السبت، 25 يونيو 2022

باب حفظ اللسان وفضل الصمت وباب عليكم بالصدق ؛ فإنه مع البر

 

باب حفظ اللسان وفضل الصمت

(1/2)


1 - أخبرنا سيدنا الشيخ الإمام الأوحد القدوة جمال الدين عمدة الحفاظ رحلة الوقت ، بركة المسلمين ، شرف الدين أبو محمد ، وأحمد عبد المؤمن بن خلف بن أبي الحسن الدمياطي رحمه الله تعالى قراءة مني عليه وهو يسمع وينظر في أصله في العاشرة من رمضان ، سنة اثنتين وسبعمائة بالقاهرة المعزية ، قال أخبرنا الشيخ الصالح المعمر أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير البغدادي الحنبلي ، قراءة عليه وأنا أسمع ، قيل له : أخبرتكم الشيخة الكاتبة فخر النساء شهدة بنت أبي نصر أحمد بن أبي الفرج الإبري قراءة عليها وأنت تسمع ، وأجاز لك الأشياخ الحافظ بن الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي السلامي ، وأبو الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد الشهرزوري ، وأبو الفتح محمد بن علي بن هبة الله بن عبد السلام ، وأبو محمد المبارك بن المبارك بن علي بن نصر السراج المعروف بابن التعاويذي ، والرئيس أبو منصور مسعود بن عبد الواحد بن محمد بن الحصين النعالي ، قراءة عليه ونحن نسمع ، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن صالح بن محمد بن عثمان النعالي ، أخبرنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن علي بن المندر ، أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان البرذعي قال : حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي رحمه الله تعالى ، قال الشيخ شرف الدين عبد المؤمن الدمياطي حرسه الله ، قال : وقرأت على أبي القاسم يحيى بن أبي السعود نصر بن أبي القاسم بن أبي الحسن القمصي التميمي البغدادي بجامع الأزهر بالقاهرة ، قلت له : أخبرتك أم عتب تجنى بنت عبد الله الوهانية ، قرئ عليها وأنت تسمع ، قالت : أخبرنا عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي بسنده المتقدم ، قال المصنف رحمه الله : حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد الله القرشي قال : حدثني أبي ، وعبيد الله بن عمر الجشمي ، قالا : حدثنا هشيم ، عن يعلى بن عطاء ، عن عبد الله بن سفيان ، عن أبيه قال : قلت : يا رسول الله ، أخبرني عن الإسلام بأمر لا أسأل عنه أحدا بعدك ، قال : « قل : آمنت بالله ثم استقم » ، قلت : فما أتقي ؟ فأومأ (1) بيده إلى لسانه
__________
(1) الإيماء : الإشارة بأعضاء الجسد كالرأس واليد والعين ونحوه

(1/3)


2 - حدثنا عبد الله ، ثنا داود بن عمرو الضبي ، وسعدويه ، عن عبد الله بن المبارك ، عن يحيى بن أيوب ، عن عبيد الله بن زحر ، عن علي بن يزيد ، عن القاسم ، عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال عقبة بن عامر رضي الله عنه : قلت : يا رسول الله ، ما النجاة ؟ قال : « أملك عليك لسانك ، وليسعك بيتك ، وابك على خطيئتك »

(1/4)


3 - حدثنا عاصم بن عمر بن علي ، حدثني أبي ، عن أبي حازم المدني ، عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من يتوكل لي بما بين لحييه ورجليه أتوكل له بالجنة »

(1/5)


4 - حدثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس ، حدثنا عبد الله بن إدريس ، أخبرني أبي وعمي ، عن جدي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ قال : « تقوى الله ، وحسن الخلق » ، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار ، قال : « الأجوفان : الفم والفرج »

(1/6)


5 - حدثنا يونس بن عبد الرحيم العسقلاني ، حدثنا عمرو بن أبي سلمة ، عن صدقة بن عبد الله ، عن عبد الله بن علي ، عن سليمان بن حبيب ، حدثني أسود بن أصرم المحاربي رضي الله عنه قال : قلت : أوصني يا رسول الله ، قال : « أتملك يدك ؟ » قال : قلت : فما أملك إذا لم أملك يدي ؟ قال : « أتملك لسانك ؟ » قال : فما أملك إذا لم أملك لساني ؟ قال : « فلا تبسط يدك إلا إلى خير ، ولا تقل بلسانك إلا معروفا »

(1/7)


6 - حدثنا أبو خيثمة ، وإسحاق بن إسماعيل ، قالا : حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن الحكم بن عتيبة ، وحبيب بن أبي ثابت ، عن ميمون بن أبي شبيب ، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله ، أنؤاخذ بما نقول ؟ قال : « ثكلتك أمك يا ابن جبل ، وهل يكب (1) الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ؟ » قال حبيب في هذا الحديث : « وهل تقول شيئا إلا لك أو عليك »
__________
(1) الكب : الإلقاء والطرح

(1/8)


7 - حدثني حمزة بن العباس ، أخبرنا عبدان بن عثمان ، أخبرنا عبد الله ، أنا معمر ، عن الزهري ، عن عبد الرحمن بن ماعز ، عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال : قلت : يا رسول الله ، حدثني بأمر أعتصم به . قال : « قل : ربي الله ثم استقم » . قال : قلت : يا رسول الله ، ما أخوف ما تخاف علي ؟ فأخذ بلسانه ثم قال : « هذا »

(1/9)


8 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا عبد الحميد بن بهرام ، عن شهر بن حوشب ، حدثني ابن غنم : أن معاذا رضي الله عنه قال : يا رسول الله ، أي الأعمال أفضل ؟ « فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لسانه ، ثم وضع عليه أصبعيه »

(1/10)


9 - حدثنا عمرو بن محمد الناقد ، حدثنا زيد بن الحباب ، حدثنا علي بن مسعدة الباهلي ، حدثنا قتادة ، عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ، ولا يدخل الجنة رجل لا يأمن جاره بوائقه (1) »
__________
(1) بوائقه : ظلمه وشروره ومصائبه

(1/11)


10 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا عبد الله بن يزيد ، عن ابن لهيعة ، عن يزيد بن عمرو ، وعن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : « من صمت نجا (1) »
__________
(1) نجا : تخلص من الهلاك

(1/12)


11 - حدثنا عبد الله ، حدثنا هارون بن عبد الله ، حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك ، عن عمر بن حفص ، عن عثمان بن عبد الرحمن ، عن الزهري ، عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من سره أن يسلم فليلزم الصمت »

(1/13)


12 - حدثني عمران بن موسى يعني القزاز ، حدثنا حماد بن زيد ، عن أبي الصهباء ، عن سعيد بن جبير ، عن أبي سعيد قال ، أراه رفعه قال : « إذا أصبح ابن آدم أصبحت الأعضاء كلها تكفر اللسان تقول : اتق الله فينا ، فإنك إن استقمت استقمنا ، وإن اعوججت (1) اعوججنا »
__________
(1) الاعوجاج : الميل والانحراف والزيغ

(1/14)


13 - حدثني عبد الرحمن بن زبان بن الحكم الطائي ، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، عن عبد العزيز بن محمد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه اطلع على أبي بكر رضي الله عنه وهو يمد لسانه فقال : ما تصنع يا خليفة رسول الله ؟ فقال : إن هذا أوردني الموارد ، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ليس شيء من الجسد إلا يشكو إلى الله اللسان على حدته »

(1/15)


14 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، وسعدويه ، وغيرهما ، - وهذا لفظ إسحاق بن إسماعيل - ، عن محمد بن يزيد بن خنيس ، قال : دخلنا على سفيان الثوري نعوده ، فدخل عليه سعيد بن حسان ، فقال سفيان : الحديث الذي حدثتني به عن أم صالح ، عن صفية بنت شيبة ، عن أم حبيبة رضي الله عنها قالت : قال النبي صلى الله عليه وسلم : « كل كلام ابن آدم هو عليه إلا أمرا بمعروف ، أو نهيا عن منكر ، أو ذكرا لله » قال : فقال رجل : ما أشد هذا الحديث . قال : فقال سفيان : « وأين شدته ؟ أليس يقول : ( يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا (1) ) ؟ أليس يقول الله : ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس (2) ) ؟ أليس الله عز وجل يقول : ( ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير (3) ) »
__________
(1) سورة : النبأ آية رقم : 38
(2) سورة : النساء آية رقم : 114
(3) سورة : سبأ آية رقم : 23

(1/16)


15 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا وكيع ، حدثنا سفيان ، عن منصور ، عن سالم بن أبي الجعد قال : « قال عيسى عليه السلام : طوبى (1) على من بكى على خطيئته ، وخزن لسانه ، ووسعه بيته »
__________
(1) طوبى : اسم الجنة ، وقيل هي شجرة فيها

(1/17)


16 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا جرير ، وأبو معاوية ، عن الأعمش ، عن يزيد بن حيان ، عن عنبس بن عقبة التيمي قال : قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : « والذي لا إله غيره ما على الأرض شيء أفقر - وقال أبو معاوية : أحوج - إلى طول سجن من لسان »

(1/18)


17 - حدثنا عبيد الله بن عمر ، حدثنا سليم بن أخضر ، حدثنا ابن عون ، حدثني عطاء البزاز ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : « لا يتقي الله عز وجل رجل أو أحد حق تقاته حتى يخزن من لسانه »

(1/19)


18 - حدثنا أبو عمر التميمي ، حدثني أبي ، عن أبي بكر النهشلي ، عن الأعمش ، عن شقيق ، عن ابن مسعود رضي الله عنه ، أنه كان على الصفا يلبي (1) ويقول : يا لسان ، قل خيرا تغنم ، أو أنصت تسلم ، من قبل أن تندم ، قالوا : يا أبا عبد الرحمن ، هذا شيء تقوله ، أو شيء سمعته ؟ قال : لا ، بل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن أكثر خطايا ابن آدم في لسانه »
__________
(1) التلبية : أصل التلبية الإقامة بالمكان ، وإجابة المنادي ، ولبى بالحج قال : لبيك اللهم لبيك

(1/20)


19 - حدثنا الفضيل بن عبد الوهاب ، وعلي بن الجعد ، وأحمد بن عمران الأخنسي ، قالوا : حدثنا النضر بن إسماعيل ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس قال : رأيت أبا بكر رضي الله عنه آخذا بطرف لسانه وهو يقول : « هذا أوردني الموارد »

(1/21)


20 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا وكيع ، عن سفيان الثوري ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه رضي الله عنهما قال : أخذ أبو بكر الصديق رضي الله عنه لسانه وقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من وقاه الله عز وجل شر ما بين لحييه وما بين رجليه دخل الجنة »

(1/22)


21 - حدثنا زهير بن حرب ، حدثنا شبابة بن سوار ، عن المغيرة بن مسلم ، عن هشام بن أبي إبراهيم ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من كف لسانه ستر الله عز وجل عورته (1) ، ومن ملك غضبه وقاه الله عز وجل عذابه ، ومن اعتذر إلى الله عز وجل قبل عذره »
__________
(1) العورة : العيب والخلل وسوأة الإنسان ، وكل ما يستحيا منه إذا ظهر

(1/23)


22 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا يزيد بن هارون ، حدثنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة : أن معاذ بن جبل ، رضي الله عنه قال : يا رسول الله ، أوصني . قال : « اعبد الله كأنك تراه ، واعدد نفسك في الموتى ، وإن شئت أنبأتك بما هو أملك بك من هذا كله » قال : « هذا » وأتى بيده إلى لسانه

(1/24)


23 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا أبو نصر التمار ، حدثنا حماد ، عن عاصم ، عن أبي وائل ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : « ما شيء أحق بطول سجن من اللسان »

(1/25)


24 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا عبد الواحد بن واصل أبو عبيدة الحداد ، حدثنا سليمان بن المغيرة ، عن حميد بن هلال ، قال : قال عبد الله بن عمرو : « دع ما لست منه في شيء ، ولا تنطق فيما لا يعنيك ، واخزن لسانك كما تخزن ورقك (1) »
__________
(1) الورق : الفضة. والأورق : الأسمر.

(1/26)


25 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا المسعودي ، عن رجل ، من همدان ، عن الشعبي ، قال : قلت لعبد الله بن عمرو : حدثني ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ودع الكتب ؛ فإني لا أعبأ بها شيئا . فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر ما كره ربه »

(1/27)


26 - حدثنا العباس العنبري ، حدثنا يحيى بن أبي بكير ، حدثنا إسرائيل ، عن هلال ، عن أبي بشر ، عن أبي وائل عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من كسب طيبا ، وعمل في سنة ، وأمن الناس بوائقه (1) دخل الجنة »
__________
(1) بوائقه : ظلمه وشروره ومصائبه

(1/28)


27 - حدثنا هارون بن عبد الله ، حدثنا ابن أبي فديك ، عن عبد الله بن أبي بكر ، عن صفوان بن سليم رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ألا أخبركم بأيسر العبادة وأهونها على البدن : الصمت وحسن الخلق »

(1/29)


28 - حدثنا أبو نصر التمار ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، وحميد ، عن أنس رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « المؤمن من أمنه الناس ، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر السوء ، والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة عبد لا يأمن جاره بوائقه (1) »
__________
(1) بوائقه : ظلمه وشروره ومصائبه

(1/30)


29 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا النضر بن إسماعيل ، عن ابن أبي ليلى ، عن أبي الزبير ، عن جابر رضي الله عنه : أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الإسلام أفضل ؟ قال : « من سلم المسلمون من لسانه ويده »

(1/31)


30 - حدثنا عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا سعيد بن عبد الله بن الربيع بن خثيم ، عن نسير بن ذعلوق ، عن بكر بن ماعز ، عن الربيع بن خثيم قال : « يا بكر بن ماعز ، اخزن لسانك إلا مما لك ولا عليك »

(1/32)


31 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، عن أبي الأغر ، عن وهب بن منبه ، قال في حكم آل داود : « حق على العاقل أن يكون عارفا بزمانه ، حافظا للسانه ، مقبلا على شأنه »

(1/33)


32 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا جرير ، عن أبي حيان التيمي قال : « كان يقال : ينبغي للرجل أن يكون أحفظ للسانه منه لموضع قدمه »

(1/34)


33 - حدثنا خالد بن خداش ، حدثنا حماد بن زيد ، قال : بلغني أن محمد بن واسع ، كان في مجلس ، فتكلم رجل فأكثر الكلام ، فقال محمد : « ما على أحدكم لو سكت فتنقى وتوقي »

(1/35)


34 - حدثنا سريج بن يونس ، حدثنا علي بن ثابت ، عن أبي الأشهب ، عن الحسن رضي الله عنه قال : « ما عقل دينه من لم يحفظ لسانه »

(1/36)


35 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا خلف بن تميم ، عن عبد الله بن محمد الأنصاري ، عن الأوزاعي قال : كتب إلينا عمر بن عبد العزيز رحمه الله برسالة لم يحفظها غيري وغير مكحول : « أما بعد ، فإنه من أكثر ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير ، ومن عد كلامه من عمله قل كلامه فيما لا ينفعه »

(1/37)


36 - حدثني هارون بن عبد الله ، حدثنا محمد بن يزيد بن خنيس ، عن وهيب بن الورد رحمه الله ، قال : كان يقال : « الحكمة عشرة أجزاء : فتسعة منها في الصمت ، والعاشرة عزلة الناس »

(1/38)


37 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا أبو إسحاق الطالقاني ، عن عبد الله بن المبارك ، رحمه الله تعالى ، قال : قال بعضهم في تفسير العزلة : « هو أن يكون مع القوم ، فإن خاضوا في ذكر الله ، فخض معهم ، وإن خاضوا في غير ذلك فاسكت »

(1/39)


38 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، عن محمد بن مزاحم ، عن وهيب بن الورد قال : « وجدت العزلة (1) اللسان »
__________
(1) العزلة : البعد والتنحي

(1/40)


39 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا سفيان ، قال : « قال بعض الماضين : إنما لساني سبع ، إن أرسلته خفت أن يأكلني »

(1/41)


40 - حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ، حدثني سفيان بن حمزة الأسلمي ، عن كثير بن زيد ، عن الوليد بن رباح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من كان يؤمن بالله ، واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت »

(1/42)


41 - حدثنا عبيد الله بن عمر ، حدثنا حزم بن أبي حزم ، قال : سمعت الحسن يقول : ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : « رحم الله عبدا تكلم فغنم ، أو سكت فسلم »

(1/43)


42 - حدثنا شجاع بن الأشرس ، حدثنا ليث بن سعد ، عن سعيد بن أبي سعيد ، عن أبي شريح رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت »

(1/44)


43 - حدثنا مهدي بن حفص ، حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن مطعم بن المقدام الصنعاني ، عن عنبسة بن سعيد الكلاعي ، عن نصيح العنسي ، عن ركب المصري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « طوبى (1) لمن أنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوله »
__________
(1) طوبى : اسم الجنة ، وقيل هي شجرة فيها

(1/45)


44 - حدثني هارون بن عبد الله ، حدثنا محمد بن يزيد بن خنيس ، عن عبد العزيز بن أبي رواد قال : قال رجل لسلمان رضي الله عنه : أوصني . قال : « لا تكلم » . قال : وكيف يصبر رجل على أن لا يتكلم ؟ قال : « فإن كنت لا تصبر عن الكلام فلا تتكلم إلا بخير أو اصمت »

(1/46)


45 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا سفيان ، عن إسماعيل بن مسلم ، قال : قال ابن عباس رضي الله عنه : « يا لسان ، قل خيرا تغنم ، أو اسكت عن شر تسلم »

(1/47)


46 - حدثنا إسحاق ، حدثنا سفيان ، قال : « قالوا لعيسى ابن مريم عليه السلام : دلنا على عمل ندخل به الجنة ؟ قال : لا تنطقوا أبدا . قالوا : لا نستطيع ذلك . قال : فلا تنطقوا إلا بخير »

(1/48)


47 - حدثنا الهيثم بن خارجة ، حدثنا سهل بن هاشم ، عن الأوزاعي ، قال : « قال سليمان بن داود صلى الله عليهما وسلم : إن كان الكلام من فضة ، فالصمت من ذهب »

(1/49)


48 - حدثني علي بن الحسين ، عن حبان بن هلال ، حدثنا جعفر بن سليمان ، قال : سمعت مالك بن دينار رحمه الله ، يقول : « لو كلف الناس الصحف (1) لأقلوا الكلام »
__________
(1) الصحيفة : ما يكتب فيه من ورق ونحوه

(1/50)


49 - حدثني محمد بن عبد المجيد التميمي ، حدثنا سفيان ، قال : قال وهيب بن الورد رحمه الله : « إن الرجل ليصمت ، فيجتمع إليه لبه »

(1/51)


50 - حدثني علي بن أبي مريم ، عن خلف بن تميم ، حدثنا أبو إسحاق الفزاري ، قال : كان إبراهيم بن أدهم ، رحمه الله ، يطيل السكوت ، فإذا تكلم ربما انبسط قال : فأطال ذات يوم السكوت ، فقلت : لو تكلمت فقال : « الكلام على أربعة وجوه : فمن الكلام كلام ترجو منفعته وتخشى عاقبته ، والفضل في هذا السلامة منه ، ومن الكلام كلام لا ترجو منفعته ولا تخشى عاقبته فأقل ما لك في تركه خفة المؤنة على بدنك ولسانك ومن الكلام كلام لا ترجو منفعته ، ولا تأمن عاقبته ، فهذا قد كفى العاقل مؤنته ، ومن الكلام كلام ترجو منفعته وتأمن عاقبته فهذا الذي يجب عليك نشره » قال خلف : فقلت لأبي إسحاق : أراه قد أسقط ثلاثة أرباع الكلام . قال : « نعم »

(1/52)


51 - حدثني علي بن أبي مريم ، عن زيد بن الحباب ، حدثنا محمد بن حوشب ، قال : سمعت أبا عمران الجوني يقول : « إنما لسان أحدكم كلب ، فإذا سلطه على نفسه أكله »

(1/53)


52 - وحدثني ابن أبي مريم ، عن يحيى بن إسحاق ، حدثنا أبو الأحوص ، عن محمد بن النضر الحارثي قال : « كان يقال : كثرة الكلام تذهب بالوقار »

(1/54)


53 - حدثني أحمد بن عبيد التيمي ، حدثنا عبيد الله بن محمد التميمي ، حدثنا دريد بن مجاشع ، عن غالب القطان ، عن مالك بن دينار ، عن الأحنف بن قيس قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : « من كثر كلامه كثر سقطه »

(1/55)


54 - حدثني محمد بن الحسين ، حدثني خلف بن إسماعيل قال : « قال لي رجل من عقلاء الهند : كثرة الكلام تذهب بمروءة الرجل »

(1/56)


55 - قال محمد بن الحسين : سمعت محمد بن عبد الوهاب السكري ، يقول : الصمت يجمع للرجل خصلتين : السلامة في دينه ، والفهم عن صاحبه

(1/57)


56 - قال محمد : حدثنا قبيصة ، قال : قال داود الطائي لمحمد بن عبد العزيز ذات يوم : « أما علمت أن حفظ اللسان أشد الأعمال وأفضلها ؟ » قال محمد : بلى ، وكيف لنا بذاك ؟

(1/58)


57 - حدثنا علي بن أبي مريم ، عن أحمد بن إسحاق الحضرمي ، حدثنا جعفر الخراز ، قال : سمعت محمد بن واسع يقول لمالك بن دينار : « أبا يحيى ، حفظ اللسان على الناس أشد من حفظ الدنانير والدراهم »

(1/59)


58 - حدثنا علي بن الحسن ، عن خلف بن الوليد ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي ، عن عمران بن يزيد ، قال : قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : « اللسان قوام البدن ، فإذا استقام اللسان استقامت الجوارح ، وإذا اضطرب اللسان لم يقم له جارحة »

(1/60)


59 - حدثني علي بن الحسن ، عن يحيى بن أبي بكير ، حدثنا عباد بن الوليد القرشي ، قال : قال الحسن رضي الله عنه : « اللسان أمير البدن ، فإذا جنى على الأعضاء بشيء جنت ، وإن عف عفت »

(1/61)


60 - حدثني الحسن بن الصباح ، حدثنا حجاج بن محمد ، عن سليمان بن المغيرة ، قال : سمعت يونس بن عبيد يقول : « ما من الناس أحد يكون لسانه منه على بال ، إلا رأيت صلاح ذلك في سائر عمله »

(1/62)


61 - وحدثني محمد بن الحسين ، عن عبيد الله بن محمد التيمي ، قال : قيل لأحنف بن قيس يوم قطري : تكلم ، قال : « أخاف ورطة لساني »

(1/63)


62 - حدثني داود بن عمرو الضبي ، حدثنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا ابن عون ، عن الحسن رضي الله عنه قال : كانوا يتكلمون عند معاوية رضي الله عنه والأحنف ساكت فقالوا : ما لك لا تكلم يا أبا بحر ؟ قال : « أخشى الله إن كذبت ، وأخشاكم إن صدقت »

(1/64)


63 - حدثنا أبو بكر بن أبي النضر ، حدثنا وهب بن جرير ، قال : حدثنا أبي قال : سمعت الأعمش يحدث ، عن خيثمة ، عن عدي بن حاتم قال أيمن أحدكم وأشأمه بين لحييه يعني لسانه

(1/65)


64 - حدثني حمزة بن العباس ، أخبرنا عبدان بن عثمان ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا ابن لهيعة ، حدثني خالد بن أبي عمران : أن النبي صلى الله عليه وسلم أمسك لسانه طويلا ثم قال : « رحم الله عبدا قال خيرا فغنم ، أو سكت عن سوء فسلم »

(1/66)


65 - حدثني هاشم بن الوليد أبو طالب الهروي سألته فقال : سمعت أبا بكر بن عياش رحمه الله قال : « اجتمع أربعة ملوك فرموا رمية واحدة بكلمة واحدة ، ملك الهند ، وملك الصين ، وكسرى ، وقيصر ، قال أحدهم : أنا أندم على ما قلت ، ولا أندم على ما لم أقل . وقال الآخر : إني إذا تكلمت ملكتني ولم أملكها ، وإذا لم أتكلم ملكتها ولم تملكني . وقال الثالث : عجبت للمتكلم إن رجعت عليه كلمته ضرته ، وإن لم ترجع لم تنفعه . وقال الرابع : أنا على رد ما لم أقل أقدر مني على رد ما قلت »

(1/67)


66 - وحدثني هارون بن أبي يحيى السلمي ، عن حفص بن عمرو أبي عمر العمري ، عن لقيط بن بكير المحاربي ، قال : قال الشعبي : قلت للهيثم بن الأسود النخعي : « أي الثلاثة أشعر منك ، ومن الأعور الشني ، وعبد الرحمن بن حسان بن ثابت حيث تقول : وأعلم علما ليس بالظن أنه إذا زال مال المرء فهو ذليل ، وأن لسان المرء ما لم يكن له حصاة على عوراته (1) لدليل ، أم الأعور الشني حيث يقول : لسان الفتى نصف ونصف فؤاده فهل بعد إلا صورة اللحم والدم ، وكائن ترى من ساكت لك معجب زيادته أو نقصه في التكلم ، أو عبد الرحمن بن حسان حيث يقول : ترى المرء مخلوقا وللعين حظها وليس بأحناء الأمور بخابر ، وذاك كماء البحر لست مسيغه وتعجب منه ساجنا كل ناظر » فقال الهيثم : هيهات ، الأعور أشعرنا
__________
(1) العورة : العيب والخلل وسوأة الإنسان ، وكل ما يستحيا منه إذا ظهر

(1/68)


67 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، قال : أخبرنا عيسى بن عبد الرحمن ، حدثني طلحة الأيامي ، قال : حدثني عبد الرحمن بن عوسجة ، عن البراء رضي الله عنه قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : دلني على عمل يدخلني الجنة . قال : « أطعم الجائع ، واسق الظمآن ، وأمر بالمعروف ، وانه عن المنكر ، فإن لم تطق فلق لسانك إلا من خير »

(1/69)


68 - حدثنا خلف بن هشام ، حدثنا حماد بن زيد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن أبي مراوح الليثي ، عن أبي ذر رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « كف شرك عن الناس ؛ فإنها صدقة منك على نفسك »

(1/70)


باب النهي عن فضول الكلام ، والخوض في الباطل

(1/71)


69 - حدثنا مهدي بن حفص ، حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن مطعم بن المقدام الصنعاني ، عن عنبسة بن سعيد الكلاعي ، عن نصيح العنسي ، عن ركب المصري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « طوبى (1) لمن أنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوله »
__________
(1) طوبى : اسم الجنة ، وقيل هي شجرة فيها

(1/72)


70 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا أبو معاوية ، عن محمد بن عمرو بن علقمة ، عن أبيه ، عن جده ، علقمة بن وقاص ، عن بلال بن الحارث المزني رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن الرجل ليتكلم بالكلمة ، من رضوان الله ، ما يظن أن تبلغ ما بلغت ، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه ، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة ، من سخط (1) الله ، ما يظن أن تبلغ ما بلغت ، يكتب الله عليه بها سخطه (2) إلى يوم القيامة » قال : وكان علقمة يقول : « كم من كلام منعنيه حديث بلال بن الحارث رضي الله عنه »
__________
(1) السخط : الغضب أو كراهية الشيء وعدم الرضا به
(2) سخطه : غضبه

(1/73)


71 - حدثنا الحسن بن عيسى ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا الزبير بن سعيد ، عن صفوان بن سليم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن الرجل ليتكلم بالكلمة يضحك منها جلساءه يهوي بها أبعد من الثريا (1) »
__________
(1) الثريا : مجموعة من نجوم السماء

(1/74)


72 - حدثني حمزة بن العباس ، أخبرنا عبدان بن عثمان ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا مالك بن أنس ، عن عبد الله بن دينار ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : « إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يلقي لها بالا يهوي (1) بها في جهنم ، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يلقي لها بالا ، يرفعه الله بها إلى الجنة »
__________
(1) يهوي : يسقط

(1/75)


73 - حدثنا خالد بن خداش ، حدثنا مهدي بن ميمون ، عن غيلان بن جرير ، عن مطرف بن عبد الله ، عن أبيه رضي الله عنهما قال : قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط (1) من بني عامر فقالوا : أنت والدنا ، وأنت سيدنا ، وأنت أفضلنا علينا فضلا وأنت أطولنا علينا طولا ، وأنت الجفنة (2) الغراء ، وأنت أنت . فقال : « قولوا بقولكم ، ولا يستهوينكم (3) الشيطان »
__________
(1) الرهط : الجماعة من الرجال دون العشرة
(2) الجفان : جمع جفنة وهي القصعة أو البئر الصغيرة
(3) استهواه : دفعه إلى اتباع الهوى

(1/76)


74 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا أبو جعفر الرازي ، عن قتادة ، رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن أعظم الناس خطايا يوم القيامة أكثرهم خوضا في الباطل »

(1/77)


75 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن شمر بن عطية ، قال : قال سلمان رضي الله عنه : « أكثر الناس ذنوبا يوم القيامة أكثرهم كلاما في معصية الله »

(1/78)


76 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن صالح بن حيان ، عن حصين بن عقبة قال : قال عبد الله رضي الله عنه : « إن أكثر الناس خطايا يوم القيامة أكثرهم خوضا في الباطل »

(1/79)


77 - حدثني أبي ، أخبرنا ابن علية ، عن الليث ، عن عطاء ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : « أنذرتكم فضول الكلام ، بحسب أحدكم ما بلغ حاجته »

(1/80)


78 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، وغيره ، قالوا : أخبرنا يعلى بن عبيد ، قال : دخلنا على محمد بن سوقة ، فقال : أحدثكم بحديث لعله ينفعكم ، فإنه قد نفعني ، قال لنا عطاء بن أبي رباح : « يا بني أخي ، إن من كان قبلكم كانوا يكرهون فضول الكلام ، وكانوا يعدون فضول الكلام ما عدا كتاب الله أن تقرأه ، أو تأمر بمعروف ، أو تنهى عن منكر ، أو تنطق بحاجتك في معيشتك التي لا بد لك منها ، أتنكرون ( إن عليكم لحافظين كراما كاتبين (1) ) ، ( عن اليمين وعن الشمال قعيد (2) ) ، ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد (3) ) أما يستحي أحدكم أن لو نشرت عليه صحيفته التي أملى صدر نهاره كان أكثر ما فيها ليس من أمر دينه ولا دنياه »
__________
(1) سورة :
(2) سورة : ق آية رقم : 17
(3) سورة : ق آية رقم : 18

(1/81)


79 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا محمد بن جابر ، عن مجمع التيمي ، عن رجل ، يدعى زيدا أو يزيد ، عن علي رضي الله عنه قال : « لسان الإنسان قلم الملك ، وريقه مداده (1) »
__________
(1) المداد : الحِبْرُ وكل وسائل يُكْتَبُ به

(1/82)


80 - حدثنا عبيد الله بن عمر الجشمي ، حدثنا بشر بن المفضل ، عن عبد الله بن العيزار ، عن صاحب ، له عن أبي تميمة السلمي ، قال : سمعت الأحنف بن قيس يقول : قال الله عز وجل : ( عن اليمين وعن الشمال قعيد (1) ) « فصاحب اليمين يكتب الخير ، وهو أمين على صاحب الشمال ، فإن أصاب العبد خطيئة قال : أمسك . فإن استغفر الله نهاه أن يكتبها ، وإن أبى (2) إلا أن يصر كتبها »
__________
(1) سورة : ق آية رقم : 17
(2) أبى : رفض وامتنع

(1/83)


81 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدثنا جرير ، عن ليث ، عن مجاهد : ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد (1) ) قال : « الملكان »
__________
(1) سورة : ق آية رقم : 18

(1/84)


82 - حدثنا أحمد بن جميل المروزي ، أخبرنا المعتمر بن سليمان ، عن ليث ، عن مجاهد قال : « إن الكلام ليكتب حتى إن الرجل ليسكت ابنه : أبتاع لك كذا وكذا ، وأفعل كذا وكذا ، فيكتب كذيبة »

(1/85)


83 - حدثنا علي بن الحسين ، عن خالد بن يزيد ، عن مندل بن علي ، عن عبد الله بن مروان ، عن يزيد بن علي رضي الله عنه قال : « إذا خرجت الكلمة من فم الإنسان نظر الملك ، فإذا كان أراد شرا أمضاها ، وإن كان لم يرد شرا وإنما كانت فلتة ، قال له صاحبه : لا تعجل لعله أن يستغفر الله منها ، فإن استغفر لم تكتب ، وكتب له حسنات الاستغفار »

(1/86)


84 - وحدثني القاسم بن هاشم ، حدثنا عبد الله بن محمد بن عقبة بن أبي الصهباء ، حدثنا قرة بن عيسى ، عن هارون البربري ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير ، عن الأحنف بن قيس قال : « يوحي الله تعالى إلى الحافظين اللذين مع ابن آدم : لا تكتبا على عبدي في ضجره شيئا »

(1/87)


85 - حدثنا داود بن عمرو الضبي ، حدثنا محمد بن الحسن الأسدي ، حدثنا يزيد بن إبراهيم ، عن الحسن قال : « يا ابن آدم ، بسطت لك صحيفة ، ووكل بك ملكان كريمان يكتبان عملك ، فأمل ما شئت فأكثر أو أقل »

(1/88)


86 - حدثني سويد بن سعيد ، حدثنا مروان بن معاوية ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن طارق بن شهاب قال : « بعث سليمان بن داود عليهما السلام بعض عفاريته ، وبعث نفرا ينظرون ما يقول ويخبرونه ، قال : فأخبروه أنه مر على السوق فرفع رأسه إلى السماء ، ثم نظر إلى الناس وهز رأسه ، فسأله سليمان لم فعل ذلك ؟ قال : عجبت من الملائكة على رءوس الناس ، ما أسرع ما يكتبون ، ومن الذين أسفل منهم ما أسرع ما يملون »

(1/89)


87 - حدثنا عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا سعيد بن عبد الله بن الربيع بن خثيم ، عن نسير بن ذعلوق ، عن بكر بن ماعز قال : كان الربيع بن خثيم يقول : « لا خير في الكلام إلا في تسع : تهليل ، وتكبير ، وتسبيح ، وتحميد ، وسؤالك عن الخير ، وتعوذك من الشر ، وأمرك بالمعروف ، ونهيك عن المنكر ، وقراءتك القرآن »

(1/90)


88 - حدثني علي بن أبي مريم ، عن عثمان بن زفر التيمي ، حدثنا محمد بن عبد العزيز التيمي ، قال : ذكر الحي ، عن إبراهيم قال : « المؤمن إذا أراد أن يتكلم نظر ، فإن كان كلامه له تكلم ، وإن كان عليه أمسك عنه ، والفاجر (1) إنما لسانه رسلا رسلا »
__________
(1) الفاجر : العاصي غير المكترث بما يفعل

(1/91)


89 - حدثني حمزة بن العباس ، أخبرنا عبد الله بن عثمان ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا ابن لهيعة ، عن عياش بن عباس ، عن شييم بن بيتان ، عن شفي الأصبحي ، قال : « من كثر كلامه ، كثرت خطيئته »

(1/92)


90 - حدثني حمزة ، أخبرنا عبدان ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا وهيب ، عن هشام ، عن الحسن رضي الله عنه قال : « من كثر ماله ، كثرت ذنوبه ، ومن كثر كلامه ، كثر كذبه ، ومن ساء خلقه ، عذب نفسه »

(1/93)


91 - وحدثني حمزة ، أخبرنا عبدان ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا إسماعيل بن عياش ، حدثني عقيل بن مدرك : أن رجلا قال لأبي سعيد الخدري رضي الله عنه : أوصني ، قال : « عليك بالصمت إلا في حق ؛ فإنك به تغلب الشيطان »

(1/94)


92 - وحدثني حمزة ، أخبرنا عبدان ، قال : قال عبد الله رضي الله عنه ، كان طاوس رضي الله عنه يعتذر من طول السكوت ، ويقول : « إني جربت لساني فوجدته لئيما راضعا »

(1/95)


93 - حدثني إسماعيل بن أبي الحارث ، حدثنا محمد بن مقاتل ، حدثنا ابن المبارك ، عن نافع بن عمر ، عن عمرو بن دينار ، قال : تكلم رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فأكثر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « كم دون لسانك من باب ؟ » قال : أسناني وشفتاي . قال : « أما كان في ذلك ما يرد كلامك ؟ »

(1/96)


94 - وبلغني عن ابن عائشة ، عن عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي عثمان ، قال : أثنى رجل على النبي صلى الله عليه وسلم فاستخفر في الثناء ، فقال : « كم بينك وبين لسانك من حجاب ؟ » قال : شفتاي وأسناني . قال : « أما كان فيهما ما يرد فضل قولك عنا منذ اليوم ؟ » ثم قال : « ما أوتي رجل شرا من فضل في لسان »

(1/97)


95 - حدثني حمزة بن العباس ، أخبرنا عبدان بن عثمان ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا مجالد بن سعيد ، عن الشعبي رضي الله عنه قال : « ما من خطيب يخطب إلا عرضت عليه خطبته يوم القيامة »

(1/98)


96 - حدثني حمزة ، أخبرنا عبدان ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا حماد بن سلمة ، عن رجاء أبي المقدام ، عن نعيم ، كاتب عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قال : قال عمر بن عبد العزيز : « إنه ليمنعني من كثير من الكلام مخافة المباهاة »

(1/99)


97 - حدثني حمزة بن العباس ، أخبرنا عبدان بن عثمان ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا رشدين بن سعد ، حدثنا الحجاج بن شداد ، أنه سمع عبيد الله بن أبي جعفر ، - وكان أحد الحكماء - يقول في بعض قوله : « إذا كان المرء يحدث في مجلس فأعجبه الحديث ، فليسكت ، وإن كان ساكتا فأعجبه السكوت فليتحدث »

(1/100)


98 - وحدثني حمزة ، أخبرنا عبدان ، أخبرنا عبد الله ، قال : أخبرني رجل ، من أهل الشام ، عن يزيد بن أبي حبيب رضي الله عنه قال : « من فتنة العالم ، أن يكون الكلام أحب إليه من الاستماع ، وإن وجد من يكفيه ، فإن في الاستماع سلامة ، وزيادة في العلم . والمستمع شريك المتكلم في الكلام ، إلا من عصم الله . ترمق وتزين ، وزيادة ونقصان »

(1/101)


99 - حدثنا إسماعيل بن إسحاق ، حدثنا أبو أسامة ، عن سفيان الثوري ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : « إن أحق ما طهر الرجل لسانه »

(1/102)


100 - حدثني الفضل بن يعقوب ، حدثنا سعيد بن مسلمة ، حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال : رأى أبو الدرداء رضي الله عنه امرأة سليطة اللسان ، فقال : « لو كانت هذه خرساء كان خيرا لها »

(1/103)


101 - وحدثني الفضل بن يعقوب ، حدثنا أبو عصام العسقلاني ، حدثنا سفيان ، عن طلحة ، عن عطاء رضي الله عنه : ( وأصلحنا له زوجه (1) ) قال : « كان في لسانها طول »
__________
(1) سورة : الأنبياء آية رقم : 90

(1/104)


102 - حدثني العباس العنبري ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا جرير بن حازم قال : سمعت الحسن يحدث عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يرى أن تبلغ به حيث بلغت ترديه في النار أربعين خريفا (1) »
__________
(1) الخَرِيف : الزَّمَانُ المَعْرُوفُ من فصول السَّنّة ما بين الصَّيف والشتاء ويطلق على العام كله

(1/105)


103 - حدثني محمد بن عبد الملك ، حدثنا حجاج بن منهال ، عن حماد بن سلمة ، عن حماد ، عن إبراهيم رحمه الله قال : « يهلك الناس في خلتين (1) : فضول المال ، وفضول الكلام »
__________
(1) الخلة : السمة والخصلة والصفة

(1/106)


104 - حدثني الحسن بن الصباح ، حدثنا قبيصة ، عن سفيان الثوري ، عن أبي حيان التيمي ، عن إبراهيم التيمي رحمه الله قال : « ما عرضت قولي على عملي ، إلا خشيت أن أكون مكذبا »

(1/107)


105 - حدثني الحسن بن الصباح ، حدثنا شعيب بن حرب ، عن يزيد بن إبراهيم ، عن محمد بن سيرين قال : « كان رجل من الأنصار يمر بمجلس لهم فيقول : توضئوا ؛ فإن بعض ما تقولون شر من الحدث »

(1/108)


106 - حدثني الحسن بن الصباح ، حدثنا شعيب بن حرب ، عن إسرائيل ، عن منصور ، عن إبراهيم قال : « الوضوء من الحدث (1) ، وأذى المسلم »
__________
(1) الحدث : فعل ما ينقض الوضوء ويزيل الطهارة

(1/109)


باب النهي عن الكلام فيما لا يعنيك

(1/110)


107 - حدثنا علي بن الجعد ، وخالد بن خداش ، وخلف بن هشام ، قالوا : حدثنا مالك بن أنس ، عن الزهري ، عن علي بن الحسين رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « » من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه (1) « »
__________
(1) عناه الأمر : خصه وأهمه

(1/111)


108 - حدثني سعد بن زنبور الهمداني ، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله العمري ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه (1) »
__________
(1) عناه الأمر : خصه وأهمه

(1/112)


109 - حدثني عبد الرحمن بن صالح الأزدي ، حدثنا يحيى بن يعلى الأسلمي ، عن الأعمش ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : « استشهد غلام منا يوم أحد ، فوجد على بطنه صخرة مربوطة من الجوع ، فمسحت أمه التراب عن وجهه وقالت : هنيئا لك يا بني الجنة . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : » وما يدريك لعله كان يتكلم فيما لا يعنيه (1) ، ويمنع ما لا يضره «
__________
(1) عناه الأمر : خصه وأهمه

(1/113)


110 - حدثنا أحمد بن عيسى المصري ، حدثنا ضمام بن إسماعيل الإسكندراني ، حدثني يزيد بن أبي حبيب ، وموسى بن وردان ، عن كعب بن عجرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم فقد كعبا فسأل عنه ، فقالوا : مريض ، فخرج يمشي حتى أتاه ، فلما دخل عليه ، قال : « أبشر يا كعب » فقالت أمه : هنيئا لك الجنة يا كعب . فقال : « من هذه المتآلية على الله ؟ » قال : هي أمي يا رسول الله . فقال : « وما يدريك يا أم كعب ، لعل كعبا قال ما لا يعنيه (1) ، أو منع ما لا يغنيه »
__________
(1) عناه الأمر : خصه وأهمه

(1/114)


111 - وحدثنا علي بن الجعد ، أخبرني أبو معشر ، عن محمد بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن أول من يدخل هذا الباب رجل من أهل الجنة » فدخل عبد الله بن سلام ، فقام إليه ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبروه بقول النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا : فأخبرنا بأوثق (1) عملك في نفسك ترجو به ، قال : إني لضعيف ، وإن أوثق ما أرجو به لسلامة الصدر وترك ما لا يعنيني (2)
__________
(1) أوثق : أفضل وأحسن
(2) عناه الأمر : خصه وأهمه

(1/115)


112 - حدثني هارون بن عبد الله ، حدثنا محمد بن يزيد بن خنيس ، عن وهيب بن الورد ، رحمه الله بلغه : أن أبا ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ألا أعلمك بعمل خفيف على البدن ، ثقيل في الميزان ؟ » قلت : بلى يا رسول الله . قال : « هو الصمت ، وحسن الخلق ، وترك ما لا يعنيك »

(1/116)


113 - وحدثنا سويد بن سعيد ، حدثنا حفص بن ميسرة ، عن زيد بن أسلم ، قال : دخل على أبي دجانة وهو مريض ، ووجهه يتهلك ، فقال : ما من عملي شيء أوثق في نفسي من اثنتين : لم أتكلم فيما لا يعنيني (1) ، وكان قلبي للمسلمين سليما
__________
(1) عناه الأمر : خصه وأهمه

(1/117)


114 - حدثني أبو محمد العتكي عبد الرحمن بن صالح ، حدثني أبو هارون ، جليس لأبي بكر بن عياش ، عن محرز التيمي ، عن مجاهد ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : سمعته يقول : « خمس لهن أحسن من الدهم الموقفة : لا تتكلم فيما لا يعنيك ، فإنه فضل ، ولا آمن عليك الوزر (1) ، ولا تتكلم فيما يعنيك حتى تجد له موضعا ، فإنه رب متكلم في أمر يعنيه (2) ، قد وضعه في غير موضعه فعنت ، ولا تمار (3) حليما ولا سفيها (4) فإن الحليم يقليك ، وإن السفيه يؤذيك ، واذكر أخاك إذا تغيب عنك مما تحب أن يذكرك به ، واعفه عما تحب أن يعفيك منه ، واعمل عمل رجل يرى أنه مجازى بالإحسان ، مأخوذ بالإجرام »
__________
(1) الوِزْر : الحِمْل والثِّقْل، وأكثر ما يُطْلَق في الحديث على الذَّنْب والإثم. يقال : وَزَرَ يَزِرُ ٌ، إذا حَمل ما يُثْقِل ظَهْرَه من الأشياء المُثْقَلة ومن الذنوب.
(2) عناه الأمر : خصه وأهمه
(3) المراء : الجدال والمناظرة والتنازع
(4) السَّفَه : الخفّة والطيشُ، وسَفِه رأيُه إذا كان مَضْطربا لا اسِتقامَةَ له، والسفيه : الجاهلُ

(1/118)


115 - حدثنا علي بن الجعد ، عن شعبة ، عن سيار أبي الحكم قال : « قيل للقمان الحكيم : ما حكمتك ؟ قال : لا أسأل عما كفيت (1) ولا أتكلف ما لا يعنيني (2) »
__________
(1) كفى : عصم وحفظ
(2) عناه الأمر : خصه وأهمه

(1/119)


116 - حدثنا خلف بن هشام ، حدثنا أبو شهاب ، عن عمرو بن قيس : « أن رجلا مر بلقمان - والناس عنده - فقال : ألست عبد بني فلان ؟ قال : بلى . الذي كنت ترعى عند جبل كذا وكذا ؟ قال : بلى . قال : فما الذي بلغ ما أرى ؟ قال : صدق الحديث ، وطول السكوت عما لا يعنيني (1) »
__________
(1) عناه الأمر : خصه وأهمه

(1/120)


117 - حدثني أبي ، أخبرنا إسماعيل بن علية ، عن داود بن أبي هند ، قال : بلغني أن معاوية رضي الله عنه قال لرجل : « ما بقي من حلمك ؟ » قال : لا يعنيني (1) ما لا يعنيني
__________
(1) عناه الأمر : خصه وأهمه

(1/121)


118 - حدثنا محمد بن سعد ، حدثنا عفان ، عن جعفر بن سليمان ، عن المعلى بن زياد ، قال : قال مورق العجلي : « أمر أنا أطلبه منذ عشر سنين لم أقدر عليه ولست بتارك طلبه » . قالوا : ما هو أبا المعتمر ؟ قال : « الصمت عما لا يعنيني (1) »
__________
(1) عناه الأمر : خصه وأهمه

(1/122)


119 - حدثني علي بن الحسين ، عن داود بن المحبر ، حدثنا جعفر بن سليمان ، قال : سمعت شميطا العنسي يقول : « من لزم ما يعنيه (1) أوشك أن يترك ما لا يعنيه »
__________
(1) عناه الأمر : خصه وأهمه

(1/123)


120 - حدثنا عبد الله بن خيران ، أخبرنا المسعودي ، عن وديعة يعني الأنصاري ، قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : « لا تعرض لما لا يعنيك ، واعتزل عدوك ، واحذر صديقك من القوم إلا الأمين ، ولا أمين إلا من خشي الله تعالى ، ولا تصحب الفاجر لتعلم من فجوره ، ولا تطلعه على سرك ، واستشر في أمرك الذين يخشون الله » حدثنا محمد بن الصباح ، حدثنا حبان بن علي ، عن محمد بن عجلان ، عن إبراهيم بن مرة ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه نحوه

(1/124)


121 - حدثني عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا عمرو بن هاشم ، عن ثابت الثمالي ، عن أبي جعفر قال : « كفى عيبا أن يبصر العبد من الناس ما يعمى عليه من نفسه ، وأن يؤذي جليسه فيما لا يعنيه (1) »
__________
(1) عناه الأمر : خصه وأهمه

(1/125)


باب ذم المراء

(1/126)


122 - حدثنا ابن أبي شيبة ، حدثنا المحاربي ، عن ليث ، عن عبد الملك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا تمار (1) أخاك ولا تمازحه ، ولا تعده موعدا فتخلفه »
__________
(1) المراء : الجدال والمناظرة والتنازع

(1/127)


123 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا شعبة ، عن الحكم ، قال : قال عبد الرحمن بن أبي ليلى رحمهما الله : « لا أماري صاحبي ، فإما أن أكذبه ، وإما أن أغضبه »

(1/128)


124 - حدثنا خالد بن خداش ، حدثنا حماد بن زيد ، عن محمد بن واسع ، قال : كان مسلم بن يسار يقول : « إياكم والمراء (1) ، فإنها ساعة جهل العالم ، وبها يبتغي (2) الشيطان زلته » قال حماد : فقال لنا محمد : « هذا الجدال هذا الجدال »
__________
(1) المراء : المجادلة على مذهب الشك والريبة
(2) الابتغاء : الطلب والالتماس

(1/129)


125 - حدثنا خالد بن خداش ، ثنا حماد بن زيد ، عن محمد بن واسع ، قال : رأيت صفوان بن محرز في المسجد ، وقريبا منه ناس يتجادلون ، فرأيته قام فنفض ثيابه ، وقال : « إنما أنتم حراب »

(1/130)


126 - حدثنا محمد بن إسحاق الباهلي ، حدثنا سفيان ، قال : حدثني رجل صالح ، قال : قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : « المراء (1) لا تعقل حكمته ، ولا تؤمن فتنته »
__________
(1) المراء : المجادلة على مذهب الشك والريبة

(1/131)


127 - وحدثني علي بن الحسين ، عن زيد بن الحباب ، عن صالح بن موسى ، عن أبيه ، قال : سمع الربيع بن خثيم ، رجلا يلاحي (1) رجلا فقال : « مه (2) لا تلفظ إلا بخير ، ولا تقل لأخيك إلا ما تحب أن تسمعه من غيرك ، فإن العبد مسئول عن لفظه محصي عليه ذلك كله : ( أحصاه الله ونسوه (3) ) »
__________
(1) تلاحى الرجلان : تنازعا وتشاتما
(2) مه : كلمة زجر بمعنى كف واسكت وانته
(3) سورة : المجادلة آية رقم : 6

(1/132)


128 - حدثني علي بن الحسين ، عن إبراهيم بن مهدي ، حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن عمرو بن مهاجر ، قال : سمعت عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قال : « إذا سمعت المراء (1) فأقصر »
__________
(1) المراء : المجادلة على مذهب الشك والريبة

(1/133)


129 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا جرير ، عن برد ، عن سليمان بن موسى ، قال : قال أبو الدرداء رضي الله عنه : « كفى بك إثما (1) أن لا تزال مماريا (2) »
__________
(1) الإثم : الذنب والوزر والمعصية
(2) المراء : المجادلة على مذهب الشك والريبة

(1/134)


130 - حدثني أبو سلمة المخزومي يحيى بن المغيرة ، حدثني أخي محمد بن المغيرة ، عن عبد الله بن الحارث الجمحي ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : « ولا يتعلم العلم لثلاث ولا يترك لثلاث : لا يتعلم ليمارى به ، ولا يباهى به ، ولا يراءى به ، ولا يترك حياء من طلبه ، ولا زهادة فيه ، ولا رضا بالجهل منه »

(1/135)


131 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة ، حدثنا المبارك بن سعيد ، حدثنا حميد الملائي ، عن مجاهد رحمه الله ، قال : « كان لي صديق من قريش فقلت له : تعال حتى أواضعك الرأي ، فأنظر أين تقع من رأيي ، وأين أقع من رأيك ؟ فقال : دع الود كما هو » قال مجاهد : « فغلبني القرشي »

(1/136)


132 - حدثني القاسم بن هاشم ، حدثنا حماد بن مالك الدمشقي ، حدثنا عبد العزيز بن حصين قال : « بلغني أن عيسى ابن مريم عليه السلام ، قال : من كثر كذبه ذهب جماله ، ومن لاحى (1) الرجال سقطت مروءته ، ومن كثر همه سقم (2) جسمه ، ومن ساء خلقه عذب نفسه »
__________
(1) لاحاه : نازعه وخاصمه
(2) السقم : المرض

(1/137)


133 - حدثني نصر بن علي الجهضمي ، أخبرني أبي ، عن يحيى بن المتوكل ، عن إسماعيل بن رافع ، عن ابن أم سلمة ، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن أول ما عهد إلي ربي ، ونهاني عنه - بعد عبادة الأوثان ، وشرب الخمر : - : ملاحاة الرجال »

(1/138)


134 - حدثنا بشر بن معاذ ، حدثنا عبد الواحد بن زياد ، حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق ، حدثنا الحجاج بن دينار ، عن أبي غالب ، عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما ضل قوم إلا أوتوا الجدل »

(1/139)


135 - وحدثني عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا ابن فضيل ، عن حجاج بن دينار الشاعر ، عن أبي غالب ، عن أبي أمامة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ما ضل قوم - بعد هدى كانوا عليه - إلا أوتوا الجدل (1) » ، ثم قرأ : ( ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون (2) )
__________
(1) الجدَل والجدال : مُقابَلة الحُجَّة بالحجَّة. والمُجَادَلَة : المُناظَرةُ والمخاصَمة. وطَلبُ المغالَبة
(2) سورة : الزخرف آية رقم : 58

(1/140)


136 - حدثنا جعفر ، حدثنا عبد الله بن صالح ، حدثني رشدين ، عن العمري ، عن هشام بن عروة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « رحم الله من كف لسانه عن أهل القبلة ، إلا بأحسن ما يقدر عليه » يردد قوله سبع مرات

(1/141)


137 - حدثني العباس بن جعفر ، حدثنا هاشم بن الوليد ، قال : سمعت الفضيل بن عياض رحمه الله ، عن هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين قال : « كنا نحدث أن أكثر ، الناس خطايا ، أفرغهم لذكر خطايا الناس »

(1/142)


138 - حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي ، عن عباد بن العوام ، عن عبد الله بن سعيد ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان ، حتى يدع المراء (1) وإن كان محقا ، ويدع كثيرا من الحديث مخافة الكذب »
__________
(1) المراء : المجادلة على مذهب الشك والريبة

(1/143)


139 - حدثنا هارون بن معروف ، حدثنا أنس بن عياض ، عن سلمة بن وردان ، قال : حدثني مالك بن أوس بن الحدثان رضي الله عنه ، أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « وجبت (1) ، وجبت ، وجبت » فقال أصحابه : ما هذا الذي قلت يا رسول الله ؟ قال : « من ترك المراء (2) وهو محق ، بني له في ربض (3) الجنة ، ومن ترك الكذب بني له في ربض الجنة ، ومن حسن خلقه بني له في ربض الجنة »
__________
(1) وجب : ثبت وحُقَّ ولزم
(2) المراء : المجادلة على مذهب الشك والريبة
(3) ربض الجنة : ما حَوْلها خارجا عنها، تَشْبيها بالأبْنِيَة التي تكون حول المُدُن وتحت القِلاَع.

(1/144)


140 - حدثنا أحمد بن المقدام العجلي ، حدثنا أمية بن خالد ، حدثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله ، قال : حدثني ابن كعب بن مالك ، عن أبيه رضي الله عنهم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « من طلب العلم ليجاري (1) به العلماء أو يماري (2) به السفهاء ، أو يصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار »
__________
(1) يجاري : يجادل ويناظر
(2) المراء : المجادلة على مذهب الشك والريبة

(1/145)


141 - حدثنا أبو عبد الرحمن القرشي ، حدثنا أبو غسان ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن داود بن شابور ، قال : سمعته من شهر بن حوشب قال : « قال لقمان عليه السلام لابنه : أي بني ، لا تعلم العلم تباهي به العلماء ، أو تماري (1) به السفهاء ، أو ترائي به في المجالس »
__________
(1) المراء : المجادلة على مذهب الشك والريبة

(1/146)


142 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا أبو بكر بن أبي مريم ، عن حريث بن عمرو رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا تجار أخاك ، ولا تشاره ، ولا تماره (1) »
__________
(1) المراء : المجادلة على مذهب الشك والريبة

(1/147)


143 - وحدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا الفضيل ، عن ليث ، عن مجاهد رضي الله عنه قال : « لا تمار (1) أخاك ، ولا تفاكهه » يعني المزاح
__________
(1) المراء : الجدال والمناظرة والتنازع

(1/148)


144 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا المسعودي ، حدثنا الأعمش ، عن مجاهد ، قال : حدثني مولاي عبد الله بن السائب قال : كنت شريك النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية ، فلما قدمنا المدينة قال لي : « أتعرفني ؟ » قلت : نعم ، كنت شريكي ، فنعم الشريك ، كنت لا تداري (1) ، ولا تماري (2) «
__________
(1) لا تداري : لا تخالف ولا تمانع
(2) المراء : المجادلة على مذهب الشك والريبة

(1/149)


145 - حدثنا إبراهيم بن سعيد ، حدثنا موسى بن أيوب ، حدثنا عتاب بن بشير ، عن علي بن بذيمة قال : قيل لميمون بن مهران : ما لك لا يفارقك أخ لك عن قلى ؟ قال : « إني لا أشاريه ، ولا أماريه »

(1/150)


باب ذم التقعر في الكلام

(1/151)


146 - حدثنا أبو خيثمة ، والقواريري ، قالا : حدثنا يحيى القطان ، عن ابن جريج ، أخبرني سليمان بن عتيق ، عن طلق بن حبيب ، عن الأحنف بن قيس ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ألا هلك المتنطعون » ثلاث مرات

(1/152)


147 - حدثنا عبيد الله بن عمر الجشمي ، حدثنا ديلم بن غزوان ، عن ميمون الكردي ، عن أبي عثمان النهدي ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « أخوف ما أخاف على أمتي ، كل منافق عليم اللسان »

(1/153)


148 - حدثنا عبد الله ، ثنا ابن أبي شيبة ، حدثنا حفص بن غياث ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن مصعب بن سعد قال : جاء عمر بن سعد إلى أبيه يسأله حاجة ، فتكلم بين حاجته بكلام ، فقال له سعد رضي الله عنه : ما كنت من حاجتك أبعد منك اليوم ، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « يأتي الناس زمان ، يتخللون فيه الكلام بألسنتهم ، كما تتخلل (1) البقر الكلأ (2) بألسنتها »
__________
(1) تتخلل : تحرك لسانها في فمها وخلال أسنانها
(2) الكلأ : النَّبات والعُشْب رطبا كان أو يابسا

(1/154)


149 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم الترجماني ، حدثنا علي بن ثابت ، عن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري ، عن عبد الله بن حسين ، عن أمه ، عن فاطمة بنت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « شرار أمتي الذين غذوا بالنعم ، الذين يأكلون ألوان الطعام ، ويلبسون ألوان الثياب ، ويتشدقون في الكلام »

(1/155)


150 - حدثنا سعيد بن محمد الجرمي ، حدثنا أبو تميلة ، قال : حدثني أبو جعفر النحوي حدثنا صخر بن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن جده ، قال : بينما هو جالس بالكوفة في مجلس مع أصحابه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن من البيان (1) سحرا ، وإن من العلم جهلا ، وإن من الشعر حكما ، وإن من القول عيالا (2) » : فقال صعصعة بن صوحان - وهو أحدث القوم سنا : - : صدق الله ورسوله ، ولو لم يقلها كان كذلك . قال : فتوسمه رجل من الجلساء ، فقال له بعدما تصدع القوم من مجلسهم - : ما حملك على أن قلت صدق نبي الله ، وإن لم يقلها كان كذلك ؟ قال : بلى ، أما قول نبي الله صلى الله عليه وسلم : « إن من البيان سحرا » فالرجل يكون عليه الحق وهو ألحن بالحجج من صاحب الحق ، فيسحر القوم ببيانه ، فيذهب بالحق وهو عليه ، وأما قوله : « إن من العلم جهلا » تكلف العالم إلى علمه ما لا يعلم فيجهله ذلك ، وأما قوله : « إن من الشعر حكما » فهي هذه المواعظ والأمثال التي يعظ بها الناس ، وأما قوله : « إن من القول عيالا » فعرضك كلامك وحديثك على من ليس من شأنه ولا يريده
__________
(1) البيان : الفصاحة وسهولة العبارة مع البلاغة في الكلام
(2) إن من القول عيالا : المراد عَرْضُ الحديث على من لا يريده وليس من شأنه ، كأنه لم يهتد لمن يطلب علمه فعرضه على من لا يريده

(1/156)


151 - حدثنا إسماعيل بن إسحاق الأزدي ، حدثنا إسحاق بن محمد الفروي ، عن عبد الله بن عمر ، عن حميد الطويل ، عن أنس رضي الله عنه قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : « إن شقاشق الكلام من شقاشق الشيطان »

(1/157)


باب ذم الخصومات

(1/158)


152 - حدثني أزهر بن مروان الرقاشي ، حدثنا مسكين أبو فاطمة ، حدثنا رجاء أبو يحيى ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من جادل في خصومة بغير علم ، لم يزل في سخط (1) الله حتى ينزع »
__________
(1) السخط : الغضب أو كراهية الشيء وعدم الرضا به

(1/159)


153 - حدثنا علي بن الحسين العامري ، حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم ، عن الأشجعي ، حدثنا الربيع بن الملاح ، قال : سمعت أبا جعفر يقول : « إياكم والخصومة ، فإنها تمحق الدين » . وحدثني من سمعه يقول : « وتورث الشنآن وتذهب الاجتهاد »

(1/160)


154 - حدثني أبي ، وأحمد بن منيع ، قالا : حدثنا مروان بن شجاع ، عن عبد الكريم بن أبي أمية قال : « ما خاصم ورع (1) قط » - يعني - في الدين
__________
(1) الورع : في الأصْل : الكَفُّ عن المَحارِم والتَّحَرُّج مِنْه، ثم اسْتُعِير للكفّ عن المُباح والحلال .

(1/161)


155 - حدثنا محمد بن عبد الملك القرشي ، حدثنا أبو عوانة ، عن صالح بن مسلم ، قال : قال عامر : « لقد تركتني هذه الصعافقة ، وللمسجد أبغض (1) إلي من كناسة داري » يعني أصحاب القياس
__________
(1) البغض : عكس الحب وهو الكُرْهُ والمقت

(1/162)


156 - حدثنا أبو خيثمة ، ثنا وكيع ، حدثنا ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن أبغض الرجال إلى الله الألد (1) الخصم »
__________
(1) الألد : شديد الخصومة

(1/163)


157 - حدثني أبو بكر محمد بن هاني ، حدثني أحمد بن شبويه ، حدثني سليمان بن صالح ، حدثني عبد الله بن المبارك ، عن جويرية بن أسماء ، عن سلم بن قتيبة ، قال : مر بي بشير بن عبد الله بن أبي بكرة ، فقال : « ما يجلسك ؟ » قلت : خصومة بيني وبين ابن عم لي ادعى شيئا في داري . قال : « فإن لأبيك عندي يدا ، وإني أريد أن أجزيك بها ، وإني والله ما رأيت من شيء أذهب لدين ، ولا أنقص لمروءة ، ولا أضيع للذة ، ولا أشغل لقلب من خصومة » . قال : فقمت لأرجع ، فقال : خصمي : ما لك ؟ قلت : لا أخاصمك . قال : عرفت أنه حقي ؟ قلت : لا ، ولكني أكرم نفسي عن هذا وسأبقيك بحاجتك . قال : فإني لا أطلب منك شيئا هو لك . قال : فمررت بعد ببشير وهو يخاصم ، فذكرته قوله قال : « لو كان قدر خصومتك عشر مرات فعلت ، ولكنه مرغاب أكثر من عشرين ألف ألف »

(1/164)


158 - حدثني عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا حفص بن غياث ، عن ليث ، عن الحكم ، عن محمد بن علي ، قال : « لا تجالسوا أصحاب الخصومات ، فإنهم يخوضون في آيات الله »

(1/165)


159 - حدثني محمد بن أبي حاتم ، حدثنا عبد الله بن داود ، قال : سمعت سفيان ، عن الحسن بن عمرو ، عن فضيل قال : قال إبراهيم : ما خاصمت ؟ قال : قلت : « قط » . قال ابن داود : « كذا يعني »

(1/166)


160 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدثنا حماد بن زيد ، عن يحيى بن سعيد ، قال : قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : « من جعل دينه غرضا للخصومات أكثر التنقل (1) »
__________
(1) التنقل : التحول من شيء إلى آخر ومن حال إلى حال

(1/167)


باب الغيبة وذمها

(1/168)


161 - حدثنا أحمد بن جميل المروزي ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا داود بن قيس ، حدثني أبو سعيد ، مولى عبد الله بن عامر بن كريز ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « كل المسلم على المسلم حرام ، دمه ، وماله ، وعرضه (1) »
__________
(1) العرض : كل ما يمدح ويذم في الإنسان سواء كان في نَفْسه أو في سَلَفه، أو مَن يَلْزمه أمْرُه

(1/169)


162 - حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ، حدثنا سفيان بن حمزة ، عن كثير بن زيد ، عن الوليد بن رباح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لا تحاسدوا ، ولا تباغضوا (1) ، ولا تدابروا ، ولا يغتب بعضكم بعضا ، وكونوا عباد الله إخوانا »
__________
(1) لا تباغضوا : لا تكسبوا أسبابا مفضية إلى البغض والعداوة

(1/170)


163 - حدثنا يحيى بن أيوب ، حدثنا أسباط ، عن أبي رجاء الخراساني ، عن عباد بن كثير ، عن الجريري ، عن أبي نضرة ، عن جابر ، وأبي سعيد رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إياكم والغيبة ؛ فإن الغيبة (1) أشد من الزنا ، إن الرجل قد يزاني فيتوب فيتوب الله عليه ، وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها

(1/171)


164 - حدثني أبو بكر محمد بن أبي عتاب ، حدثنا عبد القدوس أبو المغيرة ، عن صفوان بن عمرو ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « مررت ليلة أسري (1) بي على قوم يخمشون (2) وجوههم بأظافيرهم ، فقلت : يا جبريل ، من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الذين يغتابون (3) الناس ، ويقعون في أعراضهم »
__________
(1) الإسراء : السير ليلا
(2) خمش : خدش
(3) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها

(1/172)


165 - حدثنا أبو خيثمة ، ثنا يزيد بن هارون ، عن زياد بن أبي زياد ، عن محمد بن سيرين ، قال : قال سليم بن جابر : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : علمني خيرا ينفعني الله به . قال : « لا تحقرن من المعروف شيئا ، ولو أن تصب من دلوك (1) في إناء المستسقي ، وأن تلقى أخاك ببشر حسن ، وإذا أدبر فلا تغتابه (2) »
__________
(1) الدلو : إناء يُستقى به من البئر ونحوه
(2) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها

(1/173)


166 - حدثنا إبراهيم بن دينار ، حدثنا مصعب بن سلام ، عن حمزة بن حبيب الزيات ، عن أبي إسحاق ، عن البراء رضي الله عنه قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسمع العواتق (1) في بيوتها فقال : « يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه ، لا تغتابوا (2) المسلمين ، ولا تتبعوا عوراتهم ؛ فإنه من يتبع عورة (3) أخيه يتبع الله عورته ، ومن يتبع الله عورته يفضحه وهو في جوف بيته »
__________
(1) العواتق : جمع عاتق ، وهي الأنثى أول ما تبلغ ، والتي لم تتزوج بعد
(2) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(3) العورة : العيب والخلل وسوأة الإنسان ، وكل ما يستحيا منه إذا ظهر

(1/174)


167 - حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني ، وأحمد بن عمران الأخنسي ، قالا : حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن الأعمش ، عن سعيد بن عبد الله بن جريج ، عن أبي برزة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه ، لا تتبعوا عورات المسلمين ، ولا عثراتهم (1) ؛ فإنه من يتبع عثرات المسلمين يتبع الله عثرته ، ومن يتبع الله عثرته يفضحه وإن كان في بيته »
__________
(1) العثرة : الزلة والسقطة

(1/175)


168 - حدثنا عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا حفص بن غياث ، عن الأعمش ، عن رجل ، من أهل البصرة ، عن أبي برزة رضي الله عنه قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : « لا تتبعوا عثرات (1) المسلمين ، فإنه من يتبع عثرات المسلمين يتبع الله عثرته حتى يفضحه في جوف بيته »
__________
(1) العثرة : الزلة والسقطة

(1/176)


169 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا الربيع بن صبيح ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : أمر النبي صلى الله عليه وسلم بصوم يوم وقال : « لا يفطرن أحد حتى آذن له » فصام الناس حتى إذا أمسوا جعل الرجل يجيء فيقول : يا رسول الله ، إني ظللت صائما ، فأذن لي فأفطر ، فيأذن له والرجل ، والرجل حتى جاء رجل فقال : يا رسول الله ، فتاتان من أهلك ظلتا صائمتين ، وإنهما يستحيان أن يأتياك ، فأذن لهما أن يفطرا ، فأعرض عنه ثم عاوده فأعرض عنه ، ثم عاوده ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : « وكيف صام من ظل هذا اليوم يأكل لحوم الناس ، اذهب فمرهما إن كانتا صائمتين فليستقيئا » فرجع إليهما فأخبرهما ، فاستقاءتا فقاءت كل واحدة منهما علقة من دم ، فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال : « والذي نفس محمد بيده لو بقيتا في بطونهما لأكلتهما النار »

(1/177)


170 - حدثني عبد الله بن أبي بدر ، أخبرنا يزيد بن هارون ، أخبرنا سليمان التيمي ، قال : سمعت رجلا ، يحدث في مجلس أبي عثمان النهدي ، عن عبيد ، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن امرأتين من الأنصار صامتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجلست إحداهما إلى الأخرى ، فجعلتا تأكلان لحوم الناس ، فجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن ها هنا امرأتين صامتا ، وقد كادتا أن تموتا من العطش ، فأعرض (1) عنه النبي صلى الله عليه وسلم ، فسكت قال : ثم جاءه بعد ذلك أحسبه قال : في الظهيرة فقال : يا رسول الله ، إنهما والله لقد ماتتا أو كادتا أن تموتا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « إيتوني بهما » فجاءتا فدعا بعس (2) أو قدح فقال لإحداهما : « قيئي » فقاءت من قيح ودم وصديد حتى ملأت القدح ، وقال للأخرى : « قيئي » ، فقاءت من قيح ودم وصديد حتى ملأت القدح ، فقال : « إن هاتين صامتا مما أحل الله لهما ، وأفطرتا على ما حرم الله عليهما ، جلست إحداهما إلى الأخرى ، فجعلتا تأكلان لحوم الناس »
__________
(1) أعرض : ولى الأمر ظهره وصد عنه وانصرف
(2) العس : القدح الكبير وجمعه : عِساس وأعساس

(1/178)


171 - حدثنا خلف بن هشام ، حدثنا أبو شهاب ، أخبرني هشام الدستوائي ، عن يحيى بن أبي كثير ، قال : دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة إلى الطعام ، وكان في لسانها شيء ، فقالت : يا رسول الله ، إني صائمة . فقال : « لم تفعلي ؟ » فلما كان يوم آخر تحفظت بعض التحفظ ، فدعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطعام ، فقالت : يا رسول الله ، إني صائمة ، قال : « قد كدت ولم تفعلي » فلما كان في اليوم الثالث ، تحفظت ، فدعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطعام فقالت : يا رسول الله ، إني صائمة قال : « قد فعلت »

(1/179)


172 - حدثنا سويد بن سعيد ، حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، عن عبد الله بن سعيد ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « الربا سبعون حوبا (1) ، أيسره كنكاح الرجل أمه ، وأربى الربا عرض الرجل المسلم »
__________
(1) الحوب : الإثم والذنب

(1/180)


173 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « أربى الربا تفضيل المرء على أخيه بالشتم »

(1/181)


174 - حدثنا محمد بن علي بن شقيق ، قال : سمعت أبي ، حدثنا أبو مجاهد ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر الربا ، وعظم شأنه ، فقال : « إن الدرهم يصيبه الرجل من الربا ، أعظم عند الله في الخطيئة من ست وثلاثين زنية يزنيها الرجل ، وأربى الربا عرض الرجل المسلم »

(1/182)


175 - حدثنا محمد بن علي ، حدثنا النضر بن شميل ، أخبرنا أبو العوام : واسمه عبد العزيز بن ربيع الباهلي ، حدثنا أبو الزبير : واسمه محمد ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير ، فأتى على قبرين يعذب صاحباهما ، فقال : « أما إنهما لا يعذبان في كبير ويل : أما أحدهما فكان يغتاب (1) الناس ، وأما الآخر فكان لا يتأذى (2) من بوله » ودعا بجريدة رطبة أو جريدتين فكسرهما ، ثم أمر بكل كسرة ، فغرست على قبر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أما إنه سيهون من عذابهما ما كانتا رطبتين ، أو ما لم ييبسا (3) »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(2) التأذي : التضرر
(3) يبس : جف

(1/183)


176 - حدثنا عبد الله بن أبي بدر ، أخبرنا يزيد بن هارون ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس قال : مر عمرو بن العاص رضي الله عنه على بغل ميت ، فقال : « والله لأن يأكل أحدكم من لحم هذا خير له من أن يأكل لحم أخيه »

(1/184)


177 - حدثنا يحيى بن يوسف الزمي ، حدثنا محمد بن سلمة الحراني ، عن محمد بن إسحاق ، عن عمه موسى بن يسار ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : « من أكل لحم أخيه في الدنيا ، قرب إليه لحمه في الآخرة ، فقيل له : كله ميتا كما أكلته حيا . فيأكله ويضج ويكلح »

(1/185)


178 - حدثنا يحيى بن يوسف الزمي ، حدثنا يحيى بن سليم ، عن هشام ، عن ابن سيرين ، عن عبيدة السلماني ، قال : « اتقوا المفطرين الغيبة (1) والكذب »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها

(1/186)


179 - حدثنا أبو نصر التمار ، حدثنا فضيل بن عياض ، عن ليث ، عن مجاهد قال : « المسلم يسلم له صومه ، يتقي الغيبة (1) والكذب »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها

(1/187)


180 - حدثنا عبد الله ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا سعيد بن عامر ، عن الربيع بن صبيح : أن رجلين كانا قاعدين عند باب من أبواب المسجد الحرام ، فمر بهما رجل كأنه مخنث (1) فتركا ذاك ، فقالا : لقد بقي فيه منه شيء ، فأقيمت الصلاة ، فدخلا فصليا مع الناس ، فحاك في أنفسهما مما قالا ، فأتيا عطاء رضي الله عنه ، فسألاه « فأمرهما أن يعيدا الوضوء والصلاة » ، وكانا صائمين ، « فأمرهما أن يقضيا صيام ذلك اليوم »
__________
(1) المخنث : الذي يشبه النساء في أخلاقه وفي كلامه وحركاته. وتارة يكون هذا خلقة من الأصل ، وتارة يكون بتكلف وهو المنهي عنه

(1/188)


181 - حدثني عبد الله بن أبي بدر ، أخبرنا يزيد بن هارون ، عن هشام بن حسان ، عن خالد الربعي قال : « دخلت المسجد ، فجلست إلى قوم ، فذكروا رجلا ، فنهيتهم عنه ، فكفوا ثم جرى بهم الحديث حتى عادوا في ذكره ، فدخلت معهم في شيء ، فلما كان من الليل رأيت في المنام كأن شيئا أسود طويلا جدا ، معه طبق خلاف أبيض ، عليه لحم خنزير ، فقال : كل . قلت : آكل لحم خنزير ؟ والله لا آكله . فأخذ بقفاي وقال : كل ، وانتهرني انتهارة شديدة ، ودسه في فمي ، فجعلت ألوكه ولا أسيغه ، وأفرق أن ألقيه واستيقظت قال : فمخلوفه لقد مكثت ثلاثين يوما وثلاثين ليلة ما آكل طعاما ، إلا وجدت طعم ذلك اللحم في فمي » وسمعت يحيى بن أيوب ، يذكر عن نفسه أنه « رأى في المنام - صنع به نحو هذا - وأنه وجد طعم الدسم على شفتيه أياما ، وذلك أنه كان يجالس رجلا يغتاب الناس »

(1/189)


182 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا ابن المبارك ، عن أبي مودود ، عن زيد بن مولى قيس الحذاء ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : ( ولا تلمزوا أنفسكم (1) ) قال : « لا يطعن بعضكم على بعض »
__________
(1) سورة : الحجرات آية رقم : 11

(1/190)


183 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا ابن المبارك ، أخبرنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( ويل لكل همزة لمزة (1) ) قال : « الهمزة : الطعان في الناس ، واللمزة : الذي يأكل لحوم الناس »
__________
(1) سورة : الهمزة آية رقم : 1

(1/191)


184 - حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب ، حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن محمد بن إسحاق ، عن وهب بن منبه : « أن ذا القرنين عليه السلام ، قال لبعض الأمم : ما بال كلمتكم واحدة وطريقتكم مستقيمة ؟ قالوا : إنا من قبل لا نتخادع ، ولا يغتاب (1) بعضنا بعضا »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها

(1/192)


185 - حدثنا داود بن عمرو الضبي ، حدثنا إسماعيل بن عياش ، حدثني ثعلبة بن مسلم الخثعمي ، عن أيوب العجلي ، عن شفي بن ماتع الأصبحي : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « أربعة يؤذون أهل النار على ما بهم من الأذى ، يسعون بين الحميم والجحيم ، يدعون بالويل والثبور (1) ، يقول بعض أهل النار لبعض : ما بال هؤلاء قد آذونا على ما بنا من الأذى ؟ قال : فرجل مغلق عليه تابوت من جمر ، ورجل يجر أمعاءه ، ورجل يسيل فوه قيحا ودما ، ورجل يأكل لحمه فيقال للذي يأكل لحمه : ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى ؟ فيقول : إن الأبعد كان يأكل لحوم الناس بالغيبة ويمشي بالنميمة »
__________
(1) الثبور : الهلاك والخسران

(1/193)


186 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا مروان بن معاوية ، ويزيد بن هارون ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، قال : مر عمرو بن العاص رضي الله عنه على بغل ميت ، فقال لأصحابه : « والله لأن يأكل أحدكم من لحم هذا حتى يمتلئ ، خير له من أن يأكل لحم رجل مسلم »

(1/194)


187 - حدثني أبو حاتم ، حدثنا أصبغ ، أخبرني ابن وهب ، أخبرني عبد الله بن عياش ، عن يزيد بن قوذر ، عن كعب ، قال : « الغيبة (1) تحبط العمل »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها

(1/195)


188 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا ابن علية ، حدثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة رضي الله عنه قال : « ذكر لنا أن عذاب القبر ثلاثة أثلاث : ثلث من الغيبة ، وثلث من البول ، وثلث من النميمة »

(1/196)


189 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا محمد بن يزيد الواسطي ، أخبرنا جويبر ، عن الضحاك في قوله : ( ولا تلمزوا أنفسكم (1) ) قال : « اللمز : النميمة »
__________
(1) سورة : الحجرات آية رقم : 11

(1/197)


190 - حدثنا محمد بن أبي حاتم الأزدي ، حدثنا داود بن المحبر ، حدثنا الربيع بن صبيح ، قال : سمعت الحسن رضي الله عنه يقول : « والله للغيبة أسرع في دين المؤمن من الأكلة في جسده »

(1/198)


191 - حدثني عيسى بن عبد الله التميمي ، قال : بلغني عن عتاب بن بشير ، عن خصاف ، وخصيف ، وعبد الكريم بن مالك ، قالوا : « أدركنا السلف وهم لا يرون العبادة في الصوم ، ولا في الصلاة ، ولكن في الكف عن أعراض الناس »

(1/199)


192 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، عن إسرائيل ، عن أبي يحيى ، عن مجاهد ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : « إذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك ، فاذكر عيوبك »

(1/200)


193 - حدثني عبد الله بن أبي بدر ، أخبرنا كثير بن هشام ، عن جعفر بن برقان ، عن يزيد بن الأصم قال : سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول : قال : « يبصر أحدكم القذى في عين أخيه ، وينسى الجذل في عينه »

(1/201)


194 - حدثنا خالد بن مرداس ، حدثنا أبو عقيل ، عن حفص بن عثمان ، قال : كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : « لا تشغلوا أنفسكم بذكر الناس فإنه بلاء (1) ، وعليكم بذكر الله فإنه رحمة »
__________
(1) البلاء : الاخْتِبار بالخير ليتَبَيَّن الشُّكر، وبالشَّر ليظْهر الصَّبْر

(1/202)


195 - حدثني أبو محمد الأزدي ، حدثنا علي بن ثابت ، عن صالح المزني ، قال : كتب سلمان إلى أبي الدرداء رضي الله عنهما : « أما بعد ، فإني أوصيك بذكر الله فإنه دواء ، وأنهاك عن ذكر الناس فإنه داء »

(1/203)


196 - حدثنا نصر بن طرخان ، حدثنا عمران بن خالد الخزاعي قال : كان الحسن رضي الله عنه يقول : « ابن آدم ، إنك لن تصيب حقيقة الإيمان حتى لا تعيب الناس بعيب هو فيك ، وحتى تبدأ بصلاح ذلك العيب فتصلحه من نفسك ، فإذا فعلت ذلك كان شغلك في خاصة نفسك ، وأحب العباد إلى الله من كان هكذا »

(1/204)


197 - حدثني عبد الله بن أبي بدر ، أخبرنا يزيد بن هارون ، عن المسعودي ، عن عون بن عبد الله قال : « ما أحسب أحدا تفرغ لعيوب الناس ، إلا من غفلة غفلها عن نفسه »

(1/205)


198 - حدثني المفضل بن غسان ، عن أبيه ، قال : قال بكر بن عبد الله : « إذا رأيتم الرجل مولعا بعيوب الناس ناسيا لعيبه ، فاعلموا أنه قد مكر به »

(1/206)


199 - حدثني أبي ، أخبرنا الأصمعي ، عن معتمر بن سليمان ، عن حزم القطعي ، عن سليمان التيمي ، قال : قال الأحنف بن قيس : « ما ذكرت أحدا بسوء بعد أن يقوم من عندي »

(1/207)


200 - حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي ، حدثنا الأصمعي ، عن أبيه ، قال : كان الأحنف بن قيس إذا ذكر عنده رجل قال : « دعوه يأكل رزقه ويأتي عليه أجله » . وقال عن غير أبيه : إن الأحنف ، قال : « دعوه يأكل رزقه ويكفي قرنه »

(1/208)


201 - وحدثنا أحمد بن جميل المروزي ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا جعفر بن حيان ، عن الحسن رضي الله عنه قال : « يا ابن آدم ، تبصر القذى في عين أخيك ، وتدع الجذل معترضا في عينك »

(1/209)


202 - حدثني العباس العنبري ، حدثنا محمد بن عبيد ، حدثنا محرز وهو أبو رجاء الشامي ، عن عمر بن عبد الله ، عن عمران بن عبد الرحمن ، قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : « عليكم بذكر الله فإنه شفاء ، وإياكم وذكر الناس فإنه داء »

(1/210)


باب تفسير الغيبة

(1/211)


203 - حدثنا يحيى بن أيوب ، حدثنا إسماعيل بن جعفر ، أخبرني العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « هل تدرون ما الغيبة ؟ » قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : « ذكرك أخاك بما يكره » . قيل : أرأيت إن كان في أخي ما أقوله ؟ قال : « إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه فقد بهته (1) »
__________
(1) بهته : كذَبت وافْتَريْت عليه

(1/212)


204 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا علي بن عاصم ، عن المثنى بن الصباح ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، قال : ذكر رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : ما أعجزه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « اغتبتم (1) أخاكم » . قلنا : يا رسول الله ، قلنا ما فيه ، قال : « إن قلتم ما فيه اغتبتموه ، وإن قلتم ما ليس فيه فقد بهتموه »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك في غيابه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها

(1/213)


205 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، عن علي بن الأقمر ، عن أبي حذيفة ، عن عائشة رضي الله عنها ، أنها ذكرت امرأة فقالت : إنها قصيرة . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « اغتبتها (1) »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك في غيابه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها

(1/214)


206 - حدثنا أبو عبد الرحمن القرشي ، حدثنا أبو معاوية ، قال : ذكر الشيباني ، عن حسان بن مخارق ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : دخلت امرأة قصيرة ، والنبي صلى الله عليه وسلم جالس ، فقلت بإبهامي هكذا ، وأشرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنها قصيرة . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « اغتبتها (1) »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك في غيابه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها

(1/215)


207 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا قران بن تمام ، عن محمد بن أبي حميد ، عن موسى بن وردان ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال رجل من القوم : يا رسول الله ، ما أعجز فلانا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أكلتم لحم أخيكم ، واغتبتموه »

(1/216)


208 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا أبو نصر التمار ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن عباس الجريري ، عن سنان بن سلمة قال : كنت مع أبي عند ابن عمر رضي الله عنهما ، فسئل عن الغيبة ، فقال ابن عمر رضي الله عنهما : « الغيبة : أن تقول ما فيه ، والبهتان : أن تقول ما ليس فيه »

(1/217)


209 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا حسين بن محمد ، عن المسعودي ، عن عون بن عبد الله قال : « إذا قلت ما في الرجل وأنت تعلم أنه يكره ذلك فقد اغتبته ، وإذا قلت ما ليس فيه فقد بهته »

(1/218)


210 - وحدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا ابن علية ، حدثنا هشام الدستوائي ، عن حماد ، عن إبراهيم ، قال : كان ابن مسعود رضي الله عنه يقول : « الغيبة : أن تذكر من أخيك ما تعلم فيه ، وإذا قلت ما ليس فيه فذلك البهتان »

(1/219)


211 - حدثنا يحيى بن أيوب ، حدثنا مروان بن معاوية ، عن عمر بن سيف قال : قال الحسن : « يخشون أن يكون قولنا حميد الطويل غيبة (1) »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها

(1/220)


212 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا محمد بن ميسر أبو سعد ، حدثنا جرير بن حازم ، قال : ذكر ابن سيرين رجلا ، فقال : ذاك الرجل الأسود ، ثم قال : « أستغفر الله ، إني أراني قد اغتبته (1) »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك في غيابه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها

(1/221)


213 - حدثنا خلف بن هشام ، حدثنا أبو شهاب ، عن هشام بن حسان قال : « الغيبة : أن يقول الرجل ما هو فيه مما يكره »

(1/222)


214 - أخبرنا عبيد الله العتكي ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا الهنيد بن القاسم ، قال : سمعت غبطة بنت خالد قالت : سمعت عائشة رضي الله عنها تقول : لا يغتاب (1) منكن أحد أحدا ، فإني قلت لامرأة مرة وأنا عند النبي صلى الله عليه وسلم : إن هذه لطويلة الذيل . فقال : « الفظي الفظي » فلفظت بضعة من لحم
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها

(1/223)


215 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، حدثني أبي ، قال : وحدثني واصل ، مولى أبي عيينة قال : حدثني خالد بن عرفطة ، عن طلحة بن نافع ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فارتفعت لنا ريح منتنة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « تدرون ما هذه الريح ؟ هذه ريح الذين يغتابون (1) المؤمنين »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها

(1/224)


216 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا المسعودي ، وقيس بن الربيع ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رجل : يا رسول الله ، أي الإسلام أفضل ؟ قال : « يسلم المسلمون من لسانه ويده »

(1/225)


باب الغيبة التي يحل لصاحبها الكلام بها

(1/226)


217 - حدثنا أبو خيثمة ، وإسحاق بن إسماعيل ، قالا : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن محمد بن المنكدر ، سمع عروة قال : حدثتني عائشة رضي الله عنها قالت : استأذن رجل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : « ائذنوا له ، فبئس ابن العشيرة ، أو بئس رجل العشيرة » ، فلما أن دخل ألان له القول ، فلما خرج قلنا : قلت الذي قلت ، ثم ألنت له القول ؟ قال : « أي عائشة ، شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من ودعه - أو تركه - الناس اتقاء شره »

(1/227)


218 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرني عثمان بن مطر ، عن ثابت ، عن أنس : أن رجلا أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في حلقة ، فأثنوا عليه شرا ، فرحب به النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما قام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « شر الناس منزلة يوم القيامة من يخاف لسانه ، أو يخاف شره »

(1/228)


219 - حدثنا أبو طالب عبد الجبار بن عاصم ، حدثنا الجارود بن يزيد ، عن بهز بن حكيم ، عن أبيه ، عن جده رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أترعون عن ذكر الفاجر ؟ متى يعرفه الناس ؟ اذكروه بما فيه يحذره الناس »

(1/229)


220 - حدثنا الحسن بن يحيى ، أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر عن زيد بن أسلم ، قال : « إنما الغيبة (1) لمن لم يعلن بالمعاصي »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها

(1/230)


221 - حدثنا يوسف بن موسى ، حدثنا عبد الرحمن بن مغراء ، حدثنا الأعمش ، عن إبراهيم قال : « ثلاث كانوا لا يعدونهن من الغيبة (1) : الإمام الجائر ، والمبتدع ، والفاسق المجاهر بفسقه »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها

(1/231)


222 - حدثنا خلف بن هشام ، حدثنا أبو عوانة ، عن قتادة ، عن الحسن رضي الله عنه قال : « ليس بينك وبين الفاسق حرمة »

(1/232)


223 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا الربيع بن صبيح ، عن الحسن رضي الله عنه قال : « ليس لمبتدع غيبة (1) »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها

(1/233)


224 - حدثنا عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا حسين الجعفي ، عن هانئ بن أيوب ، قال : سألت محارب بن دثار عن غيبة (1) الرافضة ، قال : « إنهم إذن لقوم صدق »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها

(1/234)


225 - وبلغني عن أحمد بن عمران الأخنسي ، حدثنا سليمان بن حيان ، عن الأعمش ، عن إبراهيم قال : « ثلاث ليس لهم غيبة : الظالم ، والفاسق ، وصاحب البدعة »

(1/235)


226 - حدثنا أبي ، أخبرنا هشيم ، عن الأعمش ، عن إبراهيم قال : « كانوا لا يرونها غيبة ما لم يسم صاحبها »

(1/236)


227 - حدثنا رباح بن الجراح العبدي ، حدثنا سابق بن عبد الله - وكان من البكائين رحمه الله - عن أبي خلف ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا مدح الفاسق غضب الله ، واهتز لذلك العرش »

(1/237)


228 - حدثنا محمد بن أبي سمينة ، حدثنا المعافى بن عمران ، عن سابق ، عن أبي خلف ، عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الله يغضب إذا مدح الفاسق »

(1/238)


229 - حدثني محمد بن عبد المجيد التميمي ، حدثنا عبيد الله بن عمرو ، عن يونس ، عن الحسن رضي الله عنه قال : « من دعا لظالم ببقاء ، فقد أحب أن يعصى الله عز وجل »

(1/239)


230 - حدثني يحيى بن جعفر ، أخبرنا عبد الملك بن إبراهيم الجدي ، حدثنا الصلت بن طريف ، قال : قلت للحسن رضي الله عنه : الرجل الفاجر المعلن بفجوره ، ذكري له بما فيه غيبة ؟ قال : « لا ، ولا كرامة »

(1/240)


231 - حدثني محمد بن عباد بن موسى ، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، عن همام ، عن قتادة ، قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : « ليس لفاجر حرمة » وكان رجل قد خرج مع يزيد بن المهلب فكان الحسن إذا ذكره هرته

(1/241)


232 - حدثني محمد ، حدثنا زيد بن الحباب ، عن حماد بن سلمة ، عن حميد الطويل رضي الله عنه قال : ذكروا الغيبة (1) عند سعيد بن جبير رضي الله عنه فقال : « ما استقبلته به ثم قلته من ورائه فليس بغيبة »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها

(1/242)


233 - حدثني محمد ، حدثنا يحيى بن أبي بكير ، عن شريك ، عن عقيل ، عن الحسن رضي الله عنه قال : « ثلاثة ليس لهم غيبة (1) : صاحب هوى ، والفاسق المعلن بالفسق ، والإمام الجائر (2) »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(2) الجور : البغي والظلم والميل عن الحق

(1/243)


234 - حدثني محمد ، حدثنا مروان بن معاوية ، عن زائدة بن قدامة قال : قلت لمنصور بن المعتمر : إذا كنت صائما أنال من السلطان ؟ قال : « لا » . قلت : فأنال من أصحاب الأهواء ؟ قال : « نعم »

(1/244)


235 - حدثنا عبيد الله بن جرير ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا المبارك ، عن الحسن رضي الله عنه قال : « إذا ظهر فجوره ، فلا غيبة (1) له نحو المخنث (2) ، ونحو الحرورية »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(2) المخنث : الذي يشبه النساء في أخلاقه وفي كلامه وحركاته. وتارة يكون هذا خلقة من الأصل ، وتارة يكون بتكلف وهو المنهي عنه

(1/245)


236 - حدثني عبيد الله ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا الصلت بن طريف المغولي ، قال : سألت الحسن رضي الله عنه قلت : رجل قد علمت منه الفجور ، وقتلته علما ، أفذكري له غيبة (1) ؟ قال : « لا ، ولا نعمت عين للفاجر »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها

(1/246)


237 - حدثني أبي ، أخبرنا علي بن شقيق ، أخبرنا خارجة ، حدثنا ابن جابان ، عن الحسن قال : « ثلاثة لا تحرم عليك أعراضهم : المجاهر بالفسق ، والإمام الجائر (1) ، والمبتدع »
__________
(1) الجور : البغي والظلم والميل عن الحق

(1/247)


باب ذب المسلم عن عرض أخيه

(1/248)


238 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا جرير عن ليث ، عن شهر بن حوشب ، عن أم الدرداء ، عن أبي الدرداء رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : « من رد عن عرض (1) أخيه بالمغيبة ، كان حقا على الله أن يرد عن عرضه يوم القيامة »
__________
(1) العرض : كل ما يمدح ويذم في الإنسان سواء كان في نَفْسه أو في سَلَفه، أو مَن يَلْزمه أمْرُه

(1/249)


239 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا عثمان بن عمر ، عن عبيد الله بن أبي زياد ، عن شهر بن حوشب ، عن أسماء بنت يزيد : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « من ذب (1) عن عرض أخيه بالمغيبة ، كان حقا على الله أن يعتقه من النار »
__________
(1) الذب : الدفع والمنع

(1/250)


240 - حدثنا أبو بلال الأشعري ، حدثنا أبو المنقذ القرشي ، عن شيخ ، من أهل البصرة ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من حمى عن عرض أخيه في الدنيا ، بعث الله إليه ملكا - يوم القيامة - يحميه عن النار »

(1/251)


241 - حدثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي ، حدثني علي بن الحسن العسقلاني ، عن عبد الله بن المبارك ، عن ليث بن سعد ، قال : حدثني يحيى بن سليم بن زيد ، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ، سمع إسماعيل بن بشير مولى بني مغالة يقول : سمعت جابر بن عبد الله ، وأبا طلحة الأنصاريين رضي الله عنهما يقولان : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما من امرئ يخذل (1) امرءا مسلما في موطن تنتهك (2) فيه حرمته ، وينتقص فيه من عرضه ، إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته ، وما من امرئ ينصر امرءا مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وتنتهك فيه من حرمته ، إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته » قال : وحدثنيه عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن عتبة بن شداد
__________
(1) خذل فلانا : تخلى عن عونه ونصرته
(2) تنتهك : تنتقص ويعتدى عليها

(1/252)


242 - حدثني يعقوب بن عبيد ، حدثنا هشام بن عمار ، حدثنا أبو محبر الحمصي ، عن شيخ ، من أهل البصرة ، عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا وقع في الرجل وأنت في ملإ ، فكن للرجل ناصرا ، وللقوم زاجرا أو قم عنهم » ثم تلا هذه الآية : ( أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه (1) ) «
__________
(1) سورة : الحجرات آية رقم : 12

(1/253)


243 - حدثني إبراهيم بن راشد أبو إسحاق ، حدثنا زيد بن عوف ، عن حماد بن سلمة ، عن شيخ ، من أهل البصرة ، عن العلاء بن أنس ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من اغتيب عنده أخوه المسلم ، فلم ينصره ، وهو يستطيع نصره ، أدركه الله في الدنيا والآخرة »

(1/254)


244 - حدثنا أبو كريب ، حدثنا عبد الله بن محمد ، أخبرنا حبان بن موسى ، عن إسماعيل بن مسلم ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : « من نصر أخاه المسلم بالغيب ، نصره الله في الدنيا والآخرة »

(1/255)


245 - حدثنا خلف بن هشام ، حدثنا أبو شهاب ، عن الأعمش ، عن أبي وائل : أن عمر رضي الله عنه قال : « ما يمنعكم إذا رأيتم السفيه (1) يخرق أعراض الناس أن تعربوا عليه ؟ » قالوا : نخاف لسانه ، قال : « ذلك أدنى أن لا تكونوا شهداء »
__________
(1) السَّفَه : الخفّة والطيشُ، وسَفِه رأيُه إذا كان مَضْطربا لا اسِتقامَةَ له، والسفيه : الجاهلُ

(1/256)


246 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا شعبة ، عن يحيى بن الحصين ، قال : سمعت طارقا قال : كان بين سعد وخالد كلام ، فذهب رجل يقع في خالد عند سعد فقال : « مه (1) ، إن ما بيننا لم يبلغ ديننا »
__________
(1) مه : كلمة زجر بمعنى كف واسكت وانته

(1/257)


247 - حدثني أبي رحمه الله ، عن شيخ ، من قريش قال : قال مولى لعمرو بن عتبة بن أبي سفيان : رآني عمرو بن عتبة وأنا مع رجل وهو يقع في آخر ، فقال لي : « ويلك ، - ولم يقلها لي قبلها ، ولا بعدها - نزه سمعك عن استماع الخنا (1) ، كما تنزه لسانك عن القول به ، فإن المستمع شريك القائل ، وإنما نظر إلى شر ما في وعائه فأفرغه في وعائك ، ولو رددت كلمة السفيه في فيه ، لسعد بها رادها ، كما شقي بها قائلها »
__________
(1) الخنا : الفحش

(1/258)


248 - حدثنا الحسن بن عيسى ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، حدثنا يحيى بن أيوب ، عن عبد الله بن سليمان ، أن إسماعيل بن يحيى المعافري أخبره ، عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من يحمي مؤمنا من منافق بغيبة ، بعث الله ملكا يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم ، ومن قفا مسلما بشيء يريد به شينه (1) ، حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال »
__________
(1) الشين : العيب والنقيصة والقبح

(1/259)


249 - حدثنا أبو بكر بن هاشم بن القاسم ، حدثنا سعيد بن عامر ، عن حزم قال : « كان ميمون بن سياه لا يغتاب (1) ، ولا يدع أحدا عنده يغتاب ، ينهاه ، فإذا انتهى وإلا قام »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها

(1/260)


250 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، حدثنا أبو بكر النهشلي ، عن مرزوق أبي بكر التيمي ، عن أم الدرداء ، عن أبي الدرداء رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من رد عن عرض (1) أخيه ، رد الله عن وجهه النار يوم القيامة »
__________
(1) العرض : كل ما يمدح ويذم في الإنسان سواء كان في نَفْسه أو في سَلَفه، أو مَن يَلْزمه أمْرُه

(1/261)


باب ذم النميمة

(1/262)


251 - حدثنا خالد بن خداش ، حدثنا مهدي بن ميمون ، عن واصل الأحدب ، عن أبي وائل قال : بلغ حذيفة ، عن رجل ، أنه ينم الحديث ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « لا يدخل الجنة نمام »

(1/263)


252 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن همام ، عن حذيفة ، رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : « لا يدخل الجنة قتات (1) » قال الأعمش : « والقتات : النمام »
__________
(1) القتات : النمام الذي يتسمّع كلام الناس من حيث لا يعلمون ثم ينقل ما سمع

(1/264)


253 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن بسام ، حدثني صالح المري ، عن سعيد الجريري ، عن أبي عثمان النهدي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن أحبكم إلى الله أحسنكم أخلاقا ، الموطئون أكنافا ، الذين يألفون ويؤلفون ، وإن أبغضكم (1) إلى الله المشاءون بالنميمة ، المفرقون بين الإخوان ، الملتمسون للبراء (2) العثرات »
__________
(1) البغض : عكس الحب وهو الكُرْهُ والمقت
(2) البرآء : جمع بريء وهو البعيد عن التهم

(1/265)


254 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا بهز بن أسد ، عن شعبة ، عن أبي إسحاق ، قال : سمعت أبا الأحوص ، يحدث ، عن عبد الله رضي الله عنه قال : إن محمدا صلى الله عليه وسلم كان يقول : « ألا أنبئكم بالعضة ؟ هي النميمة ، القالة بين الناس »

(1/266)


255 - حدثنا داود بن عمرو الضبي ، حدثنا داود العطار ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن شهر بن حوشب ، عن أسماء بنت يزيد : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ألا أخبركم بشراركم ؟ » قالوا : بلى . قال : « المشاءون بالنميمة المفسدون بين الأحبة الباغون (1) للبرآء (2) العنت (3) »
__________
(1) الباغون : جمع باغ وهم المتمنون
(2) البرآء : جمع بريء وهو البعيد عن التهم
(3) العنت : المشقة والفساد والهلاك والإثم والغلط والزنا والحديث يحتمل كلها

(1/267)


256 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا أبو معاوية ، عن عبد الله بن ميمون ، عن موسى بن مسكين ، عن أبي ذر رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من أشاد على مسلم كلمة ليشينه بها بغير حق شانه الله بها في النار يوم القيامة »

(1/268)


257 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا ابن المبارك ، عن وهيب يعني ابن خالد ، عن موسى بن عقبة ، عن سليمان بن عمرو بن ثابت ، عن جبير بن نفير الحضرمي ، أنه سمع أبا الدرداء رضي الله عنه يقول : « أيما رجل أشاع على رجل كلمة وهو منها بريء ليشينه بها في الدنيا كان حقا على الله أن يدنيه (1) بها يوم القيامة في النار »
__________
(1) الدنو : الاقتراب

(1/269)


258 - حدثني عبد الله بن أبي بدر ، أخبرنا يزيد بن هارون ، أخبرنا جهير بن يزيد ، عن خداش بن عباس أبو عياش ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « من شهد على مسلم بشهادة ليس لها بأهل فليتبوأ (1) مقعده من النار »
__________
(1) فليتبوأ مقعده من النار : فليتخذ لنفسه منزلا فيها ، وهو أمر بمعنى الخبر أو بمعنى التهديد أو بمعنى التهكم أو دعاء على فاعل ذلك أي بوَّأهُ اللَّه ذلك

(1/270)


259 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، أخبرنا جرير ، عن ليث ، عن عبد الملك ، عن أنس رضي الله عنه قال : « من أكل بأخيه المسلم أكلة أطعمه الله بها أكلة من النار ، ومن لبس بأخيه المسلم ثوبا ألبسه الله به ثوبا من النار ، ومن قام بأخيه المسلم مقام سمعة أو رياء أقامه الله مقام رياء (1) وسمعة »
__________
(1) الرياء : إظهار العمل للناس ليروه ويظنوا به خيرا

(1/271)


260 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، أنا ابن لهيعة ، عن عبد الله بن هبيرة ، عن عبد الله بن زرير الغافقي ، عن علي رضي الله عنه قال : « القائل الكلمة الزور والذي يمد بحبلها في الإثم سواء »

(1/272)


261 - حدثنا أحمد بن جميل ، أنا ابن المبارك ، أنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن شبيل بن عوف رحمه الله ، قال : « كان يقال : من سمع بفاحشة (1) فأفشاها فهو كالذي أبداها »
__________
(1) الفاحشة : القبيح الشنيع من الأقوال والأفعال

(1/273)


262 - حدثني هارون بن عبد الله ، أخبرنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي ، عن مسكين أبي فاطمة ، عن شيخ ، من أهل البصرة ، عن أبي الجوزاء ، قال : قلت لابن عباس رضي الله عنهما : أخبرني من هذا الذي ندبه الله بالويل . فقال : ( ويل لكل همزة (1) ) ، قال : « هو المشاء بالنميمة ، المفرق بين الإخوان ، والمغري بين الجميع »
__________
(1) سورة : الهمزة آية رقم : 1

(1/274)


263 - أخبرنا ابن جميل ، أخبرنا ابن المبارك ، أخبرنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد : ( حمالة الحطب (1) ) قال : « كانت تمشي بالنميمة »
__________
(1) سورة : المسد آية رقم : 4

(1/275)


264 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا جرير ، عن منصور ، عن أبي هاشم ، عن أبي العالية ، أو غيره ، قال : حدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « أتاني البارحة (1) رجلان ، فاكتنفاني (2) ، فانطلقا بي حتى مرا بي على رجل في يده كلاب يدخله في في رجل فيشق شدقه (3) ، حتى يبلغ لحييه ، فيعود فيأخذ فيه ، فقلت : من هذا ؟ قال : هم الذين يسعون بالنميمة »
__________
(1) البارحة : أقرب ليلة مضت
(2) اكتنفه : أحاط به
(3) الشدق : جانب الفم

(1/276)


265 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا زهير بن معاوية ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون قال : « لما تعجل موسى عليه السلام إلى ربه رأى تحت العرش رجلا فغبطه بمكانه ، وقال : إن هذا لكريم على ربه ، فسأل ربه أن يخبره باسمه ؟ فلم يخبره ، فقال : أحدثك من أمره بثلاث : كان لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله ، وكان لا يعق والديه ، ولا يمشي بالنميمة »

(1/277)


266 - حدثنا خلف بن هشام ، حدثنا خالد ، عن بيان ، عن حكيم بن جابر رحمه الله ، قال : « من أشاع فاحشة (1) ، فهو كباديها »
__________
(1) الفاحشة : القبيح الشنيع من الأقوال والأفعال

(1/278)


267 - حدثني عبد الله بن أبي بدر ، أنا وكيع ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن عبد الرحمن بن يزيد رحمه الله ، قال : « كانت لنا جارية أعجمية ، فحضرتها الوفاة ، فجعلت تقول : هذا فلان يمرغ في الحمأة . فلما ماتت سألنا عن الرجل ، فقالوا : ما كان به بأس ، إلا أنه كان يمشي بالنميمة »

(1/279)


268 - حدثنا إبراهيم أبو إسحاق ، حدثني زيد بن عوف ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن حميد : « أن رجلا ساوم (1) بعبد ، فقال مولاه : إني أبرأ (2) إليك من النميمة ، فقال : نعم ، أنت بريء منها ، قال : فاشتراه ، فجعل يقول لمولاه : إن امرأتك تبغي وتفعل وتفعل ، وإنها تريد أن تقتلك ، ويقول للمرأة : إن زوجك يريد أن يتزوج عليك ، ويتسرى عليك ، فإن أردت أن أعطفه عليك فلا يتزوج عليك ، ولا يتسرى ، فخذي الموسى فاحلقي شعرة من حلقه إذا نام ، وقال للزوج : إنها تريد أن تقتلك إذا نمت ، قال : فذهب فتناوم لها ، وجاءت بموسى لتحلق شعرة من حلقه ، فأخذ بيدها فقتلها ، فجاء أهلها ، فاستعدوا ، فقتلوه »
__________
(1) المساومة : المجاذبة بين البائع والمشتري وفصل ثمن السلعة
(2) برئ من الشيء : خلص وخلا

(1/280)


269 - حدثنا فضيل بن عبد الوهاب ، حدثنا أبو عوانة ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن سليمان بن بريدة ، قال : سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول في قوله : ( فخانتاهما (1) ) قال : « لم يكن زنا ، ولكن امرأة نوح كانت تخبر أنه مجنون ، وامرأة لوط تخبر بالضيف إذا نزل » حدثنا فضيل ، حدثنا بزيغ ، قال : سمعت الضحاك يقول : « كانت خيانتهما النميمة »
__________
(1) سورة : التحريم آية رقم : 10

(1/281)


270 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، حدثنا سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن همام رحمه الله ، قال : كنا عند حذيفة رضي الله عنه ، فذكروا رجلا أنه ينقل الحديث إلى عثمان رضي الله عنه ، فقال حذيفة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « لا يدخل الجنة قتات (1) »
__________
(1) القتات : النمام الذي يتسمّع كلام الناس من حيث لا يعلمون ثم ينقل ما سمع

(1/282)


271 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا المبارك بن فضالة ، عن الحسن رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من أكل بأخيه المسلم أكلة في الدنيا أطعمه الله بها أكلة في النار ، ومن لبس بأخيه المسلم ثوبا في الدنيا ألبسه الله يوم القيامة ثوبا من النار ، ومن سمع بأخيه المسلم سمع الله به يوم القيامة »

(1/283)


272 - حدثنا محمد بن إدريس ، حدثنا أصبغ بن الفرج ، أخبرني ابن وهب ، أخبرني عبد الله بن عياش ، عن يزيد بن قوذر ، عن كعب رضي الله عنه قال : « اتقوا النميمة ، فإن صاحبها لا يستريح من عذاب القبر »

(1/284)


باب ذم ذي اللسانين

(1/285)


273 - حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني ، حدثنا شريك ، حدثنا الركين بن الربيع ، عن نعيم بن حنظلة ، عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من كان له وجهان في الدنيا كان له لسانان من نار يوم القيامة »

(1/286)


274 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « تجدون من شر عباد الله يوم القيامة ذا الوجهين ، الذي يأتي هؤلاء بحديث هؤلاء ، وهؤلاء بحديث هؤلاء »

(1/287)


275 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا ابن عيينة ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « تجدون من شر الناس ذا الوجهين ، الذي يأتي هؤلاء بوجه ، وهؤلاء بوجه »

(1/288)


276 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا عبد الرحمن المسعودي ، عن مالك بن أسماء بن خارجة ، قال : كنت مع أبي أسماء إذ جاء رجل إلى أمير من الأمراء ، فأثنى عليه وأطراه ، ثم جاء إلى أبي أسماء فجلس إليه وهو جالس في جانب الدار ، فجرى حديثهما ، فما برح حتى وقع فيه ، فقال أبو أسماء ، سمعت عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول : « إن ذا اللسانين في الدنيا له يوم القيامة لسانان من نار »

(1/289)


277 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا سلام بن سليم ، عن أبي إسحاق ، عن غريب الهمداني قال : قلت لابن عمر رضي الله عنهما : إنا إذا دخلنا على الأمراء زكيناهم (1) بما ليس فيهم ، فإذا خرجنا دعونا عليهم ، قال : « كنا نعد ذلك النفاق »
__________
(1) زكَّى : مدح

(1/290)


278 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا يعلى بن عبيد ، حدثنا الأعمش ، عن إبراهيم ، عن أبي الشعثاء ، قال : قيل لابن عمر رضي الله عنهما : إنا ندخل على أمرائنا فنقول القول ، فإذا خرجنا قلنا غيره . فقال : « كنا نعد ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم النفاق »

(1/291)


279 - حدثنا الحسن بن حماد الضبي ، أخبرنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي ، عن إسماعيل بن مسلم ، عن الحسن ، وقتادة ، عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من كان له لسانان في الدنيا ، جعل له لسانان من نار يوم القيامة »

(1/292)


280 - حدثني الحسن بن عبد العزيز ، حدثنا يحيى بن حسان ، حدثنا سليمان بن بلال ، عن كثير بن زيد ، عن الوليد بن رباح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لا ينبغي (1) لذي الوجهين أن يكون أمينا عند الله »
__________
(1) ينبغي : يجب ويحق ويتيسر

(1/293)


باب ما نهي عنه العباد أن يسخر بعضهم من بعض

(1/294)


281 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا أبو أسامة ، قال حاتم بن أبي صغيرة : أخبرني عن سماك بن حرب ، عن أبي صالح ، عن أم هانئ رضي الله عنها قالت : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله : ( وتأتون في ناديكم المنكر (1) ) قال : « كانوا يحذفون أهل الطريق ويسخرون منهم ، فهو المنكر الذي كانوا يأتون »
__________
(1) سورة : العنكبوت آية رقم : 29

(1/295)


282 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا سفيان بن سعيد ، عن علي بن الأقمر ، عن أبي حذيفة ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : حكيت (1) إنسانا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « ما أحب أني حكيت إنسانا ، وأن لي كذا وكذا »
__________
(1) حكَيْت فلانًا وحاكَيْتُه : فَعلْتُ مثل فِعْله

(1/296)


283 - حدثني الحسين بن الجنيد ، حدثنا أبو أسامة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عبد الله بن زمعة رضي الله عنه ، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب ، فوعظهم في ضحكهم من الضرطة (1) ، وقال : « علام يضحك أحدكم مما يفعل ؟ »
__________
(1) الضرطة : خروح الريح من الدبر مع حدوث صوت

(1/297)


284 - حدثني عبد الله بن أبي بدر ، أخبرنا روح بن عبادة ، عن مبارك ، عن الحسن رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن المستهزئين بالناس يفتح لأحدهم باب من الجنة فيقال : هلم . هلم فيجيء بكربه وغمه ، فإذا جاء أغلق دونه ثم يفتح له باب آخر ، فيقال له : هلم هلم . فيجيء بكربه وغمه ، فإذا جاء أغلق دونه . فما يزال كذلك ، حتى إن الرجل ليفتح له الباب ، فيقال له : هلم هلم . فما يأتيه »

(1/298)


285 - حدثني عبد الله بن أبي بدر ، أخبرنا يزيد بن هارون ، عن جرير بن حازم ، عن الحسن رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « البلاء (1) موكل بالقول »
__________
(1) البلاء : الاخْتِبار بالخير ليتَبَيَّن الشُّكر، وبالشَّر ليظْهر الصَّبْر

(1/299)


286 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا إسرائيل ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، رحمة الله عليه ، قال : « إني لأجد نفسي تحدثني بالشيء ، فما يمنعني أن أتكلم به إلا مخافة أن ابتلي به »

(1/300)


287 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني ، عن ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من عير أخاه بذنب - قال ابن منيع : قال أصحابنا : قد تاب إلى الله منه - لم يمت حتى يعمله

(1/301)


288 - حدثنا خالد بن خداش ، حدثني صالح المري ، قال : سمعت الحسن ، رحمه الله ، يقول : « كانوا يقولون : من رمى أخاه بذنب ، قد تاب إلى الله منه ، لم يمت حتى يبتليه (1) الله به »
__________
(1) الابتلاء : الاختبار والامتخان بالخير أو الشر

(1/302)


289 - حدثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى ، حدثنا بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل : ( يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها (1) ) قال : « الصغيرة : التبسم بالاستهزاء بالمؤمن ، والكبيرة : القهقهة بذلك »
__________
(1) سورة : الكهف آية رقم : 49

(1/303)


باب كفارة الاغتياب

(1/304)


290 - حدثني أبو عبيدة عبد الوارث بن عبد الصمد ، حدثنا أبي ، حدثنا عنبسة بن عبد الرحمن القرشي ، عن خالد بن يزيد ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « كفارة (1) من اغتبت (2) أن تستغفر له »
__________
(1) الكفارة : الماحية للخطأ والذنب
(2) الغيبة : أن تذكر أخاك في غيابه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها

(1/305)


291 - حدثنا أبو كريب ، حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، حدثنا محمد بن عبد الله الليثي ، عن حميد الأعرج ، عن مجاهد رضي الله عنه قال : « كفارة (1) أكلك لحم أخيك أن تثني عليه ، وتدعو له بخير »
__________
(1) الكفارة : الماحية للخطأ والذنب

(1/306)


292 - حدثني محمد بن إدريس ، حدثنا أبو النضر الدمشقي ، حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن أبي شيبة يحيى بن يزيد الرهاوي ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن عطاء بن أبي رباح ، أنه سئل عن التوبة من الفرية (1) ، قال : « تمشي إلى صاحبك ، فتقول : كذبت بما قلت لك ، وظلمت وأسأت ، فإن أخذت بحقك ، وإن شئت عفوت »
__________
(1) الفرية : الكذب

(1/307)


293 - حدثني محمد بن إدريس ، حدثنا داود بن معاذ ابن أخت مخلد بن حسين ، عن شيخ له ، عن أبي حازم رضي الله عنه قال : « من اغتاب أخاه فليستغفر له ، فإن ذلك كفارة (1) لذلك »
__________
(1) الكفارة : الماحية للخطأ والذنب

(1/308)


294 - حدثني محمد بن عثمان العقيلي ، حدثنا ابن عون - صاحب القرب - عن مالك بن دينار رحمه الله قال : « مر عيسى عليه السلام والحواريون على جيفة (1) كلب ، فقال الحواريون : ما أنتن ريح هذا . فقال عيسى عليه السلام : ما أشد بياض أسنانه . يعظهم وينهاهم عن الغيبة (2) »
__________
(1) الجِيفَة : جُثة الميت إذا أنْتَن
(2) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها

(1/309)


295 - حدثني حسين بن عبد الرحمن ، قال : سمع المهلب بن أبي صفرة ، رجلا يغتاب (1) رجلا ، فقال : « اكفف ، فوالله لا ينقى فوك من سهكها »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها

(1/310)


296 - حدثني حسين ، قال : سمع علي بن حسين ، رجلا يغتاب (1) رجلا ، فقال : « إياك والغيبة ، فإنها إدام (2) كلاب الناس »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(2) الإدَام والأدْم : ما يُؤكَلُ مع الخُبْزِ أيّ شيء كان

(1/311)


297 - حدثنا حسين ، قال : سمع قتيبة بن مسلم ، رجلا يغتاب (1) رجلا ، فقال : « أما والله لقد تلمظت بمضغة ، طالما لفظتها الكرام »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها

(1/312)


298 - حدثنا حسين بن عبد الرحمن : أنه حدث عن بشر بن السري ، قال : قال منصور بن زاذان ، رحمه الله : « إن الرجل من إخواني يلقاني فأفرح ، إن لم يسؤني في صديقي ويبلغني الغيبة (1) ممن اغتابني ، وإني لفي جهد من جليسي حتى يفارقني مخافة أن يأثم ويؤثمني »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها

(1/313)


299 - حدثني أبو الحسن الرقي علي بن عبد الله ، حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، حدثني أبي ، عن الحسن رحمه الله ، أنه كان يقول : « إياكم والغيبة ، والذي نفسي بيده لهي أسرع في الحسنات من النار في الحطب »

(1/314)


باب ما أمر به الناس أن يستعملوا فيه أنفسهم من القول الحسن للناس أجمعين

(1/315)


300 - حدثنا بشار بن موسى الخفاف ، حدثنا يزيد بن المقدام بن شريح ، قال : حدثني أبي المقدام ، عن أبيه ، عن جده هانئ أبو شريح رضي الله عنه قال : قلت للنبي صلى الله عليه وسلم : أخبرني بشيء يوجب الجنة . قال : « عليك بحسن الكلام ، وبذل الطعام »

(1/316)


301 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا سفيان ، سمع محمد بن المنكدر يقول : « يمكنكم من الجنة إطعام الطعام ، وطيب الكلام »

(1/317)


302 - حدثنا شجاع بن الأشرس ، حدثنا ليث بن سعد ، عن خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، أنه بلغه عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال : « إن في الجنة غرفا يرى من في باطنها من في ظاهرها ، ومن في ظاهرها من في باطنها ، هي لمن أطاب الكلام ، وأطعم الطعام ، وصلى بالليل والناس نيام »

(1/318)


303 - حدثني محمد بن قدامة الجوهري ، حدثنا محمد بن عبيد ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطاء ، وأبي جعفر : في قوله عز وجل : ( وقولوا للناس حسنا (1) ) قال : « للناس كلهم »
__________
(1) سورة : البقرة آية رقم : 83

(1/319)


304 - حدثنا سويد بن سعيد ، حدثنا عبد الرحيم بن زيد ، عن أبيه ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها أعدها الله لمن أطعم الطعام ، وأطاب الكلام »

(1/320)


305 - حدثني الحسين بن علي بن يزيد ، أخبرنا عبد الله بن مسلمة ، حدثنا مالك بن أنس رضي الله عنه قال : « مر بعيسى ابن مريم عليه السلام خنزير ، فقال : مر بسلام . فقيل : يا روح الله لهذا الخنزير تقول ؟ قال : أكره أن أعود لساني الشر »

(1/321)


306 - حدثني يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي ، حدثنا حسن بن صالح ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : « من سلم عليك من خلق الله فاردد عليه ، وإن كان مجوسيا ، ذلك ؛ لأن الله عز وجل يقول : ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها (1) ) »
__________
(1) سورة : النساء آية رقم : 86

(1/322)


307 - حدثنا خلف بن هشام ، حدثنا خالد ، عن عبد الملك ، عن عطاء رضي الله عنه : ( وقولوا للناس حسنا (1) ) قال : « للناس كلهم المشرك وغيره »
__________
(1) سورة : البقرة آية رقم : 83

(1/323)


308 - حدثنا خلف بن هشام ، حدثنا شريك ، عن أبي سنان ، قال : قلت لسعيد بن جبير رضي الله عنه : المجوسي يوليني من نفسه ، ويسلم علي ، أفأرد عليه ؟ فقال سعيد : سألت ابن عباس رضي الله عنهما عن نحو من ذلك فقال : « لو قال لي فرعون خيرا لرددت عليه »

(1/324)


309 - حدثنا علي بن أبي مريم ، عن أبي عبد الرحمن ابن عائشة قال : « قال بعض الحكماء : الكلام اللين يغسل الضغائن المستكنة في الجوانح »

(1/325)


310 - وحدثني علي ، عن أبي عبد الرحمن قال : « قال بعض الحكماء : كل كلام لا يوتغ دينك ، ولا يسخط (1) ربك إلا أنك ترضي به جليسك ، فلا تكن به عليه بخيلا ، فلعله يعوضك منه ثواب المحسنين »
__________
(1) السخط : الغضب أو كراهية الشيء وعدم الرضا به

(1/326)


311 - حدثني محمد بن عباد بن موسى ، حدثنا زيد بن الحباب ، عن محمد بن سواء ، قال : أخبرني همام بن يحيى ، عن هشام بن عروة رضي الله عنهما قال : عطس نصراني طبيب عند أبي ، فقال له : « رحمك الله » . فقيل له : إنه نصراني . فقال : « إن رحمة الله على العالمين »

(1/327)


312 - حدثنا الحسن بن عيسى ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا معمر ، عن همام بن منبه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « الكلمة الطيبة صدقة »

(1/328)


313 - حدثنا محمد بن مسعود ، أخبرنا الفريابي ، أخبرنا سفيان ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن خيثمة ، عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « اتقوا النار ولو بشق (1) تمرة ، فإن لم يكن بشق تمرة فكلمة طيبة »
__________
(1) الشق : النصف والمعنى لا تستقلوا من الصدقة شيئا

(1/329)


314 - حدثنا محمد بن عمارة الأسدي ، حدثنا مالك بن إسماعيل ، حدثنا مسلمة بن جعفر ، عن عمرو بن عامر البجلي ، عن وهب بن منبه قال : « ثلاث من كن فيه أصاب البر : سخاوة النفس ، والصبر على الأذى ، وطيب الكلام »

(1/330)


315 - حدثني محمد بن الحسين ، حدثنا مسلم بن إبراهيم ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن حميد الطويل قال : قال ابن عمر رضي الله عنهما : « البر شيء هين : وجه طليق وكلام لين »

(1/331)


باب ذم الفحش والبذاء

(1/332)


316 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرني المسعودي ، وقيس بن الربيع ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن الحارث ، عن عبد الله بن مالك ، أو عن عبد الله بن مالك ، عن عبد الله بن الحارث ، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إياكم والفحش (1) ، فإن الله لا يحب الفحش ، ولا التفحش (2) »
__________
(1) الفحش : القبح والخروج عن الحد المعقول في القول أو الفعل والعدوان في الجواب
(2) التفحش : تكلُّف القبح وتعمده في القول والفعل

(1/333)


317 - حدثنا أحمد بن جميل ، أنبأنأ عبد الله بن المبارك ، أنبأنا المسعودي ، قال : أنبأنا عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن الحارث ، عن أبي كثير الزبيدي ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ألا فاتقوا الله ، وإياكم والفحش (1) ، فإن الله لا يحب الفحش ، ولا التفحش (2) »
__________
(1) الفحش : القبح والخروج عن الحد المعقول في القول أو الفعل والعدوان في الجواب
(2) التفحش : تكلُّف القبح وتعمده في القول والفعل

(1/334)


318 - حدثنا سويد بن سعيد ، حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، عن أبيه ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبد الله الجدلي ، قال : سألت عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : « كان أحسن الناس خلقا ، لم يكن فاحشا (1) ، ولا متفحشا (2) ، ولا صخابا (3) في الأسواق ، ولا يجزي بالسيئة مثلها ، ولكن يعفو ويصفح »
__________
(1) الفاحش : الذي يتكلم بالقبيح
(2) المتفحش : الذي يتكلف القبح ويتعمده في القول والفعل
(3) الصخَّب والسَّخَب : الضَّجَّة، واضطرابُ الأصواتِ للخِصَام

(1/335)


319 - حدثنا سويد بن سعيد ، حدثنا فضيل بن عياض ، عن منصور ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : « ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منتصرا من مظلمة ظلمها قط ، ما لم ينتهك من محارم الله شيء ، فإذا انتهك من محارم الله شيء كان أشدهم في ذلك غضبا . وما خير بين أمرين قط إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما »

(1/336)


321 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرني القاسم بن الفضل الحداني ، عن محمد بن علي رضي الله عنه قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسب قتلى بدر من المشركين وقال : « لا تسبوا هؤلاء ، فإنه لا يخلص إليهم شيء مما تقولون وتؤذون الأحياء ، ألا إن البذاء (1) لؤم »
__________
(1) البذاء : الفحش في القول

(1/337)


322 - حدثنا يحيى بن يوسف الزمي ، حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن الحسن بن عمرو ، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد ، عن أبيه ، عن عبد الله رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ليس المؤمن بالطعان (1) ، ولا اللعان ، ولا الفاحش (2) البذيء (3) »
__________
(1) الطعان : الوقَّاع في أعراض الناس بالذم والغيبة
(2) الفاحش : الذي يتكلم بالقبيح
(3) البذاء : الفحش في القول

(1/338)


323 - حدثنا عصمة بن الفضل ، حدثنا يحيى بن يحيى ، حدثنا ابن لهيعة ، عن عياش بن عباس ، عن أبي عبد الرحمن ، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « الجنة حرام على كل فاحش (1) يدخلها »
__________
(1) الفاحش : الذي يتكلم بالقبيح

(1/339)


324 - حدثنا داود بن عمرو الضبي ، حدثنا إسماعيل بن عياش ، حدثني ثعلبة بن مسلم الخثعمي ، عن أيوب بن بشير العجلي ، عن شفي بن ماتع : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « أربعة يؤذون أهل النار على ما بهم من الأذى ، يسعون بين الحميم (1) والجحيم ، يدعون بالويل والثبور (2) ، ورجل يسيل فوه قيحا ودما فيقال له : ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى ؟ فيقول : إن الأبعد كان ينظر إلى كل كلمة قذعة خبيثة فيستلذها ، كما يستلذ الرفث (3) »
__________
(1) الحميم : الماء الحار
(2) الثبور : الهلاك والخسران
(3) الرفث : كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من المرأة ، وأصله الكلام الفاحش

(1/340)


325 - حدثنا أحمد بن عيسى ، حدثنا عبد الله بن وهب ، عن ثابت بن ميمون ، عن سعيد بن أبي سعيد رحمه الله قال : « يقال : من استلذ من الرفث (1) سال فوه قيحا ودما يوم القيامة »
__________
(1) الرفث : كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من المرأة ، وأصله الكلام الفاحش

(1/341)


326 - حدثنا خلف بن هشام ، حدثنا أبو الأحوص ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله رضي الله عنه قال : « ألأم خلق المؤمن الفحش (1) »
__________
(1) الفحش : القبح والخروج عن الحد المعقول في القول أو الفعل والعدوان في الجواب

(1/342)


327 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا محمد بن مسلم ، عن إبراهيم بن ميسرة قال : « يقال : الفاحش (1) المتفحش (2) يوم القيامة في صورة كلب ، أو في جوف كلب »
__________
(1) الفاحش : الذي يتكلم بالقبيح
(2) المتفحش : الذي يتكلف القبح ويتعمده في القول والفعل

(1/343)


328 - حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع ، حدثنا فضيل بن سليمان ، حدثنا عبد الحميد بن جعفر ، عن أبيه ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن الله لا يحب الفاحش (1) المتفحش (2) »
__________
(1) الفاحش : الذي يتكلم بالقبيح
(2) المتفحش : الذي يتكلف القبح ويتعمده في القول والفعل

(1/344)


329 - حدثنا الحكم بن موسى ، حدثنا الوليد بن مسلم ، عن طلحة بن عمرو ، عن عطاء رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة رضي الله عنها : « يا عائشة ، لو كان الفحش (1) رجلا لكان رجل سوء »
__________
(1) الفحش : القبح والخروج عن الحد المعقول في القول أو الفعل والعدوان في الجواب

(1/345)


330 - حدثنا أبو كريب ، حدثنا زيد بن الحباب ، حدثنا المسعودي ، عن عون بن عبد الله رحمه الله ، قال : « ألا إن الفحش (1) والبذاء (2) من النفاق ، وهن مما يزدن في الدنيا وينقصن في الآخرة ، وما ينقصن في الآخرة أكثر مما يزدن في الدنيا »
__________
(1) الفحش : القبح والخروج عن الحد المعقول في القول أو الفعل والعدوان في الجواب
(2) البذاء : الفحش في القول

(1/346)


331 - حدثنا الحسن بن الصباح ، حدثنا محمد بن سابق ، عن إسرائيل ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ليس المؤمن بطعان (1) ، ولا بلعان ، ولا الفاحش (2) ، ولا البذي »
__________
(1) الطعان : الوقَّاع في أعراض الناس بالذم والغيبة
(2) الفاحش : الذي يتكلم بالقبيح

(1/347)


332 - حدثني إبراهيم بن سعيد ، حدثنا عبيد بن أبي قرة ، عن ابن لهيعة ، عن أبي النضر ، عن أبي سلمة ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لو كان الفحش (1) رجلا كان رجل سوء »
__________
(1) الفحش : القبح والخروج عن الحد المعقول في القول أو الفعل والعدوان في الجواب

(1/348)


333 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرني أبو غسان محمد بن مطرف ، عن حسان بن عطية ، عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « البذاء (1) والبيان (2) شعبتان من شعب النفاق »
__________
(1) البذاء : الفحش في القول
(2) البيان : إظهار الفصاحة والتعمق في إظهار البلاغة بلا داع

(1/349)


334 - حدثنا الحسن بن داود بن محمد بن المنكدر ، حدثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ما كان الفحش (1) في شيء قط إلا شانه »
__________
(1) الفحش : القبح والخروج عن الحد المعقول في القول أو الفعل والعدوان في الجواب

(1/350)


335 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا معلى بن منصور ، حدثنا يحيى بن زكريا ، حدثني عثمان بن حكيم ، حدثني محمد بن أفلح ، مولى أبي أيوب ، عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال : أما إني أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أني سمعته يقول : « لا يحب الله الفاحش (1) المتفحش (2) »
__________
(1) الفاحش : الذي يتكلم بالقبيح
(2) المتفحش : الذي يتكلف القبح ويتعمده في القول والفعل

(1/351)


336 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو ، عن أبي مليكة ، عن يعلى بن ملك ، عن أم الدرداء ، عن أبي الدرداء رضي الله عنهما يبلغ به قال : « إن الله عز وجل يبغض (1) الفاحش (2) البذيء (3) »
__________
(1) البغض : عكس الحب وهو الكُرْهُ والمقت
(2) الفاحش : الذي يتكلم بالقبيح
(3) البذاء : الفحش في القول

(1/352)


337 - حدثنا أبو موسى الهروي ، حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، حدثنا عثمان بن حكيم ، عن أفلح ، مولى أبي أيوب ، عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : « إن الله عز وجل لا يحب الفاحش (1) المتفحش (2) »
__________
(1) الفاحش : الذي يتكلم بالقبيح
(2) المتفحش : الذي يتكلف القبح ويتعمده في القول والفعل

(1/353)


338 - حدثنا داود بن عمرو الضبي ، حدثنا مروان بن معاوية ، حدثنا أبو بكر الفضل بن مبشر الأنصاري ، قال : سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا يحب الله الفاحش (1) المتفحش (2) ، الصياح في الأسواق »
__________
(1) الفاحش : الذي يتكلم بالقبيح
(2) المتفحش : الذي يتكلف القبح ويتعمده في القول والفعل

(1/354)


339 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا معمر ، قال : قال الأحنف بن قيس رحمه الله : « أو لا أخبركم بأدوأ الداء ؟ اللسان البذيء (1) ، والخلق الدنيء »
__________
(1) البذاء : الفحش في القول

(1/355)


340 - حدثنا الحسن بن الصباح ، حدثنا أبو أسامة ، عن زكريا بن سياه ، عن عمران بن رياح ، عن علي بن عمارة الثقفي ، عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم قاعدا وأبي أمامي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الفحش (1) والتفحش (2) ليسا من الإسلام في شيء ، وإن أحسن الناس إسلاما أحاسنهم أخلاقا »
__________
(1) الفحش : القبح والخروج عن الحد المعقول في القول أو الفعل والعدوان في الجواب
(2) التفحش : تكلُّف القبح وتعمده في القول والفعل

(1/356)


341 - حدثنا أبو عقيل الأسدي ، حدثنا أبو أسامة ، عن محمد بن عمرو ، عن عائشة ، رضي الله عنها قالت : جاء رجل يستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : « بئس أخو العشيرة » فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم ، فبش به ، قالت عائشة : فقلت له في ذلك ، فقال : « يا عائشة ، إن الله لا يحب الفحش (1) ولا التفحش (2) »
__________
(1) الفحش : القبح والخروج عن الحد المعقول في القول أو الفعل والعدوان في الجواب
(2) التفحش : تكلُّف القبح وتعمده في القول والفعل

(1/357)


باب ما نهي أن يتكلم به

(1/358)


342 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا شعبة ، عن منصور ، عن عبد الله بن يسار ، عن حذيفة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لا يقولن أحدكم : ما شاء الله وشئت ، ولكن ليقل : ما شاء الله ثم شئت »

(1/359)


343 - حدثنا عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا المحاربي ، عن الأجلح ، عن يزيد بن الأصم ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمه في بعض الأمر ، فقال : ما شاء الله وشئت . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « أجعلتني لله عدلا ؟ قل : ما شاء الله وحده »

(1/360)


344 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا ابن عيينة ، عن المغيرة ، عن إبراهيم رحمه الله ، قال : خطب رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : من يطع الله ورسوله فقد رشد ، ومن يعصهما فقد غوى (1) . فقال : « لا تقل هكذا ، قل : من يطع الله ورسوله فقد رشد ، ومن يعص الله ورسوله فقد غوى »
__________
(1) الغي : الضلال ، والانهماك في الشر

(1/361)


345 - حدثنا عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أبو يحيى التيمي ، حدثنا مغيرة ، قال : كان إبراهيم رحمه الله يكره أن يقول الرجل : « أعوذ بالله وبك . ويرخص أن يقول : أعوذ بالله ثم بك . ويكره أن يقول : لولا الله وفلان . ويرخص أن يقول : لولا الله ثم فلان »

(1/362)


346 - حدثنا هارون بن عبد الله ، حدثنا سيار ، حدثنا جعفر ، حدثنا أبو عمران الجوني قال : « أدركت أربعة من أفضل من أدركت ، فكانوا يكرهون أن يقولوا : اللهم أعتقنا من النار ويقولون : إنما يعتق منها من دخلها ، وكانوا يقولون : نستجير بالله من النار ، ونعوذ بالله من النار »

(1/363)


347 - حدثنا عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا المحاربي ، عن أبي مالك الأشجعي ، عن ربعي ، عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رجل : اللهم اجعلني ممن تصيبه شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم . فقال حذيفة : « إن الله يغني المؤمنين عن شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم ، وتكون شفاعته للمذنبين من المسلمين »

(1/364)


348 - حدثنا عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا عبد الله بن قبيصة ، عن ليث ، عن مجاهد رحمه الله ، أنه كان يكره أن يقول : « اللهم أدخلني في مستقر من رحمتك ، فإن مستقر رحمته نفسه »

(1/365)


349 - حدثنا خلف بن هشام ، حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن محمد : أن رجلا شهد عند شريح فقال : أشهد بشهادة الله . فقال له شريح : « لا تشهد بشهادة الله ، ولكن اشهد بشهادتك ، فإن الله لا يشهد إلا على حق »

(1/366)


350 - حدثنا سعيد بن سليمان ، عن أبي حفص الأبار ، عن الأعمش ، عن حكيم بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما : « أن موسى صلى الله عليه وسلم كان في نفر من بني إسرائيل فقال : اشربوا يا حمير . فأوحى الله إليه : تقول لخلق من خلقي خلقتهم : اشربوا يا حمير »

(1/367)


351 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا محمد بن خازم ، حدثنا الأعمش ، عن إبراهيم رحمه الله ، قال : « إذا قال الرجل لأخيه : يا خنزير . قال الله له يوم القيامة : تراني خلقته خنزيرا ؟ »

(1/368)


352 - حدثنا عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا حفص بن غياث ، عن ليث ، عن مجاهد رحمه الله أنه كره أن تقول للميت : « استأثر الله به »

(1/369)


353 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا ابن عيينة ، عن منصور ، عن إبراهيم رحمه الله ، « أنه كان يكره أن يقال : على قراءة ابن مسعود ، ولكن كما كان ابن مسعود يقرأ »

(1/370)


354 - حدثنا عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا محمد بن فضيل ، عن مغيرة ، عن إبراهيم رحمه الله قال : « كان يكره أن تقول : لعمر الله ، لا بحمد الله »

(1/371)


355 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا هشيم ، عن إسماعيل بن سالم ، عن القاسم بن مخيمرة ، رحمه الله ، قال : « لأن أحلف بالصليب أحب إلي من أن أحلف بحياة رجل »

(1/372)


356 - حدثنا عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا المحاربي ، عن العلاء بن المسيب ، عن أبيه ، عن كعب ، رضي الله عنه قال : « إنكم تشركون في قول الرجل : كلا وأبيك ، كلا والكعبة ، كلا وحياتك ، وأشباه هذا ، احلف بالله صادقا أو كاذبا ، ولا تحلف بغيره »

(1/373)


357 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا ابن أبي خالد ، عن مولى لابن عباس ، عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أحسب هكذا قال : « إن أحدكم ليشرك حتى يشرك بكلبه ، يقول : لولاه لسرقنا الليلة »

(1/374)


358 - حدثنا خالد بن خداش ، حدثنا عبد الله بن وهب ، أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، أخبرني حميد بن عبد الرحمن : أن أبا هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من حلف منكم باللات (1) فليقل : لا إله إلا الله ، ومن قال لصاحبه : تعال أقامرك فليتصدق »
__________
(1) اللات : اسم صنم كان يعبد في الجاهلية

(1/375)


359 - حدثني خالد يعني ابن خداش ، حدثنا عبد الله ، أخبرنا يونس ، عن ابن شهاب ، عن سالم بن عبد الله ، عن أبيه ، قال : سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم » قال عمر : « والله ما حلفت بها مذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عنها »

(1/376)


360 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا تسموا العنب الكرم ، فإنما الكرم الرجل المسلم »

(1/377)


361 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا وهب بن جرير ، حدثنا أبي ، قال : سمعت النعمان يحدث ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة رضي الله عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لا يقولن أحدكم : خبثت نفسي ، ولكن ليقل لقست »

(1/378)


362 - حدثنا هاشم بن الوليد ، حدثنا النضر بن شميل ، عن عوف ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا يقولن أحدكم : عبدي ، ولا أمتي ، وليقل : فتاي وفتاتي ، ولا يقل المملوك : ربي ولا ربتي ، ولكن سيدي وسيدتي ، كلكم عبيد والرب الله »

(1/379)


363 - حدثنا يحيى بن أيوب ، حدثنا إسماعيل بن جعفر ، أخبرنا العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لا يقل أحدكم عبدي ، أمتي كلكم عبيد الله ، وكل نسائكم إماء الله ، ولكن ليقل : غلامي وجاريتي ، وفتاي وفتاتي »

(1/380)


364 - حدثني عبد الرحيم بن موسى الأبلي ، حدثنا معاذ بن هشام ، حدثني أبي ، عن قتادة ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لا تقولوا للمنافق : سيدنا ، فإنه إن يك سيدكم فقد أسخطتم (1) ربكم »
__________
(1) أسخط : أغضب

(1/381)


365 - حدثنا عبيد الله بن عمر الجشمي ، حدثنا يحيى بن سعيد ، عن مسعر ، عن سماك الحنفي ، سمع ابن عباس رضي الله عنهما ، « يكره أن يقول الرجل : إني كسلان »

(1/382)


366 - حدثنا أبو مسلم الحراني ، حدثنا مسكين بن بكير ، عن المسعودي ، عن عون بن عبد الله رضي الله عنه قال : « لا تقولوا : أصبحنا وأصبح الملك لله ، ولكن قولوا : أصبحنا والملك لله والحمد »

(1/383)


367 - حدثنا أبو مسلم ، حدثنا مسكين بن بكير ، عن المسعودي ، عن عون بن عبد الله رحمه الله ، قال : « لا يقولن أحدكم : نعم الله بك عينا ، فإن الله لا ينعم بشيء ، ولكن ليقل : أنعم الله بك عينا » . « فإنما أنعم : أقر »

(1/384)


368 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا علي بن الحسن ، حدثنا الحسين بن واقد ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من قال : إني بريء من الإسلام ، فإن كان كاذبا فهو كما قال ، وإن كان صادقا فلن يرجع إلى الإسلام سالما »

(1/385)


369 - حدثنا محمد بن عمرو الباهلي ، حدثنا محمد بن جعفر ، عن شعبة ، قال : سمعت خالدا ، عن غيلان بن جرير ، عن مطرف قال : « لا تقل : إن الله يقول ، ولكن قل : إن الله قال » . قال : « وأحدهم يكذب مرتين إذا سئل : من هذا ؟ قال : لا شيء ، إلا شيء ليس بشيء »

(1/386)


370 - حدثنا يحيى بن أيوب ، حدثنا إسماعيل بن جعفر ، أخبرني العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إذا دعا أحدكم فلا يقل : اللهم إن شئت ، ولكن ليعزم وليعظم الرغبة ، فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه »

(1/387)


باب ذم اللعانين

(1/388)


371 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، حدثنا أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي المهلب عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره ، وامرأة من الأنصار على ناقة ، فضجرت (1) فلعنتها ، فسمع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : « خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة » قال عمران : « فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد »
__________
(1) الضجر : ضيق النفس والقلق

(1/389)


372 - حدثنا عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا المحاربي ، عن العلاء بن المسيب ، عن الفضيل بن عمرو : أن رجلا لعن شيئا ، فخرج ابن مسعود رضي الله عنه من البيت فقال : « إذا لعن شيء دارت اللعنة ، فإن وجدت مساغا (1) قيل لها : اسلكيه ، فإن لم تجد مساغا قيل لها : ارجعي من حيث جئت ، فخفت أن ترجع وأنا في البيت »
__________
(1) المساغ : المراد طريق يمر فيه

(1/390)


373 - حدثنا عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا المحاربي ، عن بكر بن خنيس رفعه ، قال : « علامة أبدال أمتي أنهم لا يلعنون شيئا أبدا »

(1/391)


374 - حدثنا داود بن عمرو الضبي ، حدثنا محمد بن الحسن الأسدي ، عن أبي عوانة ، عن زياد بن كليب ، عن إبراهيم رحمه الله ، « في الرجل يقول : اللهم العن فلانا ، والعن ليلته ويومه . قال : » تقول : أعصانا لله «

(1/392)


375 - حدثنا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم ، حدثنا عامر بن يساف ، عن يحيى بن أبي كثير قال : دخلت أم الدرداء رضي الله عنها على جيران لها وهم يلعنون ، فقالت : « كيف تكونون صديقين وأنتم لعانون »

(1/393)


376 - حدثنا محمد بن إدريس ، حدثنا أصبغ ، أخبرني ابن وهب ، أخبرني عبد الله بن عياش ، عن يزيد بن قوذر ، عن كعب رضي الله عنه قال : « من لعن من غير ذنب ، لم تزل اللعنة تردد بين السماء والأرض حتى تلزم ترقوة (1) صاحبها »
__________
(1) التَرْقُوَة : عظمة مشرفة بين ثغرة النحر والعاتق وهما ترقوتان

(1/394)


377 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا يعلى بن عبيد ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن حكيم بن جابر ، قال : كان أبو الدرداء رضي الله عنه مضطجعا بين أصحابه ، وقد غطى وجهه ، فمر عليه قس سمين فقالوا : اللهم العنه ما أغلظ رقبته . فقال أبو الدرداء رضي الله عنه : « من ذا الذي لعنتم (1) آنفا » ، فأخبروه ، فقال : « لا تلعنوا أحدا ، فإنه ما ينبغي للعان أن يكون عند الله صديقا يوم القيامة »
__________
(1) اللعن : الدعاء على شخص باللعنة وهي الطرد من رحمة الله

(1/395)


378 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا يونس ، عن الزهري ، عن سالم قال : لم أسمع ابن عمر رضي الله عنهما يلعن خادما له قط غير مرة واحدة غضب فيها على بعض خدمه ، فقال : « لعنة الله عليك ، كلمة لم أحب أن أقولها »

(1/396)


379 - حدثنا داود بن عمرو ، حدثنا عباد بن العوام ، أخبرنا حصين ، قال : سمعت مجاهدا يقول : « قل ما ذكر الشيطان قوم إلا حضرهم ، فإذا سمع أحدا يلعنه قال : لقد لعنت (1) ملعنا . ولا شيء أقطع لظهره من : لا إله إلا الله »
__________
(1) اللعن : السب والدعاء

(1/397)


380 - حدثنا الصلت بن مسعود الجحدري ، حدثنا علي بن مجاهد الكابلي ، أخبرنا الجعد ، عن مزيدبن هلال الضبعي ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن استطعت أن لا تلعن شيئا فافعل ، فإن اللعنة إذا خرجت من صاحبها فكان الملعون لها أهلا أصابته ، فإن لم يكن لها أهلا وكان اللاعن لها أهلا رجعت عليه ، فإن لم يكن بعد لها أهلا أصابت يهوديا أو نصرانيا أو مجوسيا ، فإن استطعت أن لا تلعن أبدا شيئا فافعل »

(1/398)


381 - حدثني الحسن بن عبد العزيز الجروي ، حدثنا يحيى بن حسان ، حدثنا الوليد بن رباح ، قال : سمعت نمران يذكر ، عن أم الدرداء رضي الله عنها قالت : سمعت أبا الدرداء رضي الله عنه يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء ، فتغلق أبواب السماء دونها ، ثم تهبط إلى الأرض ، فتغلق أبوابها دونها ، ثم تأخذ يمينا وشمالا ، فإذا لم تجد مساغا (1) رجعت إلى الذي لعن ، فإن كان لذلك أهلا ، وإلا رجعت إلى قائلها »
__________
(1) المساغ : المراد طريق يمر فيه

(1/399)


382 - حدثنا أبو عمرو المقرئ ، حدثنا ابن أبي مريم ، حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير ، حدثني زيد بن أسلم ، عن أم الدرداء رضي الله عنها ، عن أبي الدرداء رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن اللعانين لا يكونون يوم القيامة شهداء ، ولا شفعاء »

(1/400)


383 - حدثنا بندار بن بشار ، حدثنا أبو عامر ، عن كثير بن زيد ، قال : سمعت سالم بن عبد الله بن عمر ، عن أبيه رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا يكون المؤمن لعانا »

(1/401)


384 - حدثني محمد بن إدريس ، حدثنا أبو النضر الدمشقي ، حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن عمرو بن قيس رحمه الله ، قال : « إذا ركب الرجل الدابة قالت : اللهم اجعله بي رفيقا رحيما . فإذا لعنها قالت : على أعصانا لله لعنة الله »

(1/402)


385 - حدثنا محمد بن علي بن شقيق ، أخبرنا إبراهيم بن الأشعث ، قال : سمعت فضيل بن عياض رحمه الله يقول : « كان يقال : ما أحد يسب شيئا من الدنيا دابة ولا غيرها فيقول : أخزاك (1) الله ، ولعنك الله ، إلا قالت : أخزى الله أعصانا لله » قال فضيل : « وابن آدم أعصى وأظلم »
__________
(1) الخزي : الذل والعار والهوان والاستحياء من القبيح

(1/403)


386 - حدثنا عمرو الناقد ، حدثنا أبو أحمد الزبيري ، حدثنا كثير بن زيد ، عن سالم بن عبد الله بن عمر ، قال : « ما سمعت ابن عمر رضي الله عنهما لعن إنسانا قط ، إلا إنسانا واحدا »

(1/404)


387 - وقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا ينبغي للمؤمن أن يكون لعانا »

(1/405)


388 - حدثنا إسماعيل بن إسحاق الأزدي ، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس ، حدثنا أبي ، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان رجل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعير (1) فلعن بعيره ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « يا عبد الله ، لا تسر معنا على بعير ملعون »
__________
(1) البعير : ما صلح للركوب والحمل من الإبل ، وذلك إذا استكمل أربع سنوات ، ويقال للجمل والناقة

(1/406)


باب ذم المزاح

(1/407)


389 - حدثنا القاسم بن أبي شيبة ، حدثنا المحاربي ، عن ليث ، عن عبد الملك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا تمار (1) أخاك ، ولا تمازحه »
__________
(1) المراء : الجدال والمناظرة والتنازع

(1/408)


390 - حدثني الحسن بن الصباح ، حدثنا محمد بن كثير ، عن عبد الله بن واقد ، عن موسى بن عقيل : أن الأحنف بن قيس رحمه الله كان يقول : « من كثر كلامه وضحكه ومزاحه قلت هيبته ، ومن أكثر من شيء عرف به »

(1/409)


391 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا سفيان ، عن محمد بن المنكدر قال : « قالت لي أمي : لا تمازح الصبيان فتهون عليهم »

(1/410)


392 - حدثني الحسين بن علي بن يزيد ، وغيره قالوا : حدثنا جعفر بن عون ، قال : سمعت مسعر بن كدام رحمه الله ، يقول لابنه : « إني نحلتك (1) يا كدام نصيحتي فاسمع لقول أب عليك شفيق ، أما المزاحة والمراء فدعهما خلقان لا أرضاهما لصديق ، إني بلوتهما (2) فلم أحمدهما لمجاور جارا ولا لرفيق ، والجهل يزري بالفتى في قومه وعروقه في الناس أي عروق »
__________
(1) النحلة : العطاء عن طيب نفس بدون عوض
(2) بلوتهما : اختبرتهما وامتحنتهما

(1/411)


393 - حدثنا أحمد بن عبيد التميمي ، حدثنا عبيد الله بن محمد التيمي ، حدثنا دريد بن مجاشع ، عن غالب القطان ، عن مالك بن دينار ، عن الأحنف بن قيس رحمه الله ، قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : « من مزح استخف به »

(1/412)


394 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا شبابة بن سوار ، حدثنا شعبة ، عن الحكم رحمه الله قال : قال ابن عمر رضي الله عنهما : « لا يبلغ رجل حقيقة الإيمان حتى يدع المراء (1) ، وهو محق ، والكذب في المزاح »
__________
(1) المراء : المجادلة على مذهب الشك والريبة

(1/413)


395 - حدثنا أبو كريب ، حدثنا زكريا بن عدي ، عن عبد الله بن المبارك ، عن عبد العزيز بن أبي رواد ، قال : قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : « اتقوا الله ، وإياي والمزاحة ، فإنها تورث الضغينة وتجر القبيحة ، تحدثوا بالقرآن ، وتجالسوا به ، فإن ثقل عليكم فحديث حسن من حديث الرجال »

(1/414)


396 - حدثني أبو صالح المروزي ، حدثنا عبد العزيز بن أبي رزمة ، عن عبد الله بن المبارك ، قال : قال سعيد بن العاص رحمه الله لابنه : « يا بني ، لا تمازح الشريف فيحقد عليك ، ولا تمازح الدنيء فيجترئ عليك »

(1/415)


397 - حدثني علي أبو الحسن ، حدثنا أبو صالح ، حدثني الليث بن سعد : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : « هل تدرون لم سمي المزاح ؟ قالوا : لا . قال : لأنه زاح عن الحق »

(1/416)


398 - حدثنا سعيد بن سليمان ، عن أبي معشر ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قيل : يا رسول الله ، تمزح ؟ قال : « نعم ، ولا أقول إلا حقا »

(1/417)


399 - حدثني الحسين بن عبد الرحمن ، قال : قال خالد بن صفوان رحمه الله : « المزاح سباب النوكى » . قال : « وكان يقال : لكل شيء بذر وبذر العداوة المزاح »

(1/418)


400 - قال : وبلغني عن الحسن بن حيي رحمه الله قال : « المزاح استدراج من الشيطان واختداع من الهوى »

(1/419)


401 - حدثني علي بن يعقوب القيسي ، قال : « سمعت شيخا ينشد اليزيدي هذين البيتين : والوجه تخلقه المزاحة إنها لفظ يضر ومنطق لا يرشد ، فدع المزاحة للسفيه فربما هاجت عجاج عداوة لا تخمد »

(1/420)


402 - حدثني الحسين بن عبد الرحمن ، رحمه الله قال : « كان يقال : المزاح مسلبة للبهاء مقطعة للصداقة »

(1/421)


باب حفظ السر

(1/422)


403 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا ابن أبي ذئب ، أخبرني عبد الرحمن بن عطاء ، عن عبد الملك بن جابر بن عتيك ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إذا حدث الرجل الحديث ثم التفت فهي أمانة »

(1/423)


404 - وحدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا حيوة بن شريح ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الحديث بينكم أمانة »

(1/424)


405 - حدثنا ابن جميل ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا المبارك بن فضالة ، عن الحسن رحمه الله ، قال : « سمعته يقول : إن من الخيانة أن تحدث بسر أخيك »

(1/425)


406 - حدثنا يوسف بن موسى ، حدثنا جرير ، عن حمزة الزيات ، قال : قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : « لا تفش سرك إلا إليك ، فإن لكل نصيح نصيحا ، فإني رأيت غواة الرجال لا يتركون أديما (1) صحيحا »
__________
(1) الأديم : الجلد المدبوغ

(1/426)


407 - حدثني عبد الله بن أبي بدر ، أخبرنا زيد بن الحباب ، عن موسى بن علي ، عن أبيه قال : قال عمرو بن العاص رضي الله عنه : « ما وضعت سري عند أحد أفشاه علي فلمته ، أنا كنت أضيق به حيث استودعته إياه »

(1/427)


408 - وحدثني أبي ، عن بعض ، أشياخه قال : أسر معاوية رضي الله عنه إلى الوليد بن عتبة حديثا ، فقال لأبيه : يا أبت ، إن أمير المؤمنين أسر إلي حديثا ، وما أراه يطوي عنك ما بسطه إلى غيرك . قال : « فلا تحدثني به ، فإن من كتم سره كان الخيار له ، ومن أفشاه كان الخيار عليه » قال : قلت : يا أبت ، وإن هذا ليدخل بين الرجل وبين أبيه ؟ قال : « لا والله يا بني ، ولكن أحب أن لا تذلل لسانك بأحاديث السر » . فأتيت معاوية رضي الله عنه فحدثته ، فقال : يا وليد ، أعتقك أخي من رق الخطأ

(1/428)


409 - حدثني أبي ، عن رجل من همذان قال : « سمعت أعرابيا يقول لابن عم له : إن سرك من دمك فلا تضعه إلا عند من تثق به »

(1/429)


باب قلة الكلام والتحفظ في المنطق

(1/430)


410 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا يحيى بن سعيد ، عن المهلب بن أبي حبيبة ، حدثنا الحسن ، عن أبي بكرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لا يقولن أحدكم صمت رمضان كله وقمته » ، قال فما أدري أكره التزكية (1) أم لا بد من غفلة أو رقدة «
__________
(1) التزكية : المدح على سبيل الإعجاب

(1/431)


411 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا عبد الصمد ، حدثنا همام ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن أبي بكرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لا يقولن أحدكم إني قمت رمضان كله » قال قتادة : « فالله أعلم أخشي التزكية على أمته ، أم لا بد من راقد أو غافل »

(1/432)


412 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا السري بن يحيى ، عن ثابت البناني ، رضي الله عنه قال : قال شداد بن أوس لغلامه : « ائتنا بالسفرة نعبث ببعض ما فيها » . فقال له رجل من أصحابه : ما سمعت منك كلمة منذ صاحبتك ، أرى أن يكون فيها شيء من هذه . قال : « صدقت ، ما تكلمت بكلمة مذ بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إلا أزمها وأخطمها إلا هذه ، وأيم الله لا تذهب مني هكذا » ، فجعل يسبح ويكبر ، ويحمد الله عز وجل

(1/433)


413 - حدثني عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا سعيد بن عبد الله بن الربيع بن خثيم ، عن نسير بن ذعلوق ، عن بكر بن ماعز ، عن الربيع بن خثيم رضي الله عنه قال : « يا بكر بن ماعز ، اخزن عليك لسانك ، إلا مما لك ولا عليك »

(1/434)


414 - حدثنا داود بن عمرو الضبي ، حدثنا محمد بن الحسن الأسدي ، عن مفضل ، عن رجل ، عن إبراهيم التيمي قال : أخبرني من ، صحب الربيع بن خثيم عشرين سنة « فلم يتكلم بكلام لا يصعد »

(1/435)


415 - حدثنا أحمد بن عمران ، حدثنا محمد بن فضيل ، حدثنا أبو حيان التيمي ، عن أبيه قال : « ما سمعت الربيع بن خثيم يذكر شيئا من أمر الدنيا قط »

(1/436)


416 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن هشيم ، عن العوام بن حوشب قال : « ما رأيت إبراهيم التيمي رافعا رأسه إلى السماء في الصلاة ولا في غيرها ، ولا سمعته قط يخوض في شيء من أمر الدنيا »

(1/437)


417 - حدثنا أحمد بن عمران الأخنسي ، حدثنا محمد بن فضيل ، حدثنا أبو حيان التيمي ، عن أبيه قال : « رأيت ابنة الربيع بن خثيم أتته فقالت : يا أبتاه أذهب ألعب ؟ قال : يا بنية ، اذهبي قولي خيرا »

(1/438)


418 - حدثني محمد بن قدامة ، حدثني أبو حفص الدمشقي ، عن صدقة بن عبد ربه قال : « لما كبر آدم جعل بنو بنيه يعبثون به ، فيقول : يا بني ، إني رأيت ما لم تروا ، وسمعت ما لم تسمعوا ، رأيت الجنة ، وسمعت كلام ربي ، وقيل لي حين أخرجني منها : إن أنت حفظت لسانك أعدتك إليها »

(1/439)


419 - حدثني علي بن أبي مريم ، عن أبي إسحاق الطالقاني ، حدثنا الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي ، عن يحيى رحمه الله قال : « أثنى رجل على رجل ، فقال له بعض السلف : وما علمك به ؟ قال : رأيته يتحفظ في منطقه »

(1/440)


420 - وحدثني ابن أبي مريم ، عن مطرف أبي مصعب ، قال : حدثني عبد العزيز الماجشون ، عن أبي عبيد قال : « ما رأيت رجلا قط أشد تحفظا في منطقه من عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه »

(1/441)


421 - حدثني محمد بن عباد بن موسى العكلي ، حدثنا يحيى بن سليم ، عن أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان قال : كنا عند عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ، فقال رجل لرجل : تحت إبطك . فقال عمر رضي الله عنه : « وما على أحدكم أن يتكلم بأجمل ما يقدر عليه » قالوا : وما ذاك ؟ قال : « لو قال : تحت يدك كان أجمل »

(1/442)


422 - حدثني ابن أبي مريم ، عن عثمان بن زفر ، حدثنا محمد بن عبد العزيز التيمي ، قال : ذكر الحسن ، عن إبراهيم التيمي رحمه الله قال : « المؤمن إذا أراد أن يتكلم نظر ، فإن كان كلامه له تكلم ، وإن كان عليه أمسك عنه ، والفاجر (1) إنما لسانه رسلا رسلا »
__________
(1) الفاجر : العاصي غير المكترث بما يفعل

(1/443)


423 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم العبدي ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن أبي الأشهب ، عن الحسن رضي الله عنه قال : « كانوا يقولون : لسان الحكيم من وراء قلبه ، فإذا أراد أن يقول رجع إلى قلبه ، فإن كان له قال ، وإن كان عليه أمسك ، وإن الجاهل قلبه على طرف لسانه لا يرجع إلى قلبه ، ما جرى على لسانه تكلم به »

(1/444)


424 - وحدثني علي بن الحسن ، عن مطرف أبي مصعب ، قال : سمعت عبد العزيز بن الماجشون ، قال : قال أبو حازم لبعض أولئك الأمراء : « والله لولا تبعة لساني لأشفيت منكم اليوم صدري »

(1/445)


425 - وحدثني علي بن الحسن ، عن زكريا بن عدي ، حدثنا الصلت بن بسطام ، حدثني رجل ، من تيم الله ، وكان قد جالس الشعبي وإبراهيم قال : « ما رأيت أحدا أملك للسانه من طلحة بن مصرف »

(1/446)


426 - وحدثني علي ، عن حجاج بن نصير ، حدثنا جسر أبو جعفر قال : سمعت ميمون بن سياه يقول : « ما تكلمت بكلمة منذ عشرين سنة لم أتدبرها قبل أن أتكلم بها إلا ندمت عليها إلا ما كان من ذكر الله »

(1/447)


427 - حدثني محمد بن إدريس ، حدثنا أبو النضر الدمشقي ، حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن أبي سلمة الصنعاني ، عن كعب قال : « قلة المنطق حكم عظيم فعليكم بالصمت فإنه رعة حسنة ، وقلة وزر (1) ، وخفة من الذنوب »
__________
(1) الوِزْر : الحِمْل والثِّقْل، وأكثر ما يُطْلَق في الحديث على الذَّنْب والإثم. يقال : وَزَرَ يَزِرُ ٌ، إذا حَمل ما يُثْقِل ظَهْرَه من الأشياء المُثْقَلة ومن الذنوب.

(1/448)


428 - حدثنا محمد بن عمرو أبو بكر الباهلي ، حدثنا محمد بن أبي عدي ، عن محمد بن إسحاق ، عن سليمان بن سحيم ، عن أمه ابنة أبي الحكم الغفارية رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن الرجل ليدنو (1) من الجنة حتى ما يكون بينه وبينها ، إلا قيد رمح فيتكلم بالكلمة فيتباعد منها أبعد من صنعاء »
__________
(1) الدنو : الاقتراب

(1/449)


429 - حدثني علي بن أبي مريم ، عن زكريا بن عدي ، عن الصلت بن بسطام التيمي قال : قال لي أبي : « الزم عبد الملك بن أبجر فتعلم من توقيه في الكلام ، فما أعلم بالكوفة أشد تحفظا للسانه منه »

(1/450)


430 - حدثني ابن أبي مريم ، عن زكريا بن عدي ، قال : سمعت أبا خالد الأحمر قال : « لم يكن في أترابه أطول صمتا منه ، يعني مسعرا »

(1/451)


431 - حدثني ابن أبي مريم ، عن خالد بن يزيد ، حدثني مرزوق الموصلي ، قال : قال لي خليد بن دعلج : « دع من الكلام ما لك منه بد ، فعسى إن فعلت ذلك تسلم ، ولا أراك »

(1/452)


432 - حدثني ابن أبي مريم ، عن يحيى بن أبي بكير ، عن عمارة بن زاذان الصيدلاني ، قال : سمعت زيادا النميري يقول : قال أنس بن مالك رضي الله عنه لرجل ، وبعثه في حاجة : « إياك وكل أمر تريد أن تعتذر منه ، وإذا أردت أن تتكلم بكلام فانظر فيه قبل أن تتكلم به ، فإن كان لك فتكلم به ، وإن كان عليك فالصمت عنه خير لك »

(1/453)


433 - حدثني علي بن أبي مريم ، عن عبيد الله بن محمد قال : قال لنا صالح المري : « اتقوا الله ودعوا من الكلام ما يوتغ دينكم »

(1/454)


434 - حدثني علي ، عن الحميدي ، عن سفيان قال : « كان يقال : طول الصمت مفتاح العبادة »

(1/455)


435 - حدثنا محمد بن الحسين ، حدثني يحيى بن بسطام قال : قلت لجار لضيغم : سمعت أبا مالك ، يذكر من الشعر شيئا ؟ قال : ما سمعته يذكر إلا بيتا واحدا . قلت : ما هو ؟ قال : « قد يخزن الورع (1) التقي لسانه حذر الكلام وإنه لمفوه »
__________
(1) الورع : في الأصْل : الكَفُّ عن المَحارِم والتَّحَرُّج مِنْه، ثم اسْتُعِير للكفّ عن المُباح والحلال .

(1/456)


436 - حدثني محمد بن ناصح ، حدثنا بقية بن الوليد ، عن أرطاة بن المنذر قال : « تعلم رجل الصمت أربعين سنة بحصاة يضعها في فيه ، لا ينزعها إلا عند طعام أو شراب أو نوم »

(1/457)


437 - حدثني عبد الصمد بن يزيد ، قال : سمعت فضيل بن عياض ، رحمه الله يقول : « كان بعض أصحابنا يحفظ كلامه من الجمعة إلى الجمعة »

(1/458)


438 - حدثنا المثنى بن معاذ ، حدثنا المعتمر بن سليمان ، قال : سمعت إسحاق بن سويد قال : سمعت العلاء بن زياد يحدث ، أن عمر رضي الله عنه ، كان في مسير فتغنى فقال : « هلا زجرتموني إذ لغوت (1) »
__________
(1) اللغو : الكلام الذي لا أصل له من الباطل

(1/459)


439 - حدثنا أبو عبد الرحمن محمد بن عمران بن أبي ليلى ، حدثنا عيسى بن يونس ، عن الأوزاعي ، عن حسان بن عطية قال : كان شداد بن أوس في سفر ، فنزل منزلا ، فقال لغلامه : « ائتنا بالسفرة نفيت بها » . فأنكرت عليه ، فقال : « ما تكلمت بكلمة منذ أسلمت إلا وأنا أخطمها (1) وأزمها إلا كلمتي هذه ، فلا تحفظوها علي »
__________
(1) خطم : شد زمام البعير في أنفه ليسهل قياده والمراد أنه يمسك بزمام لسانه وكلامه

(1/460)


440 - حدثنا الحسن بن الصباح ، حدثنا إسحاق بن منصور السلولي ، عن عبد السلام يعني ابن حرب ، عن سعيد الجريري ، عن مطرف بن الشخير ، قال : قال ابن عباس رضي الله عنهما للسانه : « ويحك قل خيرا تغنم ، وإلا فاعلم أنك ستندم ، قال : فقيل له : أتقول هذا ؟ قال : بلغني أن الإنسان ليس هو يوم القيامة أشد منه على لسانه إلا أن يكون قال خيرا فغنم أو سكت فسلم »

(1/461)


441 - حدثني أبو صالح المروزي ، قال : سمعت سعيد بن عامر يقول : عرض على عمرو بن عبيد طيلسان ، فقال : « ما ثوب بأجود منه . فعيب به خمسين سنة ، كانوا يقولون : إن عمرا لا يحفظ لسانه »

(1/462)


باب الصدق وفضله

(1/463)


442 - حدثني علي بن الجعد ، أخبرنا شعبة ، عن يزيد بن خمير قال : سمعت سليم بن عامر يحدث ، عن أوسط بن إسماعيل بن أوسط ، سمع أبا بكر الصديق رضي الله عنه ، بعدما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنة فقال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم عام أول مقامي هذا ، ثم بكى أبو بكر ثم قال : « عليكم بالصدق فإنه مع البر وهما في الجنة ، وإياكم والكذب فإنه مع الفجور وهما في النار »

(1/464)


443 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا جرير ، عن منصور ، عن أبي وائل ، عن عبد الله رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب صديقا »

(1/465)


444 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا شعبة ، أخبرني عمرو بن مرة ، قال : سمعت مرة الهمداني ، قال : كان عبد الله رضي الله عنه يقول : « عليكم بالصدق فإنه يهدي إلى الجنة ، وما يزال الرجل يصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، ويثبت البر في قلبه ، فلا يكون للفجور موضع إبرة يستقر فيها »

(1/466)


445 - حدثنا يحيى بن أيوب ، حدثنا إسماعيل بن جعفر ، أخبرني عمرو بن أبي عمر ، عن المطلب ، عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة : اصدقوا إذا حدثتم ، وأوفوا إذا وعدتم ، وأدوا إذا ائتمنتم ، واحفظوا فروجكم ، وغضوا أبصاركم ، وكفوا أيديكم »

(1/467)


446 - حدثنا هارون بن عمرو القرشي ، حدثنا يحيى بن حسان ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا الحارث بن يزيد ، عن عبد الرحمن بن حجيرة ، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ثلاث إذا كن فيك لم يضرك ما فاتك من الدنيا : صدق حديث ، وحفظ أمانة ، وعفة في طعمة »

(1/468)


447 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا مروان بن معاوية ، عن مجمع بن يحيى الأنصاري ، عن منصور بن المعتمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « تحروا (1) الصدق وإن رأيتم أن فيه الهلكة ، فإن فيه النجاة »
__________
(1) تحرى : قصد الأمر وعمد إليه وطلبه وتوخاه بإمعان

(1/469)


448 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا روح بن عبادة ، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ، حدثنا منصور بن أذين ، عن مكحول ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا يؤمن العبد الإيمان كله حتى يؤثر الصدق ، وحتى يترك الكذب في المزاحة ، والمراء (1) وإن كان صادقا »
__________
(1) المراء : المجادلة على مذهب الشك والريبة

(1/470)


449 - حدثنا الهيثم بن خارجة ، حدثنا الهيثم بن عمران ، قال : سمعت إسماعيل بن عبيد الله المخزومي ، قال : « أمرني عبد الملك بن مروان أن أعلم بنيه الصدق كما أعلمهم القرآن »

(1/471)


450 - حدثنا عبد العزيز بن بحر ، حدثنا أبو عقيل ، عن محمد بن نعيم ، مولى عمر بن الخطاب ، عن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ، عن جده علي رضي الله عنه قال : « زين الحديث الصدق »

(1/472)


451 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا أبو داود ، عن شعبة ، أخبرني عمارة بن أبي حفصة ، سمع أبا مجلز يقول : « قال رجل لقومه : عليكم بالصدق فإنه نجاة »

(1/473)


452 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا ابن علية ، عن الليث ، عن أبي حصين : أن رجلا أتى ابن مسعود رضي الله عنه فقال : علمني كلمات نوافع جوامع . فقال : « تعبد الله ولا تشرك به شيئا ، وتزول مع القرآن أين ما زال ، ومن جاءك بالصدق من صغير أو كبير ، وإن كان بعيدا بغيضا فاقبله منه ، ومن أتاك يكذب من صغير أو كبير ، وإن كان حبيبا قريبا فاردده عليه »

(1/474)


453 - حدثنا عمر بن بكير النحوي ، أخبرنا أبو عبد الرحمن الطائي ، أخبرنا أبو بردة بن عبد الله بن أبي بردة ، قال : كان يقال : إن ربعي بن حراش رضي الله عنه لم يكذب كذبا قط ، فأقبل ابناه من خراسان قد تأجلا ، فجاء العريف إلى الحجاج فقال : أيها الأمير ، إن الناس يزعمون أن ربعي بن حراش لم يكذب قط ، وقد قدم ابناه من خراسان وهما عاصيان ، فقال الحجاج : علي به . فلما جاء قال : أيها الشيخ . قال : « ما تشاء ؟ » قال : ما فعل ابناك ؟ قال : « المستعان الله خلفتهما في البيت » ، قال : لا جرم ، والله لا أسوؤك فيهما ، هما لك

(1/475)


باب الوفاء بالوعد

(1/476)


454 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا محمد بن أبي عدي ، عن يونس ، عن الحسن رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « العدة عطية »

(1/477)


455 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا إبراهيم أبو إسحاق الطالقاني ، حدثنا عبد الله بن المبارك ، عن ابن لهيعة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الوأي - يعني الوعد - مثل الدين أو أفضل »

(1/478)


456 - حدثني سليمان بن منصور أبو شيخ الخزاعي ، عن يحيى بن سعيد الأموي ، قال : أنشدني ابن خربوذ للفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب : « إنا أناس من سجيتنا صدق الحديث ووأينا حتم ، لبسوا الحياء ، فإن نظرت حسبتهم سقموا ولم يمسسهم سقم ، شر الإخاء إخاء مزدرد مزج الإخاء إخاؤه ، وهم ، زعم ابن عمي أن حلمي (1) ضرني ما ضر قبلي أهله الحلم »
__________
(1) الحلم : الأناة وضبط النفس

(1/479)


457 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثني محمد بن كثير ، عن الأوزاعي ، عن هارون بن رئاب ، قال : لما حضرت عبد الله بن عمرو الوفاة رضي الله عنه قال : « إنه كان خطب إلي ابنتي رجل من قريش ، وقد كان مني إليه شبيه بالوعد ، فوالله لا ألقى الله بثلث النفاق ، اشهدوا أني قد زوجتها إياه »

(1/480)


458 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا محمد بن سنان العوقي ، حدثنا إبراهيم بن طهمان ، عن بديل بن ميسرة ، عن عبد الكريم بن عبد الله بن شقيق ، عن أبيه ، عن عبد الله بن أبي الحمساء رضي الله عنه قال : بايعت النبي صلى الله عليه وسلم ببيع قبل أن يبعث ، فبقيت له بقية ، فوعدته أن آتيه بها في مكانه ذلك ، فنسيت يومي والغد فأتيته في اليوم الثالث وهو في مكانه فقال : « يا فتى لقد شققت (1) علي ، أنا ها هنا منذ ثلاث أنتظرك »
__________
(1) شق عليه : صعَّب عليه

(1/481)


459 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا مسلم بن إبراهيم ، حدثنا كعب بن فروخ الرقاشي ، حدثنا يزيد الرقاشي رحمه الله : « أن إسماعيل نبي الله عليه السلام وعد رجلا ميعادا ، فجلس له إسماعيل عليه السلام اثنين وعشرين يوما مكانه لا يبرح لميعاده ، ولهى الآخر عن ذلك حتى جاء بعد ذلك »

(1/482)


460 - وحدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث ، حدثنا عبد ربه القصاب قال : واعدت محمد بن سيرين رحمه الله أن اشتري له أضاحي ، فنسيت وعده بشغل ، ثم ذكرت بعد ، فأتيته قريبا من نصف النهار ، وإذا محمد ينتظرني ، فسلمت عليه ، ورفع رأسه فقال : « أما إنه قد يقبل أهون ذنب منك » فقلت : شغلت ، وعنفني أصحابي في المجيء إليك ، وقالوا : قد ذهب ولم يقعد إلى الساعة . فقال : « لو لم تجئ حتى تغرب الشمس ما قمت من مقعدي هذا إلا للصلاة أو حاجة لا بد منها »

(1/483)


461 - حدثنا أحمد ، حدثنا محمد بن الصباح البزاز ، حدثنا إسماعيل بن زكريا ، عن الحسن بن عبيد الله ، قال : قلت لإبراهيم : الرجل يواعد الرجل الميعاد ولا يجيء . قال : « لينتظره ما بينه وبين أن يدخل وقت الصلاة التي تجيء »

(1/484)


462 - وحدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا مبشر بن إسماعيل الحلبي ، حدثني فرات بن سلمان قال : « كان يقال : إذا سئلت فلا تعد ، وقل : اسمع ما تقول ، فإن يقدر شيء يكن »

(1/485)


463 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا أبو داود الطيالسي ، عن شعبة رحمه الله قال : ما واعدت أيوب موعدا قط إلا قال لي حين يريد أن يفارقني : « ليس بيني وبينك موعد » فإذا جئت وجدته قد سبقني

(1/486)


464 - حدثنا أحمد ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا أبو عوانة قال : كان رقبة ، رحمه الله يعدنا في الحديث ثم يقول : « ليس بيني وبينكم موعد نأثم من تركه ، فيسبقنا إليه »

(1/487)


465 - حدثنا أحمد ، حدثنا أبو معاوية ، حدثنا حجاج ، عن أبي إسحاق قال : كان أصحاب عبد الله رضي الله عنه يقولون : إذا وعد فقال : « إن شاء الله » فلم يخلف

(1/488)


466 - حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، حدثنا هشيم ، عن العوام بن حوشب ، عن رجل منهم يقال له لهب بن خندق قال : قال عوف بن النعمان في الجاهلية الجهلاء : « لأن أموت قائما عطشا أحب إلي من أن أكون مخلافا لموعد »

(1/489)


باب ذم الكذب

(1/490)


467 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا شعبة ، عن يزيد بن خمير ، قال : سمعت سليم بن عامر يحدث ، عن أوسط بن إسماعيل بن أوسط ، سمع أبا بكر الصديق رضي الله عنه ، بعدما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنة قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم عام أول مقامي هذا ، ثم بكى أبو بكر ، ثم قال : « إياكم والكذب ، فإنه مع الفجور وهما في النار »

(1/491)


468 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا جرير ، عن منصور ، عن أبي وائل ، عن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا »

(1/492)


469 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا شعبة ، أخبرني عمر بن مرة قال : سمعت مرة الهمداني ، قال : كان عبد الله رضي الله عنه يقول : « إياكم والكذب فإنه يهدي إلى النار ، وما يزال الرجل يكذب حتى يكتب عند الله كذابا ، ويثبت الفجور في قلبه فلا يكون للبر موضع إبرة يستقر فيها »

(1/493)


470 - حدثنا أبو حفص الصيرفي ، حدثنا أبو داود ، حدثنا شعبة ، أخبرني منصور قال : سمعت أبا وائل ، عن عبد الله رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان »

(1/494)


471 - حدثنا أبو حفص ، حدثنا يحيى بن محمد بن قيس ، حدثنا العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان »

(1/495)


472 - حدثنا زهير بن حرب ، حدثنا وكيع ، حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن مرة ، عن مسروق ، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ، وإن كانت فيه خصلة (1) منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا وعد أخلف ، وإذا حدث كذب ، وإذا خاصم فجر ، وإذا عاهد غدر »
__________
(1) الخصلة : خلق في الإنسان يكون فضيلة أو رزيلة

(1/496)


473 - حدثنا داود بن رشيد ، حدثنا علي بن هاشم ، قال : سمعت الأعمش ذكره ، عن أبي إسحاق ، عن مصعب بن سعد ، عن أبيه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « على كل خلة (1) يطبع أو يطوى عليها المؤمن إلا الخيانة والكذب »
__________
(1) الخلة : السمة والخصلة والصفة

(1/497)


474 - حدثنا سوار بن عبد الله ، حدثنا الضحاك بن مخلد ، عن أبي عجلان ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة : الشيخ الزاني ، والإمام الكذاب ، والعائل المزهو »

(1/498)


475 - حدثنا إسماعيل بن خالد الضرير ، حدثنا يعلى بن الأشدق ، حدثنا عبد الله بن جراد قال : قال أبو الدرداء رضي الله عنه : يا رسول الله ، هل يكذب المؤمن ؟ قال : « لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر من حدث فكذب »

(1/499)


476 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا سفيان ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، وبيان ، سمعا قيس بن أبي حازم ، سمع أبا بكر الصديق رضي الله عنه يقول : « أيها الناس ، إياكم والكذب ، فإنه مجانب الإيمان »

(1/500)


477 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا نصر بن طريف الباهلي ، حدثنا إبراهيم بن ميسرة ، عن عبيد بن سعد ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : « ما كان من خلق أشد عند أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الكذب ، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلع على الرجل من أصحابه على الكذب ، فما ينحل من صدره حتى يعلم أنه قد أحدث لله منها توبة »

(2/1)


478 - حدثني أبو محمد عبد الله بن أيوب المخرمي ، حدثنا عبد الرحيم بن هارون أبو هشام الغساني ، عن عبد العزيز بن أبي رواد ، عن نافع ، عن ابن عمر رضي الله عنهما رفعه قال : « إن العبد ليكذب الكذبة فيتباعد الملك منه ميلا أو ميلين ، مما جاء به »

(2/2)


479 - حدثني عبد العزيز بن بحر ، أخبرنا أبو عقيل ، عن محمد بن نعيم ، مولى عمر بن الخطاب ، عن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ، عن جده علي رضي الله عنه قال : « أعظم الخطايا عند الله : اللسان الكذوب ، وشر الندامة ندامة يوم القيامة »

(2/3)


480 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا سفيان ، حدثني عبد الرحمن بن عابس ، حدثني ناس ، من أصحاب عبد الله رضي الله عنه ، أنه كان يقول في خطبته : « شر الروايا روايا الكذب ، وأعظم الخطايا اللسان الكذوب »

(2/4)


481 - حدثني يحيى بن أيوب ، حدثنا إسماعيل بن جعفر ، أخبرني سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان »

(2/5)


482 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا إسحاق الأزرق ، عن عوف ، عن الحسن رضي الله عنه قال : « يعد من النفاق : اختلاف القول والعمل ، واختلاف السر والعلانية ، والمدخل والمخرج ، وأصل النفاق ، والذي بني عليه النفاق : الكذب »

(2/6)


483 - حدثني الحسين بن السكن بن أبي السكن ، حدثنا المعلى بن أسد ، حدثنا الحسن بن ميمون الحضرمي قال : سمعت إياس بن معاوية ، رحمه الله يقول : « إن الكذب عندي : من يكذب فيما لا يضره ولا ينفعه ، فأما رجل كذب كذبة ليرد عن نفسه بها بلية ، أو يجر إلى نفسه بها معروفا فليس عندي بكذب »

(2/7)


484 - حدثني محمد بن إدريس ، حدثنا محمد بن خالد النيلي ، حدثنا الوليد بن مسلم ، عن مالك بن أنس ، رضي الله عنه قال : قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه : « ما كذبت كذبة منذ شددت علي إزاري (1) »
__________
(1) الإزار : ثوب يحيط بالنصف الأسفل من البدن

(2/8)


485 - حدثني محمد بن إدريس ، حدثنا محمود بن خالد ، حدثنا أبي ، حدثني عيسى بن المسيب ، عن عدي بن ثابت قال : قال عمر رضي الله عنه : « أحبكم إلينا ما لم نركم : أحسنكم اسما ، فإذا رأيناكم فأحبكم إلينا أحسنكم خلقا ، فإذا اختبرناكم فأحبكم إلينا أصدقكم حديثا وأعظمكم أمانة »

(2/9)


486 - حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق المروزي ، أخبرنا إبراهيم بن الأشعث ، حدثنا الفضيل ، عن ليث بن أبي سليم ، عن عبد الرحمن بن ثروان أبي قيس ، عن هزيل بن شرحبيل ، رحمه الله قال : « قال موسى عليه السلام : رب أي عبادك خير عملا ؟ قال : من لا يكذب لسانه ، ولا يفجر قلبه ، ولا يزني فرجه »

(2/10)


487 - حدثني الحسين بن علي بن يزيد ، حدثنا أبو مروان البزاز قال : جاءنا سالم يطلب ثوبا سباعيا ، فنشرت عليه ثوبا سباعيا ، فذرعه ، فإذا هو أقل من سباعي فقال : « أليس قلت سباعي ؟ قلت : كذلك نسميها . قال : » كذلك يكون الكذب «

(2/11)


488 - حدثنا أبو حذيفة الفزاري ، حدثنا عبد الرحمن بن مسعود الزجاج الموصلي ، عن معمر ، عن موسى بن شيبة ، رحمه الله : « أن النبي صلى الله عليه وسلم رد شهادة رجل في كذبة »

(2/12)


489 - حدثني محمد بن إدريس ، حدثني عبد العزيز بن عبد الله العامري ، حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن ابن أخي ابن شهاب ، عن ابن شهاب ، عن سالم بن عبد الله ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول في خطبته : ليس فيما دون الصدق من الحديث خير ، من يكذب يفجر ، ومن يفجر يهلك

(2/13)


490 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا الأوزاعي ، حدثني حسان بن عطية : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : « لا تجد المؤمن كذابا »

(2/14)


491 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا سفيان ، وشعبة ، عن سلمة بن كهيل ، عن مصعب بن سعد ، عن سعد رضي الله عنه قال : « كل الخلال (1) يطبع عليها المؤمن إلا الخيانة والكذب »
__________
(1) الخلة : السمة والخصلة والصفة

(2/15)


492 - وحدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا سفيان ، عن منصور ، عن مالك بن الحارث ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن أبي مسعود رضي الله عنه قال : « كل الخلال (1) يطوى عليها المؤمن إلا الخيانة والكذب »
__________
(1) الخلة : السمة والخصلة والصفة

(2/16)


493 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا المسعودي ، عن رجل ، من بني أسد قال : قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : « إن المبارز لله تعالى بالمعصية كمن حلف باسمه كاذبا ، وإن الكذبة لتفطر الصائم »

(2/17)


494 - حدثنا أحمد ، حدثنا يعلى بن عبيد ، عن الأعمش ، عن إبراهيم رحمه الله قال : كانوا يقولون : « إن الكذب ليفطر الصائم »

(2/18)


495 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا مبشر الحلبي ، حدثني جعفر بن برقان ، حدثني أبو عبد الله الجرشي ، حدثنا رجل ، من حرس معاوية قال : « بعث طاغية الروم إلى معاوية يعرض عليه الجزية ، فقال له الرومي : يا معاوية ، لا تماكرني ، فإنك لا تجد مكرا إلا ومعه كذب »

(2/19)


496 - حدثنا محمد بن عمرو بن العباس الباهلي ، حدثنا سفيان قال : قال مطرف بن طريف : « ما أحب أني كذبت وأن لي الدنيا وما فيها » قال سفيان : « تفسيره : ما أحب أني ذهبت أتعرض لغضب الله ثم لا أدري يتوب علي أو لا يتوب »

(2/20)


497 - حدثني عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا أبو بكر بن عياش قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : « لا خير فيما دون الصدق من الحديث ، من يكذب يفجر ، ومن يفجر يهلك ، قد أفلح من حفظ من ثلاث : الطمع ، والهوى ، والغضب »

(2/21)


498 - حدثنا محمد بن عمرو الباهلي ، حدثنا أبو زكير يحيى بن محمد بن قيس ، حدثنا ابن عجلان ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا ينظر الله يوم القيامة إلى ثلاثة : الإمام الكذاب ، ولا إلى الشيخ الزاني ، ولا إلى العائل المزهو »

(2/22)


499 - حدثني محمد بن عمرة ، حدثنا مرحوم بن عبد العزيز قال : سمعت مالك بن دينار رحمه الله يقول : « قرأت في بعض الكتب : ما من خطيب يخطب إلا عرضت خطبته على عمله ، فإن كان صادقا صدق ، وإن كان كذابا قرضت شفتاه بمقراضين من نار ، كلما قرضتا نبتتا »

(2/23)


500 - حدثنا داود بن عمرو الضبي ، حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن شهر بن حوشب ، عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس فقال : « أيها الناس ، ما يحملكم أن تتابعوا بالكذب كما تتابع الفراش في النار ، كل الكذب يكتب على ابن آدم إلا ثلاث خصال (1) : رجل كذب امرأته ليرضيها ، ورجل كذب امرأين ليصلح بينهما ، ورجل كذب في خديعة الحرب »
__________
(1) الخصال : جمع خصلة وهي خلق في الإنسان يكون فضيلة أو رزيلة

(2/24)


501 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا يونس ، عن الزهري ، أخبرنا حميد بن عبد الرحمن بن عوف : أن أمه وهي أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ، أخبرته ، أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس ، فيقول خيرا وينمي خيرا » قال ابن شهاب : « فلم أسمع يرخص فيما يقول الناس كذب إلا في ثلاث : الحرب والإصلاح بين الناس ، وحديث الرجل امرأته ، وحديث المرأة زوجها »

(2/25)


502 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا يحيى بن إسحاق السيلحيني ، حدثنا الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن سعد بن سنان ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا حدثتم فلا تكذبوا ، وإذا اؤتمنتم فلا تخونوا »

(2/26)


503 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا عباد بن العوام ، أخبرنا داود بن أبي هند ، عن شهر بن حوشب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « كل كذب مكتوب كذب لا محالة إلا الكذب في ثلاث : الكذب في الحرب خدعة (1) ، وكذب الرجل فيما بين الرجلين ليصلح بينهما ، وكذب الرجل امرأته » قال داود : « يمنيها »
__________
(1) الخدعة : المكر والحيلة

(2/27)


504 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا ابن علية ، عن سوار بن عبد الله قال : نبئت أن ميمون بن مهران قال : وعنده رجل من قرى أهل الشام : « إن الكذب في بعض المواطن خير من الصدق » ، فقال الشامي : لا ، الصدق في كل موطن خير . قال : « أرأيت لو رأيت رجلا يسعى وآخر يتبعه بالسيف ، فدخل دارا فانتهى إليك ، فقال : رأيت الرجل ؟ ما كنت قائلا ؟ » قال : كنت أقول : لا . قال : « فهو ذلك »

(2/28)


505 - حدثنا أحمد بن جميل المروزي ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا سفيان ، عن أبي حيان ، عن أبي الزنباع ، عن أبي الدهقان قال : صحب الأحنف بن قيس رحمه الله رجل ، فقال : ألا تميل فنحملك ونفعل ؟ قال : « لعلك من العراضين ؟ » قال : وما العراضون ؟ قال : « الذين يحبون أن يحمدوا ولا يفعلوا » . قال : يا أبا بحر ، ما عرضت عليك ، حتى . قال : « يا ابن أخي إذا عرض لك الحق فاقصد له ، واله عما سوى ذلك »

(2/29)


506 - حدثنا أبو كريب ، حدثنا خالد بن حيان ، حدثنا عيسى بن كثير الأسدي الرقي قال : مشيت مع ميمون بن مهران حتى أتى باب داره ومعه ابنه عمرو ، فلما أردت أن أنصرف قال له عمرو : يا أبت ألا تعرض عليه العشاء ؟ قال : « ليس ذلك من نيتي »

(2/30)


507 - حدثنا فضيل بن عبد الوهاب ، حدثنا خالد بن عبد الله ، عن ابن عون قال : اعتذر رجل عند إبراهيم ، فقال : « قد عذرناك غير معتذر ، إن الاعتذار يخالطه الكذب »

(2/31)


508 - حدثني أسد بن عمار التميمي ، حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا بكر الأعتق ، عن خالد بن رخيم ، عن مطرف ، قال : « المعاذر مفاجر »

(2/32)


509 - حدثني عيسى بن عبد الله التميمي ، أخبرنا يحيى بن بكير المصري ، قال : سمعت الليث بن سعد قال : كانت ترمص عينا سعيد بن المسيب حتى يبلغ الرمص خارج عينيه - وصف يحيى بيده إلى المحاجر - فيقال له : لو مسحت هذا الرمص ، فيقول : « فأين قولي للطبيب وهو يقول لي : لا تمس عينك . فأقول : لا أفعل »

(2/33)


510 - حدثنا بندار محمد بن بشار ، حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد ، حدثنا قرة بن خالد ، عن الحسن ، قال : ، قال سمرة بن جندب ، وكان داهية : « لأن أقول : لا ، أحب إلي من أن أقول : نعم ، ثم لا أفعل »

(2/34)


511 - حدثني حمزة بن العباس ، حدثنا عبدان بن عثمان ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد قال : سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « رأيت ليلة أسري (1) بي رجالا تقرض (2) شفاههم بمقارض من نار فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : خطباء من أمتك ، الذين يأمرون الناس بالبر ، وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون »
__________
(1) الإسراء : السير ليلا
(2) قرض : قطع

(2/35)


512 - حدثني هارون بن عبد الله ، حدثنا سيار ، حدثنا جعفر ، قال : حدثنا مالك بن دينار ، عن الحسن ، رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما من عبد يخطب خطبة إلا الله سائله عنها يوم القيامة : ما أردت بها ؟ » قال : فكان مالك إذا حدثني بهذا بكى ، ثم يقول : « أتحسبون أن عيني تقر بكلامي عليكم ، وأنا أعلم أن الله سائلي عنه يوم القيامة ما أردت به ؟ أنت الشهيد على قلبي ، لو أعلم أنه أحب إليك لم أقرأ على اثنين أبدا »

(2/36)


513 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا أبو عبيدة الحداد ، عن سعيد بن يزيد ، قال : سمعت الشعبي ، يتمثل (1) : « أنت الفتى كل الفتى إن كنت تصدق ما تقول ، لا خير في كذب الجواد وحبذا صدق البخيل »
__________
(1) يتمثل : يستحضر كلاما ليستشهد به من شعر وغيره

(2/37)


514 - حدثني أسد بن عمار التميمي ، حدثنا سعيد بن عون البصري ، حدثنا جعفر قال : سمعت مالك بن دينار رحمه الله يقول : « الصدق والكذب يعتركان في القلب حتى يخرج أحدهما صاحبه »

(2/38)


515 - حدثني محمد بن إدريس الحنظلي ، حدثنا أصبغ بن الفرج ، أخبرني عبد الله بن وهب ، عن مسلمة بن علي قال : قال يزيد بن ميسرة : « الكذب يسقي باب كل شر كما يسقي الماء أصول الشجر »

(2/39)


516 - حدثني سعيد بن سليمان ، عن مبارك بن فضالة ، عن الحسن رضي الله عنه قال : « الكذب جماع النفاق »

(2/40)


517 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا شبابة بن سوار ، حدثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد رحمه الله في قوله : ( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن (1) ) قال : « رجلان خرجا على ملإ قعود ، فقالا : والله لئن رزقنا الله من فضله لنصدقن ، فلما رزقهم بخلوا به »
__________
(1) سورة : التوبة آية رقم : 75

(2/41)


518 - حدثنا أحمد بن إبرهيم ، حدثنا وكيع ، حدثنا الأعمش ، عن عمارة بن عمير ، عن عبد الرحمن بن يزيد قال : قال عبد الله رضي الله عنه : « اعتبروا المنافق بثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا عاهد غدر » ، ثم قرأ : ( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله (1) ) الآية
__________
(1) سورة : التوبة آية رقم : 75

(2/42)


519 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا عباس بن الوليد ، حدثنا يزيد بن زريع ، عن سعيد ، عن قتادة رضي الله عنه ، في قوله عز وجل : ( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين (1) ) قال : « ذكر لنا أن رجلا من الأنصار أتى على مجلس للأنصار فقال : لئن آتاه الله مالا ليؤتين كل ذي حق حقه ، فآتاه الله مالا ، فصنع فيه ما يسمعون » : ( فلما آتاهم من فضله بخلوا به (2) ) إلى قوله ( وبما كانوا يكذبون (3) )
__________
(1) سورة : التوبة آية رقم : 75
(2) سورة : التوبة آية رقم : 76
(3) سورة : التوبة آية رقم : 77

(2/43)


520 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا بهز بن أسد ، حدثنا شعبة ، حدثنا أبو إسحاق ، قال : سمعت أبا الأحوص يحدث ، أن عبد الله رضي الله عنه ، كان يقول : إن محمدا صلى الله عليه وسلم كان يقول : « ألا أنبئكم بالعضة ، وهي النميمة القالة بين الناس ، وإن شر الروايا روايا الكذب ، وإن الكذب لا يصلح منه جد ولا هزل ، ولا يعد أحدكم صبيا ولا ينجز (1) له »
__________
(1) أنْجَز : يقال أنجز وَعْدَه، إذا أحْضَرَه وأتمه

(2/44)


521 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا أبو النضر ، حدثنا الليث بن سعد ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « من قال لصبيه ها أعطيك ، فلم يعطه شيئا كتبت كذبة »

(2/45)


522 - حدثنا أحمد ، حدثنا عثمان بن عمر ، حدثنا يونس بن يزيد الأيلي ، عن أبي شداد ، عن مجاهد ، أخبرتنا أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت : كنت صاحبة عائشة رضي الله عنها التي هيأتها وأدخلتها على النبي صلى الله عليه وسلم ومعي نسوة قالت : فوالله ما وجدنا عنده قراء إلا قدحا من لبن فشرب ، ثم ناوله عائشة ، قالت : فاستحيت الجارية ، قالت : فقلت : لا تردي يد رسول الله صلى الله عليه وسلم خذي منه ، قالت : فأخذته على حياء فشربت منه ، ثم قال : « ناولي صواحبك » فقلن : لا نشتهيه ، فقال : « لا تجمعن جوعا وكذبا » قالت : فقلت : يا رسول الله ، إن قالت إحدانا لشيء تشتهيه : لا أشتهيه ، أيعد ذلك كذبا ؟ قال : « وإن الكذب ليكتب كذبا ، حتى الكذيبة كذيبة »

(2/46)


523 - حدثنا أحمد بن عمران الأخنسي ، حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن عاصم ، عن شقيق بن سلمة قال : قال أخي عبد الرحمن بن سلمة : « ما كذبت منذ أسلمت ، إلا أن الرجل ليدعوني إلى طعامه فأقول : ما أشتهيه ، فعسى أن يكتب »

(2/47)


524 - حدثنا داود بن عمرو الضبي ، حدثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية ، حدثنا سلامة بن منيح ، قال : قال الأحنف بن قيس : « ما كذبت منذ أسلمت ، إلا مرة واحدة ، فإن عمر سألني عن ثوب بكم أخذته ، فأسقطت ثلثي الثمن »

(2/48)


525 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ، حدثنا ابن المبارك ، عن الأوزاعي ، حدثنا حسان بن عطية قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : « لا تجد المؤمن كذابا »

(2/49)


526 - حدثنا الهيثم بن خارجة ، حدثنا الهيثم بن عمران ، قال : سمعت إسماعيل بن عبيد الله المخزومي يقول : أمرني عبد الملك بن مروان أن : « أجنب بنيه الكذب ، وإن كان فيه - يعني القتل - »

(2/50)


527 - حدثنا محمد بن أبي عمر المكي ، وسفيان بن وكيع ، قالا : حدثنا ابن عيينة ، عن رجل ، وقال سفيان : عن الماجشون قال : كلم عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه الوليد في شيء ، فقال له : كذبت . فقال له عمر : « ما كذبت منذ علمت أن الكذب يشين صاحبه »

(2/51)


528 - حدثنا أحمد بن إبراهيم العبدي ، حدثنا محمد بن عبيد ، حدثني داود العطار قال : أقفل قتيبة بن مسلم بكر بن ماعز من خراسان ، فصحبه رجل فقال له : يا بكر كذبت قط ؟ فسكت عنه ثم قال : يا بكر ، كذبت قط ؟ فسكت عنه . ثم قال : يا بكر كذبت قط ؟ فسكت عنه حتى انتهى إلى حمام عمر أو حمام أعين ، فقال : يا بكر كذبت قط ؟ فقال : « إنك قد أكثرت علي ، وإني لم أكذب قط إلا كذبة واحدة ، فإن قتيبة أخذنا بالسلاح ، فاستعرت رمحا ، فلما مررت به قال : يا بكر ، هذا السلاح لك ؟ قلت : نعم ، وكان الرمح ليس لي »

(2/52)


529 - حدثنا محمد بن أبي عمر المكي ، حدثنا سفيان ، قال : حدثني رجل ، قال : حدثت سليمان بن علي ، بحديث فقال لي : « كذبت » . قال : فقلت : ما يسرني أني كذبت وأن لي ملء بهوك هذا ذهبا . قال : فانكسر عني

(2/53)


530 - حدثني أحمد بن إبراهيم ، حدثنا يحيى بن معين ، عن يعقوب بن إبراهيم ، عن أبيه ، قال : سمعت يونس بن عبيد يقول : « كل خلة (1) يرجى تركها يوما ما ، إلا صاحب الكذب »
__________
(1) الخلة : السمة والخصلة والصفة

(2/54)


531 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي ، حدثنا قيس بن سليم العنبري ، عن جواب التيمي قال : جاءت أخت الربيع بن خثيم عائدة إلى بني له ، فانكبت (1) عليه ، فقالت : كيف أنت يا بني ؟ فجلس ربيع ، فقال : « أرضعتيه ؟ » قالت : لا . قال : « ما عليك لو قلت : يا ابن أخي ، فصدقت »
__________
(1) انكب على الشيء : أقبل عليه ولزمه وشغل به

(2/55)


532 - حدثنا عبد الرحمن بن يونس ، حدثنا يحيى بن يمان ، أخبرنا سفيان بن سعيد ، عن أبيه ، عن محارب بن دثار : « أن امرأة قالت لشتير بن شكل : يا بني . قال : » كذبت لم تلديني «

(2/56)


533 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا محمد بن عبد الله ، حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، قال : ذكرت لإبراهيم رحمه الله حديث أبي الضحى ، عن مسروق أنه رخص في الكذب في إصلاح بين الناس ، فقال : « ما كانوا يرخصون في الكذب في جد ولا هزل »

(2/57)


534 - حدثنا أحمد ، حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا ابن عون ، عن محمد ، أنه ذكر عنده : أنه يصلح الكذب في الحرب ، فأنكر ذلك وقال : « ما أعلم الكذب إلا حراما » . قال ابن عون : فغزوت ، فخطبنا معاوية بن هشام فقال : اللهم انصرنا على عمورية ، وهو يريد غيرها ، فلما قدمت ذكرت ذلك لمحمد فقال : « أما هذا فلا بأس به »

(2/58)


535 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا شعبة ، وقيس ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن ميمون بن أبي شبيب ، عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من حدث بحديث وهو يرى أنه كذب ، فهو أحد الكاذبين »

(2/59)


536 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا شعبة ، عن الحكم ، قال : سمعت ابن أبي ليلى يحدث ، عن سمرة بن جندب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من روى عني حديثا وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين »

(2/60)


537 - حدثنا عبد الله بن عمر بن محمد القرشي ، وعبد الرحمن بن صالح العتكي ، قالا : حدثنا حسين الجعفي ، عن الحسن بن الحر ، عن ميمون بن أبي شبيب قال : « قعدت أكتب كتابا ، فمررت بحرف إن أنا كتبته زينت الكتاب ، وكنت قد كذبت ، فعزمت على تركه ، فناداني مناد من جانب البيت » : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين (1) ) قال : « وتهيأت للجمعة - في زمن الحجاج - فجعلت أقول : أذهب ؟ فناداني مناد من جانب البيت » : ( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله (2) ) قال : « فذهبت »
__________
(1) سورة : إبراهيم آية رقم : 27
(2) سورة : الجمعة آية رقم : 9

(2/61)


538 - حدثنا المثنى بن معاذ ، حدثنا سلم بن قتيبة ، عن المسعودي ، عن عون بن عبد الله قال : كساني أبي حلة (1) فخرجت فيها فقال لي أصحابي : كساك هذه الأمير ؟ فأحببت أن يروا أن الأمير كسانيها ، فقلت : جزى الله الأمير خيرا ، كسا الله الأمير من كسوة الجنة ، فذكرت ذلك لأبي فقال : « يا بني لا تكذب ولا تشبه بالكذب »
__________
(1) الحُلَّة : ثوبَان من جنس واحد

(2/62)


539 - حدثني أبو صالح المروزي ، عن محمد بن مزاحم ، قال : قالت أم سهل بن علي له يوما : « يا بني ، رد نصف هذا الباب ، فجاء بخيط فجعل يقدر »

(2/63)


540 - حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن يونس ، عن الحسن قال : « قال لقمان عليه السلام لابنه : إياك والكذب ؛ فإنه شهي كلحم العصفور ، عما قليل يقلاه صاحبه »

(2/64)


541 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدثنا جرير ، عن بيان بن بشر ، عن الشعبي قال : « ما أدري أيهما أبعد غورا في النار الكذب أو البخل ؟ »

(2/65)


542 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا علي بن عاصم ، أخبرنا بيان بن بشر ، عن الشعبي قال : « من كذب فهو منافق »

(2/66)


543 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا حسين بن محمد ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله رضي الله عنه أنه ، قال : « ألا إن شر الروايا روايا الكذب ، ألا وإن الكذب لا يصلح منه جد ولا هزل ، ولا أن يعد الرجل ولده شيئا ولا ينجزه . ألا وإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار . ألا وإن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وإنه يقال للصادق : صدق وبر ، ويقال للكاذب : كذب وفجر »

(2/67)


544 - ألا وإن محمدا حدثنا : « إن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، ويكذب حتى يكتب عند الله كذابا »

(2/68)


545 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا المسعودي ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله رضي الله عنه قال : « والذي نفسي بيده ما أحل الله الكذب في جد ولا في هزل قط ، ولا أن يعد الرجل صبيه ثم لا ينجزه له ، اقرءوا إن شئتم : ( اتقوا الله وكونوا مع الصادقين (1) ) »
__________
(1) سورة : التوبة آية رقم : 119

(2/69)


546 - حدثنا ابن منيع ، حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن مجاهد ، عن أبي معمر قال : قال عبد الله رضي الله عنه : « لا يصلح الكذب في هزل ولا جد ، ولا أن يعد أحدكم صبيه شيئا ، ثم لا ينجزه له »

(2/70)


547 - حدثني علي بن أبي مريم ، عن الحميدي قال : قال الأعمش : « لقد أدركت قوما لو لم يتركوا الكذب إلا حياء لتركوه »

(2/71)


548 - حدثنا هارون بن سفيان ، حدثنا عبد الله بن صالح العجلي ، قال : سمعت ابن السماك يقول : « ما أراني أوجر على تركي الكذب ، لأني إنما أدعه أنفة »

(2/72)


549 - حدثني العباس بن جعفر ، حدثنا ابن أبي رزمة ، عن أبيه ، قال : سمعت ابن المبارك يقول : « أول عقوبة الكاذب من كذبه أن يرد عليه صدقه »

(2/73)


550 - وحدثني العباس ، حدثني حسين بن حسن ، حدثنا إسحاق بن منصور ، قال : سمعت أبا بكر بن عياش رحمه الله يقول : « إذا كذبني الرجل كذبة لم أقبل منه بعدها »

(2/74)


551 - حدثني أبو صالح المروزي ، قال : سمعت رافع بن أشرس قال : قلت لخالد بن صبيح : أرأيت من يكذب الكذبة هل يسمى فاسقا ؟ قال : « نعم »

(2/75)


552 - وحدثني عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : « كل الخلال (1) يطوى عليها المؤمن إلا الخيانة والكذب »
__________
(1) الخلة : السمة والخصلة والصفة

(2/76)


553 - وحدثني أبو صالح قال : سمعت رافع بن أشرس قال : « كان يقال : إن من عقوبة الكذاب أن لا يقبل صدقه . قال : وأنا أقول : ومن عقوبة الفاسق المبتدع أن لا تذكر محاسنه »

(2/77)


554 - حدثني العباس العنبري ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي الضحى ، عن مسروق رحمه الله قال : « ليس شيء أعظم عند الله من الكذب »

(2/78)


555 - حدثنا أبو عبد الرحمن القرشي ، حدثنا إبراهيم بن عيسى قال : « قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني ، من ساء خلقه عذب نفسه ، ومن كذب ذهب جماله »

(2/79)


556 - حدثنا عبد الرحمن بن واقد ، حدثنا ضمرة ، حدثنا علي بن أبي حملة ، قال : قال عبد الله بن أبي زكريا الدمشقي : « عالجت الصمت عما لا يعنيني عشرين سنة قل أن أقدر منه على ما أريد » . قال : وكان لا يدع يغتاب (1) في مجلسه أحد ، يقول : « إن ذكرتم الله أعناكم ، وإن ذكرتم الناس تركناكم »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها

(2/80)


557 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، عن أبي حصين ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت »

(2/81)


558 - حدثني الحسين بن السكن بن أبي السكن القرشي ، حدثنا المعلى بن أسد العمي ، حدثنا سيار بن الحكم ، قال ثابت البناني : حدثنا عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يا أبا ذر ، ألا أدلك على خصلتين ، هما أخف على الظهر ، وأثقل في الميزان من غيرهما ؟ » قال : بلى يا رسول الله . قال : « عليك بحسن الخلق وطول الصمت ، فوالذي نفس محمد بيده ما عمل الخلائق بمثلهما »

(2/82)


559 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، وأبو بكر ، قالا : حدثنا أبو الأحوص ، عن أبي حصين ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت »

(2/83)


560 - حدثنا علي بن الجعد ، ومحمد بن يزيد الآدمي ، قالا : حدثنا أبو معاوية ، حدثنا العوام بن جويرية ، عن الحسن ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : « أربع لا يصبن إلا بعجب : الصمت وهو أول العبادة ، والتواضع ، وذكر الله ، وقلة الشيء »

(2/84)


561 - حدثنا هارون بن معروف ، حدثنا عبد الله بن وهب ، حدثنا عبد الله بن المسيب ، عن الضحاك بن شرحبيل ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أنه كان يقول : « من لم ير أن كلامه من عمله ، وأن خلقه من دينه هلك وهو لا يشعر »

(2/85)


562 - حدثنا محمد بن مسعود ، أخبرنا عبد الرزاق ، قال : سمعت وهيب بن الورد رحمه الله يقول : « من عد كلامه من عمله قل كلامه »

(2/86)


563 - حدثني سريج بن يونس ، حدثنا علي بن ثابت ، عن أبي الأشهب ، عن الحسن رضي الله عنه قال : « ما عقل دينه من لم يحفظ لسانه »

(2/87)


564 - حدثني محمد بن إدريس ، حدثنا أصبغ ، أخبرني ابن وهب ، حدثنا بكر بن مضر ، عن عبد الرحمن بن شريح قال : « لو أن عبدا اختار لنفسه ما اختار أفضل من الصمت »

(2/88)


565 - حدثني محمد بن إدريس ، حدثنا أصبغ ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني عياض بن عبد الله الفهري قال : « إن الرجل ليطغى في كلامه كما يطغى في ماله »

(2/89)


566 - حدثني محمد بن إدريس ، حدثنا أصبغ ، حدثنا ابن وهب ، حدثني سحبل بن محمد الأسلمي قال : سمعت محمد بن عجلان يقول : « إنما الكلام أربعة : أن تذكر الله ، وأن تقرأ القرآن ، وتسأل عن علم فتخبر به ، أو تكلم فيما يعنيك من أمر دنياك »

(2/90)


567 - حدثني أبو حاتم ، حدثنا ابن عفير ، حدثنا يحيى بن أيوب ، عن محمد بن موسى بن علي ، عن أبيه قال : « قال ربيط بني إسرائيل : زين المرأة الحياء ، وزين الحكيم الصمت »

(2/91)


568 - حدثني أبو حاتم الرازي ، حدثنا أصبغ ، حدثنا ابن وهب ، أخبرني ابن عبد الحميد بن سالم المهري ، عن عبد الله بن حبيب رحمه الله : « أن داود النبي عليه السلام قال : رب كلام قد ندمت عليه ولم أندم على صمت قط »

(2/92)


569 - حدثني محمد بن إدريس ، حدثنا هشام بن خالد ، حدثنا أبو خليد عتبة بن حماد ، عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير رحمه الله قال : « خصلتان إذا رأيتهما في الرجل ، فاعلم أن ما وراءهما خير منهما ، إذا كان حابسا للسانه ، يحافظ على صلاته »

(2/93)