الأحد، 26 يونيو 2022

كتاب فضائل رمضان لابن أبي الدنيا من مصدرين

 

كتاب : فضائل رمضان
المؤلف: أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس البغدادي الأموي القرشي المعروف بابن أبي الدنيا (المتوفى: 281هـ)

1 - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْأَمِينُ الثِّقَةُ الْأَصِيلُ عِزُّ الدِّينِ أَبُو عَبْدِ الرَّحِيمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ الْحَصْرِ بْنِ شِبْلٍ الْحَارِثِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ عَامَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ وَسِتِّمِائَةٍ ببُسْتَانِ السَّمْعِ بَأَرْضِ السَّهْمِ مِنْ بَيْتِ لِهْيَا مِنْ كَوْرَةِ غُوطَةِ دِمَشْقَ، قِيلَ لَهُ: أَخْبَرَكُمُ الْقَاضِي الْإِمَامُ مُفْتِي الْفِرَقِ أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَصْرُونَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنْتَ تَسْمَعُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، فَأَقَرَّ بِهِ، قَالَ: أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَرْضِيُّ الْمُقْرِئُ عُرِفَ بِالْمَزَرَفِيِّ ح وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الصَّالِحُ الزَّاهِدُ الْمُعَمَّرُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ الْمُقَيَّرُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي أَوَائِلِ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ وَسِتِّمِائَةٍ بِجَامِعِ دِمَشْقَ قُلْتُ لُهُ: أَخْبَرَكُمُ الشَّيْخُ أَبُو الْكَرَمِ الْمُبَارَكُ بْنُ الشَّهْرَزُورِيُّ إِجَازَةُ قَالَا: أَنَا الْقَاضِي الشَّرِيفُ أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُهْتَدِي قَالَ الْمَزْرِفِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَاَ أَسْمَعُ، وَقَالَ الشَّهْرَزُورِيُّ إِجَازَةً قَالَ: أَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّبَرِيُّ: قثنا عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: نا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْقُرَشِيُّ [ص:24] قثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ، قثنا زَائِدَةُ بْنُ أَبِي الرُّقَادِ، قَالَ: حَدَّثَنِي زِيَادٌ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ رَجَبُ قَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبَ وَشَعْبَانَ، وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ»

(1/23)


2 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أنا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَهُ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَنْ عَمِّهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَغْفِرُ لِكُلِّ بَشَرٍ مَا خَلَا مُشْرِكًا، أَوْ إِنْسَانًا فِي قَلْبِهِ شَحْنَاءُ»

(1/25)


3 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: نا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: أَدْرَكْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُونَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا لَمْ أَنْسَهْ: «أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَغْفِرُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ لِكُلِّ عَبْدٍ، إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ»

(1/27)


4 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أنا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ذَكَرَ النِّصْفَ مِنْ شَعْبَانَ فَقَالَ: «يَغْفِرُ اللَّهُ فِيهِ الذُّنُوبَ أَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعْرِ غَنَمِ كَلْبٍ»

(1/28)


5 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أنا الْحَجَّاجُ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: «يَغْفِرُ اللَّهُ مِنَ الذُّنُوبِ، إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ» قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يُفَسِّرُ الْمُشَاحِنَ فَقَالَ: كُلُّ صَاحِبِ بِدْعَةٍ فَارَقَ عَلَيْهَا أُمَّتَهُ

(1/29)


6 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ سَوَّارٍ، قَالَ: ثنا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تُقْطَعُ الْآجَالُ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى شَعْبَانَ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَنْكِحُ، وَيُولَدُ لَهُ وَقَدْ خَرَجَ اسْمُهُ فِي الْمَوْتَى»

(1/30)


7 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أنا أَبُو مُغِيرَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: 4] . قَالَ: «لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، يُدَبَّرُ أَمْرُ السَّنَةِ، وَتُنْسَخُ الْأَمْوَاتُ مِنَ الْأَحْيَاءِ، وَيُكْتَبُ الْحَاجُّ، فَلَا يَنْقُصُ مِنْهُمْ وَلَا يَزِيدُ فِيهِمْ أَحَدٌ»

(1/31)


8 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَيْرَانَ، قَالَ: ثنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ مُهَاجِرٍ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: «لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ تُنْسَخُ فِيهِ آجَالُ مَنْ يَمُوتُ إِلَى الْعَامِ الْمُقْبِلِ»

(1/32)


9 - أَخْبَرَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْحُسَيْنِيِّ، عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَرْزَمِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، رَفَعَهُ قَالَ: «مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ رَمَضَانَ، وَلَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ مِائَةَ رَكْعَةٍ يَقْرَأُ فِيهَا بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أَلْفَ مَرَّةٍ، لَمْ يَمُتْ حَتَّى يُبَشَّرَ بِالْجَنَّةِ»

(1/33)


ذِكْرُ شَهْرِ رَمَضَانَ وَفَضْلِهِ

(1/34)


10 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْنٌ الْأَسَدِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْقَنَّادُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»

(1/34)


11 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قاُرطٍ، قَالَ لُوَيْنٌ: النَّاسُ يَقُولُونَ قُرَيْطٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَعَرَفَ حُدُودَهُ، وَحَفِظَ مَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَحْفَظَ، كَفَّرَ مَا قَبْلَهُ»

(1/35)


12 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "

(1/36)


13 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُبَشِّرُ أَصْحَابَهُ: «قَدْ جَاءَكُمْ شَهْرٌ مُبَارَكٌ رَمَضَانُ، افْتَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَيُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ»

(1/37)


14 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا سُفْيَانُ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، قثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»

(1/39)


15 - ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، قثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ يُبَشِّرُ أَصْحَابَهُ: «قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، افْتَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ»

(1/40)


16 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سُمَيْنَةَ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ، لَقَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ مَا أَظَلَّ الْمُسْلِمِينَ شَهْرٌ قَطُّ خَيْرٌ لَهُمْ مِنْهُ، وَلَا أَتَى عَلَى الْمُنَافِقِينَ شَهْرٌ قَطُّ أَضَرُّ عَلَيْهِمْ مِنْهُ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَكْتُبُ نَوَافِلَهُ، وَأَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَهُ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُعِدُّ فِيهِ الْقُوَّةَ لِلْعِبَادَةِ، وَإِنَّ الْمُنَافِقَ لَيُعِدُّ فِيهِ الْغَفَلَاتِ، فَهُوَ غُنْمٌ لِلْمُؤْمِنِ، وَوِزْرٌ عَلَى الْمُنَافِقِ» ، أَوْ كَلِمَةٌ نَحْوُهَا

(1/41)


17 - حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، قَالَ: ثنا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الْحُدَّانِيُّ، عَنِ النَّضْرِ يَعْنِي ابْنَ شَيْبَانَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي سَلَمَةَ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدِّثْنِي بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ أَبِيكَ، يُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْكُمْ صِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَسَنَّ لَكُمْ قِيَامَهُ، فَمَنْ صَامَهُ وَقَامَهُ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا خَرَجَ مِنَ الذُّنُوبِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ»

(1/42)


18 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، قثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أنا هِشَامُ بْنُ أَبِي هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُعْطِيَتْ أُمَّتِي فِي شَهْرِ رَمَضَانَ خَمْسَ خِصَالٍ، لَمْ تُعْطَهَا أُمَّةٌ قَبْلَهَا، خُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَتَسْتَغْفِرُ لَهُمُ الْمَلَائِكَةُ حَتَّى يُفْطِرُوا، وَتُصَفَّدُ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، وَلَا يَخْلُصُونُ فِيهِ إِلَى مَا كَانُوا يَخْلُصُونَ فِي غَيْرِهِ، وَيُزَيِّنُ اللَّهُ كُلَّ يَوْمٍ جَنَّتَهُ وَيَقُولُ: يُوشِكُ عِبَادِيَ الصَّائِمُونَ أَنْ يُلْقُوا عَنْهُمُ الْمَؤُونَةَ وَالْأَذَى وَيَصِيرُونَ إِلَيْكِ، وَيَغْفِرُ لَهُمْ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ "، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: هِيَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ؟، قَالَ: «لَا، وَلَكِنَّ الْعَامِلَ يُوَفَّى أَجْرَهُ إِذَا قَضَى عَمَلَهُ»

(1/44)


19 - حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ طَاهِرٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: ثنا سَلَامُ بْنُ سُلَيْمٍ، وَلَيْسَ بِأَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بَنَى جِنَانًا كُلَّهَا مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ، أَسَاسُهَا وَأَعَالِيهَا شُبِّكَتْ بِالذَّهَبِ، عَلَيْهَا سُتُورُ السُّنْدُسِ، وَالْإِسْتَبْرَقِ، وَكُلُّ جَنَّةٍ طُولُهَا مِائَةُ عَامٍ، وَعَرْضُهَا مِائَةُ عَامٍ، فِي كُلِّ جَنَّةٍ مِائَةُ أَلْفِ قَصْرٍ، فِي كُلِّ قَصْرٍ قُبَّةٌ بَيْضَاءُ، سَمَاؤُهَا زَبَرْجَدٌ أَخْضَرُ، الْأَنْهَارُ تَطَّرِدُ فِي حِيطَانِهَا، وَالْأَشْجَارُ دَانِيَةٌ عَلَيْهَا» ، يَقُولُ: هَذِهِ الْجَنَّةُ صَاحِبُهَا يَنْعَمُ فَلَا يَبْأَسُ، وَيَخْلُدُ لَا يَمُوتُ، لَا تَبْلَى ثِيَابُهُ، وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تِلْكَ جِنَانٌ بُنِيَتْ لِمَنْ صَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ، يَهَبُهَا اللَّهُ لِأَهْلِهَا يَوْمَ الْفِطْرِ»

(1/45)


20 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَاقِدٍ، قثنا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، ثنا بِشْرُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَهَلَّ هِلَالُ شَهْرِ رَمَضَانَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ بِوَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْأَمْنِ، وَالْإِيمَانِ، وَالسَّلَامَةِ، وَالْإِسْلَامِ، وَالْعَافِيَةِ الْمُجَلِّلَةِ، وَرَفْعِ الْأَسْقَامِ، وَالْعَوْنِ عَلَى الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ، اللَّهُمَّ سَلِّمْنَا لِرَمَضَانَ، وَسَلِّمْهُ لَنَا، وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا حَتَّى يَخْرُجَ رَمَضَانُ وَقَدْ غَفَرْتَ لَنَا، وَرَحِمْتَنَا، وَعَفَوْتَ عَنَّا» ، ثُمَّ يُقْبِلُ عَلَى النَّاسِ بِوَجْهِهِ فَيَقُولُ: " أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ، غُلَّتْ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، وَغُلِّقَتْ فِيهِ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَفُتِحَتْ فِيهِ أَبْوَابُ الْجِنَّانِ، وَنَادَى مُنَادٍ كُلَّ لَيْلَةٍ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَيُعْطَى، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ، اللَّهُمَّ أَعْطِ كُلَّ مُنْفِقٍ خَلَفًا، وَعَجِّلْ لِكُلِّ مُمْسِكٍ تَلَفًا، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الْفِطْرِ نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ، الْيَوْمُ يَوْمُ الْجَائِزَةِ، فَاغْدُوا فَبَادِرُوا خُذُوا جَوَائِزَكُمْ " قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: جَوَائِزُ لَا تُشْبِهُ جَوَائِزَ الْأُمَرَاءِ

(1/46)


21 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَاقِدٍ، قَالَ: ثنا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَتَى عَلَيْهِ شَهْرُ رَمَضَانَ صَحِيحًا مُسْلِمًا، صَامَ نَهَارَهُ، وَصَلَّى وِرْدًا مِنْ لَيْلِهِ، وَغَضَّ بَصَرَهُ، وَحَفِظَ فَرْجَهُ وَلِسَانَهُ وَيَدَهُ، وَحَافَظَ عَلَى صَلَاتِهِ مَجْمُوعَةً، وَبَكَّرَ إِلَى جُمَعِهِ، فَقَدْ صَامَ الشَّهْرَ، وَاسْتَكْمَلَ الْأَجْرَ، وَأَدْرَكَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، وَفَازَ بِجَائِزَةِ الرَّبِّ» قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ جَائزَةٌ لَا تُشْبِهُ جَوَائِزَ الْأُمَرَاءِ

(1/48)


22 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سُمَيْنَةَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، قَالَ: ثنا جَرِيرُ بْنُ أَيُّوبَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ نَافِعِ بْنِ بُرْدَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَقَدْ أَهَلَّ شَهْرُ رَمَضَانَ: «لَوْ يَعْلَمُ الْعِبَادُ مَا فِي رَمَضَانَ لَتَمَنَّتْ أُمَّتِي أَنْ يَكُونَ رَمَضَانُ السَّنَةَ كُلَّهَا» ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ: ثنا فَقَالَ: " إِنَّ الْجَنَّةَ تُزَيَّنُ لِرَمَضَانَ مِنْ رَأْسِ الْحَوْلِ إِلَى رَأْسِ الْحَوْلِ، فَإِذَا كَانَ أَوَّلُ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ هَبَّتْ رِيحٌ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ، فَصَفَّقَتْ وَرَقَ الْجَنَّةِ، فَيَنْظُرْنَ الْحُورُ الْعِينُ إِلَى ذَلِكَ، فَيَقُلْنَ: رَبِّ اجْعَلْ لَنَا مِنْ عِبَادِكَ فِي هَذَا الشَّهْرِ أَزْوَاجًا تُقِرُّ أَعْيُنَنَا بِهِمْ، وَتُقِرُّ أَعْيُنَهُمْ بِنَا، قَالَ: فَمَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ رَمَضَانَ إِلَّا زُوِّجَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، فِي خَيْمَةٍ مِنْ دُرَّةٍ مُجَوَّفَةٍ، كَمَا نَعَتَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} [الرحمن: 72] عَلَى كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ حُلَّةً، لَيْسَ مِنْهَا حُلَّةٌ عَلَى لَوْنِ الْأُخْرَى، وَتُعْطَى سَبْعُونَ لَوْنًا مِنَ الطِّيبِ، لَيْسَ مِنْهَا لَوْنٌ عَلَى رِيحِ الْآخَرِ، لِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سَرِيرٌ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ، مُوَشَّحٍ بِالدُّرِّ، عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ سَبْعُونَ فِرَاشًا بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ، وَفَوْقَ السَّبْعِينَ فِرَاشًا سَبْعُونَ أَرِيكَةً، لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ أَلْفَ وَصِيفَةٍ لِحَاجَتِهَا، وَسَبْعُونَ أَلْفَ وَصِيفٍ، مَعَ كُلِّ وَصِيفٍ صَفْحَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، فِيهَا لَوْنٌ مِنْ طَعَامٍ تَجِدُ لِآخِرِ لُقْمَةٍ فِيهِ لَذَّةً لَا تَجِدُ لِأَوَّلِهِ، وَيُعْطَى زَوْجُهَا مِثْلَ ذَلِكَ، عَلَى سَرِيرٍ مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ، عَلَيْهِ سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ مُوَشَّحٍ بِيَاقُوتٍ أَحْمَرَ، هَذَا لِكُلِّ يَوْمٍ صَامَهُ مِنْ رَمَضَانَ، سِوَى مَا عَمِلَ مِنَ الْحَسَنَاتِ "

(1/49)


23 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَحْمَرُ، قثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: «تَسْبِيحَةٌ فِي رَمَضَانَ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ تَسْبِيحَةٍ فِي غَيْرِهِ»

(1/51)


24 - حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْأُدْمِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، وَرَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «انْبَسِطُوا فِي النَّفَقَةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَإِنَّ النَّفَقَةَ فِيهِ كَالنَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»

(1/52)


25 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قثنا إِسْحَاقُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ مَشْيَخَتَنَا، يَقُولُونَ: " إِذَا حَضَرَ شَهْرُ رَمَضَانَ، قَدْ حَضَرَ مُطَهِّرٌ، وَيَقُولُونَ: انْبَسِطُوا بِالنَّفَقَةِ فِيهِ، فَإِنَّهَا تُضَاعَفُ كَالنَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَيَقُولُونَ: التَّسْبِيحَةُ فِيهِ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ تَسْبِيحَةٍ فِي غَيْرِهِ "

(1/53)


26 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْمَكِّيُّ، قَالَ: ثنا جَرِيرُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: ثنا الشَّعْبِيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: «إِنَّ كُلَّ يَوْمٍ يَصُومُهُ الْعَبْدُ فِي رَمَضَانَ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي غَمَامَةٍ مِنْ نُورٍ، فِي تِلْكَ الْغَمَامَةِ قَصْرٌ مِنْ دُرٍّ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ بَابٍ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ»

(1/54)


27 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: ثنا شَاذَانُ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: «كَانَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيَّ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ رَحِمَهُمَا اللَّهُ يَتَطَيَّبَانِ وَيَغْتَسِلَانِ لِأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَيُحِبَّانِ أَنْ يُطَيَّبَ الْمَسْجِدُ بِنَضُوحٍ»

(1/55)


28 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: ثنا الْعَلَاءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِيهِ، وَخَيْثَمَةَ، قَالَا: " كَانَ يُقَالُ: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ مَاتَ مِنْ عَامِهِ ذَلِكَ دَخَلَ الْجَنَّةَ

(1/56)


29 - حَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ شَقِيقٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ مَرْوَانَ الْمُفَقَّعِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَفْطَرَ قَالَ: «ذَهَبَ الظَّمَأُ، وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ، وَثَبَتَ الْأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ»

(1/57)


30 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ الْخَرَّازُ، قَالَ: ثنا سِنَانُ بْنُ حَاتِمٍ، قثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قثنا حُبَابٌ الْقُطَعِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، قَالَ: " خَرَجَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ وَالْقَنَادِيلُ تُزْهِرُ، وَكِتَابُ اللَّهِ يُتْلَى فِي الْمَسَاجِدِ، فَقَالَ: نَوَّرَ اللَّهُ لَكَ يَا عُمَرُ بْنَ الْخَطَّابِ فِي قَبْرِكَ، كَمَا نَوَّرْتَ مَسَاجِدَ اللَّهِ بِالْقُرْآنِ "

(1/58)


31 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ هِلَالٍ الْوَزَّانِ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُكَيْمٍ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ: " أَلَا إِنَّ هَذَا كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، وَلَمْ يَكْتُبْ عَلَيْكُمْ قِيَامَهُ، فَمَنْ قَامَ مِنْكُمْ فَإِنَّهَا مِنْ نَوَافِلِ الْخَيْرِ الَّتِي قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَنْ لَا فَلْيَنَمْ عَلَى فِرَاشِهِ، وَلْيَتَّقِ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقُولَ: أَصُومُ إِنْ صَامَ فُلَانٌ، وَأَقُومُ إِنْ قَامَ فُلَانٌ، مَنْ صَامَ أَوْ قَامَ فَلْيَجْعَلْ ذَلِكَ لِلَّهِ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ فَقَالَ: أَلَا لَا يَتَقَدَّمِ الشَّهْرَ مِنْكُمْ أَحَدٌ، أَلَا لَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْهُ، ثُمَّ صُومُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ أُغْمِيَ عَلَيْكُمْ فَأَتِمُّوا الْعِدَّةَ ثَلَاثِينَ، وَأَقِلُّوا اللَّغْوَ فِي مَسَاجِدِ اللَّهِ، وَلِيَعْلَمْ أَحَدُكُمْ أَنَّهُ فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلَاةَ، أَلَا وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوُا اللَّيْلَ يَغْسِقُ عَلَى الظِّرَابِ "

(1/59)


32 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ الْقُرَشِيُّ، قثنا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ مِسْمَارٍ، عَنْ خِرَاشٍ الْكَعْبِيِّ، قَالَ: الْتَقَى أَبُو هُرَيْرَةَ وَكَعْبُ الْأَحْبَارِ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: يَا كَعْبُ، كَيْفَ تَجِدُ هَذَا الشَّهْرَ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ يَعْنِي رَمَضَانَ، فَقَالَ كَعْبٌ: لَا أُخْبِرُكُ حَتَّى تُخْبِرَنِي مَا قَالَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَقُومُ أَحَدٌ رَمَضَانَ وَيَصُومُهُ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا إِلَّا غُفِرَ لَهُ» . فَقَالَ كَعْبٌ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حِطَّةٌ

(1/60)


33 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مِرْدَاسٍ، قَالَ: ثنا أَيُّوبُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «سَيِّدُ الشُّهُورِ شَهْرُ رَمَضَانَ، وَسَيِّدُ الْأَيَّامِ يَوْمُ الْجُمُعَةِ»

(1/61)


34 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ عِيَاضِ بْنِ جُعْدُبَةَ، قَالَ: ثنا بُكَيْرُ بْنُ مِسْمَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خِرَاشٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ كَعْبٌ رَحِمَهُمَا اللَّهُ: أَلَا تُحَدِّثُنِي بِمَا سَمِعْتَ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الشَّهْرِ؟، يَعْنِي رَمَضَانَ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَتُخْبِرُنِي كَيْفَ تَجِدُهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟، قَالَ كَعْبٌ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبِرْنِي أَنْتَ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا يَصُومُهُ أَحَدٌ وَيُقُومُهُ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ» ، فَقَالَ كَعْبٌ رَحِمَهُ اللَّهُ: صَدَقَ اللَّهُ، إِنَّهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَحِطَّةٌ

(1/62)


35 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْعِجْلِيُّ، قثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: ثنا الْعَلَاءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِيهِ، وَخَيْثَمَةَ، قَالَا: " كَانَ يُقَالُ: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ مَاتَ مِنْ عَامِهِ ذَلِكَ دَخَلَ الْجَنَّةَ "

(1/63)


36 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْمَدَنِيُّ، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرْوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «شَهْرُ رَمَضَانَ يُكَفِّرُ مَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِلَى شَهْرِ رَمَضَانَ الْمُقْبِلِ»

(1/64)


37 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ،. قَالَ: ثنا سَلَامُ بْنُ سَوَّارٍ، قثنا مَسْلَمَةُ بْنُ الصَّلْتِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَّلُ شَهْرِ رَمَضَانَ رَحْمَةٌ، وَأَوْسَطُهُ مَغْفِرَةٌ، وَآخِرُهُ عِتْقٌ مِنَ النَّارِ»

(1/65)


38 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رُبِّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ، وَرُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْعَطَشُ»

(1/66)


39 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رِوَايَةً، قَالَ: " إِذَا أَصْبَحَ أَحَدُكُمْ يَوْمًا صَائِمًا فَلَا يَرْفُثْ، وَلَا يَجْهَلْ، فَإِنِ امْرُؤٌ شَاتَمَهُ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، إِنِّي صَائِمٌ "

(1/67)


40 - حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، قثنا يَحْيَى بْنُ نَصْرِ بْنِ حَاجِبٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: ثنا هِلَالُ بْنُ خَبَّابٍ، قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ، يَقُولُ: «لِيَصُمْ سَمْعُكَ وَبَصَرُكَ، وَلِسَانُكَ، وَبَدَنُكَ، فَلَا تَجْعَلْ يَوْمَ فِطْرِكَ مِثْلَ يَوْمِ صَوْمِكَ، وَاتَّقِ أَذَى الْخَادِمِ»

(1/68)


41 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَ: أنا يُوسُفُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ يَحْيَى الْمُلْجِمِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَلْمَانَ، رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، شَهْرٌ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، شَهْرٌ جَعَلَ اللَّهُ صِيَامَهُ فَرِيضَةً، وَقِيَامَ لَيْلِهِ تَطَوُّعًا، مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنْ خِصَالِ الْخَيْرِ، كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً، كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَهُوَ شَهْرُ الصَّبْرِ، وَالصَّبْرُ ثَوَابُهُ الْجَنَّةُ، وَشَهْرُ الْمُوَاسَاةِ، وَشَهْرٌ يُزَادِ فِي رِزْقِ الْمُؤْمِنِ فِيهِ، مَنْ فَطَّرَ فِيهِ صَائِمًا كَانَ مَغْفِرَةً لِذُنُوبِهِ، وَعِتْقَ رَقَبَتِهِ مِنَ النَّارِ، وَكَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْءٌ» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: لَيْسَ كُلُّنَا يَجِدُ مَا يُفَطِّرُ الصَّائِمَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُعْطِي اللَّهُ تَعَالَى هَذَا الثَّوَابَ مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا عَلَى مَذْقَةِ لَبَنٍ، أَوْ تَمْرَةٍ، أَوْ شَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ، وَمَنْ أَشْبَعَ صَائِمًا سَقَاهُ اللَّهُ مِنْ حَوْضِي شَرْبَةً لَا يَظْمَأُ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ، وَهُوَ شَهْرٌ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ، وَأَوْسَطُهُ مَغْفِرَةٌ، وَآخِرُهُ عِتْقٌ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ خَفَّفَ فِيهِ عَنْ مَمْلُوكِهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَأَعْتَقَهُ مِنَ النَّارِ، اسْتَكْثِرُوا فِيهِ مِنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ، خَصْلَتَانِ تُرْضُونَ بِهِمَا رَبَّكُمْ تَعَالَى وَخَصْلَتَانِ لَا غِنَى بِكُمْ عَنْهُمَا، فَأَمَّا الْخَصْلَتَانِ اللَّتَانِ تُرْضُونَ بِهِمَا رَبَّكُمْ: فَشَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَتَسْتَغْفِرُونَهُ، وَأَمَّا الَّتِي لَا غِنَى بِكُمْ عَنْهُمَا: فَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الْجَنَّةَ، وَتَعُوذُونَ بِهِ مِنَ النَّارِ "

(1/69)


الْقِيَامُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ

(1/71)


42 - حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، قَالَ: أنا دَاوُدُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي هِنْدَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: " شَهِدْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَضَانَ، فَلَمْ يَقُمْ بِنَا فِي شَيْءٍ مِنَ الشَّهْرِ حَتَّى كَانَ لَيْلَةَ سَابِعَةٍ بَقِيَتْ قَالَ: فَقَامَ بِنَا إِلَى نَحْو مِنْ ثُلُثِ اللَّيْلِ، قَالَ: ثُمَّ لَمْ يَقُمْ لَيْلَةَ سَادِسَةٍ بَقِيَتْ، فَلَمَّا كَانَ لَيْلَةَ خَامِسَةٍ بَقِيَتْ قَامَ إِلَى نَحْو مِنْ شَطْرِ اللَّيْلِ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ نَفَّلْتَنَا قِيَامَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ، فَقَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا صَلَّى مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَتِهِ» قَالَ: ثُمَّ لَمْ يَقُمْ بِنَا لَيْلَةَ رَابِعَةٍ بَقِيَتْ، فَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ ثَالِثَةٍ بَقِيَتْ قَامَ بِنَا حَتَّى خَشِينَا أَنْ يَفُوتَنَا الْفَلَاحُ، قُلْتُ: وَمَا الْفَلَاحُ؟، قَالَ: السُّحُورُ، قَالَ: وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ وَبَنَاتِهِ وَنِسَاءَهُ "

(1/71)


43 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: «أَنَّهُ كَانَ يَؤُمُّهُمْ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ»

(1/73)


44 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، قثنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الْجَدَلِيِّ، قَالَ: «غَزَوْتُ عَلَى عَهْدِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ ثَلَاثَ غَزَوَاتٍ، وَلَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَهُ بِاللَّيْلِ فِي رَمَضَانَ تَطَوُّعًا، وَكَانَ إِذَا فَرَغَ الْقَارِئُ خَرَجَ فَأَوْتَرَ بِثَلَاثٍ»

(1/74)


45 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ: " أَقَامَ بِهِمْ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ؟، فَقَالَ: يَأْخُذُ بِكَلَامِ الصِّبْيَانِ، وَاللَّهِ لَقَدْ قَامَ بِهِمْ "

(1/75)


46 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: ثنا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلَامُ قَامَ بِهِمْ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ "

(1/76)


47 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: «كَانَ يَؤُمُّنَا فِي رَمَضَانَ فَيَقْرَأُ بِنَا عَشْرَ آيَاتٍ»

(1/77)


48 - حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، قَالَ: أنا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ جَمَعَ النَّاسَ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَكَانَ يُصَلِّي بِهِمْ عِشْرِينَ لَيْلَةً مِنَ الشَّهْرِ، وَلَا يَقْنُتُ بِهِمْ إِلَّا فِي النِّصْفِ الثَّانِي، فَإِذَا كَانَتِ الْعَشْرُ الْأَوَاخِرُ تَخَلَّفَ يُصَلِّي فِي بَيْتِهِ، فَكَانُوا يَقُولُونَ: أَبَقَ أُبَيُّ "

(1/78)


49 - حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، قَالَ: أنبا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: «كَانُوا يُصَلُّونَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ عِشْرِينَ رَكْعَةً، وَالْوِتْرَ ثَلَاثًا»

(1/79)


50 - حَدَّثَنَا شُجَاعٌ، ثنا هُشَيْمٌ، أنبا يُونُسُ، قَالَ: «شَهِدْتُ النَّاسَ قَبْلَ وَقْعَةِ ابْنِ الْأَشْعَثِ وَهُمْ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَكَانَ يَؤُمُّهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، وَمَرْوَانُ الْعَبْدِيُّ، فَكَانُوا يُصَلُّونَ بِهِمْ عِشْرِينَ رَكْعَةً، وَلَا يَقْنُتُونَ إِلَّا فِي النِّصْفِ الثَّانِي، وَكَانُوا يَخْتِمُونَ الْقُرْآنَ مَرَّتَيْنِ»

(1/80)


51 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَاقِدٍ، قَالَ: ثنا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، قَالَ: " كَانَ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ يَؤُمُّ أَهْلَ مَسْجِدِهِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَكَانَ يُصَلِّي فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِثَلَاثِينَ آيَةً، وَيَقُومُ فِيمَا بَيْنَ التَّرْوِيحَتَيْنِ لِنَفْسِهِ بِثَلَاثِينَ آيَةً، يَقُولُ لَهُمُ: الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ، وَكَانَ إِذَا أَوْتَرَ دَعَا بِدُعَاءِ الْقُرْآنِ، وَيُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ، وَهُمْ سُكُوتٌ، وَكَانَ مِنْ آخِرِ مَا يَقُولُ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ اسْتَعْمِلْنَا بِسُنَّتِهِ، وَأَوْزِعْنَا بِهَدْيِهِ، وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا، قَالَ ثُمَّ يَخِرُّ قَالَ: وَإِذَا كَانَ لَيْلَةَ الْفِطْرِ اغْتَسَلَ وَغَسَلَ ثَوْبَيْهِ لِلْإِحْرَامِ الَّذِي أَحْرَمَ فِيهِمَا، فَكَانَ إِذَا فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ دَعَا بِدَعَوَاتٍ، قَالَ: فَالْتَقَى حُمَيْدٌ وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَأَيُّوبُ، قَالَ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ لِيُونُسَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ أَيُّوبَ قَدْ صَارَ يَقُصُّ، فَتَبَسَّمُوا "

(1/81)


52 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: ثنا عَارِمٌ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ، حِينَ دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ يَقُولُ: " مَا أَعْلَمُ أَحَدَكُمْ يَقُولُ: اللَّيْلَةَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ، فَإِذَا جَاءَتْ لَيْلَةٌ أُخْرَى قَالَ: اللَّيْلَةَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ "

(1/82)


53 - حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، قَالَ مَنْصُورٌ: أنبا الْحَسَنُ، قَالَ: كَانُوا يُصَلُّونَ عِشْرِينَ رَكْعَةً، فَإِذَا كَانَتِ الْعَشْرُ الْأَوَاخِرُ زَادَ تَرْوِيحَةَ شَفْعَيْنِ "

(1/83)


54 - حَدَّثَنَا شُجَاعٌ، قثنا هُشَيْمٌ، قَالَ: أنبا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ، صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَحْدَثْتُمْ قِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ وَلَمْ يُكْتَبْ عَلَيْكُمْ، إِنَّمَا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ، فَدُومُوا عَلَى الْقِيَامِ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ، وَلَا تَتْرُكُوهُ، فَإِنَّ نَاسًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ابْتَدَعُوا بِدْعَةً لَمْ يَكْتُبْهَا اللَّهُ عَلَيْهِمُ ابْتَغَوْا بِهَا رِضْوَانَ اللَّهِ، فَلَمْ يَرْعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا، فَعَاقَبَهُمُ اللَّهُ بِتَرْكِهَا، قَالَ: {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا، مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ} [الحديد: 27] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ "

(1/84)


55 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الرَّبِيعُ بْنُ سُحَيْمٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: «كَانَ عُمَرُ يُرَوِّحُنَا فِي رَمَضَانَ مَا يَذْهَبُ رَجُلٌ إِلَى سَلْعٍ مِنَ الْمَسْجِدِ»

(1/85)


56 - حَدَّثَنَا شُجَاعٌ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، قَالَ: أنبا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «كَانَ الْمُتَهَجِّدُونَ يُصَلُّونَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ يُصَلُّونَ لِأَنْفُسِهِمْ، وَلَا يَأْتَمُّونَ بِإِمَامٍ»

(1/86)


57 - حَدَّثَنَا شُجَاعٌ، قَالَ: قثنا هُشَيْمٌ، قَالَ: أنبا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: «أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَأْمُرُ غُلَامًا لَهَا فَيُصَلِّي فِي رَمَضَانَ، يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ»

(1/87)


58 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ، قَالَ: ثنا حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ أَبُو سُمَيْرٍ، وَكَانَ مِنَ الْعَابِدِينَ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا فِي رَمَضَانَ مِنْ كَسْبٍ حَلَالٍ، صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ لَيَالِيَ رَمَضَانَ كُلَّهَا، وَصَافَحَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، وَمَنْ صَافَحَهُ جِبْرِيلُ يَرِقَّ قَلْبُهُ، وَتَكْثُرْ دُمُوعُهُ» فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَكُنْ ذَاكَ عِنْدَهُ؟ قَالَ: «بِقَبْضَةٍ مِنْ طَعَامٍ» قَالَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَكُنْ ذَاكَ عِنْدَهُ؟ قَالَ: «فَفَلْقَةُ خُبْزٍ» قَالَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَكُنْ ذَاكَ عِنْدَهُ؟ قَالَ: «فَمَذْقَةٌ مِنْ لَبَنٍ» قَالَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَكُنْ ذَاكَ عِنْدَهُ؟ قَالَ: «فَشَرْبَةٌ مِنْ مَاءٍ»

(1/88)


فِي السُّحُورِ

(1/89)


59 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالَ: ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَسَحَّرُوا؛ فَإِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَةً»

(1/89)


60 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ أَبِي هُبَيْرَةَ، عَنْ جَدِّهِ شَيْبَانَ قَالَ: " دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَاسْتَئْذَنْتُ وَتَنَحْنَحْتُ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَسَحَّرُ، فَقَالَ: «هَلُمَّ أَبَا يَحْيَى الْغَدَاءَ» ، قُلْتُ: إِنِّي أُرِيدُ الصَّوْمَ قَالَ: «وَأَنَا أُرِيدُ الصَّوْمَ لَكِنَّ مُؤَذِّنَنَا فِي بَصَرِهِ شَيْءٌ، فَأَذَّنَ قَبْلَ أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ»

(1/90)


61 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ، قثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَارِثِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «نِعْمَ غَدَاءُ الْمُؤْمِنِ السُّحُورُ، إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ»

(1/92)


62 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي بَحْرٌ السِّقَاءُ، عَنْ عِمْرَانَ الْقَصِيرِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْإِسْكَنْدَرَانِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْجَمَاعَةُ بَرَكَةٌ، وَالثَّرِيدُ بَرَكَةٌ، وَالسُّحُورُ بَرَكَةٌ، تَسَحَّرُوا فَإِنَّهُ يَزِيدُ فِي الْقُوَّةِ، تَسَحَّرُوا وَلَوْ عَلَى جَرْعٍ مِنْ مَاءٍ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ»

(1/93)


63 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اسْتَعِينُوا بِقَائِلَةِ النَّهَارِ عَلَى قِيَامِ اللَّيْلِ، وَاسْتَعِينُوا بِأَكْلَةِ السَّحَرِ عَلَى الصِّيَامِ»

=ومن مشكاة= 

الكتاب: كتاب فضائل رمضان لابن أبي الدنيا -المصدر: الألوكة بقلم: محمود ثروت أبو الفضل

كتاب فضائل رمضان لابن أبي الدنيا
من مصنفات الصيام
كتاب فضائل رمضان لابن أبي الدنيا

رسالة من رسائل الحافظ ابن أبي الدنيا العديدة التي أفرَدَها في ذِكر فضائل شهر رمضان ومقاصد الصيام، وذلك في القرن الثالث الهجري، ذكر فيها جملةً من الأحاديث الواردة في خصائص شهر رمضان، وفضله، وفضل القيام فيه، واستحباب تأخير سحوره وتعجيل إفطاره، وقد ذاع هذا الجزء الحديثي وتلقَّاه أغلب العلماء بالقَبول، ونقلوا منه في كتبهم ومصنفاتهم الحديثية.

أصل الكتاب:

توجد لهذا الكتاب نسخة موجودة في إسطنبول بتركيا في لالالي برقم (3664)، ضمن مجموع رسائل لابن أبي الدنيا، وهي بنفس العنوان (فضائل شهر رمضان)، تقع في 8 ورقات بالسماعات، وفي الصفحة الواحدة 27 سطرًا تقريبًا، في السطر الواحد ما يقارب 17 كلمة.

والنسخة خطها جيِّد جدًّا، وهذا الكتاب تأكَّدَت نسبته لابن أبي الدنيا؛ وذلك كونه مذكورًا في مؤلَّفات ابن أبي الدنيا الكثيرة كما عند الذهبي في سير أعلام النبلاء وغيره، ولكون ابن رجب الحنبلي قام بالنَّقل منه في كتابه "لطائف المعارف" في عدد من المواضع، كما نقل عنه الزبيدي في "إتحاف السادة المتقين"، هذا إلى جانب الإسناد المتصل إلى المصنِّف والمذكور على الصفحة الأولى من المخطوط.

المؤلف:

عبدالله بن محمد بن عُبيد بن سفيان بن قيس، الأموي، أبو بكر بن أبي الدنيا (208 - 281 هـ، 823 - 894 م)، البغدادي، الحافظ، المحدِّث، صاحب التصانيف المشهورة المفيدة، كان مؤدِّب أولاد الخلفاء، وكان من الوعَّاظ العارفين بأساليب الكلام وما يلائم طبائع النَّاس، وثَّقه أبو حاتم وغيره.

وأخذ العلمَ عن أحمد بن إبراهيم الدورقي، وأحمد بن جناب، وأحمد بن حاتم الطويل، وأحمد بن عبدة الضبي، وأحمد بن عمران الأخنسي، وغيرهم كثير.

وأخذ الحديثَ عنه: الحارث بن أبي أسامة، أحد شيوخه، وابن أبي حاتم، وأحمد بن محمد اللنباني، وأبو بكر أحمد بن سلمان النجاد، والحسين بن صفوان البرذعي.

قال الخطيب: كان يؤدِّب غيرَ واحد من أولاد الخلفاء.

قال ابن حجر في التقريب: "صدوق حافظ صاحب تصانيف".

وله مصنَّفات كثيرة جدًّا، قال عنها الذهبي في السير: "فيها مخبآت وعجائب".

وقد صنَّف الكثيرَ، حتى بلغَت مصنفاته 164 مصنفًا، وقيل: مائتين وسبعة عشر مصنفًا، منها: العظمة، الصمت، اليقين، ذم الدنيا، الشكر، الفرج بعد الشدَّة، العقل وفضله، العيال، المتمنين، قرى الضَّيف، الأولياء ... وغيرها، وكان مولده ووفاته ببغداد.

الكتاب:

جمع الكاتب في هذا الكتاب الأحاديثَ والآثار الواردة في خصائص شهر رمضان وفضائله، والتي بلَغ عددها في هذا الجزء الحديثي ثلاثة وستين حديثًا؛ حيث بدأ بالأحاديث الواردة في فَضل شعبان وخصائصه في تِسعة أحاديث، ثم تلاها بالأحاديث الواردة في ذِكر شهر رمضان وفضله، وبيان مَنزلة الصائم فيه، وفضل ليلة القَدر، والتماسها في العشر الأواخر منه، والحث على الجود والنَّفقة في رمضان، والحث على حِفظ الجوارح في رمضان، وبيان فَضل القيام في شهر رمضان، والآثار الواردة عن الصَّحابة في إحياء شهر رمضان بصلاة القيام فيه.

إلى جانب الأحاديث الواردة في السحور وتأخيره في شهر رمضان.

هذا، إلى جانب بيان بالسماعات التي وردَت في حِفظ وإملاء هذا الكتاب عن جملة من المحدِّثين.

وجاء في نهاية الكتاب:

"آخره، والحمد لله رب العالمين، علقه لنفسه بعد سماعه أحمد بن عبدالله بن المسلم بن حماد بن ميسرة الأزدي غفر الله له ولأبويه ولِمن استغفر لهم أجمعين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم".

تحقيقات الكتاب:

حقَّق الكتاب عبدالله بن حمد المنصور ضمن مطبوعات دار السلف للنشر والتوزيع، وذلك بالطبعة الأولى منه عام 1415 هـ - 1995 م.

وقام الكاتب بتَنقيح النَّص، ونسخه، ومقابلته على المخطوط مقابلة دقيقة لاستِدراك ما وقع من خطَأ أثناء النسخ، والتعليق بما تيسَّر مع التخريج لأحاديث الجزء تخريجًا وافيًا ببيان صحيحها من ضَعيفها، ودراسة أسانيد المصنف مع الترجمة لرِجال السند كل رجل على حِدة موضحًا منزلته من حيث الجرح والتعديل، مع إعداد الكتاب من حيث ترقيم نصوصه، ووضع فهارس وافية في نهاية الكتاب لأحاديثه وآثاره وأعلامه ... وغيرها.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

القرآن الكريم : وورد

  القرآن الكريم :  سورة الفاتحة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِ...