تاب إلى الله منه ، لم يمت حتى يبتليه (1) الله به »
__________
(1) الابتلاء : الاختبار والامتخان بالخير أو الشر
(1/302)
289 - حدثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى
، حدثنا بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في
قوله عز وجل : ( يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها
(1) ) قال : « الصغيرة : التبسم بالاستهزاء بالمؤمن ، والكبيرة : القهقهة بذلك »
__________
(1) سورة : الكهف آية رقم : 49
(1/303)
باب كفارة الاغتياب
(1/304)
290 - حدثني أبو عبيدة عبد الوارث بن
عبد الصمد ، حدثنا أبي ، حدثنا عنبسة بن عبد الرحمن القرشي ، عن خالد بن يزيد ، عن
أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « كفارة (1)
من اغتبت (2) أن تستغفر له »
__________
(1) الكفارة : الماحية للخطأ والذنب
(2) الغيبة : أن تذكر أخاك في غيابه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(1/305)
291 - حدثنا أبو كريب ، حدثنا يحيى بن
زكريا بن أبي زائدة ، حدثنا محمد بن عبد الله الليثي ، عن حميد الأعرج ، عن مجاهد
رضي الله عنه قال : « كفارة (1) أكلك لحم أخيك أن تثني عليه ، وتدعو له بخير »
__________
(1) الكفارة : الماحية للخطأ والذنب
(1/306)
292 - حدثني محمد بن إدريس ، حدثنا أبو
النضر الدمشقي ، حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن أبي شيبة يحيى بن يزيد الرهاوي ، عن
زيد بن أبي أنيسة ، عن عطاء بن أبي رباح ، أنه سئل عن التوبة من الفرية (1) ، قال
: « تمشي إلى صاحبك ، فتقول : كذبت بما قلت لك ، وظلمت وأسأت ، فإن أخذت بحقك ،
وإن شئت عفوت »
__________
(1) الفرية : الكذب
(1/307)
293 - حدثني محمد بن إدريس ، حدثنا داود
بن معاذ ابن أخت مخلد بن حسين ، عن شيخ له ، عن أبي حازم رضي الله عنه قال : « من
اغتاب أخاه فليستغفر له ، فإن ذلك كفارة (1) لذلك »
__________
(1) الكفارة : الماحية للخطأ والذنب
(1/308)
294 - حدثني محمد بن عثمان العقيلي ،
حدثنا ابن عون - صاحب القرب - عن مالك بن دينار رحمه الله قال : « مر عيسى عليه
السلام والحواريون على جيفة (1) كلب ، فقال الحواريون : ما أنتن ريح هذا . فقال
عيسى عليه السلام : ما أشد بياض أسنانه . يعظهم وينهاهم عن الغيبة (2) »
__________
(1) الجِيفَة : جُثة الميت إذا أنْتَن
(2) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(1/309)
295 - حدثني حسين بن عبد الرحمن ، قال
: سمع المهلب بن أبي صفرة ، رجلا يغتاب (1) رجلا ، فقال : « اكفف ، فوالله لا ينقى
فوك من سهكها »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(1/310)
296 - حدثني حسين ، قال : سمع علي بن
حسين ، رجلا يغتاب (1) رجلا ، فقال : « إياك والغيبة ، فإنها إدام (2) كلاب الناس
»
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(2) الإدَام والأدْم : ما يُؤكَلُ مع الخُبْزِ أيّ شيء كان
(1/311)
297 - حدثنا حسين ، قال : سمع قتيبة بن
مسلم ، رجلا يغتاب (1) رجلا ، فقال : « أما والله لقد تلمظت بمضغة ، طالما لفظتها
الكرام »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(1/312)
298 - حدثنا حسين بن عبد الرحمن : أنه
حدث عن بشر بن السري ، قال : قال منصور بن زاذان ، رحمه الله : « إن الرجل من
إخواني يلقاني فأفرح ، إن لم يسؤني في صديقي ويبلغني الغيبة (1) ممن اغتابني ،
وإني لفي جهد من جليسي حتى يفارقني مخافة أن يأثم ويؤثمني »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(1/313)
299 - حدثني أبو الحسن الرقي علي بن عبد الله ، حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، حدثني أبي ، عن الحسن رحمه الله ، أنه كان يقول : « إياكم والغيبة ، والذي نفسي بيده لهي أسرع في الحسنات من النار في الحطب »
(1/314)
باب ما أمر به الناس أن يستعملوا فيه أنفسهم من القول الحسن للناس أجمعين
(1/315)
300 - حدثنا بشار بن موسى الخفاف ، حدثنا يزيد بن المقدام بن شريح ، قال : حدثني أبي المقدام ، عن أبيه ، عن جده هانئ أبو شريح رضي الله عنه قال : قلت للنبي صلى الله عليه وسلم : أخبرني بشيء يوجب الجنة . قال : « عليك بحسن الكلام ، وبذل الطعام »
(1/316)
301 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا سفيان ، سمع محمد بن المنكدر يقول : « يمكنكم من الجنة إطعام الطعام ، وطيب الكلام »
(1/317)
302 - حدثنا شجاع بن الأشرس ، حدثنا ليث بن سعد ، عن خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، أنه بلغه عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال : « إن في الجنة غرفا يرى من في باطنها من في ظاهرها ، ومن في ظاهرها من في باطنها ، هي لمن أطاب الكلام ، وأطعم الطعام ، وصلى بالليل والناس نيام »
(1/318)
303 - حدثني محمد بن قدامة الجوهري ،
حدثنا محمد بن عبيد ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطاء ، وأبي جعفر : في قوله
عز وجل : ( وقولوا للناس حسنا (1) ) قال : « للناس كلهم »
__________
(1) سورة : البقرة آية رقم : 83
(1/319)
304 - حدثنا سويد بن سعيد ، حدثنا عبد الرحيم بن زيد ، عن أبيه ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها أعدها الله لمن أطعم الطعام ، وأطاب الكلام »
(1/320)
305 - حدثني الحسين بن علي بن يزيد ، أخبرنا عبد الله بن مسلمة ، حدثنا مالك بن أنس رضي الله عنه قال : « مر بعيسى ابن مريم عليه السلام خنزير ، فقال : مر بسلام . فقيل : يا روح الله لهذا الخنزير تقول ؟ قال : أكره أن أعود لساني الشر »
(1/321)
306 - حدثني يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا
حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي ، حدثنا حسن بن صالح ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال : « من سلم عليك من خلق الله فاردد عليه ، وإن كان مجوسيا
، ذلك ؛ لأن الله عز وجل يقول : ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها (1)
) »
__________
(1) سورة : النساء آية رقم : 86
(1/322)
307 - حدثنا خلف بن هشام ، حدثنا خالد
، عن عبد الملك ، عن عطاء رضي الله عنه : ( وقولوا للناس حسنا (1) ) قال : « للناس
كلهم المشرك وغيره »
__________
(1) سورة : البقرة آية رقم : 83
(1/323)
308 - حدثنا خلف بن هشام ، حدثنا شريك ، عن أبي سنان ، قال : قلت لسعيد بن جبير رضي الله عنه : المجوسي يوليني من نفسه ، ويسلم علي ، أفأرد عليه ؟ فقال سعيد : سألت ابن عباس رضي الله عنهما عن نحو من ذلك فقال : « لو قال لي فرعون خيرا لرددت عليه »
(1/324)
309 - حدثنا علي بن أبي مريم ، عن أبي عبد الرحمن ابن عائشة قال : « قال بعض الحكماء : الكلام اللين يغسل الضغائن المستكنة في الجوانح »
(1/325)
310 - وحدثني علي ، عن أبي عبد الرحمن
قال : « قال بعض الحكماء : كل كلام لا يوتغ دينك ، ولا يسخط (1) ربك إلا أنك ترضي
به جليسك ، فلا تكن به عليه بخيلا ، فلعله يعوضك منه ثواب المحسنين »
__________
(1) السخط : الغضب أو كراهية الشيء وعدم الرضا به
(1/326)
311 - حدثني محمد بن عباد بن موسى ، حدثنا زيد بن الحباب ، عن محمد بن سواء ، قال : أخبرني همام بن يحيى ، عن هشام بن عروة رضي الله عنهما قال : عطس نصراني طبيب عند أبي ، فقال له : « رحمك الله » . فقيل له : إنه نصراني . فقال : « إن رحمة الله على العالمين »
(1/327)
312 - حدثنا الحسن بن عيسى ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا معمر ، عن همام بن منبه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « الكلمة الطيبة صدقة »
(1/328)
313 - حدثنا محمد بن مسعود ، أخبرنا
الفريابي ، أخبرنا سفيان ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن خيثمة ، عن عدي بن
حاتم رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « اتقوا النار ولو
بشق (1) تمرة ، فإن لم يكن بشق تمرة فكلمة طيبة »
__________
(1) الشق : النصف والمعنى لا تستقلوا من الصدقة شيئا
(1/329)
314 - حدثنا محمد بن عمارة الأسدي ، حدثنا مالك بن إسماعيل ، حدثنا مسلمة بن جعفر ، عن عمرو بن عامر البجلي ، عن وهب بن منبه قال : « ثلاث من كن فيه أصاب البر : سخاوة النفس ، والصبر على الأذى ، وطيب الكلام »
(1/330)
315 - حدثني محمد بن الحسين ، حدثنا مسلم بن إبراهيم ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن حميد الطويل قال : قال ابن عمر رضي الله عنهما : « البر شيء هين : وجه طليق وكلام لين »
(1/331)
باب ذم الفحش والبذاء
(1/332)
316 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرني
المسعودي ، وقيس بن الربيع ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن الحارث ، عن عبد
الله بن مالك ، أو عن عبد الله بن مالك ، عن عبد الله بن الحارث ، عن عبد الله بن
عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إياكم والفحش (1)
، فإن الله لا يحب الفحش ، ولا التفحش (2) »
__________
(1) الفحش : القبح والخروج عن الحد المعقول في القول أو الفعل والعدوان في الجواب
(2) التفحش : تكلُّف القبح وتعمده في القول والفعل
(1/333)
317 - حدثنا أحمد بن جميل ، أنبأنأ عبد
الله بن المبارك ، أنبأنا المسعودي ، قال : أنبأنا عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن
الحارث ، عن أبي كثير الزبيدي ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال : « ألا فاتقوا الله ، وإياكم والفحش (1) ، فإن الله لا يحب الفحش
، ولا التفحش (2) »
__________
(1) الفحش : القبح والخروج عن الحد المعقول في القول أو الفعل والعدوان في الجواب
(2) التفحش : تكلُّف القبح وتعمده في القول والفعل
(1/334)
318 - حدثنا سويد بن سعيد ، حدثنا يحيى
بن زكريا بن أبي زائدة ، عن أبيه ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبد الله الجدلي ، قال :
سألت عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : « كان أحسن
الناس خلقا ، لم يكن فاحشا (1) ، ولا متفحشا (2) ، ولا صخابا (3) في الأسواق ، ولا
يجزي بالسيئة مثلها ، ولكن يعفو ويصفح »
__________
(1) الفاحش : الذي يتكلم بالقبيح
(2) المتفحش : الذي يتكلف القبح ويتعمده في القول والفعل
(3) الصخَّب والسَّخَب : الضَّجَّة، واضطرابُ الأصواتِ للخِصَام
(1/335)
319 - حدثنا سويد بن سعيد ، حدثنا فضيل بن عياض ، عن منصور ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : « ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منتصرا من مظلمة ظلمها قط ، ما لم ينتهك من محارم الله شيء ، فإذا انتهك من محارم الله شيء كان أشدهم في ذلك غضبا . وما خير بين أمرين قط إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما »
(1/336)
321 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرني
القاسم بن الفضل الحداني ، عن محمد بن علي رضي الله عنه قال : نهى رسول الله صلى
الله عليه وسلم أن يسب قتلى بدر من المشركين وقال : « لا تسبوا هؤلاء ، فإنه لا
يخلص إليهم شيء مما تقولون وتؤذون الأحياء ، ألا إن البذاء (1) لؤم »
__________
(1) البذاء : الفحش في القول
(1/337)
322 - حدثنا يحيى بن يوسف الزمي ،
حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن الحسن بن عمرو ، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد ، عن
أبيه ، عن عبد الله رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ليس
المؤمن بالطعان (1) ، ولا اللعان ، ولا الفاحش (2) البذيء (3) »
__________
(1) الطعان : الوقَّاع في أعراض الناس بالذم والغيبة
(2) الفاحش : الذي يتكلم بالقبيح
(3) البذاء : الفحش في القول
(1/338)
323 - حدثنا عصمة بن الفضل ، حدثنا
يحيى بن يحيى ، حدثنا ابن لهيعة ، عن عياش بن عباس ، عن أبي عبد الرحمن ، عن عبد الله
بن عمرو رضي الله عنهما ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « الجنة حرام على كل
فاحش (1) يدخلها »
__________
(1) الفاحش : الذي يتكلم بالقبيح
(1/339)
324 - حدثنا داود بن عمرو الضبي ،
حدثنا إسماعيل بن عياش ، حدثني ثعلبة بن مسلم الخثعمي ، عن أيوب بن بشير العجلي ،
عن شفي بن ماتع : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « أربعة يؤذون أهل النار
على ما بهم من الأذى ، يسعون بين الحميم (1) والجحيم ، يدعون بالويل والثبور (2) ،
ورجل يسيل فوه قيحا ودما فيقال له : ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى ؟
فيقول : إن الأبعد كان ينظر إلى كل كلمة قذعة خبيثة فيستلذها ، كما يستلذ الرفث
(3) »
__________
(1) الحميم : الماء الحار
(2) الثبور : الهلاك والخسران
(3) الرفث : كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من المرأة ، وأصله الكلام الفاحش
(1/340)
325 - حدثنا أحمد بن عيسى ، حدثنا عبد
الله بن وهب ، عن ثابت بن ميمون ، عن سعيد بن أبي سعيد رحمه الله قال : « يقال :
من استلذ من الرفث (1) سال فوه قيحا ودما يوم القيامة »
__________
(1) الرفث : كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من المرأة ، وأصله الكلام الفاحش
(1/341)
326 - حدثنا خلف بن هشام ، حدثنا أبو
الأحوص ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله رضي الله عنه قال : « ألأم
خلق المؤمن الفحش (1) »
__________
(1) الفحش : القبح والخروج عن الحد المعقول في القول أو الفعل والعدوان في الجواب
(1/342)
327 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد
الله بن المبارك ، أخبرنا محمد بن مسلم ، عن إبراهيم بن ميسرة قال : « يقال :
الفاحش (1) المتفحش (2) يوم القيامة في صورة كلب ، أو في جوف كلب »
__________
(1) الفاحش : الذي يتكلم بالقبيح
(2) المتفحش : الذي يتكلف القبح ويتعمده في القول والفعل
(1/343)
328 - حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع
، حدثنا فضيل بن سليمان ، حدثنا عبد الحميد بن جعفر ، عن أبيه ، عن أبي سعيد
الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن الله لا
يحب الفاحش (1) المتفحش (2) »
__________
(1) الفاحش : الذي يتكلم بالقبيح
(2) المتفحش : الذي يتكلف القبح ويتعمده في القول والفعل
(1/344)
329 - حدثنا الحكم بن موسى ، حدثنا
الوليد بن مسلم ، عن طلحة بن عمرو ، عن عطاء رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال لعائشة رضي الله عنها : « يا عائشة ، لو كان الفحش (1) رجلا لكان رجل
سوء »
__________
(1) الفحش : القبح والخروج عن الحد المعقول في القول أو الفعل والعدوان في الجواب
(1/345)
330 - حدثنا أبو كريب ، حدثنا زيد بن
الحباب ، حدثنا المسعودي ، عن عون بن عبد الله رحمه الله ، قال : « ألا إن الفحش
(1) والبذاء (2) من النفاق ، وهن مما يزدن في الدنيا وينقصن في الآخرة ، وما ينقصن
في الآخرة أكثر مما يزدن في الدنيا »
__________
(1) الفحش : القبح والخروج عن الحد المعقول في القول أو الفعل والعدوان في الجواب
(2) البذاء : الفحش في القول
(1/346)
331 - حدثنا الحسن بن الصباح ، حدثنا
محمد بن سابق ، عن إسرائيل ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله رضي
الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ليس المؤمن بطعان (1) ، ولا
بلعان ، ولا الفاحش (2) ، ولا البذي »
__________
(1) الطعان : الوقَّاع في أعراض الناس بالذم والغيبة
(2) الفاحش : الذي يتكلم بالقبيح
(1/347)
332 - حدثني إبراهيم بن سعيد ، حدثنا
عبيد بن أبي قرة ، عن ابن لهيعة ، عن أبي النضر ، عن أبي سلمة ، عن عائشة رضي الله
عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لو كان الفحش (1) رجلا كان رجل
سوء »
__________
(1) الفحش : القبح والخروج عن الحد المعقول في القول أو الفعل والعدوان في الجواب
(1/348)
333 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرني أبو
غسان محمد بن مطرف ، عن حسان بن عطية ، عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : « البذاء (1) والبيان (2) شعبتان من شعب النفاق »
__________
(1) البذاء : الفحش في القول
(2) البيان : إظهار الفصاحة والتعمق في إظهار البلاغة بلا داع
(1/349)
334 - حدثنا الحسن بن داود بن محمد بن
المنكدر ، حدثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه ،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ما كان الفحش (1) في شيء قط إلا شانه »
__________
(1) الفحش : القبح والخروج عن الحد المعقول في القول أو الفعل والعدوان في الجواب
(1/350)
335 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا معلى بن
منصور ، حدثنا يحيى بن زكريا ، حدثني عثمان بن حكيم ، حدثني محمد بن أفلح ، مولى
أبي أيوب ، عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال : أما إني أشهد على رسول الله صلى
الله عليه وسلم أني سمعته يقول : « لا يحب الله الفاحش (1) المتفحش (2) »
__________
(1) الفاحش : الذي يتكلم بالقبيح
(2) المتفحش : الذي يتكلف القبح ويتعمده في القول والفعل
(1/351)
336 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا سفيان
بن عيينة ، عن عمرو ، عن أبي مليكة ، عن يعلى بن ملك ، عن أم الدرداء ، عن أبي
الدرداء رضي الله عنهما يبلغ به قال : « إن الله عز وجل يبغض (1) الفاحش (2)
البذيء (3) »
__________
(1) البغض : عكس الحب وهو الكُرْهُ والمقت
(2) الفاحش : الذي يتكلم بالقبيح
(3) البذاء : الفحش في القول
(1/352)
337 - حدثنا أبو موسى الهروي ، حدثنا
يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، حدثنا عثمان بن حكيم ، عن أفلح ، مولى أبي أيوب ، عن
أسامة بن زيد رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : « إن الله
عز وجل لا يحب الفاحش (1) المتفحش (2) »
__________
(1) الفاحش : الذي يتكلم بالقبيح
(2) المتفحش : الذي يتكلف القبح ويتعمده في القول والفعل
(1/353)
338 - حدثنا داود بن عمرو الضبي ،
حدثنا مروان بن معاوية ، حدثنا أبو بكر الفضل بن مبشر الأنصاري ، قال : سمعت جابر
بن عبد الله رضي الله عنهما يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا يحب
الله الفاحش (1) المتفحش (2) ، الصياح في الأسواق »
__________
(1) الفاحش : الذي يتكلم بالقبيح
(2) المتفحش : الذي يتكلف القبح ويتعمده في القول والفعل
(1/354)
339 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد
الله بن المبارك ، أخبرنا معمر ، قال : قال الأحنف بن قيس رحمه الله : « أو لا
أخبركم بأدوأ الداء ؟ اللسان البذيء (1) ، والخلق الدنيء »
__________
(1) البذاء : الفحش في القول
(1/355)
340 - حدثنا الحسن بن الصباح ، حدثنا
أبو أسامة ، عن زكريا بن سياه ، عن عمران بن رياح ، عن علي بن عمارة الثقفي ، عن
جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم قاعدا وأبي
أمامي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الفحش (1) والتفحش (2) ليسا من
الإسلام في شيء ، وإن أحسن الناس إسلاما أحاسنهم أخلاقا »
__________
(1) الفحش : القبح والخروج عن الحد المعقول في القول أو الفعل والعدوان في الجواب
(2) التفحش : تكلُّف القبح وتعمده في القول والفعل
(1/356)
341 - حدثنا أبو عقيل الأسدي ، حدثنا
أبو أسامة ، عن محمد بن عمرو ، عن عائشة ، رضي الله عنها قالت : جاء رجل يستأذن
على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : « بئس أخو العشيرة » فدخل على النبي صلى الله
عليه وسلم ، فبش به ، قالت عائشة : فقلت له في ذلك ، فقال : « يا عائشة ، إن الله
لا يحب الفحش (1) ولا التفحش (2) »
__________
(1) الفحش : القبح والخروج عن الحد المعقول في القول أو الفعل والعدوان في الجواب
(2) التفحش : تكلُّف القبح وتعمده في القول والفعل
(1/357)
باب ما نهي أن يتكلم به
(1/358)
342 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا شعبة ، عن منصور ، عن عبد الله بن يسار ، عن حذيفة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لا يقولن أحدكم : ما شاء الله وشئت ، ولكن ليقل : ما شاء الله ثم شئت »
(1/359)
343 - حدثنا عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا المحاربي ، عن الأجلح ، عن يزيد بن الأصم ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمه في بعض الأمر ، فقال : ما شاء الله وشئت . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « أجعلتني لله عدلا ؟ قل : ما شاء الله وحده »
(1/360)
344 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا ابن
عيينة ، عن المغيرة ، عن إبراهيم رحمه الله ، قال : خطب رجل عند النبي صلى الله
عليه وسلم فقال : من يطع الله ورسوله فقد رشد ، ومن يعصهما فقد غوى (1) . فقال : «
لا تقل هكذا ، قل : من يطع الله ورسوله فقد رشد ، ومن يعص الله ورسوله فقد غوى »
__________
(1) الغي : الضلال ، والانهماك في الشر
(1/361)
345 - حدثنا عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أبو يحيى التيمي ، حدثنا مغيرة ، قال : كان إبراهيم رحمه الله يكره أن يقول الرجل : « أعوذ بالله وبك . ويرخص أن يقول : أعوذ بالله ثم بك . ويكره أن يقول : لولا الله وفلان . ويرخص أن يقول : لولا الله ثم فلان »
(1/362)
346 - حدثنا هارون بن عبد الله ، حدثنا سيار ، حدثنا جعفر ، حدثنا أبو عمران الجوني قال : « أدركت أربعة من أفضل من أدركت ، فكانوا يكرهون أن يقولوا : اللهم أعتقنا من النار ويقولون : إنما يعتق منها من دخلها ، وكانوا يقولون : نستجير بالله من النار ، ونعوذ بالله من النار »
(1/363)
347 - حدثنا عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا المحاربي ، عن أبي مالك الأشجعي ، عن ربعي ، عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رجل : اللهم اجعلني ممن تصيبه شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم . فقال حذيفة : « إن الله يغني المؤمنين عن شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم ، وتكون شفاعته للمذنبين من المسلمين »
(1/364)
348 - حدثنا عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا عبد الله بن قبيصة ، عن ليث ، عن مجاهد رحمه الله ، أنه كان يكره أن يقول : « اللهم أدخلني في مستقر من رحمتك ، فإن مستقر رحمته نفسه »
(1/365)
349 - حدثنا خلف بن هشام ، حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن محمد : أن رجلا شهد عند شريح فقال : أشهد بشهادة الله . فقال له شريح : « لا تشهد بشهادة الله ، ولكن اشهد بشهادتك ، فإن الله لا يشهد إلا على حق »
(1/366)
350 - حدثنا سعيد بن سليمان ، عن أبي حفص الأبار ، عن الأعمش ، عن حكيم بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما : « أن موسى صلى الله عليه وسلم كان في نفر من بني إسرائيل فقال : اشربوا يا حمير . فأوحى الله إليه : تقول لخلق من خلقي خلقتهم : اشربوا يا حمير »
(1/367)
351 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا محمد بن خازم ، حدثنا الأعمش ، عن إبراهيم رحمه الله ، قال : « إذا قال الرجل لأخيه : يا خنزير . قال الله له يوم القيامة : تراني خلقته خنزيرا ؟ »
(1/368)
352 - حدثنا عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا حفص بن غياث ، عن ليث ، عن مجاهد رحمه الله أنه كره أن تقول للميت : « استأثر الله به »
(1/369)
353 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا ابن عيينة ، عن منصور ، عن إبراهيم رحمه الله ، « أنه كان يكره أن يقال : على قراءة ابن مسعود ، ولكن كما كان ابن مسعود يقرأ »
(1/370)
354 - حدثنا عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا محمد بن فضيل ، عن مغيرة ، عن إبراهيم رحمه الله قال : « كان يكره أن تقول : لعمر الله ، لا بحمد الله »
(1/371)
355 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا هشيم ، عن إسماعيل بن سالم ، عن القاسم بن مخيمرة ، رحمه الله ، قال : « لأن أحلف بالصليب أحب إلي من أن أحلف بحياة رجل »
(1/372)
356 - حدثنا عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا المحاربي ، عن العلاء بن المسيب ، عن أبيه ، عن كعب ، رضي الله عنه قال : « إنكم تشركون في قول الرجل : كلا وأبيك ، كلا والكعبة ، كلا وحياتك ، وأشباه هذا ، احلف بالله صادقا أو كاذبا ، ولا تحلف بغيره »
(1/373)
357 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا ابن أبي خالد ، عن مولى لابن عباس ، عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أحسب هكذا قال : « إن أحدكم ليشرك حتى يشرك بكلبه ، يقول : لولاه لسرقنا الليلة »
(1/374)
358 - حدثنا خالد بن خداش ، حدثنا عبد
الله بن وهب ، أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، أخبرني حميد بن عبد الرحمن : أن أبا
هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من حلف منكم
باللات (1) فليقل : لا إله إلا الله ، ومن قال لصاحبه : تعال أقامرك فليتصدق »
__________
(1) اللات : اسم صنم كان يعبد في الجاهلية
(1/375)
359 - حدثني خالد يعني ابن خداش ، حدثنا عبد الله ، أخبرنا يونس ، عن ابن شهاب ، عن سالم بن عبد الله ، عن أبيه ، قال : سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم » قال عمر : « والله ما حلفت بها مذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عنها »
(1/376)
360 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا تسموا العنب الكرم ، فإنما الكرم الرجل المسلم »
(1/377)
361 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا وهب بن جرير ، حدثنا أبي ، قال : سمعت النعمان يحدث ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة رضي الله عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لا يقولن أحدكم : خبثت نفسي ، ولكن ليقل لقست »
(1/378)
362 - حدثنا هاشم بن الوليد ، حدثنا النضر بن شميل ، عن عوف ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا يقولن أحدكم : عبدي ، ولا أمتي ، وليقل : فتاي وفتاتي ، ولا يقل المملوك : ربي ولا ربتي ، ولكن سيدي وسيدتي ، كلكم عبيد والرب الله »
(1/379)
363 - حدثنا يحيى بن أيوب ، حدثنا إسماعيل بن جعفر ، أخبرنا العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لا يقل أحدكم عبدي ، أمتي كلكم عبيد الله ، وكل نسائكم إماء الله ، ولكن ليقل : غلامي وجاريتي ، وفتاي وفتاتي »
(1/380)
364 - حدثني عبد الرحيم بن موسى الأبلي
، حدثنا معاذ بن هشام ، حدثني أبي ، عن قتادة ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه
رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لا تقولوا للمنافق : سيدنا ،
فإنه إن يك سيدكم فقد أسخطتم (1) ربكم »
__________
(1) أسخط : أغضب
(1/381)
365 - حدثنا عبيد الله بن عمر الجشمي ، حدثنا يحيى بن سعيد ، عن مسعر ، عن سماك الحنفي ، سمع ابن عباس رضي الله عنهما ، « يكره أن يقول الرجل : إني كسلان »
(1/382)
366 - حدثنا أبو مسلم الحراني ، حدثنا مسكين بن بكير ، عن المسعودي ، عن عون بن عبد الله رضي الله عنه قال : « لا تقولوا : أصبحنا وأصبح الملك لله ، ولكن قولوا : أصبحنا والملك لله والحمد »
(1/383)
367 - حدثنا أبو مسلم ، حدثنا مسكين بن بكير ، عن المسعودي ، عن عون بن عبد الله رحمه الله ، قال : « لا يقولن أحدكم : نعم الله بك عينا ، فإن الله لا ينعم بشيء ، ولكن ليقل : أنعم الله بك عينا » . « فإنما أنعم : أقر »
(1/384)
368 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا علي بن الحسن ، حدثنا الحسين بن واقد ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من قال : إني بريء من الإسلام ، فإن كان كاذبا فهو كما قال ، وإن كان صادقا فلن يرجع إلى الإسلام سالما »
(1/385)
369 - حدثنا محمد بن عمرو الباهلي ، حدثنا محمد بن جعفر ، عن شعبة ، قال : سمعت خالدا ، عن غيلان بن جرير ، عن مطرف قال : « لا تقل : إن الله يقول ، ولكن قل : إن الله قال » . قال : « وأحدهم يكذب مرتين إذا سئل : من هذا ؟ قال : لا شيء ، إلا شيء ليس بشيء »
(1/386)
370 - حدثنا يحيى بن أيوب ، حدثنا إسماعيل بن جعفر ، أخبرني العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إذا دعا أحدكم فلا يقل : اللهم إن شئت ، ولكن ليعزم وليعظم الرغبة ، فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه »
(1/387)
باب ذم اللعانين
(1/388)
371 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا إسماعيل
بن إبراهيم ، حدثنا أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي المهلب عن عمران بن حصين رضي
الله عنه قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره ، وامرأة من
الأنصار على ناقة ، فضجرت (1) فلعنتها ، فسمع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
« خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة » قال عمران : « فكأني أراها الآن تمشي في
الناس ما يعرض لها أحد »
__________
(1) الضجر : ضيق النفس والقلق
(1/389)
372 - حدثنا عبد الرحمن بن صالح ،
حدثنا المحاربي ، عن العلاء بن المسيب ، عن الفضيل بن عمرو : أن رجلا لعن شيئا ،
فخرج ابن مسعود رضي الله عنه من البيت فقال : « إذا لعن شيء دارت اللعنة ، فإن
وجدت مساغا (1) قيل لها : اسلكيه ، فإن لم تجد مساغا قيل لها : ارجعي من حيث جئت ،
فخفت أن ترجع وأنا في البيت »
__________
(1) المساغ : المراد طريق يمر فيه
(1/390)
373 - حدثنا عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا المحاربي ، عن بكر بن خنيس رفعه ، قال : « علامة أبدال أمتي أنهم لا يلعنون شيئا أبدا »
(1/391)
374 - حدثنا داود بن عمرو الضبي ، حدثنا محمد بن الحسن الأسدي ، عن أبي عوانة ، عن زياد بن كليب ، عن إبراهيم رحمه الله ، « في الرجل يقول : اللهم العن فلانا ، والعن ليلته ويومه . قال : » تقول : أعصانا لله «
(1/392)
375 - حدثنا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم ، حدثنا عامر بن يساف ، عن يحيى بن أبي كثير قال : دخلت أم الدرداء رضي الله عنها على جيران لها وهم يلعنون ، فقالت : « كيف تكونون صديقين وأنتم لعانون »
(1/393)
376 - حدثنا محمد بن إدريس ، حدثنا
أصبغ ، أخبرني ابن وهب ، أخبرني عبد الله بن عياش ، عن يزيد بن قوذر ، عن كعب رضي
الله عنه قال : « من لعن من غير ذنب ، لم تزل اللعنة تردد بين السماء والأرض حتى
تلزم ترقوة (1) صاحبها »
__________
(1) التَرْقُوَة : عظمة مشرفة بين ثغرة النحر والعاتق وهما ترقوتان
(1/394)
377 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا
يعلى بن عبيد ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن حكيم بن جابر ، قال : كان أبو الدرداء
رضي الله عنه مضطجعا بين أصحابه ، وقد غطى وجهه ، فمر عليه قس سمين فقالوا : اللهم
العنه ما أغلظ رقبته . فقال أبو الدرداء رضي الله عنه : « من ذا الذي لعنتم (1)
آنفا » ، فأخبروه ، فقال : « لا تلعنوا أحدا ، فإنه ما ينبغي للعان أن يكون عند
الله صديقا يوم القيامة »
__________
(1) اللعن : الدعاء على شخص باللعنة وهي الطرد من رحمة الله
(1/395)
378 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا يونس ، عن الزهري ، عن سالم قال : لم أسمع ابن عمر رضي الله عنهما يلعن خادما له قط غير مرة واحدة غضب فيها على بعض خدمه ، فقال : « لعنة الله عليك ، كلمة لم أحب أن أقولها »
(1/396)
379 - حدثنا داود بن عمرو ، حدثنا عباد
بن العوام ، أخبرنا حصين ، قال : سمعت مجاهدا يقول : « قل ما ذكر الشيطان قوم إلا
حضرهم ، فإذا سمع أحدا يلعنه قال : لقد لعنت (1) ملعنا . ولا شيء أقطع لظهره من :
لا إله إلا الله »
__________
(1) اللعن : السب والدعاء
(1/397)
380 - حدثنا الصلت بن مسعود الجحدري ، حدثنا علي بن مجاهد الكابلي ، أخبرنا الجعد ، عن مزيدبن هلال الضبعي ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن استطعت أن لا تلعن شيئا فافعل ، فإن اللعنة إذا خرجت من صاحبها فكان الملعون لها أهلا أصابته ، فإن لم يكن لها أهلا وكان اللاعن لها أهلا رجعت عليه ، فإن لم يكن بعد لها أهلا أصابت يهوديا أو نصرانيا أو مجوسيا ، فإن استطعت أن لا تلعن أبدا شيئا فافعل »
(1/398)
381 - حدثني الحسن بن عبد العزيز
الجروي ، حدثنا يحيى بن حسان ، حدثنا الوليد بن رباح ، قال : سمعت نمران يذكر ، عن
أم الدرداء رضي الله عنها قالت : سمعت أبا الدرداء رضي الله عنه يقول : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : « إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء ،
فتغلق أبواب السماء دونها ، ثم تهبط إلى الأرض ، فتغلق أبوابها دونها ، ثم تأخذ
يمينا وشمالا ، فإذا لم تجد مساغا (1) رجعت إلى الذي لعن ، فإن كان لذلك أهلا ،
وإلا رجعت إلى قائلها »
__________
(1) المساغ : المراد طريق يمر فيه
(1/399)
382 - حدثنا أبو عمرو المقرئ ، حدثنا ابن أبي مريم ، حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير ، حدثني زيد بن أسلم ، عن أم الدرداء رضي الله عنها ، عن أبي الدرداء رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن اللعانين لا يكونون يوم القيامة شهداء ، ولا شفعاء »
(1/400)
383 - حدثنا بندار بن بشار ، حدثنا أبو عامر ، عن كثير بن زيد ، قال : سمعت سالم بن عبد الله بن عمر ، عن أبيه رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا يكون المؤمن لعانا »
(1/401)
384 - حدثني محمد بن إدريس ، حدثنا أبو النضر الدمشقي ، حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن عمرو بن قيس رحمه الله ، قال : « إذا ركب الرجل الدابة قالت : اللهم اجعله بي رفيقا رحيما . فإذا لعنها قالت : على أعصانا لله لعنة الله »
(1/402)
385 - حدثنا محمد بن علي بن شقيق ،
أخبرنا إبراهيم بن الأشعث ، قال : سمعت فضيل بن عياض رحمه الله يقول : « كان يقال
: ما أحد يسب شيئا من الدنيا دابة ولا غيرها فيقول : أخزاك (1) الله ، ولعنك الله
، إلا قالت : أخزى الله أعصانا لله » قال فضيل : « وابن آدم أعصى وأظلم »
__________
(1) الخزي : الذل والعار والهوان والاستحياء من القبيح
(1/403)
386 - حدثنا عمرو الناقد ، حدثنا أبو أحمد الزبيري ، حدثنا كثير بن زيد ، عن سالم بن عبد الله بن عمر ، قال : « ما سمعت ابن عمر رضي الله عنهما لعن إنسانا قط ، إلا إنسانا واحدا »
(1/404)
387 - وقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا ينبغي للمؤمن أن يكون لعانا »
(1/405)
388 - حدثنا إسماعيل بن إسحاق الأزدي ،
حدثنا إسماعيل بن أبي أويس ، حدثنا أبي ، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر ، عن أنس
بن مالك رضي الله عنه قال : كان رجل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعير (1)
فلعن بعيره ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « يا عبد الله ، لا تسر معنا على
بعير ملعون »
__________
(1) البعير : ما صلح للركوب والحمل من الإبل ، وذلك إذا استكمل أربع سنوات ، ويقال
للجمل والناقة
(1/406)
باب ذم المزاح
(1/407)
389 - حدثنا القاسم بن أبي شيبة ،
حدثنا المحاربي ، عن ليث ، عن عبد الملك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا تمار (1) أخاك ، ولا تمازحه »
__________
(1) المراء : الجدال والمناظرة والتنازع
(1/408)
390 - حدثني الحسن بن الصباح ، حدثنا محمد بن كثير ، عن عبد الله بن واقد ، عن موسى بن عقيل : أن الأحنف بن قيس رحمه الله كان يقول : « من كثر كلامه وضحكه ومزاحه قلت هيبته ، ومن أكثر من شيء عرف به »
(1/409)
391 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا سفيان ، عن محمد بن المنكدر قال : « قالت لي أمي : لا تمازح الصبيان فتهون عليهم »
(1/410)
392 - حدثني الحسين بن علي بن يزيد ،
وغيره قالوا : حدثنا جعفر بن عون ، قال : سمعت مسعر بن كدام رحمه الله ، يقول
لابنه : « إني نحلتك (1) يا كدام نصيحتي فاسمع لقول أب عليك شفيق ، أما المزاحة
والمراء فدعهما خلقان لا أرضاهما لصديق ، إني بلوتهما (2) فلم أحمدهما لمجاور جارا
ولا لرفيق ، والجهل يزري بالفتى في قومه وعروقه في الناس أي عروق »
__________
(1) النحلة : العطاء عن طيب نفس بدون عوض
(2) بلوتهما : اختبرتهما وامتحنتهما
(1/411)
393 - حدثنا أحمد بن عبيد التميمي ، حدثنا عبيد الله بن محمد التيمي ، حدثنا دريد بن مجاشع ، عن غالب القطان ، عن مالك بن دينار ، عن الأحنف بن قيس رحمه الله ، قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : « من مزح استخف به »
(1/412)
394 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا
شبابة بن سوار ، حدثنا شعبة ، عن الحكم رحمه الله قال : قال ابن عمر رضي الله
عنهما : « لا يبلغ رجل حقيقة الإيمان حتى يدع المراء (1) ، وهو محق ، والكذب في
المزاح »
__________
(1) المراء : المجادلة على مذهب الشك والريبة
(1/413)
395 - حدثنا أبو كريب ، حدثنا زكريا بن عدي ، عن عبد الله بن المبارك ، عن عبد العزيز بن أبي رواد ، قال : قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : « اتقوا الله ، وإياي والمزاحة ، فإنها تورث الضغينة وتجر القبيحة ، تحدثوا بالقرآن ، وتجالسوا به ، فإن ثقل عليكم فحديث حسن من حديث الرجال »
(1/414)
396 - حدثني أبو صالح المروزي ، حدثنا عبد العزيز بن أبي رزمة ، عن عبد الله بن المبارك ، قال : قال سعيد بن العاص رحمه الله لابنه : « يا بني ، لا تمازح الشريف فيحقد عليك ، ولا تمازح الدنيء فيجترئ عليك »
(1/415)
397 - حدثني علي أبو الحسن ، حدثنا أبو صالح ، حدثني الليث بن سعد : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : « هل تدرون لم سمي المزاح ؟ قالوا : لا . قال : لأنه زاح عن الحق »
(1/416)
398 - حدثنا سعيد بن سليمان ، عن أبي معشر ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قيل : يا رسول الله ، تمزح ؟ قال : « نعم ، ولا أقول إلا حقا »
(1/417)
399 - حدثني الحسين بن عبد الرحمن ، قال : قال خالد بن صفوان رحمه الله : « المزاح سباب النوكى » . قال : « وكان يقال : لكل شيء بذر وبذر العداوة المزاح »
(1/418)
400 - قال : وبلغني عن الحسن بن حيي رحمه الله قال : « المزاح استدراج من الشيطان واختداع من الهوى »
(1/419)
401 - حدثني علي بن يعقوب القيسي ، قال : « سمعت شيخا ينشد اليزيدي هذين البيتين : والوجه تخلقه المزاحة إنها لفظ يضر ومنطق لا يرشد ، فدع المزاحة للسفيه فربما هاجت عجاج عداوة لا تخمد »
(1/420)
402 - حدثني الحسين بن عبد الرحمن ، رحمه الله قال : « كان يقال : المزاح مسلبة للبهاء مقطعة للصداقة »
(1/421)
باب حفظ السر
(1/422)
403 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا ابن أبي ذئب ، أخبرني عبد الرحمن بن عطاء ، عن عبد الملك بن جابر بن عتيك ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إذا حدث الرجل الحديث ثم التفت فهي أمانة »
(1/423)
404 - وحدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا حيوة بن شريح ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الحديث بينكم أمانة »
(1/424)
405 - حدثنا ابن جميل ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا المبارك بن فضالة ، عن الحسن رحمه الله ، قال : « سمعته يقول : إن من الخيانة أن تحدث بسر أخيك »
(1/425)
406 - حدثنا يوسف بن موسى ، حدثنا جرير
، عن حمزة الزيات ، قال : قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : « لا تفش سرك إلا
إليك ، فإن لكل نصيح نصيحا ، فإني رأيت غواة الرجال لا يتركون أديما (1) صحيحا »
__________
(1) الأديم : الجلد المدبوغ
(1/426)
407 - حدثني عبد الله بن أبي بدر ، أخبرنا زيد بن الحباب ، عن موسى بن علي ، عن أبيه قال : قال عمرو بن العاص رضي الله عنه : « ما وضعت سري عند أحد أفشاه علي فلمته ، أنا كنت أضيق به حيث استودعته إياه »
(1/427)
408 - وحدثني أبي ، عن بعض ، أشياخه قال : أسر معاوية رضي الله عنه إلى الوليد بن عتبة حديثا ، فقال لأبيه : يا أبت ، إن أمير المؤمنين أسر إلي حديثا ، وما أراه يطوي عنك ما بسطه إلى غيرك . قال : « فلا تحدثني به ، فإن من كتم سره كان الخيار له ، ومن أفشاه كان الخيار عليه » قال : قلت : يا أبت ، وإن هذا ليدخل بين الرجل وبين أبيه ؟ قال : « لا والله يا بني ، ولكن أحب أن لا تذلل لسانك بأحاديث السر » . فأتيت معاوية رضي الله عنه فحدثته ، فقال : يا وليد ، أعتقك أخي من رق الخطأ
(1/428)
409 - حدثني أبي ، عن رجل من همذان قال : « سمعت أعرابيا يقول لابن عم له : إن سرك من دمك فلا تضعه إلا عند من تثق به »
(1/429)
باب قلة الكلام والتحفظ في المنطق
(1/430)
410 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا يحيى بن
سعيد ، عن المهلب بن أبي حبيبة ، حدثنا الحسن ، عن أبي بكرة رضي الله عنه ، عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لا يقولن أحدكم صمت رمضان كله وقمته » ، قال فما
أدري أكره التزكية (1) أم لا بد من غفلة أو رقدة «
__________
(1) التزكية : المدح على سبيل الإعجاب
(1/431)
411 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا عبد الصمد ، حدثنا همام ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن أبي بكرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لا يقولن أحدكم إني قمت رمضان كله » قال قتادة : « فالله أعلم أخشي التزكية على أمته ، أم لا بد من راقد أو غافل »
(1/432)
412 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا السري بن يحيى ، عن ثابت البناني ، رضي الله عنه قال : قال شداد بن أوس لغلامه : « ائتنا بالسفرة نعبث ببعض ما فيها » . فقال له رجل من أصحابه : ما سمعت منك كلمة منذ صاحبتك ، أرى أن يكون فيها شيء من هذه . قال : « صدقت ، ما تكلمت بكلمة مذ بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إلا أزمها وأخطمها إلا هذه ، وأيم الله لا تذهب مني هكذا » ، فجعل يسبح ويكبر ، ويحمد الله عز وجل
(1/433)
413 - حدثني عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا سعيد بن عبد الله بن الربيع بن خثيم ، عن نسير بن ذعلوق ، عن بكر بن ماعز ، عن الربيع بن خثيم رضي الله عنه قال : « يا بكر بن ماعز ، اخزن عليك لسانك ، إلا مما لك ولا عليك »
(1/434)
414 - حدثنا داود بن عمرو الضبي ، حدثنا محمد بن الحسن الأسدي ، عن مفضل ، عن رجل ، عن إبراهيم التيمي قال : أخبرني من ، صحب الربيع بن خثيم عشرين سنة « فلم يتكلم بكلام لا يصعد »
(1/435)
415 - حدثنا أحمد بن عمران ، حدثنا محمد بن فضيل ، حدثنا أبو حيان التيمي ، عن أبيه قال : « ما سمعت الربيع بن خثيم يذكر شيئا من أمر الدنيا قط »
(1/436)
416 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن هشيم ، عن العوام بن حوشب قال : « ما رأيت إبراهيم التيمي رافعا رأسه إلى السماء في الصلاة ولا في غيرها ، ولا سمعته قط يخوض في شيء من أمر الدنيا »
(1/437)
417 - حدثنا أحمد بن عمران الأخنسي ، حدثنا محمد بن فضيل ، حدثنا أبو حيان التيمي ، عن أبيه قال : « رأيت ابنة الربيع بن خثيم أتته فقالت : يا أبتاه أذهب ألعب ؟ قال : يا بنية ، اذهبي قولي خيرا »
(1/438)
418 - حدثني محمد بن قدامة ، حدثني أبو حفص الدمشقي ، عن صدقة بن عبد ربه قال : « لما كبر آدم جعل بنو بنيه يعبثون به ، فيقول : يا بني ، إني رأيت ما لم تروا ، وسمعت ما لم تسمعوا ، رأيت الجنة ، وسمعت كلام ربي ، وقيل لي حين أخرجني منها : إن أنت حفظت لسانك أعدتك إليها »
(1/439)
419 - حدثني علي بن أبي مريم ، عن أبي إسحاق الطالقاني ، حدثنا الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي ، عن يحيى رحمه الله قال : « أثنى رجل على رجل ، فقال له بعض السلف : وما علمك به ؟ قال : رأيته يتحفظ في منطقه »
(1/440)
420 - وحدثني ابن أبي مريم ، عن مطرف أبي مصعب ، قال : حدثني عبد العزيز الماجشون ، عن أبي عبيد قال : « ما رأيت رجلا قط أشد تحفظا في منطقه من عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه »
(1/441)
421 - حدثني محمد بن عباد بن موسى العكلي ، حدثنا يحيى بن سليم ، عن أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان قال : كنا عند عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ، فقال رجل لرجل : تحت إبطك . فقال عمر رضي الله عنه : « وما على أحدكم أن يتكلم بأجمل ما يقدر عليه » قالوا : وما ذاك ؟ قال : « لو قال : تحت يدك كان أجمل »
(1/442)
422 - حدثني ابن أبي مريم ، عن عثمان
بن زفر ، حدثنا محمد بن عبد العزيز التيمي ، قال : ذكر الحسن ، عن إبراهيم التيمي
رحمه الله قال : « المؤمن إذا أراد أن يتكلم نظر ، فإن كان كلامه له تكلم ، وإن
كان عليه أمسك عنه ، والفاجر (1) إنما لسانه رسلا رسلا »
__________
(1) الفاجر : العاصي غير المكترث بما يفعل
(1/443)
423 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم العبدي ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن أبي الأشهب ، عن الحسن رضي الله عنه قال : « كانوا يقولون : لسان الحكيم من وراء قلبه ، فإذا أراد أن يقول رجع إلى قلبه ، فإن كان له قال ، وإن كان عليه أمسك ، وإن الجاهل قلبه على طرف لسانه لا يرجع إلى قلبه ، ما جرى على لسانه تكلم به »
(1/444)
424 - وحدثني علي بن الحسن ، عن مطرف أبي مصعب ، قال : سمعت عبد العزيز بن الماجشون ، قال : قال أبو حازم لبعض أولئك الأمراء : « والله لولا تبعة لساني لأشفيت منكم اليوم صدري »
(1/445)
425 - وحدثني علي بن الحسن ، عن زكريا بن عدي ، حدثنا الصلت بن بسطام ، حدثني رجل ، من تيم الله ، وكان قد جالس الشعبي وإبراهيم قال : « ما رأيت أحدا أملك للسانه من طلحة بن مصرف »
(1/446)
426 - وحدثني علي ، عن حجاج بن نصير ، حدثنا جسر أبو جعفر قال : سمعت ميمون بن سياه يقول : « ما تكلمت بكلمة منذ عشرين سنة لم أتدبرها قبل أن أتكلم بها إلا ندمت عليها إلا ما كان من ذكر الله »
(1/447)
427 - حدثني محمد بن إدريس ، حدثنا أبو
النضر الدمشقي ، حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن أبي سلمة الصنعاني ، عن كعب قال : «
قلة المنطق حكم عظيم فعليكم بالصمت فإنه رعة حسنة ، وقلة وزر (1) ، وخفة من الذنوب
»
__________
(1) الوِزْر : الحِمْل والثِّقْل، وأكثر ما يُطْلَق في الحديث على الذَّنْب
والإثم. يقال : وَزَرَ يَزِرُ ٌ، إذا حَمل ما يُثْقِل ظَهْرَه من الأشياء
المُثْقَلة ومن الذنوب.
(1/448)
428 - حدثنا محمد بن عمرو أبو بكر
الباهلي ، حدثنا محمد بن أبي عدي ، عن محمد بن إسحاق ، عن سليمان بن سحيم ، عن أمه
ابنة أبي الحكم الغفارية رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : « إن الرجل ليدنو (1) من الجنة حتى ما يكون بينه وبينها ، إلا قيد رمح
فيتكلم بالكلمة فيتباعد منها أبعد من صنعاء »
__________
(1) الدنو : الاقتراب
(1/449)
429 - حدثني علي بن أبي مريم ، عن زكريا بن عدي ، عن الصلت بن بسطام التيمي قال : قال لي أبي : « الزم عبد الملك بن أبجر فتعلم من توقيه في الكلام ، فما أعلم بالكوفة أشد تحفظا للسانه منه »
(1/450)
430 - حدثني ابن أبي مريم ، عن زكريا بن عدي ، قال : سمعت أبا خالد الأحمر قال : « لم يكن في أترابه أطول صمتا منه ، يعني مسعرا »
(1/451)
431 - حدثني ابن أبي مريم ، عن خالد بن يزيد ، حدثني مرزوق الموصلي ، قال : قال لي خليد بن دعلج : « دع من الكلام ما لك منه بد ، فعسى إن فعلت ذلك تسلم ، ولا أراك »
(1/452)
432 - حدثني ابن أبي مريم ، عن يحيى بن أبي بكير ، عن عمارة بن زاذان الصيدلاني ، قال : سمعت زيادا النميري يقول : قال أنس بن مالك رضي الله عنه لرجل ، وبعثه في حاجة : « إياك وكل أمر تريد أن تعتذر منه ، وإذا أردت أن تتكلم بكلام فانظر فيه قبل أن تتكلم به ، فإن كان لك فتكلم به ، وإن كان عليك فالصمت عنه خير لك »
(1/453)
433 - حدثني علي بن أبي مريم ، عن عبيد الله بن محمد قال : قال لنا صالح المري : « اتقوا الله ودعوا من الكلام ما يوتغ دينكم »
(1/454)
434 - حدثني علي ، عن الحميدي ، عن سفيان قال : « كان يقال : طول الصمت مفتاح العبادة »
(1/455)
435 - حدثنا محمد بن الحسين ، حدثني
يحيى بن بسطام قال : قلت لجار لضيغم : سمعت أبا مالك ، يذكر من الشعر شيئا ؟ قال :
ما سمعته يذكر إلا بيتا واحدا . قلت : ما هو ؟ قال : « قد يخزن الورع (1) التقي
لسانه حذر الكلام وإنه لمفوه »
__________
(1) الورع : في الأصْل : الكَفُّ عن المَحارِم والتَّحَرُّج مِنْه، ثم اسْتُعِير
للكفّ عن المُباح والحلال .
(1/456)
436 - حدثني محمد بن ناصح ، حدثنا بقية بن الوليد ، عن أرطاة بن المنذر قال : « تعلم رجل الصمت أربعين سنة بحصاة يضعها في فيه ، لا ينزعها إلا عند طعام أو شراب أو نوم »
(1/457)
437 - حدثني عبد الصمد بن يزيد ، قال : سمعت فضيل بن عياض ، رحمه الله يقول : « كان بعض أصحابنا يحفظ كلامه من الجمعة إلى الجمعة »
(1/458)
438 - حدثنا المثنى بن معاذ ، حدثنا
المعتمر بن سليمان ، قال : سمعت إسحاق بن سويد قال : سمعت العلاء بن زياد يحدث ،
أن عمر رضي الله عنه ، كان في مسير فتغنى فقال : « هلا زجرتموني إذ لغوت (1) »
__________
(1) اللغو : الكلام الذي لا أصل له من الباطل
(1/459)
439 - حدثنا أبو عبد الرحمن محمد بن
عمران بن أبي ليلى ، حدثنا عيسى بن يونس ، عن الأوزاعي ، عن حسان بن عطية قال :
كان شداد بن أوس في سفر ، فنزل منزلا ، فقال لغلامه : « ائتنا بالسفرة نفيت بها »
. فأنكرت عليه ، فقال : « ما تكلمت بكلمة منذ أسلمت إلا وأنا أخطمها (1) وأزمها
إلا كلمتي هذه ، فلا تحفظوها علي »
__________
(1) خطم : شد زمام البعير في أنفه ليسهل قياده والمراد أنه يمسك بزمام لسانه
وكلامه
(1/460)
440 - حدثنا الحسن بن الصباح ، حدثنا إسحاق بن منصور السلولي ، عن عبد السلام يعني ابن حرب ، عن سعيد الجريري ، عن مطرف بن الشخير ، قال : قال ابن عباس رضي الله عنهما للسانه : « ويحك قل خيرا تغنم ، وإلا فاعلم أنك ستندم ، قال : فقيل له : أتقول هذا ؟ قال : بلغني أن الإنسان ليس هو يوم القيامة أشد منه على لسانه إلا أن يكون قال خيرا فغنم أو سكت فسلم »
(1/461)
441 - حدثني أبو صالح المروزي ، قال : سمعت سعيد بن عامر يقول : عرض على عمرو بن عبيد طيلسان ، فقال : « ما ثوب بأجود منه . فعيب به خمسين سنة ، كانوا يقولون : إن عمرا لا يحفظ لسانه »
(1/462)
باب الصدق وفضله
(1/463)
442 - حدثني علي بن الجعد ، أخبرنا شعبة ، عن يزيد بن خمير قال : سمعت سليم بن عامر يحدث ، عن أوسط بن إسماعيل بن أوسط ، سمع أبا بكر الصديق رضي الله عنه ، بعدما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنة فقال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم عام أول مقامي هذا ، ثم بكى أبو بكر ثم قال : « عليكم بالصدق فإنه مع البر وهما في الجنة ، وإياكم والكذب فإنه مع الفجور وهما في النار »
(1/464)
443 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا جرير ، عن منصور ، عن أبي وائل ، عن عبد الله رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب صديقا »
(1/465)
444 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا شعبة ، أخبرني عمرو بن مرة ، قال : سمعت مرة الهمداني ، قال : كان عبد الله رضي الله عنه يقول : « عليكم بالصدق فإنه يهدي إلى الجنة ، وما يزال الرجل يصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، ويثبت البر في قلبه ، فلا يكون للفجور موضع إبرة يستقر فيها »
(1/466)
445 - حدثنا يحيى بن أيوب ، حدثنا إسماعيل بن جعفر ، أخبرني عمرو بن أبي عمر ، عن المطلب ، عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة : اصدقوا إذا حدثتم ، وأوفوا إذا وعدتم ، وأدوا إذا ائتمنتم ، واحفظوا فروجكم ، وغضوا أبصاركم ، وكفوا أيديكم »
(1/467)
446 - حدثنا هارون بن عمرو القرشي ، حدثنا يحيى بن حسان ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا الحارث بن يزيد ، عن عبد الرحمن بن حجيرة ، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ثلاث إذا كن فيك لم يضرك ما فاتك من الدنيا : صدق حديث ، وحفظ أمانة ، وعفة في طعمة »
(1/468)
447 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا
مروان بن معاوية ، عن مجمع بن يحيى الأنصاري ، عن منصور بن المعتمر رضي الله عنه
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « تحروا (1) الصدق وإن رأيتم أن فيه
الهلكة ، فإن فيه النجاة »
__________
(1) تحرى : قصد الأمر وعمد إليه وطلبه وتوخاه بإمعان
(1/469)
448 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا
روح بن عبادة ، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ، حدثنا منصور بن أذين ،
عن مكحول ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «
لا يؤمن العبد الإيمان كله حتى يؤثر الصدق ، وحتى يترك الكذب في المزاحة ، والمراء
(1) وإن كان صادقا »
__________
(1) المراء : المجادلة على مذهب الشك والريبة
(1/470)
449 - حدثنا الهيثم بن خارجة ، حدثنا الهيثم بن عمران ، قال : سمعت إسماعيل بن عبيد الله المخزومي ، قال : « أمرني عبد الملك بن مروان أن أعلم بنيه الصدق كما أعلمهم القرآن »
(1/471)
450 - حدثنا عبد العزيز بن بحر ، حدثنا أبو عقيل ، عن محمد بن نعيم ، مولى عمر بن الخطاب ، عن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ، عن جده علي رضي الله عنه قال : « زين الحديث الصدق »
(1/472)
451 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا أبو داود ، عن شعبة ، أخبرني عمارة بن أبي حفصة ، سمع أبا مجلز يقول : « قال رجل لقومه : عليكم بالصدق فإنه نجاة »
(1/473)
452 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا ابن علية ، عن الليث ، عن أبي حصين : أن رجلا أتى ابن مسعود رضي الله عنه فقال : علمني كلمات نوافع جوامع . فقال : « تعبد الله ولا تشرك به شيئا ، وتزول مع القرآن أين ما زال ، ومن جاءك بالصدق من صغير أو كبير ، وإن كان بعيدا بغيضا فاقبله منه ، ومن أتاك يكذب من صغير أو كبير ، وإن كان حبيبا قريبا فاردده عليه »
(1/474)
453 - حدثنا عمر بن بكير النحوي ، أخبرنا أبو عبد الرحمن الطائي ، أخبرنا أبو بردة بن عبد الله بن أبي بردة ، قال : كان يقال : إن ربعي بن حراش رضي الله عنه لم يكذب كذبا قط ، فأقبل ابناه من خراسان قد تأجلا ، فجاء العريف إلى الحجاج فقال : أيها الأمير ، إن الناس يزعمون أن ربعي بن حراش لم يكذب قط ، وقد قدم ابناه من خراسان وهما عاصيان ، فقال الحجاج : علي به . فلما جاء قال : أيها الشيخ . قال : « ما تشاء ؟ » قال : ما فعل ابناك ؟ قال : « المستعان الله خلفتهما في البيت » ، قال : لا جرم ، والله لا أسوؤك فيهما ، هما لك
(1/475)
باب الوفاء بالوعد
(1/476)
454 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا محمد بن أبي عدي ، عن يونس ، عن الحسن رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « العدة عطية »
(1/477)
455 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا إبراهيم أبو إسحاق الطالقاني ، حدثنا عبد الله بن المبارك ، عن ابن لهيعة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الوأي - يعني الوعد - مثل الدين أو أفضل »
(1/478)
456 - حدثني سليمان بن منصور أبو شيخ
الخزاعي ، عن يحيى بن سعيد الأموي ، قال : أنشدني ابن خربوذ للفضل بن عباس بن عتبة
بن أبي لهب : « إنا أناس من سجيتنا صدق الحديث ووأينا حتم ، لبسوا الحياء ، فإن
نظرت حسبتهم سقموا ولم يمسسهم سقم ، شر الإخاء إخاء مزدرد مزج الإخاء إخاؤه ، وهم
، زعم ابن عمي أن حلمي (1) ضرني ما ضر قبلي أهله الحلم »
__________
(1) الحلم : الأناة وضبط النفس
(1/479)
457 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثني محمد بن كثير ، عن الأوزاعي ، عن هارون بن رئاب ، قال : لما حضرت عبد الله بن عمرو الوفاة رضي الله عنه قال : « إنه كان خطب إلي ابنتي رجل من قريش ، وقد كان مني إليه شبيه بالوعد ، فوالله لا ألقى الله بثلث النفاق ، اشهدوا أني قد زوجتها إياه »
(1/480)
458 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا
محمد بن سنان العوقي ، حدثنا إبراهيم بن طهمان ، عن بديل بن ميسرة ، عن عبد الكريم
بن عبد الله بن شقيق ، عن أبيه ، عن عبد الله بن أبي الحمساء رضي الله عنه قال :
بايعت النبي صلى الله عليه وسلم ببيع قبل أن يبعث ، فبقيت له بقية ، فوعدته أن
آتيه بها في مكانه ذلك ، فنسيت يومي والغد فأتيته في اليوم الثالث وهو في مكانه
فقال : « يا فتى لقد شققت (1) علي ، أنا ها هنا منذ ثلاث أنتظرك »
__________
(1) شق عليه : صعَّب عليه
(1/481)
459 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا مسلم بن إبراهيم ، حدثنا كعب بن فروخ الرقاشي ، حدثنا يزيد الرقاشي رحمه الله : « أن إسماعيل نبي الله عليه السلام وعد رجلا ميعادا ، فجلس له إسماعيل عليه السلام اثنين وعشرين يوما مكانه لا يبرح لميعاده ، ولهى الآخر عن ذلك حتى جاء بعد ذلك »
(1/482)
460 - وحدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث ، حدثنا عبد ربه القصاب قال : واعدت محمد بن سيرين رحمه الله أن اشتري له أضاحي ، فنسيت وعده بشغل ، ثم ذكرت بعد ، فأتيته قريبا من نصف النهار ، وإذا محمد ينتظرني ، فسلمت عليه ، ورفع رأسه فقال : « أما إنه قد يقبل أهون ذنب منك » فقلت : شغلت ، وعنفني أصحابي في المجيء إليك ، وقالوا : قد ذهب ولم يقعد إلى الساعة . فقال : « لو لم تجئ حتى تغرب الشمس ما قمت من مقعدي هذا إلا للصلاة أو حاجة لا بد منها »
(1/483)
461 - حدثنا أحمد ، حدثنا محمد بن الصباح البزاز ، حدثنا إسماعيل بن زكريا ، عن الحسن بن عبيد الله ، قال : قلت لإبراهيم : الرجل يواعد الرجل الميعاد ولا يجيء . قال : « لينتظره ما بينه وبين أن يدخل وقت الصلاة التي تجيء »
(1/484)
462 - وحدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا مبشر بن إسماعيل الحلبي ، حدثني فرات بن سلمان قال : « كان يقال : إذا سئلت فلا تعد ، وقل : اسمع ما تقول ، فإن يقدر شيء يكن »
(1/485)
463 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا أبو داود الطيالسي ، عن شعبة رحمه الله قال : ما واعدت أيوب موعدا قط إلا قال لي حين يريد أن يفارقني : « ليس بيني وبينك موعد » فإذا جئت وجدته قد سبقني
(1/486)
464 - حدثنا أحمد ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا أبو عوانة قال : كان رقبة ، رحمه الله يعدنا في الحديث ثم يقول : « ليس بيني وبينكم موعد نأثم من تركه ، فيسبقنا إليه »
(1/487)
465 - حدثنا أحمد ، حدثنا أبو معاوية ، حدثنا حجاج ، عن أبي إسحاق قال : كان أصحاب عبد الله رضي الله عنه يقولون : إذا وعد فقال : « إن شاء الله » فلم يخلف
(1/488)
466 - حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، حدثنا هشيم ، عن العوام بن حوشب ، عن رجل منهم يقال له لهب بن خندق قال : قال عوف بن النعمان في الجاهلية الجهلاء : « لأن أموت قائما عطشا أحب إلي من أن أكون مخلافا لموعد »
(1/489)
باب ذم الكذب
(1/490)
467 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا شعبة ، عن يزيد بن خمير ، قال : سمعت سليم بن عامر يحدث ، عن أوسط بن إسماعيل بن أوسط ، سمع أبا بكر الصديق رضي الله عنه ، بعدما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنة قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم عام أول مقامي هذا ، ثم بكى أبو بكر ، ثم قال : « إياكم والكذب ، فإنه مع الفجور وهما في النار »
(1/491)
468 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا جرير ، عن منصور ، عن أبي وائل ، عن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا »
(1/492)
469 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا شعبة ، أخبرني عمر بن مرة قال : سمعت مرة الهمداني ، قال : كان عبد الله رضي الله عنه يقول : « إياكم والكذب فإنه يهدي إلى النار ، وما يزال الرجل يكذب حتى يكتب عند الله كذابا ، ويثبت الفجور في قلبه فلا يكون للبر موضع إبرة يستقر فيها »
(1/493)
470 - حدثنا أبو حفص الصيرفي ، حدثنا أبو داود ، حدثنا شعبة ، أخبرني منصور قال : سمعت أبا وائل ، عن عبد الله رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان »
(1/494)
471 - حدثنا أبو حفص ، حدثنا يحيى بن محمد بن قيس ، حدثنا العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان »
(1/495)
472 - حدثنا زهير بن حرب ، حدثنا وكيع
، حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن مرة ، عن مسروق ، عن عبد الله بن عمرو
رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أربع من كن فيه كان
منافقا خالصا ، وإن كانت فيه خصلة (1) منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها :
إذا وعد أخلف ، وإذا حدث كذب ، وإذا خاصم فجر ، وإذا عاهد غدر »
__________
(1) الخصلة : خلق في الإنسان يكون فضيلة أو رزيلة
(1/496)
473 - حدثنا داود بن رشيد ، حدثنا علي
بن هاشم ، قال : سمعت الأعمش ذكره ، عن أبي إسحاق ، عن مصعب بن سعد ، عن أبيه رضي
الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « على كل خلة (1) يطبع أو يطوى
عليها المؤمن إلا الخيانة والكذب »
__________
(1) الخلة : السمة والخصلة والصفة
(1/497)
474 - حدثنا سوار بن عبد الله ، حدثنا الضحاك بن مخلد ، عن أبي عجلان ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة : الشيخ الزاني ، والإمام الكذاب ، والعائل المزهو »
(1/498)
475 - حدثنا إسماعيل بن خالد الضرير ، حدثنا يعلى بن الأشدق ، حدثنا عبد الله بن جراد قال : قال أبو الدرداء رضي الله عنه : يا رسول الله ، هل يكذب المؤمن ؟ قال : « لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر من حدث فكذب »
(1/499)
476 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا سفيان ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، وبيان ، سمعا قيس بن أبي حازم ، سمع أبا بكر الصديق رضي الله عنه يقول : « أيها الناس ، إياكم والكذب ، فإنه مجانب الإيمان »
(1/500)
477 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا نصر بن طريف الباهلي ، حدثنا إبراهيم بن ميسرة ، عن عبيد بن سعد ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : « ما كان من خلق أشد عند أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الكذب ، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلع على الرجل من أصحابه على الكذب ، فما ينحل من صدره حتى يعلم أنه قد أحدث لله منها توبة »
(2/1)
478 - حدثني أبو محمد عبد الله بن أيوب المخرمي ، حدثنا عبد الرحيم بن هارون أبو هشام الغساني ، عن عبد العزيز بن أبي رواد ، عن نافع ، عن ابن عمر رضي الله عنهما رفعه قال : « إن العبد ليكذب الكذبة فيتباعد الملك منه ميلا أو ميلين ، مما جاء به »
(2/2)
479 - حدثني عبد العزيز بن بحر ، أخبرنا أبو عقيل ، عن محمد بن نعيم ، مولى عمر بن الخطاب ، عن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ، عن جده علي رضي الله عنه قال : « أعظم الخطايا عند الله : اللسان الكذوب ، وشر الندامة ندامة يوم القيامة »
(2/3)
480 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا سفيان ، حدثني عبد الرحمن بن عابس ، حدثني ناس ، من أصحاب عبد الله رضي الله عنه ، أنه كان يقول في خطبته : « شر الروايا روايا الكذب ، وأعظم الخطايا اللسان الكذوب »
(2/4)
481 - حدثني يحيى بن أيوب ، حدثنا إسماعيل بن جعفر ، أخبرني سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان »
(2/5)
482 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا إسحاق الأزرق ، عن عوف ، عن الحسن رضي الله عنه قال : « يعد من النفاق : اختلاف القول والعمل ، واختلاف السر والعلانية ، والمدخل والمخرج ، وأصل النفاق ، والذي بني عليه النفاق : الكذب »
(2/6)
483 - حدثني الحسين بن السكن بن أبي السكن ، حدثنا المعلى بن أسد ، حدثنا الحسن بن ميمون الحضرمي قال : سمعت إياس بن معاوية ، رحمه الله يقول : « إن الكذب عندي : من يكذب فيما لا يضره ولا ينفعه ، فأما رجل كذب كذبة ليرد عن نفسه بها بلية ، أو يجر إلى نفسه بها معروفا فليس عندي بكذب »
(2/7)
484 - حدثني محمد بن إدريس ، حدثنا
محمد بن خالد النيلي ، حدثنا الوليد بن مسلم ، عن مالك بن أنس ، رضي الله عنه قال
: قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه : « ما كذبت كذبة منذ شددت علي إزاري (1) »
__________
(1) الإزار : ثوب يحيط بالنصف الأسفل من البدن
(2/8)
485 - حدثني محمد بن إدريس ، حدثنا محمود بن خالد ، حدثنا أبي ، حدثني عيسى بن المسيب ، عن عدي بن ثابت قال : قال عمر رضي الله عنه : « أحبكم إلينا ما لم نركم : أحسنكم اسما ، فإذا رأيناكم فأحبكم إلينا أحسنكم خلقا ، فإذا اختبرناكم فأحبكم إلينا أصدقكم حديثا وأعظمكم أمانة »
(2/9)
486 - حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق المروزي ، أخبرنا إبراهيم بن الأشعث ، حدثنا الفضيل ، عن ليث بن أبي سليم ، عن عبد الرحمن بن ثروان أبي قيس ، عن هزيل بن شرحبيل ، رحمه الله قال : « قال موسى عليه السلام : رب أي عبادك خير عملا ؟ قال : من لا يكذب لسانه ، ولا يفجر قلبه ، ولا يزني فرجه »
(2/10)
487 - حدثني الحسين بن علي بن يزيد ، حدثنا أبو مروان البزاز قال : جاءنا سالم يطلب ثوبا سباعيا ، فنشرت عليه ثوبا سباعيا ، فذرعه ، فإذا هو أقل من سباعي فقال : « أليس قلت سباعي ؟ قلت : كذلك نسميها . قال : » كذلك يكون الكذب «
(2/11)
488 - حدثنا أبو حذيفة الفزاري ، حدثنا عبد الرحمن بن مسعود الزجاج الموصلي ، عن معمر ، عن موسى بن شيبة ، رحمه الله : « أن النبي صلى الله عليه وسلم رد شهادة رجل في كذبة »
(2/12)
489 - حدثني محمد بن إدريس ، حدثني عبد العزيز بن عبد الله العامري ، حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن ابن أخي ابن شهاب ، عن ابن شهاب ، عن سالم بن عبد الله ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول في خطبته : ليس فيما دون الصدق من الحديث خير ، من يكذب يفجر ، ومن يفجر يهلك
(2/13)
490 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا الأوزاعي ، حدثني حسان بن عطية : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : « لا تجد المؤمن كذابا »
(2/14)
491 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد
الله ، أخبرنا سفيان ، وشعبة ، عن سلمة بن كهيل ، عن مصعب بن سعد ، عن سعد رضي
الله عنه قال : « كل الخلال (1) يطبع عليها المؤمن إلا الخيانة والكذب »
__________
(1) الخلة : السمة والخصلة والصفة
(2/15)
492 - وحدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا
عبد الله ، أخبرنا سفيان ، عن منصور ، عن مالك بن الحارث ، عن عبد الرحمن بن يزيد
، عن أبي مسعود رضي الله عنه قال : « كل الخلال (1) يطوى عليها المؤمن إلا الخيانة
والكذب »
__________
(1) الخلة : السمة والخصلة والصفة
(2/16)
493 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا المسعودي ، عن رجل ، من بني أسد قال : قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : « إن المبارز لله تعالى بالمعصية كمن حلف باسمه كاذبا ، وإن الكذبة لتفطر الصائم »
(2/17)
494 - حدثنا أحمد ، حدثنا يعلى بن عبيد ، عن الأعمش ، عن إبراهيم رحمه الله قال : كانوا يقولون : « إن الكذب ليفطر الصائم »
(2/18)
495 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا مبشر الحلبي ، حدثني جعفر بن برقان ، حدثني أبو عبد الله الجرشي ، حدثنا رجل ، من حرس معاوية قال : « بعث طاغية الروم إلى معاوية يعرض عليه الجزية ، فقال له الرومي : يا معاوية ، لا تماكرني ، فإنك لا تجد مكرا إلا ومعه كذب »
(2/19)
496 - حدثنا محمد بن عمرو بن العباس الباهلي ، حدثنا سفيان قال : قال مطرف بن طريف : « ما أحب أني كذبت وأن لي الدنيا وما فيها » قال سفيان : « تفسيره : ما أحب أني ذهبت أتعرض لغضب الله ثم لا أدري يتوب علي أو لا يتوب »
(2/20)
497 - حدثني عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا أبو بكر بن عياش قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : « لا خير فيما دون الصدق من الحديث ، من يكذب يفجر ، ومن يفجر يهلك ، قد أفلح من حفظ من ثلاث : الطمع ، والهوى ، والغضب »
(2/21)
498 - حدثنا محمد بن عمرو الباهلي ، حدثنا أبو زكير يحيى بن محمد بن قيس ، حدثنا ابن عجلان ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا ينظر الله يوم القيامة إلى ثلاثة : الإمام الكذاب ، ولا إلى الشيخ الزاني ، ولا إلى العائل المزهو »
(2/22)
499 - حدثني محمد بن عمرة ، حدثنا مرحوم بن عبد العزيز قال : سمعت مالك بن دينار رحمه الله يقول : « قرأت في بعض الكتب : ما من خطيب يخطب إلا عرضت خطبته على عمله ، فإن كان صادقا صدق ، وإن كان كذابا قرضت شفتاه بمقراضين من نار ، كلما قرضتا نبتتا »
(2/23)
500 - حدثنا داود بن عمرو الضبي ،
حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن شهر بن حوشب
، عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس
فقال : « أيها الناس ، ما يحملكم أن تتابعوا بالكذب كما تتابع الفراش في النار ،
كل الكذب يكتب على ابن آدم إلا ثلاث خصال (1) : رجل كذب امرأته ليرضيها ، ورجل كذب
امرأين ليصلح بينهما ، ورجل كذب في خديعة الحرب »
__________
(1) الخصال : جمع خصلة وهي خلق في الإنسان يكون فضيلة أو رزيلة
(2/24)
501 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا يونس ، عن الزهري ، أخبرنا حميد بن عبد الرحمن بن عوف : أن أمه وهي أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ، أخبرته ، أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس ، فيقول خيرا وينمي خيرا » قال ابن شهاب : « فلم أسمع يرخص فيما يقول الناس كذب إلا في ثلاث : الحرب والإصلاح بين الناس ، وحديث الرجل امرأته ، وحديث المرأة زوجها »
(2/25)
502 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا يحيى بن إسحاق السيلحيني ، حدثنا الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن سعد بن سنان ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا حدثتم فلا تكذبوا ، وإذا اؤتمنتم فلا تخونوا »
(2/26)
503 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا عباد
بن العوام ، أخبرنا داود بن أبي هند ، عن شهر بن حوشب رضي الله عنه قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : « كل كذب مكتوب كذب لا محالة إلا الكذب في ثلاث : الكذب
في الحرب خدعة (1) ، وكذب الرجل فيما بين الرجلين ليصلح بينهما ، وكذب الرجل
امرأته » قال داود : « يمنيها »
__________
(1) الخدعة : المكر والحيلة
(2/27)
504 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا ابن علية ، عن سوار بن عبد الله قال : نبئت أن ميمون بن مهران قال : وعنده رجل من قرى أهل الشام : « إن الكذب في بعض المواطن خير من الصدق » ، فقال الشامي : لا ، الصدق في كل موطن خير . قال : « أرأيت لو رأيت رجلا يسعى وآخر يتبعه بالسيف ، فدخل دارا فانتهى إليك ، فقال : رأيت الرجل ؟ ما كنت قائلا ؟ » قال : كنت أقول : لا . قال : « فهو ذلك »
(2/28)
505 - حدثنا أحمد بن جميل المروزي ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا سفيان ، عن أبي حيان ، عن أبي الزنباع ، عن أبي الدهقان قال : صحب الأحنف بن قيس رحمه الله رجل ، فقال : ألا تميل فنحملك ونفعل ؟ قال : « لعلك من العراضين ؟ » قال : وما العراضون ؟ قال : « الذين يحبون أن يحمدوا ولا يفعلوا » . قال : يا أبا بحر ، ما عرضت عليك ، حتى . قال : « يا ابن أخي إذا عرض لك الحق فاقصد له ، واله عما سوى ذلك »
(2/29)
506 - حدثنا أبو كريب ، حدثنا خالد بن حيان ، حدثنا عيسى بن كثير الأسدي الرقي قال : مشيت مع ميمون بن مهران حتى أتى باب داره ومعه ابنه عمرو ، فلما أردت أن أنصرف قال له عمرو : يا أبت ألا تعرض عليه العشاء ؟ قال : « ليس ذلك من نيتي »
(2/30)
507 - حدثنا فضيل بن عبد الوهاب ، حدثنا خالد بن عبد الله ، عن ابن عون قال : اعتذر رجل عند إبراهيم ، فقال : « قد عذرناك غير معتذر ، إن الاعتذار يخالطه الكذب »
(2/31)
508 - حدثني أسد بن عمار التميمي ، حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا بكر الأعتق ، عن خالد بن رخيم ، عن مطرف ، قال : « المعاذر مفاجر »
(2/32)
509 - حدثني عيسى بن عبد الله التميمي ، أخبرنا يحيى بن بكير المصري ، قال : سمعت الليث بن سعد قال : كانت ترمص عينا سعيد بن المسيب حتى يبلغ الرمص خارج عينيه - وصف يحيى بيده إلى المحاجر - فيقال له : لو مسحت هذا الرمص ، فيقول : « فأين قولي للطبيب وهو يقول لي : لا تمس عينك . فأقول : لا أفعل »
(2/33)
510 - حدثنا بندار محمد بن بشار ، حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد ، حدثنا قرة بن خالد ، عن الحسن ، قال : ، قال سمرة بن جندب ، وكان داهية : « لأن أقول : لا ، أحب إلي من أن أقول : نعم ، ثم لا أفعل »
(2/34)
511 - حدثني حمزة بن العباس ، حدثنا
عبدان بن عثمان ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا حماد بن سلمة ، عن علي بن
زيد قال : سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: « رأيت ليلة أسري (1) بي رجالا تقرض (2) شفاههم بمقارض من نار فقلت : من هؤلاء
يا جبريل ؟ قال : خطباء من أمتك ، الذين يأمرون الناس بالبر ، وينسون أنفسهم وهم
يتلون الكتاب أفلا يعقلون »
__________
(1) الإسراء : السير ليلا
(2) قرض : قطع
(2/35)
512 - حدثني هارون بن عبد الله ، حدثنا سيار ، حدثنا جعفر ، قال : حدثنا مالك بن دينار ، عن الحسن ، رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما من عبد يخطب خطبة إلا الله سائله عنها يوم القيامة : ما أردت بها ؟ » قال : فكان مالك إذا حدثني بهذا بكى ، ثم يقول : « أتحسبون أن عيني تقر بكلامي عليكم ، وأنا أعلم أن الله سائلي عنه يوم القيامة ما أردت به ؟ أنت الشهيد على قلبي ، لو أعلم أنه أحب إليك لم أقرأ على اثنين أبدا »
(2/36)
513 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا
أبو عبيدة الحداد ، عن سعيد بن يزيد ، قال : سمعت الشعبي ، يتمثل (1) : « أنت
الفتى كل الفتى إن كنت تصدق ما تقول ، لا خير في كذب الجواد وحبذا صدق البخيل »
__________
(1) يتمثل : يستحضر كلاما ليستشهد به من شعر وغيره
(2/37)
514 - حدثني أسد بن عمار التميمي ، حدثنا سعيد بن عون البصري ، حدثنا جعفر قال : سمعت مالك بن دينار رحمه الله يقول : « الصدق والكذب يعتركان في القلب حتى يخرج أحدهما صاحبه »
(2/38)
515 - حدثني محمد بن إدريس الحنظلي ، حدثنا أصبغ بن الفرج ، أخبرني عبد الله بن وهب ، عن مسلمة بن علي قال : قال يزيد بن ميسرة : « الكذب يسقي باب كل شر كما يسقي الماء أصول الشجر »
(2/39)
516 - حدثني سعيد بن سليمان ، عن مبارك بن فضالة ، عن الحسن رضي الله عنه قال : « الكذب جماع النفاق »
(2/40)
517 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا
شبابة بن سوار ، حدثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد رحمه الله في قوله : (
ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن (1) ) قال : « رجلان خرجا على ملإ
قعود ، فقالا : والله لئن رزقنا الله من فضله لنصدقن ، فلما رزقهم بخلوا به »
__________
(1) سورة : التوبة آية رقم : 75
(2/41)
518 - حدثنا أحمد بن إبرهيم ، حدثنا
وكيع ، حدثنا الأعمش ، عن عمارة بن عمير ، عن عبد الرحمن بن يزيد قال : قال عبد
الله رضي الله عنه : « اعتبروا المنافق بثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ،
وإذا عاهد غدر » ، ثم قرأ : ( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله (1) ) الآية
__________
(1) سورة : التوبة آية رقم : 75
(2/42)
519 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا
عباس بن الوليد ، حدثنا يزيد بن زريع ، عن سعيد ، عن قتادة رضي الله عنه ، في قوله
عز وجل : ( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين (1)
) قال : « ذكر لنا أن رجلا من الأنصار أتى على مجلس للأنصار فقال : لئن آتاه الله
مالا ليؤتين كل ذي حق حقه ، فآتاه الله مالا ، فصنع فيه ما يسمعون » : ( فلما
آتاهم من فضله بخلوا به (2) ) إلى قوله ( وبما كانوا يكذبون (3) )
__________
(1) سورة : التوبة آية رقم : 75
(2) سورة : التوبة آية رقم : 76
(3) سورة : التوبة آية رقم : 77
(2/43)
520 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا
بهز بن أسد ، حدثنا شعبة ، حدثنا أبو إسحاق ، قال : سمعت أبا الأحوص يحدث ، أن عبد
الله رضي الله عنه ، كان يقول : إن محمدا صلى الله عليه وسلم كان يقول : « ألا
أنبئكم بالعضة ، وهي النميمة القالة بين الناس ، وإن شر الروايا روايا الكذب ، وإن
الكذب لا يصلح منه جد ولا هزل ، ولا يعد أحدكم صبيا ولا ينجز (1) له »
__________
(1) أنْجَز : يقال أنجز وَعْدَه، إذا أحْضَرَه وأتمه
(2/44)
521 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا أبو النضر ، حدثنا الليث بن سعد ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « من قال لصبيه ها أعطيك ، فلم يعطه شيئا كتبت كذبة »
(2/45)
522 - حدثنا أحمد ، حدثنا عثمان بن عمر ، حدثنا يونس بن يزيد الأيلي ، عن أبي شداد ، عن مجاهد ، أخبرتنا أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت : كنت صاحبة عائشة رضي الله عنها التي هيأتها وأدخلتها على النبي صلى الله عليه وسلم ومعي نسوة قالت : فوالله ما وجدنا عنده قراء إلا قدحا من لبن فشرب ، ثم ناوله عائشة ، قالت : فاستحيت الجارية ، قالت : فقلت : لا تردي يد رسول الله صلى الله عليه وسلم خذي منه ، قالت : فأخذته على حياء فشربت منه ، ثم قال : « ناولي صواحبك » فقلن : لا نشتهيه ، فقال : « لا تجمعن جوعا وكذبا » قالت : فقلت : يا رسول الله ، إن قالت إحدانا لشيء تشتهيه : لا أشتهيه ، أيعد ذلك كذبا ؟ قال : « وإن الكذب ليكتب كذبا ، حتى الكذيبة كذيبة »
(2/46)
523 - حدثنا أحمد بن عمران الأخنسي ، حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن عاصم ، عن شقيق بن سلمة قال : قال أخي عبد الرحمن بن سلمة : « ما كذبت منذ أسلمت ، إلا أن الرجل ليدعوني إلى طعامه فأقول : ما أشتهيه ، فعسى أن يكتب »
(2/47)
524 - حدثنا داود بن عمرو الضبي ، حدثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية ، حدثنا سلامة بن منيح ، قال : قال الأحنف بن قيس : « ما كذبت منذ أسلمت ، إلا مرة واحدة ، فإن عمر سألني عن ثوب بكم أخذته ، فأسقطت ثلثي الثمن »
(2/48)
525 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ، حدثنا ابن المبارك ، عن الأوزاعي ، حدثنا حسان بن عطية قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : « لا تجد المؤمن كذابا »
(2/49)
526 - حدثنا الهيثم بن خارجة ، حدثنا الهيثم بن عمران ، قال : سمعت إسماعيل بن عبيد الله المخزومي يقول : أمرني عبد الملك بن مروان أن : « أجنب بنيه الكذب ، وإن كان فيه - يعني القتل - »
(2/50)
527 - حدثنا محمد بن أبي عمر المكي ، وسفيان بن وكيع ، قالا : حدثنا ابن عيينة ، عن رجل ، وقال سفيان : عن الماجشون قال : كلم عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه الوليد في شيء ، فقال له : كذبت . فقال له عمر : « ما كذبت منذ علمت أن الكذب يشين صاحبه »
(2/51)
528 - حدثنا أحمد بن إبراهيم العبدي ، حدثنا محمد بن عبيد ، حدثني داود العطار قال : أقفل قتيبة بن مسلم بكر بن ماعز من خراسان ، فصحبه رجل فقال له : يا بكر كذبت قط ؟ فسكت عنه ثم قال : يا بكر ، كذبت قط ؟ فسكت عنه . ثم قال : يا بكر كذبت قط ؟ فسكت عنه حتى انتهى إلى حمام عمر أو حمام أعين ، فقال : يا بكر كذبت قط ؟ فقال : « إنك قد أكثرت علي ، وإني لم أكذب قط إلا كذبة واحدة ، فإن قتيبة أخذنا بالسلاح ، فاستعرت رمحا ، فلما مررت به قال : يا بكر ، هذا السلاح لك ؟ قلت : نعم ، وكان الرمح ليس لي »
(2/52)
529 - حدثنا محمد بن أبي عمر المكي ، حدثنا سفيان ، قال : حدثني رجل ، قال : حدثت سليمان بن علي ، بحديث فقال لي : « كذبت » . قال : فقلت : ما يسرني أني كذبت وأن لي ملء بهوك هذا ذهبا . قال : فانكسر عني
(2/53)
530 - حدثني أحمد بن إبراهيم ، حدثنا
يحيى بن معين ، عن يعقوب بن إبراهيم ، عن أبيه ، قال : سمعت يونس بن عبيد يقول : «
كل خلة (1) يرجى تركها يوما ما ، إلا صاحب الكذب »
__________
(1) الخلة : السمة والخصلة والصفة
(2/54)
531 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا
محمد بن عبد الله الأسدي ، حدثنا قيس بن سليم العنبري ، عن جواب التيمي قال : جاءت
أخت الربيع بن خثيم عائدة إلى بني له ، فانكبت (1) عليه ، فقالت : كيف أنت يا بني
؟ فجلس ربيع ، فقال : « أرضعتيه ؟ » قالت : لا . قال : « ما عليك لو قلت : يا ابن
أخي ، فصدقت »
__________
(1) انكب على الشيء : أقبل عليه ولزمه وشغل به
(2/55)
532 - حدثنا عبد الرحمن بن يونس ، حدثنا يحيى بن يمان ، أخبرنا سفيان بن سعيد ، عن أبيه ، عن محارب بن دثار : « أن امرأة قالت لشتير بن شكل : يا بني . قال : » كذبت لم تلديني «
(2/56)
533 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا محمد بن عبد الله ، حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، قال : ذكرت لإبراهيم رحمه الله حديث أبي الضحى ، عن مسروق أنه رخص في الكذب في إصلاح بين الناس ، فقال : « ما كانوا يرخصون في الكذب في جد ولا هزل »
(2/57)
534 - حدثنا أحمد ، حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا ابن عون ، عن محمد ، أنه ذكر عنده : أنه يصلح الكذب في الحرب ، فأنكر ذلك وقال : « ما أعلم الكذب إلا حراما » . قال ابن عون : فغزوت ، فخطبنا معاوية بن هشام فقال : اللهم انصرنا على عمورية ، وهو يريد غيرها ، فلما قدمت ذكرت ذلك لمحمد فقال : « أما هذا فلا بأس به »
(2/58)
535 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا شعبة ، وقيس ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن ميمون بن أبي شبيب ، عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من حدث بحديث وهو يرى أنه كذب ، فهو أحد الكاذبين »
(2/59)
536 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا شعبة ، عن الحكم ، قال : سمعت ابن أبي ليلى يحدث ، عن سمرة بن جندب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من روى عني حديثا وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين »
(2/60)
537 - حدثنا عبد الله بن عمر بن محمد
القرشي ، وعبد الرحمن بن صالح العتكي ، قالا : حدثنا حسين الجعفي ، عن الحسن بن
الحر ، عن ميمون بن أبي شبيب قال : « قعدت أكتب كتابا ، فمررت بحرف إن أنا كتبته
زينت الكتاب ، وكنت قد كذبت ، فعزمت على تركه ، فناداني مناد من جانب البيت » : (
يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله
الظالمين (1) ) قال : « وتهيأت للجمعة - في زمن الحجاج - فجعلت أقول : أذهب ؟
فناداني مناد من جانب البيت » : ( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم
الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله (2) ) قال : « فذهبت »
__________
(1) سورة : إبراهيم آية رقم : 27
(2) سورة : الجمعة آية رقم : 9
(2/61)
538 - حدثنا المثنى بن معاذ ، حدثنا
سلم بن قتيبة ، عن المسعودي ، عن عون بن عبد الله قال : كساني أبي حلة (1) فخرجت
فيها فقال لي أصحابي : كساك هذه الأمير ؟ فأحببت أن يروا أن الأمير كسانيها ، فقلت
: جزى الله الأمير خيرا ، كسا الله الأمير من كسوة الجنة ، فذكرت ذلك لأبي فقال :
« يا بني لا تكذب ولا تشبه بالكذب »
__________
(1) الحُلَّة : ثوبَان من جنس واحد
(2/62)
539 - حدثني أبو صالح المروزي ، عن محمد بن مزاحم ، قال : قالت أم سهل بن علي له يوما : « يا بني ، رد نصف هذا الباب ، فجاء بخيط فجعل يقدر »
(2/63)
540 - حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن يونس ، عن الحسن قال : « قال لقمان عليه السلام لابنه : إياك والكذب ؛ فإنه شهي كلحم العصفور ، عما قليل يقلاه صاحبه »
(2/64)
541 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدثنا جرير ، عن بيان بن بشر ، عن الشعبي قال : « ما أدري أيهما أبعد غورا في النار الكذب أو البخل ؟ »
(2/65)
542 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا علي بن عاصم ، أخبرنا بيان بن بشر ، عن الشعبي قال : « من كذب فهو منافق »
(2/66)
543 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا حسين بن محمد ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله رضي الله عنه أنه ، قال : « ألا إن شر الروايا روايا الكذب ، ألا وإن الكذب لا يصلح منه جد ولا هزل ، ولا أن يعد الرجل ولده شيئا ولا ينجزه . ألا وإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار . ألا وإن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وإنه يقال للصادق : صدق وبر ، ويقال للكاذب : كذب وفجر »
(2/67)
544 - ألا وإن محمدا حدثنا : « إن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، ويكذب حتى يكتب عند الله كذابا »
(2/68)
545 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا يزيد
بن هارون ، أخبرنا المسعودي ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله رضي
الله عنه قال : « والذي نفسي بيده ما أحل الله الكذب في جد ولا في هزل قط ، ولا أن
يعد الرجل صبيه ثم لا ينجزه له ، اقرءوا إن شئتم : ( اتقوا الله وكونوا مع
الصادقين (1) ) »
__________
(1) سورة : التوبة آية رقم : 119
(2/69)
546 - حدثنا ابن منيع ، حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن مجاهد ، عن أبي معمر قال : قال عبد الله رضي الله عنه : « لا يصلح الكذب في هزل ولا جد ، ولا أن يعد أحدكم صبيه شيئا ، ثم لا ينجزه له »
(2/70)
547 - حدثني علي بن أبي مريم ، عن الحميدي قال : قال الأعمش : « لقد أدركت قوما لو لم يتركوا الكذب إلا حياء لتركوه »
(2/71)
548 - حدثنا هارون بن سفيان ، حدثنا عبد الله بن صالح العجلي ، قال : سمعت ابن السماك يقول : « ما أراني أوجر على تركي الكذب ، لأني إنما أدعه أنفة »
(2/72)
549 - حدثني العباس بن جعفر ، حدثنا ابن أبي رزمة ، عن أبيه ، قال : سمعت ابن المبارك يقول : « أول عقوبة الكاذب من كذبه أن يرد عليه صدقه »
(2/73)
550 - وحدثني العباس ، حدثني حسين بن حسن ، حدثنا إسحاق بن منصور ، قال : سمعت أبا بكر بن عياش رحمه الله يقول : « إذا كذبني الرجل كذبة لم أقبل منه بعدها »
(2/74)
551 - حدثني أبو صالح المروزي ، قال : سمعت رافع بن أشرس قال : قلت لخالد بن صبيح : أرأيت من يكذب الكذبة هل يسمى فاسقا ؟ قال : « نعم »
(2/75)
552 - وحدثني عن عبد الرحمن بن يزيد ،
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : « كل الخلال (1) يطوى عليها المؤمن إلا الخيانة
والكذب »
__________
(1) الخلة : السمة والخصلة والصفة
(2/76)
553 - وحدثني أبو صالح قال : سمعت رافع بن أشرس قال : « كان يقال : إن من عقوبة الكذاب أن لا يقبل صدقه . قال : وأنا أقول : ومن عقوبة الفاسق المبتدع أن لا تذكر محاسنه »
(2/77)
554 - حدثني العباس العنبري ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي الضحى ، عن مسروق رحمه الله قال : « ليس شيء أعظم عند الله من الكذب »
(2/78)
555 - حدثنا أبو عبد الرحمن القرشي ، حدثنا إبراهيم بن عيسى قال : « قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني ، من ساء خلقه عذب نفسه ، ومن كذب ذهب جماله »
(2/79)
556 - حدثنا عبد الرحمن بن واقد ،
حدثنا ضمرة ، حدثنا علي بن أبي حملة ، قال : قال عبد الله بن أبي زكريا الدمشقي :
« عالجت الصمت عما لا يعنيني عشرين سنة قل أن أقدر منه على ما أريد » . قال : وكان
لا يدع يغتاب (1) في مجلسه أحد ، يقول : « إن ذكرتم الله أعناكم ، وإن ذكرتم الناس
تركناكم »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(2/80)
557 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، عن أبي حصين ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت »
(2/81)
558 - حدثني الحسين بن السكن بن أبي السكن القرشي ، حدثنا المعلى بن أسد العمي ، حدثنا سيار بن الحكم ، قال ثابت البناني : حدثنا عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يا أبا ذر ، ألا أدلك على خصلتين ، هما أخف على الظهر ، وأثقل في الميزان من غيرهما ؟ » قال : بلى يا رسول الله . قال : « عليك بحسن الخلق وطول الصمت ، فوالذي نفس محمد بيده ما عمل الخلائق بمثلهما »
(2/82)
559 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، وأبو بكر ، قالا : حدثنا أبو الأحوص ، عن أبي حصين ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت »
(2/83)
560 - حدثنا علي بن الجعد ، ومحمد بن يزيد الآدمي ، قالا : حدثنا أبو معاوية ، حدثنا العوام بن جويرية ، عن الحسن ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : « أربع لا يصبن إلا بعجب : الصمت وهو أول العبادة ، والتواضع ، وذكر الله ، وقلة الشيء »
(2/84)
561 - حدثنا هارون بن معروف ، حدثنا عبد الله بن وهب ، حدثنا عبد الله بن المسيب ، عن الضحاك بن شرحبيل ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أنه كان يقول : « من لم ير أن كلامه من عمله ، وأن خلقه من دينه هلك وهو لا يشعر »
(2/85)
562 - حدثنا محمد بن مسعود ، أخبرنا عبد الرزاق ، قال : سمعت وهيب بن الورد رحمه الله يقول : « من عد كلامه من عمله قل كلامه »
(2/86)
563 - حدثني سريج بن يونس ، حدثنا علي بن ثابت ، عن أبي الأشهب ، عن الحسن رضي الله عنه قال : « ما عقل دينه من لم يحفظ لسانه »
(2/87)
564 - حدثني محمد بن إدريس ، حدثنا أصبغ ، أخبرني ابن وهب ، حدثنا بكر بن مضر ، عن عبد الرحمن بن شريح قال : « لو أن عبدا اختار لنفسه ما اختار أفضل من الصمت »
(2/88)
565 - حدثني محمد بن إدريس ، حدثنا أصبغ ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني عياض بن عبد الله الفهري قال : « إن الرجل ليطغى في كلامه كما يطغى في ماله »
(2/89)
566 - حدثني محمد بن إدريس ، حدثنا أصبغ ، حدثنا ابن وهب ، حدثني سحبل بن محمد الأسلمي قال : سمعت محمد بن عجلان يقول : « إنما الكلام أربعة : أن تذكر الله ، وأن تقرأ القرآن ، وتسأل عن علم فتخبر به ، أو تكلم فيما يعنيك من أمر دنياك »
(2/90)
567 - حدثني أبو حاتم ، حدثنا ابن عفير ، حدثنا يحيى بن أيوب ، عن محمد بن موسى بن علي ، عن أبيه قال : « قال ربيط بني إسرائيل : زين المرأة الحياء ، وزين الحكيم الصمت »
(2/91)
568 - حدثني أبو حاتم الرازي ، حدثنا أصبغ ، حدثنا ابن وهب ، أخبرني ابن عبد الحميد بن سالم المهري ، عن عبد الله بن حبيب رحمه الله : « أن داود النبي عليه السلام قال : رب كلام قد ندمت عليه ولم أندم على صمت قط »
(2/92)
569 - حدثني محمد بن إدريس ، حدثنا هشام بن خالد ، حدثنا أبو خليد عتبة بن حماد ، عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير رحمه الله قال : « خصلتان إذا رأيتهما في الرجل ، فاعلم أن ما وراءهما خير منهما ، إذا كان حابسا للسانه ، يحافظ على صلاته »
(2/93)