3.ك 3.
كتاب ذم المسكر
المؤلف: أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس البغدادي الأموي القرشي
المعروف بابن أبي الدنيا (المتوفى: 281هـ)
اجْتَنِبُوا أُمَّ الْخَبَائِثِ
أَخْبَرَنَا الْشَّيْخُ أَبُو
الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ بِشْرَانَ قِرَاءَةً
عَلَيْهِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ الثَّامِنِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ ذِي الْقعْدَةِ
سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَوْزِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْه فَأَقَرَّ
بِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي
الدُّنْيَا قَالَ:
1 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَزِيعٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ النُّمَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ [ص:50]: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ
بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَطِيبًا فَقَالَ: سَمِعْتُ
النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اجْتَنِبُوا أُمَّ
الْخَبَائِثِ فَإِنَّهُ كَانَ رَجُلٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ يَتَعَبَّدُ
وَيَعْتَزِلُ النَّاسَ فَعَلِقَتْهُ امْرَأَةٌ غَاوِيَةٌ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ
خَادِمَهَا فَقَالَتْ: إِنَّا نَدْعُوكَ لِشَهَادَةٍ فَدَخَلَ فَطَفِقَتْ كُلَّمَا
دَخَلَ بَابًا أَغْلَقَتْهُ دُونَهُ حَتَّى أَفْضَى إِلَى امْرَأَةٍ وَضِيئَةٍ
وَعِنْدَهَا غُلَامٌ وَبَاطِيَةٌ فِيهَا خَمْرٌ فَقَالَتْ: إِنَّا لَمْ نَدْعُكَ
لِشَهَادَةٍ وَلَكِنْ دَعَوْتُكَ لِتَقْتُلَ هَذَا الْغُلَامَ أَوْ تَقَعَ عَلَيَّ
أَوْ تَشْرَبَ كَأْسًا مِنْ هَذَا الْخَمْرِ فَإِنْ أَبَيْتَ صِحْتُ وَفَضَحْتُكَ
فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لَا بُدَّ لَهُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ: اسْقِنِي كَأْسًا مِنْ
هَذَا الْخَمْرِ فَسَقَتْهُ كَأْسًا مِنَ الْخَمْرَةِ قَالَ: زِيدِينِي فَلَمْ
يَرِمْ حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهَا وَقَتَلَ النَّفْسَ , فَاجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهُ
وَاللَّهِ لَا يَجْتَمِعُ الْإِيمَانُ وَإِدْمَانُ الْخَمْرِ فِي صَدْرِ رَجُلٍ
أَبَدًا لَيُوشِكَنَّ أَحَدُهُمَا أَنْ يُخْرِجَ صَاحِبَهُ "
(1/49)
الْخَمْرُ مَجْمَعُ الْخَبَائِثِ
(1/50)
أخبرنا أحمد،
2 - حدثنا أبو بكر، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَسَدِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ:
سَمِعْتُ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: الْخَمْرُ مَجْمَعُ
الْخَبَائِثِ ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالَ: إِنَّ
رَجُلًا خُيِّرَ بَيْنَ أَنْ يَقْتُلَ صَبِيًّا أَوْ يَمْحُوَ كِتَابًا أَوْ
يَشْرَبَ خَمْرًا فَاخْتَارَ أَنْ يَشْرَبَ الْخَمْرَ وَرَأَى أَنَّهَا
أَهَوَنَهُنَّ فَشَرِبَهَا فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ شَرِبَهَا حَتَّى صَنَعَهُنَّ
جَمِيعًا
(1/50)
إِيَّاكُمْ وَالْخَمْرَ
(1/50)
أخبرنا أحمد،
[ص:51]
3 - حدثنا أبو بكر، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
دِينَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ: إِيَّاكُمْ
وَالْخَمْرَ فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ أُتِيَ رَجُلٌ فَقِيلَ لَهُ: إِمَّا
أَنْ تُحْرِقَ هَذَا الْكِتَابَ وَإِمَّا أَنْ تَقْتُلَ هَذَا الصَّبِيَّ وَإِمَّا
أَنْ تَسْجُدَ لِهَذَا الصَّلِيبِ وَإِمَّا أَنْ تَفْجُرَ بِهَذِهِ الْمَرْأَةِ
وَإِمَّا أَنْ تَشْرَبَ هَذِهِ الْكَأْسَ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا أَهْوَنَ عَلَيْهِ
مِنْ شُرْبِ الْكَأْسِ فَشَرِبَ الْكَأْسَ فَفَجَرَ بِالْمَرْأَةِ وَقَتَلَ
الصَّبِيَّ وَحَرَقَ الْكِتَابَ وَسَجَدَ لِلصَّلِيبِ فَهِيَ مِفْتَاحُ كُلِّ
شَرٍّ
(1/50)
الْخَمْرُ مِفْتَاحُ الْكَبَائِرِ
(1/51)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ،
4 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ
الْجُشَمِيُّ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ
سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ شَرِبَ شَرَابًا
يَذْهَبُ بِعَقْلِهِ فَقَدْ أَتَى بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْكَبَائِرِ»
(1/51)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ،
[ص:52]
5 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي
الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَنْ كَانَ مَحَرِّمًا مَا حَرَّمَ
اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَلْيُحَرِّمِ النَّبِيذَ
(1/51)
6 - شِدَّةُ حُرْمَةِ الْخَمْرِ
(1/52)
يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: لَأَنْ أَزْنِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَسْكَرَ وَلَأَنْ أَسْكَرَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُشْرِكَ لِأَنَّ السَّكْرَانَ تَأْتِي عَلَيْهِ سَاعَةٌ لَا يَعْرِفُ فِيهَا مَنْ رَبُّهُ
(1/52)
أخبرنا أحمد،
7 - حدثنا أبو بكر، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ
شُعَيْبَ بْنَ حَرْبٍ، يَقُولُ: قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: لَأَنْ يَقْتُلَ
عَبْدِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَسْكَرَ؛ لِأَنَّهُ إِذَا سَكِرَ لَمْ
يَعْرِفْنِي
(1/52)
الْخَمْرُ هِيَ الْخَمْرُ
(1/52)
أخبرنا أحمد،
[ص:53]
8 - حدثنا أبو بكر، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ أَوْسٍ، عَنْ
بِلَالِ بْنِ يَحْيَى الْعَنْسِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنِ ابْنِ
مُحَيْرِيزٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ السِّمْطِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيَسْتَحِلَّنَّ
آخِرُ أُمَّتِي الْخَمْرَ بِاسْمٍ يُسَمُّونَهَا إِيَّاهُ»
(1/52)
حُكْمُ الزَّبِيبِ
(1/53)
أخبرنا أحمد،
9 - حدثنا أبو بكر، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو
السَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيِّ، عَنْ
أَبِيهِ، قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا أَصْحَابُ أَعْنَابٍ وَكُرُومٍ وَقَدْ
نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ فَمَاذَا نَصْنَعُ؟ قَالَ: «تَتَّخِذُونَهُ زَبِيبًا»
قَالُوا: فَمَاذَا نَصْنَعُ بِالزَّبِيبِ؟ قَالَ: «تَنْقَعُونَهُ عَلَى
غَدَائِكُمْ وَتَشْرَبُونَهُ عَلَى عَشَائِكُمْ، وَتَنْقَعُونَهُ عَلَى
عَشَائِكُمْ وَتَشْرَبُونَهُ عَلَى غَدَائِكُمْ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
أَفَلَا نَدَعُهُ حَتَّى يَشْتَدَّ؟ قَالَ: " فَلَا تَجْعَلُوهُ فِي
الْقِلَالِ وَلَا فِي الدُّبَّاءِ وَاجْعَلُوهُ فِي الشِّنَانِ فَإِذَا تَأَخَّرَ
عَنْ وَقْتِهِ صَارَ خَلًّا
(1/53)
الْخَمْرُ حَرَامٌ
(1/53)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ،
[ص:54]
10 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، وَحَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، كَذَا
فِي كِتَابِ ابْنِ أَبِي الدُّنْيَا عَنْ زِرِّ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ
مُرَّةَ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يُحَدِّثُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ، عَنِ
الدَّيْلَمِيِّ، قَالَ: وَفَدْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَصْنَعُ طَعَامًا وَشَرَابًا
فَنُطْعِمُهُ بَنِي عَمِّنَا قَالَ: «هَلْ يُسْكِرُ؟» قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ:
«حَرَامٌ» قَالَ: فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ تَوْدِيعِي لَهُ ذَكَرْت لَهُ قُلْتُ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُمْ لَنْ يَصْبِرُوا عَنْهُ، قَالَ: «فَمَنْ لَمْ يَصْبِرْ
عَنْهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ»
(1/53)
شَارِبُ الْخَمْرِ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ
(1/54)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ،
[ص:55]
11 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
زُرَارَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عُمَارَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ
مُخَيْمِرَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَبِيذٍ يَنِشُّ قَالَ: «اضْرِبْ بِهَذَا
الْحَائِطَ؛ فَإِنَّهُ لَا يَشْرَبُهُ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ
الْآخِرِ»
(1/54)
لَيْسَ فِي الْخَمْرِ شِفَاءٌ
(1/55)
أخبرنا أحمد،
[ص:56]
12 - حدثنا أبو بكر، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ
مُخَارِقٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّهَا انْتَبَذَتْ فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّبِيذُ يَهْدِرُ قَالَ: «مَا هَذَا؟»
قُلْتُ: فُلَانَةُ اشْتَكَتْ فَوُصِفَ لَهَا، قَالَتْ: فَدَفَعَهُ بِرِجْلِهِ
فَكَسَرَهُ وَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ فِي حَرَامٍ شِفَاءً»
(1/55)
حُكْمُ النَّبِيذِ
(1/56)
أخبرنا أحمد،
13 - حدثنا أبو بكر، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الْحُدَّانِيُّ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ حَزْنٍ، قَالَ:
لَقِيتُ عَائِشَةَ فَسَأَلْتُهَا عَنِ النَّبِيذِ، فَقَالَتْ: قَدِمَ وَفْدُ
عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلُوهُ
عَنِ النَّبِيذِ فَنَهَاهُمْ عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ وَالنَّقِيرِ
وَالْمُقَيَّرِ ثُمَّ دَعَتْ بِجَارِيَةٍ حَبَشِيَّةٍ فَقَالَتْ: سَلُوهَا
فَإِنَّهَا كَانَتْ تَنْبِذُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَتْ: إِنِّي كُنْتُ أَنْتَبِذُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي سِقَاءٍ مِنَ اللَّيْلِ وَأُوكِيهِ وَأُعَلِّقُهُ فَإِذَا أَصْبَحَ
شَرِبَهُ
(1/56)
كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ
(1/56)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ،
[ص:57]
14 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ
الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ
نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَفَعَهُ قَالَ: «كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ وَكُلُّ
مُسْكِرٍ حَرَامٌ وَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَمَاتَ وَهُوَ يُدْمِنُهَا لَمْ يَتُبْ
لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الْآخِرَةِ» أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ،
15 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، وَالْحَسَنُ
بْنُ عِيسَى، قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ،
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ.
(1/56)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ،
16 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: سَمِعْتُ
ابْنَ الْمُبَارَكِ، سُئِلَ عَنِ الْمُدْمِنِ، فَقَالَ: الَّذِي يَشْرَبُهَا
الْيَوْمَ ثُمَّ لَا يَشْرَبُهَا إِلَى ثَلَاثِينَ سَنَةً وَمِنْ رَأْيِهِ أَنَّهُ
إِذَا وَجَدَهُ أَنْ يَشْرَبَهُ
(1/57)
كُلَّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ
(1/57)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ،
[ص:58]
17 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي
سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: «كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ»
(1/57)
قَلِيلُ الْمُسْكِرِ كَثِيرُهُ
(1/58)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ،
[ص:59]
18 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي النَّضْرِ،
قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي
مُطِيعٌ أَبُو يَحْيَى الْأَنْصَارِيُّ الْأَعْوَرُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ،
وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَعَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ
حَرَامٌ»
(1/58)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ،
19 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ
الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ فَمَا أَسْكَرَ مِنْهُ
الْفَرْقُ فَمِلْءُ الْكَفِّ مِنْهُ حَرَامٌ»
(1/59)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ،
[ص:60]
20 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
بَزِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْبِتْعِ، وَالْبِتْعُ نَبِيذُ الْعَسَلِ
كَانَ أَهْلُ الْيَمَنِ يَشْرَبُونَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ»
(1/59)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ،
21 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي دَاودُ بْنُ بَكْرِ
بْنِ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ»
(1/60)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ،
[ص:61]
22 - حَدَّثَنِي عَمْرٌو النَّاقِدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ
الْكِلَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْخَزَّازُ خَالِدُ بْنُ
حَيَّانَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزِّبْرِقَانِ،
عَنْ يَعْلَى بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ،
يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«أَلَا إِنَّ كُلَّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ عَلَى كُلُّ مُسْلِمٍ»
(1/60)
مِمَّ يُصْنَعُ الْخَمْرُ
(1/61)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ،
23 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، عَنْ
أَنَسٍ، قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الظُّرُوفِ الَّتِي نَهَى عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الظُّرُوفِ الْمُزَفَّتَةِ، قُلْتُ: وَمَا
الْمُزَفَّتَةُ؟ قَالَ: الْمُقَيَّرَةُ وَقَالَ: «كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ» قُلْتُ:
فَالرَّصَاصِيَةُ وَالْقَارُورَةُ؟ قَالَ: وَمَا بَأْسٌ بِهِمَا [ص:62]. قُلْتُ:
إِنَّ نَاسًا يَكْرَهُونَهُمَا، قَالَ: دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا
يَرِيبُكُ إِنَّ كُلَّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، قَالَ: قُلْتُ: صَدَقْتَ؛ الْمُسْكِرُ
حَرَامٌ إِنَّمَا أَشْرَبُ الشَّرْبَةَ وَالشَّرْبَتَيْنِ عَلَى أَثَرِ طَعَامِي،
قَالَ: إِنَّ مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ، وَالْخَمْرُ مِنَ
الْعِنَبِ وَالتَّمْرِ وَالْعَسَلِ وَالْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ وَالذُّرَةِ مَا
خَمَّرْتَ مِنْ ذَلِكَ فَهُوَ الْخَمْرُ
(1/61)
كُلُّ مَشْرُوبٍ يُسْكِرُ فَهُوَ خَمْرٌ
(1/62)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ،
24 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ
فَهُوَ حَرَامٌ»
(1/62)
احْذَرِ الْخَمْرَ
(1/62)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ،
25 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا دَاودُ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ
الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاودُ الْعَطَّارُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ
يَزِيدَ، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ: «مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ لَمْ يَرْضَ اللَّهُ عَنْهُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا
فَإِنْ مَاتَ مَاتَ كَافِرًا وَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَإِنْ عَادَ
كَانَ حَتْمًا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ» . قَالَتْ:
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ؟ " قَالَ: «صَدِيدُ
أَهْلِ النَّارِ»
(1/62)
النَّبِيذُ حَلَالٌ
(1/62)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ،
[ص:63]
26 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ:
أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ رَجُلًا، سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ نَبِيذِ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كَانَ يَشْرَبُ
بِالنَّهَارِ مَا صُنِعَ بِاللَّيْلِ وَيَشْرَبُ بِاللَّيْلِ مَا صُنِعَ
بِالنَّهَارِ
(1/62)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ،
27 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ،
قَالَ: كَانَ يُنْتَبَذُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
سِقَاءٍ فَإِذَا لَمْ يُوجَدْ لَهُ سِقَاءٌ انْتَبَذُوا لَهُ فِي تَوْرٍ مِنْ
حِجَارَةٍ قَالَ: فَقَالُ بَعْضُ الْقَوْمِ لِأَبِي الزُّبَيْرِ وَأَنَا أَسْمَعُ:
مِنْ بِرَامٍ؟ قَالَ: مِنْ بِرَامٍ
(1/63)
28 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، وَأَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، قَالَا أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمُقَيَّرِ وَالدُّبَّاءِ وَالْمُزَفَّتِ وَقَالَ: «لَا تَشْرَبُوا إِلَّا فِي ذِي إِكَاءٍ» فَصَنَعُوا جُلُودَ الْإِبِلِ فَجَعَلُوا لَهَا أَعْنَاقًا مِنْ جُلُودِ الْغَنَمِ فَبَلَغَهُ ذَلِكَ فَقَالَ: «لَا تَشْرَبُوا إِلَّا فِيمَا أَعْلَاهُ مِنْهُ»
(1/64)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ،
29 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ،
عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: لَأَنْ
أَشْرَبَ مِنْ قُمْقُمٍ أُحْرِقَ مَا أُحْرِقَ وَأُبْقِيَ مَا أُبْقِيَ أَحَبُّ
إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَشْرَبَ مِنْ نَبِيذِ الْجَرِّ
(1/64)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ،
30 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ أَبُو عُمَرَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ
سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: أَخْبَرْنِي أَنَّكُ سَأَلْتَ عُبَيْدَ
اللَّهِ بْنَ عُمَرَ عَنِ النَّبِيذِ الشَّدِيدِ الَّذِي، كَانَ يَشْرَبُهُ
عُمَرُ، قَالَ: كَانَ شَدِيدَ الْحَلَاوَةِ
(1/64)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ،
[ص:65]
31 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَحْبُوبُ بْنُ
مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ أُسَامَةَ
بْنِ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: مَا قَبَضَ عُمَرُ وَجْهَهُ عَنِ الْإِدَاوَةِ،
حِينَ ذَاقَهَا إِلَّا أَنَّهَا تَخَلَّلَتْ
(1/64)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ،
32 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ،
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيذُ الَّذِي
يَشْرَبُ عُمَرُ كَانَ يُنْقَعُ لَهُ الزَّبِيبُ غُدْوَةً فَيَشْرَبُهُ عَشِيَّةً
وَيُنْقَعُ لَهُ عَشِيَّةً فَيَشْرَبُهُ غُدْوَةً وَلَا يَجْعَلُ فِيهِ دُرْدِيٌّ
(1/65)
شِدَّةُ نَجَاسَةِ الْخَمْرِ
(1/65)
33 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا رَاشِدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، يُحَدِّثُ قَالَ: لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنْ مُسْكِرٍ وَقَعَتْ فِي قِرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ لَحَرُمَ ذَلِكَ الْمَاءُ عَلَى أَهْلِهِ
(1/66)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ،
34 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُورَةَ السُّلَمِيُّ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ إِدْرِيسَ،
يَقُولُ: أَتَرَى الْخَمْرَ إِنَّمَا حُرِّمَتْ لِخُبْثِ طَعْمِهَا أَوْ لَنَتَنِ
رِيحِهَا أَوْ أَنَّهَا لَا تُمْرِيَنَّ؟ إِنَّمَا حُرِّمَتْ لِلسُّكْرِ مِنْهَا،
فَالنَّبِيذُ يُسْكِرُ ثُمَّ يُخْتِرُ ثُمَّ يُهْدِرُ ثُمَّ يُكْفِرُ
(1/66)
تَعْرِيفُ الْخَمْرِ
(1/66)
35 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: الْخَمْرُ مَا خَامَرَ الْعَقْلَ
(1/66)
مَوَادُّ الْخَمْرِ
(1/66)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ،
36 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ أَبُو حَيَّانَ: أُخْبِرْنَا عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَامَ عُمَرُ عَلَى مِنْبَرِ الْمَدِينَةِ
فَقَالَ: إِنَّ الْخَمْرَ حُرِّمَتْ يَوْمَ حُرِّمَتْ وَهِيَ مِنْ خَمْسَةٍ مِنَ
الْعِنَبِ وَالْعَسَلِ وَالتَّمْرِ وَالْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ وَالْخَمْرُ مَا خَامَرَ
الْعَقْلَ
(1/66)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ،
37 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ
عَبِيدَةَ، قَالَ: اخْتُلِفَ عَلَيْنَا فِي النَّبِيذِ فَمَا أَشْرَبُ مِنْ كَذَا
وَكَذَا إِلَّا الْمَاءَ وَالْعَسَلَ وَاللَّبَنَ
(1/66)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ،
[ص:67]
38 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ
الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ،
عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ إِبْلِيسُ: مَا أَعْجَزَنِي فِيهِ
بَنُو آدَمَ فَلَنْ يُعْجِزُونِي فِي ثَلَاثٍ إِذَا سَكِرَ أَحَدُهُمْ أَخَذْنَا
بِخِزَامَتِهِ فَقُدْنَاهُ حَيْثُ شِئْنَا وَعَمِلَ لَنَا بِمَا أَحْبَبْنَا ,
وَإِذَا غَضِبَ قَالَ بِمَا لَا يَعْلَمُ وَعَمِلَ بِمَا يَنْدَمُ , وَنُبَخِّلُهُ
بِمَا فِي يَدَيْهِ وَنُمَنِّيهِ مَا لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ
(1/66)
النَّبِيذُ فِتْنَةٌ
(1/67)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ،
39 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
جَرِيرٌ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ، قَالَ: قَالَ طَلْحَةُ الْيَامِيُّ لِأَهْلِ
الْكُوفَةِ: النَّبِيذُ فِتْنَةٌ يَرْبُو فِيهَا الصَّغِيرُ وَيَهْرَمُ فِيهَا
الْكَبِيرُ
(1/67)
إِيَّاكُمْ وَالْأَحْمَرَيْنِ
(1/67)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ،
40 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ
بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِيَّاكُمْ وَالْأَحْمَرَيْنِ
اللَّحْمَ وَالنَّبِيذَ فَإِنَّهُمَا مَفْسَدَةٌ لِلْمَالِ مُرِقَّةٌ لِلدِّينِ
(1/67)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ،
[ص:68]
41 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَمِينَةَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ
التَّيْمِيَّ، يَقُولُ: مَا فِي شَرْبَةٍ مِنْ نَبِيذٍ مَا يُخَاطِرُ رَجُلٌ
بِدِينِهِ
(1/67)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ،
42 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ
الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ الْقَدَّاحُ، عَنْ
مَعْرُوفٍ الْمُذَكِّرِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَهُوَ يَطُوفُ
بِالْبَيْتِ فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ فَقُلْتُ أَتَعْرِفُ هَذَا؟ قَالَ: لَا قُلْتُ:
هَذَا الَّذِي يَقُولُ:
[البحر المتقارب]
حُمَيْدٌ الَّذِي أَصْبَحَتْ دَارُهُ ... أَخُو الْخَمْرِ ذُو الشَّيْبَةِ
الْأَصْلَعُ
عَلَاهُ الْمَشِيبُ عَلَى شُرْبِهَا ... وَكَانَ كَرِيمًا فَلَمْ يَنْزِعِ
فَتَبَسَّمَ سَعِيدٌ وَقَالَ:
[البحر المتقارب]
عَلَاهُ الْمَشِيبُ عَلَى شُرْبِهَا ... وَكَانَ شَقِيًّا فَلَمْ يَنْزِعِ
(1/68)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ،
[ص:69]
43 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ
مَعْرُوفٍ الْمُؤَدِّبُ، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَدَ رَجُلًا فِي شَرَابٍ فَقَالَ
الرَّجُلُ:
[البحر الوافر]
أَلَا أَبْلِغْ رَسُولَ اللَّهِ أَنِّي ... بِحَقٍّ مَا سَرَقْتُ وَمَا زَنَيْتُ
شَرِبْتُ شُرَيْبَةً لَا عِرْضَ أَبْقَتْ ... وَلَا مَا لَذَّةً مِنْهَا قَضَيْتُ
فَزَعَمَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَوْ
بَلَغَنِي قَبْلَ أَنْ أَجْلِدَهُ لَمْ أَجْلِدْهُ»
(1/68)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ،
44 - حَدَّثَنَا أبو النعمان بكر، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْحَاقَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اسْتَعْمَلَ
النُّعْمَانَ بْنَ عَدِيِّ بْنِ نَضْلَةَ عَلَى مَيْسَانَ مِنْ أَرْضِ الْبَصْرَةِ
فَقَالَ أَبْيَاتًا:
[البحر الطويل]
أَلَا هَلْ أَتَى الْحَسْنَاءَ أَنَّ حَلِيلَهَا ... بِمَيْسَانَ يُسْقَى فِي
زُجَاجٍ وَحَنْتَمِ
إِذَا شِئْتُ غَنَّتْنِي دَهَاقِينُ قَرْيَةٍ ... وَرَقَّاصَةٌ تَحْدُو عَلَى
كُلِّ مِنْسَمِ
فَإِنْ كُنْتَ نَدْمَانِي فَبِالْأَكْبَرِ اسْقِنِي ... وَلَا تَسْقِنِي فِي
الْأَصْغَرِ الْمُتَثَلِّمِ
لَعَلَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَسُوؤُهُ ... تَنَادُمُنَا فِي الْجَوْسَقِ
الْمُتَهَدِّمِ
[ص:70]
فَلَمَّا بَلَغَتْ أَبْيَاتُهُ عُمَرَ قَالَ: نَعَمْ وَاللَّهِ إِنَّ ذَاكَ
لَيَسُوؤُنِي فَمَنْ لَقِيَهُ فَلْيُخْبِرْهُ أَنِّي قَدْ عَزَلْتُهُ فَعَزَلَهُ
فَلَمَّا قَدِمَ اعْتَذَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ مَا صَنَعْتُ شَيْئًا مِمَّا بَلَغَكَ وَلَكِنِّي كُنْتُ امْرَءًا
شَاعِرًا وَجَدْتُ فَضْلًا مِنْ قَوْلٍ فَقُلْتُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: «وَايْمُ
اللَّهِ لَا تَعْمَلْ لِي عَمَلًا مَا بَقِيَتُ» فَعَزَلَهُ
(1/69)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ،
45 - أَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ
قَيْسَ بْنَ عَاصِمٍ الْمِنْقَرِيَّ، حَرَّمَ الْخَمْرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ
وَقَالَ:
[البحر الوافر]
رَأَيْتُ الْخَمْرَ مُصْلِحَةً وَفِيهَا ... مَنَاقِبُ تُفْسِدُ الْمَرْءَ
الْكَرِيمَا
فَلَا وَاللَّهِ أَشْرَبُهَا صَحِيحًا ... وَلَا أَشْقَى بِهَا أَبَدًا سَقِيمَا
وَلَا أُعْطِي بِهَا ثَمَنًا حَيَاتِي ... وَلَا أَدْعُو لَهَا أَبَدًا نَدِيمَا
إِذَا دَارَتْ حُمَيَّاهَا تَجَلَّتْ ... طَوَالِعُ تُسَفِّهُ الرَّجُلَ
الْحَلِيمَا
(1/70)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ،
[ص:71]
46 - وَأَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَرَّمَ
عَفِيفُ بْنُ مَعْدِي كَرِبَ الْخَمْرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَالَ:
[البحر الوافر]
وَقَالَتْ لِي هَلُمَّ إِلَى التَّصَابِي ... فَقُلْتُ رَجَعْتُ عَمَّا
تَعْلَمِينَا
هَجَرْتُ الْقِدَاحَ وَقَدْ أُرَانِي ... بِهَا فِي الدَّهْرِ مَشْغُوفًا رَهِينَا
وَحَرَّمْتُ الْخُمُورَ عَلَيَّ حَتَّى ... أَكُونَ بِقَعْرِ مَلْحُودٍ دَفِينَا
فَسُمِّيَ عَفِيفًا وَكَانَ اسْمُهُ شُرَحْبِيلَ
[ص:72]
47 - وَقَالَ أَيْضًا:
فَلَا وَاللَّهِ لَا أُلْفَى وَشَرْبًا ... أُنَازِعُهُمْ شَرَابًا مَا حَيِيتُ
وَلَا وَاللَّهِ لَا أَسْعَى بِلَيْلٍ ... أُرَاقِبُ عِرْسَ جَارِي مَا بَقِيتُ
48 - قَالَ: وَقَالَ عَامِرُ بْنُ ظَرِبٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَحَرَّمَ
الْخَمْرَ:
[البحر البسيط]
إِنْ أَشْرَبِ الْخَمْرَ أَشْرَبْهَا لِلَذَّتِهَا ... وَإِنْ أَدَعْهَا فَإِنِّي
مَاقِتٌ قَالِي
سَآّلَةٌ لِلْفَتَى مَا السَّتْرُ فِي يَدِهِ ... ذَهَّابَةٌ لِعُقُولِ الْقَوْمِ
وَالْمَالِ
مُوَرِّثَةٌ الْقَوْمَ أَضْغَانًا بِلَا إِحْنٍ ... مُزْرِيَةٌ بِالْفَتَى ذِي
النَّجْدَةِ الْخَالِي
أَقْسَمْتُ بِاللَّهِ أُسْقَاهَا وَأَشْرَبُهَا ... حَتَّى يُفَرِّقَ تُرْبُ
الْقَبْرِ أَوْصَالِي
(1/70)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ،
49 - أَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: شَرِبَ مَقِيسُ
بْنُ صُبَابَةَ الْخَمْرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَسَكِرَ فَجَعَلَ يَخُطُّ
بِبَوْلِهِ وَيَقُولُ: نَعَامَةٌ أَوْ بَعِيرٌ فَلَمَّا أَفَاقَ أُخْبِرَ بِمَا
صَنَعَ فَحَرَّمَهَا وَأَنْشَأَ يَقُولُ:
[البحر الوافر]
رَأَيْتُ الْخَمْرَ طَيِّبَةً وَفِيهَا ... خِصَالٌ كُلُّهَا دَنَسٌ ذَمِيمُ
فَلَا وَاللَّهِ أَشْرَبُهَا حَيَاتِي ... طُوَالَ الدَّهْرِ مَا طَلَعَ
النُّجُومُ
إِذَا كَانَتْ مُلَيْكَةُ مِنْ هَوَايَ ... أُحَالِفُهَا تُحَالِفُنِي الْهُمُومُ
سَأَتْرُكُهَا وَأَتْرُكُ مَا سِوَاهَا ... مِنَ اللَّذَّاتِ مَا أَرْسَى يَسُومُ
[ص:73]
وَكَانَتْ مُلَيْكَةُ بَغِيًّا تَغْشَاهُ فَتَرَكَهَا وَتَرَكَ الْخَمْرَ
50 - قَالَ وَحَرَّمَ الْخَمْرَ الْأَسْلُومُ الْيَامِيُّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ
وَالزِّنَا وَقَالَ:
[البحر الكامل]
سَالَمْتُ قَوْمِي بَعْدَ طُولِ مَظَاظَةٍ ... وَالسَّلْمُ أَبْقَى لِلْأُمُورِ
وَأَصْرَفُ
وَتَرَكْتُ شُرْبَ الرَّاحِ وَهْيَ أَثِيرَةٌ ... وَالْمُومِسَاتِ وَتَرْكُ ذَلِكَ
أَشْرَفُ
وَعَفْفُتْ عَنْهُ يَا أُمَيْمُ تَكَرُّمًا ... وَكَذَاكَ يَفْعَلُ ذُو الْحِجَا
الْمُتَعَفِّفُ
(1/72)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ،
51 - حَدَّثَنِي الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَا
مَاتَ أَحَدٌ مِنْ قُرَيْشٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ حَتَّى تَرَكَ الْخَمْرَ
اسْتِحْيَاءً مِمَّا فِيهَا مِنْ بَيْنِهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُدْعَانَ،
وَحَرْبُ بْنُ أُمَيَّةَ، وَلَقَدْ تَابَ ابْنُ جُدْعَانَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ
فَقَالَ:
[البحر الوافر]
شَرِبْتُ الْخَمْرَ حَتَّى قَالَ قَوْمِي ... أَلَسْتَ مِنَ السَّقَاةِ
بِمُسْتَفِيقِ
وَحَتَّى مَا أُوَسَّدُ فِي مَنَامٍ ... أَنَامُ سِوَى التُّرْبِ السَّحِيقِ
وَحَتَّى أَغْلَقَ الْحَانُوتَ رَهْنِي ... وَآنَسْتُ الْهَوَانَ مِنَ الصَّدِيقِ
[ص:74]
قَالَ: وَتَرْكَهَا هِشَامٌ وَالْوَلِيدُ ابْنَا الْمُغِيرَةِ، وَأُمَيَّةُ بْنُ
خَلَفٍ تَنَزُّهًا عَنْهَا
(1/73)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ،
52 - حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ
وَاضِحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ، قَالَ: قِيلَ لِلْعَبَّاسِ بْنِ
مِرْدَاسٍ بَعْدَمَا كَبِرَ: أَلَا تَأْخُذُ مِنَ الشَّرَابِ فَإِنَّهُ يَزِيدُ
مِنْ جُرْأَتِكَ وَيُقَوِّيكَ؟ قَالَ: أُصْبِحُ سَيِّدَ قَوْمِي وَأُمْسِي
سَفِيهَهُمْ لَا وَاللَّهِ لَا يَدْخُلُ جَوْفِي شَيْءٌ يَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ
عَقْلِي أَبَدًا
(1/74)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ،
53 - حَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ
لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ مَا يَدْعُوكَ إِلَى النَّبِيذِ؟ قَالَ: يَهْضِمُ
طَعَامِي، قَالَ: هُوَ وَاللَّهِ يَا بُنَيَّ لِدِينِكَ أَهْضَمُ
(1/74)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ،
54 - وَأَنْشَدَنِي أَبِي:
[البحر الطويل]
وَإِذَا النَّبِيذُ عَلَى النَّبِيذِ شَرِبْتَهُ ... أَزْرَى بِدِينِكَ مَعَ
ذَهَابِ الدِّرْهَمِ
(1/74)
55 - وَبَلَغَنِي أَنَّ قَيْسَ بْنَ عَاصِمٍ قِيلَ لَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: تَرَكْتَ الشَّرَابَ؟ قَالَ: لِأَنِّي رَأَيْتُهُ مَتْلَفَةً لِلْمَالِ دَاعِيَةً إِلَى شَرِّ الْمَقَالِ مَذْهَبَةً بِمُرُوءَاتِ الرِّجَالِ
(1/74)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ،
[ص:75]
56 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعْدَوَيْهِ،
عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: مَا مَالَتِ النَّشَاوَى فِي دَارِ
رَجُلٍ قَطُّ إِلَّا فَسَدَتْ نِسَاؤُهُ
(1/74)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ،
57 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ النَّسَائِيُّ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عِيسَى بْنُ
يُونُسَ وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ الرِّقَةَ فَقَامَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي
إِسْحَاقَ، وَقَالَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ، مَا تَقُولُ فِي النَّبِيذِ؟ فَسَكَتَ
عَنْهُ ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ أَجِبْنَا مَا تَقُولُ فِي النَّبِيذِ؟
قَالَ: مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لَكَ إِلَّا أَنِّي رَأَيْتُ مَجْنُونًا يُصْرَعُ
يَسْوَى رَأْسَ سَكْرَانَ
(1/75)
أَنْوَاعُ السُّكْرِ
(1/75)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ،
58 - وَحَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ، أَصْحَابِنَا
قَالَ: السُّكْرُ عَلَى ثَلَاثَةٍ: مِنْهُمْ مَنْ إِذَا سَكِرَ تَقَيَّأَ وَسَلَحَ
فَهَذَا مِثْلُ الْخِنْزِيرِ، وَمِنْهُمْ مَنْ إِذَا سَكِرَ كَدَمَ وَجَرَحَ
فَمَثَلُهُ مَثَلُ الْكَلْبِ، وَالثَّالِثُ إِذَا سَكِرَ تَغَنَّى وَرَقَصَ
فَمَثَلُهُ مَثَلُ الْقَرَدِ
(1/75)
إِيَّاكَ وَالنَّبِيذَ الْمُسْكِرَ
(1/75)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ،
[ص:76]
59 - حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ
الْحَمِيدِ الطَّائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ، قَالَ:
قَالَ الْحَكَمُ بْنُ هِشَامٍ لِابْنِ ابْنٍ لَهُ وَكَانَ يَتَعَاطَى الشُّرْبَ:
يَا بُنَيَّ إِيَّاكَ وَالنَّبِيذَ فَإِنَّهُ قَيْءٌ فِي شَدْقِكَ وَسَلْحٌ عَلَى
قَعْدِكَ وَحَدٌّ فِي ظَهْرِكَ وَتَكُونُ ضَحُكَةً لِلصِّبْيَانِ وَأَمِيرًا
لِلذِّبَّانِ
(1/75)
قِصَّةٌ وَعِظَةٌ
(1/76)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ،
60 - وَحَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ،
رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ، أَنَّهُ رَأَى فِي
مَنَامِهِ أَنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لِأَهْلِ عَرَفَاتٍ مَا خَلَا رَجُلٍ مِنْ
أَهْلِ كَوْرَةِ كَذَا وَكَذَا قَالَ الرَّجُلُ: فَأَتَيْتُ مَضَارِبَهُمْ
فَسَأَلْتُ عَنْهُمْ فَدَلُّونِي عَلَى خِبَاءِ ذَلِكَ الرَّجُلِ فَأَتَيْتُهُ
فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا رَأَيْتُ وَقُلْتَ: أَخْبِرْنِي بِذَنْبِكَ، قَالَ: كُنْتُ
رَجُلًا أَتَعَاطَى الشَّرَابَ وَكَانَتْ وَالِدَتِي تَنْهَانِي فَأَتَيْتُ
الْمَنْزِلَ وَأَنَا سَكْرَانُ فَحَمَلَتْ عَلَيَّ فَحَمَلْتُهَا حَتَّى
وَضَعْتُهَا فِي التَّنُّورِ وَهُوَ مَسْجُورٌ
(1/76)
السُّكْرُ جَوَامِعُ الشَّرِ
(1/76)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ،
61 - وَحَدَّثَنِي سُوَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ الطَّيِّبِ، أَنَّهُ
كَانَ بِبَغْدَادَ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ رَجُلًا أَتَى أَهْلَهُ وَهُوَ سَكْرَانُ
فَحَمَلَتْ عَلَيْهِ امْرَأَتُهُ وَلَامَتْهُ فَحَلَفَ بِطَلَاقِهَا أَنْ
يَتَزَوَّجَ عَلَيْهَا فِي لَيْلَتِهِ فَلَمَّا سَمِعَتْ ذَلِكَ مِنْهُ خَرَجَتْ
إِلَى الْحَارِسِ فَأَخْبَرَتْهُ فَقَالَ لَهَا: قَدْ نَامَ النَّاسُ فَقَالَتْ:
إِنْ هُوَ لَمْ يَتَزَوَّجِ اللَّيْلَةَ ذَهَبْتُ، فَأَتَى الْحَارِسُ أُمَّهُ
وَكَانَتْ عَجُوزًا فَأَخْبَرَهَا بِيَمِينِهِ فَقَالَتِ: افْعَلْ مَا شِئْتَ
فَزَوَّجَهُ وَالِدَتَهُ وَأَصْبَحَ الرَّجُلُ مَيِّتًا فَشَارَكَتِ الْمَرْأَةَ
فِي ثُمُنِهَا فَصُولِحَتْ بِثَلَاثِينَ أَلْفًا، فَالسُّكْرُ جَوَامِعُ الشَّرِّ
(1/76)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ،
[ص:77]
62 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَرَاطِيسِيُّ، قَالَ: شَرِبَ
رَجُلٌ نَبِيذًا فَسَكِرَ فَنَامَ عَنِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ فَجَعَلَتِ ابْنَةُ
عَمٍّ لَهُ تُنَبِّهُهُ لِلصَّلَاةِ وَكَانَ لَهَا دِينٌ وَعَقْلٌ فَلَمَّا
أَلَحَّتْ عَلَيْهِ حَلَفَ بِطَلَاقِهَا أَلْبَتَّةَ أَلَّا يُصَلِّيَ ثَلَاثًا
ثُمَّ عَقَدَ يَمِينَهُ فَلَمَّا أَصْبَحَ كَبُرَ عَلَيْهِ فِرَاقُ ابْنَةِ
عَمِّهِ فَظَلَّ يَوْمَهُ لَمْ يُصَلِّ وَلَيْلَتَهُ ثُمَّ أَصْبَحَ عَلَى ذَلِكَ
وَعَرَضَتْ لَهُ عِلَّةٌ فَمَاتَ، وَفِي نَحْوِ هَذَا يَقُولُ الْقَائِلُ:
[البحر الوافر]
أَتَأْمَنُ أَيُّهَا السَّكْرَانُ جَهْلًا ... بِأَنْ تَفْجَاكَ فِي السُّكْرِ
الْمَنِيَّةْ
فَتَضْحَى عِبْرَةً لِلنَّاسِ طُرًّا ... وَتَلْقَى اللَّهَ مِنْ شَرِّ
الْبَرِيَّةْ
(1/76)
اشْتَرُوا عُقُولَكُمْ
(1/77)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ،
63 - حَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَلَى بَابِ ابْنِ عَائِشَةَ يُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ
قَالَ: قَالَ عَبَّادٌ الْمِنْقَرِىُّ: لَوْ كَانَ الْعَقْلُ عَلَقًا يُشْتَرَى
لَتَغَالَى النَّاسُ فِي شِرَائِهِ فَالْعَجَبُ مِنْ أَقْوَامٍ يَشْتَرُونَ
بِأَمْوَالِهِمْ مَا يَذْهَبُ بِعُقُولِهِمْ
(1/77)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ،
64 - حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الرَّبَعِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ،
قَالَ: قِيلَ لِرَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ: لِمَ لَا تَشْرَبُ النَّبِيذَ؟ قَالَ:
وَاللَّهِ مَا أَرْضَى عَقْلِي إِلَّا صَحِيحًا فَكَيْفَ أُدْخِلُ عَلَيْهِ مَا
يُفْسِدُهُ؟
65 - وَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَغْلِبَ وَكَانَ يَشْرَبُ النَّبِيذَ فَتَرَكَهُ:
[البحر المتقارب]
تَرَكْتُ الْخُمُورَ لِشُرَّابِهَا ... وَحُلْوَ الطِّلَاءِ وَمُرَّ السَّكَرْ
وَقَالُوا شِفَاؤُكَ فِي شَرْبَةٍ ... مِنَ الْخَمْرِ شُحَّتْ بِمَاءٍ حُصِرْ
لَقَدْ كَذَبُوا مَا شِفَاءُ الْكَرِيمِ ... بِشِرٍّ تَعَرَّفَهُ بَعْدَ شَرِّ
(1/77)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ،
[ص:78]
66 - وَحَدَّثَنِي أَبَى رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ
لِابْنِهِ: إِيَّاكَ وَالنَّبِيذَ فَإِنَّهُ يُقَرِّبُ حَشْرَكَ وَيُبَاعِدُ
مِنْكَ مَجْدَكَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ،
67 - وَأَنْشَدَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ لِرَجُلٍ تَرَكَ النَّبِيذَ:
[البحر المتقارب]
تَرَكْتُ النَّبِيذَ لِأَرْبَابِهِ ... وَتُبْتُ إِلَى اللَّهِ مِنْ شُرْبِهِ
وَآثَرْتُ دِينِي عَلَى لَذَّتِي ... وَكُنْتُ امْرَءًا خَافَ مِنْ رَبِّهِ
فَإِنْ يَكُ خَيْرًا فَقَدْ نِلْتُهُ ... وَإِنْ يَكُ شَرًّا أُعَذَّبُ بِهِ
68 - وَبَلَغَنِي أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي عَامِرٍ دَخَلَ عَلَى أَصْحَابٍ لَهُ
وَهُمْ يَشْرَبُونَ فَعَرَضُوا عَلَيْهِ فَأَبَى أَنْ يَشْرَبَ وَقَالَ:
[البحر البسيط]
جَاءُوا بِفَاقِرَةٍ صَفْرَاءَ مُتْرَعَةٍ ... هَلْ بَيْنَ بَاذِقِكُمْ
وَالْخَمْرِ مِنْ نَسَبِ؟
إِنِّي أَخَافُ مِلِيكِي أَنْ يُعَذِّبَنِي ... وَفِي الْعَشِيرَةِ أَنْ تُزْرِيَ
عَلَى حَسْبِي
(1/77)
أَفْتَنِي فِي الْبَاذَقِ
(1/78)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ،
69 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا خَلَفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي الْجُوَيْرِيَةِ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ
الْبَاذَقِ، وَقُلْتُ،: أَفْتِنِي فِي الْبَاذَقِ قَالَ: سَبَقَ مُحَمَّدٌ
الْبَاذَقَ، وَمَا أَسْكَرَ، أَوْ كُلُّ مُسْكِرٍ فَهُوَ حَرَامٌ
(1/78)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ،
70 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ
عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ
سُوَيْدٍ، قَالَ: هَجَا ذُو الرُّمَّةِ الْقُرَّاءَ فَقَالَ:
[البحر البسيط]
أَمَّا النَّبِيذُ فَلَا يُذْعِرْكَ شَارِبُهُ ... فَاحْفَظْ رِدَاءَكَ مِمَّنْ
يَشْرَبُ الْمَاءَ
[ص:79]
فَأَجَبْتُ عَنْهُمْ:
أَمَّا النَّبِيذُ فَقَدْ يُزْرِي بِشَارِبِهِ ... وَلَا أَرَى شَارِبًا أَزْرَى
بِهِ الْمَاءُ
الْمَاءُ فِيهِ حَيَاةُ النَّاسِ كُلِّهِمُ ... وَفِي النَّبِيذِ إِذَا
عَاقَرْتَهُ الدَّاءُ
كَمْ مِنْ حَسِيبٍ جَمِيلٍ قَدْ أَضَرَّ بِهِ ... شُرْبُ النَّبِيذِ
وَلِلْأَعْمَالِ أَسْمَاءُ
فَقَالَ هَذَا هَدَى مَنْ يُعَاقِرُهُ ... فِيهِ عَنِ الْخَيْرِ تَقْصِيرٌ
وَإِبْطَاءُ
فِيهِ وَإِنْ قِيلَ مَهْلًا عَنْ مُصَمِّمِهِ ... عَلَى رُكُوبِ صَمِيمِ الْإِثْمِ
إِغْضَاءُ
وَهُمْ كُلُّ قَارٍ مُؤْمِنٍ وَرِعٍ ... وَهُمْ لِمَنْ كَانَ شِرِّيبًا أَخِلَّاءُ
إِنَّ الْمُنَافِقَ لَا تَصْفُو خِلِيقَتُهُ ... فِيهِ مَعَ الْهَمْزِ إِيمَاضُ
وَإِيذَاءُ.
وَمَنْ يُسَوِّي نَبِيذَيًا يُعَاقِرُهُ ... بِقَارِئٍ وَخِيَارُ النَّاسِ
قُرَّاءُ
لَا قَوْمَ أَعْظَمُ أَحْلَامًا إِذَا ذُكِرُوا ... مِنْهُمْ وَهُمْ لِعَدُوِّ
اللَّهِ أَعْدَاءُ
وَلَا تَخَافُ عَشَائِرُهُمْ غَوَائِلَهُمْ ... هُمْ يَمْنَعُونَ وَإِنْ لَاقُوا
أَشِدَّاءُ
(1/78)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ،
71 - قَالَ: قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ الصَّقْرِ،
عَنْ سَهْلِ بْنِ أَسْلَمَ، مَوْلَى بَنِي عَدِيٍّ قَالَ: كَانَتْ وَلِيمَةٌ فِي
بَنِي عَدِيٍّ عَلَى مَائِدَةٍ عَلَيْهَا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ وَذُو
الرُّمَّةِ فَاسْتَسْقَى ذُو الرُّمَّةِ فَسُقِيَ نَبِيذًا وَاسْتَسْقَى إِسْحَاقُ
بْنُ سُوَيْدٍ فَسُقِيَ مَاءً فَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
[البحر البسيط]
أَمَّا النَّبِيذُ فَلَا يُذْعِرْكَ شَارِبُهُ ... فَاحْفَظْ ثِيَابَكَ مِمَّنْ
يَشْرَبُ الْمَاءَ
مُشَمِّرِينَ عَلَى أَنْصَافِ سُوقِهِمُ ... هُمُ اللُّصُوصُ وَقَدْ يُدْعَوْنَ
قُرَّاءَ
[ص:80]
فَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ:
[البحر البسيط]
أَمَّا النَّبِيذُ فَقَدْ يُزْرِي بِشَارِبِهِ ... وَلَا نَرَى أَحَدًا يُزْرِي
بِهِ الْمَاءُ
الْمَاءُ فِيهِ حَيَاةُ النَّاسِ كُلِّهِمُ ... وَفِي النَّبِيذِ إِذَا
عَاقَرْتَهُ الدَّاءُ
ثُمَّ قَالَ لِذِي الرُّمَّةِ: زِدْ حَتَّى نَزِيدَ
(1/79)
شَارِبُ الْخَمْرِ نَاقِصُ الْمُرُوءَةِ
(1/80)
72 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ شَيْخٍ، مِنْ
أَهْلِ الْكُوفَةِ مِنْ طَيِّئٍ قَالَ: كُنَّا بِالْكُوفَةِ نَقُولُ: مَنْ لَمْ
يَرْوِ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ فَهُوَ نَاقِصُ الْمُرُوءَةِ وَمَا كَانَ رَجُلٌ
بِالْكُوفَةِ لَهُ شَرَفٌ إِلَّا وَهُوَ يَرْوِيهَا:
[البحر الطويل]
وَصَهْبَاءُ جُرْجَانِيَّةٌ لَمْ يَطُفْ بِهَا ... حَلِيمٌ وَلَمْ تُنْخَرُ بِهَا
سَاعَةً قِدْرُ
وَلَمْ يَشْهَدِ الْقِسُّ الْمُهَيْمِنُ نَارَهَا ... طَرُوقًا وَلَمْ يَحْضُرْ
عَلَى طَبْخِهَا حَبْرُ
أَتَانِي بِهَا يَحْيَى وَقَدْ نِمْتُ نَوْمَةً ... وَلَاحَتْ لِيَ الشِّعْرَى
وَقَدْ طَلَعَ النَّسْرُ
[ص:81]
فَقُلْتُ اصْطَبِحْهَا أَوْ لِغَيْرِيَ أَهْدِهَا ... فَمَا أَنَا بَعْدَ
الشَّيْبِ وَيْحَكَ وَالْخَمْرُ
تَعَفَّفْتُ عَنْهَا فِي الدُّهُورِ الَّتِي خَلَتْ ... فَكَيْفَ التَّصَابِي
بَعْدَمَا خَلَأَ الْعُمْرُ
إِذَا الْمَرْءُ وَافَى الْأَرْبَعِينَ وَلَمْ يَكُنْ ... لَهُ دُونَ مَا يَأْتِي
حَيَاءٌ وَلَا سِتْرُ
فَدَعْهُ وَلَا تَنْفِسْ عَلَيْهِ الَّذِي أَتَى ... وَإِنْ جَرَّ أَسْبَابَ
الْحَيَاةِ لَهُ الدَّهْرُ
(1/80)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ،
73 - وَحَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ
الرَّحَّالُ الْفَهْمِيُّ لِعَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ:
[البحر الطويل]
دَعَانِيَ عَمْرٌو لِلَّتِي لَا أُرِيدُهَا ... وَكُنْتُ لِعَمْرٍو عَالِمًا لَوْ
دَرَى عَمْرُو
فَقُلْتُ لَهُ يَا عَمْرُو دَعْ ذِكْرَ مَا تَرَى ... فَإِنِّيَ مِمَّنْ لَا
تَحِلُّ لَهُ الْخَمْرُ
أَأَشْرَبُهَا بَعْدَ الثَّمَانِينَ إِنَّنِي ... إِذَنْ غَيْرُ مَحْمُودٍ وَإِنْ
عَمَّنِي الْفَقْرُ
فَلَلْفَقْرُ خَيْرٌ عُقْبَةً مِنْ سُلَافَةٍ ... تُبْقِنِي عَارًا وَإِنْ
يَفْسُدِ الْعُمْرُ
يُسَبُّ بِهَا عَقِبِي خِلَافِي إِذَا دُعُوا ... وَلَيْسَ بِمَاحٍ عَارَهَا
عَنِّيَ الْقَبْرُ
(1/81)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ،
74 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ،
قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ النَّصِيبِيُّ، وَنَفَرٌ مِنْ أَهْلِ
نَصِيبِينَ قَالُوا: كَانَ عِنْدَنَا رَجُلٌ مُسْرِفٌ عَلَى نَفْسِهِ يُكَنَّى
أَبَا عَمْرٍو وَكَانَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ قَالَ: فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذِ
انْتَبَهَ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَهُوَ فَزِعٌ فَقِيلَ لَهُ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ:
أَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي هَذَا وَرَدَّدَ عَلَيَّ هَذَا الْكَلَامَ حَتَّى
حَفِظْتُهُ:
جَدَّ بِكَ الْأَمْرُ أَبَا عَمْرٍو ... وَأَنْتَ مَعْكُوفٌ عَلَى الْخَمْرِ
تَشْرَبُ صَهْبَاءَ رَاحِيَّةً ... سَالَ بِكَ السَّيْلُ وَمَا تَدْرِي
[ص:82]
قَالَ: فَلَمَّا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ مَاتَ فَجْأَةً
(1/81)
أأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ،
75 - وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو الْمُرِّيُّ،
وَكَانَ أَمِيرًا عَلَى أَهْلِ عَبَّادَانَ مِنْ قِبَلِ الرَّبِيعِ بْنِ صَبِيحٍ
قَالَ: اسْتُشْهِدَ مِنَّا بِبَارَنْدَى رَجُلٌ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا أَتَانَا
أَبُو خُشَيْنَةَ وَكَانَ مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ الْحَسَنِ فَقَالَ لَنَا: يَا
هَؤُلَاءِ إِنِّي رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ صَاحِبَكُمْ فِي النَّوْمِ كَأَنَّهُ
مُتَوَشِّحٌ بِحُلَّةٍ خَضْرَاءَ فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ فَقَالَ: مَا
تَرَاهُ صَانِعًا بِالشُّهَدَاءِ غَفَرَ لِي وَأَدْخَلَنِي الْجَنَّةَ فَلَمَّا
وَلَّى نَظَرْتُ إِلَى آثَارِ السِّيَاطِ بِظَهْرِهِ فَقُلْتُ: مَكَانَكَ، فَقَالَ
لِي: يَا أَبَا خُشَيْنَةَ أَوَ رَأَيْتَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ فَقَالَ: يَا أَبَا
خُشَيْنَةَ قُلْ لِأَبِي - وَأَبُوهُ يَوْمَئِذٍ حَيُّ -: وَيْحَكَ يَا شَقِيُّ،
ذَاكَ الدَّاذِيُّ الَّذِي كُنَّا نَشْرَبُهُ أَنَا وَأَنْتَ لَا تَشْرَبْهُ
فَإِنِّي أَنَا الَّذِي قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَمْ أُتْرَكْ أَنْ جُلِدْتُ
عَلَيْهِ حَدًّا
(1/82)
76 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْعَنَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: جَاءَ النَّبِيذُ إِلَى أَحَبِّ خَلْقِ اللَّهِ إِلَيْهِ حَتَّى أَفْسَدَهُ يَعْنِي الْعَقْلَ==
4.
اصطناع المعروف
المؤلف: أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس البغدادي الأموي القرشي
المعروف بابن أبي الدنيا (المتوفى: 281هـ)
اصطناع المعروف
تصنيف الحافظ أبي بكر عبد الله بن محمد ابن أبي الدنيا
المتوفى 281هـ
تحقيق محمد خير رمضان يوسف
دار ابن حزم
1422هـ - 2002م
بيروت - لبنان
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وعلى آله وسلم
أخبرنا الشيخ الصالح المسند المعمر أبو الحسن علي بن أبي عبد الله بن أبي الحسن بن
المقير البغدادي المؤدب قراءة عليه وأنا أسمع في أواخر ذي الحجة سنة اثنتين
وثلاثين وستمائة قيل له أخبركم أبو منصور مسعود بن عبد الواحد بن محمد بن الحصين
قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد الخباز قال أخبرنا أبو الحسين علي بن
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بشران المعدل قراءة عليه قال أخبرنا أبو علي
الحسين بن صفوان البرذعي قال
(1/17)
بَابُ فَضْلِ اصْطِنَاعِ الْمَعْرُوفِ
1 - حَدَّثَنَا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي المعروف بابن أبي الدنيا
قال حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو
تُمَيْلَةَ يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ قَالَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأُمَوِيُّ
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ
عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَيْنٍ عَنْ بِلَالٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ وَالْمَعْرُوفُ يَقِي
سَبْعِينَ نَوْعًا مِنَ الْبَلَاءِ وَيَقِي مِيتَةَ السُّوءِ وَالْمَعْرُوفُ
وَالْمُنْكَرُ خَلْقَانِ مَنْصُوبَانِ لِلنَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
فَالْمَعْرُوفُ لَازِمٌ لِأَهْلِهِ يَقُودُهُمْ وَيَسُوقُهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ
وَالْمُنْكَرُ لَازِمٌ لِأَهْلِهِ يَقُودُهُمْ وَيَسُوقُهُمْ إِلَى النار.
(1/18)
2 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ السَّكُونِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الثَّقَفِيُّ عَنِ الْحَارِثِ النُّمَيْرِيِّ عَنْ أَبِي هَارُونَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَحَبَّ عِبَادِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْمَعْرُوفُ وَحُبِّبَ إليه فعاله.
(1/19)
3 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا [ .. .. ] مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي حَاتِمٍ الأزدي حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَرْمَلَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص:20] فِعْلُ المعروف يقي مصارع السوء.
(1/19)
4 - حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنِي أَبُو هَمَّامٍ حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى الثَّقَفِيُّ عَنِ الْحَارِثِ النُّمَيْرِيِّ عَنْ أَبِي هَارُونَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ لِلْمَعْرُوفِ وُجُوهًا مِنْ خَلْقِهِ حَبَّبَ إِلَيْهِمُ الْمَعْرُوفَ وَحَبَّبَ إِلَيْهِمْ فِعَالَهُ وَوَجَّهَ طُلَّابَ الْمَعْرُوفِ إِلَيْهِمْ وَيَسَّرَ عَلَيْهِمْ إِعْطَاءَهُ كَمَا يَسَّرَ الْغَيْثَ إِلَى الْأَرْضِ الْجَدْبَةِ لِيُحْيِيَهَا وَيُحْيِيَ بِهَا أَهْلَهَا وَإِنَّ اللَّهَ جَلَّ ذِكْرُهُ جَعَلَ لِلْمَعْرُوفِ أَعْدَاءً مِنْ خَلْقِهِ بَغَّضَ إِلَيْهِمُ الْمَعْرُوفَ وَبَغَّضَ إِلَيْهِمْ فِعَالَهُ وَحَظَّرَ عَلَيْهِمْ إِعْطَاءَهُ كَمَا يُحَظِّرُ الْغَيْثَ عَنِ الْأَرْضِ الْجَدْبَةِ لِيُهْلِكَهَا وَيُهْلِكَ بِهَا أَهْلَهَا وما يعفو أكثر.
(1/20)
5 - حَدَّثَنَا [عبد الله بن محمد حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانٍ السَّمْتِيُّ [ص:21] حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ الْكَلْبِيُّ ذَكَرَ] الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ عَبْدَةَ [بْنِ أَبِي لُبَابَةَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ لِلَّهِ] تَعَالَى قَوْمًا يَخْتَصُّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ وَيُقِرُّهَا فِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا مِنْهُمْ فَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ.
(1/20)
6 - حدثنا عبد الله حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ الْجَنْبِيُّ عَنْ جُوَيْبِرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص:22] عَلَيْكُمْ بِاصْطِنَاعِ الْمَعْرُوفِ فَإِنَّهُ يَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ وَعَلَيْكُمْ بِصَدَقَةِ السِّرِّ فَإِنَّهَا تُطْفِئُ غَضَبَ اللَّهِ عَزَّ وجل.
(1/21)
7 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ حَدَّثَنَا أَبُو عُوَانَةَ عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ عَنْ رِبْعِيٍّ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّ معروف صدقة.
(1/22)
8 - حَدَّثَنَا عبد الله قال قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ حَدَّثَكُمْ مِسْوَرُ بْنُ الصَّلْتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ قَالَ نَعَمْ.
(1/23)
9 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ يَحْيَى بْنِ نَافِعٍ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ الْحَسَنِ الْهِلَالِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ مَا أَنْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ كُتِبَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ وَمَا وَقَى بِهِ عِرْضَهُ كُتِبَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ قَالَ قُلْتُ لِمُحَمَّدٍ مَا يَعْنِي مَا وَقَى بِهِ الرَّجُلُ عِرْضَهُ قَالَ الشَّيْءُ الَّذِي يُعْطِيهِ الشَّاعِرَ وَذَا اللِّسَانِ الْمُتَّقَى.
(1/23)
10 - حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ أَبُو مُحَمَّدٍ الطَّائِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ.
(1/24)
11 - حدثنا عبد الله حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ حَدَّثَنَا رَوْحٌ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ نَفَّسَ عَنْ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرَبَ [ص:25] الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ فِي عَوْنِ أَخِيهِ.
(1/24)
12 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ عَنْ فَرْقَدٍ السَّبْخِيِّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ إِلَى غَنِيٍّ أَوْ فَقِيرٍ فَهُوَ صَدَقَةٌ.
(1/25)
13 - حَدَّثَنَا بَشَّارُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا أَبُو عُوَانَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي [وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ] كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ.
(1/26)
14 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ بَكْرِ بْنِ خنيس عن طلحة بن عمرو عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كُلُّ مَعْرُوفٍ يَصْنَعُهُ أَحَدُكُمْ إِلَى غَنِيٍّ أَوْ فَقِيرٍ فهو صدقة.
(1/26)
15 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا فَضْلُ بْنُ مُهَلْهِلٍ أَخُو مُفَضَّلٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ.
(1/27)
16 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عِيسَى قَالَ [ص:28] حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ أَخْبَرَنَا هِشَامٌ وَسَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي مُوسَى أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْمَعْرُوفَ وَالْمُنْكَرَ خَلِيقَانِ يُنْصَبانِ لِلنَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَمَّا الْمَعْرُوفُ فَيُبَشِّرُ أَهْلَهُ وَيَعِدُهُمُ الْخَيْرَ وَأَمَّا الْمُنْكَرُ فَيَقُولُ لِأَصْحَابِهِ إِلَيْكُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُ إِلَّا لُزُومًا.
(1/27)
17 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنَا أَبُو [ص:29] شِهَابٍ عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الْآخِرَةِ وَأَهْلُ الْمُنْكَرِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أهل المنكر في الآخر.
(1/28)
18 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي أَبِي وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَا حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص:30] رَأْسُ الْعَقْلِ بَعْدَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ مُدَارَاةُ النَّاسِ وَأَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الْآخِرَةِ.
(1/29)
19 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو أَبُو أَحْمَدَ الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَنْصُورٍ الْحَرَّانِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَصْفَهَانِيِّ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص:31] أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الْآخِرَةِ قِيلَ وَكَيْفَ ذَاكَ قَالَ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ أَهْلَ الْمَعْرُوفِ فَقَالَ قَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ مَا كَانَ مِنْكُمْ وَصَانَعْتُ عَلَى الْمَعْرُوفِ عَنْكُمْ عِبَادِي فَهَبُوهَا الْيَوْمَ لِمَنْ شِئْتُمْ لِتَكُونُوا أَهْلَ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا وَأَهْلَ المعروف في الآخرة.
(1/30)
20 - حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ الْأَخْنَسِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ تَعَالَى أَهْلَ الْجَنَّةِ صُفُوفًا وَأَهْلَ النَّارِ [ص:32] صُفُوفًا قَالَ فَيَنْظُرُ الرَّجُلُ مِنْ صُفُوفِ أَهْلِ النَّارِ إِلَى الرَّجُلِ مِنْ صُفُوفِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ يَا فُلَانُ أَمَا تَذْكُرُ يَوْمَ اصْطَنَعْتُ إِلَيْكَ فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا فَيَأْخُذُ بِيَدِهِ فَيَقُولُ اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا اصْطَنَعَ إِلَيَّ فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا فَيُقَالُ لَهُ خُذْ بِيَدِهِ فَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ [برحمة الله].
(1/31)
21 - حدثني .. .. .. .. .. .. .. .. ..
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .
22 - .. . عُثْمَانُ .. . حَدَّثَنِي يُوسُفُ .. . جَعْفَرِ بْنِ .. . جَعْفَرِ
بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ اجْتَمَعَ بِبَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ
وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَأَقْبَلَ عَلَى عَلِيٍّ فَقَالَ يَا
أَبَا الْحَسَنِ أَلَا تَصِفُ الْمَعْرُوفَ قَالَ بَلَى الْمَعْرُوفُ أَكْبَرُ
الْكُنُوزِ .. . فَلَا يُزَهِّدَنَّكَ مِنْهُ كُفْرُ مَنْ [ص:33] كَفَرَهُ فَقَدْ
يَحْمَدُكَ عَلَيْهِ مَنْ لَمْ يَنْتَفِعْ مِنْهُ بِشَيْءٍ وَقَدْ يَشْكُرُكَ
الْمُسْلِمُ .. . مَا جَحَدَ الْكَفُورُ وَقَالَ جَعْفَرٌ الْمَعْرُوفُ .. ..
وَقَالَ الْعَبَّاسُ الْمَعْرُوفُ .. . إِلَّا بِثَلَاثٍ تَعْجِيلِهِ
وَكِتْمَانِهِ وَتَصْغِيرِهِ فَإِذَا صَغَّرْتَهُ عَظَّمْتَهُ وَإِذَا عجلته هنأته
وإذا كتمته استتمته فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقَالَ سَمِعْتُ .. . فَفِيمَ كُنْتُمْ فَأَخْبَرُوهُ فَقَالَ
كُلُّكُمْ قَدْ أَحْسَنَ .. . [أَهْلُ] الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا أَهْلُ
الْمَعْرُوفِ فِي الْآخِرَةِ.
(1/32)
23 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيِّ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مَا رَأَيْتُ رَجُلًا قَطُّ سَبَقَ مِنِّي إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ إِلَّا أَضَاءَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ وَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا قَطُّ [سَبَقَ] مِنِّي إِلَيْهِ سُوءٌ إِلَّا أَظْلَمَ مَا بَيْنِي وبينه.
(1/34)
24 - حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ عَنْ عُقَيْلِ بْنِ طَلْحَةَ وَكَانَ أَبُوهُ قَدْ شَهِدَ عَامَّةَ الْمَشَاهِدِ [ص:35] مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ جُرَيٍّ أَوْ أَبِي جُرَيٍّ الْهُجَيْمِيِّ قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَنُحِبُّ أَنْ تُعَلِّمَنَا عَمَلًا لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنَا بِهِ قَالَ لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَسْقِي وَأَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ ووجهك إليه منبسط.
(1/34)
25 - حدثنا عبد الله حَدَّثَنِي
عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ حَدَّثَنَا
الْمُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ [بْنِ الْمُنْكَدِرِ] عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص:36] كُلُّ
مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ وَمِنَ الْمَعْرُوفِ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ
وَأَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ في إناء أخيك.
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. التسع.
(1/35)
باب الضحك
26 - حدثنا عبد الله حدثني أحمد بن .. . يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ أَخْبَرَنَا
سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ [مِنَ الصَّدَقَةِ] أَنْ تُسَلِّمَ عَلَى النَّاسِ وَأَنْتَ
طليق الوجه.
(1/37)
27 - حدثنا عبد الله حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ [حَدَّثَنَا] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قعنب عن حماد .. . حُمَيْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهِ يُحِبُّ الْوَجْهَ الطَّلِيقَ وَيُبْغِضُ الْوَجْهَ .. . .
(1/38)
28 - حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو [الضَّبِّيُّ] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ [ص:39] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ قَالَ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ تَبَسُّمًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم.
(1/38)
29 - حدثنا عبد الله حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ [ص:40] مَا رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ أَسْلَمْتُ إلا تبسم في وجهي.
(1/39)
30 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ الضَّبِّيُّ عَنْ عَامِرِ بْنِ يَسَافٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ كَانَ رَجُلٌ يُكْثِرُ الضَّحِكَ فَذُكِرَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَمَا إِنَّهُ سَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَهُوَ يَضْحَكُ.
(1/40)
31 - حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْكِنْدِيُّ حَدَّثَنِي سَلْمُ بْنُ [ص:41] سَالِمٍ الْبَلْخِيُّ عَنْ أَبِي حَبِيبٍ الْمَوْصِلِيِّ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ الْتَقَى يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا وعيسى بن مريم صل اللَّهُ عَلَيْهِمَا فَضَحِكَ عِيسَى فِي وَجْهِ يَحْيَى وَصَافَحَهُ فَقَالَ لَهُ يَحْيَى يَا ابْنَ خَالَتِي مَا لِي أَرَاكَ ضَاحِكًا كَأَنَّكَ قَدْ أَمِنْتَ فَقَالَ لَهُ عِيسَى يَا ابْنَ خَالَتِي مَا لِي أَرَاكَ [عَابِسًا كَأَنَّكَ قَدْ يَئِسْتَ فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِمَا أَنَّ أَحَبَّكُمَا إلي أبشكما لصاحبه].
(1/40)
32 - حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُجَاهِدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّبَيْدِيِّ قَالَ إِنَّهُ لَيُعْجِبُنِي مِنَ الْقُرَّاءِ كُلُّ سَهْلٍ طَلْقٍ مِضْحَاكٍ وَأَمَّا مَنْ تَلْقَاهُ بِالْبِشْرِ وَيَلْقَاكَ بِالْعُبُوسِ كَأَنَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكَ فَلَا أَكْثَرَ اللَّهُ فِي القراء مثله.
(1/41)
33 - حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنَا أَبِي أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ سُفْيَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ [ص:42] كَانَ ابْنُ عُمَرَ مِنْ أَمْزَحِ النَّاسِ وَأَضْحَكِهِ.
(1/41)
34 - حدثنا عبد الله حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا قُبَيْصَةُ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ يُونُسَ قَالَ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ صَاحِبَ ضَحِكٍ وَمُزَاحٍ.
(1/42)
35 - حَدَّثَنَا عبد الله [حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ عَنْ] مَنْصُورٍ قَالَ كَانَ
مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ [يَضْحَكُ حَتَّى تَدْمَعَ عَيْنَاهُ].
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .
(1/42)
36 - [حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونَ قَالَ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ يُنْشِدُ الشِّعْرَ وَيَضْحَكُ حَتَّى يَمِيلَ] فَإِذَا جَاءَ الْحَدِيثُ مِنَ السُّنَّةِ كَلَحَ.
(1/43)
37 - حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ عَنْ زُهَيْرٍ الْأَقْطَعِ قَالَ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ إِذَا ذُكِرَ الْمَوْتُ مَاتَ كُلُّ عُضْوٍ مِنْهُ على حدة.
(1/43)
38 - حدثنا عبد الله حَدَّثَنِي بَسَّامُ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ حَجَّاجِ بْنِ الْأَسْوَدِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ قَالَ مَنْ يَدُلُّنِي عَلَى رَجُلٍ ضَحَّاكٍ بِالنَّهَارِ بَكَّاءٍ بِاللَّيْلِ.
(1/43)
39 - حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ سَمِعَ بِلَالَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ [أَدْرَكْتُهُمْ] يَشْتَدُّونَ بَيْنَ الْأَغْرَاضِ وَيَضْحَكُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ فَإِذَا كَانَ الليل كانوا رهبانا.
(1/44)
40 - حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الزُّهْرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ إِنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُونُوا .. . وَلَمْ .. . كَانُوا يُنْشِدُونَ الشِّعْرَ وَيَضْحَكُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ فَإِذَا .. . أَحَدٌ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ دِينِهِ دَارَتْ حَمَالِيقُ عَيْنِهِ في رأسه كأنه مجنون.
(1/44)
41 - حدثنا عبد الله حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ .. . قَالَ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ .. . بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِيهِ .. . قُلْتُ لِلْحَكَمِ أَكَانَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضْحَكُونَ قَالَ إِي وَاللَّهِ وَإِنَّ فِي قُلُوبِهِمْ لَأَمْثَالَ الجبال.
(1/44)
42 - حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ فِرَاسٍ الضُّبَعِيُّ .. . [حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا سفيان] حدثني أبو عَبَّادُ بْنُ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّكُمْ لَا تَسَعُونَ النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ لَكِنْ لِيَسَعْهُمْ مِنْكُمْ حُسْنُ الخلق وطلاقة الوجه.
(1/45)
43 - حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ بِمَكَّةَ حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ عُبَيْدٍ الدَّارِسِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّكُمْ لَنْ تَسَعُوا النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَسَعُهُمْ مِنْكُمْ طَلَاقَةُ الْوَجْهِ وَحُسْنُ الْبِشْرِ.
(1/46)
بَابُ اصْطِنَاعِ الْمَعْرُوفِ إِلَى
مَنْ هو أهله
.. .. .. .. .. .. .. .. . .
44 - .. .. .. .. .. .. .. .. .. . فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. .
عَلِيُّ أجر يأتي إليه معروفا فقال .. .. .. .. .
(1/47)
45 - حدثنا عبد الله حَدَّثَنِي .. .. .. .. .. .. .. . . مِنْبَرٌ .. . مَسْجِدٍ .. . سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى .. . يَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنَّ فَاعِلَ الْمَعْرُوفِ لَا يَعْدَمُ جَوَازِيَهُ .. .. .. لَا يَعْتَدَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ .. .. .. .. المعروف .. . .
(1/47)
46 - حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ .. . .. يَقُولُ سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ
يَدُ الْمَعْرُوفِ غُنْمٌ حَيْثُ كَانَتْ ... يَحْمِلُهَا كَفُورٌ أَوْ شَكُورُ
فَمَا شُكْرُ الشَّكُورِ لَهَا جَزَاءً ... وَعِنْدَ اللَّهِ مَا كفر الكفور
(1/48)
47 - حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنَا رَجَاءُ بْنُ السِّنْدِيِّ وَمُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ بَزِيعٍ وَغَيْرُ .. . عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَانَ عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ قَالَ كُنْتُ وَاقِفًا عَلَى بَابِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَأَتَانِي آتٍ لَمْ أَرَهُ قَبْلُ وَلَا بَعْدُ فَقَالَ يَا رَجَاءُ إِنَّكَ قَدْ بُلِيتَ بِهَذَا وَبُلِيَ لَكَ وَفِي دُنُوِّكَ مِنْهُ الْوَتَغُ يَا رَجَاءُ فَعَلَيْكَ بِالْمَعْرُوفِ وَعَوْنِ الضَّعِيفِ يَا رَجَاءُ إِنَّهُ مَنْ رَفَعَ حَاجَةً لِضَعِيفٍ إِلَى سُلْطَانٍ لَا يَقْدِرُ عَلَى رَفْعِهَا ثَبَّتَ اللَّهُ قَدَمَهُ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ الْأَقْدَامُ.
(1/48)
48 - [أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ [ص:49] الْمُقْرِئُ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ اللَّيْثِيِّ] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَطْعِمُوا طَعَامَكُمُ] الْأَتْقِيَاءَ وَأَوْلُوا مَعْرُوفَكُمُ المؤمنين.
(1/48)
49 - حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنَا أَحْمَدُ [بْنُ الْمِقْدَامِ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا] هِشَامُ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَصْلُحُ الصَّنِيعَةُ إِلَّا عِنْدَ ذِي حَسَبٍ أَوْ دِينٍ كَمَا لَا [تَصْلُحُ الرِّيَاضَةُ] إِلَّا فِي نَجِيبٍ.
(1/50)
50 - حَدَّثَنِي .. .. .. بْنُ مُوسَى أَبُو .. .. .. . . يَعْقُوبُ بْنُ الْوَلِيدِ الْأَزْدِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَصْلُحُ الصَّنِيعَةُ إِلَّا عِنْدَ ذِي دِينٍ أَوْ حَسَبٍ كَمَا لَا تَصْلُحُ الرِّيَاضَةُ إِلَّا فِي نَجِيبٍ.
(1/51)
51 - حدثنا عبد الله حَدَّثَنِي أَبُو السُّكَيْنِ الطَّائِيُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِيِّ عَنْ حَفْصِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ غَلَّابٍ النَّمِرِيِّ عَنْ خَالِدِ بْنِ .. . قَالَ [ص:52] كَانَ يُقَالُ لَا تَصْنَعَنْ مَعْرُوفًا إِلَى ثَلَاثَةٍ إِلَى الْأَحْمَقِ وَالْفَاحِشِ وَاللَّئِيمِ فَأَمَّا الْأَحْمَقُ فَلَا يَعْرِفُ الْمَعْرُوفَ فَيَشْكُرُهُ عَلَى قَدْرِ فِعْلِهِ وَأَمَّا الْفَاحِشُ فَلَا .. . يَقُولُ إِنَّمَا صَنَعْتَ إِلَيَّ لِاتِّقَائِي وَ .. . وَأَمَّا اللَّئِيمُ فَكَالْأَرْضِ السَّبِخَةِ [لَا يُنْبِتُ وَلَا يُثْمِرُ وَلَكِنْ إِذَا أَصَبْتَ الْمُؤْمِنَ فَازْرَعْهُ مَعْرُوفَكَ تَحْصُدْ بِهِ شكراً].
(1/51)
52 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ .. . عَنْ .. . قَالَ قَالَ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَرَّبْنَا النَّاسَ فَوَجَدْنَا الْمَعْرُوفَ أَزْكَى .. . وَلَا .. . عِنْدَ امرئ كريم.
(1/52)
53 - حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنِي
الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ .. .. .. .. .. . .. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
جَعْفَرٍ هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ
[ص:53]
إِنَّ الصَّنِيعَةَ لَا تَكُونُ صَنِيعَةً ... حَتَّى يُصَابَ بِهَا طَرِيقُ
الْمَصْنَعِ
فَإِذَا اصْطَنَعْتَ صَنِيعَةً فَاعْمِدْ بِهَا ... لِلَّهِ أَوْ لِذَوِي
الْقَرَابَةِ أَوْ دَعِ
فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ هَذَانِ الْبَيْتَانِ يُبَخِّلَانِ النَّاسَ
وَلَكِنْ أَمْطِرِ الْمَعْرُوفَ مَطَرًا فَإِنْ أَصَابَ الْكِرَامَ كَانُوا لَهُ
أَهْلًا وَإِنْ أَصَابَ اللِّئَامَ كُنْتَ له أهلاً.
(1/52)
54 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو جعفر .. . عن .. . بن .. . عن شيخ من الأزد عن عبد المطلب .. . قال سمعت .. .. .. .. فقال لابنه عليك بالمعروف فإن صاحبه .. .. .. .. .
(1/53)
55 - .. . سَهْلٌ مَوْلَى الْمُغِيرَةِ
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [وَأَنَا أَتَمَثَّلُ بِهَذَيْنِ
الْبَيْتَيْنِ]
[ص:54]
ارْفَعْ ضَعِيفَكَ لَا يَحِرْ بِكَ ضَعْفُهُ ... يَوْمًا فَتُدْرِكْهُ
الْعَوَاقِبُ قَدْ نَمَا
يَجْزِيكَ أَوْ يُثْنِي عَلَيْكَ وَإِنَّ مَنْ ... أَثْنَى عَلَيْكَ بِمَا
فَعَلْتَ فَقَدْ جَزَى
[فَقَالَ] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُدِّي عَلَى قَوْلِ
الْيَهُودِيِّ قَاتَلَهُ اللَّهُ لَقَدْ جَاءَنِي جِبْرِيلُ .. . بِرِسَالَةٍ مِنْ
رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَيُّمَا رَجُلٍ صَنَعَ إِلَى أَخِيهِ صَنِيعَةً فَلَمْ
يَجِدْ [لَهَا] جَزَاءً إِلَّا الدُّعَاءَ وَالثَّنَاءَ فقد كافأه.
(1/53)
56 - حدثنا عبد الله حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ زِيَادٍ الطَّائِيُّ أَوْ ..
. عِيسَى بْنَ أَبِي عِيسَى الْكِنْدِيَّ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ [ص:55] كَانَ
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ [كَثِيرًا فِيمَا إِذَا خَطَبَ يَوْمَ الْجُمْعَةِ
يَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاذْكُرُوا فِعْلَ
الْجِنِّيِّ قَالَ فَقَالَ أَبِي لِلْأَشْتَرِ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أَمِيرِ
الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى نَسْأَلَهُ عَنْ هَذَا الْجِنِّيِّ مَا أَمْرُهُ فَقَدْ
أَكْثَرَ فِيهِ قَالَ فَأَتَيْتُهُ أَنَا وَالْأَشْتَرُ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَيْهِ
وَهُوَ فِي بَيْتِ الْمَالِ فَقَالَ مَا رَاعَنِي بِكُمَا فِي هَذِهِ السَّاعَةِ
قُلْنَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ سَمِعْنَاكَ تَقُولُ عَلَيْكُمْ
بِالْمَعْرُوفِ وَاذْكُرُوا فِعْلَ الْجِنِّيِّ فَقَالَ أَوَ مَا تَدْرُونَ مَا
هُوَ قُلْنَا لَا قَالَ فَذَاكَ كَانَ فِيكُمْ قَالُوا مَنْ قَالَ مَالِكُ بْنُ
حَرِيمٍ الْهَمْدَانِيُّ خَرَجَ حَاجًّا فِي رَهْطٍ مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى إِذَا
كَانُوا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ قَالَ لَهُمْ أَسْنِدُوا فَقَدْ قَدَرْتُمْ عَلَى
الْمَاءِ قَالَ فأسندوا فرقدوا فبينا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَ الْقَمَرُ مِنْ
آخِرِ اللَّيْلِ فَانْسَابَ عَلَيْهِمْ شُجَاعٌ مِنَ الْجَبَلِ فَأَطَافَ
بِالْقَوْمِ وَبَصُرَ بِهِ فَتًى مِنْهُمْ فَأَدْنَى مِنَ الْعَصَا وَأَطَافَ
بِالْقَوْمِ فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الشَّيْخِ أَهْوَى الْفَتَى بِالْعَصَا
وَخَشِيَ أَنْ يَسْبِقَهُ إِلَى الشَّيْخِ فَيَلْسَعَهُ فَضَرَبَهُ فَأَخْطَأَهُ
فَفَزِعَ الشَّيْخُ فَقَالَ مَهْ [ص:56] قَالَ الشُّجَاعُ دَخَلَ تَحْتَكَ قَالَ
فَإِنَّهُ اسْتَجَارَ بِي فَقَدْ أَجَرْتُهُ قَالَ فَخَرَجَ الشُّجَاعُ حَتَّى
رَجَعَ مِنْ حَيْثُ بَدَأَ فَقَالَ ارْقُدُوا فَقَدْ قَدَرْتُمْ على الماء فما
اسيقظوا إِلَّا بِالشَّمْسِ قَدْ طَلَعَتْ فَقَامُوا فَأَخَذَ كُلُّ إِنْسَانٍ
بِخِطَامِ رَاحِلَتِهِ يَطْلُبُونَ الْمَاءَ فَإِذَا هُمْ عَلَى ضَلَالٍ فَلَمَّا
رَأَى ذَلِكَ الشُّجَاعُ نَادَاهُمْ مِنَ الْجَبَلِ فَقَالَ
يَا أَيُّهَا الرَّكْبُ لَا مَاءٌ أَمَامَكُمُ ... حَتَّى تَسُومُوا الْمَطَايَا
يَوْمَهَا الدَّأَبَا
ثُمَّ اسْنِدُوا يَمْنَةً فَالْمَاءُ عَنْ كَثَبٍ ... عَيْنٌ رُوَاءٌ وَمَاءٌ
يُذْهِبُ اللَّغَبَا
قَالَ فَأَسْنَدُوا فَإِذَا عَيْنٌ رَاكِدَةٌ فَشَرِبُوا وَاسْتَقَوْا وَسَقُوا
إِبِلَهُمْ وَصَدَرُوا فَلَمَّا رَجَعُوا وَكَانُوا بِأَدْنَى الْجَبَلِ قَالُوا
يَا أَبَا حَرِيمٍ لَوِ اسْتَعْذَبْنَا مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ وَأَسْنَدُوا إِلَى
الْجَبَلِ فَطَلَبُوا الْمَاءَ فَإِذَا هُمْ عَلَى ضَلَالٍ] فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ
الشُّجَاعُ نَادَاهُمْ مِنَ الْجَبَلِ
يَا مَالُ عَنِّي جَزَاكَ اللَّهُ صَالِحَةً ... هَذَا وَدَاعٌ لَكُمْ مني وتسليم
لا تزدهن فِي اصْطِنَاعِ الْعُرْفِ مِنْ أَحَدٍ ... إِنَّ الَّذِي يُحْرَمُ
الْمَعْرُوفَ مَحْرُومُ
أَنَا الشُّجَاعُ الَّذِي أَنْجَيْتَ مِنْ رَهَقٍ ... شَكَرْتُ ذَلِكَ إِنَّ
الشُّكْرَ مَقْسُومُ
مَنْ يَفْعَلِ الْخَيْرَ لَا يُعْدَمْ مَغَبَّتَهُ ... مَا عَاشَ وَالشَّرُّ منه
الغب مذموم.
(1/54)
57 - حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ الضَّبِّيُّ قَالَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَنْ يَسْتَغْنِيَ الرَّجُلُ عَنْ عَشِيرَتِهِ وَلَوْ كَانَ .. . وَوَلَدٍ عَنْ مَوَدَّتِهِمْ لَهُ .. . وَهَيْعَتِهِمْ مِنْ وَرَائِهِ وَعَطْفِهِمْ عَلَيْهِ وَدِفَاعِهِمْ عَنْهُ بِأَيْدِيهِمْ وَأَلْسِنَتِهِمْ إِذَا أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ أَوْ نَزَلَ بِهِ بَعْضُ مَكَارِهِ الْأُمُورِ وَنُزُوعِ يَدِهِ مِنْ عَشِيرَتِهِ وَإِنَّمَا يَنْزَعُ يَدًا وَاحِدَةً مِنْ بَيْنِ أَيْدٍ كَثِيرَةٍ وَ .. . حَاشِيَتُهُ يَعْرِفُ صَدِيقَهُ .. . وَ .. . يَصْنَعُ الْمَعْرُوفَ إِذَا وَجَدَ وَأَخْلَفَ اللَّهُ لَهُ مَا أَنْفَقَ وَيُضَاعِفُ لَهُ الْأَجْرَ فِي الْآخِرَةِ ولا يرد أَدَبٌ أَحَدَكُمْ فِي أَخِيهِ زُهْدًا وَلَا مِنْهُ بُعْدًا إِذَا أَثَرَ مِنْهُ مُرُوءَةً يَسَّرَهُ وَإِنْ كَانَ مَسْتُورًا فِي الْمَالِ وَلَا يَزِدْ أَدَبٌ أَحَدَكُمْ كِبْرًا وَلَا عَظَمَةً عَنْ عَشِيرَتِهِ وَإِنْ .. .. .. . . بِمَا لَا يَنْفَعُهُ إِنْ أَمْسَكَهُ وَلَا يَضُرُّهُ إن أنفقه.
(1/57)
58 - حدثنا عبد الله حَدَّثَنِي
الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْجُنَيْدِ وَاسْمُهُ
الْحُسَيْنُ بن خالد قَالَ [ص:58] خَرَجَ عَبِيدُ بْنُ الْأَبْرَصِ فِي بَعْضِ
أُمُورِهِ وَمَعَهُ صَاحِبٌ لَهُ فَإِذَا هُوَ بِشُجَاعٍ يَتَقَلَّبُ فِي الرَّمْضَاءِ
فَقَالُوا يَا عَبِيدُ دُونَكَ الشُّجَاعُ فَاقْتُلْهُ قَالَ هُوَ أَنْ أَسْقِيَهُ
مِنَ الْمَاءِ أَحْوَجُ قَالُوا يَا عَبِيدُ دُونَكَ الشُّجَاعُ فَاقْتُلْهُ
وَإِلَّا قَتَلْنَاهُ قَالَ سَأَكْفِيكُمُوهُ فَأَخَذَ إِدَاوَةً مِنْ مَاءٍ
كَانَتْ مَعَهُ فَصَبَّ لَهُ فَشَرِبَ ثُمَّ أَخَذَ فَضْلَهَا فَصَبَّهُ عَلَى
رَأْسِهِ وَمَضَى فَلَمَّا قَضَى سَفَرَهُ ضَلَّ بِهِ بَكْرُهُ فَإِذَا هَاتِفٌ
يَهْتِفُ بِهِ
[يَا صَاحِبَ الْبَكْرِ الْمُضَلُّ مَذْهَبُهُ
وَلَيْسَ مَعَهُ ذُو رَشَادٍ يَصْحَبُهْ
دُونَكَ هَذَا البكرمنا فَارْكَبْهُ
وَبَكْرَكَ الرَّازِحَ أَيْضًا فَاجْتَنِبُهْ
حَتَّى إِذَا اللَّيْلُ تَوَلَّى مَغْرِبُهْ
وَسَطَعَ الصُّبْحُ وَلَاحَ كَوْكَبُهْ
فَحُطَّ عَنْهُ رَحْلَهُ وَسَبْسَبَهْ
قَالَ فَالْتَفَتَ فَإِذَا هُوَ بَبَكْرٍ فَشَدَّ عَلَيْهِ رَحْلَهُ فَرَكِبَهُ]
فَلَمَّا قَرُبَ الصُّبْحُ عَرَفَ الْمَكَانَ فَقَالَ
يَا صَاحِبَ الْبَكْرِ قَدْ أُنْجِيتَ مِنْ ضَرَرٍ ... ومنم فَيَافِي يُضِلُّ
الْمُدْلِجُ الْهَادِي
أَلَا أَبَنْتَ لَنَا بِالصُّبْحِ يَعْرِفُهُ ... مَنِ الذي جاد النعماء
بِالْوَادِي
فَارْجِعْ حَمِيدًا فَقَدْ بَلَّغْتَ مَأْمَنَنَا ... بُورِكْتَ مِنْ ذِي سَنَامٍ
رَائِحٍ غَادِي
[ص:59]
فَأَجَابَهُ
أَنَا الشُّجَاعُ الَّذِي أَبْصَرْتَهُ رَمْضًا ... وَمَنْزِلِي نُزْهٌ مِنْ
مَوْرِدٍ صَادِ
فَجُدْتَ بِالْمَاءِ لَمَّا ضَنَّ حَامِلُهُ ... أَرْوَيْتَ هَامِي وَلَمْ
تَبْخَلْ بِأَنْكَادِ
الْخَيْرُ يَبْقَى وَإِنْ طَالَ الزَّمَانُ بِهِ ... وَالشَّرُّ أَخْبَثُ مَا
أَوْعَيْتَ مِنْ زَادِ
(1/57)
59 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حدثنا الْقَاسِمُ أَبُو مُحَمَّدٍ الطَّائِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ [يَحْيَى] عَنْ سُلَيْمَانَ أَبِي فَاطِمَةَ قَالَ أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى ذِي الْقَرْنَيْنِ وَعِزَّتِي وَجَلَالِي مَا خَلَقْتُ خَلْقًا أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ وَسَأَجْعَلُ [لَهُ عَلَمًا] فَمَنْ رَأَيْتَنِي حَبَّبْتُ إِلَيْهِ الْمَعْرُوفَ وَسَهَّلْتُهُ عَلَيْهِ وَحَبَّبْتُ إِلَى النَّاسِ الطَّلَبَ إِلَيْهِ فَأَحِبَّهُ وَتَوَلَّهُ فَإِنَّهُ مِنْ خَيْرِ مَنْ خَلَقْتُ وَمَنْ رَأَيْتَنِي كَرَّهْتُ إِلَيْهِ الْمَعْرُوفَ وَبَغَّضْتُ إِلَى النَّاسِ الطَّلَبَ إِلَيْهِ فَأَبْغِضْهُ وَلَا تَوَلَّهُ فَإِنَّهُ من شر [ما] خلقت.
(1/59)
60 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ الْأَدَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ الْأَعْرَجُ .. . عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ قَالَ بَلَغَنِي أَنَّ الْمَعْرُوفَ وَالْمُنْكَرَ خَلِيقَتَانِ [يَجِيئَانِ] يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَأْتِي الْمَعْرُوفُ أَهْلَهُ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ فَيَقُولُونَ مَنْ أَنْتَ فَيَقُولُ أَنَا [ص:60] الْمَعْرُوفُ .. . وَيَأْتِي الْمُنْكَرُ أَهْلَهُ فَيَقُولُونَ مَنْ أَنْتَ فَيَقُولُ أَنَا الْمُنْكَرُ الَّذِي .. .. .. .. .
(1/59)
61 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِي .. . حَدَّثَنَا حَمَّادٌ [الْجَزَرِيُّ] حَدَّثَنَا عَبْدُ .. . قَالَ قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَا يَطِيبُ الْمَعْرُوفُ .. .
(1/60)
62 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي .. . بْنُ سَعِيدٍ .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..
(1/60)
63 - حَدَّثَنِي أَبُو حَسَّانَ الْحَسَنُ [بْنُ عُثْمَانَ الزِّيَادِيُّ] أَخْبَرَنِي شُعَيْبُ بْنُ صَفْوَانَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ أَخْزَى اللَّهُ الْمَعْرُوفَ [إِذَا لَمْ يَكُنِ ابْتِدَاءً] مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ فَأَمَّا إِذَا أَتَاكَ تَكَادُ تَرَى دَمَهُ فِي وَجْهِهِ وَيُخَاطِرُ [لَا يَدْرِي أَتُعْطِيهِ] أَمْ تَمْنَعُهُ فَوَاللَّهِ لَوْ خَرَجْتَ لَهُ مِنْ جَمِيعِ مَا تَمْلِكُ مَا كَافَأْتَهُ وَالَّذِي بَاتَ يَتَمَلْمَلُ مِنْ شِقَّيْهِ يَجِدُنِي مَوْضِعًا لِحَاجَتِهَ .. . عَلَيَّ مِنَّةٌ .. . قَضَيْتُهَا لَهُ.
(1/60)
64 - حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ عَنْ شَيْخٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ قَالَ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ لِابْنِهِ يَا بُنَيَّ لَا تَمَلَّ مَعْرُوفًا وَاسْتَكْثِرَنَّ مِنْهُ فَإِنَّ الذَّمَّ قَلَّ مَنْ يَنْجُو مِنْهُ.
(1/61)
65 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ ضَيْغَمٍ الرَّاسِبِيُّ قَالَ قَالَ الْمُهَلَّبُ بْنُ أَبِي صُفْرَةَ لِوَلَدِهِ يَا بُنَيَّ ثِيَابُكُمْ عَلَى غَيْرِكُمْ أَحْسَنُ مِنْهَا عَلَيْكُمْ وَدَوَابُّكُمْ تَحْتَ غَيْرِكُمْ أَحْسَنُ مِنْهَا تحتكم.
(1/61)
66 - حدثنا عبد الله حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ صَفْوَانَ [عَنْ] عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ لِابْنِهِ يَا بُنَيَّ لَا تَقْطَعْ وُجُوهَ إِخْوَانِي .. .. .. .. . مَعْرُوفِي الَّذِي كُنْتُ آتِيهِ ائْتِهِمْ حَتَّى تَصِيرَ لِمِثْلِ مَضْجَعِي.
(1/61)
67 - حَدَّثَنَا .. . أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ عَنْ شَيْخٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ مَا سَلَفَ مِنْ أَهْلِ الْمَعْرُوفِ فَإِنَّمَا [آتَوْهُ] إِلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَا يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَطْلُبُوا مِنْ أَحَدٍ شُكْرَ مَا آتَوْهُ إِلَى أَنْفُسِهِمْ.
(1/62)
68 - حدثنا عبد الله حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ .. .
لَأَشْكُرَنَّكَ مَعْرُوفًا هَمَمْتَ بِهِ ... فَإِنَّ هَمَّكَ بِالْمَعْرُوفِ
مَعْرُوفُ
وَلَا أَذُمُّ وَإِنْ لَمْ يُمْضِهِ قَدَرٌ ... وَالشَّيْءُ بالقدر المحتوم مصروف
(1/62)
69 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ
حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ .. . قَالَ أَنْشَدَنِي حَمَّادُ بْنُ .. .
وَ .. . حَتَّى مَتَى .. . مُوجَعٌ ... خَلِيلٌ أَوْ .. . إِفْضَالِ
وَمَا الْعَيْشُ إِلَّا أَنْ تَطُولَ بِنَائِلٍ ... وَإِلَّا لِقَاءُ [الْمَرْءِ]
ذِي الْخُلُقِ الْعَالِي
(1/62)
70 - حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ حَدَّثَنَا خُزَيْمَةُ أَبُو مُحَمَّدٍ قَالَ زَيْدُ بْنُ .. .. .. .. .. كُلُّ مَنْ عنده قدر .. .. .
(1/62)
71 - حَدَّثَنَا عبد الله أَخْبَرَنِي .. . الْقُرَشِيُّ .. . جَعْفَرٍ .. . بْنِ .. . أَصْلَحَ .. . قال جعفر .. . .
(1/63)
72 - حدثنا عبد الله حَدَّثَنِي سَلْمُ
بْنُ جُنَادَةَ قَالَ حَدَّثَنَا شَيْخٌ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ
كَانَ الْحُطَيْئَةُ وَكَعْبٌ عنْد عُمَرَ فَأَنْشَدَ الْحُطَيْئَةُ
مَنْ يَفْعَلِ الْخَيْرَ لَا يُعْدَمْ جَوَازِيَهُ ... لَا يَذْهَبُ الْعُرْفُ
بَيْنَ اللَّهِ وَالنَّاسِ
فَقَالَ كَعْبٌ هِيَ وَاللَّهِ فِي التَّوْرَاةِ لَا يَذْهَبُ الْعُرْفُ بين الله
وبين خلقه.
(1/63)
73 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي
الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عن .. .
وَلَقَدْ ضَرَبْنَا فِي الْبِلَادِ فَلَمْ نجد ... أحد سِوَاكَ إِلَى الْمَكَارِمِ
يُنْسَبُ
فَاصْبِرْ لِعَادَتِكَ الَّتِي عَوَّدْتَنَا ... أَوْ لَا فَأَرْشِدْنَا إِلَى
مَنْ نَذْهَبُ
(1/63)
74 - حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ .. .. .. . .. .. .
كَرِيمٌ إِذَا مَا جِئْتَ لِلْعُرْفِ طَالِبًا ... حَبَاكَ بِمَا تَحْوِيهِ مِنْهُ
أَنَامِلُهْ
وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي كَفِّهِ غَيْرُ نَفْسِهِ ... [لَجَادَ بِهَا فَلْيَتَّقِ
اللَّهَ سَائِلُهْ
[ص:64]
هُوَ الْبَحْرُ مِنْ أَيِّ النَّوَاحِي أَتَيْتَهُ ... فَلُجَّتُهُ الْمَعْرُوفُ
وَالْجُودُ ساحله]
(1/63)
75 - حدثنا عبد الله حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَقْظَانِ حَدَّثَنِي أَبُو عُمَرَ الْمَدِينِيُّ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ [قَالَ قَالَ] عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ لِابْنِ أَخِيهِ لَأَنْ يُرَى ثَوْبُكَ عَلَى صَاحِبِكَ أَحْسَنُ مِنْ أَنْ يُرَى عَلَيْكَ وَلَأَنْ تُرَى دَابَّتُكَ تَحْتَ صَاحِبِكَ أحسن أَنْ تُرَى تَحْتَكَ.
(1/64)
باب في الحوائج
76 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو هَمَّامٍ السَّكُونِيُّ
حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسِ
بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الْخَلْقُ كُلُّهُمْ عِيَالُ اللَّهِ فَأَحَبُّهُمْ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أنفعهم
لعياله.
(1/65)
77 - حدثنا عبد الله حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ السَّكُونِيُّ وَأَبُو يَاسِرٍ الْمَرْوَزِيُّ وَأَبُو الْحَسَنِ الشَّيْبَانِيُّ قَالُوا حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنِ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ قَضَى لِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ حَاجَةً كَانَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ خَدَمَ اللَّهَ تَعَالَى عُمْرَهُ.
(1/66)
78 - حدثنا عبد الله حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ الْمُهَلَّبِيُّ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ [ص:67] عُمَرَ الْجَشْمِيُّ قَالَا حَدَّثَنَا [حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ [ذَكَرَ رَجُلٌ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الْآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فِي الدُّنْيَا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أخيه.
(1/66)
79 - حدثنا عبد الله حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا السَّكَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَصَمُّ حَدَّثَنَا زِيَادٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص:68] الدَّالُّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ وَاللَّهُ يُحِبُّ إغاثة اللهفان.
(1/67)
80 - حدثنا عبد الله حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سَرَّهُ أَنْ تُنَفَّسَ كُرْبَتُهُ وَأَنْ تُسْتَجَابَ دَعْوَتُهُ فَلْيُيَسِّرْ عَلَى مُعْسِرٍ أَوْ لِيَضَعْ لَهُ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِغَاثَةَ اللَّهْفَانِ قَالَ جَعْفَرٌ قِيلَ لِهِشَامٍ مَا اللَّهْفَانُ [ص:69] قَالَ هُوَ وَاللَّهِ الْمَكْرُوبُ.
(1/68)
81 - .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..
كَانَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ [أُمُّهُ]
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى .. .. .. .. .. . وَسَلَّمَ لَا .. .. .
(1/69)
82 - حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنِي الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي حَسَّانٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَغَاثَ مَلْهُوفًا كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ ثَلَاثًا وَسَبْعِينَ مَغْفِرَةً وَاحِدَةٌ مِنْهَا صَلَاحُ أَمْرِهِ كُلِّهِ وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ لَهُ دَرَجَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
(1/69)
83 - حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الصَّفَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبْعِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ هِلَالٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْرَى مَا كانوا قط وأجوع مَا كَانُوا قَطُّ وَأَظْمَأَ مَا كَانُوا قَطُّ وَأَنْصَبَ مَا كَانُوا قَطُّ فَمَنْ كَسَا لِلَّهِ كَسَاهُ اللَّهُ وَمَنْ أَطْعَمَ لِلَّهِ أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَمَنْ سَقَى لِلَّهِ سَقَاهُ اللَّهُ وَمَنْ عَمِلَ لِلَّهِ [أَغْنَاهُ اللَّهُ تَعَالَى وَمَنْ عَفَا لِلَّهِ] أعفاه الله.
(1/70)
84 - حدثنا عبد اللَّهُ حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص:71] مَنْ كَسَا مُؤْمِنًا عَلَى عُرْيٍ كَسَاهُ اللَّهُ مِنْ إِسْتَبْرَقِ الْجَنَّةِ وَمَنْ سَقَاهُ عَلَى ظَمَأٍ سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ وَمَنْ أَطْعَمَهُ مِنْ جُوعٍ أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ.
(1/70)
85 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ زَيْدٍ حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ عَنْ ثَابِتٍ قَالَ مَرَّ بِيَ الْحَسَنُ وَأَنَا مُعْتَكِفٌ فَقَالَ لِي اذْهَبْ تَلْقَ فُلَانًا فِي حَاجَةٍ [ص:72] قَالَ قُلْتُ إِنِّي مُعْتَكِفٌ قَالَ وَاللَّهِ لَأَنْ أَقْضِيَ حَاجَةً لِذِي مُسْلِمٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ كَذَا وَكَذَا.
(1/71)
86 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنَا .. . ابْنُ حَمَّادٍ قَالَ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ وَاللَّهِ لَأَنْ أَقْضِيَ لِامْرِئٍ مُسْلِمٍ حَاجَةً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُصَلِّيَ أَلْفَ رَكْعَةٍ.
(1/72)
87 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ عَنْ [جَمِيلِ بْنِ
مُرَّةَ قَالَ مَنِ اهْتَبَلَ جَوْعَةَ مُسْلِمٍ فَأَطْعَمَهُ غُفِرَ له].
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..
.. .. .. .. .. (1)
__________
(1) هنا ما يقرب خمسة أسطر في آخر 221/ب مطموس.
(1/72)
88 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنَا [سُلَيْمَانُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ فَرْقَدٍ السَّبْخِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كُنْتُ أُوَضِّئُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إِلَيَّ فَقَالَ يَا أَنَسُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ مِنْ مُوجِبَاتِ الْمَغْفِرَةِ إِدْخَالُكَ السُّرُورَ عَلَى أَخِيكَ الْمُسْلِمِ تُنَفِّسُ] عَنْهُ كُرْبَةً أَوْ تُفَرِّجُ عَنْهُ غَمًّا أَوْ تُزْجِي لَهُ صَنْعَةً أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا أَوْ تَخْلُفُهُ فِي أَهْلِهِ.
(1/73)
89 - .. .. .. .. . بَعْدَ .. .. .. .. وَلِمَنِ اسْتَغْنَى .. . مُحَمَّدُ .. . يَحْيَى سنة .. . مسلماً
(1/73)
الجزء الثاني بسم الله الرحمن الرحيم
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..
90 - حدثنا أبو بكر عبد الله بن [محمد] بن أبي الدنيا قال حَدَّثَنِي حُسَيْنُ
بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ أَبِي
مُحَمَّدٍ الْخُرَاسَانِيِّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ
عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فِي حَاجَةٍ فَنَاصَحَهُ فِيهَا
جَعَلَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَبْعَ خَنَادِقَ
بَيْنَ الْخَنْدَقِ وَالْخَنْدَقِ كَمَا بين السماء والأرض.
(1/74)
91 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنَا عَمَّارٌ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنِ الْمُتَوَكِّلِ بْنِ يَحْيَى عَنْ حُمَيْدِ بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَنَسِ يَعْنِي ابْنَ مَالِكٍ قَالَ قَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قضى لأخيه حَاجَةً كَانَ كَمَنْ خَدَمَ اللَّهَ عز وجل عمره.
(1/78)
92 - حَدَّثَنَا عبد الله قال
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي
صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رسول الله صلى اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا
نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ [ص:79] الْقِيَامَةِ وَمَنْ
سَتَرَ مُسْلِمًا [سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. وَاللَّهُ فِي
عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ] فِي عَوْنِ أَخِيهِ وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا
يَبْتَغِي فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا جَلَسَ
قَوْمٌ فِي مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ
وَجَلَّ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ
وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ فِيمَنْ عِنْدَهُ وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يسرع به نسبه.
(92م) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ دِينَارٍ [ص:80] عَنْ [بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ [إِلَى
اللَّهِ قَالَ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ وَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ
سُرُورٌ تَدْخِلُهُ عَلَى مُؤْمِنٍ تَكْشِفُ عَنْهُ كَرْبًا أَوْ تَقْضِي عَنْهُ
دَيْنًا أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا وَلَأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخِي الْمُسْلِمِ
فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ شَهْرَيْنِ فِي مَسْجِدٍ وَمَنْ
كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ وَلَوْ شَاءَ
أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلَأَ اللَّهُ قَلْبَهُ رِضًى وَمَنْ مَشَى مَعَ
أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يُثْبِتَهَا لَهُ ثَبَّتَ اللَّهُ
قَدَمَهُ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الْأَقْدَامُ وَإِنَّ سُوءَ الْخُلُقِ لَيُفْسِدُ
الْعَمَلَ كَمَا يُفْسِدُ الخل العسل].
(1/78)
93 - [حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْأَدَمِيُّ حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ] أَبِي حَسَّانٍ اللَّيْثِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [مَنْ أَغَاثَ] مَلْهُوفًا غُفِرَ لَهُ ثَلَاثٌ وَسَبْعُونَ مَغْفِرَةً وَاحِدَةٌ مِنْهَا صَلَاحُ أَمْرِهِ وَدِينِهِ وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ دَرَجَاتٌ لَهُ فِي الْجَنَّةِ.
(1/81)
94 - حدثنا عبد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ بُحَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صُبَيْحً عَنِ الْحَسَنِ قَالَ لَأَنْ [أَقْضِيَ] لِمُسْلِمٍ حَاجَةً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أصلي ألف ركعة.
(1/81)
95 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحً عَنِ الْحَسَنِ قَالَ لَأَنْ أقضي لأخ لي حَاجَةً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أعتكف شهرين.
(1/81)
96 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَقْظَانِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو الْمَدِينِيُّ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ [ص:82] عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ لِابْنِ أَخِيهِ إِنَّ أَفْضَلَ الْعَطِيَّةِ مَا أَعْطَيْتَ الرَّجُلَ قَبْلَ الْمَسْأَلَةِ فَإِذَا سَأَلَكَ فَإِنَّمَا تُعْطِيهِ ثَمَنَ وَجْهِهِ حِينَ بَذَلَهُ لَكَ.
(1/81)
97 - حَدَّثَنَا عبد الله قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرَيْبٍ عَنْ عَمِّهِ قَالَ قَالَ خَالِدٌ الْقَسْرِيُّ لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَسْأَلَنَا قَالَ إِذَا سَأَلْتُكَ فقد أخذت ثمنه.
(1/82)
98 - حَدَّثَنَا عبد الله قال أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي مُعَاذٍ الْبَصْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زَبَالَةَ أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عِكْرِمَةَ قَالَ جَاءَ الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ [حَنْطَبٍ الْمَخْزُومِيُّ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ يَسْأَلُهُ فِي غُرْمٍ أَلَمَّ بِهِ فَلَمَّا جَلَسَ] قَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ قَدْ أَعَانَكَ اللَّهُ عَلَى غُرْمِكَ بِعِشْرِينَ أَلْفًا فَقَالَ لَهُ مَنْ كَانَ مَعَهُ وَاللَّهِ مَا تَرَكْتَ الرَّجُلَ يَسْأَلُكَ فَقَالَ إِذَا سَأَلَنِي فَقَدْ أَخَذْتُ مِنْهُ أَكْثَرَ مِمَّا أَعْطَيْتُهُ.
(1/82)
99 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَانِئٍ قَالَ حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ حَدَّثَنَا ضُمْرَةُ عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ قَالَ طَلَبُ الْحَوَائِجِ إِلَى الْأَحْدَاثِ [أَقْرَبُ مِنْهَا] إِلَى الشُّيُوخِ أَلَمْ تَرَ إِلَى يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ لِإِخْوَتِهِ: {لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ اليوم}. وَقَالَ يَعْقُوبُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: {سَوْفَ أستغفر لكم ربي}.
(1/83)
100 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنَا [الْعَبَّاسُ بْنُ] هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ لَيْسَ الْجَوَّادُ [الَّذِي يُعْطِيكَ بَعْدَ الْمَسْأَلَةِ وَلَكِنَّ الْجَوَّادَ الَّذِي يَبْتَدِئُ لِأَنَّ مَا يَبْذُلُهُ إِلَيْكَ مِنْ وَجْهِهِ أَشَدُّ عَلَيْهِ مِمَّا يُعْطَى عَلَيْهِ].
(1/83)
101 - [حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ] قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَائِشَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَمْرٍو الْبَجَلِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا مَنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَا عَلِيُّ كُنْ سَخِيًّا فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ السَّخَاءَ وَكُنْ شُجَاعًا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ الشُّجَاعَ وَكُنْ غَيُورًا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ الْغَيُورَ وَإِنِ امْرُؤٌ سَأَلَكَ حَاجَةً فَاقْضِهَا فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا أَهْلًا كُنْتَ أَنْتَ لَهَا أهلا.
(1/84)
102 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ [ص:85] عَنْ أَبِيهِ قَالَ أَخْبَرَنِي يَزِيدُ الرُّقَاشِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ أَعَانَ مُسْلِمًا كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي عَوْنِ الْمُعِينِ مَا كَانَ فِي عَوْنِ أَخِيهِ وَمَنْ فَكَّ عَنْ أَخِيهِ حَلْقَةً فَكَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ حَلْقَهً يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
(1/84)
103 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْغُدَّانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَيْمُونَ الْمُجَاشِعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ الرُّقَاشِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَلْطَفَ مُؤْمِنًا أَوْ قَامَ لَهُ بِحَاجَةٍ مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ صَغُرَ ذَلِكَ أَوْ كَبُرَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُخْدِمَهُ خَادِمًا يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
(1/85)
104 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي أَحْمَدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زَبَالَةَ قَالَ حَدَّثَنِي الْمُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ يَكُنْ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ يَكُنِ اللَّهُ في حاجته.
(1/86)
105 - حَدَّثَنَا عبد الله قال أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا عَمْرٌو .. .. قَالَ حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ وَعَفَّانُ قَالَا حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مَسَاوِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو جَمْرَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لَا تَطْلُبَنَّ حَاجَتَكَ بِلَيْلٍ وَلَا تَطْلُبْهَا إِلَى أَعْمَى فَإِذَا طَلَبْتَ إِلَى رَجُلٍ [ص:88] حَاجَةً فَاسْتَقْبِلْهُ بِوَجْهِهِ فَإِنَّمَا الْحَيَاءُ فِي الْعَيْنَيْنِ وَإِذَا أَرَدْتَ حَاجَةً فَبَكِّرْ فِيهَا فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بكورها.
(1/87)
106 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الصَّلْتِ خَالِي عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ [ص:89] عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا عَظُمَتْ نِعْمَةُ اللَّهِ عَلَى عَبْدٍ إِلَّا اشْتَدَّتْ عليه مؤونة النَّاسِ وَمَنْ لَمْ يَحْمِلْ تِلْكَ المؤونة لِلنَّاسِ فَقَدْ عَرَّضَ [تِلْكَ النِّعْمَةَ للزوال].
(1/88)
107 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنَا الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ [ص:90] الْمُحَبَّرِ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا خَلَقَهُمْ لِحَوَائِجِ النَّاسِ تُقْضَى حَوَائِجُ النَّاسِ عَلَى أَيْدِيهِمْ أُولَئِكَ آمِنُونَ مِنْ فَزَعِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
(1/89)
108 - حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْأَشْرَسِ بْنِ مَيْمُونَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ حَدَّثَتْنَا خَيْرَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ [ص:91] عَنْ أَبِيهَا عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ.
(1/90)
109 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ طَاوُسَ قَالَ إِذَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً ثُمَّ جَعَلَ إِلَيْهِ حَوَائِجَ النَّاسِ فَإِنْ صَبَرَ وَاحْتَمَلَ وَإِلَّا عَرَّضَ تِلْكَ النَّعْمَةَ لِلزَّوَالِ.
(1/91)
بَابُ طَلَبِ الْحَوَائِجِ إِلَى
حِسَانِ الوجوه
110 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ
حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُحَبَّرِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اطْلُبُوا الحوائج عند حسان
الوجوه.
(1/92)
111 - حدثنا عبد الله حَدَّثَنِي مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا مَعْنٌ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ابْتَغُوا الخير عند حسان الوجوه.
(1/93)
112 - حَدَّثَنَا عبد الله قال قَالَ زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلَامٍ قَالَ حَدَّثَنِي أبو الفضل بن الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ قَالَ [ص:94] حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اطْلُبُوا حَوَائِجَكُمْ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ مَنْ إِنْ قَضَى حَاجَتَكَ قَضَاهَا بِوَجْهٍ طَلْقٍ وَإِنْ رَدَّكَ رَدَّكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ فَرُبَّ حَسَنِ الْوَجْهِ ذَمِيمُهُ عِنْدَ طَلَبِ الْحَاجَةِ وَرُبَّ ذَمِيمِ الْوَجْهِ حسنه عند طلب الحاجة.
(1/93)
113 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْدِيُّ عَنْ طَلْقِ بْنِ غَنَّامٍ قَالَ سَأَلْتُ حَفْصَ بْنَ غَيَّاثٍ عَنْ تَفْسِيرِ حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اطْلُبُوا الْحَوَائِجَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ قَالَ إِنَّهُ لَيْسَ بِصَبَاحَةِ الْوَجْهِ وَلَكِنَّهُ لِحُسْنِ الْوَجْهِ إذا سئل الْمَعْرُوفُ.
(1/95)
114 - حَدَّثَنَا عبد الله قال
حُدِّثْتُ عَنِ ابْنِ عَائِشَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لَهُ إِنَّ مَعْنَى ذَلِكَ
أَنْ يُطْلَبَ مِنَ الْوُجُوهِ الْحَسَنَةِ الَّتِي تُجَلُّ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ
ابْنُ عَائِشَةَ ثُمَّ أَنْشَدَ
وَجْهُكَ الوجه لو تسأل به المزن ... مِنَ الْحُسْنِ وَالْجَمَالِ اسْتَهَلَّا
ثُمَّ أَنْشَدَ أَيْضًا
دَلَّ عَلَى مَعْرُوفِهِ وَجْهُهُ ... بُورِكَ هَذَا هَادِيًا مِنْ دَلِيلِ
وَأَنْشَدَ أَيْضًا
وُجُوهٌ لَوَ انَّ الْمُدْلِجِينَ اعْتَشَوْا بِهَا ... صَدَعْنَ الدُّجَى حَتَّى
تَرَى اللَّيْلَ يَنْجَلِي
ثُمَّ أَنْشَدَ
سَأَبْذُلُ وَجْهِي لَهُ أَوَّلَ الْقِرَى ... وَأَجْعَلُ مَعْرُوفِي لَهُمْ دون
منكري
(1/96)
115 - حَدَّثَنَا عبد الله قال
حَدَّثَنِي [الْحُسَيْنُ بْنُ] عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ
التَّرْجُمَانِيُّ .. . حَدَّثَنِي بَعْضُ مَشَايِخِ الشَّامِيِّينَ أَنَّ عَبْدَ
اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ أَوْ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَا
قَدْ سَمِعْنَا نَبِيَّنَا قَالَ قَوْلًا ... هُوَ لِمَنْ يَطْلُبُ الْحَوَائِجَ
رَاحَهْ
اغْتَدُوا وَاطْلُبُوا الْحَوَائِجَ مِمَّنْ ... زَيَّنَ اللَّهُ وَجْهَهُ بصباحه
(1/96)
116 - حَدَّثَنَا عبد الله قال
وَأَنْشَدَنِي الْحُسَيْنُ
لَقَدْ قَالَ الرَّسُولُ وَقَالَ حَقًّا ... وَخَيْرُ الْقَوْلِ مَا قَالَ
الرَّسُولُ
إِذَا الْحَاجَاتُ أَبْدَتْ فَاطْلُبُوهَا ... إِلَى مَنْ وَجْهُهُ وَجْهٌ جميل
يقال أبدت وبدت
(1/97)
117 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الزُّهْرِيُّ قَالَ سَمِعْتُ الدَّرَاوَرْدِيَّ قَالَ قِيلَ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ مَا بَلَغَ مِنْ كَرَمِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ كَانَ لَيْسَ لَهُ مَالٌ دُونَ النَّاسِ هُوَ وَالنَّاسُ فِي مَالِهِ شُرَكَاءُ مَنْ سَأَلَهُ شَيْئًا أَعْطَاهُ وَمَنِ اسْتَمْنَحَهُ شَيْئًا مَنَحَهُ إِيَّاهُ لَا يَرَى أَنَّهُ يَفْتَقِرُ فَيُقْصِرُ وَلَا يَرَى أَنَّهُ يحتاج فيدخر.
(1/97)
118 - حَدَّثَنَا عبد الله قال
حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ سَمِعْتُ شُعَيْبَ بْنَ
صَفْوَانَ أَنَّ حَمْزَةَ بْنَ بَيْضٍ دَخَلَ عَلَى ابْنِ يَزِيدَ بْنِ
الْمُهَلَّبِ يَعْنِي [ص:98] مَخْلَدَ بْنَ يَزِيدَ وَهُوَ فِي السَّجْنِ فَأَنْشَدَهُ
أَتَيْنَاكَ فِي حَاجَةٍ فَاقْضِهَا ... وَقُلْ مَرْحَبًا يُجِبُ الْمُرْحِبُ
فَقَالَ مَرْحَبًا قَالَ
وَلَا تَكِلْنَا إِلَى مَعْشَرٍ مَتَى ... يَعِدُوا عِدَةً يَكْذِبُوا
فَإِنَّكَ فِي الْفَرْعِ مِنْ أُسْرَةٍ ... لَهُمْ خَضَعَ الشَّرْقُ وَالْمَغْرِبُ
وَفِي أَدَبٍ مِنْهُمُ مَا نَشَأْتَ ... فَنِعْمَ لَعَمْرِكَ مَا أَدَّبُوا
بَلَغْتَ لعشر مضت من سنيك ... ما بَلَغَ السَّيِّدُ الْأَشْيَبُ
فَهَمُّكَ فِيهَا جِسَامُ الْأُمُورِ ... وَهَمُّ لِدَاتِكَ أَنْ يَلْعَبُوا
وَجُدْتَ فَقُلْتَ أَلَا سَائِلٌ ... فَيَسْأَلُ أَوْ رَاغِبٌ يَرْغَبُ
فَمِنْكَ الْعَطِيَّةُ لِلسَّائِلِينَ ... وَمِمَّنْ يَنُوبُكَ أَنْ يَطْلُبُوا
فَقَالَ هَاتِ حَاجَتَكَ فَقَضَاهَا قَالَ أَبُو الْحَسَنِ وَلَا أَحْسَبُهُ إلا
قال فأمر له بمئة ألف.
(1/97)
119 - حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنِي أَبُو حُذَيْفَةَ عَبْدُ اللَّهِ بن مروان بْنِ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ قَالَ أَسْمَاءُ بْنُ خَارِجَةَ مَا شَتَمْتُ أَحَدًا قَطُّ وَلَا رَدَدْتُ سَائِلًا قَطُّ لِأَنَّهُ إِنَّمَا يَسْأَلُنِي أَحَدُ رَجُلَيْنِ إِمَّا كَرِيمٌ أَصَابَتْهُ خَصَاصَةٌ وَحَاجَةٌ فَأَنَا أَحَقُّ مَنْ سَدَّ مِنْ خَلَّتِهِ وَأَعَانَهُ عَلَى حَاجَتِهِ [ص:99] وَإِمَّا لَئِيمٌ أَفْدِي عِرْضِي مِنْهُ وَإِنَّمَا يَشْتُمُنِي أَحَدُ رَجُلَيْنِ إِمَّا كَرِيمٌ كَانَتْ مِنْهُ زَلَّةٌ أَوْ هَفْوَةٌ فَأَنَا أَحَقُّ مَنْ غَفَرَهَا وَأَخَذَ بِالْفَضْلِ عَلَيْهِ فِيهَا وَإِمَّا لَئِيمٌ فَلَمْ أكن لأجعل عرضي إليه.
(1/98)
120 - حَدَّثَنَا عبد الله قال
حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ عَنْ شَيْخٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ قَالَ
أَسْمَاءُ بْنُ خَارِجَةَ
إِذَا طَارِقَاتُ الْهَمِّ أَسْهَرَتِ الْفَتَى ... وَأَعْمَلَ فِيَّ الْفِكْرُ
وَاللَّيْلُ دَاجِرُ
وَبَاكَرَنِي إِذْ لَمْ يَكُنْ مَلْجَأٌ لَهُ ... سِوَايَ وَلَا مِنْ نَكْبَةِ
الدَّهْرِ نَاصِرُ
فَرَّجْتُ بِمَالِي هَمَّهُ فِي مَكَانِهِ ... فَزَايَلَهُ الْهَمُّ الدَّخِيلُ
الْمُخَامِرُ
وَزَادَ غَيْرُهُ
وَكَانَ لَهُ مَنٌّ عَلَيَّ بِظَنِّهِ ... بِيَ الْخَيْرَ أَنِّي لِلَّذِي ظن شاكر
(1/99)
121 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ بَاهِلَةَ قَالَ كَانَ مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ إِذَا كَثُرَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ الْحَوَائِجِ وَخَافَ أَنْ يَضْجَرَ قَالَ لِآذِنِهِ ائْذَنْ لِجُلَسَائِي [ص:100] فَيَأْذَنُ لَهُمْ فَيَفْتَنُّ وَيَفْتَنُّونَ فِي مَحَاسِنِ النَّاسِ ومروءاتهم فَيَطْرَبُ لَهَا وَيَهْتَاجُ عَلَيْهَا وَيُصِيبُهُ مَا يُصِيبُ صَاحَبِ الشَّرَابِ فَيَقُولُ لِحَاجِبِهِ ائْذَنْ لِأَصْحَابِ الْحَوَائِجِ فَلَا يَبْقَى أَحَدٌ إِلَّا قُضِيَتْ حَاجَتُهُ.
(1/99)
122 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِي [جَعْفَرٍ] قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ فَسَأَلَهُ أَنْ يَذْهَبَ مَعَهُ فِي حَاجَةٍ فَقَالَ إِنِّي مُعْتَكِفٌ فَأَتَى الْحَسَنَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ الْحَسَنُ لَوْ مَشَى مَعَكَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُ مِنَ اعْتِكَافِهِ وَاللَّهِ لَأَنْ أَمْشِي مَعَكَ فِي حَاجَتِكَ أَحَبُّ إِلَيَّ من اعتكاف شهر.
(1/100)
123 - حَدَّثَنَا عبد الله قال
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنِي
رَجُلٌ مِنْ تَمِيمٍ قَالَ [ص:101] أَتَى الْعُرْيَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ
النَّخْعِيُّ عَتَّابَ بْنَ وَرْقَاءَ وَهُوَ عَلَى أَصْبَهَانَ فَقَالَ
إِنَّا أَتَيْنَاكَ لَا مِنْ حَاجَةٍ عَرَضَتْ ... وَلَا قُرُوضٍ تُجَازِيهَا
وَلَا نِعَمِ
أَلَا تَخَيَّرْ عُمَّالَ الْعِرَاقِ وَإِنْ قِيلَ ... ابْنُ وَرْقَاءَ غَيْثٌ
صَائِبُ الدِّيَمِ
فَإِنْ تَجُدْ فَهْوَ شَيْءٌ كُنْتَ تَفْعَلُهُ ... وَإِنْ تَكُنْ عِلَّةٌ
نَرْجِعْ وَلَمْ نَلُمِ
فأعطاه مئة ألف درهم.
(1/100)
124 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ السُّلَمِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زَيَّانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيِّ قَالَ قَالَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ لِبَنِيهِ إِنَّكُمْ قَدْ شَرُفْتُمْ وَمَنْ إِنْ تُطْلَبْ إِلَيْكُمُ الْحَوَائِجُ فَمَنْ يَضْمَنْ حَاجَةَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ فَلْيَطْلُبْهَا بِأَمَانَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
(1/101)
125 - حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيِّ قَالَ قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ مَا رَدَدْتُ أَحَدًا عَنْ حَاجَةٍ أَقْدِرُ عَلَى قَضَائِهَا وَلَوْ كَانَ فِيهَا ذَهَابُ مالي.
(1/102)
126 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ قَالَ سَمِعْتُ الْخَلِيلَ بْنَ أَحْمَدَ يُحَدِّثُ أَنَّ طَلْحَةَ الطَّلْحَاتِ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ مَا بَاتَ لِرَجُلٍ عَلَيَّ مَوْعُودٌ فَتَمَلْمَلَ فِي لَيْلِهِ لِيَغْدُوَ بِالظَّفَرِ بِحَاجَتِهِ أَشَدُّ مِنْ تَمَلْمُلِي بِالْخُرُوجِ إِلَيْهِ مِنْ عِدَتِهِ تَخَوُّفًا لِعَارِضِ خُلْفٍ إِنَّ الْخُلْفَ لَيْسَ مِنْ خلق الكريم.
(1/102)
127 - حَدَّثَنَا عبد الله قال
حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي مُعَاذٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى
بْنِ عَلِيٍّ الْكِنَانِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ حُسَيْنِ بْنِ
زَيْدٍ [ص:103] كَانَ أَبِي يُغَلِّسُ بِصَلَاةِ الْفَجْرِ فَأَتَاهُ مُصْعَبُ
بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مُصْعَبٍ يَوْمًا حِينَ انْصَرَفَ مِنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ وَهُوَ يُرِيدُ
الرُّكُوبَ إِلَى مَالِهِ بِالْغَابَةِ فَقَالَ اسْمَعْ مِنِّي شِعْرًا قَالَ
لَيْسَتْ هَذِهِ سَاعَةَ ذَاكَ أهذه ساعة شعر قال بقرابتك مِنْ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم إلا سمعته فَأَنْشَدَهُ لِنَفْسِهِ
يَا ابْنَ بِنْتِ النَّبِيِّ وَابْنَ عَلِيٍّ ... أَنْتَ أَنْتَ الْمُجِيرُ مِنْ
ذَا الزَّمَانِ
مِنْ زَمَانٍ أَلَحَّ لَيْسَ بِنَاجٍ ... مِنْهُ مَنْ لَمْ يُجِرْهُمُ
الْخَافِقَانِ
مِنْ دُيُونٍ حَفَزْنَنَا مُعْضِلَاتٍ ... مِنْ يَدِ الشَّيْخِ مِنْ بَنِي
ثَوْبَانِ
فِي صِكَاكٍ مُكْتَبَاتٍ عَلَيْنَا ... بِمِئَيْنِ إِذَا عُدِدْنَ ثَمَانِ
بِأَبِي أَنْتَ إِنْ أُخِذْنَ وَأُمِّي ... ضَاقَ عَيْشُ النِّسْوَانِ
وَالصِّبْيَانِ
قَالَ فَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ ثَوْبَانَ فَسَأَلَهُ فَقَالَ عَلَى الشَّيْخِ
سبعمئة وَعَلَى ابْنِهِ مِائَةٌ فَقَضَاهَا عَنْهُمَا وأعطاهما مئتي دينار سوى
ذلك.
(1/102)
128 - حَدَّثَنَا عبد الله قال
وَأَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي مُعَاذٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو غَسَّانَ
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْكِنَانِيُّ قَالَ قَدِمَ ابْنُ سَلْمٍ الشَّاعِرُ
وَهُوَ يَزْعُمُ أَنَّهُ مُوَلَّى لِآلِ طَلْحَةَ بْنِ عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ
اللَّهِ عَلَى حَرْبِ بْنِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ
يَمْتَدِحُهُ
فَلَمَّا دُفِعْتُ لِأَبْوَابِهِمْ وَلَاقَيْتُ حَرْبًا لَقِيتُ النَّجَاحَا
وَجَدْنَاهُ يَخْبِطُهُ السَّائِلُونَ وَيَأْبَى عَلَى الْعُسْرِ إِلَّا سَمَاحَا
يُزَارُونَ حَتَّى نَرَى كَلْبَهُمْ يَهَابُ الْهَرِيرَ وَيَنْسَى النُّبَاحَا
قَالَ ابْنُ سَلْمٍ [فَأَرْسَلَ] إِلَيَّ بِرِزْمَةِ ثِيَابٍ وَبِكِيسٍ فَوَضَعَ
رَسُولُهُ الرِّزْمَةَ وَعَذَرَهُ بِقِلَّةِ [مَا] أَرْسَلَ فَقَالَ إِنِّي
لَأَسْتَحِي مِنْكَ أَنْ أُعْلِمَكَ بِمَا بُعِثْتُ بِهِ فَإِذَا نَهَضْتَ
فَخُذْهُ مِنْ تَحْتِ فِرَاشِكَ ثُمَّ وَضَعَ تَحْتَ فِرَاشِهِ أَلْفَ دِينَارٍ.
(1/104)
باب في شكر الصنيعة
129 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى قَالَ
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطِيَّةَ عَنِ
أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مَنْ لَا يَشْكُرِ النَّاسَ لا يشكر الله.
(1/105)
130 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُسْتَمِرِّ النَّاجِي قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ لَا يَشْكُرِ النَّاسَ لَا يَشْكُرِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ.
(1/106)
131 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ الْعَامِرِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَدِيٍّ الْكِنْدِيِّ عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص:107] مَنْ لَا يَشْكُرِ النَّاسَ لَا يَشْكُرِ الله.
(1/106)
132 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَصِّيصِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ
إِسْحَاقُ بْنُ الْفُرَاتِ التَّجِيبِيُّ تَجِيبُ كِنْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو
الْهَيْثَمِ الْعَبْدِيُّ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي
حَدْرَدِ أَوِ ابْنِ [أَبِي] حَدْرَدٍ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ
فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَرَدْتُ [ص:108]
الْحَجَّ فَلَمَّا أَتَيْتُ [مَكَّةَ] قُلْتُ اللَّهُمَّ قَيِّضْ لِي رَجُلًا مِنْ
أَصْحَابِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ نَبِيُّكَ عَلَيْهِ
السَّلَامُ يُحِبُّهُ وَكَانَ يُحِبُّ نَبِيَّكَ فَإِذَا أَنَا بِغُلَامٍ أَسْوَدَ
عَلَى حِمَارٍ يَقُودُ نَاقَةً خَلْفَهَا شَيْخٌ عَلَى حِمَارِهِ فَقُلْتُ
لِلْأَسْوَدِ يَا غُلَامُ مَنْ هَذَا الشَّيْخُ فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ
الْأَنْصَارِيُّ صَاحِبُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَرَافَقْتُ خَيْرَ رَفِيقٍ وَنَازَلْتُ خَيْرَ نَزِيلٍ فَتَذَاكَرْنَا يَوْمًا
فِي مَسِيرِنَا الشُّكْرَ وَالْمَعْرُوفَ فَقَالَ مُحَمَّدُ كُنَّا يَوْمًا عِنْدَ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِحَسَّانِ بْنِ
ثَابِتٍ يَا حَسَّانُ أَنْشِدْنِي قَصِيدَةً مِنْ شِعْرِ الْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّ
اللَّهَ قَدْ وَضَعَ عَنَّا آثَامَهُمَا فِي شِعْرِهَا وَرِوَايَتِهَا
فَأَنْشَدَهُ قَصِيدَةَ الْأَعْشَى هَجَا بِهَا عَلْقَمَةَ بْنَ عُلَاثَةَ
عَلْقَمُ مَا أَنْتَ إِلَى عَامِرِ ... النَّاقِضِ الْأَوْتَارِ وَالْوَاتِرِ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا حَسَّانُ لَا
تَعُدْ تُنْشِدْنِي هَذِهِ الْقَصِيدَةَ بَعْدَ مَجْلِسِي فَقَالَ يَا رَسُولَ
اللَّهِ تَنْهَانِي عَنْ رَجُلٍ مُشْرِكٍ مُقِيمٍ عِنْدَ قَيْصَرَ [ص:109] فَقَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا حَسَّانُ أَشْكَرُ النَّاسِ
لِلنَّاسِ أَشْكَرُهُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَإِنَّ قَيْصَرَ سَأَلَ أَبَا
سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ عَنِّي فَتَنَاوَلَ مِنِّي مَقَالًا وَسَأَلَ هَذَا عَنِّي
فَأَحْسَنَ الْقَوْلَ فَشَكَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ على ذاك.
(1/107)
133 - حَدَّثَنَا عبد الله قال
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعَجْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ
عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا السَّائِبُ بْنُ عُمَرَ الْمَخْزُومِيُّ
قَالَ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ صَيْفِيِّ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ زُلِّفَتْ إِلَيْهِ يَدٌ فَإِنَّ عَلَيْهِ مِنَ
الْحَقِّ أَنْ يَجْزِيَ بِهَا فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ فَلْيُظْهِرِ الثَّنَاءَ
فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ فَقَدْ كَفَرَ النِّعْمَةَ [ص:110] ثُمَّ قَالَ يَحْيَى
أَمَا سَمِعْتَ مَا قَالَ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ
ارْفَعْ ضَعِيفَكَ لَا يَحِرْ بِكَ ضَعْفُهُ ... يَوْمًا فَتُدْرِكْهُ الْعَوَاقِبُ
قَدْ نَمَا
يَجْزِيكَ أَوْ يُثْنِي عَلَيْكَ وَإِنَّ مَنْ ... أَثْنَى عَلَيْكَ بِمَا
فَعَلْتَ فَقَدْ جَزَى.
(1/109)
134 - حَدَّثَنَا عبد الله قال
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ
التَّيْمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا شَيْخٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَائِشَةَ أَنْشِدِينِي قَوْلَ ابْنِ غَرِيضٍ
الْيَهُودِيِّ
فَقَالَتْ
إِنَّ الْكَرِيمَ إِذَا أَرَدْتَ وِصَالَهُ ... لَمْ يَلْفَ حَبْلِي وَاهِيًا
رَثَّ الْقُوَى
أَرْعَى أَمَانَتَهُ وَأَحْفَظُ غَيْبَهُ ... جَهْدِي فَيَأْتِي بَعْدَ ذَلِكَ مَا
أَبَى
ارْفَعْ ضَعِيفَكَ لَا يَحِرْ بِكَ ضَعْفُهُ ... يَوْمًا فَتُدْرِكْهُ
الْعَوَاقِبُ قَدْ نَمَا
يَجْزِيكَ أَوْ يُثْنِي عَلَيْكَ وَإِنَّ مَنْ ... أَثْنَى عَلَيْكَ بِمَا
فَعَلْتَ فَقَدْ جَزَى
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَكَذَا قَالَ جِبْرَائِيلُ
عَلَيْهِ السَّلَامُ مَنْ صُنِعَتْ إِلَيْهِ يَدٌ فَكَتَمَهَا فَقَدْ كفرها [و] من
ذكرها فقد شكرها.
(1/110)
135 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُسْتَمِرِّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عِيسَى الْوَاسِطِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا الْغَسَّانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ سَعِيدٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ كَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ عَلَى قَتَادَةَ بْنِ مُبَشِّرِ بْنِ أبي المليح عن أبيه أبي الْمُلَيْحَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ لَا يَشْكُرِ النَّاسَ لَا يَشْكُرِ اللَّهَ عز وجل.
(1/111)
136 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمِنْقَرِيُّ السَّعْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مُلَيْحٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ لَا يَشْكُرِ النَّاسَ لَا يَشْكُرِ اللَّهَ وَمَنْ لَا يَشْكُرِ الْقَلِيلَ لَا يَشْكُرِ الْكَثِيرَ.
(1/112)
137 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رِزْمَةَ [ص:113] قَالَ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ قَالَ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أُولِيَ مَعْرُوفًا فَلْيُكَافِئْ بِهِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَلْيَذْكُرْهُ فَإِذَا ذَكَرَهُ فَقَدْ شَكَرَهُ.
(1/112)
138 - حَدَّثَنَا عبد الله قال
حَدَّثَنَا أَبِي وَالْعَبَّاسُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ
حَدَّثَنِي أَبُو نَصْرٍ مَالِكُ بْنُ نَصْرٍ الدَّالَانِيُّ قَالَ سَمِعْتُ
أَعْشَى هَمَدَانَ الشَّاعِرَ يُحَدِّثُ وَقَالَ أَبِي سَمِعْتُ رَجُلًا مِنَّا
يُحَدِّثُ قَالَ خَرَجَ مَالِكُ بْنُ حَرِيمٍ الْهَمْدَانِيُّ الشَّاعِرُ فِي
الْجَاهِلِيَّةِ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ قَوْمِهِ يُرِيدُونَ عُكَاظًا فَاصْطَادُوا
ظَبْيًا فِي طَرِيقِهِمْ وَقَدْ أَصَابَهُمْ عَطَشٌ [ص:114] شَدِيدٌ فَانْتَهَوْا
إِلَى مَكَانٍ يُقَالُ لَهُ أُجَيْرَةُ فَجَعَلُوا يَفْصِدُونَ دَمَ الظَّبْيِ
وَيَشْرَبُونَهُ مِنَ الْعَطَشِ حَتَّى إِذَا نَفِدَ ذَبَحُوهُ ثُمَّ تَفَرَّقُوا
فِي طَلَبِ الْحَطَبِ وَنَامَ مَالِكُ بْنُ حَرِيمٍ فِي الْخِبَاءِ وَأَثَارَ
أَصْحَابُهُ شُجَاعًا فَانْسَابَ حَتَّى دَخَلَ خِبَاءَ مَالِكٍ فَأَقْبَلُوا
وَقَالُوا يَا مَالِكُ عِنْدَكَ الشُّجَاعُ فَاقْتُلْهُ فَاسْتَيْقَظَ مَالِكٌ
فَقَالَ أَقْسَمْتُ عَلَيْكُمْ لَمَا كَفَفْتُمْ عَنْهُ فَكَفُّوا وَانْسَابَ
الْأَسْوَدُ فَذَهَبَ وَأَنْشَأَ مَالِكٌ يَقُولُ
وَأَوْصَانِي الْحَرِيمُ بِعِزِّ جَارِي ... وَأَمْنَعُهُ وَلَيْسَ بِهِ
امْتِنَاعُ
وَأَدْفَعُ ضَيْمَهُ وَأَذُودُ عَنْهُ ... وَأَمْنَعُهُ إِذَا مُنِعَ الْمَتَاعُ
فَذَلِكُمُ إِلَيَّ عَنْهُ تَنَحُّوا ... لِشَيْءٍ مَا اسْتَجَارَ بِيَ الشُّجَاعُ
وَلَا تَتَحَمَّلُوا دَمَ مُسْتَجِيرٍ ... تَضَمَّنَهُ أُجَيْرَةُ فَالتِّلَاعُ
فَإِنَّ لِمَا تَرَوْنَ عَنِّي أَمْرٌ ... لَهُ مِنْ دُونِ أَعْيُنِكُمْ قِنَاعُ
ثُمَّ ارْتَحَلُوا وَقَدْ أَجْهَدَهُمُ الْعَطَشُ فَإِذَا هَاتِفٌ يَهْتِفُ بِهِمْ
وَهُوَ يَقُولُ
يَا أَيُّهَا الْقَوْمُ لَا مَاءٌ أَمَامَكُمُ ... حَتَّى تَسُومُوا الْمَطَايَا
يَوْمَهَا التَّعَبَا
ثُمَّ اعْدِلُوا شَامَةً بِالْمَاءِ عَنْ كَثَبٍ ... عَيْنٌ رُوَاءٌ وَمَاءٌ
يُذْهِبُ اللَّغَبَا
حَتَّى إِذَا مَا أَصَبْتُمْ مِنْهُ ريكم ... فاسقوا المطايا ومنه فاملأوا
الْقِرَبَا
قَالَ فَعَدَلُوا شَأْمَةً فَإِذَا هُمْ بِعَيْنٍ خَرَّارَةٍ فَشَرِبُوا وَسَقَوْا
إِبِلَهُمْ وَحَمَلُوا مِنْهُ رِيَّهُمْ ثُمَّ أَتَوْا [سُوقَ] عُكَاظٍ ثُمَّ
انْصَرَفُوا فَانْتَهَوْا إِلَى مَوْضِعِ الْعَيْنِ فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا
وَإِذَا هَاتِفٌ يَهْتِفُ
[ص:115]
يَا مَالُ عَنِّي جَزَاكَ اللَّهُ صَالِحَةً ... هَذَا وَدَاعٌ لَكُمْ مِنِّي
وتسليم
لا تزدهن فِي اصْطِنَاعِ الْعُرْفِ مِنْ أَحَدٍ ... إِنَّ الَّذِي يُحْرَمُ
الْمَعْرُوفَ مَحْرُومُ
أَنَا الشُّجَاعُ الَّذِي أَنْجَيْتَ مِنْ رَهَقٍ ... شَكَرْتُ ذَلِكَ إِنَّ
الشُّكْرَ مَقْسُومُ
مَنْ يَفْعَلِ الْخَيْرَ لَا يُعْدَمْ مَغَبَّتَهُ ... مَا عَاشَ وَالْكُفْرُ بعد
الغب مذموم.
(1/113)
139 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الْحَكَمِ النَّصْرِيِّ قَالَ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْدِلُنِي فِي الصَّلَاةِ فَأَشْكُرُهَا له.
(1/115)
140 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْفَضْلِ مَوْلَى بَنِي زُهْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَمَّ أَبِيكَ يَقُولُ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَلْقَانِي بِالصُّحْبَةِ الْحَسَنَةِ فَأَرَى أَنِّي سأموت قبل أن أكافئه.
(1/115)
141 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نُوحٍ قَالَ قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ الْأَسْوَدُ [ص:116] إِنَّ الرَّجُلَ لَيَلْقَانِي بِمَا أُحِبُّ فَلَوْ حَلَّ لِيَ أَنْ أَسْجُدَ لَهُ لفعلت.
(1/115)
142 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ عَنْ هِزَّانَ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ قَالَ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ إِنَّ الْكَرِيمَ لَيَشْكُرُ حتى اللحظة.
(1/116)
143 - حَدَّثَنَا عبد الله قال
أَنْشَدَنِي ابْنُ عَائِشَةَ
سَأَشْكُرُ عَمْرًا إِنْ تَرَاخَتْ مَنِيَّتِي ... فَوَائِدَ لَمْ تُمْنَنْ وَإِنْ
هِيَ جَلَّتِ
فَتًى غَيْرُ مَحْجُوبِ الْغِنَى عَنْ صَدِيقِهِ ... وَلَا يُظْهِرُ الشَّكْوَى
إِذَا النَّعْلُ زَلَّتِ
رَأَى خَلَّةً مِنْ حَيْثُ يَخْفَى مَكَانُهَا ... فَكَانَتْ قَذَى عَيْنَيْهِ حتى
تجلت.
(1/116)
144 - حَدَّثَنَا عبد الله قال
وَأَنْشَدَنِي أَبُو زَكَرِيَّا الْخَثْعَمِيُّ
بَدَا حِينَ أَثْرَى بِإِخْوَانِهِ ... فَفَلَّلَ عَنْهُمْ شَبَاةَ الْعَدَمْ
وَخَوَّفَهُ الْحَزْمُ صَرْفَ الزَّمَانِ ... فَبَادَرَ بِالْعُرْفِ قَبْلَ
النَّدَمْ
(1/116)
145 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ قَالَ قَالَ مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَسْقِينِي الشَّرْبَةَ مِنَ الْمَاءِ فَكَأَنَّمَا يَكْسِرُ بِهَا ضلعا من أضلاعي.
(1/117)
146 - حَدَّثَنَا عبد الله قال
حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو نَصْرٍ
الْعَامِلِيُّ قَالَ كَانَ يُقَالُ زَكَاةُ النِّعَمِ
اتخاذ الصنائع والمعروف.
(1/117)
147 - حَدَّثَنَا عبد الله قال
وَأَنْشَدَنِي الْحُسَيْنُ
وَإِذَا ادَّخَرْتَ صَنِيعَةً تَبْغِي بِهَا ... شُكْرًا فَعِنْدَ ذَوِي المكارم
فادخر
وذا افْتَقَرْتَ فَكُنْ لِعِرْضِكَ صَائِنًا ... وَعَلَى الخصاصة بالقناعة فاستتر
(1/117)
148 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ العجلي قال سأل ابْنَ شُبْرُمَةَ حَوَائِجَ فَقَضَاهَا ثُمَّ سَأَلَهُ حَاجَةً فَتَعَذَّرَتْ [ص:118] عَلَيْهِ فَلَامَهُ فَقَالَ حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ وَاللَّهِ إِنَّ رَجُلًا مَنَعَهُ شُكْرًا كَثِيرًا أُولِيهِ قَلِيلٌ مُنِعَهُ لَقَلِيلُ الشُّكْرِ فَقَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ هَذَا وَاللَّهِ رَجُلُ أَهْلِ الْكُوفَةِ بَعْدَ قَلِيلٍ.
(1/117)
149 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ قَالَ كَانَ يُقَالُ مَنْ لَمْ يَشْكُرْ صَاحِبَهُ عَلَى حُسْنِ النِّيَّةِ لَمْ يَشْكُرْ عَلَى حُسْنِ الصنيعة.
(1/118)
150 - حَدَّثَنَا عبد الله قال
وَأَنْشَدَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
لَوْ كُنْتُ أَعْرِفُ فَوْقَ الشُّكْرِ مَنْزِلَةً ... أَعْلَى مِنَ الشُّكْرِ
عِنْدَ اللَّهِ فِي الثَّمَنِ
إِذًا مَنَحْتُكَهَا مِنِّي مُهَذَّبَةً ... حَذْوِي عَلَى حَذْوِ مَا أَوْلَيْتَ
مِنْ حَسَنِ
(1/118)
151 - حَدَّثَنَا عبد الله قال
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قال أنشدني جبلة بْنُ يَزِيدَ
بْنِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ
طَلَبْتَ ابْتِغَاءَ الشُّكْرِ فِيمَا فَعَلْتَ بِي ... فَقَصَّرْتُ مَغْلُوبًا
وَإِنِّي لَشَاكِرُ
[ص:119]
لَقَدْ كُنْتَ تُعْطِينِي الْجَزِيلَ بَدِيهَةً ... وَأَنْتَ لِمَا اسْتَكْثَرْتُ
مِنْ ذَلِكَ حَاقِرُ
فَأَرْجِعُ مَغْبُوطًا وَتَرْجِعُ بِالَّتِي ... لَهَا أَوَّلٌ فِي الْمَكْرُمَاتِ
وآخر
(1/118)
152 - حَدَّثَنَا عبد الله قال
حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيُّ لِلْمَهْدِيِّ
إِنِّي عَقَدْتُ زِمَامَ حَبْلِيَ مُعْصَمًا ... بِحِبَالِ وُدِّكَ عُقْدَةِ
الْمُتَخَيِّرِ
فَأَخَذْتُ مِنْكَ بِذِمَّةٍ مَحْفُوظَةٍ ... مَنْ فَازَ مِنْكَ بِمِثْلِهَا لَمْ
يُخْفَرِ
وَأَرَاكَ تَصْطَنِعُ الرِّجَالَ وَلَمْ أَكُنْ ... دُونَ امْرِئٍ قَدَّمْتَهُ
بِمُؤَخَّرِ
هَلْ أَنْتَ مُصْطَنِعِي لِنَفْسِكَ جُنَّةً ... وَعَلَيَّ عَهْدُ اللَّهِ إِنْ لم
أشكر
(1/119)
153 - حَدَّثَنَا عبد الله قال
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ حَدَّثَنَا يُونُسَ بْنُ
بُكَيْرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ .. .. ... .. ... .. ... .. ...
.. ... .. ... .. ... .. ... .. ... .. ... .. ... .. .. [ص:120] لِعَبْدِ اللَّهِ
بْنِ الرَّبِيعِ الْحَارِثِيِّ إني وإياك لكمجير أُمِّ عَامِرٍ قَالَ يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ وَمَا مُجِيرُ أُمِّ عَامِرٍ قَالَ خَرَجَ قَوْمٌ يَطْلُبُونَ
الصَّيْدَ فلم يجدوا إلا الضبع فألجأوها إِلَى خَيْمَةِ أَعْرَابِيٍّ
فَأَرَادُوهَا فَنَادَى يَا آلَ بَيْتِ فُلَانٍ فَذَهَبُوا وَتَرَكُوهَا
فَأَقْبَلَ يَغْذُوهَا بِاللَّحْمِ وَاللَّبَنِ حَتَّى أَسْمَنَهَا فَخَرَجَ
لِحَاجَتِهِ وَتَرَكَ أَخَاهُ إِلَى جَانِبِ الْخَيْمَةِ مَرِيضًا فَرَجَعَ
فَوَجَدَ الضَّبْعَ قَدْ ذَهَبَ وَوَجَدَ أَخَاهُ مُقَطَّعًا فَأَنْشَأَ يَقُولُ
وَمَنْ يَصْنَعِ الْمَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ ... يُلَاقِي الَّذِي لَاقَى
مُجِيرُ امِّ عَامِرٍ
أَذَمَّ لَهَا حِينَ اسْتَجَارَتْ بِرَحْلِهِ ... لِتَأْمَنَ أَلْبَانَ اللِّقَاحِ
الدَّرَائِرِ
وَأَسْمَنَهَا حَتَّى إِذَا مَا تَكَامَلَتْ ... فَرَتْهُ بِأَنْيَابٍ لَهَا
وَأَظَافِرِ
فَقُلْ لِذَوِي الْمَعْرُوفِ هَذَا جَزَاءُ مَنْ ... أَرَادَ يَدَ الْمَعْرُوفِ
مِنْ غَيْرِ شَاكِرِ
وَالْبَيْتُ الْأَخِيرُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ قَالَ فَسَمِعْتُ أَبَا
يَحْيَى الْحَارِثِيَّ يَقُولُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَالِحٍ إِنَّمَا قَالَ
هَذَا أَبُو جَعْفَرٍ لِزِيَادِ بْنِ عبيد الله الحارثي.
(1/119)
154 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حدثني محمد بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلَامٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو حَارِثَةَ صَاحِبُ بَيْتِ الْمَالِ قَالَ اسْتَعْمَلَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمُفَضَّلَ بْنَ بِلَالِ بن مالك الغنوي على باروسما فَقَدِمَ حِينَ فَرَغَ مِنْ عَمَلِهِ فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ أَشْرَكْتُكَ فِي أَمَانَتِي فَخُنْتَنِي مَا مَثَلِي وَمَثَلُكَ إِلَّا مُجِيرُ أُمِّ عَامِرٍ قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا مُجِيرُ أُمِّ عَامِرٍ فَأَخْبَرَهُ الْقِصَّةَ فَقَالَ الْمُفَضَّلُ لَا وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا خُنْتُكَ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا وَلَا أَصَبْتُ إِلَّا هَذَا الْمِقْلَبَ قُلْتُ أَتَكَارَى بِهِ فَأَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي كَمَا خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ قَالَ هَلُمَّ نَحْنُ أَحَقُّ به منك.
(1/121)
155 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ الْأَدَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا زِيَادِ بْنِ أَبِي حَسَّانٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص:122] مَنْ أَغَاثَ مَلْهُوفًا غُفِرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ ثَلَاثًا وَسَبْعِينَ مَغْفِرَةً وَاحِدَةٌ مِنْهَا صَلَاحُ أَمْرِهِ وَدِينِهِ وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ دَرَجَاتٌ لَهُ فِي الْآخِرَةِ.
(1/121)
بَابُ مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا
156 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْخَطَّابِ زِيَادُ بْنُ
يَحْيَى الْبَصْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ سُعَيْرٍ عَنِ الْأَعْمَشِ
عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سَتَرَ عَلَى مُسْلِمٍ عَوْرَةً سَتَرَةُ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُسْلِمٍ يَسَّرَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ تَعَالَى
فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ
عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ وَمَنْ نَفَّسَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً
نَفَّسَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ
وَمَنْ أَقَالَ مُسْلِمًا أَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَثْرَتَهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ.
(1/123)
157 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشِ بْنِ عَجْلَانَ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ طَلَبَ غَرِيمًا لَهُ فَتَوَارَى عَنْهُ ثُمَّ وَجَدَهُ فَقَالَ إِنِّي مُعْسِرٌ قَالَ آللَّهِ قَالَ أَللَّهِ قَالَ أَبُو قَتَادَةَ سَمِعْتُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [يَقُولُ] مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنْجِيَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلْيُنْظِرْ مُعْسِرًا أو ليضع عنه.
(1/124)
158 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِي الْيُسْرِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُظِلَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي ظِلِّهِ فَلْيُنْظِرْ مُعْسِرًا أَوْ لِيَضَعْ عنه.
(1/125)
159 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ قَالَ [ص:127] حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ الْجَعْفِيُّ عَنْ زَائِدَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ رِبْعِيٍّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الْيُسْرِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ أَظَلَّهُ اللَّهُ عَزَّ وجل في ظله.
(1/126)
160 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص:128] مَنْ أَرَادَ أَنْ تُسْتَجَابَ دَعْوَتُهُ وَأَنْ تُكْشَفَ كُرْبَتُهُ فَلْيُفَرِّجْ عَنْ مُعْسِرٍ.
(1/127)
161 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّدَائِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ الْجَارُودِ قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَبِي الْمُتَّئِدِ خَالُ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا إِلَى مَيْسَرَةٍ أَنْظَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِذَنْبِهِ إِلَى توبته.
(1/128)
162 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا [ص:129] مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْأَسَدِيُّ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبَانٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ عَنْ أَبِيهِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وضع عنه أظله الله في ظله يوم [يوم لا] ظل إلى ظله.
(1/128)
163 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ بَعَثَ الْحَسَنُ مُحَمَّدَ بْنَ نُوحٍ وَحُمَيْدًا الطَّوِيلَ فِي حَاجَةٍ لِأَخِيهِ فَقَالَ مُرُوا ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ فَأَشْخِصُوا بِهِ مَعَكُمْ فَقَالَ لَهُمْ ثَابِتٌ إِنِّي مُعْتَكِفٌ فَرَجَعَ حُمَيْدٌ إِلَى الْحَسَنِ فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي قَالَ ثَابِتٌ [ص:130] فَقَالَ ارْجِعْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ يَا عُمَيْشُ أَمَا تَعْلَمُ أَنَّ مَشْيَكَ فِي حَاجَةِ أَخِيكَ الْمُسْلِمِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حَجَّةٍ بعد حجة.
(1/129)
164 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ مُطَرِّفٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ النُّمَيْرِيُّ عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَهُوَ مُلَازِمٌ غَرِيمًا لَهُ فَقَالَ مَنْ هَذَا يَا أُبَيُّ قَالَ هَذَا غَرِيمٌ لِي فَأَنَا مُلَازِمُهُ قَالَ فَأَحْسِنْ إِلَيْهِ ثُمَّ مَضَى لِشَأْنِهِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ فَقَالَ مَا فَعَلَ غَرِيمُكَ فَقَالَ وَمَا عَسَى أَنْ يَفْعَلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَقَدْ أَمَرْتَنِي بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ تَرَكْتُ ثُلُثًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَثُلُثًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَثُلُثًا لِمُسَاعَدَتِهِ إِيَّايَ عَلَى وَحْدَانِيَّةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى بدت نواجذه ثُمَّ قَالَ بِهَذَا أُمِرْنَا يَا أبي ثلاثا.
(1/130)
165 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْأَهْوَازِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ قَالَ حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ جَعُونَةَ السُّلَمِيُّ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ وَهُوَ يَقُولُ أَيُّكُمْ يَسُرُّهُ أَنْ يَقِيَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ فِيحِ جَهَنَّمَ أَيُّكُمْ يَسُرُّهُ أَنْ يَقِيَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ فِيحِ جَهَنَّمَ ثَلَاثًا قَالُوا كُلُّنَا يَا رَسُولَ الله يسره قَالَ مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ وَقَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ فِيحِ جَهَنَّمَ.
(1/131)
166 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي تَمِيمَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ يَطْلُبُ رَجُلًا بِدَيْنٍ فَاخْتَفَى مِنْهُ فَقَالَ مَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ قَالَ الْعُسْرُ فَاسْتَحْلَفَهُ عَلَى ذَلِكَ فَحَلَفَ فَدَعَا بِصَكِّهِ فَأَعْطَاهُ وَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ أَنْسَأَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ أَنْجَاهُ اللَّهُ مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
(1/132)
167 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي حَاتِمٍ [ص:133] قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَانِئٍ الطَّائِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ مَا نَظَرَ إِلَيَّ رَجُلٌ قَطُّ فَتَأَمَّلَنِي فَاشْتَدَّ تَأَمُّلُهُ إِيَّايَ إِلَّا سَأَلْتُهُ عَنْ حَاجَتِهِ ثُمَّ أَتَيْتُ مِنْ وَرَائِهَا فَإِذَا تَعَارَّ مِنْ وَسَنِهِ مُسْتَطِيلًا لِلَيْلِهِ مُسْتَبْطِئًا لِصُبْحِهِ مُتَرَاقِبًا لِلِقَائِي ثُمَّ غَدَا إِلَيَّ أَنَا تَجِارَتُهُ فِي نَفْسِهِ وَغَدَا التُّجَّارُ إِلَى تِجَارَاتِهِمْ أَلَا يَرْجِعُ مِنْ غُدُوِّهِ فَأَرْبَحَ مِنْ تَجْرِهِ عَجَبٌ لِمُؤْمِنٍ مُوقِنٍ يُوقِنُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وجل يرزقه ويوقن أنا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُخْلِفُ عَلَيْهِ كَيْفَ يَحْبِسُ مَالًا عَنْ عَظِيمِ أجر أو حسن سماع.
(1/132)
168 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى قَالَ حُبُّ الْمَدِينَةِ شِعَارٌ الْجُودُ الطَّلَاقَةُ عِنْدَ السُّؤَالِ وَخَيْرُ الرِّجَالِ مَا وَقَى مَاءَ وَجْهِهِ.
(1/133)
169 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ عَنْ خُزَيْمَةَ أَبِي مُحَمَّدٍ الْعَابِدِ قَالَ أَتَى جَعْفَرٌ الْأَحْمَرُ يَحْيَى بْنَ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ يَسْتَقْرِضُ مِنْهُ ثَلَاثِينَ دِينَارًا فَقَالَ يَا أَخِي لِمَ أَرَدْتَ أَنْ تُذِلَّ نَفْسَكَ بِمَجِيئِكَ إِلَيَّ أَلَا كَتَبْتَ إِلَيَّ بِرُقْعَةٍ حَتَّى أَبْعَثَ بِهَا إِلَيْكَ [ص:134] فَلَمَّا حَضَرَ جَعْفَرٌ قِيلَ لِيَحْيَى حَلِّلْهُ مِنْهَا قَالَ وَمَا دَفَعْتُهَا إِلَيْهِ وَأَنَا أريد أخذها منه.
(1/133)
170 - حَدَّثَنَا عبد الله قال
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ دَخَلَ زِيَادٌ الْأَعْجَمُ
عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ فَأَنْشَدَهُ
أَخٌ لَكَ لَا تَرَاهُ الدَّهْرَ إِلَّا ... عَلَى الْعِلَّاتِ بَسَّامًا جَوَادًا
أَخٌ لَكَ مَا مَوَدَّتُهُ بِمَذْقٍ ... إِذَا مَا عَادَ فَقْرُ أَخِيهِ عَادَا
سَأَلْنَاهُ الْجَزِيلَ فَمَا تَلَكَّا ... فَأَعْطَى فَوْقَ مُنْيَتِنَا وَزَادَا
وَأَحْسَنَ ثُمَّ أَحْسَنَ ثُمَّ عُدْنَا ... فَأَحْسَنَ ثُمَّ عُدْتُ لَهُ
فَعَادَا
مِرَارًا لَا أَعُودُ إِلَيْهِ إِلَّا ... تَبَسَّمَ ضَاحِكًا وَثَنَّى
الْوِسَادَا
(1/134)
171 - حَدَّثَنَا عبد الله قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَاهِلِيُّ عَنْ عَمِّهِ قَالَ قَالَ سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ [ص:135] لَا تُنْزِلْ حَاجَتَكَ بِكَذَّابٍ فَإِنَّهُ يُبَعِّدُهَا وَهِيَ قَرِيبَةٌ وَيُقَرِّبُهَا وَهِيَ بَعِيدَةٌ وَلَا رَجُلَ لَهُ عِنْدَ قَوْمٍ أَكْلٌ فَإِنَّهُ يَجْعَلُ حَاجَتَكَ وَقَاءً لِحَاجَتِهِ وَلَا إِلَى أَحْمَقٍ فَإِنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَنْفَعَكَ فَيَضُرَّكَ.
(1/134)
172 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا عَمَّارٌ أَبُو الْيَقْظَانِ ابْنُ أُخْتِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ قَالَ أَنْ تُدْخِلَ عَلَى أَخِيكَ الْمُسْلِمِ سُرُورًا أَوْ تَقْضِيَ عَنْهُ دَيْنًا أَوْ تُطْعِمَهُ خُبْزًا.
(1/135)
173 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ الْبَلْخِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا فِي الدُّنْيَا سَتَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَنْ [ص:137] نَجَّى مَكْرُوبًا فَكَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي حَاجَتِهِ.
(1/136)
174 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ أَخْبَرَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ سَتَرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ نَفَّسَ عَنْ أَخِيهِ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عون أخيه.
(1/137)
175 - [حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّيْبَانِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَفَّانَ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُجِيبٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رَفَعَهُ] قَالَ: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ أَدْخَلَ عَلَى مُؤْمِنٍ سُرُورًا إِلَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ ذَلِكَ السُّرُورِ مَلَكًا يَعْبُدُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَيَحْمَدُهُ وَيُوَحِّدُهُ فَإِذَا صَارَ الْمُؤْمِنُ فِي لَحْدِهِ أَتَاهُ السُّرُورُ الَّذِي أَدْخَلَهُ عَلَيْهِ فَيَقُولُ لَهُ أَمَا تَعْرِفُنِي فَيَقُولُ مَنْ أَنْتَ فَيَقُولُ أَنَا السُّرُورُ الَّذِي أَدْخَلْتَنِي عَلَى فُلَانٍ أَنَا الْيَوْمَ أُؤْنِسُ وَحْشَتَكَ وَأُلَقِّنُكَ حُجَّتَكَ وَأُثَبِّتُكَ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ وَأَشْهَدُ بِكَ مَشْهَدَ الْقِيَامَةِ وَأَشْفَعُ لَكَ مِنْ رَبِّكَ عَزَّ وَجَلَّ وَأُرِيكَ منزلك من الجنة.
(1/138)
176 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَزْدِيُّ [ص:139] قَالَ حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ بَشِيرٍ أَبُو بِشْرٍ الْحَذَّاءُ الْعَنَزِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا خَازِمُ بْنُ مَرْوَانَ الْعَبْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَهْلَ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الْآخِرَةِ وَأَهْلُ الْمُنْكَرِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ الْمُنْكَرِ فِي الْآخِرَةِ وَإِنَّ اللَّهَ لَيَبْعَثُ أَهْلَ الْمَعْرُوفِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صُورَةِ الرَّجُلِ الْمُسَافِرِ فَيَأْتِي صَاحِبَهُ إِذَا انْشَقَّ عَنْهُ قَبْرُهُ فَيَمْسَحُ عَنْ وَجْهِهِ التُّرَابَ وَيَقُولُ أَبْشِرْ يَا وَلِيَّ اللَّهِ بِأَمَانِ اللَّهِ وَكَرَامَتِهِ وَلَا يَهُولَنَّكَ مَا تَرَى مِنْ أَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا يَزَالُ يَقُولُ لَهُ احْذَرْ هَذَا وَاتَّقِ هَذَا فَيُسَكِّنُ بِذَلِكَ رَوْعَهُ حَتَّى يُجَاوِزَ بِهِ الصِّرَاطَ فَإِذَا جَاوَزَ الصِّرَاطَ عَدَلَ وَلِيَّ اللَّهِ إِلَى مَنَازِلِهِ فِي الْجَنَّةِ ثُمَّ يَنْثَنِي عَنْهُ الْمَعْرُوفُ فَيَتَعَلَّقُ بِهِ فَيَقُولُ يَا عَبْدَ اللَّهِ مَنْ أَنْتَ خَذَلَنِي الْخَلَائِقُ فِي أَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ غَيْرُكَ فَمَنْ أَنْتَ فَيَقُولُ أَمَا تَعْرِفُنِي فَيَقُولُ لَا فَيَقُولُ أَنَا الْمَعْرُوفُ الَّذِي عَمِلْتَهُ فِي الدُّنْيَا بَعَثَنِي اللَّهُ خَلْقًا لِيُجَازِيَكَ بِهِ فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
(1/138)
177 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ سَمِعْتُ يَزِيدَ الرُّقَاشِيَّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُؤْمَرُ بِأَهْلِ النَّارِ فَيُصَفُّونَ فَيَمُرُّ بِهِمُ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ فَيَقُولُ لَهُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ يَا فُلَانُ اشْفَعْ لِي فَيَقُولُ مَنْ أَنْتَ فَيَقُولُ أَمَا تَعْرِفُنِي أَنَا الَّذِي اسْتَسْقَيْتَنِي مَاءً فَسَقَيْتُكَ قَالَ فَيَشْفَعُ لَهُ فَيُشَفَّعُ [فِيهِ وَيَقُولُ الرَّجُلُ] مِثْلَ ذَلِكَ فَيَقُولُ أَنَا الَّذِي استوهبتني فوهبت لك.
(1/140)
178 - حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدٌ .. . [قَالَ الْحَجَّاجُ لِابْنِ] الْقِرِّبَّةِ أَخْبِرْنِي عَنْ خَمْسَةِ أَشْيَاءَ ضَائِعَةٍ [فَقَالَ سِرَاجٌ يُوقَدُ فِي] الشَّمْسِ وَامْرَأَةٌ حَسْنَاءُ تُزَفُّ إِلَى أَعْمَى وَمَطَرٌ [جُودٌ فِي سَبَخَةٍ وَطَعَامٌ طَيِّبٌ يُهَيَّأُ] لِشَبْعَانَ وَصَنِيعَةٌ عِنْدَ مَنْ لَا يشكرها.
(1/141)
179 - [حَدَّثَنَا عبد الله قال:] حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ قِيلَ .. . فَقَالَ أَمَّا عِنْدَ الْمَوْتِ فَالْعَالِمُ الْمُفَرِّطُ وَأَمَّا فِي عَاجِلِ الدُّنْيَا فَالْمَعْرُوفُ عِنْدَ مَنْ لَا يَشْكُرُ لَهُ.
(1/141)
180 - أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ
الرَّحْمَنِ الْأَزْدِيُّ
[ص:142]
إِذَا وُضِعَ الْمَعْرُوفُ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ ... فَذَلِكَ مَعْرُوفٌ لَعَمْرُكَ
ضَائِعُ
تَوَاضَعْ يَزِدْكَ اللَّهُ عِزًّا وَرِفْعَةً ... ويكسبك من الصالحين التواضع
(1/141)
181 - حدثنا عبد الله قال قَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنِي بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ الْيَرْبُوعِيُّ
قَالَ سَمِعْتُ الْخَلِيلَ بْنَ أَحْمَدَ يَقُولُ قِيلَ لِبَعْضِ الْمُلُوكِ عَلَى
أَيِّ شَيْءٍ مَا مَضَى أَنْتَ أَنْدَمُ قَالَ عَلَى الِاجْتِهَادِ فِي رِضَا من
لا شكر له.
=
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق