الخميس، 1 يونيو 2023

ج8.وج9. [ معجم البلدان - ياقوت الحموي ]

ج8. [ معجم البلدان - ياقوت الحموي ]

عيسى بن علي وكوثا ونهر سوق أسد والصراة ونهر الكوفة والفرات العتيق ونهر حلة بني مزيد وهو نهر سورا فاذا سقت الزروع وانتفع بمياهها فمهما فضل من ذلك انصب إلى دجلة منها ما يصب فوق واسط ومنها ما يصب بين واسط والبصرة فتصير دجلة والفرات نهرا واحدا عظيما عرضه نحو الفرسخ ثم يصب في بحر الهند وللفرات فضائل كثيرة روي أن أربعة أنهار من الجنة النيل والفرات وسيحون وجيحون وروي عن علي كرم الله وجهه أنه قال يا أهل الكوفة إن نهركم هذا يصب إليه ميزابان من الجنة وعن عبد الملك بن عمير أن الفرات من أنهار الجنة ولولا ما يخالطه من الأذى ما تداوى به مريض إلا أبرأه الله تعالى وأن عليه ملكا يذود عنه الأدواء وروي أن أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق شرب من ماء الفرات ثم استزاد واستزاد فحمد الله وقال نهر ما أعظم بركته ولو علم الناس ما فيه من البركة لضربوا على حافتيه القباب ولولا ما يدخله من الخطائين ما اغتمس فيه ذو عاهة إلا برأ ومما يروى عن السدي والله أعلم بحقه من باطله قال مد الفرات في زمن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فألقى رمانة قطعت الجسر من عظمها فأخذت فكان فيها كر حب فأمر المسلمين أن يقتسموها بينهم وكانوا يرونها من الجنة وهذا باطل لأن فواكه الجنة لم توجد في الدنيا ولو لم أر هذا الخبر في عدة مواضع من كتب العلماء ما استجزت كتابته وسقى الفرات كورا ببغداد منها الأنبار وهيت وقد نسب إليها قوم من رواة العلم قال رفاعة بن أبي الصفي ألم تر هامتي من حب ليلى على شاطي الفرات لها صليل فلو شربت بصافي الماء عذبا من الأقذاء زايلها الغليل و فرات البصرة كورة بهمن أردشير وقد ذكرت في مواضعها وذكر أحمد بن يحيى بن جابر قال لما فتح عتبة بن غزوان الأبلة عنوة عبر الفرات فخرج لهم أهل الفرات بمساحيهم فظفر بهم المسلمون وفتحوا الفرات وقيل إن ما بين الفهرج والفرات فتح صلحا وسائر الأبلة عنوة ولما فرغ من الأبلة أتى المذار وقال عوانة بن الحكم كانت مع عتبة بن غزوان لما قدم البصرة امرأته أزدة بنت الحارث بن كلدة ونافع وأبو بكر وزياد إخوتها فلما قاتل عتبة أهل مدينة الفرات جعلت امرأته أزدة تحرض المؤمنين على القتال وهي تقول إن يهزموكم يولجوا فينا الغلف ففتح الله على المسلمين تلك المدينة
الفراخ ذات الفراخ موضع بالحجاز في ديار بني ثعلبة بن سعد بن غطفان ويقال بالحاء المهملة في شعر الجعدي قاله نصر
الفرادخ موضع في جبلي طيء نزله جيش طليحة بن خويلد الأسدي المتنبي بالأيسر منه
الفراديس جمع فردوس وأصله رومي عرب وهو البستان هكذا قال المفسرون وقد قيل إن الفردوس تعرفه العرب وتسمي الموضع الذي فيه كرم فردوسا وقيل كل موضع في فضاء فردوس والفردوس مذكر وإنما أنث في قوله تعالى الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون لأن عنى به الجنة وفي الحديث مسالك الفردوس الأعلى وأهل الشام يسمون الكروم والبساتين الفراديس و الفراديس موضع بقرب دمشق

أبواب دمشق قال ابن قيس الرقيات أقفرت منهم الفراديس والغو طة ذات القرى وذات الظلال قال أبو القاسم في تاريخ الشام يحيى بن منقذ الفراديسي سمع مكحولا روى عنه الوليد بن مسلم وقال آخر شيخ من الجند يقال له يحيى بن منقذ من أهل الفراديس وإسحاق بن يزيد أبو النضر القرشي الفراديسي مولى أم الحكم بنت عبد العزيز ويقال انه مولى عمر بن عبد العزيز روى عن سعيد بن عبد العزيز وصدقة بن خالد وأبي ضمرة أنس بن عياض الليثي ويحيى بن حمزة ومحمد بن شعيب بن شابور وجماعة كثيرة روى عنه البخاري في صحيحه والحسن بن علي الحلواني وأبو داود السجستاني في سننه وأبو حاتم الرازي وأبو زرعة الدمشقي وجماعة غيرهم قال أبو عبد الرحمن هو دمشقي ليس به بأس وقال أبو زرعة الدمشقي حدثني أبو النضر إسحاق بن إبراهيم الدمشقي قال ولدت سنة 141 وكان أبو مسهر يوثقه قال أبو زرعة وكان من الثقات البكائين وتوفي سنة 722
و الفراديس موضع قرب حلب بين برية خساف وحاضر طيء من أعمال قنسرين وإياها عنى المتنبي بقوله وقد اجتاز بها فسمع زئير الأسد أجارك يا أسد الفراديس مكرم فتسكن نفسي أم مهان فمسلم ورائي وقدامي عداة كثيرة أحاذر من لص ومنك ومنهم
فراس بنو فراس قرية بقرب تونس من إفريقية إليها ينسب عبد الرحمن بن محمد الفراسي الشاعر التونسي في كتاب الأنموذج مات بسوسة سنة 804
فراشا بفتح أوله وتخفيف ثانيه وبعد الألف شين معجمة وفراش القاع والطين ما يبس بعد نضوب الماء من الطين على وجه الأرض والفراش شيء يطير كالبعوض يتهافت في النار والخفيف من الرجال فراشهم وكل رقيق من عظم أو حديد فهو فراشة ومنه فراشة القفل وفراشا قرية مشهورة في سواد بغداد ينزلها الحاج قال فيها محمد بن إبراهيم المعثري المعروف بابن قربة نزلنا فراشا فراشت لنا من النبل غزلانها أسهما فصرنا فراشا لنار الهوى ترانا على وردها حوما ونحن أناس نحب الحديث ونكره ما يوجب المأثما وقد أنشدني هذه الأبيات صديقنا نجم الدين أبو الربيع سليمان بن عبد الله الريحاني قال أنشدنيها ابن قربة المذكور بمكة لنفسه
وببغداد محلة في نهر المعلى يقال لها درب فراشة
و فراشة موضع بالبادية قال الأخطل وأقفرت الفراشة والحبيا وأقفر بعد فاطمة الشفير
فراص صنم كان في بلاد سعد العشيرة عن أبي الفتح الأسكندري
فراض بكسر أوله وآخره ضاد معجمة جمع الفرضة مثل برمة وبرم وصحبة وصحاب وهي المشرعة والأصل في الفرضة الثلمة في النهر والفراض موضع بين البصرة واليمامة قرب فليج من ديار بكر بن وائل وفي كتاب الفتوح لما قصد خالد بن الوليد رضي الله عنه بغتة بني غالب

إلى الفرائض و الفراض تخوم الشام والعراق والجزيرة في شرقي الفرات واجتمعت عليه الروم والعرب والفرس فأوقع بهم وقعة عظيمة قال سيف قتل فيها مائة ألف ثم رجع خالد إلى الحيرة لعشر بقين من ذي الحجة سنة 21 قال القعقاع لقينا بالفراض جموع روم وفرس غمها طول السلام أبدنا جمعهم لما التقينا وبيتنا يجمع بني رزام فما فتئت جنود السلم حتى رأينا القوم كالغنم السوام وفي ذكر الفراض خبر استحسنته فأثبته ههنا قال أبو محمد الأسود كان أبو شافع العامري شيخا كبيرا فتزوج امرأة من قومه شابة فمكثت عنده حينا ثم دب إليها بعض الغواة وقال لها إنك تبلين شبابك مع هذا الشيخ وراودها عن نفسها فزجرته وقالت له لولا أني أعرف أمك وعفتها لظننتك لغير أبيك ويحك أتزني الحرة فانصرف عنها ثم تلطف لمعاودتها واستمالتها فقالت أما فجورا فلا ولكني إن ملكت يوما نفسي كنت لك قال فإن احتلت لأبي شافع حتى يصير أمرك بيدك أتختارين نفسك قالت نعم قال فخلا به يوما وقال يا أبا شافع ما أظن للنساء عندك طائلا ولا لك فيهن خيرا فقال كيف تظن ذاك يا ابن أخي وما خلق الله خلقا أشد من إعجاب أم شافع بي قال فهل لك أن تخاطرني في عشرين من الإبل على أن تخيرها نفسها فإن اختارتك فهي لك وإلا كانت لي قال انتظرني أعد إليك ثم أتى أم شافع فقص عليه أمره وما دعاه إليه فقالت يا أبا شافع أو تشك في حبي لك واختياري فرجع إليه وراهنه وأشهد بذلك على نفسه عدة من قومه ثم خيرها فاختارت نفسها فلما انقضت عدتها تزوجها الفتى فأنشد أبو شافع يقول حننت ولم تحنن أوان حنين وقلبت نحو الركب طرف حزين جرى بيننا الواشون يا أم شافع ففاضت دما بعد الدموع شؤوني كأن لم يكن منها الفراض محلة ولم يمس يوما ملكها بيميني ولن أتبطنها حلالا ولم تبت معاصمها دون الوساد تلني بلى ثم لم أملك سوابق عبرتي فواحسدا من أنفس وعيون فلا يثقن بعدي امرؤ بملاطف فما كل من لاطفته بأمين وما زادني الواشون يا أم شافع بكم وتراخي الدار غير حنين يشوق الحمى أهل الحمى ويشوقني حمى بين أفخاذ وبين بطون
فراغان بالفتح وبعد الألف غين معجمة وآخره نون من قرى مرو
فراغ بكسر أوله وآخره غين معجمة يجوز أن يكون جمع فرغ الدلاء وهو ما بين العراقي وكل إناء عند العرب فراغ وفراغ اسم موضع
فراقد بالضم وبعد الألف قاف مكسورة والفرقد والفرقود ولد البقرة وفراقد شعبة قرب المدينة قال ابن السكيت فراقد من شق

غيقة تدفع إلى وادي الصفراء وقال في موضع آخر فراقد هضبة حمراء في الحرة بواد يقال له راهط قال كثير وعن لنا بالجزع فوق فراقد أيادي سبا كالسحل بيضا سفورها
فران بفتح أوله وتخفيف ثانيه وآخره نون لا أدري ما أصله لأني لم أجد في بابه إلا الخبز الفرني ومختبزه الفرن وفران ماء لبني سليم يقال له معدن فران به ناس كثيرة وهو منسوب إلى فران بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة نزلت على بني سليم فدخلوا فيهم وصاروا منهم فكان يقال لهم بنو القين فلذلك قال خفاف بن عمرو متى كان للقينين قين طمية وقين بلي معدن بفران وقال حاتم بن رباب السلمي أتحسب نجدا ما فران إليكم لهنك في الدنيا بنجد لجاهل أفي كل عام يضربون وجوهكم على كل نهب وجهته الكوامل أراد إنك لجاهل إذ تحسب ماء فران نجدا وقصر ماء وهو ممدود ضرورة يحتمل أن يكون ما زائدة وهو أجود
فراوة بالفتح وبعد الألف واو مفتوحة وهي بليدة من أعمال نسا بينها وبين دهستان وخوارزم خرج منها جماعة من أهل العلم ويقال لها رباط فراوة بناها عبد الله بن طاهر في خلافة المأمون وممن نسب إليها أبو نعيم محمد بن القاسم الفراوي صاحب الرباط بفراوة سمع حميد بن زنجويه وغيره روى عنه أبو إسحاق محمد بن يحيى وغيره وكان مجتهدا في العبادة وأبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد بن محمد بن أحمد الفراوي شيخ شيوخنا كان إماما متفننا مناظرا محدثا واعظا مكرما لأهل العلم سمع أبا عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني وأبا حفص عمر بن أحمد بن محمد بن مسرور وأبا بكر محمد بن القاسم الصفار وأبا إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي وأبا بكر أحمد بن الحسن البيهقي وأبا القاسم القشيري وأبا المعالي الجويني وخلقا كثيرا سواهم روى عنه شيخنا المؤيد بن محمد بن علي الطوسي وأبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن سكينة بالإجازة وله مجالس في الوعظ والتذكير مجموعة ومات سنة 305 في شوال بنيسابور ودفن عند قبر محمد بن إسحاق بن حربة وكان مولده سنة إحدى وستين أو أربعين وأربعمائة ومنصور ابن عبد المنعم بن عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي أبو القاسم بن أبي المعالي بن أبي البركات بن أبي عبد الله بن أبي مسعود النيسابوري أحد العدول المزكين من بيت مشهور بالرواية قدم منصور بغداد وحدث بها عن جده أبي البركات وعن جد أبيه أبي عبد الله الفراوي وعاد إلى بلده وروى هناك الكثير عن جد أبيه وعن وجيه بن طاهر الشحامي ومولده في شهر رمضان سنة 225 وتوفي بنيسابور سنة 680
فراهان من رساتيق همذان ذكر حاله فيما بعد في فرهان
فراهينان بالفتح وبعد الألف هاء ثم ياء مثناة من تحت ساكنة ونون وآخره نون من قرى مرو
فربر بكسر أوله وقد فتحه بعضهم وثانيه مفتوح ثم باء موحدة ساكنة وراء بليدة بين جيجون وبخارى بينها وبين جيحون نحو الفرسخ وكان يعرف برباط طاهر بن علي وقد خرج منها جماعة من العلماء

والرواة منهم محمد بن يوسف البخاري راوية صحيح محمد بن اسماعيل البخاري يقال سمع الجامع من البخاري سبعون ألفا لم يبق أحد منهم سوى الفربري وروى أيضا عن علي بن خشرم المروزي روى عنه أبو زيد القاشاني وأبو محمد بن عبد الله بن أحمد بن حموية السرخسي وغيرهما ومات في ثالث شوال سنة 023 ومولده سنة 132 ومحمد بن علي بن عبد العزيز بن إبراهيم الكرابيسي ثم الفربري أبو البشر المعروف بالصغير فقيه صالح سمع أبا محمد عبد الكريم بن زكرياء بن سعيد الحافظ وأبا نصر أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد الريغذموني أجاز لأبي سعد وكانت ولادته في سنة 074 وتوفي في أوائل سنة 945 بفربر
فربيا من قرى عسقلان ينسب إليها أبو الغنائم محمود بن الفضل بن حيدر بن مطر الفربياني المطري لقيه السلفي وسمع الحديث عليه وعلى غيره
فربيط من كور مصر لها ذكر في الفتوح
فرتاج بكسر أوله وسكون ثانيه وتاء مثناة من فوقها وآخره جيم قال ابن الأعرابي من سمات الإبل الفرتاج ولم نجده قال الأزهري فرتاج موضع في بلاد طيء وقال غيره فرتاج ماء لبني أسد قال زيد الخيل الطائي فلو ان نصرا أصلحت ذات بينها لضجت رويدا عن مطالبها عمرو ولكن نصرا أدمنت وتخاذلت وقالوا عمرنا من محبتنا القفر فإن تمنعوا فرتاج فالعمر منهم فإن لهم ما بين جرثم فالغفر وقال الراعي المزني الكلبي كذا قال الآمدي قال وقد دخلت هذه القصيدة في شعر الراعي النميري ليوافق ابن سليمان حيث قال ما زال يفتح أبوابا ويغلقها دوني وأفتح بابا بعد إرتاج حتى أضاء سراج دونه بقر حور العيون ملاح طرفها ساج يكشرن للهو واللذات عن برد تكشف البرق عن ذي لجة داج كأنما نظرت دوني بأعينها عين الصريمة أو غزلان فرتاج وقال الأصمعي ويسيل في الثلبوت واد يقال له الرحبة فيه ماء لبني أسد يقال له فرتاج وأنشد لرجل من عذرة بفرتاج من أرض الخليفين أرقت جنوب وما لاح السماك ولا النسر ومن دون مسراها الذي طرقت به شماريخ من ريان يروى بها الغفر الغفر ولد الأروية والجمع أغفار وغفرة
فرتنى بفتح أوله وسكون ثانيه وتاء مثناة من فوق ونون مفتوحة مقصور يقال للأمة فرتنى وفرتنى قصر بمرو الروذ وكان أبو حازم قد حاصر فيه زهير بن ذؤيب العدوي الذي يقال له هزار مرد والهزار مرد أيضا عمرو بن حفص المهلبي كان واليا على إفريقية
الفرجان بفتح أوله وسكون ثانيه وجيم وبعد الألف نون تثنية الفرج وهو ههنا الثغر المخوف والجمع فروج سمي فرجا لأنه غير مسدود والفرج اسم يجمع سوآت الرجال والنساء والقبلان وما حواليهما كله فروج والفرج كل فرجة

بين شيئين وكان يقال لخراسان وسجستان الفرجان
فرج بضم أوله وسكون ثانيه وآخره جيم جمع فرج مثل سقف وسقف ونذكر معناه في فرج بعد وهي اسم مدينة آخر أعمال فارس
الفرج بفتح أوله وسكون ثانيه ثم جيم قد تقدم في الفرجان بعض اشتقاقه ونزيد ههنا قول النضر بن شميل فرج الوادي ما بين عدوتيه وهو بطنه والفرج طريق بين أضاخ وضرية وعن جنبتيه طخفة والرجام جبلان عن نصر
وفرج بيت الذهب هي مدينة الملتان كان المسلمون قد افتتحوها وبهم ضائقة فوجدوا فيها ذهبا كثيرا فاتسعوا به فسميت فرج بيت الذهب لذلك
فرج بالتحريك والجيم مدينة بالأندلس تعرف بوادي الحجارة وهي بين الجوف والشرق من قرطبة ولها مدن بينها وبين طليطلة ينسب إليها أيوب بن الحسين بن محمد بن أحمد بن عوف بن حميد بن تميم من أهل مدينة الفرج يكنى أبا سليمان ويعرف بابن الطويل رحل إلى المشرق فسمع من ابن أبي الموت ومن عبد الكريم بن أحمد بن شعيب الشيباني وعبد الواحد بن أحمد بن عبد الله بن مسلمة بن قتيبة وغيرهم واستقضاه الحكم المستنصر ببلده وكان أديبا حكيما قدم قرطبة وسمعت منه وتوفي سنة 283 أو 383 بوادي الحجارة وأنا يومئذ بالمشرق قاله ابن الفرضي
فرجيا بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الجيم والياء المثناة من تحت من قرى سمرقند
فرخشا بفتح أوله وثانيه وسكون الخاء المعجمة والشين وألف مقصورة من قرى بخارى
فرخشة بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الخاء المعجمة والشين قال العمراني اسم موضع
فرخوزديزه بالفتح ثم السكون وخاء معجمة وواو ساكنة وزاي ودال مكسورة وياء بعدها زاي مفتوحة وهاء من قرى نسف على فرسخ منها منها عمر بن محمد بن عبد الملك بن بنكي أبو حفص من مشيخة أبي المظفر السمعاني روى عنه عن أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد البلدي بلد نسف ذكر بأكثر من ذا في بيران
فردجان قلعة مشهورة من نواحي همذان من ناحية جرا ويقال لها براهان مات بها طاهر بن محمد بن أبي الحسن أبو منصور الإمام الهمذاني حفيد عبد الرحمن الإمام في ربيع الآخر سنة 324 وحمل إلى همذان قاله شيرويه
الفرد قال نصر بفتح الفاء وسكون الراء جبل من جبلين يقال لهما الفردان في ديار سليم بالحجاز وجاء في الشعر الفرد والفرد والفردان على الجمع
فردد بالفتح ثم السكون ودال مفتوحة وأخرى بعدها من قرى سمرقند
الفرد بالكسر ثم السكون ثم دال مهملة علم مرتجل موضع عند بطن إياد من ديار يربوع بن حنظلة كانت به وقعة كذا ضبطه نصر
فردوس بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح الدال المهملة وواو ساكنة وسين مهملة تقدم اشتقاقه في الفراديس وهو اسم روضة دون اليمامة قال السيرافي فردوس فعلول اسم روضة دون اليمامة
و فردوس الإياد في بلاد بني يربوع وهي الأولى فيما أحسب قال مالك بن نويرة ورد عليهم سرحهم حول دارهم ضراب ولم يستأنف المتوحد

حلول بفردوس الإياد وأقبلت سراة بني البرشاء لما تأبدوا وقال مضرس بن ربعي وذكر فردوس إياد فلما لحقناهم قرأنا عليهم تحية موسى ربه إذ يجاوره وقلن على الفردوس أول مشرب أجل جير إن كانت أبيحت دعائره فأما الأصيل الحلم منا فزاجر خفافا جلالا أو مشيرا فذاعره وأما بغاة اللهو منا ومنهم مع الربرب التالي الحسان محاجره فلما رأينا بعض من كان منهم أذى القول مخبوءا لنا وهو آخره صرفنا ولم نملك دموعا كأنها بوادي جمان بين أيد تناثره فألقت عصا التسيار عنها وخيمت بأرجاء عذب الماء بيض حفائره وباب الفردوس أحد أبواب دار الخلافة ببغداد وقال أبو عبيد السكوني الفردوس ماء لبني تميم عن يمين طريق الحاج من الكوفة منها فلاة إلى فلج إلى اليمامة وإليه يضاف غبيط الفردوس الذي ينسب إليه يوم الغبيط من أيام العرب
وقلعة الفردوس من أعمال قزوين مشهورة
فردة بالفتح ثم السكون ودال مهملة تأنيث الفرد وهو ما كان وحده ورواه نصر بالقاف وفتح الراء والله أعلم وهو اسم جبل بالبادية سمي بذلك لانفراده عن الجبال
و الفردة ماء بالثلبوت لبني نعامة وقال الراعي النميري عجبت من السارين والريح قرة إلى ضوء نار بين فردة فالرحا إلى ضوء نار يشتوي القد أهلها وقد يكرم الأضياف والقد يشتوى وقال نصر فردة جبل في ديار طيء يقال له فردة الشموس وقيل ماء لجرم في ديار طيء هناك قبر زيد الخيل قال أبو عبيدة قفل زيد الخيل من عند رسول الله صلى الله عليه و سلم ومن معه قال إني قد أثرت في هذا الحي من قيس آثارا ولست أشك في قتالهم إياي إن مررت بهم وأنا أعطي الله عهدا ألا أقاتل مسلما أبدا فتنكبوا عن أرضهم وأخذوا به على ناحية من طريق طيء حتى انتهوا إلى فردة وهو ماء من مياه جرم فأخذته الحمى فمكث ثلاثا ثم مات وقال قبل موته أمطلع صحبي المشارق غدوة وأترك في بيت بفردة منجد سقى الله ما بين القفيل فطابة فما دون أرمام فما فوق منشد هنالك إني لو مرضت لعادني عوائد من لم يشف منهن يجهد فليت اللواتي عدنني لم يعدنني وليت اللواتي غبن عني عودي كذا ذكر جماعة من أهل اللغة ووجدت بخط ابن الفرات مقيدا في غير موضع قردة بالقاف وقال الواقدي ذو القردة من أرض نجد وقال ابن إسحاق وسرية زيد بن حارثة الذي بعثه النبي صلى الله عليه و سلم فيها حين أصابت عير قريش وفيها أبو سفيان بن حرب على الفردة ماء من مياه نجد كذا ضبطه ابن الفرات بفتح الفاء وكسر الراء

وقال غير ابن إسحاق هو موضع بين المدينة والشام وقال موسى بن عقبة وغزوة زيد بن حارثة بثنية القردة كذا ضبطه أبو نعيم بالقاف قال وهذا الباب فيه نظر إلى الآن لم يتحقق فيه شيء
فردى موضع في شعر أبي صخر الهذلي حيث قال لمن الديار تلوح كالوشم بالجابتين فروضة الحزم فبرملتي فردى فذي عشر فالبيض فالبردان فالرقم
الفردين فلاة بعيدة في قول طرفة فغودر بالفردين أرض نطية مسيرة شهر دائب لا نواكله
فرزاذ بفتح أوله وتشديد ثانيه وفتحه ثم زاي وآخره ذال معجمة من قرى الري
فرزاميثن بالفتح ثم السكون وزاي وبعد الألف ميم مكسورة وياء متأخرة وثاء مثلثة ونون محلة بسمرقند
الفرزل ناحية من نواحي معرة النعمان في العلاة والعلاة كورة من كورها و الفرزل أيضا من قرى بقاع بعلبك كبيرة نزهة في لحف جبلها الغربي فيها الزبيب الجوزاني ويعمل بها الملبن المسمى بجلد الفرس وهو من خصائصها وبها قوم يعرفون ببني رجاء وهم رؤساؤها معروفون بالكرم وإقراء الضيوف والتجمل الظاهر في الملبس والمأكل والمشرب والمركب
فرزن بفتح أوله وثانيه والزاي والنون من قرى هراة
الفرزة قال الحفصي بحد الحفيرة باليمامة جبل يقال له المرقب ثم تمضي في فلاة حتى تفضي إلى الفرزة وبحذائها شناخيب من العارض يقال لها أسنان بلالة
فرزين من نواحي كرمان ثم من قرى خناب
فرزين بفتح أوله وتشديد ثانيه وكسر الزاي وياء ساكنة ونون اسم قلعة على باب الكرج بين همذان وأصبهان
فرس بفتح أوله وسكون الراء والسين مهملة في أرض هذيل قال أبو بثينة القرمي الهذلي ألا أبلغ يمانينا بأنا جدعنا آنف الحدرات أمس تركناهم ولا نرثي عليهم كأن جلودهم طليت بورس فأعلوهم بنصل السيف ضربا وقلت لعلهم أصحاب فرس
فرساباذ بالفتح ثم السكون وسين مهملة وبعد الألف باء موحدة وآخره ذال من قرى مرو
فرسان بضم أوله وسكون ثانيه وآخره نون بلفظ جمع فارس من قرى إفريقية نحو المغرب
فرسان بكسر أوله وسكون ثانيه وآخره نون من قرى أصبهان وقاله السلفي بضم الفاء وقد نسب إليها قوم من أهل الحديث منهم أبو الحجاج يوسف بن إبراهيم بن شيث بن يزيد مولى بني أسد أسد قريش كان يحفظ فتاوى أبي مسعود الرازي سمع من أبي نعيم وغيره وأبو الحسن علي بن عمر بن عبد العزيز بن عمران الفرساني حدث عنه ابن مردويه في تاريخه وأبو إسحاق إبراهيم بن أيوب الفرساني العنبري من أهل أصبهان يروي عن الثوري والمبارك بن فضالة وغيرهما روى عنه عبد الله بن داود وكان عابدا وبذال بن سعد بن خالد

ابن محمد بن أيوب أبو محمد الفرساني روى عن محمد بن بكير الحضرمي حدث عنه عبد الله بن عدي الجرجاني وذكر أنه سمع منه ببغداد
فرسان بالفتح والتحريك وآخره نون من نواحي فرسان ويقال سواحل فرسان قال ابن الكلبي مال عنق من البحر إلى حضرموت وناحية أبين وعدن ودهلك فاستطار ذلك العنق وطعن في تهائم اليمن في بلاد فرسان والحكم بن سعد العشيرة وكل ذلك يقال له سواحل فرسان قال ابن الكلبي فرسان منهم من ينتسب إلى كنانة ومنهم من ينتسب إلى تغلب وقال ابن الحائك من جزائر اليمن جزائر فرسان و فرسان قبيلة من تغلب كانوا قديما نصارى ولهم في جزائر فرسان كنائس قد خربت وفيهم بأس وقد تحاربهم بنو مجيد ويحملون التجارة إلى بلد الحبش ولهم في السنة سفرة وينضم إليهم كثير من الناس ونساب حمير يقولون إنهم من حمير
الفرس بضم الفاء وقيل بكسرها والسين مهملة واد بين المدينة وديار طيء على طريق خيبر بين ضرغد وأول
الفرس بالكسر ثم السكون وآخره سين مهملة وهو في لغة العرب ضرب من النبات واختلف الأعراب فيه فقال أبو المكارم بضم الميم هو القضقاض وقال غيره هو الشرشر وقال آخر هو الحبن وقال قوم هو البروق والفرس جبل بناحية عدنة على مسيرة يوم من النقرة لبني مرة بن عوف بن كعب وحكى الأديبي أن قصر الفرس أحد قصور الحيرة الأربعة
فرشابور بفتح أوله وسكون ثانيه وشين معجمة وباء موحدة بعد الألف وواو ساكنة وراء وعامة تلك البلاد يقولون برشاوور مدينة وولاية واسعة من أعمال لهاور بينها وبين غزنة لها ذكر في الأخبار
الفرش بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره شين معجمة والفرش يأتي في كلامهم على معان الفرش من فرشت الفراش معلوم والفرش الزرع إذا صار بثلاث ورقات أو أكثر والفرش اتساع في رجل البعير وهو مدح فاذا كثر فهو عقل وهو ذم والفرش صغار الإبل في قوله تعالى و من الأنعام حمولة وفرشا وقال بعض أهل التفسير والبقر والغنم أيضا من الفرش والفرش أيضا واد بين غميس الحمام وملل وفرش وصخيرات الثمام كلها منازل نزلها رسول الله صلى الله عليه و سلم حين سار إلى بدر
وملل واد ينحدر من ورقان جبل مزينة حتى يصب في الفرش فرش سويقة وهو متبدى بني حسن بن علي بن أبي طالب وبني جعفر بن أبي طالب ثم ينحدر من الفرش حتى يصب في إضم ثم يفرغ في البحر و فرش الجبا موضع في الحجاز أيضا قال كثير أهاجك برق آخر الليل وأصب تضمنه فرش الجبا فالمسارب حدث الزبير بن بكار وغيره قال كان محمد بن بشير الخارجي من بني خارجة بن عدوان منقطعا إلى أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن عبد العزى جد ولد عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم من جهة أمهم هند بنت أبي عبيدة وكان إليه محسنا وبه بارا قد كفاه عياله وفرغ عن طلب المعيشة باله

فمات أبو عبيدة وكان ينزل الفرش من ملل فجزعت ابنته هند أم ولد عبد الله بن الحسن جزعا شديدا فكلم عبد الله بن الحسن الخارجي في أن يدخل إليها فيعزيها ويؤنسها عن أبيها فدخل معه إليها فلما وقعت عينه عليها صاح بأعلى صوته فقومي اضربي عينيك يا هند لن تري أبا مثله تسمو إليه المفاخر وكنت إذا فاخرت أسميت والدا يزين كما زان اليدين الأساور فإن تعوليه تشف يوم عويله غليلك أو يعذرك في القوم عاذر وتحزنك ليلات طوال وقد مضت بذي الفرش ليلات السرور القصائر فلقاك ربا يغفر الذنب رحمة إذا بليت يوم الحساب السرائر وقد علم الإخوان أن بناته صوادق إذ يندبنه وقواصر إذا ما ابن زاد الركب لم يمس ليلة قفا صفر لم يقرب الفرش صافر ألا أيها الناعي ابن زينب غدوة نعيت فتى دارت عليه الدوائر لعمري لقد أمسى قرى الضيف عاتما بذي الفرش لما غيبتك المقابر إذا شرقوا نادوا صداك ودونه من البعد أنفاس الصدور الزوافر قال فقامت هند فصكت وجهها وعينها وصاحت بويلها وحربها والخارجي يصيح معها حتى لقيا جهدا فقال له عبد الله بن الحسن ألهذا دعوتك ويحك فقال أظننت أنني أعزيها عن أبي عبيدة والله ما يسليني عنه أحد ولا لي عزاء عنه فكيف يسليها عنه من ليس يسلوه
فرشوط بكسر أوله وسكون ثانيه وشين معجمة مفتوحة وواو ساكنة وطاء مهملة قرية كبيرة على شاطىء غربي النيل من الصعيد
الفرضة بضم أوله وسكون ثانيه وضاد معجمة وقد تقدم اشتقاقه في فراض قرية بالبحرين لبني عامر بن الحارث بن عبد القيس يكثر بها التعضوض نوع من التمر ينسب إليها أحمد بن هبة الله بن محمد بن أحمد بن مسلم الفرضي أبو عبد الله المقرىء كان من أهل البصرة سكن دسكرة نهر الملك وتولى الخطابة بها إلى حين وفاته قرأ القرآن على أبي ياسر الحمامي والحسن بن محمد الملاح وثابت بن بندار وسمع من أبي الحسن علي بن قريش وروى عنهم وكان الناس يخرجون إليه ويسمعون منه فكتب عنه جماعة منهم المبارك بن كامل وإبراهيم بن محمود الشعار وأحمد بن طارق وعبد العزيز بن الأخضر
فرضة نعم بشط الفرات قال ابن الكلبي سميت بأم ولد لتبع ذي معاهر وهو حسان بن تبع أسعد أبي كرب الحميري يقال لها نعم وكان أنزلها على الفرضة وبنى لها بها قصرا فسميت بها
فرطس بالفتح ثم السكون وفتح الطاء والسين المهملة من قرى سواد بغداد ينسب إليها أحمد بن أبي الفضل بن علي أبو العباس المقرىء الضرير الفرطسي سمع أبا الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي وأبا غالب أحمد بن الحسن بن البناء وأبا الفضل محمد بن ناصر وغيرهم سمع منه أبو المحاسن عمر بن علي الدمشقي وعبد العزيز بن الأخضر
فرطسا قرية بمصر قرب الإسكندرية

فرط بالفتح ثم السكون وآخره طاء مهملة والفرط العجلة والفرط اليوم بين اليومين وفرط موضع بتهامة قرب الحجاز قال غاسل بن غزية الجربي الهذلي أمن أميمة لا طيف ألم بنا بجانب الفرع والأعداء قد رقدوا سرت من الفرط أو من رملتين فلم ينشب بها جانبا نعمان فالنجد وقيل الفرط طريق بتهامة وقال عبد مناف بن ربع الهذلي فما لكم والفرط لا تقربونه وقد خلته أدنى مآب لقافل
فرط بضمهما والطاء المهملة والفرط الجبل الصغير وجمعه أفراط وهي آكام شبيهات بالجبال وفرط موضع بعينه قال أبو زياد الفرط طرف العارض عارض اليمامة حيث انقطع في رمل الجزء وأنشد أبو زياد لوعلة الجرمي في ذلك اسأل مجاور جرم هل جنيت لهم جرما يفرق بين الجزء والخلط وهل علوت بجرار له لجب يعلو المخارم بين السهل والفرط وهل تركت نساء الحي معولة في عرصة الدار يستوقدن بالغبط هذا كله عن أبي زياد
فرعان فعلان بالضم من الفرع وهو من كل شيء أعلاه وهو جبل من ذي خشب يتبدى إليه الناس قال كثير كأن أناسا لم يحلوا بتلعة فيسموا ومغناهم من الدار بلقع ويمرر عليها فرط عامين قد خلت وللوحش فيها مستراد ومرتع إذا ما علتها الشمس ظل حمامها على مستقلات الغضا يتفجع ومنها بأجزاع المقاريب دمنة وبالسفح من فرعان آل مصرع مغاني ديار لا تزال كأنها بأفنية الشطآن ريط مضلع
الفرع بضم أوله وسكون ثانيه وآخره عين مهملة هو جمع إما للفرع مثل سقف وسقف وهو المال الطائل المعد وإما جمع الفارع مثل بازل وبزل وهو العالي من كل شيء الحسن وإما جمع الفرع بالتحريك مثل فلك وفلك كانت الجاهلية إذا تمت إبل أحدهم مائة قدم منها بكرا فنحره لصنمه فذلك الفرع والفرع أيضا طول الشعر والفرع قرية من نواحي المدينة عن يسار السقيا بينها وبين المدينة ثمانية برد على طريق مكة وقيل أربع ليال بها منبر ونخل ومياه كثيرة وهي قرية غناء كبيرة وهي لقريش الأنصار ومزينة وبين الفرع والمريسيع ساعة من نهار وهي كالكورة وفيها عدة قرى ومنابر ومساجد لرسول الله صلى الله عليه و سلم قال ابن الفقيه فأما أعراض المدينة فأضخمها الفرع وبه منزل الوالي وبه مسجد صلى به النبي صلى الله عليه و سلم وقال السهيلي هو بضمتين قال ويقال هي أول قرية مارت إسماعيل وأمه التمر بمكة وهي من ناحية المدينة وفيها عينان يقال لهما الربض والنجف تسقيان عشرين ألف نخلة
الفرع بالفتح ثم السكون والعين مهملة وهو أعلى الشيء وهو المال الطائل أيضا وذو الفرع

أطول جبل بأجإ وأوسطه وقال نصر الفرع موضع من وراء الفرك
الفرع بالتحريك وآخره عين مهملة والفرع كثرة الشعر كأنه لعشبه سمي بذلك وهو موضع بين الكوفة والبصرة قال سويد أرق العين خيال لم يدع من سليمى ففؤادي منتزع حل أهلي حيث لا أطلبها جانب الحصن وحلت بالفرع وقال الأعشي فاحتلت الغمر فالجدين فالفرعا
الفرعة بالفتح ثم السكون وعين مهملة والفرعة جلدة تزاد في القربة إذا لم تكن وفراء تامة والفرعة قرية لبولان في أجإ وما أظنه أريد به إلا الفرع بمعنى العلو وإنما أنث لتأنيث القربة
فرغان بلد باليمن من مخلاف زبيد
فرغانة بالفتح ثم السكون وغين معجمة وبعد الألف نون مدينة وكورة واسعة بما وراء النهر متاخمة لبلاد تركستان في زاوية من ناحية هيطل من جهة مطلع الشمس على يمين القاصد لبلاد الترك كثيرة الخير واسعة الرستاق يقال كان بها أربعون منبرا بينها وبين سمرقند خمسون فرسخا ومن ولايتها خجندة قال بطليموس مدينة فرغانة طولها مائة وثلاث وعشرون درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان بيت حياتها وبيت حياة العالم برج الثور تسع درجات منه وطالعها الحوت وبفرغانة في الجبال الممتدة بين الترك وبينها من الأعناب والجوز والتفاح وسائر الفواكه والورد والبنفسج وأنواع الرياحين مباح ذلك كله لا مالك له ولا مانع يمنع الآخذ منه وكذلك في جبالها وجبال كثيرة مما وراء النهر من الفستق المباح ما ليس ببلد غيره قال الإصطخري فرغانة اسم الإقليم وهو عريض موضوع على سعة مدنها وقراها وقصبتها أخسيكث وليس بما وراء النهر أكثر من قرى فرغانة وربما بلغ حد القرية مرحلة لكثرة أهلها وانتشار مواشيهم وزروعهم وممن ينسب إلى فرغانة حاجب بن مالك ابن اركين أبو العباس التركي الفرغاني سكن دمشق وحدث بها عن أحمد بن إبراهيم بن فيل البالسي وأحمد بن حمدون وعمرو بن علي وعلي بن حرب وأبي حاتم الرازي وهلال بن العلاء وغيرهم كثيرين روى عنه أبو سعيد بن الأعرابي ويوسف بن القاسم الميانجي وأبو بكر بن أبي دجانة وجماعة وافرة سواهم أئمة نحو أبي أحمد بن عدي وأبي القاسم الطبراني قال الدارقطني ليس به بأس مات بدمشق سنة 036 قاله أبو نعيم الحافظ وفي كتاب ابن الفقيه كان أنوشروان بناها ونقل إليها من كل أهل بيت واحدا وسماها أزهر خانه أي من كل بيت ويقال فرغانة قرية من قرى فارس ينسب إليها أبو الفتح محمد بن إسماعيل الفارسي الفرغاني دخل نيسابور وسمع من أبي يعلى المهلبي وغيره قال البحتري يصف شعره إن شعري سار في كل بلد واشتهى رقته كل أحد أهل فرغانة قد غنوا به وقرى السوس وألطا وسدد وقرى طنجة والسوس التي بمغيب الشمس شعري قد ورد

الفرغ بالفتح ثم السكون وآخره غين معجمة والفرغ مفرغ الدلو وهو ما بين العراقي وفرغ القبة وفرغ الحفر بلدان لتميم بين الشقيق وأود وخفاف وفيها ذئاب تأكل الناس
فرغليط بضم أوله وسكون ثانيه وغين معجمة مضمومة ولام مكسورة وياء ساكنة وطاء مهملة قرية من نواحي شقورة بالأندلس منها أبو الحسن علي بن سليمان المرادي الشقوري الفرغليطي الفقيه الشافعي الحافظ رحل إلى خراسان سنة 525 وأقام بها مدة وتفقه على محمد بن يحيى الخبري وسمع بها الحديث الكثير عن أبي عبد الله الفراوي وأبي محمد السيدي وأبي المظفر القشيري وأبي القاسم الشحامي وأبي المعالي القاري وغيرهم وكتب الكثير بخطه وصحب الشيخ أبا عبد الرحمن الأكاف الزاهد وتأدب بأدبه ثم رجع إلى العراق وحج ثم عاد إلى دمشق وأقام بها يسيرا ثم ندب إلى التدريس بحلب فتوجة إليها وأقام بها مدة يدرس في مدرسة ابن العجمي إلى أن أدركه أجله وكان متعيشا صلبا في السنة ومات بحلب في سابع ذي الحجة سنة 445
فرغول بالفتح ثم السكون وغين معجمة وواو ساكنة ولام من قرى دهستان منها عمر بن محمد بن الحسن بن علي بن إبراهيم الفرغولي الدهستاني الجرجاني الأديب أبو حفص ولد بدهستان ونشأ بجرجان مدة وسكن نيسابور مدة ثم انتقل عنها إلى مرو وتوطنها إلى أن مات بها وكان أديبا فاضلا متكلما عالما باللغة والنحو صحب الأئمة وكان كثير المحفوظ من الحكايات في نكت المشايخ وسيرهم والأشعار المليحة سمع الحديث ببلاده غالبا فأفاده عمر بن أبي الحسن الرواسي الحافظ وسمع بنفسه بنيساور وسائر بلاد خراسان وكانت له ثروة حسنة وكفاية وكان يحتلط في أداء الزكاة ويبالغ في إكرام أهل الرباط وسمع بدهستان أبا أحمد عبد الحكيم بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين الخياط الأسفراييني الواعظ صاحب عبد الرحمن السلمي وبجرجان أبا القاسم إسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي وابن عمه أبا نصر أحمد بن المبشر بن إسماعيل الإسماعيلي وأبا تميم كامل بن إبراهيم الخندقي وأبا القاسم إبراهيم بن عثمان بن إبراهيم الخلالي وبنيسابور أبا الحسين أحمد بن عبد الرحمن الكناني المقري وأبا القاسم إسماعيل بن زاهر النوقاني وطاهر بن محمد الشحامي وموسى بن عمران الأنصاري وعثمان بن المحمى وأحمد بن خلف الشيرازي وأبا بكر محمد بن إسماعيل التفليسي سمع منه أبو سعد وأبو القاسم الدمشقي وكان مولده في سادس عشر شعبان سنة 546 ومات بمرو في جمادى الآخرة سنة 835
فرفقاباذ من قرى أرمية منها الحسن بن الحسن الشحام أبو علي الأرموي الفرفقاباذي قدم نيسابور وحدث عن أبي بكر محمد بن علي الفرفقاباذي من مشايخ ناحيته ذكره في السياق
فرقب بضم أوله وسكون ثانيه وقاف وباء موحدة موضع قال الفراء ينسب إليه زهير الفرقبي من أهل القرآن وقال الأزهري الفرقبية ثياب بيض من كتان والقرقبية كذلك
فرقد بالفتح ثم السكون ثم قاف مفتوحة ودال وهو ولد البقرة اسم موضع ببخارى

فرقصة بالضم ثم السكون وقاف مضمومة وصاد مهملة حصن من أعمال دانية بالأندلس ينسب إليها الأكسية الفرقصية
فرقلس بضم أوله وسكون ثانيه وضم القاف وسكون اللام وسين مهملة عجمي اسم ماء قرب سلمية بالشام
فرقين بالفتح ويروى بالكسر ثم السكون والقاف بلفظ تثنية فرق ذات فرقين هضبة بين البصرة والكوفة لبني أسد وهو جبل متفرق مثل سنام الفالج قال عبيد فراكس فثعيلبات فذات فرقين فالقليب وقال الأصمعي ذو فرقين علم بشمالي قطن
فركان بضم أوله وثانيه وتشديد الكاف وآخره نون قال العمراني فركان وضبطه بالكسر أرض واسعة وحكى عن غيره بأن قال فركان بضمتين وتشديد الكاف قيده هكذا موضع وهو من أبنية سيبويه
فرك بفتح أوله وسكون ثانيه والكاف وبعض يفتح الراء من قرى أصبهان ونسبوا إليها بسكون الراء أبا النجم بدر بن دلف بن يوسف الفركي سمع من أبي نصر الكسار حدث عنه أبو طاهر السلفي الحافظ ومات سنة 205 وقال الفرك قرية من قرى الدور
فرك موضع في شعر الشاعر هل تعرف الدار بأعلى ذي فرك
الفرك بالكسر ثم السكون ثم الكاف قرية كانت قرب كلواذى ذكرها أبو نواس في شعره فقال أحين ودعنا يحيى لرحلته وخلف الفرك واستعلى لكواذى وينسب إلى الفرك محفوظ بن إبراهيم الفركي حدث عن سلام بن سليمان المدائني روى عنه أبو عيسى الختلي موسى بن موسى يعرف بالشص
الفرما بالتحريك والقصر في الإقليم الثالث طولها من جهة المغرب أربع وخمسون درجة وأربعون دقيقة وعرضها إحدى وثلاثون درجة ونصف وهو اسم عجمي أحسبه يونانيا ويشركه من العربية وقد يمد إن الفرم شيء تعالج به المرأة قبلها ليضيق ومنه يقال يا ابن المستفرمة بعجم الزبيب وقيل هو الخرق التي تستد بها إذا حاضت وأفرمت الحوض ملأته في لغة هذيل قال أبو بكر محمد ابن موسى الفرما مدينة على الساحل من ناحية مصر ينسب إليها أبو علي الحسين بن محمدب بن هارون بن يحيى بن يزيد الفرمي قيل إنه من موالي شرحبيل بن حسنة حدث عن أحمد بن داود المكي ويحيى بن أيوب العلاف مات في سنة 433 وقال الحسن بن محمد المهلبي وأما الفرما فحصن على ضفة البحر لطيف لكنه فاسد الهواء وخمه لأنه من كل جهة حوله سباخ تتوحل فلا تكاد تنضب صيفا ولا شتاء وليس بها زرع ولا ماء يشرب إلا ماء المطر فإنه يخزن في الجباب ويخزنون أيضا ماء النيل يحمل إليهم في المراكب من تنيس وبظاهرها في الرمل ماء يقال له العذيب ومياه غيره في آبار بعيدة الرشاء وملحة تنزل عليها القوافل والعساكر وأهلها نحاف الأجسام متغيرو الألوان وهم من القبط وبعضهم من العرب من بين جرى وسائر جذام وأكثر متاجرهم في النوى والشعير والعلف لكثرة اجتياز القوافل بهم ولهم بظاهر مدينتهم نخل كثير له

رطب فائق وتمر حسن يجهز إلى كل بلد قال أهل السير كان الفرما والإسكندر أخوين بنى كل واحد مدينة فقال الإسكندر قد بنيت مدينة إلى الله فقيرة وعن الناس غنية فبقيت بهجتها ونضرتها إلى اليوم وقال الفرما قد بنيت مدينة إلى الناس فقيرة وعن الله غنية فلا يمر يوم إلا وفيها شيء ينهدم حتى إنه في زماننا هذا لا يعرف أحد أثر بنائها لأنها خربت وسفت عليها الرمال وهي مدينة قديمة بين العريش والفسطاط قرب قطية وشرقي تنيس على ساحل البحر على يمين القاصد لمصر وبينها وبين بحر القلزم المتصل ببحر الهند أربعة أيام وهو أقرب موضع بين البحرين بحر المغرب وبحر المشرق وهي كثيرة العجائب غريبة الآثار ذكر أهل مصر أنه كان فيها طريق إلى جزيرة قبرس في البر فغلب عليها ماء البحر وكان بها مقطع الرخام الأبلق فغلب عليه البحر أيضا وكان مقطع الرخام الأبيض بلوينة غربي الإسكندرية وقال ابن قديد كان أحمد بن المدبر قد أراد هدم أبواب الفرما وكانت من حجارة شرقي حصن الفرما فخرج أهل الفرما ومنعوه من ذلك وقالوا إن هذه الأبواب التي ذكرت في كتاب الله قال يعقوب لبنيه يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة فتركها ونخلها كان من العجب فإنه كان يتمر حين ينقطع البسر والرطب من سائر البلدان فإنه يبتدىء حين يأتي كوانين فلا ينقطع أربعة أشهر حتى يجيء البلح في الربيع في غيرها من البلاد ولا يوجد هذا بالبصرة ولا غيرها ويكون في بسرها ما تزن البسرة قريبا من عشرين درهما ويكون منه ما يقارب أن يكون فترا وفتحها عمرو بن العاص عنوة في سنة 81 في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد ذكرها أبو نواس في قصيدته التي مدح فيها الخصيب فقال وأصبحن قد فوزن عن نهر فطرس وهن عن البيت المقدس زور طوالب بالركبان غزة هاشم وبالفرما من حاجهن شقور ولما أتت فسطاط مصر أجارها على ركبها ألا تزال مجير من القوم بسام كأن جبينه سنا الصبح يسري ضوؤه فينير وينسب إليها أبو علي الحسين بن محمد بن هارون بن يحيى الفرمي حدث عن أحمد بن داود المكي وكان ثقة توفي سنة 433 في ذي القعدة
فرميشكان قرية لا أدري أين هي وما أظنها إلا فارسية منها أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الحسين الفرميشكاني الفقيه الأديب نزيل البيضاء سمع منه أبو مسعود كوتاه عبد الجليل بن محمد بن عبد الواحد الأصبهاني البيضاوي المنتقى من أسماء القرى روى له عن أبي الحسن محمد بن منصور بن محمد بن عمر الشيرازي
فرمانيرداباذ قرية على طريق هراة خرجت وبقيت آثارها على رأس جبل هناك
فرناباذ بعد الراء الساكنة نون وبعد الألف الأولى باء موحدة وآخره ذال قرية كبيرة عامرة بينها وبين مرو خمسة فراسخ
فرنداباذ بالكسر ثم الفتح ثم نون ودال بعدها ألف ثم باء موحدة وآخره ذال قرية على باب نيسابور
فرنداذ بكسر أوله وثانيه ثم نون ساكنة بعدها دال وآخره ذال قال أبو منصور هو جبل

بناحية الدهناء وبحذائه جبل آخر يقال لهما الفرنداذان قال ذو الرمة تنفي الطوارف عنه دعصتا بقر ويافع من فرنداذين ملموم وقوله الطوارف يعني العيون الواحدة طارفة ويافع ما أشرف من الرمل وملموم مدار مجموع
يقول الدعصتان تحجبان عن الظبي الأبصار وقد أفرده رؤبة بن العجاج فقال وبالفرنداذ له أمطي الأمطي شجر قال معمر بن المثنى لما حضرت ذا الرمة الوفاة قال أين تريدون أن تدفنوني قالوا وأين ندفنك إلا في بطن من بطون الأرض قال إن مثلي لا يدفن في البطون والوهاد قالوا فما نصنع قال أين أنتم عن الفرنداذين قال فحملنا الشوك والشجر إلى فرنداذين فحفرنا له في أعلاه وزبرناه بالشوك والشجر فأنت إذا رأيت موضع قبره رأيته من مسيرة ثلاث في أعلى فرنداذين وهما رملان بالدهناء مرتفعان جدا
فرنكد بفتحتين وسكون النون وفتح الكاف ودال مهملة قرية قريبة من سمرقند
فرنة موضع في شعر هذيل روى أبو عمرو الشيباني لأهبان بن لغط الدؤلي ألا أبلغ لديك بني قريم مغلغلة يجيء بها الخبير فما إن حب غانية عناني ولكن رجل فرنة يوم صير وروى غيره رجل راية
فرنيفثان بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر النون وياء ساكنة ثم فاء مفتوحة وثاء مثلثة وآخره نون قرية من قرى خوارزم
فروات بفتح أوله وثانيه وآخره تاء موضع بفارس
فرواجان بفتح أوله وسكون ثانيه وبعد الألف جيم آخره نون قرية من قرى مرو
فروان بفتح أوله وآخره نون بليدة قريبة من غزنة ينسب إليها أبو وهب منبه بن محمد بن أحمد بن المخلص الفرواني الواعظ
كان زاهدا سمع أبا حامد محمد بن أحمد الشجاعي روى عنه أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم القهستاني وحدث عنه بحلب أبو بكر محمد بن الحسن الغزنوي وغيرهما توفي في حدود سنة 005
الفروان ساق الفروين جبل في أرض بني أسد بنجد وأنشد الحفصي أقفر من خولة ساق فروين فالحضر فالركن من أبانين وساق جبل آخر يذكر مفردا ومضافا
وذو الفروين جبال بالشام
الفرود بالفتح كأنه فعول من الإفراد اسم موضع قال عبيد بن أيوب يذكره ولو أن قارات حوالي جلاجل يسمين سلمى والفرود وحوملا يوازن ما بي من هوى وصبابة لكان الذي ألقى من الشوك أثقلا
الفروسيج بفتح أوله وثانيه وسكون الواو وسكون السين فالتقى ساكنان لأنها عجيمة وياء مثناة من تحت مفتوحة وآخره جيم موضع من أعمال بادوريا أدخل المنصور في عمارة بغداد أكثره
الفروع وقد ذكرنا معناه فيما تقدم دارة الفروع موضع قال البريق الهذلي

ألم تسل عن ليلى وقد ذهب العمر وقد أوحشت منها الموازج والحضر وقد هاجني منها بوعساء فروع وأجزاع ذي اللهباء منزلة قفر
الفروق جمع فرق وهو موضع المفرق من الرأس والفروق جمع تفريق ما بين الشيئين ويجوز أن يكون جمع فرق وهو القطيع العظيم من الغنم أو جمع فرق وهو الطائفة من الناس قال أبو منصور وفروق موضع أو ماء في ديار بني سعد قال وأنشدني رجل منهم لا بارك الله على الفروق ولا سقاها صائب البروق هكذا ضبطه الأزهري بخط يده بضم أوله
الفروق بالفتح وباقيه كالذي قبله من قولهم فلان فروق أي جزوع عقبة دون هجر إلى نجد بين هجر ومهب الشمال وكان فيه يوم من أيامهم لبني عبس على بني سعد بن زيد مناة بن تميم فقال عنترة العبسي ألا قاتل الله الطلولو البواليا وقاتل ذكراك السنين الخواليا ونحن منعنا بالفروق نساءنا نطرف عنها مشعلات غواشيا حلفنا لكم بالخيل تدمى نحورها ندومن لكم حتى تهزوا العواليا في قصيدة طويلة ويوم الفروقين أيضا من أيامهم قال ذو الرمة كأنها أخدري بالفروق له على جواذب كالأدراك تغريد الجاذبة القليلة اللبن والأدراك جمع درك وهو الجبل وتغريد تطريب وقال سبيع بن الخطيم ولقد هبطت الغيث أصبح عازبا أنفا به عوذ النعاج وقوف متهجمات بالفروق وثبرة حين ارتبأن كأنهن سيوف و الفروق لقب للقسطنطينية في شعر أبي تمام حيث قال وقعة زعزعت مدينة قسطنطين حين ارتخت بسور فروق إنه أراد بفروق القسطنطينية وسوق فروق موضع بالقسطنطينية
فرهاذجرد بالكسر ثم السكون ثم هاء وبعد الألف ذال معجمة وجيم مكسورة وراء ساكنة ودال مهملة من قرى مرو
فرهان بالفتح ثم السكون وهاء وآخره نون وبعض يقول فراهان ملاحة في رستاق همذان وهي بحيرة تكون أربعة فراسخ في مثلها فإذا كانت أيام الخريف واستغنى أهل تلك الرساتيق عن المياه صوبوها إلى هذه البحيرة فإذا امتلأت صارت ملحا يأخذه الناس ويحمله الأكراد وغيرهم إلى البلدان فيباع وزعم ابن الكلبي أن بليناس طلسم هذه البحيرة أن تكون ملحا ما لم يمنع منها الناس فمتى منع منها نشفت أولا ولم يوجد فيها شيء من الملح
فرهاذان أظنها من قرى نسا بخراسان ينسب إليها عبد الله بن محمد بن سيار أبو محمد الفرهاذاني ويقال الفرهياني النسائي سمع بدمشق هشيم بن عمار وأبا عثمان القاسم بن عبد الملك ودحيما وبمصر عبد الملك بن شعيب بن الليث وجعفر بن مسافر التنيسي وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم وحرملة بن يحيى وبخراسان قتيبة بن سعيد ومحمد بن الوزير الواسطي وسويد بن نصر المروزي روى عنه أبو

عمرو بن حمدان وأثنى عليه وبشر بن أحمد الأسفراييني وأبو بكر الإسماعيلي وأبو بكر محمد بن الحسن النقاش
فره بفتح أوله وثانيه ثم هاء خالصة مدينة من نواحي سجستان كبيرة ولها رستاق يشتمل على أكثر من ستين قرية ولها نهر كبير عليه قنطرة وهي على يمين القاصد من سجستان إلى خراسان
فرياب بكسر أوله وسكون ثانيه ثم ياء مثناة من تحت وآخره باء موحدة بلدة من نواحي بلخ وهي مخففة من فارياب وقد ذكر ينسب إليها أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض الفريابي أحد الأئمة رحل إلى الشرق والغرب وولي القضاء بمدينة الدينور مدة وسكن بغداد وحدث بها عن هدبة بن خالد وعبد الأعلى بن حماد وعلي بن المديني وعثمان بن أبي شيبة وغيرهم روى عنه محمد بن مخلد الدوري وأبو الحسن أحمد بن جعفر المنادي وأبو بكر الشافعي وأحمد بن مالك القطوي وغيرهم وكتب عنه الناس وكان ثقة أمينا حجة وتوفي ببغداد في المحرم سنة 103
فرياض بكسر أوله وسكون ثانيه وياء مثناة من تحت وآخره ضاد معجمة هو مرتجل لاسم موضع وهي عين فرياض بوادي الستار عن الأزهري وقال الحفصي فرياض نخيلات لبني مالك بن سعد قال رؤبة ومن قرى فرياض شيخا ديسقا
فريانان بكسر أوله وسكون ثانيه وياء مثناة من تحت وبعد الألف نونان من قرى مرو
فريانة بضم أوله وتشديد ثانيه وكسره ثم ياء مثناة من تحت وبعد الألف نون قرية كبيرة من نواحي إفريقية قرب سفاقس ينسب إليها أبو الحسين أحمد الفرياني شيخ سفاقس وفقيهها جمع بين الدنيا والدين رحمه الله
فريث من قرى واسط نزلها عمران بن حطان في آخر عمره لما هرب فأقام بها إلى أن مات
فريرة بالفتح ثم الكسر والتشديد وياء ساكنة وراء أخرى وهاء حصن بالأندلس من أعمال كورة البيرة
فريز هند بفتح الفاء وكسر الراء وياء ساكنة وزاي معجمة وهاء ونون ساكنة ودال مهملة من قرى أصبهان من ناحية ميمة نسب إليها أحمد بن إبراهيم بن محمد بن أبان أبو العباس الفريزهندي سمع من أبي بكر محمد بن سليمان بن الحسن المعداي ذكره يحيى بن مندة في تاريخ أصبهان وابن أخيه محمد بن علي بن إبراهيم قال ابن مندة حدث عنه عمي الإمام أبو القاسم عبد الرحمن بن مندة
فريزن بفتح أوله وكسر ثانيه وسكون ثالثه ثم زاي مفتوحة بعدها نون قرية على باب هراة يقال لها فريزه ينسب إليها أبو محمد سعيد بن زيد بن أبي نصر الفريزني يروي عن أبي الحسن علي بن أبي طالب محمد بن أحمد بن إبراهيم الخوارزمي روى عنه أبو الفتح سالم بن عبد الله بن عمر العمري ومات سنة 194
فريش بكسر أوله وثانيه وسكون ثالثة ثم شين معجمة مدينة بالأندلس غربي فحص البلوط بين الجوف والغرب من قرطبة وأكثر انحرافها إلى الغرب يكون بها الرخام الأبيض الجيد وفيها البندق الكثير والشجر وبها معادن الحديد ولها رستاق فيه قرى ينسب إليها خلف بن يسار الفريشي مذكور بفضل وطلب محدث مات بالأندلس سنة 723

فريقات جمع تصغير فرقة موضع بعقيق المدينة قالوا وإياها عنى كثير حيث قال ألا ليت شعري هل تغير بعدنا ارال بقصوى فرقة وتناضب
فريق تصغير فرق أو فرق وكلاهما معلوم قد ذكر في فروق قيل اسم موضع بتهامة
فريق فلاة قرب البحرين في طريق اليمامة
فريم بكسر أوله وثانيه موضع في جبال الديلم قال الإصطخري وأما جبال قارن فإنها قرى لا مدينة بها إلا شمهار وفريم على مرحلة من سارية ومستقر آل قارن في مدينة فريم وهو موضع حصنهم وذخائرهم ومكان ملكهم يتوارثونه من أيام الأكاسرة
فرين تصغير فرن مال بالشام كان لسعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان بن عفان قاله الزبير
فرين بكسر أوله وثانيه وسكون ثالثه وآخره نون موضع في شعر ابن مناذر
باب الفاء والزاي وما يليهما
فزان بفتح أوله وتشديد ثانيه وآخره نون ولاية واسعة بين الفيوم وطرابلس الغرب وهو في الإقليم الأول وعرضه إحدى وعشرون درجة قيل سميت بفزان بن حام بن نوح عليه السلام بها نخل كثير وتمر كثير ومدينتها زويلة السودان والغالب على ألوان أهلها السواد وقد ذكرهم جرير في شعر له فقال قفرا تشابه آجال النعام به عيدا تلاقت به فزان والنوب
فزح ناحية بفارس عن نصر
فز ضبطه السمعاني بالفتح والحازمي بالضم واتفقا على التشديد في الزاي وهي محلة بنيسابور ويقال لها أيضا بوزكان ينسب إليها أحمد بن سليمان الفزي روى عن ابن المبارك ونفر سواه ونسب إليها من المتأحرين أبو القاسم أحمد بن ابراهيم بن أحمد بن ابراهيم بن أحمد بن أيوب المقرىء الفزي روى عنه أبو سعد وكان إماما فاضلا كثير العبادة سمع أبا بكر محمد بن إسماعيل الثعلبي وأبا بكر أحمد بن علي الشيرازي وفاطمة بنت علي الدقاق وأبا سعد عبد الرحمن ابن منصور بن غامش الغازي قال أبو سعد كتبت عنه بنيسابور في سنة 035 ومات بعد ذلك بسنتين أو ثلاث وأبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن حسنك الحاكم الفزي رحل إلى العراق والجزيرة وسمع أبا يعلى الموصلي وأبا القاسم البغوي وغيرهما ولي قضاء ترمذ وغيرها ومات سنة 433 عن 29 سنة
فزرانيا بكسر أوله وسكون ثانيه وراء وبعد الألف نون مكسورة وياء آخر الحروف قرية من قرى نهر الملك من ضواحي بغداد وأكثر ما يتلفظ بها أهلها بغير الألف فيقولون فزرينيا كأنهم يميلون الألف فترجع ياء ينسب إليها محمد بن أحمد بن هبة الله بن ثعلبة الفزراني يلقب بالبهجة كان قارئا نحويا صحب أبا محمد بن الخشاب وسمع من أبي بكر المبارك بن الحسن الشهرزوري وغيرهما وروى الحديث ومات في السابع والعشرين من صفر سنة 630 ومولده سنة 035
باب الفاء والسين وما يليهما
فسا بالفتح والقصر كلمة عجمية وعندهم بسا بالباء وكذا يتلفظون بها وأصلها في كلامهم الشمال

من الرياح مدينة بفارس أنزه مدينة بها فيما قيل بينها وبين شيراز أربع مراحل وهي في الإقليم الرابع طولها سبع وسبعون درجة وربع وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وثلثان قال الإصطخري وأما كورة دارابجرد فإن أكبر مدنها فسا وهي مدينة مفترشة البناء واسعة الشوارع تقارب في الكبر شيراز وهي أصح هواء من شيراز وأوسع أبنية وبناؤهم من طين وأكثر الخشب في أبنتيهم السرو وهي مدينة قديمة ولها حصن وخندق وربص وأسواقها في ربضها وهي مدينة يجتمع فيها ما يكون في الصرود والجروم من البلح والرطب والجوز والأترج وغير ذلك وباقي مدن دارابجرد متقاربة وبين فسا وكازرون ثمانية فراسخ ومن شيراز إلى فسا سبعة وعشرون فرسخا وقال حمزة بن الحسن في كتاب الموازنة المنسوب إلى مدينة فسا من كورة دارابجرد يسمى بساسيري ولم يقولوا فسائي وقولهم بساسير مثل قولهم كرم سير وسردسير وكذلك النسبة إلى كسنا ناحية قرب نائين كسناسيري وإليها ينسب أبو علي الفارسي الفسوي وأبو يوسف يعقوب بن سفيان بن جوان الفسوي الفارسي الإمام رحل إلى المشرق والمغرب وسمع فأكثر وصنف مع الورع والنسك روى عن عبد الله بن موسى وغيره روى عنه أبو محمد بن درستويه النحوي وتوفي سنة 772 قال ابن عساكر أبو سفيان بن أبي معاوية الفارسي الفسوي قدم دمشق غير مرة وسمع بها روى عنه أبو عبد الرحمن الساوي في سننه وأبو بكر بن أبي داود وعبد الله بن جعفر بن درستويه وأبو محمد أحمد بن السري بن صالح بن أبان الشيرازي ومحمد بن يعقوب الصفار والحسن بن سفيان وأبو عوانة الأسفراييني وغيرهم وكان يقول كتبت عن ألف شيخ كلهم ثقات قال الحافظ أبو القاسم أنبأنا ابن الأكفاني عن عبد العزيز الكناني أنبأنا أبو بكر عبد الله بن أحمد إجازة سمعت أبا بكر أحمد بن عبدان يقول لما قدم يعقوب بن الليث صاحب خراسان إلى فارس أخبر أنه هناك رجل يتكلم في عثمان بن عفان وأراد بالرجل يعقوب بن سفيان الفسوي فإنه كان يتشيع فأمر بإشخاصه من فسا إلى شيراز فلما قدم علم الوزير ما وقع في نفس يعقوب بن الليث فقال أيها الأمير إن هذا الرجل قدم ولا يتكلم في أبي محمد عثمان بن عفان شيخنا وإنما يتكلم في عثمان بن عفان صاحب النبي صلى الله عليه و سلم وإنما توهمت أنه تكلم في عثمان بن عفان السجزي ولم يتعرض له
فساران بالضم وبعد الألف راء وآخره نون من قرى أصبهان
فستقان بالضم وبعد السين تاء مثناة من فوق وآخره نون من قرى مرو وأهلها يسمونها بستكان
فستجان من نواحي شيراز ينسب إليها أبو الحسن علي الشيرازي الفستجاني ذكره ابن مندة قال قدم أصبهان في أيام أبي المظفر عبد الله بن شبيب وقرأ عليه القرآن وكان دينا فاضلا مات بأصبهان قال ابن حبان في سنة 103 فيها مات حماد بن مدرك الفستجاني وأبو إسحاق الهنجاني
الفسطاط وفيه لغات وله تفسير واشتقاق وسبب يذكر عند ذكر عمارته وأنا أبدأ بحديث فتح مصر ثم أذكر اشتقاقه والسبب في استحداث بنائه حدث الليث بن سعد وعبد الله بن لهيعة عن يزيد بن أبي

حبيب وعبيدالله بن أبي جعفر وعياش بن عباس القتباني وبعضهم يزيد على بعض في الحديث وهو أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما قدم الجابية خلا به عمرو بن العاص وذلك في سنة 81 من التاريخ فقال يا أمير المؤمنين ائذن لي في المسير إلى مصر فإنك إن فتحتها كانت قوة للمسلمين وعونا لهم وهي أكثر الأرضين أموالا وأعجز عن حرب وقتال فتخوف عمر بن الخطاب على المسلمين وكره ذلك فلم يزل عمرو بن العاص يعظم أمرها عنده ويخبره بحالها ويهون عليه أمرها في فتحها حتى ركن عمر بن الخطاب لذلك فعقد له على أربعة آلاف رجل كلهم من عك قال أبو عمر الكندي إنه سار ومعه ثلاثة آلاف وخمسمائة ثلثهم من غافق فقال له سر وأنا مستخير الله تعالى في تسييرك وسيأتيك كتابي سريعا إن شاء الله تعالى فإن لحقك كتابي آمرك فيه بالانصراف عن مصر قبل أن تدخلها أو شيئا من أرضها فانصرف وإن دخلتها قبل أن يأتيك كتابي فامض لوجهك واستعن بالله واستنصره فسار عمرو بن العاص بالمسلمين واستخار عمر بن الخطاب الله تعالى فكأنه تخوف على المسلمين فكتب إلى عمرو يأمره أن ينصرف فوصل إليه الكتاب وهو برفح فلم يأخذ الكتاب من الرسول ودافعه حتى نزل العريش فقيل له إنها من مصر فدعا بالكتاب وقرأه على المسلمين وقال لمن معه تعلمون أن هذه القرية من مصر قالوا نعم قال فإن أمير المؤمنين عهد الي إن لحقني كتابه ولم أدخل أرض مصر أن أرجع وقد دخلت أرض مصر فسيروا على بركة الله فكان أول موضع قوتل فيه الفرما قتالا شديدا نحو شهرين ففتح الله له وتقدم لا يدافع إلا بالأمر الخفيف حتى أتى بلبيس فقاتلوه بها نحوا من الشهر حتى فتح الله عز و جل له ثم مضى لا يدافع إلا بأمر خفيف حتى أتى أم دنين وهي المقس فقاتلوه قتالا شديدا نحو شهرين وكتب إلى عمر رضي الله عنه يتسمده فأمده باثني عشر ألفا فوصلوا إليه أرسالا يتبع بعضهم بعضا وكتب إليه قد أمددتك باثني عشر ألفا وما يغلب اثنا عشر ألفا من قلة وكان فيهم أربعة آلاف عليهم أربعة من الصحابة الكبار الزبير بن العوام والمقداد بن الأسود وعبادة بن الصامت ومسلمة بن مخلد رضي الله عنهم وقيل إن الرابع خارجة بن حذافة دون مسلمة ثم أحاط المسلمون بالحصن وأمير الحصن يومئذ المندفور الذي يقال له الأعيرج من قبل المقوقس بن فرقب اليوناني وكان المقوقس ينزل الإسكندرية وهو في سلطان هرقل غير أنه حاصر الحصن حين حاصره المسلمون ونصب عمرو فسطاطه في موضع الدار المعروفة بإسرائيل على باب زقاق الزهري وأقام المسلمون على باب الحصن محاصري الروم سبعة أشهر ورأى الزبير بن العوام خللا مما يلي دار أبي صالح الحراني الملاصقة لحمام أبي نصر السراج عند سوق الحمام فنصب سلما وأسنده إلى الحصن وقال إني أهب نفسي لله عز و جل فمن شاء أن يتبعني فليفعل فتبعه جماعة حتى أوفى على الحصن فكبر وكبروا ونصب شرحبيل بن حجية المرادي سلما آخر مما يلي زقاق الزمامرة ويقال إن السلم الذي صعد عليه الزبير كان موجودا في داره التي بسوق وردان إلى أن وقع حريق في هذه الدار فاحترق بعضه ثم أحرق ما بقي منه في ولاية عبد العزيز بن محمد بن النعمان أخزاه الله لقضاء الإسماعيلية وذلك بعد سنة 093 فلما رأى المقوقس أن العرب قد ظفروا بالحصن جلس في سفينة هو وأهل

القوة وكانت ملصقة بباب الحصن الغربي ولحقوا بالجزيرة وقطعوا الجسر وتحصنوا هناك والنيل حينئذ في مده وقيل إن الأعيرج خرج معهم وقيل أقام بالحصن وسأله المقوقس في الصلح فبعث إليه عمرو عبادة بن الصامت وكان رجلا أسود طوله عشرة أشبار فصالحه المقوقس عن القبط والروم على أن للروم الخيار في الصلح إلى أن يوافي كتاب ملكهم فإن رضي تم ذلك وإن سخط انتقض ما بينه وبين الروم وأما القبط فبغير خيار وكان الذي انعقد عليه الصلح أن فرض على جميع من بمصر أعلاها وأسفلها من القبط ديناران على كل نفس في السنة من البالغين شريفهم ووضيعهم دون الشيوخ والأطفال والنساء وعلى أن للمسلمين عليهم النزول حيث نزلوا ثلاثة أيام وأن لهم أرضهم وأموالهم لا يعترضون في شيء منها وكان عدد القبط يومئذ أكثر من ستة آلاف ألف نفس والمسلمون خمسة عشر ألفا فمن قال إن مصر فتحت صلحا تعلق بهذا الصلح وقال إن الأمر لم يتم إلا بما جرى بين عبادة بن الصامت والمقوقس وعلى ذلك أكثر علماء مصر منهم عقبة بن عامر وابن أبي حبيب والليث بن سعد وغيرهم وذهب الذين قالوا إنها فتحت عنوة إلى أن الحصن فتح عنوة فكان حكم جميع الأرض كذلك وبه قال عبد الله بن وهب ومالك بن أنس وغيرهما وذهب بعضهم إلى أن بعضها فتح عنوة وبعضها فتح صلحا منهم ابن شهاب وابن لهيعة وكان فتحها يوم الجمعة مستهل المحرم سنة 02 للهجرة وذكر يزيد بن أبي حبيب أن عدد الجيش الذين شهدوا فتح الحصن خمسة عشر ألفا وخمسمائة وقال عبد الرحمن بن سعيد بن مقلاص إن الذين جرت سهامهم في الحصن من المسلمين اثنا عشر ألفا وثلاثمائة بعد من أصيب منهم في الحصار بالقتل والموت وكان قد أصابهم طاعون ويقال إن الذين قتلوا من المسلمين دفنوا في أصل الحصن فلما حاز عمرو ومن معه ما كان في الحصن أجمع على المسير إلى الإسكندرية فسار إليها في ربيع الأول سنة 02 وأمر عمرو بفسطاطه أن يقوض فإذا بيمامة قد باضت في أعلاه فقال لقد تحرمت بجوارنا أقروا الفسطاط حتى تنقف وتطير فراخها فأقر فسطاطه ووكل به من يحفظه أن لا تهاج ومضى إلى الإسكندرية وأقام عليها ستة أشهر حتى فتحها الله عليه فكتب إلى عمر بن الخطاب يستأذنه في سكناها فكتب إليه لا تنزل بالمسلمين منزلا يحول بيني وبينهم فيه نهر ولا بحر فقال عمرو لأصحابه أين ننزل فقالوا نرجع أيها الأمير إلى فسطاطك فنكون على ماء وصحراء فقال للناس نرجع إلى موضع الفسطاط فرجعوا وجعلوا يقولون نزلت عن يمين الفسطاط وعن شماله فسميت البقعة بالفسطاط لذلك وتنافس الناس في المواضع فولى عمرو بن العاص على الخطط معاوية بن حديج وشريك بن سمي وعمرو بن قحزم وجبريل بن ناشرة المعافري فكانوا هم الذين نزلوا القبائل وفصلوا بينهم وللعرب ست لغات في الفسطاط يقال فسطاط بضم أوله وفسطاط بكسره وفساط بضم أوله واسقاط الطاء الأولى وفساط بإسقاطها وكسر أوله وفستاط وفستاط بدل الطاء تاء ويضمون ويفتحون ويجمع فساطيط وقال الفراء في نوادره ينبغي أن يجمع فساتيط ولم أسمعها فساسيط وأما معناه فإن الفسطاط الذي كان لعمرو بن العاص هو بيت من أدم أو شعر وقال صاحب العين الفسطاط ضرب من الأبنية قال والفسطاط أيضا مجتمع أهل الكورة حوالي مسجد جماعتهم يقال هؤلاء أهل الفسطاط وفي الحديث عليكم

بالجماعة فإن يد الله على الفسطاط يريد المدينة التي يجتمع فيها الناس وكل مدينة فسطاط قال ومنه قيل لمدينة مصر التي بناها عمرو بن العاص الفسطاط روي عن الشعبي أنه قال في العبد الآبق إذا أخذ في الفسطاط ففيه عشرة دراهم وإذا أخذ خارج الفسطاط ففيه أربعون وقال عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم فلما فتحت مصر التمس أكثر المسلمين الذين شهدوا الفتح أن تقسم بينهم فقال عمرو لا أقدر على قسمتها حتى أكتب إلى أمير المؤمنين فكتب إليه يعلمه بفتحها وشأنها ويعلمه أن المسلمين طلبوا قسمتها فكتب إليه عمر لا تقسمها وذرهم يكون خراجهم فيئا للمسلمين وقوة لهم على جهاد عدوهم فأقرها عمرو وأحصى أهلها وفرض عليهم الخراج ففتحت مصر كلها صلحا بفريضة دينارين دينارين على كل رجل لا يزاد على أحد منهم في جزية رأسه أكثر من دينارين إلا أنه يلزم بقدر ما يتوسع فيه من الأرض والزرع إلا أهل الإسكندرية فإنهم كانوا يؤدون الجزية والخراج على قدر ما يرى من وليهم لأن الإسكندرية فتحت عنوة بغير عهد ولا عقد ولم يكن لهم صلح ولا ذمة وحدث الليث بن سعد بن عبد الله بن جعفر قال سألت شيخا من القدماء عن فتح مصر فقال هاجرنا إلى المدينة أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأنا محتلم وشهدت فتح مصر وقلت إن ناسا يذكرون أنه لم يكن لهم عهد فقال لا يبالي أن لا يصلي من قال إنه ليس لهم عهد فقلت هل كان لهم كتاب قال نعم كتب ثلاثة كتاب عند طلما صاحب إخنى وكتاب عند قرمان صاحب رشيد وكتاب عند يحنس صاحب البرلس قلت فكيف كان صلحهم قال ديناران على كل إنسان جزية وأرزاق المسلمين قلت أفتعلم ما كان من الشروط قال نعم ستة شروط لا يخرجون من ديارهم ولا تنتزع نساؤهم ولا كنوزهم ولا أراضيهم ولا يزاد عليهم وقال عقبة بن عامر كانت شروطهم ستة أن لا يؤخذ من أرضهم شيء ولا يزاد عليهم و لا يكلفوا غير طاقتهم ولا تؤخذ ذراريهم وأن يقاتل عنهم عدوهم من ورائهم وعن يحيى بن ميمون الحضرمي قال لما فتح عمرو بن العاص مصر صولح جميع من فيها من الرجال من القبط ممن راهق الحلم إلى ما فوق ذلك ليس فيهم صبي ولا امرأة ولا شيخ على دينارين دينارين فأحصوا لذلك فبلغت عدتهم ثلاثمائة ألف ألف وذكر آخرون أن مصر فتحت عنوة روى ابن وهب عن داود بن عبد الله الحضرمي أن أبا قنان حدثه عن أبيه أنه سمع عمرو بن العاص يقول قعدت في مقعدي هذا وما لأحد من قبط مصر علي عهد ولا عقد إلا لأهل انطابلس فإن لهم عهدا نوفي لهم به إن شئت قتلت وإن شئت خمست وإن شئت بعت وروى ابن وهب عن عياض بن عبد الله الفهري عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أن عمرو بن العاص فتح مصر بغير عقد ولا عهد وأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حبس درها وصرها أن يخرج منها شيء نظرا للإمام وأهله والله الموفق
جامع ابن طولون قال القضاعي كان السبب في بنائه أن أهل مصر شكوا إلى أحمد بن طولون ضيق مسجد الجامع يعنون مسجد عمرو بن العاص فأمر بإنشاء مسجد الجامع بجبل يشكر ابن جزيلة من لخم وهو الآن بين مصر والقاهرة فابتدأ ببنائه في سنة 264 وفرغ منه في سنة 266 وذكر أحمد بن يوسف في سيرة أحمد بن طولون أن مبلغ النفقة على هذا الجامع مائة وعشرون ألف دينار ومات أحمد بن طولون سنة 072 وهو الآن فارغ تسكنه المغاربة

ولا تقام فيه جمعة
وأما جامع عمرو بن العاص فهو في مصر وهو العامر المسكون وكان عمرو بن العاص لما حاصر الحصن بالفسطاط نصب رايته بتلك المحلة فسميت محلة الراية إلى الآن وكان موضع هذا الجامع جبانة حاز موضعه قيسبة بن كلثوم التجيبي ويكنى أبا عبد الرحمن ونزله فلما رجعوا من الإسكندرية سأل عمرو بن العاص قيسبة في منزله هذا أن يجعله مسجدا فتصدق به قيسبة على المسلمين واختط مع قومه بني سوم في تجيب فبني سنة 12 وكان طوله خمسين ذراعا في عرض ثلاثين ذراعا ويقال إنه وقف على إقامة قبلته ثمانون رجلا من الصحابة الكرام منهم الزبير بن العوام والمقداد بن الأسود وعبادة بن الصامت وأبو الدرداء وأبو ذر الغفاري وغيرهم قيل إنها كانت مشرقة قليلا حتى أعاد بناءها على ما هي اليوم قرة بن شريك لما هدم المسجد في أيام الوليد بن عبد الملك وبناه ثم ولي مصر مسلمه بن مخلد الأنصاري من قبل معاوية سنة 35 وبيضه وزخرفه وزاد في أرجائه وأبهته وكثر مؤذنيه ثم لما ولي مصر قرة بن شريك العبسي في سنة 29 هدمه بأمر الوليد بن عبد الملك فزاد فيه ونمقه وحسنه على عادة الوليد بن عبد الملك في بناء الجوامع ثم ولي صالح بن علي بن عبد الله بن العباس في أيام السفاح فزاد أيضا فيه وهو أول من ولي مصر من بني هاشم وذلك في سنة 331 ويقال إنه أدخل في الجامع دار الزبير بن العوام ثم ولي موسى بن عيسى في أيام الرشيد في سنة 571 فزاد فيه أيضا ثم قدم عبد الله بن طاهر بن الحسين في أيام المأمون في سنة 112 لقتال الخوارج ولما ظفر بهم ورجع أمر بالزيادة في الجامع فزيد فيه من غربيه وكان وروده إلى مصر في ربيع الأول وخروجه في رجب من هذه السنة ثم زاد فيه في أيام المعتصم أبو أيوب أحمد بن محمد بن شجاع ابن أخت أبي الوزير أحمد بن خالد وكان صاحب الخراج بمصر وذلك في سنة 852 ثم وقع في الجامع حريق في سنة 572 فهلك فيه أكثر زيادة عبد الله بن طاهر فأمر خمارويه بن أحمد بن طولون بعمارته وكتب اسمه عليه ثم زاد فيه أبو حفص عمر القاضي العباسي في رجب سنة 336 ثم زاد فيه أبو بكر محمد بن عبد الله بن الخازن رواقا واحدا مقداره تسعة أذرع في سنة 753 ومات قبل تتمتها فأتمها ابنه علي وفرغت في سنة 853 ثم زاد فيه في أيام الوزير يعقوب بن يوسف بن كلس الفوارة التي تحت قبة بيت المال وذلك في سنة 873 وجدد الحاكم بياض مسجد الجامع وقلع ما كان عليه من الفسفس وبيض مواضعه قال الشريف محمد بن أسعد بن علي بن الحسن الجواني المعروف بابن النحوي في كتاب سماه النقط لمعجم ما أشكل عليه من الخطط وكان السبب في خراب الفسطاط وإخلاء الخطط حتى بقيت كالتلال أنه توالت في أيام المستنصر بن الظاهر بن الحاكم سبع سنين أولها سنة 754 إلى سنة 464 من الغلاء والوباء الذي أفنى أهلها وخرب دورها ثم ورد أمير الجيوش بدر الجمالي من الشام في سنة 466 وقد عم الخراب جانبي الفسطاط الشرقي والغربي فأما الغربي فخرب الشرف منه ومن قنطرة خليج بني وائل مع عقبة يحصب إلى الشرف ومراد والعبسيين وحبشان وأعين والكلاع والألبوع والأكحول والربذ والقرافة ومن الشرقي الصدف وغافق وحضرموت والمقوقف والبقنق والعسكر إلى المنظر والمعافر بأجمعها إلى دار أبي قتيل وهو الكوم الذي شرقي عفصة الكبرى وهي سقاية ابن طولون فدخل أمير

الجيوش مصر وهذه المواضع خاوية على عروشها وقد أقام النيل سبع سنين يمد وينزل فلا يجد من يزرع الأرض وقد بقي من أهل مصر بقايا يسيرة ضعيفة كاسفة البال وقد انقطعت عنها الطرق وخيفت السبل وبلغ الحال بهم إلى أن الرغيف الذي وزنه رطل من الخبز يباع في زقاق القناديل كبيع الطرف في النداء بأربعة عشر درهما وبخمسة عشر درهما ويباع إردب القمح بثمانين دينارا ثم عرم ذلك وتزايد إلى أن أكلت الدواب والكلاب والقطاط ثم اشتدت الحال إلى أن أكل الرجال الرجال ولذلك سمي الزقاق الذي يحضره الغشم زقاق القتلى لما كان يقتل فيه وكان جماعة من العبيد الأقوياء قد سكنوا بيوتا قصيرة السقوف قريبة ممن يسعى في الطرقات ويطوف وقد أعدوا سكاكين وخطاطيف وهراوات ومجاذيف فإذا اجتاز أحد في الطريق رموا عليه الكلاليب وأشالوه إليهم في أقرب وقت وأسرع أمر ثم ضربوه بتلك الهراوات والأخشاب وشرحوا لحمه وشووه وأكلوه فلما دخل أمير الجيوش فسح للناس والعسكر في عمارة المساكن مما خرب فعمروا بعضه وبقي بعضه على خرابه ثم اتفق في سنة 564 نزول الافرنج على القاهرة فأضرمت النار في مصر لئلا يملكها العدو إذ لم يكن لهم بها طاقة قال ومن الدليل على دثور الخطط أنني سمعت الأمير تأييد الدولة تميم بن محمد المعروف بالصمصام يقول حدثني القاضي أبو الحسن علي بن الحسين الخلعي يقول عن القاضي أبي عبد الله القضاعي أنه قال كان في مصر من المساجد ستة وثلاثون ألف مسجد وثمانية آلاف شارع مسلوك وألف ومائة وسبعون حماما وفي سنة 275 قدم صلاح الدين يوسف بن أيوب من الشام بعد تملكه عليها إلى مصر وأمر ببناء سور على الفسطاط والقاهرة والقلعة التي على جبل المقطم فذرع دوره فكان تسعة وعشرين ألف ذراع وثلاثمائة ذراع بالذراع الهاشمي ولم يزل العمل فيه إلى أن مات صلاح الدين فبلغ دوره على هذا سبعة أميال ونصف الميل وهي فرسخان ونصف
فسكرة بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الكاف وراء ويقال بالباء في أوله وهو موضع أحسبه فارسيا
فسنجان بكسرتين ثم النون الساكنة والجيم وآخره نون أخرى بلدة من نواحي فارس ينسب إليها أبو الفضل حماد بن مدرك بن حماد الفسنجاني حدث عن أبي عمر الحوضي وغيره روى عنه محمد بن بدر الحمامي وتوفي سنة 103
فسيل بفتح أوله وكسر ثانيه وياء ساكنة ولام حكى أبو عبيدة عن الأصمعي أول ما يقلع من صغار النخل للغرس فهو الفسيل والودي ويجمع على فسائل ويقال للواحدة فسيلة ويجمع فسيلا وفسيل اسم موضع في شعر جرير
باب الفاء والشين وما يليهما
فشال قرية كبيرة بينها وبين زبيد نصف يوم على وادي رمع و فشال أم قرى وادي رمع ينسب إليها شاعر يقال له مسرور الفشالي مجيد وهو القائل حدثني أبو الربيع سليمان بن عبد الله الريحاني قال كان الفشالي مدح عمي المنتجب أبا علي الحسن بن علي بقصيدة وهو باليمن وعاد إلى مكة ونسي أن يصله فلما حصل بها ذكر ذلك فعظم عليه فأنفذ إليه صلته وهو بزبيد فكتب إليه بهذه الأبيات
هذا هو الجود لا ما قيل في القدم عن ابن سعد وعن كعب وعن هرم

جود سرى يقطع البيداء مقتحما هول السرى من نواحي البيت والحرم حتى أناخ بأجناف الحصيب وقد نام البخيل على عجز ولم ينم وافى إلي ولم تسع له قدمي كلا ولا ناب عن سعي له قلمي ولا امتطيت إليه ظهر ناجية تأتي وأخفافها منعولة بدم أحبب به زائرا قرت بزورته عن المديح وقامت حجة الكرم فأي عذر إذا لم أجز همته شكرا يقوم بالغالي من القيم
فشتجان بالفتح ثم السكون وتاء مثناة من فوقها مفتوحة وجيم وآخره نون قرية
فشنة بفتح أوله وثانيه ونون من قرى بخارى ينسب إليها أبو زكرياء يحيى بن زكرياء بن صالح الفشني البخاري يروي عن إبراهيم بن محمد بن الحسين وأسباط بن اليسع البخاري وغيرهما
الفشن قرية بمصر من أعمال البهنسا
فشيذيزه بفتح أوله وكسر ثانيه وياء مثناة من تحت وذال معجمة مكسورة وياء مثناة من تحت أخرى وزاي من قرى بخارى
باب الفاء والصاد وما يليهما
الفصا بالضم والقصر كأنه جمع فصية من قولهم تفصى من كذا أي تخلص منه ثنية باليمن
الفص من حصون صنعاء باليمن
فصيص بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وصاد أخرى من قولهم الجرح وغيره إذا سال يفص فصيصا أو من قولهم لهذا الشيء فصيص أي صوت ضعيف وفصيص اسم عين بعينها سميت بذلك لما ذكرنا
باب الفاء والضاد وما يليهما
الفضاء بالمد ومعناه معلوم موضع بالمدينة
الفضاض موضع في قول قيس بن العيزارة الهذلي حيث قال وردنا الفضاض قبلنا شيفاتنا بأرعن ينفي الطير عن كل موقع الشيفة الطليعة
الفضل معناه معلوم من أسماء جبال هذيل
الفضلية قرية كبيرة كالمدينة من نواحي شرقي الموصل وأعمال نينوى قرب باعشيقا متصلة بالأعمال بها نهر جار وكروم وبساتين وبها سوق وقيسارية وبازار تشبه باعشيقا إلا أن باعشيقا أكثر دخلا وأشيع ذكرا
باب الفاء والطاء وما يليهما
فطرس بالضم اسم نهر قرب الرملة بأرض فلسطين ذكر في نهر أبي فطرس
فطيمة تصغير فاطمة اسم موضع بالبحرين كانت به وقعة بين بني شيبان وبني ضبيعة وتغلب من ربيعة أيضا ظفر فيها بنو تغلب على بني شيبان فقال الأعشى ونحن غداة العسر يوم فطيمة منعنا بني شيبان شرب محلم جبهناهم بالطعن حتى توجهوا وهن صدور السمهري المقوم

وقال الأعشى أيضا نحن الفوارس يوم الحنو ضاحية جنبي فطيمة لا ميل ولا عزل
باب الفاء والعين وما يليهما
فعرى قال ابن السكيت فعرى بفتح الفاء جبل قال البكري فعرى تصحيف إنما هو فعرى هو جبل يصب في وادي الصفراء وقال في موضع آخر فعرى جبل تصب شعابه في غيقة قال كثير وأتبعتها عيني حتى رأيتها ألمت بفعرى والقنان تزورها
فعمعم بالفتح وتكرير العين من قولهم شيء مفعم ونهر مفعوم أي ممتلىء اسم موضع
فعن من حصون بني زبيد باليمن
باب الفاء والغين وما يليهما
فغانديز بالفتح وبعد الألف نون ساكنة أيضا ودال مهملة مكسورة وياء مثناة من تحت ساكنة وزاي من قرى بخارى
فغديز بالكسر ثم السكون وآخره زاي من قرى بخارى أيضا عن السمعاني
فغدين ليس بينه وبين الذي قبله فرق إلا أن هذا بالنون قال العمراني قرية من قرى بخارى
فغر بالفتح ثم السكون وهو فتح الفم في اللغة والفغر الورد إذا فتح وهو اسم موضع في شعر كثير
فغشت بكسر أوله وثانيه وسكون الشين والتاء المثناة من قرى بخارى
فغندرة بفتح أوله وثانيه وسكون النون ودال مهملة مفتوحة وراء بعدها هاء محلة بسمرقند
الفغواء بالفتح ثم السكون والمد كذا ضبطه الأديبي وقال من قرى بخارى وهذه لفظة عربية لا أدري كيف سمي بها قرية ببخارى لأن الفغو هو النور والبقعة فغواء بالمد لا أعرفها في غير كلام العرب
الفغوة الفغو النور واحدته فعوة وهو الزهر وهي قرية في لحف آرة جبل بين مكة والمدينة
فغيطوسين بالفتح ثم الكسر ثم ياء ساكنة وطاء مهملة وواو ساكنة وسين مهملة وياء أخرى ساكنة ونون من قرى بخارى
فغيفد بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وفاء ودال مهملة قرية بالصغد
باب الفاء والقاف وما يليهما
الفقء بالفتح وسكون القاف وآخره همزة قال ابن الأعرابي الفقء الحفرة في الجبل وقال غيره الفقء الحفرة في وسط الحرة وجمعه فقآت وهو اسم موضع بعينه قال نصر الفقء قرية باليمامة بها منبر وأهلها ضبة والعنبر
الفقار وهي خرزة الظهر اسم جبل قال أبو صخر الهذلي يصف سحابا يميل فقارا لم يك السيل قبله أضر بها فيها حباب الثعالب
الفقأة من مياه بني عقيل بنجد
الفقتين من قرى مخلاف صداء من أعمال صنعاء باليمن

فقعاء القنينات أما الأول فهو من الفقع وهو الكمأة البيضاء وأرضه التي تنبته فقعاء وأما قنينات قياسا فهو تصغير جمع القنة وهو أعلى الجبل وهو بجملته اسم موضع
الفقير بالفتح ثم الكسر وهو ذو الحاجة وقد اختلف الفقهاء في الفرق بين الفقير والمسكين بما نخاف إن ذكرناه نسبنا إلى التطويل والحشو فتركناه وعلى ذلك فأصل الفقير المكسور الفقار وهو خرزات الظهر وبه سمي الفقير وقال الأصمعي الودية إذا غرست حفر لها بئر فغرست ثم كبس حولها بترنوق المسيل والدمن فتلك البئر هي الفقير وقال أبو عبيدة الفقير له ثلاثة مواضع يقال نزلنا ناحية فقير بني فلان يكون الماء فيه ههنا ركيتان لقوم فهم عليه وههنا ثلاث وههنا أكثر فيقال فقير بني فلان أي حصتهم كقول بعضهم توزعنا فقير مياه أقر لكل بني أب منا فقير فحصة بعضنا خمس وست وحصة بعضنا منهن بير والثاني أفواه سقف القني وأنشد فوردت والليل لما ينجل فقير أفواه ركيات القني والثالث تحفر حفرة ثم تغرس بها الفسيلة فهي فقير كقوله احفر لكل نخلة فقيرا وقال غيره يقال للبئر العتيقة فقير وعن جعفر بن محمد أن النبي صلى الله عليه و سلم أقطع عليا رضي الله عنه أربع أرضين الفقيرين وبئر قيس والشجرة وأقطعه عمر ينبع وأضاف إليها غيرها وقال مليح الهذلي وأعليت من طود الحجاز نجوده إلى الغور ما اجتاز الفقير ولفلف وقال الأديبي الفقير ركي بعينه وقيل بئر بعينها ومفازة بين الحجاز والشام قال بعضهم ما ليلة الفقير إلا شيطان مجنونة تؤذي قريح الأسنان لأن السير فيها متعب
فقير يجوز أن يكون تصغير ترخيم الذي قبله ويجوز غير ذلك قال العمراني موضع قرب خيبر وقال محمد بن موسى الفقير موضع في شعر عامر الخصفي من بني محارب عفا من آل فاطمة الفقير فأقفر يثقب منها فإير قال ويروى بتقديم القاف
فقيم تصغير فقم وهو رؤد إلى الذقن والأفقم الأعوج المخالف وقد فقم يفقم فقما أن تتقدم الثنايا العليا فلا يقع عليها السفلى إذا ضم الرجل فاه
الفقي بفتح أوله وسكون ثانيه وتصحيح الياء ولا أدري ما أصله قال السكوني من خرج من القريتين متياسرا يعني القريتين اللتين عند النباج فأول منزل يلقاه الفقي وأهله بنو ضبة ثم السحيمية والفقي واد في طرف عارض اليمامة من قبل مهب الرياح الشمالية وقيل هو لبني العنبر بن عمرو بن تميم نزلوها بعد قتل مسيلمة لأنها خلت من أهلها وكانوا قتلوا مع مسيلمة وبها منبر وقراها المحيطة تسمى الوشم والوشوم ومنبرها أكبر منابر اليمامة وقال عبيد بن أيوب أحد لصوص بني العنبر بن عمرو

بن تميم لقد أوقع البقال بالفقي وقعة سيرجع إن ثابت إليه جلائبه فإن يك ظني صادقا يا ابن هانىء فأيامئذ ترحل لحرب نجائبه أيا مسلم لا خير في العيش أو يكن لقران يوم لا توارى كواكبه
الفقي بلفظ تصغير الأول وما أظنه إلا غيره ولا أدري أي شيء أصله وقال الحفصي في ذكره نواحي اليمامة الفقي بفتح الفاء ماء يسقي الروضة وهي نخل ومحارث لبني العنبر وشعر القتال يروى بالروايتين قال القتال هل حبل مامة هذه مصروم أم حب مامة هذه مكتوم يا أم أعين شادن خذلت له عيناء فاضحة بها ترقيم بنقا الفقي تلألأت فحظا لها طفل نداد ما يكاد يقوم إني لعمر أبيك لو تجزينني وصال من وصل الحبال صروم وقد ثناه بن مقبل فقال ليالي دهماء الفؤاد كأنها مهاة ترعى بالفقيين مرشح
باب الفاء واللام وما يليهما
الفلا بالفتح قرية قريبة من ميهنة من نواحي طوس فهي على هذا عجمية لكن مخرجها من العربية أن الفلا جمع الفلاة وهي الصحراء التي لا ماء بها ولا أنيس ويجوز أن يكون منقولا عن الفعل قال ابن الأعرابي فلا الرجل إذا سافر وفلا إذا عقل بعد جهل وفلا إذا قطع وفأى رأسه
فلا بالفتح والتشديد أنشد ابن الأعرابي من نعف تلا فدباب الأخشب فرد عليه أبو محمد الأعرابي وقال إنما هو بنعف فلا فدباب المعتب قال وفلا من دون الشام والمعتب واد دون مآب بالشام ودباب ثنايا يأخذها الطريق
فلاج بكسر أوله وآخره جيم ويجوز أن يكون جمع فلج مثل قدح وقداح أو جمع فلج مثل زند وزناد وكل واحد من مفرده اسم لموضع يذكر تفسيره فيه إن شاء الله تعالى بعد هذا قال الزبير هي الفلجة فتجمع بما حولها فيقال فلاج قال أبو الأشعث الكندي بأعلى وادي رولان وهي من ناحية المدينة رياض تسمى الفلاج جامعة للناس أيام الربيع وبها مساك كبير لماء السماء يكتفون به صيفهم وربيعهم إذا مطروا وليس بها آبار ولا عيون منها غدير يقال له المختبىء لأنه بين عضاه وسدر وسلم وخلاف وإنما يؤتى من طرفيه دون جنبيه لأن له جرفين لا يقدر عليه من جهتهما وإياها عنى أبو وجزة بقوله إذا تربعت ما بين الشريق إلى روض الفلاج ألات السرح والعبب واحتلت الجو فالأجزاع من مرخ فما لها من ملاقاة ولا طلب
فلاكرد بالفتح وكسر الكاف وسكون الراء وآخره دال مهملة من قرى مرو
الفلاليج بالفتح قال الليث فلاليج السواد قراها إحداها فلوجة

فلام بالفتح موضع دون الشام
فلانان بالفتح ونونين من قرى مرو
فلانان بالفتح ونونين من قرى مرو
فلتوم بالفتح وبعد اللام الساكنة تاء مثناة من فوق وواو ساكنة وميم حصن بناه سليمان ابن داود عليه السلام
فلج بفتح أوله وثانيه وآخره جيم والفلج الماء الجاري من العين قال العجاج تذكر أعينا رواء فلجا أي جارية يقال عين فلج وماء فلج قال أبو عبيدة الفلج النهر والفلج تباعد ما بين الأسنان والفلج تباعد ما بين القدمين أو اليدين وفلج مدينة بأرض اليمامة لبني جعدة وقشير وكعب ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة كما أن حجر مدينة بني ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان
و فلج مدينة قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وبها منبر ووال قال ويقال لها فلج الأفلاج قال السكوني قال أبو عبيد ووراء المجازة فلج الأفلاج وهو ما بين العارض ومطلع الشمس تصب فيه أودية العارض وتنتهي إليه سيولها وليس باليمامة ملك لقوم خلصوا به مثلها وهي أربعة فراسخ طولا وعرضا مستديرة قال أبو زياد يزيد بن عبد الله الحر في نوادره إنما سمي فلج الأفلاج لأنها أفلاج كثيرة وأعظمها هذا الفلج لأنه أكثرها نخلا ومزارع وسيوحا جارية وسوى ذلك من الأفلاج الخطائم مكان كثير الزرع والأطواء ليس فيه نخل والزرنوق موضع آخر فيه الزروع وأطواء كثيرة وهو فلج من الأفلاج وحرم فلج وأكمة فلج والشطبتان فلج من الأفلاج فهذا إنما سمي فلج الأفلاج لأنه أعظمها وأكثرها نخلا والأفلاج لبني جعدة وفيها لبني قشير والحريش موضع وكل ما يجري سيحا من عين فهو فلج وكل جدول شق من عين على وجه الأرض فهو فلج وأما البحور والسيول فلا تسمى أفلاجا هذا آخر كلام أبي زياد الكلابي حرفا حرفا وقال أبو الدنيا فلج الأفلاج نخل لبني جعدة كثير وسيوح تجري مثل الأودية تنقب فيها قني فتساح وقال القحيف بن حمير العقيلي وقال أبو زياد هي لرجل من بني هزان سلوا فلج الأفلاج عنا وعنكم وأكمة إذ سالت سرارتها دما عشية لو شئنا سبينا نساءكم ولكن صفحنا عزة وتكرما عشية جاءت من عقيل عصابة تقدم من أبطالها من تقدما وقال القحيف أيضا بدانا فقلنا أثاب البحر واكتست أسافله حتى ارجحن وأودا أم التين في قريانه تم نبته خضيدا ولولا لينه ما تخضدا أم النخل من وادي القرى انحرفت له يمانية هن القنا فتأودا سقى فلج الأفلاج من كل همة ذهاب ترويه دماثا وقودا ويروى سقى الفلج العادي
به نجد الصيد الغريب ومنظرا أنيقا ورخصات الأنامل خردا وقال الجعدي نحن بنو جعدة أرباب الفلج نحن منعنا سيله حتى اعتلج

ويوم فلج لبني عامر على بني حنيفة ويقال فلج الأفلاج والفلج العادي أيضا قال القحيف تركنا على النشاس بكر بن وائل وقد نهلت منها السيوف وعلت وبالفلج العادي قتلى إذا التقت عليها ضباع الغيل باتت وظلت وكان فلج هذا من مساكن عاد القديمة
فلج بفتح أوله وسكون ثاني وآخره جيم والفلج في لغتهم القسم يقال هذا فلجي أي قسمي والفلج القهر وكذلك الفلج بالضم والفلج قيام الحجة يقال فلج الرجل يفلج أصحابه إذا علاهم وفاقهم قال أبو منصور فلج اسم بلد ومنه قيل لطريق تأخذ من طريق البصرة إلى اليمامة طريق بطن فلج وأنشد للأشهب وإن الذي حانت بفلج دماؤهم هم القوم كل القوم يا أم خالد هم ساعد الدهر الذي يتقى به وما خير كف لا تنوء بساعد وقال غيره فلج واد بين البصرة وحمى ضرية من منازل عدي بن جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم من طريق مكة وبطن واد يفرق بين الحزن والصمان يسلك منه طريق البصرة إلى مكة ومنه إلى مكة أربع وعشرون مرحلة وقال أبو عبيدة فلج لبني العنبر بن عمرو بن تميم وهو ما بين الرحيل إلى المجازة وهي أول الدهناء وقال بعض الأعراب ألا شربة من ماء مزن على الصفا حديثة عهد بالسحاب المسخر إلى رصف من بطن فلج كأنها إذا ذقتها بيوتة ماء سكر وقالت امرأة من بني تميم إذا هبت الأرواح هاجت صبابة علي وبرحا في فؤادي همومها ألا ليت أن الريح ما حل أهلها بصحراء فلج لا تهب جنوبها وآلت يمينا لا تهب شمالها ولا نكبها إلا صبا تستطيبها تؤدي لنا من رمث حزوى هدية إذا نال طلا حزنها وكثيبها
فلجرد بالفتح ثم السكون والجيم مفتوحة وراء ساكنة ودال مهملة من بلاد الفرس
فلجة بالتحريك قال نصر أحسبه موضعا بالشام وشدد جيمه في الشعر ضرورة والفلجات في شعر حسان بالشام كالمشارف والمزالف بالعراق
فلجة بالفتح ثم السكون والجيم وهو والذي قبله من واد واحد قال أبو عبيد الله السكوني فلجة منزل على طريق مكة من البصرة بعد أبرقي حجر وهو لبني البكاء وقال أبو الفتح فلجة منزل لحاج البصرة بعد الزجيج وماؤه ملح وفي منازل عقيق المدينة بعد الصوير فلجة وفي شعر لأبي وجزة الفلاج
فلخار بالفتح ثم السكون وخاء معجمة وآخره راء قرية بين مرو الروذ وبنج ده ينسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن عطاء العطائي الفلخاري المروروذي روى عنه أبو سعد السمعاني وهو تفقه بمرو الروذ على الحسن بن عبد الرحمن الببنهي وأحكم الفقه عليه ثم قدم مرو وتلمذ لأبي المظفر السمعاني وكان ذا رأي سمع كثيرا من الحديث سمع ببلده أبا عبد الله محمد بن محمد بن

محمد بن العلاء البغوي وذكر جماعة ببنج ده ومرو وقال قتل في وقعة خوارزم شاه بمرو سنة 356 ووصفه بالصلاح والدين وقال مات والدي وكان وصيه علي وعلى أخي فأحسن الوصية حتى إذا دخل المدرسة لا يشرب الماء منها وكانت ولادته في ذي القعدة سنة 563 ببخارى
الفلس بضم أوله ويجوز أن يكون جمع فلس قياسا مثل سقف وسقف إلا أنه لم يسمع فهو علم مرتجل لاسم صنم هكذا وجدناه مضبوطا في الجمهرة عن ابن الكلبي فيما رواه السكري عن ابن حبيب عنه ووجدناه في كتاب الأصنام بخط ابن الجواليقي الذي نقله من خط ابن الفرات وأسنده إلى الكلبي فلس بفتح الفاء وسكون اللام قال ابن حبيب الفلس اسم صنم كان بنجد تعبده طيء وكان قريبا من فيد وكان سدنته بني بولان وقيل الفلس أنف أحمر في وسط أجإ وأجأ أسود قال ابن دريد الفلس صنم كان لطيء بعث إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم عليا رضي الله عنه ليهدمه سنة تسع ومعه مائة وخمسون من الأنصار فهدمه وأصاب فيه السيوف الثلاثة مخذم ورسوب واليماني وسبى بنت حاتم وقرأت بخط أبي منصور الجواليقي في كتاب الأصنام وذكر أنه من خط أبي الحسن محمد بن العباس بن الفرات مسندا إلى الكلبي أبي المنذر هشام بن محمد أخبرنا الشيخ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلم أخبرنا أبو عبد الله المرزباني أنبأنا الحسن بن عليل العنزي أنبأنا أبو الحسن علي بن الصباح بن الفرات الكاتب قال قرأت على هشام بن محمد الكلبي في سنة 102 قال أنبأنا أبو باسل الطائي عن عمه عنترة بن الأخرس قال كان لطيء صنم يقال له الفلس هكذا ضبطه بفتح الفاء وسكون اللام بلفظ الفلس الذي هو واحد الفلوس الذي يتعامل به وقد ضبطناه عمن قدمنا ذكره بالضم قال عنترة وكان الفلس أنفا أحمر في وسط جبلهم الذي يقال له أجأ كأنه تمثال إنسان وكانوا يعبدونه ويهدون إليه ويعترون عنده عتائرهم ولا يأتيه خائف إلا أمن ولا يطرد أحد طريدة فيلجأ بها إليه إلا تركت ولم تخفر حويته وكان سدنته بني بولان وبولان هو الذي بدأ بعبادته فكان آخر من سدنه منهم رجل يقال له صيفي فاطرد ناقة خلية لامرأة من كلب من بني عليم كانت جارة لمالك ابن كلثوم الشمخي وكان شريفا فانطلق بها حتى أوقفها بفناء الفلس وخرجت جارة مالك وأخبرته بذهاب ناقتها فركب فرسا عريا وأخذ رمحا وخرج في أثره فأدركه وهو عند الفلس والناقة موقوفة عند الفلس فقال خل سبيل ناقة جارتي فقال إنها لربك قال خل سبيلها قال أتخفر إلهك فنوله الرمح وحل عقالها وانصرف بها مالك وأقبل السادن إلى الفلس ونظر إلى مالك ورفع يده وهو يشير بيده إليه ويقول يا رب إن يك مالك بن كلثوم أخفرك اليوم بناب علكوم وكنت قبل اليوم غير مغشوم يحرضه عليه وعدي بن حاتم يومئذ قد عتر عنده وجلس هو ونفر يتحدثون بما صنع مالك وفزع من ذلك عدي بن حاتم وقال انظروا ما يصيبه في يومه فمضت له أيام لم يصبه شيء فرفض عدي عبادته وعبادة الأصنام وتنصر ولم يزل متنصرا حتى جاء الله بالإسلام فأسلم فكان مالك أول من أخفره فكان السادن بعد ذلك إذا طرد طريدة أخذت منه

فلم يزل الفلس يعبد حتى ظهرت دعوة النبي صلى الله عليه و سلم فبعث إليه علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فهدمه وأخذ سيفين كان الحارث بن أبي شمر الغساني ملك غسان قلده إياهما يقال لهما مخذم ورسوب وهما اللذان ذكرهما علقمة بن عبدة فقدم بهما إلى النبي صلى الله عليه و سلم فتقلد أحدهما ثم دفعه إلى علي بن أبي طالب فهو سيفه الذي كان يتقلده
فلسطين بالكسر ثم الفتح وسكون السين وطاء مهملة وآخره نون والعرب في إعرابها على مذهبين منهم من يقول فلسطين ويجعلها بمنزلة ما لا ينصرف ويلزمها الياء في كل حال فيقول هذه فلسطين ورأيت فلسطين ومررت بفلسطين ومنهم من يجعلها بمنزلة الجمع ويجعل إعرابها بالحرف الذي قبل النون فيقول هذه فلسطون ورأيت فلسطين ومررت بفلسطين بفتح الفاء واللام كذا ضبطه الأزهري والنسبة إليه فلسطي قال الأعشى ومثلك خود بادن قد طلبتها وساعيت معصيا لدينا وشاتها متى تسق من أنيابها بعد هجعة من الليل شربا حين مالت طلاتها تقله فلسطيا إذا ذقت طعمه على ربذات الني حمش لثاتها وهي آخر كور الشام من ناحية مصر قصبتها البيت المقدس ومن مشهور مدنها عسقلان والرملة وغزة وأرسوف وقيسارية ونابلس وأريحا وعمان ويافا وبيت جبرين وقيل في تحديدها إنها أول أجناد الشام من ناحية الغرب وطولها للراكب مسافة ثلاثة أيام أولها رفح من ناحية مصر وآخرها اللجون من ناحية الغور وعرضها من يافا إلى أريحا نحو ثلاثة أيام أيضا وزغر ديار قوم لوط وجبال الشراة إلى أيلة كله مضموم إلى جند فلسطين وغير ذلك وأكثرها جبال والسهل فيها قليل وقيل إنها سميت بفلسطين بن سام بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام وقال الزجاجي سميت بفلسطين بن كلثوم من ولد فلان بن نوح وقال هشام بن محمد نقلته من خط جخجخ إنما سميت فلسطين بفليشين بن كسلوخيم من بني يافث بن نوح ويقال ابن صدقيا بن عيفا بن حام بن نوح ثم عربت فليشين قال الشاعر ولو أن طيرا كلفت مثل سيره إلى واسط من إيلياء لكلت سما بالمهارى من فلسطين بعدما دنا الشمس من فيء إليها فولت وقال العميد أبو سعد عبد الغفار بن فاخر بن شريف البستي وكان ورد بغداد رسولا من غزنة يذكر فلسطين والتزم ما لا يلزمه من الطاء والياء والنون يمدح عميد الرؤساء أبا طاهر محمد بن أيوب وزير القادر بالله ثم القائم العبد خادم مولانا وكاتبه ملك الملوك وسلطان السلاطين قد قال فيك وزير الملك قافية تطوي البلاد إلى أقصى فلسطين كالسحر يخلب من يرعيه مسمعه لكنه ليس من سحر الشياطين فأرعه سمعك الميمون طائره لا زال حليك حلي الكتب والطين

وعشت أطول ما تختار من أمد في ظل عز وتوطيد وتوطين وفي كتاب ابن الفقيه سميت بفلسطين بن كسلوخيم بن صدقيا بن كنعان بن حام بن نوح وقد نسبوا إليها فلسطي وقال ابن هرمة كأن فاها لمن تؤنسه بعد غبوب الرقاد والعلل كاس فلسطية معتقة شيبت بماء من مزنة السبل وقال ابن الكلبي في قوله تعالى يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم هي أرض فلسطين وفي قوله تعالى الأرض التي باركنا فيها للعالمين قال هي فلسطين وقال عدي بن الرقاع فكأني من ذكركم خالطتني من فلسطين جلس خمر عقار عتقت في الدنان من بيت رأس سنوات وما سبتها التجار فهي صهباء تترك المرء أعشى في بياض العينين عنها احمرار قال البشاري و فلسطين أيضا قرية بالعراق
فلطاح بالكسر ثم السكون وطاء مهملة وآخره حاء مهملة وهو العريض يقال رأس مفلطح أي عريض وهو اسم موضع
فلفلان بالكسر ثم السكون ثم فاء أخرى مكسورة أيضا وآخره نون من قرى أصبهان
الفلق من قرى عثر من ناحية اليمن
فلق بكسر أوله وسكون ثانيه وقاف من نواحي اليمامة عن الحفصي
فلق بكسر أوله وفتح ثانيه وآخره قاف وهو القضيب يشق فيقال لكل قطعة منه فلقة ويجمع على فلق وفلق من قرى نيسابور ينسب إليها طاهر بن يحيى بن قبيصة النيسابوري الفلقي اختصر مصنفات إبراهيم بن طهمان وكان من كبار المحدثين لأصحاب الرأي روى عن أحمد بن حفص روى عنه أبو الحسين بن علي الحافظ ومات سنة 513 وابنه أبو الحسين محمد بن طاهر الفلقي سمع أباه وأبا العباس الثقفي ومات بنيسابور سنة 473
فلك بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره كاف إن كانت عربية فأصلها من التدوير كقولهم فلكة المغزل وفلكة ثدي الجارية وهي قرية من قرى سرخس ينسب إليها محمد بن رجا الفلكي السرخسي يروي عن أبي مسلم الكجي وأبي حفص الحضرمي مطين وغيرهما
الفلوجة بالفتح ثم التشديد وواو ساكنة وجيم قال الليث فلاليج السواد قراها وإحداها الفلوجة والفلوجة الكبرى والفلوجة الصغرى قريتان كبيرتان من سواد بغداد والكوفة قرب عين التمر ويقال الفلوجة العليا والفلوجة السفلى أيضا وفي الصحاح الفلوجة الأرض المصلحة للزرع ومنه سمي موضع على الفرات الفلوجة والجمع فلاليج وقد نسب إليها قوم قال ابن قيس الرقيات ظعنت لتحزننا كثيره ولقد تكون لنا أميره أيام فلك كأنها حوراء من بقر غريره شبت أمام لداتها بيضاء سابغة الغديره

ريا الروادف غادة بين الطويلة والقصيره حلت فلاليج السوا د وحل أهلي بالجزيره
فليج تصغير فلج أو فلج وقد تقدما موضع قريب من الأحفار لبني مازن وقال نصر فليج واد يصب في فلج بين البصرة وضرية و غيران فليج من العيون التي يجتمع فيها فيوض أودية المدينة وهي العقيق وقناة بطحان قال هلال بن الأشعر المازني أقول وقد جاوزت نعمى وناقتي تحن إلى جنبي فليج مع الفجر سقى الله يا ناق البلاد التي بها هواك وإن عنا نأت سبل القطر وقال مسعر بن ناشب المازني من مازن بن عمرو بن تميم تغيرت المعارف من فليج إلى وقباه بعد بني عياض هم جيل تليذ به الأعادي وناب لا تفل من العضاض كأن الدهر من أسف سليم أصم حين يسؤر وهو قاضي
فليجة تصغير فلجة وقد تقدم موضع
فليش من قرى نمرقة بشرقي الأندلس ينسب إليها ابن سلفة محمد بن عبد الله بن محمد بن ملوك التنوخي الفليشي سمع منه بالأسكندرية وقال غاب أبو عمران موسى بن بهيج الكفيف الفليشي عن عشائره بالمشرق فعمل بمصر موشحا وذكر منه بيتا نادرا
الفليق من مخاليف الطائف و الفليق من قرى عثر من ناحية اليمن
باب الفاء والميم وما يليهما
فم الصلح قال النحويون وأما فو وفي وفا فالأصل في بنائها فوه حذفت الهاء من آخرها وحملت الواو على الرفع والنصب والجر فاجترت الواو ضروب النحو إلى نفسها فصارت كأنها مدة تتبع الفاء وإنما يستحسنون هذا اللفظ في الإضافة فأما إذا لم يضف فإن الميم تجعل عمادا للفاء لأن الواو والياء والألف يسقطن مع التنوين فكرهوا أن يكون اسم بحرف معلق فعمدت الفاء بالميم فقيل وقد اضطر العجاج إلى أن قال خالط من سلمى خياشيم وفا وهو شاذ وأما الصلح فما أحسبه إلا مقصورا من الصلاح يعني المصالحة وإلا فهو عجمي أو مرتجل وهو نهر كبير فوق واسط بينها وبين جبل عليه عدة قرى وفيه كانت دار الحسن بن سهل وزير المأمون وفيه بنى المأمون ببوران وقد نسب إليه جماعة من الرواة والمحدثين وغيرهم وهو الآن خراب إلا قليلا
باب الفاء والنون وما يليهما
فنا بفتح أوله والقصر وهو عنب الثعلب ويقال نبت آخر قال زهير كأن فتات العهن في كل منزل نزلن به حب الفنا لم يحطم وفنا جبل قرب سميراء قال الأصمعي ثم فوق الثلبوت من أرض نجد ماءة يقال لها الفناة لبني جذيمة ابن مالك بن نصر بن قعين وهو إلى جنب جبل يقال

له فنا وبه قال محصن بن رباب الجرمي يهيج علي الشوق أن تحزأ الضحى فنا أو أرى من بعض أقطاره قطرا فليت جبال الهضب كانت وراءه رواسي حتى يؤنس الناظر الغمرا يقول ألا تهدي لأم محمد قصائد عورا ما أتيت إذا عذرا لبئس إذا ما سرت إذ بلغ المدى وما صنت عرضي إذ هجوت به نصرا ولكنني أرمي العدى من ورائهم بصم تؤم الرأس أو تكسر الوترا
الفناة مثل الذي قبله وزيادة هاء ماء لبني جذيمة ابن مالك بن نصر بن قعين بن أسد بجنب جبل يقال له فنا وقد ذكر
فناخره كورة بناحية فارس كانت مفردة ثم أدخلت في كورة أردشيرخره
فنجديه بالفتح ثم السكون ثم فتح الجيم وكسر الدال وياء ثم هاء خالصة وينسب إليها فنجديهي وهو كلمة مركبة أصلها بنج ديه ومعناها خمس قرى وكذا هي بليدة فيهاخمس قرى قد اتصلت عمارة بعضها ببعض قرب مرو الروذ وقد ذكرت في الباء
فنجكان بالفتح ثم السكون وجيم بعدها كاف وآخره نون قرية من قرى مرو
فنجكرد بالفتح ثم السكون وجيم مفتوحة وكاف مكسورة وراء ساكنة ودال مهملة قرية من نواحي نيسابور ينسب إليها أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الفقيه الأديب سمع أبا عمرو بن مطر وأبا علي حامد بن محمد الرفاء روى عنه أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر بن محمد بن داود الداودي مات ببوشنج سنة 993 وأحمد بن عمر بن أحمد ابن علي أبو حامد الفنجكردي الطوسي سمع أبا بكر بن خلف الشيرازي وأبا المظفر موسى بن عمران الصوفي وأبا القاسم عبد الرحمن بن أحمد الواحدي ذكره في التحبير وقال مات بنيسابور في آخر يوم من المحرم سنة 435
فنجة بالفتح ثم السكون وجيم قال ابن الأعرابي الفنج الثقلاء من الرجال فنجة موضع في شعر أبي الأسود الدؤلي وما أظنه إلا عجميا
فند بالفتح ثم السكون وآخره دال وهو في الأصل قطعة من الجبل وهو اسم جبل بعينه بين مكة والمدينة قرب البحر
الفندق بالضم ثم السكون ثم دال مضمومة أيضا وقاف موضع بالثغر قرب المصيصة وهو في الأصل اسم الخان بلغة أهل الشام
و فندق الحسين موضع آخر
فندلاو أظنه موضعا بالمغرب ينسب إليه يوسف بن درناس الفندلاوي المغربي أبو الحجاج الفقيه المالكي قدم الشام حاجا فسكن بانياس مدة وكان خطيبا بها ثم انتقل إلى دمشق فاستوطنها ودرس بها على مذهب مالك رضي الله عنه وحدث بالموطإ وكتاب التلخيص لأبي الحسن القابسي علق عنه أحاديث أبي القاسم الحافظ الدمشقي كان صالحا فكها متعصبا للسنة وكان الأفرنج قد نزلوا على دمشق يوم الأربعاء ثاني ربيع الأول سنة 345 ونزلوا بأرض قتيبة إلى جانب التعديل من زقاق الحصى وارتحلوا يوم السبت سادسه وكان خرج إليهم أهل دمشق يحاربونهم فخرج الفندلاوي فيمن خرج فلقيه الأمير المتولي لقتالهم ذلك اليوم قبل أن يتلاقوا وقد

لحقه مشقة من المشي فقال له أيها الشيخ الإمام ارجع فأنت معذور للشيوخية فقال لا أرجع نحن بعنا واشترى منا يريد قوله تعالى إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فما انسلخ النهار حتى حصل له ما تمنى من الشهادة قال ذلك ابن عساكر
الفندم موضع بالأهواز لا أدري ما هو من كتاب نصر
فندورج بالضم ثم السكون ثم الضم وواو ساكنة وراء مفتوحة وجيم من قرى نيسابور
فندوين قال أبو سعد في التحبير عبد الله بن محمد ابن عبد الله بن أحمد بن عبد الله أبو محمد الفندويني المقرىء من فندوين من قرى مرو كان فقيه القرية وكان صالحا صائبا سمع أبا المظفر السمعاني وقال السيد أبو القاسم علي بن أبي يعلى الدبوسي قرأت عليه وتوفي في الخامس من ذي الحجة سنة 035
فنديسجان قرية من قرى نهاوند قتل بها نظام الملك الحسن بن علي بن إسحاق بن العباس الطوسي الوزير أبو علي ليلة الجمعة حادي عشر رمضان سنة 584
فندين بالضم ثم السكون وكسر الدال المهملة وياء مثناة من تحت ونون من قرى مرو ينسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن الحسن الفنديني المعروف بالرازي يروي عن أحمد بن سيار وأحمد بن منصور الزيادي ومحمد بن سليمان بن الحسن بن عمرو بن الحسن بن أبي عمرو الفنديني أبو الفضل المروزي كان شيخا فقيها عالما صالحا قانعا تفقه على الإمام عبد الرحمن الزاز السرخسي وسمع أبا بكر محمد بن علي بن حامد الشاشي وأبا القاسم إسماعيل بن محمد بن أحمد الزاهري وأبا سعد محمد بن الحارث الحارثي كتب عنه أبو سعد وكانت ولادته في سادس عشر محرم سنة 294 بفندين ووفاته بها في العشرين من المحرم سنة 445
فنسجان بكسر الفاء وسكون النون وجيم بعد السين المهملة وآخره نون بلد من ناحية فارس من كورة دارابجرد لها ذكر في الفتوح فتوح عبد الله بن عامر
فنكد بالفتح ثم السكون وفتح الكاف ودال مهملة من قرى نسف
فنك بالفتح أولا وثانيا وكاف قرية بينها وبين سمرقند نصف فرسخ
و فنك أيضا قلعة حصينة منيعة للأكراد البشنوية قرب جزيزة ابن عمر بينهما نحو من فرسخين ولا يقدر صاحب الجزيرة ولا غيره مع مخالطتهم للبلاد عليها وهي بيد هؤلاء الأكراد منذ سنين كثيرة نحو الثلثمائة سنة وفيهم مروة وعصبية ويحمون من يلتجىء إليهم ويحسنون إليه
فنونى بفتح أوله وثانيه وسكون الواو ونون أخرى وألف مقصورة موضع في بلاد العرب
الفنيدق من أعمال حلب كانت به عدة وقعات وهو الذي يعرف اليوم بتل السلطان بينه وبين حلب خمسة فراسخ وبه كانت وقعات الفنيدق بين ناصر الدولة بن حمدان وبني كلاب من بني مرداس في سنة 254 فأسره بنو كلاب
الفنيق بالفتح ثم الكسر وياء وآخره قاف وأصله الجمل الفحل اسم موضع قرب المدينة
فنين بالفتح ثم الكسر وياء مثناة من تحت ساكنة ونون وأهلها يقولون فني بغير نون قرية عهدي بها عامرة أحسن من مدينة مرو بها قبر

سليمان بن بريدة بن الخصيب صاحب النبي صلى الله عليه و سلم ينسب إليها أبو الحكم عيسى بن أعين الفنيني مولى خزاعة وهو أخو بديل خازن بيت المال لأبي مسلم الخراساني صاحب الدولة وفي بيته نزل أبو مسلم وبث الرسل في خراسان و الفنين واد بنجد عن نصر
باب الفاء والواو وما يليهما
الفوارس جمع فارس وهو شاذ في القياس لأن فواعل جمع فاعلة وللنحويين فيه كلام طويل واحتجاج وهي جبال رمل بالدهناء قال الأزهري قد رأيتها قال وعن أيمانهن الفوارس
الفوارع جمع فارعة وهي العالية والمستفلة من الأضداد وفرعت إذا صعدت وفرعت إذا نزلت قال الأزهري الفوارع تلال مشرفات على المسايل
الفوارة قال الأصمعي بين أكمة الخيمة وبين الشمال جبل يقال له الظهران وقرية يقال لها الفوارة بجنب الظهران بها نخيل كثيرة وعيون للسلطان وبحذائها ماء يقال له المقنعة
فوتق بضم أوله وسكون ثانيه وفتح التاء المثناة من فوق والقاف من قرى مرو
الفودجات بضم أوله وسكون ثانيه ودال مهملة وجيم وآخره تاء والفودج في كلامهم والهودج متقاربا المعنى مركب من مراكب النساء وهو موضع في شعر ذي الرمة فالفودجات فجنبي واحف صخب
فود جبل في قول أبي صخر الهذلي بنا إذا أطرت شهرا أزمتها ووازنت من ذرى فود بأرياد
فوذان بالضم ثم السكون وذال معجمة وآخره نون من قرى أصبهان ينسب إليها أبو عبد الله محمد بن أحمد بن حيلان الفوذاني الأصبهاني يروي عن سمويه يروي عنه السرنجاني
فورارد بالضم ثم السكون وراء مكررة وآخره دال مهلمة من قرى الري
فوران بالضم ثم السكون وراء وآخره نون قرية قريبة من همذان على مرحلة منها للقاصد إلى أصبهان ينسب إليها أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عثمان بن أبي العباس الفوراني حدث عن أبي الوقت السجزي سمع منه محمد بن عبد الغني بن نقطة بفوران قال وسماعه صحيح وذكر أبو سعد السمعاني أن الإمام عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فوران الفوراني المروزي الفقيه الشافعي تلميذ أبي بكر القفال الشاشي صاحب كتاب الإبانة وغيره منسوب إلى الجد لا إلى هذا الموضع والله أعلم قال ومات سنة 461 وقال أبو عبيدة اللبو قوم ينزلون في قلعة يقال لها معسر فوق سيراف في موضع يقال له فوران
الفور بالضم ثم السكون وهو في كلام العرب الظباء لا يفرد لا واحد لها من لفظها وهي قرية من قرى بلخ ينسب إليها أبو سورة بن قائد هميم البلخي الفوري سمع ابن خشرم روى عنه أبو عبد الله محمد بن جعفر بن غالب الوراق توفي سنة 292 أو 392
الفور بالفتح ثم السكون وآخره راء والفور الوقت فعله من فوره أي من وقته وفارت

عروقه تفور فورا إذا ظهر بها نفخ وهو موضع باليمامة جاء في حديث مجاعة ورواه الزمخشري فورة بالهاء وفي كتاب الحفصي الفورة بالضم قال وهي روض ونخل وأهل اليمامة إذا غزتهم خيل كثيرة أو دهمهم أمر شديد قالوا بلغت الخيل الفورة
فورجرد من قرى همذان قال أبو شجاع شيرويه محمد بن الحسين بن أحمد بن إبراهيم بن دينار السعيدي الصوفي أبو جعفر ويعرف بالقاضي روى من أهل همذان عن عبد الرحمن الإمام وأحمد بن الحسين الإمام وذكر جماعة وافرة ومن الغرباء عن أبي نصر محمد بن علي الخطيب الزنجاني وذكر جماعة أخرى وافرة وسمعت منه بهمذان وفورجرد وكان ثقة صدوقا كنت إذا دخلت بيته بفورجرد ضاق قلبي لما رأيت من سوء حاله وكان أصم توفي بفورجرد في الحادي والعشرين من جمادى الأولى سنة 274 وقبره بها وسألته عن مولده فقال ولدت سنة 083
فورفاره بالضم ثم السكون وفاء أخرى وراء ثم هاء من قرى الصغد
فوز بالفتح ثم السكون وآخره زاي من قرى حمص ينسب إليها أبو عثمان سليم بن عثمان الفوزي الحمصي يروي عن زياد بن محمد الالهاني روى عنه سلمان بن سلمة الخبائري وعبد الجبار بن سليم الفوزي يروي عن إسماعيل بن عياش روى عنه أبو القاسم الطبراني
فوزكرد بالضم ثم السكون وزاي ساكنة أيضا وكاف مكسورة ودال مهملة من قرى أستراباذ
فوشنج بالضم ثم السكون وشين معجمة مفتوحة ونون ساكنة ثم جيم ويقال بالباء في أولها والعجم يقولون بوشنك بالكاف وهي بليدة بينها وبين هراة عشرة فراسخ في واد كثير الشجر والفواكه وأكثر خيرات مدينة هراة مجلوبة منها خرج منها طائفة كثيرة من أهل العلم
الفوعة بالضم ولا اشتقاق له على ذلك وإنما الفوعة بالفتح للطيب رائحته وفوعة السم حمته وفوعة النهار أوله وكذلك الليل وهي قرية كبيرة من نواحي حلب وإليها ينسب دير الفوعة
فولو بالضم ثم السكون ولام بعدها واو ساكنة يقال فولو محلة بنيسابور ينسب إليها أبو عبد الله أحمد بن إسماعيل بن أحمد ويعرف بباشة المؤذن سمع أبا الحسن علي بن أحمد المديني وأبا سعد عبد الواحد بن عبد الكريم القشيري سمع منه أبو سعد السمعاني بنيسابور
الفولة بالضم بلفظ واحدة الفول وهي الباقلا بلدة بفلسطين من نواحي الشام
فونكه بلدة بالأندلس ينسب إليها محمد بن خلف بن مسعود بن شعيب يعرف بابن السقاط قاضي الفونكه يكنى أبا عبد الله رحل إلى المشرق وحج وسمع من أبي ذر الهروي صحيح البخاري سنة 514 ولقي أبا بكر بن عقار وأخذ عنه كتاب الجوزقي وغير ذلك وكتب وكان حسن الخط سريع الكتابة ثقة وامتحن في آخر عمره وذهبت كتبه وماله ومات سنة 584 أو نحوها بدانية ومولده سنة 593
فوة بالضم ثم التشديد بلفظ الفوة العروق التي تصبغ بها الثياب الحمر بليدة على شاطىء النيل من نواحي مصر قرب رشيد بينها وبين البحر نحو خمسة فراسخ أو ستة وهي ذات أسواق ونخل كثير

فويدين بالضم ثم الفتح وياء مثناة من تحت ساكنة ودال ثم ياء أخرى ونون من قرى نسف
باب الفاء والهاء وما يليهما
الفهدات بالتحريك كأنه جمع فهدة ساكنة الأوسط فإذا جمعت حرك وسطها لأنها اسم مثل جمرات وجمرة وفهدتا البعير عظمان ناتئان خلف الأذنين والفهدات قارات في باطن ذي بهدى قال جرير رأوا بثنية الفهدات وردا فما عرفوا الأغر من البهيم
الفهدة قال محمد بن إدريس بن أبي حفصة الفهدة قارة هي بأقصى الوشم من أرض اليمامة
فهرمد من قرى الري كانت بها وقعة بين أصحاب الحسين بن زيد العلوي وبين ابن ميكال وكان ابن ميكال من قبل الطاهر في أيام المستعين
الفهرج بلدة بين فارس وأصبهان معدودة من أعمال فارس ثم من أعمال كورة إصطخر عن الإصطخري ولها منبر بين الفهرج وكثه مدينة يزد خمسة فراسخ من أنار إلى فهرج خمسة وعشرون فرسخا
و الفهرج موضع بالبصرة من أعمال الأبلة ذكره في الفتوح كثير ولا أدري أين موقعه من البصرة
فهلفهرة مدينة مشهور من نواحي مكران
فهلو بالفتح ثم السكون ولام ويقال فهله قال حمزة الأصبهاني في كتاب التنبيه كان كلام الفرس قديما يجري على خمسة ألسنة وهي الفهلوية والدرية والفارسية والخوزية والسريانية فأما الفهلوية فكان يجري بها كلام الملوك في مجالسهم وهي لغة منسوبة إلى فهله وهو اسم يقع على خمسة بلدان أصبهان والري وهمذان وماه نهاوند وأذربيجان وقال شيرويه بن شهردار وبلاد الفهلويين سبعة همذان وماسبذان وقم وماه البصرة والصيمرة وماه الكوفة وقرميسين وليس الري وأصبهان والقومس وطبرستان وخراسان وسجستان وكرمان ومكران وقزوين والديلم والطالقان من بلاد الفهلويين وأما الفارسية فكان يجري بها كلام الموابذة ومن كان مناسبا لهم وهي لغة أهل فارس وأما الدرية فهي لغة مدن المدائن وكان يتكلم بها من بباب الملك فهي منسوبة إلى حاضرة الباب والغالب عليها من بين لغات أهل المشرق لغة أهل بلخ وأما الخوزية فهي لغة أهل خوزستان وبها كان يتكلم الملوك والأشراف في الخلاء وموضع الاستفراغ وعند التعري للحمام والأبزن والمغتسل وأما السريانية فهي لغة منسوبة إلى أرض سورستان وهي العراق وهي لغة النبط وذكر أبو الحسين محمد بن القاسم التميمي النسابة أن الفهلوية منسوبة إلى فهلوج بن فارس
الفهميين كأنه جمع فهمي اسم قبيلة الفهميين بالأندلس من أعمال طليطلة
فهندجان بفتح أوله وكسر ثانيه وسكون النون وبعد الدال جيم وآخره نون من قرى همذان ينسب إليها أبو الربيع سلمان بن الحسن بن المبارك الفهندجاني حدث عن محمد بن مقاتل روى عنه أبو الحسن علي بن أحمد بن قرقور التمار
باب الفاء والياء وما يليهما
فيادسون بالكسر وبعد الألف دال مهملة وسين مهملة وبعد الواو الساكنة نون من قرى بخارى
الفياشل بعد الألف شين معجمة ماء لبني حصين بن الحويرث بن عمرو بن كعب بن عمرو

ابن عبد بن أبي بكر بن كلاب سميت بذلك بآكام حمر حوالي الماء يقال لها الفياشل قال القتال الكلابي فلا يسترث أهل الفياشل غارتي أتتكم عتاق الطير يحملن أنسرا
فياض معجمة الآخر نهر بالبصرة قديم واسع عليه قرى ومزارع قاله نصر والمعروف الفيض
فيجكث بالكسر ثم السكون وفتح الجيم وكاف مفتوحة ثم ثاء مثلثة من قرى نسف
الفيجة بالكسر ثم السكون وجيم قرية بين دمشق والزبداني عندها مخرج نهر دمشق بردى وبحيرة
فيحان فعلان من فاحت رائحة الطيب تفيح فيحا ويجوز أن يكون من الفيح وهو سطوع الحر وفي الحديث شدة الحر من فيح جهنم ويجوز أن يكون من قولهم أفيح للواسع وفياح وفيحاء وفيحان موضع في بلاد بني سعد وقيل واد قال الراعي أو رعلة من قطا فيحان حلأها من ماء يثربة الشباك والرصد وقال أبو وجزة الحسين بن مطير الأسدي من كل بيضاء مخماص لها بشر كأنه بذكي المسك مغسول فالخد من ذهب والثغر من برد مفلج واضح الأنياب مصقول كأنه حين يستسقي الضجيع به بعد الكرى بمدام الراح مشمول ونشرها مثل ريا روضة أنف لها بفيحان أنوار أكاليل
فيحة بالحاء المهملة من ديار مزينة قال معن بن أوس أعاذل هل تأتي القبائل حظها من الموت أم أخلى لنا الموت وحدنا أعاذل من يحتل فيفا وفيحة وثورا ومن يحمي الأكاحل بعدنا
فيد بالفتح ثم السكون ودال مهملة قال ابن الأعرابي الفيد الموت والفيد الشعرات فوق جحفلة الفرس وقيل للمؤرج لم اكتنيت بأبي فيد قال فيد منزل بطريق مكة والفيد ورد الزعفران ويجوز أن يكون من قولهم استفاد الرجل فائدة وقل ما يقولون فاد فائدة قاله الزجاجي
وفيد بليدة في نصف طريق مكة من الكوفة عامرة إلى الآن يودع الحاج فيها أزوادهم وما يثقل من أمتعتهم عند أهلها فإذا رجعوا أخذوا أزوادهم ووهبوا لمن أودعوها شيئا من ذلك وهم مغوثة للحاج في مثل ذلك الموضع المنقطع ومعيشة أهلها من ادخار العلوفة طول العام إلى أن يقدم الحاج فيبيعونه عليهم قال الزجاجي سميت فيد بفيد بن حام وهو أول من نزلها وقال السكوني فيد نصف طريق الحاج من الكوفة إلى مكة وهي أثلاث ثلث للعمريين وثلث لآل أبي سلامة من همدان وثلث لبني نبهان من طيء وبين فيد ووادي القرى ست ليال على العريمة وليس من دون فيد طريق إلى الشام بتلك المواضع رمال لا تسلك حتى تنتهي إلى زبالة أو العقبة على الحزن فربما وجد به ماء وربما لم يوجد فيجنب سلوكه قالوا وقول زهير فيد القريات موضع آخر والله أعلم وقال الحازمي فيد بالياء أكرم نجد قريب من أجإ وسلمى جبلي طيء ينسب إليه محمد بن يحيى بن ضريس الفيدي ومحمد بن جعفر بن أبي مواتية الفيدي وأبو إسحاق عيسى بن إبراهيم الفيدي

الكوفي سكن فيد يروي عن موسى الجهني روى عنه أبو عبد الله عامر بن زرارة الكوفي وغيرهم
فيدة مثل الذي قبله وزيادة هاء حزم فيدة موضع قال كثير حزيت لي بحزم فيدة تحدى كاليهودي من نطاة الرقال حزيت رفعت كاليهودي كتحدي اليهودي يصف ظعنا
فيذوقية بالفتح ثم السكون وذال معجمة وواو ساكنة وقاف مكسورة وياء مخففة موضع في الشعر قال أبو تمام في كماة يكسون نسج السلوقي وتعدى بهم كلاب سلوقي وطئت هامة الضواحي فلما أخذت حقها من الفيذوق
فير بالكسر ثم السكون وراء مهملة بلدة بالأندلس
فيروزاباذ بالكسر ثم السكون وبعد الراء واو ساكنة ثم زاي وألف وباء موحدة وآخره ذال معجمة بلدة بفارس قرب شيراز كان اسمها جور فغيرها عضد الدولة كما ذكرنا في جور و فيروزاباذ أيضا قرية بينها وبين مرو ثلاثة فراسخ يقال لها فيروزاباذ خرق
و فيروزاباذ قلعة حصينة من أعمال أذربيجان بينها وبين خلخال فرسخ واحد
و فيروزاباذ أيضا موضع بظاهر هراة فيه خانقاه للصوفية قال البشاري ومعنى فيروزاباذ أتم دولة وقد نسب إلى كل واحدة من هذه قوم وأكثرهم من التي بفارس فإنها مدينة مشهورة
فيروزان من قرى أصبهان ثم من ناحية النخان من أحسن القرى وأطيبها هواء وماء كثيرة الفواكه المعجبة وفيها جامع طيب
فيروزرام من قرى الري كان عبد الملك بن مروان ولى الري يزيد بن الحارث بن يزيد بن رؤيم أبا حوشب وقيل ولاه مصعب بن الزبير فورد الري أيامه الزبير بن الماخور الخارجي بمواطأة من الفرخان ملك الري وإمداده بالمال والرجال فواقعوا يزيد بن الحارث بقرية فيروزرام فقتلوه وثلثمائة رجل من أشراف الكوفة وقتلت معه امرأته أم حوشب فقال فيه الشاعر وذاق يزيد قوم بكر بن وائل بفيروزرام ألصفيح الميمما
فيروزسابور فيروز هو اسم للدولة بالفارسية وسابور اسم ملك من ملوك ساسان وهو اسم لمدينة الأنبار وما اتصل بها إلى قرى بغداد بناها سابور ذو الأكتاف بن هرمز وقرأت بخط أبي الفضل العباس بن علي الصولي المعروف بابن برد الخيار سار سابور ذو الأكتاف يرتاد موضعا يجعله حصنا وبابا لبلاد السواد مما يلي الروم فأتى شط الفرات فرأس موضعا مستويا وفيه مساكن للعرب فنقل العرب إلى بقة والعقير وبنى في ذلك الموضع مدينة حصينة وركب للنظر إليها لأن يسميها باسم يختاره فسنحت له ظباء فيها تيس مسن يحميها فقال لمرازبته إني قد تفاءلت بهذه الظباء فأيكم أخذ فحلها رتبته في هذه المدينة وجعلته مرزبانا عليها فانبثوا في طلبها وكان فيهم رجل من أولاد المرازبة يقال له شيلى بن فرخ زادان كان بمرو الشاهجان فجنى جناية فحمله سابور معه مقيدا ثم شفع إليه فيه فأطلقه فانتهز الفرصة في ذلك القول وقدر أن يسل سخيمة صدره عليه فرمى ذلك الظبي مبادرا فأصاب مؤخره

ونفذ السهم في جوفه وخرج من صدره فوقع الظبي على باب المدينة ميتا فاحتمله شيلى برجليه حتى أتى به سابور فاستحسن فعله وقال له ده ثلاث مرات فأعطاه اثني عشر دينارا ورضي عنه وتفاءل سابور بالنصر وسمى المدينة فيروز سابور أي نصر سابور وكورها كورة وضم إليها ما جاوزها إلى حدود دجلة وكان حدها من هيت وعانات إلى قطربل واستعمل على مرزبتها شيلى وضم إليه مرزبة سقي الفرات وأسكنها ألفين من قواده فأقاموا بها ولم تزل هيت وعانات مضمومة إلى عمل الأنبار إلى أن ملك معاوية بن أبي سفيان فأفردها من الأنبار وجعلها من عمل الجزيرة
فيروزقباذ قباذ هو والد أنو شروان الملك العادل من آل ساسان وفيروزقباذ مدينة كانت قرب باب الأبواب المعروف بالدربند وكان أنوشروان بنى هناك قصرا وسماه باب فيروزقباذ و مغ فيروزقباذ أحد طساسيج بغداد
فيروزكند قرية على باب جرجان هكذا وجدتها
فيروزكوه هذا معناه الجبل الأزرق وأكثر ما يقولونه بالباء وبيروزه بلغة أهل خراسان الزرقة وهي قلعة عظيمة حصينة في جبال غورشستان بين هراة وغزنة وهي دار مملكة من يتملك تلك النواحي وهي بلد شهاب الدين بن سام الذي ملك غزنة وخراسان وبلاد الهند كان رجلا صالحا وأخوه غياث الدين أكبر منه
و فيروزكوه قلعة في بلاد طبرستان قرب دنباوند مشرفة على بلدة يقال لها ويمة رأيتها
فيروز من نواحي أستراباذ من صقع طبرستان ينسب إليها محمد بن أحمد بن عبد الواحد أبو الربيع الأستراباذي الوراق الفيروزي قدم أصبهان وسمع الطبراني وأبا بكر بن المعري وطبقتهما وسمع ببغداد وكان فقيها يفهم الحديث ويحفظه ويكتبه توفي سنة 904
فيرياب بالكسر وبعد الراء ياء أخرى وآخره باء قال محمد بن موسى من بلاد خراسان ينسب إليها محمد بن موسى الفيريابي صاحب سفيان الثوري وغيره وجعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض أبو بكر الفيريابي القاضي قدم دمشق وسمع بها من سليمان بن عبد الرحمن بن هشام الغساني ووليد بن عتبة ورياح بن أبي الفرج ومحمد بن عائذ وصفوان بن صالح وبحمص من عمرو بن عثمان رأى بني هشام بن عبد الملك ومحمد بن مصفى وبالرملة من يزيد بن خالد البرمكي وحدث عنهم وعن قتيبة بن سعيد وأبي بكر عثمان بن أبي شيبة وهدبة بن خالد وشيبان بن أروح وإسحاق بن راهويه وخلق غيرهم روى عنه محمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي البصري وهو أكبر منه ويحيى بن صاعد وهو من أقرانه وأبو بكر الجرجاني وأبو جعفر الطحاوي وأبو أحمد بن عدي وسليمان الطبراني وأبو بكر الإسماعيلي وأبو الفضل الزبيري وهو آخر من روى عنه الخطيب فقال كان ثقة أمينا مولده سنة 702 ومات ببغداد ودفن بباب الأنبار لأربع بقين من المحرم سنة 103
فيشابور بليد من نواحي الموصل من ناحية جزيرة ابن عمر لهم فيه وقائع
فيشان من قرى اليمامة لم تدخل في صلح خالد بن الوليد رضي الله عنه أيام مسيلمة وقال الحفصي فيشان قرية ونخل وتلاع ومياه لبني عامر ابن حنيفة باليمامة قال القحيف العقيلي

أتنسون يا حزنان طخفة نسوة تركن سبايا بين فيشان فالنقب
فيشون بالشين المعجمة بوزن جيرون اسم نهر
فيشة بليدة بمصر من كورة الغربية
الفيض من قولهم فاض الماء يفيض فيضا نهر بالبصرة معروف وقد قيل لموضع من نيل مصر الفيض
و الفيض محلة بالبصرة قرب النهر المفضي إلى البصرة وفيض اللوى في قول أبي صخر الهذلي حيث قال فلولا الذي حملت من لاعج الهوى بفيض اللوى غرا وأسماء كاعب وقال مليح فمن حب ليلى بعد فيض أراكة ويوما بقرن كدت للموت تشرف
فيفاء بالفتح وتكرير الفاء الفيف المفازة التي لا ماء فيها من الاستواء والسعة فإذا أنث فهي الفيفاء وجمعها الفيافي قال المؤرج الفيف من الأرض مختلف الرياح وقيل الفيفاء الصحراء الملساء وقد أضيف إلى عدة مواضع منها فيفاء الخبار وقد ذكرناه في الخبار وهو بالعقيق من جماء أم خالد وفيفاء رشاد موضع آخر قال كثير وقد علمت تلك المطية أنكم متى تسلكوا فيفا رشاد تحردوا و فيفاء غزال بمكة حيث ينزل الناس منها إلى الأبطح قال كثير أناديك ما حج الحجيج وكبرت بفيفا غزال رفقة وأهلت وكانت لقطع الوصل بيني وبينها كناذرة نذرا فأوفت وحلت فقلت لها يا عز كل مصيبة إذا وطنت يوما لها النفس ذلت ولم يلق إنسان من الحب منعة تعم ولا عمياء إلا تجلت وفيفاء خريم قال كثير فأجمعن هينا عاجلا وتركنني بفيفا خريم واقفا أتلدد وبين التراقي واللهاة حرارة مكان الشجى ما تطمئن فتبرد فلم أر مثل العين ضنت بدمعها علي ولا مثلي على الدمع يحسد
فيف غير مضاف من منازل مزينة قال معن بن أوس المزني أعاذل من يحتل فيفا وفيحة وثورا ومن يحمي الأكاحل بعدنا
فيف الريح بفتح أوله وقد ذكرنا ما الفيف في الذي قبله وفيف الريح معروف بأعالي نجد عن أبي هفان قال أخبر المخبر عنكم أنكم يوم فيف الريح أبتم بالفلج وهو يوم من أيامهم فقئت فيه عين عامر بن الطفيل فقأها مسهر الحارث بالرمح وفيه يقول عامر لعمري وما عمري علي بهين لقد شان حر الوجه طعنة مسهر فبئس الفتى إن كنت أعور عاقرا جبانا فما عذري لدى كل محضر وقد علموا أني أكر عليهم عشية فيف الريح كر المدور

فلو كان جمع مثلنا لم نبالهم ولكن أتتنا أسرة ذات مفخر فجاؤوا بشهران العريضة كلها وأكلب طرا في لباس السنور
فيق بالكسر ثم السكون وآخره قاف كأنه فعل ما لم يسم فاعله من فاق يفوق قال أبو بكر الهمذاني فيق مدينة بالشام بين دمشق وطبرية ويقال أفيق بالألف
وعقبة فيق لها ذكر في أحاديث الملاحم قلت أنا عقبة فيق ينحدر منها إلى الغور غور الأردن ومنها يشرف على طبرية وبحيرتها وقد رأيتها مرارا قال الشاعر وقطعت من عافي الصوى متحرفا ما بين هيت إلى مخارم فيق وهي قصيدة ذكرت في رحا البطريق ومصر
فيلان بالكسر وآخره نون بلد وولاية قرب باب الأبواب من نواحي الخزر يقال لملكها فيلانشاه وهم نصارى ولهم لسان ولغة وقال المسعودي فيلانشاه هو اسم يختص بملك السرير فعلى هذا ولاية السرير يقال لها فيلان قيل كورة السرير بها
فيل بلفظ الفيل من الدواب الهندية كانت مدينة ولاية خوارزم يقال لها فيل قديما ثم سميت المنصورة وهي الآن تدعى كركانج قال كعب الأشقري يذكر فتح قتيبة بن مسلم إياها رامتك فيل بما فيها وما ظلمت ورامها قبلك الفجفاجة الصلف
فيمان بالكسر وآخره نون قرية قريبة من مدينة مرو
فين بالكسر ثم السكون ونون من قرى قاشان من نواحي أصبهان
فيوازجان بالفتح ثم السكون وبعد الألف زاي ثم جيم وآخره نون موضع أو قرية بفارس
الفيوم بالفتح وتشديد ثانيه ثم واو ساكنة وميم وهي في موضعين أحدهما بمصر والآخر موضع قريب من هيت بالعراق فأما التي بمصر فهي ولاية غربية بينها وبين الفسطاط أربعة أيام بينهما مفازة لا ماء بها ولا مرعى مسيرة يومين وهي في منخفض الأرض كالدارة ويقال إن النيل أعلى منها وإن يوسف الصديق عليه السلام لما ولي مصر ورأى ما لقي أهلها في تلك السنين المقحطة اقتضت فكرته أن حفر نهرا عظيما حتى ساقه إلى الفيوم وهو دون محمل المراكب وبتشطط علوه وانخفاض أرض الفيوم على جميع مزارعها تشرب قراه مع نقصان النيل ثم يتفرق في نواحي الفيوم على جميع مزارعها لكل موضع شرب معلوم وذكر عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم قال حدثنا هشام بن إسحاق أن يوسف لما ولي مصر عظمت منزلته من فرعون وجازت سنه مائة سنة قالت وزراء الملك إن يوسف ذهب علمه وتغير عقله ونفدت حكمته فعنفهم فرعون ورد عليهم مقالتهم وأساء اللفظ لهم فكفوا ثم عاودوه بذلك القول بعد سنين فقال لهم هلموا ما شئتم من شيء نختبره به وكانت الفيوم يومئذ تدعى الجوبة وإنما كانت لمصالة ماء الصعيد وفضوله فاجتمع رأيهم على أن تكون هي المحنة التي يمتحن بها يوسف فقالوا لفرعون سل يوسف أن يصرف ماء الجوبة فيزداد بلد إلى بلدك وخراج إلى خراجك فدعا يوسف وقال قد تعلم مكان ابنتي فلانة مني فقد رأيت إذا بلغت أن أطلب لها بلدا وإني لم أصب لها إلا الجوبة وذاك أنه بليد قريب

لا يؤتى من ناحية من نواحي مصر إلا من مفازة أو صحراء إلى الآن قال والفيوم وسط مصر كمثل مصر في وسط البلاد لأن مصر لا تؤتى من ناحية من نواح إلا من صحراء أو مفازة وقد أقطعتها إياها فلا تتركن وجها ولا نظرا إلا وبلغته فقال يوسف نعم أيها الملك متى أردت ذلك عملته قال إن أحبه إلي أعجله فأوحي إلى يوسف أن تحفر ثلاثة خلج خليجا من أعلى الصعيد من موضع كذا إلى موضع كذا وخليجا شرقيا من موضع كذا إلى موضع كذا وخليجا غربيا من موضع كذا إلى موضع كذا فوضع يوسف العمال فحفر خليج المنهى من أعلى أشمون إلى اللاهون وأمر الناس أن يحفروا اللاهون وحفر خليج الفيوم وهو الخليج الشرقي وحفر خليجا بقرية يقال لها تيهمت من قرى الفيوم وهو الخليج الغربي فصب في صحراء تيهمت إلى الغرب فلم يبق في الجوبة ماء ثم أدخلها الفعلة تقطع ما كان بها من القصب والطرفاء فأخرجه منها وكان ذلك في ابتداء جري النيل وقد صارت الجوبة أرضا نقية برية فارتفع ماء النيل فدخل في رأس المنهى فجرى فيه حتى انتهى إلى اللاهون فقطعه إلى الفيوم فدخل خليجها فسقاها فصارت لجة من النيل وخرج الملك ووزراؤه إليه وكان هذا في سبعين يوما فلما نظر الملك إليه قال لوزرائه هذا عمل ألف يوم فسميت بذلك الفيوم وأقامت تزرع كما تزرع غوائط مصر ثم بلغ يوسف قول الوزراء له فقال للملك إن عندي من الحكمة غير ما رأيت فقال الملك وما هو قال أنزل الفيوم من كل كورة من كور مصر أهل بيت وآمر كل أهل بيت أن يبنوا لأنفسهم قرية فكانت قرى الفيوم على عدد كور مصر فإذا فرغوا من بناء قراهم صيرت لكل قرية من الماء بقدر ما أصير لها من الأرض لا يكون في ذلك زيادة عن أرضها ولا نقصان وأصير لكل قرية شرب زمان لا ينالهم الماء إلا فيه وأصير مطأطئا للمرتفع ومرتفعا للمطأطىء بأوقات من الساعات في الليل والنهار وأصير لها قبضين فلا يقصر بأحد دون قدره ولا يزداد فوق قدره فقال فرعون هذا من ملكوت السماء قال نعم فأمر يوسف ببنيان القرى وحد لها حدودا وكانت أول قرية عمرت بالفيوم يقال لها شنانة وفي نسخة شانة كانت تنزلها ابنة فرعون ثم أمر بحفر الخليج وبنيان القناطر فلما فرغ من ذلك استقبلوا وزن الأرض ووزن الماء ومن يومئذ وجدت الهندسة ولم يكن الناس يعرفونها قبل ذلك وقال ابن زولاق مدينة الفيوم بناها يوسف الصديق بوحي فدبرها وجعلها ثلثمائة وستين قرية يجيء منها في كل يوم ألف دينار وفيها أنهار عدد أنهار البصرة وكان فرعون يوسف وهو الريان بن الوليد أحضر يوسف من السجن واستخلصه لنفسه وحمله وخلع عليه وضرب له بالطبل وأشاع أن يوسف خليفة الملك فقام له في الأمر كله ثم سعي به بعد أربعين سنة فقالوا قد خرف فامتحنه بإنشاء الفيوم فأنشأها بالوحي فعظم شأن يوسف وكان يجلس على سرير فقال له الملك اجعل سريرك دون سريري باربع أصابع ففعل وحدثني أحمد بن محمد بن طرخان الكاتب قال عقدت الفيوم لكافور في سنة 553 ستمائة ألف وعشرين ألف دينار وفي الفيوم من المباح الذي يعيش به أهل التعفف ما لا يضبط ولا يحاط بعلمه وقيل إن عرضه سبعون ذراعا وقيل بني بالفيوم ثلثمائة وستون قرية وقدر أن كل قرية تكفي أهل مصر يوما واحدا وعمل على أن مصر إذا لم يزد النيل اكتفى أهلها بما يحصل من زراعتها

وأتقن ذلك وأحكمه وجرى الأمر عليه مدة أيامه وزرعت بعده النخيل والبساتين فصارت أكثر ولايتها كالحديقة ثم بعد تطاول السنين وإخلاق الجدة تغيرت تلك القوانين باختلاف الولاة المتملكين فهي اليوم على العشر مما كانت عليه فيما بلغني وقيل إن مروان بن محمد بن مروان الحمار آخر خلفاء بني أمية قتل ببعض نواحيها وقال أعرابي في فيوم العراق عجبت لعطار أتانا يسؤمنا بدسكرة الفيوم دهن البنفسج فويحك يا عطار هلا أتيتنا بضغث خزامى أو بخوصة عرفج كأن هذا الأعرابي أنكر على العطار أن جاءه بما هو موجود بالفيوم وسأله أن يأتيه بما ألفه في صحاريه
في بالفتح ثم التشديد من قرى الصغد بين إشتيخن والكشانية ينسب إليها سراب الفيي روى عن البخاري محمد بن إسماعيل ذكره أبو سعد الإدريسي والله الموفق للصواب

ق
باب القاف والألف وما يليهما
قابس إن كان عربيا فهو من أقبست فلانا علما ونارا أو قبسته فهو قابس بكسر الباء الموحدة مدينة بين طرابلس وسفاقس ثم المهدية على ساحل البحر فيها نخل وبساتين غربي طرابلس الغرب بينها وبين طرابلس ثمانية منازل وهي ذات مياه جارية من أعمال إفريقية في الإقليم الرابع وعرضها خمس وثلاثون درجة وكان فتحها مع فتح القيروان سنة 72 على ما يذكر في القيروان قال البكري قابس مدينة جليلة مسورة بالصخر الجليل من بنيان الأول ذات حصن حصين وأرباض وفنادق وجامع وحمامات كثيرة وقد أحاط بجميعها خندق كبير يجرون إليه الماء عند الحاجة فيكون أمنع شيء ولها ثلاثة أبواب وبشرقيها وقبليها أرباض يسكنها العرب والأفارق وفيها جميع الثمار والموز فيها كثير وهي تمير القيروان بأصناف الفواكه وفيها شجر التوت الكثير ويقوم من الشجرة الواحدة منها من الحرير ما لا يقوم من خمس شجرات غيرها وحريرها أجود الحرير وأرقه وليس في عمل إفريقية حرير إلا في قابس واتصال بساتين ثمارها مقدار أربعة أميال ومياهها سائحة مطردة يسقى بها جميع أشجارها وأصل هذا الماء من عين خرارة في جبل بين القبلة والغرب منها يصب في بحرها وبها قصب السكر كثير وبقابس منار كبير منيف يحدو به الحادي إذا ورد من مصر يقول يا قوم لا نوم ولا قرارا حتى نرى قابس والمنارا وساحل مدينة قابس مرفأ للسفن من كل مكان وحوالي قابس قبائل من البربر لواتة ولماتة ونفوسة وزواوة وقبائل شتى أهل أخصاص وكانت ولايتها منذ دخل عبيد الله إفريقية تتردد في بني لقمان الكناني ولذلك يقول الشاعر لولا ابن لقمان حليف الندى سل على قابس سيف الردى وبين مدينة قابس والبحر ثلاثة أميال ومما يذكرون من معائبهم أن أكثر دورهم لا مذاهب لهم فيها وإنما يتبرزون في الأفنية فلا يكاد أحد منهم يفرغ من

قضاء حاجته إلا وقد وقف عليه من يبتدر أخذ ما خرج منه لطعمة البساتين وربما اجتمع على ذلك النفر فيتشاحون فيه فيخص به من أراد منهم وكذلك نساؤهم لا يرين في ذلك حرجا عليهن إذا سترت إحداهن وجهها ولم يعلم من هي ويذكر أهل قابس أنها كانت أصح البلاد هواء حتى وجدوا طلسما ظنوا أن تحته مالا فحفروا موضعه فأخرجوا منه قربة غبراء فحدث عندهم الوباء من حينئذ بزعمهم وأخبر أبو الفضل جعفر بن يوسف الكلبي وكان كاتبا لمونس صاحب إفريقية أنهم كانوا في ضيافة ابن وانمو الصنهاجي فأتاه جماعة من أهل البادية بطائر على قدر الحمامة غريب اللون والصورة ذكروا أنهم لم يروه قبل ذلك اليوم في أرضهم كان فيه من كل لون أجمله وهو أحمر المنقار طويله فسأل ابن وانمو العرب الذين أحضروه هل يعرفونه ورأوه فلم يعرفه أحد ولا سماه فأمر ابن وانمو بقص جناحيه وإرساله في القصر فلما جن الليل أشعل في القصر مشعل من نار فما هو إلا أن رآه ذلك الطائر فقصده وأراد الصعود إليه فدفعه الخدام فجعل يلح في التقدم إلى المشعل فأعلم ابن وانمو بذلك فقام وقام من حضر عنده قال جعفر وكنت ممن حضر فأمر بترك الطائر في شأنه فطار حتى صار في أعلى المشعل وهو يتأجج نارا واستوى في وسطه وجعل يتفلى كما يتفلى الطائر في الشمس فأمر ابن وانمو بزيادة الوقود في المشعل من خرق القطران وغيره فزاد تأجج النار والطائر فيه على حاله لا يكترث ولا يبرح ثم وثب من المشعل بعد حين فلم ير به ريب واستفاض هذا بإفريقية وتحدث به أهلها والله أعلم وقد نسب إليها طائفة وافرة من أهل العلم منهم عبد الله بن محمد القابسي من مشايخ يحيى بن عمر ومحمد بن رجاء القابسي حدث عنه أبو زكرياء البخاري وعيسى بن أبي عيسى ابن نزار بن بجير أبو موسى القابسي الفقيه المالكي الحافظ سمع بالمغرب أبا عبد الله الحسين بن عبد الرحمن الأجدابي وأبا علي الحسن بن حمول التونسي وبمكة أبا ذر الهروي وببغداد أبا الحسن روح الحرة العتيقي وأبا القاسم بن أبي عثمان التنوخي وأبا الحسين محمد بن الحسين الحراني وأبا محمد الجوهري وأبا بكر بن بشران وأبا الحسن القزويني وغيرهم وحدث بدمشق فروى عنه عبد العزيز الكناني وأبو بكر الخطيب ونصر المقدسي وكان ثقة ومات بمصر سنة 744
القابل بعد الألف باء موحدة المسجد أو الجبل الذي عن يسارك من مسجد الخيف بمكة عن الأصمعي
القابلة من نواحي صنعاء الشرقية باليمن
قابون موضع بينه وبين دمشق ميل واحد في طريق القاصد إلى العراق في وسط البساتين
القاحة بالحاء المهملة قاحة الدار وباحتها واحد وهو وسطها وقاحة مدينة على ثلاث مراحل من المدينة قبل السقيا بنحو ميل قال نصر موضع بين الجحفة وقديد وقال عرام القاحة في ثافل الأصغر وهو جبل ذكر في موضعه دوار في جوفه يقال له القاحة وفيها بئران عذبتان غزيرتان وقد روي فيه الفاجة بالفاء والجيم ذكره في السيرة في حديث الهجرة القاحة والفاجة
قادس بعد الألف دال مكسورة مهملة ثم سين كذلك جزيرة في غربي الأندلس تقارب أعمال شذونة طولها اثنا عشر ميلا قريبة من البر بينها وبين البر الأعظم خليج صغير قد حازها إلى البحر عن البر وفي قادس الطلسم المشهور الذي عمل لمنع البربر من دخول جزيرة الأندلس في قصة تلخيصها أن صاحب

هذه الجزيرة من ملوك الروم قبل الإسلام كانت له بنت ذات جمال وأن ملوك النواحي خطبوها إلى أبيها فقالت البنت لا أتزوج إلا بمن يصنع في جزيرتي طلسما يمنع البربر من الدخول إليها بغضا منها لهم أو يسوق الماء إليها من البر بحيث يدور فيها الرحى فخطبها إليه ملكان فاختار أحدهما سوق الماء والآخر عمل الطلسم على أن من سبق منهما يكون هو صاحب البنت فسبق صاحب الماء فأبو البنت لم يظهر ذلك خوفا من أن يبطل الطلسم فلما فرغ صاحب الطلسم ولم يبق إلا صقله أجرى صاحب الرحى الماء ودارت رحاه فقيل لصاحب الطلسم إنك سبقت فألقى نفسه من أعلى الموضع الذي عليه الطلسم فمات فحصل لصاحب الرحى الجارية والطلسم والرحى قالوا وهو من حديد مخلوط بصفر على صورة بربري له لحية وفي رأسه ذؤابة من شعر جعد قائمة في رأسه لجعودتها متأبط صورة كساء قد جمع فضلتيه على يده اليسرى قائم على رأس بناء عال مشرف طوله نيف وستون ذراعا وطول الصورة قدر ستة أذرع قد مد يده اليمنى بمفتاح قفل في يده قابضا عليه مشيرا إلى البحر كأنه يقول لا عبور وكان البحر الذي تجاهه يسمى الإبلاية لم ير قط ساكنا ولا كانت تجري فيه السفن حتى سقط المفتاح من يد الطلسم بنفسه فحينئذ سكن البحر وعبرته السفن وقرأت في بعض كتبهم أن هذا الطلسم هدم في سنة 045 رجاء أن يوجد فيه مال فلم يوجد فيه شيء
وكان في الأندلس سبعة أصنام قد ذكرها أرسطاطاليس وغيره في كتبهم وأما الماء الذي ذكرنا أنه جيء إليها به فإنه بني في وسط البحر من البر بناء محكم ووثق بالرصاص والحجارة الصلبة وهندس مجوفا بحيث لا يتشرب من ماء البحر وسرح الماء من نهر فيه من البر حتى وصل إلى آخر جزيرة قادس قالوا وأثره إلى الآن في البحر ظاهر مبين ولكنه قد انهدم لطول المدة وقال ابن بشكوال الكامل بن أحمد بن يوسف الغفاري القادسي من أهل قادس سكن إشبيلية وله رحلة إلى الشرق روى فيها عن أبي جعفر الداودي وأبي الحسن القابسي وأبي بكر ابن عبد الرحمن الرادنجي واللبيدي وغيرهم وكان من أهل الذكاء والحفظ والخير حدث عنه أبو خروج وقال توفي بإشبيلية سنة 034 ونجله بقادس يعرفون ببني سعد
وقادس أيضا قرية من قرى مرو عند الدزق العليا
القادسية قال أبو عمرو القادس السفينة العظيمة قال المنجمون طول القادسية تسع وستون درجة وعرضها إحدى وثلاثون درجة وثلثا درجة ساعات النهار بها أربع عشرة ساعة وثلثان وبينها وبين الكوفة خمسة عشر فرسخا وبينها وبين العذيب أربعة أميال قيل سميت القادسية بقادس هراة وقال المدايني كانت القادسية تسمى قديسا وروى ابن عيينة قال مر إبراهيم بالقادسية فرأى زهرتها ووجد هناك عجوزا فغسلت رأسه فقال قدست من أرض فسميت القادسية وبهذا الموضع كان يوم القادسية بين سعد بن أبي وقاص والمسلمين والفرس في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه في سنة 16 من الهجرة وقاتل المسلمون يومئذ وسعد في القصر ينظر إليهم فنسب إلى الجبن فقال رجل من المسلمين ألم تر أن الله أنزل نصره وسعد بباب القادسية معصم فأبنا وقد آمت نساء كثيرة ونسوة سعد ليس فيهن أيم وقال بشر بن ربيعة في ذلك اليوم

ألم خيال من أميمة موهنا وقد جعلت أولى النجوم تغور ونحن بصحراء العذيب ودوننا حجازية إن المحل شطير فزارت غريبا نازحا جل ماله جواد ومفتوق الغرار طرير وحلت بباب القادسية ناقتي وسعد بن وقاص علي أمير تذكر هداك الله وقع سيوفنا بباب قديس والمكر ضرير عشية ود القوم لو أن بعضهم يعار جناحي طائر فيطير إذا برزت منهم إلينا كتيبة أتونا بأخرى كالجبال تمور فضاربتهم حتى تفر جمعهم وطاعنت إني بالطعان مهير وعمرو أبو ثور شهيد وهاشم وقيس ونعمان الفتى وجرير والأشعار في هذا اليوم كثير لأنها كانت من أعظم وقائع المسلمين وأكثرها بركة وكتب عمر رضي الله عنه إلى سعد بن أبي وقاص يأمره بوصف منزله من القادسية فكتب إليه سعد إن القادسية فيما بين الخندق والعتيق وإنما عن يسار القادسية بحر أخضر في جوف لاح إلى الحيرة بين طريقين فأما إحداهما فعلى الظهر وأما الأخرى فعلى شاطىء نهر يسمى الحضوض يطلع بمن يسلكه على ما بين الخورنق والحيرة وإنما عن يمين القادسية فيض من فيوض مياههم وإن جميع من صالح المسلمين قبلي ألب لأهل فارس قد خفوا لهم واستعدوا لنا وذكر أصحاب الفتوح أن القادسية كانت أربعة أيام فسموا الأول يوم أرماث واليوم الثاني يوم أغواث واليوم الثالث يوم عماس وليلة اليوم الرابع ليلة الهرير واليوم الرابع سموه يوم القادسية وكان الفتح للمسلمين وقتل رستم جازويه ولم يقم للفرس بعده قائمة وقال ابن الكلبي فيما حكاه هشام قال إنما سميت القادسية لأن ثمانية آلاف من ترك الخزر كانوا قد ضيقوا على كسرى بن هرمز وكتب قادس هراة إلى كسرى إن كفيتك مؤونة هؤلاء الترك تعطيني ما أحتكم عليك قال نعم فبعث النريمان إلى أهل القرى أني سأنزل عليكم الترك فاصنعوا ما آمركم وبعث النريمان إلى الأتراك وقال لهم تشتوا في أرضي العام ففعلوا وأقبل منها ثمانية آلاف في منازل أصحابه بهراة فبعث النريمان إلى أهل الدور وقال ليذبح كل رجل منكم نزيله الذي نزل عليه ثم يغدو إلي بسبلته ففعلوا ذلك وذبحوهم عن آخرهم وغدوا إليه بسبلاتهم فنظمها في خيط وبعثها إلى كسرى وقال قد وفيت لك فأوف لي بما شرطت عليك فبعث إليه كسرى أن اقدم علي فقدم عليه النريمان فقال له كسرى احتكم فقال له النريمان تضع لي سريرا مثل سريرك وتعقد على رأسي تاجا مثل تاجك وتنادمني من غدوة إلى الليل ففعل ذلك به ثم قال أوفيت قال نعم فقال له كسرى لا والله لا ترى هراة أبدا فتجلس بين قومك وتحدث بما جرى وأنزله موضع القادسية ليكون ردأ له من العرب فسمي الموضع القادسية بقادس هراة وكان قدم عليه النريمان ومعه أربعة آلاف فكانوا بالقادسية فلما كان يوم القادسية قرن أصحاب النريمان بن النريمان أنفسهم بالسلاسل كيلا يفروا فقتلوا كلهم ورجعت ابنة النريمان إلى مرو وأم النريمان بن النريمان كبشة بنت النعمان بن المنذر قال هشام

فالشاه بن الشاه من ولد نريمان وهو الشاه بن الشاه بن لان بن نريمان بن نريمان قال ويقال إنما سميت القادسية بقديس وكان قصرا بالعذيب وقد نسب إلى القادسية عدة قوم من الرواة منهم علي بن أحمد القادسي القطان روى عن عبد الحميد بن صالح يروي عنه جعفر الخلدي
و القادسية أيضا قرية كبيرة من نواحي دجيل بين حربى وسامرا يعمل بها الزجاج وقد نسب إليها قوم من الرواة وإليها ينسب الشيخ أحمد المقري الضرير وولده محمد بن أحمد القادسي الكتبي وفي هذه القادسية يقول جحظة إلى شاطىء القاطول بالجانب الذي به القصر بين القادسية والنخل في قصيدة ذكرت في القاطول
قادم اشتقاقه ظاهر وهو قرن بجنب البرقانية بقربه حفير خالد قال فبقادم فالحبس فالسوبان وأنشد أبو الندى أتتني يمين من أناس لتركبن علي ودوني هضب غول فقادم قال هضب غول وقادم واديان للضباب وقال الحارث بن عمرو بن خرجة ذكرت ابنة السعدي ذكرى ودونها رحا جابر واحتل أهلي الأداهما فحزم قطيات إذ البال صالح فكبشة معروف فغولا فقادما
القادمة تأنيث الذي قبله ماءة لبني ضبينة بن غني
قارات جمع قارة والقور أيضا جمع قارة وهي أصاغر الجبال وأعاظم الآكام وهي متفرقة خشنة كثيرة الحجارة قارات الحبل موضع باليمامة بينه وبين حجر اليمامة يوم وليلة قال الشاعر ما أبالي ألئيم سبني أم عوى ذئب بقارات الحبل
قارز بكسر الراء ثم زاي قرية من قرى نيسابور على نصف فرسخ منها ويقال لها كارز وتذكر في الكاف أيضا وعرف بهذه النسبة أبو جعفر غسان بن محمد العابد القارزي النيسابوري سمع عبد الله بن مسلم الدمشقي ومحمد بن رافع روى عنه أبو الحسن بن هانىء العدل
قار القار والقير لغتان في هذا الأسود الذي تطلى به السفن والقار شجر مر قال بشر يسومون الصلاح بذات كهف وما فيها لهم سلع وقار وذو قار ماء لبكر بن وائل قريب من الكوفة بينها وبين واسط وحنو ذي قار على ليلة منه وفيه كانت الوقعة المشهورة بين بكر بن وائل والفرس وكان من حديث ذي قار أن كسرى لما غضب على النعمان بن المنذر بسبب عدي بن زيد وزيد ابنه في قصة فيها طول أتى النعمان طيئا فأبوا أن يدخلوه جبلهم وكانت عند النعمان ابنة سعد بن حارثة بن لأم فأتاهم للصهر فلما أبوا دخوله مر في العرب ببني عبس فعرضت عليه بنو رواحة النصرة فقال لهم لا أيدي لكم بكسرى وشكر ذلك لهم ثم وضع وضائع له عند أحياء العرب واستودع ودائع فوضع أهله وسلاحه عند هانىء بن قبيصة بن هانىء بن مسعود أحد بني ربيعة بن ذهل بن شيبان وتجمعت العربان مثل بني عبس وشيبان وغيرهم وأرادوا الخروج على كسرى فأتى رسول كسرى بالأمان على الملك النعمان وخرج

النعمان معه حتى أتى المدائن فأمر به كسرى فحبس بساباط فقيل إنه مات بالطاعون وقيل طرحه بين أرجل الفيلة فداسته حتى مات ثم قيل لكسرى إن ماله وبيته قد وضعه عند هانىء بن قبيصة بن هانىء بن مسعود الشيباني فبعث إليه كسرى إن أموال عبدي النعمان عندك فابعث بها إلي فبعث إليه أن ليس عندي مال فعاوده فقال أمانة عندي ولست مسلمها إليك أبدا فبعث كسرى إليه الهامرز وهو مرزبانة الكبير في ألف فارس من العجم وخناير في ألف فارس وإياس بن قبيصة وكان قد جعله في موضع النعمان ملك الحيرة في كتيبتين شهباوين ودوسر وخالد بن يزيد البهراني في بهراء وإياد والنعمان بن زرعة التغلبي في تغلب والنمر بن قاسط قال وإن العربان المجتمعة عند هانىء بن قبيصة أشاروا عليه أن يفرق دروع النعمان على قومه وعلى العربان فقال هي أمانة فقيل له إن ظفر بك العجم أخذوها هي وغيرها وإن ظفرت أنت بهم رددتها على عادتها ففرقها على قومه وغيرهم وكانت سبعة آلاف درع وعبى بنو شيبان تعبية الفرس ونزلوا أرض ذي قار بين الجلهتين ووقعت بينهم الحرب ونادى منادي العرب إن القوم يغرقونكم بالنشاب فاحملوا عليهم حملة رجل واحد وبرز الهامرز فبرز إليه يزيد بن حرثة اليشكري فقتله وأخذ ديباجه وقرطيه وأسورته وكان الاستظهار في ذلك اليوم الأول للفرس ثم كان ثاني يوم وقع بينهم القتال فجزعت الفرس من العطش فصارت إلى الجبابات فتبعتهم بكر وباقي العربان إلى الجبابات يوما فعطش الأعاجم فمالوا إلى بطحاء ذي قار وبها اشتدت الحرب وانهزمت الفرس وكانت وقعة ذي قار المشهورة في التاريخ أنها يوم ولادة رسول الله صلى الله عليه و سلم وكسرت الفرس كسرة هائلة وقتل أكثرهم وقيل كانت وقعة ذي قار عند منصرف النبي صلى الله عليه و سلم من وقعة بدر الكبرى وكان أول يوم انتصف فيه العرب من العجم وبرسول الله صلى الله عليه و سلم انتصفوا وهي من مفاخر بكر بن وائل قال أبو تمام يمدح أبا دلف العجلي إذا افتخرت يوما تميم بقوسها وزادت على ما وطدت من مناقب فأنتم بذي قار أمالت سيوفكم عروش الذين استرهنوا قوس حاجب وذكر أبو تمام ذلك مرارا فقال يمدح خالد بن يزيد بن مزيد الشيباني ألاك بنو الأفضال لولا فعالهم درجن فلم يوجد لمكرمة عقب لهم يوم ذي قار مضى وهو مفرد وحيد من الأشباه ليس له صحب به علمت صهب الأعاجم أنه به أعربت عن ذات أنفسها العرب هو المشهد الفرد الذي ما نجا به لكسرى بن كسرى لا سنام ولا صلب وقال جرير يذكر ذا قار فلما التقى الحيان ألقيت العصا ومات الهوى لما أصيبت مقاتله أبيت بذي قار أقول لصحبتي لعل لهذا الليل نحبا نطاولة فهيهات هيهات العقيق ومن به وهيهات خل بالعقيق نواصله عشية بعنا الحلم بالجهل وانتحت بنا أريحيات الصبا ومجاهلة

و قار أيضا قرية بالري قال أبو الفتح نصر منها أبو بكر صالح بن شعيب القاري أحد أصحاب العربية المتقدمين قدم بغداد أيام ثعلب وحكي أنه قال كنت إذا جاريت أبا العباس في اللغة غلبته وإذا جاريته في النحو غلبني
قارض بليدة بطخارستان العليا
قارعة الوادي هي العقبة التي يرمى منها الجمرة فمن كان له فقه فإنه يرميها من بطن الوادي لأنها عالية على بطنه
قارونية بتخفيف الياء جعلها ابن قلاقس قارون في قوله وتركتها والنوء ينزل راحتي عن مال قارون إلى قارون
قارة قال ابن شميل القارة جبيل مستدق ملموم في السماء لا يقود في الأرض كأنه جثوة وهو عظيم مستدير وقال الأصمعي القارة أصغر من الجبل
وذو القارة إحدى القريات التي منها دومة وسكاكة وهي أقلهن أهلا وهي على جبل وبها حصن منيع
و قارة أيضا اسم قرية كبيرة على قارعة الطريق وهي المنزل الأول من حمص للقاصد إلى دمشق وهي كانت آخر حدود حمص وما عداها من أعمال دمشق وأهلها كلهم نصارى وهي على رأس قارة كما ذكرنا وبها عيون جارية يزرعون عليها وقال الحفصي القارة جبل بالبحرين ويوم قارة من أيام العرب وقال أبو المنذر القارة جبيل بنته العجم بالقفر والقير وهو فيما بين الأطيط والشبعاء في فلاة من الأرض إلى اليوم وإياه أريد بقولهم في المثل قد أنصف القارة من رماها وهذا أعجب لأن الكلبي يقول في جمهرة النسيب إن القارة المذكورة في المثل هي القارة أبناء الهون بن خزيمة بن مدركة
قارغوان مدينة وقلعة بين خلاط وقرص من أرض أرمينية
قاسان بالسين المهملة وآخره نون وأهلها يقولون كاسان مدينة كانت عامرة آهلة كثيرة الخيرات واسعة الساحات متهدلة الأشجار حسنة النواحي والأقطار بما وراء النهر في حدود بلاد الترك خربت الآن بغلبة الترك عليها وقال البحتري لقاسين ليلا دون قاسان لم تكد أواخره من بعد قطريه تلحق بحيث العطايا مومضات سوافه إلى كل عاف والمواعيد فرق أرحن علينا الليل وهو ممسك وصبحنا بالصبح وهو مخلق وقد نسب إليها جماعة من الفقهاء والعلماء قال الحازمي وقاسان ناحية بأصبهان ينسب إليها أيضا قال وسألت محمد بن أبي نصر القاساني عن نسبته فقال أظن أن أصلنا من هذه القرية
قاسم من قولهم قسم يقسم فهو قاسم اسم حصن بالأندلس من أعمال طليطلة ونواحي غدة
قاسيون بالفتح وسين مهملة والياء تحتها نقطتان مضمومة وآخره نون وهو الجبل المشرف على مدينة دمشق وفيه عدة مغاور وفيها آثار الأنبياء وكهوف وفي سفحه مقبرة أهل الصلاح وهو جبل معظم مقدس يروى فيه آثار وللصالحين فيه أخبار قال القاضي محيي الدين أبو حامد محمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم الشهرزوري وهو بحلب يرثي كمال الدين قاضي القضاة بالشام وقد مات بدمشق سنة 275

ألموا بسفحي قاسيون فسلموا على جدث بادي السنا وترحموا وأدوا إليه عن كئيب تحية يكلفكم إهداءها القلب لا الفم وبالرغم من نأي أناجيه بالمنى وأسأل مع بعد المدى من يسلم ولو أنني أسطيع وافيت ماشيا على الرأس أستاف التراب وألثم لحى الله دهرا لا تزال صروفه على الصيد من أبنائه تتغشرم إذا ما رأينا منه يوما بشاشة أتانا قطوب بعده وتجهم ومن عرف الدنيا ولؤم طباعها وأصبح مغرورا بها فهو ألأم ترديك وشيا معلما وهو صارم وتعطيك كفا رخصة وهو لهذم وتصفيك ودا ظاهرا وهي فارك وتسقيك شهدا رائقا وهو علقم فأين ملوك الأرض كسرى وقيصر وأين مضى من قبل عاد وجرهم كأنهم لم يسكنوا الأرض مرة ولم يأمروا فيها ولم يتحكموا سلبت أبا يا دهر مني ممدحا وإني إن لم أبكه لمذمم وقد كان من أقصى أماني أنني أجرع كاسات الحمام ويسلم سأنسي الورى الخنساء حزنا وحسرة ويخجل من وجدي عليه متمم لقد عظمت بالرغم مني مصيبتي وإن ثوابي لو صبرت لأعظم وكيف أرجي الصبر والقلب تابع لأمر الأسى فيما يقول ويحكم وما الصبر إلا طاعة غير أنه على مثل رزئي فيك رزء ومأثم سلام عليكم أهل جلق واصل إليكم يواليه وداد مخيم وأوصيكم بالجار خيرا فإنه يعز على أهل الوفاء ويكرم وبه مغارة تعرف بمغارة الدم يقال بها قتل قابيل أخاه هابيل وهناك شبيه بالدم يزعمون أنه دمه باق إلى الآن وهو يابس وحجر ملقى يزعمون أنه الحجر الذي فلق به هامته وفيه مغارة الجوع يزعمون أنه مات بها أربعون نبيا
قاشان بالشين المعجمة وآخره نون مدينة قرب أصبهان تذكر مع قم ومنها تجلب الغضائر القاشاني والعامة تقول القاشي وأهلها كلهم شيعة إمامية قرأت في كتاب ألفه أبو العباس أحمد بن علي بن بابة القاشي وكان رجلا أديبا قدم مرو وأقام بها إلى أن مات بعد الخمسمائة ذكر في كتاب ألفه في فرق الشيعة إلى أن انتهى إلى ذكر المنتظر فقال ومن عجائب ما يذكر مما شاهدته في بلادنا قوم من العلوية من أصحاب التنايات يعتقدون هذا المذهب فينتظرون صباح كل يوم طلوع القائم عليهم ولا يرضون بالانتظار حتى إن جلهم يركبون متوشحين بالسيوف شاكين في السلاح فيبرزون من قراهم مستقبلين لإمامهم ويرجعون متأسفين لما يفوتهم قال هذا وأشباهه منامات من فسد دماغه واحترقت أخلاطه

لا يكاد يسكن إليه عاقل ولا يطمئن إليه حازم وأنشد ابن الهبارية فيها وفي عدة مدن من مدن الجبل لا بارك الله في قاشان من بلد زرت على اللؤم والبلوى بنائقه ولا سقى أرض قم غير ملتهب غضبان تحرق من فيها صواعقه وأرض ساوة أرض ما بها أحد يرجى نداه ولا تخشى بوائقه فاضرط عليها إلى قزوين ضرط فتى تجد من كل ما فيها علائقه وبين قم وقاشان اثنا عشر فرسخا وبين قاشان وأصبهان ثلاث مراحل ومن قاشان إلى أردستان أربع مراحل وبقاشان عقارب سود كبار منكرة وينسب إليها طائفة من أهل العلم منهم أبو محمد جعفر بن محمد القاشاني الرازي يروي عنه أبوسهل هارون بن أحمد الأستراباذي وكتب عنه جماعة من أهل أصبهان
قاشره بعد الشين راء مضمومة وهاء ساكنة التقى ساكنان الألف والشين فيه من أقاليم لبلة ووجدت في نسخة أخرى من كتاب خطط الأندلس قاتيده فتحقق
قاصرة بعد الألف صاد مهملة مكسورة وراء مدينة بأرض الروم
قاصرين بلد كان بقرب بالس له ذكر في الفتوح وقد ذكر في بالس
القاطول فاعول من القطل وهو القطع وقد قطلته أي قطعته والقطيل المقطول أي المقطوع اسم نهر كأنه مقطوع من دجلة وهو نهر كان في موضع سامرا قبل أن تعمر وكان الرشيد أول من حفر هذا النهر وبنى على فوهته قصرا سماه أبا الجند لكثرة ما كان يسقي من الأرضين وجعله لأرزاق جنده وقيل بسامرا بنى عليه بناء دفعه إلى اشناس التركي مولاه ثم انتقل إلى سامرا ونقل إليها الناس كما ذكرنا في سامرا وفوق هذا القاطول القاطول الكسروي حفره كسرى أنوشروان العادل يأخذ من جانب دجلة في الجانب الشرقي أيضا وعليه شاذروان فوقه يسقي رستاقا بين النهرين من طسوج بزرجسابور وحفر بعده الرشيد هذا القاطول الذي قدمنا ذكره تحته مما يلي بغداد وهو أيضا يصب في النهروان تحت الشاذروان وقال جحظة البرمكي يذكر القاطول والقادسية المجاورة له ألا هل إلى الغدران والشمس طلقة سبيل ونور الخير مجتمع الشمل ومستشرف للعين تغدو ظباؤه صوائد ألباب الرجال بلا نبل إلى شاطىء القاطول بالجانب الذي به القصر بين القادسية والنخل إلى مجمع للطير فيه رطانة يطيف به القناص بالخيل والرجل فجاءته من عند اليهودي انها مشهرة بالراح معشوقة الأهل وكم راكب ظهر الظلام مغلس إلى قهوة صفراء معدومة المثل إذا نفذ الخمار دنا بمبزل تبينت وجه السكر في ذلك البزل وكم من صريع لا يدير لسانه ومن ناطق بالجهل ليس بذي جهل

نرى شرس الأخلاق من بعد شربها جديرا ببذل المال والخلق السهل جمعت بها شمل الخلاعة برهة وفرقت مالا غير مصغ إلى عذل لقد غنيت دهرا بقربي نفيسة فكيف تراها حين فارقها مثلي
قاعس فاعل من القعس وهو نقيض الحدب قال ابن الأعرابي الأقعس الذي في ظهره انكباب وفي عنقه ارتداد وقاعس من جبال القبلية وقال ابن السكيت قاعس والمناخ ومنزل أنقب يؤدين إلى ينبع إلى الساحل
القاع هو ما انبسط من الأرض الحرة السهلة الطين التي لا يخالطها رمل فيشرب ماءها وهي مستوية ليس فيها تعطامن ولا ارتفاع وقاع في المدينة يقال له أطم البلويين وعنده بئر تعرف ببئر غدق
و قاع منزل بطريق مكة بعد العقبة لمن يتوجه إلى مكة تدعيه أسد وطيء ومنه يرحل إلى زبالة ويوم القاع من أيام العرب قال أبو أحمد يوم كان بين بكر بن وائل وبني تميم وفي هذا اليوم أسر أوس بن حجر أسره بسطام بن قيس الشيباني وأنشد غيره بقاع منعناه ثمانين حجة وبضعا لنا أخراجه ومسائله و قاع النقيع موضع في ديار سليم ذكره كثير في شعره و قاع موحوش باليمامة قال يحيى بن طالب بعدنا وبيت الله عن أرض قرقرى وعن قاع موحوش وزدنا على البعد وإياه أراد بقوله أيضا أيا أثلات القاع من بطن توضح حنيني إلى أطلالكن طويل في أبيات ذكرت في قرقرى
قاعون اسم جبل بالأندلس قرب دانية شاهق يرى من مسيرة يومين قال أبو حفص العروضي الزكرمي ما راجب مثلي لوكس عدله لو كان يعدل وزنه قاعونا في أبيات ذكرت في زكرم
القاعة من بلاد سعد بن زيد مناة بن تميم قبل يبرين
قاف بلفظ القاف الحرف من حروف المعجم إن كان عربيا فهو منقول من الفعل الماضي من قولهم قاف أثره يقوفه قوفا إذا اتبع أثره فيكون هذا الجبل يقوف أثر الأرض فيستدير حولها وقاف مذكور في القرآن ذهب المفسرون إلى أنه الجبل المحيط بالأرض قالوا وهو من زبرجدة خضراء وإن خضرة السماء من خضرته قالوا وأصله من الخضرة التي فوقه وإن جبل قاف عرق منها قالوا وأصول الجبال كلها من عرق جبل قاف ذكر بعضهم أن بينه وبين السماء مقدار قامة رجل وقيل بل السماء مطبقة عليه وزعم بعضهم أن وراءه عوالم وخلائق لا يعلمها إلا الله تعالى ومنهم من زعم أن ما وراءه معدود من الآخرة ومن حكمها وأن الشمس تغرب فيه وتطلع منه وهو الستار لها عن الأرض وتسميه القدماء البرز
القاقزان بعد الألف قاف أخرى ثم زاي وآخره نون ثغر من نواحي قزوين تهب فيه ريح شديدة قال الطرماح يفج الريح فج القاقزان

قاقون بعد القاف الثانية واو ساكنة ونون حصن بفلسطين قرب الرملة وقيل هو من عمل قيسارية من ساحل الشام منها أبو القاسم عبد السلام بن أحمد بن أبي حرب القاقوني إمام مسجد الجامع بقيسارية يروي عن سلامة بن منير المجدلي عن أبي أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بن ربيعة القيسراني كتب عنه قيس الأرمنازي ونقله الحافظ ابن النجار من معجم شيوخه شبل بن علي بن شبل بن عبد الباقي أبو القاسم الصويني القاقوني سمع بدمشق أبا الحسن محمد بن عوف وأبا عبد الله محمد بن عبد السلام بن سعدان روى عنه أبو الفتيان الدهستاني عمر بن عبد الكريم
قالس بكسر اللام وسين مهملة والقلس ما جمع من الحلق ملء الفم أو دونه وليس بقيء والرجل قالس إذا غلبه ذلك والسحابة تقلس الندى والقلس الشرب الكثير من النبيذ والقلس الرقص والغناء وقالس موضع أقطعه النبي صلى الله عليه و سلم بني الأحب من عذرة قال عمرو بن حزم وكتب لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بذلك كتابا نسخته بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى محمد رسول الله بني الأحب أعطاهم قالسا وكتب الأرقم
قالع بكسر اللام وآخره عين مهملة جبل وواد بين البحرين والبصرة
قالوص قال أبو عبد الله بن سلامة القضاعي في كتابه من خطط مصر رأيته بخط جماعة القالوص بألف والذي يكتب أهل هذا الزمان القلوص بغير ألف والقلوص من الإبل والنعام الشابة والقلوص أيضا الحبارى فلعل هذا المكان يسمى القلوص لأنه في مقابلة الجمل الذي كان على باب الريمان وأما القالوص بألف فهي كلمة رومية ومعناها بالعربية مرحبا بك ولعل الروم كانوا يخضعون لراكب الجمل فيقولون مرحبا بك كذا قال وهو موضع بمصر
قاليقلا بأرمينية العظمى من نواحي خلاط ثم من نواحي منازجرد من نواحي أرمينية الرابعة قال أحمد بن يحيى ولم تزل أرمينية في أيدي الفرس منذ أيام أنوشروان حتى جاء الإسلام وكانت أمور الدنيا تتشتت في بعض الأحايين وصاروا كملوك الطوائف حتى ملك أرمينيا قس وهو رجل من أهل أرمينية فاجتمع له ملكهم ثم مات فملكتهم بعده امرأة وكانت تسمى قالي فبنت مدينة وسمتها قالي قاله ومعناه إحسان قالي وصورت نفسها على باب من أبوابها فعربت العرب قالي قاله فقالوا قاليقلا قال النحويون حكم قاليقلا حكم معدي كرب إلا أن قاليقلا غير منون على كل حال إلا أن تجعل قالي مضافا إلى قلا وتجعل قلا اسم موضع مذكر فتنونه فتقول هذا قاليقلا فاعلم والأكثر ترك التنوين قال الشاعر سيصبح فوقي أقتم الريش كاسرا بقاليقلا أو من وراء دبيل قال بطليموس مدينة قاليقلا طولها ستون درجة وعرضها ثمان وثلاثون درجة تحت أربع عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان ويشبه أن تكون في الإقليم الخامس وقال أبو عون في زيجه قاليقلا في الإقليم الرابع طولها ثلاث وستون درجة وخمس وعشرون دقيقة وعرضها ثمان وثلاثون درجة وتعمل بقاليقلا هذه البسط المسماة بالقالي اختصروا في النسبة إلى بعض اسمه لثقله وإليها

ينسب الأديب العالم أبو علي إسماعيل بن القاسم القالي قدم بغداد فأخذ عن الأعيان مثل ابن دريد وأبي بكر بن الأنباري ونفطويه وأضرابهم ورحل إلى الأندلس فأقام بقرطبة وبها ظهر علمه ومات هناك في سنة 536 ومن عجائب أرمينية البيت الذي بقاليقلا قال ابن الفقيه أخبرني أبو الهيجاء اليمامي وكان أحد برد الآفاق وكان صدوقا فيما يحكي أن بقاليقلا بيعة للنصارى وفيها بيت لهم كبير يكون فيه مصاحفهم وصلبانهم فإذا كانت ليلة الشعانين يفتح موضع من ذلك البيت معروف ويخرج منه تراب أبيض فلا يزال ليلته تلك إلى الصباح فينقطع حينئذ وينضم موضعه إلى قابل من ذلك اليوم فيأخذه الرهبان ويدفعونه إلى الناس وخاصيته النفع من السموم ولدغ العقارب والحيات يداف منه وزن دانق بماء ويشربه الملسوع فيسكن للوقت وفيه أيضا أعجوبة أخرى وذلك أنه إذا بيع منه شيء لم ينتفع به صاحبه ويبطل عمله قال إسحاق بن حسان الخرمي وأصله من الصغد يفتخر بالعجم ألا هل أتى قومي مكري ومشهدي بقاليقلا والمقربات تشوب تداعت معد شيبها وشبابها وقحطان منها حالب وحليب لينتهبوا مالي ودون انتهابه حسام رقيق الشفرتين خشيب وناديت من مرو وبلخ فوارسا لهم حسب في الأكرمين حسيب فيا حسرتا لا دار قومي قريبة فيكثر منهم ناصري فيطيب وإن أبي ساسان كسرى بن هرمز وخاقان لي لو تعلمين نسيب ملكنا رقاب في الشرك كلهم لنا تابع طوع القياد جنيب نسومكم خسفا ونقضي عليكم بما شاء منا مخطىء ومصيب فلما أتى الإسلام وانشرحت له صدور به نحو الأنام تنيب تبعنا رسول الله حتى كأنما سماء علينا بالرجال تصوب وقال الراجز أقبلن من حمص ومن قاليقلا يجبن بالقوم الملا بعد الملا ألا ألا ألا ألا ألا ألا
قامهل مدينة في أول حدود الهند ومن صيمور إلى قامهل من بلد الهند ومن قامهل إلى مكران والبدهة وما وراء ذلك إلى حد الملتان كلها من بلاد السند ولأهل قامهل مسجد جامع تقام فيه الصلاة للمسلمين وعندهم النارجيل والموز والغالب على زروعهم الأرز وبين المنصورة وقامهل ثماني مراحل ومن قامهل إلى كنباية نحو أربع مراحل وقال في موضع آخر من كتابه قامهل هي على مرحلة من المنصورة والله أعلم
القامة قال الليث القامة مقدار كهيئة الرجل يبنى على شفير البئر يوضع عليه عود البكرة والجمع القيم كل شيء كذلك فوق سطح نحوه فهو قامة قال الأزهري رادا عليه الذي قاله الليث في القامة غير صحيح والقامة عند العرب البكرة التي يستقى بها الماء من البئر والقامة اسم جبل بنجد
قان آخره نون والقان شجر ينبت في جبال تهامة لمحارب قال ساعدة

تأوي إلى مشمخرات مصعدة شم بهن فروع القان والنشم ويجوز أن يكون منقولا من الفعل الماضي من قولهم قان الحداد الحديد يقينه قينا إذا سواه وقان من بلاد اليمن في ديار نهد بن زيد بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة والحارث بن كعب وقيل قوان
و قان موضع بثغور أرمينية
القانون بنونين منزل بين دمشق وبعلبك
قانيش بعد النون المفتوحة ياء مثناة من تحت وشين معجمة حصن بالأندلس من أعمال سرقسطة
قاو بعد الألف واو صحيحة قرية بالصعيد على شاطىء النيل الشرقي تحت إخميم وهناك قرية أخرى يقال لها فاو بالفاء ذكرت في موضعها وعند هذه القرية يفترق النيل فرقتين تمضي واحدة إلى بردنيش ثم ترجع إلى النيل عند قرية يقال لها بوتيج
القاوية بكسر الواو والياء مفتوحة وهي في لغتهم البيضة سميت بذلك لأنها قويت عن فرخها والقاوية الأرض الخالية الملساء والقاوية روضة بعينها
القاهرة مدينة بجنب الفسطاط يجمعها سور واحد وهي اليوم المدينة العظمى وبها دار الملك ومسكن الجند وكان أول من أحدثها جوهر غلام المعز أبي تميم معد بن إسماعيل الملقب بالمنصور بن أبي القاسم نزار الملقب بالقائم بن عبيد الله وقيل سعيد الملقب بالمهدي وكان السبب في استحداثها أن المعز أنفذه في الجيوش من أرض إفريقية للاستيلاء على الديار المصرية في سنة 853 فسار في جيش كثيف حتى قدم مصر وقد تمهدت القواعد بمراسلات تقدمت وذلك بعد موت كافور فأطاعه أهل مصر واشترطوا عليه ألا يساكنهم فدخل الفسطاط وهي مدينة الديار المصرية فاشتقها بعساكره ونزل تلقاء الشام بموضع القاهرة اليوم وكان هذا الموضع اليوم تبرز إليه القوافل إلى الشام وشرع فبنى فيه قصرا لمولاه المعز وبنى للجند حوله فانعمر ذلك الموضع فصار أعظم من مصر واستمرت الحال إلى الآن على ذلك فهي أطيب وأجل مدينة رأيتها لاجتماع أسباب الخيرات والفضائل بها
القائم بنية كانت قرب سامرا من أبنية المتوكل
القائمة بلد باليمن من خان بني سهل
قاين بعد الألف ياء مثناة من تحت وآخره نون بلد قريب من طبس بين نيسابور وأصبهان كذا قال السمعاني ونسب إليها خلقا كثيرا من أهل العلم والفقه وقال أبو عبد الله البشاري قاين قصبة قوهستان صغيرة ضيقة غير طيبة لسانهم وحش وبلدهم قذر ومعاشهم قليل إلا أن عليهم حصنا منيعا واسمها نعمان كبير ويحمل منها بز كثير وهي فرضة خراسان وخزانة كرمان وشربهم من قني وبين قاين ونيسابور تسع مراحل ومن قاين إلى هراة نحو ثماني مراحل وإلى زوزن نحو ثلاث مراحل وإلى طبس مسينان يومان ومن قاين إلى خوست مرحلة جيدة ومن قاين إلى الطبسين ثلاث مراحل
باب القاف والباء وما يليهما
قبا بالضم وأصله اسم بئر هناك عرفت القرية بها وهي مساكن بني عمرو بن عوف من الأنصار وألفه واو يمد ويقصر ويصرف ولا يصرف قال عياض وأنكر البكري فيه القصر ولم يحك فيه القالي سوى المدة قال الخليل هو مقصور قلت فمن قصر جعله جمع قبوة وهو الضم والجمع في لغة أهل

المدينة وقد قبوت الحرف إذا ضممته قال النحويون لم تجمع فعلة على فعل مما لامه حرف علة إلا بروة وبرى للتي تجعل في أنف البعير وقرية وقرى وكوة وكوى وقد ألحقت أنا هذا الحرف به والجامع فيه وكأن الناس انضموا في هذا الموضع فسمي بذلك والله أعلم قال أبو حنيفة رحمه الله في اشتقاق قبا إنه مأخوذ من القبو وهو الضم والجمع ولم يذكر أهو جمع أو مفرد ولا يصح أن يكون على قوله جمعا لأن فعل لا يجمع عى فعل فيما علمت وإن كان مفردا فلا أدري ما المراد بهذه البنية والتغيير عن الأصل فصار ما ذكرته أنا وقسته أبين وأوضح وهي قرية على ميلين من المدينة على يسار القاصد إلى مكة بها أثر بنيان كثير وهناك مسجد التقوى عامر قدامه رصيف وفضاء حسن وآبار ومياه عذبة وبها مسجد الضرار يتطوع العوام بهدمه كذا قال البشاري قال أحمد بن يحيى بن جابر كان المتقدمون في الهجرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ومن نزلوا عليه من الأنصار بنوا بقباء مسجدا يصلون فيه الصلاة سنة إلى البيت المقدس فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه و سلم وورد قباء صلى بهم فيه وأهل قباء يقولون هو المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم وقيل إنه مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد وسع مسجد قباء وكبر بعد وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنه إذا دخله صلى إلى الأسطوانة المحلقة وكان ذلك مصلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وأقام لما هاجر بقباء يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس وركب يوم الجمعة يريد المدينة فجمع في مسجد بني سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج فكانت أول جمعة جمعت في الإسلام وقد جاء في فضائل مسجد قباء أحاديث كثيرة وممن ينسب إليها أفلح بن سعيد القبائي وعبد الرحمن بن عباس الأنصاري القبائي ومحمد بن سليمان المدني القبائي من أهل قباء يروي عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف روى عنه عبد العزيز الدراوردي وحاتم بن إسماعيل وعبد الرحمن بن أبي الموالي وزيد بن الحباب وغيرهم و قبا أيضا موضع بين مكة والبصرة وقال السري بن عبد الرحمن بن عتبة بن عويمر بن ساعدة الأنصاري ولها مربع ببرقة خاخ ومصيف بالقصر قصر قباء كفنوني إن مت في درع أروى واغسلوني من بئر عروة مائي سخنة في الشتاء باردة الصي ف سراج في الليلة الظلماء و قباء أيضا مدينة كبيرة من ناحية فرغانة قرب الشاش نسب إليها قوم من أهل العلم بكل فن عن ابن طاهر ونسب إليها أبو سعد أبا المكارم رزق الله بن محمد بن أبي الحسن بن عمر القبائي كان من أهل قبا أحد بلاد فرغانة سكن بخارى وكان أديبا صالحا وسمعت منه وإبراهيم بن علي بن الحسين أبو إسحاق القبائي الصوفي شيخ الصوفية بالثغر يرجع إلى ستر طاهر وسمت حسن وطريقة مستقيمة كثير الدرس للقرآن طويل الصمت لازم لما يعنيه ولد بما وراء النهر وخرج صغيرا وتغرب وسافر إلى خراسان والعراق والحجاز ثم نزل صور فاستوطنها إلى أن مات بها وحدث بها كثير عنه وكان سماعه صحيحا وأقام بصور نحو أربعين سنة وسئل عن مولده فقال سنة 493 أو 593 وتوفي عاشر

جمادى الآخرة سنة 174 ولم يكن قد بقي بالشام شيخ لهذه الطائفة يجري مجراه
القباب جمع قبة موضع بسمرقند ينسب إليه أحمد بن لقمان بن عبد الله أبو بكر السمرقندي المعروف بالقبابي حدث بالري وغيرها روى عن أبي عبيدة عبد الوارث بن إبراهيم بن ماهان العسكري ذكره ابن طاهر و قباب أيضا كانت أقصى محلة بنيسابور على طريق العراق ينسب إليها أبو الحسن علي بن محمد بن العلاء القبابي النيسابوري سمع محمد بن يحيى وإسحاق بن منصور وعبد الله بن هاشم وعمار بن رجاء وغيرهم وتوفي سنة 413 ذكره الحازمي وأبو العباس محمد بن محمود القبابي روى عن أبي حامد بن الشرقي ذكره ابن طاهر و قباب الحسين كانت خارج بغداد على طريق خراسان منسوبة إلى الحسين بن سكين الفزاري في قول ابن الكلبي وقال غيره حسين بن قرة الفزاري وكان قرة ممن خرج مع ابن الأشعث فقتله الحجاج
و القباب أيضا موضع بنجد على طريق حاج البصرة
قباب ليث قرية قريبة من بعقوبا من نواحي بغداد ينسب إليها محمد بن المؤمل بن نصر بن المؤمل أبو بكر بن أبي طاهر بن أبي القاسم كان يذكر أنه من ولد الليث بن نصر بن سيار وسكن بعقوبا ودخل بغداد وسمع من أبي الوقت عبد الأول السنجري وغيره ومولد سنة 045 ببعقوبا وتوفي بها في ثامن وعشرين جمادى الأولى سنة 671
القبابة بالضم وتكرير الباء واحدة القباب ضرب من السمك يشبه الكنعد وهو أطم من آطام المدينة
قباذ خره بالضم وذال وخاء معجمتين وراء مهملة من كور فارس عمرها قباذ الملك ومعناه فرح قباذ
قباذق ولاية واسعة في بلاد الروم حدها جبال طرسوس وأذنة والمصيصة وفيها حصون منها قرة وخضرة وأنطيغوس ومن مدنها المعروفة قونية وملقونية
قباذيان بالضم وبعد الألف ذال وياء مثناة من تحت وآخره نون من نواحي بلخ
قباقب بالضم وتكرير القاف والباء قباقب ماء لبني تغلب خلف البشر من أرض الجزيرة ذكره أبو الفرج الأصبهاني في أخبار السليك بن سلكة واسم نهر بالثغر وقد ذكره المتنبي فقال وكرت فمرت في دماء ملطية ملطية أم للبنين ثكول وأضعفن ما كلفنه من قباقب فأضحى كأن الماء فيه عليل وهو قرب ملطية وهو نهر يدفع في الفرات وبقباقب قتل نوق بن بريد البكائي ابن امرأة كعب الأحبار وكان قد خرج في الصائفة
قبال بلفظ قبال النعل بكسر أوله وآخره لام وهو السير الذي يكون بين الإبهام والسبابة من النعل وهو جبل بالبادية عال في أرض بني عامر ورواه ابن جني قبال بالفتح قال وهو جبل عال بقرب دومة الجندل والأول رواية القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني قالا ذلك في قول المتنبي فوحش نجد منه في بلبال يخفن في سلمى وفي قبال وقال كثير

يجتزن أودية النصيع جوازعا أجواز عين أبا فنعف قبال
قبان بالفتح والتشديد وآخره نون بوزن القبان الذي يوزن به وهي مدينة وولاية بأذربيجان قرب تبريز بينها وبين بيلقان خبرني بها رجل من أهلها
القبائض مصانع لبني قبيصة قال ابن مقبل منها بنعف جراد فالقبائض من وادي جفاف مرا دنيا ومستمع أراد مرأى دنيا بوزن مرعى فترك الهمز للضرورة
قبثور قال ابن بشكوال سعيد بن محمد بن شعيب بن أحمد بن نصر الله الأنصاري الأديب الخطيب بجزيرة قبثور وغيرها يكنى بأبي عثمان يروي عن أبي الحسن الأنطاكي المقرىء وأبي زكرياء العائذي وأبي بكر الزبيدي وغيرهم وسمع من أبي علي البغدادي يسيرا وهو صغير وكان شيخا صالحا من أئمة القرآن عالما بمعانيه وقراءته عالما بفنون العربية متقدما في ذلك كله حافظا فهما ثبتا وتوفي في حدود سنة 024
قبحاطة قلعة ومدينة من أعمال جيان بالأندلس
قبحان كأنه فعلان بضم أوله من القبح ضد الحسن محلة بالبصرة قريبة من سوقها
قبدة بالفتح ثم السكون ثم دال علم مرتجل ماء بذي بحار واد يصب في التسرير لبني عمرو بن كلاب
قبذاق مدينة من نواحي قرطبة بالأندلس ينسب إليها أبو الوليد يوسف بن المفضل بن الحسن الأنصاري القبذاقي لقيه السلفي بالإسكندرية وكتب عنه وقال سمع بقرطبة نفرا من المتأخرين وكان حريصا على الأخذ فكتب عني واستجازني الأمير أبا سفيان بن علي ملك المغرب سافر إلى المغرب ولم أسمع له خبرا
قبراثا بالفتح ثم السكون وألف وثاء مثلثة وألف مقصورة قرية من نواحي بقعاء الموصل ومن قبراثا كان أبو جورة محمد بن عباد الخارجي الذي خرج على هارون الشاري الخارجي أيضا وفي شعر أبي تمام يمدح مالك بن طوق يا مالك ابن المالكين أرى الذي كنا نؤمل من إيابك راثا لولا اعتمادك كنت ذا مندوحة عن برقعيد وأرض باعيناثا والكامخية لم تكن لي منزلا فمقابر اللذات في قبراثا لم آتها من أي وجه جئتها إلا حسبت بيوتها أجداثا بلد الفلاحة لو أتاها جرول أعني الحطيئة لاغتدى حراثا تصدى بها الأفهام بعد صقالها وترد ذكران العقول إناثا
قبرونيا موضع أظنه من نواحي الجبل أنشدني ابن أبي الثياب في يوم مهرجان ابتداء قصيدة أقبرونيا طلت نداك يد الطل وحيا الحيا المشكور تالك من تل فتطير من الافتتاح بذكر القبر وتنغص باليوم والشعر
قبر بلفظ القبر الذي يدفن فيه خيف ذي القبر بلد قرب عسفان وهو خيف سلام وقد مر ذكره وإنما اشتهر بخيف ذي القبر لأن أحمد بن الرضا قبره هناك ذكره أبو بكر الهمذاني
قبر العبادي منزل في طريق مكة من القادسية إلى العذيب ثم المغيثة ثم واقصة ثم العقبة ثم

القاع ثم زبالة ثم شقوق ثم قبر العبادي ثم الثعلبية وهي ثلث الطريق قال أهل السير كان روزبه بن بزرجمهر بن ساسان من أهل همذان وكان من أهل كسرى على فرج من فروج الروم فأدخل عليهم سلاحا فأخافه الأكاسرة فلم يأمن حتى قدم سعد بن أبي وقاص ومصر الكوفة فقدم عليه وبنى له قصره والمسجد الجامع ثم كتب معه إلى عمر رضي الله عنه فأخبره بحاله فأسلم وفرض له عمر وأعطاه وصرفه إلى سعد فصرفه إلى أكريائه والأكرياء يومئذ هم العباد أهل الحيرة حتى إذا كان بالمكان الذي يقال له قبر العبادي مات فحفروا له ثم انتظروا به من يمر بهم ممن يشهدون موته فمر بهم قوم من الأقراب وقد حفروا له على الطريق فأروهم إياه ليبرؤوا من دمه وأشهدوهم ذلك فغلب عليه قبر العبادي لمكان الأكرياء ظنوه منهم
قبر النذور مشهد بظاهر بغداد على نصف ميل من السور يزار وينذر له قال التنوخي كنت مع عضد الدولة وقد أراد الخروج إلى همذان فوقع نظره على البناء الذي على قبر النذور فقال لي يا قاضي ما هذا البناء قلت أطال الله بقاء مولانا هذا مشهد النذور ولم أقل قبر لعلمي بتطيره من دون هذا فاستحسن اللفظ وقال قد علمت أنه قبر النذور وإنما أردت شرح أمره فقلت له هذا قبر عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم وكان بعض الخلفاء أراد قتله خفية فجعل هناك زبية وستر عليها وهو لا يعلم فوقع فيها وهيل عليه التراب حيا وشهر بالنذور لأنه لا يكاد ينذر له شيء إلا ويصح ويبلغ الناذر ما يريد وأنا أحد من نذر له وصح مرارا لا أحصيها فلم يقبل هذا القول وتكلم بما دل على أن هذا وقع اتفاقا فتسوق العوام بأضعاف ذلك ويروون الأحاديث الباطلة فأمسكت فلما كان بعد أيام يسيرة ونحن معسكرون في موضعنا استدعاني وذكر لي أنه جربه لأمر عظيم ونذر له وصح نذره في قصة طويلة
قبرس بضم أوله وسكون ثانيه ثم ضم الراء وسين مهملة كلمة رومية وافقت من العربية القبرس النحاس الجيد عن أبي منصور وهي جزيرة في بحر الروم وبأيديهم دورها مسيرة ستة عشر يوما وذكر بطيلموس في كتاب ملحمة الأرض قال مدينة قبرس طولها إحدى وستون درجة وخمس عشرة دقيقة وعرضها خمس وثلاثون درجة وثلاث عشرة دقيقة في الإقليم الرابع طالعها القوس لها شركة في قلب العقرب أربع درج تحت إحدى عشرة درجة من السرطان وسبع وخمسين دقيقة يقابلها إحدى عشرة درجة وسبع وخمسون دقيقة من الجدي رابعها مثل ذلك من الميزان بيت ملكها مثل ذلك من الحمل
قبرة بلفظ ثأنيث القبر أظنها عجمية رومية وهي كورة من أعمال الأندلس تتصل بأعمال قرطبة من قبليها وهي أرض زكية تشتمل على نواح كثيرة ورساتيق ومدن تذكر في مواضعها متفرقة من هذا الكتاب وهي مخصوصة بكثرة الزيتون وقصبتها بيانة ينسب إليها تمام بن وهب القبري الأندلسي فقيه لقي أبا محمد عبد الله بن أبي زيد بالقيروان وأبا الحسن القابسي وغيرهما وعبد الله بن يونس بن محمد بن عبيد الله بن عباد بن زياد بن يزيد بن أبي يحيى المرادي القبري أصله من قبرة وسكن قرطبة سمع من تقي بن مخلد كثيرا وصحبه وكان هو والحسن بن سعد آخر من حدث عنه وسمع من محمد بن عبدالسلام الخشني وأحمد بن ميسرة الطرطوشي

وسعيد بن عثمان الأغنامي وسمع غيرهم وسمع منه الناس كثيرا قال ابن الفرضي وحدثني غير جماعة أنه مات في شهر رمضان سنة 033 وهو ابن سبع وسبعين سنة ومحمد بن يوسف بن سليمان الجهني من أهل قبرة سكن قرطبة أيضا وكان من أهل القرآن واتخذه عبد الرحمن الناصر إماما في قصره ثم ولاه الصلاة والخطبة بمدينة الزهراء وولاه قضاء قبرة ومات سنة 273 وقال أبو عمر أحمد بن محمد بن دراج القسطلي من قصيدة يمدح حبران العامري صاحب المرية وإني لفل القبط في مصر مؤئل وقد غيل فرعون وأهلك هامان فيا ذل أعلام الهدى بعد عزهم ويا عز أعلام الهدى بك إذ هانوا حفرت لهم في يوم قبرة بالقنا قبورا هواء الجو منهن ملآن يطير بهم نسر وهام وناعب ويغدو بها ذيخ وذئب وسرحان
قبريان بالضم ثم السكون وفتح الراء ثم ياء مثناة من تحت وآخره نون من قرى إفريقية
قبرين بالكسر ثم السكون وفتح الراء ثم ياء مثناة من تحت ونون علم مرتجل لعقبة بتهامة
قبش بضم القاف وتشديد الباء وفتحها والشين معجمة قال السلفي أبو بكر الحسن بن محمد بن مفرج بن حماد بن الحسين المعافري المعروف بالقبشي روى عن خلف بن قاسم بن سهل الحافظ وآخرين وقد روى عن أبي عمر أحمد بن محمد بن عفيف القرظي في تاريخه وزاد فيه وتمم وهو من أعلام علماء الأندلس وممن يعول على قوله ويستحسن كلامه لبلاغته وبراعته وإنما قيل له القبشي لسكناه غربي قرطبة بالقرب من عين قبش قال ابن بشكوال وجمع كتابا سماه كتاب الاحتفال في تاريخ أعلام الرجال في أخبار الخلفاء والقضاة والفقهاء ومات بعد 034 ومولده سنة 343
قبط بالكسر ثم السكون بلاد القبط بالديار المصرية سميت بالجيل الذي كان يسكنها ونحن نزيد القول فيها في قفط إن شاء الله تعالى
و قبط أيضا ناحية بسامرا تجمع أهل الفساد كالحانات
قبق بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره أيضا قاف كلمة عجمية وهو جبل متصل بباب الأبواب وبلاد اللان وهو آخر حدود أرمينية قال ابن الفقيه وجبل القبق فيه اثنان وسبعون لسانا لا يعرف كل إنسان لغة صاحبه إلا بترجمان ويقال إن طوله خمسمائة فرسخ وهو متصل ببلاد الروم إلى حد الخزر واللان ويقال إن هذا الجبل هو جبل العرج الذي بين مكة والمدينة يمتد إلى الشام حتى يتصل بلبنان من أرض حمص وسنير من دمشق ويمضي فيتصل بجبال أنطاكية وسميساط ويسمى هناك اللكام ثم يمتد إلى ملطية وشمشاط وقليقلا إلى بحر الخزر وفيه باب الأبواب وهناك يسمى القبق قال البحتري أتسلى عن الحظوظ وآسى لمحل من آل ساسان درس ذكرتنيهم الخطوب التوالي ولقد تذكر الخطوب وتنسي وهم خافضون في ظل عال مشرف يحسر العيون ويخسى

مغلق بابه على جبل القب ق إلى دارتي خلاط ومكس حلل لم تكن كأطلال سعدى في قفار من البسابس ملس وفي شعر بعضهم القبج بالجيم وهو في شعر سراقة بن عمرو وذكر في باب الأبواب
قبل بالتحريك قال الأصمعي القبل أن يورد الرجل إبله فيستقي على أفواهها ولم يكن حيالها قبل ذلك شيء وقال الفراء أفعل ذلك من ذي قبل أي فيما يستقبل والقبل النشز من الأرض يستقبلك يقال رأيت فلانا في ذلك القبل والقبل أن يرى الهلال ولم ير قبل ذلك يقال رأيت الهلال قبلا والقبل أن يتكلم الرجل بالكلام ولم يستعد له يقال تكلم فلان قبلا فأجاد وقبل جبل قيل إنه بدومة الجندل
القبلار بالضم ثم الفتح وتشديد اللام وآخره راء موضع في الثغر ذكره أبو تمام فقال في كماة يكسون نسج السلوقي وتعدو بهم كلاب سلوق وطئت هامة الضواحي إلى أن أخذت حظها من الفيذوق شنها شزبا فلما استباحت بالقبلار كل سهب ونيق سار مستقدما إلى البأس يزجي رهجا باسقا إلى الإبسيق
قبلى بضم أوله وسكون ثانيه والقصر ببلاد كلب وبلاد كلاب وديارهم ما بين غرب إلى الريان وقال أبو الطرامة الكلبي وإنا لممدودون ما بين غرب إلى شعب الريان مجدا وسؤددا وقال جواس بن القعطل الحنائي تعفى من جلالة روض قبلى فأقرية الأعنة فالدخول
قبلة بالتحريك مدينة قديمة قرب الدربند وهو باب الأبواب من أعمال أرمينية أحدثها قباذ الملك أبو أنوشروان إليها ينسب فيما أحسب أبو بكر محمد بن عمر بن حفص الحكم الثغري المعروف بالقبلي حدث ببغداد عن محمد بن عبد العزيز بن المبارك وغيره وكان ضعيفا في الحديث روى عنه أبو بكر الشافعي وأبو الفتح الأزدي الموصلي
القبلية بالتحريك كأنه نسبة الناحية إلى قبل بالتحريك وقد تقدم اشتقاقه وهو من نواحي الفرع بالمدينة قال العمراني أخبرني جار الله عن علي الشريف قال القبلية سراة فيما بين المدينة وينبع ما سال منها إلى ينبع سمي بالغور وما سال منها إلى أودية المدينة سمي بالقبلية وحدها من الشام ما بين الحت وهو جبل من جبال بني عرك من جهينة وما بين شرف السيالة أرض يطأها الحاج وفيها جبال وأودية قد مر ذكرها متفرقا وقال الطبراني في المعجم الكبير أنبأنا الحسن بن إسحاق أنبأنا هارون بن عبد الله أنبأنا محمد بن الحسن حدثني حميد بن صالح عن عمار وبلال ابني يحيى بن بلال بن الحارث عن أبيهما بلال بن الحارث المزني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أقطعه هذه القطيعة وكتب له فيه بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى محمد رسول الله بلال بن الحارث أعطاه معادن القبلية غوريها وجلسيها غشية وذات النصب وحيث صلح

الزرع من قدس إن كان صادقا وكتب معاوية ويروى وحيث يصلح الزرع من قريس وفي رواية محمد الصيرفي غشية بالغين والشين معجمتين وفي رواية فاطمة بالعين والسين مهملتين
قبودية بالفتح ثم التشديد والضم وواو ساكنة ودال مهملة وياء خفيفة ساحل على بر إفريقية
قبة بالكسر ثم الفتح والتخفيف ماء لعبد القيس بالبحرين
قبة بالضم والتشديد بلفظ القبة من البناء معروفة قبة الكوفة وهي الرحبة بها ينسب إليها عمرو بن كثير القبي الكوفي سمع سعيد بن جبير روى عنه حسان بن أبي يحيى الكندي نسبه يحيى بن معين قال ابن طاهر ذكره الأمير ثم قال وعمران بن سليمان القبي روى عن قتادة حدث عنه يزيد بن أبي حبيب قال وأظن هذا هو الذي ذكره ابن سليم ووهم وأظنه من القبيلة وسعد بن بشر الجهني القبي عن أبي مجاهد الطائي عن أبي المدلة لا أدري من أيهما هو أمن القبيلة التي من مراد أم من هذه القبة
قال وقبة جالينوس بمصر قد نسب إليها جماعة قال ذكره بعض أهل الإسكندرية وقبة الرحمة بالإسكندرية سميت بذلك لأن مبرح بن شهاب كان مع عمرو بن العاص في فتحه للإسكندرية فدخل من باب سليمان وخارجة بن سليمان من البقيطا فجعلا يقتتلان حتى التقيا بالقبة فرفعا السيف فسمي ذلك المكان قبة الرحمة لذلك وبه يعرف إلى الآن و قبة الحمار كانت دارا في دار الخلافة ببغداد أنشأها المكتفي بالله بن المعتضد وإنما سميت بذلك لأنه كان يصعد إليها على حمار له لطيف ويشرف على ما حولها وكانت شكل نصف الدائرة احترقت في أيام المقتفي بالله بصاعقة وقعت فيها
و قبة الفرك موضع كان بكلواذى ذكره أبو نواس فقال وقائل هل تريد الحج قلت له نعم إذا فنيت لذات بغذاذ أما وقطربل منها بحيث أرى وقبة الفرك من أكناف كلواذ فالصالحية فالكرخ التي جمعت شذاذ بغذاذ ما هم لي بشذاذ وهبك من قصف بغذاذ تخلصني كيف التخلص لي من طيزناباذ
القبيبات جمع تصغير الذي قبله بئر دون المغيثة في طريق مكة بخمسة أميال بعد وادي السباع وهي بئر وحوض وماؤها قليل عذب ورشاؤها نيف وأربعون قامة
و القبيبات محلة ببغداد وماء في منازل بني تميم وموضع بالحجاز
و القبيبات محلة جليلة بظاهر مسجد دمشق
قبيس أبو قبيس جبل مشرف على مسجد مكة ذكر في باب الألف في أبو
القبيصة فعيلة بالضم ثم الفتح تصغير القبصة من قبصته إذا تناولته بأطراف الأصابع وهو موضع في شعر الأعشى
القبيصة منسوبة إلى رجل اسمه قبيصة بالفتح ثم الكسر قرية من أعمال شرقي مدينة الموصل بينهما مقدار فرسخين و القبيصة أيضا قرية أخرى قرب سامرا ذكرها جحظة في قطعة ذكرت في دير العلث منها واعدلا بي إلى القبيصة الزه راء حتى أعاشر الرهبانا

وإلى واحدة منهما ينسب أبو الصقر القبيصي المنجم كان أديبا شاعرا ومن شعره قال ابن نصر كان بعض أصدقاء أبي صقر وعده بسمك ثم وعده بحمل ومطله بهما ولم يحمله وكانت تلك حاله فكتب إليه أيا واعدي سمكا ما حصل ومتبعه حملا ما حمل فيا سمكا في محل السماك ويا حملا في محل الحمل لقد ضعفت حيلتي فيكما كما ضعفت في المحال الحيل
قبيلا مدينة بأرض السند بينها وبين الديبل أربع مراحل
قبين بالضم ثم الكسر والتشديد وياء مثناة من تحت وآخره نون اسم أعجمي لنهر وولاية بالعراق ذكر عن الأقيشر واسمه المغيرة بن عبد الله الأسدي أن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المعروف بالقباع أخرجه مع قومه لقتال أهل الشام ولم يكن عند الأقيشر فرس فخرج على حمار فلما عبر على جسر سوراء نزل بقرية يقال لها قبين فتوارى عند خمار نبطي تبذل زوجته الفجور فباع حماره وجعل ينفقه هناك إلى أن قفل الجيش فقال عند ذلك خرجت من المصر الحواري أهله بلا نية فيها احتساب ولا جعل إلى جيش أهل الشام أغزيت كارها سفاها بلا سيف حديد ولا نصل ولكن بسيف ليس فيه حمالة ورمح ضعيف الزج منصدع الأصل حباني به ظلم القباع ولم أجد سوى أمره والسير شيئا من الفعل فأزمعت أمري ثم أصبحت غازيا وسلمت تسليم الغزاة على أهلي جوادي حمار كان حينا لظهره إكاف وآثار المزادة والحبل فسرنا إلى قبين يوما وليلة كأنا بغايا ما يسرن إلى بعل مررنا على سوراء نسمع جسرها يئط نقيضا من سفائنه العصل فلما بدا جسر الصراة وأعرضت لنا سوق فراغ الحديث إلى الشغل نزلنا إلى ظل ظليل وباءة حلال برغم القلطبان وما يغلي بشارطة من شاء كان بدرهم عروسا بما بين المشبه والفسل فأتبعت رمح السوء سنة نصله وبعت حماري واسترحت من الثقل مهرتهما جرديقة فتركتها طموحا بطرف العين شائلة الرجل تقول طبانا قل قليلا ألا ليا فقلت لها إصوي فإني على رسلي
باب القاف والتاء وما يليهما
قتات بالضم ثم التخفيف وآخره تاء أخرى والقت النميمة ورجل قتات أي نمام ولا أبعد أن يكون منه وهو موضع باليمن
قتاد بالفتح وهو شجر له شوك لا تأكله الإبل إلا في عام جدب فيجيء الرجل ويضرم فيه النار ليحرق شوكه ثم يرعيه إبله و ذات القتاد موضع من وراء الفلج

قتاد بالضم مرتجل علم في ديار سليم قرب الحجاز كذا ضبطه لأبي الفتح نصر ووجدته للعمراني بالفتح فقال قتاد علم لبني سليم
قتائد بالضم وبعد الألف ياء مهموزة ودال بغير هاء قال الأديبي اسم موضع
قتائدة مثل الذي قبله وزيادة هاء قال الأزهري جبل وقال الأديبي ثنية مشهورة وأنشد حتى إذا أسلكوها في قتائدة شلا كما تطرد الجمالة الشردا
قتائدات كأنه جمع الذي قبله جمع في الشعر على قاعدة العرب في أمثال له لإقامة الوزن وهو جبل وقيل قتائدات نخيل بين المنصرف والروحاء قال كثير فكدت وقد تغورت التوالي وهن خواضع الحكمات عوج وقد جاوزن هضب قتائدات وعن لهن من ركك شروج أموت صبابة وتجللتني وقد أتهمن مردمة ثلوج
قتبان بالكسر ثم السكون وباء موحدة وآخره نون يجوز أن يكون جمع قتب مثل خرب وخربان موضع في نواحي عدن
قتندة بلدة بالأندلس ثغر سرقسطة كانت بها وقعة بين المسلمين والأفرنج استشهد بها إمام المحدثين بالأندلس القاضي أبو علي الحسين بن محمد بن فيره بن حيون بن سكرة الصدفي السرقسطي في ربيع الأول سنة 415 عن ستين سنة وكان أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين ألزمه أن يقلده القضاء بمرسية في شرقي الأندلس فتقلده على كره منه في سنة 505 ثم استعفى من القضاء فلم يعفه فاختفى مدة وخضع حتى أعفاه وهو مغضب عليه فكتب ابن فيره إلى أمير المسلمين كتابا يقوم فيه بعذره وضمنه حديثا ذكره بإسناد له عن إبراهيم بن أبي عبلة قال بعث إلي هشام بن عبد الملك وقال يا إبراهيم إنا قد عرفناك صغيرا واخترناك كبيرا فرضينا سيرتك وحالك وقد رأيت أن أخالطك بنفسي وخاصتي وأشركك في عملي وقد وليتك خراج مصر فقلت أما الذي عليه رأيك يا أمير المؤمنين فالله تعالى يجزيك ويثيبك وكفى به جازيا ومثيبا وأما الذي أنا عليه فما لي بالخراج بصر وما لي عليه قوة قال فغضب حتى اختلج وجهه وكان في عينيه قبل فنظر إلي نظرا منكرا ثم قال لي لتلين طائعا أو لتلين كارها قال فأمسكت عن الكلام حتى رأيت غضبه قد انكسر وسورته قد طفئت فقلت يا أمير المؤمنين أتكلم قال نعم قلت إن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها فوالله يا أمير المؤمنين ما غضب عليهن إذ أبين ولا أكرههن إذ كرهن وما أنا بحقيق أن تغضب علي إذ أبيت أو تكرهني إذ كرهت قال فضحك هشام حتى بدت نواجذه ثم قال يا إبراهيم أبيت إلا فقها قد رضينا عنك وأعفيناك قال فأجابه أمير المسلمين بما آنسه وحضه على الرجوع إلى إفادة الناس ونشر العلم ولهذا الرجل فضائل كثيرة ورحلة إلى المشرق لقي فيها جماعة وعمل له القاضي عياض مشيخة في عدة أجزاء كتبت هذا منها وكانت بخط أبي عبيد الله الأشيري

القتود جمع قتد اسم جبل قال عدي بن الرقاع قرية حبك المقيظ وأهلها يخشى مآب ثرى قصور قراها واحتل أهلك ذا القتود وغربا فالصحصحان فأين منك نواها قوله حبك المقيظ أي حبس القيظ وهو من حبك الصائد الصيد
باب القاف والجيم وما يليهما
قجنجمة من قرى مصر على نهر الدقهلية والله الموفق
باب القاف والحاء وما يليهما
قحقح بالضم والتكرير وهو في لغة العرب ملتقى الوركين من باطن قال ابن الأعرابي قال الأصمعي هو العصعص وقال أبو أحمد العسكري قحقح بالقافين المضمومين أرض قتل بها مسعود بن القريم فارس بكر بن وائل قال ونحن تركنا ابن القريم بقحقح صريعا ومولاه المجبه للفم قتله حشيش بن نمران والحاء من حشيش مضمومة غير معجمة والشينان معجمتان كذا قال
القحمة بليدة قرب زبيد وهي قصبة وادي ذوال بينها وبين زبيد يوم واحد من ناحية مكة وهي للأشاعرة فيها خولان وهمدان
باب القاف والدال وما يليهما
قداح بالفتح والتشديد وآخره حاء مهملة دارة القداح موضع في ديار بني تميم
قداس اسم موضع عن العمراني
قدام مبني على الكسر منهل بالبحرين
القدامي اسم قرية بالوشم ذات نخيل من قرى اليمامة عن ابن أبي حفصة
قدس بالضم ثم السكون قال الليث القدس تنزه الله عز و جل وهو جبل عظيم بأرض نجد قال ابن دريد قدس أوارة جبل معروف وأنشد الآمدي للبعيث الجهني ونحن وقعنا في مزينة وقعة غداة التقينا بين غيق وعيهما ونحن جلبنا يوم قدس وآرة قبابل خيل تترك الجو أقتما قال الأزهري قدس وآرة جبلان لمزينة وهما معروفان بحذاء سقيا مزينة وقال عرام بالحجاز جبلان يقال لهما القدسان قدس الأبيض وقدس الأسود وهما عند ورقان فأما الأبيض فيقطع بينه وبين ورقان عقبة يقال لها ركوبة وهو جبل شامخ ينقاد إلى المتعشي بين العرج والسقيا وأما قدس الأسود فيقطع بينه وبين ورقان عقبة يقال لها حمت والقدسان جميعا لمزينة وأموالهم ماشية من الشاة والبعير وهم أهل عمود وفيها أوشال كثيرة
و القدس اسم للبيت المقدس نذكره في بابه إن شاء الله تعالى
قدس بالتحريك والسين المهملة أيضا بلد بالشام قرب حمص من فتوح شرحبيل بن حسنة وإليه تضاف بحيرة قدس وقد ذكرت في موضعها
قدقداء قال نصر من البلاد اليمانية
قدقد بالكسر والتكرير جبيل قرب مكة فيه معدن البرام وهو من الجبال التي لا يوصل إلى

ذروتها عن نصر وقد ضبط عن غيره قرقد بالراء
قدم بضم أوله وثانيه ويروى قدم بوزن قثم وهو مخلاف باليمن مقابل قرية مهجرة سمي باسم قدم أي القبيلة التي تنسب إليها الثياب القدمية وفيها يقول زياد بن منقذ لا حبذا أنت يا صنعاء من بلد ولا شعوب هوى منا ولا نقم ولن أحب بلادا قد رأيت بها عنسا ولا بلدا حلت به قدم فأما من رواه قدم فهو معدول عن قادم وهو معروف ومن رواه قدم بالضم فهو ضد أخر مثل قبل ودبر وقدم جمع القدوم التي ينحت بها الخشب
القدوم بالفتح وتخفيف الدال وواو ساكنة وميم وهو في لغة العرب الفأس التي ينحت بها الخشب وجمعها قدم قال فقلت أعيراني القدوم لعلني أخط بها قبرا لأبيض ماجد قال أبو منصور قال ابن شميل في قول النبي صلى الله عليه و سلم أول من اختتن إبراهيم بالقدوم قال قطعه بها فقيل له يقولون قدوم قرية بالشام فلم يعرفها وثبت على قوله وقال أبو الحسن الخوارزمي القدوم بتشديد الدال اسم قرية بالشام ختن بها إبراهيم الخليل عليه السلام نفسه وعن جار الله العلامة القدوم بالألف واللام والتشديد وهي الفأس العظيمة قال وأما قدوم بغير ألف ولام غير مصروف فهو اسم البلد و قدوم أيضا اسم ثنية بالسراة
و قدوم بالتخفيف موضع من نعمان وقدوم حصن باليمن قال أبو بكر بن موسى قدوم بتخفيف الدال قرية كانت عند حلب وقيل كان اسم مجلس إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام وفي الحديث اختتن إبراهيم بالقدوم وقدوم بالتخفيف موضع من نعمان
أنبأنا ابن كليب عن ابن نبهان إذنا عن أبي الحسين الصابي عن الرماني عن الحلواني قال قال محمد بن الحسن عن عبد الله بن إبراهيم الجمحي كانت بنو ظفر من بني سليم وبنو خناعة حربا فدل رجل من بني خناعة بني ظفر على بني وائلة بن مطحل وهم بالقدوم من نعمان فبيتوهم فقتلوا من بني وائلة خالدا ومخلدا وصبيا بثلاثة من بني خراق فقال المعترض بن حبواء الظفري قتلنا مخلدا بابني خراق وآخر جحوشا فوق الفطيم وخالدا الذي تأوي إليه أرامل لا يؤبن إلى حميم وإما تقتلوا نفرا فإنا فجعناكم بأصحاب القدوم و القدوم اسم جبل بالحجاز قرب المدينة وفي حديث قريعة بنت مالك قالت خرج زوجي في طلب أعلاج له إلى طرف القدوم قال وأما قدوم بتشديد الدال أنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا أحمد ابن عبد الجبار عن أبي القاسم التنوخي قال أنبأنا ابن حيويه قال أنبأنا أبو بكر الأنصاري قال سمعت أبا العباس أحمد بن يحيى يقول القدوم بتشديد الدال اسم موضع قال أبو بكر بن موسى إن أراد أبو العباس أحد هذين الموضعين اللذين ذكرناهما فلا يتابع على ذلك لاتفاق أئمة النقل على خلافه وإن أراد موضعا ثالثا صح ما قاله ويكون تمام الباب

وقال القاضي عياض المغربي في كتاب مطالع الأنوار قدوم ضأن ويروى ضان غير مهموز مفتوح القاف مخفف الدال وعند المروزي بضم القاف وفي كتاب المغازي من رأس ضان قال الحربي هو جبل ببلاد دوس وقدومة تثنية بفتح القاف على رواية المروزي يكون قدوم من قدم من سفره ويرد هذا رواية من روى رأس ضان وكذلك يرد قول الحربي إنه ثنية الجبل ووقع في موضع آخر رأس ضال باللام وهي رواية ابن السكن القابسي والهمذاني وزاد في رواية المستملي والضال السدر وهو وهم وما تقدم من تفسير الحربي أولى أنه ثنية جبل وأن ضالا جبل وقال بعضهم يقال في الجبل ضان وضال وتأوله بعضهم على أنه الضأن من الغنم وجعل قدومها رؤوسها المتقدمة منها وفيه تعسف وأما الذي قال في حديث إبراهيم عليه السلام فلم يختلف في فتح قافه واختلف في تشديد داله وأكثر الرواة على تشديدها حكاه الباجي وهو رواية الأصيلي والقابسي في حديث قتيبة قال الأصيلي وكذا قرأها علينا أبو زيد وأنكر يعقوب ابن شيبة التشديد قال البكري وهو قول أكثر أهل العلم وهي قرية بالشام حيث اختتن إبراهيم عليه السلام وقد قيل إنها الآلة التي للنجار وإنه لا يجوز تشديد الدال منه وأما طرف القدوم موضع إلى جنب القريعة فبفتح القاف وتشديد الدال في قول الأكثر وقد خففه بعضهم ورواه أحمد بن سعيد الصدفي أحد رواة الموطإ بضم القاف وتشديد الدال ثنية بجبل من بلاد دوس وهذا آخر قول عياض فانظر رعاك الله إلى هذا التخبيط والحيرة والتخليط ونص هذا على ما يخالفه هذا واعتماد هذا على ما يضعف ذا وشارك في الحيرة
قدومى بفتح أوله وثانيه وسكون الواو وميم وألف مقصورة موضع بالجزيرة أو ببابل عن الدريدي
القدونين بضم أوله وثانيه وسكون الواو ثم نون مكسورة وياء ساكنة ونون أخرى موضع في بلاد الروم عن العمراني
قدة بالكسر ثم التشديد بلفظ واحدة القد من اللحم والقدة السوط من الجلد الذي لم يدبغ اسم ماءة بالكلاب وقيل قدة بوزن عدة اسم للماء الذي يسمى بالكلاب ومنه ماء في يمين جبلة وشمام قالوا وإنما سمي الكلاب لما لقوا فيه من الشر
قديد تصغير القد من قولهم قددت الجلد أو من القد بالكسر وهو جلد السخلة أو يكون تصغير القدد من قول تعالى طرائق قددا وهي الفرق وسئل كثير فقيل له لم سمي قديد قديدا ففكر ساعة ثم قال ذهب سيله قددا وقديد اسم موضع قرب مكة قال ابن الكلبي لما رجع تبع من المدينة بعد حربه لأهلها نزل قديدا فهبت ريح قدت خيم أصحابه فسمي قديدا وبذلك قال عبيد الله بن قيس الرقيات قل لفند تشيع الأظعانا ربما سر عيشنا وكفانا صادرات عشية عن قديد واردات مع الضحى عسفانا وينسب إلى قديد حزام بن هشام بن حبيش بن خالد بن الأشعر الخزاعي القديدي من أهل الرقم بادية بالحجاز روى عن أبيه وأخيه عبد الله بن هشام وعمر بن عبد العزيز ووفد عليه مع أخيه روى عنه عبد الله بن إدريس والقعنبي عبد الله بن مسلمة ومحرز

بن مهدي القديدي وأيوب بن الحكم إمام مسجد قديد ووكيع أبو سعيد مولى بني هشام والواقدي ويسرة بن صفوان ويحيى بن يحيى النيسابوري وغيرهم وكان ثقة وأبو هشام أدرك عمر بن الخطاب وسافر معه وبقي حتى أدرك عمر بن عبد العزيز
قديس موضع بناحية القادسية قال سيف وقدم سعد القادسية فنزل في القديس ونزل زهرة بحيال قنطرة العتيق موضع القادسية اليوم فقال شاعر وحلت بباب القادسية ناقتي وسعد بن وقاص علي أمير تذكر هداك الله وقع سيوفنا بباب قديس والمكر ضرير أي ضار وقد نسب هذه النسبة أبو إسحاق محمد بن أحمد بن إبراهيم بن جعفر العطار القديسي البغدادي قال أبو سعد وظني أنها قرية ببغداد سمع محمد بن مخلد الدوري روى عنه أبو بكر البرقاني وهو ثقة
القديمة جبل بالمدينة ولذلك قال عبد الله بن مصعب الزبيري أشرف على ظهر القديمة هل ترى برقا سرى في عارض متهلل في أبيات ذكرت في صلصل
باب القاف والذال وما يليهما
قذاران بعد الألف راء وآخره نون وهي رومية قرية من نواحي حلب ذكرها امرؤ القيس فقال ولا مثل يوم في قذاران ظلته كأني وأصحابي بقلة غندرا ويروى على قرن أعفرا ويروى ولا مثل يوم في قذار وهذه القرية موجودة إلى الآن معروفة وبحلب قرية يقال لها أقذار ملك لبني أبي جرادة
القذاف بكسر أوله وآخره فاء كأنه جمع قذف الوادي وهي جوانبه وقيل القذاف ما أطقت حمله بيدك وقذفت به وهو موضع في شق حزوى ويقال له أيضا روض القذافين وفي كتاب الخالع القذاف وقوان موضعان من ديار بني سعد بن زيد مناة وأنشد لذي الرمة جاد الربيع له روض القذاف إلى قوين وانعدلت عنه الأصاريم
باب القاف والراء وما يليهما
قراب بضم أوله وآخره باء موحدة علم مرتجل لاسم جبل باليمن عن الأزهري
قرابين بفتح أوله وبعد الباء ياء مثناة من تحت ساكنة ونون واد بنجد كانت فيه وقعة لهم ذكر في الشعر قال ثعلب قال الحطيئة في غضبة غضبها على بني بدر فذكرهم يوم قرابين وهو يوم قتل عوف بن بدر من فزارة وكان أول قتيل بين القوم سالت قرابين بالخيل الجياد لكم مثل الأتي زفاه القطر فانفغما حتى حطمن بأولى حد سنبكها عوف بن بدر فلا عوف ولا أرما
قرات بضم أوله وآخره تاء مثناة من فوق ويقال قرت الدم يقرت قروتا ودم قارت يبس بين الجلد واللحم ومسك قارت وهو أخفه وأجوده وأنشد يعل بقرات من المسك فاتن وهو واد بين تهامة والشام كانت به وقعة وفيه قال

عبيدة أحد بني قيس بن ثعلبة بالقرات ورئيسهم ربيعة بن حذار بن مرة الكاهن وهو أحد سادات العرب كثير الغارات أليسوا فوارس يوم القرا ت والخيل بالقوم مثل السعالي فاقتتلوا قتالا شديدا وقتلت بنو أسد عديا
قراح بضم أوله وتخفيف ثانيه وآخره حاء مهملة قال أبو عبيدة القراح سيف القطيف وأنشد للنابغة قراحية ألوت بليف كأنها عفاء قلوص طار عنها تواجر تواجر تنفق في البيع لحسنها وقال جرير ظعائن لم يدن مع النصارى ولا يدرين ما سمك القراح وقال أبو عمرو في قول الشاعر وأنت قراحي بسيف الكواظم قراح قرية على شاطىء البحر وقراحية نسبة إليها والقراحي والقرحان الذي لم يشهد الحرب وفي كتاب الحازمي قال أبو عبيدة في بيت النابغة قراحية نسبها إلى قراح سيف هجر والزارة سيف القطيف قال ورواه غيره بفتح القاف
قراحصار مرج كبير من نواحي شمال حلب نزلها صلاح الدين وقراحصار اسم لأماكن كثيرة ومدن جليلة غالبها ببلاد الروم منها قراحصار على يوم من أنطاكية ومنها قراحصار ببلاد عثمان ومنها قراحصار قرب قيسارية
قراح بفتح أوله وتخفيف ثانيه وآخره حاء قد ذكر اللغويون في القراح أقوالا مختلفة قال الليث القراح الماء الذي لا يخالطه ثفل من سويق وغيره وهو الماء الذي يشرب على أثر الطعام هذا لفظه وأنشد لجرير تعلل وهي ساغبة بينها بأنفاس من الشبم القراح قال والقراح من الأرض كل قطعة على حيالها من منابت النخل وغير ذلك قال أبو منصور القراح من الأرض البارز الظاهر الذي لا شجر فيه وهذا عكس قول الليث قال أبو عبيد القراح من الأرض التي ليس بها شجر ولم يختلط بها شيء قلت أنا والمراد به ههنا اصطلاح بغدادي فإنهم يسمون البستان قراحا وفي بغداد عدة محال عامرة الآن آهلة يقال لكل واحدة منها قراح إلا أنها تضاف إلى رجل تعرف باسمه كانت قديما بساتين ثم دخلت في عمارة بغداد وهي متقاربة منها قراح ابن رزين بتقديم الراء على الزاي وهو اسم رجل وهي أقرب هذه المحال المسماة بهذا الاسم إلى وسط البلد وذلك أنك تخرج من رحبة جامع القصر مشرقا حتى تتجاوز عقد المصطنع وهو باب عظيم في وسط المدينة فهناك طريقان أحدهما يأخذ ذات اليمين إلى ناحية المأمونية وباب الأزج والآخر يأخذ ذات الشمال مقدار رمية سهم إلى درب يقال له درب النهر عن يمين القاصد إلى قراح ابن رزين ثم يمتد قليلا ويشرق فحينئذ يقع في قراح ابن رزين فإذا صار في وسطه فعن يمينه درب النهر واللوزية وعن يساره المحلة المقتدية التي استحدثها المقتدي بالله ثم يمر في هذه المحلة أعني قراح ابن رزين نحو شوط فرس جيد فحينئذ ينتهي إلى عقد هناك وباب فإذا خرج منه وجد طريقين أحدهما يأخذ ذات الشمال يفضي إلى المحلة المعروفة بالمختارة فيتجاوزها إلى مقبرة باب بيرز بطولها طالبا للشمال فإذا انتهت المحلة وقع في محلة تعرف بقراح ظفر اسم رجل فهاتان اثنتان ثم يأخذ من ذلك العقد الذي

ذكرنا أنه آخر قراح ابن رزين ذات اليمين نحو رمية سهم طالبا للجنوب فعن يسارك حينئذ درب واسع فذلك يفضي إلى محلة يقال لها قراح القاضي وإن سرت طالبا للجنوب مقابل وجهك قبل أن تدخل قراح القاضي فتلك المحلة يقال لها قراح أبي الشحم فهذه أربع محال كبار عامرة آهلة كل واحدة منها تقرب أن تكون مدينة وفيها أسواق ومساجد ودروب كثيرة
قرادد بضم القاف من قرى اليمن
قراديس جمع قردوس اسم أبي حي من اليمن وهو درب بالبصرة ينسب إلى هذا الحي وقد نسب إليها بعض الرواة
قرار بالفتح والتخفيف وبعد الألف راء أخرى والقرار المستقر من الأرض وقال ابن شميل القرار بطون الأرض لأن الماء يستقر فيها وقال غيره القرار مستقر الماء في الروضة والقرار النقد من الشاة وهي صغارها أو هي قصار الأرجل قباح الوجوه وقال نصر قرار واد قرب المدينة في ديار مزينة وقال العمراني قرار موضع بالروم
قرار بالضم موضع في شعر كعب الأشقري عن نصر
القراري بياء النسبة كأنه منسوب إلى الذي قبله ماء بين العقبة وواقصة على ستة أميال من واقصة فيه خرابة وقبيبات خربة وأنا مشك فيه هل أوله قاف أم فاء ولعله منسوب إلى رجل من بني فزارة وقد أذنت لمن حققه أن يصلحه ويقره
قراس بالضم والفتح وآخره سين مهملة والقرس أكثف الصقيع وأبرده ويقال للبارد قريس وقارس وهو القرس والقرس لغتان قال الأصمعي آل قراس بالفتح هضاب بناحية السراة وكأنهن سمين آل قراس لبردهن رواه عنه أبو حاتم بفتح القاف وتخفيف الراء ويقال آل قراس بضم القاف وفتحها قال يمانية أحيا لها مظ مائد وآل قراس صوب أرمية كحل ومائد بعد الألف همزة ويروى مابد بالباء الموحدة جبلان في بلاد هذيل وقيل باليمن وأرمية جمع رمي وهو السحاب كحل أي سود وفي جامع الكوفي قراس بالفتح موضع من بلاد هذيل وقال أبو صخر الهذلي كأن على أنيابها مع رضابها وقد دنت الشعرى ولم يصدع الفجر مجاجة نحل من قراس سبيئة بشاهقة جلس يزل بها الغفر وقال العمراني قراش بالشين موضع ولم يزد وما أظنه إلا غلطا ثم ذكر بعد ذلك قراس بالسين المهملة قريبا مما تقدم
قراص ماء في ديار كلاب لبني عمرو بن كلاب
قراضة حصن باليمن لابن البليدم القدمي
قراضم بالضم وبعد الألف ضاد معجمة وميم يقال قرضت الشيء أي قطعته وميمه زائدة كأنه من قرضته والله أعلم وهو اسم موضع بالمدينة في قول الأحوص يخاطب كسرى لما ادعى أن خزاعة من ولد النضر بن كنانة وأصبحت لا كعبا أباك لحقته ولا الصلت إذ ضيعت جدك تلحق وأصبحت كالمهريق فضله مائة لضاحي سراب بالملا يترقرق

دع القوم ما احتلوا ببطن قراضم وحيث تفشى بيضه المتفلق وقال ابن هرمة عفا أمج من أهله فالمشلل إلى البحر لم يأهل له بعد منزل فأجزاع كفت فاللوى فقراضم تناجى بليل أهله فتحملوا
قراضية بالضم وبعد الألف ضاد معجمة وياء مثناة من تحتها وهو موضع في شعر بشر بن أبي خازم حيث قال وحل الحي حي بني سبيع قراضية ونحن له إطار قال روى بعضهم قراضبة وأنكر ابن الأعرابي وقال قراضية بالياء المثناة من تحتها موضع معروف
قراف بالفتح وآخره فاء القرف القشر والقرف الوباء وقراف قرية في جزيرة من بحر اليمن بحذاء الجار سكانها تجار كنحو أهل الجار يؤتون بالماء العذب من نحو فرسخين
القرافة مثل الذي قبله وزيادة هاء في آخره خطة بالفسطاط من مصر كانت لبني غصن بن سيف بن وائل من المعافر و قرافة بطن من المعافر نزلوها فسميت بهم وهي اليوم مقبرة أهل مصر وبها أبنية جليلة ومحال واسعة وسوق قائمة ومشاهد للصالحين وترب للأكابر مثل ابن طولون والماذرائي تدل على عظمة وجلال وبها قبر الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه في مدرسة للفقهاء الشافعية وهي من نزه أهل القاهرة ومصر ومتفرجاتهم في أيام المواسم قال أبو سعد محمد بن أحمد العميدي إذا ما ضاق صدري لم أجد لي مقر عبادة إلا القرافه لئن لم يرحم المولى اجتهادي وقلة ناصري لم ألق رافه ونسب إليها قوم من المحدثين منهم أبو الحسن علي بن صالح الوزير القرافي وأبو الفضل الجوهري القرافي ونسبوا إلى البطن من المعافر أبا دجانة أحمد بن إبراهيم بن الحكم بن صالح القرافي حدث عن حرملة بن يحيى وهو وزير سعيد الإربلي وغيره وتوفي سنة 994 قاله ابن يونس
و القرافة أيضا موضع بالإسكندرية يروى عنه حكايات وأنشد أبو سعد محمد بن أحمد العميدي يذكر قرافة مصر وأعاد البيتين المذكورين
قراقر بضم أوله وبعد الألف قاف أخرى مكسورة وراء وهو علم مرتجل لاسم موضع إلا أن يكون من قولهم قرقر الفحل إذا هدر والقرقرة قرقرة الحمام إذا هدر والقرقرة قرقرة البطن والقرقرة نحو القهقهة والقرقرة الأرض الملساء ليست بحد واسع فإذا اتسعت غلب عليها اسم التذكير فقالوا قرقر قال عبيد بن الأبرص نزجي مرابعها في قرقر ضاحي وقال شمر القرقر المستوي من الأرض الأملس الذي لا شيء فيه وقراقر اسم واد أصله من الدهناء وقد ذكر في الدهناء وقيل هو ماء لكلب عن الغوري ويوم قراقر وهو يوم ذي قار الأكبر قرب الكوفة و قراقر أيضا واد لكلب بالسماوة من ناحية العراق نزله خالد بن الوليد عند قصده الشام وفيه قيل

لله در رافع أنى اهتدى خمسا إذا ما سارها الجيش بكى ما سارها من قبله إنس يرى فوز من قراقر إلى سوى وقال السكوني قراقر وحنو قراقر وحنو ذي قار وذات العجرم والبطحاء كلها حول ذي قار وقد أكثر الشعراء من ذكر قراقر فقال الأعشى فدى لبني ذهل بن شيبان ناقتي وراكبها يوم اللقاء وقلت هم ضربوا بالحنو حنو قراقر مقدمة الهامرز حتى تولت و قراقر أيضا قاع ينتهي إليه سيل حائل وتسيل إليه أودية ما بين الجبلين في حق أسد وطيء وهو الذي ذكره سبرة بن عمرو الفقعسي في قوله وقد عير ضمرة بن ضمرة كثرة إبله وشحه فيها فقال أتنسى دفاعي عنك إذ أنت مسلم وقد سال من ذل عليك قراقر ونسوتكم في الروع باد وجوهها يخلن إماء والإماء حرائر أعيرتنا ألبانها ولحومها وذلك عار يا ابن ريطة ظاهر نحابي بها أكفاءنا ونهينها ونشرب من أثمانها ونقامر قال نحابي من الحباء وهو العطاء وإياه أراد النابغة حيث قال له بفناء البيت سوداء فحمة تلقم أوصال الجزور العراعر بقية قدر من قدور تورثت لآل الجلاح كابرا بعد كابر تظل الإماء يبتدرن قديحها كما ابتدرت كلب مياه قراقر وقال ابن الكلبي في كتاب الجمهرة اختصمت بنو القين بن جسر وكلب في قراقر كل يدعيه فقال عبد الملك بن مروان أليس النابغة الذي يقول يظل الإماء يبتدرن قديحها كما ابتدرت كلب مياه قراقر فقضى بها لكلب بهذا البيت
قراقر بالفتح يصح أن يكون جمعا لجميع ما ذكرناه في تفسير الذي قبله قال نصر قراقر موضع من أعراض المدينة لآل حسين بن علي بن أبي طالب
قراقرة من مياه الضباب بنجد بالحمى حمى ضرية
قراقري بضم أوله وبلفظ النسبة إلى المذكور قبل الذي قبله موضع عن الأزهري
القرانع بعد الألف نون مكسورة حصن حصين من حصون صنعاء اليمن يقابل المصانع أقام عليه الملك المسعود ابن الملك الكامل سنة حتى فتح
قران بالضم يجوز أن يكون جمع قر أو قر من البرد أو فعلان منه ويقال يوم قر وليلة قرة فيجوز على ذلك أن يقال أيام قران وموضع قر ومواضع قران وقران اسم واد قرب الطائف في شعر أبي ذؤيب قال ويروى لأبي جندب وحي بالمناقب قد حموها لدى قران حتى بطن ضيم كلها بين مكة والطائف و قران قرية باليمامة وقيل قران بين مكة والمدينة بلصق أبلى وقد ذكر في ابلي وقال ذو الرمة

تزاورن عن قران عمدا ومن به من الناس وازورت سواهن عن حجر وقال السكري في قول جرير كأن أحداجهم تحدى مقفية نخل بملهم أو نخل بقرانا قال ملهم وقران قريتان باليمامة لبني سحيم بن مرة بن الدؤل بن حنيفة والأحداج مراكب النساء قلت فهذا الذي ذكرنا أنه بين مكة والمدينة فهما موضعان مسميان بهذا الاسم وقال عطارد اللص أقول وقد قرنت عيسا شملة لها بين نسعيها فضول نفانف علي دماء البدن إن لم تمارسي أمورا على قران فيها تكالف وقال ابن سيرين في تاريخه وفيها يعني في سنة 013 انتقل أهل قران من اليمامة إلى البصرة لحيف لحقهم من ابن الأخيضر في مقاسماتهم وجدب أرضهم فلما انتهى خبرهم إلى أهل البصرة سعى أبو الحسن أحمد بن الحسين بن المثنى في مال جمعه لهم فقووا به على الشخوص إلى البصرة فدخلوا على حال سيئة فأمر لهم سبك أمير البصرة بكسوة ونزلوا بالمسامعة محلة بها
و قران قرية بمر الظهران بينها وبين مكة يوم
و قران قصبة البذين بأذربيجان حيث استوطن بابك الخرمي عن نصر
قران بالتخفيف قال نصر ناحية بالسراة من بلاد دوس كان بها وقعة قال و قران من الأصقاع النجدية وقيل جبل من جبال الجديلة وهي منزل لحاج البصرة قال وأظنه المشدد فخفف في الشعر
قراوى قرية بالغور من أرض الأردن يزرع بها السكر الجيد رأيتها غير مرة و قراوى أيضا قرية من أعمال نابلس يقال لها قراوى بني حسان ونسب إليها أبو محمد عبد الحميد وأحمد ابنا مري بن ماضي القراوي الحساني سمع عبد الحميد أبا الفرج عبد المنعم بن كليب وأبا الفرج بن الجوزي وغيرهما
القرائن جمع قرين من قرنت الشيء بالشيء إذا ضممته إليه وأصله من القرن وهو الحبل يقرن به البعيران والقرين الصاحب وكل شيء ضممته إلى شيء فهو قرينه والقرائن بركة وقصر بين الأجفر وفيد
و القرائن موضع بالمدينة قال أبو قطيفة ألا ليت شعري هل تغير بعدنا جبوب المصلى أم كعهدي القرائن وقد تقدمت هذه الأبيات في البلاط
و القرائن جبال معروفة مقترنة في قول البريق الهذلي ومر على القرائن من بحار فكاد الوبل لا يبقى بحارا
قرب ضد البعد يوم ذات قرب من أيام العرب
قربى بالضم ثم السكون وفتح الباء الموحدة اسم ماء قريب من تبالة قال مزاحم العقيلي فما أم أحوى الحدتين خلا لها بقربى ملاحي من المرد ناطف
قرباقة بالتحريك والباء الموحدة وبعد الألف قاف حصن شمالي مرسية ينسب إليه أبو الحسن العباس القرباقي شاعر مجيد
قربق بالضم ثم السكون وفتح الباء الموحدة والقاف لا أعرف له وجها في اللغة اسم موضع

رواه أبو عبيد بالكاف وبالقاف أيضا وقال هو البصرة عن الجوهري قال وأنشد الأصمعي يتبعن ورقاء كلون العوهق لاحقة الرجل عنود المرفق يا ابن رقيع هل لها من مغبق ما شربت بعد قليب القربق من قطرة غير النجاء الأدفق وقال النضر بن شميل هو فارسي معرب وأصله كلبه وهو الحانوت
قربة بالضم ثم الفتح وباء موحدة بوزن همزة لمزة من القرب اسم واد عن الجوهري
قربيط بضم القاف وسكون الراء وفتح الباء الموحدة وياء ساكنة وطاء مهملة من كور أسفل الأرض بمصر
قرتان بالتحريك والتاء المثناة من فوق وآخره نون قال الخوارزمي هو موضع ولا أدري ما أصله
قرتا بالتحريك وتشديد التاء المثناة من فوقها من قرى البصرة ينسب إليها أبو عبد الله محمد بن خلف بن محمد بن سليمان بن أيوب النهرديري ويعرف بالقرتاي سكن الصليق من البطائح حدث عن أبي شجاع محمد بن فارس والحسن بن أحمد بن أبي زيد البصريين كذا ضبطه الخطيب أبو بكر بخطه وذكره السلفي بكسر أوله وثانيه فقال القرتاي وهو أبو تمام محمد بن إدريس بن خلف القرتاي حدث عنه السلفي
القرتب من قرى وادي زبيد باليمن
قرتوه بالفتح ثم السكون وتاء مثناة من فوق مضمومة والواو قال وهو اسم موضع وحكمه كالذي قبله
قرتيا بفتح أوله وثانيه وتاء مثناة من فوق وياء مثناة من تحت مشددة وألف بلد قرب بيت جبرين من نواحي فلسطين من أعمال البيت المقدس
قرج بالفتح ثم السكون والجيم كورة بالري ينسب إليها علي بن الحسين القرجي يروي عن إبراهيم بن موسى الفراء روى عنه العقيلي
القرحاء بالفتح والمد والحاء مهملة من قرى بني محارب بالبحرين
قرحان بالضم ثم السكون وآخره نون والقرحان واحدته قرحانة ضرب من الكمأة بيض صغار ذوات رؤوس كرؤوس الفطر والقرحان الذي لم يمسه قرح ولا جدري ولم تصبه في حرب جراحة ويوم قرحان من أيام العرب قال جرير الله ساق إلى قيس بن حنظلة خزيا إذا ذكرت أيام قرحانا
قرحتاء من قرى دمشق كان يكسنها يحيى بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي وغيره من أشراف بني أمية وعبد الملك بن وهيب بن هارون القرحتاوي من أهل قرحتاء حكى عن عمه عبد الله هارون حكى عنه أبو بكر أحمد البحتري قاله ابن عساكر وعبد الله بن هارون القرحتاوي أحد الصالحين حكى عن محمد بن صالح بن بيهس حكى عنه ابن أخيه عبد الملك بن وهيب
قرح بالضم ثم السكون والقرح والقرح لغتان في عض السلاح ونحوه مما يجرح الجسد وهو سوق

وادي القرى وفي حديث ابن شموس البلوي بنى رسول الله صلى الله عليه و سلم في المسجد الذي في صعيد قرح فعلمنا مصلاه بعظم وأحجار فهو في المسجد الذي يصلي فيه أهل وادي القرى قال عبد الله بن رواحة جلبنا الخيل من آجام قرح يغر من الحشيش لها العكوم وقيل بهذه القرية كان هلاك عاد قوم هود عليه السلام قال أمية بن أبي الصلت أهل قرح بها قد أمسوا ثغورا أي متفرقين جافلين الواحد ثغر وكانت من أسواق العرب في الجاهلية قال السدي قرح سوق وادي القرى وقصبتها وأنشد لبعض بني أسد من اللصوص لقد علمت ذود الكلابي أنني لهن بأجواز الفلاة مهين تتابعن في الأقران حتى حبستها بقرح وقد ألقين كل جنين ولما رأيت التجر قد عصبوا بها مساومة خفت بهن يميني فأرأيت منها عنسة ذات جلة كسر أبي الجارود وهو بطين
قرحياء بكسر أوله وسكون ثانيه وكسر الحاء والياء المثناة من تحت والمد قال الحسن المهلبي موضع قال وكل أرض ملساء قرحياء
قرحى بالفتح ثم السكون والحاء المهملة والقصر جمع قريح اسم موضع عن ابن الأعرابي يقال له ذو القرحى بوادي القرى وأنشد إذا أخذت إبلا من تغلب فلا تشرق بي ولكن غرب وبع بقرحى أو بحوض الثعلب وإن نسبت فانتسب ثم اكذب ولا ألومنك في التنقب
قردد جبل قال مالك بن نمط الهمذاني لما قدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم في وفد همدان وأسلم وكتب له كتابا حلفت برب الراقصات إلى منى صوادر بالركبان من هضب قردد بأن رسول الله فينا مصدق رسول أتى من عند ذي العرش مهتد فما حملت من ناقة فوق كورها أبر وأوفى ذمة من محمد ويروى أشد على أعدائه من محمد
وأعطى إذا ما طالب العرف جاءه وأمضى بحد المشرفي المهند
قرد بضم أوله وفتح ثانيه بوزن زفر مرتجل موضع عن العمراني
قرد بالتحريك مرتجل وقيل القرد الصوف الردي ورواه أبو محمد الأسود قرد بضمتين أيضا هكذا يقوله أئمة العلم ذو قرد ماء على ليلتين من المدينة بينها وبين خيبر وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم انتهى إليه لما خرج في طلب عيينة حين أغار على لقاحه قال أبان بن عثمان صاحب المغازي وذو قرد ماء لطلحة بن عبيد الله اشتراه فتصدق به على مارة الطريق قال عياض القاضي جاء في حديث قبيصة في الصحيح أن بذي قرد كان سرح جمال رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي أغارت عليه غطفان وهذا غلط إنما هو بالغابة قرب المدينة قال

وذو قرد حيث انتهى المسلمون آخر النهار وبه وباتوا ومنه انصرفوا فسميت به الغزوة وقد بينه في حديث سلمة ابن الأكوع في السير وقال بعض شيوخ مسلم في آخر حديث قتيبة فلحقهم بذي قرد يدل على ذلك لأنهم لم يأخذوا السرح ويقيموا بمكانهم حتى لحق بهم الطلب قال القاضي وبين ذي قرد والمدينة نحو يوم وقال محمد ابن موسى الخوارزمي غزوة الغابة هي غزوة ذي قرد كانت في سنة ست ذكرت في الغابة قال حسان بن ثابت أخذ الإله عليهم بحزامة ولعزة الرحمن بالاسداد كانوا بدار ناعمين فبدلوا أيام ذي قرد وجوه عباد وقال العمراني وغزوة ذي قرد لرسول الله صلى الله عليه و سلم
القردودة لما تنبأ طليحة ونزل بسميراء أرسل إليه ثمامة بن أوس بن لام الطائي أن معي من جديلة خمسمائة فإن دهمكم أمر فنحن بالقردودة وإلا بسردوين الرمل
قردوس بالضم وهو واحد القراديس التي قدمنا ذكرها ويقال لتلك الخطط بالبصرة القردوس
قردة بالتحريك مرتجل ماء أسفل مياه الثلبوت بنجد في الرمة لبني نعامة وقد كتبناه في باب الفاء عن العمراني بالفاء والله أعلم وذو القردة بنجد ولعله غير الذي قبله
قردا بالتحريك في تاريخ دمشق أحمد بن الضحاك ابن مازن أبو عبد الله الأسدي القردي مولى أيمن بن خزيم إمام جامع دمشق قال أبو عبد الله بن النجار الحافظ قال لنا الشيخ زين الأمناء أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله وأبو مسهر وخالد بن عمرو بن محمد بن عبيد الله بن سعيد بن العاصي سمع منه أحمد بن أبي الحواري وهو من أقرانه وروى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن الوليد المري وأبو حاتم الرازي ومات في ربيع الأول سنة 252
قردى بالفتح ثم السكون ثم دال مهملة والقصر قردى وبازبدى قريتان قريبتان من جبل الجودي بالجزيرة وبقربها قرية الثمانين قرب جزيرة ابن عمر وعندها رست سفينة نوح عليه السلام قال الشاعر بقردى وبازبدى مصيف ومربع وعذب يحاكي السلسبيل برود وقال أبو الحسن بن عبد الكريم الجزري حرسه الله تعالى بازبدى قرية في غربي الجزيرة يضاف إليها قرى كثيرة وهي على دجلة مقابل الجزيرة وقردى في شرقي دجلة الجزيرة ومن أعمالها تنسب إليها ولاية كبيرة نحو مائتي قرية منها الجودي وثمانين وغير ذلك ومن نواحي قردي فيروز سابور قرية كبيرة فيها عمارات واسعة وآثار ويوم قردى وقعة كانت قريبا من هذا الموضع بين خثعم وبني عامر
القردية بفتح أوله وثانيه وبعد الدال ياء النسبة ماءة بين الحاجر ومعدن النقرة ملحة على طريق الحاج
قر بالفتح وتشديد الراء بوزن بر قال ابن الأعرابي القر تزيدك الكلام في أذن الأبكم حتى تفهمه والقر صب الماء دفعة واحدة والقر البارد والقر اسم موضع
قرزاحل بالضم ثم السكون وزاي وألف وحاء مهملة ولام من نواحي حلب ثم من نواحي العمق قتل بها مسلم بن قريش العقيلي أمير الشام قتله سليمان بن قتلمش في سنة 874

قرس بكسر القاف والسين مهملة جبل بالحجاز في ديار جهينة قرب حرة النار
قرشفة بالفتح ثم السكون وشين معجمة مفتوحة وفاء وهاء موضع ببلاد الروم
القرشية بالضم نسبة تأنيث إلى قريش إما إلى القبيلة وإما إلى رجل قرية بسواحل حمص وهي آخر أعمالها مما يلي حلب وأنطاكية وبحلب قوم من وجوهها يقال لهم بنو القرشي منسوبون إليها والناس يظنونهم من قريش كذا حدثني من أثق به
قرص بفتح القاف وسكون الراء والصاد مهملة مدينة أرمينية من نواحي تفليس يجلب منها الإبريسم خبرني بذلك رجل من أهلها بينها وبين تفليس يومان
قرص بالضم بلفظ القرص من الخبز تل بأرض غسان في شعر عبيد بن الأبرص قال فانتجعنا الحارث الأعرج في جحفل كالليل خطار العوالي ثم عجناهن خصوصا كالقطا القاريات الماء من إثر الكلال نحو قرص ثم جالت جولة الخيل قبا عن يمين وشمال
قرطاجنة بالفتح ثم السكون وطاء مهملة وجيم ونون مشددة وقيل إن اسم هذه المدينة قرطا وأضيف إليها جنة لطيبها ونزهتها وحسنها بلد قديم من نواحي إفريقية قال بطليموس في كتاب الملحمة طولها أربع وثلاثون درجة وعرضها خمس وثلاثون درجة تحت إحدى عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان لها ثلاث درجات من الدلو بيت حياتها خمس عشرة درجة من السنبلة كانت مدينة عظيمة شامخة البناء أسوارها من الرخام الأبيض وبها من العمد الرخام المتنوع الألوان ما لا يحصى ولا يحد وقد بنى المسلمون من رخامها لما خربت عدة مدن ولم يزل الخراب فيها منذ زمان عثمان بن عفان رضي الله عنه وإلى هذه الغاية على حالها عمودان أحمران من الحجر الماتع في مجلس الملك أحدهما قائم والآخر قد وقع دور كل عمود منهما ستة وثلاثون شبرا وطوله فوق الأربعين ذراعا وهي على ساحل البحر بينها وبين تونس اثنا عشر ميلا وتونس عمرت من خراب قرطاجنة وحجارتها وقد بقي من حجارتها ما يعمر به مدينة أخرى ولم يكن بقربها عين جارية ولا قناة سارية فجلب عامرها إليها الماء من نواحي القيروان وبينهما مسيرة ثلاثة أيام في جبال منحازة بعضها من بعض وقد وصل بين تلك الجبال بعقود معقودة وعمد مبنية كالمنائر العالية وجعل مجرى الماء فوق ذلك المعقود والأزج المحكم المنحوت وأهل تلك البلاد يسمونها الحنايا وهي مئون كثيرة ومن نظر إلى هذه المدينة عرف عظم شأن بانيها وسبح وقدس مبيد أهلها ومفنيها وذكر أهل السير أن عبد الملك بن مروان ولى حسان بن النعمان الأزدي إفريقية فلما قدمها نزل القيروان وقال أي مدينة بإفريقية أشد قيل له ليس مثل قرطاجنة فإنها دار الملك فنازلها وقاتل أهلها قتالا شديدا ثم طلبوا الأمان فأعطاهم إياه ثم غدروا فرجع إليهم حتى ملكها وهدمها فهو أول من أمر بهدمها وذلك في نحو سنة 07
و قرطاجنة مدينة أخرى بالأندلس تعرف بقرطاجنة الحلفاء قريبة من ألش من أعمال تدمير خربت أيضا لأن ماء البحر استولى على أكثرها فبقي منها طائفة وبها إلى الآن قوم وكانت عملت على مثال قرطاجنة التي بإفريقية

قرطبة بضم أوله وسكون ثانيه وضم الطاء المهملة أيضا والباء الموحدة كلمة فيما أحسب عجمية رومية ولها في العربية مجال يجوز أن يكون من القرطبة وهو العدو الشديد قال بعضهم إذا رآني قد أتيت قرطبا وجال في جحاشه وطرطبا وقال الأصمعي طعنه فقرطبه إذا صرعه وقال ابن الصامت الجشمي رقوني وقالوا لا ترع يا ابن صامت فظلت أناديهم بشدي مجدد وما كنت مغرا بأصحاب عامر مع القرطبا بلت بقائمه يدي وقال القرطبا السيف كأنه من قرطبه أي قطعه وهي مدينة عظيمة بالأندلس وسط بلادها وكانت سريرا لملكها وقصبتها وبها كانت ملوك بني أمية ومعدن الفضلاء ومنبع النبلاء من ذلك الصقع وبينها وبين البحر خمسة أيام قال ابن حوقل التاجر الموصلي وكان طرق تلك البلاد في حدود سنة 053 فقال وأعظم مدينة بالأندلس قرطبة وليس لها في المغرب شبيه في كثرة الأهل وسعة الرقعة ويقال إنها كأحد جانبي بغداد وإن لم تكن كذلك فهي قريبة منها وهي حصينة بسور من حجارة ولها بابان مشرعان في نفس السور إلى طريق الوادي من الرصافة والرصافة مساكن أعالي البلد متصلة بأسافله من ربضها وأبنيتها مشتبكة محيطة من شرقيها وشماليها وغربها وجنوبها فهو إلى واديها وعليه الرصيف المعروف بالأسواق والبيوع ومساكن العامة بربضها وأهلها متمولون متخصصون وأكثر ركوبهم البغلات من خورهم وجبنهم أجنادهم وعامتهم ويبلغ ثمن البغلة عندهم خمسمائة دينار وأما المائة والمائتان فكثير لحسن شكلها وألوانها وقدودها وعلوها وصحة قوائمها قال عبيد الله الفقير إليه مؤلف هذا الكتاب كانت صفتها هكذا إلى حدود سنة 044 فإنه انقضت مدة الأمويين وابن أبي عامر وظهر المتغلبون بالأندلس وقويت شوكة بني عباد وغيرهم واستولى كل أمير على ناحية وخلت قرطبة من سلطان يرجع إلى أمره وصار كل من قويت يده عمرت مدينته وخربت قرطبة بالجور عليها فعمرت إشبيلية ببني عباد عمارة صارت بها سرير ملك الأندلس فهي إلى الآن على ذلك من العمارة وخربت قرطبة وصارت كإحدى المدن المتوسطة وقد رثوها فأكثروا فيها وممن تشوق إليها القاضي محمد ابن أبي عيسى بن يحيى الليثي قاضي الجماعة بقرطبة فقال فيها ويل ام ذكراي من ورق مغردة على قضيب بذات الجزع مياس رددن شجوا شجا قلبي الخلي فقل في شجو ذي غربة ناء عن الناس ذكرنه الزمن الماضي بقرطبة بين الأحبة في لهو وإيناس هجن الصبابة لولا همة شرفت فصيرت قلبه كالجندل القاسي وينسب إليها جماعة وافرة من أهل العلم منهم أبو بكر يحيى بن سعدون بن تمام الأزدي القرطبي قرأ عليه كثير من شيوخنا وكان أديبا فاضلا مقرئا عارفا بالنحو واللغة سمع كثيرا من كتب الأدب وورد الموصل فأقام بها يفيد أهلها ويقرؤون عليه فنون العلم إلى أن مات بها في سنة 567 وممن ينسب إليها أحمد بن محمد بن عبد البر أبو عبد الملك من

موالي بني أمية سمع محمد بن أحمد بن الزراد وابن لبابة وأسلم بن عبد العزيز وغيرهم وله كتاب مؤلف في الفقهاء بقرطبة ومات في السجن لليلتين بقيتا من رمضان سنة 833 قال ابن الفرضي وأحمد بن محمد بن موسى بن بشير بن حناذ بن لقيط الرازي الكناني من أنفسهم من أهل قرطبة يكنى أبا بكر وفد أبوه على الإمام محمد وكان أبوه من أهل اللسانة والخطابة وولد أحمد بالأندلس وسمع من أحمد ابن خالد وقاسم بن أصبغ وغيرهما وكان كثير الرواية حافظا للأخبار وله مؤلفات كثيرة في أخبار الأندلس وتواريخ دول الملوك منها توفي لاثنتي عشرة ليلة خلت من رجب سنة 443 ومولده في عاشر ذي الحجة سنة 472 قاله ابن الفرضي وخباب ابن عبادة الفرضي أبو غالب القرطبي له تآليف في الفرائض وحسن بن الوليد بن نصر أبو بكر يعرف بابن الوليد وكان فقيها عالما بالمسائل نحويا خرج إلى الشرق في سنة 362 وخالد بن سعد القرطبي أحد أئمة الأندلس كان المستنصر يقول إذا فاخرنا أهل المشرق بيحيى بن مروان أتيناهم بخالد بن سعد وصنف كتابا في رجال الأندلس ومات فجأة سنة 253 عن ابن الفرضي وقد نيف على الستين وخلف بن القاسم بن سهل بن محمد بن يونس بن الأسود أبو القاسم المعروف بابن الدباغ الأزدي القرطبي ذكره الحافظ في تاريخ دمشق وقد سمع بدمشق أبا الميمون بن راشد وأبا القاسم بن أبي العقب وبمكة أبا بكر أحمد بن محمد بن سهل بن رزق الله المعروف ببكير الحداد وأبا بكر بن أبي الموت وبمصر عبد الله بن محمد المفسر الدمشقي والحسن بن رشيق روى عنه أبو عمر يوسف بن محمد بن عبد البر الحافظ وأبو الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف الفرضي وأبو عمرو الداني كان حافظا للحديث عالما بطرقه ألف كتبا حسانا في الزهد ومولده سنة 523 ومات سنة 393 في ربيع الآخر
قرطسا بالفتح ثم السكون وفتح الطاء وسين مهملة قرية من قرى مصر القديمة كان أهلها ممن أعان على عمرو بن العاص فسباهم كما ذكرنا في بلهيب ثم ردهم عمر بن الخطاب أسوة للقبط ويضاف إليها كورة فيقال كورة قرطسا ومصيل والملبدين كلها كورة واحدة
قرطمة بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الطاء والميم مدينة بالأندلس غير قرطبة التي ذكرناها آنفا وهذه من أعمال رية صالحة الأهل
قرظان من حصون زبيد باليمن
قرظ بالتحريك وآخره ظاء معجمة وهو ورق شجر يقال له السلم يدبغ به الأدم وذو قرظ ويقال ذو قريظ موضع باليمن عن الأزهري
القرعاء تأنيث الأقرع كأنها سميت بذلك لقلة نباتها وهو منزل في طريق مكة من الكوفة بعد المغيثة وقبل واقصة إذا كنت متوجها إلى مكة وبين المغيثة والقرعاء الزبيدية ومسجد سعد والخبراء وبين القرعاء وواقصة على ثلاثة أميال بئر تعرف بالمرتمى وبين القرعاء وواقصة ثمانية فراسخ وفي القرعاء بركة وركايا لبني غدانة وكانت بها وقعة بين بني دارم بن مالك وبني يربوع بسبب هيج جرى بينهم على الماء فقتل رجل من بني غدانة يقال له أبو بدر وأراد بنو دارم أن يدوا فلم يقبل بنو يربوع فهاجت الحرب
قرعد حصن في جبل ريمة من نواحي اليمن

القرع كأنه جمع أقرع اسم لأودية في بادية الشام سميت بذلك لأنها لا تنبت شيئا
قرقد بالكسر ثم السكون وقاف أخرى مكسورة أيضا ودال مهملة ولا أدري ما أصله جبل قرب مكة وقال الكندي يتاخم معدن البرام ويسوم وهذه البلاد كلها لغامد وخثعم وسلول وسواءة بن عامر بن صعصعة وخولان وغيرهم قال بعضهم سمعت وأصحابي تحث ركابهم بنا بين ركن من يسوم وقرقد فقلت لأصحابي قفوا لا أبا لكم صدور المطايا إنه صوت معبد وقال غير الكندي هو قدقد بدالين وجعلهما الكندي موضعين
القرفية من مياه بني عقيل بنجد عن أبي زياد
قرقر قال أبو الفتح هو جانب من القرية به أضاة لبني سنبس قال وأظن القرية هذه بين الفلج ونجران
قرقرة بالفتح وتكرير القاف والراء والقرقرة الأرض الملساء وليست ببعيدة وهو موضع يقال له قرقرة الكدر جمع الكدرة من اللون ويجوز أن يكون جمع الكدرة وهو القلاعة الضخمة من مدر الأرض المثار ونحو ذلك وهو قريب من المعدن يذكر في الكدر
قرقرى بتكرير القاف والراء وآخره مقصور وقد تقدم اشتقاقه أرض باليمامة إذا خرج الخارج من وشم اليمامة يريد مهب الجنوب وجعل العارض شمالا فإنه يعلو أرضا تسمى قرقرى فيها قرى وزروع ونخيل كثيرة ومن قراها الهزيمة فيها ناس من بني قريش وبني قيس بن ثعلبة وقرما والجواء والأطواء وتوضح وعلى قرقرى يمر قاصد اليمامة من البصرة يدخل مرأة قرية المرأي الشاعر ينسب إليها وفي قرقرى أربعة حصون حصن لكندة وحصن لتميم وحصنان لثقيف قال ذلك كله أبو عبيد الله السكوني رحمه الله تعالى فقد سرني بما أوضحه مما لم يتعرض له غيره علي وحدث ابن الأنباري أبو بكر محمد بن القاسم بن محمد بن بشار حدثني محمد بن حفص بإسناده عن يزيد بن العلاء بن مرقش قال حدثني أخي موسى بن العلاء قال كنا مع يحيى بن طالب الحنفي أحد بني ذهل بن الدؤل بن حنيفة كان مولى لقريش وكان شيخا دينا يقرىء أهل اليمامة وكانت له ضيعة باليمامة يقال لها البرة العليا وكان يشتري غلات السلطان بقرقرى وكان عظيم التجارة وكان سخيا فأصاب الناس جدب فجلا أهل البادية فنزلوا قرقرى ففرق يحيى بن طالب فيهم الغلات وكان معروفا بالسخاء فباع عامل السلطان أملاكه وعزه الدين فهرب إلى العراق وقد كان كتب ضيعة من ضياعه لقوم قرارا لهم بها لئلا يبيعها السلطان فيما يبيع فكابره القوم عليها فخرج من اليمامة هاربا من الدين يريد خراسان فلما وصل إلى بغداد بعث رسولا إلى اليمامة وكنا معه فلما رآه في الزورق اغرورقت عيناه بالدموع وكان معدودا من الفصحاء فأنشأ يقول أحقا عباد الله أن لست ناظرا إلى قرقرى يوما وأعلامها الغبر كأن فؤادي كلما مر راكب جناح غراب رام نهضا إلى وكر أقول لموسى والدموع كأنها جداول فاضت من جوانبها تجري ألا هل لشيخ وابن ستين حجة بكى طربا نحو اليمامة من عذر

وزهدني في كل خير صنعته إلى الناس ما جربت من قلة الشكر إذا ارتحلت نحو اليمامة رفقة دهاك الهوى واهتاج قلبك للذكر فواحزني مما أجن من الأسى ومن مضمر الشوق الدخيل إلى حجري تغربت عنها كارها وهجرتها وكان فراقيها أمر من الصبر فيا راكب الوجناء أبت مسلما ولا زلت من ريب الحوادث في ستر إذا ما أتيت العرض فاهتف بأهله سقيت على شحط النوى مسبل القطر فإنك من واد إلي مرجب وإن كنت لا تزداد إلا على عقري المرجب المعظم ومنه قول الأنصاري أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب
وبه سمي رجب لتعظيمهم إياه وحدث أحمد بن عبيد بن ناصح النحوي قال أخبرني أبو الحسن علي بن محمد المدائني قال كان يحيى بن طالب الحنفي مولى لقريش باليمامة وكان شيخا فصيحا دينا يقرىء الناس وكان عظيم التجارة وذكر مثل ما تقدم فخرج إلى خراسان هاربا من الدين فلما وصل إلى قومس قال أقول لأصحابي ونحن بقومس ونحن على أثباج ساهمة جرد بعدنا وبيت الله عن أرض قرقرى وعن قاع موحوش وزدنا على البعد فلما وصل إلى خراسان قال أيا أثلات القاع من بطن توضح حنيني إلى أطلالكن طويل ويا أثلاث القاع قلبي موكل بكن وجدوى غيركن قليل ويا أثلاث القاع قد مل صحبتي مسيري فهل في ظلكن مقيل ألا هل إلى شم الخزامى ونظرة إلى قرقرى قبل الممات سبيل فأشرب من ماء الحجيلاء شربة يداوى بها قبل الممات عليل أحدث عنك النفس أن لست راجعا إليك فحزني في الفؤاد دخيل أريد انحدارا نحوها فيصدني إذا رمته دين علي ثقيل قال أبو بكر بن الأنباري وقد غني بهذه الأبيات عند الرشيد فسأل عن قائلها فأخبر فأمر برده وقضاء دينه فسئل عنه فقيل إنه مات قبل ذلك بشهر وقد قال خليلي عوجا بارك الله فيكما على البرة العليا صدور الركائب وقولا إذا مانوه القوم للقرى ألا في سبيل الله يحيى بن طالب
قرقسان بالفتح ثم السكون وقاف أخرى مفتوحة وسين مهملة وآخره نون موضع
قرقشندة قرية بأسفل مصر ولد بها الليث بن سعد بن عبد الرحمن المصري الفقيه مولى بني فهم ثم مولى آل خالد بن ثابت بن طاعن وأهل بيته يقولون إن أصله من الفرس من أهل أصبهان ولد في سنة 49 وتوفي في نصف شبعان سنة 571 قال القضاعي

دار الليث بن سعد ومسجده عند ثقيفة مفلس بالحمراء في زقاق الليث وكان لليث دار بقرقشندة بالريف بناها فهدمها ابن رفاعة أمير مصر عنادا له وكان ابن عمه ثم بناها الليث ثانية فهدمها ابن رفاعة فلما كان الثالثة أتاه آت في المنام وقال له قم يا ليث ثم قرأ له قوله تعالى ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض الآية فأصبح وقد فلج ابن رفاعة فأوصى إليه ومات بعد ثلاث
قرقشونة قال ابن الفرضي أخبرنا علي بن معاذ قال أخبرني سعيد بن فجلون عن يوسف بن يحيى المغامي أن حبان بن أبي جبلة القرشي مولاهم غزا موسى بن نصير حين افتتح الأندلس حتى أتى حصنا من حصونها يقال له قرقشونة فتوفي بها والله أعلم وبين قرقشونة وقرطبة مسافة خمسة وعشرين يوما وفيها الكنيسة العظيمة عندهم المساة بشنت مرية فيها سواري فضة لم ير الراؤون مثلها ولا يحزم الأنسان بذراعيه واحدة منها مع طول مفرط وقيل إن حبان بن أبي جبلة توفي بإفريقية سنة 521 وكان بعثة عمر بن عبد العزيز في جماعة من الفقهاء يفقهون أهلها
قرقوب بالضم ثم السكون وقاف أخرى وبعد الواو الساكنة باء موحدة بلدة متوسطة بين واسط والبصرة والأهواز وكانت تعد من أعمال كسكر
قرقونس قال أبو عون في زيجه قرقونس في جزيرة قبرس في الإقليم الرابع طولها سبع وخمسون درجة وعرضها أربع وثلاثون درجة وخمسون دقيقة
قرقيسياء بالفتح ثم السكون وقاف أخرى وياء ساكنة وسين مكسورة وياء أخرى وألف ممدودة ويقال بياء واحدة قال شاعر لعن سخطه من خالقي أو لشقوة تبدلت قرقيسياء من دارة الردم قال حمزة الأصبهاني قرقيسيا معرب كركيسيا وهو مأخوذ من كركيس وهو اسم لأرسال الخيل المسمى بالعربية الحلبة وكثيرا ما يجيء في الشعر مقصورا وقال سعد بن أبي وقاص وقد أنفذ جيشا وهو بالمدائن في سنة 16 إلى هيت وقرقيسيا ورئيسهم عمرو بن مالك الزهري فنزلوا على حكمه فقال عند ذلك ونحن جمعنا جمعهم في حفيرهم بهيت ولم نحفل لأهل الحفائر وسرنا على عمد نريد مدينة بقرقيسيا سير الكماة المساعر فجئناهم في دارهم بغتة ضحى فطاروا وخلوا أهل تلك المحاجر فنادوا إلينا من بعيد بأننا ندين بدين الجزية المتواتر قبلنا ولم نردد عليهم جزاءهم وحطناهم بعد الجزا بالبواتر بلد على نهر الخابور قرب رحبة مالك بن طوق على ستة فراسخ وعندها مصب الخابور في الفرات فهي في مثلث بين الخابور والفرات قيل سميت بقرقيسيا بن طهمورث الملك قال بطليموس مدينة قرقيسيا طولها أربع وستون درجة وخمس وأربعون دقيقة وعرضها خمس وثلاثون درجة وهي من الإقليم الرابع طالعها السماك الأعزال ولها شركة مع الجوزاء بيت حياتها تسع درج من العقرب تحت إحدى عشرة درجة من السرطان وعشرين دقيقة يقابلها مثلها من

الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل عاقبتها مثلها من الميزان قال صاحب الزيج طولها أربع وستون درجة وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وربع ولما فتح عياض بن غنم الجزيرة في سنة تسع عشرة وجه حبيب بن مسلمة الفهري إلى قرقيسيا ففتحها على مثل صلح أهل الرقة فلما مات عياض بن غنم وولي الجزيرة عمير بن سعد وولي رأس عين سلك الخابور وما يليه حتى أتى قرقيسيا وقد نقض أهلها فصالحهم على مثل صلحهم الأول
قرقنة قال أبو عبيد البكري ويقابل سفاقس في البحر جزيرة تسمى قرقنة هكذا يكتب أهل الدراية ويتلفظ بها أهل تلك البلاد بالتخفيف فيقولون قرقنة وهي في وسط البحر بينها وبين سفاقس في ذلك البحر الميت القصير القعر عشرة أميال وليس لبحر هناك حركة في وقت وبحذاء هذا الموضع في البحر على رأس هذا القصر بيت مشرف مبني بينه وبين البر الكبير نحو أربعين ميلا فإذا رأى ذلك البيت أصحاب السفن الواردة من الإسكندرية وغيرها أداروها إلى مواضع معلومة وفي هذه الجزيرة آثار بنيان وصهاريج للماء كثيرة ويدخل أهل سفاقس إليها دوابهم لأنها خصبة
قرقية بالكسر ثم السكون وقاف أخرى مكسورة وياء مثناة من تحت خفيفة بلد بالأندلس من نواحي لبلة
قركان بكسر أوله وثانيه وتشديد الكاف وآخره نون أرض كذا قال علي بن الخوارزمي
قرلون بضم أوله وثانيه وتشديد اللام وسكون الواو وآخره نون مدينة بسواحل جزيرة صقيلة
قرما بالتحريك والتخفيف وميم بعدها ألف مقصورة بوزن جمزى وبشكى من القرم وهو الأكل الضعيف يقال قرم يقرم قرما والقرم بالتحريك شهوة اللحم قال ثعلب ليس في كلام العرب فعلاء إلا ثأداء وله ثأداء أي أمة وقرماء وهذا كما ثراه جاء به ممدودا وقد روى الفراء السحناء وهو الهيئة قال ابن كيسان أما الثأداء والسحناء فإنما حركتا لمكان حرف الحلق كما يسوغ التحريك في مثل الشعر والنهر وقرما ليست فيه هذه العلة وأحسبها مقصورة مدها الشاعر ضرورة ونظيرها الجمزى في باب القصر وهي قرية بوادي قرقرى باليمامة قال أبو زياد أكثر منازل بني نمير بالشريف بنجد قرب حمى ضرية ولنمير دار باليمامة أخرى لبطن منهم يقال لهم بنو ظالم وبنو ظالم شهاب ومعاوية وأوس ولهم عدد كثير وهم بناحية قرقرى التي تلي مغرب الشمس ولهم قرما قرية كثيرة النخل وهي التي ذكرها جرير في هجاء بني نمير حيث قال سيبلغ حائطي قرماء عني قواف لا أريد بها عتابا وقال السليك بن سلكة كأن حوافر النحام لما تروح صحبتي أصلا محار على قرماء عالية شواه كأن بياض غرته خمار وقال الأعشى عرفت اليوم من تيا مقاما بجو أو عرفت لها خياما فهاجت شوق مخزون طروب فأسبل دمعه فيها سجاما

ويوم الخرج من قرماء هاجت صباك حمامة تدعو حماما فهذا كله ممدود وروى الغوري في جامعه قرماء بسكون الراء قرية عظيمة لبني نمير وأخلاط من العرب بشط قرقرى وحكى نصر قرما من حواشي اليمامة يذكر بكثرة النخل في بلاد نمير وقال الحفصي قرما من قرى امرىء القيس بن زيد مناة بن تميم باليمامة قال و قرما أيضا بين مكة واليمن على طريق حاج زبيد
قرمان بالفتح ثم السكون من قولهم رجل قرمان إذا اشتهى اللحم موضع قاله ابن دريد في جمهرته بالراء
قرماسين بالفتح ثم السكون وبعد الألف سين مكسورة وياء ساكنة ونون قال العمراني موضع منه إلى الزبيدية ثمانية فراسخ قلت أظنه في طريق مكة وليست قرميسين التي قرب همذان
قرمد بالفتح ثم السكون وفتح الميم ودال وهو الصخور وقيل حجارة تحرق وتقرمد بها الحياض أي تطلى وقرمد موضع قال شاعر وقد هاجني منها بوعساء قرمد وأجراع ذي اللهباء منزلة قفر
قرمس بالفتح ثم السكون وفتح الميم وسين مهملة بلد من أعمال ماردة بالأندلس
قرملاء بالفتح ثم السكون وفتح الميم والمد موضع والقرمل دون الشجر الذي لا أصل له
قرمونية بالفتح ثم السكون وضم الميم وسكون الواو ونون مكسورة وياء خفيفة وهاء كورة بالأندلس يتصل عملها بأعمال إشبيلية غربي قرطبة وشرقي إشبيلية قديمة البنيان عصت على عبد الرحمن بن محمد الأموي فنزل عليها بجنوده حتى افتتحها وخربها ثم عادت إلى بعض ما كانت عليه وبينها وبين إشبيلية سبعة فراسخ وبين قرطبة اثنان وعشرون فرسخا وأكثر ما يقول الناس قرمونة ينسب إليها خطاب بن مسلمة بن محمد بن سعيد أبو المغيرة الإيادي القرموني صاحب قرطبة سمع من محمد بن عمر بن لبابة وأسلم بن عبد العزيز وأحمد بن خالد وقاسم بن أصبغ ورحل إلى المشرق وحج سنة 332 وسمع محمد بن الأعرابي وخلقا غيره وعاد إلى الأندلس وروى وسمع منه ابن الفرضي وذكره في تاريخه وقال سألته عن مولده فقال سنة 472 وتوفي لاثنتي عشرة ليلة خلت من شوال سنة 273 وكان بصيرا بالنحو واللغة وقال ابن صارة الأندلسي في بعض ملوك العرب وكان قد فتح قرمونة أطل على قرمونة متجليا مع الصبح حتى قلت كانا على وعد فأرملها بالسيف ثم أعارها من النار أثواب الحداد على النقد فيا حسن ذاك السيف في راحة العلى ويا برد تلك النار في كبد المجد
قرميسين بالفتح ثم السكون وكسر الميم وياء مثناة من تحت وسين مهملة مكسورة وياء أخرى ساكنة ونون وهو تعريب كرمان شاهان بلد معروف بينه وبين همذان ثلاثون فرسخا قرب الدينور وهي بين همذان وحلوان على جادة الحاج ذكر ابن الفقيه أن قباذ بن فيروز نظر في بلاده فلم يجد فيما بين المدائن إلى بلخ بقعة على الجادة أنزه ولا أعذب ماء ولا نسيما من قرميسين إلى عقبة همذان فأنشأ قرميسين وبنى بها لنفسه معتمدا على ألف

كرم وبها قصر شيرين والطاق الذي فيه صورة شبديز فرس أبرويز وشيرين جاريته وقد ذكرت ذلك في حرف الشين وبقرميسين الدكان الذي اجتمع عليه ملوك الأرض منهم فغفور ملك الصين وخاقان ملك الترك وداهر ملك الهند وقيصر ملك الروم عند كسرى أبرويز وهو دكان مربع مائة ذراع في مثلها من حجارة مهندمة مسمرة بمسامير من حديد لا يبين فيها ما بين الحجرين فلا يشك من رآه أنه قطعة واحدة وينسب إليها أبو بكر عمر بن سهل بن إسماعيل بن جعد الحافظ الفرميسني الدينوري الملقب بكدر قال شيرويه قدم همذان سنة 713 ثم عاد سنة 923 وروى عن أبي قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ومحمد بن جهم السمري وذكر جماعة من أهل الطبقة وافرة روى عنه أبو الحسين بن صالح وابنه صالح وعبد الرحمن الأنماطي وكان ثقة صدوقا حافظا ويقال إنه كان أفهم وأحفظ عندهم من ابن وهب مات سنة 033
القرنتان تثنية القرنة والقرنة من كل شيء حده بضم أوله وسكون ثانيه ثم نون موضع على أحد عشر ميلا من فيد للقاصد مكة فيها بئر ماء ملح غليظ ورشاؤها عشرة أذرع وهناك بركة مدورة وقال نصر القرنتان تثنية قرنة بين البصرة واليمامة في ديار تميم عندها أحد طرفي العارض جبل اليمامة بينه وبين الطرف الآخر مسيرة شهر قال ابن الكلبي ثعلبة بن عامر الأكبر بن عوف بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة يعرف بالفاتك وهو الذي قتل داود بن هبولة السليحي وقال نحن الأولى أردت ظبات سيوفنا داود بين القرنتين بحارب وكذلك إنا لاتزال سيوفنا تنفي العدى وتفيد رعب الراعب خطرت عليه رماحنا فتركنه لما قصدن له كأمس الذاهب ويوم القرنتين كانت فيه وقعة لغطفان على بني عامر بن صعصعة قال لبيد بن ربيعة وغداة قاع القرنتين أتينهم رهوا يلوح خلالها التسويم بكتائب رجح تعود كبشها نطح الكباش كأنهن نجوم فارتث قتلاهم عشية هزمهم حتى بمنعرج المسيل مقيم
قرنطاؤوس كلمة مركبة من قرن وطاؤوس موضع ذكره أبو تمام
قرنفيل مركبة أيضا من القرن والفيل قرية بمصر
قرن بالتحريك وآخره نون يقال للحبل الذي يقرن به البعير قرن والقرن السيف والنبل يقال رجل قارن إذا كانا معه والقرن جعبة من جلود وقيل من خشب والقرن الجمل المقرون والقرن تباعد ما بين الثنيتين وإن تدانت أصولهما قال الجوهري القرني وقال الغوري وهو منسوب إلى بني قرن وغير الجوهري يقوله بسكون الراء وقرن جبل معروف كان به يوم بني قرن على بني عامر بن صعصعة لغطفان قال عبيد الله بن قيس الرقيات
ظعن الأمير بأحسن الخلق وغدوا بلبك مطلع الشرق

مرت على قرن يقاد بها جمل أمام برازق زرق وبدت لنا من تحت كلتها كالشمس أو كغمامة البرق ما صبحت بعلا برؤيتها إلا غدا بكواكب الطلق
قرن بالفتح ثم السكون وآخره نون ومعناه يأتي في اللغة على معان القرن الجبل الصغير والقرن قرن الشاة والبقر وغيرهما والقرن من الناس قال الله تعالى ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن قال الزجاجي القرن ثمانون سنة وقيل سبعون وقال أبو منصور والذي يقع عندي والله أعلم أن القرن أهل كل مدة كان فيها نبي أو كان فيها طبقة من أهل العلم قلت السنون أو كثرت والدليل على ذلك قوله عليه الصلاة و السلام خير القرون قرني يعني أصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم يعني التابعين وتابعي التابعين وكأنه مشتق من الاقتران والقرن السن يقال هو على قرنه والقرن كالعفلة للمرأة والقرن الدفعة من العرق والقرن الخصلة من الشعر والقرن جمعك بين دابتين في حبل والقرن أحد قرني البئر وهو ما بني فعرض ليجعل عليه خشبة توضع عليها البكرة وقال ابن الحائك قرن باليمن سبعة أودية كبار منها الماذنة والغولة والجحلة ومهار ذو دوم وذو خيشان وذو عسب كلها أخلاط من مراد والقرن الحجر الأملس النقي قرنا أو قرنين أي مرة أو مرتين و القرن قال الأصمعي جبل مطل بعرفات وقال الغوري هو ميقات أهل اليمن والطائف يقال له قرن المنازل قال عمرو بن أبي ربيعة ألم تسأل الربع أن ينطقا بقرن المنازل قد أخلقا وقال القاضي عياض قرن المنازل وهو قرن الثعالب بسكون الراء ميقات أهل نجد تلقاء مكة على يوم وليلة وهو قرن أيضا غير مضاف وأصله الجبل بعضهم بفتح الراء وهو غلط إنما قرن قبيلة من اليمن وفي تعليق عن القابسي من قال قرن بالإسكان أراد الجبل المشرف على الموضع ومن قال قرن بالفتح أراد الطريق الذي يفترق منه فإنه موضع فيه طرق مختلفة مفترقة وقال الحسن بن محمد المهلبي قرن قرية بينها وبين مكة أحد وخمسون ميلا وهي ميقات أهل اليمن بينها وبين الطائف ذات اليمين ستة وثلاثون ميلا
و قرن البوباة واد يجيء من ا لسراة لسعد ابن بكر ولبعض قريش وبه منبر وفيه يقول الشاعر لا تقمرن على قرن وليلته لا إن رضيت ولا إن كنت مغتصبا و قرن معية من مخاليف الطائف ذكره في الفتوح وقيل قرن واد بين البوباة والمناقب وهو جبل
و قرن ظبي ماء فوق السعدية وقيل جبل لبني أسد بنجد قال ابن مقبل أقول وقد سندن بقرن ظبي بأي مراء منحدر تماري فلست كما يقول القوم إن لم تجامع دارهم بدمشق داري و قرن غزال ثنية معروفة قال الشاعر لبئس مناخ الضيف يلتمس القرى إذا نزلوا بالقرن بدر وضمضم

وهل يكرم الأضياف إن نزلوا به إذا نزلوا أشغى لئيم وأجذم و قرن الذهاب موضع آخر في قول أبي داود الكلبي لمن طلل كعنوان الكتاب ببطن أواق أو قرن الذهاب و قرن جبل بإفريقية له ذكر في الفتوح و قرن عشار حصن باليمن و قرن بقل حصن باليمن أيضا وقال أبو عبيد الله السكوني قرن قرية بين فلج وبين مهب الجنوب من أرض اليمامة فيها نخل وأطواء وليس وراءها من قرى اليمامة ولا مياهها شيء وهي لبني قشير وليست من العارض وإياها عنى ابن مقبل بقوله وافى الخيال وما وافاك من أثم من أهل قرن وأهل الضيق من حرم من أهل قرن فما اخضل العشاء له حتى تنور بالزوراء من خيم ومقص قرن مطل على عرفات عن الأصمعي وأنشد وأصبح عهدها بمقص قرن فلا عين تحس ولا أثار و قرن باعر باليمن حصن و القرن أيضا قرية من نواحي بغداد بين قطربل والمزرفة ينسب إليها خالد بن يزيد القرني ويقال ابن أبي يزيد يروي عن شعبة وحماد بن يزيد يروي عنه محمد بن إسحاق الصاغاني وعباس الدوري وغيرهما ولم يكن به بأس
القرنين بالفتح تثنية قرن قال الكندي في أعلى وادي دولان من ناحية المدينة قلت يقال له ذات القرنين لأنه بين جبلين صغيرين وإنما ينزع منه الماء نزعا بالدلاء إذا انخفض قليلا
قرنين بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر النون وآخره نون أيضا قرية من رستاق نيشك من نواحي سجستان قال أحمد بن سهل البلخي قرنين مدينة صغيرة لها قرى ورساتيق وهي على مرحلة من سجستان عن يسار الذاهب إلى بست على فرسخين من سرور منها الصفارون الذين تغلبوا على فارس وخراسان وسجستان وكرمان وكانوا أربعة إخوة يعقوب وعمرو وطاهر وعلي وهم بنو الليث فأما طاهر فإنه قتل بباب بست وأما يعقوب فإنه مات بجنديسابور بعد أن ملك أكثر بلاد العجم بعد رجوعه من بغداد وقبره هناك وأما علي فكان استأمن إلى رافع بجرجان ومات بدهستان وقبره هناك وأما عمرو فقبض عليه في حرب وحمل إلى بغداد وطيف به على فالج ومات وأما بدء أمرهم فإن يعقوب أكبرهم وكان غلاما لبعض الصفارين يخدمه في عمل الصفر وكان لهم خال يسمى كثير بن رفاق وكان قد تجمع إليه جمع من وجوه الخوارج وبلغ السلطان خبره فأنفذ من حاصره في قلعة تسمى ملاذه وضيق عليه حتى قبض عليه وقتل وتخلص هؤلاء وفروا إلى أرض بست وقد صار لهم ذكر وصيت وكان بتلك الناحية رجل عنده جمع كثير يظهرون الزهد والقتال على الحسبة في الغزو للخوارج يسمى دريم بن نصر فصار هؤلاء الإخوة في جملة أصحابه فقصدوا لقتال الشراة محتسبين فنزلوا باب سجستان وأظهروا من الزهد والتقشف ما استمال إليهم العامة حتى صاروا في دريم بن نصر وأصحابه من البلد وقاتلوا الشراة وكان للشراة رئيس يعرف بعمار بن ياسر فانتدب لقتاله يعقوب بن الليث فظهر منه في ذلك نجدة وعزم وحزم حتى قتل عمارا وأباد ذكره فجعلوا بعد ذلك لا يعروهم أمر شديد إلا انتدب له يعقوب فعظم قدره واستمال دريم بن نصر حتى مالوا إليه وقلدوه الرياسة عليهم

وصار الأمر له وصار دريم بن نصر بعد ذلك من أثباته وما زال محسنا إلى دريم حتى استأذنه دريم في الحج فأذن له فحج وعاد فأقام ببغداد مدة ثم رجع رسولا من السلطان إلى يعقوب فنقم عليه فقتله واستفحل أمر يعقوب حتى استولى على خراسان وفارس وكرمان وخوزستان وبعض العراق فلما مات يعقوب صار الأمر إلى أخيه عمرو بن الليث فوقعت بينه وبين إسمعيل الساماني حرب أسر فيها عمرو بن الليث فلم يفلح بعد ذلك وإنما ذكرت قصتهم ههنا مع إعراضي عن مثلها لأنك قل ما تجدها في كتاب ولقد غبرت علي مدة لا أعرف لابتداء أمرهم خبرا حتى وقفت على هذا فكتبته
قرورى بفتح أوله وثانيه وسكون الواو وراء أخرى مفتوحة مقصورة مرتجل قال سيبويه هو فعوعل فيكون أصله على هذا من القرو وهو القصد وقروت السهم أي قصدته والقرو أيضا شبه حوض ممدود مستطيل إلى جنب حوض ضخم ترده الإبل والغنم وكذلك إن كان من خشب والقرو كل شيء على طريقة واحدة والقرو أصل النخلة ينقر فينبذ فيه والقرو ميلغ الكلب فعلى هذا يكون قد ضوعفت الواو والراء فصار قرورو فاستثقلوا تكرار الواو فقلبوا الأخيرة وهي الأصلية لأنها في آخر الاسم ألفا ويجوز أن يكون من القرا وهو الظهر فضوعفت الراء وزيدت الواو وبقي آخره على أصله ويجوز أن يكون فعولى من قولهم امرأة قرور لا تمنع يد لامس لأنها تقر وتسكن ولا تنفر والقرور الماء البارد يغتسل به وقد اقتررت به وأصله من القر وهو البرد زيد في آخره ألف للتكثير وقرورى موضع بين المعدن والحاجر على اثني عشر ميلا من الحاجر فيها بركة لأم جعفر وقصر وبئر عذبة الماء رشاؤها نحو أربعين ذراعا وبقرورى يفترق الطريقان طريق النقرة وهو الطريق الأول عن يسار المصعد وطريق معدن النقرة وهو عن يمين المصعد قال الراجز بين قرورى ومرورياتها قال السكوني وقال السكري قرورى ماء لبني عبس بين الحاجر والنقرة وأنشد قول جرير أقول إذا أتين على قرورى وآل البيد يطرد اطرادا عليكم ذا الندى عمر بن ليلى جوادا سابقا ورث الجيادا فما كعب بن مامة وابن سعدى بأجود منك يا عمر الجوادا كعب بن مامة الإيادي وابن سعدى أوس بن حارثة بن لام الطائي وقال المهلبي قرورى ماء بحزن بني يربوع قال جرير أقول إذا أتين على قرورى وآل البيد يطرد اطرادا
القروط موضع في بلاد هذيل قال ساعدة بن جؤية الهذلي ومنك هدو الليل برق فهاجني يصدع رمدا مستطيرا عقيرها أرقت له حتى إذا ما عروضه تحادت وهاجتها بروق تطيرها أضر به ضاح فنبطا أسالة فمر فأعلى حوزها فخصورها فرحب فأعلام القروط فكافر فنخلة تلى طلحها فسدورها

القروق بالفتح ثم الضم وسكون الواو وآخره قاف أخرى من قولهم قاع قرق مستو أو من القرق وهو الأصل الرديء أو من القرق وهو لعب السدر من لعب صبيان الأعراب والقرق سنن الطريق والقروق واد بين هجر والصمان
قروقد بفتح أوله وثانيه وسكون الواو وكسر القاف مدينة كانت قديمة بين المدائن والنعمانية في طريق واسط
القرو من حصون اليمن نحو صنعاء لبني الهرش
قرون بقر جمع قرن وبقر واحدته بقرة موضع في ديار بني عامر المجاورة لبلحارث بن كعب كان به يوم من أيام العرب
القرة قرية قريبة من القادسية قال عدي بن زيد العبادي أبلغ خليلي عند هند فلا زلت قريبا من سواد الخصوص موازي القرة أو دونها غير بعيد من عمير اللصوص عمير اللصوص قريتان من الحيرة وقيل القرة دير القرة
القريات جمع تصغير القرية من منازل طيء قال أبو عبيد الله السكوني من وادي القرى إلى تيماء أربع ليال ومن تيماء إلى القريات ثلاث أو أربع قال والقريات دومة وسكاكة والقارة
قرياض بكسر أوله وسكون ثانيه وياء مثناة من تحت وبعد الألف ضاد معجمة مرتجل اسم موضع
قريان موضع في ديار بني جعدة من بني عامر قال مالك بن الصمصامة الجعدي إذا شئت فاقرني إلى جنب غيهب أجب ونضوى للقلوص نجيب فما الأسر بعد الحلق شر بقية من الصد والهجران وهي قريب ألا أيها الساقي الذي بل دلوه بقريان يسقي هل عليك رقيب إذا أنت لم تشرب بقريان شربة وجايئة الجدران ظلت تلوب أحب هبوط الواديين وإنني لمستهتر بالواديين غريب أحقا عباد الله أن لست والجا ولا خارجا إلا علي رقيب ولا زائرا فردا ولا في جماعة من الناس إلا قيل أنت مريب وهل ريبة في أن تحن نجيبة إلى إلفها أو أن يحن عزيب
القريتان بالفتح تثنية القرية وأصله من قروت الأرض إذا تبعت ناسا بعد ناس وقال بعضهم ما زلت أستقري هذه الأرض قرية قرية ويجوز أن يكون من قولهم قريت الماء في الحوض أي جبيته وجمعته وقيل هي القرية والقرية بالفتح والكسر والكسر يمان ونذكر باقي ما يجب ذكره في القرى والقريتان مكة والطائف وقد ذكرهما تعالى في تنزيله فقال عز من قائل و قالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم وإياها أراد معن بن أوس بقوله لها مورد بالقريتين ومصدر لفوت فلاة لا تزال تنازله

و القريتان قريبة من النباج في طريق مكة من البصرة قال السكوني هما قرية عبد الله بن عامر بن كريز وأخرى بناها جعفر بن سليمان وبها حصن يقال له العسكر وهو بلد نخل بين أضعافه عيون في مائها غلظ وأهلها يستعذبون من ماء عنيزة وهي منها علي ميلين قال جرير تغشى النباج بنو قيس بن حنظلة والقريتين بسراق ونزال ويقال لقران وملهم قريتان لبني سحيم باليمامة
و القريتان أيضا قرية كبيرة من أعمال حمص في طريق البرية بينها وبين سخنة وأرك أهلها كلهم نصارى وقال أبو حذيفة في فتوح الشام وسار خالد بن الوليد رضي الله عنه من تدمر إلى القريتين وهي التي تدعى حوارين وبينها وبين تدمر مرحلتان وإياها عنى ابن قيس الرقيات بقوله وسرت بغلتي إليك من الشا م وحوران دونها والعوير وسواء وقريتان وعين ال تمر خرق يكل فيه البعير فاستقت من سجاله بسجال ليس فيها من ولا تكدير وقد نسب إليها خالد بن سعيد أبو سعيد الكلبي من أهل القريتين حدث عن عبد الله بن الوليد العذري روى عنه محمد بن عنبسة الحديثي قاله في تاريخ دمشق ثم قال في ترجمة عبد الله بن دينار أبو الوليد العذري الدمشقي حدث عن الأوزاعي روى عنه خالد بن سعيد أبو سعيد من أهل القريتين ويقال خلف بن سعيد فيما يراه فاختلف وخالد أصح
قرير قرأت بخط عبد الله بن علي بن محمد بن سليمان بن داود الفارسي في جزء فيه أخبار رواها أبو هاشم وريزة بن محمد بن وريزة الغساني المصري باسناده إلى وريزة قال أنبأنا محمد بن نافع الخزاعي أخبرنا محمد بن المؤمل العدوي أنبأنا الوريزة أنبأنا العباس بن إسماعيل بن حماد القريري قال بلد بين نصيبين والرقة قال أنشدني الزبير لإبراهيم بن إسماعيل بن داود فخرت علي بأنها عربية فتعرضت لمفاخر نقاض فأجبتها إني ابن كسرى وابن من دان الملوك له بغير تراضي ولقد أقي عرضي بما ملكت يدي إن العروض وقاية الأعراض
قريس بالضم ثم الفتح تصغير قرس وهو البرد والصقيع قال نصر جبل يذكر مع قرس جبل آخر كلاهما قرب المدينة قال وفي كتاب أبي داود أن النبي صلى الله عليه و سلم أقطع بلان بن الحارث معادن القبلية جلسيها وغوريها وحيث يصلح الزرع من قريس في معجم الطبراني من قدس والله أعلم
القريش تصغير القرش وهو الجمع من ههنا وههنا ثم يضم بعضه إلى بعض وقيل سميت قريش قريشا لتقرشها إلى مكة من حواليها حين غلب عليها قصي بن كلاب وقيل سميت قريش لأنهم كانوا أصحاب تجارة ولم يكونوا أصحاب زرع ولا ضرع والقرش الكسب يقال هو يقرش لعياله ويقترش أي يكتسب وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال قريش دابة تسكن البحر تأكل دوابه وأنشد

وقريش هي التي تسكن البح ر بها سميت قريش قريشا وهذا الوجه عندي بارد والشعر مصنوع جامد والذي تركن إليه نفسي أنه إما أن يكون من التجمع أو تكون القبيلة سميت باسم رجل منهم يقال له قريش بن الحارث بن يخلد بن النضر بن كنانة وكان دليل بني النضر وصاحب سيرتهم وكانت العرب تقول قد جاءت عير قريش وخرجت قريش فغلب عليهم هذا الاسم وهي عدة مواضع سميت بأصحابها منها مقابر قريش ببغداد وهي مقابر باب التبن التي فيها قبر موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بكربلاء بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم فنسب إلى قريش القبيلة و نهر قريش بواسط و أبو قريش قرية مشهورة بينها وبين واسط فرسخ في طريق المصعد
القريشية هو مثل الأول إلا أنه منسوب نسبة التأنيث قرية قرب جزيرة ابن عمر من نواحي الجزيرة ينسب إليها التفاح القريشي والقريشيون الأجناد ينسبون إليها
القريظ تصغير قرظ شجر يدبغ به وهو السلم موضع باليمن يقال له ذو قرظ أو ذو قريظ وقال سبيع بن الخطيم ولقد شهدت الخيل تحمل شكتي جرداء مشرفة القذال سلوف ترمي أمام الناظرين بمقلة خوصاء يرفعها اشم منيف ومجالس بيض الوجوه أعزة حمر اللثات كلامهم معروف أرباب نخلة والقريظ وساهم أنى كذلك آلف مألوف
القريق تصغير القرق وقد ذكر معناه في القروق موضع قريب من القروق عن أبي سعيد أحمد بن خالد الضرير
القرين بالفتح ثم الكسر ثم ياء مثناة من تحت ساكنة وآخره نون وهو الذي يقارنك كأنه يصاحبك وأصله من القرن وهو أن يربط بعيران بحبل واحد والحبل يقال له القرن والقران وهو موضع ذكره ذو الرمة فقال يردفن خشباء القرين وقد بدا لهن إلى أرض الستار زيالها أي ركبن الحمر الخشباء وهي القطعة من الأرض كأنها جبل
القرين كأنه تصغير قرن قرين نجدة باليمامة قتل عنده نجدة الحروري
القرينتان هضبتان طويلتان في بلاد بني نمير عن أبي زياد
القرينة كأنه مؤنث الذي قبله اسم روضة بالصمان وقيل واد قال جرى الرمث في ماء القرينة والسدر وأنشد أبو زياد لصاعد ألا يا صاحبي قفا قليلا على دار القدور فحيياها ودار بالشميط فحيياها ودار بالقرينة فاسألاها سقتها كل واكفة هتون تزجيها جنوب أو صباها

القرينين بلفظ تثنية القرين هو الذي يقارنك أي يصاحبك والقرين أيضا الأمير والقرين العين الكحيل والقرينين بنواحي اليمامة جبلان عن الحفصي و القرينين تثنية قرين في بادية الشام كذا قال الحازمي
و القرينين من قرى مرو بينها وبين مرو الروذ وبينها وبين مرو الشاهجان الكبرى خمسة عشر فرسخا وسميت بالقرينين لكونها كانت تقرن مرة بمرو الشاهجان ومرة بمرو الروذ وقد نسب إليها أبو المظفر محمد بن الحسن بن أحمد القرينيني قال أبو عبد الله الحميدي توفي سنة 234
القرينين تصغير تثنية القرين كما تقدم وهو بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد الياء موضع في ديار طيء يختص ببني جرم منهم عند بواعة وهي صحراء عند ردهة القرينين
القرى بضم أوله وفتح ثانيه والقصر جمع قرية قد تقدم بالقريتين من اشتقاق القرية وأصلها ونذكر ههنا ما يختص به فنقول قال الليث هي القرية والقرية لغتان المكسور يمانية ومن ثم اجتمعوا في جمعها على القرى فحملوها على لغة من يقول كسوة وكسى والنسبة إليها قروي وأم القرى مكة وقال غيره هي بفتح القاف لا غير وكسرها خطأ وجمعها قرى شاذ نادر قال ابن السكيت ما كان من جمع فعلة من الياء والواو على فعال كان ممدودا مثل ركوة وركاء وشكوة وشكاء وقشوة وقشاء قال ولم نسمع في جمع شيء من هذا القصر إلا كوة وكوى وقرية وقرى جاء على غير قياس قال المؤلف رحمه الله وزاد أبو علي بروة وبرى وقست أنا عليها قبوة وقبا وقد ذكرت في قبا علته ومعناه و وادي القرى واد بين الشام والمدينة وهو بين تيماء وخيبر فيه قرى كثيرة وبها سمي وادي القرى قال أبو المنذر سمي وادي القرى لأن الوادي من أوله إلى آخره قرى منظومة وكانت من أعمال البلاد وآثار القرى إلى الآن بها ظاهرة إلا أنها في وقتنا هذا كلها خراب ومياهها جارية تتدفق ضائعة لا ينتفع بها أحد قال أبو عبيد الله السكوني وادي القرى والحجر والجناب منازل قضاعة ثم جهينة وعذرة وبلي وهي بين الشام والمدينة يمر بها حاج الشام وهي كانت قديما منازل ثمود وعاد وبها أهلكهم الله وآثارها إلى الآن باقية ونزلها بعدهم اليهود واستخرجوا كظائمها وأساحوا عيونها وغرسوا نخلها فلما نزلت بهم القبائل عقدوا بينهم حلفا وكان لهم فيها على اليهود طعمة وأكل في كل عام ومنعوها لهم على العرب ودفعوا عنها قبائل قضاعة وروي أن معاوية بن أبي سفيان مر بوادي القرى فتلا قوله تعالى أتتركون فيما ههنا آمنين في جنات وعيون وزروع ونخل الآية ثم قال هذه الآية نزلت في أهل هذه البلدة وهي بلاد ثمود فأين العيون فقال له رجل صدق الله في قوله أتحب أن أستخرج العيون قال نعم فاستخرج ثمانين عينا فقال معاوية الله أصدق من معاوية وكان النعمان بن الحارث الغساني ملك الشام أراد غزو وادي القرى فحذره نابغة بني ذبيان ذلك بقوله تجنب بني حن فإن لقاءهم كريه وإن لم تلق إلا بصابر هم قتلوا الطائي بالحجر عنوة أبا جابر واستنكوا أم جابر

وهم ضربوا أنف الفزاري بعدما أتاهم بمعقود من الأمر قاهر أتطمع في وادي القرى وجنابه وقد منعوا منه جميع المعاشر في أبيات وحن هو بضم الحاء المهملة والنون المشددة ابن ربيعة بن حرام بن ضنة بن عبد بن كبير بن عذرة بن سعد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة وأبو جابر هو الجلاس بن وهب بن قيس بن عبيد بن طريف بن مالك بن جدعاء بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن فطرة بن طيء وكان ممن اجتمعت عليه جديلة طيء ولما فرغ رسول الله صلى الله عليه و سلم من خيبر في سنة سبع امتد إلى وادي القرى فغزاه ونزل به وقال الشاعر ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بوادي القرى إني إذا لسعيد وهل أرين يوما به وهي أيم وما رث من حبل الوصال جديد
قري الخيل بالفتح ثم الكسر والياء مشددة قال ابن السكيت سمعت أبا صاعد الكلابي يقول القرية أن تؤخذ عصيتان طولهما ذراع ثم يعرض على أطرافهما عويد يؤسر إليهما من كل جانب بقد فيكون ما بين العصيتين أربع أصابع ثم يؤتى بعويد فيه فرض فيعرض في وسط القرية ويشد طرفاه بقد فيكون فيه رأس للعمود وليس لها معنى مع ذكر الخيل إنما القري سنن الطريق يقال تنح عن قري الطريق أي سننه قال ابن جني لام القري ياء لقولهم في تكسيره قريان وقال ابن جني أيضا القريان مجاري الماء إلى الرياض واحدها قري وقري الخيل واد بعينه يصب في ذي مرخ يحبس الماء وينبت البقل كان يحمل إليه الخيل فترعاه فيجوز على ذلك أن يكون القري يعني يقري الخيل أي يطعمها ويضيفها قال جرير أمسى فؤادك عند الحي مرهونا وأصبحوا من قري الخيل غادينا قادتهم نية للبين شاطنة يا حب بالبين إذ حلت به بينا البين بالكسر التخوم بين البلدين وفي الحماسة قال جابر بن حريش ولقد أرانا يا سمي بحائل نرعى القري فكامسا فالأصفرا و قري السقي باليمامة و قري سفيان باليمامة أيضا
و قري بني ملكان باليمامة أيضا قرية كان يسكن ذو الرمة وأهله بها إلى الساعة قاله الحفصي و قري بني قشير قال الحفصي في ذكره نواحي اليمامة على شط وادي الفقي مما يلي الشمال قري يسير والقري حيث يستقر الماء
القريين تثنية القري وقد جاء ذكره في شعر سيار بن هبيرة أحد بني ربيعة بن مالك لعمري لئن عصماء شط بها النوى لقد زودت زادا وإن قل باقيا ليالي حلت بالقريين حلة وذي مرخ يا حبذا ذاك واديا وما هي من عصماء إلا تحية تودعنيها حيث حم ارتحاليا كفى حزنا ألا تحل جمالهم إلي وقد شف الحنين جماليا

وألا أرى شوقا إلي يصورهم ولا حاجة من ترك بيتي خاليا وإني لأستحيي أخي أن أرى له علي من الحق الذي لا يرى ليا وعوراء قد قيلت فلم أستمع لها ولا مثلها من مثل ما قاله ليا فأعرضت عنها أن أقول لقيلها جوابا وما أكثرت عنها سؤاليا
قرى بضم أوله وتشديد ثانيه وفتحه والقصر يجوز أن يكون فعلى من القر وهو البرد أو من أقر الله عينه أو من قر إذا استقر كقولهم حبلى من الحبل ومرى من المر وصغرى من الصغر وهو موضع في بلاد بني الحارث بن كعب قال جعفر بن علبة الحارثي ألهفي بقرى سحبل حين أجلبت علينا الولايا والعدو المباسل
القرية قد تقدم أن الليث ذكر فيها لغتين القرية والقرية وما رد عليه وأن أصله من قريت الماء في الحوض إذا جمعته وغير ذلك بما فيه كفاية ويقال لليمامة بجملتها القرية والقرية قرية بني سدوس قال السكوني من السحيمية إلى قرية بني سدوس بن شيبان بن ذهل وفيها منبر وقصر يقال إن سليمان بن داود عليه السلام بناه من حجر واحد من أوله إلى آخره وهي أخصب قرى اليمامة لها رمان موصوف وربما قيل لها القرية وقال محبوب بن أبي العشنط النهشلي لروضة من رياض الحزن أو طرف من القرية جرد غير محروث يفوح منه إذا مج الندى أرج يشفي الصداع وينقي كل ممغوث أشهى وأحلى لعيني إن مررت به من كرخ بغداد ذي الرمان والتوث والليل نصفان نصف للهموم فما أقصى الرقاد ونصف للبراغيث أبيت حيث تساميني أوائلها أنزو وأخلط تسبيحا بتغويث سود مدالج في الظلماء مؤدنة وليس ملتمس منها بمنبوث قال ابن طاهر القروي ينسبون جماعة إلى القرية منهم من قال صاحب تاريخ بلخ أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن شبيب القروي أنبأنا بكر بن محمد هو القروي أنبأنا عبد الله بن عبيد أبو حميد قروي من قرية زبيلاذان وبأصبهان أيضا منهم وأحمد بن الضحاك القروي من أهل دمشق مات سنة 252 ذكره أبو عبد الله بن مندة وقد ينسب إلى القيروان قروي جماعة منهم أبو الغريب صاحب تاريخ المغاربة
القرية بالضم ثم الفتح تصغير القرية محلتان ببغداد إحداهما حريم في دار الخلافة وهي كبيرة فيها محال وسوق كبير
و القرية أيضا محلة كبيرة جدا كالمدينة من الجانب الغربي من بغداد مقابل مشرعة سوق المدرسة النظامية وفي مواضع أخر قال ابن الكلبي القرية تصغير قرية مكان في جبلي طيء مشهور قال امرؤ القيس أبت أجأ أن تسلم العام ربها فمن شاء فلينهض لها من مقاتل

تبيت لبوني بالقرية أمنا وأسرحها غبا بأكناف حائل بنو ثعل جيرانها وحماتها وتمنع من أبطال سعد ونائل و القرية موضع بنواحي المدينة ذكره ابن هرمة فقال انظر لعلك أن ترى بسويقة أو بالقرية دون مفضى عاقل أظعان سودة كالأشاء غواديا يسلكن بين أبارق وخمائل و القرية من أشهر قرى اليمامة لم تدخل في صلح خالد بن الوليد رضي الله عنه يوم قتل مسيلمة الكذاب وقال الحفصي قرية بني سدوس باليمامة بها قصر بناه الجن لسليمان بن داود عليه السلام وهو من صخر كله قال الحطيئة إن اليمامة شر ساكنها أهل القرية من بني ذهل قوم أباد الله غابرهم فجميعهم كالحمر الطحل
قرية عبد الله لا أدري من عبد الله إلا أنها مدينة ذات أسواق وجامع كبير وعمارة واسعة تحت مدينة واسط بينهما نحو خمسة فراسخ بها قبر يزعمون أنه قبر مسروق بن الاجدع الهمداني والله أعلم
باب القاف والزاي وما يليهما
قزح بضم أوله وفتح ثانيه وحاء مهملة بلفظ قوس السماء الذي نهي أن يقال له قوس قزح قالوا لأن قزح اسم للشيطان ولا ينصرف لأنه معدول معرفة وهو القرن الذي يقف الإمام عنده بالمزدلفة عن يمين الإمام وهو الميقدة وهو الموضع الذي كانت توقد فيه النيران في الجاهلية وهو موقف قريش في الجاهلية إذ كانت لا تقف بعرفة وفي كتاب لحن العامة لأبي منصور اختلف العلماء في تفسير قولهم قوس قزح فروي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال لا تقولوا قوس قزح فإن قزح اسم شيطان ولكن قولوا قوس الله وقيل القزح للطريقة التي فيه الواحدة قزحة فمن جعله اسم شيطان لم يصرفه لأنه كعمر ومن قال هو جمع قزحة وهي خطوط من حمر وصفر وخضر صرفه ويقال قزح اسم ملك موكل به وقيل قزح اسم جبل بالمزدلفة رئي عليه فنسب إليه قال السكري يظهر من وراء الجبل فيرى كأنه قوس فسمي قوس قزح وأنبأنا أبو المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد السمعاني إجازة إن لم يكن سماعا قال أنبأنا المشايخ أبو منصور الشحامي وأبو سعد الصيرفي وعبد الوهاب الكرماني وأبو نصر الشعري قالوا أنبأنا شريك بن خلف الشيرازي قال أنبأنا الحاكم أبو عبد الله بن البيع أنبأنا محمد بن يعقوب أنبأنا زكرياء بن يحيى أنبأنا سفيان بن عيينة بمنى عن ابن المنكدر عن عبد الرحمن بن يربوع عن جبير بن الحويرث قال رأيت أبا بكر الصديق رضي الله عنه على قزح وهو يقول أيها الناس اصبحوا ثم دفع وإني لأنظر إلى فخذه وقد انكشف مما يخرش بعيره بمحجنه
قزدار بالضم ثم السكون ودال مهملة وآخره راء من نواحي الهند يقال لها قصدار أيضا بينها وبين بست ثمانون فرسخا وفي كتاب أبي علي التنوخي حدثني أبو الحسن علي بن لطيف المتكلم على مذهب أبي هاشم قال كنت مجتازا بناحية قزدار مما يلي سجستان ومكران وكان يسكنها الخليفة

من الخوارج وهي بلدهم ودارهم فانتهيت إلى قرية لهم وأنا عليل فرأيت قراح بطيخ فابتعت واحدة فأكلتها فحممت في الحال ونمت بقية يومي وليلتي في قراح البطيخ ما عرض لي أحد بسوء وكنت قبل ذلك دخلت القرية فرأيت خياطا شيخا في مسجد فسلمت إليه رزمة ثيابي وقلت تحفظها لي فقال دعها في المحراب فتركتها ومضيت إلى القراح فلما أتيت من الغد عدت إلى المسجد فوجدته مفتوحا ولم أر الخياط ووجدت الرزمة بشدها في المحراب فقلت ما أجهل هذا الخياط ترك ثيابي وحدها وخرج ولم أشك في أنه قد حملها بالليل إلى بيته وردها من الغد إلى المسجد فجلست أفتحها وأخرج شيئا شيئا منها فإذا أنا بالخياط فقلت له كيف خلفت ثيابي فقال أفقدت منها شيئا قلت لا قال فما سؤالك قلت أحببت أن أعلم فقال تركتها البارحة في موضعها ومضيت إلى بيتي فأقبلت أخاصمه وهو يضحك ثم قال أنتم قد تعودتم أخلاق الأراذل ونشأتم في بلاد الكفر التي فيها السرقة والخيانة وهذا لا نعرفه ههنا لو بقيت ثيابك مكانها إلى أن تبلى ما أخذها غيرك ولو مضيت إلى المشرق والمغرب ثم عدت لوجدتها مكانها فإنا لا نعرف لصا ولا فسادا ولا شيئا مما عندكم ولكن ربما لحقنا في السنين الكثيرة شيء من هذا فنعلم أنه من جهة غريب قد اجتاز بنا فنركب وراءه فلا يفوتنا فندركه ونقتله إما نتأول عليه بكفره وسعيه في الأرض بالفساد فنقلته أو نقطعه كما نقطع السراق عندنا من المرفق فلا نرى شيئا من هذا قال وسألت عن سيرة أهل البلد بعد ذلك فإذا الأمر على ما ذكره فإذا هم لا يغلقون أبوابهم بالليل وليس لأكثرهم أبواب وإنما شيء يرد الوحش والكلاب
قزغند بالفتح ثم السكون وغين معجمة مضمومة ونون ساكنة ودال مهملة من قرى سمرقند
قزقز بالفتح ثم السكون وقاف أخرى وزاي وهو علم مرتجل بناحية القرية بها أضاة لبني سنبس قال كثير ردت عليه الحاجبية بعدما خب السفاء بقزقز القريان كذا ذكره الحازمي وهو غير محقق فسطرته ليحقق
قزمان بالضم جمع قزم مثل حمل وحملان والقزم الدني الصغير الجثة من كل شيء من الغنم والجمال والأناسي وهو اسم موضع وقال العمراني بفتح القاف اسم موضع آخر
قزوينك هو تصغير قزوين بالفارسية لأن زيادة الكاف في آخر الكلمة دليل التصغير عندهم وهي قرية من قرى الدينور
قزوين بالفتح ثم السكون وكسر الواو وياء مثناة من تحت ساكنة ونون مدينة مشهورة بينها وبين الري سبعة وعشرون فرسخا وإلى أبهر اثنا عشر فرسخا وهي في الإقليم الرابع طولها خمس وسبعون درجة وعرضها سبع وثلاثون درجة قال ابن الفقيه أول من استحدثها سابور ذو الأكتاف واستحدث أبهر أيضا قال وحصن قزوين يسمى كشرين بالفارسية وبينه وبين الديلم جبل كانت ملوك الأرض تجعل فيه رابطة من الأساورة يدفعون الديلم إذا لم يكن بينهم هدنة ويحفظون بلدهم من اللصوص وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه ولى البراء بن عازب الري في سنة 42 فسار منها إلى أبهر ففتحها كما ذكرنا ورحل عنها إلى قزوين فأناخ عليها وطلب

أهلها الصلح فعرض عليهم ما أعطى أهل أبهر من الشرائط فقبلوا جميع ذلك إلا الجزية فإنهم نفروا منها فقال لا بد منها فلما رأوا ذلك أسلموا وأقاموا مكانهم فصارت أرضهم عشرية ثم رتب البراء فيهم خمسمائة رجل من المسلمين فيهم طليحة بن خويلد الأسدي وميسرة العائذي وجماعة من بني تغلب وأقطعهم أرضين وضياعا لا حق فيها لأحد فعمروا وأجروا أنهارها وحفروا آبارها فسموا تناءها وكان نزولهم على ما نزل عليه أساورة البصرة على أن يكونوا مع من شاؤوا فصار جماعة منهم إلى الكوفة وحالفوا زهرة بن حوية فسموا حمراء الديلم وأقام أكثرهم مكانهم وقال رجل ممن قدم مع البراء قد يعلم الديلم إذ تحارب لما أتى في جيشه ابن عازب بأن ظن المشركين كاذب فكم قطعنا في دجى الغياهب من جبل وعر ومن سباسب قالوا ولما ولي سعيد بن العاصي بن أمية الكوفة بعد الوليد بن عقبة غزا الديلم فأوقع بهم وقدم قزوين فمصرها وجعلها مغزى أهل الكوفة إلى الديلم وكان موسى الهادي لما سار إلى الري قدم قزوين وأمر ببناء مدينة بإزائها فهي تعرف بمدينة موسى وابتاع أرضا يقال لها رستماباذ ووقفها على مصالح المدينة وكان عمرو الرومي تولاها ثم تولاها بعده ابنه محمد بن عمرو وكان المبارك التركي بنى بها حصنا سماه المباركية وبه قوم من مواليه وحدث محمد بن هارون الأصبهاني قال اجتاز الرشيد بهمذان وهو يريد خراسان فاعترضه أهل قزوين وأخبروه بمكانهم من بلد العدو وعنائهم في مجاهدتهم وسألوه النظر لهم وتخفيف ما يلزمهم من عشر غلاتهم في القصبة فسار إلى قزوين ودخلها وبنى جامعها وكتب اسمه على بابه في لوح حجر وابتاع بها حوانيت ومستغلات ووقفها على مصالح المدينة وعمارة قبتها وسورها قال وصعد في بعض الأيام القبة التي على باب المدينة وكانت عالية جدا فأشرف على الأسواق ووقع النفير في ذلك الوقت فنظر إلى أهلها وقد غلقوا حوانيتهم وأخذوا سيوفهم وتراسهم وجميع أسلحتهم وخرجوا على راياتهم فأشفق عليهم وقال هؤلاء قوم مجاهدون يجب أن ننظر لهم واستشار خواصه في ذلك فأشار كل برأي فقال أصلح ما يعمل بهؤلاء أن يحط عنهم الخراج ويجعل عليهم وظيفة القصبة فقط فجعلها عشرة آلاف درهم في كل سنة مقاطعة وقد روى المحدثون في فضائل قزوين أخبارا لا تصح عند الحفاظ النقاد تتضمن الحث على المقام بها لكونها من الثغور وما أشبه ذلك وقد تركتها كراهة للإطالة إلا أن منها ما روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال مثل قزوين في الأرض مثل جنة عدن في الجنان وروي عنه أنه قال ليقاتلن بقزوين قوم لو أقسموا على الله لأبر أقسامهم وكان الحجاج بن يوسف قد أغزى ابنه محمدا الديلم فنزل قزوين وبنى بها مسجدا وكتب اسمه عليه وهو المسجد الذي على باب دار بني الجنيد ويسمى مسجد الثور فلم يزل قائما حتى بنى الرشيد المسجد الجامع وكان الحولي بن الجون غزا قزوين فقال وبكر سوانا عراقية بمنحازها أو بذي قارها وتغلب حي بشط الفرات جزائرها حول ثرثارها

وأنت بقزوين في عصبة فهيهات دارك من دارها وقال بعض أهل قزوين يذكرها ويفضلها على أبهر نداماي من قزوين طوعا لأمركم فإني فيكم قد عصيت نهاتي فأحيوا أخاكم من ثراكم بشربة تندي عظامي أو تبل لهاتي أساقيتي من صفو أبهر هاكه وإن يك رفق من هناك فهاتي وقد التزم ما لا يلزمه من الهاء قبل ألف الردف وقال الطرماح بن حكيم خليلي مد طرفك هل ترى لي ظعائن باللوى من عوكلان ألم تر أن عرفان الثريا يهيج لي بقزوين احتزاني وينسب إلى قزوين خلق لا يحصون منهم الخليل بن عبد الله بن الخليل أبو يعلى القزويني روى عن أبي الحسن علي بن أحمد بن صالح المقري وغيره روى عنه الإمام أبو بكر بن لال الفقيه الهمذاني حكاية في معجمه وسمع هو من ابن لال الكبير قال شيرويه قال حدثنا عنه ابنه أبو زيد الواقد بن الخليل الخطيب وأبو الفتح بن لال وغيرهما من القزوينيين وكان فهما حافظا ذكيا فريد عصره في الفهم والذكاء قال شيرويه في تاريخ همذان ومن أعيان الأئمة من أهل قزوين محمد بن يزيد بن ماجة أبو عبد الله القزويني الحافظ صاحب كتاب السنن سمع بدمشق هشام بن عمار ودحيما والعباس بن الوليد الخلال وعبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان ومحمود بن خالد والعباس بن عثمان وعثمان بن إسماعيل بن عمران الذهلي وهشام بن خالد وأحمد بن أبي الحواري وبمصر أبا طاهر بن سرح ومحمد بن رويح ويونس بن عبد الأعلى وبحمص محمد بن مصفى وهشام بن عبد الملك اليزني وعمرا ويحيى ابني عثمان وبالعراق أبا بكر بن أبي شيبة وأحمد بن عبدة وإسماعيل بن أبي موسى الفزاري وأبا خيثمة زهر بن حرب وسويد بن سعيد وعبد الله بن معاوية الجمحي وخلقا سواهم روى عنه أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان وأبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن سلمة القطان وأبو عمرو أحمد بن محمد بن أبراهيم بن حكيم وأبو الطيب أحمد بن روح البغدادي قال ابن ماجة رحمه الله عرضت هذه النسخة يعني كتابه في السنن على أبي زرعة فنظر فيه وقال أظن هذه إن وقعت في أيدي الناس تعطلت هذه الجوامع كلها أو قال أكثرها ثم قال لعله لا يكون فيه تمام ثلاثين حديثا مما في إسناده ضعف أو قال عشرين أو نحو هذا من الكلام قال جعفر بن إدريس في تاريخه مات أبو عبد الله بن ماجة يوم الاثنين ودفن يوم الثلاثاء لثمان بقين من رمضان سنة 372 وسمعته يقول ولدت في سنة 902
القزية بالزاي كذا أملاه علي المفضل بن أبي الحجاج وهو حصن باليمن
باب القاف والسين وما يليهما
قسا بالفتح والقصر منقول عن الفعل الماضي من قسا يقسو وهو الصلابة في كل شيء وقسا موضع بالعالية قال ابن أحمر بهجل من قسا ذفر الخزامى تداعى الجربياء به الحنينا وقيل قسا قرية بمصر تنسب إليها الثياب القسية التي جاء فيها النهي عن النبي صلى الله عليه و سلم

وقد ذكر بعد في قس وقال ثعلب في قول الراعي وما كانت الدهنا لها غير ساعة وجو قسا جاوزن واليوم يصبح قال قسا قارة ببلاد تميم يقصر ويمد تقول بنو ضبة إن قبر ضبة بن أد بها وتكنوا فيها أبا مانع أي منعناها
قساء بالكسر والمد ذو قساء موضع عند ذات العشر من منازل حاج البصرة بين ماوية والينسوعة يجوز أن يكون جمع قسوة مثل قصعة وقصاع
قساء بالضم والمد قرأت بخط ابن مختار اللغوي المصري مما نقله من خط الوزير المغربي قسا منونا وقساء ممدودا موضع وقسا موضع غير منون هذا نص عليه ولم يحتج قال ابن الأعرابي أقسى الرجل إذا سكن قساء وهو جبل وكل اسم على فعال فهو ينصرف وأما قساء فهو على قسواء على فعلاء في الأصل فلم ينصرف لذلك قال ذلك الأزهري وقال جران العود النميري وكان فؤادي قد صحا ثم هاجه حمائم ورق بالمدينة هتف كأن هدير الظالع الرجل وسطها من البغي شريب يغرد مترف يذكرنا أيامنا بسويقة وهضب قساء والتذكر يشعف فبت كأن الليل فينان سدرة عليها سقيط من ندى الليل ينطف أراقب لوحا من سهيل كأنه إذا ما بدا من آخر الليل يطرف
قساس بالضم وبعد الألف سين أخرى جبل لبني نمير وقال غيره قساس جبل لبني أسد وإذا قيل بالصاد فهو جبل لهم أيضا فيه معدن من حديد تنسب السيوف القساسية إليه قال الراجز يصف فأسا أخضر من معدن ذي قساس كأنه في الحيد ذي الأضراس يرمى به في البلد الدهاس وقال أبو طالب بن عبد المطلب يخاطب قريشا في الشعب ألا أبلغا عني على ذات بيننا لؤيا وخصا من لؤي بني كعب ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا نبيا كموسى خط في أول الكتب وأن الذي ألصقتم من كتابكم لكم كائن نحسا كراغية السقب أفيقوا أفيقوا قبل أن يحفر الثرى ويصبح من لم يجن ذنبا كذي ذنب فلسنا ورب البيت نسلم أحمدا لعزاء من عض الزمان ولا كرب ولما تبن منا ومنكم سوالف وأيد أترت بالقساسية الشهب بمعترك ضنك ترى كسر القنا به والنسور الطخم يعكفن كالشرب وقال أبو منصور ذكر أبو عبيد عن الأصمعي من أسماء السيوف القساسي ولا أدري إلى ما نسب وقال شمر قساس يقال إنه معدن الحديد بأرمينية نسب السيف إليه قال جرير إن القساسي الذي تعصى به خير من الإلف الذي تعطى

به وقساس أو قساس بالفتح معدن العقيق باليمن قال جران العود ذكرت الصبا فانهلت العين تذرف وراجعك الشوق الذي كنت تعرف وكان فؤادي قد صحا ثم هاجني حمائم ورق بالمدينة هتف تذكرنا أيامنا بسويقة وهضب قساس والتذكر يشعف
قسامل بالفتح قبيلة من اليمن ثم من الأزد يقال لهم القساملة لهم خطة بالبصرة تعرف بقسامل هي الآن عامرة آهلة بين عظم البلد وشاطىء دجلة رأيتها وهي علم مرتجل لا أعرف غيره في اللغة
قسام بالفتح والتخفيف وآخره ميم قال أبو عبيد القسام والقسامة الحسن قالوا القسامي الذي يطوي الثياب وقسام اسم موضع قال بعضهم فهممت ثم ذكرت ليل لقاحنا بلوى عنيزة أو بنعف قسام هكذا ضبطه الأديبي ونقل عن ابن خالويه قشام بالضم والشين المعجمة وقد ذكرته هناك
قسر اسم لجبل السراة ورد ذلك في حديث نبوي ذكره أبو الفرج الأصبهاني في خبر عبد الله القسري روى عن خالد بن يزيد عن إسماعيل بن خالد بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله البجلي قال أسلم أسد بن كرز ومعه رجل من ثقيف فأهدى إلى النبي صلى الله عليه و سلم قوسا فقال النبي صلى الله عليه و سلم من أين لك يا أسد هذه النبعة فقال يا رسول الله تنبت بجبالنا بالسراة فقال الثقفي يا رسول الله الجبل لنا أم لهم فقال النبي صلى الله عليه و سلم الجبل جبل قسر به سمي قسر بن عبقر فقال يا رسول الله ادع لي فقال اللهم اجعل نصرك ونصر دينك في عقب أسد ابن كرز هذا خبر والله أعلم به فإن عقب أسد كانوا شر عقب وإنه جد خالد بن عبد الله القسري ولم يكن أضر على الإسلام منه فإنه قاتل عليا رضي الله عنه في صفين ولعنه على المنابر عدة سنين
القس بالفتح وهو في اللغة النميمة وقيل تتبع الشيء وطلبه قال الليث قس موضع في حديث علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن لبس القسي قال أبو عبيد قال عاصم بن كليب وهو الذي روى الحديث سألنا عن القسي فقيل هي ثياب يؤتى بها من مصر فيها حرير قال أبو بكر بن موسى القس ناحية من بلاد الساحل قريبة إلى ديار مصر تنسب إليها الثياب القسية التي جاء النهي فيها وقال شمر قال بعضهم القسي القزي أبدلت زايه سينا وأنشد لربيعة بن مقروم جعلن عتيق أنماط خدورا وأظهرن الكداري والعهونا على الأحداج واستشعرن ريطا عراقيا وقسيا مصونا قلت وفي بلاد الهند بين نهر وارا بلد يقال له القس مشهور يجلب منه أنواع من الثياب والمآزر الملونة وهي أفخر من كل ما يجلب من الهند من ذلك الصنف ويجلب منه النيل الذي يصبغ به وهو أيضا أفضل أنواعه وحدثني أحد أثبات المصريين قال سألت عرب الجفار عن القس فأريت شبيها بالتل عن بعد فقيل لي هذا القس وهو موضع قريب من الساحل بين الفرما والعريش خراب لا أثر

فيه وقال الحسن بن محمد المهلبي المصري الطريق من الفرما إلى غزة على الساحل من الفرما إلى رأس القس وهو لسان خارج في البحر وعنده حصن يسكنه الناس ولهم حدائق وأجنة وماء عذب ويزرعون زرعا ضعيفا بلا ثور ميلا وهذا يؤيد ما حكاه لي المقدم ذكره وكان الحاكي لهذا قد صنف للعزيز صاحب مصر كتابا وكانت ولايته في سنة 365 ووفاته في سنة 836
قسطانة بالضم ويروى بالكسر وبعد الألف نون قرية بينها وبين الري مرحلة في طريق ساوة يقال لها كستانة ينسب إليها أبو بكر محمد بن الفضل بن موسى بن عزرة بن خالد بن زيد بن زياد ابن ميمون الرازي القسطاني مولى علي بن أبي طالب رضي الله عنه يروي عن محمد بن خالد بن حرملة العبدي وهدبة بن خالد وغيرهما روى عنه محمد بن مخلد وأبو بكر الشافعي وابن أبي حاتم وغيرهم وكان صدوقا وقال سليم بن أيوب أرى أصلنا من قسطانة وهو على باب الري
قسطرة بضم الطاء وتشديد الراء مدينة بالأندلس من عمل جيان بينها وبين بياسة
القسطل بالفتح ثم السكون وطاء مهملة مفتوحة ولام وهو في لغة العرب الغبار الساطع وفي لغة أهل الشام الموضع الذي تفترق منه المياه وفي لغة أهل المغرب الشاه بلوط الذي يؤكل وهو موضع بين حمص ودمشق وقيل هو اسم كورة هناك رأيتها
و قسطل موضع قرب البلقاء من أرض دمشق في طريق المدينة قال كثير سقى الله حيا بالموقر دارهم إلى قسطل البلقاء ذات المحارب سواري تنحى كل آخر ليلة وصوب غمام باكرات الجنائب
قسطلة بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الطاء وتشديد اللام وهاء مدينة بالأندلس قد نسب إليها جماعة من أهل الفضل منهم أبو عمر أحمد بن محمد بن دراج القسطلي كاتب الإنشاء لابن أبي عامر وكان شاعرا مفلقا
قسطنطينية ويقال قسطنطينة بإسقاط ياء النسبة قال ابن خرداذبه كانت رومية دار ملك الروم وكان بها منهم تسعة عشر ملكا ونزل بعمورية منهم ملكان وعمورية دون الخليج وبينها وبين القسطنطينية ستون ميلا وملك بعدهما ملكان آخران برومية ثم ملك أيضا برومية قسطنطين الأكبر ثم انتقل إلى بزنطية وبنى عليها سورا وسماها قسطنطينية وهي دار ملكهم إلى اليوم واسمها إصطنبول وهي دار ملك الروم بينها وبين بلاد المسلمين البحر المالح عمرها ملك من ملوك الروم يقال له قسطنطين فسميت باسمه والحكايات عن عظمها وحسنها كثيرة ولها خليج من البحر يطيف بها من وجهين مما يلي الشرق والشمال وجانباها الغربي والجنوبي في البر وسمك سورها الكبير أحد وعشرون ذراعا وسمك الفصيل مما يلي البحر خمسة بينها وبين البحر فرجة نحو خمسين ذراعا وذكر أن لها أبوابا كثيرة نحو مائة باب منها باب الذهب وهو حديد مموه بالذهب وقال أبو العيال الهذلي يرثي ابن عم له قتل بقسطنطينية ذكرت أخي فعاودني رداع القلب والوصب أبو الأضياف والأيتا م ساعة لا يعد أب

أقام لدى مدينة آ ل قسطنطين وانقلبوا وهي اليوم بيد الأفرنج غلب عليها الروم وملكوها في سنة
قال بطليموس في كتاب الملحمة مدينة قسطنطينية طولها ست وخمسون درجة وعشرون دقيقة وعرضها ثلاث وأربعون درجة وهي في الإقليم السادس طالعها السرطان ولها شركة في النسر الواقع ثلاث درج في منبر الكفة والردف أيضا سبع درج ولها في رأس الغول عرضه كله وهي مدينة الحكمة لها تسع عشرة درجة من الحمل بيت عاقبتها تسع درج من الميزان قال وليست هذه المدينة كسائر المدن لأن لها شركة في كواكب الشمال ومن ههنا صارت دار ملك وقيل طولها تسع وخمسون درجة ونصف وثلث وعرضها خمس وأربعون درجة قال الهروي ومن المناير العجيبة منارة قسطنطينية لأنها منارة موثقة بالرصاص والحديد والبصرم وهي في الميدان إذا هبت عليها الرياح أمالتها شرقا وغربا وجنوبا وشمالا من أصل كرسيها ويدخل الناس الخزف والجوز في خلل بنائها فتطحنه وفي هذا الموضع منارة من النحاس وقد قلبت قطعة واحدة إلا أنها لا يدخل إليها ومنارة قريبة من البيمارستان قد ألبست بالنحاس بأسرها وعليها قبر قسطنطين وعلى قبره صورة فرس من نحاس وعلى الفرس صورته وهو راكب على الفرس وقوائمه محكمة بالرصاص على الصخر ما عدا يده اليمنى فإنها سائبة في الهواء كأنه رفعها ليشير وقسطنطين على ظهره ويده اليمنى مرتفعة في الجو وقد فتح كفه وهو يشير إلى بلاد الإسلام ويده اليسرى فيها كرة وهذه المنارة تظهر عن مسيرة بعض يوم للراكب في البحر وقد اختلفت أقاويل الناس فيها فمنهم من يقول إن في يده طلسما يمنع العدو من قصد البلد ومنهم من يقول بل على الكرة مكتوب ملكت الدنيا حتى بقيت بيدي مثل هذه الكرة ثم خرجت منها هكذا لا أملك شيئا
قسطيلية بالفتح ثم السكون وكسر الطاء وياء ساكنة ولام مكسورة وياء خفيفة وهاء مدينة بالأندلس وهي حاضرة نحو كورة البيرة كثيرة الأشجار متدفقة الأنهار تشبه دمشق قال ابن حوقل في بلاد الجريد من أرض الزاب الكبيرة قسطيلية قال وهي مدينة كبيرة عليها سور حصين وبها تمر قسب كثير يجلب إلى إفريقية لكن ماءها غير طيب وسعرها غال وأهلها شراة وهبية وإباضية وقال البكري ما يدل على أن قسطيلية التي بإفريقية كورة فقال فأما بلاد قسطيلية فإن من مدنها توزر والحمة ونفطه وتوزر هي أمها وهي مدينة كبيرة وقد مر شرحها وشرح قسطيلية في توزر بأتم من هذا
قسطون حصن كان بالروج من أعمال حلب نزل عليه أبو علي الحسن بن علي بن ملهم العقيلي في سنة 844 فقاتله وقل الماء عند أهله فأنزلهم على الأمان وكان فيه قوم من أولاد طلحة ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه فوجد فيه ألفا من البقر والغنم والمعز والخيل والحمير كلها ميتة وخربه
قسمل بالفتح ثم السكون موضع
القسم بالفتح ثم السكون مصدر قسمت الشيء أقسمه قسما اسم موضع عن الأديبي
القسميات كأنه جمع قسمية موضع في شعر زهير

قس الناطف بضم أوله والناطف بالنون وآخره فاء وهو موضع قريب من الكوفة على شاطىء الفرات الشرقي والمروحة موضع بشاطىء الفرات الغربي كانت به وقعة بين الفرس والمسلمين في سنة 31 في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأمير المسلمين أبو عبيد بن مسعود بن عمرو قالت الفرس لأبي عبيد إما أن تعبر إلينا أو نعبر إليك فقال بل نحن نعبر إليكم فنهاه أهل الرأي عن العبور فلج وعبر فكانت الكسرة على المسلمين وفي هذه الوقعة قتل أبو عبيد بن مسعود بن عمرو الثقفي وكان النصر في هذه الوقعة للفرس وانهزم المسلمون وأصيب فيها أربعة آلاف من المسلمين ما بين غريق وقتيل ويعرف هذا اليوم أيضا بيوم الجسر
قسنطانة حصن عجيب من عمل دانية بالأندلس منها أبو الوليد بن خميس القسنطاني من وزراء بني مجاهد العامري
قسنطينية بضم أوله وفتح ثانيه ثم نون وكسر الطاء وياء مثناة من تحت ونون أخرى بعدها ياء خفيفة وهاء مدينة وقلعة يقال لها قسنطينية الهواء وهي قلعة كبيرة جدا حصينة عالية لا يصلها الطير إلا بجهد وهي من حدود إفريقية مما يلي المغرب لها طريق واتصال بآكام متناسقة جنوبيها تمتد منخفضة حتى تساوي الأرض وحولها مزارع كثيرة وإليها ينتهي رحيل عرب إفريقية مغربين في طلب الكلإ وتزاور عنها قلعة بني حماد ذات الجنوب في جبال وأراض وعرة قال أبو عبيد البكري من القيروان إلى مجانة ثم إلى مدينة ينجس ومن مدينة ينجس إلى قسنطينية وهي مدينة أزلية كبيرة آهلة ذات حصانة ومنعة ليس يعرف أحصن منها وهي على ثلاثة أنهار عظام تجري فيها السفن قد أحاطت بها تخرج من عيون تعرف بعيون أشقار تفسيره سوداء وتقع هذه الأنهار في خندق بعيد القعر متناهي البعد قد عقد في أسفله قنطرة على أربع حنايا ثم بني عليها قنطرة ثانية ثم بني على الثانية قنطرة ثالثة من ثلاث حنايا ثم بني فوق ذلك بيت ساوى حافتي الخندق يعبر عليه إلى المدينة ويظهر الماء في قعر هذا الوادي من هذا الموضع كالكوكب الصغير لعمقه وبعده ومن مدينة قسنطينية إلى مدينة ميلة وإليها ينسب علي بن أبي القاسم محمد أبو الحسن التميمي المغربي القسنطيني المتكلم الأشعري قدم دمشق وسمع بها صحيح البخاري من الفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي وخرج إلى العراق وقرأ على أبي عبد الله محمد بن عتيق القيرواني ولقي الأئمة ثم عاد إلى دمشق وأكرمه رئيسها أبو داود المضرج بن الصوفي وما أظنه روى شيئا من الحديث لكن قرأ عليه بعض كتب الأصول وكان يذكر عنه أنه كان يعمل كيمياء الفضة ورأيت له تصنيفا في الأصول سماه كتاب تنزيه الإله وكشف فضائح المشبهة الحشوية وتوفي بدمشق ثامن عشر رمضان سنة 915
القسومية موضع في ديار بني يربوع قرب طلح
القسوميات بالفتح قال صاحب العين الأقاسيم الحظوظ المقسومة بين العباد الواحدة أقسومة فإن كان مشتقا فإن الكلمة لما طالت أسقطت ألفها لتخفف عليهم وهو قال القسوميات عادلة عن طريق فلج ذات اليمين وهي ثمد فيها ركايا كثيرة والثمد ركايا تملأ فتشرب مشاشتها من الماء ثم ترده قال زهير فعرسوا ساعة في كثب أسنمة ومنهم بالقسوميات معترك

قسياء بضم أوله وبعد السين ياء مثناة من تحت والألف ممدودة بوزن شركاء فيجوز أن يكون جمع قسي كشريك وشركاء وكريم وكرماء وهو قياس في جمع الصفات إما من اسم القبيلة أو من قولهم عام قسي إذا كان شديدا لا مطر فيه وهو اسم جبل
قسياثا موضع بالعراق له ذكر في فتوح خالد بن الوليد رضي الله عنه
قسيان بضم أوله وفتح ثانيه وياء مشددة مثناة من تحت وألف وآخره نون اسم واد وقيل صحراء وهو في شعر ابن مقبل قال ثم استمروا وألقوا بيننا لبسا كما تلبس أخرى النوم بالوسن شقت قسيان وازورت وما علمت من أهل تربان من سوء ومن حسن كذا ضبطه الأزدي بخطه قال قسيان واد ووجدت في العقيق موضعا قيل في شعر فجاء بالتخفيف وهو ألا رب يوم قد لهوت بقسيان ولم يك بالزميلة الورع الواني فلعله غيره أو يكون خففه ضرورة أو يكون الأول غلطا
القسيم بفتح أوله وكسر ثانيه وهو فعيل بمعنى مفعول يقال القسيم الذي يقاسمك أرضا أو دارا أو مالا بينك وبينه وهذه الأرض قسيمة هذه الأرض أي عزلت عنها و ذات القسيم واد باليمامة
قسين بالضم ثم الكسر والتشديد وياء مثناة من تحت ونون كورة من نواحي الكوفة
قسي كان مروان بن الحكم قد طرد الفرزدق من المدينة لأمر أنكره عليه وكان الفرزدق قد هرب من زياد قال الفرزدق فخرجت أريد اليمن حتى صرت بأعلى ذي قسي وهو طريق اليمن من البصرة إذا رجل قد أقبل فأخبرني بموت زياد فنزلت عن الراحلة وسجدت شكرا لله تعالى فرجعت فمدحت عبيد الله بن زياد وهجوت مروان فقلت وقفت بأعلى ذي قسي مطيتي أمثل في مروان وابن زياد فقلت عبيد الله خيرهما أبا وأدناهما من رأفة وسداد
باب القاف والشين وما يليهما
قشاب بخط اليزيدي موضع في شعر الفضل بن العباس اللهبي حيث يقول سلي عالجت عليا عن شبابي وجاورت القناطر أو قشابا ألسنا آل بكر نحن منها وإذا كان السلام بها رطابا لنا الحجران منها والمصلى وولانا العليم بها الحجابا
قشار موضع في شعر خداش عن نصر
قشارة بالضم والتخفيف وهو ما يقشر عن شجرة من شيء رقيق وهو ماء لأبي بكر بن كلاب
قشاقش بلد بحضر موت يسكنه كندة ويقال له كسر قشاقش قال أبو سليمان بن يزيد بن الحسن الطائي وأوطن منا في قصور براقش فما ود وادي الكسر كسر قشاقش

إلى قينان كل أغلب رائش بهاليل ليسوا بالدناء الفواحش ولا الحلم إن طاش الحليم بطائش والكسر قرى كثيرة
قشام بالضم القشم شدة الأكل وخلطه والقشام اسم لما يؤكل مشتق من القشم والقشامة ما يبقى من الطعام على الخوان قال الأصمعي إذا انتفض البسر قبل أن يصير بلحا قيل أصابه القشام وقشام اسم جبل عن ابن خالويه وذكر بإسناده أنه قال قالت أنيسة زوجة جبيهاء الأشجعي لجبيهاء واسمه يزيد بن عبيد بن غفيلة لو هاجرت بنا إلى المدينة وبعت إبلك وافترضت في العطاء كان خيرا لك قال أفعل فأقبل بها وبإبله حتى إذا كان بحرة واقم في شرقي المدينة شرعها حوضا وأقام يسقيها فحنت ناقة منها ونزعت إلى وطنها وتبعتها الإبل فطلبها ففاتته فقال لزوجته هذه الإبل لا تعقل تحن إلى أوطانها فنحن أولى بالحنين منها أنت طالق إن لم ترجعي فقالت فعل الله بك وفعل ورجع إلى وطنه وقال قالت أنيسة بع تلادك والتمس دارا بيثرب ربة الآطام تكتب عيالك في العطاء وتفترض وكذاك يفعل حازم الأقوام إذ هن عن حسبي مذاود كلما نزل الظلام بعصبة أغتام إن المدينة لا مدينة فالزمي حقف الستار وقنة الارجام يحلب لك اللبن الغريض وينتزع بالعيش من يمن إليك وشام وتجاوري النفر الذين بنبلهم أرمي العدو إذا نهضت أرامي الباذلين اذا طلبت تلادهم والمانعي ظهري من الجرام
قشان بالفتح ناحية بالأهواز قريبة من الفندم من عملها عن نصر
قشاوة بالضم وبعد الألف واو يقال قشوت القضيب أي خرطته وأقشوه أنا قشوا والمقشو منه قشاوة وقشاوة ضفيرة والضفيرة المسناة المستطيلة في الأرض كانت بها وقعة لبني شيبان على سليط بن يربوع قال الأصمعي ولبني أبي بكر في أعالي نجد القشاوة قال أبو أحمد قشاوة القاف مضمومة والشين معجمة أسر فيه من فرسان بني تميم أبو مليل عبد الله بن الحارث أسره بسطام بن قيس وقتل ابناه بجير وحريب الأجيمر وقتل فيه جماعة من فرسان بني تميم وفيه قيل أسرنا مالكا وأبا مليل وخرقنا الأجيمر بالعوالي وقال جرير بئس الفوارس يوم نعف قشاوة والخيل عادية على بسطام ويروى قنع قشاوة قال زيد الخيل نحن الفوارس يوم نعف قشاوة إذ ثار نقع كالعجاجة أغبر يوحون مالكهم ونوحي مالكا كل يحض على القتال ويذمر صدر النهار يدر كل وتيرة بأسنة منها سمام تقطر

فتواهقوا رسلا كأن شريدهم جنح الظلام نعام سيف نفر ونحا على شيبان ثم فوارس لا ينكلون إذا الكماة تنزر
قشب حصن من قطر سرقسطة ينسب إليه أبو الحسن نفيس بن عبد الخالق بن محمد الهاشمي القشبي المقري لقيه السلفي بالإسكندرية وكان قرأ القرآن على مشايخ وسمع الحديث وجاور مكة مدة قال وقرأ علي بعد رجوعه من مكة وتوجه إلى الأندلس
قشبرة بضم أوله وثانيه وسكون الباء الموحدة وراء ووجدت بعض المغاربة قد كتبه قشوبرة بواو وهي مدينة من نواحي طليطلة من إقليم ششلة بالأندلس ينسب إليها أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الأنصاري القشبري سمع الحديث بأصبهان من أبي الفتوح أسعد بن محمود بن خلف العجلي ومحمد بن زيد الكراني وحدث بما وراء النهر ببخارى وسمرقند وكان عالما بالهندسة وتوفي بسمرقند فيما بلغني
قشتالة إقليم عظيم بالأندلس قصبته اليوم طليطلة وجميعه اليوم بيد الأفرنج
قشتليون بالفتح ثم السكون وتاء مثناة من فوق وسكون اللام وياء مثناة من تحت وواو ساكنة ونون حصن من أعمال شنتبرية بالأندلس
القشر بالفتح ثم السكون مصدر قشرت العود عن لحائه اسم أجبل كذا قاله العمراني
القشم بالفتح ثم السكون والقشم شدة الأكل والقشم أيضا البسر الأبيض الذي يؤكل قبل أن يدرك و القشم اسم موضع
قشمير بالكسر ثم السكون وكسر الميم وياء مثناة من تحت ساكنة وراء مدينة متوسطة لبلاد الهند قال إنها مجاورة لقوم من الترك فاختلط نسلهم بهم فهم أحسن خلق الله خلقة يضرب بنسائهم المثل لهن قامات تامة وصورة سوية وشعور على غاية السباطة والطول والغلظ تباع الجارية منهن بمائتي دينار وأكثر قال مسعر بن مهلهل في رسالته التي ذكرنا في ترجمة الصين وخرجنا من جاجلى إلى مدينة يقال لها قشمير كبيرة عظيمة لها سور وخندق محكمان تكون مثل نصف سندابل مدينة الصين وملكها أكبر من ملك كله وأتم طاعة ولهم أعياد في رؤوس الأهلة وفي نزول النيرين شرفهما ولهم رصد كبير في بيت معمول من الحديد الصيني لا يعمل فيه الزمان ويعظمون الثريا وأكلهم البر ويأكلون المليح من السمك ولا يأكلون البيض ولا يذبحون قال وسرت منها إلى كابل وقد ذكرها بعض الشعراء فقال وجولت الهنود وأرض بلخ وقشميرا وأدتني الكميت
القشيب بالفتح ثم الكسر وياء مثناة من تحت وآخره باء موحدة والقشيب في اللغة المسموم يقال طعام قشيب ورجل قشيب إذا كانا مسمومين والقشيب الجديد من كل شيء والقشيب الخلق وهو من الأضداد عن ابن الأعرابي والقشيب قصر باليمن عجيب في جميع أموره وكان الذي بناه من ملوكهم شرحبيل بن يحصب وكان في بعض أركانه لوح من الصفر مكتوب فيه الذي بنى هذا القصر توبل وشجرا أمرهما ببنائه شرحبيل بن يحصب ملك سبا وتهامة وأعرابها وفي القشيب يقول علقمة بن مرثد بن علس ذي جدن

أقفر من أهله القشيب وبان عن أهله الحبيب
باب القاف والصاد وما يليهما
القصا بالضم والقصر كأنه جمع الأقصى مثل الأصغر والصغر والآخر والأخر والأعلى والعلى اسم ثنية باليمن
قصاص بالضم وقصاص الشعر نهاية منبته يقال ضربه على قصاص شعره وقصاص شعره وقصاص شعره وهو جبل لبني أسد
قصاصة بمعنى الذي قبله موضع
قصائرة بالضم وبعد الألف ياء مثناة من تحت وراء علم مرتجل لاسم جبل في شعر النابغة ألا أبلغا ذبيان عني رسالة فقد أصبحت عن مذهب الحق جائره فلو شهدت سهم وأبناء مالك فتعزرني من مرة المتناصره لجاؤوا بجمع لم ير الناس مثله تضاءل منه بالعشي قصائره وقال عباد بن عوف المالكي الأسدي لمن ديار عفت بالجزع من رمم إلى قصائرة فالجفر فالهدم
القصبات بالفتح جمع قصبة وقصبة القرية والقصر وسطه وقصبة الكورة مدينتها العظمى و القصبات مدينة بالمغرب من بلاد البربر و القصبات من قرى اليمامة لم تدخل في صلح خالد أيام مسيلمة
قصدار بالضم ثم السكون ودال بعدها ألف وراء ناحية مشهورة قرب غزنة وقد تقدم في قزدار وأنها من بلاد الهند وكلا القولين من كتاب السمعاني وذكر أبو النضر العتبي في كتاب اليميني أن قصدار من نواحي السند وهو الصحيح و قصدار قصبة ناحية يقال لها طوران وهي مدينة صغيرة لها رستاق ومدن قال الإصطخري والغالب عليها رجل يعرف بمعمر بن أحمد يخطب للخليفة فقط ومقامه بمدينة تعرف بكيركابان وهي ناحية خصيبة واسعة الأسعار وبها أعناب ورمان وفواكه وليس بها نخل قال صاحب الفتوح وولى زياد المنذر بن الجارود العبدي ويكنى أبا الأشعث ثغر الهند فغزا البوقان والقيقان فظفر المسلمون وغنموا وبث السرايا في بلادهم وفتح قصدار وشتى بها وكان سنان بن سلمة المحبق الهذلي فتحها قبله إلا أن أهلها انتقضوا وبها مات وقد قيل فيه حل بقصدار فأضحى بها وفي القبر لم يقفل مع القافلين لله قصدار وأعنابها أي فتى دنيا أجنت ودين
قصران الداخل وقصران الخارج بلفظ التثنية وما أظنهم ههنا يريدون به التثنية إنما هي لفظة فارسية يراد بها الجمع كقولهم مردان وزنان في جمع مرد وهو الرجل وزن وهي المرأة وهما ناحيتان كبيرتان بالري في جبالها فيهما حصن مانع يمتنع على ولاة الري فضلا على غيرهم فلا تزال رهائن أهله عند من يتملك الري وأكثر فواكه الري من نواحيه وينسب إليه أبو العباس أحمد بن الحسين بن أبي القاسم بن علي بن بابا القصراني الأذوني من أهل قصران الخارج وأذون من قراها وكان شيخا من مشايخ الزيدية صالحا يرحل إلى الري أحيانا يتبرك به الناس سمع المجالس المائتين لأبي سعد

إسماعيل بن علي السمان الحافظ من ابن أخيه أبي بكر طاهر بن الحسين بن علي ابن السمان عنه وكان مولده بأذون سنة 594 روى عنه السمعاني بأذون
و قصران أيضا مدينة بالسند عن الحازمي
القصران تثنية القصر وهما قصران بالقاهرة وكان يسكنهما ملوكها الذين انقرضوا وكانوا ينسبون إلى العلوية وهما قصران عظيمان يقصر الوصف دونهما عن يمين السوق وشماليه والأمير فارس الدين ميمون القصري الذي كان بالشام مشهورا بالشجاعة والعظم منسوب إليه لإنه ممن رأى في هذا القصر في أيام أولئك وكان أصله أفرنجيا مملوكا لهم فلما كان منهم ما كان من مماليك صلاح الدين ظهرت شجاعته فقاد الجيوش إلى أن مات بحلب في رمضان سنة 616
و القصران أيضا مدينة السيرجان بكرمان كانت تسمى القصرين
القصر لهذا اللفظ بهذا الوزن معان منها القصر الغاية يقال قصرك أن تفعل كذا أي غايتك والقصر المنع والقصر ضم الشيء إلى أصله الأول والقصر تضييق قيد البعير والقصر في الصلاة معروف والقصر العشي والقصر قصر الثوب معروف والقصر المراد به ههنا هو البناء المشيد العالي المشرف مشتق من الحبس والمنع ومنه قوله تعالى حور مقصورات في الخيام أي محبوسات في خيام من الدر مجوفات ويقال قد قصرهن على أزواجهن فلا يردن غيرهم والقصر في مواضع كثيرة إلا أنه في الأعم الأكثر مضاف وأنا أرتب على الحروف ما أضيف إليه ليسهل تطلبه وإنما فعلنا ذلك لأن أكثر من ينسب إلى هذه المواضع يقال له القصري وربما غلب اسم القصر ونسب إلى ما أضيف إليه
القصر الأبيض والقصر الأبيض من قصور الحيرة ذكر في الفتوح أنه كان بالرقة وأظنه من أبنية الرشيد وجد على جدار من جدرانه مكتوبا حضر عبد الله بن عبد الله ولأمر ما كتمت نفسي وغيبت بين الأسماء اسمي في سنة 503 ويقول سبحان من تحلم عن عقوبة أهل الظلم والجبرية إخوتي ما أذل الغريب وإن كان في صيانة وأشجى قلب المفارق وإن كان آمنا من الخيانة وأمور الدنيا عجيبة والأعمار فيها غريبة
وذو اللب لا يلوي إليها بطرفه ولا يقتفيها دار مكث لا بقا تأمل تر بالقصر خلقا تحسه خلا بعد عز كان في الجو قد رقا وأمر ونهي في البلاد ودولة كأن لم تكن فيه وكان به الشقا
قصر أبي الخصيب بظاهر الكوفة قريب من السدير بينه وبين السدير ديارات الأساقف وهو أحد المتنزهات يشرف على النجف وعلى ذلك الظهر كله يصعد من أسفله في خمسين درجة إلى سطح آخر أفيح في غاية الحسن وهو عجيب الصنعة وأبو الخصيب بن ورقاء مولى المنصور أحد حجابه له ذكر في رصافة المنصور أبي جعفر أمير المؤمنين وفي قصر أبي الخصيب يقول بعضهم يا دار غير رسمها مر الشمال مع الجنوب بين الخورنق والسدي ر فبطن قصر أبي الخصيب فالدير فالنجف الأشم جبال أرباب الصليب

قصر ابن عامر من نواحي مكة قال عمر بن أبي ربيعة ذكرتك يوم القصر قصر ابن عامر بخم فهاجت عبرة العين تسكب فظلت وظلت أينق برحالها ضوامر يستأنين أيام أركب أحدث نفسي والأحاديث جمة وأكبر همي والأحاديث زينب إذا طلعت شمس النهار ذكرتها وأحدث ذكراها إذا الشمس تغرب وإن لها دون النساء لصحبتي وحفظي لها بالشعر حين أشبب وإن الذي يبغي رضاي بذكرها إلي وإعجابي بها يتحبب
قصر ابن عفان قال أبو الحسن المدائني كتب عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى عبد الله ابن عامر أن اتخذ دارا ينزلها من قدم البصرة من أهل المدينة وينزلها من قدم من موالينا فاتخذ القصر الذي يقال له قصر ابن عفان وقصر رملة وجعل بينهما فضاء كان لدوابهم وإبلهم
قصر ابن عوان كان بالمدينة وكان ينزل في شقه اليماني بنو الجذماء حي من اليمن من يهود المدينة كانوا بها قبل الأوس والخزرج عن نصر
قصر الأحمرية من نواحي بغداد في أقصى كورة الخالص من الجانب الشرقي عمر في أيام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد بن المستضيء في أيامنا هذه وفي دار الخلافة موضع آخر يقال له قصر الأحمرية
قصر الأحنف كان الأحنف بن قيس قد غزا طخارستان في سنة 23 في أيام عثمان وإمارة عبد الله ابن عامر فحاصر حصنا يقال له سنوان ثم صالحهم على مال وأمنهم يقال لذلك الحصن قصر الأحنف ينسب إليه أبو يوسف رافع بن عبد الله القصري روى عن يوسف بن موسى المروروذي سمع منه بقصر الأحنف بن قيس أبو سعيد محمد بن علي بن النقاش
قصر الإفريقي مدينة جامعة على مشرف من الأرض ذات مسارح ومزارع كثيرة
قصر أصبهان ويقال له باب القصر إلا أن النسبة إليه قصري وإليه ينسب الحسين بن معمر القصري ذكره السمعاني من مشايخه في التحبير
قصر أم حبيب هي أم حبيب بنت الرشيد بن المهدي وهو من محال الجانب الشرقي من بغداد مشرف على شارع الميدان وكان إقطاعا من الرشيد لعباد بن الخصيب ثم صار جميعه للفضل ابن الربيع ثم صار جميعه لأم حبيب بنت الرشيد في أيام المأمون ثم صار لبنات الخلفاء إلى أن صرن يجعلن في قصر المهدي بالرصافة
قصر أم حكيم بمرج الصفر من أرض دمشق هو منسوب إلى أم حكيم بنت يحيى ويقال بنت يوسف بن يحيى بن الحكم بن العاصي بن أمية وأمها زينب بنت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وكانت زوجة عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك فطلقها فتزوجها هشام بن عبد الملك فولدت له يزيد بن هشام وإليها ينسب أيضا سوق أم حكيم بدمشق وهو سوق القلائين وكانت معاقرة للشراب ومن قولها ألا فاسقياني من شرابكما الورد وإن كنت قد أنفدت فاستر هنا بردي

سواري ودملوجي وما ملكت يدي مباح لكم نهب فلا تقطعا وردي ودخل عليها هشام بن عبد الملك وهي مفكرة فقال لها في أي شيء تفكرين فقالت في قول جميل فما مكفهر في رحى مرجحنة ولا ما أسرت في معادنها النحل بأحلى من القول الذي قلت بعدما تمكن من حيزوم ناقتي الرحل فليت شعري ما الذي قالت له حتى استحلاه ووصفه لقد كنت أحب أن أعلمه فضحك هشام وقال هذا شيء قد أحب عمك يعني أباه أن يعلمه وسأل عنه من سمع الشعر من جميل فلم يعلمه فقالت إذا استأثر الله بشيء فاله عنه
قصر أنس بالبصرة ينسب إلى أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه و سلم
قصر أوس بالبصرة أيضا ينسب إلى أوس بن ثعلبة بن زفر بن وديعة بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة بن عكابة وكان سيد قومه وكان قد ولي خراسان في الأيام الأموية وإياه عنى ابن أبي عيينة بقوله بغرس كأبكار الجواري وتربة كأن ثراها ماء ورد على مسك فيا حسن ذاك القصر قصرا ونزهة ويا فيح سهل غير وعر ولا ضنك كأن قصور القوم ينظرن حوله إلى ملك موف على قبة الملك يدل عليها مستطيلا بحسنه ويضحك منها وهي مطرقة تبكي
قصر باجة مدينة بالأندلس من نواحي باجة قريبة من البحر زعموا أن العنبر يوجد في سواحلها
قصر بني خلف بالبصرة ينسب إلى خلف آل طلحة الطلحات بن عبد الله بن خلف بن أسعد ابن عامر بن بياضة بن سبيع بن جعثمة بن سعد بن مليح بن عمرو بن ربيعة وهو خزاعة
قصر بني عمر بغوطة دمشق قرية منها نشبة بن حندج بن الحسين بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح بن الحسحاس بن معاوية بن سفيان أبو الحارث المري القصري حدث عن وجوده في كتاب جده الحسين وروى عنه تمام الرازي وكتب عنه أبو الحسين الرازي وقال مات سنة 053 قاله أبو القاسم الحافظ
قصر بهرام جور أحد ملوك الفرس قرب همذان بقرية يقال لها جوهسته والقصر كله حجر واحد منقورة بيوته ومجالسه وخزائنه وغرفه وشرفه وسائر حيطانه فإن كان مبنيا بحجارة مهندمة قد لوحك بينها حتى صارت كأنها حجر واحد لا يبين منها مجمع حجرين فإنه لعجب وإن كان حجرا واحدا فكيف نقرت بيوته وخزائنه وممراته ودهاليزه وشرفاته فهذا أعجب لأنه عظيم جدا كثير المجالس والخزائن والغرف وفي مواضع منه كتابة بالفارسية تتضمن شيئا من أخبار ملوكهم وسيرهم وفي كل ركن من أركانه صورة جارية عليه كتابة وعلى نصف فرسخ من هذا القصر ناووس الظبية وقد ذكر في موضعه
قصر جابر وأكثر ما يسمى مدينة جابر بين الري وقزوين من ناحية دستبى ينسب إلى جابر أحد بني زمان بن تيم الله بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل
قصر الجص قصر عظيم قرب سامراء فوق الهاروني بناه المعتصم للنزهة وقد تقدم ذكره وعنده قتل

بختيار بن معز الدولة بن بويه قتله عضد الدولة ابن عمه
قصر حجاج محلة كبيرة في ظاهر باب الجابية من مدينة دمشق منسوب إلى حجاج بن عبد الملك بن مروان قاله الحافظ أبو القاسم
قصر حيفا بفتح الحاء المهملة والياء المثناة من تحتها والفاء موضع بين حيفا وقيسارية ينسب إليه أبو محمد عبد الله بن علي بن سعيد القيسراني القصري سكن حلب وكان فقيها فاضلا حسن الكلام في المسائل تفقه بالعراق في النظامية مدة على أبي الحسن الكيا الهراسي وأبي بكر الشاشي وعلق المذهب والخلاف والأصول على أسعد الميهني وأبي الفتح بن برهان وسمع الحديث من أبي القاسم بن بيان وأبي علي بن نبهان وأبي طالب الزينبي وارتحل إلى دمشق وعمل بها حلقة المناظرة بالجامع ثم انتقل إلى حلب فبنى له ابن العجمي بها مدرسة درس بها إلى أن مات في سنة 345 أو 445 وقال الحافظ أبو القاسم مات بحلب سنة 245
قصر رافع بن الليث بن نصر بن سيار بسمرقند ينسب إليه محمد بن يحيى بن الفتح بن معاوية بن صالح البزاز السمرقندي كنيته أبو بكر يعرف بالقصري يروي عن عبد الله بن حماد الآملي وغيره قال أبو سعد الإدريسي إنما سمي بالقصري لسكناه قصر رافع بن الليث
قصر الرمان من نواحي واسط ذكرناه في رمان وقد نسب إليها الرماني
قصر روناش بالراء المضمومة ثم الواو الساكنة والنون وآخره شين معجمة من كور الأهواز وهو الموضع المعروف بدزبهل ومعناه قلعة القنطرة ينسب إليه جماعة وافرة منهم أبو إبراهيم إسماعيل بن الحسن بن عبد الله القصري أحد العباد المجتهدين قرىء عليه في سنة 755
قصر ريان في شرقي دجلة الموصل من أعمال نينوى قرب باعشيقا بها قبر الشيخ الصالح أبي أحمد عبد الله بن الحسن بن المثنى المعروف بابن الحداد وكان أسلافه خطباء المسجد بالموصل وله كرامات ظاهرة
قصر الريح بكسر الراء والياء المثناة من تحت والحاء المهملة قرية بنواحي نيسابور كان أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي خطيبها
قصر زربي بالبصرة في سكة المربد في الدباغين كان لمسلم بن عمرو بن الحصين بن أبي قتيبة ابن مسلم وكان يليه غلام يقال له زربي فلما كثر ولد مسلم بن عمرو وتقاسموه قال مسكين الدارمي أقمت بقصر زربي زمانا ومربده فدار بني بشير لعمرك ما الكناسة لي بأم ولا بأب فأكرم من كبير
قصر الزيت بلفظ الزيت الذي يؤكل ويسرج من الأدهان بالبصرة قريب من كلائها ينسب إليها القاضي أبو محمد عبيد الله بن محمد بن أبي بردة القصري المعتزلي قاضي فارس له كتاب في الانتصار لسيبويه على أبي العباس المبرد في كتاب الغلطة وله كتاب في إعجاز القرآن سألها أبو عبد الله البصري
قصر السلام من أبنية الرشيد بن المهدي بالرقة
قصر الشمع بلفظ الشمع الذي يستصبح به وهو قصر كان في موضع الفسطاط من مصر قبل تمصير المسلمين لها وكان من حديثه أن الفرس لما اشتد ملكها وقويت على الروم حتى تملكت الشام ومصر

بدأت الفرس ببناء هذا القصر وجعلت فيه هيكلا لبيت النار فلم يتم بناؤه على أيديهم فلما ظهرت الروم تممت بناءه وحصنته وجعلته حصنا مانعا ولم تزل فيه إلى أن نازله المسلمون مع عمرو بن العاص كما ذكرناه في الفسطاط ففتحه وهيكل النار هو القبة المعروفة فيه بقبة الدخان اليوم وتحته مسجد معلق أحدثه المسلمون وهذا القصر يعرف ببابليون وقد ذكر في موضعه ولا أدري لم سمي بالشمع
قصر شعوب قصر عال مرتفع ذكر في الشين في شعوب قال عمر بن أبي ربيعة لعمرك ما جاورت غمدان طائعا وقصر شعوب أن أكون بها صبا ولكن حمى أضرعتني ثلاثة مجرمة ثم استمرت بنا غبا
قصر شيرين بكسر الشين المعجمة والياء المثناة من تحت الساكنة وراء مهملة وياء أخرى ونون وشيرين بالفارسية الحلو وهو اسم حظية كسرى أبرويز وكانت من أجمل خلق الله والفرس يقولون كان لكسرى أبرويز ثلاثة أشياء لم يكن لملك قبله ولا بعده مثلها فرسه شبديز وجاريته شيرين ومغنيه وعواده بلهبذ وقصر شيرين موضع قريب من قرميسين بين همذان وحلوان في طريق بغداد إلى همذان وفيه أبنية عظيمة شاهقة يكل الطرف عن تحديدها ويضيق الفكر عن الإحاطة بها وهي إيوانات كثيرة متصلة وخلوات وخزائن وقصور وعقود ومتنزهات ومستشرفات وأروقة وميادين ومصايد وحجرات تدل على طول وقوة قال محمد بن أحمد الهمذاني كان السبب في بناء قصر شيرين وهو إحدى عجائب الدنيا أن أبرويز الملك وكان مقامه بقرميسين أمر أن يبنى له باغ يكون فرسخين في فرسخين وأن يحصل فيه من كل صيد حتى يتناسل جميعه ووكل بذلك ألف رجل وأجرى على كل رجل في كل يوم خمسة أرغفة من الخبز ورطلين لحما ودورق خمر فأقاموا في عمله وتحصيل صيوده سبع سنين حتى فرغوا من جميع ذلك فلما تم واستحكم صاروا إلى البلهبذ المغني وسألوه أن يخبر الملك بفراغهم مما أمروا به فقال أفعل فعمل صوتا وغناه به وسماه باغ نخجيران أي بستان الصيد فطرب الملك عليه وأمر للصناع بمال فلما سكر قال لشيرين سليني حاجة فقالت حاجتي أن تصير في هذا البستان نهرين من حجارة تجري فيهما الخمور وتبني لي بينهما قصرا لم يبن في مملكتك مثله فأجابها إلى ذلك وكان السكر قد غلب عليه فأنسي ما سألته ولم تجسر أن تذكره به فقالت لبلهبذ ذكره حاجتي ولك علي أن أهب لك ضيعتي بأصبهان فأجابها إلى ذلك وعمل صوتا ذكره فيه ما وعد به شيرين وغناه إياه فقال أذكرتني ما كنت قد أنسيته وأمر بعمل النهرين وبناء القصر بينهما فبني على أحسن ما يكون وأحكمه ووفت لبلهبذ بضمانها فنقل عياله إلى هناك فلذلك صار من ينتمي إليه بأصبهان وقال بعض شعراء العجم يذكر ذلك يا طالبي غرر الأماكن حيوا الديار ببرزماهن وسلوا السحاب تجودها وتسح في تلك الأماكن وتزور شبديز الملوك وتنثني نحو المساكن واها لشيرين التي قرعت فؤادك بالمحاسن

تمضي على غلوائها لا تستكين ولا تداهن واها لمعصمها المليح وللسوالف والمغابن في كفها الورق الممس ك والمطيب والمداهن وزجاجة تدع الحكي م إذا انتشى في زي ماجن أنعظت حين رأيتها واهتاج مني كل ساكن فسقى رباع الكسروي ة بالجبال وبالمدائن دان يسف ربابه وتناله أيدي الحواصن إنما قاله لأن صورتها مصورة في قصرها كما ذكرناه في شبديز وللشعراء فيها وفي صورتها التي هناك أشعار قد ذكرت بعضها في شبديز
قصر الطوب بضم الطاء وآخره باء موحدة وهو الآجر بلغة أهل مصر بإفريقية وقد ذكرته في طوب
قصر الطين بكسر الطاء وآخره نون من قصور الحيرة وقصر الطين قصر بناه يحيى بن خالد بباب الشماسية
قصر العباس بن عمرو الغنوي كان أميرا مشهورا في أيام المقتدر بالله يتولى أعمال ديار مضر في وزارة ابن الفرات وأنفذ العباس بن عمرو في أيام المعتضد في سنة 872 إلى البحرين لقتال أبي سعيد الجنابي فالتقيا فظفر الجنابي وقتل جميع من كان مع العباس وأسر العباس ثم أطلقه ثم ولي عدة ولايات ومات في سنة 503 وهو يتقلد أمور الحرب بديار مضر فرتب مكانه وصيف البكتمري فلم يقدر على ضبط العمل فعزل وولي مكانه جني الصفواني وقرأت في كتاب ألفه عميد الدولة أبو سعد محمد بن الحسين بن عبد الرحيم الوزير حدثني أبو الهيجاء بن عمران بن شاهين أمير البطيحة قال كنت أساير معتمد الدولة أبا المنيع قرواش بن المقلد ما بين سنجار ونصيبين ثم نزلنا فاستدعاني بعد النزول وقد نزل بقصر هناك مطل على بساتين ومياه كثيرة يعرف بقصر العباس بن عمرو الغنوي فدخلت عليه وهو قائم في القصر يتأمل كتابة على الحائط فلما وقع بصره علي قال اقرأ ما ههنا فتأملت فإذا على الحائط مكتوب يا قصر عباس بن عم رو كيف فارقك ابن عمرك قد كنت تغتال الدهور فكيف غالك ريب دهرك واها لعزك بل لجودك بل لمجدك بل لفخرك وتحته مكتوب وكتب علي بن عبد الله بن حمدان بخطه في سنة 133 وهو سيف الدولة وتحته ثلاثة أبيات يا قصر ضعضعك الزما ن وحط من علياء فخرك ومحا محاسن أسطر شرفت بهن متون جدرك واها لكاتبها الكري م وقدرها الموفي بقدرك وتحته وكتب الغضنفر بن الحسن بن عبد الله بن حمدان بخطه سنة 362 قلت أنا وهو أبو تغلب ناصر الدولة ابن أخي سيف الدولة وتحته وكتب الغضنفر بن الحسن بن عبدالله بن حمدان بخطه سنة 362 قلت أنا وهو أبو تغلب

ناصر الدولة ابن أخي سيف الدولة وتحته مكتوب يا قصر ما فعل الألى ضريت قبابهم بقعرك أخنى الزمان عليهم وطواهم تطويل نشرك واها لقاصر عمر من يحتال فيك وطول عمرك وتحته مكتوب وكتب المقلد بن المسيب بن رافع بخطه سنة 883 قلت هذا والد قرواش بن المقلد أحد أمراء بني عقيل العظماء وتحت ذلك مكتوب يا قصر أين ثوى الكرا م الساكنون قديم عصرك عاصرتهم فبددتهم وشأوتهم طرا بصبرك ولقد أطال تفجعي يا ابن المسيب رقم سطرك وعلمت أني لاحق بك مدئب في قفي إثرك وتحته مكتوب وكتب قرواش بن المقلد سنة 104 قال أبو الهيجاء فعجبت من ذلك وقلت له متى كتب الأمير هذا قال الساعة وقد هممت بهدم هذا القصر فإنه مشؤوم إذ دفن الجماعة فدعوت له بالسلامة وانصرفت ثم ارتحلنا بعد ثلاث ولم يهدم القصر وبين ما كتب سيف الدولة ومعتمدها سبعون سنة كاملة فعل الزمان بأعيانه ما ترى قال وكتب الأمير أبو الهيجاء تحت الجميع إن الذي قسم المعيشة في الورى قد خصني بالسير في الآفاق مترددا لا أستريح من العنا في كل يوم أبتلى بفراق
قصر عبد الجبار بنيسابور وهو عبد الجبار بن عبد الرحمن وكان ولي خراسان للمنصور سنة 041 ثم خلع طاعة المنصور فأنفذ إليه من قتله وكان في أول أمره كاتبا وإلى هذا القصر ينسب محمد بن شعيب بن صالح النيسابوري أبو عبد الله القصري سمع قتيبة بن سعيد وإسحاق بن راهويه روى عنه علي بن عيسى ومحمد بن إبراهيم الهاشمي
قصر عبد الكريم مدينة على ساحل بحر المغرب قرب سبتة مقابل الجزيرة الخضراء من الأندلس قد نسب إليه بعضهم
قصر العدسيين جمع العدسي الذي يطبخ العدس وهو قصر كان بالكوفة في طرف الحيرة لبني عمار بن عبد المسيح بن قيس بن حرملة بن علقمة بن عشير بن الرماح بن عامر المذمم بن عوف بن عامر الأكبر بن عوف بن بكر بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة وإنما نسبوا إلى أمهم عدسة بنت مالك بن عامر بن عوف الكلبي كذا قال ابن الكلبي في جمهرته وهو أول شيء فتحه المسلمون لما غزوا العراق
قصر عروة هو بالعقيق منسوب إلى عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد روى عروة بن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يكون في أمتي خسف وقذف وذلك عند ظهور عمل قوم لوط فيهم قال عروة فبلغني أنه قد ظهر ذلك فتنحيت عن المدينة وخشيت أن يقع وأنا بها فنزلت العقيق وبنى به قصره المشهور عند بئره وقال فيه لما فرغ منه

بنيناه فأحسنا بناه بحمد الله في وسط العقيق تراهم ينظرون إليه شزرا يلوح لهم على وضح الطريق فساء الكاشحين وكان غيظا لأعدائي وسر به صديقي وأقام عبد الله بن عروة بالعقيق في قصر أبيه فقيل له لم تركت المدينة فقال لأني كنت بين رجلين حاسد على نعمة وشامت بنكبة وقال عامر بن صالح في قصر عروة حبذا القصر ذو الطهارة والبئ ر ببطن العقيق ذات الشبات ماء مزن لم يبغ عروة فيها غير تقوى الإله في المقطعات بمكان من العقيق أنيس بارد الظل طيب الغدوات و قصر عروة أيضا قرية من نواحي بغداد من ناحية بين النهرين سمع بها أبو البركات هبة الله بن المبارك بن موسى بن علي السقطي شيئا من حديث أبي الحسن محمد بن جعفر بن محمد ابن هارون بن النجار التميمي الكوفي على أبي الفتح محمد بن أحمد بن عثمان بن محمد بن القزاز المطيري الخطيب في سنة 463
قصر عسل بكسر العين والسكون وآخره لام يقال رجل عسل مال كما يقال إزاء مال معناه أنه يسوسه وهو قصر بالبصرة وقد ذكر في عسل
قصر عيسى هو منسوب إلى عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس وهو أول قصر بناه الهاشميون في أيام المنصور ببغداد وكان على شاطىء نهر الرفيل عند مصبه في دجلة وهو اليوم في وسط العمارة من الجانب الغربي وليس للقصر أثر الآن إنما هناك محلة كبيرة ذات سوق تسمى قصر عيسى وقد روي أن المنصور زار عيسى بن علي ومعه أربعة آلاف رجل فتغدى عنده وجميع خاصته ودفع إلى كل رجل من الجند زنبيل فيه خبز وربع جدي ودجاجة وفرخان وبيض ولحم بارد وحلاوى فانصرفوا كلهم مسمطين ذلك فلما أراد المنصور أن ينصرف قال لعيسى يا أبا العباس لي حاجة قال ما هي يا أمير المؤمنين فأمرك طاعة قال تهب لي هذا القصر قال ما بي ضن عنك به ولكني أكره أن يقول الناس إن أمير المؤمنين زار عمه فأخرجه من قصره وشرده وشرد عياله وبعد فإن فيه من حرم أمير المؤمنين ومواليه أربعة آلاف نفس فإن لم يكن بد من أخذه فليأمر لي أمير المؤمنين بفضاء يسعني ويسعهم أضرب فيه مضارب وخيما أنقلهم إليها إلى أن أبني لهم ما يواريهم فقال له المنصور عمر الله بك منزلك يا عم وبارك لك فيه ثم نهض وانصرف وإلى عيسى هذا ينسب نهر عيسى الذي ببغداد و قصر عيسى أيضا بالبصرة بالخريبة قال الأصمعي قال لي الفضل بن الربيع يا أصمعي من أشعر أهل زمانك قلت أبو نواس حيث يقول أما ترى الشمس حلت الحملا وطاب وزن الزمان واعتدلا فقال والله إنه لشاعر فطن ذهن ولكن أشعر منه الذي يقول في قصر عيسى بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بالخريبة يا وادي القصر نعم القصر والوادي من منزل حاضر إن شئت أو بادي ترى قراقيره والعيس واقفة والضب والنون والملاح والحادي

يعني ابن أبي عيينة المهلبي
قصر الفرس بكسر الفاء وسكون الراء وسين مهملة والفرس ضرب من النبات وقد ذكر في الفرس وهو أحد قصور الحيرة الأربعة
قصر الفلوس مدينة بالمغرب قرب وهران
قصر قرنبا بفتح القاف والراء وسكون النون وباء موحدة موضع بخراسان وقيل بمرو كانت به وقعة لعبد الله بن حازم ببني تميم فهو يوم قرنبا
قصر قضاعة بضم القاف والضاد معجمة قرية من نواحي بغداد قريبة من شهرابان من نواحي الخالص ينسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن محاسن بن حسان القصر قضاعي المقرىء الشاعر قدم بغداد وقرأ القرآن واحتدى بالشعر وكان حريصا جشعا جماعا مناعا حصل بذاك الحرص مبلغا من المال ومات في شهور سنة 575 وقال عبد السلام بن يوسف بن محمد الدمشقي الواعظ وأنشدني لنفسه غرامي في محبتكم غريمي كما لفراقكم ندمي نديمي صبا هبت فأصبتني إليكم صبابات نسمن مع النسيم ألا هل مبلغ سلمى بسلمى وذي سلم سلاما من سليم وهل من كاشف غما بغم عراني بعد سكان الغميم رسوم أقفرت من آل ليلى وعفتها الرواسم بالرسيم حمامات الحمى هيجن شوقي وقد حمت مفارقة الحميم حرام أن يزور النوم عيني وقد حرمنه حرم الحريم عدمت الصبر حين وجدت وجدي بكم والعجب وجدان العديم وعاصيت اللوائم في هواكم لأن اللوم من خلق اللئيم أقدم نحوكم قدم اشتياقي ليقدم غائب العهد القديم
قصر قيروان كانت مدينة عظيمة في قبلي القيروان بينهما أربعة أميال أول من أسسها إبراهيم ابن الأغلب بن سالم في سنة 481 وصارت دار أمراء بني الأغلب وكان بها جامع وفيه صومعة مستديرة مبنية بالآجر والعمد سبع طبقات لم ير أحكم منها ولا أحسن منظرا وكان بها حمامات كثيرة وأسواق وصهاريج للماء حتى إن أهل القيروان ربما قصر بهم في بعض السنين الماء فكانوا يجلبونه منها وكان في وسطها رحبة واسعة وتجاورها مدينة يقال لها الرصافة خربتا معا بعمارة رقادة كما ذكرنا في رقادة
قصر كتامة مدينة بالجزيرة الخضراء من أرض الأندلس ينسب إليها صديقنا الفقيه الأديب الفتح بن موسى القصري مدرس المدرسة برأس عين وله شعر حسن جيد ونظم المفصل للزمخشري
قصر كثير في نواحي الدينور ينسب إلى كثير بن شهاب الحارثي وكان والي همذان والدينور من قبل المغيرة بن شعبة في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قصر كليب ويقال قصر بني كليب قرية بصعيد مصر على شرقي النيل قرب فاو

قصر كنكور بفتح الكاف وسكون النون وكسر الكاف الأخرى وفتح الواو وآخره راء بليدة بين همذان وقرميسين وقال ابن المقدسي قصر اللصوص مدينة على سبعة فراسخ من أسداباذ يقال لها بالفارسية كنكور من حدث بها من أهل العلم يقال له القصري وقال ابن عبد الرحيم أبو غانم معروف بن محمد بن معروف القصري الملقب بالوزير من أهل قصر كنكور ناحية بين همذان والدينور كان كاتبا سديدا مليح الشعر كثير المحفوظ تقلد ديوان الإنشاء بجرجان وخلافة الوزارة في أيام منوجهر بن قابوس بن وشمكير وكان يتردد في الرسائل بينه وبين محمود ابن سبكتكين لصباحة وجهه فإن محمودا كان لا يقضي حاجة رسول ورد عليه إذا لم يكن صبيحا وله أشعار حسان منها تذكر أخي إن فرق الدهر بيننا أخا هو في ذكراك أصبح أو أمسى ولا تنس بعد البعد حق أخوتي فمثلك لا ينسى ومثلي لا ينسى ولن يعرف الإنسان قدر خليله إذا هو لم يفقد بفقدانه الانسا يقول بفضل النور من خاض ظلمة ويعرف فضل الشمس من فارق الشما وقال السلفي أنشدني أبو العميثل عبد الكريم بن أحمد بن علي الجرجاني بمأمونية زرند في مدرسته بها قال أنشدني أبو غانم معروف بن محمد معروف القصري لنفسه محن الزمان وإن توالت تنقضي بدوام عمر والحوادث تقلع فالمحنة الكبرى التي قد كدرت أمنية بمنية لا تدفع وذكر السلفي عمن حدثه قال كان لأبي غانم القصري أربعمائة غلام يركبون بركوبه وكان يدخل الحمام ليلا فيكون بين يديه شمع معمول من العود والعنبر وأنواع الطيب إلى أن يخرج ولم يحك عن أحد من الوزراء ما حكي عنه من التنعم قال ومن شعره نحن نخشى الإله في كل كرب ثم ننساه عند كشف الكروب كيف نرجو استجابة لدعاء قد سددنا طريقه بالذنوب
قصر الكوفة ينسب إليه عبد الخالق بن محمد بن المبارك الهاشمي أبو جعفر بن أبي هاشم بن أبي القاسم القصري الكوفي ذكره أبو القاسم تميم بن أحمد البندنيجي في تعليقه فقال القصري من قصر الكوفة مولده في سنة 315 سمع منه القاضي عمر بن علي القرشي وذكره في معجم شيوخه قال تميم ومات ببغداد سنة 985 في ثاني رجب ودفن بباب الأزج عند ابن الخلال
قصر اللصوص قال صاحب الفتوح لما فتحت نهاوند سار جيش من جيوش المسلمين إلى همذان فنزلوا كنكور فسرقت دواب من دواب المسلمين فسمي يومئذ قصر اللصوص وبقي اسمه إلى الآن وهو في الأصل موضع قصر كنكور وهو قصر شيرين وقد ذكرا وقال مسعر بن المهلهل قصر اللصوص بناؤه عجيب جدا وذلك أنه على دكة من حجر ارتفاعها عن وجه الأرض نحو عشرين ذراعا فيه إيوانات وجواسيق وخزائن يتحير في بنائه وحسن نقوشه الأبصار وكان هذا القصر معقل أبرويز ومسكنه ومتنزهه لكثرة صيده وعذوبة مائه وحسن

مروجه وصحاريه وحول هذا القصر مدينة كبيرة لها جامع كذا قال ونسب إليه أبو سعد عبد العزيز بن بدر القصري الولاشجردي كان قاضي هذا البلد سمع الحديث ذكره أبو سعد في شيوخه مات في حدود سنة 045
قصر مصمودة بالمغرب
قصر مقاتل قصر كان بين عين التمر والشام وقال السكوني هو قرب القطقطانة وسلام ثم القريات وهو منسوب إلى مقاتل بن حسان بن ثعلبة بن أوس بن إبراهيم بن أيوب بن مجروف بن عامر بن عصية بن امرىء القيس بن زيد مناة بن تميم قال ابن الكلبي لا أعرف في العرب الجاهلية من اسمه إبراهيم بن أيوب غيرهما وإنما سميا بذلك للنصرانية وخربه عيسى بن علي بن عبد الله ثم جدد عمارته فهو له وقال ابن طخماء الأسدي كأن لم يكن بالقصر قصر مقاتل وزورة ظل ناعم وصديق في أبيات ذكرت في زورة وقال عبيد الله بن الحر الجعفي وبالقصر ما جربتموني فلم أخم ولم أك وقافا ولا طائشا فشل وبارزت أقواما بقصر مقاتل وضاربت أبطالا ونازلت من نزل فلا بصرة أمي ولا كوفة أبي ولا أنا يثنيني عن الرحلة الكسل فلا تحسبني ابن الزبير كناعس إذا حل أغفى أو يقال له ارتحل فإن لم أزرك الخيل تردي عوابسا بفرسانها حولي فما أنا بالبطل
قصر الملح مدينة كانت بكرمان في الأقليم الثالث طولها إحدى وثمانون درجة وعرضها اثنتان وثلاثون درجة ونصف
قصر ميدان خالص بدار الخلافة ببغداد
قصر النعمان ينسب إليه محدث وهو عند كمال الدين بن جرادة دام عزه
قصر نفيس بفتح النون وكسر الفاء ثم ياء وسين مهملة على ميلين من المدينة ينسب إلى نفيس بن محمد من موالي الأنصار قال أحمد ابن جابر قصر نفيس منسوب فيما يقال إلى نفيس التاجر بن محمد بن زيد بن عبيد بن معلى بن لوذان بن حارثة بن زيد من حلفاء بني زريق بن عبد حارثة من الخزرج وهذا القصر بحرة واقم بالمدينة واستشهد عبيد بن المعلى يوم أحد ويقال إن جد نفيس الذي بنى قصره بحرة واقم هو عبيد بن مرة وإن عبيدا وأباه من سبي عين التمر ومات عبيد أيام الحرة وكان يكنى أبا عبد الله
قصر نواضح في بادية البصرة على يوم من دجلة
قصر الوضاح قصر بني للمهدي قرب رصافة بغداد وقد تولى النفقة رجل من أهل الأنبار يقال له وضاح فنسب إليه وقيل الوضاح من موالي المنصور وقال الخطيب لما أمر المنصور ببناء الكرخ قلد ذلك رجلا يقال له الوضاح بن شبا فبنى القصر الذي يقال له قصر الوضاح والمسجد فيه فهذا يدل على أن قصر الوضاح بالكرخ والله أعلم وذكره علي بن الجهم فقال سقى الله باب الكرخ من متنزه إلى قصر وضاح فبركه زلزل

منازل لا يستتبع الغيث أهلها ولا أوجه اللذات عنها بمعزل منازل لو أن امرأ القيس حلها لأقصر عن ذكر الدخول فحومل إذا لرآني أمنح الود شادنا مقلص أذيال القبا غير مرسل إذا الليل أدنى مضجعي منه لم يقل عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزل
قصر ابن هبيرة ينسب إلى يزيد بن عمر بن هبيرة بن معية بن سكين بن خديج بن بغيض بن مالك بن سعد بن عدي بن فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان كان لما ولي العراق من قبل مروان بن محمد بن مروان بنى على فرات الكوفة مدينة فنزلها ولم يستتمها حتى كتب إليه مروان بن محمد يأمره بالاجتناب عن مجاورة أهل الكوفة فتركها وبنى قصره المعروف به بالقرب من جسر سورا فلما ملك السفاح نزله واستتم تسقيف مقاصير فيه وزاد في بنائه وسماه الهاشمية وكان الناس لا يقولون إلا قصر ابن هبيرة على العادة الأولى فقال ما أرى ذكر ابن هبيرة يسقط عنه فرفضه وبنى حياله مدينة ونزلها أيضا المنصور واستتم بناء كان قد بقي فيها وزاد فيها أشياء وجعلها على ما أراد ثم تحول منها إلى بغداد فبنى مدينة وسماها مدينة السلام قال هلال بن المحسن في كتاب بغداد وذكر خرابها وأما قصر ابن هبيرة فإني أذكر فيه عدة حمامات وكثيرا من الناس منهم قضاة وشهود وعمال وكتاب وأعوان وتناء وتجار وكنت أحدث بذلك شرف الدولة بن علي في سنة 514 على ضمان النصف من سوق الغزل بها وضمنته بسبعمائة دينار في كل سنة وضمن الناظر في الحساميات من جهة الغرب النصف الآخر بألف دينار لأن يده كانت بسطى وما بقي في هذا الموضع اليوم أكثر من خمسين نفسا من رجال ونساء في بيوت شعثة على حال رثة قال ابن طاهر حدث من هذا القصر علي بن محمد بن علي بن الحسن المكنى أبا الحسن وهو أخو أحمد بن محمد روى عن عبد الله بن إبراهيم الأزدي وغيره روى عنه ابن أخيه أبو عبد الله أحمد بن أحمد ابن محمد وعبد الله بن إبراهيم بن محمد بن الحسن الأزدي القصري الضرير حدث عن الحسن الحلواني وأحمد الدورقي روى عنه أبو أحمد بن عدي وأبو بكر الإسماعيلي وغيرهما وعبد الكريم بن علي بن أحمد بن علي بن الحسين بن عبد الله أبو عبيد الله التميمي المعروف بابن السيني القصري روى عن محمد بن عمر بن زنبور وأبي محمد الأكفاني روى عنه أبو بكر الخطيب ووثقه توفي سنة 954 وأبو بكر محمد بن جعفر بن رميس القصري ومحمد بن طوس القصري الذي ينسب إليه تعليق الكتاب عن أبي علي الفارسي قاله أبو منصور المقدر الأصبهاني في كتاب له صنفه في ثلب أبي الحسن الأشعري
قصر يانه بالياء المثناة من تحت وألف ساكنة ثم نون مكسورة وبعدها هاء ساكنة هي رومية اسم رجل وهو اسم لمدينة كبيرة بجزيرة صقلية على سن جبل يشتمل سورها على زروع وبساتين وعيون ومياه
قصم موضع بالبادية قرب الشام من نواحي العراق مر به خالد بن الوليد رضي الله عنه لما سار من العراق إلى الشام فصالحه به بنو مشجعة بن التيم بن النمر بن وبرة من قضاعة ثم أتى منه إلى تدمر

قصوان يروى بالضم والفتح وهو فعلان من قولهم قصا يقصو قصوا فهو قاص وهو ما تنحى وبعد من كل شيء وهو موضع في ديار تيم الله بن ثعلبة بن بكر قال مروان بن سمعان ولو أبصرت جاري عميرة لم تلم بقصوان إذ يعلو مفارقها الدم وقال أبو عبيدة في قول جرير نبيت بحسان بن واقصة الحصى بقصوان في مستكلئين بطان قال قصوان أرض لبني سعد بن زيد مناة بن تميم
قصور حسان جمع قصر وحسان يجوز أن يكون فعلان من الحسن فهو منصرف وأن يكون من الحس وهو القتل فهو لا ينصرف كان عبد الله بن مروان سير حسان بن النعمان الغساني إلى إفريقية لمحاربة البربر فواقعهم فهزموه فرجع عنهم وأقام بإفريقية خمس سنين وبنى في مقامه هناك قصورا نسبت إليه إلى هذه الغاية
قصور خيرين من نواحي الموصل ذكر في خيرين
قصة بالفتح وتشديد الصاد الجص الذي تبيض به المنازل ومنه الحديث نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن تقصيص القبور وقد أول قول عائشة للنساء لا تغتسلن من الحيض حتى ترين القصة البيضاء أي القطنة أو الخرقة التي تحتشي بها المرأة كأنها القصة لا تخالطها صفرة قال السكوني ذو القصة موضع بين زبالة والشقوق دون الشقوق بميلين فيه قلب للأعراب يدخلها ماء السماء عذبا زلالا وإلى هذا الموضع كانت غزاة أبي عبيدة بن الجراح أرسله إليها رسول الله صلى الله عليه و سلم
وذو القصة ماء لبني طريف في أجإ وبنو طريف موصوفون بالملاحة قال الشاعر يشب بعودي مجمر تصطليهما عذاب الثنايا من طريف بن مالك وقيل ذو القصة جبل في سلمى من جبلي طيء عند سقف وغضور وقال نصر ذو القصة موضع بينه وبين المدينة أربعة وعشرون ميلا وهو طريق الربذة وإلى هذا الموضع بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم محمد بن مسلمة إلى بني ثعلبة بن سعد وفي كتاب سيف خرج أبو بكر رضي الله عنه إلى ذي القصة وهو على بريد من المدينة تلقاء نجد فقطع الجنود فيها وعقد فيها الألوية
و القصة مدينة بالهند عنه أيضا
القصيبة تصغير القصبة وهو اسم لمدينة الكورة ويقال كورة كذا قصبتها فلانة يعني أنها أشهر مدينة بها والقصبة واحدة القصب مشهورة والقصيبة من أرض اليمامة لتيم وعدي وعكل وثور بني عبد مناة بن أد بن طابخة و القصيبة بين المدينة وخيبر وهو واد يزهو أسفل وادي الدوم وما قارب ذلك
و قصيبة العجاج أظنها من نواحي اليمامة أقطعه إياها عبد الملك ويوم القصيبة لعمرو بن هند على بني تميم وهو يوم أواراة قال الأعشى وتكون في السلف الموا زي منقرا وبني زراره أبناء قوم قتلوا يوم القصيبة من أواره وقال ابن أبي حفصة القصيبة من أرض اليمامة لبني امرىء القيس والقصيبة في قول الراعي قال يهجو الأخطل

فلن تشربي إلا بريق ولن تري سواما وحسا بالقصيبة والبشر قال ثعلب القصيبة أرض ثم الكواثل ثم حوله جبل ثم الرقة وهذه هي التي قرب خيبر وقالت وجيهة بنت أوس الضبية وعاذلة هبت بليل تلومني على الشوق لم تمح الصبابة من قلبي فما لي إن أحببت أرض عشيرتي وأحببت طرفاء القصيبة من ذنب فلو أن ريحا بلغت وحي مرسل خفيا لناجيت الجنوب على النقب وقلت لها أدي إليها تحيتي ولا تخلطيها طال سعدك بالترب فإني إذا هبت شمالا سألتها هل ازداد صداح النميرة من قرب
القصير بلفظ تصغير قصر في عدة مواضع منها قصير معين الدين بالغور من أعمال الأردن يكثر فيه قصب السكر و القصير ضيعة أول منزل لمن يريد حمص من دمشق و القصير موضع قرب عيذاب بينه وبين قوص قصبة الصعيد خمسة أيام وبينه وبين عيذاب ثمانية أيام وفيه مرفأ سفن اليمن وقال ابن عبد الحكم المقطم ما بين القصير إلى مقطع الحجارة وما بعد ذلك من اليحموم وقد اختلف في القصير فقال ابن لهيعة ليس بقصير موسى عليه السلام ولكنه قصير موسى الساحر وقال المفضل بن فضالة عن أبيه قال دخلنا على كعب الأحبار فقال ممن أنتم قلنا من مصر قال ما تقولون في القصير قلنا قصير موسى فقال ليس بقصير موسى ولكنه قصير عزيز مصر وكان إذا جرى النيل يترفع فيه وعلى ذلك فإنه مقدس من الجبل إلى البحر
القصيعة تصغير قصعة اسم لقريتين بمصر إحداهما في الكورة الشرقية والأخرى في الكورة السمنودية
قصيص بالفتح ثم الكسر على فعيل والقصيص نبت ينبت في أصول الكمأة وقد يجعل غسلا للرأس كالخطمي وقصيص ماء بأجإ
القصيم بالفتح ثم الكسر وهو من الرمال ما أنبت الغضا وهي القصائم والواحدة قصيمة قال أبو منصور القصيم موضع معروف يشقه طريق بطن فلج وأنشد ابن السكيت يا ريها اليوم على مبين على مبين جرد القصيم ويوم القصيم من أيام العرب قال زيد الخيل الطائي ونحن الجالبون سباء عبس إلى الجبلين من أهل القصيم فكان رواحها للحي كعب وكان غدوها لبني تميم وقال أبو عبيد السكوني القصيم بلد قريب من النباج يسرة في أقوازه وأجارعه فيه أودية وفيه شجر الفاكهة من التين والخوخ والعنب والرمان وهو بلد وبىء وفيه يقول الشاعر إن القصيم بلد محمه أنكد أفنى أمة فأمه وقال الأصمعي بعد ذكره الرمة واد وأسافل الرمة تنتهي إلى القصيم وهو رمل لبني عبس
قصيمة بالفتح ثم الكسر وهي الرملة التي تنبت الغضا والجمع قصيم وحكي فيه القصيمة بلفظ التصغير ويضاف فيقال قصيمة الطراد قال

الأسود بن يعفر بالجو فالأمراج حول مرامر فبضارج فقصيمة الطراد وقال بشر بن أبي خازم وفي الأظعان آنسة لعوب تيمم أهلها بلدا فساروا من اللائي غذين بغير بؤس منازلها القصيمة فالأوار قال الحفصي القصيمة رمل وغضا باليمامة والله الموفق والمعين
باب القاف والضاد وما يليهما
قضاقضة بضم أوله وتكرير القاف والضاد اسم موضع
قضة قال الأزهري القضة بكسر القاف وتشديد الضاد الوشن قال الراجز معروفة قضتها رعن الهام والقضة الأرض التي ترابها رمل وجمعها قضات وقال الأزهري قال ابن دريد قضة موضع معروف كانت فيه وقعة بين بكر وتغلب تسمى يوم قضة الضاد مشددة
قضة بكسر أوله وتخفيف ثانيه قال صاحب كتاب العين القضة أرض منخفضة ترابها رمل وإلى جانبها متن مرتفع وجمعها القضون قال أبو منصور القضة بتخفيف الضاد ليست من حد المضاعف لأن لامه معتلة فهو من باب قضى وهي شجرة من شجر الحمض معروفة وقال ابن السكيت القضة نبت يجمع القضين والقضون وإذا جمعته على مثال البرى قلت القضى وأما الأرض التي ترابها رمل فهي القضة بالتشديد وجمعها قضات قال أبو المنذر قضة بكسر القاف وبعدها ضاد معجمة مخففة عقبة بعارض اليمامة وعارض جبل وهي من قبل مهب الشمال بينها وبين اليمامة وصمر ماء لبني أسد ثلاثة أيام وأنشد غيره قد وقعت في قضة من شرج ثم استقلت مثل شدق العلج يصف دلوا والعلج الحمار الوحشي يعني الدلو أنها وقعت في ماء قليل على حصى في بئر فلم تمتلىء والماء يتحرك فيها كأنها شدق حمار وقال الجميح واسمه منقذ بن الطماح بن قيس بن طريف وإن يكن حادث يخشى فذو علق تظل تزجره من خشية الذيب وإن يكن أهلها حلوا على قضة فإن أهلي الألى حلوا بملحوب لما رأت إبلي قلت حلوبتها وكل عام عليها عام تجنيب أبقى الحوادث منها وهي تتبعها والحق صرمة راع غير مغلوب وبقضة كانت وقعة بكر وتغلب العظمى في مقتل كليب والجاهلية تسميها حرب البسوس وفيه كان يوم التحالق فكانت الدبرة لبكر بن وائل على تغلب فتفرقوا من ذلك اليوم وبعد تلك الوقعة كانت الوقائع التي جرها قتل كليب بن ربيعة حين قتله جساس بن مرة فشتتهم أخوه المهلهل في البلاد فقال الأخنس بن شهاب التغلبي وكان رئيسا شاعرا لكل أناس من معد عمارة عروض إليها يلجؤون وجانب

لكيز لها البحران والسيف دونها وإن يأتها بأس من الهند كارب تطاير عن أعجاز حوش كأنها جهام هراق ماءه فهو آيب وبكر لها بر العراق وإن تخف يحل دونها من اليمامة حاجب وصارت تميم بين قف ورملة لها من جبال منتأى ومذاهب وكلب لها خبت فرملة عالج إلى الحرة الرجلاء حيث تحارب وغسان جن غيرهم في بيوتهم تجالد عنهم حسر وكتائب وبهراء حي قد علمنا مكانهم لهم شرك حول الرصافة لاحب وغارت إياد في السواد ودونها برازيق عجم تبتغي من تضارب ونحن أناس لا حصون بأرضنا مع الغيث ما نلفى ومن هو عازب ترى رائدات الخيل حول بيوتنا كمعزى الحجاز أعوزتها الزرائب أرى كل قوم قاربوا قيد فحلهم ونحن خلعنا قيده فهو سارب
القضيب بلفظ القضيب من الشجر واد في أرض تهامة قال بعضهم ففرعنا ومال بنا قضيب أي علونا وجاء قضيب في حديث الطفيل بن عمرو الدوسي ويوم قضيب كان بين الحارث وكندة وفي هذا الوادي أسر الأشعث بن قيس وفيه جرى المثل سال قضيب بماء أو حديد وكان من خبره أن المنذر بن امرىء القيس تزوج هند بنت آكل المرار فولدت له أولادا منهم عمرو بن هند الملك ثم تزوج أختها أمامة فولدت ابنا سماه عمرا فلما مات المنذر ملك بعده ابنه عمرو بن هند وقسم لبني أمه مملكته ولم يعط ابن أمامة شيئا فقصد ملكا من ملوك حمير ليأخذ له بحقه فأرسل معه مرادا فلما كانوا ببعض الطريق تآمروا وقالوا ما لنا نذهب ونلقي أنفسنا للهلكة وكان مقدم مراد المكشوح ونزلوا بواد يقال له قضيب من أرض قيس عيلان فثار المكشوح ومن معه بعمرو بن أمامة وهو لا يشعر فقالت له زوجته يا عمرو أتيت أتيت سال قضيب بماء أو حديد فذهبت مثلا وكان عمرو في تلك الليلة قد أعرس بجارية من مراد فقال عمرو غيري نفري أي أنك قلت ما قلت لتنفريني به فذهبت مثلا وخرج إليهم فقاتلهم فقتلوه وانصرفوا عنه فقال طرفة يرثيه ويحرض عمرا على الأخذ بثأره أعمرو بن هند ما ترى رأي معشر أماتوا أبا حسان جارا مجاورا فإن مرادا قد أصابوا حريمه جهارا وأضحى جمعهم لك واترا ألا إن خير الناس حيا وهالكا ببطن قضيب عارفا ومناكرا تقسم فيهم ماله وقطينه قياما عليهم بالمآلي حواسرا ولا يمنعنك بعدهم أن تنالهم وكلف معدا بعدهم والأباعرا ولا تشربن الخمر إن لم تزرهم جماهير خيل يتبعن جماهرا
قضين بالكسر والتخفيف وآخره نون وقد ذكر تفسيره في قضة قبل ذو قضين واد في شعر أمية

حيث قال عرفت الدار قد أقوت سنينا لزينب إذ تحل بذي قضينا ضبطه السيرافي بفتح القاف وكسرها وقال قضين موضع ينبت فيه القضة
باب القاف والطاء وما يليهما
قطا بلفظ القطا من الطير الواحدة قطاة ومشيها القطو وأما قطت تقطو فبعض يقول من مشيها وبعض يقول من صوتها وبعض يقول سميت قطا بصوتها وذو القطا موضع
قطاب بكسر أوله وآخره باء موحدة والقطاب في لغة العرب المزاج تقول قطبت الخمر وغيره إذا مزجته ويجوز أن يكون جمع قطبة مثل برمة وبرام وهو نبت كأنه حسكة مثلثة وقطاب اسم موضع في قول الراعي ترعى الدكادك من جنوب قطابا
قطاتان تثنية القطاة موضع في شعر امرىء القيس حيث قال قعدت له وصحبتي بين ضارج وبين تلاع يثلث فالعريض أصاب قطاتين فسال لواهما فوادي البدي فانتحى للأريض
قطابة بالضم وبعد الألف باء موحدة قرية بمصر عن أبي سعد ينسب إليها محمد بن سنجر القطابي كان من جرجان فسكن قطابة بعد أن كتب ببغداد وكثير من البلاد روى عن محمد بن يوسف الفريابي روى عنه جماعة وتوفي سنة 852
قطار بفتح أوله وتشديد ثانيه وآخره راء عن نصر وكتبه العمراني بضم أوله يجوز أن يكون فعالا من قطر الماء أو من قطرت البعير ومن طعنه فقطره أي ألقاه على أحد قطريه أي شقيه وهو ماء للعرب معروف أحسبه بنجد
قطاقط بفتح أوله وهو جمع قطقط وهذا المطر المتفرق المتهاتن المتتابع وقال الأصمعي القطقط المطر الصغار كأنه شذر وقطاقط اسم موضع في قول الشاعر ثوينا بالقطاقط ما ثوينا وبالعبرين حولا ما نريم
قطالية بتخفيف الياء مدينة على سواحل جزيرة صقلية ويقال قطانية وهي مدينة كبيرة على البحر من سفح جبل النار وتعرف بمدينة الفيل وهي قديمة البناء فيها آثار عجيبة وكنائس مفروشة بالرخام المجزع وفيها صورة فيل في حجارة وبه سميت مدينة الفيل
قطان موضع في قول الحطيئة الشاعر حيث قال أقاموا بها حتى أبنت ديارهم على غير دين ضارب بجران عوابس بين الطلح يرجمن بالقنا خروج الظباء من حراج قطان
قطانقان بالفتح وبعد الألف نون ثم قاف وآخره نون أيضا من قرى سرخس
قطانة قال الهروي هي مدينة بجزيرة صقلية بها شهداء في مقبرة شرقيها ذكر لي أنهم نحو ثلاثين رجلا من التابعين قتلوا هناك والله أعلم وبين قطانة وقصريانه في شرقي الجزيرة قبر أسد ابن الحارث صاحب الأسديات في الفقه من أعيان الكتاب
القطائط من قرى ذمار باليمن

القطائع وهو جمع القطيعة وهو ما أقطعه الخلفاء لقوم فعمروه وتعرف بقطائع الموالي وهو موضع كان ببغداد في الجانب الغربي متصل بربض زهير وهو موالي أم جعفر زبيدة بنت جعفر ابن المنصور ويتصل بها من جهة أخرى ربض سلمان بن مجالد
القطب بالضم ويضاف إلى ذي وهو القطب القائم الذي تدور عليه الرحى وفيه أربع لغات قطب وقطب وقطب وقطب وذو القطب موضع بالعقيق
القطبيات بالضم ثم التشديد وبعده باء موحدة وياء مشددة أظنه جمع قطبية من القطب وهو المزج اسم جبل في شعر عبيد أقفر من أهله ملحوب فالقطبيات فالذنوب
القطبية بالضم ثم الفتح والتشديد وباء موحدة وياء نسبة وهو واحد الذي قبله ماء لبني زنباع من بني أبي بكر بن كلاب وكانت القطبية ردهة في جوف سواج
قطربل بالضم ثم السكون ثم فتح الراء وباء موحدة مشددة مضمومة ولام وقد روي بفتح أوله وطائه وأما الباء فمشددة مضمومة في الروايتين وهي كلمة أعجمية اسم قرية بين بغداد وعكبرا ينسب إليها الخمر وما زالت متنزها للبطالين وحانة للخمارين وقد أكثر الشعراء من ذكرها وقيل هو اسم لطسوج من طساسيج بغداد أي كورة فما كان من شرقي الصراة فهو باد وريا وما كان من غربيها فهو قطربل وقال الببغاء يذكر قطربل وهي شمالي بغداد وكلواذى وهي جنوبيها كم للصبابة والصبا من منزل ما بين كلواذى إلى قطربل جادته من ديم المدام سحابة أغنته عن صوب الحيا المتهلل غيث إذا ما الراح أومض برقه فرعوده حث الثقيل الأول نطفت مواقع صوبه بسحابة تهمي على كرب الفؤاد فتنجلي راضعت فيه الكأس أهيف ينثني نحوي بجيد رشا وعيني مغزل فأتى وقد نقش الشعاع بنانه بمموج من نسجها ومبقل وكسا الخضاب بها بنانا يا له لو أنه من وقته لم ينصل وقال جحظة البرمكي قد أسرفت في العذل مشغولة بعذل مشغول عن العذل تقول هل أقصرت عن باطل أعرفه عن دينك الأول فقلت ما أحسبني مقصرا ما عصرت راح بقطربل وما استدار الصدغ في ناعم مورد كاللهب المشعل قالت فأين الملتقى بعد ذا فقلت بين الدن والمبزل وذكر أبو بكر الصولي قال حدثني أبو ينخت عن سليمان بن أبي نصر قال لما انصرف أبو نواس من مصر اجتاز بحمص فرأى كثرة خماريها وشهرة الشراب بها وترك كتمان الشاربين لها شربها فأعجبه ذلك فأقام بها مدة مغتبقا ومصطبحا وكان بها خمار يهودي يقال له لاوى فقال لأبي نواس كيف رأيت

مدينتنا هذه وحالنا فيها فقال له حدثنا جماعة من رواتنا أن هذه هي الأرض المقدسة التي كتبها الله تعالى لبني إسرائيل فقال له الخمار أيما أفضل عندك هذه الأرض أم قطربل فقال لولا صفاء شراب قطربل وركوبها كاهل دجلة ما كانت إلا بمنزلة حانة من حاناتها ثم مر بعانة فسمع اصطخاب الماء في الجداول فقال قد أذكرني هذا قول الأخطل من خمر عانة ينصاع الفؤاد لها بجدول صخب الآذي موار فأقام فيها ثلاثا يشرب من شرابها ثم قال لولا قربها من قطربل ومجاذبة الدواعي إليها لأقمت بها أكثر من ذلك فلما دخل إلى الأنبار تسرع إلى بغداد وقال ما قضيت حق قطربل إن أنا لم أبطىء بها فعدل إليها فأقام ثلاثا حتى أتلف فضلة كانت معه من نفقته وباع رداء معلما من أردية مصر وقال عند انصرافه من قطربل طربت إلى قطربل فأتيتها بألف من البيض الصحاح وعين ثمانين دينارا جيادا أعدها فأتلفتها حتى شربت بدين رهنت قميصي للمجون وجبتي وبعت إزارا معلم الطرفين وقد كنت في قطربل إذ أتيتها أرى أنني من أيسر الثقلين فروحت منها معسرا غير موسر أقرطس في الإفلاس من مائتين يقول لي الخمار عند وداعه وقد ألبستني الراح خف حنين ألا رح بزين يوم رحت مودعا وقد رحت منه يوم رحت بشين قال واجتمع الخمارون للسلام عليه فما شبهتهم وإياه وتعظيمهم له إلا بخاصة الرشيد عند تسليمهم عليه في يوم حفل له وقال الصولي ومن قوله أقرطس في الإفلاس من مائتين أخذ أبو تمام قوله بأبي وإن خشنت له بأبي من ليس يعرف غيره أربي قرطست عشرا في محبته في مثلها من سرعة الطلب ولقد أراني لو مددت يدي شهرين أرمي الأرض لم أصب ولقطربل أخبار وفيها أشعار يسعنا أن نجمع كتابا في أجلاد من أخبار الخلفاء والمجان والشعراء والبطالين والمتفجرين ومقابل مدينة آمد بديار بكر قرية يقال لها قطربل تباع فيها الخمر أيضا قال فيها صديقنا محمد بن جعفر الربعي الحلي الشاعر يقولون ها قطربل فوق دجلة عدمتك ألفاظا بغير معان أقلب طرفي لا أرى القفص دونها ولا النخل باد من قرى البردان
قطر كأنه من قطر الماء يقطر قطرا بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره راء موضع في جوانب البطائح بين البصرة وواسط عرف بهذه النسبة محمد بن الحكم القطري يروي عن آدم بن أبي إياس وابن أبي مريم روى عنه عثمان بن محمد السمرقندي

قطر بالتحريك وآخره راء وروي عن ابن سيرين أنه كان يكره القطر وهو أن يزن جلة من تمر أو عدلا من المتاع أو الحب ويأخذ ما بقي من المتاع على حساب ذلك ولا يزن وقال أبو معاذ القطر البيع نفسه قال أبو عبيد القطر نوع من البرود وأنشد كساك الحنظلي كساء صوف وقطريا فأنت به تفيد وقال البكراوي البرود القطرية حمر لها أعلام فيها بعض الخشونة وقال خالد بن جنبة هي حلل تعمل في مكان لا أدري أين هو وهي جياد وقد رأيتها وهي حمر تأتي من قبل البحرين قال أبو منصور في أعراض البحرين على سيف الخط بين عمان والعقير قرية يقال لها قطر وأحسب الثياب القطرية تنسب إليها وقالوا قطري فكسروا القاف وخففوا كما قالوا دهري وقال جرير لدى قطريات إذا ما تغولت بها البيد غاولن الحزوم الفيافيا كذا روى الأزهري أراد بالقطريات نجائب نسبها إلى قطر لأنه كان بها سوق لها في قديم الدهر وقال الراعي فجعل النعام قطرية الأوب أوب نعائم قطرية والآل آل نحائص حقب نسب النعام إلى قطر لاتصالها بالبر ورمال يبرين والنعام تبيض فيها فتصاد وتحمل إلى قطر وأول بيت جرير وكائن ترى في الحي من ذي صداقة وغيران يدعو ويله من حذاريا إذا ذكرت هند أتيح لي الهوى على ما ترى من هجرتي واجتنابيا خليلي لولا أن تظنا بي الهوى لقلت سمعنا من سكينة داعيا قفا واسمعا صوت المنادي فإنه قريب وما دانيت بالود دانيا ألا طرقت أسماء لا حين مطرق أحم عمانيا وأشعث ماضيا لدى قطريات إذا ما تغولت بها البيد غاولن الحزوم الفيافيا كذا رواه السكري من خط ابن أخي الشافعي ومما يصحح أنها بين عمان والبحرين قول عبدة بن الطبيب تذكر ساداتنا أهلكم وخافوا عمان وخافوا قطر وخافوا الرواطي إذا عرضت ملاحس أولادهن البقر الرواطي ناس من عبد القيس لصوص
قطرسانية بالفتح ثم السكون والسين مهملة وبعد الألف نون وياء خفيفة بلدة من أعمال إشبيلية بالأندلس
قطرغاش حصن من أعمال الثغور قرب المصيصة كان أول من عمره هشام بن عبد الملك على يد عبد العزيز بن حسان الأنطاكي
قطرونية بالضم ثم السكون والراء والواو ساكنة ونون مكسورة وياء مفتوحة بلد بالروم
القطرية من نواحي اليمامة عن الحفصي
قط هو الأبد الماضي والقط القطع وهو بلد بفلسطين بين الرملة وبيت المقدس
القطعاء بالفتح والمد تأنيث الأقطع اسم موضع

قطفتا بالفتح ثم الضم والفاء ساكنة وتاء مثناة من فوق والقصر كلمة عجمية لا أصل لها في العربية في علمي وهي محلة كبيرة ذات أسواق بالجانب الغربي من بغداد مجاورة لمقبرة الدير التي فيها قبر الشيخ معروف الكرخي رضي الله عنه بينها وبين دجلة أقل من ميل وهي مشرفة على نهر عيسى إلا أن العمارة بها متصلة إلى دجلة بينهما القرية محلة معروفة ينسب إليها جماعة منهم أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب بن قفرجل الوزان القطفتي سمع جده من أمه أبا بكر بن قفرجل وأبا حفص بن شاهين وروى عنه أبو بكر الخطيب وتوفي سنة 844 ومولده سنة 361
القطقطانة بالضم ثم السكون ثم قاف أخرى مضمومة وطاء أخرى وبعد الألف نون وهاء ورواه الأزهري بالفتح والقطقط أصغر المطر وتقطقطت الدلو في البئر إذا انحدرت موضع قرب الكوفة من جهة البرية بالطف به كان سجن النعمان بن المنذر وقال أبو عبيد الله السكوني القطقطانة بالطف بينها وبين الرهيمة مغربا نيف وعشرون ميلا إذا خرجت من القادسية تريد الشام ومنه إلى قصر مقاتل ثم القريات ثم السماوة ومن أراد خرج من القطقطانة إلى عين التمر ثم ينحط حتى يقرب من الفيوم إلى هيت
القطم بالتحريك شدة غلمة الفحل والقطم الفحل الهائج وقد قطم يقطم والقطم موضع في شعر الأعشى
قطنا من قرى دمشق منها الحسن بن علي بن محمد أبو علي القطني روى عن أبي بكر محمد بن حميد بن معيوف روى عنه عبد العزيز الكناني قاله الحافظ أبو القاسم
قطن بالتحريك وآخره نون قال ابن السكيت القطن ما بين الوركين وعن صاحب العين القطن الموضع العريض بين الثبج والعجز وقال الأصمعي قطن الطائر أصل ذنبه وفي الحديث أن آمنة لما حملت بالنبي صلى الله عليه و سلم قالت ما وجدته في القطن ولا الثنة ولكني أجده في كبدي فالقطن أسفل الظهر والثنة أسفل البطن وقطن جبل لبني أسد في قول امرىء القيس يصف سحابا أصاح ترى برقا أريك وميضه كلمع اليدين في حبي مكلل ثم يقول بعد أبيات على قطن بالشيم أيمن صوبه وأيسره على الستار فيذبل قال الأصمعي وفيما بين الفوارة وهي قرية ذكرت في موضعها والمغرب جبل يقال له قطن به مياه أسماؤها السليع والعاقرة والثيلة والممها وهي لبني عبس كلها وقال الزمخشري هو لبني عبس وأنشد أين انتهى يا بن صميعاء السنن ليس لعبس جبل غير قطن وقال أبو عبيد الله السكوني قطن جبل مستدير ململم يجري من رأسه عيون لبني عبس بين الحاجر والمعدن وبه ماء يقال له السليع وقال بعض الأعراب سلم على قطن إن كنت نازلة سلام من كان يهوى مرة قطنا

أحبه والذي أرسى قواعده حبا إذا علنت آياته بطنا يا ليتنا لا نريم الدهر ساحته وليتها حين سرنا غربة معنا ما من غريب وإن أبدى تجلده إلا تذكر عند الغربة الوطنا انظر وأنت بصير هل ترى قطنا من رأس حوران من آت لنا قطنا يا ويحها نظرة ليست براجعة خيرا ولكنها من غيره قمنا قال ابن السكيت قطن جبل لبني عبس كثير النخل والمياه بين الرمة وبين أرض بني أسد وذكر عنه أيضا أنه قال قطن جبل في ديار عبس بين بغيض عن يمين النباج والمدينة بين أثال وبطن الرمة قال كثير فإنك عمري هل أريك ظعائنا بصحن الشتا كالدوم من بطن تريما نظرت إليها وهي تنضو وتكتسي من القفر آلاء فما زال أقتما وقد جعلت أشجان برك يمينها وذات الشمال من مريخة أشأما مولية أيسارها قطن الحمى تواعدن شربا من حمامة معظما وقال الواقدي قطن ماء ويقال جبل من أرض بني أسد بناحية فيد وغزوة قطن قتل بها مسعود بن عروة وأمير جيش رسول الله صلى الله عليه و سلم أبو سلمة بن عبد الأسد وذكره في المغازي كثير
و قطن أيضا موضع من أرض الشربة
قطوان بالتحريك وآخره نون قال أبو عبيد القطو تقارب الخطو من النشاط وقد قطا يقطو وهو رجل قطوان وقال شمر هو عندي قطوان بسكون الطاء وقطوان موضع جاء ذكره في الحديث أنه يبعث منه سبعون ألف شهيد وقال أبو الفضل بن طاهر المقدسي قطوان موضع بالكوفة وليس باسم قبيلة ينسب إليه أبو الهيثم خالد بن مخلد القطواني المحدث المشهور وعبد الله بن أبي زياد القطواني سمع عبيد الله بن موسى روى عنه أبو بكر بن خزيمة وغيره ويحيى بن يعلى أبو زكرياء الأسلمي القطواني وليس بيحيى بن يعلى المحاربي فإن المحاربي ثقة والأسلمي ضعيف وإسماعيل بن خالد القطواني الكوفي و قطوان أيضا قرية من قرى سمرقند على خمسة فراسخ منها ينسب إليها محمد بن عصام بن أبي أحمد أبو عبد الله الفقيه القطواني سمع محمد بن نصر المروزي روى عنه أبو سعد الإدريسي الحافظ ومات سنة 253 وإسماعيل بن مسلم شيخ حدث بقطوان عن محمد بن عمر بن علي المقدمي روى عنه العباس بن الفضل بن يحيى السمرقندي قال أبو سعد الإدريسي صاحب تاريخ سمرقند لا أدري أهو من أهلها أو من ساكنيها وأبو محمد محمد بن محمد بن أيوب القطواني كان مفتيا واعظا مفسرا مات سنة 056 قال المؤلف رحمة الله عليه أنبأنا افتخار الدين أبو هاشم عبد المطلب ابن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي الحلبي قال حدثنا الشيخ العدل أبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر الحلمي بإسناد رفعه إلى حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم وراء سمرقند تربة يقال لها قطوان يبعث منها سبعون ألف شهيد يشفع كل شهيد في سبعين من أهل بيته وعترته وقد ذكرت الحديث بطوله في بخارى

قطور مدينة من نواحي مصر بكورة الغربية
قطوطى بالفتح على فعولى من القطاط وهو حرف من الجبل وحرف من صخر كأنما قط قطا والجمع الأقطة وقال أبو زيد هو أعلى حافة الكهف ويجوز أن يكون فعوعل من القطو وهو تقارب الخطو من النشاط واقطوطى الرجل إذا مشى كذلك وهو اسم موضع
قطيات جمع تصغير قطاة وهو من القطو مشية أو حكاية صوت هضاب لبني جعفر بن كلاب بالحمى حمى ضرية قال مطير بن أشيم الأسدي فجال جأب كسفود الحديد له وسط الأماعز من نقع جنابان تهوي سنابك رجليه مجنبة في مكرة من صفيح القف كذان ينتاب ماء قطيات فأخلفه وكان منهله ماء بحوارن تظل فيه بنات الماء طافية كأن أعينها أشباه خيلان وقال الأصمعي قال العامري وقطيات هضاب لنا وهن هضاب حمر ملس بالوضح وضح الحمى متجاورات ينظر بعضهن إلى بعض وهي قلات مياه كعب بن كلاب ومياه بني أبي بكر بن كلاب
قطيعة بفتح أوله وكسر ثانيه وياء ساكنة في حديث الأبيض بن حمال المأربي أنه استقطع النبي صلى الله عليه و سلم الملح الذي بمأرب فأقطعه إياه يقال استقطع فلان الإمام قطيعة من عفو البلاد فأقطعه إياها إذا سأله أن يقطعها له مفروزة محدودة يملكه إياها فإذا أعطاه إياها كذلك فقد أقطعه إياها والقطائع من السلطان إنما تجوز في عفو البلاد التي لا ملك لأحد عليها ولا عمارة توجب ملكا لأحد فيقطع الإمام المستقطع له منها قدر ما يتهيأ له عمارته بإجرار الماء إليه أو باستخراج عين فيه أو بتحجير عليه ببناء أو حائط يحرزه وقال العمراني قطيعة موضع شجير فجعله علما لموضع بعينه وقد أقطع المنصور لما عمر بغداد قواده ومواليه قطائع وكذلك غيره من الخلفاء وقد أضيف كل قطيعة إلى واحد من رجل أو امرأة وأنا أذكر من أضيف إليه ههنا على حروف المعجم حسب ترتيب أصل الكتاب ليسهل الطلب ويتيسر السبب إن شاء الله تعالى
قطيعة إسحاق هو إسحاق الأزرق الشروي مولى محمد بن علي بن عبد الله بن عباس محلة أقطعها له المنصور ببغداد قرب الكرخ عن يمين سويقة أبي الورد
قطيعة أم جعفر هي زبيدة بنت جعفر بن المنصور أم محمد الأمين وكانت محلة ببغداد عند باب التين وهو الموضع الذي فيه مشهد موسى بن جعفر رضي الله عنه قرب الحريم بين دار الرقيق وباب خراسان وفيها الزبيدية وكان يسكنها خدام أم جعفر وحشمها وقال الخطيب قطيعة أم جعفر بنهر القلايين ولعلها اثنتان وقد نسب إلى هذه القطيعة إسحاق بن محمد بن إسحاق أبو عيسى الناقد حدث عن الحسن بن عرفة روى عنه أبو الحسن الجراحي ويوسف بن عمر القواس وإدريس بن ظهر بن حكيم بن مهران بن فروخ أبو محمد القطيعي حدث عن أبي بكر بن أبي شيبة ومحمد بن سلمان روى عنه محمد بن المظفر وغيره
قطيعة بني جدار منسوبة إلى بطن من الخزرج فيما أحسب ببغداد ينسب إليها بعض الرواة جداري

ذكرته في بابه
قطيعة الرقيق ببغداد ينسب إليها أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل وإبراهيم الحربي وغيرهما روى عنه الحاكم أبو عبد الله وأبو نعيم الحافظ وغيرهما وكان مكثرا مات في سنة 368 وبطريقه يروى مسند أحمد بن حنبل
قطيعة الربيع وهي منسوبة إلى الربيع بن يونس حاجب المنصور ومولاه وهو والد الفضل وزير المنصور وكانت قطيعة الربيع بالكرخ مزارع الناس من قرية يقال لها بياوري من أعمال بادوريا وهما قطيعتان خارجة وداخلة فالداخلة أقطعه إياها المنصور والخارجة أقطعه إياها المهدي وكان التجار يسكنونها حتى صارت ملكا لهم دون ولد الربيع وقد نسب إلى قطيعة الربيع فيما زعم المحدثون أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم بن معمر بن الحسن الهروي القطيعي بغدادي ثقة
قطيعة ريسانة بفتح الراء ثم ياء مثناة من تحت وسين مهملة وبعد الألف نون أظنها من قهارمة المنصور أو ابنه المهدي محلة كانت بقرب مسجد ابن رغبان قرب باب الشعير من غربي بغداد
قطيعة زهير قرب حريم بني طاهر خربت بالجانب الغربي وهو زهير بن محمد الأبيوردي أحد القواد الخراسانية وقد ذكر في الزهيرية
قطيعة العجم ببغداد في طرف المدينة بين باب الحلبة وباب الأزج والريان محلة كبيرة عظيمة فيها أسواق كأنها مدينة برأسها وقد نسب إليها قوم منهم أبو العباس أحمد بن عمر بن الحسين القطيعي الفقيه الحنبلي كان واعظا وابنه أبو الحسن محمد يحيا الآن روى عن النقيب أبي العباس أحمد بن محمد بن عبد العزيز وجمع تاريخا لبغداد وأبي بكر محمد بن أبي عبيد الله نصر الزاغوني وغيرهما ومولده في رجب سنة 456
قطيعة العكي وهو مقاتل بن حكيم بن عبد الرحمن بن الحارث بن عنزة بن دماعة بن صحار ابن زيد بن كعب بن غالب بن يزيد بن مرة بن صحار بن الغافق بن عك بن عدنان أحد قواد أبي جعفر المنصور وكان العكي أحد النقباء السبعين أولي البأس والذكر كانت قطيعته ببغداد بين باب البصرة وباب الكوفة من مدينة أبي جعفر المنصور وقد مر ذكره في طاقات العكي
قطيعة عيسى هو عيسى بن علي بن عبد الله ببغداد ينسب إليها إبراهيم بن محمد بن الهيثم أبو القاسم القطيعي كان يسكن في جوار عبيد العجلي بقطيعة عيسى حدث عن منصور بن أبي مزاحم وأبي معمر الهذلي وعمرو الناقد وغيرهم روى عنه أبو عبد الله المحاملي وغيره
قطيعة الفقهاء بالكرخ وقد فرق المحدثون بينها وبين قطيعة الربيع بالكرخ فنسبوا إلى هذه أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن منصور القطيعي الكرخي روى عن خديجة بنت محمد بن عبد الله الشاهجانية وابي بكر الخطيب وغيره ذكره أبو سعد في شيوخه وتوفي سنة 735 أو 835
قطيعة أبي النجم ببغداد أيضا بالجانب الغربي أحد قواد المنصور خراساني وكانت أم سلمة بنت أبي النجم هذا عند أبي مسلم الخراساني وهذه القطيعة متصلة بقطيعة زهير قرب الحريم الطاهري وهي الآن خراب

قطيعة النصارى محلة متصلة بنهر طابق من محال بغداد
القطيف بفتح أوله وكسر ثانيه فعيل من القطف وهو القطع للعنب ونحوه كل شيء تقطفه عن شيء فقد قطعته والقطف الخدش وهي مدينة بالبحرين هي اليوم قصبتها وأعظم مدنها وكان قديما اسما لكورة هناك غلب عليها الآن اسم هذه المدينة وقال الحفصي القطيف قرية لجذيمة عبد القيس وقال عمرو بن أسوى العبدي وتركن عنتر لا يقاتل بعدها أهل القطيف قتال خيل تنفع ولما قدم وفد عبد القيس على النبي صلى الله عليه و سلم قال لسيديها الجون والجارود وجعل يسألهما عن البلاد فقالا يا رسول الله دخلتها قال نعم دخلت هجر وأخذت اقليدها وكان نجدة الحروري أنفذ ابنه المطرح في خيل إلى عبد القيس بالقطيف ليتصدقهم فقتل المطرح في الحرب ثم انتصرت الخوارج عليهم فقال حمل بن المعني العبدي نصحت لعبد القيس يوم قطيفها فما خير نصح قيل لم يتقبل فقد كان في أهل القطيف فوارس حماة إذا ما الحرب ألقت بكلكل
القطيفة تصغير القطيفة وهو كساء له خمل يفترشه الناس وهو الذي يسمى اليوم زولية ومحفورة وهي قرية دون ثنية العقاب للقاصد إلى دمشق في طرف البرية من ناحية حمص
قطين قرية من مخلاف سنحان باليمن
قطية بالفتح ثم السكون وياء مفتوحة أظنه من تقطيت على القوم إذا تطلبتهم حتى تأخذ منهم شيئا وقطية قرية في طريق مصر في وسط الرمل قرب الفرما بيوتهم صرائف من جريد النخل وشربهم من ركية عندهم جائفة ملحة ولهم سويق فيه خبز إذا أكل وجد الرمل في مضغه فلا يكاد يبالغ في مضغه وعندهم سمك كثير لقربهم من البحر
قطية كأنه تصغير قطاة من الطير وهو ماء بين جبلي طيء وتيماء وإياها أراد حاجب بن حبيب بقوله فيما أحسب وذلك أنهم كثيرا ما يثنون المفرد ويحرفونه للوزن هل أبلغنها بمثل الفحل ناجية عنس عذافرة بالرحل مذعان كأنها واضح الأقراب حلأه عن ماء ماوان رام بعد إمكان ينتاب ماء قطيات فأخلفه كأن مورده ماء بحوران
باب القاف والعين وما يليهما
قعاس بكسر أوله وهو جمع القعس وهو ضد الحدب كأنه انقعار الظهر وقعاس جبل من ذي الرقيبة
القعاقع جمع القعقاع يقال خمس قعقاع إذا كان بعيدا والسير فيه متعبا وكذلك طريق قعقاع إذا بعد واحتاج السائر فيه إلى جد سمي بذلك لأنه يقعقع الركاب ويتعبها وبالشريف من بلاد قيس مواضع يقال لها القعاقع عن الأزهري وقال أبو زياد الكلابي القعاقع بلاد كثيرة من بلاد العجلان وقال البعيث أزارتك ليلى والرفاق بغمرة وقد بهر الليل النجوم الطوالع

وأنى اهتدت ليلى لعوج مناخة ومن دون ليلى يذبل فالقعاقع تمطت إلينا هول كل تنوفة تكل الصبا في عرضها والنزائع طمعت بليلى أن تريع وربما تقطع أعناق الرجال المطامع وبايعت ليلى في الخلاء ولم يكن شهودي على ليلى عدول مقانع وما أنت في شر إذا كنت كلما تذكرت ليلى ماء عينك دافع
قعبة العلم أرض واسعة ينزلها العرب في زمن الربيع وهي كثيرة النصي وليس بها ماء عذب وهي في قبلي بسيطة والعلم جبل عال في غربيها منسوبة إليه وهو في طريق السالك من تبوك وفي قبليها ماء عذب يقال له ثجر
القعراء تأنيث الأقعر من قولهم أقعرت البئر إذا جعلت لها قعرا وما شابهه والقعراء اسم ماء أو بقعة
القعر بفتح أوله وسكون ثانيه وهو وسط الشيء مع نزل فيه قال الكندي قال عرام ومن ذرة قرية يقال لها القعر وقرية يقال لها الشرع وهما شرقيتان وفي كل هذه القرى مزارع ونخيل على عيون وهما على واد يقال له رخيم والله الموفق
قعرة من قرى اليمن من ناحية ذمار
قعسان بالفتح ثم السكون وهو من القعس ضد الحدب اسم موضع
قعسرى بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح السين وتشديد الراء والقصر والقعسري بتخفيف الراء وتشديد الياء الجمل الضخم الشديد وبهذه الصيغة أظنه للمبالغة والتعظيم وهو اسم موضع في شعر علقة بن جحوان العنبري تدق الحصى والمرو دقا كأنها بروضة قعسرى سمامة موكب
القعقاع بالفتح وقد ذكر اشتقاقه في القعاقع وهو طريق تأخذ من اليمامة والبحرين كان في الجاهلية
قعمعم هو تضعيف القعم وهو ضخم الأرنبة ونتوها وانخفاض القصبة موضع
القعمة من قرى ذمار باليمن
قعيقعان بالضم ثم الفتح بلفظ تصغير وهو اسم جبل بمكة قيل إنما سمي بذلك لأن قطوراء وجرهم لما تحاربوا قعقعت الأسلحة فيه وعن السدي أنه قال سمي الجبل الذي بمكة قعيقعان لأن جرهم كانت تجعل فيه قسيها وجعابها ودرقها فكانت تقعقع فيه قال عرام ومن قعيقعان إلى مكة اثنا عشر ميلا على طريق الحوف إلي اليمن
و قعيقعان قرية بها مياه وزروع ونخيل وفواكه وهي اليمانية والواقف على قعيقعان يشرف على الركن العراقي إلا أن الأبنية قد حالت بينهما قاله البلخي وقال عمر بن أبي ربيعة قامت تراءى بالصفاح كأنها كانت تريد لنا بذاك ضرارا سقيت بوجهك كل أرض جئتها ولمثل وجهك أسقي الأمطارا من ذا نواصل إن صرمت حبالنا أو من نحدث بعدك الأسرارا هيهات منك قعيقعان وأهلها بالحزنتين فشط ذاك مزارا وبالأهواز جبل يقال له قيقعان منه نحتت أساطين

مسجد البصرة سمي بذلك لأن عبد الله بن الزبير ابن العوام ولى ابنه حمزة البصرة فخرج إلى الأهواز فلما رأى جبلها قال كأنه قعيقعان فلزمه ذلك قال أعرابي لا ترجعن إلى الأهواز ثانية قعيقعان الذي في جانب السوق
باب القاف والفاء وما يليهما
قفا آدم بالقصر وآدم باسم آدم أبي البشر وهو اسم جبل قال مليح الهذلي لها بين أعيار إلى البرك مربع ودار ومنها بالقفا متصيف
القفال موضع في شعر لبيد حيث قال ألم تلمم على الدمن الخوالي لسلمى بالمذانب فالقفال فجنبي صوأر فنعاف قو خوالد ما تحدث بالزوال تحمل أهلها إلا غرارا وعزوا بعد أحياء حلال
القفاعة من نواحي صعدة ثم أرض خولان باليمن يسكنها بنو معمر بن زرارة بن خولان بها معدن الذهب
القفس بالضم ثم السكون والسين المهملة وأكثر ما يتلفظ به غير أهله بالصاد وهو اسم عجمي وهو بالعربية جمع أقفس وهو اللئيم مثل أشهل وشهل قال الليث القفس جبل بكرمان في حيالها كالأكراد يقال لهم القفس والبلوص قال الراجز يذكره والمشتق منه وكم قطعنا من عدو شرس زط وأكراد وقفس قفس قال الرهني القفس جبل من جبال كرمان مما يلي البحر وسكانه من اليمانية ثم من الأزد بن الغوث ثم من ولد سليمة بن مالك بن فهم وولده لم يكونوا في جزيرة العرب على دين العرب للاعتراف بالمعاد والإقرار بالبعث ولا كانوا مع ذلك على دينهم في عبادة طواغيتهم التي كانوا يعبدونها من الأوثان والأصنام ثم انتقلوا إلى عبادة النيران فلم يعبدوها أيضا عندهم وفي قدرتهم ثم فتحت كرمان على عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه فلم يظهر لأحد منهم من ذلك الزمان إلى هذا الزمان ما يوجب لهم اسم نحلة وعقد ولا اسم ذمة وعهد ولم يكن في جبالهم التي هي مأواهم بيت نار ولا فهر يهود ولا بيعة نصارى ولا مصلى مسلم إلا ما عساه بناه في جبالهم الغزاة لهم وأخبرني مخبر أنه أخرج من جبالهم الأصنام الكثيرة ولم أتحققه قال الرهني وإني وجدت الرحمة في الإنسان وإن تفاوت أهلها فيها فليس أحد منهم يعرى من شيء منها فكأنها خارجة من الحدود التي يميز بها الإنسان من جميع الحيوان كالعقل والنطق اللذين جعلا سببا للأمر والزجر ولأن الرحمة وإن كانت من نتائج قلب ذي الرحمة ولذلك في هذه الخلة التي كأنها في الإنسان صفة لازمة كالضحك فلم أجد في القفس منها قليلا ولا كثيرا فلو أخرجناهم بذلك عن حد من حدود الإنسان لكان جائزا ولو جعلناهم من جنس ما يصاد ويرمى لا من جنس ما يغزى ويدعى ويؤمر وينهى إذا ما كان على ما بان لنا وظهر وانكشف وشهر أنه لم يصلح إلى سياسة سائس ولا دعوة داع وهداية هاد ولم يعلق بقلوبهم ما يعلق بقلوب من هو مختار للخير والشر والإيمان والكفر كأن السبع الذي يقتل في الحرم والحل وفي السرق والأمن ولا يستبقى للاستصلاح

والاستحياء للإصلاح أشبه منه بالإنسان الذي يرجى منه الارعواء عن الجهالة والنزوع من البطالة والانتقال من حالة إلى حالة قال وولد مالك بن فهم ثمانية فراهيد والخمام والهناءة ونوى والحارث ومعن وسليمة وجذيمة الأبرش بنو مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد قال والمتمرد من ولد عمرو بن عامر بوادي سبا هو جد القفس وذلك أن سليمة بن مالك هو قاتل أبيه مالك بن فهم وهو الفار من إخوته بولده وأهله من ساحل العرب إلى ساحل العجم مما يلي مكران والقاطن بعد في تلك الجبال قال الرهني وأردنا بذكر هذه الأمور التي بيناها من القفس لندل على أنهم لم يكن لهم قط في جاهلية ولا إسلام ديانة يعتمدونها وليعلم الناس أنهم مع هذه الأحوال يعظمون من بين جميع الناس علي بن أبي طالب رضي الله عنه لا لعقد ديانة ولكن لأمر غلب على فطرتهم من تعظيم قدره واستبشارهم عند وصفه قال البشاري الجبال المذكورة بكرمان جبال القفص والبلوص والقارن ومعدن الفضة وجبال القفص شمالي البحر من خلفها جروم جيرفت والروذبار وشرقيها الأخواس ومفازة بين القفص ومكران وغربيها البلوص ونواحي هرمز ويقال إنها سبعة أجبل وإن بها نخلا كثيرا وخصبا ومزارع وإنها منيعة جدا والغالب عليهم النحافة والسمرة وتمام الخلقة يزعمون أنهم عرب وهم مفسدون في الأرض وبين أقاليم الأعاجم مفازة وجبال ليس بها نهر يجري ولا رستاق ولا مدينة مشهورة يسكنها الذعار صعبة المسلك وفيها طرق تسلك من بعض النواحي إلى بعض فلذلك قد عمل فيها حياض ومصانع أكثرها من خراسان وبعضها من كرمان وفارس والجبال والسند وسجستان والذعار بها كثير لأنهم إذا قطعوا في عمل هربوا إلى الآخر وكمنوا في كركس كوه وسياه كوه حيث لا يقدر عليهم وليس بها من المدن المعروفة إلا سفند وهي من حدود سجستان ويحيط بهذه الجبال والمفاوز الموحشة من المدن المعروفة من كرمان خبيص ونرماسير ومن فارس يزد وزرند ومن أصبهان إلى أردستان والجبال قم وقاشان ومن قوهستان طبس وقائن ومن قومس بيار قال ومثلها مثل البحر كيف ما شئت فسر إذا عرفت السمت لأن طرقها مشتهرة مطروقة قال وقد خرجنا من طبس نريد فارس فمكثنا فيها سبعين يوما نعدل من ناحية إلى ناحية نقع مرة في طريق كرمان وتارة نقرب من أصبهان فرأيت من الطرق والمعارج ما لا أحصيه وفي هذه الجبال صرود وجروم ونخيل وزروع ورأيت أسهلها وأعمرها طريق الري وأصعبها طريق فارس وأقربها طريق كرمان وكلها مخيفة من قوم يقال لهم القفص يسيرون إليها من جبال لهم بكرمان وهم قوم لا خلاق لهم وجوههم وحشة وقلوبهم قاسية وفيهم بأس وجلادة لا يبقون على أحد ولا يقنعون بأخذ المال وإنما يقتلون صاحبه وكل من ظفروا به قتلوه بالأحجار كما تقتل الحيات يمسكون رأس الرجل ويضعونه على بلاطة ويضربونه بالحجارة حتى يتفدغ وسألتهم لم تفعلون ذلك فقالوا حتى لا تفسد سيوفنا فلا يفلت منهم أحد إلا نادرا ولهم مكامن وجبال يمتنعون بها وقتالهم بالنشاب ومعهم سيوف وكان البلوص شرا منهم فتتبعهم عضد الدولة حتى أفناهم وصمد لهؤلاء فقتل منهم كثيرا وشردهم ولا يزال أبدا عنك المتملك على فارس رهائن منهم كلما ذهب قوم استعاد قوما وهم أصبر خلق الله على

الجوع والعطش وأكثر زادهم شيء يتخذونه من النبق ويجعلونه مثل الجوز يتقوتون به ويدعون الإسلام وهم أشد على المسلمين من الروم والترك ومن رسمهم أنهم إذا أسروا رجلا حملوه على العدو معهم عشرين فرسخا حافي القدم جائع الكبد وهم مع ذلك رجالة لا رغبة لهم في الدواب والركوب وربما ركبوا الجمازات وحدثني رجل من أهل القرآن وقع في أيديهم قال أخذوا مرة فيما أخذوا من المسلمين كتبا فطلبوا في الأسارى رجلا يقرأ لهم فقلت أنا فحملوني إلى رئيسهم فلما قرأت الكتب قربني وجعل يسألني عن أشياء إلى أن قال لي ما تقول فيما نحن فيه من قطع الطريق وقتل النفس فقلت من فعل ذلك استوجب من الله المقت والعذاب الأليم في الآخرة فتنفس نفسا عاليا وانقلب إلى الأرض واصفر وجهه ثم أعتقني مع جماعة وسمعت بعض التجار يقول إنهم إنما يستحلون أخذ ما يأخذونه بتأويل أنها أموال غير مزكاة وأنهم محتاجون إليه فأخذها واجب عليهم وحق لهم
القفص بالضم ثم السكون وآخره صاد مهملة جبال القفص لغة في القفس المذكور قبل هذا قال أبو الطيب لما أصار القفص أمس الخالي وكان عضد الدولة قد غزا أهل القفص ونكى فيهم نكاية لم ينكها أحد فيهم وأفنى أكثرهم و القفص أيضا قرية مشهورة بين بغداد وعكبرا قريب من بغداد وكانت من مواطن اللهو ومعاهد النزه ومجالس الفرح تنسب إليها الخمور الجيدة والحانات الكثيرة وقد أكثر الشعراء من ذكرها فقال أبو نواس رددتني في الصبا على عقبي وسمت أهلي الرجوع في أدبي لولا هواؤك ما اغتربت ولا حطت ركابي بأرض مغترب ولا تركت المدام بين قرى ال كرخ فبورى فالجوسق الخرب وباطرنجى فالقفص ثم إلى قطربل مرجعي ومنقلبي ولا تخطيت في الصلاة إلى تبت يدا شيخنا أبي لهب كان قد هوي غلاما من بني أبي لهب لما حج فقال هذه الأبيات ونسب إليها أبو سعد أبا العباس أحمد بن الحسن بن أحمد بن سلمان القفصي الشيخ الصالح سكن بغداد وسمع الحسن بن طلحة النعالي وغيره وذكره في شيوخه قال ومولده في سنة 466
قفصة بالفتح ثم السكون وصاد مهملة القفص الوثب والقفص النشاط هذا عربي وأما قفصة اسم البلد فهو عجمي وهي بلدة صغيرة في طرف إفريقية من ناحية المغرب من عمل الزاب الكبير بالجريد بينها وبين القيروان ثلاثة أيام مختطة في أرض سبخة لا تنبت إلا الأشنان والشيح يشتمل سورها على ينبوعين للماء أحدهما يسمى الطرميذ والآخر الماء الكبير وخارجها عينان أخريان إحداهما تسمى المطوية والأخرى بيش وعلى هذه العين عدة بساتين ذوات نخل وزيتون وتين وعنب وتفاح وهي أكثر بلاد إفريقية فستقا ومنها يحمل إلى جميع نواحي إفريقية والأندلس وسجلماسة وبها تمر مثل بيض الحمام وتمير القيروان بأنواع الفواكه قال وقد قسم ذلك الماء على البساتين بمكيال توزن به

مقادير شربها معمولة بحكمة لا يدركها الناظر لا يفضل الماء عنها ولا يعوزها تشرب في كل خمسة عشر يوما شربا وحولها أكثر من مائتي قصر عامرة آهلة تطرد حواليها المياه تعرف بقصور قفصة ومن قصور قفصة مدينة طراق وهي مدينة حصينة أجنادها أربابها لها سور من لبن عال جدا طول اللبنة عشرة أشبار خربه يوسف بن عبد المؤمن حتى ألحقه بالأرض لأن أهلها عصوا عليه مرارا ومنها إلى توزر مدينة أخرى يوم ونصف وقال ابن حوقل قفصة مدينة حسنة ذات سور ونهر أطيب من ماء قسطيلية وهي تصاقب من جهة إقليم قمودة مدينة قاصرة قال وأهلها وأهل قسطيلية والحمة ونفطة وسماطة شراة متمردون عن طاعة السلطان وينسب إلى قفصة جميل بن طارق الإفريقي يروي عن سحنون بن سعيد
قفط بكسر أوله وسكون ثانيه كلمة عجمية لا أعرف في العربية لها أصلا وهي مسماة بقفط بن مصر بن بيصر بن حام بن نوح عليه السلام وقبط بالباء الموحدة قالوا إنه أخو قفط وأصله في كلامهم قفطيم ومصريم ولما حاز مصر بن بيصر الديار المصرية كما ذكرنا في مصر وكثر ولده أقطع ابنه قفط بالصعيد الأعلى إلى أسوان في المشرق وابتنى مدينة قفط في وسط أعماله فسميت به وهي الآن وقف على العلوية من أيام أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب رضي الله عنه وليس في ديار مصر ضيعة وقف ولا ملك لأحد غيرها إنما الجميع للسلطان إلا الحبس الجيوشي وهو ضياع وقرى وقفها أمير الجيوش بدر الجمالي قال والغالب على معيشة أهلها التجارة والسفر إلى الهند وليست على ضفة النيل بل بينهما نحو الميل وساحلها يسمى بقطر وبينها وبين قوص نحو الفرسخ وفيها أسواق وأهلها أصحاب ثروة وحولها مزارع وبساتين كثيرة فيها النخل والأترج والليمون والجبل عليها مطل وإليها ينسب الوزير الصاحب جمال الدين الأكرم أبو الحسن علي بن يوسف بن إبراهيم الشيباني القفطي أصلهم قديما من أرض الكوفة انتقلوا إليها فأقاموا بها ثم انتقل فأقام بحلب وولي الوزارة لصاحبها الملك العزيز ابن الملك الظاهر غازي بن أيوب وهو الآن بها وأبوه الأشرف ولي عدة ولايات منها البيت المقدس وانتقل إلى اليمن فهو إلى الآن به في حياة وأخوه مؤيد الدين إبراهيم بحلب أيضا وكلهم كتاب علماء فضلاء لهم تصانيف وأشعار وآداب وذكاء وفطنة وفضل غزير
القف بالضم والتشديد والقف ما ارتفع من الأرض وغلظ ولم يبلغ أن يكون جبلا وقال ابن شميل القف حجارة غاص بعضها ببعض مترادف بعضها إلى بعض حمر لا يخالطها من اللين والسهولة شيء وهو جبل غير أنه ليس بطويل في السماء فيه إشراف على ما حوله وما أشرف منه على الأرض حجارة تحت تلك الحجارة أيضا حجارة قال ولا تلقى قفا إلا وفيه حجارة متعلقة عظام مثل الإبل البروك وأعظم وصغار قال ورب قف حجارته فنادير أمثال البيوت قال ويكون في القف رياض وقيعان فالروضة حينئذ من القف الذي هي فيه ولو ذهبت تحفر فيها لغلبتك كثرة حجارتها وإذا رأيتها رأيتها طينا وهي تنبت وتعشب وإنما قف القفاف حجارتها قال الأزهري وقفاف الصمان بهذه الصفة وهي بلاد عريضة واسعة فيها رياض وقيعان وسلقان كثيرة وإذا أخصبت ربعت العرب جميعا بكثرة مراتعها وهي من حزون نجد و القف علم لواد من أودية المدينة عليه مال لأهلها وأنشد الأصمعي لتماضر

بنت مسعود بن عقبة أخي ذي الرمة وكان زوجها خرج عنها إلى القفين نظرت ودوني القف ذو النخل هل أرى أجارع في آل الضحى من ذرى الرمل فيا لك من شوق وجيع ونظرة ثناها علي القف خبلا من الخبل ألا حبذا ما بين حزوى وشارع وأنقاء سلمى من حزون ومن سهل لعمري لأصوات المكاكي بالضحى وصوت صبا في حائط الرمث بالذحل وصوت شمال زعزعت بعد هدأة ألاء وأسباطا وأرطى من الحبل أحب إلينا من صياح دجاجة وديك وصوت الريح في سعف النخل فيا ليت شعري هل أبيتن ليلة بجمهور حزوى حيث ربتني أهلي وقال زهير لمن طلل كالوحي عاف منازله عفا الرس منه فالرسيس فعاقله فقف فصارات بأكناف منعج فشرقي سلمى حوضه فأجاوله ثم أضاف إليه شيئا آخر وثناه فقال زهير أيضا كم للمنازل من عام ومن زمن لآل سلماء بالقفين فالركن و القف موضع بأرض بابل قرب باجوا وسورا خرج منه شبيب بن بحرة الأشجعي الخارجي المشارك لابن ملجم في قتل علي رضي الله عنه في جماعة من الخوارج فخرج إليه أهل الكوفة في إمارة المغيرة بن شعبة فقتلوه
قفل بضم أوله وسكون ثانيه وآخره لام والقفل معروف من الحديد ويجوز أن يكون جمع قفلة وهي شجرة تنبت في نجود الأرض جمعها قفل وهو موضع في شعر أبي تمام والقفل من حصون اليمن
قفل قال عرام والطريق من بستان ابن عامر إلى مكة على قفل وقفل الثنية التي تطلعك على قرن المنازل ثم جبال الطائف تلهزك عن يسارك وأنت تؤم مكة متقاودة وهي جبال حمر شوامخ أكثر نباتها القرظ
قفوص بالفتح وآخره صاد مهملة ويجوز أن يكون من قولهم قفص فلان يقفص قفصا إذا تشنج من البرد وكذلك كل شيء إذا تشنج وهو موضع في شعر عدي بن زيد
القفو بالفتح ثم السكون وآخره واو معربة والقفو مصدر قولك قفا يقفو قفوا وهو أن يتتبع شيئا ومنه قوله تعالى ولا تقف ما ليس لك به علم وهو اسم موضع
القفيان تصغير تثنية القفا أو تصغير تثنية القفية وهي الزبية على الترخيم وهو موضع قال مهاة ترعى بالقفيين مرشح
قفير تصغير القفر وهو المكان الخالي من الناس وقد يكون فيه كلأ اسم موضع قال ابن مقبل كأني ورحلي روحتنا نعامة تخرم عنها بالقفير رئالها
القفير بالفتح ثم الكسر يجوز أن يكون فعيلا من القفر وهو الخلاء والقفير الزنبيل الكبير لغة يمانية وهو ماء في طريق الشام بأرض عذرة

قفيل فعيل بفتح أوله وكسر ثانية من قولهم قفل من سفره إذا رجع إلى أهله موضع في ديار طيء قال زيد الخيل قبل موته في قطعة ذكرت في فردة سقى الله ما بين القفيل فطابة فما دون أرمام فما فوق منشد
باب القاف واللام وما يليهما
قلاب بالضم والتخفيف وآخره باء موحدة والقلاب داء يأخذ الإبل في رؤوسها فيقلبها إلى فوق وهو جبل في ديار بني أسد قتل فيه بشر بن عمرو بن مرثد قالت خرنق بنت هفان بن بدر لقد أقسمت آسى بعد بشر على حي يموت ولا صديق وبعد الخير علقمة بن بشر كما مال الجذوع من الخريق فكم بقلاب من أوصال خرق أخي ثقة وجمجمة فليق ندامى للملوك إذا لقوهم حبوا وسقوا بكأسهم الرحيق وأنشد أبو علي الفارسي في كتابه في أبيات المعاني أقبلن من بطن قلاب بسحر يحملن فحما جيدا غير دعر أسود صلالا كأعيان البقر وقال قلاب اسم موضع وقال غير هؤلاء قلاب من أعظم أودية العلاة باليمامة ساكنوه بنو النمر بن قاسط ويوم قلاب من أيامهم المشهورة
قلات بكسر أوله وفي آخره تاء مثناة من فوق وهو جمع قلت وهو كالنقرة تكون في الجبل يستنقع فيه الماء قال أبو زيد القلت المطمئن في الخاصرة والقلت ما بين الترقوة والغبب والقلت عين الركية والقلت ما بين الإبهام والسبابة وقال الليث القلت حفرة يحفرها ماء واشل يقطر من سقف كهف على حجر أير فيوقب فيه على مر الأحقاب وقبة مستديرة وكذلك إن كان في الأرض الصلبة فهي قلتة وقلت الثريدة أنقوعتها وقال الأزهري وقلات الصمان نقر في رؤوس قفافها يملؤها ماء السماء في الشتاء وردتها مرة وهي مفعمة فوجدت القلت منها يأخذ مائة راوية وأقل وأكثر وهي حفر خلقها الله تعالى في الصخور الصم وقد ذكرها ذو الرمة فقال أمن دمنة بين القلات وشارع تصابيت حتى ظلت العين تسفح
قلاخ بالضم وآخره خاء معجمة والقلخ والقليخ شدة الهدير وبه سمي القلاخ بن جناب بن جلاء الراجز شبه بالفحل إذا هدر فقال أنا القلاخ بن جناب بن جلا أخو خناثير أقود الجملا والقلاخ موضع على طريق الحاج من اليمن كان فيه بستان يوصف بجودة الرمان وقيل فيه كلاخ قاله نصر وقال جرير ونحن الحاكمون على قلاخ كفينا والجريرة والمصابا قلاخ موضع في أرض اليمن كانت به وقعة فاختلفوا فيها فكان الحكم لبني رياح بن يربوع فرضي بحكمهم فيها ويروى على عكاظ
القلادة بالكسر بلفظ القلادة التي تجعل في العنق هو جبل من جبال القبلية عن الزمخشري

قلاط بكسر أوله وآخره طاء مهملة قلعة في جبال تارم من جبال الديلم وهي بين قزوين وخلخال وهي على قلة جبل ولها ربض في السهل فيه سوق وتحتها نهر عليه قنطرة ألواح ترفع وتوضع وهي لصاحب الموت وكرد كوه
قلاية القس والقلاية بناء كالدير والقس اسم رجل وكانت بظاهر الحيرة وفيها يقول الثرواني خليلي من تيم وعجل هديتما أضيفا بحث الكاس يومي إلى أمس وإن أنتما حييتماني تحية فلا تعدوا ريحان قلاية القس وكان هذا القس معروفا بكثرة العبادة ثم ترك ذلك واشتغل باللهو فقال فيه بعض الشعراء إن بالحيرة قسا قد مجن فتن الرهبان فيه وافتتن هجر الإنجيل من حب الصبا ورأى الدنيا متاعا فركن
قلب بالضم فيهما وباء موحدة جمع قليب قال الليث القليب البئر قبل أن تطوى فإذا طويت فهي الطوي وجمعه القلب وقال ابن شميل القليب من أسماء الركي مطوية كانت أو غير مطوية ذات ماء أو غير ذات ماء جفرا أو غير جفر وقال شمر القليب من أسماء البئر البدي والعادية ولا تخص بها العادية قال وسميت قليبا لأن حافرها قلب ترابها قال الأصمعي قال أبو الورد العقيلي القلب مياه لبني عامر بن عقيل بنجد لا يشركهم فيها أحد غير ركيتين لبني قشير وهي ببياض كعب من خيار مياههم
قلب بالفتح ثم السكون والقلب معروف وقلبت الشيء قلبا إذا أدرته والقلب المحض وقلب ماء قرب حاذة عند حرة بني سليم وجبل نجدي
قلبين أظنها من قرى دمشق وهي عند طرميس ذكرها ابن عساكر في تاريخه ولم يوضح عنها قال هشام بن يزيد بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب كان يسكن طرميس وكانت لجده معاوية وقد ذكرها ابن منير فقال فالقصر فالمرج فالميدان فالشرف ال أعلى فسطرا فجرمانا فقلبين
القلت قال هشام بن محمد أخبرني ابن عبد الرحمن القشيري عن امرأة شريك بن حباشة النميري قالت خرجنا مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه أيام خرج إلى الشام فنزلنا موضعا يقال له القلت قالت فذهب زوجي شريك يستقي فوقعت دلوه في القلت فلم يقدر على أخذها لكثرة الناس فقيل له أخر ذلك إلى الليل فلما أمسى نزل إلى القلت ولم يرجع فأبطأ وأراد عمر الرحيل فأتيته وأخبرته بمكان زوجي فأقام عليه ثلاثا وارتحل في الرابع وإذا شريك قد أقبل فقال له الناس أين كنت فجاء إلى عمر رضي الله عنه وفي يده ورقة يواريها الكف وتشتمل على الرجل وتواريه فقال يا أمير المؤمنين إني وجدت في القلت سربا وأتاني آت فأخرجني إلى أرض لا تشبهها أرضكم وبساتين لا تشبه بساتين أهل الدنيا فتناولت منه شيئا فقال لي ليس هذا أوان ذلك فأخذت هذه الورقة فإذا هي ورقة تين فدعا عمر كعب الأحبار وقال أتجد في كتبكم أن رجلا من أمتنا يدخل الجنة ثم يخرج قال نعم وإن كان في القوم أنبأتك به فقال هو في القوم فتأملهم فقال هذا هو فجعل شعار بني نمير خضراء إلى هذا اليوم

القلتان درب القلتين من ثغور الجزيرة
قلت هبل قال الحفصي في رأس العارض قلت عظيم يقال له قلت هبل وأنشد متى تراني واردا قلت هبل فشاربا من مائه ومغتسل
قلتة بالضم ثم السكون وتاء مثناة من فوق وهي قرية حسنة تعرف بسواقي قلتة بالصعيد من شرقي النيل دون إخميم
القلتين كذا يقال كما يقال البحرين قرية من اليمامة لم تدخل في صلح خالد بن الوليد أيام قتل مسيلمة الكذاب وهما نخل لبني يشكر وفيهما يقول الأعشى شربت الراح بالقلتين حتى حسبت دجاجة مرت حمارا
قلحاح الحاءان مهملتان جبل قرب زبيد فيه قلعة يقال لها شرف قلحاح
القلخ بالفتح ثم السكون والخاء معجمة وهو الضرب باليابس على اليابس والقلخ الهدير وقلخ ظرب في بلاد بني أسد والظرب الرابية الصغيرة
قلري بلدة بالسند بينها وبين المنصورة مرحلة
قلز بكسر أوله وتشديد ثانيه وكسره أيضا وآخره زاي وهو مرج ببلاد الروم قرب سميساط كان لسيف الدولة بن حمدان قال فيه أبو فراس بن حمدان وأطلعها فوضى على مرج قلز جواذر في أشباحهن المجاذر وفي أعمال حلب بلد يقال له كلز أظنه غيره والله أعلم
القلزم بالضم ثم السكون ثم زاي مضمومة وميم القلزمة ابتلاع الشيء يقال تقلزمه إذا ابتلعه وسمي بحر القلزم قلزما لالتهامه من ركبه وهو المكان الذي غرق فيه فرعون وآله قال ابن الكلبي استطال عنق من بحر الهند فطعن في تهائم اليمن على بلاد فرسان وحكم والأشعرين وعك ومضى إلى جدة وهو ساحل مكة ثم الجار وهو ساحل المدينة ثم ساحل الطور وساحل التيماء وخليج أيلة وساحل راية حتى بلغ قلزم مصر وخالط بلادها وقال قوم قلزم بلدة على ساحل بحر اليمن قرب أيلة والطور ومدين وإلى هذه المدينة ينسب هذا للبحر وموضعها أقرب موضع إلى البحر الغربي لأن بينها وبين الفرما أربعة أيام والقلزم على بحر الهند والفرما على بحر الروم ولما ذكر القضاعي كور مصر قال راية والقلزم من كورها القبلية وفيه غرق فرعون والقلزم في الإقليم الثالث طولها ست وخمسون درجة وثلاثون دقيقة وعرضها ثمان وعشرون درجة وثلث قال المهلبي ويتصل بجبل القلزم جبل يوجد فيه المغناطيس وهو حجر يجذب الحديد وإذا دلك ذلك الحجر بالثوم بطل عمله فإذا غسل بالخل عاد إلى حاله ووصف القلزم أبو الحسن البلخي بما أحسن في وصفه فقال أما ما كان من بحر الهند من القلزم إلى ما يحاذي بطن اليمن فإنه يسمى بحر القلزم ومقداره نحو ثلاثين مرحلة طولا وأوسع ما يكون عرضا عبر ثلاث ليال ثم لا يزال يضيق حتى يرى في بعض جوانبه الجانب المحاذي له حتى ينتهي إلى القلزم وهي مدينة ثم تدور على الجانب الآخر من بحر القلزم وامتداد ساحله من مخرجه يمتد بين المغرب والشمال فإذا انتهى إلى القلزم فهو آخر امتداد البحر فيعرج حينئذ إلى ناحية المغرب مستديرا فإذا وصل إلى نصف الدائرة

فهناك القصير وهو مرسى المراكب وهو أقرب موضع في بحر القلزم إلى قوص ثم يمتد إلى ساحل البحر مغربا إلى أن يعرج نحو الجنوب فإذا حاذى أيلة من الجانب الجنوبي فهناك عيذاب مدينة البجاء ثم يمتد على ساحل البحر إلى مساكن البجاء والبجاء قوم سود أشد سوادا من الحبشة وقد ذكرهم في موضع آخر ثم يمتد البحر حتى يتصل ببلاد الحبشة ثم إلى الزيلع حتى ينتهي إلى مخرجه من البحر الأعظم ثم إلى سواحل البربر ثم إلى أرض الزنج في بحر الجنوب وبحر القلزم مثل الوادي فيه جبال كثيرة قد علا الماء عليها وطرق السير منها معروفة لا يهتدى فيها إلا بربان يتخلل بالسفينة في أضعاف تلك الجبال في ضياء النهار وأما بالليل فلا يسلك ولصفاء مائه ترى تلك الجبال في البحر وما بين القلزم وأيلة مكان يعرف بتاران وهو أخبث مكان في هذا البحر وقد وصفناه في موضعه وبقرب تاران موضع يعرف بالجبيلات يهيج وتتلاطم أمواجه باليسير من الريح وهو موضع مخوف أيضا فلا يسلك قال وبين مدينة القلزم وبين مصر ثلاثة أيام وهي مدينة مبنية على شفير البحر ينتهي هذا البحر إليها ثم ينعطف إلى ناحية بلاد البجة وليس بها زرع ولا شجر ولا ماء وإنما يحمل إليها من ماء آبار بعيدة منها وهي تامة العمارة وبها فرضة مصر والشام ومنها تحمل حمولات مصر والشام إلى الحجاز واليمن ثم ينتهي على شط البحر نحو الحجاز فلا تكون بها قرية ولا مدينة سوى مواضع بها ناس مقيمون على صيد السمك وشيء من النخيل يسير حتى ينتهي إلى تاران وجبيلات وما حاذى الطور إلى أيلة قلت هذا صفة القلزم قديما فأما اليوم فهي خراب يباب وصارت الفرضة موضعا قريبا منها يقال لها سويس وهي أيضا كالخراب ليس بها كثير أناس قال سعيد بن عبد الرحمن بن حسان برح الخفاء فأي ما بك تكتم ولسوف يظهر ما تسر فيعلم حملت سقما من علائق حبها والحب يعلقه السقيم فيسقم علوية أمست ودون مزارها مضمار مصر وعابد والقلزم إن الحمام إلى الحجاز يشوقني ويهيج لي طربا إذا يترنم والبرق حين أشيمه متيامنا وجنائب الأرواح حين تنسم لو لج ذو قسم على أن لم يكن في الناس مشبهها لبر المقسم وينسب إلى القلزم المصري جماعة منهم الحسن بن يحيى بن الحسن القلزمي قال أبو القاسم يحيى بن علي الطحان المصري يروي عن عبد الله بن الجارود النيسابوري وغيره وسمعت منه ومات سنة 583 وقال ابن البناء القلزم مدينة قديمة على طرف بحر الصين يابسة عابسة لا ماء ولا كلأ ولا زرع ولا ضرع ولا حطب ولا شجر يحمل إليهم الماء في المراكب من سويس وبينهما بريد وهو ملح رديء ومن أمثالهم ميرة أهل القلزم من بلبيس وشربهم من سويس يأكلون لحم التيس ويوقدون سقف البيت هي أحد كنف الدنيا مياه حماماتهم زعاق والمسافة إليهم صعبة غير أن مساجدها حسنة ومنازلها جليلة ومتاجرها مفيدة وهي خزانة مصر وفرضة الحجاز ومغوثة الحجاج
و القلزم أيضا نهر غرناطة بالأندلس كذا كانوا يسمونه قديما والآن يسمونه حداره بتشديد الراء وضمها وسكون الهاء

قلسانة بالفتح ثم السكون وسين مهملة وبعد الألف نون وهي ناحية بالأندلس من أعمال شذونة وهي مجمع نهر بيطة ونهر لكة وبينها وبين شذونة أحد وعشرون فرسخا وفي كتاب ابن بشكوال خلف بن هانىء من أهل قلسانة مهمل السين وعلى الحاشية حصن من نظر إشبيلية رحل إلى الشرق روى فيه روى عن محمد بن الحسن الأبار وغيره حدث عنه عباس بن أحمد الباجي
قلس بالتحريك لعله منقول من الفعل من قولهم قلس الرجل قلسا وهو ما جمع من الحلق ملء الفم أو دونه وليس بقيء فإذا غلب فهو القيء و قلس موضع بالجزيرة قال عبيد الله بن قيس الرقيات أقفرت الرقتان فالقلس فهو كأن لم يكن به أنس فالدير أقوى إلى البليخ كما أقوت محاريب أمة درسوا
قلشانة بالفتح ثم السكون وشين معجمة وبعد الألف نون مدينة بإفريقية أو ما يقاربها
قلع بالتحريك قال الأزهري القلعة السحابة الضخمة والجمع قلع والحجارة الضخمة هي القلع و قلع موضع في قول عمرو بن معدي كرب الزبيدي وهم قتلوا بذي قلع ثقيفا فما عقلوا ولا فاؤوا يزيد
القلعة بالتحريك مرج القلعة قال العمراني موضع بالبادية وإليه تنسب السيوف وقيل هي القرية التي دون حلوان العراق ونذكرها في مرج إن شاء الله تعالى قال ابن الأعرابي في نوادره التي نقلها عنه ثعلب كنف الراعي قلق وقلعة إذا طرحت الهاء فهو ساكن وإذا أدخلت الهاء فاللام محركة مثل القلعة التي تسكن
القلعة بالفتح ثم السكون اسم معدن ينسب إليه الرصاص الجيد قيل هو جبل بالشام قال مسعر بن مهلهل الشاعر في خبر رحلته إلى الصين كما ذكرته هناك قال ثم رجعت من الصين إلى كله وهي أول بلاد الهند من جهة الصين وإليها تنتهي المراكب ثم لا تتجاوزها وفيها قلعة عظيمة فيها معدن الرصاص القلعي لا يكون إلا في قلعتها وفي هذه القلعة تضرب السيوف القلعية وهي الهندية العتيقة وأهل هذه القلعة يمتنعون على ملكهم إذا أرادوا ويطيعونه إذا أرادوا وقال ليس في الدنيا معدن الرصاص القلعي إلا في هذه القلعة وبينها وبين سندابل مدينة الصين ثلثمائة فرسخ وحولها مدن ورساتيق واسعة وقال أبو الريحان يجلب الرصاص القلعي من سرنديب جزيرة في بحر الهند وبالأندلس إقليم القلعة من كورة قبرة وأنا أظن الرصاص القلعي إليها ينسب لأنه من الأندلس يجلب فيكون منسوبا إليها أو إلى غيرها مما يسمى بالقلعة هناك
و القلعة موضع باليمن ينسب إليها الفقيه القلعي درس بمرباط وصنف كنز الحفاظ في غريب الألفاظ والمستغرب من ألفاظ المهذب واحتراز المهذب وأحاديث المهذب وكتابا في الفرائض ومات بمرباط
قلعة أبي الحسن قلعة عظيمة ساحلية قرب صيداء بالشام فتحها يوسف بن أيوب وأقطعها ميمونا القصري مدة ولغيره
قلعة أبي طويل بإفريقية قال البكري هي قلعة كبيرة ذات منعة وحصانة وتمصرت عند خراب

القيروان وانتقل إليها أكثر أهل إفريقية قال وهي اليوم مقصد التجار وبها تحل الرحال من الحجاز والعراق ومصر والشام وهي اليوم مستقر مملكة صنهاجة وبهذه القلعة احتصن أبو يزيد مخلد بن كيداد من إسماعيل الخارجي
قلعة أيوب مدينة عظيمة جليلة القدر بالأندلس بالثغر وكذا ينسب إليها فيقال ثغري من أعمال سرقسطة بقعتها كثيرة الأشجار والأنهار والمزارع ولها عدة حصون وبالقرب منها مدينة لبلة ينسب إليها جماعة من أهل العلم منهم محمد بن قاسم بن خرم من أهل قلعة أيوب يكنى أبا عبد الله رحل سنة 833 سمع بالقيروان من محمد بن أحمد بن نادر ومحمد بن محمد بن اللباد حدثنا عنه ابنه عبد الله بن محمد الثغري وقال توفي سنة 443 قاله ابن الفرضي ومحمد بن نصر الثغري من قلعة أيوب يكنى أبا عبد الله أصله من سرقسطة وكان حافظا للأخبار والأشعار عالما باللغة والنحو خطيبا بليغا وكان صاحب صلاة قلعة أيوب قال ابن الفرضي أحسب أن وفاته كانت في نحو سنة 543
قلعة اللان ذكرت في اللان وهي من عجائب الدنيا فيما قيل
قلعة بسر ذكر أهل السير أن معاوية بعث عقبة بن نافع الفهري إلى إفريقية فافتتحها واختط القيروان وبعث بسر بن أرطاة العامري إلى قلعة من القيروان فافتتحها وقتل وسبى فهي إلى الآن تعرف بقلعة بسر وهي بالقرب من مجانة عند معدن الفضة وقيل إن الذي وجه بسرا إلى هذه القلعة موسى بن نصير وبسر يومئذ ابن اثنتين وثمانين سنة ومولده قبل وفاة النبي صلى الله عليه و سلم بسنتين والواقدي يزعم أنه روى عن النبي صلى الله عليه و سلم
قلعة حماد مدينة متوسطة بين أكم وأقران لها قلعة عظيمة على قلة جبل يسمى تاقربوست تشبه في التحصن ما يحكى عن قلعة أنطاكية وهي قاعدة ملك بني حماد بن يوسف الملقب بلكين ابن زيري بن مناد الصنهاجي البربري وهو أول من أحدثها في حدود سنة 073 وهي قرب أشير من أرض المغرب الأدنى وليس لهذه القلعة منظر ولا رواء حسن إنما اختطها حماد للتحصن والامتناع لكن يحف بها رساتيق ذات غلة وشجر مثمر كالتين والعنب في جبالها وليس بالكثير ويتخذ بها لبابيد الطيلقان جيدة غاية وبها الأكسية القلعية الصفيقة النسج الحسنة المطرزة بالذهب ولصوفها من النعومة والبصيص بحيث ينزل مع الذهب بمنزلة الإبريسم ولأهلها صحة مزاج ليس لغيرها وبينها وبين بسكرة مرحلتان وإلى قسنطينية الهواء أيام وبينها وبين سطيف ثلاث مراحل
قلعة الجص بناحية أرجان من أرض فارس فيها آثار كثيرة من آثار الفرس وهي منيعة جدا
قلعة جعبر على الفرات مقابل صفين التي كانت فيها الوقعة بين معاوية وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكانت تعرف أولا بدوسر فتملكها رجل من بني نمير يقال له جعبر ابن مالك فغلب عليها فسميت به
قلعة رباح بالأندلس ذكرت في رباح
قلعة الروم قلعة حصينة في غربي الفرات مقابل البيرة بينها وبين سميساط بها مقام بطرك الأرمن خليفة المسيح عندهم ويسمونه بالأرمنية كتاغيكوس وهذه القلعة في وسط بلاد المسلمين وما أظن بقاءها في يد الأرمن مع أخذ جميع ما حولها من البلاد إلا لقلة جدواها فإنه لا دخل لها وأخرى لأجل مقام رب

الملة عندهم كأنهم يتركونها كما يتركون البيع والكنائس في بلاد الإسلام ولم يزل كتاغيكوس الذي يلي البطركة من قديم الزمان من ولد داود عليه السلام وعلامته عندهم طول يديه وأنهما تتجاوزان ركبتيه إذا قام ومدهما ويلفى ذلك في ولده فلما كانت قرابة سنة 601 اعتمد ليون بن ليون ملك الأرمن الذي بالبقعة الشامية في بلاد المصيصة وطرسوس وأذنة ما كرهه الأرمن وهو أنه كان إذا نزل بقرية أو بلدة استدعى إحدى بنات الأرمن فيفترشها في ليلته ثم يطلقها إلى أهلها إذا أراد الرحيل عنهم فشكا الأرمن ذلك إلى كتاغيكوس فأرسل إليه يقول هذا الذي اعتمدته لا يقتضيه دين النصرانية فإن كنت ملتزما للنصرانية فارجع عنه وإن كنت لست ملتزما للنصرانية فافعل ما شئت فقال أنا ملتزم للنصرانية وسأرجع عما كرهه البطرك ثم عاد إلى أمره وأشد فأعادوا شكواه فبعث إليه مرة أخرى وقال إن رجعت عما تعتمده وإلا حرمتك فلم يلتفت إليه وشكي مرة أخرى فحرمه كتاغيكوس وبلغه ذلك فكشف رأسه ولم يظهر التوبة عما صنع فامتنع عسكره ورعيته من أكل طعامه وحضور مجلسه واعتزلته زوجته وقالوا هو الدين لا بد من التزام واجبه ونحن معك إن دهمك عدو أو طرقك أمر وأما حضورنا عندك فلا وأكل طعامك كذلك فبقي وحده وإذا ركب ركب في شرذمة يسيرة فضجر وأظهر التوبة وأرسل إلى كتاغيكوس يسأل أن يحضر لتكون توبته بمحضره وعند حضور الناس يحلله واغتر كتاغيكوس وحضر عنده وأشهد على نفسه بتحليله وشهد عليه الجموع فلما انفض المجلس أخذ ليون بيده وصعد القلعة وكان آخر العهد به وأحضر رجلا من أهل بيته أظنه ابن خالته أو شيئا من ذلك وكان مترهبا فأنفذه إلى القلعة وجعله كتاغيكوس فهو إلى هذه الغاية هناك وانقرضت الكتاغيكوسية عن آل داود وبلغني أنه لم يبق منهم في تلك النواحي أحد يقوم مقامهم وإن كان في نواحي أخلاط منهم طائفة والله أعلم
قلعة النجم بلفظ النجم من الكواكب وهي قلعة حصينة مطلة على الفرات على جبل تحتها ربض عامر وعندها جسر يعبر عليه وهي المعروفة بجسر منبج في الإقليم الرابع طولها أربع وستون درجة وخمس وثلاثون دقيقة وعرضها ست وثلاثون درجة وأربع عشرة دقيقة ويعبر على هذا الجسر القوافل من حران إلى الشام وبينها وبين منبج أربعة فراسخ وهي الآن في حكم صاحب حلب الملك العزيز ابن الملك الظاهر ابن الملك الناصر يوسف بن أيوب
قلعة يحصب بالأندلس
قلعيت بكسر العين ثم ياء ساكنة وتاء مثناة من فوق موضع كثير المياه
قلفاو بكسر أوله وسكون ثانيه وفاء وآخره واو معربة صحيحة قرية بالصعيد على غربي النيل
قلمرية بضم أوله وثانيه وسكون الميم وكسر الراء وتخفيف الياء مدينة بالأندلس وهي اليوم بيد الأفرنج خذلهم الله
القلمون بفتح أوله وثانيه بوزن قربوس وهو فعلول قال الفراء هو اسم وأنشد بنفسي حاضر بجنوب حوضى وأبيات على القلمون جون ومن القلمون التي بدمشق بحتري بن عبيد الله بن سلمان الطابخي الكلبي من أهل القلمون من قرية الأفاعي كذا قال أبو القاسم روى عن أبيه وسعد

ابن مسهر روى عنه إسمعيل بن عياش والوليد بن مسلم وهشام بن عمار وسليمان بن عبد الرحمن ومحمد بن أبي السري العسقلاني وسلمة بن بشر وأبو يحيى حماد السكوني ومحمد بن المبارك الصوري وقال أبو عبيد البكري في واح الداخلة حصن يسمى قلمون مياهه حامضة منها يشربون وبها يسقون زروعهم وبها قوامهم وإن شربوا غيرها من المياه العذبة استوبؤوها وقال غيره أبو قلمون ثوب يتراءى إذا قوبل به عين الشمس بألوان شتى يعمل ببلاد يونان
قلمية بفتح أوله وثانيه وسكون الميم والياء خفيفة كورة واسعة برأسها من بلاد الروم قرب طرسوس قال أبو زيد إذا جزت أولاس من بلاد الثغر الشامي دخلت جبالا تنتهي إلى بحر الروم وولاية يقال لها قلمية وقلمية مدينة كانت للروم وبعض أبواب طرسوس يسمى باب قلمية منسوب إليها وقلمية ليست على البحر
قلندوش بفتح أوله وثانيه وسكون النون والدال مهملة وواو ساكنة وشين معجمة هي قرية من قرى سرخس بخراسان
قلنسوة بفتح أوله وثانيه وسكون النون وسين مهملة وواو مفتوحة بلفظ القلنسوة التي تلبس في الرأس هو حصن قرب الرملة من أرض فلسطين قتل بها عاصم بن أبي بكر بن عبد العزيز بن مروان وعمرو بن أبي بكر وعبد الملك وأبان ومسلمة بنو عاصم وعمرو بن سهيل بن عبد العزيز بن مروان ويزيد ومروان وأبان وعبد العزيز والأصبغ بنو عمرو بن سهيل بن عبد العزيز حملوا من مصر إلى هذا الموضع وقتلوا فيه مع غيرهم من بني أمية
قلنة بلد بالأندلس قال ابن بشكوال عبد الله بن عيسى الشيباني أبو محمد من أهل قلنة حبر سرقسطة محدث حافظ متقن كان يحفظ صحيح البخاري وسنن أبي داود عن ظهر قلب فيما بلغني عنه وله اتساع في علم اللسان وحفظ اللغة وأخذ نفسه باستظهار صحيح مسلم وله عدة تآليف حسنة وتوفي ببلنسية عام 035
قلوذية هو حصن كان قرب ملطية ذكر في ملطية أنه هدم ثم أعاد بناءه الحسن بن قحطبة في سنة 141 في أيام المنصور وإليه ينسب بطيلموس صاحب المجسطي
قلورية بكسر أوله وتشديد اللام وفتحه وسكون الواو وكسر الراء والياء مفتوحة خفيفة وهي جزيرة في شرقي صقلية وأهلها أفرنج ولها مدن كثيرة وبلاد واسعة ينسب إليها فيما أحسب أبو العباس القلوري روى عن أبي إسحاق الحضرمي وغيره وحدث عنه أبو داود في سننه ومن مدن هذه الجزيرة قبوة ثم بيش ثم ملف ثم سلورى قال ابن حوقل وهي جزيرة داخلة في البحر مستطيلة أولها طرف جبل الجلالقة وبلادها التي على الساحل قسانه وستانه وقطرونية وسبرينه وأسلو جراجه وبطرقوقة وبوه ثم بعد ذلك على الساحل جون البنادقيين وفيه جزائر كثيرة مسكونة وأمم كالشاعرة وألسنة مختلفة بين أفرنجيين ويونانيين وصقالبة وبرجان وغير ذلك ثم أرض بلبونس وأغلة في البحر شكلها شكل قرعة مستطيلة
قلوس بالفتح ثم الضم وآخره سين مهملة قرية على عشرة فراسخ من الري
قلوسنا مثل الذي قبله وزيادة نون وألف هي قرية على غربي النيل بالصعيد

قلونية بعد الواو الساكنة نون مكسورة ثم ياء خفيفة بلد بالروم بينه وبين قسنطينية ستون بريدا وصله سيف الدولة في غزاته سنة 533 فقال أبو فراس فأوردها أعلى قلونية امرؤ بعيد مغار الجيش ألوى مخاطر ويركز في قطري قلونية القنا ومن طعنها نوء بهنزيط ماطر وعاد بها يهدي إلى أرض قلز هوادي يهديها الهدى والبصائر
قلهات بالفتح ثم السكون وآخره تاء لعله جمع قلهة وهو بثر يكون في الجسد وقيل وسخ وهو مثل القره وهي مدينة بعمان على ساحل البحر إليها ترفأ أكثر سفن الهند وهي الآن فرضة تلك البلاد وأمثل أعمال عمان عامرة آهلة وليست بالقديمة في العمارة ولا أظنها تمصرت إلا بعد الخمسمائة وهي لصاحب هرمز وأهلها كلهم خوارج إباضية إلى هذه الغاية يتظاهرون بذلك ولا يخفونه
قلهاث بالكسر ثم السكون وآخره ثاء مثلثة كذا ضبطه العمراني وحققه وقال موضع ذكره بعد قلهات بالتاء المثناة
قلة الحزن وقيل قلة الجبل وغيره أعلاه والحزن ذكر في موضعه قال أبو أحمد العسكري قلة الحزن موضع قتل فيه المجبة الميم والجيم والباء مفتوحات وتحت الباء نقطة من بني أبي ربيعة قتله المنهال بن عصيمة التميمي قال الشاعر هم قتلوا المجبة وابن تيم فقمن نساؤه سود المآلي
قلهرة بفتح أوله وثانيه وضم الهاء وتشديد الراء وفتحها مدينة من أعمال تطيلة في شرقي الأندلس هي اليوم بيد الأفرنج
قلهى بالتحريك بوزن جمزى من القله وهو الوسخ كذا جاء به سيبويه وغيره يقول بسكون اللام وينشد عند ذلك ألا أبلغ لديك بني تميم وقد يأتيك بالخبر الظنون بأن بيوتنا بمحل حجر بكل قرارة منها تكون إلى قلهى تكون الدار منا إلى أكناف دومة فالحجون بأودية أسافلهن روض وأعلاها إذا خفنا حصون ويوم قلهى من أيام العرب قال عرام وبالمدينة واد يقال له ذو رولان به قرى منها قلهى وهي قرية كبيرة وفي حروب عبس وفزارة لما اصطلحوا ساروا حتى نزلوا ماء يقال له قلهى وعليه وثق بنو ثعلبة بن سعد بن ذبيان وطالبوا بني عبس بدماء عبد العزى بن جداد ومالك بن سبيع ومنعوهم الماء حتى أعطوهم الدية فقال معقل بن عوف بن سبيع الثعلبي لنعم الحي ثعلبة بن سعد إذا ما القوم عضهم الحديد هم ردوا القبائل من بغيض بغيظهم وقد حمي الوقود تطل دماؤهم والفضل فينا على قلهى ونحكم ما نريد
قلهي بفتح أوله وثانيه وتشديد الهاء وكسرها حفيرة لسعد بن أبي وقاص بها اعتزل سعد بن أبي

وقاص الناس لما قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه وأمر أن لا يحدث بشيء من أخبار الناس حتى يصطلحوا وروي فيه قلهيا والذي جاء في الشعر ما أثبتناه وقال ابن السكيت في شرح قول كثير قلهي مكان وهو ماء لبني سليم عادي غزير رواء قال كثير لعزة أطلال أبت أن تكلما تهيج مغانيها الطروب المتيما كأن الرياح الذاريات عشية بأطلالها ينسجن ريطا مسهما أبت وأبى وجدي بعزة إذ نأت على عدواء الدار أن يتصرما ولكن سقى صوب الربيع إذا أتى إلى قلهي الدار والمتخيما بغاد من الوسمي لما تصوبت عثانين واديه على القعر ديما يعني موضع الخيام وفي أبنية كتاب سيبويه قلهيا وبرديا ومرحيا قالوا في تفسيره قلهيا حفيرة لسعد بن أبي وقاص وفي نوادر ابن الأعرابي التي كتب عنها ثعلب قال أبو محمد قلهى قرب المدينة قال وهي خمسة أحرف لفظها واحد قلهى ونقمى وصورى وبشمى ويروى بالسين المهملة وضفوى قال أبو محمد ووجدنا سادسا نخلى
القليب بالفتح ثم الكسر قد ذكر اشتقاقه في القلب آنفا هضب القليب جبل الشربة عن نصر وعن العمراني هضب القليب بالضم وقد ذكر موضع بعينه فقال يا طول يومي بالقليب فلم تكد شمس الظهيرة تتقي بحجاب
القليب تصغير القلب ماء لبني ربيعة قال الأصمعي فوق الخربة لبني الكذاب ماء يقال له القليب لبني ربيعة من بني نمير النصريين ودون ذلك ماء يقال له الحوراء لبني نبهان من طيء وقد روي هضب القليب بالتصغير جبل لبني عامر
القليب تصغير القليب ماء بنجد فوق الخربة في ديار بني أسد لبطن منهم يقال لهم بنو نصر ابن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة
القليس تصغير قلس وهو الحبل الذي يصير من ليف النخل أو خوصه لما ملك أبرهة بن الصباح اليمن بنى بصنعاء مدينة لم ير الناس أحسن منها ونقشها بالذهب والفضة والزجاج والفسيفساء وألوان الأصباغ وصنوف الجواهر وجعل فيها خشبا له رؤوس كرؤوس الناس ولككها بأنواع الأصباغ وجعل لخارج القبة برنسا فإذا كان يوم عيدها كشف البرنس عنها فيتلألأ رخامها مع ألوان أصباغها حتى تكاد تلمع البصر وسماها القليس بتشديد اللام وروى عبد الملك بن هشام والمغاربة القليس بفتح القاف وكسر اللام وكذا قرأته بخط السكري أبي سعيد الحسن بن الحسين أخبرنا سلمويه أبو صالح قال حدثني عبد الله بن المبارك عن محمد بن زياد الصنعاني قال رأيت مكتوبا على باب القليس وهي الكنيسة التي بناها أبرهة على باب صنعاء بالمسند بنيت هذا لك من مالك ليذكر فيه اسمك وأنا عبدك كذا بخط السكري بفتح القاف وكسر اللام قال عبد الرحمن بن محمد سميت القليس لارتفاع بنيانها وعلوها ومنه القلانس لأنها في أعلى الرؤوس ويقال تقلنس الرجل وتقلس إذا لبس القلنسوة وقلس طعامه إذا ارتفع من معدته إلى فيه وما

ذكرنا من أنه جعل على أعلى الكنيسة خشبا كرؤوس الناس ولككها دليل على صحة هذا الاشتقاق وكان أبرهة قد استذل أهل اليمن في بنيان هذه الكنيسة وجشمهم فيها أنواعا من السخر وكان ينقل إليها آلات البناء كالرخام المجزع والحجارة المنقوشة بالذهب من قصر بلقيس صاحبة سليمان عليه السلام وكان من موضع هذه الكنيسة على فراسخ وكان فيه بقايا من آثار ملكهم فاستعان بذلك على ما أراده من بناء هذه الكنيسة وبهجتها وبهائها ونصب فيها صلبانا من الذهب والفضة ومنابر من العاج والآبنوس وكان أراد أن يرفع في بنيانها حتى يشرف منها على عدن وكان حكمه في الصانع إذا طلعت الشمس قبل أن يأخذ في عمله أن يقطع يده فنام رجل منهم ذات يوم حتى طلعت الشمس فجاءت معه أمه وهي امرأة عجوز فتضرعت إليه تستشفع لابنها فأبى إلا أن يقطع يده فقالت اضرب بمعولك اليوم فاليوم لك وغدا لغيرك فقال لها ويحك ما قلت فقالت نعم كما صار هذا الملك إليك من غيرك فكذلك سيصير منك إلى غيرك فأخذته موعظتها وعفا عن ولدها وعن الناس من العمل فيها بعد فلما هلك ومزقت الحبشة كل ممزق وأقفر ما حول هذه الكنيسة ولم يعمرها أحد كثرت حولها السباع والحيات وكان كل من أراد أن يأخذ منها أصابته الجن فبقيت من ذلك العهد بما فيها من العدد والآلات من الذهب والفضة ذات القيمة الوافرة والقناطير من المال لا يستطيع أحد أن يأخذ منه شيئا إلى زمان أبي العباس السفاح فذكر له أمرها فبعث إليها خاله الربيع ابن زياد الحارثي عامله على اليمن وأصحبه رجالا من أهل الحزم والجلد حتى استخرج ما كان فيها من الآلات والأموال وخربها حتى عفا رسمها وانقطع خبرها وكان الذي يصيب من يريدها من الجن منسوبا إلى كعيت وامرأته صنمان كانا بتلك الكنيسة بنيت عليهما فلما كسر كعيت وامرأته أصيب الذي كسرهما بجذام فافتتن بذلك رعاع اليمن وقالوا أصابه كعيت وذكر أبو الوليد كذلك وأن كعيتا كان من خشب طوله ستون ذراعا وقال الحسم شاعر من أهل اليمن من القليس هلال كلما طلعا كادت له فتن في الأرض أن تقعا حلو شمائله لولا غلائله لمال من شدة التهييف فانقطعا كأنه بطل يسعى إلى رجل قد شد أقبية السدان وادرعا ولما استتم أبرهة بنيان القليس كتب إلى النجاشي إني قد بنيت لك أيها الملك كنيسة لم يبن مثلها لملك كان قبلك ولست بمنته حتى أصرف إليها حج العرب فلما تحدث العرب بكتاب أبرهة الذي أرسله إلى النجاشي غضب رجل من النسأة أحد بني فقيم بن عدي بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر والنسأة هم الذين كانوا ينسئون الشهور على العرب في الجاهلية أي يحلونها فيؤخرون الشهر من الأشهر الحرم إلى الذي بعده ويحرمون مكانه الشهر من أشهر الحل ويؤخرون ذلك الشهر مثاله أن المحرم من الأشهر الحرم فيحللون فيه القتال ويحرمونه في صفر وفيه قال الله تعالى إنما النسيء زيادة في الكفر قال ابن إسحاق فخرج الفقيمي حتى أتى القليس وقعد فيها يعني أحدث وأطلى حيطانها ثم خرج حتى لحق بأرضه فأخبر أبرهة فقال من صنع هذا فقيل له هذا فعل رجل من أهل البيت الذي تحج إليه العرب بمكة

لما سمع قولك أصرف إليها حج العرب غضب فجاء فقعد فيها أي أنها ليست لذلك بأهل فغضب أبرهة وحلف ليسيرن حتى يهدمه وأمر الحبشة بالتجهيز فتهيأت وخرج ومعه الفيل فكانت قصة الفيل المذكورة في القرآن العظيم
القليعة بلفظ تصغير القلعة موضع في طرف الحجاز على ثلاثة أميال من الغضاض
و القليعة بالبحرين لعبد القيس
قليوش بالفتح ثم السكون وضم الياء وسكون الواو وشين معجمة على ستة أميال من أوريولة بالأندلس والله الموفق للصواب
باب القاف والميم وما يليهما
قمادى بفتح القاف قرية لعبد القيس بالبحرين
قمار بالفتح ويروى بالكسر موضع بالهند ينسب إليه العود هكذا تقوله العامة والذي ذكره أهل المعرفة قامرون موضع في بلاد الهند يعرف منه العود النهاية في الجودة وزعموا أنه يختم عليه بالخاتم فيؤثر فيه قال ابن هرمة أحب الليل إن خيال سلمى إذا نمنا ألم بنا مرارا كأن الركب إذ طرقتك باتوا بمندل أو بقارعتي قمارا
قمراطة بالكسر بلد بالمغرب
قمراو قرية من نواحي حوران منها الفقيه موسى القمراوي فقيه أديب مناظر حاذق رأيته بحلب وأنشدني لنفسه لما تبدى بالسواد حسبته بدرا بدا في ليلة ظلماء لولا خلافته على أهل الهوى لم يشتهر بملابس الخلفاء وله أيضا لقد أخر الدهر من لو تقد م فيه لزينه حسن وصفه وقدم من راح يزري به فلا أرغم الله إلا بأنفه توفي القمراوي سنة خمس وعشرين وستمائة رحمة الله عليه
قمامة بالضم أعظم كنيسة للنصارى بالبيت المقدس وصفها لا ينضبط حسنا وكثرة مال وتنميق عمارة وهي في وسط البلد والسور يحيط بها ولهم فيها مقبرة يسمونها القيامة لاعتقادهم أن المسيح قامت قيامته فيها والصحيح أن اسمها قمامة لأنها كانت مزبلة أهل البلد وكان في ظاهر المدينة يقطع بها أيدي المفسدين ويصلب بها اللصوص فلما صلب المسيح في هذا الموضع عظموه كما ترى وهذا مذكور في الإنجيل وفيه صخرة يزعمون أنها انشقت وقام آدم من تحتها والصلبوت فوقها سوى ولهم فيها بستان يوسف الصديق عليه السلام يزورونه ولهم في موضع منها قنديل يزعمون أن النور ينزل من السماء في يوم معلوم فيشعله وحدثني من لازمه وكان من أصحاب السلطان الذي لا يمكنهم منعه حتى ينظر كيف أمره وطال على القس الذي برسمه أمره قال فقال لي إن لازمتنا شيئا آخر ذهب ناموسنا قلت كيف قال لأنا نشبه على أصحابنا بأشياء نعملها لا تخفى على مثلك وأشتهي أن تعفينا وتخرج قلت لا بد أن أرى ما تصنع فإذا كتاب من النارنجيات وجدته مكتوبا فيه أنه يقرب منه شمعة فتتعلق به

بغتة والناس لا يرونه ولا يشعرون به فيعظم عندهم ويطيعون
قمر بالضم ثم السكون جمع أقمر وهو الأبيض الشديد البياض ومنه سمي القمري من الطير وقمر بلد بمصر كأنه الجص لبياضه وحكى ابن فارس أن القمري نسب إلى هذه البلدة وقد نسبوا إليها قوما من الرواة منهم الحجاج بن سليمان بن أفلح القمري يكنى أبا الأزهر مصري يروي عن مالك بن أنس والليث بن سعد وغيرهما روى عنه محمد بن سلمة المرادي وفي حديثه مناكير وخطأ توفي فجأة سنة 791 وهو على حماره
و القمر أيضا جزيرة في وسط بحر الزنج ليس في ذلك البحر جزيرة أكبر منها فيها عدة مدن وملوك كل واحد يخالف الآخر يوجد في سواحلها العنبر وورق القماري وهو طيب يسمونه ورق التانبل وليس به ويجلب منها الشمع أيضا
القمعة حصن باليمن و القمعة ماء وروضة باليمامة عن محمد بن إدريس بن أبي حفصة
قملان بلد باليمن من مخلاف زبيد
قملى بالتحريك والقصر يجوز أن يكون من القمل وهو القراد وهو موضع وفيه نظر
قم بالضم وتشديد الميم وهي كلمة فارسية مدينة تذكر مع قاشان وطول قم أربع وستون درجة وعرضها أربع وثلاثون درجة وثلثان وهي مدينة مستحدثة إسلامية لا أثر للأعاجم فيها وأول من مصرها طلحة بن الأحوص الأشعري وبها آبار ليس في الأرض مثلها عذوبة وبردا ويقال إن الثلج ربما خرج منها في الصيف وأبنيتها بالآجر وفيها سراديب في نهاية الطيب ومنها إلى الري مفازة سبخة فيها رباطات ومناظر ومسالح وفي وسط هذه المفازة حصن عظيم عادي يقال له دير كردشير ذكر في الديرة قال الإصطخري قم مدينة ليس عليها سور وهي خصبة وماؤهم من الآبار وهي ملحة في الأصل فإذا حفروها صيروها واسعة مرتفعة ثم تبنى من قعرها حتى تبلغ ذروة البئر فإذا جاء الشتاء أجروا مياه أوديتهم إلى هذه الآبار وماء الأمطار طول الشتاء فإذا استقوه في الصيف كان عذبا طيبا وماؤهم للبساتين على السواني فيها فواكه وأشجار وفستق وبندق وقال البلاذري لما انصرف أبوموسى الأشعري من نهاوند إلى الأهواز فاستقراها ثم أتى قم فأقام عليها أياما وافتتحها وقيل وجه الأحنف بن قيس فافتتحها عنوة وذلك في سنة 32 للهجرة وذكر بعضهم أن قم بين أصبهان وساوة وهي كبيرة حسنة طيبة وأهلها كلهم شيعة إمامية وكان بدء تمصيرها في أيام الحجاج بن يوسف سنة 38 وذلك أن عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بن قيس كان أمير سجستان من جهة الحجاج ثم خرج عليه وكان في عسكره سبعة عشر نفسا من علماء التابعين من العراقيين فلما انهزم ابن الأشعث ورجع إلى كابل منهزما كان في جملته إخوة يقال لهم عبد الله والأحوص وعبد الرحمن وإسحاق ونعيم وهم بنو سعد بن مالك بن عامر الأشعري وقعوا إلى ناحية قم وكان هناك سبع قرى اسم إحداها كمندان فنزل هؤلاء الإخوة على هذه القرى حتى افتتحوها وقتلوا أهلها واستولوا عليها وانتقلوا إليها واستوطنوها واجتمع إليهم بنو عمهم وصارت السبع قرى سبع محال بها وسميت باسم إحداها وهي كمندان فأسقطوا بعض حروفها فسميت بتعريبهم قما وكان متقدم هؤلاء الإخوة عبد الله بن سعد وكان له ولد قد ربي بالكوفة

فانتقل منها إلى قم وكان إماميا فهو الذي نقل التشيع إلى أهلها فلا يوجد بها سني قط ومن ظريف ما يحكى أنه ولي عليهم وال وكان سنيا متشددا فبلغه عنهم أنهم لبغضهم الصحابة الكرام لا يوجد فيهم من اسمه أبو بكر قط ولا عمر فجمعهم يوما وقال لرؤسائهم بلغني أنكم تبغضون صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنكم لبغضكم إياهم لا تسمون أولادكم بأسمائهم وأنا أقسم بالله العظيم لئن لم تجيئوني برجل منكم اسمه أبو بكر أو عمر ويثبت عندي أنه اسمه لأفعلن بكم ولأصنعن فاستمهلوه ثلاثة أيام وفتشوا مدينتهم واجتهدوا فلم يروا إلا رجلا صعلوكا حافيا عاريا أحول أقبح خلق الله منظرا اسمه أبو بكر لأن أباه كان غريبا استوطنها فسماه بذلك فجاؤوا به فشتمهم وقال جئتموني بأقبح خلق الله تتنادرون علي وأمر بصفعهم فقال له بعضهم ظرفائهم أيها الأمير اصنع ما شئت فإن هواء قم لا يجيء منه من اسمه أبو بكر أحسن صورة من هذا فغلبه الضحك وعفا عنهم وبين قم وساوة اثنا عشر فرسخا ومثله بينها وبين قاشان ولقاضي قم قال الصاحب بن عباد أيها القاضي بقم قد عزلناك فقم فكان القاضي يقول إذا سئل عن سبب عزله أنا معزول السجع من غير جرم ولا سبب وقال دعبل ابن علي يهجو أهل قم تلاشى أهل قم واضمحلوا تحل المخزيات بحيث حلوا وكانوا شيدوا في الفقر مجدا فلما جاءت الأموال ملوا وقال أيضا فيهم ظلت بقم مطيتي يعتادها همان غربتها وبعد المدلج ما بين علج قد تعرب فانتمى أو بين آخر معرب مستعلج وقد نسبوا إليها جماعة من أهل العلم منهم أبو الحسن يعقوب بن عبد الله بن سعد بن مالك الأشعري القمي ابن عم الأشعث بن إسحاق بن سعد روى عن عيسى بن جابر روى عنه أبو الربيع الزهراني وغيره وتوفي بقزوين سنة 47 ومنهم أبو الحسن علي بن موسى بن داود وقيل ابن يزيد القمي صاحب أحكام القرآن وإمام الحنفية في عصره سمع محمد بن حميد الرازي وغيره روى عنه أبو الفضل أحمد بن أحيد الكاغدي وغيره وتوفي سنة 503
قمن بكسر أوله وفتح ثانيه وآخره نون بوزن سمن كذا ضبطه الأديبي وأفادنيه المصريون قرية من قرى مصر نحو الصعيد كانت بها وقعة بين السري بن الحكم وسليمان بن غالب في سنة 102 ونسبوا إليها جماعة من أهل العلم منهم أبو الحسن يوسف بن عبد الأحد ابن سفيان القمني روى عن يونس بن عبد الأعلى وغيره روى عنه محمد بن الحسين الأدبري وأبو بكر المقري ومات بقمن في رجب سنة 513
القموص بالفتح وآخره صاد مهملة والقماص والقماص الوثب وأن لا يستقر في موضع والقموص الذي يفعل ذلك وهو جبل بخيبر عليه حصن أبي الحقيق اليهودي
قمولة بالفتح ثم الضم وبعد الواو الساكنة لام هي بليدة بأعلى الصعيد من غربي النيل كثيرة النخل

والخضرة قمونية بالفتح وبعد الواو نون ثم ياء خفيفة مدينة بإفريقية كانت موضع القيروان قبل أن تمصر القيروان وقد قال بعضهم إن قمونية هي المدينة المعروفة بسوس المغرب قال بطليموس طولها ثلاث وثلاثون درجة وتسع دقائق وعرضها إحدى وثلاثون درجة وأربعون دقيقة تحت تسع درج من السرطان وخمس عشرة دقيقة بيت ملكها تسع درج من الحمل وخمس عشرة دقيقة بيت عاقبتها تسع درجات من الميزان وخمس عشرة دقيقة لها درجتان ونصف من الحوت بيت حياتها وبيت مالها درجتان ونصف من الحمل بيت ملكها درجتان ونصف من القوس بيت سعادتها درجتان ونصف من القوس
قميز بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وزاي هي قرية كبيرة من قرى تفليس على نصف يوم منها
قميع هو ماء ونخل لبني امرىء القيس بن زيد مناة بن تميم باليمامة عن محمد بن إدريس بن أبي حفصة
باب القاف والنون وما يليهما
قناء بالضم ثم المد في آخره وهو ادخار المال اسم ماء وأنشد جموع التغلبي على قناء
قنا بكسر القاف والقصر كلمة قبطية مدينة بالصعيد لطيفة بينها وبين قوص يوم واحد وربما كتب بعضهم إقنا بالألف في أوله مكسورة وتنسب إليها كورة
قنا بالكسر ثم التشديد والقصر ناحية من شهرزور عن الهمذاني
قنا بضم أوله ثم التشديد والقصر دير قنا من نواحي النهروان قرب الصافية وقد ذكر في الديرة وإنما أعيد ههنا لأن النسبة إليها قنائي وقد نسب إليه جماعة من أكابر الكتاب وفي هذا الموضع يقول ابن حدار المصري يصف كأسا فيها صورة كسرى تحت شجرة ورد إن عجزا عما يكون وغبنا أن نرى صاحبين في دير قنا حبذا روضة المدبج ذيلا وهوا ذلك الممسك ردنا بيعة ألبست من الزهر ثوبا فتراها تزداد طيبا وحسنا وجرى السلسبيل بالمسك فيها فحوته الدنان دنا فدنا كم سحبنا به من اللهو ذيلا واهتصرنا به من العيش غصنا وخلونا بخسرواني كسرى وهو يسقى طورا وطورا يغنى تحت إفرندة من الورد إلا أنها من أنامل الليث تجنى
قنا بالفتح والقصر بلفظ قنا جمع قناة من الرماح الهندية والقنا أيضا مصدر الأقنى من الأنوف وهو ارتفاع في أعلاه بين القصبة والمارن من غير قبح يقال ذلك في الفرس والطير والآدمي و قنا موضع باليمن قال أبو زياد ومن مياه بني قشير قنا وأخبرنا رجل من طيء من سكان الجبلين أن القنا جبل في شرقي الحاجر وفي شماله جبلان صغيران يقال لهما صايرتا قنا
و قنا أيضا جبل لبني مرة من فزراة قال مسلمة بن هذيلة

رجالا لو ان الصم من جانبي قنا هوى مثلها منها لزلت جوانبه وقيل قنا وعوارض جبلان لبني فزارة وأنشد سيبويه ولأبغينكم قنا وعوراضا ولأقبلن الخيل لابة ضرغد وقد صحف قوم قنا في هذا البيت ورووه قبا بالباء فلا يعاج به وقال إسحق بن إبراهيم الموصلي حدثت عن السدوسي وقف نصيب على أبيات واستسقى ماء فخرجت إليه جارية بلبن أو ماء فسقته وقالت شبب بي فقال وما اسمك قالت هند فنظر إلى جبل وقال ما اسم هذا العلم قالت قنا فأنشأ يقول أحب قنا من حب هند ولم أكن أبالي أقربا زاده الله أم بعدا ألا إن بالقيعان من بطن ذي قنا لنا حاجة مالت إليه بنا عمدا أروني قنا أنظر إليه فإنني أحب قنا إني رأيت به هندا قال فشاعت هذه الأبيات وخطبت الجارية من أجلها وأصابت الجارية خيرا بشعر نصيب فيها
القنابة بالضم وبعد الألف باء موحدة ولا أدري ما هو وهو أطم بالمدينة لأحيحة بن الجلاح
قناد بالفتح وآخره دال مهملة موضع في شرقي واسط مدينة الحجاج قرب الحوز عن نصر
قنادر بالفتح وكسر الدال وراء هي محلة بأصبهان ينسب إليها أبو الحسين محمد بن علي بن يحيى القنادري الأصبهاني يروي عن محمد بن علي بن مخلد الفرقدي روى عنه ابن مردويه الحافظ
قنارز بالفتح والراء قبل الزاي قرية على باب مدينة نيسابور ينسب إليها أبو حاتم عقيل بن عمرو بن إسحاق القنارزي سمع أحمد بن حفص السلمي وغيره روى عنه محمد بن جعفر بن محمد بن إسماعيل السكري وغيره وتوفي سنة 681
قناطر من نواحي أصبهان لا أدري أمحلة أم قرية كان ينزلها أحمد بن عبد الله بن إسحاق القناطري أبو العباس الخلقاني خال أبي المهلب حدث عن القاضي أحمد بن موسى الأنصاري وعن أبي علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار
قناطر الأندلس بلدة قرب روطة ينسب إليها أحمد بن سعيد بن علي الأنصاري القناطري المعروف بابن أبي الحجال من أهل قادس يكنى أبا عمر سمع بقرطبة ورحل إلى المشرق ولقي أبا محمد بن أبي زيد وأبا حفص الداودي وأكثر عنه وعن غيره وتوفي بإشبيلية سنة 824 ومولده في حدود سنة 368 حدث عنه ابن خزرج قاله ابن بشكوال
قناطر بني دارا جمع قنطرة وهو موضع قرب الكوفة
قناطر حذيفة بسواد بغداد منسوبة إلى حذيفة بن اليمان الصحابي لأنه نزل عندها وقيل لأنه رمها وأعاد عمارتها وقيل قناطر حذيفة بناحية الدينور
قناطر النعمان قال هشام بناها النعمان بن المنذر مولى همدان
القناطر موضع أظنه بالحجاز لقول الفضل بن العباس بن عتبة سلي عالجت عليا عن شبابي وجاورت القناطر أو قشابا قال اليزيدي القناطر بلد

القنافذ موضع في قول الشاعر حيث قال فقعدك عمي الله هلا نعيته إلى أهل حي بالقنافذ أوردوا
القنافية ماءة قرب القادسية نزلها جيش أمام القادسية
القنان بالفتح وآخره نون علم مرتجل قال أبو عبد الله السكوني إذا خرجت من حبشى جبل يمنة عن سميراء سرت عقبة ثم وقعت في القنان وهو جبل فيه ماء يدعى العسيلة وهو لبني أسد ولذلك قيل ضمن القنان لفقعس سوآتها إن القنان لفقعس لمعمر معمر أي ملجأ وقال الأزهري قنان جبل بأعلى نجد وقال زهير جعلن القنان عن يمين وحزنه وكم بالقنان من محل ومحرم و بئر قنان موضع ينسب إليه القناني أستاذ الفراء وقال أبو إبراهيم الفارابي مصنف ديوان الأدب أتاني القوم بزرافتهم أي بجماعتهم بتشديد الفاء قال هذا قول القناني أستاذ الفراء وهو منسوب إلى بئر قنان لا إلى الجبل الذي في قوله ومر على القنان من نفيانه قال ثعلب أنشدنا رجل في مجلس ابن الأعرابي لإنسان يقال له القناني الأعرابي فقال قد كنت أحجو أبا عمرو أخا ثقة حتى ألمت بنا يوما ملمات فقلت والمرء قد تخطيه منيته أدنى عطيته إياي ميات فكان ما جاد لي لا جاد من سعة ثلاثة ناقصات الضرب حبات وقال خذها خليلي سوف أردفها بمثلها بعدما تمضيك ليلات
القنانان كأنه تثنية القنان كذا جاء في شعر لبيد حيث قال وولى كنصل السيف يبرق متنه على كل إجريا يشق الخمايلا فنكب حوضي ما يهم بوردها يمر بصحراء القنانين خاذلا
القناية بكسر أوله وتشديد ثانيه وبعد الألف ياء مثناة من تحت هو نهر في سواد العراق من نواحي الراذانين عليه عدة قرى عن أبي بكر بن موسى
قناة بالفتح والقناة القامة ومنه فلان صلب القناة وكل خشبة عند العرب قناة كالعصا والرمح وجمعها قنا وقني جمع الجمع قاله ابن الأنباري وقال الأزهري القناة ما كان ذا أنابيب من القصب وبذلك سميت الكظائم التي تجري تحت الأرض قنى والقناة آبار تحفر تحت الأرض ويخرق بعضها إلى بعض حتى تظهر على وجه الأرض كالنهر وبهذا سميت القناة من نواحي سنجار وهي كورة واسعة بينها وبين البر وسكانها عرب باقون على عربيتهم في الشكل والكلام وقرى الضيف و قناة أيضا واد بالمدينة وهي أحد أوديتها الثلاثة عليه حرث ومال وقد يقال وادي قناة قالوا سمي قناة لأن تبعا مر به فقال هذه قناة الأرض وقال أحمد بن جابر أقطع أبو بكر رضي الله عنه الزبير ما بين الجرف إلى قناة وقال المدائني وقناة واد يأتي من الطائف ويصب في الأرحضية وقرقرة الكدر ثم يأتي بئر معاوية ثم يمر على طرف القدوم في أصل قبور الشهداء

بأحد قال أبو صخر الهذلي قضاعية أدنى ديار تحلها قناة وأنى من قناة المحصب وقال النعمان بن بشير وقد ولي اليمن يخاطب زوجته أنى تذكرها وغمرة دونها هيهات بطن قناة من برهوت كم دون بطن قناة من متلدد للناظرين وسربخ مروت لو تسلكين به بغير صحابة عصرا طوار سحابة استبكيت
قنبة بضم القاف والنون من قرى ذمار باليمن
قنبة بالفتح ثم السكون ثم باء موحدة قرية بحمص الأندلس ينسب إليها أحمد بن عصفور القنبي قال السلفي هو شاعر أندلسي فيه مجون وقال قال لي أبو الحسن الأوزكي بالإسكندرية أنشدني من شعره في حمص الأندلس وقنبة من قراها وله خطب ولجده أيضا رواية وأدب وهم بيت مشهور بالعلم قلت وحمص الأندلس هي مدينة إشبيلية بالأندلس
قنبان قرية من قرى قرطبة بالأندلس ينسب إليها أبو عبد الله محمد بن عبد البر القنباني المعروف بالكشكيناني كان من الثقات في الرواية والمجودين في الفتاوى وله حظوة عند الحكم المستنصر أحد خلفاء بني أمية بالأندلس ودخل المشرق وكتب عنه عبد الرحمن بن عمر بن النحاس عن عبد الله بن يحيى الليثي
قنبع بالضم ثم السكون وباء موحدة مضمومة والقنبع وعاء الحنطه في السنبل وأيضا هو اسم جبل في ديار غني بن أعصر له ذكر في الشعر
قنتيش اسم جبل عند وادي الحجارة من أعمال طليطلة عن ابن دحية
قندابيل بالفتح ثم السكون والدال المهملة وبعد الألف باء موحدة مكسورة ثم ياء بنقطتين من تحتها ولام هي مدينة بالسند وهي قصبة لولاية يقال لها الندهة كانت فيها وقعة لهلال بن أحوز المازني الشاري على آل المهلب ومن قصدار إلى قندابيل خمسة فراسخ ومن قندابيل إلى المنصورة ثماني مراحل ومن قندابيل إلى الملتان مفاوز نحو عشر مراحل وقال حاجب بن ذبيان المازني فإن أرحل فمعروف خليلي وإن أقعد فما بي من خمول لقد قرت بقندابيل عيني وساغ لي الشراب على الغليل غداة بنو المهلب من أسير يقاد به ومستلب قتيل
القندل موضع بالبصرة ذكر في خبر مكة وذاك أن بعض المتخلفين دخل على أبيه وكان أبوه من أشراف البصرة وقال له يا أبت قد عزمت على الحج فسر أبوه وتقدم بجميع ما يريده فقال يا أبت ومعي خواص إخواني فقال يا بني من هم لأنظر في أمورهم على قدر أخطارهم فقال أبو سرقنة ودعص الجعس وأبو المسالح وعض خراها وبعر الجمل وحردان كفه وأبو سلحة فقال أبوه هؤلاء إن أخذتهم معك سمدوا الكعبة ولكن احملهم إلى ضيعتنا القندل فإنها محتاجة إلى السماد
قندهار بضم القاف وسكون النون وضم الدال أيضا مدينة في الإقليم الثالث طولها مائة درجة وعشر درج وعرضها ثلاثون درجة وهي من بلاد

السند أو الهند مشهورة في الفتوح قيل غزا عباد بن زياد ثغر السند وسجستان فأتى سناروذ ثم أخذ على جوى كهن إلى الروذبار من أرض سجستان إلى الهندمند ونزل كس وقطع المفازة حتى أتى قندهار فقاتل أهلها فهزمهم وقتلهم وفتحها بعد أن أصيب رجال من المسلمين فرأى قلانس أهلها طوالا فعمل عليها فسميت العبادية قال يزيد بن مفرغ كم بالجروم وأرض الهند من قدم ومن سرابيل قتلى ليتهم قبروا بقندهار ومن تكتب منيته بقندهار يرجم دونه الخبر
قندستن بالفتح ثم السكون وكسر الدال وسين مهملة ساكنة وتاء منقوطة من فوق ونون من قرى نيسابور
قنسرين بكسر أوله وفتح ثانيه وتشديده وقد كسره قوم ثم سين مهملة قال بطليموس مدينة قنسرين طولها تسع وثلاثون درجة وعشرون دقيقة وعرضها خمس وثلاثون درجة وعشرون دقيقة في الإقليم الرابع ارتفاعه ثمان وسبعون درجة وأفقها إحدى وتسعون درجة وخمس عشرة دقيقة طالعها العذراء بيت حياتها الذراع تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها من الحمل عاقبتها مثلها من الميزان وقال صاحب الزيج طول قنسرين ثلاث وثلاثون درجة وعرضها أربع وثلاثون درجة وثلث وفي جبلها مشهد يقال إنه قبر صالح النبي عليه السلام وفيه آثار أقدام الناقة والصحيح أن قبره باليمن بشبوة وقيل بمكة والله أعلم وكان فتح قنسرين على يد أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه في سنة 17 وكانت حمص وقنسرين شيئا واحدا قال أحمد بن يحيى سار أبو عبيدة بن الجراح بعد فراغه من اليرموك إلى حمص فاستقراها ثم أتى قنسرين وعلى مقدمته خالد بن الوليد فقاتله أهل مدينة قنسرين ثم لجؤوا إلى حصنهم وطلبوا الصلح فصالحهم وغلب المسلمون على أرضها وقراها وقال أبو بكر بن الأنباري أخذت من قول العرب قنسري أي مسن وأنشد للعجاج أطربا وأنت قنسري والدهر بالإنسان دواري وأنشد غيره وقنسرته أمور فاقسأن لها وقد حنى ظهره دهر وقد كبرا وقال أبو المنذر سميت قنسرين لأن ميسرة بن مسروق العبسي مر عليها فلما نظر إليهاقال ما هذه فسميت له بالرومية فقال والله لكأنها قن نسر فسميت قنسرين وقال الزمخشري نقل من القنسر بمعنى القنسري وهو الشيخ المسن وجمع هو وأمثاله كثيرة قال أبو بكر بن الأنباري وفي إعرابها وجهان يجوز أن تجريها مجرى قولك الزيدون فتجعلها في الرفع بالواو فتقول هذه قنسرون وفي النصب والخفض بالياء فتقول مررت بقنسرين ورأيت قنسرين والوجه الآخر أن تجعلها بالياء على كل حال وتجعل الإعراب في النون ولا تصرفها قال أبو القاسم هذا الذي ذكره من طريق اللغة ولم يسم البلد بذلك لما ذكره ولكن روي أنها سميت برجل من عبس يقال له ميسرة وذلك أنه نزلها فمر به رجل فقال له ما أشبه هذا الموضع بقن سيرين فبني منه اسم للمكان وقال آخرون دعا أبو عبيدة بن الجراح ميسرة بن مسروق العبسي فوجهه في ألف فارس في أثر العدو فمر على قنسرين فجعل ينظر إليها فقال ما هذه

فسميت له بالرومية فقال والله لكأنها قنسرون فسيمت قنسرين ثم مضى حتى بلغ الدرب فكان أول من جاوز الدرب من المسلمين فهذا الخبر يدل على أن قنسرين اسم مكان آخر عرفه ميسرة العبسي فشبهه به وقد روي في خبر مشهور عن النبي صلى الله عليه و سلم أوحى الله تعالى إلي أي هؤلاء الثلاث نزلت فهي دار هجرتك المدينة أو البحرين أو قنسرين وهي كورة بالشام منها حلب وكانت قنسرين مدينة بينها وبين حلب مرحلة من جهة حمص بقرب العواصم وبعض يدخل قنسرين في العواصم ومازالت عامرة آهلة إلى أن كانت سنة 153 وغلبت الروم على مدينة حلب وقتلت جميع ما كان بربضها فخاف أهل قنسرين وتفرقوا في البلاد فطائفة عبرت الفرات وطائفة نقلها سيف الدولة بن حمدان إلى حلب كثر بهم من بقي من أهلها فليس بها اليوم إلا خان ينزله القوافل وعشار السلطان وفريضة صغيرة وقال بعضهم كان خراب قنسرين في سنة 553 قبل موت سيف الدولة بأشهر كان قد خرج إليها ملك الروم وعجز سيف الدولة عن لقائه فأمال عنه فجاء إلى قنسرين وخربها وأحرق مساجدها ولم تعمر بعد ذلك وحاضر قنسرين بلدة باقية إلى الآن ذكرت في موضعها وقال المدائني خرج أعرابي من طيء إلى الشام إلى بني عم له يطلب صلتهم فلم يعطوه طائلا وعرضوا عليه الفرض فأبى ثم قدم قنسرين فأعطوه شيئا قليلا وقالوا تفترض فقال أقمنا بقنسرين ستة أشهر ونصفا من الشهر الذي هو سابع فقال ابن هيفاء دع البدو وافترض فقلت له إني إلى الله راجع يؤمون بي موقان أو يفرضون بي إلى الري لا يسمع بذلك سامع ألا حبذا مبدى هشام إذا بدا لارفاق زيد أو دعته البرادع وحلت جنوب الأبرقين إلى اللوى إلى حيث سارت بالهبير الدوافع ثم خرج من الشام إلى العراق فركب الفرات فخاف أهوالها فقال وما زال صرف الدهر حتى رأيتني على سفن وسط الفرات بنا تجري يصير بنا صار ويجذف جاذف وما منهما إلا مخوف على غدري ثم أتى الكوفة وطلب من قومه فلم يصل إلى ما يريد فرجع إلى البادية فقالوا أطلت الغيبة فما أفدت فقال رجعنا سالمين كما بدأنا وما خابت غنيمة سالمينا وينسب إلى قنسرين جماعة أثبتهم في الحديث الحافظ أبو بكر محمد بن بركة بن الحكم بن إبراهيم بن الفرداج الحميري اليحصبي القنسريني المعروف ببرداعس سكن حلب ثم قدم دمشق وحدث بها عن أبي جعفر أحمد بن محمد بن أبي رجاء المصيصي ويوسف بن سعيد بن مسلم وهلال بن أبي العلاء الرقي وأبي زرعة الدمشقي وخلق كثير سواهم روى عنه عثمان بن خرزاذ وهو من شيوخه وعبد الله بن عمر بن أيوب بن الحبال وعبد الوهاب الكلابي وابو الخير أحمد بن علي الحافظ وأبو بكر بن المقري وغيرهم سئل عنه الدارقطني فقال ضعيف وقال ابن زيد مات سنة 328

قنصل بالضم حصن من حصون اليمن بينه وبين صنعاء نحو يومين
قنطرة أربق القنطرة عربية فيما أحسب لأنها جاءت في الشعر القديم قال طرفة كقنطرة الرومي أقسم ربها لتكتنفن حتى تشاد بقرمد قال اللغويون هو أزج يبنى بآجر أو حجارة على الماء يعبر عليه وأما أربق فهي أعجمية مفتوحة ثم راء ساكنة وباء موحدة مضمومة وقاف وقد روي أربك بالكاف وقد ذكر في موضعه
قنطرة البردان قد ذكر بردان في موضعه وهو محلة ببغداد بناها رجل يقال له السري بن الحطم صاحب الحطمية قرية قرب بغداد وقد نسب إلى هذه المحلة جماعة وافرة من المحدثين منهم الحكم بن موسى بن زهير أبو صالح القنطري نسائي الأصل رأى مالك بن أنس وسمع يحيى بن حمزة روى عنه الأئمة والعباس بن الحسين أبو الفضل القنطري سمع يحيى بن آدم وغيره روى عنه البخاري والمعمري وعبد الله بن أحمد وغيرهم ومحمد بن جعفر بن الحارث الخزاز القنطري حدث عن خالد بن عمرو القرشي روى عنه أبو بكر بن خزيمة الإمام وعلي بن داود أبو الحسن التميمي القنطري سمع سعيد بن أبي مريم وأبا صالح كاتب الليث وغيرهما روى عنه إبراهيم الحربي وعبد الله البغوي ويحيى بن صاعد وغيرهم ومحمد بن علي بن يحيى أبو بكر الصباغ القنطري روى عن أحمد بن منيع البغوي روى عنه إبراهيم بن أحمد الخرقي وأحمد بن محمد القنطري روى عن محمد بن عبيد بن خشاب روى عنه غلام الخلال عبد العزيز بن جعفر الحنبلي ومحمد بن العوام بن إسماعيل الخباز القنطري حدث عن منصور بن أبي مزاحم وشريح ابن يونس وغيرهما روى عنه أبو عبد الله الحكيمي وأحمد بن كامل القاضي وغيرهما ومحمد بن السري بن سهل أبو بكر القنطري سمع محمد بن بكار بن الريان وعثمان بن أبي شيبة وغيرهما روى عنه أحمد بن جعفر بن سالم الختلي ومحمد بن حميد المخرمي وغيرهما ومحمد بن داود ابن يزيد أبو جعفر التميمي القنطري أخو علي بن داود وهو الأكبر سمع آدم بن أبي إياس وسعيد ابن أبي مريم وغيرهما روى عنه قاسم المطرز ويحيى بن صاعد وغيرهما وبكر بن أيوب بن أحمد ابن عبد القادر أبو إسحاق القنطري روى عن محمد بن حسان الأزرق روى عنه أبو القاسم بن الثلاج وجعفر بن محمد بن الحسن بن الوليد بن السكن أبو عبد الله الصفار القنطري سمع الحسن بن عرفة روى عنه أبو القاسم بن الثلاج وأحمد بن مصعب بن شيرويه أبو منصور القنطري حدث عن سهل بن زنجلة روى عنه عبد الصمد الطستي ومحمد بن مسلم بن عبد الرحمن أبو بكر القنطري الزاهد كان يشبه ببشر بن الحارث وعثمان بن سعيد ابن أخي علي بن داود القنطري حدث عن يحيى بن الحسن القلانسي روى عنه أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد المصري ومحمد بن أحمد بن تميم أبو الحسن الخياط القنطري حدث عن أحمد بن عبيد النرسي وغيره وموسى بن نصر بن سلام أبو عمران البزاز القنطري حدث عن عبد الله بن عون وغيره روى عنه محمد بن مخلد ومحمد بن جعفر المطيري وخيثمة بن سلمان وغيرهم
القنطرة الجديدة هي اليوم في غاية العتق وقد جددت عدة نوب إلا أنها بهذا تعرف على الصراة على

مرور الأيام وعلى الصراة اليوم قنطرتان سفلى يدخل منها إلى باب البصرة وأخرى فوق ذلك في الخراب وهي هذه المعروفة بالجديدة وأول من بناها المنصور وكانت تلي دور الصحابة وطاق الحراني
قنطرة خرزاذ تنسب إلى خرزاذ أم أردشير ولها قنطرتان إحداهما بالأهواز والأخرى من عجائب الدنيا وهي بين إيذج والرباط وهي مبنية على واد يابس لا ماء فيه إلا في أوان المدود من الأمطار فإنه حينئذ يصير بحرا عجاجا وفتحه على وجه الأرض أكثر من ألف ذراع وعمقه مائة وخمسون ذراعا وفتح أسفله في قراره نحو العشرة أذرع وقد ابتدىء بعمل هذه القنطرة من أسفلها إلى أن بلغ بها وجه الأرض بالرصاص والحديد كلما علا البناء ضاق وجعل بين وجهه وجنب الوادي حشو من خبث الحديد وصب عليه الرصاص المذاب حتى صار بينه وبين وجه الأرض نحو أربعين ذراعا فعقدت القنطرة عليه فهي على وجه الأرض وحشي ما بينها وبين جنبي الوادي بالرصاص المصلب بنحاتة النحاس وهذه القنطرة طاق واحد عجيب الصنعة محكم العمل وكان المسمعي قطعها فمكثت دهرا لا يتسع أحد لبنائها فأضر ذلك بالسابلة ومن كان يجتاز عليها لا سيما في الشتاء ومدود الأودية وكان ربما صار إليها قوم ممن يقرب منها فيحتالون في قلع حشوها من الرصاص بالجهد الشديد فلم تزل على ذلك دهرا حتى أعاد ما انهدم منها وعقدها أبو عبد الله محمد بن أحمد القمي المعروف بالشيخ وزير الحسن بن بويه فإنه جمع الصناع المهندسين واستفرغ الجهد والوسع في أمرها فكان الرجال يحطون إليها بالزبل بالبكرة والحبال فإذا استقروا على الأساس إذابوا الرصاص والحديد وصبوه على الحجارة ولم يمكنه عقد الطاق إلا بعد سنين فيقال إنه لزمه على ذلك سوى أجرة الفعلة فإن أكثرهم كانوا مسخرين من الرساتيق التي بين إيذج وأصبهان ثلاثمائة ألف دينار وخمسون ألف دينار وفي مشاهدتها والنظر إليها عبرة لأولي الألباب
قنطرة بني زريق تصغير أزرق مرخما على نهر الرفيل من محال بغداد الغربية وبنو زريق قوم من التناء المشهورين كانوا
قنطرة سمرقند رأس القنطرة قرية بسمرقند كانت قديما يقال لها خشوفغن ينسب إليها قنطري فلذلك ذكرناها هنا خرج منها جماعة منهم أبو منصور جعفر بن صادق بن جنيد القنطري روى عن خلف بن عامر البخاري ومحمد بن إسحاق بن خزيمة وتوفي سنة 513
قنطرة سنان قال في تاريخ دمشق إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان بن يحيى بن الأدركون أبو إسحاق القرشي الدمشقي مولى خالد بن الوليد وإلى جده سنان تنسب قنطرة سنان بنواحي باب توما وكان الأدركون قسيسا أسلم على يد خالد بن الوليد حين فتح دمشق روى عن أبي جعفر محمد بن سليمان ابن بنت مطر المصري وأبي زرعة الدمشقي وسليمان ابن أيوب بن حذلم و ذكر جماعة كثيرة روى عنه ابنه أحمد وتمام بن محمد الرازي وأبو عبد الله بن مندة وعبد الوهاب الكلابي وتوفي لإحدى وعشرين ليلة مضت من شهر ربيع الآخر سنة 943 وقد نيف على الثمانين ودفن بباب توما وكان ثقة
قنطرة السيف بالأندلس قال ابن بشكوال محمد بن أحمد بن مسعود بن مفرج بن مسعود بن صنعون بن سفيان من أهل مدينة شلب ويعرف

بابن القنطري منسوب إلى قنطرة السيف لسكنى آبائه فيها وهو كبير المفتين بها يكنى أبا عبد الله روى عن أبيه أحمد بن مسعود وتفقه عليه ورحل إلى ابن جعفر بن رزق الله وتفقه عليه بقرطبة وكان حافظا لفقه مالك جيد الفهم بصيرا بالفتوى عارفا بالشروط وله مسائل كتب بها إلى أبي الوليد الباجي فأجابه عنها سمع الناس منه وشرع في كتاب الوثائق ولم يتمه توفي في ذي الحجة سنة 105 ومولده في صفر سنة 044
قنطرة الشوك قنطرة مشهورة معروفة على نهر عيسى في غربي بغداد وهناك محلة كبيرة وسوق واسع فيه بزازون وغيرهم من جميع ما يباع وقد نسب إليها قوم من أهل العلم بالشوكي
قنطرة المعبدي في بغداد في الجانب الغربي منسوبة إلى عبد الله بن محمد المعبدي وكان له هناك إقطاع وبنى هذه القنطرة على النهر المجاور واتخذ إلى جانبها رحا تعرف به أيضا وكان داره أيضا هناك فصارت بعد ذلك لمحمد بن عبد الملك الزيات وزير الواثق فصيرها بستانا ثم انتقلت عنه
قنطرة النعمان وهو النعمان بن المنذر ملك العرب قرب قرميسين قال مسعر بن المهلهل الشاعر كان السبب في بناء هذه القنطرة أن النعمان بن المنذر وفد على كسرى أبرويز فيمن كان يفد عليه فاجتاز بواد عظيم بعيد القعر صعب النزول والصعود فبينا هو يسير فيه إذ لحق امرأة معها صبي تريد العبور فلما جاءها مركبه وقد كشفت ساقها والصبي على عنقها ارتاعت ودهشت فألقت ثيابها وسقط الصبي من عنقها فغرق فغم ذلك النعمان ورق لها ونذر أن يبني هناك قنطرة فاستأذن كسرى في ذلك فلم يأذن له لئلا يكون للعرب ببلاد العجم أثر فلما وافى بهرام جور لقتال أبرويز استنجد النعمان فأنجده على شرائط شرطها منها أن يجعل له نصف الخراج بنرس وكوثا وأن يبني القنطرة التي ذكرناها وهي غاية في العظم والإحكام وقال ابن الكلبي قناطر النعمان بقرب قرميسين تنسب إلى النعمان بن مقرن بن عائذ بن ميجا بن هجير بن نصر بن حبشية بن كعب بن عبد بن ثور بن هذمة بن لاطم بن عثمان بن عمرو بن أد المزني لأنه عسكر عندها وهي قديمة من بناء الأكاسرة
قنطرة نيسابور هي محلة بنيسابور تعرف برأس القنطرة ينسب إليها قنطري وقد حدث منها جماعة منهم الحسن بن محمد بن سنان النيسابوري أبو علي السواق القنطري سمع محمد بن يحيى وأحمد بن يوسف روى عنه أبو علي الحافظ وغيره وعبد الله بن الحسين بن حميد بن معقل القنطري أبو محمد سمع محمد بن يحيى وعبد الرحمن بن بشر وأبا الأزهر وغيرهم روى عنه أبو علي الحافظ أيضا وعبد الله بن محمد بن عمر النيسابوري أبو محمد القنطري سمع محمد بن يحيى وغيره روى عنه أبو علي الحافظ أيضا وأبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد القنطري الزاهد المعروف بالخفاف روى عن أبي العباس السراج روى عنه أبو القاسم الفضل بن عبد الله
قنع بالكسر ثم السكون قال أبو عبيد القنع أسفل الرمل وأعلاه وقال الأصمعي القنع متسع الحزن حيث يسهل وحكى نصر أن القنع جبل وماء لبني سعد بن زيد مناة بن تميم باليمامة على ثلاث ليال من جو الخضارم وقال مزاحم العقيلي أشاقك بالقنع الغداة رسوم دوارس أدنى عهدهن قديم

تحن وقد جر من عشرين حجة كما لاح في ضاحي البنان وشوم منازل أما أهلها فتحملوا فبانوا وأما خيمها فمقيم بكت دارهم من نأيهم وتهللت دموعي وأي الباكيين ألوم أمستعبرا يبكي من الهون والبلا أم آخر يبكي شجوة ويهيم
القنع بالتحريك قال ابن شميل القنعة من الرمل ما استوى أسفله من الأرض إلى جنبه وهو اللبب وما استرق من الرمل والقنع اسم ماء بين الثعلبية وجبل مربخ
قنفذ الدراج بالضم ثم السكون ثم فاء مضمومة وذال معجمة بلفظ القنفذ من الحشرات من قنافذ الدهناء قال الأصمعي كل موضع كثير الشجر قنفذ
القنفذة من مياه بني نمير عن أبي زياد
قن بالكسر ثم التشديد يقال عبد قن وهو الذي كان أبوه مملوكا لمواليه فإن لم يكن كذلك فهو عبد مملكة قال الحازمي قن قرية في ديار فزارة ورواه أبو محمد الأعرابي بالضم وقال ابن مقبل لعمر أبيك لقد شاقني مكان حزنت به أو حزن منازل ليلى وأترابها خلا أهلها بين قو وقن
قن بالضم يجوز أن يكون جمعا للذي قبله وذات القن أكمة على القلب جبل من جبال أجإ عند ذي الجليل واد كذا قال الحازمي وفيه نظر لأن ذا الجليل عند مكة قال إنه أكمة بأجإ بين أجإ وبينه أيام ولعل أجأ غلط وسهو وأنشد للكميت بن ثعلبة قال وهو جد الكميت بن معروف ألا زعمت أم الصبيين أنني كبرت وأن المال عندي تضعضعا فلا تنكريني إنني أنا جاركم ليالي حل الحي قنا فضلفعا و قن قرية في ظن السمعاني وعرف بهذه النسبة أبو معاذ عبد الغالب بن جعفر بن الحسن بن علي الضراب يعرف بابن القني سمع محمد بن إسماعيل الوراق سمع منه أبو بكر الخطيب ومات في اليوم السابع والعشرين من شعبان سنة 134 ومولده سنة 365 وابنه علي بن عبد الغالب رفيق الخطيب في رحلته إلى خراسان سمع وحدث
قنوان يجوز أن يكون تثنية قنا الذي تقدم ذكره وهو جبلان تلقاء الحاجر لبني مرة وهي من جهة الغرب عن الحاجر وقال بعضم قنوان تثنية قنا وهما عوارض وقنا سميا قنوين كما قالوا القمران للشمس والقمر وينشد كأنها لما بدا عوارض والليل بين قنوين رابض وقال الحارث بن ظالم المري حين فتك بخالد بن جعفر بن كلاب نأت سلمى وأمست في عدو أخب إليهم القلص الصعابا وحل النعف من قنوين أهلي وحلت روض بيشة فالربابا وقطع وصلها سيفي وأني فجعت بخالد طرا كلابا

قنوج بفتح أوله وتشديد ثانيه وآخره جيم موضع في بلاد الهند عن الأزهري وقيل إنها أجمة
قنور بالفتح ثم التشديد وواو ساكنة وراء قال الأزهري رأيت في البادية ملاحة تسمى قنور بوزن سفود وملحها من أجود الملح
قنونى بالفتح ونونين بوزن فعوعل من القنا أو فعولى من القن كما ذكرنا في قرورى من أودية السراة يصب إلى البحر في أوائل أرض اليمن من جهة مكة قرب حلي وبالقرب منها قرية يقال لها يبت ولذلك قال كثير يرثي خندقا بوجه أخي بني أسد قنونى إلى يبت إلى برك الغماد كان خندق الأسدي صديقا لكثير وكان ينال من السلف يسب أبا بكر وعمر رضي الله عنهما فقال يوما لو أني أصبت رجلا يضمن لي عيالي بعدي لقمت في هذا الموسم وتكلمت أبا بكر وعمر فقال كثير فلله علي عيالك من بعدك قال فقام خندق وسبهما فمال الناس عليه فضربوه حتى أفضوه إلى الموت فحمل إلى منزله بالبادية فدفن بموضع يقال له قنونى فقال كثير يرثيه في قصيدة حلفت على أن قد أجنتك حفرة ببطن قنونى لو نعيش فنلتقي لألفيتني للود بعدك راعيا على عهدنا إذ نحن لم نتفرق وإني لجاز بالذي كان بيننا بني أسد رهط ابن مرة خندق وخصم أبا بدر ألد أبته على مثل طعم الحنظل المتفلق وقال عبد الله بن ثور البكائي ولما رأيت الحي عمرو بن عامر عيونهم بابني أمامة تذرف أنخنا فأصلحنا عليها أداتنا وقلنا ألا اجزوا مدلجا ما تسلفوا فبتنا نهز السمهري إليهم وبئس الصبوح السمهري المثقف علونا قنونى بالخميس كما أتى سها فبدا من آخر الليل أعرف
قنوة بالضم بوزن رغوة اللبن موضع ببلاد الروم عن العمراني
القنة بالضم وهو ذروة الجبل وأعلاه قال أبو عبيد الله السكوني قنة منزل قريب من حومانة الدراج في طريق المدينة من البصرة وقيل القنة والقنان جبلان متصلان لبني أسد و قنة الحجر جبيل ليس بالشامخ بحذاء الحجر والحجر قرية بحذائها قرية يقال لها الرحضية للأنصار وبني سليم من نجد وبها آبار عليها زروع كثيرة ونخيل وإياه عنى الشاعر بقوله ألا ليت شعري هل تغير بعدنا أروم فلوام فشابة فالحضر وهل تركت إبلي سواد جبالها وهل زال بعدي عن قنينته الحجر قال نصر قنة الحجر قرب معدن بني سليم
و قنة الحمر قريبة من حمى ضرية أحسبه ضراء
و قنة جبل في ديار بني أسد متصل بالقنان و قنة إياد في ديار الأزد
و قنة الحجاز بين مكة والمدينة
قنوى قال المهلبي اسم جبل

قنيع تصغير قنع وقد تقدم اشتقاقه قال الأديبي هو ماء بين بني جعفر وبين بني أبي بكر اختصموا فيه حتى كادوا يقتتلون ثم سدموه وتركوه قال ابن الخنجر الجعفري ومن يرنا ونحن على قنيع وجرد الخيل والحجف المدارا تمت عنا حسيفته ويكره قديمات الضغائن أن تثارا ونحن الحابسون على قنيع عراب الخيل ينبذن المهارا وقال أبو بكر الهمداني قنيع ماء لبني قريط بن عبد بن أبي بكر بن كلاب من ناحية الضمر والضائن وقال جهم بين سبل الكلابي بعد بيتين ذكرناهما في دارة عسعس حلفت لأنتجن نساء سلمى نتاجا كان أكثره خداج بقاطبة ترى السفراء فيها كأن وجوههم عصب نضاج وفتيان من البزرى كرام وأسياف يسد بها الفجاج صبحناها الهذيل على قنيع كأن بطون نسوته الدجاج الهذيل من جعفر بن كلاب وقنيع ماء لهم والبزرى لقب أبي بكر بن كلاب
القنيعة واحدة الذي قبله بركة بين الثعلبية والخزيمية بطريق مكة لأم جعفر ويجوز أن يكون تصغير القناعة مرخما
قنيلش بالفتح ثم الكسر والياء بنقطتين من تحتها ولام مفتوحة وشين معجمة وهو حصن بالأندلس من أعمال قرمونة
قني من قرى اليمامة بناحية الريب قال الشاعر لكن أهل قني حين يجمعهم عيش رخي وفضفاض معاصير
قنينات موضع في حرم مكة عن نصر
القنينيات اسم حفر في بلاد بني تغلب يقال له القنيني ويجمع على القنينيات له قصة ذكرت في خالة قال عدي بن الرقاع حتى وردنا القنينيات ضاحية في ساعة من نهار الصيف تلتهب
باب القاف والواو وما يليهما
القوادس جمع القادسية التي عند الكوفة جاءت في شعرهم كذلك كأنها جمعت بما حولها
القوادم جمع قادمة اسم موضع في بلاد غطفان إما يراد به القادمة من السفر وإما قادمة الرحل ضد آخرته قال زهير عفا من آل فاطمة الجواء فيمن فالقوادم فالحساء
قواديان هي مدينة وولاية على جيحون فوق الترمذ بينها وبين الختل وهي أصغر من الترمذ يرتفع منها الفوة وهي مجاورة للصغانيان
القوارة بالضم والتخفيف من قولهم انقارت الركية إذا انهدمت وقورت عينه إذا قلعتها قال أبو عبيد الله السكوني القوارة عيون ونخل كثير كانت لعيسى بن جعفر ينزلها أهل البصرة إذا أرادوا المدينة يرحل من الناجية فينزل قوارة ومن قوارة إلى بطن الرمة وهو قريب من متالع وقيل القوارة ماء لبني يربوع عن الحازمي

قوارير كأنه جمع قارورة من حصون زبيد باليمن
القواصر كأنه جمع قوصرة التمر موضع بين الفرما والفسطاط نزله عمرو بن العاص في طريقه إلى فتح مصر
القواعل موضع في جبل في قول امرىء القيس كأن دثارا حلقت بلبونه عقاب تنوف لا عقاب القواعل قال ابن الكلبي القواعل موضع في جبل وكان قد أغير على إبل امرىء القيس مما يلي تنوف وروى أبو عبيد تنوفا قالوا هو موضع وهو جبل عال وقال الأصمعي القواعل واحدتها قاعلة وهي جبال صغار وقيل القواعل جبل دون تنوفا
قوان تثنية قو كما نذكره فيه وهو موضع في قول ذي الرمة جاد الربيع إلى روض القذاف إلى قوين وانحسرت عنه الأصاريم
القوائم جمع قائمة جبال لأبي بكر بن كلاب منها قرن النعم وفي شعر أبي قلابة الهذلي يا دار أعرفها وحشا منازلها بين القوائم من رهط فألبان قيل في فسر رهط وألبان من منازل بني لحيان
القوبع بالفتح ثم السكون وباء موحدة والقوبع قبيعة السيف وهو موضع في عقيق المدينة
قوبنجان بالضم ثم السكون ثم باء موحدة مكسورة ثم نون ساكنة وجيم وآخره نون بلد بفارس
قودم اسم جبل قال أبو المنذر كان رجل من جهينة يقال له عبد الدار بن حديب قال يوما لقومه هلم نبني بيتا بأرض من دارهم يقال لها الحوراء نضاهي به الكعبة ونعظمه حتى نستميل به كثيرا من العرب فاعظموا ذلك وأبوا عليه فقال في ذلك ولقد أردت بأن تقام بنية ليست بحوب أو تطيف بمأثم فأبى الذين إذا دعوا لعظيمة راغوا ولاذوا في جوانب قودم يلحون إلا يؤمروا فإذا دعوا ولوا وأعرض بعضهم كالأبكم صفح منافعه ويغمض كلمة في ذي أفاويه غموض المنسم
قوران بالفتح ثم السكون والراء وآخره نون من القارة والقور وهو أصاغر الجبال أو من قولهم دار قوراء أي واسعة وهو واد بينه وبين السوارقية مقدار فراسخ يصب من الحرة فيه مياه آبار كثيرة عذبة طيبة ونخل وشجر وفيه قرية يقال لها الملحاء وغدير ذي مجر يذكران وقال معن بن أوس المزني أبت إبلي ماء الحياض بأرضها وما شنها من جار سوء تزايله سرت من بوانات فبون فأصبحت بقوران قوران الرصاف تواكله و قوران الرصاف في بلاد بني سليم من أرض الحجاز
قورا بالفتح طسوج من ناحية الكوفة ونهر عليه عدة قرى منها سورا وغرما و قورا من نواحي المدينة قال قيس بن الخطيم ونحن هزمنا جمعكم بكتيبة تضاءل منها حزن قورا وقاعها تركنا بغاثا يوم ذلك منكم وقورا على رغم شباعى سباعها

إذا هم ورد بانصراف تعطفوا تعطف ورد الخمس أطت رباعها
القورج بالضم ثم السكون وراء مفتوحة وجيم هو نهر بين القاطول وبغداد منه يكون غرق بغداد كل وقت تغرق وكان السبب في حفر هذا النهر أن كسرى لما حفر القاطول أضر ذلك بأهل الأسافل وانقطع عنهم الماء حتى افتقروا وذهبت أموالهم فخرج أهل تلك النواحي إلى كسرى يتظلمون إليه مما حل بهم فوافوه وقد خرج متنزها فقالوا أيها الملك إنا جئنا نتظلم فقال ممن قالوا منك فثنى رجله ونزل عن دابته وجلس على الأرض فأتاه بعض من معه بشيء يجلس عليه فأبى وقال لا أجلس إلا على الأرض إذا أتاني قوم يتظلمون مني ثم قال ما مظلمتكم قالوا حفرت قاطولك فخرب بلادنا وانقطع عنا الماء ففسدت مزارعنا وذهب معاشنا فقال إني آمر بسده ليعود إليكم ماؤكم قالوا لا نجشمك أيها الملك هذا فيفسد عليك اختيارك ولكن مر أن يعمل لنا مجرى من دون القاطول فعمل لهم مجرى بناحية القورج يجري فيه الماء فعمرت بلادهم وحسنت أحوالهم وأما اليوم فهو بلاء على أهل بغداد فإنهم يجتهدون في سده وإحكامه بغاية جهدهم وإذا زاد الماء فأفرط بثقه وتعدى إلى دورهم وبلدهم فخربه
قورس بالضم ثم السكون وراء مضمومة وسين مهملة مدينة أزلية بها آثار قديمة وكورة من نواحي حلب وهي الآن خراب وبها آثار باقية وبها قبر أوريا بن حنان طولها أربع وستون درجة وعرضها خمس وثلاثون درجة وخمس وأربعون دقيقة داخلة في الأقليم الرابع بخمس وأربعين دقيقة بيت حياتها أربع درج من العقرب ومن العواء عشرون دقيقة تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان وطالعها الصرفة بيت ملكها الجبهة يقابلها اثنتا عشرة درجة وسط سمائها اثنتا عشرة درجة من الحمل عاقبتها مثلها من الميزان ينسب إليها أبو العباس أحمد بن محمد بن إسحاق القورسي روى عن الفضل بن عباس البغدادي روى عنه أبو الحسين بن جميع الصيداوي سمع منه بحلب حدث بدمشق سنة 313
قورين بالضم ثم السكون وراء مكسورة وياء مثناة من تحتها مدينة بالجزيرة
قورة بالفتح ثم السكون وراء هي قرية من قرى إشبيلية بالأندلس ينسب إليها الفقيه أبو عبد الله محمد بن سعيد بن أحمد بن زرقون القوري ثم الإشبيلي حدث بالموطإ عن يحيى بن يحيى عن أبي عبد الله أحمد بن محمد الخولاني سمع منه أبو العباس أحمد بن محمد بن مفرج النباتي وابنه أبو الحسين محمد بن محمد بن زرقون القوري حدث عن أبيه
قور بضم القاف وكسر الواو وتشديدها والراء هو جبل باليمن من ناحية الدملوة فيه شق يقال له حود له قصة ذكرت في حود والله الموفق
قورية بالضم ثم السكون والراء مكسورة وياء خفيفة مدينة من نواحي ماردة بالأندلس كانت للمسلمين وهي النصف بينها وبين سمورة مدينة الأفرنج
قورى موضع بظاهر المدينة قال قيس بن الخطيم ونحن هزمنا جمعهم بكتيبة تضاءل منها حزن قورى وقاعها تركنا بغاثا يوم ذلك منهم وقورى على رغم شباعى سباعها

قوس واد من أودية الحجاز قال أبو صخر الهذلي يصف سحابا فأسقى صدى داوردان غمامة هزيم تسح الماء من كل جانب سرت وغدت في السجر تضرب قبلة نعامى الصبا هيجا لريا الجنائب فخر على سيف العراق ففرشه وأعلام ذي قوس بأدهم ساكب
قوسان بالضم ثم السكون وسين مهملة وآخره نون كورة كبيرة ونهر عليه مدن وقرى بين النعمانية وواسط ونهره الذي يسقي زروعه يقال له الزاب الأعلى
قوسان بالفتح قال الحازمي موضع في الشعر
قوسى بالفتح ثم السكون وسين ثم ألف مقصورة تكتب ياء يجوز أن يكون فعلى من القوس بالضم وهو معبد الراهب أو من القوس وهو الزمان الصعب أو من الأقوس وهو الرمل المشرف قيل بلد بالسراة وبه قتل عروة أخو أبي خراش الهذلي ونجا ولده فقال في ذلك
حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا خراش وبعض الشر أهون من بعض فوالله ما أنسى قتيلا رزئته بجانب قوسى ما مشيت على الأرض بلى إنها تعفو الكلوم وإنما نوكل بالأدنى وإن جل ما يمضي ولم أدر من ألقى عليه رداءه سوى أنه قد سل عن ماجد محض
قوسنيا بفتح القاف وسكون الواو وفتح السين المهملة وكسر النون وياء مشددة وألف مقصورة جزيرة قوسنيا كورة من كور مصر بين القاهرة والإسكندرية
قوصرة بالفتح ثم السكون والصاد مهملة قال الليث القوصرة وعاء التمر ومنهم من يخففها وهي جزيرة في بحر الروم بين المهدية وجزيرة صقلية وأثبتها ابن القطاع بالألف فقال قوصرا جزيرة في البحر فتحها المسلمون في أيام معاوية وبقيت في أيديهم إلى أيام عبد الملك بن مروان ثم خربت وقيل إن في أيامنا هذه فيها قوم من الخوارح الوهبية
قوص بالضم ثم السكون وصاد مهملة وهي قبطية وهي مدينة كبيرة عظيمة واسعة قصبة صعيد مصر بينها وبين الفسطاط اثنا عشر يوما وأهلها أرباب ثروة واسعة وهي محط التجار القادمين من عدن وأكثرهم من هذه المدينة وهي شديدة الحر لقربها من البلاد الجنوبية وبينها وبين قفط فرسخ وهي شرقي النيل بينها وبين بحر اليمن خمسة أيام أو أربعة وقوص في الإقليم الأول وطولها من جهة المغرب خمس وخمسون درجة وثلاثون دقيقة وعرضها أربع وعشرون درجة وثلاثون دقيقة
قوصقم بالضم ثم السكون وصاد مهملة ثم قاف وآخره ميم قرية غناء في صعيد مصر على غربي النيل
قوط بالضم وآخره طاء مهملة قرية من قرى بلخ
قوفا بيت قوفا قرية من قرى دمشق ينسب إليها أبو المستضيء معاوية بن أوس بن الأصبغ ابن محمد بن لهيعة السكسكي القوفاني حكى عن هشام بن عمار خطيب جامع دمشق روى عنه معروف بن محمد بن معروف الواعظ والحسن بن غريب وأبو الحسين الرازي وعبيد الله بن محمد بن عبدالوارث

الزعبي القوفاني حدث عن محمد بن الوزير بن الحكم السلمي روى عنه أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد المؤدب
قوفيل بالضم ثم السكون وكسر الفاء ثم ياء مثناة من تحتها ولام هي قرية من أعمال نابلس وتعرف بقرية القضاة
قولو محلة بنيسابور ينسب إليها مسعود بن أبي سعد شيخ لأبي سعد في التحبير
قومسان من نواحي همذان ينسب إليها عبد الغفار بن محمد بن عبد الواحد أبو سعد الأعلمي وأعلم ناحية بين همذان وزنجان وقومسان من قراها قدم بغداد وأقام بها للتفقه مدة وسمع بها من أبي حفص عمر بن أبي الحسين الأشتري المقري وقرأ الأدب على الكمال أبي البركات عبد الرحمن بن محمد الأنباري وسار إلى الموصل واستوطنها وأبو علي أحمد بن محمد ابن علي بن مردين القومسانيقال شيرويه هو نهاوندي الأصل سكن إنبط قرية من كورة همذان روى عن أبيه محمد بن علي ومن أهل همذان عن عبد الرحمن بن حمدان الجلاب وذكر جماعة وافرة من أهل همذان وغيرها روى عنه ابناه أبو منصور محمد وأبو القاسم عثمان والكبار من المشايخ وذكر جماعة كثيرة وكان صدوقا ثقة شيخ الصوفية ومقدمهم في الجبل والمشار إليه وكانت له آيات وكرامات ظاهرة صحب الشبلي وإبراهيم بن شيبان وأقرانهما توفي بإنبط سنة 783 وقبره يزار ويقصد إليه من البلدان وقد ذكر حكايات كثيرة من كراماته وكلامه ليس من شرطنا إيراد مثله ومحمد بن أحمد بن محمد بن مردين أبو منصور ولد المتقدم ذكره روى عن أبيه وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب وغيرهما روى عنه أبو الحسين بن حميد وحميد بن المأمون وغيرهما مات سنة 324 وكان يسكن قرية فارسجين من كورة همذان ومحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن علي بن مردين بن عبد الله بن أبان بن الطيار أبو الفضل القومساني ويعرف بابن زيرك شيخ وقته ووحيد عصره في فنون العلم روى عن أبيه أبي القاسم عثمان وعمه أبي منصور محمد وخاله أبي سعد عبد الغفار وابن خلنجان واسمه سلمة وذكر جماعة وافرة همذانيين وغرباء وروى عنه عامة مشايخ بغداد بالإجازة مثل أبي بكر بن شاذان صاحب البغوي وأبي الحسن رزقويه ذكره أبو شجاع شيرويه فقال سمعت عنه عامة ما قرأه له شأن وحشمة عند المشايخ وله يد في التفسير وكان حسن الخط والعبارة فقيها أديبا متعبدا توفي سلخ ربيع الآخر سنة 174 ودفن عند إمامه برأس كهر ومولده سنة 993 وهي السنة التي ظهر فيها ابن لان وإسماعيل بن محمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن علي بن مردين القومساني كان شيخ همذان يكنى أبا الفرج روى عن أبيه وجده وغيرهما مات سن 794 عن ثمان وخمسين سنة قال وكان أصدق المشايخ لهجة وأقلهم فضولا
قومس بالضم ثم السكون وكسر الميم وسين مهملة وقومس في الإقليم الرابع طولها سبع وسبعون درجة وربع وعرضها ست وثلاثون درجة وخمس وثلاثون دقيقة وهو تعريب كومس وهي كورة كبيرة واسعة تشتمل على مدن وقرى ومزارع وهي في ذيل جبال طبرستان وأكبر ما يكون في ولاية ملكها وقصبتها المشهورة دامغان وهي بين الري ونيسابور ومن مدنها المشهورة بسطام وبيار وبعض يدخل فيها سمنان وبعض

يجعل سمنان من ولابة الري وقرأت في كتاب نتف الطرف للسلامي حدثني ابن علوية الدامغاني قال حدثني ابن عبد الدامغاني قال كان أبو تمام حبيب بن أوس نزل عند والدي حين اجتاز بقومس إلى نيسابور ممتدحا عبد الله بن طاهر فسألناه عن مقصده فأجابنا بهذين البيتين تقول في قومس صحبي وقد أخذت منا السرى وخطى المهرية القود أمطلع الشمس تبغي أن تؤم بنا فقلت كلا ولكن مطلع الجود وقدم يحيى بن طالب الحنفي في مسيره إلى خراسان من دين كان عليه فلما وصل إلى قومس سأل عنها فأخبر باسمها فبكى وحن إلى وطنه وقال أقول لأصحابي ونحن بقومس ونحن على أثباج ساهمة جرد بعدنا وبيت الله عن أرض قرقرى وعن قاع موحوش وزدنا على البعد وكان الجوهري صاحب كتاب الصحاح بلغ قومس فقال يا صاحب الدعوة لا تجزعن فكلنا أزهد من كرز فالماء كالعنبر في قومس من عزه يجعل في الحرز فسقنا ماء بلا منة وأنت في حل من الخبز و قومس أيضا إقليم القومس بالأندلس من نواحي كورة قبرة
قومسة بالضم ثم السكون مثل الأول وزيادة الهاء قرية من نواحي أصبهان
قونجة بالضم ثم سكون الواو والنون فالتقى ساكنان وجيم موضع بالأندلس من أعمال كورة البيرة ينسب إليه الكتان الفائق الرفيع
قونكة بوزن التي قبلها إلا أن هذه بالكاف مدينة بالأندلس من أعمال شنتبرية ينسب إليها إبراهيم بن محمد بن خيرة أبو إسحاق القونكي روى ببلدته عن قاضيها أبي عبد الله محمد بن خلف بن السقاط سمع منه صحيح البخاري وسكن قرطبة فأخذ بها عن أبي علي العسالي كثيرا وعن أبي عبد الله محمد بن كرج وغيرهما وكان حافظا للحديث ومات في شوال سنة 715 قاله ابن بشكوال
قون بالفتح وآخره نون والقونة الحديد أو الصفر الذي يرقع به الإناء وهو اسم موضع
قونية بالضم ثم السكون ونون مكسورة وياء مثناة من تحت خفيفة من أعظم مدن الإسلام بالروم وبها وبأقصرى سكنى ملوكها قال ابن الهروي وبها قبر أفلاطون الحكيم بالكنيسة التي في جنب الجامع في كتاب الفتوح انتهى معاوية بن حديج في غزوة إفريقية إلى قونية وهي موضع مدينة القيروان
قو بالفتح ثم التشديد مرتجل فيما أحسب وهو منزل للقاصد إلى المدينة من البصرة يرحل من النباج فينزل قوا وهو واد يقطع الطريق تدخله المياه ولا تخرج وعليه قنطرة يعبر القفول عليها يقال لها بطن قو وقال الجوهري قو بين فيد والنباج وأنشد لامرىء القيس سما لك شوق بعدما كان أقصرا وحلت سليمى بطن قو فعرعرا وقال زرعة بن تميم الحطم الجعدي

وإن تك ليلى العامرية خيمت بقو فإني والجنوب يمان ومغترب من رهط ليلى رعيته بأسباب ليلى قبلما يرياني نشرت له كنانة من بشاشة ومن نصح قلبي شعبة ولساني وقال أبو زياد الكلابي قو واد بين اليمامة وهجر نزل به الحطيئة على الزبرقان بن بدر فلم يجهزه فقال ألم أك نائيا فدعوتموني فخانتني المواعد والدعاء ألم أك جاركم فتركتموني لكلبي في دياركم عواء أحيل على الخباء ببطن قو بنات الليل فاحتمل الخباء
قوهذ بالضم ثم السكون والهاء مفتوحة وذال معجمة والعامة تقول قوهه بالهاء وهو اسم لقريتين كبيرتين بينهما وبين الري مرحلة قوهذ العليا وهي قوهذ الماء لأن عندها تنقسم مياه الأنهار التي تتفرق في نواحي الري وعهدي بها كبيرة ذات سوق وأربطة وخانقاه حسن للصوفية في سنة 671 قبل ورود التتر إليها وقوهذ السفلى وتعرف بقوهذ خران أي قوهذ الحمير وبينها وبين العليا فرسخ وهي بين العليا والري عهدي أيضا بها عامرة ذات سوق وبساتين وخيرات
قوهستان بضم أوله ثم السكون ثم كسر الهاء وسين مهملة وتاء مثناة من فوق وآخره نون وهو تعريب كوهستان ومعناه موضع الجبال لأن كوه هو الجبل بالفارسية وربما خفف مع النسبة فقيل القهستاني وأكثر بلاد العجم لا يخلو عن موضع يقال له قوهستان لما ذكرنا وأما المشهورة بهذا الاسم فأحد أطرافها متصل بنواحي هراة ثم يمتد في الجبال طولا حتى يتصل بقرب نهاوند وهمذان وبروجرد هذه الجبال كلها تسمى بهذا الاسم وهي الجبال التي بين هراة ونيسابور وأكثر ما ينسب بهذه النسبة فهو منسوب إلى هذا الموضع وفتحها عبد الله بن عامر بن كريز في أيام عثمان بن عفان سنة 92 للهجرة هذه الجبال جميعها اليوم في أيدي الملاحدة من بني الحسن بن الصباح وقال البشاري قوهستان قصبتها قائن ومدنها تون وجنابذ وطبس العناب وطبس التمر وطريثيث وقوهستان أبي غانم مدينة بكرمان قرب جيرفت بينها وبين جبال البلوص والقفص وفيها نخل كثير وشربهم من نهر يتخلل البلد والجامع في وسطها وبها قهندز أي قلعة قال الرهني أول بلاد قوهستان جوسف وآخرها إسبيذ رستاق وهي الجنابذ وما يليها وأهل الجنابذ يدعون أن أرضهم من حدود الجنبذ لأنها بين قائن التي هي قصبة قوهستان ويدعي أهل قائن أن إسبيذ رستاق ليست من أرض قوهستان إلا أنها من عمل قوهستان قال وعرضها ما بين كرين إلى زوزن وهي مفاوز ليس فيها شيء وإنما عمران قوهستان ما بين النخيرجان ومسينان إلى إسبيند رستاق وهذه المدن والقرى التي بقوهستان متباعدة في أعراضها مفاوز وليست العمارة بقوهستان مشتبكة مثل اشتباكها بسائر نواحي خراسان وفي أضعاف مدنها مفاوز يسكنها أكراد وأصحاب السوائم من الإبل والغنم وليس بقوهستان فيما علمته نهر جار إنما هي القني والآبار

قوهيار بالضم ثم السكون وكسر الهاء ثم ياء خفيفة وآخره راء قرية بطبرستان
القويرة باليمامة وهي قارة في وسط الرغام عن ابن ابي حفصة
قويق بضم أوله وفتح ثانيه كأنه تصغير قاق وهو صوت الضفدع ولذلك قال شاعرهم إذا ما الضفادع نادينه قويق قويق أبى أن يجيبا تغوص البعوضة في قعره وتأبى قوائمها أن تغيبا وهو نهر مدينة حلب مخرجه من قرية تدعى سبتات وسألت عنها بحلب فقالوا لا نعرف هذا الاسم إنما مخرجه من شناذر قرية على ستة أميال من دابق ثم يمر في رساتيق حلب ثمانية عشر ميلا إلى حلب ثم يمتد إلى قنسرين اثني عشر ميلا ثم إلى المرج الأحمر اثني عشر ميلا ثم يغيض في أجمة هناك فمن مخرجه إلى مغيضه اثنان وأربعون ميلا وماؤه أعذب ماء وأصحه إلا أنه في الصيف ينشف فلا يبقى إلا نزوز قليلة وأما في ا لشتاء فهو حسن المنظر طيب المخبر وقد وصفه شعراء حلب بما ألحقوه بنهر الكوثر ومن أمثال عوام بغداد يفرح بفلس مطلي من لم ير دينارا وقد أحسن القيسراني محمد بن صغير في وصفه في قوله رأيت نهر قويق فساءني ما رأيت فلو ظمئت وأسقي ت ماءه ما رويت ولو بكيت عليه بقدره ما اشتفيت وقرأت في ديوان أبي القاسم الحسن بن علي بن بشر الكاتب أنه قال في سنة 553 رأيت من نيل مصر ما ساءني إذ رأيت ما ليس يحيا به من ثرى البسيطة ميت والبيتين الآخرين
القويلية قرية عند جبل رمان في طرف سلمى من جهة الغرب
القوينصة قال ابن أبي العجائز مروان بن أبان بن عبد العزيز بن أبان بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي كان يسكن القوينصة وهي قرية من قرى غوطة دمشق وكان يسكنها أيضا الوليد بن أبان بن عبد العزيز بن أبان بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي وأمية بن أبان بن عبد العزيز بن أبان بن مروان وله بها عقب وتمام بن زويل الكلبي من أهل هذه القرية
قوين قال الليث قون وقوين موضعان
قوي تصغير القواء هو الموضع الخالي أو القي وهو القفر وهو واد قريب من القاوية وقد مر
باب القاف والهاء وما يليهما
قها بالكسر والقصر قرية عظيمة بين الري وقزوين وليست المعروفة بقوهذ وإن كان بعضهم يتلفظ بهما سواء وناحية بالري بين الخوار والري منها قوهذ الماء وقوهذ الحمار
قهاب ناحية ذات قرى كثيرة من أعمال أصبهان ليس بها نهر جار ولا بها شجر إنما معيشتهم من الزرع على المطر أخبرني بذلك الحافظ ابن النجار

قهاد بالكسر جمع قهد صنف من الغنم يكون بالحجاز أو اليمن قيل تضرب إلى البياض وقيل غنم سود تكون باليمن وقيل القهد ولد البقرة الوحشية أيضا وقال أبو عبيد يقال أبيض يقق وقهد وقهب ولهق بمعنى واحد والقهاد موضع في شعر ابن مقبل حيث قال فجنوب عروى فالقهاد خشيتها وهنا فهيج لي الدموع تذكري
قهج قرية من ناحية الأعلم من نواحي همذان قال السلفي أنشدني أبو بكر عبد العزيز بن إبراهيم بن الحسن القهجي الخطيب بها قال أنشدني عمي محمد بن الحسين بن إبراهيم الأديب القهجي ولم يذكر قائله تعلمنا الكتابة في زمان غدت فيه الكتابة كالحجامه فيا أسفي على الأقلام أضحت وما قلم بأشرف من قلامه وينسب إليها أيضا أبو طالب نصر بن الحسن بن القاسم القهجي لقيه السلفي أيضا
قهجاورسان قرية كبيرة قديمة كان بها حصن فتحه أبو موسى الأشعري مع عسكر عمر بن الخطاب قبل فتح أصبهان وقتل أهله وخربه وكان به والد أبي موسى فقتل هناك شهيدا وقبره بهذه القرية مبني ظاهر عليه مشهد له منارة وحوله قبور جماعة من الشهداء رآه محمد بن النجار الحافظ وخبرني به
قهد بالتحريك اسم موضع في قول الشاعر لو كان يشكى إلى الأموات ما لقي ال أحياء بعدهم من شدة الكمد ثم اشتكيت لأشكاني وساكنه قبر بسنجار أو قبر على قهد
القهر بالفتح وآخره راء ومعناه معلوم وهو موضع في قول مزاحم العقيلي أتاني بقرطاس الأمير مغلس فأفزع قرطاس الأمير فؤاديا فقلت له لا مرحبا بك مرسلا إلي ولا لبي أميرك داعيا أليست جبال القهر قعسا مكانها وعروى وأجبال الوحاف كما هيا أخاف ذنوبي أن تعد ببابه وما قد أزل الكاشحون أماميا ولا أستديم عقبة الأمر بعدما تورط في يهماء كعبي وساقيا وقال أبو زياد القهر أسافل الحجاز مما يلي نجدا من قبل الطائف وأنشد لخداش بن زهير فيا أخوينا من أبينا وأمنا إليكم إليكم لا سبيل إلى جسر دعوا جانبي إني سأنزل جانبا لكم واسعا بين اليمامة والقهر أبى فارس الضحياء عمرو بن عامر أبى الذم واختار الوفاء على الغدر
القهر بفتحتين موضع أنشد في سفلى العراق وأنت بالقهر
القهز بالزاي قال الليث القهز والقهز لغتان ضرب من الثياب يتخذ من صوف كالمرعزي وربما خالطه الحرير قال العمراني موضع وأنشد وحاف القهز أو طلخامها

قهقور بطن بماسبذان من نواحي الجبل
قهوان بفتح القاف وسكون الهاء وآخره نون قال أبو حنيفة في كتاب النبات المقبل الذي يتداوى به هو صمغ كالكندر أحمر طيب الرائحة أخبرني بعض الأعراب أنه لا يعلمه نبت شجرة إلا بجبل من جبال عمان يدعى قهوان مطل على البحر وشجره مثل شجر اللبان قال وهو ذو شوك قال مثل التنكس الذي عندكم والمقل صمغه
قهقوه بتكرير القاف وفتح أوله وسكون ثانيه وضم ثالثه وسكون واوه وهاء خالصة وهي كورة بصعيد مصر
قهندز بفتح أوله وثانيه وسكون النون وفتح الدال وزاي وهو في الأصل اسم الحصن أو القلعة في وسط المدينة وهي لغة كأنها لأهل خراسان وما وراء النهر خاصة وأكثر الرواة يسمونه قهندز وهو تعريب كهندز معناه القلعة العتيقة وفيه تقديم وتأخير لأن كهن هو العتيق ودز قلعة ثم كثر حتى اختص بقلاع المدن ولا يقال في القلعة إذا كانت مفردة في غير مدينة مشهورة وهو في مواضع كثيرة منها قهندز سمرقند وقهندز بخارى وقهندز بلخ وقهندز مرو وقهندز نيسابور وفي مواضع كثيرة وقد نسب إلى بعضها قوم فممن نسب إلى قهندز نيسابور الحسن بن عبد الصمد بن عبد الله بن رزين أبو سعيد القهندزي النيسابوري وعمر وقيس ومسعود بنو عبد الله بن رزين القهندزي وأحمد بن عمرو أبو سعيد القهندزي النيسابوري سمع الفضل بن دكين وغيره وعبد الله بن حماد أبو حمام القهندزي سمع نهشل بن سعيد وغيره وقهندز هراة نسب إليه أبو سهل الواسطي ونسب إلى قهندز سمرقند أحمد بن عبد الله القهندزي السمرقندي أبو محمد ذكره أبو سعيد الإدريسي في تاريخ سمرقند يروي عن عمار بن نصر روى عنه سهل بن خلف وغيره وممن ينسب إلى قهندز بخارى أبو عبد الرحمن محمد بن هارون الأنصاري القهندزي البخاري سمع ابن المبارك وابن عيينة والفضيل بن عياض روى عنه أسباط بن اليسع البخاري وغيره وممن ينسب إلى قهندز هراة أبو بشر القهندزي روى عنه أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري الإمام وغيره وقد ضبطه بعضهم بالضم والأصل ما أثبتناه
باب القاف والياء وما يليهما
قيا بكسر أوله والتشديد والقصر قال عرام ولأهل السوارقية قرية يقال لها القيا وماؤها أجاج نحو ماء السوارقية وبينهما ثلاثة فراسخ وبها سكان كثيرة ومزارع ونخيل وشجر قال الشاعر ما أطيب المذق بماء القيا وقد أكلت قبله برنيا
القيار بالفتح ثم التشديد وآخره راء بلفظ صانع القار أو بايعه على النسبة كقولهم العطار موضع بين الرقة ورصافة هشام بن عبد الملك و مشرعة القيار على الفرات وببغداد محلة كبيرة مشهورة يقال لها درب القيار
القيارة بالفتح ثم التشديد وهو تأنيث الذي قبله منزل للحاج من واسط على مرحلتين وهو بئر لبني عجل ماؤها غليظ كثير ثم يرتحلون منها إلى الأخاديد
و عين القيارة بالموصل ينبع منها القار وهي حمة يقصدها أهل الموصل ويستحمون فيها ويستشفون بمائها
القيبار حصن بين انطاكية والثغور له ذكر ومنعة

قياض بالفتح ثم التشديد وآخره ضاد يقال تقيضت الحيطان إذا مالت وتهدمت موضع بنواحي بغداد قال الكلبي سمي باسم رجل يقال له قياض وقال نصر قياض موضع بين الكوفة والشام يرتحل منه إلى عين أباغ عليه قوم من شيبان وكندة قال عبيد الله بن الحر أتوني بقياض وقد نام صحبتي وحارسهم ليث هزبر أبو أجر فقتلت قوما منهم لا أعزة كراما ولا عند الحقائق بالصبر وكتبه اللبود بالسين فقال قياس في شعر عبد الله بن الزبير الأسدي ألا أبلغ يزيد بن الخليفة أنني لقيت من الظلم الأغر المحجلا لقيت بقياس من الأمر شقة ويوما بجو كان أعنى وأطولا
قياض حصن باليمن بين تعز وريمة
قيال بكسر أوله وآخره لام اسم جبل عال بالبادية
القيدة من مياه بني عمرو بن كلاب بذي بحار وقد ذكر ذو بحار في موضعه عن أبي زياد وذكر في موضع آخر من كتابه أنه ماء لبني غني بن أعصر
قيذوق بالفتح ثم السكون وذال معجمة وواو ساكنة وقاف موضع ذكره أبو تمام
قيربون أكبر مدينة بأرض مكران ولها رساتيق وفيها الفانيذ كان يحمل إلى جميع الدنيا
القيروان قال الأزهري القيروان معرب وهو بالفارسية كاروان وقد تكلمت به العرب قديما قال امرؤ القيس وغارة ذات قيروان كأن أسرابها الرعال والقيروان في الإقليم الثالث طولها إحدى وثلاثون درجة وعرضها ثلاثون درجة وأربعون دقيقة وهذه مدينة عظيمة بإفريقية غبرت دهرا وليس بالغرب مدينة أجل منها إلى أن قدمت العرب إفريقية وأخربت البلاد فانتقل أهلها عنها فليس بها اليوم إلا صعلوك لا يطمع فيه وهي مدينة مصرت في الإسلام في أيام معاوية رضي الله عنه وكان من حديث تمصيرها ما ذكره جماعة كثيرة من أهل السير قالوا عزل معاوية بن أبي سفيان معاوية بن حديج الكندي عن إفريقية واقتصر به على ولاية مصر وولى إفريقية عقبة بن نافع بن عبد قيس بن لقيط بن عامر بن أمية بن عائش بن ظرب بن الحارث بن فهر بن مالك بن النض ابن كنانة وكان مولده في أيام النبي صلى الله عليه و سلم وقال ابن الكلبي هو عبد الرحمن بن عدي بن نافع بن قيس القرشي سنة 84 وكان مقيما بنواحي برقة وزويلة منذ ولاية عمرو بن العاص له فجمع إليه من أسلم من البربر وضمهم إلى الجيش الوارد من قبل معاوية وكان جيش معاوية عشرة آلاف وسار إلى إفريقية ونازل مدنها فافتتحها عنوة ووضع السيف في أهلها وأسلم على يده خلق من البربر وفشا فيهم دين الله حتى اتصل ببلاد السودان فجمع عقبة حينئذ أصحابه وقال إن أهل هذه البلاد قوم لا خلاق لهم إذا عضهم السيف أسلموا وأذا رجع المسلمون عنهم عادوا إلى عادتهم ودينهم ولست أرى نزول المسلمين بين أظهرهم رأيا وقد رأيت أن أبني ههنا مدينة يسكنها المسلمون فاستصوبوا رأيه فجاؤوا إلى موضع القيروان وهي في طرف البر وهي

أجمة عظيمة وغيضة لا يشقها الحيات من تشابك أشجارها وقال إنما اخترت هذا الموضع لبعده من البحر لئلا تطرقها مراكب الروم فتهلكها وهي في وسط البلاد ثم أمر أصحابه بالبناء فقالوا هذه غياض كثيرة السباع والهوام فنخاف على أنفسنا هنا وكان عقبة مستجاب الدعوة فجمع من كان في عسكره من الصحابة وكانوا ثمانية عشر ونادى أيتها الحشرات والسباع نحن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فارحلوا عنا فإنا نازلون فمن وجدناه بعد قتلناه فنظر الناس يومئذ إلى أمر هائل كان السبع يحمل أشباله والذئب يحمل أجراءه والحية تحمل أولادها وهم خارجون أسرابا أسرابا فحمل ذلك كثيرا من البربر على الإسلام ثم اختط دارا للإمارة واختط الناس حوله وأقاموا بعد ذلك أربعين عاما لا يرون فيها حية ولا عقربا واختط جامعها فتحير في قبلته فبقي مهموما فبات ليلة فسمع قائلا يقول في غد ادخل الجامع فإنك تسمع تكبيرا فاتبعه فأي موضع انقطع الصوت فهناك القبلة التي رضيها الله للمسلمين بهذه الأرض فلما أصبح سمع الصوت ووضع القبلة واقتدى بها بقية المساجد وعمر الناس المدينة فاستقامت في سنة 55 للهجرة وقد ذكرت بقية خبر عقبة ومقتله في كتابي المسمى بالمبدإ والمآل وكان مقتله في سنة 63 بعد أن فتح جميع بلاد المغرب وينسب إلى القيروان قيرواني وقيروي فمن جملة من ينسب إليها قيرواني محمد بن أبي بكر عتيق محمد بن أبي نصر هبة الله بن علي بن مالك أبو عبيد الله التميمي القيرواني المتكلم الثغري المعروف بابن أبي كدية درس علم الأصول بالقيروان على أبي عبد الله الحسين بن حاتم الأزدي صاحب القاضي أبي بكر الباقلاني وعلى غيره وكان يذكر أنه سمع أبا عبد الله القضاعي بمصر قرأ عليه نصر الله بن محمد بصور وكان يقرىء الكلام في النظامية ببغداد وأقام بالعراق إلى أن مات وكان صلبا في الاعتقاد ومات ببغداد في ثامن عشر ذي الحجة سنة 215 ودفن مع أبي الحسن الأشعري في تربته بمشرعة الروايا خارج الكرخ
قيسارية بالفتح ثم السكون وسين مهملة وبعد الألف راء ثم ياء مشددة بلد على ساحل بحر الشام تعد في أعمال فلسطين بينها وبين طبرية ثلاثة أيام وكانت قديما من أعيان أمهات المدن واسعة الرقعة طيبة البقعة كثيرة الخير والأهل وأما الآن فليست كذلك وهي بالقرى أشبه منها بالمدن
و قيسارية أيضا مدينة كبيرة عظيمة في بلاد الروم وهي كرسي ملك بني سلجوق ملوك الروم أولاد قليج أرسلان وبها موضع يقولون إنه حبس محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب وجامع أبي محمد البطال وفيه الحمام الذي ذكروا أن بليناس الحكيم عمله للملك قيصر يحمى بسراج وينسب إليها قيسراني على غير قياس قال بطليموس في كتاب الملحمة طولها سبع وستون درجة وعشرون دقيقة وعرضها إحدى وأربعون درجة وخمسون دقيقة في آخر الإقليم الخامس طالعها اثنتا عشرة درجة من التوأم لها سرة الجوزاء كاملة والسماك الأعزل وذات الكرسي وهي المغروسة تحت سبع عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان قال صاحب الزيج قيسارية طولها سبع وخمسون درجة ونصف وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وربع وفي كتاب دمشق عن يزيد بن سمرة أنبأ الحكيم بن عبد الرحمن بن أبي العصماء الخثعمي الفرعي وكان ممن شهد قيسارية وقال حاصرها معاوية سبع سنين إلا أشهرا ومقاتلة الروم

الذين يرزقون لها مائة ألف وسامرتها ثمانون ألفا ويهودها مائة ألف فدلهم لنطاق على عورة وهو من الرهون فأدخلهم في قناة يمشي فيها الجمل مع المحمل وكان ذلك يوم الأحد فلم يعلموا وهم في الكنيسة إلا وسمعوا التكبير على باب الكنيسة فكان بوارهم قال يزيد بن سمرة وبعثوا بفتحها إلى عمر بن تميم بن ورقاء عريف خثعم فقام عمر على المنارة ونادى ألا إن قيسارية فتحت قسرا وينسب إلى قيسارية فلسطين إبراهيم بن أبي سفيان القيسراني مات سنة 872 وعمرو بن ثور القيسراني مات سنة 972 ومحمد بن محمد بن عبد الرحيم بن محمد بن أبي ربيعة القيسراني سمع خيثمة بن سليمان بطرابلس وأبا علي عبد الواحد بن أحمد بن أبي الخصيب بتنيس وأبا بكر الخرائطي وأبا الحسن محمد بن أحمد ابن عبد الله بن صفور بالمصيصة وغيرهم وروى عنه جماعة منهم أبو بكر محمد بن أحمد الواسطي وأبو الحسن جميل بن محمد الأرسوفي وفديك بن سلمان ويقال ابن سليمان بن عيسى أبو عيسى العقيلي القيسراني روى عن الأوزاعي ومسلمة بن علي الخشني روى عنه العباس بن الوليد بن صبيح الخلال وإبراهيم بن الوليد بن سلمة وغيرهم وكان من العباد
قيسرون في شعر هذيل ولا أدري كيف أمره قال حبيب الهذلي صدقت حبيبا بالتفرق نفسه وأجد من ثاو إليك إياب ولقد نظرت ودون قومي منظر من قيسرون فبلقع فسلاب
قيس القيس مصدر قاس يقيس قيسا ويقال فلان يخطو قيسا أي يجعل هذه الخطوة ميزان هذه الخطوة والقيس كورة كانت بمصر وقد خربت الآن وقالوا سميت قيسا لأن فتحها كان على يد قيس بن الحارث المرادي فسميت به وكان شهد مصر وكانت في غربي النيل بعد الجيزة كان دخل السلطان منها خمسة عشر ألف دينار عن المدائني في سنة 226 وينسب إليها لبيب مولى محمد بن عياض يروي عن سالم بن عبد الله بن عمر روى عنه الليث بن سعد بن أبي طاهر وقال هي قرية بمصر وليست بكورة كما ذكرنا و قيس جزيرة وهي كيش في بحر عمان دورها أربعة فراسخ وهي مدينة مليحة المنظر ذات بساتين وعمارات جيدة وبها مسكن ملك ذلك البحر صاحب عمان وله ثلثا دخل البحرين وهي مرفأ مراكب الهند وبر فارس وجبالها تظهر منها للناظر ويزعمون أن بينهما أربعة فراسخ رأيتها مرارا وشربهم من آبار فيها ولخواص الناس صهاريج كثيرة لمياه المطر وفيها أسواق وخيرات ولملكها هيبة وقدر عند ملوك الهند لكثرة مراكبه ودوانيجه وهو فارسي شكله ولبسه مثل الديلم وعنده الخيول العراب الكثيرة والنعمة الظاهرة وفيها مغاص على اللؤلؤ وفي جزائر كثيرة حولها وكلها ملك صاحب كيش ورأيت فيها جماعة من أهل الأدب والفقه والفضل وكان بها رجل صنف كتابا جليلا فيما اتفق لفظه وافترق معناه ضخم رأيته بخطه في مجلدين ضخمين ولا أعرف اسمه الآن
قيسون بلفظ جمع قيس جمع سلامة موضع
قيشاطة بالفتح ثم السكون وشين معجمة مدينة بالأندلس من أعمال جيان ينسب إليها محمد بن الوليد القيشاطي الأديب سكن قرطبة يكنى أبا عبدالله وكان معلم العربية وكان لها حافظا

ذاكرا قال ابن حيان مات لسبع بقين من المحرم سنة 460
القيصومة بالفتح والصاد المهملة واحدة القيصوم نبات طيب الريح يكون بالبادية وهي ماءة تناوح الشيحة بينهما عقبة شرقي فيد ومنها إلى النباج أربع ليال على طريق البصرة إلى مكة والمدينة معا
قيطون بفتح أوله وسكون ثانيه بلدة بإفريقية بينها وبين قفصة ثلاث مراحل وبينها وبين نفطة مرحلة
قيظان مخلاف باليمن وقلما يسمونه غير مضاف إنما يقولون مخلاف قيظان وهو قرب ذي جبلة
قيظ بالظاء معجمة قال نصر موضع قريب من مكة على أربعة أميال من سوق نخلة وثم حيطان تنتقل في الأملاك وقيل قيظ جبل
القيقاء بكسر أوله وسكون ثانيه وقاف أخرى وألف ممدودة وهي القاع المستدير في صلابة من الأرض إلى جانب سهل وهو جمع قيقاءة وهو واد بنجد عن نصر
قيقان بالكسر وأهل الشام يسمون الغراب قافا ويجمعونه قيقان وتل القيقان بظاهر مدينة حلب معروف عندهم
و قيقان بلاد قرب طبرستان وفي كتاب الفتوح في سنة 83 وأول سنة 93 في خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه توجه إلى ثغر السند الحارث ابن مرة العبدي متطوعا بإذن علي رضي الله عنه فظفر وأصاب مغنما وسبيا وقسم في يوم واحد ألف رأس ثم إنه قتل ومن معه بأرض القيقان إلا قليلا وكان مقتله في سنة 24 قال و القيقان من بلاد السند مما يلي خراسان ثم غزاهم المهلب في سنة 44 ولقي المهلب ببلاد القيقان ثمانية عشر فارسا من الترك على خيل محذوفة فقاتلوه جميعا فقال المهلب ما جعل هؤلاء الأعاجم أولى بالتشمير منا فحذف الخيل فكان أول من حذفها من المسلمين ثم ولى عبد الله بن عامر في سنة 54 في زمن معاوية عبد الله بن سوار العبدي ويقال بل ولاه معاوية من قبله ثغر الهند فغزا القيقان فأصاب مغنما ثم وفد إلى معاوية وأهدي إليه خيلا قيقانية وأقام عنده ثم رجع وغزا القيقان فاستجاش الترك فقتلوه وفيه قيل وابن سوار على عدانه موقد النار وقتال السغب وكان سخيا لم يوقد أحد نارا غير ناره فرأى ذات ليلة نارا فقال ما هذه فقالوا امرأة نفساء يعمل لها خبيص فأمر بأن يطعم الناس الخبيص ثلاثا قال خليفة بن خياط في سنة 74 غزا عبد الله بن سوار العبدي القيقان فجمع الترك فقتل عبد الله بن سوار وعامة ذلك الجيش وغلب المشركون على القيقان
قيقان حصن باليمن من أعمال صنعاء بيد ابن الهرش
قيقان حصن باليمن من أعمال صنعاء بيد ابن الهرش
قيلوية بكسر أوله وسكون ثانيه ولام مضمومة وواو ساكنة قرية من نواحي مطيزاباذ قرب النيل إليها ينسب أبو علي الحسن بن محمد بن إسماعيل القيلوي
و قيلوية قرية بنهر الملك ينسب إليها سعيد بن أبي سعيد بن عبد العزيز أبو سعد الجامدي الأصل والجامدة من قرى واسط وسعيد هذا من أهل قيلوية نهر الملك كان أبوه من الزهاد سكن قيلوية وولد سعيد بها وكان واعظا صالحا سمع أبا الفتح عبد الملك بن أبي القاسم

الكروخي وغيره وحدث ببغداد في سنة 956 في ربيع الآخر فسمع منه جماعة ومات سعيد في سنة 630 سألته عن مولده فقال في خامس جمادى الآخرة سنة 564 أنشدني لنفسه قال كتب إلي مؤيد الدين محمد بن الريحاني قطعة أولها عصيت علي يا قاضي القضاة وكنت أعد أنك من حماتي علت عيناك عني يا ملولا كما تعلو ظهور الصافنات ألم تعلم بأني فيك صب وسكرك ليس يخلو من لهاتي فكتب إليه أيا ابن الأكرمين الصيد يا من مناقبه تجل عن الصفات ومن آراؤه في كل خطب يفل بها حدود المرهفات فديتك تتهمني بالتجني ولم أك في هواك من الجناة وكنت غداة سرت بلا وداع كأن الصبر ينزل في لهاتي وما شبهت شوقي فيك إلا بعطشان إلى ماء الفرات وحقك يا محمد لو علمتم بما ألقاه من ألم الشتات إذا لعذرتني وعلمت أني بحبك مستهام في حياتي فسامحني فإني لم أقصر عن الخدمات إلا من شكاتي بقيت ولا برحت مع الليالي تجود على عفاتك بالصلات
قيلة حصن من نواحي صنعاء على رأس جبل يقال له كنن
قيمر بفتح القاف وياء ساكنة وضم الميم وراء هي قلعة في الجبال بين الموصل وخلاط ينسب إليها جماعة من أعيان الأمراء بالموصل وخلاط وهم أكراد ويقال لصاحبها أبو الفوارس
قيمون بالفتح ثم السكون وآخره نون حصن قرب الرملة من أعمال فلسطين
قين بالفتح ثم السكون وآخره نون بنات قين ماءة لفزارة كانت بها وقعة مشهورة في أيام عبد الملك بن مروان
و القين من قرى عثر من جهة القبلة في أوائل اليمن
قينان بلفظ تثنية القين الحداد من قرى سرخس خربت ينسب إليها علي بن سعيد القيناني يروي عن ابن المبارك روى عنه أهل بلده
قينقاع بالفتح ثم السكون وضم النون وفتحها وكسرها كل يروى والقاف وآخره عين مهملة وهو اسم لشعب من اليهود الذين كانوا بالمدينة أضيف إليهم سوق كان بها ويقال سوق بني قينقاع
قيوان موضع بصعدة من بلاد خولان باليمن قال الحارث بن عمرو الحربي الخولاني لنا الدار في صرواح باق رسومها بها كان أولاد الهمام الخضارم سراة بني خير وحيا معيشها لباب لباب من حماة الأكارم ودار بقيوان لنا كان عزها توارثها نسل الملوك القماقم ويسنم رأس العز من ذمتي دفا إلى أسفل المعشار فرع التهائم

ودار بكهلان لشبل أخيهم دعامة عز من تلاع الدعائم فآل سعيد جمرة غالبية وسفحي شروم بين تلك الرجائم
قينية بالفتح ثم السكون وكسر النون وياء خفيفة قرية كانت مقابل الباب الصغير من مدينة دمشق صارت الآن بساتين منها جماعة وسكنها معاوية بن محمد بن دينويه الأذري من أذربيجان حدث عن أبي زرعة الدمشقي والحسن بن حرب وأحمد بن عمرو الفارسي المقعد وغيرهم روى عنه أبو هاشم المؤدب وكتب عنه أبو الحسين الرازي وقال مات سنة 723 ومنها محمد بن هارون بن شعيب بن عبد الله بن عبد الواحد ويقال محمد بن هارون بن شعيب بن علقمة بن سعيد ابن مالك ويقال محمد بن هارون بن شعيب بن عبد الله بن ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك الثمامي القيني من سكان قينية خارج باب الجابية رحل في طلب الحديث فسمع بمصر وأصبهان والعراق والشام وجمع وصنف روى عن أبي زيد عبد الرحمن بن حاتم المرادي المصري وأبي علاثة محمد بن عمر بن خالد ومحمد بن يحيى بن مندة الأصبهاني وخلق كثير يطول ذكرهم وكان مولده بدمشق في المحلة المعروفة بلؤلؤة الكبيرة خارج باب الجابية في رمضان سنة 266 ومات سنة 353

ك
باب الكاف والألف وما يليهما
كابلستان بعد الألف باء موحدة مضمومة وسين مهملة ساكنة وهي فيما أحسب كابل التي تذكر بعد
كابل بضم الباء الموحدة ولام وكابل في الإقليم الثالث طولها من جهة المغرب مائة درجة وعرضها من جهة الجنوب ثمان وعشرون درجة وقال الإصطخري الخلج صنف من الأتراك وقعوا في قديم الزمان إلى أرض كابل التي بين الهند ونواحي سجستان في ظهر الغور وهم أصحاب نعم على خلق الأتراك في زيهم ولسانهم وكابل اسم يشمل الناحية ومدينتها العظمى أوهند واجتمعت برجل من عقلاء سجستان ممن دوخ تلك البلاد وطرقها فذكر لي بالمشاهدة أن كابل ولاية ذات مروج كبيرة بين هند وغزنة قال ونسبتها إلى الهند أولى فصح عندي وأما قول ابن الفقيه إنه من ثغور طخارستان فليس ببعيد من الصواب ولعل طخارستان تكون في المثلثة الشرقية منها قال ابن الفقيه كابل من ثغور طخارستان ولها من المدن واذان وخواش وخشك وجزه قال وبكابل عود ونارجيل وزعفران وإهليلج لأنها متاخمة للهند وكان خراجها ألفي ألف وخمسمائة ألف درهم ومن الوصائف ألفا رأس قيمتها ستمائة ألف درهم غزاها المسلمون في أيام بني مروان وافتتحوها وأهلها مسلمون قلت فإن كانت غير الساحلية فجائز وقال عبيد الله بن قيس الرقيات ولقد غالني شبيب وكانت في شبيب مغيلة ومغاله غلبت أمه عليه أباه فهو كالكابلي أشبه خاله وقال فرعون بن عبد الرحمن يعرف بابن سلكة من بني تميم بن مر وددت مخافة الحجاج أني بكابل في است شيطان رجيم وقال الأعشى وسمى أهل كابل كابلا ولقد شربت الخمر تر كض حولنا ترك وكابل كدم الذبيح غريبة مما يعتق أهل بابل

باكرتها حولي ذوو ال آكال من بكر بن وائل ونسب إليها أبو مجاهد علي مجاهد الكابلي الرازي قال البخاري هو من سبي كابل حدث عن موسى بن عبيدة الربذي ومحمد بن إسحاق وعنبسة حدث عنه أحمد بن حنبل والصلت بن مسعود الجحدري وزياد بن أيوب وغيرهم وأبو الحسن محمد بن الحسين الكابلي روى عن يزيد بن هارون وابن عيينة وغيرهما ومات في حدود سنة 502 وأبو عبد الله محمد بن العباس الكابلي حدث عن إبراهيم بن إسماعيل بن محمد بن المعقب وأحمد بن حنبل روى عنه أبو عبد الله محمد بن مخلد الدوري وقال توفي في رجب سنة 172
كابة بعد الألف باء موحدة يقال كاب يكوب إذا شرب بالكوب وهو الكوز المستدير الرأس وهو موضع في بلاد تميم قاله السكري في شرح قول جرير من نحو كابة تحتث الركاب بهم كي يشعفوا آلفا صبا فقد شعفوا وقال أبو زياد كابة ماء من وراء النباج نباج بني عامر قال جران العود نظرت وصحبتي بخناصرات ضحيا بعدما متع النهار إلى ظعن لأخت بني نمير بكابة حين زاحمها العقار يرفعن الخدور مصعدات لعكاش وقد يبس القرار فليس لنظرتي ذنب ولكن سقى أمثال نظرتي النهار العقار الرمل وعكاش موضع ذكر والقرار مناقع المياه
الكاثب بعد الألف ثاء مثلثة وباء قال أبو منصور يقال كثبت الشيء أكثبه كثبا إذا جمعته وقال أوس بن حجر لأصبح رتما دقاق الحصى مكان النبي من الكاثب يريد بالنبي ما نبا من الحصى إذا دق فندر والكاثب الجامع لما ندر منه ويقال هما موضعان
كاث بعد الألف ثاء مثلثة ومعنى الكاث بلغة أهل خوارزم الحائط في الصحراء من غير أن يحيط به شيء وهي بلدة كبيرة من نواحي خوارزم إلا أنها من شرقي جيحون وجميع نواحي خوارزم إنما هي من ناحية جيحون الغربية وبين كاث وكر كانج مدينة خوارزم عشرون فرسخا
كاج بالجيم قرية من قرى أصبهان منها أبو بكر بن علي بن محمد بن عبد الله الكاجي سمع الحافظ إسماعيل املاء في سنة 825
كاخ في التحبير محمد بن علي بن محمد بن أحمد الهراس أبو الفضل الكاخي زاهد مرو من سكة كاخ من أولاد العلماء كان يتجر إلى غزنة سمع جدي وكامكار بن عبد الرزاق وأبا اليسر محمد بن محمد بن الحسين البزدوي وأبا القاسم عبد الله بن الحسين القرينيني سمعت منه وتوفي بخوارزم سنة 235
كاجر بعد الألف جيم ثم راء من قرى نسف بما وراء النهر
كاجغر بالجيم الساكنة والغين المفتوحة والراء لغة في كاشغر من نواحي تركستان

كاخشتوان بضم الخاء المعجمة وشين معجمة ساكنة وتاء مثناة من فوق مضمومة وآخره نون قرية من قرى بخارى بما وراء النهر
كاذة بالذال المعجمة قرية من قرى بغداد ينسب إليها أبو الحسين إسحاق بن أحمد بن محمود بن إبراهيم الكاذي روى عن محمد بن يوسف بن الطباع وأبي العباس الكاذي روى عنه أبو الحسن بن رزقويه وأبو الحسين بن بشران وكان ثقة توفي بقريته سنة 436
كار بعد الألف راء قرية من قرى أصبهان ينسب إليها أبو الطيب عبد الجبار بن الفضل بن محمد بن أحمد الكاري سمع أبا عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ وإسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ الأصبهاني وأبو الخير محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن الباغبان وعلي بن أحمد بن محمد بن علي بن عيسى بن مردة الكاري أبو الحسن حدث عن القباب كتب عنه علي بن سعيد البقال و كار أيضا قرية بأذربيجان و كار أيضا قرية مقابل الموصل من شرقيها قرب دجلة ينسب إليها أبو محمد الفتح بن سعيد الكاري الموصلي كان زاهدا من أقران بشر الحافي والسري السقطي أدرك عيسى بن يونس وامرأته وروى عنه ومات سنة 022 وليس بفتح بن محمد بن وشاح الموصلي وأبو جعفر محمد بن الحارث الكاري قال أبو زكرياء محمد بن الياس الموصلي في كتابه في طبقات أهل الموصل كان فاضلا كثير الرواية فيما ذكر لي حسن العقل والمعرفة مات بالحدث سنة 512 وأبو عبد الله الكاري حدث عن علي بن الحسن القطان حدث عنه الحسين بن سعيد بن مهران شيخ لأبي زكرياء أيضا
كارز بالراء مكسورة ثم زاي قرية على نصف فرسخ من نيسابور ينسب إليها محمد بن محمد بن الحسين بن الحارث الكارزي أبو الحسن الراوي لكتب أبي عبيد عن علي بن عبد العزيز صحيح السماع مقبول في الرواية قال الحافظ العساكري علي بن محمد بن إسماعيل أبو الحسن الطوسي الكارزي من قرية من قرى طوس رحل وسمع بدمشق جماهير بن أحمد بن محمد الزملكاني وأبا العباس محمد بن الحسن بن قتيبة بالرملة وأبا بكر محمد بن محمد بن سليمان الشاعر بالعراق وأبا بكر بن خزيمة وأبا العباس بن السراج روى عنه أبو عبد الله الحاكم وأبو نعيم الأصبهاني وأبو علي منصور بن عبد الله بن خالد الذهلي وأبو سعد عبد الله بن أبي عثمان قال الحاكم وجدته طلب الحديث إلى العراق والشام والحجاز وحدث بنيسابور غير مرة وتوفي بمكة سنة 362 وسمع الحسين بن محمد القباني وأبا عبد الله البوشنجي وروى عنه أبو علي الحافظ وأبو الحسين الحجاجي وأبو عبد الله الحاكم قاله المقدسي
كارزن براء مفتوحة وزاي ساكنة ونون قرية من قرى سمرقند ينسب إليها أبو جعفر محمد بن موسى بن رجاء بن حنش الكارزني حدث عن أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري روى عنه ابنه أحمد وحفيده محمد بن أحمد بن محمد بن موسى بن رجاء الكارزني من دهاقين كارزن ورؤسائها روى عن أبيه عن جده روى عنه أبو سعد الإدريسي ومات قبل 073
كارزين بفتح الراء وكسر الزاي وياء ثم نون بلد بفارس قال الإصطخري وقد وصف المدن الكبار من نواحي فارس فقال وأما كارزين فإنها

مدينة صغيرة نحو الثلث من إصطخر ولها قلعة وليست من الكبر وقوة الأسباب بحيث يجب ذكرها إلا أنها ذكرناها لأنها قصبة كورة قباذخره ينسب إليها محمد بن المحسن بن سهل الكارزيني الأديب صاحب الخط المنسوب إلى الصحة وليس بذاك قال ابن طاهر المقدسي الكارزي منسوب إلى بلدة بفارس يقال لها كارزيات خرج منها جماعة من العلماء والقراء قلت أنا وما أظنها إلا كارزين أو يكون فيها لغتان
كارة بوزن الكارة من الثياب وغيرها قرية من قرى بغداد يعدو إليها السعاة ببغداد ويرجعون كل يوم
كاريان بعد الراء المكسورة ياء مثناة من تحت وآخره نون مدينة بفارس صغيرة ورستاقها عامر وبها بيت نار معظم عند المجوس تحمل ناره إلى الآفاق قال الإصطخري ومن القلاع بفارس التي لم تفتح قط عنوة قلعة الكاريان وهي على جبل طين كان عمرو بن الليث الصفار قصدها فتحصن بها أحمد بن الحسين الأزدي في جيشه فلم يقدر عليه حتى انصرف عنه
كازياركاه بعد الألف زاي وياء مثناة وألف وراء جبل وقرية بهراة فيها مقبرة لهم منهم شيخ الإسلام أبو إسماعيل عبد الله بن عمر الأنصاري وجماعة من أهل العلم والزهاد
كازر بعد الزاي المفتوحة راء فهو عجمي عن الحازمي وكازر موضع منناحية سابور من أرض فارس كان فيه قتال الخوارج والمهلب وقتل عنده عبد الرحمن بن مخنف الغامدي فقال سراقة بن مرداس البارقي يرثيه ثوى سيد للأزد أزد شنوءة وأزد عمان رهن رمس بكازر وضارب حتى مات أكرم ميتة بأبيض صاف كالعقيقة باتر وصرع حول التل تحت لوائه كرام المساعي من كرام المعاشر قضى نحبه يوم اللقاء ابن مخنف وأدبر عنه كل ألوث داثر
كازرون بتقديم الزاي وآخره نون مدينة بفارس بين البحر وشيراز قال البشاري كازرون بلدة عامرة كبيرة وهي دمياط الأعاجم وذلك أن ثياب الكتان التي على عمل القصب وشبه الشطوي وإن كانت حطبا تعمل بها وتباع بها إلا ما يعمل بتوز ثم هي كلها قصور وبساتين ونخيل ممتدة عن يمين وشمال وبها سماسرة كبار وسوق كبيرة جادة ومعظم الدور والجامع على تل يصعد إليه والأسواق وقصور التجار تحت وقد بنى عضد الدولة بن بويه دارا جمع فيها السماسرة دخلها للسلطان كل يوم عشرة آلاف درهم للسماسرة في البلد قصور حصينة حسنة وليس بها نهر ماد إنما هي قني وآبار وبكازرون تمر يقال له الجيلان يتفرد به ذلك الموضع ولا يكون بالعراق ولا بكرمان مثله ويحمل منه إلى العراق في الهدايا على كثرة التمور بالعراق وبينها وبين شيراز ثلاثة أيام ثمانية عشر فرسخا قال الإصطخري وأما كازرون والنوبندجان فهما أكبر مدن كورة سابور وكازرون والنوبندجان متقاربتان في الكبر إلا أن بناء كازرون أوثق وأكثر قصورا وأصح تربة وليس بجميع فارس أصح هواء وتربة من كازرون ومياههم من الآبار وهي مدينة حصينة واسعة كثيرة الثمار وأخصب مدن كورة سابور وبينها وبين فسا ثمانية فراسخ

ولكازرون ذكر في أخبار الخوارج والمهلب قال النعمان بن عقبة العتكي من أصحاب المهلب ليت الحواصن في الخدور شهدننا فيرين من وغل الكتيبة أولا وقروا وكنا في الوقار كمثلهم إذ ليس تسمع غير قدم أو هلا رعدوا فأبرقنا لهم بسيوفنا ضربا ترى منه السواعد تختلى تركوا الجماجم والرماح تجيلها في كازرون كما تجيل الحنظلا وينسب إلى كازرون جماعة من أهل العلم منهم من المتأخرين أحمد بن منصور بن أحمد بن عبد الله بن إبراهيم بن جعفر أبو العباس الكازروني قدم بغداد في سنة 935 وأقام بها للتفقه على مذهب الشافعي وسمع بها من جماعة منهم أبو محمد عبد الله بن علي المغربي سبط أبي منصور الخياط وشيخ الشيوخ أبو البركات إسمعيل بن أحمد النيسابوري وأبو الفضل محمد بن عمر الأرموي وغيرهم وعاد إلى بلده وتولى العصامة ثم قدم بغداد في سنة 856 رسولا وحدث بها وجمع لنفسه نسخة في سبعة أجزاء وكان خبيرا له فهم ومعرفة ومولده في ذي الحجة سنة 156 وخرج ومات بشيراز في جمادى الأولى سنة 785 وأبو الحسين بن أبي علي الكازروني الصوفي حدث عن أحمد بن العباس بن حوى وسمع أبا الحسن علي بن أحمد بن محمد بن عتيق الشيرازي وعلي بن محمد بن إبراهيم الحربي الستيتي ومات سنة 454 ذكره أبو القاسم
كازه من قرى مرو والنسبة إليها كازقي بالقاف وقد نسب إليها كازي أيضا على الأصل أحمد بن عبد الرحمن بن المنذر الكازي حدث عن نصر بن أحمد بن هانىء حدث عنه أحمد بن منصور أبو العباس الحافظ بشيراز وقال حدثني بكازه قرية من قرى مرو
كاسان يروى بالسين المهملة مدينة كبيرة في أول بلاد تركستان وراء نهر سيحون وراء الشاش ولها قلعة حصينة وعلى بابها وادي أخسيكث
كاسكان بالسين المهملة الساكنة وآخره نون من قرى كازرون بفارس
كاسن بالسين المهملة المفتوحة والنون من قرى نخشب بما وراء النهر ينسب إليها جماعة منهم أبو نصر أحمد بن الشيخ بن حمويه بن زهير الكاسني الفقيه الشافعي الأديب الشاعر المناظر له تصانيف في الفقه منها كتاب سماه تواني الحجج قال في أوله شيء تلألأ تلألؤ السرج ثم يسمى تواني الحجج سمع أبا الحسين محمد بن طالب وأبا يعلى عبد المؤمن بن خلف النسفيين وتوفي بكاسن شابا في سنة 343
كاشان بالشين المعجمة وآخره نون مدينة بما وراء النهر على بابها وادي أخسيكث
كاشغر بالتقاء الساكنين والشين معجمة والغين أيضا وراء وهي مدينة وقرى ورساتيق يسافر إليها من سمرقند وتلك النواحي وهي في وسط بلاد الترك وأهلها مسلمون ينسب إليها من المتأخرين أبو المعالي طغرلشاه محمد بن الحسن بن هاشم الكاشغري الواعظ وكان فاضلا سمع الحديث الكثير وطلب الأدب والتفسير ومولده سنة 094 وتجاوز سنة 055 في عمره وأبو عبد الله الحسين بن علي بن خلف بن جبرائيل بن الخليل بن صالح بن محمد الألمعي الكاشغري كان شيخا فاضلا واعظا وله تصانيف كثيرة وغلب على حديثه المناكير سمع الحافظ أبا عبدالله محمد بن علي

الصوري وأبا طالب بن غيلان وغيرهما روى عنه أبو نصر محمد بن محمود السرمدي الشجاعي وغيره وصنف من الحديث زائدا على مائة وعشرين مصنفا وتوفي ببغداد سنة 484
كاشكن الشين معجمة ساكنة والكاف مفتوحة ونون من قرى بخارى
كاظمة الظاء معجمة الكظم إمساك الفم والكاظم المطرق لا يجر من الإبل قال فهن كظوم ما يفضن بجرة لهن لمبيض اللغام صريف جو على سيف البحر في طريق البحرين من البصرة بينها وبين البصرة مرحلتان وفيها ركايا كثيرة وماؤها شروب واستسقاؤها ظاهر وقد أكثر الشعراء من ذكرها فمنه يا حبذا البرق من أكناف كاظمة يسعى على قصرات المرخ والعشر لله در بيوت كان يعشقها قلبي ويألفها إن طيبت بصري فقدتها فقد ظمآن إداوته والقيظ يحذف وجه الأرض بالشرر أمنية النفس أن تزداد ثانية وحالنا والأماني حلوة الثمر
كافر وأصل الكفر في اللغة التغطية ومنه سمي الكافر أي أن الضلالة غطت قلبه أو لأنه غطى نعمة الله أو دين الله قالوا وكافر اسم علم لنهر الحيرة وقيل اسم قنطرته وكان عمرو بن هند قد كتب للمتلمس الشاعر وطرفة بن العبد كتابين إلى عامله بالبحرين وقال لهما احملاهما إليه ففيهما حبائي لكما وخرجا فمرا بصبي في الحيرة فقال له المتلمس أتقرأ قال نعم ففك كتابه وقال له اقرأ فلما نظر فيه الصبي قال له أنت المتلمس قال نعم قال النجاء ففي هذا الكتاب هلاكك فألقاه في نهر الحيرة فقال لطرفة أعطه كتابك ليقرأه فإني أظنه مثل كتابي فقال ما كان ليتجرأ علي فمضى المتلمس وهو يقول وألقيتها بالثني من بطن كافر كذلك أقنو كل قط مضلل رضيت لها بالماء لما رأيتها يجول بها التيار في كل جدول ومضى طرفة بكتابه إلى البحرين فقتل و كافر واد في بلاد هذيل قال ساعدة بن جؤية الهذلي يصف شبلا فرحب فأعلام القروط فكافر فنخلة تلى طلحها فسدورها
الكاف حصن حصين بسواحل الشام قرب جبلة كان لرجل يقال له ابن عمرون في أيام الأفرنج
كافل قرية على الفرات عريضة
كاكدم بضم الكاف الثانية وفتح الدال مدينة بأقصى المغرب جنوبي البحر متاخمة لبلاد السودان ومنها كان ملوك العرب الملثمين الذين كانوا قبل عبد المؤمن وبها تجار وصناع أسلحة من الرماح والدرق اللمطية وما تشتد حاجة البادية إليه من الصناع لأن الملثمين في بلادهم كانوا لا يأوون إلى الجدران إنما كانوا أرباب خيام وسكان بادية وحبال خيامهم من الكتان الأبيض ينتجعون الكلأ وقبائلهم لمتونة ومسوفة وكدالة أكثرهم عددا ومسوفة أجملهم صورا ولمتونة أشجعهم والملك فيهم ومنهم كان أمير الملثمين يوسف بن تاشفين الذي ملك الغرب كله وبأرضهم حيوان يقال له اللمط من جنس الظباء إلا أنه أعظم خلقا أبيض اللون يتخذ من جلده الدرق

اللمطية قطر الدرقة منها عشرة أشبار لم يتحصن المحاربون قط بأوقى منها يكون ثمن الجيد منها بالمغرب ثلاثين دينارا مومنية تدبغ في بلادهم باللبن وقشر بيض النعام
كاكس بكافين وسين مهملة قرية من أعمال واسط عامرة مشهورة عندهم
كالوان قلعة حصينة بين باذغيس وهراة بين الجبال
كالينكوس هو اسم الرقة والرفقة التي بالجزيرة القديم وهو رومي ثم عرب فقيل الرقة
كالخسان باللام مفتوحة والخاء معجمة ساكنة وسين مهملة وآخره نون وهي قرية من قرى مرو
كالف بكسر اللام والفاء قلعة حصينة شبيهة بالمدينة على طرف جيحون بينها وبين بلخ ثمانية عشر فرسخا ينسب إليها الأديب الكالفي ذكره أبو سعد في شيوخه ولم يسمه قال وقد أخذ عن الأديب جماعة وسمع من أبي بكر محمد بن الحسن بن منصور النسفي
كامخية والكامخ شيء يصطنع به من الإدام والكمخ الكبر والعظمة والكامخ المتعظم وهو موضع ذكره أبو تمام
كامدذ آخره ذال معجمة وقيل كامدز بالزاي من قرى بخارى
كامس قال أبو منصور لم أجد في كمس شيئا من صريح كلام العرب وفي كتاب الأديبي كامس مكان بنجد قال جابر ولقد أرانا يا سمي بحائل نرعى القري فكامسا فالأصفرا فالجزع بين ضباعة فرصافة فعوارض أحوى البسابس مقفرا لا أرض أكثر منك بيض نعامة ومذانبا تندى وروضا أخضرا
الكامسة موضع عنه
كام فيروز موضع بفارس
كانم بكسر النون من بلاد البربر بأقصى المغرب في بلاد السودان وقيل كانم صنف من السودان وفي زماننا هذا شاعر بمراكش المغرب يقال له الكانمي مشهود له بالإجادة ولم أسمع شيئا من شعره ولا عرفت اسمه قال البكري بين زويلة وبلاد كانم أربعون مرحلة وهم وراء صحراء من بلاد زويلة لا يكاد أحد يصل إليهم وهم سودان مشركون ويزعمون أن هناك قوما من بني أمية صاروا إليها عند محنتهم ببني العباس وهم على زي العرب وأحوالها
كاوار ناحية واسعة في جنوبي فزان خلف الواح بها مدن كثيرة منها قصر أم عيسى وأبو البلماء والبلاس وأكبر مدنها أبو البلماء وألوان أهلها صفر يلبسون ثياب الصوف وفي بلادهم أسواق ومياه جارية ونخل كثير ولهم سلطان في طاعة ملك الزغاوة
كاوخواره هو بالفارسية معناه بالعربية ما يأكل البقر وهو نهر يأخذ من جيحون فيسقي كثيرا من مزارع خوارزم وضياعها وهو نهر كبير يحمل السفن قرب درغان
كاودان بفتح الواو ودال مهملة وآخره نون من قرى طبرستان ينسب إليها أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن عطاف بن رستم الكاوداني الآملي حدث عن أبي العباس أحمد بن الحسن بن عتبة الرازي وغيره قدم جرجان سنة 893
كاوردان بفتح الواو وسكون الراء ودال مهملة وآخره نون قرية من قرى طبرستان أيضا ينسب

إليها محمد بن أحمد بن إسماعيل بن عطاء الكاورداني الآملي كانت له رحلة إلى مصر سمع أبا العباس أحمد بن الحسن بن إسحاق بن عتبة الرازي ثم المصري وغيره روى عنه أبو الفضل وأبو العباس ابنا أبي بكر الإسماعيلي وغيرهما هكذا رواه السمعاني وغيره
كاوزن بفتح الواو وسكون الزاي وآخره نون قال الحازمي موضع عجمي
الكاهلة قال أبو زياد من مياه عمرو بن كلاب الكاهلة
كاهون بلدة بكرمان بينها وبين السيرجان مرحلتان والله أعلم
باب الكاف والباء وما يليهما
كبا قال ابن الكلبي كان بالمدينة مخنث يقال له النغاشي ويقال نغاش فقيل لمروان إنه لا يقرأ من القرآن شيئا فبعث إليه وهو يومئذ على المدينة فاستقرأه أم الكتاب فقال والله أنا ما أعرف أقرأ بناتها فكيف الأم فقال مروان أتهزأ بالقرآن لا أم لك فأمر به فقتل في موضع يقال له كبا في بطحان
كباب بالفتح ولا أعرف له معنى في كلامهم إلا أن الكباب الطباهج وهو اللحم المشوي أو المقلو وما أظنه إلا فارسيا وهو اسم ماء بعقيق تمرة من وراء اليمامة على عشرة أيام كذا ضبطه الحازمي ووجدت في كتاب اللصوص بخط من يوثق به ويعتمد عليه كباب على مثال جمع كبة بكسر الكاف اسم موضع في قول الكلابي درست معالم دمنة بكباب وخلت من الأهلين والجناب يرعى بها لهق أغر مسرول رمل الجوانب واضح الأقراب وقرأت في نوادر الفراء التي أملاها أبو العباس ثعلب في سنة 382 من النسخة التي كتبت من لفظه بعينها كباب بضم وأنشد ولقد بدا لك لو تفالت غدوة طرد الركاب ومنزل بكباب فارجع فقد عركوا بأنفذ خزية عظة الإله وكبسة الخطاب
كباث آخره ثاء مثلثة بالجزيرة لبني تغلب كان يقام به سوق في الجاهلية غزاه المسلمون في أول أيام عمر رضي الله عنه وإمارة المثنى بن حارثة على العراق
كبد بالفتح ثم الكسر وكبد كل شيء وسطه وكبد الوهاد موضع في سماوة كلب ذكره المتنبي في قوله روامي الكفاف وكبد الوهاد وجار البويرة وادي الغضا و كبد أيضا هضبة حمراء بالمضجع في ديار كلاب
و كبد أيضا قنة لغني قال الراعي عدا ومن عالج ركن يعارضه عن اليمين وعن شرقيه كبد و دارة كبد موضع لبني أبي بكر بن كلاب وبالقرب من كبد ماءة لغني يقال لها مذعا وفيهما يقول الغنوي تربعت ما بين مذعا وكبد
كبر بالضم ثم الفتح بوزن زفر كأنه جمع كبير كقوله تعالى إنها لإحدى الكبر هو جبل

عظيم يتصل بالصيمرة ويرى من مسيرة عشرين فرسخا وأكثر
كبر بالتحريك وهو في اللغة الطبل الذي له وجه واحد في لغة أهل الكوفة ناحية من خوزستان والباء على لغة العجم بين الباء والفاء
كبشات بالتحريك وشين معجمة وآخره تاء جمع كبشة ولا أدري ما كبشة إلا أن الكبش الحمل الثني وما علاه في السن وكبش الكتيبة قائدها وليس لواحد منها مؤنث إلا أن يكون أنث لتأنيث البقعة وهي أجبل في ديار بني ذؤيبة بهن هراميت وهي آبار متقاربة وبها البكرة وهي ماءة لهم وأنشد أبو زياد أحمى لها الملك جنوب الريان وكبشات فجنوبي إنسان قال الأصمعي ومن أسماء الجبال التي بالحمى كبشات وهن أجبل كبشة لبني جعفر وكبشة لقيطة وهي لغني وكبشة الضباب
الكبش والأسد شارعان عظيمان كانا بمدينة السلام بغداد بالجانب الغربي وهما الآن بر قفر وهما بين النصرية والبرية في طرفهما قبر إبراهيم الحربي رحمه الله ينسب إليه أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن الصباح بن يزيد بن شيران الهروي الكبشي سمع إبراهيم الحربي وغيره وكان ثقة روى عنه هلال الحفار وتوفي سنة 453 وأبو نصر أحمد بن علي بن نصر الكبشي حدث عن أحمد بن سلمان النجار وأبي بكر محمد بن عبد الله الشافعي وأبو حفص عمر بن أحمد بن علي بن نصر بن علي الكبشي من أهل الحربية حدث عن أبي القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف سمع منه جماعة وتوفي في جمادى الأولى سنة 985
كبشة بالشين المعجمة فنة بجبل الريان ويوم كبشة من أيام العرب قال الحارث بن عمرو بن خرجة الفزاري فحزم قطيات إذ البال صالح فكبشة معروف فغولا فقادما
كبكب بالفتح والتكرير علم مرتجل لاسم جبل خلف عرفات مشرف عليها قيل هو الجبل الأحمر الذي تجعله في ظهرك إذا وقفت بعرفة وهما كبكبان فكبكب من ناحية الصفراء وهو نقب يطلعك على بدر وكبكب آخر يطلعك على العرج وهو نقب لهذيل قال الأصمعي ولهذيل جبل يقال له كبكب وهو مشرف على موقف عرفة وقال ساعدة بن جؤية الهذلي كيدو جميعا بآناس كأنهم أفناد كبكب ذات الشث والخزم أفناد جمع فند وهو الشمراخ من شماريخ الجبل وهو طرفه وما تدلى منه و نجد كبكب موضع آخر قال امرؤ القيس تبصر خليلي هل ترى من ظعائن سوالك نقبا بين حزمي شعبعب فريقان منهم قاطع بطن نخلة وآخر منهم جازع نجد كبكب
كبندة بفتح أوله وثانيه ثم نون ساكنة ودال مهملة وهاء معقل من قرى نسف بما وراء النهر
الكبوان كأنه فعلان من كبا يكبو وهو موضع كان فيه يوم من أيام العرب وقال أبو محمد الأسود يوم الكبوانة بالتحريك وآخره هاء

كبوذان بالذال المعجمة وآخره نون موضع
كبوذ بالذال المعجمة قرية بينها وبين سمرقند أربعة فراسخ
كبوذنجكث بعد الذال المعجمة نون ساكنة وجيم مفتوحة وكاف كذلك وثاء مثلثة بلد بينه وبين سمرقند فرسخان وهو رستاق ومدينة لنجوغكث
كبيب بلفظ تصغير ماء بالعريمة بين الجبلين
الكبيبة قال الحسين بن أحمد الهمداني قرية جنب في سراتهم باليمن الكبيبة وقال رجل جنبي وقد جنه الليل في بلد بني شاور نظرت وقد أمسى المعيل فدوننا فعيان أمست دوننا فظمامها إلى ضوء نار بالكبيبة أوقدت إذا ما خبت عادت فشب ضرامها توقدها كحل العيون خرائد حبيب إلينا رأيها وكلامها عدا بيننا عرض البلاد وطولها فداري يمانيها ودورك شامها فإن أك قد بدلت أرضا بموطني يمانية غربا أريضا مقامها فقد أغتدي والبهدل النكس نائم بعيد الكرى عينا قريرا منامها وأقطع مخشي البلاد بفتية كأسد الشرى بيض جعاد جمامها
كبيرة بلفظ ضد الصغيرة قرية بقرب جيحون اسمها بالفارسية ده بزرك أي القرية الكبيرة ينسب إليها أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن مسلم القرشي الكبيري يروي عن محمد بن بكر البغدادي سمع منه بآمد جيحون روى عنه محمد بن نصر بن إبراهيم الميداني
كبيس موضع في شعر الراعي جعلن حبيا باليمين ووركت كبيسا لماء من ضئيدة باكر
كبيسة تصغير كبسة عين في طرف برية السماوة على أربعة أميال من هيت منها تسلك البرية وهناك عدة قرى أهلها على غاية من الفقر والفاقة وضيق العيش لأنهم في جوار البادية
كبيش تصغير الكبش اسم موضع قال الراعي في إحدى الروايتين جعلن حبيا باليمين ونكبت كبيشا لورد من ضئيدة باكر
كبين بضم أوله وكسر ثانيه من قرى سنحان من أرض اليمن
باب الكاف والتاء وما يليهما
كتانان قرية بين مرو الروذ وبلخ وتعرف بقرية زريق بن كثير السعدي لها ذكر في مقتل يحيى ابن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
كتانة بضم أوله وبعد الألف نون وهو فعالة من الكتن وهو تراب أصل النخلة أو من كتان الماء وهو طحلبه وهي ناحية من أعراض المدينة لآل جعفر بن أبي طالب قال ابن السكيت كتانة عين بين الصفراء والأثيل كانت لبني جعفر بن إبراهيم من ولد جعفر بن أبي طالب وهي اليوم لبني أبي مريم السلولي قال كثير غدت أم عمرو واستقلت خدورها وزالت بأسداف من الليل عيرها

أجدت خفوفا من جنوب كتانة إلى وجمة لما اسجهرت حرورها وقال ابن السكيت في قول كثير أيضا أيام أهلونا جميعا جيرة بكتانة ففراقد فثعال
كتانتان هضبتان مشرفتان على الجار من جانب الرمل قال كثير وطوت جانبي كتانة طيا فجنوب الحمى فذات النصال وقيل كتانة اسم جبل هناك
كتد بالتحريك وهو من أصل العنق إلى أسفل الكتفين وهو يجمع الكاثبة والثبج والكاهل كل هذا كتد وهو جبل بمكة في طرف المغمس
كتلة بالضم والتاء المثناة من فوقها قال أوس بن مغراء عفت روضة السقيا من الحي بعدنا فأوقتها فكتلة فجدودها وقال الراعي فكتلة فرؤام من مساكنها فمنتهى السيل من بنيان فالحبل وقال طفيل الغنوي وأنت ابن أخت الصدق يوم بيوتنا بكلتة إذ سارت إلينا القبائل
كتمان بالضم كأنه فعلان من الكتم وهو نبت فيه حمرة يخلط بالحناء ويختضب به أو من الكتم وهو الإخفاء في كل شيء قال أبو منصور كتمان اسم بلد في بلاد قيس وقال غيره كتمان واد بنجران وقيل كتمان اسم جبل وقال أبو محمد الأسود كتمان في بلاد عذرة وقال الأزدي كتمان طرف أرض حزم بني الحارث بن كعب وبني عقيل قال القحيف العقيلي نظرت خلال الشمس من مشرق الضحى ووافيت من كتمان ركنا عطودا بعينين لم تستكرها يوم غبرة ولم تهبطا جوف العراق فترمدا إلى ظعن للمالكيات بالضحى فيا لك مرأى ما أشاق وأبعدا وقال أبو زياد كتمان جبل في بلاد بني عقيل وقال رجل من بني كلاب أيا نخلتي كتمان قلبي إليكما مسر هوى مستبشر من لقاكما كتمت جميع الناس وجدي عليكما وأضمرت في الأحشاء مني هواكما وعالكما قلبي الحنين فإنه ليؤنس عيني أن ترى من يراكما
كتم بضم أوله وثانيه يجوز أن يكون جمع كتوم مثل زبور وزبر وهو اسم بلد
كتمى بوزن حبلى اسم جبل في شعر ابن مقبل أإحدى بني عبس ذكرت ودونها سنيح ومن رمل البعوضة منكب وكتمى ودوار كأن ذراهما وقد خفيا إلا الغوارب ربرب
كتمة موضع في شعر مزاحم العقيلي حيث قال فسل الهوى إن لم تساعفك نية بجدوى لأعناق المطي ضموم كأصحر من وحش الغمير بمتنه وليتيه من عض العيار كدوم

أطاع له بالأخرمين وكتمة نصي وأحوى دخل وجميم فأصبح محبوك السراة كأنه عنان خلت منه يد وشكيم
كتيب قريتان بالبحرين الكتيب الأكبر والكتيب الأصغر وموضعان هناك
كتيبة بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وباء موحدة قال أبو زيد كتبت السقاء أكتبه كتبا إذا خرزته وكتبت البغلة أكتبها كتبا إذا خرزت حياها بحلقة حديد أو صفر تضم شفري حياها وكتبت الناقة تكتيبا إذا خرزت أخلافها وكتبت الكتائب إذا عبأتها وكل هذا قريب بعضه من بعض وإنما هو جمعك بين الشيئين ومن ذلك سميت الكتيبة القطعة من الجيش لأنها اجتمعت وهو حصن من حصون خيبر لما قسمت خيبر كان القسم على نطاة والشق والكتيبة فكانت نطاة والشق في سهام المسلمين وكانت الكتيبة خمس الله وسهم النبي صلى الله عليه و سلم وسهم ذوي القربي واليتامى والمساكين وطعم أزواج النبي صلى الله عليه و سلم وطعم رجال مشوا بين رسول الله وبين أهل فدك بالصلح وفي كتاب الأموال لأبي عبيد الكثيبة بالثاء المثلثة
كتيفة يجوز أن يكون تصغير الترخيم للكتيفة وهي الضبة الحديد يكتف بها الرحل والكتيفة الجماعة من الناس والكتيفة الحقد هو جبل بأعلى مبهل ومبهل واد لعبد الله بن غطفان ذكره امرؤ القيس فقال يصف سحابا فأضحى يسح الماء حول كتيفة وقال أبو زياد من مياه عمرو بن كلاب كتيفة وقال أبو جابر الكلابي أيا نخلتي وادي كتيفة حبذا ظلالكما لو كنت يوما أنالها وماؤكما العذب الذي لو شربته شفى غل نفس كان طال اغتلالها معنى على طول الهيام غليله بذكر مياه ما ينال زلاها
باب الكاف والثاء وما يليهما
كثاب بالضم كأنه فعال من الكثب وهو القرب موضع بنجد قال الحصين بن عمرو الأحمسي ألا هل أتى أهل العراق وبيشة ومن حل أكناف الكثاب وتنضبا بأنا كفينا يوم سارت بجمعها سليم إلينا ثم من قد تعيبا
كثابة بضم أوله وتشديد ثانيه وبعد الألف باء موحدة وهاء قال الأصمعي الكثاب سهم لا نصل له ولا ريش يلعب به الصبيان كأنه إنما سمي بذلك لأنه إذا رمي به يقع قريبا وكثابة البكر وكثابة الفصيل موضعان ببلاد ثمود أو موضع وهو الموضع الذي كان فيه فصيل ناقة صالح عليه السلام وكان صخرا فنزا فذهب في السماء فهي تدعى كثابة البكر
كثب بالتحريك والكثبة القرب وهو واد في ديار طيء
كثبة بالضم في حديث ماعز أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر برجل حين اعترف بالزنا ثم قال يعمد أحدكم إلى المرأة المغيبة فيخدعها بالكثبة لا أوتى بأحد منكم فعل ذلك إلا وجعلته نكالا والكثبة القليل من اللبن وغيره وكل ما جمعته من

طعام وغيره بعد أن يكون قليلا فهو كثبة وكثبة اسم موضع
كث بالفتح ثم التشديد بلفظ قولهم فلان كث اللحية إذا كانت كثيرة الشعر مجتمعة من قرى بخارى وينسب إليها كثي
كثوة بالضم ثم السكون وفتح الواو والهاء والكثاة والكثا نبت وهو الأيهقان قال أبو عبد الله الحزنبل كنا عند ابن الأعرابي ومعنا أبو هفان عبد الله بن أحمد المهزمي فأنشدنا ابن الأعرابي عمن أنشده قال قال ابن أبي شبة العبلي أفاض المدامع قتلى كذا وقتلى بكبوة لم ترمس فعمد أبو هفان إلى رجل وقال ما معنى كذا قال يريد كثرتهم فلما قمنا قال لي أبو هفان سمعت إلى هذا المعجب الرقيع هو ابن أبي سنة فقال ابن أبي شبة وقال قتلى كذا وهو كدا بالدال المهملة وضم الكاف وقال قتلى بكبوة وهو بكثوة وأغلط من هذا أنه يفسر تصحيفه بوجه وقاح فبلغ ذلك ابن الأعرابي فقال لمثلي يقال هذا وما بين لابتيها أعلم بكلام العرب مني فقال أبو هفان هذه رابعة ماللكوفة واللوب إنما اللابتان للمدينة وهما الحرتان وتذكر بقية هذا البيت في اللام في اللابتين
كثه مثل الذي قبله بزيادة هاء التأنيث ساكنة من قرى بخارى أيضا والنسبة إليها كثوي ينسب إليها أبو أحمد الكثوي يروي عن أبي بكر القفال الشاشي
كثه بتخفيف الثاء موضع بفارس وهي مدينة كورة يزد من كورة إصطخر قال الإصطخري ومن أجل المدن التي تكون بكورة إصطخر مما يلي خراسان كثه وهي حومة يزد وأبرقوه وهي مدينة على طرف البرية ولها طيب هواء وتربة وصحة وخصب ولها رساتيق تشتمل على صحة وخصب ورخص والغالب على أبنيتها آزاج الطين ولها مدينة محصنة بحصن وللحصن بابان من حديد يسمى أحدهما باب إيزد والآخر باب المسجد لقربه من المسجد الجامع وجامعها في الربض ومياههم من القني إلا نهر لهم يخرج من ناحية القلعة من قرية فيها معدن الآنك وهي نزهة جدا ولها رساتيق حسنة عريضة وهي ورساتيقها كثيرة الثمار يفضل لكثرتها ما يحمل إلى أصبهان وغيرها وجبالها كثيرة الشجر والنبات التي تحمل إلى الأفاق وخارج المدينة أرض تشتمل على الأبنية والأسواق تامة في العمارة والغالب على أهلها الأدب والكتبة
الكثيب قرية لبني محارب بن عمرو بن وديعة من عبد القيس بالبحرين
باب الكاف والجيم وما يليهما
كجه بالفتح ثم التشديد مدينة يقال لها كلار بطبرستان وقيل ولاية رويان وقد مر ذكرها في رويان
كج قال أبو موسى الحافظ بخوزستان قرية يقال لها زير كج وأظن أن أبا مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجي منسوب إليها ويقوي ذلك قول كعب بن معدان الأشقري وكان من أصحاب المهلب ومن شهد حروب الخوارج بخوزستان فارس فقال طربت وهاج لي ذاك ادكارا بكج وقد أطلت بها الحصارا

ذكرت الغانيات وكن عهدي بدار لا أطيق بها قرارا
باب الكاف والحاء وما يليهما
كحكب بالفتح ثم السكون ثم فتح الكاف والباء موحدة موضع
كحلان فعلان من الكحل وهو السواد مأخوذ من الكحل الذي يكتحل به واليمانيون اليوم يقولون كحلان بالضم وكحلان من أشهر مخاليف اليمن وفيه بينون ورعين وهما قصران عجيبان قال امرؤ القيس
ودار بني سواسة في رعين تخر على جوانبه الشمال وبين كحلان وذمار ثمانية فراسخ وبينه وبين صنعاء أربعة وعشرون فرسخا
كحل بالتحريك مصدر الأكحل والكحلاء من الرجال والنساء اسم موضع
كحلة الكحلة بالسكون اسم ماء لجشم بن معاوية من بني عامر بن صعصعة
الكحيل تصغير الكحل موضع بالجزيرة وكان فيه يوم للعرب قال أحمد بن الطيب السرخسي الفيلسوف الكحيل مدينة عظيمة على دجلة بين الزابين فوق تكريت من الجانب الغربي ذكر ذلك في رحلة المعتضد لحربه خمارويه في سنة 172 وأما الآن فليس لهذه المدينة خبر ولا أثر
والكحيل في بلاد هذيل قال سلمى بن المقعد القرمي ثم الهذلي ولولا اتقاء الله حين ادخلتم لكم صرط بين الكحيل وجهور لأرسلت فيكم كل سيد سميذع أخي ثقة في كل يوم مذكر
كحيلة بلفظ التصغير موضع
باب الكاف والدال وما يليهما
كداء بالفتح والمد قال أبو منصور أكدى الرجل إذا بلغ الكدى وهو الصخر وكدأ النبت يكدأ إذا أصابه البرد فلبده في الأرض أو عطش فأبطأ نباته وإبل كادية الأوبار قليلتها وقد كديت تكدى كداء وفي كداء ممدود وكدي بالتصغير وكدى مقصور كما يذكره اختلاف ولا بد من ذكرها معا في موضع ليفرق بينها قال أبو محمد علي بن أحمد بن حزم الأندلسي كداء الممدودة بأعلى مكة عند المحصب دار النبي صلى الله عليه و سلم من ذي طوى إليها
وكدى بضم الكاف وتنوين الدال بأسفل مكة عند ذي طوى بقرب شعب الشافعين ومنها دار النبي صلى الله عليه و سلم إلى المحصب فكأنه ضرب دائرة في دخوله وخروجه بات بذي طوى ثم نهض إلى أعلى مكة فدخل منها وفي خروجه خرج من أسفل مكة ثم رجع إلى المحصب
وأما كدي مصغرا فإنما هو لمن خرج من مكة إلى اليمن وليس من هذين الطريقين في شيء أخبرني بذلك كله أبو العباس أحمد بن عمر بن أنس العذري عن كل من لفي من مكة من أهل المعرفة بمواضعها من أهل العلم بالأحاديث الواردة في ذلك هذا آخر كلام ابن حزم وغيره يقول الثنية السفلى هي كداء ويدل عليه قول عبيد الله بن قيس الرقيات أقفرت بعد عبد شمس كداء فكدي فالركن فالبطحاء

فمنى فالجمار من عبد شمس كداء فكدي فالركن فالبطحاء فمنى فالجمار من عبد شمس مقفرات فبلدح فحراء فالخيام التي بعسفان فالجح فة منهم فالقاع فالأبواء موحشات إلى تعاهن فالسق يا قفار من عبد شمس خلاء وقال الأحوص رام قلبي السلو عن أسماء وتعزى وما به من عزاء إنني والذي يحج قريش بيته سالكين نقب كداء لم ألم بها وإن كنت منها صادرا كالذي وردت بداء كذا قال أبو بكر بن موسى ولا أرى فيه دليلا وفيهما يقول أيضا أنت ابن معتلج البطاح كديها وكدائها وقال صاحب كتاب مشارق الأنوار كداء وكدي وكدى وكداء ممدود غير مصروف بفتح أوله بأعلى مكة وكدي جبل قرب مكة قال الخليل وأما كدى مقصور منون مضموم الأول الذي بأسفل مكة والمشلل هو لمن خرج إلى اليمن وليس من طريق النبي صلى الله عليه و سلم في شيء قال ابن المواز كداء التي دخل منها النبي صلى الله عليه و سلم هي العقبة الصغرى التي بأعلى مكة وهي التي تهبط منها إلى الأبطح والمقبرة منها عن يسارك وكدى التي خرج منها هي العقبة الوسطى التي بأسفل مكة وفي حديث الهيثم بن خارجة أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل من كدى التي بأعلى مكة بضم الكاف مقصورة وتابعه على ذلك وهيب وأسامة وقال عبيد بن إسماعيل دخل عليه الصلاة و السلام عام الفتح من أعلى مكة من كداء ممدود مفتوح وخرج هو من كدى مضموم ومقصور وكذا في حديث عبيد بن إسماعيل عند الجماعة وهو الصواب إلا أن الأصيلي ذكره عن أبي زيد بالعكس دخل النبي صلى الله عليه و سلم من كداء وخالد بن الوليد من كدى وفي حديث ابن عمر دخل في الحج من كداء ممدود مصروف من الثنية العليا التي بالبطحاء وخرج من الثنية السفلى وفي حديث عائشة أنه دخل من كداء من أعلى مكة ممدود وعند الأصيلي مهمل في هذا الموضع قال كان عروة يدخل من كلتيهما من كداء وكدي وكذا قال القابسي غير أن الثاني عنده كدي غير مشدد ولكن تحت الياء كسرتان أيضا وعند أبي ذر القصر في الأول مع الضم وفي الثاني الفتح مع المد وأكثر ما كان يدخل من كدى مضموم مقصور للأصيلي والهروي ولغيره مشدد الياء وذكر البخاري بعد عن عروة من حديث عبد الوهاب أكثر ما كان يدخل من كدى مضموم للأصيلي والحموي وأبي الهيثم ومفتوح مقصور للقابسي والمستملي ومن حديث أبي موسى دخل النبي صلى الله عليه و سلم من كدى مقصور مضموم وبعده أكثر ما كان يدخل من كدى كذا مثل الأصيلي وعند القابسي وأبي ذر كدى بالفتح والقصر وعنه أيضا هنا كدي بالضم والتشديد وفي حديث محمود عكس ما تقدم دخل من كداء وخرج من كدى لكافتهم وعند المستملي عكس ذلك وهو أشهر وفي شعر حسن في مسلم موعدها كداء وفي حديث هاجر مقبلين من

كداء وفيه فلما بلغوا كدى وروى مسلم دخل عام الفتح من كداء من أعلى مكة بالمد للرواة إلا السمرقندي فعنده كدى بالضم والقصر وفيه قال هشام كان أبي أكثر ما يدخل من كدى رويناه بالضم ورواه قوم بالمد والفتح قال القالي كداء ممدود غير مصروف وهو معرفة بنفسها وأما الذي في حديث عائشة في الحج ثم لقينا عند كذا وكذا فهو بذال معجمة كناية عن موضع وليس باسم موضع بعينه قلت بهذا كما تراه يحجب عن القلب الصواب بكثرة اختلافه والله المستعان وقال أبو عبد الله الحميدي ومحمد بن أبي نصر قال لنا الشيخ الفقيه الحافظ أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي وقرأته عليه غير مرة كداء الممدود هو بأعلى مكة عند المحصب حلق عليه الصلاة و السلام من ذي طوى إليها أي دار وكدى بضم الكاف وتنوين الدال بأسفل مكة عند ذي طوى بقرب شعب الشافعيين وابن الزبير عند قعيقعان جبل بأسفل مكة حلق عليه الصلاة و السلام منها إلى المحصب فكأنه عليه الصلاة و السلام ضرب دائرة في دخوله وخروجه بات عليه الصلاة و السلام بذي طوى ثم نهض إلى مكة فدخل منها وفي خروجه خرج على أسفل مكة ثم رجع إلى المحصب وأما كدي مصغر فإنما هو لمن خرج من مكة إلى اليمن وليس من هذين الطريقين في شيء وقال أبو سعيد مولى فائد يرثي بني أمية فقال بكيت وماذا يرد البكا وقل البكاء لقتلى كدا أصيبوا معا فتولوا معا كذلك كانوا معا في رخا بكت لهم الأرض من بعدهم وناحت عليهم نجوم السما وكانوا ضيائي فلما انقضى زماني بقومي تولى الضيا
كدى بالضم والقصر جمع كدية وهي صلابة تكون في الأرض يقال للحافر إذا بلغ إلى حجر لا يمكنه معه الحفر قد بلغ الكدية وهو موضع بمكة فيه اختلاف ذكر في الذي قبله
كدادة قال الأصمعي الكدادة ما بقي في أسفل القدر وقال غيره إذا لصق الطبيخ في أسفل البرمة فكد بالأصابع فهو الكدادة وهو موضع بالمروت لبني يربوع وقال الفرزدق يهجو جريرا لئن عبت نار ابن المراغة إنها لألأم نار المصطلين وموقدا إذا ثقبوها بالكدادة لم تضىء رئيسا ولا عند المشحين مرفدا
كدد بضم أوله وفتح ثانيه موضع قرب أوارة على مسافة أيام من البصرة
كدد بالتحريك كأنه أظهر تضعيف كد يكد إذا اشتد في العمل موضع في ديار بني سليم
كدراء بالمد تأنيث الأكدر وهو الماء المكدر لونه وقطاة كدراء ونطفة كدراء قريبة العهد بالسماء وهو اسم مدينة باليمن على وادي سهام اختطها حسين بن سلامة وهي أمه أحد المتغلبين على اليمن في نحو سنة 004
كدر جمع أكدر قرقرة الكدر قال الواقدي بناحية المعدن قريبة من الأرحضية بينها وبين المدينة ثمانية برد وقال غيره ماء لبني سليم وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج إليها بجمع من سليم

فلما أتاه وجد الحي خلوفا فاستاق النعم ولم يلق كيدا وقال عرام في حزم بني عوال مياه آبار منها بئر الكدر وغزا النبي صلى الله عليه و سلم بني سهم بالكدر في حادي عشر من محرم سنة ثلاثة من الهجرة وقال كثير سقى الكدر فاللعباء فالبرق فالحمى فلوذ الحصى من تغلمين فأظلما
كدك بالفتح ثم السكون وكاف أخرى من نواحي سمرقند فيما أحسب
كدال بضم أوله وآخره لام ناحية في جبال إفريقية زعم لي بعض أهل إفريقية أن الحنطة إذا زرعت فيها تريع ريعا مفرطا حتى إن الإنسان إذا زرع في بعض الإعوام مكوكا ربما جاء خمسمائة مكوك إلى الألف
كدم من نواحي صنعاء اليمن
كدن بالتحريك وآخره نون قرية من قرى سمرقند
الكديد فيه روايتان رفع أوله وكسر ثانيه وياء وآخره دال أخرى وهو التراب الدقاق المركل بالقوائم وقيل الكديد ما غلظ من الأرض وقال أبو عبيدة الكديد من الأرض خلق الأودية أو أوسع منها ويقال فيه الكديد تصغيره تصغير الترخيم وهو موضع بالحجاز ويوم الكديد من أيام العرب وهو موضع على اثنين وأربعين ميلا من مكة وقال ابن إسحاق سار النبي صلى الله عليه و سلم إلى مكة في رمضان فصام وصام أصحابه حتى إذا كان بالكديد بين عسفان وأمج أفطر
الكديدة من مياه أبي بكر بن كلاب عن أبي زياد ماءة قديمة عادية جاهلية
كدي تصغير كداء وقد ذكر فيما تقدم في كداء
باب الكاف والذال وما يليهما
كذج بالتحريك وآخره جيم اسم حصن وناحية بأذربيجان من منازل بابك الخرمي وهو عجمي وأصل معناه المأوى وهو معرب قال أبو تمام وجمعه وأبرشتويم والكذاج وملتقى سنابكها والخيل تردي وتمزع
باب الكاف والراء وما يليهما
كراثا قرية من قرى الموصل بينها وبين جزيرة ابن عمر تعرف اليوم بتل موسى وكان موسى تركمانيا ولي الموصل من قبل السلجوقية وقتل هناك ودفن على تلها فعرفت بذلك وذلك في أيام كربوغا على الموصل
كراء فمن رواه بالكسر فهو مصدر كاريت ممدود والدليل عليه قولك رجل مكار ورواه ابن دريد والغوري كراء بالفتح والمد ولا أعرفه في اللغة ثنية ببيشة وقيل ثنية بالطائف وقيل واد يدفع سيله في تربة وقال ابن السكيت في قول عروة بن الورد تحن إلى سلمى بحر بلادها وأنت عليها بالملا كنت أقدرا تحل بواد من كراء مضلة تحاول سلمى أن أهاب وأحصرا قال كراء هذه التي ذكرها ممدودة هي أرض ببيشة كثيرة الأسد وكرا غير هذه مقصور ثنية بين مكة والطائف قال بعضهم ألا أبلغ بني لأي رسولا وبعض جوار أقوام ذميم

فلو أني علقت بحبل عمرو سعى واف بذمته كريم كأغلب من أسود كراء ورد يشد خشاشه الرجل الظلوم ولكني علقت بحبل قوم لهم لمم ومنكرة جسوم لما قدم نعت النكرة نصبه على الحال فقال ومنكرة جسوم فهو مثل قوله لعزة موحشا طلل وقال آخر منعناكم كراء وجانبيه كما منع العزيز وحا اللهام
الكراث بالفتح وآخره ثاء مثلثة قال السكري وغيره في قول ساعدة بن جؤية الهذلي وما ضرب بيضاء يسقي دبوبها دفاق فعروان الكراث فضيمها دفاق وعروان والكراث وضيم أودية كلها في بلاد هذيل هكذا هو في عدة مواضع من كتاب هذيل وهو غلط والصواب الكراب بالباء الموحدة لأن تأبط شرا يقول لعلي ميت كمدا ولما أطالع أهل ضيم فالكراب إذا وقعت بكعب أو قريم
فقد ساغ الشراب وإن لم آت جمع بني خثيم وكاهلها برجل كالضباب
كراجك بالفتح والجيم المضمومة وآخره كاف قال السمعاني قرية على باب واسط
كراش بالضم وآخره شين معجمة أظنه مأخوذا من الكرش وهو من نبات الرياض والقيعان أنجع مربع وأمرؤه تسمن عليه الإبل وتغزر وهو اسم جبل لهذيل وقيل ماء بنجد لبني دهمان قال أبو بثينة بن أبي زنيم يخاطب سارية بن زنيم فقال أسارية الذي تهدى إلينا قصائده ولم يعلم خليلي فهل تأوي إلى المنحاة إني أخاف عليك معتلج السيول متى ما تبلهم يوما تجدهم على ما ناب شر بني الذبيل وأوفى وسط قرن كراش داع فجاؤوا مثل أفواج الحسيل
كراع بالضم وآخره عين مهملة وكراع كل شيء طرفه وكراع الأرض ناحيتها وكراع ما سال من أنف الجبل أو الحرة والكراع اسم لجمع الخيل وكراع الغميم موضع بناحة الحجاز بين مكة والمدينة وهو واد أمام عسفان بثمانية أميال وهذا الكراع جبل أسود في طرف الحرة يمتد إليه وله خبر في ذكر أجإ وسلمى
و كراع ربة بالراء وتشديد الباء الموحدة والهاء بلفظ ربة البيت أو ربة المال أي صاحبته في ديار جذام قال ابن إسحاق في سرية زيد بن حارثة إلى جذام قال نزل رفاعة بن زيد بكراع ربة كذا ضبطه ابن الفرات بخطه
وكراع مرشى موضع آخر
كراغ بالفتح وآخره غين معجمة نهر بهراة
كرانطه بالفتح ثم التشديد وبعد الألف نون ساكنة وطاء وهاء وهو موضع في أرض البربر من بلاد المغرب

كران بالضم والتخفيف وآخره نون قال أبو سعد قرية بالشام وهو غلط منه فاحش لأني سألت عنها بالشام فلم ألق من يعرفها إنما كران بليدة بفارس ثم من نواحي دارابجرد قرب سيراف وقال السلفي قال لي أبو منصور الفيروزابادي الحافظ كران قرية على عشرة فراسخ من سيراف وإليها ينسب محمد بن سعد الكراني الأديب الأخباري روى عن الأصمعي وأكثر عن الرياشي وأبي حاتم السجستاني وعمر بن شبة وحماد بن اسحاق بن إبراهيم الموصلي وأبي الحسن الميداني والخليل بن أسد النوشجاني وطبقته روى عنه الصولي وكان من مشاهير أهل الأدب وأبو الطيب الفرحان بن شيران الكراني من سواد كران ووزير صمصام الدولة بن عضد الدولة وأبو محمد عبد الله بن شاذان الكراني روى عن زكرياء بن يحيى الساجي وعبد الله بن شبيب المدني ومحمد بن يحيى بن المنذر الخراز روى عنه الخطابي أبو سليمان أحمد بن محمد في كتاب صفة أسماء الله تعالى وأبو اسحاق الكراني أحد كتاب الإنشاء في ديوان عضد الدولة نيابة عن أبي القاسم عبد العزيز بن يوسف وله قصة مع عضد الدولة ظريفة وذلك أنه أنشد عضد الدولة في بعض الأيام قصيدة مدحه بها وقال فيها وقد تأخر عنه جاريه أمن الرعاية يا ابن كل مملك رفعت له في المكرمات منار أن تقطع الجاري اليسير عن امرىء ردفت كتابته لك الأشعار يا صاحبي دنا الرحيل فذللا قلص الركائب تحتها السفار الأرض واسعة الفضاء بسيطة والرزق مكتفل به الجبار فالتفت عضد الدولة إلى أبي القاسم المطهر بن عبد الله وزيره وقد غاظه ما سمعه وقال له أنت عرضتني لهذا القول أطلق جاريه ووفه ما فاته منه قال أبو إسحاق فلما خرج أبو القاسم المطهر من بين يدي عضد الدولة قال لي أظنك قد كرهت رأسك فقلت له أيها الأستاذ رأس لا يتكلم خير منه دابة
كران بكسر أوله موضع في البادية قال معبد بن علقمة بن عباد المازني وقد خرج عليه قوم من عبد القيس ولم يكن بحضرته أحد من عشيرته فاستعان بناس من الأزد من الجهاضم وواشج واليحمد فظفر بهم فقال ولما رأيت أنني لست مانعا كران ولا كيران من رهط سالم نهضت بقوم من هداد وواشج وأشباههم من يحمد والجهاضم بزب اللحى ميل العمائم عزل ترى الوشم في أعضادهم كالمحاجم فخضنا القنا حتى جزعنا صوادرا عن الموت غمر المأزق المتلاحم فذكروا أن الأزد أتوا المهلب بن أبي صفرة فقالوا إن معبد بن علقمة مدحنا حين أعناه فقال ما قال لكم فأنشدوه بزب اللحى ميل العمائم فضحك المهلب وقال يا ويلكم ولله ما ترك شيئا من شتمكم فقالوا لو علمنا ما نصرناه
كران بفتح أوله وتشديد ثانيه وآخره نون محلة مشهورة بأصبهان وقد نسب إليها من لا يحصى من أهل العلم والرواية وكران أيضا بلد من بلاد الترك من ناحية التبت بها معدن الفضة

وثم عين ماء لا يغمس فيها شيء من المعدنيات نحو الحديد وغيره إلا يذوب قال الحازمي و كران حصن على نهر شلف بالمغرب في بلاد البربر وذكره ابن حوقل وقال هو حصن أزلي يقال له سوق كران وبينه وبين ملتانة مرحلة وبينه وبين أشير ثلاثة مراحل
كربج دينار يقال للحانوت كربج وكربق بالضم ثم السكون وباء موحدة مضمومة وجيم موضع قريب من الأهواز دون سوق الأهواز بثمانية فراسخ من جهة البصرة له ذكر في أخبار الخوارج مع المهلب بن أبي صفرة قال يزيد بن مفرغ سقى هزم الأرعاد منبجس العرى منازلها من مسرقان فسرقا فتستر لا زالت خصيبا جنابها إلى مدفع السلان من بطن دورقا إلى الكربج الأعلى إلى رام هرمز إلى قريات الشيخ من فوق شستقا
كربلاء بالمد وهو الموضع الذي قتل فيه الحسين بن علي رضي الله عنه في طرف البرية عند الكوفة فأما اشتقاقه فالكربلة رخاوة في القدمين يقال جاء يمشي مكربلا فيجوز على هذا أن تكون أرض هذا الموضع رخوة فسميت بذلك ويقال كربلت الحنطة إذا هذبتها ونقيتها وينشد في صفة الحنطة يحمل حمراء رسوبا للثقل قد غربلت وكربلت من القصل فيجوز على هذا أن تكون هذه الأرض منقاة من الحصى والدغل فسميت بذلك والكربل اسم نبت الحماض وقال أبو وجرة يصف عهون الهودج وثامر كربل وعميم دفلى عليها والندى سبط يمور فيجوز أن يكون هذا الصنف من النبت يكثر نبته هناك فسمى به وقد روي أن الحسين رضي الله عنه لما انتهى إلى هذه الأرض قال لبعض أصحابه ما تسمى هذه القرية وأشار إلى العقر فقال له اسمها العقر فقال الحسين نعوذ بالله من العقر ثم قال فما اسم هذه الأرض التي نحن فيها قالوا كربلاء فقال أرض كرب وبلاء واراد الخروج منها فمنع كما هو مذكور في مقتله حتى كان منه ما كان ورثته زوجته عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل فقالت واحسينا فلا نسيت حسينا أقصدته أسنة الأعداء غادروه بكربلاء صريعا لا سقى الغيث بعده كربلاء ونزل خالد عند فتحه الحيرة كربلاء فشكا إليه عبد الله بن وثيمة البصري الذبان فقال رجل من أشجع في ذلك لقد حبست في كربلاء مطيتي وفي العين حتى عاد غثا سمينها إذا رحلت من منزل رجعت له لعمري وأيها إنني لأهينها ويمنعها من ماء كل شريعة رفاق من الذبان زرق عيونها
كرتم بالضم والسكون وتاء مثناة من فوقها وميم قال أبو منصور كرتوم بالواو وهي حرة بني عذرة والكرتوم في اللغة الصغار

من الحجارة وينشد بعضهم أسقاك كل رائح هزيم يترك سيلا خارج الكلوم ونافعا بالصفصف الكرتوم
كرث بالضم ثم السكون وثاء مثلثة مدينة في أقصى بلاد المغرب قرب بلاد السودان وربما قيلت بالتاء المثناة
كرج بفتح أوله وثانيه وآخره جيم وهي فارسية وأهلها يسمونها كره وهي في رستاق يقال له فاتق وفاتق عرب عن هفته فأما مجازه في العربية فالكرج من قولهم تكرج الخبز اذا أصابه الكرج وهو الفساد لا أعرف له معنى غيره وبني منه الكرج وهي مدينة بين همذان وأصبهان في نصف الطريق وإلى همذان أقرب ويضاف إليها كورة وأول من مصرها أبو دلف القاسم بن عيسى العجلي وجعلها وطنه وإليها قصده الشعراء وذكروها في أشعارهم وإلى كرج أبي دلف ينسب القاضي أبو سعد سليمان بن محمد بن الحسين بن محمد القصاري المعروف بالكافي الكرجي وكان فقيها فاضلا ذا عبادة ومضاء في المناظرة لقي الشيوخ
فأخذ عنهم ثم ناظر الأئمة فقطعهم وسمع الحديث ورواه وولي القضاء بالكرج ومات سنة 835 ومن بروجرد إلى الكرج عشرة فراسخ ومن الكرج إلى البرج اثنا عشر فرسخا ومن البرج إلى نوبنجان عشرة فراسخ ومن نوبنجان إلى أصبهان ثلاثون فرسخا وبين الكرج وهمذان نحو ثلاثين فرسخا وكانت الكرج مدينة متفرقة ليس لها اجتماع المدن وأبنيتها أبنية الملوك قصور واسعة متفرقة وهي ذات زرع ومواش فأما البساتين والمتنزهات فليست بها إنما فواكههم من بروجرد وغيرها وبناؤهم من طين وهي مدينة طويلة نحو من فرسخ ولها سوقان على باب الجامع وسوق آخر بينهما صحراء
و كرج من قرى الري أخرى
و الكرج أيضا أكبر بلدة في ناحية روذراور بالقرب من همذان من نواحي الجبال بين همذان ونهاوند بين الكرج وبين كل واحدة منهما سبعة فراسخ
الكرج بالضم ثم السكون وآخره جيم وهو جيل من الناس نصارى كانوا يسكنون في جبال القبق وبلد السرير فقويت شوكتهم حتى ملكوا مدينة تفليس ولهم ولاية تنسب إليهم وملك ولغة برأسها وشوكة وقوه وكثرة عدد قال المسعودي وقد وصف سكان جبال القبق وكورها فقال ويلي مملكة خيزان مما يلي باب القبق ملك يقال له برزينان ويعرف بلده هذا بالكرج وهم أصحاب الأعمدة وكل ملك يلي هذه البلاد يقال له برزينان ولم يزد مع إكثاره في غيرهم فيدل على قلتهم فسبحان من يغير الأحوال فإنهم في زماننا ملوك لهم شوكة وعدة تملكوا بها البلاد حتى أخرجهم عنها خوارزم شاه جلال الدين
كرجة مدينة من مدن خوزستان
كرجن بالفتح ثم السكون وجيم ونون موضع
كرخايا بالفتح ثم السكون وخاء معجمة وبعد الألف ياء مثناة من تحت هو نهر كان ببغداد يأخذ من نهر عيسى تحت المحول حتى يمر ببراثا فيسقي رستاق الفروسيج الذي منه بغداد نفسها فلما أحدث عيسى بن علي بن عبدالله بن عباس الرحا المعروفة برحا

أم جعفر قطع نهر كرخايا وجعل سقي رستاق الفروسيج والكرخ من نهر الرفيل وهذا نهر معروف مشهور وقد أكثرت الشعراء من ذكره والآن لا أثر له ولا يعرف البتة قال الخطيب ويحمل من نهر عيسى بن علي نهر يقال له كرخايا تتفرع منه أنهار تدخل بغداد من موضع يقال له باب أبي قبيصة ويمر إلى قنطرة اليهود وقنطرة درب الحجارة وقنطرة البيمارستان وباب المحول وتتفرع منه أنهار الكرخ كلها منها نهر رزين يمر في سويقة أبي الورد إلى بركة زلزل ثم إلى طاق الحراني ثم يصب في الصراة أسفل من القنطرة الجديدة ويتفرع من نهر رزين نهر يعبر بعبارة فيدخل إلى مدينة المنصور وتتفرع من كرخايا أنهار عدة في سوق الكرخ لا أثر لها الآن البتة منها نهر الدجاج
الكرخ بالفتح ثم السكون وخاء معجمة وما أظنها عربية إنما هي نبطية وهم يقولون كرخت الماء وغيره من البقر والغنم إلى موضع كذا جمعته فيه في كل موضع وكلها بالعراق وأنا أرتب ما أضفت إليه على حروف المعجم حسب ما فعلناه في مواضع
كرخ باجدا قيل هو كرخ سامرا يذكر في موضعه وقيل كرخ باجدا وكرخ جدان واحد والله أعلم
كرخ البصرة حدث أبو علي المحسن قال القاسم بن علي بن محمد الكرخي وأخوه أبو أحمد وابناه جعفر ومحمد تقلدوا الدنيا لأن القاسم تقلد كور الأهواز وتقلد مصر والشام وتقلد ديار ربيعة وتقلد ابنه جعفر كور الأهواز وتقلد فارس وكرمان وتقلد الثغور وأشياء أخر وتقلد أبو جعفر محمد بن القاسم الجبل وديوان السواد دفعات وقطعة من المشرق كبيرة وتقلد البصرة والأهواز مجموعة ثم تقلد عدة دواوين كبار جليلة بالحضرة ثم تقلد الوزارة للراضي ثم الوزارة للمتقي وإذا أضيف إليهم من تقلد من وجوه أهلهم وكبارهم لم يخل بلد جليل من أن يكون واحد منهم يقلده وإنما سموا الكرخيين لأن أصلهم من ناحية الرستاق الأعلى بالبصرة في عراض المفتح تعرف بالكرخ باقية إلى الآن إلا أنها كالخراب لشدة اختلالها وقد تقلد البصرة غير واحد منهم وقطعا من الأهواز تقلد البصرة أبو أحمد أخو القاسم الكرخي وتقلد مصر أيضا وتقلد قطعة من الأهواز في أيام السلطان
أبو جعفر الكرخي المعروف بالجرو وهذا الرجل مشهور بالجلالة فيهم قديما وكان مقيما بالبصرة قال وشاهدته أنا وهو شيخ كبير وقد اختلت حاله فصار يلي الأعمال الصغار من قبل عمال البصرة وكان أبو القاسم بن أبي عبد الله البريدي لما ملك البصرة صادره على مال أقرف به وسمر يديه في حائط وهو قائم على كرسي فلما سمرت يداه بالمسامير في الحائط نحي الكرسي من تحته وسلت أظافيره وضرب لحمه بالقضيب الفارسي ولم يمت ولا زمن قال ورأيته أنا بعد ذلك بسنين صحيحا ولا عيب لهم إلا ما كانوا يرمون به من الغلو فإن القاسم وولديه استفاض عنهم أنهم كانوا مخمسة يعتقدون أن عليا وفاطمة والحسن والحسين ومحمدا صلى الله عليه و سلم خمسة أشباح أنوار قديمة لم تزل ولا تزال إلى غير ذلك من أقوال هذه النحلة وهي مقالة مشهورة وكان القاسم ابنة من أسمح من رأينا في الطعام وأشدهم حرصا على المكارم وقضاء الحاجات وكان لأبي جعفر محمد بن القاسم على ما بلغني في غير عمل تقلده وخرج إليه

ستمائة دابة وبغل ونيف وأربعون طباخا ثم آلت حالة في آخر عمره إلى الفقر الشديد ومات بعد سنة 043 في منزله ببغداد
كرخ بغداد ولما ابتنى المنصور مدينة بغداد أمر أن تجعل الأسواق في طاقات المدينة إزاء كل باب سوق فلم يزل على ذلك مدة حتى قدم عليه بطريق من بطارقة الروم رسولا من عند الملك فأمر الربيع أن يطوف به في المدينة حتى ينظر إليها ويتأملها ويرى سورها وأبوابها وما حولها من العمارة ويصعده السور حتى يمشي من أوله إلى آخره ويريه قباب الأبواب والطاقات وجميع ذلك ففعل الربيع ما أمره به فلما رجع إلى المنصور قال له كيف رأيت مدينتي قال رأيت بناء حسنا ومدينة حصينة إلا أن أعداءك فيها معك قال من هم قال السوقة يوافي الجاسوس من جميع الأطراف فيدخل الجاسوس بعلة التجارة والتجار هم برد الآفاق فيتجسس الأخبار ويعرف ما يريد وينصرف من غير أن يعلم به أحد فسكت المنصور فلما انصرف البطريق أمر بإخراج السوقة من المدينة وتقدم إلى إبراهيم بن حبيش الكوفي وخراش بن المسيب اليماني بذلك وأمرهما أن يبنيا ما بين الصراة ونهر عيسى سوقا وأن يجعلاها صفوفا ورتب كل صف في موضعه وقال اجعلا سوق القصابين في آخر الأسواق فإنهم سفهاء وفي أيديهم الحديد القاطع ثم أمر أن يبنى لهم مسجد يجتمعون فيه يوم الجمعة ولا يدخلوا المدينة قال الخطيب وقلد المنصور ذلك رجلا يقال له الوضاح بن شبا فبنى القصر الذي يقال له قصر الوضاح والمسجد فيه قال ولم يضع المنصور على الأسواق غلة حتى مات فلما استخلف المهدي أشار عليه أبو عبد الله حتى وضع على الحوانيت الخراج وقال غيره إنه وضع عليهم المنصور الغلة على قدر الصناعة فلما كثر الناس ضاقت عليهم فقالوا لإبراهيم بن حبيش وخراش قد ضاقت علينا هذه الصفوف ونحن نتسع ونبني لنا أسواقا من أموالنا ونؤدي عنا الإجارة فأجيبوا إلى ذلك فاتسعوا في البناء والأسواق وقد قيل إن السبب في نقلهم إلى الكرخ أن دخاخينهم ارتفعت واسودت حيطان المدينة وتأذى بها المنصور فأمر بنقلهم وقال محمد بن داود الأصبهاني يهيم بذكر الكرخ قلبي صبابة وما هو إلا حب من حل بالكرخ ولست أبالي بالردى بعد فقدهم وهل يجزع المذبوح من ألم السلخ وأضاف إليهما عبيد الله بن عبد الله الحافظ بيتين آخرين وهما أول وقد فارقت بغداد مكرها سلام على أهل القطيعة والكرخ هواي ورائي والمسير خلافه فقلبي إلى كرخ ووجهي إلى بلخ والأشعار في الكرخ كثيرة جدا وكانت الكرخ أولا في وسط بغداد والمحال حولها فأما الآن فهي محلة وحدها مفردة في وسط الخراب وحولها محال إلا أنها غير مختلطة بها فبين شرقها والقبلة محلة باب البصرة وأهلها كلهم سنية حنابلة لا يوجد غير ذلك وبينهما نحو شوط فرس وفي جنوبها المحلة المعروفة بنهر القلائين وبينهما أقل مما بينهما وبين باب البصرة وأهلها أيضا سنية حنابلة وعن يسار قبلتها محلة تعرف بباب المحول وأهلها أيضا سنية وفي قبلتها نهر الصراة وفي شرقيها نصب بغداد ومحال كثيرة وأهل الكرخ كلهم شيعة إمامية لا يوجد فيهم سني البتة

كرخ جدان بضم الجيم وسمعت بعضهم يفتحها والضم أشهر والدال مشددة وآخره نون زعم بعض أهل الحديث أن كرخ باجدا وكرخ جدان واحد وليس بصحيح فأما باجدا فهو كرخ سامرا وأما كرخ جدان فإنه بليدة في آخر ولاية العراق يناوح خانقين عن بعد وهو الحد بين ولاية شهرزور والعراق وإلى هذا الكرخ ينسب الشيخ معروف الكرخي بن الفيرزان أبو محفوظ وأخوه عيسى بن الفيرزان حكى عن أخيه وقد روي أن معروفا من كرخ باجدا قالوا وبيته معروف إلى الآن يزار فيها وقال أبو بكر الخطيب إنه من كرخ بغداد والله أعلم وإلى كرخ جدان ينسب عبد الله بن الحسن بن دلهم أبو الحسن الكرخي سكن بغداد وحدث بها عن إسماعيل بن إسحاق القاضي ومحمد بن عبد الله الحضرمي روى عنه ابن حيويه وابن شاهين وغيرهما وهو المصنف على مذهب أبي حنيفة مات في رمضان سنة 043 ومولده سنة 260 وإبراهيم بن عبد الله بن أحمد بن سلامة بن عبد الله بن مخلد بن إبراهيم بن مخلد الكرخي المعروف بابن الرطبي من أهل كرخ جدان ولي القضاء والاسجال نيابة عن قاضي القضاة روح بن أحمد الحديثي وغيره عدة نوب وولي الحسبة عدة نوب ومات في سنة 725
كرخ الرقة من أرض الجزيرة قال الصنوبري يذكره وإلى الرقتين أطوي قرى البي د بمطوية القرى مذعان فأرود الهنيء في خفض عيش وأمان من حادثات الزمان حبذا الكرخ حبذا العمر لا بل حبذا الدير حبذا السروتان
كرخ سامرا وكان يقال له كرخ فيروز منسوب إلى فيروز بن بلاش بن قباذ الملك وهو أقدم من سامرا فلما بنيت سامرا اتصل بها وهو إلى الآن باق عامر وخربت سامرا وكان الأتراك الشبلية ينزلونه في أيام المعتصم وبه قصر اشناس التركي مولى المعتصم وهو موضع مدينة قديمة على ارتفاع من الأرض وزعم بعضهم أنه كرخ باجدا ومنه الشيخ معروف بن الفيرزان الكرخي الزاهد ويحتاج إلى كشف وبحث وقد نسب ابن أبي حاتم أبا بدر عباد ابن الوليد بن خالد الغبري الكرخي إلى كرخ سامرا وقال الخطيب أحمد بن هارون الكرخي من كرخ سامرا روى عن عمرو بن محمد ابن أبي رزين وأبي داود الطيالسي وحبان بن هلال وسعيد بن عامر وبدل بن المحبر قال ابن أبي حاتم سمعت منه مع أبي وسمع أبا بكر الزاغوني وأبا الكرم بن الشهرزوري وأبا المعالي بن الحنان الخزيمي وغيرهم
كرخ ميسان كورة بسواد العراق تدعى أستراباذ وهي غير أستراباذ التي بطبرستان ونقل العمراني أن كرخ ميسان بلد بالبحرين وفيه نظر
كرخ عبرتا وعبرتا من نواحي النهروان وخرب النهروان جميعه وهي الآن عامرة ينسب إليه أبو محمد عبد السلام بن يوسف بن محمد بن عبد السلام العبرتي الكرخي من كرخ عبرتا وهو خطيبها سمع من أبي الفضل محمد بن ناصر السلامي مجلدين من أماليه الرابع والخامس وهو حي في سنة 260 فيما أحسب
كرخ خوزستان مدينة بها وأكثرهم يقولون كرخة

كرخيني بكسر الخاء المعجمة ثم ياء ساكنة ونون وياء ممالة هي قلعة في وطاء من الأرض حسنة حصينة بين دقوقا وإربل رأيتها وهي على تل عال ولها ربض صغير
كرداح بكسر أوله وسكون ثانيه ودال مهملة وآخره حاء مهملة موضع
كرد بالضم ثم السكون ودال مهملة بلفظ واحد الأكراد اسم القبيلة قال ابن طاهر المقدسي اسم قرية من قرى البيضاء منها شيخنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عبد الله الكردي حدثنا عن أبي الحسين أحمد بن محمد بن الحسين بن فادشاه الأصبهاني عن أبي القاسم الطبراني بكتاب الأدعية من تصنيفه وسألته عن هذه النسبة فقال نحن من أهل قرية بيضاء يقال لها كرد وقال الإصطخري كرد بلدة أكبر من أبرقوه وأرخص سعرا ولهم قصور كثيرة
كردر بفتح أوله ثم السكون ودال مفتوحة وراء هي ناحية من نواحي خوارزم أو ما يتاخمها من نواحي الترك لهم لسان ليس خوارزميا ولا تركيا وفي ناحيتهم عدة قرى ولهم أموال ومواش إلا أنهم أدنياء الأنفس كذا ذكر لي ابن قسام الحبلي منها عبد الغفور بن لقمان بن محمد أبو المفاخر الكردري روى عن أبي طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي المروزي وله تصانيف على مذهب أبي حنيفة منها الانتصار لأبي حنيفة في أخباره وأقواله والمفيد والمزيد في شرح التجريد وشرح الجامع الصغير وكان مدرسا بحلب في مدرسة الحدادين مات في سنة 562 ووجدت في أخبار الفرس أن افراسياب ملك الترك دفن كنوزه وخزائنه في وسط البحر الذي بناحية خوارزم فوق كردر فلم يعثر عليها أحد كان زمن ابرويز بن هرمز فكان هو الذي ظفر بتلك الكنوز فنقلت إليه في اثنتي عشرة سنة في كل شهر يرد عليه عشرة بغال موقرة وأكثر ذلك الجواهر وصفائح الذهب الإبريز
كردشير ويقال دير كردشير حصن في المفازة التي بين قم والري ذكر في الديرة
كرد فناخسره وفناخسره بفتح الفاء وتشديد النون والخاء معجمة مضمومة هو الملك عضد الدولة أبو شجاع بن ركن الدولة أبي الحسن علي بن بويه وهي مدينة اختطها على نصف فرسخ من شيراز وشق إليها نهرا كبيرا أجراه من مسيرة يوم أنفق عليه الأموال العظيمة وجعل إلى جنبها بستانا سعته نحو فرسخ ونقل إليها الصوافين وصناع الخز والديباج وصناع البركانات وكتب اسمه على طرزها واتخذ بها القواد دورا وعقارات جليلة وجعل لها عيدا في كل سنة يجتمع إليه للفسق واللهو والآن قد خربت بعد موته وبطلت رسومها وكان وصول الملك إليها لثمان بقين من شهر ربيع الأول سنة 453 وجعل هذا اليوم عيدا يجتمع فيه الناس من النواحي للشرب والقصف ويقيمون فيها سبعة أيام في أسواق تستعد لذلك
كرديز بالفتح ثم السكون ودال مهملة مكسورة وياء مثناة من تحتها وزاي هي ولاية بين غزنة والهند
كرزبان وأهل خراسان يسمونها كرزوان بضم الكاف وبعد الراء الساكنة زاي وباء موحدة وآخره نون هي بلدة في الجبل قرب الطالقان جبلها متصل بجبال الغور وهي قرية من مرو الروذ أيضا خرج منها قوم من أهل العلم وربما كتبت في الخط

بالجيم فقيل جرزبان
كرزين قلعة من نواحي حلب بين نهر الجوز والبيرة لها عمل بفتح الكاف وسكون الراء وفتح الزاي وسكون الياء آخر الحروف وآخره نون
كرسكان بفتح الكاف وسكون الراء وفتح السين وآخره نون هي قرية من قرى أصبهان ثم من قرى ناحية لنجان ينسب إليها محمد بن حيويه ابن محمد بن الحسن بن يحيى الكرسكاني الإسكافي أبو بكر حدث عن عبد الرحمن الكلابي روى عنه أحمد بن محمد البيع وأبو عبد الله القايني حدث في شوال سنة 324
كر بالضم والتشديد بلفظ الكر من الكيل المعلوم وهو ستون قفيزا والكر في اللغة الحسي العظيم والجمع كرار قال بها قلب عادية وكرار وقال السكري الكر هو القليب الذي يكون في الوادي فإن لم يكن في الوادي فليس بكر قال الأديبي هو موضع بفارس والمشهور أن الكر نهر بين أرمينية وأران يشق مدينة تفليس وبينه وبين برذعة فرسخان ثم يجتمع هو ونهر الرس بالجمع ثم يصب في بحر الخزر وهو بحر طبرستان وقال الإصطخري الكر نهر عذب مريء خفيف يجري ساكنا ومبدؤه من بلاد جرزان ثم يمر ببلاد أبخاز من ناحية اللان من الجبال فيمر بمدينة تفليس ثم على قلعة خنان ثم إلى شكى ومن جانبيه جنزة وشمكور ويجري على باب برذعة إلى برزنج إلى البحر الطبري بعد اختلاطه بالرس وهو نهر أصغر من الكر
و الكر أيضا كورة من نواحي الموصل الشرقية تعد في أعمال العقر عليها عدة قرى ومزارع
كرسفة بالضم ثم السكون ثم سين مضمومة وفاء مشددة وتاء كالهاء وهو في اللغة اسم للقطن واسم موضع في قول الشاعر كل رزء ما أتاني جلل غير كرسفة من قنعي قطن أي غير ما أتاني من هذا الموضع
الكرس قرية من قرى اليمامة لم تدخل في صلح خالد في أيام مسيلمة الكذاب وقال الحفصي الكرس بكسر الكاف نخل لبني عدي وقد أنشد أبو زياد الكلابي أشاقتك الديار بهضب حرس كخط معلم ورقا بنقس وقفت بها ضحى يومي وأمسي من الأطراف حتى كدت أعسي وأظعان طلبت لأهل سلمى تباهى في الحرير وفي الدمقس كأن حمولهن موليات نخيل العرض أو نخل بكرس
كرسي بلفظ الكرسي الذي تجلس عليه الملوك وتشديد الياء ليس للنسبة وهي قرية بطبرية يقال إن المسيح جمع الحواريين بها وأنفذهم منها إلى النواحي وفيها موضع كرسي زعموا أنه جلس عليه عليه السلام
الكرش بلفظ كرش الماشية يقال لمدينة واسط الكرش لقول الحجاج لما عمرها بنيت مدينة على كرش من الأرض وقد بسط القول فيه في واسط وكان يقال لأهل واسط الكرشيون وكانوا إذا مروا بالبصرة تولع بهم أهلها فينادونهم فيقولون لهم يا كرشي فيتغافل فقيل تغافل واسطي

وهو مشل والكرش أيضا قلعة بالمهجم من نواحي مدينة زبيد باليمن قال أبو زياد الكلابي ومن جبال أبي بكر بن كلاب الكرش وكرش يؤنث في الاسم ويذكر فمن شاء قال هذا كرش ومن شاء قال هذه كرش فأما كرشوان فلا تذكر قال ولا يعرف في بلاد بني كلاب جبل أعظم من كرش
كرعة روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يخرج المهدي من قرية باليمن يقال لها كرعة
كرفة بالضم ثم السكون وفاء اسم قف غليظ ضخم لبني حنظلة علم مرتجل
كركانج بالضم ثم السكون وكاف أخرى وبعد الألف نون ساكنة يلتقي بها ساكنان ثم جيم اسم لقصبة بلاد خوارزم ومدينتها العظمى وقد عربت فقيل الجرجانية فأما أهل خوارزم فيسمونها كركانج وليس خوارزم اسما لمدينة بعينها إنما هو اسم للناحية بأسرها وهما كركانجان فهذه الكبرى وبينها وبين كركانج الصغرى ثلاثة فراسخ وعهدي بالصغرى وهي أيضا عامرة كثيرة الأهل ذات أسواق وخيرات وما أظنهما إلا خربتا معا في وقت التتر في سنة 681 والله المستعان ينسب إليها أبو نصر محمد بن أحمد بن علي بن حامد يكتب من الأدباء
كركان بالضم وآخره نون وإذا عرب قيل جرجان وهي ثلاثة مواضع أحدها هذه المدينة المشهورة التي بين طبرستان وخراسان وقد خرج منها الجم الغفير من العلماء وهذه لا تكتب إلا بجيمين
و كركان قرية بفارس و كركان أيضا قرية بقرميسين وهذان لا يعربان فيما علمت إنما يكتبان بالكاف قال ابن الفقيه وبالقرب من قرميسين قرية يقال لها كركان وكان يقوم بها سوق في كل عام فيتلف فيها خلق كثير بالعقارب فطلسمها بليناس الحكيم بأمر كسرى فقلت العقارب فيها وخف على أهلها ما كانوا يلقونه منها فيقال إنه لا يوجد فيها عقرب وإن وجد لم يضر ومن أخذ من ترابها وطين به حيطان داره في أي بلاد كان لم ير في داره عقربا ومن شرب منه عند لسعة العقرب برأ لوقته ومن أخذ شيئا منه ومسك العقارب بيده لم تضره كذا قال والله أعلم
كرك بسكون الراء وآخره كاف قرية في أصل جبل لبنان قرأت بخط الحافظ أبي بكر محمد بن عبد الغني بن نقطة أما الكركي بفتح الكاف وسكون الراء فهو أحمد بن طارق بن سنان أبو الرضا الكركي قال لي أبو طاهر إسماعيل بن الأنماطي الحافظ بدمشق هو منسوب إلى قرية في أصل جبل لبنان يقال لها الكرك بسكون الراء وليس هو من القلعة التي يقال لها الكرك بفتح الراء قلت أنا وكان أبو الرضا تاجرا مثريا بخيلا ضيق العيش ليس له غلام ولا جارية ولا من ينفق عليه فلسا وكان مقترا على نفسه سمع أبا منصور بن الجواليقي ومحمد بن ناصر السلامي ومحمد بن عمر الأرموي ومحمد بن عبيد الله الزاغوني وسمع في أسفاره في عدة بلاد وكان أكثر سفره إلى مصر وكان ثقة في الحديث متقنا لما يكتبه إلا أنه كان خبيث الاعتقاد رافضيا مات في سادس عشر ذي الحجة سنة 295 وبقي في بيته أياما لا يعلم بموته أحد حتى أكلت الفأر أذنيه وأنفه على ما قيل وكان مولده سنة 925
كركر بالفتح ثم السكون وكاف أخرى وراء مدينة بأران قرب بيلقان أنشأها أنوشروان وقال

وقال لي ابن الأثير إن كركر حصن قرب ملطية بينها وبين آمد وبالقرب منه حصن الران الذي يذكره المتنبي في شعره والله أعلم
و كركر أيضا ناحية من بغداد منها القفص
و كركر أيضا حصن بين سميساط وحصن زياد وهو قلعة وقد خربت
كرك بفتح أوله وثانيه وكاف أخرى كلمة عجمية اسم لقلعة حصينة جدا في طرف الشام من نواحي البلقاء في جبالها بين أيلة وبحر القلزم وبيت المقدس وهي على سن جبل عال تحيط بها أودية إلا من جهة الربض قال و الكرك أيضا قرية كبيرة قرب بعلبك بها قبر طويل يزعم أهل تلك النواحي أنه قبر نوح عليه السلام
كركسكوه كلمة مركبة أما كركس فهو اسم مفازة تتاخم الري وقم وقاشان وما بين ذلك قليلة القرى والبلدان لا يسكنها إلا قطاع الطريق وكوه اسم الجبل فمعناه جبل كركس وهو جبل في هذه المفازة دوره نحو فرسخين تحيط به هذه المفازة وفي شعاب هذا الجبل مياه قليلة وهو جبل وعر المسلك وفي وسط هذا الجبل مثل الساحة فيه ماء يقال له بيده إذا كنت فيه كنت في مثل الحظيرة والجبل محيط بك
كركنت بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر الكاف الثانية ثم نون ساكنة وتاء مثناة بلد على ساحل البحر في جزيرة صقلية
كركور ضيعة من ضياع سفاقس ينسب إليها أبو الحسن علي بن محمد الكركوري الأديب روى السلفي عن أبي الحسن علي بن خلف بن عبد الله الحضرمي الإفريقي عنه أبياتا قال كان معلمي
كركويه بالفتح ثم السكون وكاف أخرى وواو ساكنة وياء مثناة من تحت مفتوحة مدينة من نواحي سجستان فيها بيت نار معظم عند المجوس
كركين بكسر الكافين وآخره نون من قرى بغداد قرب البردان ذكر جحظة في أماليه قال كتب علي بن يحيى المنجم إلى الحسن بن مخلد في يوم مهرجان ليت شعري مهرجت يا دهقان وقديما ما مهرج الفتيان لم أزل أعمل الزجاجة حتى كان مني ما يعمل السكران فأجابه ابن مخلد يقول إصو يا ذا فلو دعيت بكسرى وعلت في قبابك النيران لم تجاوز بيوت كركين شبرا أين منك النوروز والمهرجان فأما إصو فمعناه بالنبطية اسكت وأنشد جحظة لنفسه يا نسيم الروض بالأس حار هيجت ارتياحي لقرى كركين والقف ص وعصيان اللواحي واستماعي ملح الأص وات من قوم ملاح أحمد الله لقد ما ت غبوقي واصطباحي

كم سرور مات لما مات أرباب السماح
كركى بالتحريك بوزن بشكى اسم حصن من أعمال أوريط بالأندلس له ولاية وقرى
كرماطة بالفتح ثم السكون وميم وبعد الألف طاء مهملة اسم سوق وحصن على أيناون كذا وجدته في كتاب العمراني ولا أدري ايناون ما هي
كرمان بالفتح ثم السكون وآخره نون وربما كسرت والفتح أشهر بالصحة وكرمان في الإقليم الرابع طولها تسعون درجة وعرضها ثلاثون درجة وهي ولاية مشهورة وناحية كبيرة معمورة ذات بلاد وقرى ومدن واسعة بين فارس ومكران وسجستان وخراسان فشرقيها مكران ومفازة ما بين مكران والبحر من وراء البلوص وغربيها أرض فارس وشماليها مفازة خراسان وجنوبيها بحر فارس ولها في حد السيرجان دخلة في حد فارس مثل الكم وفيما يلي البحر تقويس وهي بلاد كثيرة النخل والزرع والمواشي والضرع تشبه بالبصرة في كثرة التمور وجودتها وسعة الخيرات قال محمد بن أحمد البناء البشاري كرمان إقليم يشاكل فارس في أوصاف ويشابه البصرة في أسباب ويقارب خراسان في أنواع لأنه قد تاخم البحر واجتمع فيه البرد والحر والجوز والنخل وكثرت فيه التمور والأرطاب والأشجار والثمار ومن مدنه المشهورة جيرفت وموقان وخبيص وبم والسيرجان ونرماسير وبردسير وغير ذلك وبها يكون التوتيا ويحمل إلى جميع البلاد وأهلها أخيار أهل سنة وجماعة وخير وصلاح إلا أنها قد تشعثت بقاعها واستوحشت معاملها وخربت أكثر بلادها لاختلاف الأيدي عليها وجور السلطان بها لأنها منذ زمن طويل خلت من سلطان يقيم بها إنما يتولاها الولاة فيجمعون أموالها ويحملونها إلى خراسان وكل ناحية أنفقت أموالها في غيرها خربت إنما تعمر البلدان بسكنى السلطان وقد كانت في أيام السلجوقية والملوك القارونية من أعمر البلدان وأطيبها ينتابها الركبان ويقصدها كل بكر وعوان قال ابن الكلبي سميت كرمان بكرمان بن فلوج بن لنطي بن يافث بن نوح عليه السلام وقال غيره إنما سميت بكرمان ابن فارك بن سام بن نوح عليه السلام لأنه نزلها لما تبلبلت الألسن واستوطنها فسميت به وقال ابن الفقيه يقال إن بعض ملوك الفرس أخذ قوما فلاسفة فحبسهم وقال لا يدخل عليهم إلا الخبز وحده وخيروهم في أدم واحد فاختاروا الأترج فقيل لهم كيف اخترتموه دون غيره فقالوا لأن قشره الظاهر مشموم وداخله فاكهة وحماضه أدم وحبه دهن فأمر بهم فأسكنوا كرمان وكان ماؤها في آبار لا يخرج إلا من خمسين ذراعا فهندسوه حتى أظهروه على وجه الأرض ثم غرسوا بها الأشجار فالتفت كرمان كلها بالشجر فعرف الملك ذلك فقال أسكنوهم الجبال فأسكنوها فعملوا الفوارات وأظهروا الماء على رؤوس الجبال فقال الملك اسجنوهم فعملوا في السجن الكيمياء وقالوا هذا علم لا نخرجه إلى أحد وعملوا منه ما علموا أنه يكفيهم مدة أعمارهم ثم أحرقوا كتبهم وانقطع علم الكيمياء وقد ذكر في بعض كتب الخراج عن بعض كتاب الفرس أن الأكاسرة كانت تجبي السواد مائة ألف ألف وعشرين ألف ألف درهم سوى ثلاثين ألف ألف من الوضائع لموائد الملوك وكانوا يجبون فارس أربعين ألف ألف وكانوا يجبون كرمان ستين ألف ألف درهم لسعتها وهي مائة وثمانون فرسخا في مثلها وكانت كلها عامرة وبلغ من عمارتها

أن القناة كانت تجري من مسيرة خمس ليال وكانت ذات أشجار وعيون وقني وأنهار ومن شيراز إلى السيرجان مدينة كرمان أربعة وستون فرسخا وهي خمسة وأربعون منبرا كبار وصغار وأما في أيامنا هذه فقصبتها وأشهر مدنها جواشير ويقال كواشير وهي بردسير وأما فتحها فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولى عثمان بن العاص البحرين فعبر البحر إلى أرض فارس ففتحها ولقي مرزبان كرمان في جزيرة بركاوان فقتله فوهى أمر أهل كرمان ونخبت قلوبهم فلما سار ابن عامر إلى فارس في أيام عثمان بن عفان أنفذ مجاشع بن مسعود السلمي إلى كرمان في طلب يزدجرد فهلك جيشه بميمند من مدن كرمان وقيل من رساتيق فارس ثم لما توجه ابن عامر إلى خراسان ولى مجاشعا كرمان ففتح ميمند واستبقى أهلها وأعطاهم أمانا بذلك وله بها قصر يعرف بقصر مجاشع ثم فتح مجاشع بروخروه ثم أتي السيرجان مدينة كرمان فتحصن أهلها منه ففتحها عنوة وقد كان أبو موسى الأشعري وجه الربيع بن زياد الحارثي ففتح ما حول السيرجان وصالح أهل بم والأندغان ثم نكث أهلها فافتتحها مجاشع بن مسعود وفتح جيرفت عنوة وسار في كرمان فدوخها وأتي القفص وقد اجتمع إليه خلق ممن جلا من الأعاجم فواقعهم وظفر عليهم فهربت جماعة من أهل كرمان فركبوا البحر ولحق بعضهم بسجستان ومكران فأقطعت العرب منازلهم وأرضيهم فعمروها وأدوا العشر فيها واحتفروا القني في مواضعها فعند ذلك قال حمير السعدي أيا شجرات الكرم لا زال وابل عليكن منهل الغمام مطير سقيتن ما دامت بنجد وشيجة ولا زال يسعى بينكن غدير ألا حبذا الماء الذي قابل الحمى ومرتبع من أهلنا ومصير وأيامنا بالمالكية إنني لهن على العهد القديم ذكور ويا نخلات الكرخ لا زال ماطر عليكن مستن السحاب درور سقيتن ما دامت بكرمان نخلة عوامر تجري بينهن نهور لقد كنت ذا قرب فأصبحت نازحا بكرمان ملقى بينهن أدور وولى الحجاج قطن بن قبيصة بن مخارق بن عبد الله بن شداد بن معاوية بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال الهلالي فارس وكرمان وهو الذي انتهى إلى نهر فلم يقدر أصحابه على عبوره فقال من جازه فله ألف درهم فجازوه فوفى لهم وكان ذلك أول يوم سميت الجائزة جائزة وقال الجحاف ابن حكيم فدى للأكرمين بني هلال على علاتهم أهلي ومالي هم سنوا الجوائز في معد فصارت سنة أخرى الليالي رماحهم تزيد على ثمان وعشر حين تختلف العوالي و كرمان أيضا مدينة بين غزنة وبلاد الهند وهي من أعمال غزنة بينهما أربعة أيام أو نحوها وبنيسابور محلة يقال لها مربعة الكرمانية ينسب إليها أبو يوسف يعقوب بن يوسف الكرماني النيسابوري الشيباني الفقيه

الحافظ المعروف بابن الأخرم أطال المقام بمصر وكان بينه وبين المزني مكاتبة سمع إسحاق بن راهويه وقتيبة بن سعيد ويونس بن عبد الأعلى وغيرهم وسمع بالعراق والشام وخراسان والجزيرة ومصر روى عنه أبو حامد بن الشرقي وعلي بن جمشاد العدل توفي سنة 782
كرمة قرية كبيرة ذات جامع ومنبر وخلق كثير وماء جار ونخل من نواحي طبس شاهدها ابن النجار الحافظ
كرمجين بالفتح ثم السكون وفتح الميم وكسر الجيم وياء ونون قرية من قرى نسف ينسب إليها اليمان بن الطيب بن حنيس بن عمر أبو الحسن قال المستغفري هو من قرية كرمجين من قرى نسف حدث عن عبد الله وداود ابني نصر بن سهل اليزديين مات في ذي الحجة سنة 233 وفي كتاب النسب للسمعاني أنه مات سنة 283
كرمجين بالفتح ثم السكون وفتح الميم وكسر الجيم وياء ونون قرية من قرى نسف ينسب إليها اليمان بن الطيب بن حنيس بن عمر أبو الحسن قال المستغفري هو من قرية كرمجين من قرى نسف حدث عن عبد الله وداود ابني نصر بن سهل اليزديين مات في ذي الحجة سنة 233 وفي كتاب النسب للسمعاني أنه مات سنة 283
كرمل بالكسر ثم السكون وكسر الميم ولام هو حصن على الجبل المشرف على حيفا بسواحل بحر الشام وكان قديما في الإسلام يعرف بمسجد سعد الدولة و كرمل قرية في آخر حدود الخليل من ناحية فلسطين
كرمليس كأنها مركبة من كرم وليس قرية من قرى الموصل شبيهة بالمدينة من أعمال نينوى في شرقي دجلة كثيرة الغلة والأهل وبها سوق عامر وتجار
كرملين اسم ماء في جبلي طيء في قول زيد الخيل وثناه ثم أفرده في شعر واحد ألم أخبركما خبرا أتاني أبو الكساح يرسل بالوعيد أتاني أنهم مزقون عرضي جحاش الكرملين لها فديد فسيري يا عدي ولا تراعي فحلي بين كرمل فالوحيد
كرم بلفظ الكرم مصدر الكريم اسم موضع في شعر زهير حيث قال عوم السفين فلما حال دونهم فيد القريات فالعتكان فالكرم
كرمة من نواحي اليمامة يمين الحصن وهي في شعر أبي خراش الهذلي وأيقنت أن الجود منه سجية وما عشت عيشا مثل عيشك بالكرم قال الكرم جمع كرمة وهو موضع جمعه بما حوله
كرمية بضم أوله وتشديد ثانيه وكسر ميمه وتشديد ياء النسبة قرية من أعمال الموصل من المروج على دجلة ينسب إليها عمر بن كويز بواو ممالة ابن عبد الله بن الحسن أبو خليل الماراني الكرمي خطيبها هو وأبوه وجده من قبله وكان والده تفقه على مذهب الشافعي وطلب أن يتولى قضاء الناحية فتورع ولم يجب وتوفي ولده الخطيب عمر سنة 651
كرمينية بالفتح ثم السكون وكسر الميم وياء مثناة من تحت ساكنة ونون مكسورة وياء أخرى مفتوحة خفيفة هي بلدة من نواحي الصغد كثيرة الشجر والماء بين سمرقند وبخارى بينها وبين بخارى ثمانية عشر فرسخا وقد نسب إليها كرماني قال أبو الفضل بن طاهر قد حدث من أهل كرمينية جماعة والنسبة المشهورة عند أهل بخارى لمن كان من أهل هذه القرية الكرميني إلا أن أبا القاسم بن الثلاج

حدث عن حفص بن عمر بن هبيرة أبي عمر البخاري فقال الكرماني من أهل قرية يقال لها كرمينية وقال قدم حاجا وحدثنا عن شجاع بن شجاع الكشاني
كرمى بفتح أوله وسكون ثانيه وإمالة الميم قرية مقابل تكريت وليس لتكريت اليوم غيرها أو قرية أخرى يقال لها الخصاصة إلى جنب هذه
كرنبا بفتح أوله وسكون ثانيه ثم فتح النون وباء موحدة وألف موضع في نواحي الأهواز كانت به وقعة بين الخوارج وأهل البصرة بعد وقعة دولاب قال الكلبي كرنبا بن كوثى الذي حفر نهر كوثى بنواحي الكوفة من بني أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام وقرأت في ديوان حارثة بن بدر بخط ابن نباتة السعدي قال لما اجتمعت الأزارقة وهزمت مسلم بن عبيس اجتمع الناس بالبصرة فجعلوا عليهم حارثة بن بدر الغداني فلقيهم بجسر الأهواز فخذله أصحابه وتركوه فقال من جاءنا من الأعراب فله فريضة المهاجرين ومن جاءنا من الموالي فله فريضة العرب فلما رأى ما يلقى أصحابه قال أير الحمار فريضة لشبابكم والخصيتان فريضة الأعراب عض الموالي جلد أير أبيكم إن الموالي معشر خياب ثم بلغه ولاية المهلب عليهم فناداهم كرنبوا ودولبوا وأين شئم فاذهبوا قد ولي المهلب فقال المهلب أهلها والله يا حويرثة فانصرف مغضوضا فذهب يدخل زورقا فوضع رجله على حرف الزورق فانكفأ به الزورق فوقع في دجيل فغرق فصار ذلك مثلا قال العقفاني الحنظلي يعير حارثة ألا بالله يا ابنة آل عمرو لما لاقى حويرثة بن بدر غداة دعا بأعلى الصوت منه ألالا كرنبوا والخيل تجري فيا لله ما سحبت عليه ذيول العار من شفع ووتر وقد ذكرها عبد الصمد بن المعذل يهجو هشاما الكرنباي فقال ولم تر أبلغ من ناطق أتته البلاغة من كرنبا وقال جرير ولقد وسمت مجاشعا بأنوفها ولقد كفيتك مدحة ابن جعال فانفخ بكيرك يا فرزدق وانتظر في كرنباء هدية القفال
كرنبة مدينة بصقلية على البحر
كرنك بضم أوله وكسر ثانيه وسكون النون وآخره كاف أيضا بليدة بينها وبين مدينة سجستان ثلاثة فراسخ وأهلها كلهم خوارج حاكة وهي بليدة نزهة كثيرة الخيرات وبعضهم يسميها كرون
كرنة بلد بالأندلس قال ابن بشكوال عبد الله بن أحمد بن سعدان من أهل كرنة أبو مروان روى عن أبي المطرف الغفاري وعبد الله بن واقد القاضي ثم رحل وحج وقفل وتوفي قريبا من الخمسين والأربعمائة

كروان بفتح أوله وثانيه ثم واو وآخره نون بلفظ الكروان من الطير وهو القبج الحجل وجمعه كروان هي قرية بطوس
كروه شعب في جبل أروند من همذان وفيه شعر في أروند ينقل إلى هنا
كروخ بالفتح وآخره خاء معجمة بلدة بينها وبين هراة عشرة فراسخ ومن كروخ يرتفع الكشمش الذي يحمل إلى جميع البلاد وهي مدينة صغيرة قال الإصطخري وأهلها شراة وبناؤها طين وهي في شعب جبل وحدها مقدار عشرين فرسخا كلها مشتبكة البساتين والمساجد والقرى والعمارة ينسب إليها أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم عبد الله بن أبي سهل القاسم بن أبي منصور الكروخي وهو شيخ صالح كثير الخير من أهل هراة وأهله من كروخ سمع بهراة من أبي عامر محمود بن القاسم الأزدي وأبي نصر الترياقي وغيرهما ذكره أبو سعد في شيوخه وجاور بمكة إلى أن توفي بها سنة 845 ومولده بهراة سنة 462
كره بالتحريك وهي الكرج بالجيم وقد تقدمت
كريب بالفتح ثم الكسر وآخره باء موحدة وهو في السويق قالوا والكريب أن تزرع في القراح الذي لم يزرع قط ويروى كريب بلفظ التصغير وهو اسم موضع في قول جرير هاج الفؤاد بذي كريب دمنة أو بالأفاقة منزل من مهددا أفما يزال يهيج منك صبابة نؤي يحالف خالدات ركدا
كريت بفتح أوله وكسر ثانيه ثم ياء مثناة من تحت وتاء مثناة من فوق لا أعرف فيه إلا قولهم حول كريت أي تام اسم موضع في شعر عدي بن زيد وقيل ذو كريب موضع في حزن بني يربوع بين الكوفة وفيد
الكرير بالفتح ثم الكسر وياء وآخره راء أخرى وهو البحة تعتري من الغبار والكرير صوت المختنق المجهود المحشرج للموت وهو اسم نهر سمي بذلك لصوته
كرين بالضم ثم الكسر وآخره نون قبلها ياء مثناة من تحت قرية من قرى طبس بنواحي قهستان ويروى بتشديد الراء وقيل هي إحدى الطبسين ينسب إليها أبو جعفر محمد بن كثير الكريني سمع أبا عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعيد العبدي روى عنه أبو عبد الله محمد بن علي بن جعفر الطبسي
كريون بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح الياء المثناة من تحتها وواو ساكنة ثم نون اسم موضع قرب الإسكندرية أوقع به عمرو بن العاص أيام الفتوح بجيوش الروم وهو موضع يذكر في شعر كثير رواه بعضهم بالدال وهو خطأ فقال لعمري لقد رعتم غداة سويقة يبينكم يا عز حق جزوع ومرت سراعا عيرها وكأنها دوافع بالكريون ذات قلوع وحاجة نفس قد قضيت وحاجة تركت وأمر قد أصبت بديع قال ابن السكيت الكريون نهر بمصر يأخذ من النيل ولذلك شبه عيرها بالسفن ذات القلوع وهي الشراعات وقال عبيد الله بن قيس الرقيات يمدح

عبد العزيز بن مروان لحي من أمية لي س في أخلاقهم رنق غدوا من رنح الكريو ن حيث سفينهم خرق فلما أن علوت الني ل والرايات تختفق رأيت الجوهر الحكم ي والديباج يأتلق سفائن غير مغرقة إلى حلوان تستبق أحب إلي من قوم إذا ما أصبحوا نعقوا
الكرية بالفتح ثم الكسر والياء مشددة موضع في ديار كلب قال أبو عذام بسطام بن شريح الكلبي لما توازوا علينا قال صاحبنا روض الكرية غال الحي أو زفر
باب الكاف والزاي وما يليهما
كزد بالفتح ثم السكون وآخره دال مهملة اسم موضع قال ابن دريد لا أعرف حقيقته
كزك نهر بسجستان وهو شعبة من سناروذ
كزمان بالضم ثم السكون وآخره نون قال ابن دريد موضع يقال كزمت الشيء الصلب كزما إذا عضضته عضا شديدا
كزنا بالفتح ثم السكون ونون هي بليدة بينها وبين مراغة نحو ستة فراسخ فيها معبد للمجوس وبيت نار قديم وإيوان عظيم عال جدا بناه كيخسرو الملك
كزه بكسر أوله وفتح ثانيه مدينة بسجستان كذا يقوله العجم ويكتب بالجيم جزه وقد ذكرناه في بابه
كزنة هو فيما أحسب موضع في جزيرة الأندلس في فحص البلوط ينسب إليه المنذر بن سعيد البلوطي القاضي وأيضا القاضي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن خلف الكزني القرطبي يروي عن أبي المطرف عبد الرحمن بن القاسم بن محمد الشعبي المالقي روى عنه السلفي بالإجازة وقال قتل في جامع قرطبة سنة 985 أو سنة ثمان في يوم جمعة بغير حق
كزيريم بيت عبادة للسامرة من اليهود بنابلس يزعمون أن الذبح فيه كان وأن الذبيح هو إسحاق والسامرة من اليهود بنابلس كثيرون لذلك
باب الكاف والسين وما يليهما
كساب بالضم وآخره باء موحدة موضع في قول عمر بن أبي ربيعة حي المنازل قد عمرن خرابا بين الجرير وبين ركن كسابا بالثني من ملكان غير رسمها مر السحاب المعقبات سحابا دار التي قالت غداة لقيتها عند الجمار فما عييت جوابا في أبيات وقال عبد الله بن إبراهيم الجمحي كساب بالفتح على وزن قطام جبل في ديار هذيل قرب الحزم لبني لحيان نقله عنه ابن موسى

فإن لم يكن غير الأول فأحدهما مخطىء بخط اليزيدي في شعر الفضل بن عباس اللهبي ألا أحمي وأذكر إرث قوم هم حلوا المركنة اليبابا وكانوا رحمة للناس طرا ولم يك كان كائنهم عذابا ولو وزنت حلومهم برضوى وفت منها ولو زيدت كسابا كذا ضبطه بالفتح وقال هو جبل
كسادن الدال مهملة مضمومة وآخره نون قرية من قرى سمرقند
كسبة بلفظ المرة الواحدة من الكسب من قرى نسف ينسب إليها كسبوي وكسبي على أربعة فراسخ من نسف وهي ذات جامع ومنبر وسوق ينسب إليها أبو أحمد عيسى بن الحسين بن الربيع الكسبوي مصنف كتاب البستان روى عنه أبو سعد الإدريسي والإمام أبو بكر محمد بن محمد بن أبي محمد واسمه عبد الملك بن محمد بن محمد بن سليمان بن قريش الكسبوي من بيت علم كل منهم يروي الحديث عن أبيه وكان من الأئمة والعلماء وكان أبو بكر فاضلا مناظرا وتوفي بكسبة سنة 494 ومولده سنة 934 في صفر
كستانة بالضم ثم السكون وتاء مثناة من فوقها وآخره نون هي قرية بين الري وساوة ينسب إليها قسطاني وقد ذكر من نسب إليها في قسطانة من هذا الكتاب
الكسر قرى كثيرة بحضرموت يقال لها كسر قشاقش سكنها كندة قاله ابن الحائك
كس بكسر أوله وتشديد ثانيه مدينة تقارب سمرقند قال البلاذري كس هي الصغد وكان القعقاع بن سويد التميمي ولى أبا خلدة اليشكري كس ثم عزله فقال يا أهل كس أقل الله خيركم هلا كسرتم ثنايا العبد إذ نبحا يعدو ثعالة في البردين معترضا كأنه ثعلب لم يعد أن قرحا وقال ابن ماكولا كسره العراقيون وغيرهم يقوله بفتح الكاف وربما صحفه بعضهم فقاله بالشين المعجمة وهو خطأ ولما عبرت نهر جيحون وحضرت بخارى وسمرقند وجدت جميعهم يقولون كس بكسر الكاف والسين المهملة
و كس مدينة لها قهندز وربض ومدينة أخرى متصلة بالربض والمدينة الداخلة مع القهندز خراب والمدينة الخارجة عامرة قال الإصطخري وهي مدينة نحو ثلاثة فراسخ في مثلها وهي مدينة خصيبة جرومية تدرك فيها الفواكه أسرع ما تدرك بسائر ما وراء النهر غير أنها وبئة على ما يكون عليه بلاد الغور وذكر أبوابها وأنهارها ثم قال وفي المدينة والربض في عامة دورها مياه جارية وبساتين وطول عمارتها مسيرة أربعة أيام في مثلها
و كس أيضا مدينة بأرض السند مشهورة ذكرت في المغازي وممن ينسب إليها عبد بن حميد بن نصر واسمه عبد الحميد الكسي صاحب المسند وأحد أئمة الحديث روى عن يزيد بن هارون وعبد الرزاق وغيرهما روى عنه مسلم بن الحجاج وأبو عيسى الترمذي وتوفي سنة 942 وقال أبو الفضل بن طاهر كس بالسين المهملة تعريب كش بالشين المعجمة
كسف بفتح أوله وثانيه وفاء هي قرية من نواحي الصغد

كسفة ماء لبني نعامة من بني أسد
كسكر بالفتح ثم السكون وكاف أخرى وراء معناه عامل الزرع كورة واسعة ينسب إليها الفراريج الكسكرية لأنها تكثر بها جدا رأيتها أنا تباع فيها أربعة وعشرون فروجا كبارا بدرهم واحد قال ابن الحجاج ما كان قط غذاءها إلا الدجاج المصدر والبط يجلب إليها لكن يجلب من بعض أعمال كسكر وقصبتها اليوم واسط القصبة التي بين الكوفة والبصرة وكانت قصبتها قبل أن يمصر الحجاج واسطا خسرو سابور ويقال إن حد كورة كسكر من الجانب الشرقي في آخر سقي النهروان إلى أن تصب دجلة في البحر كله من كسكر فتدخل فيه على هذا البصرة ونواحيها فمن مشهور نواحيها المبارك وعبدسي والمذار ونغيا وميسان ودستميسان وآجام البريد فلما مصرت العرب الأمصار فرقتها ومن كسكر أيضا في بعض الروايات إسكاف العليا وإسكاف السفلى ونفر وسمر وبهندف وقرقوب وقال الهيثم بن عدي لم يكن بفارس كورة أهلها أقوى من كورتين كورة سهلية وكورة جبلية أما السهلية فكسكر وأما الجبلية فأصبهان وكان خراج كل واحدة منهما اثني عشر ألف ألف مثقال قالوا وسميت كسكر بكسكر بن طهمورث الملك الذي هو أصل الفرس وقد ذكر في فارس وقال آخرون معنى كسكر بلد الشعير بلغة أهل هراة وقال عبيد الله بن الحر أنا الذي أجليتكم عن كسكر ثم هزمت جمعكم بتستر ثم انقضضت بالخيول الضمر حتى حللت بين وادي حمير وسمع عمران بن حطان قوما من أهل البصرة أو الكوفة يقولون ما لنا وللخروج وأرزاقنا دارة وأعطياتنا جارية وفقرنا نائم فقال عمران بن حطان فلو بعثت بعض اليهود عليهم تؤمهم أو بعض من قد تنصرا لقالوا رضينا إن أقمت عطاءنا وأجريت ما قد سن من بر كسكرا
الكسوة قرية هي أول منزل تنزله القوافل إذا خرجت من دمشق إلى مصر قال الحافظ أبو القاسم وبلغني أن الكسوة إنما سميت بذلك لأن غسان قتلت بها رسل ملك الروم لما أتوا إليهم لأخذ الجزية منهم واقتسمت كسوتهم
كسير وعوير تصغير كسر وعور وهم جبلان عظيمان مشرفان على أقصى بحر عمان صعبة المسلك وعرة المقصد صعبة المنجى فلذلك سميت بهذا الاسم يقولون كسير وعوير وثالث ليس فيه خير
باب الكاف والشين وما يليهما
كشاف بالضم وآخره فاء للتخفيف موضع من زاب الموصل
كشانية بالفتح ثم التخفيف وبعد الألف نون وياء خفيفة بلدة بنواحي سمرقند شمالي وادي الصغد بينها وبين سمرقند اثنا عشر فرسخا قال وهي قلب مدن الصغد وأهلها أيسر من جميع مدن الصغد خرج منها جماعة من العلماء والرواة وقد رواه بعضهم بالضم والأول أظهر ينسب إليها أبو عمر أحمد بن حاجب بن محمد الكشاني روى عن أبي

بكر الإسماعيلي وحفيده أبو علي إسماعيل بن أبي نصر محمد بن أحمد بن حاجب الكشاني آخر من روى صحيح البخاري عن الفربري وتوفي سنة 193
كشب بالضم وآخره باء موحدة والكشب شدة أكل اللحم وكشب جمع فاعلة موضع في قول بشامة بن عمرو فمرت على كشب غدوة وحاذت بجنب أريك أصيلا
كشب بفتح الكاف وسكون الشين جبل معروف قاله علي بن عيسى الرماني وقال أبو منصور كشب بالفتح ثم الكسر جبل بالبادية ولعل المراد بالجميع موضع واحد وإنما الرواية مختلفة
كشبى بالفتح بوزن جمزى هو جبل بالبادية
كشت بالكسر ثم السكون وتاء مثناة بلدة من نواحي جيلان
كشت الحبيب بالكسر ثم السكون وتاء مثناة من ثغور الأندلس ثم من أعمال بلنسية وهو حصن منيع
كشت كزولة وكزولة قبيلة من البربر تعرب فيقال جزولة منها عيسى صاحب المقدمة في النحو جبل منقطع بأرض المغرب من عواصم الجبال لا يملكه غير أهله
كشح بالفتح ثم السكون وحاء مهملة بلفظ الكشح ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلف وهو من لدن السرة إلى المتن وهما كشحان موضع في دالية ابن مقبل
كشر بوزن زفر من نواحي صنعاء اليمن
كشر بالفتح ثم السكون وهو بدو الأسنان عند التبسم جبل قريب من جرش وفي حديث الهجرة ثم سار بهما بعد ذي العضوين إلى بطن كشر وهما بين مكة والمدينة
كش بالفتح ثم التشديد قرية على ثلاثة فراسخ من جرجان على جبل ينسب إليها أبو زرعة محمد بن أحمد بن يوسف بن محمد بن الجنيد الكشي الجرجاني حدث عن أبي نعيم عبد الملك ابن محمد بن عدي ومكي بن عبدان وعبد الرحمن بن أبي حاتم وغيرهم وقال أبو الفضل المقدسي الكشي منسوب إلى موضع بما وراء النهر منهم عبد بن حميد الكشي وفيهم كثرة وإذا عرب كتب بالسين وقد تقدم عن ابن ماكولا ما يرد هذا قال والمحدث الكبير أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم البصري الكشي وابنه محمد بن أبي مسلم الكشي سمعت أبا القاسم الشيرازي يقول إنما لقب بالبصري لأنه كان يبني دارا بالبصرة وكان يقول هاتوا الكج وأكثر من ذكره فلقب بالكجي ويقال الكشي والكج بالجيم بالفارسية الجص وقال أبو موسى الحافظ الأصبهاني لا أرى لما ذكره أصلا ولو كان كذلك لما قيل إلا الكجي بالجيم وأظنه منسوبا إلى ناحية بخوزستان يقال لها زير كج قال أبو موسى و كش قرية من قرى أصبهان بكاف غير صريحة كان بها جماعة من طلاب العلم إلا أنه يكتب فيما أظن بالجيم بدل الكاف
كشفريد بلد في جبال حلب تنبأ فيه رجل في سنة 561 وانضم إليه جمع فخرج إليه عسكر الشام فقتل وقتل أصحابه وكفى الله المؤمنين أمره
كشفل بالفتح ثم السكون وفاء ولام من قرى آمل بطبرستان
كشفة بالفتح ثم السكون وفاء أيضا ماء لبني نعامة

كشكينان قال السلفي أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد البر القنباني المعروف بالكشكيناني نسب إلى قرية كشكينان من قنبانية قرطبة كان من الثقات في الرواية المجودين في الفتاوى وله حظوة عند الخليفة المستنصر أحد خلفاء بني أمية بالأندلس وقد دخل الشرق وكتب عنه عبد الرحمن بن عمر بن النحاس عن عبد الله بن يحيى الليثي ومحمد بن عبد الله بن عبد البر ابن عبد الأعلى بن سالم بن غيلان بن أبي مرزوق التجيبي المعروف بالكشكيناني من أهل قرطبة رحل إلى المشرق وسمع بمكة ومصر وانصرف إلى الأندلس وسمع منه الناس كثيرا ثم رحل ثانيا فحج وسمع ابن الأعرابي ومات بطرابلس الشام في سنة 141
كشمر من قرى نيسابور ينسب إليها أبو حاتم الوراق كان مورده علينا بعد خمسين سنة فقال إن الوراقة حرفة مذمومة محرومة عيشي بها زمن إن عشت عشت وليس لي أكل أو مت مت وليس لي كفن
كشميهن بالضم ثم السكون وفتح الميم وياء ساكنة وهاء مفتوحة ونون قرية كانت عظيمة من قرى مرو على طرف البرية آخر عمل مرو لمن يريد قصد آمل جيحون خرج منها جماعة وافرة من أهل العلم خربها الرمل
كشور بالكسر ثم السكون وفتح الواو ثم راء من قرى صنعاء باليمن
باب الكاف والعين وما يليهما
الكعبات جمع كعبة وهو البيت المربع وقيل المرتفع كما ذكرناه بعد بيت كان لربيعة يطوفون به قال الأسود بن يعفر في بعض الروايات أهل الخورنق والسدير وبارق والبيت ذي الكعبات من سنداد كذا قال ابن إسحاق في المغازي والرواية المشهورة والقصر ذي الشرفات من سنداد
الكعبة بيت الله الحرام قال ابن عباس لما كان العرش على الماء قبل أن يخلق الله السموات بعث ريحا فصفقت الماء فأبرزت عن خسفة في موضع البيت كأنها قبة فدحا الأرض من تحتها فمادت فأوتدها بالجبال الخسفة واحدة الخسف تنبت في البحر نباتا وقد جاء في الأخبار أن أول ما خلق الله في الأرض مكان الكعبة ثم دحا الأرض من تحتها فهي سرة الأرض ووسط الدنيا وأم القرى أولها الكعبة وبكة حول مكة وحول مكة الحرم وحول الحرم الدنيا وحدث أبو العباس القاضي أحمد ابن أبي أحمد الطبري حدثني المفضل بن محمد بن إبراهيم حدثنا الحسن ابن علي الحلواني حدثنا الحسين بن إبراهيم ومحمد بن جبير الهاشمي قال حدثني حمزة بن عتبة عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال إن أول خلق هذا البيت أن الله عز و جل قال للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالت الملائكة أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون ثم غضب عليهم فأعرض عنهم فطافوا بعرش الله سبعا كما يطوف الناس بالبيت الحرام وبقوا يسترضونه من غضبه يقولون لبيك اللهم لبيك ربنا معذرة إليك نستغفرك ونتوب إليك فرضي عنهم وأوحى إليهم أن ابنوا لي في الأرض بيتا يطوف به من عبادي من

أغضب عليه فأرضى عنه كما رضيت عنكم قال أبو الحسين ثم أقبل علي حمزة بن عتبة الهاشمي فقال يا ابن أخي لقد حدثتك والله حديثا لو ركبت فيه إلى العراق لكنت قد اعتفت وأما صفته فذكر البشاري وقال هو في وسط المسجد الحرام مربع الشكل بابه مرتفع عن الأرض نحو قامة عليه مصراعان ملبسان بصفائح الفضة قد طليت بالذهب مقابلا للمشرق وطول المسجد الحرام ثلثمائة ذراع وسبعون ذراعا وعرضه ثلثمائة وخمسة عشر ذراعا وطول الكعبة أربعة وعشرون ذراعا وشبر وعرضها ثلاثة وعشرون ذراعا وشبر وذرع دور الحجر خمسة وعشرون ذراعا وذرع الطواف مائة ذراع وسبعة أذرع وسمكها في السماء سبعة وعشرون ذراعا والحجر من قبل الشام فيه يقلب الميزاب شبه الأندر قد ألبست حيطانه بالرخام مع أرضه ارتفاعها حقو ويسمونه الحطيم والطواف من ورائه ولا يجوز الصلاة إليه والحجر الأسود على الركن الشرقي عند الباب على لسان الزاوية في مقدار رأس الإنسان ينحني إليه من قبله يسيرا وقبة زمزم تقابل الباب والطواف بينهما ومن ورائهما قبة الشراب فيها حوض كان يسقى فيه السويق والسكر قديما ومقام إبراهيم عليه السلام بإزاء وسط البيت الذي فيه الباب وهو أقرب إلى البيت من زمزم يدخل في الطواف أيام الموسم عليه صندوق حديد طوله أكثر من قامة مكسو ويرفع المقام في كل موسم إلى البيت فإذا رد جعل عليه صندوق خشب له باب يفتح أوقات الصلاة فإذا سلم الإمام استلمه ثم أغلق الباب وفيه أثر قدم إبراهيم عليه السلام مخالفة وهو أسود وأكبر من الحجر الأسود وقد فرش الطواف بالرمل والمسجد بالحصى وأدير على صحنه أروقة ثلاثة على أعمدة رخام حملها المهدي من الإسكندرية في البحر إلى جدة قال وهب بن منبه لما أهبط الله عز و جل آدم عليه السلام من الجنة إلى الأرض حزن واشتد بكاؤه عليها فعزاه الله بخيمة من خيامها فجعلها له بمكة في موضع الكعبة قبل أن تكون الكعبة وكانت ياقوتة حمراء وقيل درة مجوفة من جوهر الجنة فيها قناديل من ذهب ونزل معها الركن يومئذ وهو ياقوتة بيضاء وكان كرسيا لآدم فلما كان في زمن الطوفان رفع ومكثت الأرض خرابا ألفي سنة أعني موضع البيت حتى أمر الله نبيه إبراهيم أن يبنيه فجاءت السكينة كأنها سحابة فيها رأس يتكلم فبنى هو وإسماعيل البيت على ما ظللته ولم يجعلا له سقفا وحرس الله آدم والبيت بالملائكة فالحرم مقام الملائكة يومئذ وقد روي أن خيمة آدم لم تزل منصوبة في مكان البيت إلى أن قبض فلما قبض رفعت فبنى بنوه في موضعها بيتا من الطين والحجارة ثم نسفه الغرق فغير مكانه حتى بعث الله إبراهيم عليه السلام فحفر قواعده وبناه على ظل الغمامة فهو أول بيت وضع للناس كما قال الله عز و جل وكان الناس قبله يحجون إلى مكة وإلى موضع البيت حتى بوأ الله مكانه لإبراهيم لما أراد الله من عمارته وإظهاره دينه وشعائره فلم يزل البيت منذ أهبط آدم إلى الأرض معظما محرما تتناسخه الأمم والملل أمة بعد أمة وملة بعد ملة وكانت الملائكة تحجه قبل آدم فلما أراد إبراهيم بناءه عرج به إلى السماء فنظر إلى مشارق الأرض ومغاربها وقيل له اختر فاختار موضع مكة فقالت الملائكة يا خليل الله اخترت موضع مكة وحرم الله في الأرض فبناه وجعل أساسه من سبعة أجبل ويقال من خمسة أو من أربعة وكانت الملائكة تأتي بالحجارة إلى إبراهيم

من تلك الجبال وروي عن مجاهد أنه قال أسس إبراهيم زوايا البيت من أربعة أحجار حجر من حراء وحجر من ثبير وحجر من طور وحجر من الجودي الذي بأرض الموصل وهو الذي استقرت عليه سفينة نوح وروي أن قواعده خلقت قبل الأرض بألفي سنة ثم بسطت الأرض من تحت الكعبة وعن قتادة بنيت الكعبة من خمسة جبال من طور سيناء وطور زيتا وأحد ولبنان وثبير وجعلت قواعدها من حراء وجعل إبراهيم طولها في السماء سبعة أذرع وعرضها في الأرض اثنين وثلاثين ذراعا من الركن الأسود إلى الركن الشمالي الذي عنده الحجر وجعل ما بين الركن الشامي إلى الركن الذي فيه الحجر اثنين وثلاثين ذراعا وجعل طول ظهرها من الركن العراقي إلى الركن اليماني أحدا وثلاثين ذراعا وجعل عرض شقها اليماني من الركن الأسود إلى الركن اليماني عشرين ذراعا ولذلك سميت الكعبة لأنها مكعبة على خلق الكعب وقيل التكعيب التربيع وكل بناء مربع كعبة وقيل سميت لارتفاع بنائها وكل بناء مرتفع فهو كعبة ومنه كعب ثدي الجارية إذا علا في صدرها وارتفع وجعل بابها في الأرض غير مبوب حتى كان تبع الحميري هو الذي بوبها وجعل عليها غلقا فارسيا وكساها كسوة تامة ولما فرغ إبراهيم من البناء أتاه جبرائيل عليه السلام فقال له طف فطاف هو وإسماعيل سبعا يستلمان الأركان فلما أكملا صليا خلف المقام ركعتين وقام معه جبرائيل وأراه المناسك كلها الصفا والمروة ومنى ومزدلفة فلما دخل منى وهبط من العقبة مثل له إبليس عند جمرة العقبة فقال له جبرائيل إرمه فرماه بسبع حصيات فغاب عنه ثم برز له عند الجمرة الوسطى فقال له جبرائيل إرمه فرماه بسبع حصيات فغاب عنه ثم برز له عند الجمرة السفلى فقال له جبرائيل إرمه فرماه بسبع حصيات مثل حصى الخذف ثم مضى وجبرائيل يعلمه المناسك حتى انتهى إلى عرفات فقال له أعرفت مناسكك فقال له إبراهيم نعم فسميت عرفات لذلك ثم أمره أن يؤذن في المسلمين بالحج فقال يا رب وما يبلغ من صوتي فقال الله عز و جل أذن وعلي البلاغ فعلا على المقام فأشرف به حتى صار أعلى الجبال وأشرفها وجمعت له الأرض يومئذ سهلها وجبلها وبرها وبحرها وجنها وإنسها حتى أسمعهم جميعا وقال يا أيها الناس كتب عليكم الحج إلى بيت الله الحرام فأجيبوا ربكم فمن أجابه ولباه فلا بد له من أن يحج ومن لم يجبه لا سبيل له إلى ذلك وخصائص الكعبة كثيرة وفضائلها لا تحصى ولا يسع كتابنا إحصاء الفضائل وليست أمة في الأرض إلا وهم يعظمون ذلك البيت ويعترفون بقدمه وفضله وأنه من بناء إبراهيم حتى اليهود والنصارى والمجوس والصابئة وقد قيل إن زمزم سميت بزمزمة اليهود والمجوس فأما الصابئون فهو بيت عبادتهم لا يفخرون إلا به ولا يتعبدون إلا بفضله قالوا وبقيت الكعبة على ما هي عليه غير مسقفة فكان أول من كساها تبع لما أتى به مالك ابن العجلان إلى يثرب وقتل اليهود في قصة ذكرتها في كتابي المسمى بالمبدأ والمآل في التاريخ فمر بمكة فأخبر بفضلها وشرفها فكساها الخصف وهي حصر من خوص النخل ثم رأى في المنام أن اكسها أحسن من هذا فكساها الأنطاع فرأى في المنام أن اكسها أحسن من ذلك فكساها المعافر والوصائل والمعافر ثياب يمانية تنسب إلى قبيلة من همدان يقال لهم المعافر اسم الثياب والقبيلة والموضع الذي تعمل فيه واحد وربما قيل لها المعافرية وثوب

معافري يتصرف في النسبة ولا يتصرف في المفرد لأنه على زنة الجمع ثالثه ألف ونسب إلى الجمع لأنه صار بمنزلة المفرد سمي به مفرد وكان أول من حلى البيت عبد المطلب لما حفر بئر زمزم وأصاب فيه من دفن جرهم غزالين من ذهب فضربهما في باب الكعبة فلما قام الإسلام كساها عمر بن الخطاب رضي الله عنه القباطي ثم كساها الحجاج الديباج الخسرواني ويقال يزيد بن معاوية وبقيت على هيئتها من عمارة إبراهيم عليه السلام إلى أن بلغ نبينا صلى الله عليه و سلم خمسا وثلاثين سنة من عمره جاء سيل عظيم فهدمها وكان في جوفها بئر تحرز فيها أموالها وما يهدى إليها من النذور والقربان فسرق رجل يقال له دويك ما كان فيها أو بعضه فقطعت قريش يده واجتمعوا وتشاوروا وأجمعوا على عمارتها وكان البحر رمى بسفينة بجدة فتحطمت فأخذوا خشبها فاستعانوا به على عمارتها وكان بمكة رجل قبطي نجار فسوى لهم ذلك وبنوها ثمانية عشر ذراعا فلما انتهوا إلى موضع الركن اختصموا وأراد كل قوم أن يكونوا هم الذين يضعونه في موضعه وتفاقم الأمر بينهم حتى تواعدوا للقتال ثم تحاجزوا وتناصفوا على أن يجعلوا بينهم أول طالع يطلع من باب المسجد يقضي فخرج عليهم النبي صلى الله عليه و سلم فاحتكموا إليه فقال هلموا ثوبا فأتي به فوضع الركن فيه ثم قال لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم ليرفعوا حتى إذا رفعوه إلى موضعه أخذ النبي صلى الله عليه و سلم الحجر بيده فوضعه في الركن فرضوا بذلك وانتهوا عن الشرور ورفعوا بابها عن الأرض مخافة السيل وأن لا يدخل فيها إلا من أحبوا وبقوا على ذلك إلى أيام عبد الله بن الزبير فحدثته عائشة رضي الله عنها قالت سألت النبي صلى الله عليه و سلم عن الحجر أمن البيت هو قال نعم قالت قلت فما بالهم لم يدخلوه في البيت قال إن قومك قصرت بهم النفقة قلت فما شأن بابه مرتفعا قال فعل ذلك قومك ليدخلوا من شاؤوا ويمنعوا من شاؤوا ولولا قومك حديثو عهد في الإسلام فأخاف أن تنكر قلوبهم لنظرت أن أدخل الحجر في البيت وأن ألزق بابه بالأرض فأدخل ابن الزبير عشرة مشايخ من الصحابة حتى سمعوا ذلك منها ثم أمر بهدم الكعبة فاجتمع إليه الناس وأبوا ذلك فأبى إلا هدمها فخرج الناس إلى فرسخ خوفا من نزول عذاب وعظم ذلك عليهم ولم يجر إلا الخير وذكر ابن القاضي عن مجاهد قال لما أراد ابن الزبير أن يهدم البيت ويبنيه قال للناس اهدموا فأبوا وخافوا أن ينزل العذاب عليهم قال مجاهد فخرجنا إلى منى فأقمنا بها ثلاثا ننتظر العذاب وارتقى ابن الزبير على جدار الكعبة هو بنفسه فهدم البيت فلما رأوا أنه لم يصبه شيء اجترؤوا على هدمه وبناها على ما حكت عائشة وتراجع الناس فلما قدم الحجاج تحرم ابن الزبير بالكعبة فأمر بوضع المنجنيق على أبي قبيس وقال ارموا الزيادة التي ابتدعها هذا المتكلف فرموا موضع الحطيم فلما قتل ابن الزبير وملك الحجاج رد الحائط كما كان قديما وأخذ بقية الأحجار فسد منها الباب الغربي ورصف بقيتها في البيت حتى لا تضيع فهي إلى الآن على ذلك وقال تبع لما كسا البيت وكسونا البيت الذي حرم الل ه ملاء معضدا وبرودا وأقمنا به من الشهر عشرا وجعلنا لبابه إقليدا

وخرجنا منه نؤم سهيلا قد رفعنا لواءنا المعقودا ويقال إن أول من كساه الديباج يزيد بن معاوية ويقال عبد الله بن الزبير ويقال عبد الملك بن مروان وأول من خلق الكعبة عبد الله بن الزبير وقال ابن جريج معاوية أول من طيب الكعبة بالخلوق والمجمر وإحراق الزيت بقناديل المسجد من بيت مال المسلمين ويروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال خلق الله البيت قبل الأرض بأربعين عاما وكان غثاءة على الماء وقال مجاهد في قوله تعالى وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا قال يثوبون إليه ويرجعون ولا يقضون منه وطرا وفي قوله تعالى فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم قال لو قال أفئدة الناس لازدحمت فارس والروم عليه
باب الكاف والفاء وما يليهما
الكفاف بالكسر كأنه جمع كفة أو كفة قال اللغويون كل مستدير نحو الميزان وحبالة الصائد فهو كفة وكل مستطيل كالثوب والقميص فحرفه كفة وهو اسم موضع قرب وادي القرى قال المتنبي روامي الكفاف وكبد الوهاد وجار البويرة وادي الغضا
كفافة بالضم وتكرير الفاء أظنه مأخوذا من كفة الرمل وهي أطرافه وكل اسم ماء كانت فيه وقعة فهو كفافة وهو الذي صارت به وقعة بين فزارة وبني عمرو بن تميم قال الحادرة كمحبسنا يوم الكفافة خيلنا لنورد أخرى الخيل إذ كره الورد وقال ابن هرمة أحمامة حلبت شؤونك أسجما تدعو الهديل بذي الأراك سجوع أم منزل خلق أضر به البلى والريح والأنواء والتوديع بلوى كفافة أو ببرقة أخرم خيم على آلاتهن وشيع عجبت أمامة أن رأتني شاحبا ثكلتك أمك أي ذاك يروع قد يدرك الشرف الفتى ورداؤه خلق وجيب قميصه مرقوع وينال حاجته التي يسمو لها ويطل وتر المرء وهو وضيع إما تريني شاحبا متبدلا فالسيف يخلق غمده فيضيع فلرب لذة ليلة قد نلتها وحرامها بحلالها مدفوع بأوانس حور العيون كأنها آرام وجرة جادهن ربيع صيد الحبائل تستبين قلوبنا ودلالهن محلق ممنوع
الكفئان بالضم وسكون ثانيه وفتح الهمزة وألف ساكنة وآخره نون وهما الكفء الأبيض والكفء الأسود وهما شعبان بتهامة فيهما طريقان مختصران يصعدان إلى الطائف وهما مقاني لا تطلع عليهما الشمس إلا ساعة واحدة من النهار وهما شعبا ثأد وهما بلاد مهايف تهاف الغنم من الرعي في الثأد ولا يرعيان إلا في أيام الصيف وأما معناه في اللغة فالكفء النظير والمثل

كفت بفتح أوله وسكون ثانيه من نواحي المدينة قال ابن هرمة عفا أمج من أهله فالمشلل إلى البحر لم يأهل له بعد منزل فأجزاع كفت فاللوى فقراضم تناجى بليل أهله فتحملوا
الكفتة بالفتح ثم السكون وتاء مثناة من فوق اسم لبقيع الغرقد وهي مقبرة أهل المدينة سميت بذلك لأنها تكفت الموتى أي تحفظهم وتحرزهم
كفجين قرية عند الدزق العليا سكنها أحمد بن خالد بن هارون المخزومي أبو نصر الطبري تفقه بمرو على أبي المظفر السمعاني وسمع منه الحديث ذكره أبو سعد في شيوخه
كفرباويط قرية من قرى مصر بالأشمونين وهي غير بويط التي ينسب إليها البويطي وغير بيويط فلا تشتبها عليك
كفربطنا بفتح أوله وسكون ثانيه وبعض يفتحها أيضا ثم راء وفتح الباء الموحدة وطاء مهملة ساكنة ونون روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال ليخرجنكم الروم منها كفرا كفرا إلى سنبك من الأرض قيل وما ذلك السنبك قال حسمى جذام قال أبو عبيدة قوله كفرا كفرا يعني قرية قرية وأكثر ما يتكلم بهذه الكلمة أهل الشام فإنهم يسمون القرية الكفر وقد أضيف كل كفر إلى رجل وقد روي عن معاوية أنه قال الكفور هم أهل القبور وهو جمع كفر وأراد به القرى النائية عن الأمصار لأنهم أقل رياضة فالبدع إليهم أسرع والشبه إليهم أنزع
وكفربطنا من قرى غوطة دمشق من إقليم داعية قال أبو القاسم الدمشقي سكنها معاوية بن أبي سفيان بن عبد الله بن معاوية بن أبي سفيان الأموي ونسب إليها وثيق بن أحمد بن عثمان بن محمد السلمي الكفربطناني حدث عن أبي القاسم بن أبي العقب روى عنه علي بن محمد الحنائي وكان قد أقام مدة في أبي صالح يتعبد ومات فيه في شعبان سنة 204 وكان له مشهد عظيم والحسين بن علي بن روح بن عوانة أبو علي الكفربطناني روى عن قاسم بن عثمان الجوعي ومحمد بن الوزير الدمشقي وهشام بن خالد الأزرق وجماعة سواهم روى عنه محمد بن سليمان الربعي وأبو سليمان بن زبر وجمح بن قاسم وغيرهم
كفربيا بفتح الباء الموحدة وتشديد الياء المثناة من تحتها هي مدينة بإزاء المصيصة على شاطىء جيحان وهي في بلاد ابن ليون اليوم وكانت مدينة كبيرة ذات أسواق كثيرة وسور محكم وأربعة أبواب كانت قد خربت قديما ثم جدد بناءها الرشيد وقيل بل ابتدأ ببنائها المهدي ثم غير الرشيد بناءها وحصنها بخندق ثم رفع المأمون غلة كانت على منازلها كالحانات وأمر فجعل لها سور فلم يستتم حتى مات فأمر المعتصم بإتمامه وتشريفه
كفرتبيل بالتاء المثناة من فوق وباء موحدة وياء مثناة من تحت ولام ذكرت في تبيل
كفرتكيس بالتاء المثناة من فوق وكسرها وكسر الكاف أيضا وياء مثناة من تحتها وسين مهملة من أعمال حمص
كفرتوثا بضم التاء المثناة من فوقها وسكون الواو وثاء مثلثة قرية كبيرة من أعمال الجزيرة بينها وبين دارا خمسة فراسخ وهي بين دارا ورأس عين ينسب إليها قوم من أهل العلم وكفر توثا أيضا من

قرى فلسطين وقال أحمد بن يحيى البلاذري وكان كفرتوثا حصنا قديما فاتخذها ولد أبي رمثة منزلا فمدنوها وحصنوها
كفرجديا بفتح الجيم وسكون الدال وياء مثناة من تحت وبعض يقول كفرجدا قرية من قرى الرها كانت ملكا لولد هشام بن عبد الملك وقيل هي من قرى حران
كفرحجر بتقديم الحاء على الجيم وفتحهما بلد بالجزيرة
كفردبين بضم الدال وتشديد الباء الموحدة وكسرها وياء مثناة من تحتها ونون وهو حصن بنواحي أنطاكية
كفرروما قرية من قرى معرة النعمان وكان حصنا مشهورا خربه لؤلؤ السيفي المعروف بالجراحي المتغلب على حلب بعد أبي الفضائل بن سعد الدولة بن سيف الدولة في سنة 393
كفرزمار بفتح الزاي وتشديد الميم وآخره راء قرية من قرى الموصل وقال نصر كفر زمار ناحية واسعة من أعمال قردى وبازبدى بينها وبين برقعيد أربعة فراسخ أو خمسة
كفرزنس بكسر الزاي وكسر النون وتشديدها وسين مهملة قرية قرب الرملة لها ذكر في خبر المتنبي مع ابن طغج
كفرسابا السين مهملة والباء موحدة قرية بين نابلس وقيسارية
كفرسبت بفتح السين المهملة وباء موحدة وتاء مثناة بلفظ اليوم من أيام الأسبوع قرية عند عقبة طبرية
كفرسلام بالفتح وتشديد اللام قرية بينها وبين قيسارية أربعة فراسخ بينها وبين نابلس من نواحي فلسطين
كفرسوت بضم السين ثم واو وآخره تاء مثناة من أعمال حلب الآن قرب بهسنا بلد فيه أسواق حسنة عامرة
كفرسوسية بالضم وتكرير السين المهملة موضع جاء في كلام الجاحظ بالشام وهي من قرى دمشق كان يسكنها عبد الله بن مصعد أبو كنانة يقال له عبد الله الخزاعي أصله من بانياس ذكر في بانياس وينسب إلى كفرسوسية أيضا محمد بن عبد الله الكفرسوسي من أهل هذه القرية حدث عن هشام بن خالد الأزرق روى عنه إبراهيم بن محمد بن خالد بن سنان المعروف بأبي الجماهير الكفرسوسي روى عن سليمان بن هلال ومروان بن معاوية وسعيد بن عبد العزيز وخليد ابن دعلج ومحمد بن شعيب وبقية بن الوليد والهقل بن زياد وغيرهم روى عنه أحمد بن أبي الحواري ومحمد بن يحيى الذهلي وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وأبو داود في سننه وأبو زرعة الدمشقي وأبو إسماعيل الترمذي وكثير غير هؤلاء قال أبو زرعة الدمشقي سمعت أبا طاهر محمد بن عثمان الكفرسوسي يقول ولدت سنة 141 وكان ثقة وعن عثمان ابن سعيد الدارمي قال أبو الجماهير ثقة وكان أوثق من أدركنا بدمشق ورأيت أهل دمشق مجمعين على صلاحه ورأيتهم يقدمونه على أبي أيوب يعني سليمان بن عبد الرحمن وهشام ومات أبو الجماهير سنة 422 ومحمد بن عثمان بن حماد ويقال ابن حملة الأنصاري الكفرسوسي حدث عن أبي سليمان إسماعيل بن حصن الجبيلي وعمران بن موسى الطرسوسي وعبد الوارث بن الحسن بن عمرو البيساني ومؤمل بن إهاب الربعي روى عنه أبو علي شعيب وإسحاق بن يعقوب بن

إسحاق بن عيسى بن عبيدالله أبو يعقوب الوراق المستملي الكفرسوسي حدث عن أبي بكر محمد بن أبي عتاب النصري ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني وأبي الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم وجعفر بن محمد بن علي المصري روى عنه أبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم الآبري ومحمد بن إسحاق ابن محمد الحلبي وأخوه أبو جعفر أحمد بن إسحاق
كفرطاب بالطاء مهملة وبعد الألف باء موحدة بلدة بين المعرة ومدينة حلب في برية معطشة ليس لهم شرب إلا ما يجمعونه من مياه الأمطار في الصهاريج وبلغني أنهم حفروا نحو ثلثمائة ذراع فلم ينبط لهم ماء وفيها يقول أبو عبد الله محمد بن سنان الخفاجي بالله يا حادي المطايا بين حناك وأرضايا عرج على أرض كفرطاب وحيها أحسن التحايا واهد لها الماء فهي ممن يفرح بالماء في الهدايا وقال عبد الرحمن بن محسن بن عبد الباقي بن أبي حصن المعري أقسمت بالرب والبيت الحرام ومن أهل معتمرا من حوله وسعى إن الأولى بنواحي الغوطتين وإن شط المزار بهم يوما وإن شسعا أشهى إلى ناظري من كل ما نظرت عيني وفي مسمعي من كل ما سمعا ولا كفرطاب عندي بالحمى عوضا نعم سقى الله سكان الحمى ورعى وينسب إلى كفرطاب جماعة من أهل العلم منهم أحمد بن علي بن الحسن بن أبي الفضل أبو نصر الكفرطابي المعري روى عن أبي بكر عبد الله بن محمد الجاني وعبد الوهاب الكلابي روى عنه علي بن طاهر النحوي ونجاء العطار وعبد المنعم بن علي بن أحمد الوراق وأبو القاسم المسيب وكانت وفاته سنة 154 في جمادى الآخرة
كفر عاقب العين مهملة والقاف مكسورة والباء موحدة قرية على بحيرة طبرية من أعمال الأردن ذكرها المتنبي فقال أتاني وعيد الأدعياء وأنهم أعدوا لي السودان في كفر عاقب ولو صدقوا في جدهم لحذرتهم فهل في وحدي قولهم غير كاذب
كفرعزا قرية من قرى إربل بينها وبين الزاب الأسفل ينسب إليها قاضي إربل
كفرعزون بفتح العين المهملة وزاي وآخره نون موضع قرب سروج من بلاد الجزيرة كان يأوي إليه نصر بن شبث الشاري الذي خرج في أيام المأمون
كفرغما بالغين المعجمة والميم مشددة والألف مقصورة صقع بين خساف وبالس من نواحي حلب
كفركنا بفتح الكاف وتشديد النون بلد بفلسطين وبكفركنا مقام ليونس النبي عليه السلام وقبر لأبيه
كفرلاب آخره باء موحدة بلد بساحل الشام قريب من قيسارية بناه هشام بن عبد الملك منه مجاهد الكفرلابي روى عنه شرف بن مرجا المقدسي حكاية
كفرلاثا بالثاء المثلثة والقصر بلدة ذات جامع ومنبر في سفح جبل عاملة من نواحي حلب بينهما يوم واحد وهي ذات بساتين ومياه جارية نزهة طيبة وأهلها إسماعيلية

كفرلهثا بفتح اللام وسكون الهاء وثاء مثلثة قرية من نواحي عزاز بنواحي حلب أيضا
كفرمثرى في نسب موسى بن نصير صاحب فتوح الأندلس قال سيبويه سبي نصير من جبل الخليل من أرض الشام في زمن أبي بكر وكان اسمه نصرا فصغر وأعتقه بعض بني أمية ورجع إلى الشام وولد له موسى بقرية يقال لها كفرمثرى وكان أعرج روى عن تميم الداري وابنه عبد العزيز ابن موسى بن نصير
كفرمندة قرية بين عكا وطبرية بالأردن يقال لها مدين المذكورة في القرآن والمشهور أن مدين في شرقي الطور وفي كفرمندة قبر صفوراء زوجة موسى عليه السلام وبه الجب الذي قلع الصخرة من عليه وسقى لهما والصخرة باقية هناك إلى الآن وفيه ولد ولدان ليعقوب يقال لهما أشير ونفتالي
كفرنبو النون قبل الباء الموحده موضع له ذكر في التوراة ونبو اسم صنم كان فيه وهو موضع قرب حلب فيه آثار وفيه قبة عظيمة باقية يقولون إنها قبة للصنم
كفرنجد بفتح النون والجيم ودال مهملة ووجدت في تعليق لأبي إسحاق النجيرمي أنشدني جعفر بن سعيد الصغير بكفرنجد من جبل السماق فمكن الجيم قال أنشدني عمار الكلبي لنفسه سلا قلبه عن أهل نجد وشمرت مطاياه عنها وهي رود صدورها وما ذاك إلا من خدان لنفسه بأكناف نجد ضمنتها قبورها وما زينة للأرض إلا بأهلها إذا غاب من يهوى فقد غاب نورها وهي قرية كبيرة من أعمال حلب في جبل السماق فيها عين من الماء جارية ولها خاصية عجيبة وذلك أنه متى علق شيء من العلق بحلق آدمي أو دابة وشرب من مائها ودار حولها ألقاه من حلقه حدثني من كان منه ذلك بذلك
كفرنغد بالنون والغين معجمة قرية من قرى حمص يقال فيها قبر أبي أمامة الباهلي والمشهور أن قبره بالبقيع ويقال إنه أول من دفن بالبقيع وقيل بل عثمان بن مظعون أول من دفن به وفي تاريخ مصر أن أبا أمامة مات بدنوة وخلف ابنا يقال له المغلس قتلته المبيضة
كفرية بفتح أوله وثانيه وكسر الراء وتشديد الياء قرية من قرى الشام
كفشيشيوان بالفتح ثم السكون وكسر الشين وسكون الياء ثم شين أخرى مكسورة وياء أخرى وواو وبعد الألف نون من قرى بخارى ويقال بالسين المهملة وحذف الياء الأخيرة
كفة بالضم ثم التشديد وكفة الرمل طرفه المستطيل كفة العرفج وهو نبت موضع في بلاد بني أسد وقال الأصمعي كفة العرفج وهي العرفة عرفة ساق وتتاخمها عرفة الفروين وفي كل مصدر ساوية في الدو والثلماء
و كفة الدو قريبة من النباج
الكفين تثنية كف اليد ورواه بعضهم الكفين بتخفيف الفاء قال ابن إسحاق لما أسلم طفيل بن عمرو الدوسي ورجع إلى قومه دعاهم إلى الإسلام فاستجاب له نحو ثمانين رجلا فقدم بهم على النبي صلى الله عليه و سلم وهو بخيبر فلما فتح الله مكة على رسوله صلى الله عليه و سلم قال له طفيل يا رسول الله ابعثني إلى ذي الكفين صنم عمرو بن حممة حتى

أحرقه فبعثه إليه فجعل طفيل يوقد عليه النار ويقول يا ذا الكفين لست من عبادكا ميلادنا أقدم من ميلادكا إني حشوت النار في فؤادكا وقال ابن الكلبي كان لدوس ثم لبني منهب بن دوس صنم يقال له ذو الكفين
كفين بضم أوله وكسر ثانيه وياء مثناة من تحت ساكنة ونون من قرى بخارى
باب الكاف واللام وما يليهما
الكلاء بالفتح ثم التشديد والمد والكلاء والكلأ الأول مشدد ممدود والثاني مهموز مقصور يروى عن أبي الحسن قال هو كل مكان ترفأ فيه السفن وهو ساحل كل نهر والكلاء اسم محلة مشهورة وسوق بالبصرة أيضا سميت بذلك ينسب إليها أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن جعفر بن محمد البصري الكلائي يروي عن أبي الحسن محمد بن عبد الله السندي روى عنه أبو الفضل علي بن الحسين الفلكي
كلاباذ بالفتح والباء الموحدة وآخره ذال معجمة محلة ببخارى ينسب إليها أبو محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب الفقيه الكلاباذي وأبو نصر أحمد بن محمد بن الحسين بن الحسن بن علي بن رستم الكلاباذي أحد حفاظ الحديث المتقنين سمع أبا محمد بن محمد الأستاذ والهيثم بن كليب الشاشي وغيرهما روى عنه أبو العباس المستغفري وأبو عبد الله الحاكم وكان إماما فاضلا عالما بالحديث ثقة مات سنة 893 ومولده سنة 036
و كلاباذ أيضا محلة بنيسابور ينسب إليها أحمد بن السري بن سهل أبو حامد النيسابوري الجلاب كان يسكن كلاباذ سمع محمد بن يزيد السلمي وسهل بن عثمان وغيرهما روى عنه أبو الفضل المذكور وغيره
الكلاب بالضم وآخره باء موحدة علم مرتجل غير منقول وقال أبو زياد الكلاب واد يسلك بين ظهري ثهلان وثهلان جبل في ديار بني نمير لاسم موضعين أحدهما اسم ماء بين الكوفة والبصرة وقيل ماء بين جبلة وشمام على سبع ليال من اليمامة وفيه كان الكلاب الأول والكلاب الثاني من أيامهم المشهورة واسم الماء قدة وقيل قدة بالتخفيف والتشديد وإنما سمي الكلاب لما لقوا فيه من الشر قال أبو عبيدة والكلاب عن يمين شمام وجبلة وبين أدناه وأقصاه مسيرة يوم وكان أعلاه وأخوفه لأنه يلي اليمين من اليمن وقال آخر بل الذي يلي العراق كان أخوفه من أجل ربيعة والملك الذي عمل بهم ما عمل فأما الكلاب الأول فإن الحارث بن عمرو المقصور بن حجر آكل المرار وهو جد امرىء القيس الشاعر كان قد ملك الحيرة في أيام قباذ الملك لدخوله في دين المزدكية الذي دعا إليه قباذ ونفى النعمان عنها واشتغل بالحيرة عما كان يراعيه من أمور البوادي فتفاسدت القبائل من نزار فأتاه أشرافهم وشكوا إليه ما نزل بهم ففرق أولاده في قبائل العرب فملك حجرا على بني أسد وغطفان وملك ابنه شرحبيل على بكر بن وائل بأسرها وعلى بني حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم وملك ابنه معدي كرب المسمى بغلفاء على بني تغلب والنمر بن قاسط وسعد بن زيد مناة بن تميم وملك ابنه سلمة على قيس جميعا وبقوا على ذلك إلى أن مات أبوهم فتداعت القبائل وتحزبت فوقعت حرب بين شرحبيل وأصحابه وأخيه سلمة بن الحارث بالكلاب ومع كل واحد ممن تقدم ذكره من قبائل نزار فقتل شرحبيل وانهزم

أصحابه وقال امرؤ القيس أرانا موضعين لأمر غيب ونسحر بالطعام وبالشراب عصافير وذبان ودود وأجرأ من مجلحة الذئاب فبعض اللوم عاذلتي فإني ستكفيني التجارب وانتسابي إلى عرق الثرى وشجت عروقي وهذا الموت يسلبني شبابي ونفسي سوف يسلبها وجرمي فيلحقني وشيكا بالتراب ألم أنض المطي بكل خرق أمق الطول لماع السراب وأركب في اللهام المجر حتى أنال مآكل القحم الرغاب وكل مكارم الأخلاق صارت إليه همتي وبه اكتسابي فقد طوفت في الآفاق حتى رضيت من الغنيمة بالإياب أبعد الحارث الملك بن عمرو وبعد الخير حجر ذي القباب أرجي من صروف الدهر لينا ولم تغفل عن الصم الهضاب وأعلم أنني عما قليل سأنشب في شبا ظفر وناب كما لاقى أبي حجر وجدي ولا أنسى قتيلا بالكلاب وفيه قتل أخوهما السفاح ظمأ خيله حتى وردن جب الكلاب والسفاح هو مسلمة بن خالد بن كعب من بني حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب وفي ذلك اليوم سمي السفاح لأنه كان يسفح ما في أسقية أصحابه وقال لا ماء لكم دون الكلاب فقاتلوا عنه وإلا فموتوا حرارا فكان ذلك سبب الظفر وقال جابر بن حني التغلبي وقد زعمت بهراء أن رماحنا رماح نصارى لا تخوض إلى الدم فيوم الكلاب قد أزالت رماحنا شرحبيل إذ آلى ألية مقسم لينتزعن أرماحنا فأزاله أبو حنش عن ظهر شقاء صلدم تناوله بالرمح ثم انثنى له فخر صريعا لليدين وللفم وزعموا أن أبا حنش عصم بن النعمان هو الذي قتل شرحبيل وإياه عنى الأخطل بقول أبني كليب إن عمي اللذا قتلا الملوك وفككا الأغلال وأما الكلاب الثاني فكان بين بني سعد والرباب والرياسة من بني سعد لمقاعس ومن الرباب لتيم وكان رأس الناس في آخر ذلك اليوم قيس بن عاصم وبين بني الحارث بن كعب وقبائل اليمن قتل فيه عبد يغوث بن صلاءة الحارثي بعد أن أسر فقال وهو مأسور القصيدة المشهورة فمنها أيا راكبا إما عرضت فبلغن نداماي من نجران أن لا تلاقيا أبا كرب والأيهمين كليهما وقيسا بأعلى حضرموت اليمانيا

وتضحك مني شيخة عبشمية كأن لم تر قبلي أسيرا يمانيا أقول وقد شدوا لساني بنسعة معاشر تيم أطلقوا عن لسانيا و الكلاب أيضا اسم واد بثهلان لبني العرجاء من بني نمير فيه نخل ومياه
الكلاب يقال له درب الكلاب له ذكر في الأخبار وذكر في درب فيما تقدم
الكلاخ بالخاء المعجمة موضع قرب عكاظ
كلارجه قرية من قرى طبرستان بينها وبين الري على الطريق ثلاث مراحل
كلار بالفتح والتخفيف وآخره راء مدينة في جبال طبرستان بينها وبين آمل ثلاث مراحل وبينها وبين الري مرحلتان كانت في ثغورها قال ابن الفقيه ذكر أبو زيد بن أبي عتاب قال رأيت فيما يرى النائم سنة 342 إذ أنا بمدينة الري وقد بتنا على فكر في الاختلاف بين القائلين بالسيف وبين أصحاب الإمامة فقال قائل منا قد قال أمير المؤمنين الخير بالسيف والخير في السيف والخير مع السيف فأجابه مجيب والدين بالسيف وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه و سلم أن يقيم الدين بالسيف ثم تفرقنا فلما كان من الليل وأخذت مضجعي من النوم رأيت في منامي قائلا يقول هذا ابن زيد أتاكم ثائرا حنقا يقيم بالسيف دينا واهي العمد يثور بالشرق في شعبان منتضيا سيف النبي صفي الواحد الصمد فيفتح السهل والأجبال مقتحما من الكلار إلى جرجان فالجلد وآملا ثم شالوسا وبحرهما إلى الجزائر من أربان فالشهد ويملك القطر من حرشاء ساكنه ما لاح في الجو نجم آخر الأبد قال فورد محمد بن رستم الكلاري ومحمد بن شهريار الروياني الري في سنة 052 فبايعا الحسن بن زيد وقدما به جبال طبرستان فكان منه ما كان كما ذكرناه في كتابنا المبدإ والمآل وينسب إليها محمد بن حمزة الكلاري روى عن عبد السلام بن أمرحة الصرام روى عنه يوسف بن أحمد المعروف بالشيرازي في أيامنا هذه
كلار بتشديد اللام بليد في نواحي فارس عن أبي بكر محمد بن موسى
كلاشكرد بالضم والشين معجمة وكاف أخرى مكسورة وراء ساكنة ودال ويروى مكان الكافين جيمان من قرى مرو
كلاع بالفتح وآخره عين مهملة إقليم كلاع بالأندلس من نواحي بطليوس و كلاع اشبان محلة بنيسابور ينسب إليها أبو بكر محمد بن يعقوب بن الحسن الغزنوي الكلاعي العبدي من محلة كلاع نيسابور سمع أبا بكر أحمد بن علي بن خليفة السراوي كتب عنه أبو سعد
كلاف بالضم وآخره فاء اسم واد من أعمال المدينة ذكر في شعر لبيد عشت دهرا ولا يدوم على الأ يام إلا يرمرم وتعار وكلاف وضلفع وبضيع والذي فوق خبة تيمار

ابن مقبل عفا من سليمى ذو كلاف فمنكف مبادي الجميع القيظ والمتصيف يجوز أن يكون من قولهم بعير أكلف وناقة كلفاء وهو الشديد الحمرة يخالطها شيء من سواد
كلالى حصن من حصون حمير باليمن
كلام قلعة قديمة في جبال طبرستان من أيام الأكاسرة ملكها الملاحدة فأنفذ السلطان محمد ابن ملك شاه من حاصرها وملكها وخربها وكان المسلمون منها في بلاء لأن أهلها كانوا يقطعون الطريق على الحاج ويقتلون المسلمين ويأوون إليها
كلان روذ معناه النهر الكبير وهو بأذربيجان قريب من البذ مدينة بابك نزله الأفشين لما حارب بابكا
كلان بالفتح والنون اسم رملة في بلاد غطفان علم مرتجل لا نكرة له
كلاه بالفتح بلد بأقصى الهند يجلب منه العود قال أبو العباس الصفري شاعر سيف الدولة لها أرج يقصر عن مداه فتيت المسك والعود الكلاهي
كلامين من قرى زنجان ينسب إليها عبد الصمد بن الحسين بن عبد الغفار الكلاميني الواعظ أبو المظفر بن أبي عبد الله بن أبي الوفاء ويعرف بالبديع قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته وصحب الشيخ أبا النجيب السهروردي وسمع أبا القاسم بن الحصين وزاهر الشحامي وغيرهما وحدث بالكثير ووعظ وكان له رباط بقراح القاضي يجتمع إليه فيه الفقراء ويعظ ومات في رابع عشر ربيع الأول سنة 185 ودفن برباطه
كلاوتان ماءتان لبكر بن وائل في بادية البصرة نحو كاظمة
الكلب بلفظ الكلب من السباع هو نهر الكلب بين بيروت وصيداء من بلاد العواصم بالشام
و الكلب موضع بين قومس والري من منازل حاج خراسان وينزلون فيه عند دخول رمضان كلاهما عن الهمذاني و كلب الجربة بفتح الجيم والراء وتشديد الباء الموحدة موضع
و رأس الكلب جبل وقيل موضع
وكلب أيضا أطم
و الكلب جبل بينه وبين اليمامة يوم وهو الجبل الذي رأت عليه زرقاء اليمامة الربيئة التي مع تبع وقد ذكر خبره في اليمامة وقال تبع يذكره ولقد أعجبني قول التي ضربت لي حين قالت مثلا تلك عنز إذ رأت راكبة ظهر عود لم يخيس ذللا شر يوميها وأغواه لها ركبت عنز بحدج جملا ثم أخرى أبصرت ناظرة من ذرى جو بكلب رجلا يخصف النعل فما زالت ترى شخص ذاك المرء حتى انتعلا فنزعنا مقلتيها كي نرى هل ترى في مقلتيها قبلا فوجدنا كل عرق منهما مودعا حين نظرنا كحلا أدبرت سامة لما أن رأت عسكري في وسط جو نزلا

كان تبع لما ملك جوا وقتل جديسا اصطفى منهم امرأة حسناء لنفسه فلما أراد أن يرتحل أمر بجمل فقرب لها ولم تكن رأته قبل ذلك فقالت ما هذا قالوا هو جمل وكان اسمها عنز فقالت شر يومي الذي أركب فيه الجملا فصارت مثلا
كلب بالتحريك بلفظ الداء الذي يصيب من يعضه الكلب الكلب دير الكلب في ناحية باعذرا من أعمال الموصل
كلبة بالفتح ثم السكون وباء موحدة بلفظ اسم أنثى الكلب إرم الكلبة ذكر في إرم و كلبة موضع من نواحي عمان على ساحل البحر
كلبة بالضم ثم السكون وباء موحدة قال أبو زيد كلبة الشتاء شدته مكان في ديار بكر بن وائل عن الحازمي
الكلتانية بفتح الكاف وسكون اللام والتاء المثناة من فوقها وبعد الألف نون مكسورة وياء مشددة هكذا ضبطه أبو يحيى الساجي في تاريخ البصرة في ذكر الأساورة وصححه وهو ما بين السوس والصيمرة أو نحو ذلك كذا قال الساجي وبهذه القرية قتل شمر بن ذي الجوشن الضبابي المشارك في قتل الحسين بن علي رضي الله عنه قتله أبو عمرة
كلخباقان بالفتح ثم السكون وخاء معجمة وباء موحدة وقاف وآخره نون من قرى مرو
كلختجان بضم الكاف وفتح اللام وسكون الخاء المعجمة وضم التاء المثناة وجيم وآخره نون من قرى مرو
كلز بكسر أوله وثانيه وآخره زاي وأظنها قلز التي تقدم ذكرها وهذه قرية من نواحي عزاز بين حلب وأنطاكية جرى في هذه الناحية في أيامنا هذه شيء عجيب كنت قد ذكرت مثله في أخبار سد يأجوج ومأجوج وكنت مرتابا فيه ومقلدا لمن حكاه فيه حتى إذا كان في أواخر ربيع الآخر سنة 691 شاع بحلب وأنا كنت بها يومئذ ثم ورد بصحته كتاب والي هذه الناحية أنهم رأوا هناك تنينا عظيما في طول المنارة وغلظها أسود اللون وهو ينساب على الأرض والنار تخرج من فيه ودبره فما مر على شيء إلا وأحرقه حتى إنه أتلف عدة مزارع وأحرق أشجارا كثيرة من الزيتون وغيره وصادف في طريقه عدة بيوت وخركاهات للتركمان فأحرقها بما فيها من الماشية والرجال والنساء والأطفال ومر كذلك نحو عشرة فراسخ والناس يشاهدونه من بعد حتى أغاث الله أهل تلك النواحي بسحابة أقبلت من قبل البحر وتدلت حتى اشتملت عليه ورفعته وجعلت تعلو قبل السماء والناس يشاهدون النار تخرج من قبله ودبره وهو يحرك ذنبه ويرتفع حتى غاب عن أعين الناس قالوا ولقد شاهدناه والسحابة ترفعه وقد لف بذنبه كلبا فجعل الكلب ينبح وهو يرتفع وكان قد أحرق في ممره نحو أربعمائة شجرة لوز وزيتون
كلفى بوزن حبلى رملة بجنب غيقة مكلفة بحجارة أي بها كلفة للون الحجارة وسائرها سهل ليس بذي حجارة قال ابن السيكت كلفى بين الجار وودان أسفل من الثنية وفوق شقراء وقال يعقوب في موضع آخر كلفى ضلع في جانب الرمل أسفل من دعان اكلافت بحجارتها التي فيها ضربت إلى السواد قال كثير عفا ميث كلفى بعدنا فالأجاول

كلك كافان بينهما لام ساكنة موضع بين ميافارقين وأرمينية وهو موضع كان فيه ابن بقراط البطريق يخرج منه نهر يصب في دجلة
كلكوى من نواحي أران بينها وبين سيسجان ستة عشر فرسخا
كلمان قرية على باب مدينة جي بأصبهان عندها قبر النعمان بن عبد السلام
كلكس بالضم ثم السكون ثم كاف مضمومة وسين مهملة ورواه الزمخشري بالفتح وقال قرية
كلكبود قال شيرويه أحمد بن عبد الرحمن بن علي بن المهلب أبو الفضل ساكن كلكبود روى عن إبراهيم الخارجي صحيح البخاري سمعت منه أحاديث وكان شيخا
كلندى بفتح أوله وثانيه ثم نون ساكنة ودال مهملة وياء موضع وهو الشديد الضخم من كل شيء وقال بعضهم ويوم بالمجازة والكلندى ويوم بين ضنك وصومحان
كلواذ هذا بغير هاء ولا ياء قال عمران بن عامر الأزدي واصفا للبلاد ومن كان منكم غير ذي هم بعيد وغير ذي جمل شديد وغير ذي زاد عتيد فليلحق بالشعب من كلواذ هو من أرض همدان وكان الذي لحقه وسكنه بنو وادعة بن عمران بن عامر وانتسبوا في همدان
كلواذة بالفتح ثم السكون والذال معجمة قال ابن الأعرابي الكلواذ تابوت التوراة وقال ابن حبيب عين صيد موضع من ناحية كلواذة وهي من السواد بين الكوفة والحزن وهي بين الكوفة وواسط
كلواذى مثل الذي قبله إلا أن آخره ألف تكتب ياء مقصورة وهو طسوج قرب مدينة السلام بغداد وناحية الجانب الشرقي من بغداد من جانبها وناحية الجانب الغربي من نهر بوق وهي الآن خراب أثرها باق بينها وبين بغداد فرسخ واحد للمنحدر وقد ذكرها الشعراء ولهج كثيرا بذكرها الخلعاء وقد أوردنا في طيزناباذ والفرك شعرين فيهما ذكر كلواذى لأبي نواس وقال أيضا يهجو إسماعيل بن صبيح أحين ودعنا يحيى لرحلته وخلف الفرك واستعلى لكلواذى أتته فقحة إسماعيل مقسمة عليه أن لا يريم الدهر بغداذا فحرفه رده لا قول فقحته أقم علي ولا هذا ولا هذا وقال مطيع بن إياس حبذا عيشنا الذي زال عنا حبذا ذاك حين لا حبذا ذا زاد هذا الزمان شرا وعسرا عندنا إذ أحلنا بغداذا بلدة تمطر التراب على النا س كما تمطر السماء الرذاذا خربت عاجلا وأخرب ذو العر ش بأعمال أهلها كلواذى ينسب إليها جماعة من النحاة منهم أبو الخطاب محظوظ بن أحمد بن الحسن بن أحمد الكلواذي ويقال الكلوذي الفقيه الحنبلي الكثير الفضل والعلم والأدب والكتابة وله شعر حسن جيد سمع أبا محمد الجوهري

وأبا طالب العشاري وغيرهما سمع منه جماعة من الأئمة توفي سنة 515
ومولده في شوال 234 وذكر أهل السير أنها سميت بكلواذى بن طهمورث الملك وفي كتاب محمد بن الحسين الحاتمي الذي سماه جبهة الأدب يبتدىء فيه بالرد على المتنبي قال قلت له يعني للمتنبي أخبرني عن قولك طلب الإمارة في الثغور ونشوه ما بين كرخايا إلى كلواذى من أين لك هذه اللغة في كلوادى ما أحسبك أخذتها إلا عن الملاحين قال وكيف قلت لأنك أخطأت فيها خطأ تعثرت فيه ضالا عن وجه الصواب قال ولم قلت لأن الصواب كلواذ بكسر الكاف وإسكان اللام وإسقاط الياء قال وما الكلواذ قلت تابوت التوراة وبها سميت المدينة قال وما الدليل على هذا قلت قول الراجز كأن أصوات الغبيط الشادي زير مهاريق على كلواذ والكلواذ تابوت توراة موسى عليه السلام وحكي في بعض الروايات أنه مدفون في هذا الموضع فمن أجله سميت كلواذ قال فأطرق المتنبي لا يجيب جوابا ثم قال لم يسبق إلي علم هذا والقول منك مقبول والفائدة غير مكفورة
كلوة بالكسر ثم السكون وفتح الواو والهاء بلفظ واحدة الكلى موضع بأرض الزنج مدينة
كله فرضة بالهند وهي منتصف الطريق بين عمان والصين وموقعها من المعمورة في طرف خط الاستواء
الكليبين بلفظ تثنية الكليب تصغير كلب موضع في قول القتال الكلابي لطيبة ربع بالكليبين دارس فبرق فعاج غيرته الروامس وقفت به حتى تعالت له الضحى أسيا وحتى مل فتل عرامس وما ان تبين الدار شيئا لسائل ولا أنا حتى جنني الليل آيس
كليجرد قلعة حصينة عظيمة بين خوزستان واللر بينها وبين أصبهان مرحلتان
كلين المرحلة الأولى من الري لمن يريد خوار على طريق الحاج
كليل بالفتح ثم الكسر موضع
كليوان بلدة من نواحي خوزستان تعمل فيها الستور وتدلس بالبصنية
كلية بالضم ثم السكون وفتح الياء المثناة من تحتها خفيفة كلية الإنسان وسائر الحيوان معروفة والكلية أيضا رقعة مستديرة تخرز تحت العروة على أديم المزادة ومنه قولهم من كلى معزته شرب وهي من أودية العلاة باليمامة لبني تميم وقال حريث بن سلمة وإن تك درعي يوم صحراء كلية أصيبت فما ذاكم علي بعار ألم يك من أسلابكم قبل هذه علي الوفا يوما ويوم سفار فتلك سرابيل ابن داود بيننا عواري والأيام غير قصار
كلية بالضم ثم الفتح وتشديد الياء كأنه تصغير الذي قبله قال عرام واد يأتيك من شمنصير بقرب الجحفة وبكلية على ظهر الطريق ماء آبار يقال

لتلك الآبار كلية وبها سمي الوادي وكان النصيب يسكنها وكان بها يوم للعرب قال خويلد بن أسد بن عبد العزى أنا الفارس المذكور يوم كلية وفي طرف الرنقاء يومك مظلم قتلت أبا جزء وأشويت محصنا وأفلتني ركضا مع الليل جهضم وفي الأغاني كلية قرية بين مكة والمدينة وأنشد لنصيب خليلي إن حلت كلية فالربا فذا أمج فالشعب ذا الماء والحمض وأصبح من حوران أهلي بمنزل يبعده من دونها نازح الأرض وإن شئتما أن يجمع الله بيننا فخوضا بي السم المضرج بالمحض ففي ذاك عن بعض الأمور سلامة وللموت خير من حياة على غمض
باب الكاف والميم وما يليهما
كمارى بالفتح وبعد الألف راء مفتوحة من قرى بخارى
كمام من قرى دينور قال السلفي سمعت أبا يعقوب يوسف بن أحمد بن زكرياء الكمامي يقول وهي ضيعة من أعمال الدينور وسمعته يقول سمعت أبا العباس أحمد بن الحسين بن غسان المعاذي الكفشكي وذكر خبرا قال وهو شيخ مسن سألته عن مولده فقال سنة 314
كمخ بالفتح ثم السكون مدينة بالروم وسألت واحدا من تلك النواحي فقال هي كماخ بالألف لا شك فيها وبين كماخ وأرزنجان يوم واحد
كمرجة بفتح أوله وثانيه وسكون الراء وجيم قرية من قرى الصغد ينسب إليها محمد بن أحمد بن محمد الإسكاف المؤذن الصغدي الكمرجي روى عن محمد بن موسى الزكاني روى عنه أبو سعيد الإدريسي
كمرد بفتح أوله وثانيه وسكون الراء ودال مهملة من قرى سمرقند ينسب إليها أبو جعفر الكمردي غير مسمى ولا منسوب يروي عن حيان بن موسى روى عنه أبو نصر الفتح بن عبد الله الواعظ السمرقندي
كمرة بالتحريك بلفظ كمرة ذكر الرجل وهي قرية من قرى بخارى ينسب إليها أبو يعقوب يوسف بن الفضل الكمري يروي عن عيسى بن موسى وغيره روى عنه سهل بن شاذويه
كمزار بالضم ثم السكون وزاي ثم بعد الألف راء بليدة من نواحي عمان على ساحل بحره في واد بين جبلين شربهم من أعين عذبة جارية
كمران جزيرة كمران وقد ذكرت في جزيرة فأغنى
كمسان بالفتح ثم السكون وسين مهملة وآخره نون من قرى مرو
كمع بالكسر ثم السكون وآخره عين مهملة وهو المطمئن من الأرض قيل اسم بلد
كملى بفتح الكاف وسكون الميم وفتح اللام والقصر قرأت بخط ابن العطار قال ابن الكلبي عن ابن صالح عن ابن عباس طب رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى مرض مرضا شديدا فبينما هو بين النائم واليقظان رأى ملكين أحدهما عند رأسه والآخر عند

رجليه فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه ما وجعه قال طب قال ومن طبه قال لبيد بن الأعصم اليهودي قال وأين طبه قال في كربة تحت صخرة في بئر كملى وهي بئر ذروان ويقال ذي أروان فانتبه النبي صلى الله عليه و سلم وقد حفظ كلام الملكين فوجه عمارا وعليا وجماعة من أصحابه إلى البئر فنزحوا ماءها فانتهوا إلى الصخرة فقلبوها فوجدوا الكربة تحتها وفيها وتر فيه إحدى عشرة عقدة فأحرقوا الكربة وما فيها فزال عنه عليه الصلاة و السلام وجعه وكان كأنه أنشط من عقال وأنزل الله عليه المعوذتين إحدى عشرة آية على قدر عدد العقد فكان يأتيه عليه الصلاة و السلام لبيد بعد ذلك فلا يذكر له شيئا من فعله ولا يوبخه به
كمم موضع في قول عدي بن الرقاع لما غدا الحي من صرخ وغيبهم من الروابي التي غربيها الكمم
كمندان هو اسم قم في أيام الفرس فلما فتحها المسلمون اختصروا اسمها قما كما ذكرنا في قم
كمنجث من قرى ما وراء النهر ينسب إليها أبو الحسن علي بن النعمان بن سهل الكمنجثي وقال قرأت على علي بن إسماعيل الخجندي روى عنه أبو عمر النوقاتي
كمندة أظنها من قرى الصغد من نواحي كرمينية ينسب إليها إسماعيل بن أحمد بن عبد الله ابن خلف ويقال خالد بن إبراهيم البخاري الكرميني الكمندي قال الحافظ أبو القاسم قدم دمشق راجعا من الحج وحدث بها عن الحاكم أبي الحسين أحمد بن محمد بن محمد بن الحسن البخاري الفقيه وأمه السلم بنت أحمد بن كامل وأحمد بن جعفر البغدادي روى عنه عبد العزيز بن أحمد وعلي بن الخضر السلمي وقال حدثنا الشيخ الثقة
كمينان من قرى الري أو من محالها والله أعلم
باب الكاف والنون وما يليهما
كنابيل بالضم وبعد الألف باء موحدة ثم ياء مثناة من تحت ولام موضع عن الخارزنجي وغيره وقال الطرماح بن حكيم وقيل ابن مقبل دعتنا بكهف من كنابيل دعوة على عجل دهماء والركب رائح وهو من أبنية الكتاب
كنابين مثل الذي قبله إلا أنه بالنون موضع ولعله الذي قبله إلا أن الرواية مختلفة وأنشد صاحب هذه الرواية دعتنا بكهف من كنابين دعوة على عجل دهماء والليل رائح وقال الأزدي كناب جبل وبإزائه جبل آخر يقال له عناب فجمعه إليه كما قالوا أبانين وإنما هو أبان ومتالع فجمعه بجبل يقرب منه
كناثر ويروى كناتر وكناير بنقطتين كله في قول نصيب فلا شك أن الحي أدنى مقيلهم كناتر أو رغمان بيض الدوائر الرغمان جمع الرغام وهو رمل بغير النطفة كذا قال أبو عمرو في نوادره والدوائر ما استدار من الرمل
كنارك بالضم وبعد الألف راء ثم كاف مشددة من محال سجستان
و كنارك أيضا محلة بالبصرة وحدث الصولي أبو بكر زعم أبو هفان عن أبي

معاذ أخي أبي نواس قال قدم أبو نواس إلى البصرة من سفر له فقال قد اشتقت إلى كنارك موضع بقراب البصرة قال الصولي كذا في الخبر وإنما هو بقرب البصرة وكان السلطان قد منع منه لأشياء كانت تجري فيه مما ينكرها فمضى مع إخوان له وقال أنا بالبصرة داري وكنارك مزاري إن فيها ما تلذ ال عين من طيب العقار وغناء وزناء ولواط وقماز قال فوجه إليه والي الناحية قال قد أبحتها لك فلست أعرض لأحد أن يفارقها
كناس بكسر أوله موضع من بلاد غني عن أبي عبيد قال جرير لمن الديار كأنها لم تحلل بين الكناس وبين طلح الأعزل
الكناسة بالضم والكنس كسح ما على وجه الأرض من القمام والكناسة ملقى ذلك وهي محلة بالكوفة عندها واقع يوسف بن عمر الثقفي زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام وفيها يقول الشاعر يا أيها الراكب الغادي لطيته يؤم بالقوم أهل البلدة الحرم أبلغ قبائل عمرو إن أتيتهم أو كنت من دارهم يوما على أمم أنا وجدنا قفيرا في بلادكم أهل الكناسة أهل اللؤم والعدم أرض تغير أحساب الرجال بها كما رسمت بياض الريط بالحمم
كنانة خيف بني كنانة مسجد منى بمكة وشعب بني كنانة بين الحجون وصفي السباب
كناوه بالكسر وفتح الواو اسم قبيلة من البربر في أرض الغرب ضاربة في بلاد السودان متصلة بأرض غانة والأرض تنسب إليهم
كنب بالضم ثم السكون وآخره باء موحدة وهو عجمي واشتقاقه من العربي أنه جمع كنب وهو غلظ يعلو اليد من العمل وهو اسم لمدينة أشروسنة بما وراء النهر
كنبانية بفتح الكاف وسكون النون وباء موحدة وبعد الألف نون مكسورة وياء خفيفة ناحية بالأندلس قرب قرطبة ينسب إليها محمد بن قاسم بن محمد الأموي الجاحظي الكنباني ذكر في جالطة بأتم من هذا
كنبوت بفتح أوله وثانيه وضم الباء الموحدة وآخره تاء وأصله كالذي قبله هي قرية بالبحرين لبني عامر بن عبد القيس
كنتدة بلدة بالأندلس كانت بها وقعة مشهورة بين المسلمين والفرنج في سنة 415 استشهد بها أبو الحسن محمد بن حشون بن فيره الصفدي يعرف بابن سكرة أندلسي وفيره اسم للحديد بالبربرية ومولده بعد 054
كنثيل بالكسر ثم السكون وثاء مثلثة مكسورة وياء مثناة من تحتها ولام جبل لهذيل
كنجروذ بالفتح ثم السكون وجيم ثم راء بعدها واو ساكنة وذال معجمة قرية على باب نيسابور

كنجرستاق عمل كبير بين ناحية باذغيس ومرو الروذ ومن هذه الناحية بغشور وبنج ده قال الإصطخري وأكبر مدينة بكنج رستاق ببنة وكيف قال وببنة أكبر من بوشنج وبين هراة وببنة مرحلتان وإلى كيف مرحلة وإلى بغشور مرحلة
كنجكان بالفتح ثم السكون وجيم مفتوحة وكاف وآخره نون قرية كانت بأعلى مدينة مرو خربت وقد نسب إليها
كنجة بالفتح ثم السكون وجيم مدينة عظيمة وهي قصبة بلاد أران وأهل الأدب يسمونها جنزة بالجيم والنون والزاي
وكنجة من نواحي لرستان بين خوزستان وأصبهان
كنداكين بالفتح ثم السكون ودال مهملة مفتوحة وكاف أخرى مكسورة وياء مثناة من تحت ساكنة ونون من قرى الصغد على نصف فرسخ من الدبوسية قد نسب إليها أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسين بن أبي نصر بن الأشعث من أولاد القضاة مات ببخارى في سنة 255 وقد روى الحديث
كندانج بالفتح ثم السكون ودال وبعد الألف نون وجيم من قرى أصبهان
كند بالضم ثم السكون من قرى سمرقند ينسب إليها أبو المحامد بن عبد الخالق بن عبد الوهاب بن حمزة بن سلمة الكندي قال أبو سعد هو من أهل الصغد وكند إحدى قراها عرج كان فقيها عالما ذكره أبو سعد في شيوخه ومات في سنة 155
كند بالفتح من نواحي خجندة وتعرف بكند بادام وهو اللوز لكثرته بها وهو لوز عجيب خفيف القشر يتقشر إذا فرك باليد
كندران بالضم ثم السكون ثم الضم وراء وآخره نون من قرى قاين طبس ينسب إليها أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن إسحاق بن إبراهيم الكندراني القايني ولد بهراة وسكن سمرقند وأصله من قاين روى عنه الإدريسي وتوفي بعد 053
كندر مثل الذي قبله بنقص الألف والنون موضعان أحدهما قرية من نواحي نيسابور من أعمال طريثيث وإليها ينسب عميد الملك أبو نصر محمد بن أبي صالح منصور بن محمد الكندري الجراحي وزير طغرلبك أول ملوك السلجوقية ثم قتل سنة 954 وقد ذكرت قصته في كتابي المبدإ والمآل ومعجم الأدباء
و كندر أيضا قرية قريبة من قزوين ينسب إليها أبو غانم الحسين وأبو الحسن علي ابنا عيسى بن الحسين الكندري سمعا أبا عبد الله عبد الرحمن بن محمد بن الحسين السلمي الصوفي وكتبا تصانيفه ولهما في جامع قزوين كتب موقوفة تنسب إليهما في الصندوق المعروف بالعثماني
كندسروان سينه مهملة وآخره نون من قرى بخارى
كندلان آخره نون من قرى أصبهان
كندة بالكسر مخلاف كندة باليمن اسم القبيلة
كندكين بالفتح ثم السكون ودال مضمومة مهملة وكاف أخرى مكسورة وياء مثناة من تحت ونون من قرى سمرقند ثم من قرى الدبوسية والصغد منها أبو الحسين علي بن أحمد بن أبي نصر بن الأشعث الكندكيني كان والده قاضي كندكين سمع القاضي أبا الحسن علي بن عبد الملك بن الحسين النسفي سمع منه أبو سعد السمعاني وابنه أبو المظفر وغيره وكانت ولادته سنة 844 أو قبلها بسنة =

ج9. [ معجم البلدان - ياقوت الحموي]

كندوان بالضم وبعد الدال واو من نواحي مراغة تذكر مع كرم يقال كرم وكندوان
كندير اسم جبل في قول الأعشى زعمت حنيفة لا تجير عليهم بدمائهم وبأنها ستجير كذبوا وبيت الله يفعل ذاكم حتى يوازي حرزما كندير
كنر بالكسر وتشديد ثانيه وفتحه وآخره راء قرية كبيرة من بغداد من نواحي دجيل قرب أوانا وكان الوزير علي بن عيسى يقول لعن الله أهل كنر وأهل نفر وهما بالعراق ينسب إليها من المتأخرين أبو الذخر خلف بن محمد بن خلف الكنري المقري سكن الموصل من صباه وسمع بها من أبي منصور بن مكارم المؤدب وغيره وروى عنهم سمع منه ابن الرسي
كنسروان بالفتح ثم السكون وسين مهملة وراء ساكنة وآخره نون
كنزة واد باليمامة كثير النخل قال أبو زياد الكلابي كان رجل من بني عقيل نزل اليمامة وكان يحبل الذئاب ويصطادها فقال له قوم من أهل اليمامة إن ههنا ذئبا قد لقينا منه التباريح يأكل شاءنا فإن أنت قتلته فلك من كل غنم شاة فحبله ثم أتاهم به يقوده حتى وقفه عليهم ثم قال هذا ذئبكم الذي أكل شاءكم فأعطوني ما شرطتم فأبوا عليه وقالوا كل ذئبك فتبرز عنهم حتى إذا كان بحيث يرونه علق في عنق الذئب قطعة حبل وخلى طريقه وقال أدركوا ذئبكم وأنشد علقت في الذئب حبلا ثم قلت له إلحق بقومك واسلم أيها الذيب إما تعودنه شاة فيأكلها وإن تتبعه في بعض الأراكيب إن كنت من أهل قران فعد لهم أو أهل كنزة فاذهب غير مطلوب المخلفين بما قالوا وما وعدوا وكل ما لفظ الإنسان مكتوب سألته في خلاء كيف عيشته فقال ماض على الأعداء مرهوب لي الفصيل من البعران آكله وإن أصادفه طفلا فهو مصقوب والنخل أعمره ما دام ذا رطب وإن شتوت ففي شاء الأعاريب يا أبا المسلم أحسن في أسيركم فإنني في يديك اليوم مجنوب ما كان ضيفك يشقى حين آذنكم فقد شقيت بضرب غير تكذيب تركتني واجدا من كل منجرد محملج ومزاق الحي سرحوب فإن مسست عقيليا فحل دما بصائب القدح عند الرمي مذروب المصقوب الذي قد ذهب به وأبو المسلم الذي صاد الذئب والمنجر يعني ذئبا آخر والمزاق السريع من الخيل والذئاب والسرحوب الطويل والمذروب السهم
كنطي بالضم ثم السكون وكسر الطاء المهملة وسكون الياء أرض لبربر بالغرب بقرب من دكالة وهي حزن من الأرض
كنعان بالفتح ثم السكون وعين مهملة وآخره نون قال ابن الكلبي ولد لنوح سام وحام ويافث

وشالوما وهو كنعان وهو الذي غرق ودال لا عقب له ثم قال الشام منازل الكنعانيين وأما الأزهري فقال كنعان بن سام بن نوح إليه ينسب الكنعانيون وكانوا يتكلمون بلغة تضارع العربية وهذا مستقيم حسن وهو من أرض الشام قال بعضهم كان بين موضع يعقوب بن كنعان ويوسف بمصر مائة فرسخ وكان مقام يعقوب بأرض نابلس وبه الجب الذي ألقي يوسف فيه معروف بين سنجل ونابلس عن يمين الطريق وكان مقام يعقوب عليه السلام في قرية يقال لها سيلون وقال أبو زيد كان مقام يعقوب بالأردن وكل هذا متقارب وهو عجمي وله في العربية مخارج يجوز أن يكون من قولهم أكنع به أي أحلف أو من الكنوع وهو الذل أو من الكنع وهو النقصان أو من الكانع وهو السائل الخاضع أو من الكنيع وهو المائل عن القصد أو من الأكنع والكنيع وهو الذي تشنجت يده وغير ذلك
كنفى بفتح أوله وثانيه ثم فاء مفتوحة أيضا بوزن جمزى يجوز أن يكون من الكنف وهو الجانب والناحية والكنف الرحمة والكنف الحاجر ويقال لها كنفى عروش بضم العين وآخره شين معجمة كأنه جمع عرش موضع كانت فيه وقعة أسر فيها حاجب بن زرارة أسره الخمخام بن جبلة وقال فيه شاعرهم وعمرا وابن بنته كان منهم وحاجب فاستكان على صغار
كنكار بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الكاف الأخرى وراء
كنك بالكسر ثم السكون وآخره كاف أيضا اسم واد في بلاد الهند
كنكور بكسر الكافين وسكون النون وفتح الواو بليدة بين همذان وقرميسين وفيها قصر عجيب يقال له قصر اللصوص ذكر في القصور وهي الآن خراب
و كنكور أيضا قلعة حصينة عامرة قرب جزيرة ابن عمر معدودة في قلاع ناحية الزوزان وهي لصاحب الموصل ينسب إلى كنكور همذان جباخ بن الحسين بن يوسف أبو بكر الصوفي الكنكوري شيخ الصوفية بها سمع أبا بكر يحيى بن زياد بن الحارث بن يوسف الحارثي سمع من أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي نصر البلدي النسفي وكان إماما فاضلا ورعا متدينا مشتغلا بالفتوى والتدريس توفي في يوم الاثنين ثامن عشر شهر ربيع الآخر سنة 155 من كتاب ابن نقطة
كن بالفتح ثم التشديد مصدر كننت الشيء إذا جعلته في كن أكنه كنا اسم جبل
و كن أيضا من قرى قصران
كنن جبل باليمن من بلاد خولان العالية عال يرى من بعد وقال الصليحي يصف خيلا حتى رمتهم ولو يرمى بها كنن والطود من صبر لانهد أو مادا
كنون بالفتح والسكون وواو ونون أخرى من محال سمرقند
كنهل بالكسر ثم السكون والهاء تفتح وتكسر وآخره لام علم مرتجل لاسم ماء لبني تميم ويوم كنهل قتل فيه عتيبة بن الحارث بن شهاب اليربوعي الهرماس وعمر بن كبشة الغسانيين والى بينهما وقال جرير

طوى البين أسباب الوصال وحاولت بكنهل أسباب الهوى أن تجذما كأن جبال الحي سربلن يانعا من الوارد البطحاء من نخل ملهما وقال غيره إن لها بكنهل الكناهل حوضا يرد ركب النواهل وقال الفرزدق في أيام كنهل وكان في أيام زياد ابن أبيه في الإسلام سرى من أصول النخل حتى إذا انتهى بكنهل أدى رمحه شر مغنم لعمري وما عمري علي بهين لبئس الذي أجرى إليه ابن ضمضم
كنة بالفتح ثم التشديد موضع بفارس
كنة بالفتح ثم التشديد موضع بفارس
الكنيزة بالضم ثم الفتح وبعد الياء زاي تصغير كنزة للمرة الواحدة من كنزت المال وغيره إذا أحرزته موضع قرب قران من بلاد العرب باليمامة قال الرياشي كان ذئب يأتي أهل قران فيؤذيهم في ثمارهم فجاءهم صائد فقال ما تعطونني إن أخذته قالوا شاة من كل قطيع قال فذهب فجاء به وقد شده فكبروا وجعلوا يتضاحكون منه فأحس منهم بالغدر فقطع حبله فوثب الذئب ناجيا فوثبوا عليه ليقتلوه فقال لا عليكم إن وفيتم لي رددته فخلوه ليرده فذهب وهو يقول علقت في الذئب حبلا ثم قلت له الحق بأهلك واسلم أيها الذيب إن كنت من أهل قران فعد لهم أو الكنيزة فاذهب غير مطلوب سألته كيف كانت خير عيشته فقال ماض على الأعداء مرهوب النخل أرعى به ما كان ذا رطب وإن شتوت ففي شاء الأعاريب
كنن بالتحريك جبل من أعمال صنعاء على رأسه قلعة يقال لها قيلة لبني الهرش
الكنيسة بلفظ كنيسة اليهود بلد بثغر المصيصة ويقال لها الكنيسة السوداء وهي في الإقليم الرابع طولها ثمان وخمسون درجة ونصف وربع وعرضها أربع وثلاثون درجة وخمسون دقيقة سميت السوداء لأنها بنيت بحجارة سود بناها الروم قديما وبها حصن منيع قديم أخرب فيما أخرب منها ثم أمر الرشيد ببنائها وإعادتها إلى ما كانت عليه وتحصينها وندب إليها المقاتلة وزادهم في العطاء
كنيكر تصغير كنكر قرية بدمشق قتل بها علي بن أحمد بن محمد البرقعي الملقب بالشيخ القرمطي أميرهم سنة 092 وكان أديبا شاعرا ومن شعره أيا لله ما فعلت برأسي صروف الدهر والحقب الخوالي تركن بلمتي سطرا سوادا وسطرا كالثغام من التوالي فما جاشت لطول البأس نفسي علي ولا بكت لذهاب مالي

ولكني لدى الكربات آوي إلى قلب أشد من الجبال وأصبر للشدائد والرزايا وأعلم أنها محن الرجال فإن وراءها أمنا وخفضا وعطفا للمذيل على المذال فيوما في السجون مع الأسارى ويوما في القصور رخي بال ويوما للسيوف تعاورتني ويوما للتفنق والدلال كذا عيش الفتى ما دام حيا دوائر لا يدمن على مثال
باب الكاف والواو وما يليهما
الكواثل جمع كوثل وهو مؤخر السفينة اسم موضع في أطراف الشام مر به خالد لما قصد الشام من العراق وقال ابن السكيت في قول النابغة خلال المطايا يتصلن وقد أتت قنان أبير دونها فالكواتل الكواتل بالتاء من نواحي أرض ذبيان تلي أرض كلب
كوار بالضم وآخره راء من نواحي فارس بلدة بينها وبين شيراز عشرة فراسخ ينسب إليها الحاكم أبو طالب زيد بن علي بن أحمد الكواري حدث عن عبد الرحمن بن أبي العباس الجوال روى عنه هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي
كوار إقليم من بلاد السودان جنوبي فزان افتتحه عقبة بن عامر عن آخره وأخذ ملكه فقطع إصبعه فقال له لم فعلت بي هذا فقال أدبا لك إذا نظرت إلى إصبعك لم تحارب العرب وفرض عليه ثلثمائة وستين عبدا
الكواشى بالفتح وشينه معجمة قلعة حصينة في الجبال التي في شرقي الموصل ليس إليها طريق إلا لراجل واحد وكانت قديما تسمى أردمشت وكواشى اسم لها محدث
الكوافر جمع كافرة تأنيث الكافر من الكفر وهو التغطية موضع في شعر الشماخ
كواكب بضم الكاف الأولى وكسر الثانية جبل بعينه معروف تنحت منه الأرحية وقد تفتح الكاف عن الخارزنجي وقال في عد مساجد النبي صلى الله عليه و سلم بين المدينة وتبوك ومسجد بطرف البتراء من ذنب كواكب وقال أبو زياد الكلابي وهو يذكر الجبال التي في بلاد أبي بكر بن كلاب فقال الكواكب جبال عدة تسمى الكواكب
كوال اسم نهر معروف بمرو الشاهجان عليه قرى ودور منها قرية حفصاباذ وغيرها ولذلك يقال له كوال حفصاباذ
كوبان بالضم والباء موحدة وآخره نون يقال له جوبان بالجيم من قرى مرو
و كوبان أيضا من قرى أصبهان قال ابن مندة من ناحية خان لنجان كبيرة ذات حوانيت وأهل كثير
كوبانان من قرى أصبهان قال ابن مندة محمد بن الحسن بن محمد الوندهندي الكوباناني حدث عن أبي القاسم الأسداباذي حدث بقريته في سنة 423
كوبنجان بضم الكاف وبعد الواو الساكنة باء موحدة مفتوحة ونون ساكنة وجيم وآخره نون من قرى شيراز بأرض فارس ينسب إليها

عثمان بن أحمد بن دادويه أبو عمر الصوفي الكوبنجاني سمع بأصبهان من أصحاب أبي المقري ومن سعيد القيار وكان من عباد الله الصالحين روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي
كوبيان وربما قيل لها كوكيان من قرى كرمان فيها وفي قرية أخرى يقال لها بهاباذ يعمل التوتيا الذي يحمل إلى أقطار الدنيا أخبرني بذلك رجل من أهل كرمان
كوتم بفتح الكاف وتاء مثناة من فوقها بعد واو ساكنة بليدة من نواحي جيلان ينسب إليها هبة الله بن أبي المحاسن بن أبي بكر الجيلاني أبو الحسن أحد الزهاد العباد المدققين النظر في الورع والاجتهاد قدم بغداد وله اثنتا عشرة سنة في سنة 115 ومات في جمادى الآخرة سنة 385 روى الحديث وسمعه
كوثر بالفتح ثم السكون وثاء مثلثة مفتوحة وهو فوعل من الكثرة وهو الخير الكثير والكوثر الكثير العطاء وقوفه تعالى إنا أعطيناك الكوثر روى عبد الله بن عمر وأنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال الكوثر نهر بالجنة أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل حافتاه قباب الدر المجوف وأصله كما ذكرنا فوعل من الكثرة والخير و كوثر قرية بالطائف وكان الحجاج بن يوسف معلما بها وقال الشاعر أينسى كليب زمان الهزال وتعليمه صبية الكوثر وقال ابن موسى كوثر جبل بين المدينة والشام وقال عوف القسري يخاطب عيينة بن حصن الفزاري أبا مالك إن كان ساءك ما ترى أبا مالك فانطح برأسك كوثرا أبا مالك لولا الذي لن تناله أثرن عجاجا حول بيتك أكدرا
كوث بلد باليمن قال الصليحي يصف خيلا ثم استمرت إلى كوث تشبهها من قاحل الشوط المبرو أعوادا
كوثى بالضم ثم السكون والثاء مثلثة وألف مقصورة تكتب بالياء لأنها رابعة الاسم قال نصر كوث الزرع تكويثا إذا صار أربع ورقات وخمس ورقات وهو الكوث وكوثى في ثلاثة مواضع بسواد العراق في أرض بابل وبمكة وهو منزل بني عبد الدار خاصة ثم غلب على الجميع ولذلك قال الشاعر لعن الله منزلا بطن كوثى ورماه بالفقر والإمعار لست كوثى العراق أعني ولكن كوثة الدار دار عبد الدار قال أبو المنذر سمي نهر كوثى بالعراق بكوثى من بني أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام وهو الذي كراه فنسب إليه وهو جد إبراهيم عليه السلام أبو أمه بونا بنت كرنبا بن كوثى وهو أول نهر أخرج بالعراق من الفرات ثم حفر سليمان نهر أكلف ثم كثرت الأنهار قال أبو بكر أحمد ابن أبي سهل الحلواني كنا روينا عن الكلبي نونا بنونين وحفظي بونا بالباء في أوله وكوثى العراق كوثيان أحدهما كوثى الطريق والآخر كوثى ربى وبها مشهد إبراهيم الخليل عليه السلام وبها مولده وهما من أرض بابل وبها طرح إبراهيم في النار وهما ناحيتان وسار سعد من القادسية في سنة عشر ففتح كوثى وقال زهرة بن جؤية

لقينا بكوثى شهريار نقوده عشية كوثى والأسنة جائره وليس بها إلا النساء وفلهم عشية رحنا والعناهيج حاضره أتيناهم في عقر كوثى بجمعنا كأن لنا عينا على القوم ناظره وقال أبو منصور حدثنا محمد بن إسحاق السعدي عن الرمادي عن عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن محمد بن سيرين قال سمعت عبيدة السلماني يقول سمعت عليا يقول من كان سائلا عن نسبنا فإننا نبط من كوثى وروي عن ابن الأعرابي أنه قال سأل رجل عليا أخبرني عن أصلكم معاشر قريش فقال نحن من كوثى قال ابن الأعرابي واختلف الناس في قول علي عليه السلام نحن من كوثى فقال قوم أراد كوثى السواد التي ولد بها إبراهيم الخليل وقال آخرون أراد بقوله كوثى مكة وذلك أن محلة بني عبد الدار يقال لها كوثى فأراد أننا مكيون من أم القرى مكة قال أبو منصور والقول هو الأول لقول علي عليه السلام فإننا نبط من كوثى ولو أراد كوثى مكة لما قال نبط وكوثى العراق هي سرة السواد وأراد عليه السلام أن أبانا إبراهيم عليه السلام كان من نبط كوثى وأن نسبنا ينتهي إليه ونحو ذلك قال ابن عباس نحن معاشر قريش حي من النبط من أهل كوثى والأصل آدم والكرم التقوى والحسب الخلق وإلى هذا انتهت نسبة الناس وهذا من علي وابن عباس تبرؤ من الفخر بالأنساب وردع عن الطعن فيها وتحقيق لقول الله عز و جل إن أكرمكم عند الله أتقاكم وقد نسب إليها كوثي وكوثاني فمن الثاني أبو منصور بن حماد بن منصور الضرير الكوثاني روى عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن هزارمرد الصريفيني سمع منه الحافظ أبو القاسم الدمشقي
كوثابه مدينة بالروس قالوا هي أكبر من بلغار قال الإصطخري الروس ثلاثة أصناف صنف منهم قريب إلى بلغار وملكهم مقيم بمدينة تسمى كوثابه وصنف أعلى منهم يسمون الصلاوية وصنف يسمون الأرباوية وملكهم مقيم بأربا والناس يبلغون بالتجارات إلى كوثابه وأما أربا فإنه لم يذكر أحد من الغرباء أنه دخلها لأنهم يقتلون كل من وطىء أرضهم من الغرباء وإنما ينحدرون في الماء للتجارة ولا يخبرون أحدا بشيء من أحوالهم ويحمل من بلادهم السمور الأسود والرصاص وقد شرحنا حال الروس في موضعه بأتم شرح
كود بالضم وآخره دال مهملة وهو كود أثال وقد تقدم ذكر أثال علم مرتجل لاسم موضع قتل فيه الصميل بن الأعور الضبابي فقال ذو الجوشن الضبابي أمسى بكود أثال لا براح له بعد اللقاء وأمسى خائفا وجلا هكذا ضبطه الحازمي وقال غيره كود بالفتح مصدر كاد يكود كودا ماء لبني جعفر وقيل جبل وأنشد مثل عمود الكود لا بل أعظما والعمود هضبة عظيمة حذاء الكود ولا أدري أهو الأول أم غيره فإن كان واحدا فالرواية الأخيرة أحب إلي لأنها داخلة في التصريف والأول إن لم يكن جمعا لكادة مثل فارة وفور ولابة ولوب وإلا فهو مرتجل والمشتق أكثر استعمالا

كوذب بالفتح ثم السكون والذال معجمة ثم باء موحدة بوزن جوهر موضع
كورداباذ بالضم وبعد الواو الساكنة راء ودال وألف وباء موحدة وآخره ذال معجمة قرية على باب نيسابور
كوران بالضم وآخره نون من قرى أسفرايين
كور بالفتح ثم السكون والكور الإبل الكثيرة العظيمة وكور العمامة وكور أرض باليمامة حكاه الأزهري عن ابن حبيب وقال غيره كور جبل بين اليمامة ومكة لبني عامر ثم لبني سلول منهم
و الكور أيضا أرض بنجران قال ابن مقبل تهدى زنابير أرواح المصيف لها ومن ثنايا فروخ الكور تأتينا
كور دجلة إذا أطلق هذا الاسم فإنما يراد به أعمال البصرة ما بين ميسان إلى البحر كله يقال له كور دجلة
كور شنبه موضع بنواحي همذان كانت فيه وقعة بين سنجر بركيارق وأخيه محمد ابني جلال الدولة ملك شاه
كور بالضم ثم السكون ثم راء والكور كور الحداد وقيل هو الزق وكور الرحل والكور بناء الزنابير وكوير وكور جبلان معروفان وقيل ثنية الكور في أرض اليمن كانت بها وقعة لها ذكر في أيام العرب وأشعارهم
كوزا قلعة بطبرستان قال الأبي يصفها تناطح النجوم ارتفاعا وتحكيها امتناعا حتى لا يعلوها الطير في تحليقها ولا الغمام في ارتفاعها فتحتف بها السحائب ولا تطل عليها وتقف دون قلتها ولا تسمو إليها
كوزكنان بالضم ثم السكون وزاي ثم ضم الكاف ونون وآخره نون قرية كبيرة من نواحي تبريز بينها وبين أرمية وبين تبريز مرحلتان ومعناها صناع الكيزان بتقديم وتأخير تتبين منها بحيرة أرمية رأيتها
كوساء بفتح أوله ثم السكون وسين مهملة وألف ممدودة والكوس مشي الناقة على ثلاث والكوس جمع أكوس وكوساء موضع في قول أبي ذؤيب الهذلي إذا ذكرت قتلى بكوساء أشعلت كواهية الأخرات رث صنوعها
كوسين قال الحافظ أبو القاسم ريان بن عبد الله أبو راشد الأسود الخادم مولى سليمان بن جابر حدث عن الفضل بن زيد الكوسيني بكوسين قلت أظنها من قرى فلسطين
كوشان مدينة في أقصى بلاد الترك وملكها كان والمستولي عليها ملك التغزغز وكانوا أشد الناس شوكة وملكهم أعظم ملوك الترك وأما الآن فلا أدري كيف حالهم وقد نسب بهذه النسبة محمد بن عبد الله الثعلبي الكوشاني من أهل إشبيلية بالأندلس يكنى أبا عبد الله الثعلبي الكوشاني من أهل إشبيلية بالأندلس يكنى أبا عبد الله روى عن أبي محمد السرخسي وعتاب وكان منقطعا على العبادة مات سنة 314 ولا أدري إلى أي شيء ينسب
كوعة بالضم ثم السكون والكوع والكاع طرف الزند الذي يلي أصل الإبهام اسم موضع
كوفا بالضم وبعد الواو فاء وألف مقصورة مدينة بباذغيس من نواحي هراة
كوفان بالضم ثم السكون وفاء وآخره نون موضعان يقال الناس في كوفان من أمرهم أي

في اختلاط وقال الأموي إنه لفي كوفان أي في حرز ومنعة والكوفان الدغل من القصب والخشب والكوفان الاستدارة وقد ذكرنا غير ذلك في الكوفة قالوا وكوفان اسم أرض وبها سميت الكوفة قلت كوفان والكوفة واحد وقال علي بن محمد الكوفي العلوي المعروف بالحماني ألا هل سبيل إلى نظرة بكوفان يحيا بها الناظران يقلبها الصب دون السدير حيث أقام بها القائمان وحيث أناف بأرواقه محل الخورنق والماديان وهل أبكرن وكثبانها تلوح كأودية الشاهجان وأنوارها مثل برد النبي ردع بالمسك والزعفران وقال أبو نواس وقدم الكوفة واستطابها وأقام بها مدة وقال ذهبت بها كوفان مذهبها وعدمت عن أربابها صبري ما ذاك إلا أنني رجل لا أستخف صداقة البصري و كوفان أيضا قرية بهراة ينسب إليها الكوفاني شيخ أحمد بن أبي نصر بن أبي الوقت وينسب إلى كوفان هراة أبو بكر أحمد بن أبي نصر الكوفاني شيخ الصوفية بهراة قال أبو سعد سافر إلى العراق والحجاز ودخل مصر وسمع فيها من عبد الرحمن بن عمر النحاس الذي حدث عنه أبو الوقت السجزي وكان شيخا عفيفا حسن السيرة توفي بهراة بشهر ربيع الأول سنة 464 وقد حكى عنه أبو إسماعيل الأنصاري الحافظ في بعض مصنفاته
كوفد ناحية بين بلاد الطرم وبلاد الديلم
كوفن آخره نون بليدة صغيرة بخراسان على ستة فراسخ من أبيورد أحدثها عبد الله بن طاهر في خلافة المأمون منها أبو المظفر محمد بن أحمد الأبيوردي العلوي الأديب الشاعر صاحب النجديات والعراقيات والتصانيف في الأدب وعلي بن محمد بن علي الصوفي أبو القاسم النيسابوري يعرف بالكوفني روى الحديث عن جماعة وروي عنه وكان صدوقا مات في طريق مكة سنة 074 وعبد الله بن ميمون بن عبد الله المالكاني الكوفني فاضل فحل صاحب قريحة ولي القضاء بأبيورد ونواحيها وما كان بخراسان في زمنه قاض أفضل منه سمع بمرو أبا بكر السمعاني وتفقه عليه وبنيسابور أبا بكر الشيروي قال أبو سعد كتبت عنه بمرو وكان قد صار نائبي في المدرسة النظامية بمرو وقد كان أقام بمرو الروذ مدة ثم انصرف إلى أبيورد وتوفي بها في ذي القعدة سنة 155
الكوفة بالضم المصر المشهور بأرض بابل من سواد العراق ويسميها قوم خد العذراء قال أبو بكر محمد بن القاسم سميت الكوفة لاستدارتها أخذا من قول العرب رأيت كوفانا وكوفانا بضم الكاف وفتحها للرميلة المستديرة وقيل سميت الكوفة كوفة لاجتماع الناس بها من قولهم تكوف الرمل وطول الكوفة تسع وستون درجة ونصف وعرضها إحدى وثلاثون درجة وثلثان وهي في الإقليم الثالث يتكوف تكوفا إذا ركب بعضه بعضا ويقال أخذت الكوفة من الكوفان يقال هم في

كوفان أي في بلاء وشر وقيل سميت كوفة لأنها قطعة من البلاد من قول العرب قد أعطيت فلانا كيفة أي قطعة ويقال كفت أكيف كيفا إذا قطعت فالكوفة قطعة من هذا انقلبت الياء فيها واوا لسكونها وانضمام ما قبلها وقال قطرب يقال القوم في كوفان أي في أمر يجمعهم قال أبو القاسم قد ذهبت جماعة إلى أنها سميت كوفة بموضعها من الأرض وذلك أن كل رملة يخالطها حصباء تسمى كوفة وقال آخرون سميت كوفة لأن جبل ساتيدما يحيط بها كالكفاف عليها وقال ابن الكلبي سميت بجبل صغير في وسطها كان يقال له كوفان وعليه اختطت مهرة موضعها وكان هذا الجبل مرتفعا عليها فسميت به فهذا في اشتقاقها كاف وقد سماها عبدة بن الطبيب كوفة الجند فقال إن التي وضعت بيتا مهاجرة بكوفة الجند غالت ودها غول وأما تمصيرها وأوليته فكانت في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه في السنة التي مصرت فيها البصرة وهي سنة 71 وقال قوم إنها مصرت بعد البصرة بعامين في سنة 91 وقيل سنة 81 قال أبو عبيدة معمر بن المثنى لما فرغ سعد بن أبي وقاص من وقعة رستم بالقادسية وضمن أرباب القرى ما عليهم بعث من أحصاهم ولم يسمهم حتى يرى عمر فيهم رأيه وكان الدهاقين ناصحوا المسلمين ودلوهم على عورات فارس وأهدوا لهم وأقاموا لهم الأسواق ثم توجه سعد نحو المدائن إلى يزدجرد وقدم خالد بن عرفطة حليف بني زهرة بن كلاب فلم يقدر عليه سعد حتى فتح خالد ساباط المدائن ثم توجه إلى المدائن فلم يجد معابر فدلوه على مخاضة عند قرية الصيادين أسفل المدائن فأخاضوها الخيل حتى عبروا وهرب يزدجرد إلى إصطخر فأخذ خالد كربلاء عنوة وسبى أهلها فقسمها سعد بين أصحابه ونزل كل قوم في الناحية التي خرج بها سهمه فأحيوها فكتب بذلك سعد إلى عمر فكتب إليه عمر أن حولهم فحولهم إلى سوق حكمة ويقال إلى كويفة ابن عمر دون الكوفة فنقضوا فكتب سعد إلى عمر بذلك فكتب إليه إن العرب لا يصلحها من البلدان إلا ما أصلح الشاة والبعير فلا تجعل بيني وبينهم بحرا وعليك بالريف فأتاه ابن بقيلة فقال له أدلك على أرض انحدرت عن الفلاة وارتفعت عن المبقة قال نعم فدله على موضع الكوفة اليوم وكان يقال له سورستان فانتهى إلى موضع مسجدها فأمر غاليا فرمى بسهم قبل مهب القبلة فعلم على موقعه ثم غلا بسهم قبل مهب الشمال فعلم على موقعه ثم علم دار إمارتها ومسجدها في مقام الغالي وفيما حوله ثم أسهم لنزار وأهل اليمن سهمين فمن خرج اسمه أولا فله الجانب الشرقي وهو خيرهما فخرج سهم أهل اليمن فصارت خططهم في الجانب الشرقي وصارت خطط نزار في الجانب الغربي من وراء تلك الغايات والعلامات وترك ما دون تلك العلامات فخط المسجد ودار الإمارة فلم يزل على ذلك وقال ابن عباس كانت منازل أهل الكوفة قبل أن تبنى أخصاصا من قصب إذا غزوا قلعوها وتصدقوا بها فإذا عادوا بنوها فكانوا يغزون ونساؤهم معهم فلما كان في أيام المغيرة بن شعبة بنت القبائل باللبن من غير ارتفاع ولم يكن لهم غرف فلما كان في أيام إمارة زياد بنوا أبواب الآجر فلم يكن في الكوفة أكثر أبواب الآجر من مراد والخزرج وكتب عمر بن الخطاب إلى سعد أن اختط موضع المسجد الجامع على عدة مقاتلتكم فخط على أربعين ألف إنسان فلما قدم زياد زاد فيه عشرين ألف إنسان وجاء بالآجر وجاء بأساطينه من الأهواز

قال أبو الحسن محمد ابن علي بن عامر الكندي البندار أنبأنا علي بن الحسن بن صبيح البزاز قال سمعت بشر بن عبد الوهاب القرشي مولى بني أمية وكان صاحب خير وفضل وكان ينزل دمشق ذكر أنه قدر الكوفة فكانت ستة عشر ميلا وثلثي ميل وذكر أن فيها خمسين ألف دار للعرب من ربيعة ومضر وأربعة وعشرين ألف دار لسائر العرب وستة آلاف دار لليمن أخبرني بذلك سنة 264 وقال الشعبي كنا نعد أهل اليمن اثني عشر ألفا وكانت نزار ثمانية آلاف وولى سعد بن أبي وقاص السائب بن الأقرع وأبا الهياج الأسدي خطط الكوفة فقال ابن الأقرع لجميل بن بصبهري دهقان الفلوجة اختر لي مكانا من القرية قال ما بين الماء إلى دار الإمارة فاختط لثقيف في ذلك الموضع وقال الكلبي قدم الحجاج بن يوسف على عبد الملك بن مروان ومعه أشراف العراقيين فلما دخلوا على عبد الملك بن مروان تذاكروا أمر الكوفة والبصرة فقال محمد بن عمير العطاردي الكوفة سفلت عن الشام ووبائها وارتفعت عن البصرة وحرها فهي برية مريئة مريعة إذا أتتنا الشمال ذهبت مسيرة شهر على مثل رضراض الكافور وإذا هبت الجنوب جاءتنا ريح السواد وورده وياسمينه وأترنجه ماؤنا عذب وعيشنا خصب فقال عبد الملك بن الأهتم السعدي نحن والله يا أمير المؤمنين أوسع منهم برية وأعد منهم في السرية وأكثر منهم ذرية وأعظم منهم نفرا يأتينا ماؤنا عفوا صفوا ولا يخرج من عندنا إلا سائق أو قائد فقال الحجاج يا أمير المؤمنين إن لي بالبلدين خبرا فقال هات غير متهم فيهم فقال أما البصرة فعجوز شمطاء بخراء دفراء أوتيت من كل حلي وأما الكوفة فبكر عاطل عيطاء لا حلي لها ولا زينة فقال عبد الملك ما أراك إلا قد فضلت الكوفة وكان علي عليه السلام يقول الكوفة كنز الإيمان وحجة الإسلام وسيف الله ورمحه يضعه حيث شاء والذي نفسي بيده لينتصرن الله بأهلها في شرق الأرض وغربها كما انتصر بالحجاز وكان سلمان الفارسي يقول أهل الكوفة أهل الله وهي قبة الإسلام يحن إليها كل مؤمن وأما مسجدها فقد رويت فيه فضائل كثيرة روى حبة العرني قال كنت جالسا عند علي عليه السلام فأتاه رجل فقال يا أمير المؤمنين هذه راحلتي وزادي أريد هذا البيت أعني بيت المقدس فقال عليه السلام كل زادك وبع راحلتك وعليك بهذا المسجد يعني مسجد الكوفة فإنه أحد المساجد الأربعة ركعتان فيه تعدلان عشرا فيما سواه من المساجد والبركة منه إلى اثني عشر ميلا من حيث ما أتيته وهي نازلة من كذا ألف ذراع وفي زاويته فار التنور وعند الأسطوانة الخامسة صلى إبراهيم عليه السلام وقد صلى فيه ألف نبي وألف وصي وفيه عصا موسى والشجرة اليقطين وفيه هلك يغوث ويعوق وهو الفاروق وفيه مسير لجبل الأهواز وفيه مصلى نوح عليه السلام ويحشر منه يوم القيامة سبعون ألفا ليس عليهم حساب ووسطه على روضة من رياض الجنة وفيه ثلاث أعين من الجنة تذهب الرجس وتطهر المؤمنين لو علم الناس ما فيه من الفضل لأتوه حبوا وقال الشعبي مسجد الكوفة ستة أجربة وأقفزة وقال زادا نفروخ هو تسعة أجربة ولما بنى عبيد الله بن زياد مسجد الكوفة جمع الناس ثم صعد المنبر وقال يا أهل الكوفة قد بنيت لكم مسجدا لم يبن على وجه الأرض مثله وقد أنفقت على كل أسطوانة سبع عشرة مائة ولا يهدمه إلا باغ أو جاحد وقال عبد الملك بن عمير شهدت زيادا وطاف بالمسجد فطاف به وقال ما أشبهه بالمساجد

قد أنفقت على كل أسطوانة ثماني عشرة مائة ثم سقط منه شيء فهدمه الحجاج وبناه ثم سقط بعد ذلك الحائط الذي يلي دار المختار فبناه يوسف بن عمر وقال السيد إسماعيل بن محمد الحميري يذكر مسجد الكوفة لعمرك ما من مسجد بعد مسجد بمكة ظهرا أو مصلى بيثرب بشرق ولا غرب علمنا مكانه من الأرض معمورا ولا متجنب بأبين فضلا من مصلى مبارك بكوفان رحب ذي أواس ومخصب مصلى به نوح تأثل وابتنى به ذات حيزوم وصدر محنب وفار به التنور ماء وعنده له قيل أيا نوح في الفلك فاركب وباب أمير المؤمنين الذي به ممر أمير المؤمنين المهذب عن مالك بن دينار قال كان علي بن أبي طالب إذا أشرف على الكوفة قال يا حبذا مقالنا بالكوفه أرض سواء سهلة معروفه تعرفها جمالنا العلوفه وقال سفيان بن عيينة خذوا المناسك عن أهل مكة وخذوا القراءة عن أهل المدينة وخذوا الحلال والحرام عن أهل الكوفة ومعما قدمنا من صفاتها الحميدة فلن تخلو الحسناء من ذام قال النجاشي يهجو أهلها إذا سقى الله قوما صوب غادية فلا سقى الله أهل الكوفة المطرا التاركين على طهر نساءهم والنايكين بشاطي دجلة البقرا والسارقين إذا ما جن ليلهم والدارسين إذا ما أصبحوا السورا ألق العداوة والبغضاء بينهم حتى يكونوا لمن عاداهم جزرا وأما ظاهر الكوفة فإنها منازل النعمان بن المنذر والحيرة والنجف والخورنق والسدير والغريان وما هناك من المتنزهات والديرة الكبيرة فقد ذكرت في هذا الكتاب حيث ما اقتضاه ترتيب أسمائها ووردت رامة بنت الحسين بن المنقذ بن الطماح الكوفة فاستوبلتها فقالت ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة وبيني وبين الكوفة النهران فإن ينجني منها الذي ساقني لها فلا بد من غمر ومن شنآن وأما المسافات فمن الكوفة إلى المدينة نحو عشرين مرحلة ومن المدينة إلى مكة نحو عشر مراحل في طريق الجادة ومن الكوفة إلى مكة أقصر من هذا الطريق نحو من ثلاث مراحل لأنه إذا انتهى الحاج إلى معدن النقرة عدل عن المدينة حتى يخرج إلى معدن بني سليم ثم إلى ذات عرق حتى ينتهي إلى مكة ومن حفاظ الكوفة محمد بن العلاء بن كريب الهمداني الكوفي سمع بالكوفة عبد الله بن المبارك وعبد الله بن إدريس وحفص بن غياث ووكيع بن الجراح وخلقا غيرهم وروى عنه محمد بن يحيى الذهلي وعبد الله بن يحيى الذهلي وعبد الله بن يحيى بن حنبل وأبو يعلى الموصلي والحسن بن سفيان الثوري وأبو عبد الله البخاري ومسلم بن الحجاج وأبو داود السجستاني وأبو عيسى الترمذي وأبو عبد الرحمن النسائي وابن ماجه القزويني وأبو عروة المراي وخلق سواهم

وكان ابن عقدة يقدمه على جميع مشايخ الكوفة في الحفظ والكثرة فيقول ظهر لابن كريب بالكوفة ثلثمائة ألف حديث وكان ثقة مجمعا عليه ومات لثلاث بقين من جمادى الأولى سنة 342 وأوصى أن تدفن كتبه فدفنت
كوفياباذقان بعد الفاء ياء مثناة من تحت وألف وباء موحدة وألف وذال معجمة وقاف وألف وآخره نون من قرى طوس
كوكبان بلفظ تثنية الكوكب الذي في السماء ولم يرد به التثنية وإنما هو بمنزلة فعلان كوكبان فوعلان كقولهم حران من الحر وولهان من الوله وعطشان من العطش فهو من كوكب كل شيء معظمه مثل كوكب العشب وكوكب الماء وكوكب كذا أو من الكوكب وهو شدة الحر وفي الذي بعده زيادة في الشرح وكوكبان جبل قرب صنعاء وإليه يضاف شبام كوكبان وقصر كوكبان وقيل إنما سمي كوكبان لأن قصره كان مبنيا بالفضة والحجارة وداخله بالياقوت والجوهر وكان ذلك الدر والجوهر يلمع بالليل كما يلمع الكوكب فسمي بذلك وقيل إنه من بناء الجن
كوكب ذكر الليث كوكب في باب الرباعي ذهب إلى أن الواو أصلية وهو عند حذاق النحويين من باب وكب صدر بكاف زائدة وقال أبو زيد الكوكب البياض في سواد العين ذهب البصر أم لم يذهب والكوكب من السماء معروف ويشبه به النور فيسمى كوكبا ويقال لقطرات الجليد التي تقع على البقل بالليل كوكب والكوكب شدة الحر وكوكب كل شيء معظمه مثل كوكب العشب وكوكب الماء وكوكب العيش وغلام كوكب إذا ترعرع وحسن وجهه والكوكب الماء والكوكب السيف والكوكب سيد القوم وكوكب اسم قلعة على الجبل المطل على مدينة طبرية حصينة رصينة تشرف على الأردن افتتحها صلاح الدين فيما افتتحه من البلاد ثم خربت بعد
كوكبى بالفتح على وزن فوعلى موضع ذكره الأخطل في قوله شوقا إليهم ووجدا يوم أتبعهم طرفي ومنهم بجنبي كوكبى زمر
الكوكبية منسوبة قرية وفي المثل دعوة كوكبية وذلك أن واليا لابن الزبير ظلم أهل قرية الكوكبية فدعوا عليه دعوة فلم يلبث أن مات فصارت مثلا قال فيا رب سعد دعوة كوكبية
كومح بالحاء مهملة جبل في ديار أبي بكر بن كلاب وليس بضخم جدا وعنده ماء يسمى الكومحة عن أبي زياد الكلابي
كوك بكافين الأول مفتوح والواو ساكنة قرية رأيتها كبيرة عامرة بينها وبين شهرستان خراسان مرحلة وهي من أعمال نسا وآخر حدودها
كولان بالضم وآخره نون بليدة طيبة في حدود بلاد الترك من ناحية بما وراء النهر
الكولة حصن من نواحي ذمار باليمن
كومخان بلفظ التثنية الكماخ الكبر والعظمة والكومخان مكانان ذوا رمل وفي رواية الأسدي الكومحان بالحاء مهملة وقال ابن مقبل يصف سحابا أناخ برمل الكومخين إناخة ال يماني قلاصا حط عنهن مكورا

كوكو وهو اسم أمة وبلاد من السودان قال المهلبي كوكو من الإقليم الأول وعرضها عشر درج وملكهم يظاهر رعيته بالإسلام وأكثرهم يظاهر به وله مدينة على النيل من شرقيه اسمها سرناة بها أسواق ومتاجر والسفر إليها من كل بلد متصل وله مدينة على غربي النيل سكنها هو ورجاله وثقاته وبها مسجد يصلي فيه ومصلى الجماعة بين المدينتين وله في مدينته قصر لا يسكنه معه أحد ولا يلوذ فيه إلا خادم مقطوع وجميعهم مسلمون وزي ملكهم ورؤساء أصحابه القمصان والعمائم ويركبون الخيل أعراء ومملكته أعمر من مملكة زغاوة وبلاد الزغاوة أوسع وأموال أهل بلاده الأموال المواشي وبيوت أموال الملك واسعة وأكثرها الملح
كول بضم أوله وسكون ثانيه ولام باب كول محلة بشيراز
كومل من حصون اليمن
كوملاذ من قرى همذان فيما أحسب أو لقب رجل نسب إليه وينسب إليه صالح بن أحمد ابن محمد بن أحمد بن صالح بن عبد الله بن قيس بن الهذيل بن يزيد بن العباس بن الأحنف بن قيس التميمي الكوملاذاني هو وأبوه من الأئمة والعلماء والحفاظ روى أحمد أبو الحسين عن محمد بن حيويه ومحمد بن الحسين بن الفرج وغيرهما كثير ورحل إلى العراق فسمع من خلق من أهلها ويروي عنه ابنه صالح وخلق لا يحصى عددهم وكان ابنه صالح بن أحمد من الحفاظ وله تاريخ لهمذان وسمع الكثير ورواه وصنف وكان من الأبدال له كرامات ومات لثمان بقين من شعبان سنة 483 ومولده سنة 303
كوم بفتح أوله ويروى بالضم وأصله الرمل المشرف وقال ابن شميل الكومة تراب مجتمع طوله في السماء ذراعان ويكون من الحجارة والرمل والجمع كوم وهو اسم لمواضع بمصر تضاف إلى أربابها أو إلى شيء عرفت به منها كوم الشقاف قرية على شرقي النيل بأعلى الصعيد كانت عندها وقعة بين الملك العادل أبي بكر بن أيوب أخي صلاح الدين وبين قوم من بني حنيفة عرب فقتل منهم العادل في غزاته على ما قيل ستين ألفا وذلك لفساد كان منهم
وكوم علقام ويقال كوم علقماء موضع في أسفل مصر له ذكر في حديث رويفع
وكوم شريك قرب الإسكندرية كان عمرو بن العاص أنفذ فيه شريك بن سمي بن عبد يغوث بن حرز الغطيفي أحد وفد مراد الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه و سلم كان على مقدمة عمرو وفتح مصر فكثرت عليه الروم بهذا الموضع فخافهم على أصحابه فلجأ إلى هذا الكوم فاعتصم به ودافعهم حتى أدركه عمرو بن العاص وكان قريبا منه فاستغرهم فسمي كوم شريك بذلك وشريك بن سمي هذا هو جد أبي شريك يحيى بن يزيد بن حماد بن إسماعيل بن عبد الله بن يزيد بن شريك
كوميد قلعة في جبل طبرستان
كومين من نواحي كرمان قال الإصطخري إذا قصدت من جيرفت تريد هرمز تسير إلى لاشكرد ثم تعدل منها على يسارك إلى كومين ومن كومين إلى نهر راغان ومن نهر راغان إلى منوجان مرحلتان ومن منوجان إلى هرمز مرحلة
و كومين أيضا قرية بين الري وقزوين
كونجان بعد الواو الساكنة نون وجيم وآخره نون من قرى شيراز
كوهك كأنه تصغير كوه وهو الجبل بسمرقند باب من أبوابها يعرف باب من أبوابها يعرف بباب كوهك وبين سمرقند

وبين أقرب الجبال إليها نحو من مرحلة خفيفة إلا أنه يتصل بها جبل صغير يعرف بكوهك يمتد مرحلة إلى سمرقند وهو مقدار نصف ميل في الطول ومنه أحجار بلدهم والطين المستعمل في الأواني والزجاج والنورة وغير ذلك
كوهيار بالضم وكسر الهاء وياء مثناة من تحت وآخره راء من قرى طبرستان
كوير تصغير كور جبل بضرية
الكويرة تصغير كارة جبل من جبال القبلية
كويلح موضع في قول حزام بن الحارث الضبابي ونحن جلبنا الخيل من نحو ذي حسا تغيب أحيانا ومنها ظواهر إذا أسهلت خبت وإن أحزنت مشت وفيهن عن حد الإكام تزاور دفعن لهم مد الضحى بكويلح فظل لهم يوم بنسة فاخر
الكويفة تصغير الكوفة التي تقدم ذكرها يقال لها كويفة ابن عمر منسوبة إلى عبد الله بن عمر ابن الخطاب نزلها حين قتل بنت أبي لؤلؤة والهرمزان وجفينة العبادي وهي بقرب بزيقيا
باب الكاف والهاء وما يليهما
كهال من حصون اليمن وهو كهال بن عدي بن مالك بن زيد بن نبت بن حمير بن سبا وإليه تنسب مصنعة كهال
كهاتان موضع بالشام قال عدي بن الرقاع أبلغا قومنا جذاما ولخما قول من عزهم إليه حبيب كان آباؤكم إذا الناس حرب وهم الأكثرون كان الحروب منعوا الثغرة التي بين حمص والكهاتين ليس فيها عريب
الكهرجان بالفتح ثم السكون وراء ثم جيم وآخره نون موضع بفارس فوق نقيل صيد في بلاد مذحج
كهك بالضم ثم الفتح وآخره كاف أيضا مدينة بسجستان وربما سموها تيركهك من أعمال الرخج قرب بست
الكهف المذكور في كتاب الله عز و جل استوفيت ما بلغني فيه في الرقيم و ذات الكهف موضع في قول عوف بن الأحوص يسوق صريم شاءها من جلاجل إلي ودوني ذات كهف وقورها وقال بشر بن أبي خازم يسومون الصلاح بذات كهف وما فيها لهم سلع وقار
الكهفة بلفظ واحدة الكهف وهو علم مرتجل ماءة لبني أسد قريبة القعر
كهلان جبل بناحية الغيل من صعدة عن ابن المبارك وأنشد ودار بكهلان لشبل أخيهم دعامة عز من تلاع الدعائم
كهيلة بلفظ تصغير كهلة موضع في بلاد تميم قال الفرزدق نهضن بنا من سيف رمل كهيلة وفيها بقايا من مراح وعجرف

وقال الراعي عميرية حلت برمل كهيلة فبينونة تلقى لها الدهر مربعا
باب الكاف والياء وما يليهما
كيخاران بالفتح ثم السكون وخاء معجمة وراء وآخره نون موضع بفارس
كيدمة بالفتح والدال مهملة والميم موضع بالمدينة وهو سهم عبد الرحمن بن عوف بن بني النضير
كيران مدينة بأذربيجان بين تبريز وبيلقان أخبرني بها رجل من أهلها في بلاد العرب موضع يقال له كيران وقال شاعر ولما رأيت أنني لست مانعا كران ولا كيران من رهط سالم
كير بلفظ كير الحداد وهو الجلدة التي ينفخ بها الكور الذي يوقد فيه قال السيرافي وكير جبلان في أرض غطفان قال عروة بن الورد سقى سلمى وأين محل سلمى إذا حلت مجاورة السرير إذا حلت بأرض بني علي وأهلك بين إمرة وكير ذكرت منازلا من آل وهب محل الحي أسفل ذي النقير
كيرداباذ بالراء ثم دال مهملة وألف وباء موحدة وآخره ذال معجمة من قرى طريثيث
كيركابان مدينة بولاية قصدار كان بها مقام المتغلب على تلك النواحي
كيز بكسر أوله وسكون ثانيه والزاي وبعض يقول كيج بالجيم من أشهر مدن مكران وبها كان مقام الوالي وبينها وبين تيز خمس مراحل وهي فرضة مكران وبها نخيل كثيرة وبينها وبين قيربون مرحلتان
كيسب قرية بين الري وخوار الري
كيسوم بالسين المهملة وهو الكثير من الحشيش يقال روضة أكسوم ويكسوم وكيسوم فيعول منه وهي قرية مستطيلة من أعمال سميساط ولها عرض صالح وفيها سوق ودكاكين وافرة وفيها حصن كبير على تلعة كانت لنصر بن شبث تحصن فيه من المأمون حتى ظفر به عبد الله بن طاهر فأخرجه ثم أحدث بعد فيها مياها وبساتين وفي ذلك يقول عوف بن محلم يمدح عبد الله بن طاهر شكرا لربك يوم الحصن نعمته فقد حماك بعز النصر والظفر فاعرف لسيفك يوم الحصن وقعته فإنه السيف لم يترك ولم يذر حللت من فتح كيسوم فداك أبي مثواك في الحفر بين الوحل والمطر
كيش هو تعجيم قيس جزيرة في وسط البحر تعد من أعمال فارس لأن أهلها فرس وقد ذكرتها في قيس وتعد في أعمال عمان وقد نسب المحدثون إليها إسماعيل بن مسلم العبدي الكيشي قاضيها كان من أهل البصرة يروي عن الحسن وأبي المتوكل وغيرهما روى عنه يحيى بن سعيد ووكيع وعبد الرحمن بن المهدي وكان ثقة وليس بالمكي
كيف مدينة كانت قديمة بين باذغيس ومرو الروذ وكانت قصبة تلك الولاية قريبة من بغشور معدودة في مرو الروذ فتحها شاكر مولى شريك بن الأعور

من قبل عبد الله بن عامر في سنة 13 في أيام مرو الروذ
كيفانة مدينة بالسند بينها وبين البحر نحو فرسخين وبينها وبين قامهل أربع مراحل وبينها وبين سندان نحو خمس مراحل
كيلاهجان ناحية في بلاد جيلان أو طبرستان
كيلكى بالكسر والقصر اسم أحد الطبسين
كيل بالكسر والسكون ولام وهي الكال التي ذكرها ابن الحجاج في قوله لعن الله ليلتي بالكال وقد تقدم ذكرها نسبوا إليها أبا العز ثابت بن منصور بن المبرك الكيلي حافظ ثقة سمع مالك بن أحمد البانياسي ومحمد بن إسحاق الباقرحي ورزق الله بن عبد الوهاب التميمي وغيرهم وجمع أجزاء من تصنيفه سمع منه أبو المعمر الأنصاري وتوفي في سنة 825
كيلين بالكسر ثم السكون وكسر اللام وآخره نون من قرى الري على ستة فراسخ منها قرب قوهذ العليا فيها سوق يقال لها كيلين ينسب إليها أبو صالح عباد بن أحمد الكيليني عن منصور بن العباس روى عن محمد بن أيوب
كيمارج بالراء المفتوحة والجيم كورة من نواحي فارس
كيماك آخره كاف أيضا ولاية واسعة في حدود الصين وأهلها ترك يسكنون الخيام ويتبعون الكلأ وبين طراربند آخر ولاية المسلمين وبينها أحد وثلاثون يوما بين مفاوز وجبال وأودية فيها أفاع وحشرات غريبة قتالة

ل
باب اللام والألف وما يليهما
لأى بوزن لعا من نواحي المدينة قال ابن هرمة حي الديار بمنشد فالمنتضى فالهضب هضب رواوتين إلى لأى لعب الزمان بها فغير رسمها وخريقه يغتال من قبل الصبا فكأنها بليت وجوه عراضها فبكيت من جزع لما كشف البلى
اللاءة بوزن اللاعة ماءة من مياه بني عبس
اللاب آخره باء موحدة جمع اللابة وهي الحرة اسم موضع في الشعر
واللاب أيضا من بلاد النوبة يجلب منه صنف من السودان منهم كافور الإخشيدي قال فيه المتنبي كأن الأسود اللابي فيهم وصندل اللابي والي إمارة عمان وكفرلاب ذكرت في الكاف
اللابتان تثنية لابة وهي الحرة وجمعها لاب وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه و سلم حرم ما بين لابتيها يعني المدينة لأنها بين الحرتين ذكرتهما في الحرار قال الأصمعي اللابة الأرض التي ألبستها الحجارة السود وجمعها لابات ما بين الثلاث إلى العشر فإذا كثرت فهي اللاب واللوب قال الرياشي توفي ابن لبعض المهالبة بالبصرة فأتاه شبيب بن شيبة المنقري يعزيه وعنده بكر بن شبيب السهمي فقال شبيب بلغنا أن الطفل لا يزال محيطا على باب الجنة يشفع لأبويه فقال بكر وهذا خطأ فإن ما للبصرة واللوب لعلك غرك قولهم ما بين لابتي المدينة يعني حرتيها وقد ذكر مثل ذلك عن ابن الأعرابي وقد ذكرته في هذا الكتاب في كثوة وقال أبو سعيد إبراهيم مولى قائد ويعرف بابن أبي سنة يرثي بني أمية أفاض المدامع قتلى كدا وقتلى بكثوة لم ترمس وقتلى بوج وباللابتين ومن يثرب خير ما أنفس

وبالزابيين نفوس ثوت وأخرى بنهر أبي فطرس أولئك قوم أناخت بهم نوائب من زمن متعس هم أضرعوني لريب الزمان وهم ألصقوا الرغم بالمعطس فما أنس لا أنس قتلاهم ولا عاش بعدهم من نسي
لا بة موضع بعينه قال عامر بن الطفيل ونحن جلبنا الخيل من بطن لابة فجئن يبارين الأعنة سهما
اللات يجوز أن يكون من لاته يليته إذا صرفه عن الشيء كأنهم يريدون أنه يصرف عنهم الشر ويجوز أن يكون من لات يليت وألت في معنى النقص ويقال ريث أليت الحق أي أحيله وقيل وزن اللات على اللفظ فعه والأصل فعله لويه حذفت الياء فبقيت لوه وفتحت لمجاورة الهاء وانقلبت الفاء وهي مشتقة من لويت الشيء إذا أقمت عليه وقيل أصلها لوهة فعلة من لاه السراب يلوه إذا لمع وبرق وقلبت الواو ألفا لسكونها وانفتاح ما قبلها وحذفوا الهاء لكثرة الاستعمال واستثقال الجمع بين هاءين وهو اسم صنم كانت تعبده ثقيف وتعطف عليه العزى قالوا وهو صخرة كان يجلس عليها رجل كان يبيع السمن واللبن للحجاج في الزمن الأول وقيل عمرو بن لحي الخزاعي حين غلبت خزاعة على البيت ونفت عنه جرهم جعلت العرب عمرو بن لحي ربا لا يبتدع لهم بدعة إلا اتخذوها شرعة لأنه كان يطعم الناس ويكسو في الموسم فربما نحر في الموسم عشرة آلاف بدنة وكسا عشرة آلاف حلة حتى إن اللات كان يلت له السويق للحج على صخرة معروفة تسمى صخرة اللات وكان اللات رجلا من ثقيف فلما مات قال لهم عمرو بن لحي لم يمت ولكن دخل في الصخرة ثم أمرهم بعبادتها وأن يبنوا عليها بنيانا يسمى اللات ودام أمر عمرو وولده بمكة نحو ثلثمائة سنة فلما مات استمروا على عبادتها وخففوا التاء ثم قام عمرو بن لحي فقال لهم إن ربكم كان قد دخل في هذا الحجر يعني تلك الصخرة ونصبها لهم صنما يعبدونها وكان فيه وفي العزى شيطانان يكلمان الناس فاتخذتها ثقيف طاغوتا وبنت لها بيتا وجعلت لها سدنة وعظمته وطافت به وقيل كانت صخرة بيضاء مربعة بنت عليها ثقيف بنية وأمرهم النبي صلى الله عليه و سلم بهدمها عند إسلام ثقيف فهي اليوم تحت مسجد الطائف وكان أبو سفيان بن حرب أحد من وكل إليه فهدمه وقال ابن حبيب وكانت اللات لثقيف بالطائف على صخرة وكانوا يسيرون إلى ذلك البيت ويضاهئون به الكعبة وله حجبة وكسوة وكانوا يحرمون واديه فبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة فهدماه وكان سدنته آل أبي العاص بن أبي يسار بن مالك من ثقيف وقال أبو المنذر بعد ذكر مناة ثم اتخذوا اللات واللات بالطائف وهي أحدث من مناة وكانت صخرة مربعة وكان يهودي يلت عندها السويق وكانت سدنتها من ثقيف بنو عتاب بن مالك وكانوا قد بنوا عليها بناء وكانت قريش وجميع العرب يعظمونها وبها كانت العرب تسمي زيد اللات وتيم اللات وكانت في موضع منارة مسجد الطائف اليسرى اليوم وهي التي ذكرها الله تعالى في القرآن فقال أفرأيتم اللات والعزى الآية ولها يقول

عمرو بن الجعيد فإني وتركي وصل كأس لكالذي تبرأ من لات وكان يدينها ولها يقول المتلمس في هجائه عمرو بن المنذر أطردتني حذر الهجاء ولا واللات والأنصاب لا تئل فلم تزل كذلك حتى أسلمت ثقيف فبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم المغيرة بن شعبة فهدمها وحرقها بالنار وفي ذلك يقول شداد بن عارض الجشمي حين هدمت وحرقت ينهى ثقيفا من العود إليها والغضب لها لا تنصروا اللات إن الله يهلكها وكيف نصركم من ليس ينتصر إن التي حرقت بالنار واشتعلت ولم يقاتل لدى أحجارها هدر إن الرسول متى ينزل بساحتكم يظعن وليس لها من أهلها بشر وقال أوس بن حجر يحلف باللات وباللات والعزى ومن دان دينها وبالله إن الله منهن أكبر وكان زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب يذكر اللات والعزى وغيرهما من الأصنام التي ترك عبادتها قبل مبعث النبي صلى الله عليه و سلم وأنشد أربا واحدا أم ألف رب أدين إذا تقسمت الأمور عزلت اللات والعزى جميعا كذلك يفعل الجلد الصبور فلا عزى أدين ولا ابنتيها ولا صنمي بني عمرو أزور ولا غنما أدين وكان ربا لنا في الدهر إذ حلمي يسير عجبت وفي الليالي معجزات وفي الأيام يعرفها البصير وبينا المرء يفتر ثاب يوما كما يتروح الغصن المطير وأبقى آخرين ببر قوم فيربل منهم الطفل الصغير فتقوى الله ربكم احفظوها متى ما تحفظوها لا تبوروا ترى الأبرار دارهم جنان وللكفار حامية سعير وخزي في الحياة وإن يموتوا يلاقوا ما تضيق به الصدور
لاحج موضع من نواحي مكة قال أرقت لبرق لاح في بطن لاحج وأرقني ذكر المليحة والذكر ونامت ولم أرقد لهمي وشقوتي وليست بما ألقاه في حبها تدري ولاحج من قرى صنعاء باليمن
لاذر من مدن مكران بينها وبين سجستان ثلاثة أيام
اللاذقية بالذال معجمة مكسورة وقاف مكسورة وياء مشددة مدينة في ساحل بحر الشام تعد في أعمال حمص وهي غربي جبلة بينهما ستة فراسخ وهي الآن من أعمال حلب قال بطليموس في كتاب الملحمة مدينة لاذقية طولها ثمان وستون

درجة وعشرون دقيقة وعرضها خمس وثلاثون درجة وست دقائق في الإقليم الرابع طالعها القوس عشرون درجة من السرطان مدينة عتيقة رومية فيها أبنية قديمة مكينة وهو بلد حسن في وطاء من الأرض وله مرفأ جيد محكم وقلعتان متصلتان على تل مشرف على الربض والبحر على غربيها وهي على ضفته ولذلك قال المتنبي ويوم جلبتها شعث النواصي معقدة السبائب للطراد وحام بها الهلاك على أناس لهم باللاذقية بغي عاد وكان الغرب بحرا من مياه وكان الشرق بحرا من جياد وقال المعري الملحد إذ كانت اللاذقية بيد الروم بها قاض وخطيب وجامع لعباد المسلمين إذا أذنوا ضرب الروم النواقيس كيادا لهم فقال في اللاذقية فتنة ما بين أحمد والمسيح هذا يعالج دلبة والشيخ من حنق يصيح الدلبة الناقوس والشيخ الذي يصيح أراد به المؤذن قال ابن فضلان واللاذقية مدينة قديمة سميت باسم بانيها ورأيت بها في سنة 446 أعجوبة وذلك أن المحتسب يجمع القحاب والغرباء المؤثرين للفساد من الروم في حلقة وينادي على كل واحد منهم ويزايدون عليها إلى دراهم ينتهون إليها ليلتها عليه ويأخذونهم إلى الفنادق التي يسكنها الغرباء بعد أن يأخذ كل واحد منهم من المحتسب خاتم المطران حجة معه ويعقب الوالي له فإنه متى وجد إنسانا مع خاطئة وليس معه خاتم المطران ألزم خيانة ومن هذه المدينة أعني اللاذقية خرج نيقولاوس صاحب جوامع الفلسفة وتوفلس صاحب الحجج في قدم العالم وينسب إلى اللاذقية نصر الله بن محمد بن عبد القوي أبو الفتح بن أبي عبد الله المصيصي ثم اللاذقي الفقيه الشافعي الأصولي الأشعري نسبا ومذهبا نشأ بصور وسمع بها أبا بكر الخطيب وأبا الفتح المقدسي الزاهد وعليه تفقه وأبا النصر عمر بن أحمد بن عمر القصار الآمدي سمع بدمشق والأنبار وببغداد أبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي وبأصبهان وكان صلبا في السنة أقام بدمشق يدرس في الزاوية الغربية بعد وفاة شيخه أبي الفتح المقدسي وكان وقف وقفا على وجوه البر وكان مولده باللاذقية في سنة 844 ومات سنة 245 وهو آخر من حدث بدمشق عن أبي بكر الخطيب وأسعد بن محمد أبو الحسن اللاذقي حدث بدمشق عن أبي عثمان سعد بن عثمان الحمصي وموسى بن الحسن الصقلي وإبراهيم بن مرزوق البصري وأبي عتبة البخاري روى عنه جمح بن القاسم المؤذن وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن أسد القنوي وكان قد ملكها الفرنج فيما ملكوه من بلاد الساحل في حدود سنة 005 وهي في أيدي المسلمين إلى الآن وفي هذا العام في ذي القعدة من سنة 602 خرج إليها العسكر الحلبي وأقام فيها إقامة مديدة حتى خربوا القلعة وألحقوها بالأرض خوفا من أن يجيء الإفرنج فينزلوا عليها ويحولوا بين المسلمين وبينها فيملكوها على عادة لهم في ذلك وقال أبو الطيب ما كنت آمل قبل نعشك أن أرى رضوى على أيدي الرجال تسير خرجوا به ولكل باك خلفه صعقات موسى يوم دك الطور

والشمس في كبد السماء مريضة والأرض راجفة تكاد تمور وحفيف أجنحة الملائك حوله وعيون أهل اللاذقية صور
لاذكرد موضع بكرمان على فرسخ من جيرفت كانت فيه وقعة بين المهلب بن أبي صفرة وقطري بن الفجاءة الخارجي
لارجان بعد الراء الساكنة جيم وآخره نون بليدة بين الري وآمل طبرستان بينها وبين كل واحد من البلدين ثمانية عشر فرسخا ولها قلعة حصينة لها ذكر كثير في أخبار آل بويه والديلم ينسب إليها محمد بن بندار بن محمد اللارجاني الطبري أبو يوسف الفقيه قدم أصبهان
لاردة بالراء مكسورة والدال المهملة مدينة مشهورة بالأندلس شرقي قرطبة تتصل أعمالها بأعمال طركونة منحرفة عن قرطبة إلى ناحية الجوف ينسب إلى كورتها عدة مدن وحصون تذكر في مواضعها وهي بيد الإفرنج الآن ونهرها يقال له سيقر ينسب إليها جماعة منهم أبو يحيى زكرياء بن يحيى بن سعيد اللاردي ويعرف بابن النداف وكان إماما محدثا سمع منه بالأندلس كثير ذكره الفرضي ولم يذكر وفاته ولكنه قال
اللار آخره راء جزيرة بين سيراف وقيس كبيرة فيها غير قرية وفيها مغاص على اللؤلؤ قيل لي وأنا بها إن دورها اثنا عشر فرسخا ينسب إليها أبو محمد أبان بن هذيل بن أبي طاهر يروي عن أبي حفص عمر بن عبد الباقي الماوراء نهري روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي
لارز بتقديم الراء وكسرها ثم زاي قرية من أعمال آمل طبرستان يقال لها قلعة لارز بينها وبين آمل يومان ينسب إليها أبو جعفر محمد بن علي اللارزي الطبري روى الحديث ومات في سنة 815
لاز بالزاي من نواحي خواف من أعمال نيسابور وقال الرهني لاز من ناحية زوزن نسب إليها أبو الحسن بن أبي سهل بن أبي الحسن اللازي شاعر فاضل ومن شعره يشم الأنوف الشم عرصة داره وأعجب بأنف راغم فاز بالفخر ومن قدماء أهل لاز أحمد بن أسد العامري وابناه أبو الحارث أسد وأبو محمد جعفر وكانوا علماء شعراء لا يشق غبارهم
لاشكرد بلدة مشهورة بكرمان بينها وبين جيرفت ثلاث مراحل
لاعة بالعين مهملة مدينة في جبل صبر من نواحي اليمن إلى جانبها قرية لطيفة يقال لها عدن لاعة ولاعة موضع ظهرت فيه دعوة المصريين باليمن ومنها محمد بن الفضل الداعي ودخلها من دعاة المصريين أبو عبد الله الشيعي صاحب الدعوة بالمغرب وكان محمد بن الفضل المذكور آنفا قد استولى على جبل صبر وهو جبل المذرعة في سنة 043 ودعا إلى المصريين ثم نزعه منه أسعد بن أبي يعفر
لافت جزيرة في بحر عمان بينها وبين هجر وهي جزيرة بني كاوان أيضا التي افتتحها عثمان بن أبي العاصي الثقفي في أيام عمر بن الخطاب ومنها سار إلى فارس فافتتح بلادها ولعثمان بن أبي العاصي بهذه

الجزيرة مسجد معروف وكانت هذه الجزيرة من أعمر جزائر البحر بها قرى وعيون وعمائر فأما في زماننا هذا فإني سافرت في ذلك البحر وركبته عدة نوب فلم أسمع لها ذكرا
لاكمالان بفتح الكاف والميم وآخره نون من قرى مرو وقد اشتهر عن أهلها سلامة الصدر والبله وقلة التصور حتى يضرب بهم المثل وقد جاء ذكرها في مناظرة ابن راهويه والشافعي في كرى رباع مكة فجوزه الشافعي وقال أما بلغك قول النبي صلى الله عليه و سلم وهل ترك لنا عقيل من رباع فلم يفهم إسحاق بن راهويه كلامه والتفت إلى من معه من أهل مرو فقال لاكمالاني ينسب وفي رواية مالاني وهما قريتان بمرو ينسب أهلهما إلى الغفلة فناظره الشافعي حتى فهمه كلامه وأقام الحجة في قصة فيها طول فكان إسحاق بعد ذلك يقبض على لحيته ويقول وإحيائي من الشافعي يعني ما تسرع إليه من القول ولم يفهم كلامه
اللؤلؤة من قرى عثر من جهة القبلة في أوائل نواحي اليمن
لامجان بكسر الميم وجيم وآخره نون قرية بينها وبين همذان سبعة فراسخ
لامس بالسين مهملة وكسر الميم من قرى الغرب ينسب إليها أبو سليمان الغربي اللامسي من أقران أبي الخير الأقطع وقال أبو زيد إذا جزت قلمية إلى البحر نحو مرحلة بان لك مكان وكان يعرف باللامس وهي قرية على شط بحر الروم من ناحية ثغر طرسوس كان فيه الفداء بين المسلمين والروم يقدمون الروم في البحر فيكونون في سفنهم والمسلمون في البر ويقع الفداء
لامش بكسر الميم والشين معجمة من قرى فرغانة وقد نسب إليها طائفة من أهل العلم منهم من المتأخرين أبو علي الحسين بن علي بن أبي القاسم اللامشي الفرغاني سكن سمرقند وكان إماما فاضلا فقيها بصيرا بعلم الخلاف سمع الحديث من أبي محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم الحافظ القصار وغيره ولد بلامش سنة 144 ومات بسمرقند في رمضان سنة 225
لامغان بفتح الميم وغين معجمة وآخره نون من قرى غزنة خرج منها جماعة من الفقهاء والقضاة وببغداد بيت منهم وقيل لامغان كورة تشتمل على عدة قرى في جبال غزنة وربما سميت لمغان وقد نسب إليها جماعة من فقهاء الحنفية ببغداد منهم ممن رأيناه وأدركناه القاضي عبد السلام بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن عبد السلام بن الحسن اللامغاني أبو محمد القاضي الفقيه المتقن من أهل باب الطاق ومشهد أبي حنيفة سكن دار الخلافة بالمطبق تفقه على أبيه وعمه ودرس بمدرسة سوق العميد المعروفة بزيرك وسمع أبا عبد الله الحسين بن الحسن الوبني وغيره وناب عن القاضي أبي طالب علي بن علي البخاري في ولايته الثانية إلى أن توفي ابن البخاري ثم استنابه قاضي القضاة علي بن سليمان أيام ولايته بها وسئل عن مولده فقال في سنة 025 بمحلة أبي حنيفة وتوفي في مستهل رجب سنة 650 ودفن بمقبرة الخيزران بظاهر مشهد أبي حنيفة وينسب إليها عدة من هذا البيت
لانجش بالنون ساكنة وجيم مفتوحة وشين معجمة حصن من أعمال ماردة بالأندلس
اللان آخره نون بلاد واسعة في طرف أرمينية قرب باب الأبواب مجاورون للخزر والعامة

يغلطون فيهم فيقولون علان وهم نصارى تجلب منهم عبيد أجلاد
لاوجه بفتح الواو والجيم مدينة
لاوي قرية بين بيسان ونابلس بها قبر لاوي بن يعقوب وبه سميت
لاهج بكسر الهاء والجيم ناحية في بلاد جيلان يجلب منها الإبريسم اللاهجي وليس بالجيد
لاهون بلد بصعيد مصر به مسجد يوسف الصديق والسكر الذي بناه لرد الماء إلى الفيوم
لأي بفتح أوله وإسكان ثانيه وياء وهو البطء في اللغة قال زهير وقفت بها من بعد عشرين حجة فلأيا عرفت الدار بعد توهم وهو موضع في عقيق المدينة قال معن بن أوس تغير لأي بعدنا فعتائده فذو سلم أنشاجه فسواعده
باب اللام والباء وما يليهما
لبا صوابه أن يكتب بالياء وإنما كتبناه هنا بالألف على اللفظ وهو بكسر أوله أنشد محمد بن أبان الأعرابي مررنا على لبنى كأن عيوننا من الوجد بالآثار حمر الصنوبر ورد أبو محمد الأسود الغندجاني فقال هذا الشعر لتميم بن الحباب أخي عمير بن الحباب السلمي قال وصحف في حرف منه وهو قوله مررت على لبنى وإنما هو لبا وهو بين بلد والعقر من أرض الموصل وأنشد الأبيات بكمالها جزى الله خيرا قومنا من عشيرة بني عامر لما استهلوا بحنجر هم خير من تحت السماء إذا بدت خدام النسا مسته لم يتغير هم بردوا حر الصدور وأدركوا بوتر لنا بين الفريقين مدبر ومروا على لبى كأن عيونهم من الوجد بالآثار حمر الصنوبر فبتنا لهم ضيفا علينا قراهم وكان القرى للطارق المتنور نحق قراهم آخر الليل بالقنا وبيض خفاف ذات لون مشهر بقرنا الحبالى من زهير ومالك لييأس قوم من رجاء التجبر
لباب بالضم وتكرير الباء وهو في اللغة الخالص من كل شيء وهو جبل لبني جذيمة وقال الأصمعي وهو يذكر جبال هذيل ثم أودية واسعة وجبل يقال له الباب وهو لبني خالد
اللبا ذو اللبا صنم لعبد القيس بالمشقر سدنته منهم بنو عامر
لبابة موضع بثغر سرقسطة بالأندلس ينسب إليها أبو بكر اللبابي من أدباء الأندلس قرأ عليه أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن عامر اللبابي
لباح بالضم وآخره حاء مهملة ولباح موضع في شعر النابغة قال كأن الظعن حين طفون ظهرا سفين البحر يممن القراحا قفا فتبينا أعريتنات توخى الحي أم أموا لباحا

كأن على الحدوج نعاج رمل زهاها الذعر أو سمعت صياحا
اللبادين نسبة إلى عمل اللبود من الصوف وهكذا يتلفظ به العامة ملحونا وهو في موضعين أحدهما بدمشق مشرف على باب جيرون والثاني بسمرقند ويقال له كوي نمدكران ينسب إليها القاضي محمد بن طاهر بن عبد الرحمن بن الحسن بن محمد السعدي السمرقندي اللبادي روى عن أستاذه أبي اليسر محمد بن محمد البزدوي مات منتصف صفر سنة 515
اللبان بلدة بأرض مهرة من أرض نجد بأقصى اليمن
لبب موضع أنشد ابن الأعرابي قد علمت أني إذا الورد عصب من السقاة صالح يوم لبب إذا نعى زوج الفتاة بالعرب
اللبد بكسر اللام وفتح الباء موضع في بلاد هذيل قال أبو ذؤيب بنو هذيل وفقيم وأسد والمزنيين بأعلى ذي لبد
لبدة مدينة بين برقة وإفريقية وقيل بين طرابلس وجبل نفوسة وهو حصن من بنيان الأول بالحجر والآجر وحوله آثار عجيبة يسكن هذا الحصن قوم من العرب نحو ألف فارس يحاربون كل من حاربهم ولا يعطون طاعة لأحد يقاومون مائة ألف ما بين فارس وراجل كانت به وقعة بين أبي العباس أحمد بن طولون وأهل إفريقية فقال أبو العباس يذكر ذلك إن كنت سائلة عني وعن خبري فها أنا الليث والصمصامة الذكر من آل طولون أصلي إن سألت فما فوقي لمفتخر بالجود مفتخر لو كنت شاهدة كري بلبدة إذ بالسيف أضرب والهامات تبتدر إذا لعاينت مني ما تبادره عني الأحاديث والأنباء والخبر
لب اسم مدينة بالأندلس من ناحية البحر المحيط
لبشمون بفتح أوله ثم السكون وشين معجمة وميم مضمومة وآخره نون قرية بالأندلس
لبطيط بفتح أوله وثانيه وكسر الطاء وياء وطاء أخرى بالأندلس من أعمال الجزيرة الخضراء
لبلة بفتح أوله ثم السكون ولام أخرى قصبة كورة بالأندلس كبيرة يتصل عملها بعمل أكشونية وهي شرق من أكشونية وغرب من قرطبة بينها وبين قرطبة على طريق إشبيلية خمسة أيام أربعة وأربعون فرسخا وبين إشبيلية اثنان وأربعون ميلا وهي برية بحرية غزيرة الفضائل والثمر والزرع والشجر ولأدمها فضل على غيره ولها مدن وتعرف لبلة بالحمراء وقد ذكرت في بابها ومن لبلة يجلب الجنطيانا أحد عقاقير العطارين ينسب إليها جماعة منهم أبو الحسن ثابت بن محمد اللبلي نزيل جيان من بلاد الأندلس ذكره أبو العباس أحمد بن محمد بن مفرج النباتي في شيوخه ووصفه بالعلم والصلاح وأبو العباس أحمد بن تميم بن هشام بن حيون اللبلي سمع ببغداد وخراسان وهو في وقتنا هذا بدمشق ويعرف بالمحب مات اللبلي هذا في يوم الخميس السابع والعشرين من رجب سنة 652 وكان رحل إلى خراسان وأصبهان وبغداد وسمع شيوخها وحصل وجابر بن غيث اللبلي يكنى أبا مالك كان عالما بالعربية والشعر

وضروب الآداب مشهورا بالفضل متدينا استخلفه هاشم بن عبد العزيز لتأديب ولده وكان سبب سكناه قرطبة توفي في سنة 992 قاله ابن الفرضي
لبنى بالضم ثم السكون ثم نون وألف مقصورة قال الليث اللبنى شجرة لها لثى كالعسل يقال لها عسل لبنى
ولبنى أيضا اسم جبل قال زيد الخيل الطائي فلما أن بدت أعلام لبنى وكن لنا كمستتر الحجاب وبين نعفهن لهم رقيب أضاع ولم يخف نعب الغراب وقال أبو محمد الأسود لبنى في بلاد جذام وأنشد حاذرن رمل أيلة الدهاسا وبطن لبنى بلدا حرماسا والعرمات دسنها دياسا قال أبو زياد ولعمرو بن كلاب واد يقال له لبنى كثير النخل وليس لبني كلاب بشيء من بلادها نخل غيره وحوله هضب كثيرة وحوله أعراف بلدان كثيرة تسمى أعراف لبنى
ولبنى أيضا قرية بفلسطين فيها قبض على الفتكين المعزي وحمل إلى العزيز
لبنان بالضم وآخره نون قال رجل لآخر لي إليك حويجة فقال لا أقضيها حتى تكون لبنانية أي مثل لبنان وهو اسم جبل وهو فعلان منصرف كذا قال الأزهري ولبنان جبل مطل على حمص يجيء من العرج الذي بين مكة والمدينة حتى يتصل بالشام فما كان بفلسطين فهو جبل الحمل وما كان بالأردن فهو جبل الجليل وبدمشق سنير وبحلب وحماة وحمص لبنان ويتصل بأنطاكية والمصيصة فيسمى هناك اللكام ثم يمتد إلى ملطية وسميساط وقاليقلا إلى بحر الخزر فيسمى هناك القبق وقيل إن في هذا الجبل سبعين لسانا لا يعرف كل قوم لسان الآخرين إلا بترجمان وفي هذا الجبل المسمى بلبنان كورة بحمص جليلة وفيه من جميع الفواكه والزرع من غير أن يزرعها أحد وفيه يكون الأبدال من الصالحين وقال أحمد بن الحسين بن حيدرة المعروف بابن الخراساني الطرابلسي دعوني لقا في الحرب أطفو وأرسب ولا تنسبوني فالقواضب تنسب وإن جهلت جهال قومي فضائلي فقد عرفت فضلي معد ويعرب ولا تعتبوني إذ خرجت مغاضبا فمن بعض ما في ساحل الشام يغضب وكيف التذاذي ماء دجلة معرقا وأمواه لبنان ألذ وأعذب فما لي وللأيام لا در درها تشرق بي طورا وطورا تغرب
لبنان بلفظ الذي قبله إلا أن هذا تثنية لبن جبلان قرب مكة يقال لهما لبن الأسفل ولبن الأعلى وفوق ذاك جبل يقال له المبرك به برك الفيل بعرنة وهو قريب من مكة
اللبنتان تثنية لبنة موضع في قول الأخطل غول النجاء كأنها متوجس باللبنتين مولع موشوم
لبن بالتحريك واشتقاقه معلوم جبل من جبال هذيل بتهامة كذا نقلناه عن بعض أهل العلم والصحيح ما ذكره الحفصي لبن من أرض اليمامة

ولم يكن ذو الرمة يعرف جبال هذيل وهو واد فيه نخل لبني عبيد بن ثعلبة قال ذو الرمة حتى إذا وجفت بهمى لوى لبن يصف حميرا اجتزأت من أول الجزء حتى إذا وجفت البهمى ووجيفها إقبالها وإدبارها مع الريح
لبن بالكسر بلفظ اللبن الذي يبنى به وفيه لغتان لبن بسكون الباء وهو لفظ هذا الموضع ولبن بكسر الباء أضاة لبن من حدود الحرم على طريق اليمن
لبن بالضم ثم السكون وآخره نون واللبن الأكل الكثير واللبن الضرب الشديد ولبن اسم جبل في قول الراعي كجندل لبن تطرد الصلالا وفي شعر مسلم بن معبد حيث قال جلاد مثل جندل لبن فيها خبور مثل ما خشف الحساء ويؤنث قال الأبيوردي لبن هضبة حمراء في بلاد بني عمرو بن كلاب بأعلى الحلقوم وحربة وقال الأصمعي لبن الأعلى ولبن الأسفل في بلاد هذيل ويقال لهما لبنان ولبنان جبلان ذكرا آنفا والخبور النوق الغزار وأصله من الخبر وهو المزادة ويوم لبن من أيام العرب
لبنة من قرى المهدية بإفريقية ينسب إليها أبو محمد عبد المولى بن محمد بن عقبة اللخمي اللبني ولد بالمغرب وسكن مصر وشهر بها وناب عن قاضيها في الأحكام وكان يتعاطى الكلام قال السلفي قال لي بمصر سمعت على علي بن خلف الطبري بالري وعلى غيره كثيرا من الحديث
لبوان بالفتح ثم السكون وآخره نون اسم جبل في قول ابن مقبل تأمل خليلي هل ترى ضوء بارق يمان مرته ريح نجد ففترا مرته الصبا بالغور غور تهامة فلما ونت عنه بشعفين أمطرا وطبق لبوان القبائل بعدما كسا الرزن من صفوان صفوا وأكدرا قال الأزدي لبوان جبل يقال له لبوان القبائل والرزن ما صلب من الأرض يعني أن المطر عم هذا الموضع
لبون بلفظ قولهم ناقة لبون أي ذات لبن اسم مدينة
لبيرى بفتح أوله وكسر ثانيه وسكون الياء المثناة من تحت والقصر هي إلبيرة التي تقدم ذكرها في باب الألف من نواحي الأندلس ينسب إليها بهذا اللفظ أبو الخضر حامد بن الأخطل بن أبي العريض اللبيري الأندلسي رحل وسمع الحديث وروى عن الأعشى وابن المزين ومات بالأندلس سنة 802 وأحمد بن عمر بن منصور اللبيري الأندلسي يروي عن يونس بن عبد الأعلى وغيره بالأندلس سنة 213 يعد في موالي بني أمية قاله ابن يونس وإياها عنى ابن قلاقس بقوله وتركت بقطس مع لبيرى جانبا وركبت جونا كالليالي الجون
لبينة تصغير لبنة أو لبنى مرخم
اللبيين بضم أوله وفتح الباء ثم ياء مشددة وأخرى خفيفة ساكنة ونون تثنية لبي ولبي تصغير لبي من قولهم لبي فلان من هذا الطعام يلبى

لبيا إذا أكثر منه قال ابن شميل ومنه لبيك كأنه استرزاق وهو قول تفرد به ماءان لبني العنبر قال جحدر اللص تعلمن يا ذود اللبيين سيرة بنا لم تكن أذوادكن تسيرها وقال زهير لسلمى بشرقي القنان منازل ورسم بصحراء اللبيين حائل
باب اللام والتاء وما يليهما
لتنكشة بفتح أوله وثانيه ونون ساكنة وفتح الكاف وشين معجمة مدينة بالأندلس من أعمال كورة جيان ينقل منها الخشب فيعم الأندلس ولها حصون حصينة وبسيط كبير
باب اللام والثاء وما يليهما
لثلث قال أبو زياد ومن جبال دماخ لثلث لبني عمرو بن كلاب
لثجة اسم موضع فيه نظر بفتح اللام وسكون الثاء وجيم
باب اللام والجيم وما يليهما
لجأ بالهمزة والقصر من لجأ إليه يلجأ إذا تحصن به اسم موضع
لجاة كذا هو في كتاب الأصمعي وقال هو جبل عن يمين الطريق قرب ضرية وماؤها ضري بئر من حفر عاد
واللجاة اسم للحرة السوداء التي بأرض صلخد من نواحي الشام فيها قرى ومزارع وعمارة واسعة يشملها هذا الاسم
لجم بالتحريك وكل ما يتطير منه يقال له لجم قلعة بإفريقية قريبة من المهدية حصينة جدا
اللجم جمع لجام وذات اللجم موضع معروف بأرض جرزان من نواحي تفليس قال البلاذري وسار حبيب بن مسلمة الفهري من قبل عثمان إلى أرمينية فنزل على السيسجان فحاربه أهلها فهزمهم وغلب على ويص وصالح أهل القلاع بالسيسجان على خراج يؤدونه ثم سار إلى جرزان فلما انتهى إلى ذات اللجم سرح المسلمون بعض دوابهم وجمعوا لجمها فخرج عليهم قوم من العلوج فأعجلوهم عن الإلجام وقاتلوهم حتى أخذوا تلك اللجم ثم إن المسلمين كروا عليهم حتى استعادوها ثم سمي الموضع ذات اللجم
لجنياته بضم أوله وثانيه وسكون النون وياء وآخره تاء ناحية من نواحي إستجة قريبة من قرطبة
لجان بتشديد الجيم هو واد وروي بضم اللام أيضا
اللجون بفتح أوله وضم ثانيه وتشديده وسكون الواو وآخره نون واللجن واللزج واحد وهو بلد بالأردن وبينه وبين طبرية عشرون ميلا وإلى الرملة مدينة فلسطين أربعون ميلا وفي اللجون صخرة مدورة في وسط المدينة وعليها قبة زعموا أنها مسجد إبراهيم عليه السلام وتحت الصخرة عين غزيرة الماء وذكروا أن إبراهيم عليه السلام دخل هذه المدينة في وقت مسيره إلى مصر ومعه غنم له وكانت المدينة قليلة الماء فسألوا إبراهيم أن يرتحل عنهم لقلة الماء فيقال إنه ضرب بعصاه هذه الصخرة فخرج منها ماء كثير فاتسع على أهل المدينة فيقال إن بساتينهم وقراهم تسقى من هذا الماء والصخرة

قائمة إلى اليوم
واللجون مرج طوله ستة أميال كثير الوحل صيفا وشتاء
واللجون أيضا موضع في طريق مكة من الشام قرب تيماء وسماه الراعي لجان في قوله فقلت والحرة الرجلاء دونهم وبطن لجان لما اعتادني ذكري صلى على عزة الرحمن وابنتها ليلى وصلى على جاراتها الأخر
باب اللام والحاء وما يليهما
لحاء بالضم وألفه تمد وتقصر والمقصور جمع لحية وهو واد من أودية اليمامة كثير الزرع والنخل لعنزة ولا يخالطهم فيه أحد ووراء لحا بينه وبين مهب الشمال المجازة
لحج بالفتح ثم السكون وجيم وهو الميلولة يقال ألحجنا إلى موضع كذا أي ملنا وألحاج الوادي نواحيه وأطرافه واحدها لحج مخلاف باليمن ينسب إلى لحج بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبا بن يشجب بن يعرب بن قحطان ومدينة منها الفقيه ابن ميش شرح التنبيه في مجلدين وسكن لحجا الفقيه محمد بن سعيد بن معن الفريضي صنف كتابا في الحديث سماه المستصفى في سنن المصطفى محذوف الأسانيد جمعه من الكتب الصحاح وقال خديج بن عمرو أخو النجاشي بن عمرو يرثي أخاه النجاشي فمن كان يبكي هالكا فعلى فتى ثوى بلوى لحج وآبت رواحله فتى لا يطيع الزاجرين عن الندى وترجع بالعصيان عنه عواذله وقال ابن الحائك ومن مدن تهائم اليمن لحج وبها الأصابح وهم ولد أصبح بن عمرو بن الحارث بن أصبح بن مالك بن زيد بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة وهو حمير الأصغر ومن لحج كان مسلم بن محمد اللحجي أديب اليمن له كتاب سماه الأترنجة في شعراء اليمن أجاد فيه كان حيا في نحو سنة 035 وقال عمرو بن معدي كرب أولئك معشري وهم حبالي وجدي في كتيبتهم ومجدي هم قتلوا عزيزا يوم لحج وعلقمة بن سعد يوم نجد
لحظة بالفتح ثم السكون والظاء معجمة بلفظ اللحظة وهي النظرة من جانب الأذن وهي مأسدة بتهامة يقال أسد لحظة كما يقال أسد بيشة قال الجعدي سقطوا على أسد بلحظة مش بوح السواعد باسل جهم
لحف بفتح أوله وسكون ثانيه والفاء واللحف الأغطية ومنه سمي اللحاف الذي يتغطى به هو واد بالحجاز يقال له لحف عليه قريتان جبلة والستارة وقد ذكرناهما في موضعهما
لحف بكسر أوله وسكون ثانيه ولحف الجبل أصله وهو صقع معروف من نواحي بغداد سمي بذلك لأنه في لحف جبال همذان ونهاوند وتلك النواحي وهو دونها مما يلي العراق ومنه البندنيجين وغيرها وفيه عدة قلاع حصينة
لحوظ فعول من اللحظ وهو مؤخر العين من جبال هذيل

لحيا جمل بالفتح ثم السكون تثنية اللحي وهما العظمان اللذان فيهما الأسنان من كل ذي لحي والجمع الألحي وجمل بالجيم البعير وفي الحديث احتجم النبي صلى الله عليه و سلم بلحي جمل موضع بين مكة والمدينة وقد روي فيه لحي جمل بالفتح ولحي جمل بالكسر والفتح أشهر هي عقبة الجحفة على سبعة أميال من السقيا وقد فسر في حديث الحكم بن بشار في كتاب مسلم أنه ماء وقد ذكر في باب جمل عدة مواضع تسمى بهذا الاسم ولحي جمل عدة مواضع ذكرت في جمل
لحيان بكسر أوله قال ابن بزرج اللحيان الخدود في الأرض مما يخدها السيل الواحدة لحيانة قال واللحيان الوشل الصديع في الأرض يخر فيه الماء وبه سميت لحيان القبيلة وليس بتثنية اللحي كله عن ابن بزرج واللحيان ردهة لبني أبي بكر ابن كلاب
اللحيان تثنية اللحي مخفف من لحى جمع لحية هو واديان بضم أوله
لحيان بفتح أوله ثم السكون تثنية لحي العظم الذي يكون فيه الأسنان وهو أبيض النعمان قصر كان له بالحيرة قال حاتم الطائي وما زلت أسعى بين خص ودارة ولحيان حتى خفت أن أتنصرا
لحيظ بالفتح ثم الكسر وآخره ظاء معجمة اسم ماء قال نصر الخذيقة ماء لكعب بن عبد بن أبي بكر بن كلاب ثم لحيظ وهو ثميد إزاءها قال يزيد بن مرحبة وجاؤوا بالروايا من لحيظ فرخوا المحض بالماء العذاب رخوا مزجوا وقيل لحيظ ردهة طيبة الماء
باب اللام والخاء وما يليهما
اللخ بالضم في شعر امرىء القيس حيث قال وقد عمر الروضات حول مخطط إلى اللخ مرأى من سعاد ومسمعا
باب اللام والدال وما يليهما
لد بالضم والتشديد وهو جمع ألد والألد الشديد الخصومة قرية قرب بيت المقدس من نواحي فلسطين ببابها يدرك عيسى بن مريم الدجال فيقتله قال المعلى بن طريف مولى المهدي يا صاح إني قد حججت وزرت بيت المقدس وأتيت لدا عامدا وفي عيد ماري سرجس فرأيت فيه نسوة مثل الظباء الكنس
ولد اسم رملة يقتل عندها الدجال ذكره جميل في شعره فقال تذكر أنسا من بثينة ذا القلب وبثنة ذكراها لذي شجن يصبو وحنت قلوصي فاستمعت لسجرها برملة لد وهي مثنية تحبو نسبوا إليها أبا يعقوب بن سيار اللدي حدث عن أحمد بن هشام بن عمار الدمشقي روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس سمع منه في حدود سنة 360
اللدمان تثنية اللدم وهو ضرب المرأة صدرها والرجل خبز الملة يذهب عنه التراب وهو اسم ماء معروف

باب اللام والراء وما يليهما
لرت موضع بالأندلس أو قبيلة قال السلفي أنشدني أحمد بن يوسف بن نام اليعمري البياسي للوزير أبي الحسن جعفر بن إبراهيم اللرتي المعروف بالحاج لم لا أحب الضيف أو أرتاح من طرب إليه والضيف يأكل رزقه عندي ويشكرني عليه
اللر بالضم وتشديد الراء وهو جيل من الأكراد في جبال بين أصبهان وخوزستان وتلك النواحي تعرف بهم فيقال بلاد اللر ويقال لها لرستان ويقال لها اللور أيضا وقد ذكرت في موضعها
لرقة بالضم ثم السكون والقاف وهو حصن في شرقي الأندلس غربي مرسية وشرقي المرية بينهما ثلاثة أيام ينسب إليها خلف بن هاشم اللرقي أبو القاسم روى عن محمد بن أحمد العتبي
باب اللام والسين وما يليهما
لسعى بوزن سكرى موضع قال ابن دريد أحسبه يمد ويقصر
لسلسى بالفتح ثم السكون وفتح السين يقال ثوب ملسلس إذا كان فيه خطوط ووشي وهو اسم موضع
لسنونة بالفتح ثم السكون ونونين بينهما واو موضع
اللسان من أرض العراق في كتاب الفتوح وكان مقام سعد بالقادسية بعد الفتح بشهرين ثم قدم زهرة بن حوية إلى العراق واللسان لسان البر الذي أدلعه في الريف عليه الكوفة اليوم والحيرة قبل اليوم قالوا ولما أراد سعد تمصير الكوفة أشار عليه من رأى العراق من وجوه العرب باللسان وظهر الكوفة يقال له اللسان وهو فيما بين النهرين إلى العين عين بني الجراء وكانت العرب تقول أدلع البر لسانه في الريف فما كان يلي الفرات منه فهو الملطاط وما كان يلي البطن منه فهو النجاف قال عدي بن زيد ويح أم دار حللنا بها بين الثوية والمردمه برية غرست في السواد غرس المضيغة في اللهزمه لسان لعربة ذو ولغة تولغ في الريف بالهندمه
لسيس من حصون زبيد باليمن
باب اللام والشين وما يليهما
لشبونة بالفتح ثم السكون وباء موحدة
وواو ساكنة ونون وهاء ويقال أشبونة بالألف هي مدينة بالأندلس يتصل عملها بأعمال شنترين وهي مدينة قديمة قريبة من البحر غربي قرطبة وفي جبالها التبرات الخلص ولعسلها فضل على كل عسل الذي بالأندلس يسمى اللاذرني يشبه السكر بحيث أنه يلف في خرقة فلا يلوثها وهي مبنية على نهر تاجه والبحر قريب منها وبها معدن التبر الخالص ويوجد بساحلها العنبر الفائق وقد ملكها الأفرنج في سنة 375 وهي فيما أحسب في أيديهم إلى الآن
باب اللام والصاد وما يليهما
لصاف بوزن قطام كأنه معدول عن لاصفة وتأنيثه للأرض أو البقعة يكثر فيها اللصف قال

أبو عبيد اللصف شيء ينبت في أصل الكبر كأنه خيار وقال الليث ثمرة شجرة تجعل في المرق ولها عصارة يصطنع بها الطعام ولصاف وثبرة ماءان بناحية الشواجن في ديار ضبة قال الأزهري وقد شربت منهما وإياهما أراد النابغة حيث قال بمصطحبات من لصاف وثبرة يزرن إلالا سيرهن التدافع وقال أبو عبيد الله السكوني لصاف ماء بالقرب من شرج وناظرة وهو من مياه إياد القديمة وقد صرفه الشاعر فقال إن لصافا لا لصاف فاصبري إذ حقق الركبان هلك المنذر وقال أبو زياد لصاف ماء بالدو لبني تميم وقد بلغ مضرس بن ربعي الأسدي أن الفرزدق قد هجا بني أسد فقدم البصرة وجلس بالمؤيد ينشد هجاءه الفرزدق فبلغ الفرزدق ذلك فجاءه حتى وقف عليه فقال له من أنت قال أسدي أنا قال لعلك ضريس قال أنا مضرس فقال له الفرزدق إنك بي لشبيه فهل وردت أمك البصرة فقال لم ترد البصرة قط ولكن أبي قال الفرزدق ما فعل معمر قال مضرس هو بلصاف حيث تبيض الحمر فقال له الفرزدق هل أنت مجيز لي بيتا قال مضرس هاته قال الفرزدق وما برئت إلا على عتب بها عراقيبها مذ عقرت يوم صوأر فقال مضرس مناعيش للمولى تظل عيونها إلى السيف تستبكي إذا لم تعقر فنزع الفرزدق جبته ورمى بها على مضرس وقال والله لا هجوت أسديا قط أراد الفرزدق بقوله نهشل بن جري يهجو بني فقعس حيث قال ضمن القيان لفقعس سوآتها إن القيان لفقعس لمعمر وأراد مضرس قول ابن المهوس الأسدي يرد عليه قد كنت أحسبكم أسود خفية فإذا لصاف تبيض فيه الحمر فترفعوا مدح الرئال فإنما تجني الهجيم عليكم والعنبر عضت تميم جلد أير أبيكم يوم الوقيط وعاونتها حضجر وهي أبيات كثيرة
لصبين بكسر أوله وهو في الأصل المضيق في الجبل وهو موضع بعينه قال تميم بن مقبل أتاهن لبان ببيض نعامة حواها بذي اللصبين فوق جنان
لصف بالتحريك وتفسيره كالذي قبله اسم بركة غربي طريق مكة بين المغيثة والعقبة على ثلاثة أميال من صبيب غربي واقصة
لصوب بلد قرب برذعة من أرض أران
باب اللام والطاء وما يليهما
اللطاط بكسر أوله قال أبو زيد يقال هذا لطاط الجبل وثلاثة ألطة وهو طريق في عرض الجبل وقال العمراني اللطاط شفير نهر أو واد لم يزد
لطمين بالفتح ثم السكون وكسر الميم وياء وآخره نون كورة بحمص وبها حصن

باب اللام والظاء وما يليهما لظى بالفتح والقصر وهو من أسماء النار وذو لظى اسم موضع في شعر هذيل وقيل لظى منزل من بلاد جهينة في جهة خيبر قال مالك بن خالد الخناعي الهذلي فما ذر قرن الشمس حتى كأنهم بذات اللظى خشب تجر إلى خشب باقيها في ذي دوران وقال أيضا كأنهم حين استدارت رحاهم بذات اللظى أو أدرك القوم لاعب إذا أدركوهم يلحقون سراتهم بضرب كما حد الحصير الشواطب
باب اللام والعين وما يليهما
لعباء بالفتح ثم السكون وباء موحدة وألف ممدودة اسم لسبخة معروفة بناحية البحرين بحذاء القطيف على سيف البحر فيه حجارة ملس سميت بذلك لأنها لعب فيها كل واد أي سال والنسبة إليها لعباني كالنسبة إلى صنعاء صنعاني وتنسب إليها الكلاب قال مزرد وعالا وعاما حين باعا بأعنز وكلبين لعبانية كالجلامد وقال المهلبي قوله لعبانية يعنى نوقا شبهها في صلابتها بحجارة اللعباء
ولعباء أيضا ماء سماء في حزم بني عوال جبل لغطفان في أكناف الحجاز وهناك أيضا السد وهو ماء سماء قال كثير فأصبحن باللعباء يرمين بالحصى مدى كل وحشي لهن ومستمي وقالت مية بنت عتيبة ترثي أباها وهي أم البنين وقتل يوم خو قتلته بنو أسد تروحنا من اللعباء عصرا وأعجلنا إلاهة أن تؤوبا على مثل ابن مية فانعياه يشق نواعم الشعر الجيوبا وكان أبي عتيبة شمريا ولا تلقاه يدخر النصيبا ضروبا باليدين إذا اشمعلت عوان الحرب لا روعا هيوبا وقيل اللعباء أرض غليظة بأعلى الحمى لبني زنباع من عبد بن أبي بكر بن كلاب قال أبو زياد وإياها عني حميد بن ثور الهلالي بقوله إلى النير فاللعباء حتى تبدلت مكان رواغيها الصريف المسدما
لعبا بالضم ثم السكون والباء موحدة فعلى من اللعب مقصور هو موضع في ديار عبد القيس بين عمان والبحرين عن الحازمي
لعس بالفتح ثم السكون وآخره سين مهملة وهو العض في اللغة اسم موضع
لعلع بالفتح ثم السكون واللعلع في لغتهم السراب ولعلع جبل كانت به وقعة لهم قال أبو نصر لعلع ماء في البادية وقد وردته وقيل لعلع منزل بين البصرة والكوفة وقال العزيزي من البصرة إلى عين جمل ثلاثون ميلا وإلى عين صيد ثلاثون ميلا وإلى الأخاديد ثلاثون ميلا وإلى أقر ثلاثون ميلا وإلى سلمان عشرون ميلا وإلى لعلع عشرون ميلا وقال المسيب بن علس الضبعي

بان الخليط ورفع الخرق ففؤاده في الحي معتلق منعوا كلامهم ونائلهم يوم الفراق ورهنهم غلق قطعوا المزاهر واستتب بهم يوم الرحيل للعلع طرق وإلى بارق عشرون ميلا وإلى مسجد سعد أربعون ميلا وإلى المغيثة ثلاثون ميلا وإلى العذيب أربعة وعشرون ميلا وإلى القادسية ستة أميال وإلى الكوفة خمسة وأربعون ميلا
باب اللام والغين وما يليهما
لغابر بعد الألف باء موحدة هو موضع
لغاط بالضم وآخره طاء مهملة فعال من اللغط وهو كثرة الحديث من غير فائدة موضع عن العمراني ثم قال وسماعي بالعين غير معجمة عن جلة مشايخي وقال الليث لغاط بمعجمة اسم جبل من منازل بني تميم وقال أبو محمد الأسود لغاط واد لبني ضبة وقال الهرار بن حكيم الربعي والجوف خير لك من لغاط ومن ألات وألي أراط وسط محدم من الأوساط ومن جواد الشد ذي اهتماط وفي كتاب بني مازن بن عمرو بن تميم قال ابن حبيب لغاط ماء لبني مازن بن عمرو بن تميم وقال عقبة بن قدامة الحبطي يمدح بني مازن وهم حصدوا بني سعد بن قيس على القصبات بالبيض القصار وردوهم غداة لغاط عنهم بأكباد وأفئدة حرار وقال محمد بن إدريس بن أبي حفصة اليمامي لغاط لبني مبذول وبني العنبر من أرض اليمامة وأنشد لعمارة بن عقيل بن بلال بن جرير وعلا لغاط فبات يلغط سيله ويثج في لبب الكثيب ويصخب
لغاط بالضم وآخره طاء مهملة فعال من اللغط وهو كثرة الحديث من غير فائدة موضع عن العمراني ثم قال وسماعي بالعين غير معجمة عن جلة مشايخي وقال الليث لغاط بمعجمة اسم جبل من منازل بني تميم وقال أبو محمد الأسود لغاط واد لبني ضبة وقال الهرار بن حكيم الربعي والجوف خير لك من لغاط ومن ألات وألي أراط وسط محدم من الأوساط ومن جواد الشد ذي اهتماط وفي كتاب بني مازن بن عمرو بن تميم قال ابن حبيب لغاط ماء لبني مازن بن عمرو بن تميم وقال عقبة بن قدامة الحبطي يمدح بني مازن وهم حصدوا بني سعد بن قيس على القصبات بالبيض القصار وردوهم غداة لغاط عنهم بأكباد وأفئدة حرار وقال محمد بن إدريس بن أبي حفصة اليمامي لغاط لبني مبذول وبني العنبر من أرض اليمامة وأنشد لعمارة بن عقيل بن بلال بن جرير وعلا لغاط فبات يلغط سيله ويثج في لبب الكثيب ويصخب
لغوى في شعر عروة بن معروف الأسدي يعرف بابن حجلة أصاح ترى بريقا هب وهنا يؤرقني وأصحابي هجود قعدت له ونحن بقاع لغوى ودون مصابه بلد بعيد
باب اللام والفاء وما يليهما
لفات بضم أوله وآخره تاء مثناة من ديار مراد قال فروة بن مسيك المرادي مررن على لفات وهن خوص يبارين الأعنة ينتحينا فإن نهزم فهزامون قدما وإن نغلب فغير مغلبينا فما إن طبنا جبن ولكن منايانا ودولة آخرينا كذاك الدهر دولته سجال يكر بصرفه حينا فحينا
اللفاظ بالضم وآخره ظاء معجمة وقد روي بكسر أوله وأصله على الروايتين من لفظت الشيء

إذا ألقيته من فيك كلاما كان أو غيره وهو ماء لبني إياد
لفت قيده القاضي عياض على ثلاثة أوجه بفتح اللام وسكون الفاء عن أبي بحر ولفت بالتحريك عن القاضي أبي علي قال وقيد غيرهما لفت بكسر اللام وسكون الفاء قال وكذا ذكره ابن هشام في السيرة قال وهي ثنية بين مكة والمدينة قلت ولكل معنى في كلامهم أما لفت بالفتح ثم السكون فهو الصرف تقول ما لفتك عن فلان أي ما صرفك وقيل اللفت اللي عن جهته ومنه الالتفات وأما اللفت فيقال لفت فلان مع فلان كقولك صغاه ولفتاه شقاه وأما المحرك فيجوز أن يكون منقولا عن الفعل من قولهم لفت فلان فلانا أي صرفه ثم استعمل اسما وقال من روى لفت بالكسر هو واد قريب من هرشى عقبة بالحجاز بين مكة والمدينة قال كثير قصد لفت وهن متسقات كالعدولي اللاحقات التوالي وقال أبو صخر الهذلي لأسماء لم تهتج لشيء إذا خلا فأدبر ما اختبت بلفت ركائب وقال السكري لفت مكان بين مكة والمدينة ويقال ثنية اختبت من الخب
ولفت طلع موضع آخر ذكر ابن هشام في السيرة في قصة الهجرة بعد ثنية المرة لفتا بكسر اللام وسكون الفاء والتاء مثناة من فوقها قال الشيخ أبو بحر لفت بكسر اللام ألفيته في شعر معقل الهذلي في أشعار هذيل وهو قوله لعمرك ما خشيت وقد بلغنا جبال الجوز من بلد تهامي نزيعا محلبا من آل لفت لحي بين أثلة فالنجام قال أبو بحر كذا هو في نسختي وهي نسخة صحيحة جدا وكذلك ألفاه من وثقته وكلفته أن ينظر لي في شعر معقل هذا في شعر هذيل مكسور اللام في نسخة أبي علي القالي المقروة على الزيادي بن علي الأحول ثم قرأها على ابن دريد وقد اختلف القول في هذا الحديث فمنهم من قال لفت ومنهم من قال لقف وهما موضعان في الطريق بين مكة والمدينة قلت أنا وفي كتاب السكري المقرو على الرماني لفت بكسر اللام وقال هي عقبة بطريق مكة عن أبي عبد الله وقال الجمحي هي ثنية جبل قديد
لفتوان بالفتح ثم السكون وتاء مثناة من فوق مفتوحة وآخره نون قرية من قرى أصبهان ينسب إليها إبراهيم بن شجاع بن محمد بن إبراهيم أبو عبد الله بن أبي نصر بن أبي بكر اللفتواني أخو الحافظ أبي بكر محمد من أهل أصبهان سمع مع أخيه من الرئيس أبي عبد الله الثقفي وأبي محمد عبد الرحمن بن أحمد بن السمسار سمع منه أبو سعد وأبو القاسم وكانت ولادته في حدود سنة 084
لفلف يقال لفلف الرجل إذا اضطرب ساعده من التواء عرقه ولفلف إذا استقصى في الأكل ولفلف جبل بين تيماء وجبلي طيء وهو في شعر الهذلي قال وأعليت من طور الحجاز نجوده إلى الغور ما اجتاز الفقير ولفلف
لفوان من مخاليف اليمن

باب اللام والقاف وما يليهما
لقاع موضع باليمامة وهو نخل وروض في شعر ابن أبي خازم عفا رسم برامة فالتلاع فكثبان الحفير إلى لقاع
اللقاطة موضع قريب من الحاجر من منازل بني فزارة قتل فيه مالك بن زهير أخو قيس الرأي بن زهير ملك بني عبس دس عليه حذيفة بن بدر من قتله عوضا عن أخيه عوف بن بدر ولذلك اهتاجت حرب داحس والغبراء وفيه قال الربيع بن زياد في الحماسة أفبعد مقتل مالك بن زهير ترجو النساء عواقب الأطهار
لقان بالضم ثم التخفيف وآخره نون بلد بالروم وراء خرشنة بيومين غزاه سيف الدولة وذكره المتنبي في قوله يذري اللقان غبارا في مناخرها وفي حناجرها من آلس جرع وهذا البيت من إسرافات المتنبي في المبالغة لأنه يقول إن هذه الخيل شربت من ماء آلس وهو بلد بالروم فلم يتعد حناجرها حتى أذرى اللقان في مدة هذا مقدارها وبينهما مسافة بعيدة وقد شدده أبو فراس فقال وقاد إلى اللقان كل مطهم له حافر في يابس الصخر حافر وكان بهراة أديب يقال له عبد الملك بن علي اللقاني ذكرته في كتاب الأدباء ولا أدري أهو منسوب إلى هذا الموضع أو غيره
لقرشان بضم أوله وثانيه وسكون الراء وشين معجمة وآخره نون وهو حصن من أعمال لاردة بالأندلس
لقط بتحريك أوله وثانيه بالفتح قال الليث اللفظ فضة أو ذهب أمثال الشذر وأعظم في المعادن وهو أجود يقال ذهب لقط اسم ماء بين جبلي طيء
لقف ضبطه الحازمي بفتح أوله وسكون ثانيه وقال عرام لقف ماء آبار كثيرة عذب ليس عليها مزارع ولا نخل فيها لغلظ موضعها وخشونته وهو بأعلى قوران واد من ناحية السوارقية على فرسخ وفي لقف ولفت وقع الخلاف في حديث الهجرة وكلاهما صحيح هذا موضع وذاك آخر
لقنت بفتح أوله وثانيه وسكون النون وتاء مثناة حصنان من أعمال لاردة بالأندلس لقنت الكبرى ولقنت الصغرى وكل واحدة تنظر إلى صاحبتها
اللقيطة بالفتح ثم الكسر فعيلة من لقطت الشيء إذا أخذته من الأرض ويقال للشيء الرذل لقيط وذلك الملقوط وهي بئر بأجإ في طرفه وتعرف بالبويرة وقيل اللقيطة ماء لغني بينها وبين مذعا يومان إلا قليلا قال ابن هرمة غدا بل راح واطرح الخلاجا ولما يقض من أسماء حاجا وكيف لقاؤها بعفاريات وقد قطعت ظعائنها النباجا يسوق بها الحداة مشرقات رواحا بالتنوفة وادلاجا

على أحداج مكرمة عواف تربعت اللقيطة أو سواجا
باب اللام والكاف وما يليهما
اللكاك بكسر اللام جمع لك وهو الضغط على الورد وغيره موضع في ديار بني عامر لبني نمير فيه روضة ذكرت في الرياض قال مضرس بن ربعي كأني طلبت العامريات بعدما علون اللكاك في ثقيب ظواهرا
اللكام بالضم وتشديد الكاف ويروى بتخفيفها وهو في شعر المتنبي مخفف فقال بأرض ما اشتهيت رأيت فيها فليس يفوتها إلا الكرام فهلا كان نقص الأهل فيها وكان لأهلها منها التمام بها الجبلان من صخر وفخر أنافا ذا المغيث وذا اللكام وهو الجبل المشرف على أنطاكية وبلاد ابن ليون والمصيصة وطرسوس وتلك الثغور وقد ذكرته في لبنان بأتم من هذا لأنه متصل به
لكان بالضم وآخره نون علم مرتجل لاسم موضع في شعر زهير وقد أراها حديثا غير مقوية السر منها فوادي الجفر فالهدم فلا لكان إلى وادي الغمار ولا شرقي سلمى ولا فيد ولا رهم
لكز بالفتح ثم السكون وزاي بليدة خلف الدربند تتاخم خزران سميت باسم بانيها وقيل لكز والكز والخزر وصقلب وبلنجر بنو يافث بن نوح عليه السلام عمر كل واحد منهم موضعا فسمي به وأهلها مسلمون موحدون ولهم لسان مفرد ولهم قوة وشوكة وفيهم نصارى أيضا ينسب إليها موسى بن يوسف بن الحسين اللكزي أبو عبد الله يعرف بحسن الدربندي قال شيرويه قدم علينا في شهور سنة 205 روى عن الشريف أبي نصر محمد بن محمد بن علي الهاشمي كتاب النعت لأبي بكر بن أبي داود وقرأ عليه شهردار أبو منصور وكان ثقة صدوقا فقيها فاضلا حسن السيرة صامتا
لك بالضم وتشديد الكاف بلدة من نواحي برقة بين الإسكندرية وطرابلس الغرب ينسب إليها أبو الحسن مروان بن عثمان اللكي الشاعر ذكره في كتاب الجنان وهو القائل تمكن مني السقم حتى كأنه تمكن معنى في خفي سؤال ولو سامحت عيناه عيني في الكرى لأشكل من طيف الخيال خيالي سمحت بروحي وهي عندي عزيزة وجدت بقلبي وهو عندي غالي وأبو الحسن علي بن سند بن عباس اللكي مات سنة 035 وكان من الصالحين
ولك أيضا مدينة بالأندلس من أعمال فحص البلوط ولك أيضا قرية قرب الموصل من أعمال نينوى في الجانب الغربي
اللكمة حصن بالساحل قرب عرقة والله أعلم
باب اللام والميم وما يليهما
لماية مدينة من أعمال المرية بالأندلس ينسب إليها إبراهيم بن شاكر بن خطاب اللمايي اللحام أبو إسحاق كان رجلا صالحا فاضلا حافظا للحديث ورجاله

وروى كثيرا من كتب العلم وكان من أهل الصلاح والورع يروي عن أبي عمر أحمد بن ثابت بن أحمد بن ثابت بن الزبير التغلبي وأبي محمد عبد الله بن محمد بن عثمان ومحمد بن يحيى الخراز وأبي القاسم خلف بن محمد بن خلف الخولاني وأبي عبد الله محمد بن البطال بن وهب التميمي وأبي عمر يوسف بن عمروس الإستجي والقاضي أبي عبد الله محمد بن يحيى بن مفرج روى عنه محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الخولاني
لمطة بالفتح ثم السكون وطاء مهملة أرض لقبيلة من البربر بأقصى المغرب من البر الأعظم يقال للأرض وللقبيلة معا لمطة وإليهم تنسب الدرق اللمطية زعم ابن مروان أنهم يصطادون الوحش وينقعون جلوده في اللبن الحليب سنة كاملة ثم يتخذون منها الدرق فإذا ضربت بالسيف القاطع نبا عنها
اللمعية من مخاليف اليمن
لمغان بالفتح والسكون وهي لام غان ذكرت في موضعها
باب اللام والنون وما يليهما
لنبان بالضم ثم السكون وباء موحدة وآخره نون قرية كبيرة بأصبهان ولها باب يعرف بها ينسب إليها أبو الحسن اللنباني رواية كتب ابن أبي الدنيا وأبو بكر أحمد بن محمد بن عمر بن أبان العبدي اللنباني الأصبهاني محدث مشهور سمع أبا بكر بن أبي الدنيا وإسماعيل بن أبي كثير وغيرهما روى عنه الحافظ إبراهيم بن محمد بن حمزة وعبد الله بن أحمد بن إسحاق والد أبي نعيم الحافظ توفي سنة 233 وأبو منصور معمر بن أحمد بن محمد بن عمر بن أبان اللنباني العدوي الصوفي كان له علم بأيام الناس وأخبار الصوفية وسمع الحديث ورواه ومات سنة 984
لنجوية بالفتح ثم السكون وجيم مضمومة وواو ساكنة وياء خفيفة هي جزيرة عظيمة بأرض الزنج فيها سرير ملك الزنج وإليها تقصد المراكب من جميع النواحي وقد انتقل أهلها الآن عنها إلى جزيرة أخرى يقال لها تنباتو أهلها مسلمون وفيها كرم يطعم في السنة ثلاث مرات كلما بلغ شيء خرج الآخر
باب اللام والواو وما يليهما
اللوى بالكسر وفتح الواو والقصر وهو في الأصل منقطع الرملة يقال قدم ألويتم فانزلوا إذا بلغوا منقطع الرمل وهو أيضا موضع بعينه قد أكثرت الشعراء من ذكره وخلطت بين ذلك اللوى والرمل فعز الفصل بينهما وهو واد من أودية بني سليم ويوم اللوى وقعة كانت فيه لبني ثعلبة على بني يربوع ومما يدل على أنه واد قول بعض العرب لقد هاج لي شوقا بكاء حمامة ببطن اللوى ورقاء تصدع بالفجر هتوف تبكي ساق حر ولا ترى لها عبرة يوما على خدها تجري تغنت بصوت فاستجاب لصوتها نوائح بالأصناف من فنن السدر وأسعدنها بالنوح حتى كأنما شربن سلافا من معتقة الخمر دعتهن مطراب العشيات والضحى بصوت يهيج المستهام على الذكر

يجاوبن لحنا في الغصون كأنها نوائح ميت يلتدمن على قبر فقلت لقد هيجن صبا متيما حزينا وما منهن واحدة تدري وقال نصيب وقد كانت الأيام إذ نحن باللوى تحسن لي لو دام ذاك التحسن ولكن دهرا بعد دهر تقلبت بنا من نواحيه ظهور وأبطن
لوى طفيل واد بين اليمن ومكة قتل فيه هلال الخزاعي عبدة بن مرارة الأسدي غيلة في قصة يطول شرحها فقال هلال أبلغ بني أسد بأن أخاهم بلوى طفيل عبدة بن مراره يروي فقيرهم ويمنع ضيمهم ويريح قبل المعتمين عشاره
لوى النجيرة مذكور في شعر عنترة العبسي حيث قال فلتعلمن إذا التقت فرساننا بلوى النجيرة أن ظنك أحمق
لوى الأرطى في شعر الأحوص بن محمد حيث قال وما كان هذا الشوق إلا لجاجة عليك وجرته إليك المقادر تخبر والرحمن أن لست زائرا ديار الملا ما لاءم العظم جابر ألم تعجبا للفتح أصبح ما به ولا بلوى الأرطى من الحي وابر
لوى المنجنون في شعر عبيد الله بن قيس الرقيات حيث قال ما هاج من منزل بذي علم بين لوى المنجنون فالثلم
لوى عيوب في شعر عبد بن حبيب الهذلي حيث قال كأن رواهق المعزاء خلفي رواهق حنظل بلوى عيوب
اللواسي مدينة خراب بالفيوم وهي مصر بلا شك فيها مسجد لموسى بن عمران عليه السلام والآلة التي قاس بها يوسف الصديق عليه السلام عين الفيوم
لواتة بالفتح وتاء مثناة ناحية بالأندلس من أعمال فريش
ولواتة قبيلة من البربر
اللوالجان بالفتح وبعد الألف لام مكسورة وجيم وآخره نون موضع بفارس
لوان بالفتح وآخره نون موضع في قول أبي دؤاد ببطن لوان أو قرن الذهاب
لوبياباذ بالضم ثم السكون وكسر الباء وياء وبعد الألف باء موحدة وآخره ذال موضع بأصبهان
لوبة بالفتح ثم السكون وباء موحدة موضع بالعراق من سواد كسكر بين واسط والبطائح وقال المدائني كان عثمان بن عفان حيث ضم الجندين ونقل أهل وج إلى البصرة رد ما كان في أيديهم من الأرض إلى الخراج غير أرض تركها لعبد الله بن أذينة العبدي وبحر لوبة سابور من دست ميسان كانت

بيدي زياد فردها الحجاج إلى الخراج فاشتراها خالد بن عببد الله القسري
لوبيا قال ابن القطاع في كتاب الأبنية ولوبيا اسم موضع أعجمي وهو أيضا جنس من القطنية
ولوبيا أيضا الحوت الذي عليه الأرض
لوبية بالضم ثم السكون وباء موحدة وياء مثناة من تحت مدينة بين الإسكندرية وبرقة ينسب إليها لوبي وقال أبو الريحان البيروتي كان اليونانيون يقسمون المعمورة بأقسام ثلاثة تصير بأرض مصر مجتمعا لها فما مال عنها وعن بحر الروم نحو الجنوب فاسمه لوبية ويحدها بحر أوقيانوس المحيط الأخضر من جانب المغرب وبحر مصر من جهة الشمال وبحر الحبش من جهة الجنوب وخليج القلزم وهو بحر سوف أي البردي من جانب المشرق وهذا كله يسمى لوبية والقسم الآخر اسمه أورقي والآخر آسيا وقد ذكرا في موضعيهما
اللوح بالفتح بلفظ اللوح من الخشب ناحية بسرقسطة يقال لها وادي اللوح
لوذ الحصى بالفتح ثم السكون وذال معجمة كأنه من لاذ به يلوذ إذا لجأ إليه موضع لا أحقه
ولوذ جبل باليمن بين نجران بني الحارث وبين مطلع الشمس وليس بين اللوذ وبين مطلع الشمس من تلك الناحية جبل يعرف
لوخ قرأت في كتاب أخبار زفر بن الحارث تصنيف المدائني أبي الحسن بخط أبي سعيد الحسن بن الحسين الكسري قال أبو الحسن وقوم يزعمون أن زفر بن الحارث ولد بلوخ قال ويقال إن لوخ قرية من قرى الأهواز والقيسية ينكرون ذلك وقول القيسية أقرب إلى الحق لأن زفر قال لعبد الملك أو للوليد لو علمت أن يدي تحمل قائم السيف ما قلت هذا فقال له عبد الملك حين صالحه سنة 17 قد كبرت فلو كان ولد بلوخ في الإسلام لم يكن كبيرا قال محمد بن حبيب إنما هو توج ولوخ غلط والله أعلم قلت وعلى ذلك فليس توج من قرى الأهواز هي مدينة بينها وبين شيراز نيف وثلاثون فرسخا وهي من أرض فارس
لوذان موضع في قول الراعي قليلا كلا ولا بلوذان أو ما حللت بالكراكر
اللورجان بالضم ثم السكون وراء وجيم وآخره نون
اللور بالضم ثم السكون كورة واسعة بين خوزستان وأصبهان معدودة في عمل خوزستان ذكر ذلك أبو علي التنوخي في نشواره والمعروف أن اللور وهم اللر أيضا جيل يسكنون هذا الموضع وقد ذكر في اللر وذكر الإصطخري قال اللور بلد خصيب الغالب عليه الجبال وكان من خوزستان إلا أنه أفرد في أعمال الجبل لاتصاله بها
لوردجان من ناحية كور الأهواز ينسب إليها الفضل بن إسماعيل بن محمد اللوردجاني أبو عبد الله البناء الدليجاني من أهل أصبهان سمع أبا مطيع العنبر سمع منه السمعاني وتوفي في ذي الحجة سنة 255
لورقة بالضم ثم السكون والراء مفتوحة والقاف ويقال لرقة بسكون الراء بغير الواو وقد ذكر في موضعه وهي مدينة بالأندلس من أعمال تدمير وبها حصن ومعقل محكم وأرضها جرز لا يرويها إلا ما ركد عليها من الماء كأرض مصر فيها عنب

يكون العنقود منه خمسين رطلا بالعراقي حدثني بذلك شيخ من أهلها والله أعلم وبها فواكه كثيرة
اللوزة بالفتح ثم السكون وزاي بركة بين واقصة والقرعاء على طريق بني وهب وقباب أم جعفر على تسعة أميال من القرعاء وهناك أيضا بركة لإسحاق بن إبراهيم الرافعي وشراف على أحد عشر ميلا من اللوزة وأنا مشك في الزاي والراء
اللوزية منسوبة إلى اللوز بالزاي محلة ببغداد قرب قراح بن رزين ودرب النهر بين الرحبة وقراح أبي الشحم نسب إليها المحدثون أبا شجاع محمد بن أبي محمد بن أبي المعالي المقري يعرف بابن المقرون سمع من أبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام وغيره وحدث وكان ثقة صالحا يقرىء القرآن في مسجد باللوزية رأيته ومات في سابع عشر شهر ربيع الآخر سنة 795 وكان قرأ على ابن بنت الشيخ بالرادمان
لوشة بالفتح ثم السكون وشين معجمة مدينة بالأندلس غربي إلبيرة قبل قرطبة منحرفة يسيرا وهي مدينة طيبة على نهر سنجل نهر غرناطة وبينها وبين قرطبة عشرون فرسخا وبين غرناطة عشرة فراسخ
اللوقة بقرب اللوى بين جبل طيء وزبالة بها ركايا طوال
لوكر بالفتح ثم السكون وفتح الكاف والراء قرية كانت كبيرة على نهر مرو قرب بنج ده مقابلة لقرية يقال لها بركدز لوكر على شرقي النهر وبركدز على غربيه ولم يبق من لوكر غير منارة قائمة وخراب كثير يدل على أنها كانت مدينة رأيتها في سنة 616 وقد خربت بطرق العساكر لها فإنها على طريق هراة وبنج ده من مرو وينسب إليها أبو نصر محمد بن عرفات بن محمد بن أحمد بن العباس بن عروبة اللوكري كان فقيها حنفيا جلدا سمع أبا منصور محمد بن عبد الجبار السمعاني وأبا نصر محمد بن أحمد الحارثي روى عنه أسعد بن الحسين بن الخطيب ومات بمرو سنة 205 وذكر الهمذاني في تاريخه في سنة 54 ربيع الأول خطب يوم الجمعة بجامع المدينة أبو نصر محمد بن عرفات اللوكري خطيب مرو ولم يخطب فيه قبله عامي إلا ما كان في أيام الفساسيري
لولخان بالفتح ثم السكون وفتح اللام الثانية وخاء معجمة وآخره نون موضع
لؤلؤة ماء بسماوة كلب
ولؤلؤة قلعة قرب طرسوس غزاها الملك المأمون وفتحها
ولؤلؤة الكبيرة محلة كبيرة كانت بدمشق خارج باب الجابية سكنها جماعة من الرواة منهم عبد الرحمن بن محمد بن عصام ويقال عصيم بن جبلة أبو القاسم القرشي مولاهم حدث عن هشام بن عمار روى عنه أبو الحسين الرازي وغيره مات سنة 723 ومحمد بن عبد الحميد أبو جعفر الفرغاني العسكري الملقب بالضرير سكن لؤلؤة وكان يلقب بزريق حدث عن جماعة وافرة ومات سنة 713
لوهور بفتح أوله وسكون ثانيه والهاء وآخره راء والمشهور من اسم هذا البلد لهاور وهي مدينة عظيمة مشهورة في بلاد الهند
لوية كأنه تصغير لية من لوى يلوي موضع بالغور بالقرب من مكة دون بستان ابن عامر في طريق حاج الكوفة كان قفرا قيا فلما حج الرشيد استحسن فضاءه فبنى عنده قصرا وغرس نخلا في خيف الجبل

وسماه خيف السلام وفيها يقول بعض الأعراب خليلي ما لي لا أرى بلوية ولا بفنا البستان نارا ولا سكنا تحمل جيراني ولم أدر أنهم أرادوا زيالا من لوية أو ظعنا أسائل عنهم كل ركب لقيته وقد عميت أخبار أوجههم عنا فلو كنت أدري أين أموا تبعتهم ولكن سلام الله يتبعهم منا ويا حسرتي في إثر تكنا ولوعتي وواكبدي قد فتتت كبدي تكنا
باب اللام والهاء وما يليهما
لهاب بالضم وآخره باء موحدة ويروى لهاب بالكسر وقال أوفى بن مطير المازني مازن بن مالك بن عمرو بن تميم فسل طلابها وتعز عنها بناجية تخيل في الركاب طوت قرنا ولم تطعم خبيا وأظهر كشحها لقع الذباب كأن مواقع الأنساع منها على الدفين أجرد من لهاب
اللهابة بالكسر وبعد الألف باء أيضا خبر بالشواجن في ديار ضبة فيه ركايا عذبة تخترقه طريق بطن فلج كأنه جمع لهب كله عن الأزهري وحولها القرعاء والرمادة ووج ولصاف وطويلع كان فيه وقعة بين بني ضبة والعبشميين قال بعضهم منع اللهابة حمضها ونجيلها ومنابت الضمران ضربة أسفع وقال حاجب بن ذبيان المازني مازن بن مالك بن عمرو بن تميم إذا ما التقينا لا هوادة بيننا فباست أبي من قال من ألم مهلا فإن بفلج والجبال وراءه جماهير لا يرجو لها أحد تبلا وإن على حوف اللهابة حاضرا حرارا يسنون الأسنة والنبلا
لهاور هي لوهور المقدم ذكرها نسب إليها عمرو بن سعيد اللهاوري شيخ للحافظ أبي موسى المدني الأصبهاني وينسب إليها محمد بن المأمون بن الرشيد بن هبة الله المطوعي اللهاوري أبو عبد الله خرج من لهاور في طلب العلم وأقام بخراسان وتفقه على مذهب الشافعي رضي الله عنه وسمع بنيسابور من أصحاب أبي بكر الشيرازي وأبي نصر القشيري وورد بغداد وأقام بها مدة وكتب عنه بها وسكن بأخرة بلدة بأذربيجان وكان يعظ فقتلته الملاحدة بها في سنة 630 وينسب أيضا إلى لهاور محمود بن محمد بن خلف أبو القاسم اللهاوري نزيل أسفرايين تفقه على أبي المظفر السمعاني وسمع منه وكان يرجع إلى فهم وعقل وسمع أبا الفتح عبد الرزاق بن حسان المنيعي وأبا نصر محمد بن محمد الماهاني وبنيسابور أبا بكر بن خلف الشيرازي وببلخ أبا إسحاق إبراهيم بن عمر بن إبراهيم الأصبهاني وبأسفرايين أبا سهل أحمد بن إسماعيل بن بشر النهرجاني كتب عنه أبو سعد بأسفرايين سنة نيف وأربعين وخمسمائة
اللهباء بالفتح ثم السكون وباء موحدة ومد موضع لعله في ديار هذيل قال عامر بن سدوس

الخناعي الهذلي ألم تسل عن ليلى وقد ذهب العمر وقد أوحشت منها الموازج والخصر وقد هاجني منها بوعساء قرمد وأجزاع ذي اللهباء منزلة قفر قال السكري الوعساء رملة وقرمد بلد والجزع منعطف الوادي
اللهواء بالفتح ثم السكون والمد هو من اللهو بمعنى اللعب موضع
اللهاله كأنه جمع لهله موضع في قول عدي بن الرقاع فلا هن بالبهمى وإياه إذ شتا جنوب أراش فاللهاله فالعجب
لهيا بالفتح ثم السكون وياء مثناة من تحتها خفيفة موضع على باب دمشق يقال له بيت لهيا
اللهيب موضع في قول الأفوه الأودي وجرد جمعها بيض خفاف على جنبي تضارع فاللهيب
اللهيماء موضع بنعمان الأراك بين الطائف ومكة وقيل هي الهيماء سميت برجل قتل بها يقال له الهيما
لهيم بلفظ التصغير وأم اللهيم الحمى وقيل هي كنية الموت ولهيم البدن بطن من الأرض بالجزيرة في غربي تكريت وهو ماء للنمر بن قاسط يلتهم الماء ويفرغ في السهاب
باب اللام والياء وما يليهما
ليانجل بالفتح وبعد الألف نون وجيم ولام
الليث بكسر اللام ثم الياء ساكنة والثاء المثلثة علم مرتجل لا أعرف له في النكرات أصلا إلا أن يكون منقولا من الفعل الذي لم يسم فاعله من لاث يلوث إذا ألوى وهو واد بأسفل السراة يدفع في البحر أو موضع بالحجاز قال غاسل بن غزية الجربي الهذلي وهو في شعرهم كثير وقد أنال أمير القوم وسطهم بالله يمطو به حقا ويجتهد تراجعا فتشجوا أو يشاج بكم أو تهبطوا الليث إن لم يعد باللدد وقيل الليث موضع في ديار هذيل قال أبو خراش وكان قد أسر امرأة عجوزا وسلمها إلى شيخ في الحي فهربت منه فقال وسدت عليه دولجا ثم يممت بني فالج بالليث أهل الحرائم وقالت له ذلج مكانك إنني سألقاك إن وافيت أهل المواسم الدولج البيت الصغير والحرائم البقر وذلج أكب على مائه
الليط بالكسر قال ابن إسحاق لما ورد النبي صلى الله عليه و سلم عام الفتح مكة أمر خالد بن الوليد فدخل من الليط أسفل مكة في بعض الناس وكان خالد في المجنبة اليمنى وفيها أسلم وغفار ومزينة وجهينة
ليع بالكسر هو أيضا منقول من فعل ما لم يسم فاعله من لاع يلاع إذا ضجر وحزن وجزع موضع
ليلش قرية في اللحف من أعمال شرقي الموصل منها الشيخ عدي بن مسافر الشافعي شيخ الأكراد وإمامهم وولده

ليلون ويقال ليلول جبل مطل على حلب بينها وبين أنطاكية وفي رأسه ديدبان بيت لاها وفيه قرى ومزارع ذكرها عيسى بن سعدان الحلبي فقال ويا قرى الشام من ليلون لا بخلت على بلادكم هطالة السحب ما مر برقك مجتازا على بصري إلا وذكرني الدارين من حلب
ليلى اسم المرأة جبل وقيل هضبة وقيل قارة قال مكيث الكلبي إلى هزمتي ليلى فما سال فيهما وروضيهما والروض روض الممالح وقال بدر بن حزان الفزاري ما اضطرك الحرز من ليلى إلى برد تختاره معقلا من جش أعيار
اللين ضد الخشن اسم قرية بمرو اشتقاقه كالذي بعده ينسب إليها محمد بن نصر بن الحسين بن عثمان المزني الليني كان من الصالحين روى عنه وكيع وابن المبارك ومحمد بن فضيل وغيرهم ومات سنة 332 ذكره أبو سعد في التاريخ
واللين أيضا أكبر قرية من كورة بين النهرين التي بين الموصل ونصيبين
ولين موضع في قول عبيد بن الأبرص حيث قال تغيرت الديار بذي الدفين فأودية اللوى فرمال لين
لينة بالكسر ثم السكون ونون قال المفسرون في قوله تعالى ما قطعتم من لينة كل شيء من النخل سوى العجوة فهو من اللين واحدتها اللينة وقال الزجاج اللينة الألوان والواحدة لونة فقيل لينة بكسر اللام ولينة موضع في بلاد نجد عن يسار المصعد بحذاء الهر وبها ركايا عادية نقرت من حجر رخو وماؤها عذب زلال وقال السكوني لينة هو المنزل الرابع لقاصد مكة من واسط وهي كثيرة الركي والقلب ماؤها طيب وبها حوض السلطان ومنه إلى الخل وهي لبني غاضرة ويقال إنها ثلثمائة عين وقال الأشهب بن رميلة ولله دري أي نظرة ذي هوى نظرت ودوني لينة وكثيبها إلى ظعن قد يممت نحو حائل وقد عز أرواح المصيف جنوبها وقال مضرس الأسدي لمن الديار غشيتها بالإثمد بصفاء لينة كالحمام الركد أمست مساكن كل بيض راعة عجل تروحها وإن لم تطرد صفراء عارية الأخادع رأسها مثل المدق وأنفها كالمسرد وسخال ساجية العيون خواذل بجماد لينة كالنصارى السجد وقرأت في ديوان شعر مضرس في تفسير هذا الشعر قال لينة ماء لبني غاضرة يقال إن شياطين سليمان احتفروه وذلك أنه خرج من أرض بيت المقدس يريد اليمن فتغدى بلينة وهي أرض خشناء فعطش الناس وعز عليهم الماء فضحك شيطان كان واقفا على رأسه فقال له سليمان ما الذي يضحكك فقال أضحك لعطش الناس وهم على لجة البحر فأمرهم سليمان فضربوا بعصيهم فأنبطوا الماء وقال زهير كأن ريقتها بعد الكرى اغتبقت من طيب الراح لما يعد أن عتقا

شج السقاة على ناجودها شبما من ماء لينة لا طرقا ولا رنقا
ليموسك بكسر اللام وسكون الياء وضم الميم وسكون الواو وفتح السين المهملة قرية من قرى أستراباذ على فرسخ ونصف منها
الليمة حصن في جبل صبر باليمن من أعمال تعز
لية بالكسر وتخفيف الياء وفي الحديث أن ابن عمر كان يقول له الرجل من لية نفسه كأنه اسم من ولى يلي مثل الشية من وشى يشي ويروى إليه نفسه أي من قبل نفسه وهو واد لثقيف قال الأصمعي لية واد قرب الطائف أعلاه لثقيف وأسفله لنصر بن معاوية
لية بتشديد الياء وكسر اللام ولها معنيان اللية قرابة الرجل وخاصته واللية العود الذي يستجمر به وهو الألو ولية من نواحي الطائف مر به رسول الله صلى الله عليه و سلم حين انصرافه من حنين يريد الطائف وأمر وهو بلية بهدم حصن مالك بن عوف قائد غطفان وقال خفاف بن ندبة سرت كل واد دون رهوة دافع وجلدان أو كرم بلية محدق في أبيات ذكرت في جلدان وقال مالك بن خالد الهذلي أمال بن عوف إنما الغزو بيننا ثلاث ليال غير مغزاة أشهر متى تنزعوا من بطن لية تصبحوا بقرن ولم يضمر لكم بطن محمر وقال لست بذي زوج ولا خليه يا ليتني بالبحر أو بليه وقال غيلان بن سهم جلبنا الخيل من أكناف وج ولية نحوكم بالدارعينا وقال عبد الله بن علقمة الجذمي من جذيمة كنانة أريتك إذ طالبتكم فوجدتكم بلية أو أدركتكم بالخرانق ألم يك حق أن ينول عاشق تكلف إدلاج السرى والودائق

م
باب الميم والألف وما يليهما
مآب بعد الهمزة المفتوحة ألف وباء موحدة بوزن معاب وهو في اللغة المرجع وقد ذكرت من اشتقاق هذا الموضع في عمان ما إذا نظرته عجبت منه وهي مدينة في طرف الشام من نواحي البلقاء قال أحمد بن محمد بن جابر توجه أبو عبيدة بن الجراح في خلافة أبي بكر في سنة 31 بعد فتح بصرى بالشام إلى مآب من أرض البلقاء وبها جمع العدو فافتتحها على مثل صلح بصرى وبعض الرواة يزعم أن أبا عبيدة كان أمير الجيش كله وليس ذلك بثابت لأن أبا عبيدة إنما ولي الشام من قبل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقيل إن فتح مآب قبل فتح بصرى وينسب إليها الخمر قال حاتم طيء سقى الله رب الناس سحا وديمة جنوب السراة من مآب إلى زغر بلاد امرىء لا يعرف الذم بيته له المشرب الصافي ولا يعرف الكدر وقال عبد الله بن رواحة الأنصاري فلا وأبي مآب لنأتينها وإن كانت بها عرب وروم
المآثب بالثاء المثلثة ثم الباء الموحدة موضع في شعر كثير أمن آل سلمى دمنة بالذنائب إلى الميث من ريعان ذات المطارب يلوح بأطراف الأجدة رسمها بذي سلم أطلالها كالمذاهب أقامت به حتى إذا وقد الحصا وقمص صيدان الحصا بالجنادب وهبت رياح الصيف يومين بالسفا بلية باقي قرمل بالمآثب
مأبد بالباء الموحدة المكسورة ودال من قولهم أبدت بالمكان آبد به أبودا إذا أقمت ولم تبرح والمكان مأبد موضع في قول الهذلي أبي ذؤيب يمانية أحيا لها مظ مأبد وآل قراس صوب أرمية كحل

ويروى مأيد بالياء المثناة ويروى أسقية والرمي والسقي سحابتان وجمعهما أرمية وأسقية والكحل السود
الماءتين في أخبار سيف الدولة وإيقاعه ببني نمير وعامر ونزل بالساوة بالماءتين وهما سعادة ولؤلؤة
المئبر بكسر أوله وسكون الهمزة بعده وباء موحدة وراء وهو المحش الذي تلقح به النخل ويقال للسان مئبر ومذرب موضع
مابرسام بفتح الباء وسكون الراء وسين مهملة وآخره ميم قرية من قرى مرو ويقال لها ميم سام بينهما أربعة فراسخ
المأتمة من مياه بني نمير بنجد
ماتيرب بكسر التاء ثم ياء ساكنة وراء ثم باء موحدة محلة بسمرقند
المأثول من نواحي المدينة قال كثير كأن حمولهم لما ازلأمت بذي المأثول مجمعة التوالي شوارع في ثرى الخرماء ليست بجاذية الجذوع ولا رقال
ماجان بالجيم وآخره نون نهر كان يشق مدينة مرو وماخان بالخاء المعجمة من قرى مرو وذكرته في شعر قلته أنا عند كوني بمرو متشوقا إلى العراق تحية مغرى بالصبابة مغرم معنى بعيد الدار والأهل والهم تراها إذا ما أقبل الركب هاجرت وتسري إذا ما عرسوا نحو تكتم أحملها ريح الجنوب مع الصبا إلى أرض نعم وا فؤادي من نعم وأكني بنعم في النسيب تعلة وأفدي بها من لا أقول ولا أسمي وأرتاح للبرق العراقي إن بدا وأين من الماجان أرض المخرم سلام على أرض العراق وأهلها وسقى ثراها من ملث ومرزم بلاد هرقنا قهوة اللهو بعدها ففقدي لها فقد الشبيبة بالرغم
ماجج بجيمين يجوز أن يكون من قولهم أج في سيره يؤج أجا إذا أسرع أو من أجت النار والحر تؤج أجيجا إذا احتدمت أو من الماء الأجاج وهو الملح والمكان من ذلك كله
ماجد قرية من قرى اليمن بذمار
المأجل هو في الأصل البركة العظيمة التي تستنقع فيها المياه وكان بباب القيروان مأجل عظيم جدا وللشعراء فيه أشعار مشهورة وكانوا يتنزهون فيه قال السيد الشريف الزيدي أبو الحسن علي بن إسماعيل بن زيادة الله بن محمد بن علي بن حسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب يا حسن مأجلنا وخضرة مائه والنهر يفرغ فيه ماء مزبدا كاللؤلؤ المنثور إلا أنه لما استقر به استحال زبرجدا وإذا الشباك سطت على أمواجه نثرت حبابا فوقهن منضدا وكأنما الفلك الأثير أداره فلكا وضمنه النجوم الوقدا
ماجرم بسكون الجيم وفتح الراء والميم من قرى سمرقند

ماجندان بفتح الجيم وسكون النون قرية بينها وبين سمرقند خمسة فراسخ
ماجن بكسر الجيم والنون مخلاف باليمن فيه مدينة صهر
ماخان بالخاء المعجمة وآخره نون من قرى مرو غير ماجان التي بالجيم وهذه التي بالخاء هي قرية أبي مسلم الخراساني صاحب الدولة عن عمران قال ماخان اسم رجل من شيوخ الماليني
ماخ بالخاء المعجمة مسجد ماخ ببخارى ومحلة ماخ بها وهو اسم رجل مجوسي أسلم وبنى داره مسجدا
ماخوان بضم الخاء المعجمة وآخره نون قرية كبيرة ذات منارة وجامع من قرى مرو ومنها خرج أبو مسلم صاحب الدعوة إلى الصحراء ينسب إليها أحمد بن شبويه بن أحمد بن ثابت بن عثمان بن يزيد بن مسعود بن يزيد الأكبر بن كعب بن مالك بن كعب بن الحارث بن قرط بن مازن بن سنان بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء أبو الحسن الخزاعي الماخواني وقيل هو مولى بديل بن ورقاء الخزاعي حدث عن وكيع وأبي أسامة وعبد الرزاق والفضل بن موسى الشيباني وسلمويه أبي صالح صاحب ابن المبارك وأيوب بن سليمان بن بلال وعبد الرحمن بن عبد الله بن سعيد الدشتكي روى عنه ابنه عبد الله وأبو داود السجستاني وأبو بكر ابن أبي خيثمة وعلي بن الحسين الهسنجاني وأبو بكر محمد بن عبد الملك بن زنجويه ونوح بن حبيب وغيرهم وكان يسكن طرسوس وقدم دمشق فروى عنه من أهلها أحمد بن أبي الحواري وعباس بن الوليد بن صبيح الخلال وأبو زرعة الحافظ وقال أبو عبد الرحمن النسائي هو ثقة مات سنة 032 وقيل سنة 922 عن ستين سنة
ماذران بفتح الذال المعجمة وراء وآخره نون قال حمزة ماذران معرب مختصر من كسمادران وقال البلاذري قال ابن الكلبي ونسبت القلعة التي تعرف بماذران إلى النسير بن ديسم بن ثور العجلي وهو كان أناخ عليها حتى فتحها فقيل قلعة النسير فقد ذكرتها في قلعة النسير وقد نسب إليها بهذه النسبة عثمان بن محمد الماذراني روى عن علي بن الحسين المروزي روى عنه محمد بن عبد الله الربعي قال مسعر بن مهلهل الشاعر في رسالة كتبها إلى صديق له يذكر فيها ما شاهده من البلدان قال خرجنا من ولاستجرد إلى ماذران في مرحلة وهي بحيرة يخرج منها ماء كثير مقداره أن يدير ماؤه أرجاء متفرقة مختلفة وعندها قصر كسروي شامخ البنيان وبين يديه زلاقة وبستان كبير ورحلت منها إلى قصر اللصوص قال الإصطخري ومن همذان إلى ماذران مرحلة ومن ماذران إلى صحنة أربعة فراسخ وإلى الدينور أربعة فراسخ قال مسعر في موضع آخر من رسالته وفي بعض جبال طبرستان بين سمنان والدامغان فلجة تخرج منها ريح في أوقات من السنة على من سلك طريق الجادة فلا تصيب أحدا إلا أتت عليه ولو أنه مشتمل بالوبر وبين الطريق وهذه الفلجة فرسخ واحد وفتحها نحو أربعمائة ذراع ومقدار ما ينال أذاها فرسخان وليس تأتي على شيء إلا جعلته كالرميم ويقال لهذه الفلجة وما يقرب منها من الطريق الماذران قال وإني لأذكر وقد سرت إليها مجتازا ومعي نحو مائتي نفس وأكثر ومن الدواب أكثر من ذلك فهبت علينا فما سلم من الناس والدواب غيري وغير رجل

آخر لا غير وذلك أن دوابنا كانت جيادا فوافت بنا أزجا وصهريجا كانا في الطريق فاستكنا بالأزج وسدرنا ثلاثة أيام بلياليهن ثم استيقظنا بعد ذلك فوجدنا الدابتين قد نفقتا وسير الله لنا قافلة حملتنا وقد أشرفنا على التلف
ماذرايا مثل الذي قبله إلا أن الياء ههنا في موضع النون هناك قال تاج الإسلام أبو سعد هي قرية بالبصرة ينسب إليها الماذرائيون كتاب الطولونية بمصر أبو زينور وآله قلت وهذا فيه نظر والصحيح أن ماذرايا قرية فوق واسط من أعمال الصلح مقابل نهر سابس والآن قد خرب أكثرها أخبرني بذلك جماعة من أهل واسط وقد ذكر الجهشياري في كتاب الوزراء قال استخلف أحمد بن إسرائيل وهو يتولى ديوان الخراج للحسن بن عبد العزيز الماذرائي من طسوج النهروان الأسفل وهذا مثل الذي ذكرنا ومن وجوه المنسوبين إليها الحسين بن أحمد بن رستم ويقال ابن أحمد بن علي أبو أحمد ويقال أبو علي ويعرف بابن زينور الماذرائي الكاتب من كتاب الطولونية وقد روى عنه أبو الحسن الدارقطني وكان قد أحضره المقتدر لمناظرة ابن الفرات فلم يصنع شيئا ثم خلع عليه وولاه خراج مصر لأربع خلون من ذي القعدة سنة 036 وكان أهدى للمقتدر هدية فيها بلغة معها فلوها وزرافة وغلام طويل اللسان يلحق لسانه طرف أنفه ثم قبض عليه وحمل إلى بغداد فصودر وأخذ خطه بثلاثة آلاف ألف وستمائة ألف في رمضان سنة 113 ثم أخرج إلى دمشق مع مؤنس المظفر فمات في ذي الحجة سنة 413 وقيل 713
ماذانكت بالذال المعجمة والنون الساكنة والكاف وآخره تاء من قرى أسبيجاب
ماذروستان موضع في طريق خراسان من بغداد على مرحلتين من حلوان نحو همذان ومنه إلى مرج القلعة مرحلة فيه إيوان عظيم وبين يديه دكة عظيمة وأثر بستان خراب بناه بهرام جور زعموا أن الثلج يسقط على نصفه الذي من ناحية الجبل والنصف الذي يلي العراق لا يسقط عليه أبدا
ماربانان بالراء ثم الباء الموحدة والنون وآخره نون من قرى أصبهان على نصف فرسخ ينسب إليها شبيب بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن خورة المارباناني الأصبهاني
مأرب بهمزة ساكنة وكسر الراء والباء الموحدة اسم المكان من الأرب وهي الحاجة ويجوز أن يكون من قولهم أرب يأرب إربا إذا صار ذا دهي أو من أرب الرجل إذا احتاج إلى الشيء وطلبه وأربت بالشيء كلفت به يجوز أن يكون اسم المكان من هذا كله وهي بلاد الأزد باليمن قال السهيلي مأرب اسم قصر كان لهم وقيل هو اسم لكل ملك كان يلي سبأ كما أن تبعا اسم لكل من ولي اليمن والشحر وحضرموت قال المسعودي وكان هذا السد من بناء سبأ بن يشجب بن يعرب وكان سافله سبعين واديا ومات قبل أن يستتمه فأتمته ملوك حمير بعده قال المسعودي بناه لقمان بن عاد وجعله فرسخا في فرسخ وجعل له ثلاثين مثعبا وفي الحديث أقطع رسول الله أبيض بن حمال ملح مأرب حدثني شيخ سديد فقيه محصل من أهل صنعاء من ناحية شبام كوكبان وكان مستبينا متثبتا فيما يحكي قال شاهدت مأرب وهي بين حضرموت وصنعاء وبينها وبين صنعاء أربعة أيام وهي قرية ليس بها عامر إلا ثلاث قرى يقال لها

الدروب إلى قبيلة من اليمن فالأول من ناحية صنعاء درب آل الغشيب ثم درب كهلان ثم درب الحرمة وكل واحد من هذه الدروب كاسمه درب طويل لا عرض له طوله نحو الميل كل دار إلى جنب الأخرى طولا وبين كل درب والآخر نحو فرسخين أو ثلاثة وهم يزرعون على ماء جار يجيء من ناحية السد فيسقون أرضهم سقية واحدة فيزرعون عليه ثلاث مرات في كل عام قال ويكون بين بذر الشعير وحصاده في ذلك الموضع نحو شهرين وسألته عن سد مأرب فقال هو بين ثلاثة جبال يصب ماء السيل إلى موضع واحد وليس لذلك الماء مخرج إلا من جهة واحدة فكان الأوائل قد سدوا ذلك الموضع بالحجارة الصلبة والرصاص فيجتمع فيه ماء عيون هناك مع ما يغيض من مياه السيول فيصير خلف السد كالبحر فكانوا إذا أرادوا سقي زروعهم فتحوا من ذلك السد بقدر حاجتهم بأبواب محكمة وحركات مهندسة فيسقون حسب حاجتهم ثم يسدونه إذا أرادوا وقال عبيد الله بن قيس الرقيات يا ديار الحبائب بين صنعا ومارب جادك السعد غدوة والثريا بصائب من هزيم كأنما يرتمي بالقواضب في اصطفاق ورنة واعتدال المواكب وأما خبر خراب سد مأرب وقصة سيل العرم فإنه كان في ملك حبشان فأخرب الأمكنة المعمورة في أرض اليمن وكان أكثر ما أخرب بلاد كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب وعامة بلاد حمير بن سبأ وكان ولد حمير وولد كهلان هم سادة اليمن في ذلك الزمان وكان عمرو بن عامر كبيرهم وسيدهم وهو جد الأنصار فمات عمرو بن عامر قبل سيل العرم وصارت الرياسة إلى أخيه عمران بن عامر الكاهن وكان عاقرا لا يولد له ولد وكان جوادا عاقلا وكان له ولولد أخيه من الحدائق والجنان ما لم يكن لأحد من ولد قحطان وكان فيهم امرأة كاهنة تسمى طريفة فأقبلت يوما حتى وقفت على عمران بن عامر وهو في نادي قومه فقالت والظلمة والضياء والأرض والسماء ليقبلن إليكم الماء كالبحر إذا طما فيدع أرضكم خلاء تسفي عليها الصبا فقال لها عمران ومتى يكون ذلك يا طريفة فقالت بعد ست عدد يقطع فيها الوالد الولد فيأتيكم السيل بفيض هيل وخطب جليل وأمر ثقيل فيخرب الديار ويعطل العشار ويطيب العرار قال لها لقد فجعنا بأموالنا يا طريفة فبيني مقالتك قالت أتاكم أمر عظيم بسيل لطيم وخطب جسيم فاحرسوا السد لئلا يمتد وإن كان لا بد من الأمر المعد انطلقوا إلى رأس الوادي فسترون الجرذ العادي يجر كل صخرة صيخاد بأنياب حداد وأظفار شداد
فانطلق عمران في نفر من قومه حتى أشرفوا على السد فإذا هم بجرذان حمر يحفرن السد الذي يليها بأنيابها فتقتلع الحجر الذي لا يستقله مائة رجل ثم تدفعه بمخاليب رجليها حتى يسد به الوادي مما يلي البحر ويفتح مما يلي السد فلما نظروا إلى ذلك علموا أنها قد صدقت فانصرف عمران ومن كان معه من أهله فلما استقر في قصره جمع وجوه قومه ورؤساءهم وأشرافهم وحدثهم بما رأى وقال اكتموا هذا الأمر عن إخوتكم من ولد حمير لعلنا نبيع أموالنا وحدائقنا منهم ثم نرحل عن هذه الأرض وسأحتال في ذلك بحيلة ثم قال لابن أخيه حارثة إذا اجتمع الناس إلي فإني سآمرك بأمر فأظهر فيه العصيان فإذا ضربت رأسك بالعصا فقم إلي فالطمني فقال له كيف يلطم

الرجل عمه فقال افعل يا بني ما آمرك فإن في ذلك صلاحك وصلاح قومك فلما كان من الغد اجتمع إلى عمران أشراف قومه وعظماء حمير ووجوه رعيته مسلمين عليه فأمر حارثة بأمر فعصاه فضربه بمخصرة كانت في يده فوثب إليه فلطمه فأظهر عمران الأنفة والحمية وأمر بقتل ابن أخيه حتى شفع فيه فلما أمسك عن قتله حلف أنه لا يقيم في أرض امتهن بها ولا بد من أن يرتحل عنها فقال عظماء قومه والله لا نقيم بعدك يوما واحدا ثم عرضوا ضياعهم على البيع فاشتراها منهم بنو حمير بأعلى الأثمان وارتحلوا عن أرض اليمن فجاء بعد رحيلهم بمديدة السيل وكان ذلك الجرذ قد خرب السد فلم يجد مانعا فغرق البلاد حتى لم يبق من جميع الأرضين والكروم إلا ما كان في رؤوس الجبال والأمكنة البعيدة مثل ذمار وحضرموت وعدن ودهيت الضياع والحدائق والجنان والقصور والدور وجاء السيل بالرمل وطمها فهي على ذلك إلى اليوم وباعد الله بين أسفارهم كما ذكروا فتفرقوا عباديد في البلدان ولما انفصل عمران وأهله من بلد اليمن عطف ثعلبة العنقاء بن عمرو بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرىء القيس البطريق بن ثعلبة البهلول بن مازن بن الأزد بن الغوث نحو الحجاز فأقام ما بين الثعلبية إلى ذي قار وباسمه سميت الثعلبية فنزلها بأهله وولده وماشيته ومن يتبعه فأقام ما بين الثعلبية وذي قار يتتبع مواقع المطر فلما كبر ولده وقوي ركنه سار نحو المدينة وبها ناس كثير من بني إسرائيل متفرقون في نواحيها فاستوطنوها وأقاموا بها بين قريظة والنضير وخيبر وتيماء ووادي القرى ونزل أكثرهم بالمدينة إلى أن وجد عزة وقوة فأجلى اليهود عن المدينة واستخلصها لنفسه وولده فتفرق من كان بها من اليهود وانضموا إلى إخوانهم الذين كانوا بخيبر وفدك وتلك النواحي وأقام ثعلبة وولده بيثرب فابتنوا فيها الآطام وغرسوا فيها النخل فهم الأنصار الأوس والخزرج أبناء حارثة بن ثعلبة العنقاء بن عمرو مزيقياء وانخزع عنهم عند خروجهم من مأرب حارثة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء وهو خزاعة فافتتحوا الحرم وسكانه جرهم وكانت جرهم أهل مكة فطغوا وبغوا وسنوا في الحرم سننا قبيحة وفجر رجل منهم كان يسمى إساف بامرأة يقال لها نائلة في جوف الكعبة فمسخا حجرين وهما اللذان أصابهما بعد ذلك عمرو بن لحي ثم حسن لقومه عبادتهما كما ذكرته في إساف فأحب الله تعالى أن يخرج جرهما من الحرم لسوء فعلهم فلما نزل عليهم خزاعة حاربوهم حربا شديدة فظفر الله خزاعة بهم فنفوا جرهما من الحرم إلى الحل فنزلت خزاعة الحرم ثم إن جرهما تفرقوا في البلاد وانقرضوا ولم يبق لهم أثر ففي ذلك يقول شاعرهم كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا أنيس ولم يسمر بمكة سامر بلى نحن كنا أهلها فأبادنا صروف الليالي والجدود العواثر وكنا ولاة البيت من قبل نابت نطوف بذاك البيت والخير ظاهر وعطف عمران بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء مفارقا لأبيه وقومه نحو عمان وقد كان انقرض بها من طسم وجديس ابني إرم فنزلها وأوطنها وهم أزد عمان منهم وهم العتيك آل المهلب وغيرهم وسارت قبائل نصر بن الأزد وهم قبائل كثيرة منهم دوس رهط أبي هريرة وغامد وبارق وأحجن والجنادبة وزهران وغيرهم نحو تهامة فأقاموا بها وشنؤوا قومهم أو شنئهم قومهم إذ لم ينصروهم في حروبهم أعني حروب

الذين قصدوا مكة فحاربوا جرهم والذين قصدوا المدينة فحاربوا اليهود فهم أزد شنوءة ولما تفرقت قضاعة من تهامة بعد الحرب التي جرت بينهم وبين نزار بن معد سارت بلي وبهراء وخولان بنو عمران بن الحاف بن قضاعة ومن لحق بهم إلى بلاد اليمن فوغلوا فيها حتى نزلوا مأرب أرض سبأ بعد افتراق الأزد عنها وخروجهم منها فأقاموا بها زمانا ثم أنزلوا عبدا لأراشة بن عبيلة بن فران بن بلي يقال له أشعب بئرا لهم بمأرب ودلوا عليه دلاءهم ليملأها لم فطفق العبد يملأ لمواليه وسادته ويؤثرهم ويبطىء عن زيد الله بن عامر بن عبيلة بن قسميل فغضب من ذلك فحط عليه صخرة وقال دونك يا أشعب فأصابته فقتلته فوقع الشر بينهم لذلك واقتتلوا حتى تفرقوا فيقول قضاعة إن خولان أقامت باليمن فنزلوا مخلاف خولان وإن مهرة أقامت هناك وصارت منازلهم الشحر ولحق عامر بن زيد الله بن عامر بن عبيلة بن قسميل بسعد العشيرة فهم فيهم زيد الله فقال المثلم بن قرط البلوي ألم تر أن الحي كانوا بغبطة بمأرب إذ كانوا يحلونها معا بلي وبهراء وخولان إخوة لعمرو بن حاف فرع من قد تفرعا أقام به خولان بعد ابن أمه فأثرى لعمري في البلاد وأوسعا فلم أر حيا من معد عمارة أجل بدار العز منا وأمنعا وهذا أيضا دليل على أن قضاعة من سعد والله أعلم وسار جفنة بن عمرو بن عامر إلى الشام وملكوها فهذه الأزد باقية وأما باقي قبائل اليمن فتفرقت في البلاد بما يطول شرحه وقد ذكرت الشعراء مأرب فقال المثلم بن قرط البلوي ألم تر أن الحي كانوا بغبطة بمأرب إذ كانوا يحلونها معا وقد ذكرت وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه قصة مأرب فقال فأرسلنا عليهم سيل العرم كما ذكرناه في العرم والعرم المسناة التي كانت قد أحكمت لتكون حاجزا بين ضياعهم وحدائقهم وبين السيل ففجرته فأرة ليكون أظهر في الأعجوبة كما أفار الله الطوفان من جوف التنور ليكون ذلك أثبت في العبرة وأعجب في الأمة ولذلك قال خالد بن صفوان التميمي لرجل من أهل اليمن كان قد فخر عليه بين يدي السفاح ليس فيهم يا أمير المؤمنين إلا دابغ جلد أو ناسج برد أو سائس قرد أو راكب عرد غرقتهم فأرة وملكتهم امرأة ودل عليهم هدهد وقال الأعشى ففي ذاك للمؤتسي أسوة ومأرب عفى عليها العرم رخام بنته لهم حمير إذا ما نأى ماؤهم لم يرم فأروى الزروع وأغنامها على سعة ماؤهم إن قسم وطار القيول وقيلاتها بيهماء فيها سراب يطم فكانوا بذلكم حقبة فمال بهم جارف منهزم قال أحمد بن محمد ومأرب أيضا قصر عظيم عالي الجدران وفيه قال الشاعر

أما ترى مأربا ما كان أحصنه وما حواليه من سور وبنيان ظل العبادي يسقي فوق قلته ولم يهب ريب دهر جد خوان حتى تناوله من بعد ما هجعوا يرقى إليه على أسباب كتان وقال جهم بن خلف ولم تدفع الأحساب عن رب مأرب منيته وما حواليه من قصر ترقى إليه تارة بعد هجعة بأمراس كتان أمرت على شزر وقد نسب إلى مأرب يحيى بن قيس المأربي الشيباني روى عن ثمامة بن شراحيل وروى عنه أبو عمرو محمد ومحمد بن بكر ذكره البخاري في تاريخه وسعيد بن أبيض بن حمال المأربي روى عن أبيه وعن فروة بن مسيك العطيفي روى عنه ابنه ثابت بن سعيد ذكره ابن أبي حاتم وثابت بن سعيد المأربي حدث عن أبيه روى عنه ابن أخيه فرج بن سعيد بن علقمة بن سعيد بن أبيض بن حمال المأربي الشيباني هكذا نسبه ابن أبي حاتم وقال أبو أحمد في الكنى أبو روح الفرج بن سعيد أراه ابن علقمة بن سعيد بن أبيض بن حمال المأربي عن خالد بن عمرو بن سعيد بن العاصي وعمه ثابت بن سعيد المأربي روى عنه أبو صالح محبوب بن موسى الأنطاكي وعبد الله بن الزبير الجندي وقال أبو حاتم جبر بن سعيد أخو فرج بن سعيد روى عنه أخوه جبير بن سعيد المأربي سألت أبي عن فرج بن سعيد فقال لا بأس به ومنصور بن شيبة من أهل مأرب روى عنه فرج بن سعيد بن علقمة المأربي ذكره ابن أبي حاتم أيضا في ترجمة فرج بن سعيد
مارث بكسر الراء وآخره ثاء مثلثة يجوز أن يكون اسم المكان من الإرث من الميراث أو من الأرث وهي الحدود بين الأرضين واحدته أرثة وهي الأرث التي في حديث عثمان الأرث تقطع الشفعة والميم على هذه زائدة ويجوز أن يكون اسم فاعل من مرثت الشيء بيدي إذا مرسته أو فتته أو من المرث وهو الحليم الوقور ومارث ناحية من جبال عمان
مارد بكسر الراء والدال موضعان والمارد والمريد كل شيء تمرد واستعصى ومرد على الشر أي عتا وطغى وقد يجوز أن يشتق من غير ذلك إلا أن هذا أولى وهو حصن بدومة الجندل وفيه وفي الأبلق قالت الزباء وقد غزتهما فامتنعا عليها تمرد مارد وعز الأبلق فصارت مثلا لكل عزيز ممتنع ومارد أيضا في بيت الأعشى فركن مهراس إلى مارد فقاع منفوحة فالحائر وقال الأعشى أيضا أجدك ودعت الصبا والولائدا وأصبحت بعد الجور فيهن قاصدا وما خلت أن أبتاع جهلا بحكمة وما خلت مهراسا بلادي وماردا قالوا في فسره مهراس ومارد ومنفوحة من أرض اليمامة وكان منزل الأعشى من هذا الشق وقال الحفصي مارد قصير بمنفوحة جاهلي
ماردة هو تأنيث الذي قبله كورة واسعة من نواحي الأندلس متصلة بحوز فريش بين الغرب

والجوف من أعمال قرطبة إحدى القواعد التي تخيرتها الملوك للسكنى من القياصرة والروم وهي مدينة رائقة كثيرة الرخام عالية البنيان فيها آثار قديمة حسنة تقصد للفرجة والتعجب وبينها وبين قرطبة ستة أيام ولها حصون وقرى تذكر في مواضعها ينسب إليها غير واحد من أهل العلم والرواية منهم سليمان بن قريش بن سليمان يكنى أبا عبد الله أصله من ماردة وسكن قرطبة وسمع من ابن وضاح ومن غيره من رجالها ورحل فسمع بمكة من علي بن عبد العزيز كتب أبي عبيد وغير ذلك وسمع قريش جعفرا الخصيب المعروف بسيف السنة ودخل اليمن وسمع تعسفا من عبيد بن محمد الكشوري وغيره واستقضاه مروان ببطليوس ثم سار إلى قرطبة فسكنها وسمع منه الناس كثيرا وكان ثقة ومات بقرطبة في محرم سنة 923
ماردين بكسر الراء والدال كأنه جمع مارد جمع تصحيح وأرى أنها إنما سميت بذلك لأن مستحدثها لما بلغه قول الزباء تمرد مارد وعز الأبلق ورأى حصانة قلعته وعظمها قال هذه ماردين كثيرة لا مارد واحد وإنما جمعه جمع من يعقل لأن المرود في الحقيقة لا يكون من الجمادات وإنما يكون من الجن والإنس وهما الثقلان الموصوفان بالعقل والتكليف وماردين قلعة مشهورة على قنة جبل الجزيرة مشرفة على دنيسر ودارا ونصيبين وذلك الفضاء الواسع وقدامها ربض عظيم فيه أسواق كثيرة وخانات ومدارس وربط وخانقاهات ودورهم فيها كالدرج كل دار فوق الأخرى وكل درب منها يشرف على ما تحته من الدور ليس دون سطوحهم مانع وعندهم عيون قليلة الماء وجل شربهم من صهاريج معدة في دورهم والذي لا شك فيه أنه ليس في الأرض كلها أحسن من قلعتها ولا أحصن ولا أحكم وقد ذكرها جرير في قوله يا خزر تغلب إن اللؤم حالفكم ما دام في ماردين الزيت يعتصر وقد ذكرت في الفتوح قالوا وفتح عياض بن غنم طور عبدين وحصين ماردين ودارا على مثل صلح الرها وقد ذهب بعض الناس إلى أنها أحدثت عن قريب من أيامنا وأنه شاهد موضع القلعة ووجد به من شاهده وليس له بينة وهذا يكذبه قول جرير قالوا وكان فتحها وفتح سائر الجزيرة في سنة 91 وأيام من محرم سنة 02 للهجرة في أيام عمر بن الخطاب وقال أنشدني بعض الظرفاء فقال في ماردين حماها الله لي قمر لولا الضرورة ما فارقته نفسا يا قوم قلبي عراقي يرق له وقلبه جبلي قد قسا وعسا
مارشك بكسر الراء والشين معجمة من قرى طوس منها محمد بن الفضل بن علي أبو الفتح المارشكي الطوسي من أهل الطابران كان إماما فاضلا متقنا مناظرا فحلا أصوليا حسن السيرة جميل الأمر كثير العبادة تفقه على أبي حامد الغزالي وكان من أنجب تلامذته الطوسيين سمع نصر الله الخشنامي وعمر بن عبد الكريم الرواسي سمع منه أبو سعد بطوس وتوفي بها خوفا من الغز وقت نزولهم بطوس وإحاطتهم بها من غير معاقبة في أواخر رمضان سنة 945
مار صمويل ويقال مار سمويل ومار بالسريانية هو القس وسمويل اسم رجل من الأحبار وهو

اسم بليدة من نواحي بيت المقدس
مارمل بالفتح ثم السكون قرية في جبال نواحي بلخ
ماروان بفتح الراء والواو وآخره نون موضع بفارس
مارية بتخفيف الياء كنيسة بأرض الحبشة
مازج بالزاي المكسورة والجيم اسم موضع
مازر بفتح الزاي وآخره راء مدينة بصقلية نسب بعض شراح الصحيح إليها
المازحين لما فتح المسلمون الحيرة وولي عثمان ولى معاوية الشام والجزيرة وأمره أن ينزل العرب مواضع نائبة عن المدن والقرى ويأذن لهم في اعتمار الأرضين التي لا حق لأحد فيها فأنزل بني تميم الرابية وأنزل المازحين والمديبر أخلاطا من قيس وأسد وغيرهم ورتب ربيعة في ديارها على ذلك وفعل مثل ذلك في جميع ديار مضر
مازل بضم الزاي ولام من قرى نيسابور ينسب إليها أبو الحسن محمد بن الحسين بن معاذ النيسابوري المازلي سمع الحسين بن الفضل البلخي وتماما وغيرهما روى عنه أبو سعيد ابن أبي بكر ابن أبي عثمان وتوفي سنة 533
المأزمان تثنية المأزم من الأزم وهو العض ومنه الأزمة وهو الجدب كأن السنة عضتهم والأزم الضيق ومنه سمي هذا الموضع وهو موضع بمكة بين المشعر الحرام وعرفة وهو شعب بين جبلين يفضي آخره إلى بطن عرنة وهو إلى ما أقبل على الصخرات التي يكون بها موقف الإمام إلى طريق يفضي إلى حصن وحائط بني عامر عند عرفة وبه المسجد الذي يجمع فيه الإمام بين الصلاتين الظهر والعصر وهو حائط نخيل وبه عين تنسب إلى عبد الله بن عامر بن كريز وليس عرفات من الحرم وإنما حد الحرم من المأزمين فإذا جزتهما إلى العلمين المضروبين فما وراء العلمين من الحل أخذ من المأزم وهو الطريق الضيق بين الجبال وقال الأصمعي المأزم في السنة مضيق بين جمع وعرفة وقال ساعدة ابن جؤية ومقامهن إذا حبسن بمأزم ضيق ألف وصدهن الأخشب وقال عياض المأزمان مهموز مثنى وقال ابن شعبان هما جبلا مكة وليسا من المزدلفة وقال أهل اللغة هما مضيقا جبلين والمأزمان المضايق الواحد مأزم وقال بعض الأعراب ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة وأهلي معا بالمأزمين حلول وهل أبصرن العيس تنفخ في البرى لها بمنى بالمحرمين ذميل منازل كنا أهلها فأزالنا زمان بنا بالصالحين حدول والمأزمين أيضا قرية بينها وبين عسقلان نحو فرسخ كانت بها وقعة بين الكنانية أهل عسقلان والأفرنج مشهورة
مازر بتقديم الزاي مدينة بصقلية عن السلفي
ومازر أيضا من قرى لرستان بين أصبهان وخوزستان عن السلفي أيضا ونسب إليها عياض بن محمد بن إبراهيم المازري قال وسألته عن مولده فقال في سنة 005 وقال لي قد نفت على السبعين وكان صوفيا كان قد استوطن مازر من

ناحية لرستان
مازندران بعد الزاي نون ساكنة ودال مهملة وراء وآخره نون اسم لولاية طبرستان وقد تقدم ذكرها وما أظن هذا إلا اسما محدثا لها فإني لم أره مذكورا في كتب الأوائل
مازن بالزاي المكسورة والنون وهو بيض النمل ويجوز أن يكون فاعلا من مزن في الأرض إذا مضى فيها لوجهه والمازن ماء معروف
ماسبذان بفتح السين والباء الموحدة والذال معجمة وآخره نون وأصله ماه سبذان مضاف إلى اسم القمر وقد ذكر في ماه دينار فيما بعد بأبسط من هذا وكان بعد فتح حلوان قد جمع عظيم من عظماء الفرس يقال له آذين جمعا خرج بهم من الجبال إلى السهل وبلغ خبره سعد بن أبي وقاص وهو بالمدائن فأنفذ إليهم جيشا أميرهم ضرار بن الخطاب الفهري في سنة 16 فقتل آذين وملك الناحية وقال ويوم حبسنا قوم آذين جنده وقطراته عند اختلاف العوامل وزرد وآذينا وفهدا وجمعهم غداة الوغى بالمرهفات القواصل فجاؤوا إلينا بعد غب لقائنا بماسبذان بعد تلك الزلازل وقال أيضا فصارت إلينا السيروان وأهلها وماسبذان كلها يوم ذي الرمد قال مسعر بن مهلهل وخرجنا من مرج القلعة إلى الطزر نعطف منها يمنة إلى ماسبذان ومهرجان قذق وهي مدن عدة منها أريوجان وهي مدينة حسنة في الصحراء بين جبال كثيرة الشجر كثيرة الحمات والكباريت والزاجات والبوارق والأملاح وماؤها يخرج إلى البندنيجين فيسقي النخل بها ولا أثر لها إلا حمات ثلاث وعين إن احتقن إنسان بمائها أسهل إسهالا عظيما وإن شربه قذف أخلاطا عظيمة كثيرة وهو يضر أعصاب الرأس ومن هذه المدينة إلى الرذ بالراء عدة فراسخ وبها قبر المهدي وليس له أثر إلا بناء قد تعفت رسومه ولم يبق منه إلا الآثار ثم نخرج منها إلى السيروان وبها آثار حسنة ومواطن عجيبة ومنها إلى الصيمرة وقد ذكرت في موضعها
ماستي من قرى مرو قال السمعاني ماستين ويقال ماستي من قرى بخارى
ماسح تل ماسح ذكر في التلول
ماسخ كذا قرأته في شعر النابغة بالخاء المعجمة وهو قوله من المتعرضات بعين نخل كأن بياض لبته سدين كقوس الماسخي أرن فيها من الشرعي مربوع متين وقال ابن السكيت في شرحه الماسخي منسوب إلى قرية يقال لها ماسخ لا إلى رجل وأهلها يستجيدون خشب القسي والشرعي الموتر
ماسط وهو ضرب من شجر الصيف إذا رعته الإبل مسط بطونها أي أخرأها وماسط اسم مويه ملح لبني طهية بالسر في أرض كثيرة الحمض فالإبل تسلح إذا شربت ماءها وأكلت الحمض سمي بذلك لأنه يمسط البطون قال جرير

يا بلطة حامضة بربع من ماسط تربع القلاما حامضة إبل أكلت الحمض
ماسكان بفتح السين وآخره نون بلد مشهور بالنواحي المجاورة لمكران وراء سجستان وأظنها من نواحي سجستان ولا يوجد الفانيذ بغير مكان إلا بهذا الموضع وقليل منه بناحية قصدار وإليه ينسب الفانيذ الماسكاني وهو أجود أنواعه والفانيذ نوع من السكر لا يوجد إلا بمكران ومنها يحمل إلى سائر البلدان وقال حمزة ماه سكان اسم لسجستان وسجستان يسمى سكان وماسكان أيضا ولذلك يقال للفانيذ من هذا الصقع الفانيذ الماسكاني قال وماه اسم القمر وله تأثير في الخصب فنسب كل موضع ذو خصب إليه
ماسكنات بالفتح وبعد النون ألف وآخره تاء موضع بفارس
ماسل يقال لجريد النخل الرطب المسل والواحد مسيل والمسل السيلان وماسل اسم رملة وقيل ماء في ديار بني عقيل وقال ابن دريد نخل وماء لعقيل وتصغيره مويسل قال الراجز ظلت على مويسل خياما ظلت عليه تعلك الرماما وماسل اسم جبل في شعر لبيد ودارة مأسل
ماسوراباذ قرية من قرى جرجان رأيتها بعيني يوم دخولي
ماشان بالشين معجمة نهر يجري في وسط مدينة مرو وعليه محلة وأهل مرو يقولونه بالجيم موضع الشين إلا أن أبا تمام كذا جاء به فقال واجدا بالخليج ما لم يجد ق ط بماشان لا ولا بالرزيق والرزيق نهر بمرو أيضا بتقديم الراء على الزاي
ماشية أرض في غربي اليمامة فيها آبار ومياه يشملها هذا الاسم تذكر في مواضعها
ماشتكين بالشين المعجمة ساكنة والتاء مكسورة وكسر الكاف وآخره نون قرية من قرى قزوين
الماطرون بكسر الطاء من شروط هذا الاسم أن يلزم الواو وتعرب نونه وهو عجمي ومخرجه في العربية أن يكون جمع ماطر من المطر من قولهم يوم ماطر وسحاب ماطر ورجل ماطر أي ساكب وأنشد أبو علي قول يزيد بن معاوية آب هذا الهم فاكتنعا وأتر النوم فامتنعا جالسا للنجم أرقبها فإذا ما كوكب طلعا صار حتى إنني لا أرى أنه بالغور قد وقعا ولها بالماطرون إذا أكل النمل الذي جمعا خرفة حتى إذا ارتبعت سكنت من جلق بيعا في قباب حول دسكرة بينها الزيتون قد ينعا فقيل له لم لم يقلب الواو ياء ويجعل النون معتقب الإعراب كما قلب الواو ياء في قنسرين ونصيبين وصريفين فهن جعل نونها معتقب الإعراب فقال لعله أعجمي قلت أنا ومثله جيرون وبيرون اسم موضعين ذكرا في موضعهما والماطرون

موضع بالشام قرب دمشق
ماعزة بالعين المهملة والزاي أظنه من الأمعز وهو المكان الكثير الحصى ومثله المعزاء
ماغرة بالغين المعجمة والراء هو من المغرة وهو الطين الأحمر وتأنيثها للأرض اسم موضع عن الزمخشري عن الشريف علي بن عيسى بن حمزة الحسني
ماء فرس كان عقبة بن عامر قد غزا فزان وتعداهم إلى أراضي كوار فنزل بموضع لم يكن فيه ماء فأصابهم عطش أشرفوا منه على الموت فصلى عقبة ركعتين ودعا الله تعالى وجعل فرس عقبة يبحث في الأرض حتى كشف عن صفاة فانفجر منها الماء فجعل فرس عقبة يمص ذلك الماء فأبصره عقبة فنادى في الناس أن احتفروا فحفروا سبعين حسيا فشربوا واستقوا فسمي الموضع لذلك ماء فرس
ماقلاصان بالقاف وآخره نون قرية من قرى جرجان
ماكسين بكسر الكاف بلد بالخابور قريب من رحبة مالك بن طوق من ديار ربيعة قال الأخطل ما دام في ماكسين الزيت يعتصر نسبوا إليه جماعة من أهل العلم منهم أبو عبد الله سلمان بن جروان بن الحسين الماكسيني شيخ صالح سكن بغداد وسمع من أبي مسعر محمد بن عبد الكريم الكرخي وأبي غالب شجاع بن فارس الذهلي ذكره أبو سعد في شيوخه وتوفي بإربل سنة 745
ماكيان
مالان من قرى مرو
مالبان بفتح اللام والباء الموحدة وآخره نون بلد في أقصى بلاد الغرب ليس وراءه غير البحر المحيط
مالطة بلدة بالأندلس قال السلفي سمعت أبا العباس أحمد بن طالوت البلنسي بالشقر يقول سمعت أبا القاسم بن رمضان المالطي بها يقول كان القائد يحيى صاحب مالطة قد صنع له أحد المهندسين صورة تعرف بها أوقات النهار بالصنج فقلت لعبد الله بن السمطي المالطي أجز هذا المصراع جارية ترمي الصنج فقال
بها النفوس تبتهج كأن من أحكمها إلى السماء قد عرج فطالع الأفلاك عن سر البروج والدرج
مالقة بفتح اللام والقاف كلمة عجمية مدينة بالأندلس عامرة من أعمال رية سورها على شاطىء البحر بين الجزيرة الخضراء والمرية قال الحميدي هي على ساحل بحر المجاز المعروف بالزقاق والقولان متقاربان وأصل وضعها قديم ثم عمرت بعد وكثر قصد المراكب والتجار إليها فتضاعفت عمارتها حتى صارت أرشذونة وغيرها من بلدان هذه الكورة كالبادية لها أي الرستاق وقد نسب إليها جماعة من أهل العلم منهم عزيز بن محمد اللخمي المالقي وسليمان المعافري المالقي
المالكية نسبت إلى رجل اسمه مالك قرية على باب بغداد وأخرى على الفرات بالعراق وينسب إليها أبو الفتح عبد الوهاب بن محمد بن الحسين الصابوني الخفاف المالكي الحنبلي حدث عن أبي الخطاب نصر بن أحمد بن البطر وغيره ثقة صالح

ذكره السمعاني في مشايخه وقال مولده سنة 284 وابنه عبد الخالق بن عبد الوهاب روى عن أبي المعالي أحمد بن محمد البخاري البزاز وأبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحسين وأبي عبد العزيز كادش وغيرهم وتوفي في شوال سنة 295 وقد نيف على الثمانين وهو من المكثرين قال أبو زياد ومن مياه عمرو بن كلاب المالكية
مالين بكسر اللام وياء مثناة من تحت ساكنة قال الأديبي مالين قرية على شط جيحون وقال أبو سعد مالين في موضعين أحدهما كورة ذات قرى مجتمعة على فرسخين من هراة يقال لجميعها مالين وأهل هراة يقولون مالان وإليها ينسب أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله الأنصاري الماليني الصوفي كان أحد الرحالين في طلب الحديث ما بين الشاش إلى الإسكندرية وسمع الكثير روى عن أبي عمرو ابن نجيد السلمي وأبي بكر الإسماعيلي وأبي أحمد بن عدي وغيرهم روى عنه أبو بكر الخطيب وأبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي وخلق لا يحصى ومات بمصر سنة 214
ومالين أيضا من قرى باخرز وينسب إلى مالين باخرز منصور بن محمد بن أبي نصر منصور الهلالي الباخرزي الماليني أبو نصر سكن مالين وكان شيخا فقيها صالحا ورعا كثير العبادة مكثرا من الحديث سمع أبا بكر أحمد بن علي الشيرازي وموسى بن عمران الأنصاري وأبا نزار عبد الباقي بن يوسف المراغي كتب عنه أبو سعد وكانت ولادته سنة 466 بمالين باخرز وقتل بنيسابور في وقعة الغز في الحادي عشر من شوال سنة 456 ورأيت مالين هراة فقيل لي إنها خمس وعشرون قرية وقال الإصطخري من نيسابور إلى بوزجان على يسار الجائي من هراة إلى نيسابور على مرحلة منها مالين وتعرف بمالين كباخرز وليس بمالين هراة
مامطير بفتح الميم الثانية وكسر الطاء بليدة من نواحي طبرستان قرب آملها ينسب إليها المهدي بن محمد بن العباس بن عبد الله بن أحمد بن يحيى المامطيري أبو الحسن الطبري يعرف بابن سرهنك قال شيرويه قدم همذان في شوال سنة 044 روى عن أبي جعفر أحمد بن محمد صاحب عبد الرحمن بن أبي حاتم والحاكم أبي عبد الله وأبي عبد الرحمن السلمي وذكر جماعة قال وحدثنا عنه محمد بن عثمان والميداني وأبو القاسم محمد بن جعفر القؤول وغيرهم وكان صدوقا وأبو الحسن علي بن أحمد بن طازاد المامطيري يروي عن عبد الله بن عتاب بن الرقبي الدمشقي وغيره روى عنه أبو سعد الماليني الحافظ
المأمونية منسوبة إلى المأمون أمير المؤمنين عبد الله بن هارون الرشيد وقد ذكرت سبب استحداث هذه المحلة في التاج والقصر الحسني وهي محلة كبيرة طويلة عريضة ببغداد بين نهر المعلى وباب الأزج عامرة آهلة
ومأمونية زرند بين الري وساوه قال السلفي أنشدني القاضي أبو العميثل عبد الكريم بن أحمد بن علي الجرجاني بمأمونية زرند بين الري وساوه
ماند بالنون المكسورة والدال المهملة قال الحازمي بلد بحري تجلب منه ثياب كتان رقاق صفاق
ماندكان من قرى أصبهان ينسب إليها أحمد بن الحسن بن أحمد بن عبد الرحمن الماندكاني أبو نصر يعرف بقاضي الليل مات في شعبان سنة 574
مانقان بنون مفتوحة وقاف وآخره نون محلة في قرية سنج من أعمال مرو

مانق بالنون والقاف أيضا قرية من نواحي أستوا من أعمال نيسابور
ماوان بالواو المفتوحة وآخره نون وأصله من أوى إليه يأوي إذا التجأ ومأوي الإبل بكسر الواو نادر وماوان يجوز أن يكون تثنية الماء قلبت همزة الماء واوا وكان القياس أن تقلب هاء فيقال ماهان ولكن شبهوه بما الهمزة فيه منقلبة عن ياء أو واو ولما كان حكم الهاء أن لا تهمز في هذا الموضع بل اشتبهت بحروف المد واللين فهمزوه لذلك اطرد فيها ذلك لشبهه وعندي أنه من أوى إليه يأوي فوزنه مفعان وأصله مفعلان وحقه على ذلك أن يكون مأووان على مثال مكرمان وملكعان وملأمان إلا أن لام مفعلان في ماوان ساكنة لأنه من أوى وجاءت ألف مفعلان ساكنة فاجتمع ساكنان فاستثقل فلم يمكن النطق به فأسقطت لام الفعل وبقيت ألف مفعلان تدل على الوزن والقصد بهذا التعسف أن يكون المعنى مطابقا للفظ لأن الموضع يؤوى إليه أو أن المياه تكثر به فأما ماوان السنور فليس بينه وبين مساكن العرب مناسبة ولعل أكثرهم ما يدري ما السنور وهي قرية في أودية العلاة من أرض اليمامة بها قوم من بني هزان وربيعة وهم ناس من اليمن وقال ابن دريد يهمز ولا يهمز ويضاف إليه ذو وقال عروة بن الورد العبسي وقلت لقوم في الكنيف تروحوا عشية بتنا دون ماوان رزح تنالوا الغنى أو تبلغوا بنفوسكم إلى مستراح من حمام مبرح ومن يك مثلي ذا عيال ومقترا من المال يطرح نفسه كل مطرح ليبلغ عذرا أو ينال رغيبة ومبلغ نفس عذرها مثل منجح قال ابن السكيت ماوان هو واد فيه ماء بين النقرة والربذة فغلب عليه الماء فسمي بذلك الماء ماوان قاله في شرح شعر عروة وكانت منازل عبس فيما بين أبانين والنقرة وماوان والربذة هذه كانت منازلهم
ماوانة مذكورة في شعر ابن مقبل حيث قال هاجوا الرحيل وقالوا إن شربهم ماء الزنانير من ماوانة الترع والترع هو الملآن كذا بخط ابن المعلى الأزدي وقد ذكر ابن مقبل الزنانير في موضع آخر من شعره وقرأته بالمرانة ولا يبعد أن يكون أشبع الفتحة للضرورة فصارت ألفا فتكون المارانة بالراء والله أعلم فإن ماوانة لم أجده إلا في هذا الموضع
ما وراء النهر يراد به ما وراء نهر جيحون بخراسان فما كان في شرقيه يقال له بلاد الهياطلة وفي الإسلام سموه ما وراء النهر وما كان في غربيه فهو خراسان وولاية خوارزم وخوارزم ليست من خراسان إنما هي إقليم برأسه وما وراء النهر من أنزه الأقاليم وأخصبها وأكثرها خيرا وأهلها يرجعون إلى رغبة في الخير والسخاء واستجابة لمن دعاهم إليه مع قلة غائلة وسماحة بما ملكت أيديهم مع شدة شوكة ومنعة وبأس وعدة وآلة وكراع وسلاح فأما الخصب فيها فهو يزيد على الوصف ويتعاظم عن أن يكون في جميع بلاد الإسلام وغيرها مثله وليس في الدنيا إقليم أو ناحية إلا ويقحط أهله مرارا قبل أن يقحط ما وراء النهر ثم إن أصيبوا في حر أو برد أو آفة تأتي على زروعهم ففي فضل ما يسلم في عرض بلادهم ما يقوم بأودهم حتى يستغنوا عن نقل شيء

إليهم من بلاد أخر وليس بما وراء النهر موضع يخلو من العمارة من مدينة أو قرى أو مياه أو زروع أو مراع لسوائمهم وليس شيء لا بد للناس منه إلا وعندهم منه ما يقوم بأودهم ويفضل عنهم لغيرهم وأما مياههم فإنها أعذب المياه وأخفها فقد عمت المياه العذبة جبالها ونواحيها ومدنها وأما الدواب ففيها من المباح ما فيه كفاية على كثرة ارتباطهم لها وكذلك الحمير والبغال والإبل وأما لحومهم فإن بها من الغنم ما يجلب من نواحي التركمان الغربية وغيرها ما يفضل عنهم وأما الملبوس ففيها من الثياب القطن ما يفضل عنهم فينقل إلى الآفاق ولهم القز والصوف والوبر الكثير والإبريسم الخجندي ولا يفضل عليه إبريسم ألبتة وفي بلادهم من معادن الحديد ما يفضل عن حاجتهم في الأسلحة والأدوات وبها معدن الذهب والفضة والزيبق الذي لا يقاربه في الغزارة والكثرة معدن في سائر البلدان إلا بنجهير في الفضة وأما الزيبق والذهب والنحاس وسائر ما يكون في المعادن فأغزرها ما يرتفع من ما وراء النهر وأما فواكههم فإنك إذا تبطنت الصغد وأشروسنة وفرغانة والشاش رأيت من كثرتها ما يزيد على سائر الآفاق وأما الرقيق فإنه يقع إليهم من الأتراك المحيطة بهم ما يفضل عن كفايتهم وينقل إلى الآفاق وهو خير رقيق بالمشرق كله وبها من المسك الذي يجلب إليهم من التبت وخرخيز ما ينقل إلى سائر الأمصار الإسلامية منها ويرتفع من الصغانيان وإلى واشجرد من الزعفران ما ينقل إلى سائر البلدان وكذلك الأوبار من السمور والسنجاب والثعالب وغيرها ما يحمل إلى الآفاق مع طرائف من الحديد والحتر والبزاة وغير ذلك مما يحتاج إليه الملوك وأما سماحتهم فإن الناس في أكثر ما وراء النهر كأنهم في دار واحدة ما ينزل أحد بأحد إلا كأنه رجل دخل دار صديقه لا يجد المضيف من طارق في نفسه كراهة بل يستفرغ مجهوده في غاية من إقامة أوده من غير معرفة تقدمت ولا توقع مكافأة بل اعتقادا للجود والسماحة في أموالهم وهمة كل امرىء منهم على قدره فيما ملكت يده والقيام على نفسه ومن يطرقه قال الإصطخري ولقد شهدت منزلا بالصغد قد ضربت الأوتاد على بابه فبلغني أن ذلك الباب لم يغلق منذ زيادة على مائة سنة لا يمنع من نزوله طارق وربما ينزل بالليل بيتا من غير استعداد المائة والمائتان والأكثر بدوابهم فيجدون من علف دوابهم وطعامهم ودثارهم ما يعمهم من غير أن يتكلف صاحب المنزل بشيء من ذلك لدوام ذلك منهم والغالب على أهل ما وراء النهر صرف نفقاتهم إلى الرباطات وعمارة الطرق والوقوف على سبيل الجهاد ووجوه الخيرات إلا القليل منهم وليس من بلد ولا من منهل ولا مفازة مطروقة ولا قرية آهلة إلا وبها من الرباطات ما يفضل عن نزول من طرقه قال وبلغني أن بما وراء النهر زيادة على عشرة آلاف رباط في كثير منها إذا نزل الناس أقيم لهم علف دوابهم وطعام أنفسهم إلى أن يرحلوا وأما بأسهم وشوكتهم فليس في الإسلام ناحية أكبر حظا في الجهاد منهم وذلك أن جميع حدود ما وراء النهر دار حرب فمن حدود خوارزم إلى اسبيجاب فهم الترك الغزية ومن اسبيجاب إلى أقصى فرغانة الترك الخرلخية ثم يطوف بحدود ما وراء النهر من الصغدية وبلد الهند من حد ظهر الختل إلى حد الترك في ظهر فرغانة فهم القاهرون لأهل هذه النواحي ومستفيض أنه ليس للإسلام دار حرب هم أشد شوكة من الترك يمنعونهم من دار الإسلام وجميع ما وراء النهر ثغر يبلغهم نفير العدو ولقد أخبرني من كان مع نصر بن أحمد في

غزاة أشروسنة أنهم كانوا يحزرون ثلثمائة ألف رجل انقطعوا عن عسكره فضلوا أياما قبل أن يبلغهم نفير العدو ويتهيأ لهم الرجوع وما كان فيهم من غير أهل ما وراء النهر كبير أحد يعرفون بأعيانهم وبلغني أن المعتصم كتب إلى عبد الله بن طاهر كتابا يتهدده فيه فأنفذ الكتاب إلى نوح بن أسد فكتب إليه أن بما وراء النهر ثلاثمائة ألف قرية ليس من قرية إلا ويخرج منها كذا وكذا فارس وراجل لا يتبين على أهلها فقدهم وبلغني أن بالشاش وفرغانة من الاستعداد ما لا يوصف مثله عن ثغر من الثغور حتى إن الرجل الواحد من الرعية عنده ما بين مائة ومائتي دابة وليس بسلطان وهم مع ذلك أحسن الناس طاعة لكبرائهم وألطفهم خدمة لعظمائهم حتى دعا ذلك الخلفاء إلى أن استدعوا من ما وراء النهر رجالا وكانت الأتراك جيوشا تفضلهم على سائر الأجناس في البأس والجراءة والإقدام وحسن الطاعة فقدم الحضرة منهم جماعة صاروا قوادا وحاشية للخلفاء وثقات عندهم مثل الفراغنة والأتراك الذين هم شحنة دار الخلافة ثم قوي أمرهم وتوالدوا وتغيرت طاعتهم حتى غلبوا على الخلفاء مثل الأفشين وآل أبي الساج وهم من أشروسنة والإخشيد من سمرقند قال وأما نزهة ما وراء النهر فليس في الدنيا بأسرها أحسن من بخارى ونحن نصفها ونصف الصغد وسمرقند وغيرها من نواحي ما وراء النهر في مواضعها من الكتاب ولم تزل ما وراء النهر على هذه الصفة وأكثر إلى أن ملكها خوارزم شاه محمد بن تكش بن ألب أرسلان بن أتسز في حدود سنة 600 فطرد عنها الخطا وقتل ملوك ما وراء النهر المعروفين بالخانية وكان في كل قطر ملك يحفظ جانبه فلما استولى على جميع النواحي ولم يبق لها ملك غيره عجز عنها وعن ضبطها فسلط عليها عساكره فنهبوها وأجلوا الناس عنها فبقيت تلك الديار التي وصفت كأنها الجنان بصفاتها خاوية على عروشها وبساتينها ومياهها متدفقة خالية لا أنيس بها ثم أعقب ذلك ورود التتر لعنهم الله في سنة 671 فخربوا الباقي وبقيت مثل ما قال بعضهم كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا أنيس ولم يسمر بمكة سامر
ماوشان بفتح الواو والشين معجمة وآخره نون ناحية وقرى في واد في سفح جبل أروند من همذان وهو موضع نزه فرح ذكره القاضي عين القضاة في رسالته فقال وكأني بالركب العراقي يوافون همذان ويحطون رحالهم في محاني ماوشان وقد اخضرت منها التلاع والوهاد وألبسها الربيع حبرة تحسدها عليها البلاد وهي تفوح كالمسك أزهارها وتجري بالماء الزلال أنهارها فنزلوا منها في رياض مونقة واستظلوا بظلال أشجار مورقة فجعلوا يكررون إنشاد هذا البيت وهم يتنغمون بنوح الحمام وتغريد الهزار حياك يا همذان الغيث من بلد سقاك يا ماوشان القطر من وادي وقد وصفه القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن علي الميانجي في قطعة ذكرها في درب الزعفران وقال أبو المظفر الأبيوردي سقى همذان حيا مزنة يفيد الطلاقة منها الزمان برعد كما جرجر الأرحبي وبرق كما بصبص الأفعوان فسفح المقطم بئس البديل نبيها وأروند نعم المكان

هي الجنة المشتهى طيبها ولكن فردوسها ماوشان فألواح أمواهها كالعبير ترى أرضها وحصاها الجمان
ماوين بكسر الواو والياء وآخره نون موضع في قول قيس بن العيزارة الهذلي وإن سال ذو الماوين أمست فلاته لها حبب تستن فيه الضفادع
ماوية قال الأصمعي الماوية المرآة كأنها نسبت إلى الماء وقال الليث الماوية البلور ويقال ثلاث ماويات لقيل ممواة وهي في الأصل مائية فقلبت المدة واوا فقيل ماوية قال الأزهري ورأيت في البادية على جادة البصرة إلى مكة منهلة بين حفر أبي موسى وينسوعة يقال لها ماوية وكان ملوك الحيرة يتبدون إلى ماوية فينزلونها وقد ذكرتها الشعراء وقال السكوني ماوية من أعذب مياه العرب على طريق البصرة من النباج بعد العشيرة بينهما عند التواء الوادي الرقمتان وقال محمد بن أبي عبيدة المهلبي البئر التي بالماوية وهي بئر عادية لا يقل ماؤها ولو وردها جميع أهل الأرض وإياها عنى أبو النجم العجلي حيث قال من نحت عاد في الزمان الأول وفي كتاب الخالع ماوية ماءة لبني العنبر ببطن فلج وقد أنشد ابن الأعرابي تبيت الثلاث السود وهي مناخة على نفس من ماء ماوية العذب النفس الماء الرواء
ماهان إن كان عربيا فهو تثنية الماء الذي يشرب لأن أصله الهاء وإلا فهو فارسي وهو تثنية الماه وهي القصبة كما يذكر في ماه البصرة بعده والماهان الدينور ونهاوند
وماهان مدينة بكرمان بينها وبين السيرجان مدينة كرمان مرحلتان وبينها وبين خبيص خمس مراحل والعرب تسميها بالجمع فتقول الماهات قال القعقاع بن عمرو جدعت على الماهات آنف فارس بكل فتى من صلب فارس خادر هتكت بيوت الفرس يوم لقيتها وما كل من يلقى الحروب بثائر حبست ركاب الفيرزان وجمعه على فتر من جرينا غير فاتر هدمت بها الماهات والدرب بغتة إلى غاية أخرى الليالي الغوابر وقال أيضا هم هدموا الماهات بعد اعتدالها بصحن نهاوند التي قد أمرت بكل قناة لدنة برمية إذا أكرهت لم تنثني واستمرت وأبيض من ماء الحديد مهند وصفراء من نبع إذا هي رنت
ماه البصرة الماه بالهاء خالصة قصبة البلد ومنه قيل ماه البصرة وماه الكوفة وماه فارس ويقال لنهاوند وهمذان وقم ماه البصرة قال الأزهري كأنه معرب ويجمع ماهات قال البحتري أتاك بفتحي مولييك مبشرا بأكبر نعمى أوجبت أكثر الشكر بما كان في الماهات من سطو مفلح وما فعلت خيل ابن خاقان في مصر وقد ذكرت السبب في هذه التسمية بنهاوند قال

الزمخشري ماه وجور اسما بلدتين بأرض فارس وأهل البصرة يسمون القصبة بماه فيقولون ماه البصرة وماه الكوفة كما يقولون قصبة البصرة وقصبة الكوفة وللنحويين ههنا كلام وذلك أنهم يقولون إن الاسم إذا كان فيه علتان تمنعان الصرف وكان وسطه ساكنا خفيفا قاومت الخفة إحدى العلتين فيصرفونه وذلك نحو هند ونوح لأن في هند التأنيث والعلمية وفي نوح العجمة والعلمية فإذا صاروا إلى ماه وجور وسموا به بلدة أو قصبة أو بقعة منعوه الصرف وإن كان أوسطه ساكنا لأن فيه ثلاث علل وهي التأنيث والتعريف والعجمة فقاومت خفته بسكون وسطه إحدى العلل الثلاث فبقي فيه علتان منعتاه من الصرف والنسبة إليها ماهي وماوي ويجمع ماهات تذكر وتؤنث
ماه بهراذان وما أظنها إلا ناحية الراذانين وقد شرح في ماه دينار
ماه دينار هي مدينة نهاوند وإنما سميت بذلك لأن حذيفة بن اليمان لما نازلها اتبع سماك العبسي رجلا في حومة الحرب وخالطه ولم يبق إلا قتله فلما أيقن بالهلاك ألقى سلاحه واستسلم فأخذه العبسي أسيرا فجعل يتكلم بالفارسية فأحضر ترجمانا فقال اذهبوا بي إلى أميركم حتى أصالحه عن المدينة وأؤدي إليه الجزية وأعطيك أنت مهما شئت فقد مننت علي إذ لم تقتلني فقال له ما اسمك قال دينار فانطلقوا به إلى حذيفة فصالحه على الخراج والجزية وأمن أهلها على أموالهم وأنفسهم وذراريهم فسميت نهاوند يومئذ ماه دينار وقد ذكر حمزة بن الحسن في كتاب الموازنة ما خالف هذا كله فقال ماسبذان واسم هذه الكورة مضاف إلى اسم القمر وهو ماه وكان في ممالك الفرس عدة مدن مضافة الأسماء إلى اسم القمر وهو ماه نحو ماه دينار وماه نهاوند وماه بهراذان وماه شهرياران وماه بسطام وماه كران وماه سكان وماه هروم فأما ماه دينار فهو اسم كورة الدينور وقيل إن أصله ديناوران لأن أهلها تلقوا دين زردشت بالقبول ونهاوند اسم مختصر من نيوهاوند ومعناه الخير المضاعف وماه شهرياران اسم الكورة التي فيها الطزر والمطامير والزبيدية والمرج وهو دون حلوان وماه بهراذان في تلك الناحية ولا أدري كيف أخذه وبالقرب من هذه الناحية موضع يلي وندنيكان فعرب على البندنيجان وماه بسطام أقدر تقديرا لا سماعا أنه بسطام التي هي حومة كورة قومس وماه كران هو الذي اختصروه فقالوا مكران وكران اسم لسيف البحر وماه سكان اسم لسجستان وسجستان يسمى سكان وماسكان أيضا ولذلك يقال للفانيذ من ذلك الصقع الفانيذ الماسكاني وماه هروم اسم كورة الجزيرة وعلى ذلك سموا جين التي هي الصين ماه جين أيضا وأقدر تقديرا لا سماعا أن ماه الذي هو اسم القمر إنما يقحمونه على اسم كل بلد ذي خصب لأن القمر هو المؤثر في الأنداء والمياه التي منها الخصب
ماه شهرياران قد شرح في ماه دينار
ماه الكوفة هي الدينور وقد ذكر السبب في هذه التسمية في نهاوند
ماهياباذ بالهاء ثم الياء المثناة من تحت وباء موحدة وألف وذال معجمة محلة كبيرة على باب مرو شبه القرية منفصلة عن سورها من شرقيها
ماهيان بكسر الهاء وياء وآخره نون قرية بينها وبين مرو نحو فرسخين ينسب إليها أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن أبي الفضل الماهياني

كان فقيها فاضلا وسمع الحديث ورواه ومات بماهيان في شوال سنة 945 ومولده في رجب سنة 294 وجماعة سواه
مائد من ماد يميد فهو مائد إذا تمايل متثنيا متبخترا وهو جبل باليمن ويروى بالباء الموحدة وقد تقدم ذكره وأنشد بعضهم يمانية أحيا لها مظ مائد وآل قراس صوب أرمية كحل
مايدشت بالشين المعجمة قلعة وبلد من نواحي خانقين بالعراق
مائر من مار يمور مورا أي دار فهو مائر والمائر الناقة النشيطة قال الحازمي مائر صقع أحسبه عمانيا
مائق الدشت ومعنى الدشت بالفارسية الصحراء وآخر الكلمة الأولى منه قاف بعد الياء المثناة من تحتها قرية من ناحية أستوا من نواحي نيسابور ينسب إليها أبو عمرو عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن محمد بن سليمان السلمي المائقي الاستوائي ابن خال أبي القاسم القشيري وصهره على ابنته وشريكه في الإرادة والانتماء إلى أبي علي الدقاق وهو من شيوخ الطريقة وله كلام وشعر بالفارسية وروى الحديث عن أبي طاهر الزيادي وغيره روى عنه حفيده أبو الأسعد هبة الرحمن بن أبي سعيد القشيري وغيره وتوفي في حدود سنة 074
مايمرغ بفتح الياء وضم الميم وسكون الراء والغين معجمة من قرى بخارى على طريق نسف ينسب إليها أبو نصر أحمد بن علي بن الحسين بن علي المقري الضرير المايمرغي سمع أبا عمرو محمد بن محمد بن صابر وأبا سعيد الخليل بن أحمد وأبا أحمد الحاكم البخاريين روى عنه أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي نصر النسفي وأبو نصر عبد العزيز بن محمد النخشي الحافظ وغيرهما وكان صدوقا ثقة توفي في سنة 304 وولادته سنة 243
ومايمرغ أيضا من قرى سمرقند بالقرب منها يتصل عملها بعمل الدرغم قال وليس برساتيق سمرقند رستاق أشد اشتباكا في القرى والأشجار من مايمرغ وينسب إليها أبو العباس الفضل بن نصر المايمرغي يروي عن العباس بن عبد الله السمرقندي روى عنه بكر بن محمد بن أحمد الفقيه وغيره قال أبو سعد ومايمرغ أيضا بلد على طرف جيحون وكان به جماعة من الفضلاء
مائين بعد الألف ياء مهموزة وياء ساكنة ونون بلد من أعمال فارس من نواحي شيراز خرج منها جماعة من أهل العلم منهم أبو القاسم فارس بن الحسين بن شهريار المائيني روى عن أبي بكر بن محمد الفارسي روى عنه أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الشيرازي الحافظ توفي بعد سنة 574
باب الميم والباء وما يليهما
المبارك اسم نهر بالبصرة احتفره خالد بن عبد الله القسري أمير العراقين لهشام بن عبد الملك ينسب إليه أبو زكرياء يحيى بن يعقوب بن مرداس بن عبد الله البقال المباركي روى عن سويد بن سعيد وغيره روى عنه عبد الصمد بن علي الطبسي وأبو بكر الشافعي وأبو قاسم الطبراني
والمبارك أيضا نهر وقرية فوق واسط بينهما ثلاثة فراسخ وقيل هو الذي احتفره خالد وقال الفرزدق إن المبارك كاسمه يسقى به حرث السواد ولاحق الجبار ولما قدم خالد بن عبد الله القسري واليا على العراق

جعل على شرطة البصرة مالك بن المنذر بن الجارود العبدي وكان عبد الأعلى بن عبد الله بن مالك يدعي على مالك قرية فأبطلها خالد بن عبد الله وحفر نهرا سماه المبارك فقال الفرزدق وأهلكت مال الله في غير حقه على النهر المشؤوم غير المبارك وتضرب أقواما صحاحا ظهورهم وتترك حق الله في ظهر مالك أإنفاق مال الله في غير كنهه ومنعا لحق المرملات الضرائك وقال المفرج بن المرفع وقيل الفرزدق أيضا كأنك بالمبارك بعد شهر تخوض غماره بقع الكلاب كذبت خليفة الرحمن عنه وسوف يرى الكذوب جزا الكذاب وقال هلال بن المحسن المبارك قرية بين واسط وفم الصلح ينسب إليها كورة منها الصلح جميعه وينسب إليها أبو داود سليمان بن محمد المباركي وقيل سليمان بن داود يروي عن أبي شهاب الحناط وعامر بن صالح وغيرهما روى عنه مسلم بن الحجاج وأبو زرعة الرازي ومات سنة 132
المباركة قرية من قرى خوارزم
المباركية حصن بناه المبارك التركي أحد موالي بني العباس وبها قوم من مواليه
مبايض بالضم وآخره معجم موضع كان فيه يوم للعرب قتل فيه طريف بن تميم فارس بني تميم قتله حميصة بن جندل وقتل فيه أبو جدعاء الطهوي وكان من فرسان تميم وقال عبدة بن الطبيب كأن ابنة الزيدي يوم لقيتها هنيدة مكحول المدامع مرشق يراعي خذولا ينفض المرد شادنا ينوش من الضال القذاف ويعلق وقلت لها يوما بوادي مبايض ألا كل عان غير عانيك يعتق يصادف يوما من مليك سماحة فيأخذ عرض المال أو يتصدق وذكرنيها بعدما قد نسيتها ديار علاها وابل متبعق بأكناف شمات كأن رسومها قضيم صناع في أديم منمق
مبرك بالفتح ثم السكون وفتح الراء وآخره كاف موضع بتهامة برك فيه الفيل لما قصد به مكة بعرنة وهو بقرب مكة عن الأصمعي
مبركان قال كثير إليك ابن ليلى تمتطي العيس صحبتي ترامى بنا من مبركين المناقل قال ابن حبيب في تفسيره مبركان قريب من المدينة وقال ابن السكيت مبركان أراد مبركا ومناخا وهما نقبان ينحدر أحدهما على ينبع بين مضيق يليل وفيه طريق المدينة من هناك ومناخ على قفا الأشعر والمناقل المنازل أحدها منقل
مبرة بفتح أوله وثانيه وتشديد الراء بوزن المبرة من البر موضع وجدته بخط ابن باقية مبرة بضم الميم وكسر الباء وتشديد الراء في قول كثير حي المنازل قد عفت أطلالها وعفال الرسوم بمورهن شمالها

فقرأ وقفت بها فقلت لصاحبي والعين يسبق طرفها إسبالها أقوى الغياطل من حراج مبرة فخبوت سهوة قد عفت فرمالها
مبعوق موضع بالحجاز قال أبو صخر الهذلي إن المنى بعدما استيقظت وانصرفت ودارها بين مبعوق وأجياد
مبلت البلت بالتاء المثناة القطع وهذا مفعل منه موضع
مبهل مفعل من استبهلته إذا أهملته وهو ماء في ديار بني تميم وقرأته بخط أبي علي بن الهبارية مبهل بفتح الباء وتشديد الهاء وفي كتاب الأصمعي ذكر ذا العشيرة فيما ذكرناه ثم قال وفوق ذي العشيرة مبهل الأجرد واد لبني عبد الله بن غطفان وفوق مبهل معدن البئر
مبين بالضم ثم الكسر وآخره نون من أبان الشيء يبين فهو مبين أي ظاهر اسم موضع قال يا ريها اليوم على مبين
باب الميم والتاء وما يليهما
متالع بضم أوله وكسر اللام يجوز أن يكون من التلعة واحدة التلاع وهي مجاري الماء من الأسناد والنجاف والمواضع العلية والجبال وتلعة الجبل إن الماء يجيء فيجد فيه فيحفره حتى يخلص منه ولا تكون التلاع في الصحارى والتلعة ربما جاءت من أبعد من خمسة فراسخ من الوادي وإذا جرت من الجبال ووقعت في الصحارى حفرت فيها كهيئة الخنادق قال وإذا عظمت التلعة حتى تكون مثل نصف الوادي أو ثلثه فهي سيل ويجوز أن يكون من التليع وهو الطويل ومنه عنق تليع قال الأصمعي متالع جبل بنجد وفيه عين يقال لها الخرارة وهو الذي يقول فيه صدقة بن نافع العميلي وكان بالجزيرة أرقت بحران الجزيرة موهنا لبرق بدا لي ناصب متعالي بدا مثل تلماع الفتاة بكفها ومن دونه نأي وعبر قلال فبت كأن العين تكحل فلفلا وبي عس حمى بين وملال فهل يرجعن عيش مضى لسبيله وأظلال سدر تالع وسيال وهل ترجعن أيامنا بمتالع وشرب بأوشال لهن ظلال وبيض كأمثال المها تستبينها بقيل وما مع قيلهن فعال ومتالع جبل بناحية البحرين بين السودة والأحساء وفي سفح هذا الجبل عين يسيح ماؤها يقال لها عين متالع ولذلك قال ذو الرمة نحاها لثأج نحوة ثم إنه توخى بها العينين عيني متالع قال الحفصي وهو جبل وعنده ماء وهو لبني مالك بن سعد وقيل متالع جبل لغني وقال الزمخشري متالع لبني عميلة قال صدقة بن نافع العميلي وهل ترجعن أيامنا بمتالع وشرب بأوشال لهن ظلال وقال السكوني أبو عبيد الله متالع ماء في شرقي الظهران عند الفوارة في جبل القنان وقال كثير

بكى سائب لما رأى رمل عالج أتى دونه والهضب هضب متالع بكى إنه سهو الدموع كما بكى عشية جاوزنا نجاد البدائع
المتثلم بضم أوله وفتح ثانيه وثاء مثلثة ولام مشددة مكسورة كأنه من ثلم الوادي وهو أن يتثلم جرفه والمتثلم موضع في أول أرض الصمان في قول عنترة العبسي بالحزن فالصمان فالمتثلم وقال ابن الأعرابي في نوادره المتثلم جبل في بلاد بني مرة
متريس بليد من أران بينه وبين برذعة عشرون فرسخا
متلجتم بضم أوله وسكون ثانيه وكسر اللام وفتح الجيم وتاء مثناة من فوق ساكنة وميم قرية بالأندلس لأبي محمد أحمد بن علي بن حزم الحافظ المصنف الأندلسي
متن بالفتح ثم السكون ثم النون بلفظ متن الظهر والمتن من الأرض ما ارتفع وصلب والجمع المتان ومتن كل شيء ما ظهر منه ومتن ابن عليا بمكة شعب عند ثنية ذي طوى
متوث بالفتح ثم التشديد والضم وسكون الواو وآخره ثاء مثلثة قلعة حصينة بين الأهواز وواسط قد نسب إليها جماعة من أهل العلم والحديث قال أبو الفرج الأصبهاني متوث مدينة بين سوق الأهواز وبين قرقوب اجتزت بها سنة 723 ونسب المحدثون إليها جماعة منهم محمد بن عبد الله بن زياد بن عباد القطان المتوثي والد أبي سهل حدث عن إبراهيم بن الحجاج وعبد الله بن الجارود السلمي وغيرهما روى عنه ابنه أبو سهل وحليم بن يحيى المتوثي حدث عن الحسن بن علي بن راشد الواسطي روى عنه الطبراني وأبو القاسم البغوي ويحيى بن محمد بن صاعد حدث عنه أبو القاسم التنوخي وعبد الله بن محمد الصريفيني في آخرين
المتوكلية مدينة بناها المتوكل على الله قرب سامرا بنى فيها قصرا وسماه الجعفري أيضا سنة 426 وبها قتل في شوال سنة 742 فانتقل الناس عنها إلى سامرا وخربت
متيجة بفتح أوله وكسر ثانيه وتشديده ثم ياء مثناة من تحت ثم جيم بلد في أواخر إفريقية من أعمال بني حماد قال البكري الطريق من أشير إلى جزائر بني مزغناي ومن أشير إلى المدية وهي بلد جليل قديم ومنها إلى اقزرنة وهي مدينة على نهر كبير عليه الأرحاء والبساتين ويقال إنها متيجة ولها مزارع ومسارح وهي أكثر تلك البلاد كتانا ومنها يحمل وفيها عيون سائحة وطواحين ومنها إلى مدينة أغزر ومنها إلى جزائر بني مزغناي ينسب إليها أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن عيسى المتيجي سمع أبا الفضل عبد الحميد بن الحسين بن يوسف بن دليل الخطي وعبيدة سمع منه ابن نقطة بالاسكندرية
باب الميم والثاء وما يليهما
المثاني أرض بين الكوفة والشام
مثحص
مثر بالتحريك وآخره راء لم أجد له أصلا في العربية وهو موضع بقرب من الشام من ديار بلقين بن جسر
مثعلب قال أبو سعد ومن جبال الضباب مثعلب وإنما سمي مثعلبا لكثرة ثعالبه

مثعر يروى بالغين والعين والفتح ثم السكون ثم الفتح والعين مهملة وآخره راء ويحتمل أن يكون من الثعر وهو الثآليل لحجارته أو شيء شبه به أو يكون من الثعرور وهي رؤوس الطراثيث واد من أودي القبلية وهو ماء لجهينة معروف إلى جنب منتخر قال ابن هرمة يا أثل لا غيرا أعطى ولا قودا علام أو فيم إسرافا هرقت دمي إلا تريحي علينا الحق طائعة دون القضاة فقاضينا إلى حكم صادتك يوم الملا من مثعر عرضا وقد تلاقي المنايا مطلع الأكم بمقلتي ظبية أدماء خاذلة وجيدها يتراعى ناضر السلم ما أنجزت لك موعودا فتشكرها ولا أنالتك منها برة القسم
مثقب بالكسر ثم السكون وفتح القاف والباء موحدة يجوز أن يكون اسم الآلة من ثقب الزند أو من ثقبت الشيء إذا نفذته كأنه يثقب بالسير فيه تلك الصحارى أو كأنه الآلة التي تقدح النار لحره وشدته قال أبو المنذر إنما سمي طريق مثقب باسم رجل من حمير يقال له مثقب وكان بعض ملوك حمير بعثه على جيش كثير وكان من أشراف حمير فأخذ ذلك الطريق متوجها إلى الصين فسمي به لأخذه فيه وهو اسم للطريق التي بين مكة والمدينة قال أبو منصور طريق العراق من الكوفة إلى مكة يقال لها مثقب وقال الأصمعي مثقب بالفتح فيكون على هذا اسم المكان من النفوذ والزند وقال ابن دريد مثقب بكسر الميم طريق في حرة أو غلظ وكان فيما مضى طريق ما بين اليمامة والكوفة يسمى مثقبا وأنشد إن طريق مثقب لحوبي وقال جندل بن المثنى الطهوي الراجز يصف إبلا يهوين من أفجة شتى الكور من مثقب ومجدل ومنكدر ومثلهم من بصرة ومن هجر
مثقب هو مفعل بتشديد القاف وبفتحها وهو في أربعة مواضع أحدها صقع باليمامة عن الحازمي وقال هو بفتح الميم
والمثقب حصن على ساحل البحر قرب المصيصة سمي المثقب لأنه في جبال كلها مثقبة فيه كوى كبار كان أول من بنى حصن المثقب هشام بن عبد الملك على يد حسان بن ماهويه الأنطاكي ووجد في خندقه حين حفر عظم ساق مفرط الطول فبعث به إلى هشام
والمثقب ماء بين تكريت والموصل
والمثقب ماء بين رأس عين والرقة معروف ولا أدري أأحد هذه أراد طرفة أم موضعا آخر بقوله ظللت بذي الأرطى فويق مثقب ببينة سوء هالكا في الهوالك تكف إلي الريح ثوبي قاعدا على صدفي كالحنية بارك صدفي منسوب إلى الصدف هو حي من همدان
المثل بكسر أوله وسكون ثانيه ولام وهو الشبه موضع بنجد ذكره مالك بن الريب في قصيدته حيث قال فيا ليت شعري هل تغيرت الرحا رحل المثل أم أضحت بفلج كما هيا

فيا ليت شعري هل تغييرت الرحا رحا المثل أم أضحت بفلج كما هيا إذا القوم حلوها جميعا وأنزلوا بها بقرا حور العيون سواجيا
المثلم بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد اللام من ثلمت الشيء إذا كسرت جنبه
المثناة بالضم ثم الفتح وتشديد النون من ثنيت الشيء إذا أطريته موضع في قول الأعشى دعا رهطه حولي فجاؤوا لنصره وناديت حيا بالمثناة غيبا
مثوب مفعل بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الواو وآخره باء من ثاب يثوب إذا رجع فمعناه مرجع بلد باليمن عن أبي بكر بن موسى
مثوة من حصون بني زبيد باليمن
باب الميم والجيم وما يليهما
مجاح موضع من نواحي مكة قال كثير إذا أمسيت بطن مجاح دوني وعمق دون عزة فالبقيع فليس بلائمي أحد يصلي إذا أخذت مجاريها الدموع وفي حديث الهجرة عن ابن إسحاق إن دليلهما جاز بهما مدلجة لقف ثم استبطن بهما مدلجة محاج كذا ضبطه بفتح الميم وحاء مهملة وآخره جيم قال ابن هشام ويقال مجاج بجيمين وكسر الميم والصحيح عندنا فيه غير ما روياه جاء في شعر ذكره الزبير بن بكار وهو مجاح بفتح الميم ثم جيم وآخره حاء مهملة والشعر هو قول محمد بن عروة بن الزبير لعن الله بطن لقف مسيلا ومجاجا وما أحب مجاحا لقيت ناقتي به وبلقف بلدا مجدبا وأرضا شحاحا وأنا أحسب أن هذه هي رواية ابن إسحاق وإنما القلب على كاتب الأصل فأراد تقديم الجيم فقدم الحاء والله أعلم
المجاز بالفتح وآخره زاي يقال جزت الطريق جوازا ومجازا وجوزا والمجاز الموضع وكذلك المجازة وذو المجاز موضع سوق بعرفة على ناحية كبكب عن يمين الإمام على فرسخ من عرفة كانت تقوم في الجاهلية ثمانية أيام وقال الأصمعي ذو المجاز ماء من أصل كبكب وهو لهذيل وهو خلف عرفة وقال حسان بن ثابت يخاطب أبا سفيان في شأن أبي أزيهر وكان الوليد بن المغيرة المخزومي قتله وكان أبو سفيان صهره فأراد حقن الدماء وأدي عقله ولم يطلب بدمه فقال غدا أهل ضوجي ذي المجاز كليهما وجار ابن حرب بالمغمس ما يغدو ولم يمنع العير الضروط ذماره وما منعت مخزاة والدها هند كساك هشام بن الوليد ثيابه فأبل وأخلق مثلها جددا بعد وقال المتوكل الليثي للغانيات بذي المجاز رسوم في بطن مكة عهدهن قديم لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم والمجاز أيضا موضع قريب من ينبع والقصيبة قال الشاعر

تراني يا علي أموت وجدا ولم أرع القرائن من رئام ولم أرع الكرى فمشت وطاءت وأوردها المجاز وهي ظوامي
المجازة مثل الذي قبله في المعنى والوزن إلا أنه بزيادة هاء في آخره قال أبو منصور المجازة موسم من المواسم فإما أن يكون لغة في الذي قبله أو هو غيره وذو المجازة منزل من منازل طريق مكة بين ماوية وينسوعة على طريق البصرة
والمجازة واد وقرية من أرض اليمامة ساكنه بنو هزان من عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار وبها أخلاط من الناس من موالي قريش وغيرهم سكنوها بعد قتلة مسيلمة الكذاب لأنها لم تدخل في صلح خالد بن الوليد لما صالح أهل اليمامة وبها جبل يقال له شهوان يصب فيه نعام وبرك ووراء المجازة فلج الأفلاج وقال السكري المجازة موضع بين ذات العشيرة والسمينة في طريق البصرة وهو أول رمل الدهناء قال جرير ألا أيها الوادي الذي بان أهله فساكن مغناه حمام ودخل فمن راقب الجوزاء أو بات ليله طويلا فليلي بالمجازة أطول بكى دوبل لا يرقىء الله عينه ألا إنما يبكي من الذل دوبل وأنشد ابن الأعرابي في نوادره فإن بأعلى ذي المجازة سرحة طويلا على أهل المجازة عارها ولو ضربوها بالفؤوس وحرقوا على أصلها حتى تأرث نارها وكان به يوم لنجدة الحروري في أيام عبد الله بن الزبير حين هزم عسكر ابن الزبير فقال عبد الله بن الطفيل ولا تعذليني في الفرار فإنني على النفس من يوم المجازة عاتب ويوم المجازة من أيام العرب قال بعضهم ويوما بالمجازة والكلندى ويوما بين ضنك وصومحان
مجالخ بالضم وكسر اللام وآخره خاء معجمة الجلاخ الوادي العميق وكذلك الجلواخ وهو نهر بتهامة في شعر كثير
مجانة بالفتح وتشديد الجيم وبعد الألف نون بلد بإفريقية فتحه بسر بن أرطاة وهي تسمى قلعة بسر وبها زعفران كثير ومعادن حديد وفضة بينها وبين القيروان خمس مراحل ومعدن المرتك والحديد والرصاص في جبل من جنوبها وتقلع حجارة للطواحين تحمل إلى القيروان وغيرها من مدن المغرب
المجتبية ماء لبني سلول في الضمرين
مجبست بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الباء الموحدة وسين مهملة وتاء مثناة من فوق من قرى بخارى ويقال لها أو لغيرها من قرى بخارى مجبس
مجداباذ بفتح أوله وآخره باذ كإضافة وهي قرية من قرى همذان
مجدل بكسر الميم وسكون الجيم وفتح الدال واللام وهو القصر المشرف وجمعه مجادل اسم بلد طيب بالخابور إلى جانبه تل عليه قصر وفيه

أسواق كثيرة وبازار قائم ينسب إليه مسعود بن أبي بكر ابن ملكدار المجدلي شاعر حي في عصرنا مدح الملك الأشرف بن العادل فأكثر وقال في خياط من أبيات وسرت عنه وأشواقي تجاذبني إليه وافرقي من عظم فرقته لو كنت من عظم سقمي والنحول به خيطا لما ضاق عني خرم إبرته إن حال في الحب عما كنت أعهده وغيرته الليالي عن مودته فربما خيطت أيام ألفته ما قص من وصلنا مقراض جفوته وقيل مجدل بفتح الميم اسم موضع في بلاد العرب قالت سودة بنت عمير بن هذيل نغاور في أهل الأراك وتارة نغاور أصراما بأكناف مجدل كذا ضبطه الحازمي وقال البراء بن قيس في زوجته حذفة بنت الحمحام بن أوس الحميري وهو محبوس عند كسرى أنوشروان يا دار حذفة باللوى فالمجدل فجنوب أسنمة فقف العنصل بل لا يغرك من حليل صالح إن لم يلاقك بعد عام الأول كانت إذا غضبت علي تظلمت وإذا كرهت كلامها لم تثقل وإذا رأت لي جنة عملت لها ومتى تعن بعلم شيء تسأل
مجدليابة بعد اللام ياء مثناة من تحتها وبعد الألف باء موحدة قرية قرب الرملة فيها حصن محكم قال بطليموس مدينة مجدليابة طولها ثمان وسبعون درجة وخمس وأربعون دقيقة وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وخمسون دقيقة وارتفاعها سبعون درجة من الإقليم الرابع خارجة عن البرج داخلة تحت السرطان عشر درجة تقابلها وسط سمائها اثنتا عشرة درجة من الحمل عاقبتها مثلها من الميزان
مجدوان بالفتح والسكون ثم دال مهملة مضمومة وآخره نون من قرى نسف ينسب إليها أبو جعفر محمد بن النضر بن رمضان المؤذن الزاهد المجدواني كان عابدا صالحا أديبا سمع غريب الحديث لأبي عبيد من أبي الحسن محمد بن طالب بن علي النسفي وغيره وسمع منه أبو العباس المستغفري وتوفي في شوال سنة 783
مجدول قرية من ديار قمودة بإفريقية من البربر وإليها ينسب أبو بكر عتيق بن عبد العزيز المذحجي الشاعر مدح المعز بن باديس ومات سنة 904 عن أربعين سنة وكان شاعرا شريرا معجبا بما صنعه ذكره ابن رشيق
مجدون كأنه جمع صحيح لمجد من قرى بخارى وقد روي بكسر ميمها ينسب إليها أبو محمد عبد الله ابن محمد المجدوني المؤذن الأزدي سمع الحديث ورواه عنه أبو عبد الله غنجار
المجدية بضم أوله وسكون ثانيه وكسر الدال وياء خفيفة وهو بمعنى المغنية من الجداء وهو الغناء يقال لا يجدي كذا عنك أي لا يغني وهو اسم موضع جاء ذكره في المغازي
مجذونية بفتح أوله وسكون ثانيه وذال معجمة ونون وياء مشددة موضع عن العمراني

مجر بالفتح ثم السكون والمجر الكثير المتكاثف ومنه جيش مجر والمجر أن يباع البعير أو غيره بما في بطن الناقة وهو بيع فاسد نهى عنه عليه الصلاة و السلام وهو غدير كبير في بطن قوران يقال له ذو مجر من ناحية السوارقية وقيل هضبات مجر قال الشاعر بذي مجر أسقيت صوب الغوادي ولا يستقيم البيت حتى يفتح الجيم من مجر ليصير من بحر الطويل الثالث ويقطع الألف أيضا وإن كان من المتقارب فمع الوصل قاله عرام
المجرة بلفظ مجرة السماء وهو في اللغة بمنزلة الشيء الذي يجر به أو يجر فيه موضع
مجريط بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر الراء وياء ساكنة وطاء بلدة بالأندلس ينسب إليها هارون بن موسى بن صالح بن جندل القيسي الأديب القرطبي أصله من مجريط يكنى أبا نصر سمع من أبي عيسى الليثي وأبي علي القالي روى عنه الخولاني وكان رجلا صالحا صحيح الأدب وله قصة مع القالي ذكرتها في أخباره من كتاب الأدباء ومات المجريطي لأربع بقين من ذي القعدة سنة 104 قاله ابن بشكوال
المجزل بضم الميم وفتح الجيم وتشديد الزاي ولام جبل أو روضة باليمامة وثم جبل يقال له بلبول والجزل القطع والمجزل المقطع
مجسد بفتح الميم وسكون ثانيه وفتح السين موضع الجسد جاء في شعر بعضهم
المجمر الموضع الذي ترمى فيه الجمار قال كثير وخبرها الواشون أني صرمتها وحملها غيظا علي المحمل وإني لمنقاد لها اليوم بالرضى ومعتذر من سخطها متنصل أهيم بأكناف المجمر من منى إلى أم عمرو إنني لموكل وقال حذيفة بن أنس الهذلي فلو أسمع القوم الصراخ لقوربت مصارعهم بين الدخول وعرعرا وأدركهم شعث النواصي كأنهم سوابق حجاج توافي المجمرا
المجمعة موضع بوادي نخلة من بلاد هذيل
مجنب بكسر الميم وسكون الجيم وفتح النون وآخره باء كسر الميم يدل على أنه آلة فيكون الشيء الذي يجنب به والمجنب الترس قال الحازمي اسم لما بين سواد العراق وأرض اليمن
مجنح اسم المكان من جنح يجنح وهو إمالة الشيء عن وجهه من مخاليف اليمن
مجنقون أظنه موضعا بالأندلس ينسب إليه إبراهيم بن محمد الأنصاري الضرير المجنقوني أبو إسحاق سكن قرطبة وأصله من طليطلة أخذ عن أبي عبد الله المغامي المقري وسمع الحديث على أبي بكر جماهر بن عبد الرحمن المحجمي وكان يقرأ القرآن ويجوده وتوفي في عقيب شعبان سنة 915 قاله ابن بشكوال
مجنة بالفتح وتشديد النون اسم المكان من الجنة وهو الستر والإخفاء ويقال به جنون وجنة ومجنة وأرض مجنة كثيرة الجن ومجنة اسم سوق للعرب كان في الجاهلية وكان ذو المجاز ومجنة وعكاظ أسواقا في الجاهلية قال الأصمعي وكانت مجنة بمر الظهران قرب جبل يقال له الأصفر

وهو بأسفل مكة على قدر بريد منها وكانت تقوم عشرة أيام من آخر ذي القعدة والعشرون منه قبلها سوق عكاظ وبعد مجنة سوق ذي المجاز ثمانية أيام من ذي الحجة ثم يعرفون في التاسع إلى عرفة وهو يوم التروية وقال الداودي مجنة عند عرفة وقال أبو ذؤيب سلافة راح ضمنتها إداوة مقيرة ردف لمؤخرة الرحل تزودها من أهل بصرى وغزة على جسرة مرفوعة الذيل والكفل فوافى بها عسفان ثم أتى بها مجنة تصفو في القلال ولا تغلي وقيل مجنة بلد على أميال من مكة وهو لبني الدئل خاصة وقال الأصمعي مجنة جبل بني الدئل خاصة بتهامة بجنب طفيل وإياه أراد بلال فيما كان يتمثل ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بواد وحولي إذخر وجليل وهل أردن يوما مياه مجنة وهل يبدون لي شامة وطفيل
المجيث هكذا رواه العمراني بالثاء المثلثة ولا أصل له في كلام العرب ورواه الزمخشري بالباء الموحدة في آخره وأنشد للطرماح لحراش المجيب بكل نيق يقصر دونه نبل الرميا حراش جمع حارش وهو الذي يحرش الضب وهو جبل بأجإ وأبوابه أبواب أجإ وسلمى
مجيرة بضم أوله وكسر ثانيه أصله من أجاره يجيره ويجمع بما حوله فيقال مجيرات ويضاف إليها الضباع فيقال ضباع مجيرات عن الأديبي قال محرز بن المكعبر الضبي دارت رحانا قليلا ثم صبحهم ضرب تصيح منه حلة الهام ظلت ضباع مجيرات يلذن بهم وألحموهن منهم أي إلحام حتى حذنة لم تترك بها ضبعا إلا لها جزر من شلو مقدام
المجيمر تصغير المجمر وهو ما يجتمر به فمن أنثه ذهب به إلى النار ومن ذكره عنى به الموضع جبل بأعلى مبهل قال امرؤ القيس كأن ذرى رأس المجيمر غدوة من السيل والغثاء فلكة مغزل وقيل المجيمر أرض لبني فزارة وقال عباد بن عوف المالكي ثم الأسدي لمن ديار عفت بالجزع من رمم إلى قصائرة فالجفر فالهدم إلى المجيمر والوادي إلى قطن كما يخط بياض الرق بالقلم
باب الميم والحاء وما يليهما
محا أرض لكندة باليمن
المحالب بليدة وناحية دون زبيد من أرض اليمن
المحاقرة من قرى سخان من أرض اليمن
محبل بالضم ثم السكون وكسر الباء الموحدة ولام موضع في ديار بني سعد قرب اليمامة ومحبل من ديار غسان بالشام قال بشير أبو النعمان بن بشير تقول وتذري الدمع عن حر وجهها تعلل نفسي قبل نفسك باكر

تربع في غسان أكناف محبل إلى حارث الجولان فالشيء قاهر
محبلة بالفتح وبعد الحاء باء موحدة وذو محبلة ماء عذب قرب صفينة قريب من مكة
محتد بالفتح ثم السكون وتاء مثناة من فوق مكسورة ودال مهملة قال ابن الأعرابي المحتد والمحفد والمحقد والمحكد الأصل يقال إنه لكريم المحتد موضع
محتد بالفتح ثم السكون وتاء مثناة من فوق مكسورة ودال مهملة قال ابن الأعرابي المحتد والمحفد والمحقد والمحكد الأصل يقال إنه لكريم المحتد موضع
محجر بالضم ثم الفتح وكسر الجيم المشددة وقد تفتح وهو اسم الفاعل من حجر عليه يحجر حجرا إذا منعه من أن يوصل إليه ومنه حجر الحكام على الأيتام والحجرة من الدور والتشديد فيه للمبالغة والكثرة وقد روي محجر بفتح الجيم فيكون مبينا للمفعول وهو من مواضع منها في أقبال الحجاز وجبل في ديار طيء قال طفيل الغنوي وهن الأولى أدركن تبل محجر وقد جعلت تلك التبابيل تنشب وجبل في ديار يربوع وقرن من أسفله جرعة بيضاء في ديار أبي بكر بن كلاب بفرع السرة وقرن في ديار عذرة وجبيل في ديار نمير وجبل لبني وبر قال بشر بن أبي خازم معالية لا هم إلا محجر وحرة ليلى السهل منها فلوبها وقال زيد الخيل الطائي نحن صبحناهم غداة محجر بالخيل محقبة على الأبدان نزجي المطي منعلا أخفافها والجرد مرسلة بلا أرسان حتى وقعنا في سليم وقعة في شر ما يخشى من الحدثان فاسأل غراب بني فزارة عنهم واسأل غنيا يوم نعف محجر واسأل غنيا يوم نعف محجر واسأل كلابا عن بني نبهان نرمي بهن بغمرة مكروهة حتى يغبن بنا إلى الأذقان وقال الحفصي محجر قرية في واد باليمامة قال يحيى بن أبي حفصة حي المحجر ذات الحاضر البادي وانعم صباحا سقيت الغيث من واد
محجن بكسر أوله وسكون ثانيه وآخره نون وأصله الحجن وهو الاعوجاج والمحجن عصا في طرفها عقافة وهو الذي تسميه العجم جوكان وهو موضع لبني ضبة بالدهناء
المحجة من قرى حوران بها حجر يزار زعموا أن النبي صلى الله عليه و سلم جلس عليه والصحيح أنه عليه الصلاة و السلام لم يجاوز بصرى وذكروا أن بجامعها سبعين نبيا
المحدث بالضم ثم السكون وفتح الدال وآخره ثاء مثلثة اسم المفعول من أحدثت الشيء إذا ابتدعته ولم يكن قبل وهو اسم ماء لبني الدئل بتهامة ووجدته في كتاب الأصمعي المحدث بفتح الميم
والمحدث أيضا منزل في طريق مكة بعد النقرة لأم جعفر على ستة أميال من النقرة فيه قصر وقباب متفرقة وفيه بركة وبئران ماؤهما عذب
المحدثة وهو مؤنث الذي قبله ماء ونخل في بلاد العرب ولها جبل يسمى عمود المحدثة ومحدثة

سواج ماءة في أودية عضاه لبني كعب بن عبد بن أبي بكر قرب العفلانة وقد ذكرت في العفلانة
المحدود هو اسم نهر بأرض العراق قرب الأنبار في جانب الديار الغربي منها أمرت بحفره الخيزران أم الخلفاء وسمته المربان وكان وكيلها قد جعله أقساما وحد كل قسم ووكل بحفره قوما فسمي المحدود لذلك
محراج بكسر أوله وسكون ثانيه وآخره جيم مفعال من الحرج وهو الضيق جبل ذكره ابن ميادة فقال صقر أحم غذا بلحم أفرخا في ذي شواهق من ذرى محراج وقال جميل وإني من المحراج أبصرت نارها وكيف من الرمل المنطق بالهضب
المحرق صنم كان بسلمان لبكر بن وائل وسائر ربيعة وكانوا قد جعلوا في كل حي من ربيعة له ولدا فكان في عنزة بلج بن المحرق وكان في عمرو غفيلة عمرو بن المحرق وكان سدنته أولاد الأسود العجليون
المحرقة بالضم وتشديد الراء والقاف اسم المفعول من حرقه إذا بالغ في إحراقه بالنار من قرى اليمامة قال ابن السكيت هي قران وقال غيره المحرقة قرية باليمامة من جهة مهب الشمال من حجر اليمامة والعرض في مهب الجنوب عنه فالمحرقة في قبلة العرض والعرض في قبلة حجر اليمامة وحجر في قبلة الشط بين الوتر والعرض وهي للبادية وهم بنو زيد ولبيد وقطن بني يربوع بن ثعلبة بن الدئل بن حنيفة وهم على شفير الوتر وإنما سميت المحرقة لأن عبيد بن ثعلبة الذي ذكر أمره في حجر اليمامة ولد ستة أرقم وزيدا وسلمة ومسلمة ووهبا وسيارا فلما هلك عبيد كان ابنه أرقم غائبا عند أخواله عنزة بن أسد بن ربيعة فاقتسم إخوته حجرا على خمسة أقسام ولم يسهموا لأرقم معهم بشيء فلما قدم سألهم شيئا فلم يعطوه فخرج حتى حرق قرية البادية ليلقي بين إخوته الحرب فلم يبالوا بذلك وأغضوا عليه فسميت المحرقة ثم أحرق منفوحة فقام بنو سعد ابن قيس بن ثعلبة فأحرقوا الشط عوضا من إحراق منفوحة فلذلك قال الأعشى وأيام حجر إذ تحرق نخله ثأرناكم يوما بتحريق أرقم كأن نخيل الشط عند حريقه مآتم سود سلبت عند مأتم
محرمة بالفتح وهو اسم المكان من الحرم وهو من الحرمة والمهابة ومنه حرم مكة وهو حاضر من محاضر سلمى جبل طيء وبه نخل ومياه
المحروم بالفتح يجوز أن يكون مفعولا من الذي قبله وأن يكون من حرمه إذا منعه الخير قال العمراني المحروم مدينة بها سلطان ولم يبن
محريط بالفتح ثم السكون وكسر الراء وياء وآخره طاء مهملة مدينة بوادي الحجارة اختطها محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك ينسب إليها سعيد بن سالم الثغري ساكن محريط يكنى أبا عثمان سمع بطليطلة من وهب بن عيسى وبوادي الحجارة من وهب بن مسرة وغيرهما وكان فاضلا وقصد للسماع عليه ومات لعشر خلون من شهر ربيع الآخر سنة 736 قاله ابن الفرضي

محسر بالضم ثم الفتح وكسر السين المشددة وراء هو اسم الفاعل من الحسر وهو كشطك الشيء وكشفك إياه يقال حسر عن ذراعيه وحسر البيضة عن رأسه ويجوز أن يكون من الحسر بمعنى الإعياء تقول حسرت الدابة والعين إذا أعيت ويجوز أن يكون من حسر فلان حسرا وحسرة إذا اشتدت ندامته وهو موضع ما بين مكة وعرفة وقيل بين منى وعرفة وقيل بين منى والمزدلفة وليس من منى ولا المزدلفة بل هو واد برأسه قال عمر بن أبي ربيعة يا صاحبي قفا نقض لبانة وعلى الظعائن قبل بينكما اعرضا ومقالها بالنعف نعف محسر لفتاتها هل تعرفين المعرضا هذا الذي أعطى مواثق عهده حتى رضيت وقلت لي لن ينقضا وقال الفضل بن عباس بن عتبة اللهبي أقول لأصحابي بسفح محسر ألم يأن منكم للرحيل هبوب فيتبعكم بادي الصبابة عاشق له بعد نوم العاشقين نحيب
المحصب بالضم ثم الفتح وصاد مهملة مشددة اسم المفعول من الحصباء أو الحصب وهو الرمي بالحصى وهي صغار الحصى وكباره وهو موضع فيما بين مكة ومنى وهو إلى منى أقرب وهو بطحاء مكة وهو خيف بني كنانة وحده من الحجون ذاهبا إلى منى وقال الأصمعي حده ما بين شعب عمرو إلى شعب بني كنانة وهذا من الحصباء التي في أرضه والمحصب أيضا موضع رمي الجمار بمنى وهذا من رمي الحصباء قال عمر بن أبي ربيعة نظرت إليها بالمحصب من منى ولي نظر لولا التحرج عارم فقلت أشمس أم مصابيح بيعة بدت لك تحت السجف أم أنت حالم بعيدة مهوى القرط إما لنوفل أبوها وإما عبد شمس وهاشم ومد عليها السجف يوم لقيتها على عجل تباعها والخوادم فلم أستطعها غير أن قد بدا لنا عشية راحت كفها والمعاصم إذا ما دعت أترابها فاكتنفنها تمايلن أو مالت بهن المآكم طلبن الصبا حتى إذا ما أصبنه نزعن وهن المسلمات الظوالم
محصن بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح الصاد وآخره نون كذا ذكره الأديبي وهو القفل في اللغة إن كان منقولا منه أو مشبها به فجائز وإن كان من الحصانة والمنعة فقياسه محصن لأنه من حصن يحصن واسم المكان منه محصن دارة محصن وقد ذكرت في الدارات من هذا الكتاب
محضر بالفتح اسم المكان من الحضر ضد البادية وهي قرية بأجإ لصخر وعمرو وجوين وشمجى بطون من طيء وقال مرداس بن أبي عامر أجن بليلى قلبه أم تذكرا منازل منها حول قرى ومحضرا
محضرة وهو تأنيث الذي قبله ماء لبني عجل بين طريق الكوفة والبصرة إلى مكة

محضوراء بالفتح وآخره ممدود وهو مفعولاء من الذي قبله ومده للتأنيث ماء من مياه بني كلاب ثم لأبي بكر منهم وقال أبو زياد مخضوراء لبني سلول وهو في كتابه بالخاء المعجمة
المحضة بالفتح ثم السكون ومحض الشيء خالصه قرية في لحف آرة بين مكة والمدينة والمحضة من نواحي اليمامة
المحلبيات هي المحلبية المذكورة بعد هذا قال الأخطل كروا إلى حرتيهم يعمرونهما كما تكر إلى أوطانها البقر فأصبحت منهم سنجار خالية فالمحلبيات فالخابور فالسرر
المحلبية بالفتح ثم السكون واللام مفتوحة ثم باء موحدة والياء مشددة كأنه اسم المكان من حلب يحلب أو يكون اسم بقعة نسبت إلى المحلب وهو شيء من العطر وهي بليدة بين الموصل وسنجار قصبة كورة الفرج من تل أعفر وجميعها أملاك لأهلها وليس للسلطان فيها إلا خراج يسير قال بعضهم أيا جبلي سنجار ما كنتما لنا مقيظا ولا مشتى ولا متربعا فلو جبلا عوج شكونا إليهما جرت عبرات منهما أو تصدعا بكى يوم تل المحلبية صابىء وألهى عويدا بثه فتقنعا
محلم بالضم ثم الفتح وكسر اللام المشددة عين محلم وقد ذكرت اشتقاقه وأمره في عين محلم وقد يضاف ولا يضاف وقال خبال بن شبة بن غيث بن مخزوم بن ربيعة بن مالك بن قطيعة بن عبس جاهلي أبني جذيمة نحن أهل لوائكم وأقلكم يوم الطعان جبانا كانت لنا كرم المواطن عادة تصل السيوف إذا قصرن خطانا وبهن أيام المشقر والصفا ومحلم يبكي على قتلانا وقال الأعشى ونحن غداة العين يوم فطيمة منعنا بني شيبان شرب محلم وقال الحفصي محلم بالبحرين وهو نهر لعبد القيس قال عبد الله بن السبط سقيت المطايا ماء دجلة بعد ما شربن بفيض من خليجي محلم
المحلة بالفتح والمحل والمحلة الموضع الذي يحل به وهي مدينة مشهورة بالديار المصرية وهي عدة مواضع منها محلة دقلا وهي أكبرها وأشهرها وهي بين القاهرة ودمياط
ومحلة أبي الهيثم أظنها بالحوف من ديار مصر
ومحلة شرقيون بمصر أيضا وهي المحلة الكبرى وهي ذات جنبين أحدهما سندفا والآخر شرقيون
ومحلة منوف وهي مدينة بالغربية ذات سوق
ومحلة نقيدة بالحوف الغربي بمصر
ومحلة الخلفاء ولا أدري إلى أيها ينسب رضي الدولة داود بن مقدام بن مظفر المحلي رجل من أبناء الجند تأدب وقال الشعر فأجاده ذكره ابن الزبير في كتاب الجنان وقال كان أسير حرفة الأدب وله شعر كثير منه قصيدة ضمن فيها

شعرا للمتنبي أجاده وهي زرت المهذب ليلا فاستربت به ومن شروط كمون الريبة الظلم وقد نزا عنه عبد كان أعمله حتى تبين فيه العجز والسأم وقام في إثره يعدو فقلت له وذلك الأسود الزنجي منهزم أكلما رمت عبدا فانثنى هربا تقسمت بك في آثاره الهمم فقال وهو مجد غير مكترث بيتا وإضماره السودان لا البهم علي جمعهم في كل معركة وما علي بهم عار إذا انهزموا وقال أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن الساعاتي يتشوق المحلة سقى الله أطلال المحلة ما صبا إلى ربعها المأنوس قلب مشوق فطلت دموعا أو عيونا بتربها سيوف لحاظ أو سيوف بروق إذا ما الصبا هبت على الروض قبلت خدود أقاح أو خدود شقيق وإن خطرت في يانع الدوح عانقت قدود غصون وشحت بعقيق وإن جنحت شمس الأصيل حسبتها غرائس نخل ضمخت بخلوق صحبت بها الأيام من خمرة الصبا وتيه الفتى نشوان غير مفيق وما خانني إلا الشباب فإنني وثقت بعهد منه غير وثيق وقال أيضا ولقد نزلت من المحلة منزلا ملك العيون وحاز رق الأنفس وجمعت بين النيرين تجمعا أمن المحاق فأصبحا في مجلس
المحلة بفتح الميم وكسر الحاء قرية من قرى ذمار بأرض اليمن
محمداباذ قرية على باب نيسابور بينهما فرسخ
المحمديات موضع بدمشق قال الحافظ أبو القاسم ينسب إلى محمد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان وقد ذكر في دير محمد
المحمدية أصله مفعل مشدد للتكثير والمبالغة من الحمد وهو اسم مفعول منه ومعناه أنه يحمد كثيرا وهو اسم لموضع منها قرية من نواحي بغداد من كورة طريق خراسان أكثر زرعها الأرز
والمحمدية أيضا ببغداد من قرى بين النهرين منها أبو علي محمد بن الحسين بن أحمد بن الطيب الأديب كتب عنه هبة الله الشيرازي وقال أنشدنا الأديب محمد بن الحسين لنفسه بالمحمدية من العراق فقال إذا اغترب الحر الكريم بدت له ثلاث خصال كلهن صعاب تفرق أحباب وبذل لهيبة وإن مات لم تشقق عليه ثياب والمحمدية أيضا من أعمال برقة من ناحية الإسكندرية
والمحمدية مدينة بنواحي الزاب من أرض المغرب
ومدينة المسيلة بالمغرب يقال لها أيضا المحمدية اختطها محمد بن المهدي الملقب بالقائم في أيام أبيه وذلك أن أباه أنفذه في جيش حتى بلغ

تاهرت فقتل وتملك ومر بموضع المسيلة فأعجبه فخط برمحه وهو راكب فرسه صفة مدينة وأمر علي بن حمدون الأندلسي ببنائها وسماها المحمدية باسمه وكانت خطة لبني كملان قبيلة من البربر فأمر بنقلهم إلى فحص القيروان فهم كانوا أصحاب أبي يزيد الخارجي عليه فأحكمها ونقل إليها الذخائر وذلك في سنة 513
والمحمدية مدينة بكرمان في الإقليم الثالث طولها تسعون درجة وعرضها إحدى وثلاثون درجة ونصف وربع قال البلاذري الإيتاخية تعرف بإيتاخ التركي ثم سماها المتوكل المحمدية باسم ابنه محمد المنتصر وكانت تعرف أولا بدير أبي الصفرة وهم قوم من الخوارج وهي بقرب سامرا ووقع لي بمرو كتاب اسمه تمام الفصيح لابن فارس وبخطه وقد كتب في آخره وكتب أحمد بن فارس بن زكرياء بخطه في شهر رمضان سنة 093 بالمحمدية فعبرت دهرا أسأل عن موضع بنواحي الجبال يعرف بهذا الاسم فلم أجده لأن ابن فارس في هذه الأيام هناك كان حيا حتى وقعت على كتاب محمد بن أحمد بن الفقيه فذكر فيه قال جعفر بن محمد الرازي لما قدم المهدي الري في خلافة المنصور بنى مدينة الري التي بها الناس اليوم وجعل حولها خندقا وبنى فيها مسجدا جامعا وجرى ذلك على يد عمار بن أبي الخصيب وكتب اسمه على حائطها وتم عملها سنة 851 وجعل لها فصيلا يطيف به فارقين آخر وسماها المحمدية فأهل الري يدعون المدينة الداخلة المدينة ويسمون الفصيل المدينة الخارجة والحصن المعروف بالزبيدية في داخل المدينة بالمحمدية وقد كان المهدي نزله أيام كونه بالري وكان مطلا على المسجد الجامع ودار الإمارة ثم جعل بعد ذلك سجنا ثم خرب فعمره رافع بن هرثمة في سنة 872 ثم خربه أهل الري بعد خروج رافع عنها فلما وقفت على هذا فرج عني وإن كان في ألفاظ هذا الخبر اختلال إلا أن الغرض حصل أنها محلة بالري وقرأت في تاريخ أبي سعد الآبي أن المهدي لما قدم الري بنى بها المسجد الجامع فذكر أنه لما أخذ في حفر الأساس أتى إلى أساس قديم في أبواب بيوت قد رسخت في الأرض كان السيل قد أتى عليها فطمها ودفنها فأخبر المهدي بذلك فنادى من كان له ههنا دار فليأت فإن شاء باع وإن شاء عوض عنها دارا فأتاه ناس كثير فاختار بعضهم الثمن فقبضوه وبعضهم اختار العوض فبنى لهم المحلة المعروفة بمهدي أباذ ووقع الفراغ من بناء جميع ذلك في سنة 851 فسميت الري المحمدية باسم المهدي وسميت البيوت المدينة الداخلة والفصيل المدينة الخارجة
محمر بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الميم فيكون بلفظ الآلة التي يحمر بها كذا صفته عن أبي عمرو والمحمر المحلأ الحديد أو الحجر الذي يقشر به ما على الإهاب من لحم ووسخ ويقال للهجين ولمطية السوء محمر ورجل محمر لا يعطي إلا على الكد والإلحاح وهو صقع قرب مكة بين مر وعلاف من منازل خزاعة وقال عبد الله بن إبراهيم الجمحي راوية شعر هذيل محمر بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر الميم اسم المكان من حمرت الجلد أحمره إذا قشرته مثل جلس يجلس والمكان المجلس قرية بين علاف ومر في خبر حذيفة بن أنس الهذلي
محمة بفتح أوله وثانيه وتشديد الميم ويقال للأرض التي يكثر بها الحمى محمة وكذلك الطعام الذي يحم عليه من يأكله يقال له محمة قال والقياس أحمت الأرض إذا صارت ذات حمى كثيرة وهي قرية بالصعيد قرب قنا والمحمة أيضا في كورة

الشرقية من مصر أيضا
والمحمة أيضا من ضواحي الإسكندرية
محنب بالضم ثم الفتح وتشديد النون مكسورة وباء موحدة وهو الاعوجاج في الساقين من صفات الخيل وهو اسم الفاعل من الحنب وهو الاعوجاج بئر وأرض بالمدينة على طريق العراق
محنة بالفتح ثم السكون ونون والمحن القشر ومنه فيما أحسب الامتحان وهو منزل بين الكوفة ودمشق
محواش قرية من قرى مخلاف سنحان باليمن
محورة موضع في بلاد مراد قال كعب بن الحارث المرادي أقفر الحوف والمحورة كل من ذباب إذ قد ترش علينا
المحول اشتقاقه واضح من حولت الشيء إذا نقلته من موضع إلى موضع بليدة حسنة طيبة نزهة كثيرة البساتين والفواكه والأسواق والمياه بينها وبين بغداد فرسخ
وباب محول محلة كبيرة هي اليوم منفردة بجنب الكرخ وكانت متصلة بالكرخ أولا وإلى باب محول ينسب أبو بكر محمد بن خلف بن المرزبان بن بسام الآجري المحولي صنف التصانيف الكثيرة الغالب عليها الحكايات والأشعار روى عن الزبير بن بكار وأحمد بن منصور الزيادي ومحمد بن أبي السري الأزدي وابن أبي الدنيا وغيرهم روى عنه الحافظ أبو أحمد ابن عدي وأبو عمرو بن حيويه الخراز وعيسى بن موسى المتوكل وغيرهم ومات سنة 903
المحو بالفتح ثم السكون والواو صحيحة وهو إذهاب أثر الشيء يقال محاه يمحوه محوا وطيء تقول محيته محيا وهو اسم موضع من ناحية ساية وقيل هو واد لا ينبت شيئا قالت الخنساء لتجر المنية بعد الفتى ال مغادر بالمحو أذلالها وقال كثير متى أرين كما قد أرى لعزة بالمحو يوما حمولا بقاع النقيع فحصن الحمى يباهين بالرقم غيما مخيلا
محياه اسم المفعول من حياه الله قال الأصمعي وأسفل من أبان الأسود غير بعيد هضبة يقال لها محياة لبني أسد قال الراعي ونكبن زورا عن محياة بعدما بدا الأثل أثل الغينة المتجاور قال الأصمعي في كتاب جزيرة العرب قال رويشد الأسدي الذي جر المهاجرة بين بني أسامة وهم من والبة وعامر بن عبد الله وهم من بني عمرو بن قعين قول يسار الأسامي نحن بنو سام يسار الشاه فينا رفيع وأبو محياه وعسعس نعم الفتى تبياه أي يأتيه لحاجة ينتحيه وبأبي محياة سميت محياة وهي ماءة لأهل النبهانية
المحيصر تصغير المحصر من الحصار كذا ضبطه بخط ابن أخي الشافعي موضع في قول جرير قال بين المحيصر فالعزاف منزلة كالوحي من عهد موسى في القراطيس وبين العزاف والمدينة اثنا عشر ميلا عن السكري

محيص موضع بالمدينة قال الشاعر اسل عمن سلا وصالك عمدا وتصابى وما به من تصابي ثم لا تنسها على ذاك حتى يسكن الحي عند بئر رئاب فإلى ما يلي العقيق إلى الج ما وسلع فمسجد الأحزاب فمحيص فواقم فصؤار فإلى ما يلي حجاج غراب
محيلات موضع في شعر امرىء القيس فجزع محيلات كأن لم تقم به سلامة حولا كاملا وقذور
المحيلية تصغير محلية من حلاه عن الشيء إذا صده موضع عن جار الله عن علي
باب الميم والخاء وما يليهما
المخا موضع باليمن بين زبيد وعدن بساحل البحر وهو مقصور
المخابط بالفتح والباء الموحدة مكسورة هي أرض بحضرموت قال أبو شمر الحضرمي عفا عن سليمى روضتا ذي المخابط إلى ذي العلاقي بين خبت خطائط العلاقي شجر وهي شجرة العلقى والخطيطة أرض لم تمطر ومطر ما حولها
مخاشن بضم أوله وبعد الألف شين معجمة ونون وهو جبل على البشر بالجزيرة قال جرير لو أن جمعهم غداة مخاشن يرمى به حضن لكاد يزول
مخاليف اليمن وهي بمنزلة الكور والرساتيق وقد فسرنا اشتقاقه في أول الكتاب وقد ذكرنا ما أضيف مخلاف إليه في مواضعه من الكتاب وهي أسماء قبائل اليمن
مخلاف أبين هو قرب عدن فيه حصون وقلاع وبلدان
مخلاف لحج بالقرب من أبين وله سواحل وأكثر سكانه بنو أصبح رهط مالك بن أنس وغيرهم وفيه بلدان وقرى
مخلاف بيحان وله طريقان الصدارة واد يهريق في بيحان منه شربهم وأهله الرضاويون من طيء وهم بنو عبد رضا وواد آخر وسكان بيحان مراد إلى العطف أسفل بيحان والعطف يسكنه المعاجل من سبأ ثم وراء ذلك الغائط إلى مرخة
مخلاف شبوة يسكنه الأشباء والآبرون ومن مداورها
مخلاف المعافر بن يعرف بن مالك بن الحارث بن مرة بن أدد بن هميسع وكورتها جبأ وملوك المعافر آل الكرندي من سبأ الأصغر وينتمون إلى ولادة الأبيض بن حمال ومنازلهم بالجبل من قاع جبأ ومشرب الجميع من عين تنحدر من رأس جبل صبر يقال لها أنف أخف ماء وأطيبه ويصلح عليه الشيء ويكثر ويفضي قاع جبأ في المنحدر إلى ناحية بلد بني محيد إلى كثير من قرى المعافر مثل حرازة وسفلي المعافر أهل تمتمة في المنطق وأهل رقا وسحر سيما من كان هناك من السكاسك وهو بلد واسع وهم أهل جد ونجدة وهم ممن يدين للقرامطة بل قتلوا أحمد بن فضيل ولم يزالوا مشاقين للملوك لقاحا لا يدينون لأحد وقال محمد بن أبان بن ميمون بن جرير

حلوا معافر دار الملك فاعتزموا صيد مقاولة من نسل أحرار من ذي رعين ومن حي الأرون ومن حي الكلاع إذا يلوي بها الجار في ذي حرازة أو ريمان كان لهم عز منيع وفي القصرين سمار
مخلاف اليحصبيين يتصل بالسحول من شماليها إلى سمت متوسط السراة يحصب السفل وبحذتها قصد الشمال يحصب العلو وساكنها بنو يحصب بن دهمان واليحصبيون والسفليون من همدان فالسفل الواديان الصنع وشيعان موضع الورس النفيس وسوق عبدان ووادي حمض وأهل حمض أجد حمير جدا وأرماهم وبيحصب ثمانون سدا وفيه قال تبع وبالربوة الخضراء من أرض يحصب ثمانون سدا تقلس الماء سائلا
مخلاف العود وهو مخلاف يسكنه العدويون من ذي رعين وغيرهم من أقيال حمير وفيه جبل جبأ وسحلان ووراخ وهو لبني موسى بن الكلاع
مخلاف السحول بن سوادة وساكنه معهم شرعب بن سهل ووحاظة بن سعد وبطون الكلاع وجبأ الذي ينسب إليه جبأ المعافر وبعدان وريمان والسلف بن زرعة وبه من البلدان تعكر وريمة ومذيخرة ومن أسفلها جبال نخلة وأشراف حبيش من وادي الملح
مخلاف رعين منه مصانع رعين ووادي خبان وحصن كحلان وحصن مثوة وكهال إلى ما حاذى جيشان فيحصب العلو من ناحية ظفار فراجعا إلى مخلاف ميثم وخدود مذحج من بني حبيش وجعل صالح من أرض الربعيين والزياديين ولا يسكنه إلا آل ذي رعين
مخلاف جيشان وجيشان من مدن اليمن وقد مر نسب جيشان في موضعه لم يزل بها علماء وفقهاء ومن شعرائهم ابن حبران وهو من شعراء الرافضة وصاحب الكلمة المحرضة على المسلمين منها وليس حي من الأحياء نعلمه من ذي يمان ولا بكر ولا مضر إلا وهم شركاء في دمائهم كما تشارك أيسار على جزر وهذا يروى لدعبل ومن جيشان كان مخرج القرامطة باليمن ومن الجند ويعد منه حجر وبدر وبلد بني حبيش وجانب بلد العدويين من حب وسحلان والعود ووراخ
مخلاف رداع وثات رداع وثات والعروش وبشران وبلد ردمان وكومان بلد واسع يسكنه كومان وقوم من روق وصنابح
مخلاف مأرب كان بها نخل كثير وأكثر تمر صنعاء منها وفي جنوبي مأرب ومساقط في شماليها إلى نهج الحوف العواهل وهبتا وضرواح ومأرب بحذاء صنعاء شرقا وفيها جبل الملح وليس بجبل منتصب ولكنه جبل في الأرض يحفر عليه ويمعن في الأرض ويبقى منه أساطين تحمل ما استقل من تلك المحافر وربما انهدم على الجماعة فذهبوا وهي أرض لا نبات فيها فيحمل إليها الماء والزاد والحطب والعلف ويتحفظ على الماء من أجل الغراب أن ينسر السقاء فيذهب ماؤه وهو من مأرب على ثلاث مراحل خفاف
مخلاف جبلان ريمة ذكر في جبلان
مخلاف ذمار ذمار قرية جامعة بها زروع وآبار قريبة ينال ماؤها باليد ويسكنها بطون من حمير

وأفناء من الأبناء وبها بعض قبائل عبس وهو مخلاف نفيس كثير الخير عتيق الخيل كثير الأعناب والمزارع به بينون وهكر وغيرهما من القصور وفيه جبل إسبيل وقد ذكر في موضعه وذمار مسماة بذمار بن يحصب بن دهمان بن سعد بن عدي بن مالك بن سدد بن حمير بن سبأ
مخلاف ألهان إخوة همدان وهو مخلاف واسع وفيه قرى كثيرة
مخلاف مقرى ينسب إلى مقرى بن سبيع بن الحارث بن عمرو بن غوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ وهذا المخلاف مخالط مخلاف ألهان وفيه وادي رمع وفيه محفر البقران وريمة الصغرى وهما في غربي ذمار
مخلاف حراز وهوزن وهما قبيلتان من حمير ذكرهما ابن الكلبي وهي سبعة أسباع أي سبعة بلاد حراز وهوزن وكرار وإليها تنسب البقر الكرارية وصعقان ومشار ولهاب ومجنح وشبام ويجمع الجميع اسم حراز وهوزن وهما ابن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي ويتصل بنسب مقرى وحراز مختلطة من غربيها بأرض لعسان وعك
مخلاف حضور وهو حضور بن عدي بن مالك اتصل بالذي قبله ومن ولده شعيب النبي عليه السلام ابن مهدم بن ذي مهدم بن المقدم بن حضور وهو الذي قتله قومه وليس بصاحب موسى عليه السلام
مخلاف مادن منسوب إلى مادن من آل ذي رعين
مخلاف أقيان بن زرعة بن سبأ الأصغر شبام أقيان قرية بها مملكة بني حوال وفيها عيون تخرج منها تشق بين المنازل والبساتين وفي رأس الجبل منها مما يطل عليها قصر كوكبان
مخلاف ذي جرة وخولان أما مشرف صنعاء الذي يقع بينها وبين مأرب فإنه مخلاف خولان بن عمرو بن مالك بن الحارث بن مرة بن أدد وهم خولان العالية التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه و سلم وفرق بينها وبين خولان قضاعة فقال اللهم صل على السكاسك والسكون وعلى الأملوك أملوك ردمان وعلى خولان خولان العالية ويتصل بمخلاف خولان مخلاف إخوتهم ذي جرة بن ركلان بن عمرو بن مالك بن الحارث بن مرة بن أدد من جنوبيه إلى ما يحاذي بلد عبس والحذاء من مراد ومخلاف ذي جرة وخولان يسمى خزانة اليمن وذمار ورعين والسحول مصر اليمن لأن الذرة والشعير والبر تبقى في هذه المواضع المدة الكثيرة قال ورأيت بجبل مسور برا أتى عليه ثلاثون سنة لم يتغير وهو مخلاف واسع وبه أودية وقرى كثيرة
مخلاف همدان هو ما بين الغائط وتهامة والسراة في شمال صنعاء ما بينها وبين صعدة من بلد خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة وهو منقسم بخط عرضي ما بين صنعاء وصعدة فشرقيه لبكيل وغربيه لحاشد
مخلاف جهران بقرب من صنعاء ويعد في بلاد همدان وفيه قرى منها ضاف وتفاضل وقرن عسم وقرن تراحب وقرن قبابل ينسب إلى جهران بن يحصب بن دهمان بن سعد بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن حمير بن سبأ حدثني القاضي المفضل بن أبي الحجاج قال حدثني راشد بن منصور الزبيدي

أن قبر روبيل بن يعقوب بظاهر جهران وقال اللحجي جهران من بلاد عبس
مخلاف البون وهما بونان وفيه قرى وهو من أوسع قيعان نجد اليمن ومن قراه ريدة
مخلاف صعدة قال مدينة خولان العظمى صعدة وصعدة بلد الدباغ في الجاهلية لأنها في وسط بلد القرظ
مخلاف وادعة من ناحية نجد وهو وادعة بن عمرو بن ناشج ومن قراه بقعة وعمران وأعلى وادي نجران
مخلاف يام ليام وطن بنجران نصف ما مع همدان منها
مخلاف جنب وهي ست قبائل منبه والحارث والغلى وسنحان وشمران وهفان بنو يزيد بن حرب بن علة بن جلد بن مالك بن أدد جانبوا إخوتهم صداء وحالفوا سعد العشيرة فسموا جنبا
مخلاف سنحان وهم من جنب أيضا ولهم مخلاف مفرد ومخلاف جنب وما بين منقطع سراة خولان بحذاء بلد وادعة إلى جرش وفيها قرى ومساكن ومزارع وهو شبيه بالعارض من أرض اليمامة وله أودية تهامية ونجدية ولهم الجبل الأسود ومن ديارهم راحة ومحلاة واديان يصبان من الجبل الأسود إلى نجد شرقا
مخلاف زبيد منه قلاع وهو واد فيه نخل غير التي في جبال خثعم
مخلاف نهد وقريتهم الهجير ولهم محال كثيرة
مخلاف شهاب يقال هم بنو شهاب بن خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة وقيل شهاب بن الأزمع ابن خولان وقال ابن الحائك بنو شهاب من كندة وقيل شهاب بن العاقل بن هانىء بن خولان
مخلاف أقيان بن سبأ بن يعرب بن قحطان
مخلاف جعفي بن سعد العشيرة بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بينه وبين صنعاء اثنان وأربعون فرسخا
مخلاف جعفر باليمن وجعفر مولى زياد الذي اختط مدينة زبيد وقد ذكرنا قصة زياد في زبيد وقصة جعفر هذا في المذيخرة فأغنى
مخلاف عنة باليمن أيضا
مخايل بالضم وبعد الألف ياء مثناة من تحت ولام كأنه من خايل يخايل فهو مخايل إذا أراك خياله أو ما أشبه هذا التأويل اسم موضع في عقيق المدينة قال الشاعر ألا قالت أثالة يوم قو وحلو العيش يذكر في السنين سكنت مخايلا وتركت سلعا شقاء في المعيشة بعد لين
المختار قصر كان بسامرا من أبنية المتوكل ذكر أبو الحسن علي بن يحيى المنجم عن أبيه قال أخذ الواثق بيدي يوما وجعل يطوف الأبنية بسامرا ليختار بها بيتا يشرب فيه فلما انتهى إلى البيت المعروف بالمختار استحسنه وجعل يتأمله وقال لي هل رأيت أحسن من هذا البناء فقلت يمتع الله أمير المؤمنين وتكلمت بما حضرني وكانت فيه صور عجيبة من جملتها صورة بيعة فيها رهبان وأحسنها صورة شهار البيعة فأمر بفرش الموضع وإصلاح المجلس وحضر الندماء والمغنون وأخذنا في الشرب فلما انتشى في الشرب أخذ سكينا لطيفا وكتب على حائط البيت

ما رأينا كبهجة المختار لا ولا مثل صورة الشهار مجلس حف بالسرور وبالنر جس والآس والغنا والزمار ليس فيه عيب سوى أن ما في ه سيفنى بنازل الأقدار فقلت يعيذ الله أمير المؤمنين ودولته من هذا ووجمنا فقال شأنكم وما فاتكم من وقتكم وما يقدم قولي خيرا ولا يؤخر شرا قال أبو علي فاجنزت بعد سنيات بسر من رأى فرأيت بقايا هذا البيت وعلى حائط من حيطانه مكتوب هذي ديار ملوك دبروا زمنا أمر البلاد وكانوا سادة العرب عصى الزمان عليهم بعد طاعته فانظر إلى فعله بالجوسق الخرب وبزكوار وبالمختار قد خلتا من ذلك العز والسلطان والرتب وبزكوار بيت بناه المتوكل
المختارة محلة كبيرة بين باب أبرز وقراح القاضي والمقتدية ببغداد بالجانب الشرقي
مختاران كأنه جمع مختار بالفارسية محلة بهمذان
مخدرة من قرى ذمار باليمن
المخراف وهو من المخارف واحدها مخرف وهو جنى النخل وإنما سمي مخرفا لأنه يخترف منه أي يجتنى والمخراف حائط أي بستان لسعد
مخرفة من قرى اليمامة لم تدخل في صلح خالد يوم قتل مسيلمة
المخرفين بلفظ التثنية من قرى سنحان باليمن
المخرم هو اسم رجل وهو كثير التخريم وهو إنفاذ الشيء إلى شيء آخر بضم أوله وفتح ثانيه وكسر الراء وتشديدها وهي محلة كانت ببغداد بين الرصافة ونهر المعلى وفيها كانت الدار التي يسكنها السلاطين البويهية والسلجوقية خلف الجامع المعروف بجامع السلطان خربها الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين أبو العباس أحمد أطال الله تعالى بقاءه في سنة 785 وكانت هذه المحلة بين الزاهر والرصافة وهي منسوبة إلى مخرم بن يزيد بن شريح بن مخرم بن مالك بن ربيعة بن الحارث بن كعب كان ينزله أيام نزول العرب السواد في بدء الإسلام قبل أن تعمر بغداد بمدة طويلة فسمي الموضع باسمه وقال ابن الكلبي سمعت قوما من بني الحارث بن كعب يقولون إن المخرم إقطاع من عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الإسلام لمخرم بن شريح بن مخرم بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب ذكر ذلك في كتاب أنساب البلدان وعلى الحاشية بخط جحجح قال أبو بكر أحمد بن أبي سهل الحلواني الذي رويناه أن كسرى أقطعه إياها وقدم أعرابي بغداد فلم تطب له فقال هل الله من بغداد يا صاح مخرجي وأصبح لا تبدو لعيني قصورها وأصبح قد جاوزت بابي مخرم وأسلمني دولابها وجسورها وميدانه المذري علينا ترابه إذا هاجه بالعدو يوما حميرها فنضحي بها غبر الرؤوس كأننا أناسي موتى نبش عنها قبورها وقال دعبل بن علي الخزاعي يهجو الحسن بن الرجاء

وابني هشام أحمد وعليا ودينار بن عبد الله الذي تنسب إليه دار دينار محلة معروفة ببغداد واليوم يسمونها درب دينار ويحيى بن أكثم وهؤلاء كانوا ينزلون المخرم فقال ألا فاشتروا مني ملوك المخرم أبع حسنا وابني هشام بدرهم وأعطي رجاء بعد ذاك زيادة وأدفع دينارا بغير تندم فإن رد من عيب علي جميعهم فليس يرد العيب يحيى بن أكثم وكان بها جماعة من المحدثين نسبوا إليها منهم أبو الحسن خلف بن سالم المخرمي يروي عن يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي وكان من الحفاظ المتقنين روى عنه أحمد بن الحسين بن عبد الجبار الصقلي ومات آخر شهر رمضان سنة 132 وأنشد إسحاق الموصلي لأبي مروان الثقفي من قلب متيم بغزال منعم مر في قرطق علي ه يمان مسهم بين باب الربيع يم شي وباب المخرم قد رضينا إذا مرر ت بنا أن تسلم يعني جارية لأسماء بنت عيسى بن علي وكانت تغني وكان يرجو حوراء يتعشقها أيضا وهو الذي عنى بهذا الشعر
مخرمة مثل الذي قبله وزيادة هاء موضع
مخرىء مفعل من الخرء وهو النجو قال ابن إسحاق لما توجه رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى بدر فلما استقبل الصفراء وهي قرية بين جبلين سأل عن جبليها ما اسماهما فقالوا يقال لأحدهما هذا مسلح وقالوا للآخر هذا مخرىء فكره رسول الله صلى الله عليه و سلم المرور بينهما فتركهما يسارا وسلك ذات اليمين ولتسمية هذين الجبلين بهذه الأسماء سبب وهو أن عبدا لغفار كان يرعى بهما غنما لسيده فرجع ذات يوم من المرعى فقال له سيده لم رجعت فقال إن هذا الجبل مسلح للغنم وإن هذا مخرىء لها فسميا بهما وذلك قرىء بخط الجاحظ
مخضوراء بالفتح ثم السكون وضاد معجمة وواو ساكنة وراء وألف ممدود والخضرمة ماءتان لبني سلول وقال أبو زياد لبني الحليس من خثعم وهم مجاورو بني سلول لهم من المياه مخضوراء والخضرمة
مخطط بالضم ثم الفتح والطاء مكسورة مشددة اسم موضع كان فيه يوم من أيامهم وقال مالك بن نويرة في يوم الغبيط حين هزمت يربوع بني شيبان ولم يشهده وإلا أكن لاقيت يوم مخطط فقد خبر الركبان ما أتودد أتاني بنقد الخبر لما لقيته رزين وركب حوله متصعد فأقررت عيني يوم ظلوا كأنهم ببطن الغبيط خشب أثل مسند صريع عليه الطير تنقر عينه وآخر مكبول يمان مقيد وقال امرؤ القيس وقد عمر الروضات حول مخطط إلى اللخ مرأى من سعاد ومسمعا
مخفق بضم أوله وفتح ثانيه وكسر الفاء ثم قاف هو اسم فاعل من خفق يخفق فهو مخفق شدد لكثرة السراب إذا تلألأ أو من الخفق وهو الاضطراب

وهو رمل في أسفل الدهناء من ديار بني سعد قال الخطيم اللص لها بين ذي قار فرمل مخفق من القف أو من رملة حين أبردا أواعس في برث من الأرض طيب وأودية ينبتن سدرا وغرقدا أحب إلينا من قرى الشام منزلا وأجبالها لو كان أنأى توددا
المخلدية بالفتح ثم السكون وهو من أخلد إليه إذا ركن إليه وهو اسم رجل كانت له قرية بالخابور
المخلفة كأنه اسم المكان من أخلف عليه موضع أسفل مكة
مخمد بالضم ثم السكون وفتح الميم اسم المفعول من خمدت النار اسم واد باليمن
مخمر بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح الميم وراء وهو من الخمر وهو ما واراك من شجر وغيره وهو واد في ديار بني كلاب وقيل مخمر بضم أوله وتشديد ميمه
مخمر بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد الميم وفتحها وهو من الخمر الذي قبله واد لبني قشير عن أبي زياد قال يزيد بن الطثرية خليلي بين المنحنى من مخمر وبين اللوى من عرفجاء المقابل قفا بين أعناق اللوى لمرية جنوب تداوي غل شوق مماطل لكيما أرى أسماء أو لتمسني رياح برياها لذاذ الشمائل لقد حادلت أسماء دونك باللوى خصوم العدى سقيا لها من محادل وقال أبو زياد ومن ثهلان ركن يسمى دغنان وركن يسمى مخمرا
مخمسة ماءة بالبياض من أرض اليمامة
المخمص بخاء معجمة طريق في جبل عير إلى مكة قال أبو صخر الهذلي فجلل ذا عير ووالى رهامه وعن مخمص الحجاج ليس بناكب
مخيض بلفظ المخيض من اللبن جاء ذكره في غزوة النبي صلى الله عليه و سلم لبني لحيان قال عبد الملك بن هشام سلك رسول الله صلى الله عليه و سلم على غراب ثم على مخيض ثم على البتراء
مخيط بكسر الميم وسكون الخاء وفتح الياء المثناة من تحت وآخره طاء مهملة وهو الإبرة اسم جبل قال ألا ليت شعري هل تغير بعدنا صرائم جنبي مخيط وجنائبه في أبيات ذكرت في الحومان
مخيل بالفتح ثم الكسر وادي مخيل وهو حصن قرب برقة بالمغرب فيه جامع وسوق عامرة وحواليه جباب ماء وبرك وليس ينبط فيه وهو وادي الشعر بينه وبين أجدابية خمس مراحل وكذلك بينه وبين انطابلس مدينة برقة
المخيم بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة مثناة من تحت مرتجل فيما أحسب بوزن المضيم إلا أن يكون من الخيم وهو السجية واد وقيل جبل قال أبو ذؤيب ثم انتهى عنهم بصرى وقد بلغوا بطن المخيم فقالوا الجو أو راحوا قالوا من القيلولة والجو موضع آخر

باب الميم والدال وما يليهما
مداخل بالفتح والدال مهملة والخاء معجمة جمع مدخل ثماد وعندها هضب وله سفوح وهو منطق بأرض بيضاء يشرف على الريان من شرقيه يقال له هضب مداخل
المدار بالفتح اسم المكان من دار يدور موضع بالحجاز في ديار عدوان أو غدانة
مدالة يجوز أن يكون من التداول والدولة وهو الانتقال من حال إلى حال أو الدالة وهو الشهرة وهو اسم المكان أو الزمان منها اسم موضع
مدام من قرى صنعاء باليمن
المدان بفتح وآخره نون وهو اسم المكان أو الزمان من دان يدين أي ذل واستهان نفسه في العبادة وغيرها قال ابن دريد هو اسم صنم ومنه عبد المدان وأنكره ابن الكلبي والمدان واد في بلاد قضاعة بناحية حرة الرجلاء وقيل الرجلى يسيل مشرقا من الحرة قال إبراهيم بن سعد في غزوة زيد بن حارثة بني جذام بناحية حسمى فلما سمعت بذلك بنو الضبيب والجيش بفيفاء مدان ركب حسان بن ملة وذكر الحديث
المدائن قال بطليموس طول المدائن سبعون درجة وثلث وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وثلث بالفتح جمع المدينة تهمز ياؤها ولا تهمز وإن أخذت من دان يدين إذا أطاع لم تهمز إذا جمع على مداين لأنه مثل معيشة وياؤه أصلية إن أخذت من مدن بالمكان إذا أقام به همزت لأن ياءها زائدة فهي مثل قرينة وقرائن وسفينة وسفائن والنسبة إليها مدائني وإنما جاز النسبة إلى الجمع بصيغته لأنه صار علما بهذه الصيغة وإلا فالأصل أن يرد المجموع إلى الواحد ثم ينسب إليه والنسبة إلى مدينة الرسول صلى الله عليه و سلم مدني وربما قيل مديني والنسبة إلى مدينة أصبهان مديني لا غير وربما نسب إلى غيرها هذه النسبة كبغداد ومرو ونيسابور والمدائن العظام قال يزدجرد بن مهبندار الكسروي في رسالة له عملها في تفضيل بغداد فقال في تضاعيفها ولقد كنت أفكر كثيرا في نزول الأكاسرة بين أرض الفرات ودجلة فوقفت على أنهم توسطوا مصب الفرات في دجلة هذا أن الإسكندر لما سار في الأرض ودانت له الأمم وبنى المدن العظام في المشرق والمغرب رجع إلى المدائن وبنى فيها مدينة وسورها وهي إلى هذا الوقت موجودة الأثر وأقام بها راغبا عن بقاع الأرض جميعا وعن بلاده ووطنه حتى مات قال يزدجرد أما أنوشروان بن قباذ وكان أجل ملوك فارس حزما ورأيا وعقلا وأدبا فإنه بنى المدائن وأقام بها هو ومن كان بعده من ملوك بني ساسان إلى أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد ذكر في سير الفرس أن أول من اختط مدينة في هذا الموضع أردشير بن بابك قالوا لما ملك البلاد سار حتى نزل في هذا الموضع فاستحسنه فاختط به مدينة قال وإنما سميت المدائن لأن زاب الملك الذي بعد موسى عليه السلام ابتناها بعد ثلاثين سنة من ملكه وحفر الزوابي وكورها وجعل المدينة العظمى المدينة العتيقة فهذا ما وجدته مذكورا عن القدماء ولم أر أحدا ذكر لم سميت بالجمع والذي عندي فيه أن هذا الموضع كان مسكن الملوك من الأكاسرة الساسانية وغيرهم فكان كل واحد منهم إذا ملك بنى لنفسه مدينة إلى جنب التي قبلها

وسماها باسم فأولها المدينة العتيقة التي لزاب كما ذكرنا ثم مدينة الإسكندر ثم طيسفون من مدائنها ثم اسفانبر ثم مدينة يقال لها رومية فسميت المدائن بذلك والله أعلم وكان فتح المدائن كلها على يد سعد بن أبي وقاص في صفر سنة 16 في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال حمزة اسم المدائن بالفارسية توسفون وعربوه على الطيسفون والطيسفونج وإنما سمتها العرب المدائن لأنها سبع مدائن بين كل مدينة إلى الأخرى مسافة قريبة أو بعيدة وآثارها وأسماؤها باقية وهي اسفابور ووه أردشير وهنبو شافور ودرزنيدان ووه جنديوخسره ونونيافاذ وكردافاذ فعرب اسفابور على اسفانبر وعرب وه أردشير على بهرسير وعرب هنبو شافور على جنديسابور وعرب درزنيدان على درزيجان وعرب وه جنديوخسره على رومية وعرب السادس والسابع على اللفظ فلما ملك العرب ديار الفرس واختطت الكوفة والبصرة انتقل إليهما الناس عن المدائن وسائر مدن العراق ثم اختط الحجاج واسطا فصارت دار الإمارة فلما زال ملك بني أمية اختط المنصور بغداد فانتقل إليها الناس ثم اختط المعتصم سامرا فأقام الخلفاء بها مدة ثم رجعوا إلى بغداد فهي الآن أم بلاد العراق فأما في وقتنا هذا فالمسمى بهذا الاسم بليدة شبيهة بالقرية بينها وبين بغداد ستة فراسخ وأهلها فلاحون يزرعون ويحصدون والغالب على أهلها التشيع على مذهب الإمامية وبالمدينة الشرقية قرب الإيوان قبر سلمان الفارسي رضي الله عنه وعليه مشهد يزار إلى وقتنا هذا وقال رجل من مراد دعوت كريبا بالمدائن دعوة وسيرت إذ ضمت علي الأظافر فيال بني سعد علام تركتما أخا لكما يدعوكما وهو صابر أخا لكما إن تدعواه يجبكما ونصركما منه إذا ريع فاتر وقال عبدة بن الطبيب هل حبل خولة بعد الهجر موصول أم أنت عنها بعيد الدار مشغول وللأحبة أيام تذكرها وللنوى قبل يوم البين تأويل حلت خويلة في دار مجاورة أهل المدائن فيها الديك والفيل يقارعون رؤوس العجم ظاهرة منها فوارس لا عزل ولا ميل من دونها لعتاق العيس إن طلبت خبت بعيد نياط الماء مجهول وقال رجل من الخوارج كان مع الزبير بن الماخور وكانوا أوقعوا بأهل المدائن فقال ونجى يزيدا سابح ذو علالة وأفلتنا يوم المدائن كردم وأقسم لو أدركته إذ طلبته لقام عليه من فزارة مأتم والمدائن أيضا اسم قريتين من نواحي حلب في نقرة بني أسد إليها فيما أحسب ينسب أبو الفتح أحمد بن علي المدائني الحلبي قرأت بخط عبد الله بن محمد بن سنان الخفاجي الحلبي على جزء من كتاب الحيوان للجاحظ ابتعته من تركة أبي الفتح أحمد المدائني في جمادى الآخرة سنة 954
المدجج بالضم ثم الفتح وجيمان وهو اللابس للسلاح كأنه من الديجوج وهو الظلام كأنه يختفي

في الظلام كما يختفي في السلاح وهو واد بين مكة والمدينة زعموا أن دليل رسول الله صلى الله عليه و سلم تنكبه لما هاجر إلى المدينة عن أبي بكر الهمداني
مدبج قرية ما بين الموصل والعراق قتل بها صالح بن مسرح الخارجي في أيام بشر بن مروان في وقعة وقعت بينه وبين أصحاب بشر قتله الحارث بن عميرة بن ذي الشهاب الهمداني
المدراء بالفتح ثم السكون وآخره ممدود وهو من المدر وهو قطع الطين اليابس الواحدة مدرة والمدر تطيينك وجه الأرض وأرض مدراء من ذلك اسم ماء بنجد لبني عقيل وآل الوحيد بن كلاب وماءة لبني نصر بن معاوية بركبة وبنعمان هذيل جبل يقال له المدراء
مدرى بفتح أوله وثانيه والقصر هو فعلى من الذي قبله جبل بنعمان قرب مكة
مدرى بالفتح ثم السكون والقصر يجوز أن تكون الميم زائدة فيكون من درى يدري اسما لمكان منه موضع في قول علقة بن جحوان العنبري لمن إبل أمست بمدرى وأصبحت بفردة تدعو يال عمرو بن جندب تخطى إليها علقة الرمل فاللوى وأهل الصحارى من مريح ومغرب وقال أبو زياد ومن مياه الضباب المدرى على ثلاث ليال من حمى ضرية من جهة الجنوب وهو الذي ذكره مدرك بن العيزار الضبابي من بني خالد بن عمرو بن معاوية ولم يذكر كيف ذكره
المدراة هو تأنيث الذي قبله ويروى بكسر الميم وهو اسم واد
مدران موضع في طريق تبوك من المدينة فيه مسجد للنبي صلى الله عليه و سلم ويقال له ثنية مدران
مدرج بالضم ثم الفتح ثم راء مشددة مفتوحة وجيم اسم مفعول من درجه إلى كذا أي رفعه ويجوز أن يكون من درج السلم وهو من مياه عبس
مدر بفتح أوله وثانيه وهو في اللغة قطع الطين اليابس وكل ما بني بالطين واللبن من القرى والمدن يسمى مدرة وجمعه مدر وهو قرية باليمن على عشرين ميلا من صنعاء ذكرها في حديث العبسي
المدر بالفتح ثم الكسر وهو الموضع الكثير المدر اسم جبل أو واد
المدرة كل ما بني من الطين واللبن من القرى فهو مدرة وذو المدرة موضع
مدفار موضع في بلاد بني سليم أو هذيل
مدفع أكنان بالفتح ثم السكون وفتح الفاء وأكنان بفتح الهمزة وسكون الكاف ونونين موضع في قول عمر بن أبي ربيعة حيث قال على أنها قالت غداة لقيتها بمدفع أكنان أهذا المشهر قفي فانظري أسماء هل تعرفينه أهذا المغيري الذي كان يذكر أهذا الذي أطريت نعتا فلم أكد وعيشك أنساه إلى يوم أقبر ومدفع الملحاء موضع آخر بالحاء المهملة
مدرك موضع في قول مزاحم العقيلي من النخل أو من مدرك أو ثكامة بطاح سقاها كل أوطف مسبل

المدركة بالضم ثم السكون وراء مفتوحة وكاف ماء لبني يربوع قال عرام إذا خرجت من عسفان لقيت البحر وانقطعت الجبال والقرى إلا أودية مسماة بينك وبين مر الظهران يقال لواد منها مسيحة ولواد آخر مدركة وهما واديان كبيران بهما مياه كثيرة منها ماء يقال له الحديبية بأسفله مياه تنصب من رؤوس الحرة مستطيلين إلى البحر
مدع من حصون حمير باليمن
مدعا قال أبو زياد وإذا خرج عامل بني كلاب مصدقا من المدينة فأول منزل ينزله يصدق عليه أريكة ثم العناقة ثم يرد مدعا لبني جعفر بن كلاب وقال في موضع آخر من كتابه ومن مياه بني جعفر بن كلاب بالحمى حمى ضرية مدعا وهي خير مياه جعفر وهو متوح مطوية بالحجارة وكل ركية تحفر بنجد مطوية بالحجارة أو مفروشة بالخشب
ومدعا بالوضح يذكر في موضعه
المدلاء بالفتح ثم السكون وآخره لام ممدود والمدل الخسيس من الرجال والمرأة مدلاء وهي رملة قرب نجران شرقيها لبني الحارث بن كعب قال الأعور بن براء لأونس بالمدلاء ركبا عشية على شرف أو طالعين الملاويا
المدور حصن حصين مشهور بالأندلس بالقرب من قرطبة لهم فيه عدة وقائع مشهورة
مدلين بفتح أوله وثانيه وكسر اللام وياء مثناة من تحت ونون حصن من أعمال ماردة بالأندلس
مديانكث بالفتح ثم السكون وياء مثناة من تحتها ونون ساكنة يلتقي عندها ساكنان وفتح الكاف وثاء مثلثة قرية من قرى بخارى وراء وادي الصغد
المديبر تصغير مدبر ضد المقبل موضع قرب الرقة له ذكر في المازحين فيما تقدم قال جرير كأني بالمديبر بين زكا وبين قرى أبي صفرى أسير كفى حزنا فراقهم وإني غريب لا أزار ولا أزور أجدي فاشربي بحياض قوم عليهم في فعالهم خبير وينسب إليها زيد بن سيار التميمي المديبري حراني روى عن مساير بن يقظان ذكره ابن مندة عن علي بن أحمد الحراني
المديدان قال المتقي المديبري في ظهور السخال وهو ظهر عارض اليمامة جبلان يقال لهما المديدان وأنشد كم غادروا يوما نقا المديد بالقاع من سعد ومن سعيد فقيل بالفتح من مددت الشيء موضع قرب مكة
مدين بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الياء المثناة من تحت وآخره نون قال أبو زيد مدين على بحر القلزم محاذية لتبوك على نحو من ست مراحل وهي أكبر من تبوك وبها البئر التي استقى منها موسى عليه السلام لسائمة شعيب قال ورأيت هذه البئر مغطاة قد بني عليها بيت وماء أهلها من عين تجري ومدين اسم القبيلة وهي في الإقليم الثالث طولها إحدى وستون درجة وثلث وعرضها تسع وعشرون درجة وهي مدينة قوم شعيب سميت بمدين بن إبراهيم عليه السلام قال القاضي أبو عبد الله القضاعي مدين وحيزها من كورة مصر القبلية وقال الحازمي بين وادي القرى والشام وقيل مدين اتجاه تبوك بين المدينة والشام على ست مراحل وبها استقى موسى

عليه السلام لبنات شعيب وبها بئر قد بني عليها بيت وقيل مدين اسم القبيلة ولهذا قال الله تعالى وإلى مدين أخاهم شعيبا وقيل مدين هي كفر سندة من أعمال طبرية وعندها أيضا البئر والصخرة وقد ذكر ذلك في كفر مندة قال كثير رهبان مدين والذين عهدتهم يبكون من حذر العقاب قعودا لو يسمعون كما سمعت حديثها خروا لعزة ركعا وسجودا وقال كثير أيضا يا أم خرزة ما رأينا مثلكم في المنجدين ولا بغور الغاير رهبان مدين لو رأوك تنزلوا والعصم في شعف الجبال الفادر وقال ابن هرمة يمدح عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك ومعجب بمديح الشعر يمنعه من المديح ثواب المدح والشفق لأنت والمدح كالعذراء يعجبها مس الرجال ويثني قلبها الفرق لكن بمدين من مفضى سويمرة من لا يذم ولا يثنى له خلق أهل المدائح تأتيه فتمدحه والمادحون بما قالوا له صدقوا يكاد بابك من جود ومن كرم من دون بوابه للناس يندلق
مدينة إصبهان هي المعروفة بجي وهي الآن تعرف بشهرستان وهي على ضفة نهر زندروذ بينها وبين إصبهان اليوم وهي اليهودية نحو الميل أو أكثر وليس بها اليوم أحد خربت عن قرب وهي كانت أجل موضع بإصبهان وعلى بابها قبر حممة الدوسي صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم وبها قبر الراشد بن المسترشد أمير المؤمنين وقبر أبي القاسم سلمان بن أحمد الطبراني ينسب إليها خلق من أصحاب الحديث كثير ذكرهم أبو الفضل في كتابه مرتبين على حروف المعجم ومدينة إصبهان عنى الرستمي الشاعر بقوله لله عيش بالمدينة فاتني أيام لي قصر المغيرة مألف حجي إلى البيت العتيق وقبلتي باب الحديد وبالمصلى الموقف أرض حصاها عسجد وترابها مسك وماء المد فيها قرقف واسم جي بالمدينة قديم قيل كان الزبير بن الماخور الخارجي ورد إصبهان شاريا فخرج إليه أهلها فقاتلوه وذلك في أيام عبد الله بن الزبير فقال عمرو بن مطرف التميمي ولم أك بالمدينة ديدبانا أرجم في حوائطها الظنونا وآثرت الحياء على حياتي ولم أك في كتيبة ياسمينا وكان عتاب بن ورقاء الرياحي والي إصبهان خرج في قتالهم في كتيبة وأم ولد له اسمها ياسمين في كتيبة فلذلك قال عمرو ما قال
مدينة الأنبار تكتب في المتفق والمفترق
مدينة بخارى نسب إليها أبو سعد محمود بن أبي بكر بن محمد بن علي بن يوسف بن عمر الصابوني المروزي ثم البخاري المديني أبا أحمد من أهل بخارى وكان

يسكن مدينتها الداخلة سمع أبا عمرو عثمان بن إبراهيم الفضلي وغيره روى عنه أبو سعد وذلك في سنة 584 ولم يذكر وفاته
مدينة جابر ويقال قصر جابر بين الري وقزوين من ناحية دستبى منسوبة إلى جابر أحد بني زمان بن تيم الله بن ثعلبة بن عكابة بن صعب علي بن بكر بن وائل
مدينة السلام وهي بغداد واختلف في سبب تسميتها بذلك فقيل لأن دجلة يقال لها وادي السلام وقال موسى بن عبد الرحيم النسائي كنت جالسا عند عبد العزيز بن أبي رواد فأتاه رجل فقال له من أين أنت فقال من بغداد قال لا تقل بغداد فإن بغ صنم وداد أعطى ولكن قل مدينة السلام فإن الله هو السلام والمدائن كلها له فكأنهم قالوا مدينة الله وقيل سماها المنصور مدينة السلام تفاؤلا بالسلامة وقال الحافظ أبو موسى روى أبو بكر محمد بن الحسن النقاش عن يحيى بن صاعد فدلسه فقال حدثنا يحيى بن محمد بن عبد الملك المديني يعني مدينة السلام ذكره الخطيب وأورده كذا قال أبو موسى
مدينة سمرقند قد نسب إليها جماعة من المحدثين منهم إسماعيل بن أحمد المديني السمرقندي أبو بكر روى عن أبي عمر الحوضي روى عنه محمد بن عيسى الغزال السمرقندي ذكره الإدريسي في تاريخ سمرقند ومحمد بن عبيد الله بن محمد أبو محمد السمرقندي المديني حدث عنه الإدريسي وعبد الله بن محمد بن صالح بن مساور البزار المديني السمرقندي أبو محمد يروي عن عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي وطبقته وعبد الله بن محمد القسام المديني أبو محمد السمرقندي وعلي بن إسحاق المفسر المديني عن سفيان ابن عيينة وطبقته ومحمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن سهل أبو محمد المديني يعرف بحافد أبي محمد البلخي عن أبيه وغيره ومحمد بن عون المديني السمرقندي عن محاضر بن المورع ومحمد بن عيسى بن قريش بن فرقد الغزال المديني السمرقندي عن عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي ومحمد بن عامر بن محمد المديني السمرقندي
مدينة قبرة ناحية من نواحيها يقال لها إقليم المدينة بالأندلس
مدينة المبارك هي بقزوين استحدثها مبارك التركي وبها قوم من مواليه وأظن مباركا من موالي المعتصم أو المأمون ينسب إليها أبو يعقوب يوسف بن حمدان الزمن المديني قال الخليل بن عبد الله القزويني فيما أنبأنا عنه ابنه واقد قال كان يسكن مدينة المبارك مات سنة 303 وفي تاريخ قزوين أنه مات في سنة 992 سمع أبا حجر ومحمد بن حميد الرازي وغيرهما روى عنه علي بن محمد بن مهرويه وغيره
مدينة محمد بن الغمر هي من نواحي البحرين
مدينة مرو وقد نسب إليها قوم من أهل الحديث منهم أبو يزيد محمد بن يحيى بن خالد بن يزيد بن متى روى عنه أبو العباس المعداني وقال هو من المدينة الداخلة بمرو حدث عن أحمد بن سعيد الرباطي وأبو روح بن يوسف المديني المروزي العابد روى عن عبد الله بن المبارك روى عنه محمد بن أحمد الحكيمي
مدينة مصر ذكر محمد بن الحسن المهلبي في كتاب العزيزي ومن مشاهير خطط مصر خطة عبد العزيز بن مروان وهي التي في سوق الحمام غربي الجامع

تسمى الآن المدينة وأظن أن أبا صادق المديني المصري إليها ينسب لأنه كان إمام مسجد الجامع وكان منزله في هذا الموضع وسألت عن ذلك بمصر فلم يتحقق لي شيء ولو كان منسوبا إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم لقيل فيه مدني والله أعلم بذلك وقال الحافظ أبو القاسم العكاوي الحسن بن يوسف بن أبي ظبية أبو علي المصري القاضي منسوب إلى مدينة مصر سمع بدمشق هشام بن عمار وبغيرها أحمد بن صالح المصري وعمرو بن ثور القيسراني روى عنه علي بن عمر الحربي ومحمد بن المظفر وأبو بكر المفيد وذكره الخطيب فقال الحسن بن يوسف أبو علي المديني ثم قال الحسن بن أبي ظبية القاضي المصري وفرق بين الترجمتين وجعلهما رجلين وهما رجل واحد
مدينة موسى بقزوين كان موسى الهادي سار إلى الري في حياة أبيه المهدي وقدم منها إلى قزوين فأمر ببناء مدينة بإزاء قزوين فبنيت فهي تدعى مدينة موسى الهادي وابتاع أرضا تدعى رستماباذ فوقفها على مصالح المدينة
مدينة النحاس ويقال لها مدينة الصفر ولها قصة بعيدة من الصحة لمفارقتها العادة وأنا بريء من عهدتها إنما أكتب ما وجدته في الكتب المشهورة التي دونها العقلاء ومع ذلك فهي مدينة مشهورة الذكر فلذلك ذكرتها قال ابن الفقيه ومن عجائب الأندلس أمر مدينة الصفر التي يزعم قوم من العلماء أن ذا القرنين بناها وأودعها كنوزه وعلومه وطلسم بابها فلا يقف عليها أحد وبنى داخلها بحجر البهتة وهو مغناطيس الناس وذلك أن الإنسان إذا نظر إليها لم يتمالك أن يضحك ويلقي نفسه عليها فلا يزايلها أبدا حتى يموت وهي في بعض مفاوز الأندلس ولما بلغ عبد الملك بن مروان خبرها وخبر ما فيها من الكنوز والعلوم وأن إلى جانبها أيضا بحيرة بها كنوز عظيمة كتب إلى موسى بن نصير عامله على المغرب يأمره بالمسير إليها والحرص على دخولها وأن يعرفه ما فيها ودفع الكتاب إلى طالب بن مدرك فحمله وسار حتى انتهى إلى موسى بن نصير وكان بالقيروان فلما أوصله إليه تجهز وسار في ألف فارس نحوها فلما رجع كتب إلى عبد الملك بن مروان بسم الله الرحمن الرحيم أصلح الله أمير المؤمنين صلاحا يبلغ به خير الدنيا والآخرة أخبرك يا أمير المؤمنين أني تجهزت لأربعة أشهر وسرت نحو مفاوز الأندلس ومعي ألف فارس من أصحابي حتى أوغلت في طرق قد انطمست ومناهل قد اندرست وعفت فيها الآثار وانقطعت عنها الأخبار أحاول بناء مدينة لم ير الراؤون مثلها ولم يسمع السامعون بنظيرها فسرت ثلاثة وأربعين يوما ثم لاح لنا بريق شرفها من مسيرة خمسة أيام فأفزعنا منظرها الهائل وامتلأت قلوبنا رعبا من عظمها وبعد أقطارها فلما قربنا منها إذ أمرها عجيب ومنظرها هائل كأن المخلوقين ما صنعوها فنزلت عند ركنها الشرقي وصليت العشاء الأخيرة بأصحابي وبتنا بأرعب ليلة بات بها المسلمون فلما أصبحنا كبرنا استئناسا بالصبح وسرورا به ثم وجهت رجلا من أصحابي في مائة فارس وأمرته أن يدور مع سورها ليعرف بابها فغاب عنا يومين ثم وافى صبيحة اليوم الثالث فأخبرني أنه ما وجد لها بابا ولا رأى مسلكا إليها فجمعت أمتعة أصحابي إلى جانب سورها وجعلت بعضها على بعض لينظر من يصعد إليها فيأتيني بخبر ما فيها فلم تبلغ أمتعتنا ربع الحائط لارتفاعه وعلوه فأمرت عند ذلك باتخاذ السلالم فاتخذت ووصلت بعضها إلى بعض بالجبال ونصبتها

على الحائط وجعلت لمن يصعد إليها ويأتيني بخبرها عشرة آلاف درهم فانتدب لذلك رجل من أصحابي ثم تسنم السلم وهو يتعوذ ويقرأ فلما صار على سورها وأشرف على ما فيها قهقه ضاحكا ثم نزل إليها فناديناه أخبرنا بما عندك وبما رأيته فلم يجبنا فجعلت أيضا لمن يصعد إليها ويأتيني بخبرها وخبر الرجل ألف دينار فانتدب رجل من حمير فأخذ الدنانير فجعلها في رحله ثم صعد فلما استوى على السور قهقه ضاحكا ثم نزل إليها فناديناه أخبرنا بما وراءك وما الذي ترى فلم يجبنا ثم صعد ثالث فكانت حاله مثل حال اللذين تقدماه فامتنع أصحابي بعد ذلك من الصعود وأشفقوا على أنفسهم فلما أيست ممن يصعد ولم أطمع في خبرها رحلت نحو البحيرة وسرت مع سور المدينة فانتهيت إلى مكان من السور فيه كتابة بالحميرية فأمرت بانتساخها فكانت هذه ليعلم المرء ذو العز المنيع ومن يرجو الخلود وما حي بمخلود لو أن حيا ينال الخلد في مهل لنال ذاك سليمان بن داود سالت له العين عين القطر فائضة فيه عطاء جليل غير مصرود وقال للجن انشوا فيه لي أثرا يبقى إلى الحشر لا يبلى ولا يودي فصيروه صفاحا ثم ميل به إلى البناء بإحكام وتجويد وأفرغوا القطر فوق السور منحدرا فصار صلبا شديدا مثل صيخود وصب فيه كنوز الأرض قاطبة وسوف تظهر يوما غير محدود لم يبق من بعدها في الأرض سابغة حتى تضمن رمسا بطن أخدود وصار في قعر بطن الأرض مضطجعا مضمنا بطوابيق الجلاميد هذا ليعلم أن الملك منقطع إلا من الله ذي التقوى وذي الجود ثم سرت حتى وافيت البحيرة عند غروب الشمس فإذا هي مقدار ميل في ميل وهي كثيرة الأمواج وإذا رجل قائم فوق الماء فناديناه من أنت فقال أنا رجل من الجن كان سليمان بن داود حبس ولدي في هذه البحيرة فأتيته لأنظر ما حاله قلنا له فما بالك قائما على وجه الماء قال سمعت صوتا فظننته صوت رجل يأتي هذه البحيرة في كل عام مرة فهذا أوان مجيئه فيصلي على شاطئها أياما ويهلل الله ويمجده قلنا فمن تظنه قال أظنه الخضر عليه السلام ثم غاب عنا فلم ندر أين أخذ فبتنا تلك الليلة على شاطىء البحيرة وقد كنت أخرجت معي عدة من الغواصين فغاصوا في البحيرة فأخرجوا منها حبا من صفر مطبقا رأسه مختوما برصاص فأمرت به ففتح فخرج منه رجل من صفر على فرس من صفر بيده مطرد من صفر فطار في الهواء وهو يقول يا نبي الله لا أعود ثم غاصوا ثانية وثالثة فأخرجوا مثل ذلك فضج أصحابي وخافوا أن ينقطع بهم الزاد فأمرت بالرحيل وسلكت الطريق التي كنت أخذت فيها وأقبلت حتى نزلت القيروان والحمد لله الذي حفظ لأمير المؤمنين أموره وسلم له جنوده فلما قرأ عبد الملك هذا الكتاب كان عنده الزهري فقال له ما تظن بأولئك الذين صعدوا السور كيف استطيروا من السور وكيف كان حالهم قال الزهري

خبلوا يا أمير المؤمنين فاستطيروا لأن بتلك المدينة جنا قد وكلوا بها قال فمن أولئك الذين كانوا يخرجون من تلك الحباب ويطيرون قال أولئك الجن الذين حبسهم سليمان بن داود عليه السلام في البحار
مدينة نسف وقد ذكرنا نسف في موضعها ينسب إليها جماعة منهم أبو محمد حامد بن شاكر بن سورة بن ونوشان الوراق المديني النسفي رجل ثقة جليل روى عن محمد بن إسماعيل البخاري الجامع الصحيح وروى عن أبي موسى الترمذي وغيرهما سمع منه أبو يعلى عبد المؤمن بن خلف النسفي كتاب الصحيح ومات سنة 113 في ذي القعدة
مدينة نيسابور فهذه ومدينة مرو ومدينة سمرقند ليست بأعلام فيما أحسب إنما هي واحد من الجنس غلب على المنسوبين إليها للتمييز بينهم وبين من هم من الرستاق فأما الباقي فهي أعلام لا تعرف إلا بذلك وقد نسب إلى هذه أبو عبد الله محمد بن الحسين بن عمارة المديني سمع إسحاق بن راهويه ومحمد بن رافع وغيرهما ومحمد بن نعيم بن عبد الله أبو بكر النيسابوري المديني سمع قتيبة بن سعيد ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب وغيرهما روى عنه من الأقران محمد بن إسماعيل البخاري وأبو العباس السراج وبعدهما أبو حامد بن الشرقي ومكي بن عبدان وسليمان بن محمد بن ناجية المديني روى عن أحمد بن سلمة النيسابوري ومحمد بن محمد بن سعد بن أيوب أبو الحسن المديني سمع أبا بكر بن خزيمة وأبا العباس السراج روى عنه والذي قبله الحاكم أبو عبد الله
مدينة يثرب قال المنجمون طول المدينة من جهة المغرب ستون درجة ونصف وعرضها عشرون درجة وهي في الإقليم الثاني وهي مدينة الرسول صلى الله عليه و سلم نبدأ أولا بصفتها مجملا ثم نفصل أما قدرها فهي في مقدار نصف مكة وهي في حرة سبخة الأرض ولها نخيل كثيرة ومياه ونخيلهم وزروعهم تسقى من الآبار عليها العبيد وللمدينة سور والمسجد في نحو وسطها وقبر النبي صلى الله عليه و سلم في شرقي المسجد وهو بيت مرتفع ليس بينه وبين سقف المسجد إلا فرجة وهو مسدود لا باب له وفيه قبر النبي صلى الله عليه و سلم وقبر أبي بكر وقبر عمر والمنبر الذي كان يخطب عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم قد غشي بمنبر آخر والروضة أمام المنبر بينه وبين القبر ومصلى النبي صلى الله عليه و سلم الذي كان يصلي فيه الأعياد في غربي المدينة داخل الباب وبقيع الغرقد خارج المدينة من شرقيها وقباء خارج المدينة على نحو ميلين إلى ما يلي القبلة وهي شبيهة بالقرية وأحد جبل في شمال المدينة وهو أقرب الجبال إليها مقدار فرسخين وبقربها مزارع فيها نخيل وضياع لأهل المدينة ووادي العقيق فيما بينها وبين الفرع والفرع من المدينة على أربعة أيام في جنوبيها وبها مسجد جامع غير أن أكثر هذه الضياع خراب وكذلك حوالي المدينة ضياع كثيرة أكثرها خراب وأعذب مياه تلك الناحية آبار العقيق ذكر ابن طاهر بإسناده إلى محمد بن إسماعيل البخاري قال المديني هو الذي أقام بالمدينة ولم يفارقها والمدني الذي تحول عنها وكان منها والمشهور عندنا أن النسبة إلى مدينة الرسول مدني مطلقا وإلى غيرها من المدن مديني للفرق لا لعلة أخرى وربما رده بعضهم إلى الأصل فنسب إلى مدينة الرسول أيضا مديني وقال

الليث المدينة اسم لمدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم خاصة والنسبة للإنسان مدني فأما العير ونحوه فلا يقال إلا مديني وعلى هذه الصيغة ينسب أبو الحسن علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي المعروف بابن المديني كان أصله من المدينة ونزل البصرة وكان من أعلم أهل زمانه بعلل حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم والمقدم في حفاظ وقته روى عن سفيان بن عيينة وحماد بن زيد وكتب عن الشافعي كتاب الرسالة وحملها إلى عبد الرحمن بن مهدي وسمع منه ومن جرير بن عبد الحميد وعبد العزيز الدراوردي وغيرهم من الأئمة روى عنه أحمد بن حنبل ومحمد بن سعيد البخاري وأحمد بن منصور الرمادي ومحمد بن يحيى الذهلي وأبو أحمد المرئي وغيرهم من الأئمة وقال البخاري ما انتفعت عند أحد إلا عند علي بن المديني وكان مولده سنة 161 بالبصرة ومات بسامرا وقيل بالبصرة ليومين بقيا من ذي القعدة سنة 432 ولهذه المدينة تسعة وعشرون اسما وهي المدينة وطيبة وطابة والمسكينة والعذراء والجابرة والمحبة والمحببة والمحبورة ويثرب والناجية والموفية وأكالة البلدان والمباركة والمحفوفة والمسلمة والمجنة والقدسية والعاصمة والمرزوقة والشافية والحيرة والمحبوبة والمرحومة وجابرة والمختارة والمحرمة والقاصمة وطبابا وروي في قول النبي صلى الله عليه و سلم رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق قالوا المدينة ومكة وكان على المدينة وتهامة في الجاهلية عامل من قبل مرزبان الزارة يجبي خراجها وكانت قريظة والنضير اليهود ملوكا حتى أخرجهم منها الأوس والخزرج من الأنصار كما ذكرناه في مأرب وكانت الأنصار قبل تؤدي خراجا إلى اليهود ولذلك قال بعضهم نؤدي الخرج بعد خراج كسرى وخرج بني قريظة والنضر وروى أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صبر على أوار المدينة وحرها كنت له يوم القيامة شفيعا شهيدا وقال صلى الله عليه و سلم حين توجه إلى الهجرة اللهم إنك قد أخرجتني من أحب أرضك إلي فأنزلني أحب أرض إليك فأنزله المدينة فلما نزلها قال اللهم اجعل لنا بها قرارا ورزقا واسعا وقال عليه الصلاة و السلام من استطاع منكم أن يموت في المدينة فليفعل فإنه من مات بها كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة وعن عبد الله بن الطفيل لما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة وثب على أصحابه وباء شديد حتى أهمدتهم الحمى فما كان يصلي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا اليسير فدعا لهم وقال اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة واجعل ما كان بها من وباء بخم وفي خبر آخر اللهم حبب إلينا المدينة كا حببت إلينا مكة وأشد وصححها وبارك لنا في صاعها ومدها وانقل حماها إلى الجحفة وقد كان هم صلى الله عليه و سلم أن ينتقل إلى الحمى لصحته وقال نعم المنزل الحمى لولا كثرة حياته وذكر العرض وناحيته فهم به وقال هو أصح من المدينة وروي عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال عن بيوت السقيا اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك ورسولك دعاك لأهل مكة وإن محمدا عبدك ونبيك ورسولك يدعوك لأهل المدينة بمثل ما دعاك إبراهيم أن تبارك في صاعهم ومدهم وثمارهم اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة واجعل ما بها من وباء بخم اللهم إني قد

حرمت ما بين لابتيها كما حرم إبراهيم خليلك وحرم رسول الله صلى الله عليه و سلم شجر المدينة بريدا في بريد من كل ناحية ورخص في الهش وفي متاع الناضح ونهى عن الخبط وأن يعضد ويهصر وكان أول من زرع بالمدينة واتخذ بها النخل وعمر بها الدور والآطام واتخذ بها الضياع العماليق وهم بنو عملاق بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام وقيل في نسبهم غير ذلك مما ذكر في هذا الكتاب ونزلت اليهود بعدهم الحجاز وكانت العماليق ممن انبسط في البلاد فأخذوا ما بين البحرين وعمان والحجاز كله إلى الشام ومصر فجبابرة الشام وفراعنة مصر منهم وكان منهم بالبحرين وعمان أمة يسمون جاسم وكان ساكنو المدينة منهم بنو هف وسعد بن هفان وبنو مطرويل وكان بنجد منهم بنو بديل بن راحل وأهل تيماء ونواحيها وكان ملك الحجاز الأرقم بن أبي الأرقم وكان سبب نزول اليهود بالمدينة وأعراضها أن موسى بن عمران عليه السلام بعث إلى الكنعانيين حين أظهره الله تعالى على فرعون فوطىء الشام وأهلك من كان بها منهم ثم بعث بعثا آخر إلى الحجاز إلى العماليق وأمرهم أن لا يستبقوا أحدا ممن بلغ الحلم إلا من دخل في دينه فقدموا عليهم فقاتلوهم فأظهرهم الله عليهم فقتلوهم وقتلوا ملكهم الأرقم وأسروا ابنا له شابا جميلا كأحسن من رأى في زمانه فضنوا به عن القتل وقالوا نستحييه حتى نقدم به على موسى فيرى فيه رأيه فأقبلوا وهو معهم وقبض الله موسى قبل قدومهم فلما قربوا وسمع بنو إسرائيل بذلك تلقوهم وسألوهم عن أخبارهم فأخبروهم بما فتح الله عليهم قالوا فما هذا الفتى الذي معكم فأخبروهم بقصته فقالوا إن هذه معصية منكم لمخالفتكم أمر نبيكم والله لادخلتم علينا بلادنا أبدا فحالوا بينهم وبين الشام فقال ذلك الجيش ما بلد إذ منعتم بلدكم خير لكم من البلد الذي فتحتموه وقتلتم أهله فارجعوا إليه فعادوا إليها فأقاموا بها فهذا كان أول سكنى اليهود الحجاز والمدينة ثم لحق بهم بعد ذلك بنو الكاهن بن هارون عليه السلام فكانت لهم الأموال والضياع بالسافلة والسافلة ما كان في أسفل المدينة إلى أحد وقبر حمزة والعالية ما كان فوق المدينة إلى مسجد قباء وما إلى ذلك إلى مطلع الشمس فزعمت بنو قريظة أنهم مكثوا كذلك زمانا ثم إن الروم ظهروا على الشام فقتلوا من بني إسرائيل خلقا كثيرا فخرج بنو قريظة والنضير وهدل هاربين من الشام يريدون الحجاز الذي فيه بنو إسرائيل ليسكنوا معهم فلما فصلوا من الشام وجه ملك الروم في طلبهم من يردهم فأعجزوا رسله وفاتوهم وانتهى الروم إلى ثمد بين الشام والحجاز فماتوا عنده عطشا فسمي ذلك الموضع ثمد الروم فهو معروف بذلك إلى اليوم وذكر بعض علماء الحجاز من اليهود أن سبب نزولهم المدينة أن ملك الروم حين ظهر على بني إسرائيل وملك الشام خطب إلى بني هارون وفي دينهم أن لا يزوجوا النصارى فخافوه وأنعموا له وسألوه أن يشرفهم بإتيانه فأتاهم ففتكوا به وبمن معه ثم هربوا حتى لحقوا بالحجاز وأقاموا بها وقال آخرون بل علماؤهم كانوا يجدون في التوراة صفة النبي صلى الله عليه و سلم وأنه يهاجر إلى بلد فيه نخل بين حرتين فأقبلوا من الشام يطلبون الصفة حرصا منهم على اتباعه فلما رأوا تيماء وفيها النخل عرفوا صفته وقالوا هو البلد الذي نريده فنزلوا وكانوا أهله حتى أتاهم تبع فأنزل معهم بني عمرو بن عوف والله أعلم أي ذلك كان قالوا فلما كان من سيل العرم ما كان

كما ذكرناه في مأرب قال عمرو بن عوف من كان منكم يريد الراسيات في الوحل المطعمات في المحل المدركات بالدخل فليلحق بيثرب ذات النخل وكان الذين اختاروها وسكنوها الأنصار وهم الأوس والخزرج ابنا حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرىء القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد وأمهم في قول ابن الكلبي قيلة بنت الأرقم بن عمرو بن جفنة ويقال قيلة بنت هالك بن عذرة من قضاعة وقال غيره قيلت بنت كاهل بن عذرة بن سعد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة ولذلك سمي بنو قيلة فأقاموا في مكانهم على جهد وضنك من العيش وكان ملك بني إسرائيل يقال له الفيطوان وفي كتاب ابن الكلبي الفطيون بكسر الفاء والياء بعد الطاء وكانت اليهود والأوس والخزرج يدينون له وكانت له فيهم سنة ألا تزوج امرأة منهم إلا أدخلت عليه قبل زوجها حتى يكون هو الذي يفتضها إلى أن زوجت أخت لمالك بن العجلان بن زيد السالمي الخزرجي فلما كانت الليلة التي تهدى فيها إلى زوجها خرجت على مجلس قومها كاشفة عن ساقيها وأخوها مالك في المجلس فقال لها قد جئت بسوءة بخروجك على قومك وقد كشفت عن ساقيك قالت الذي يراد بي الليلة أعظم من ذلك لأنني أدخل على غير زوجي ثم دخلت إلى منزلها فدخل إليها أخوها وقد أرمضه قولها فقال لها هل عندك من خير قالت نعم فماذا قال أدخل معك في جملة النساء على الفطيون فإذا خرجن من عندك ودخل عليك ضربته بالسيف حتى يبرد قالت افعل فتزيا بزي النساء وراح معها فلما خرج النساء من عندها دخل الفطيون عليها فشد عليه مالك بن العجلان بالسيف وضربه حتى قتله وخرج هاربا حتى قدم الشام فدخل على ملك من ملوك غسان يقال له أبو جبيلة وفي بعض الروايات أنه قصد اليمن إلى تبع الأصغر ابن حسان فشكا إليه ما كان من الفطيون وما كان يعمل في نسائهم وذكر له أنه قتله وهرب وأنه لا يستطيع الرجوع خوفا من اليهود فعاهده أبو جبيلة أن لا يقرب امرأة ولا يمس طيبا ولا يشرب خمرا حتى يسير إلى المدينة ويذل من بها من اليهود وأقبل سائرا من الشام في جمع كثير مظهرا أنه يريد اليمن حتى قدم المدينة ونزل بذي حرض ثم أرسل إلى الأوس والخزرج أنه على المكر باليهود عازم على قتل رؤسائهم وأنه يخشى متى علموا بذلك أن يتحصنوا في آطامهم وأمرهم بكتمان ما أسره إليهم ثم أرسل إلى وجوه اليهود أن يحضروا طعامه ليحسن إليهم ويصلهم فأتاه وجوههم وأشرافهم ومع كل واحد منهم خاصته وحشمه فلما تكاملوا أدخلهم في خيامه ثم قتلهم عن آخرهم فصارت الأوس والخزرج من يومئذ أعز أهل المدينة وقمعوا اليهود وسار ذكرهم وصار لهم الأموال والآطام فقال الرمق بن زيد بن غنم بن سالم بن مالك بن سالم بن عوف بن الخزرج يمدح أبا جبيلة لم يقض دينك مل حسا ن وقد غنيت وقد غنينا الراشقات المرشقا ت الجازيات بما جزينا أشباه غزلان الصرا ئم يأتزرن ويرتدينا الريط والديباج وال حلي المضاعف والبرينا وأبو حبيلة خير من يمشي وأوفاهم يمينا

وأبرهم برا وأع لمهم بفضل الصالحينا أبقت لنا الأيام وال حرب المهمة يعترينا كبشا له زر يف ل متونها الذكر السنينا ومعاقلا شما وأس يافا يقمن وينحنينا ومحلة زوراء تج حف بالرجال الظالمينا ولعنت اليهود مالك بن العجلان في كنائسهم وبيوت عبادتهم فبلغه ذلك فقال تحايا اليهود بتلعانها تحايا الحمير بأبوالها وماذا علي بأن يغضبوا وتأتي المنايا بأذلالها وقالت سارة القرظية ترثي من قتل من قومها بأهلي رمة لم تغن شيئا بذي حرض تعفيها الرياح كهول من قريظة أتلفتهم سيوف الخزرجية والرماح ولو أذنوا بأمرهم لحالت هنالك دونهم حرب رداح ثم انصرف أبو جبيلة راجعا إلى الشام وقد ذلل الحجاز والمدينة للأوس والخزرج فعندها تفرقوا في عالية المدينة وسافلتها فكان منهم من جاء إلى القرى العامرة فأقام مع أهلها قاهرا لهم ومنهم من جاء إلى عفا من الأرض لا ساكن فيه فبنى فيه ونزل ثم اتخذوا بعد ذلك القصور والأموال والآطام فلما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم من مكة إلى المدينة مهاجرا أقطع الناس الدور والرباع فخط لبني زهرة في ناحية من مؤخر المسجد فكان لعبد الرحمن بن عوف الحصن المعروف به وجعل لعبد الله وعتبة ابني مسعود الهذليين الخطة المشهورة بهم عند المسجد وأقطع الزبير بن العوام بقيعا واسعا وجعل لطلحة بن عبيد الله موضع دوره ولأبي بكر رضي الله عنه موضع داره عند المسجد وأقطع كل واحد من عثمان بن عفان وخالد بن الوليد والمقداد وعبيد والطفيل وغيرهم مواضع دورهم فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقطع أصحابه هذه القطائع فما كان في عفا من الأرض فإنه أقطعهم إياه وما كان من الخطط المسكونة العامرة فإن الأنصار وهبوه له فكان يقطع من ذلك ما شاء وكان أول من وهب له خططه ومنازله حارثة بن النعمان فوهب له ذلك وأقطعه وأما مسجد النبي صلى الله عليه و سلم فقال ابن عمر كان بناء المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم وسقفه جريد وعمده خشب النخل فلم يزد فيه أبو بكر شيئا فزاد فيه عمر وبناه على ما كان من بنائه ثم غيره عثمان وبناه بالحجارة المنقوشة والقصة وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه ساجا وزاد فيه
وكان لما بناه رسول الله صلى الله عليه و سلم جعل له بابين شارعين باب عائشة والباب الذي يقال له باب عاتكة وبابا في مؤخر المسجد يقال له باب مليكة وبنى بيوتا إلى جنبه باللبن وسقفها بجذوع النخل وكان طول المسجد مما يلي القبلة إلى مؤخره مائة ذراع فلما ولي عمر بن عبد العزيز زاد في القبلة من موضع المقصورة اليوم وكان بين المنبر وبين الجدار في عهد النبي صلى الله عليه و سلم قدر ما تمر الشاة وكان طول المسجد في عهد عمر

رضي الله عنه مائة وأربعين ذراعا وارتفاعه أحد عشر ذراعا وكان بنى أساسه بالحجارة إلى أن بلغ قامة وجعل له ستة أبواب وحصنه وروي أن عمر أول من حصن المسجد وبناه سنة 71 حين رجع من سرع وجعل طول جداره من خارج ستة عشر ذراعا وكان أول عمل عثمان إياه في شهر ربيع الأول سنة 92 وفرغ من بنائه في المحرم سنة 03 فكانت مدة عمله عشرة أشهر وقتل عثمان وليس له شرافات فعملها والمحراب عمر بن عبد العزيز ولما ولي الوليد بن عبد الملك واستعمل عمر بن عبد العزيز على المدينة أمره بهدم المسجد وبنائه فاستعمل عمر على ذلك صالح بن كيسان وكتب الوليد إلى ملك الروم يطلب منه عمالا وأعلمه أنه يريد عمارة مسجد النبي صلى الله عليه و سلم فبعث إليه أربعين رجلا من الروم وأربعين من القفط ووجه إليه أربعين ألف مثقال ذهبا وأحمالا من الفسيفساء فهدم الروم والقفط المسجد وخمروا النورة للفسيفساء سنة وحملوا القصة من بطن نخل وعملوا الأساس بالحجارة والجدار والأساطين بالحجارة المطابقة وجعلوا عمد المسجد حجارة حشوها عمد الحديد والرصاص وجعل عمر المحراب والمقصورة من ساج وكان قبل ذلك من حجارة وجعل طول المسجد مائتي ذراع وعرضه في مقدمه مائتين وفي مؤخره مائة وثمانين وهو سقف دون سقف قال صالح بن كيسان ابتدأت بهدم المسجد في صفر سنة 78 وفرغت منه لانسلاخ سنة 98 فكانت مدة عمله ثلاث سنين وكان طوله يومئذ مائتي ذراع في مثلها فلم يزل كذلك حتى كان المهدي فزاد في مؤخره مائة ذراع وترك عرضه مائتي ذراع على ما بناه عمر بن عبد العزيز وأما عبد الملك بن شبيب الغساني في سنة 160 فأخذ في عمله وزاد في مؤخره ثم زاد فيه المأمون زيادة كثيرة ووسعه وقرىء على موضع زيادة المأمون أمر عبد الله بعمارة مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم سنة 202 طلب ثواب الله وطلب كرامة الله وطلب جزاء الله فإن الله عنده ثواب الدنيا والآخرة وكان الله سميعا بصيرا والمؤذنون في مسجد المدينة من ولد سعد الفرط مولى عمار بن ياسر ومن خصائص المدينة أنها طيبة الريح وللعطر فيها فضل رائحة لا توجد في غيرها وتمرها الصيحاني لا يوجد في بلد من البلدان مثله ولهم حب اللبان ومنها يحمل إلى سائر البلدان وجبلها أحد قد فضله رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أحد جبل يحبنا ونحبه وهو على باب من أبواب الجنة وحرم رسول الله صلى الله عليه و سلم شجر المدينة بريدا في بريد من كل ناحية واستعمل على الحمى بلال بن الحارث المزني فأقام عليه حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية وفي أيامه مات وكان عمر بن عبد العزيز يقول لأن أوتى برجل يحمل خمرا أحب إلي من أن أوتى به وقد قطع من الحرم شيئا وكان عمر بن الخطاب ينهى أن يقطع العضاه فتهلك مواشي الناس وهو يقول لهم عصمة وأخبار مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم كثيرة وقد صنف فيها وفي عقيقها وأعراضها وجبالها كتب ليس من شرطنا ذكرها إلا على ترتيب الحروف وقد فعلنا ذلك وفيما ذكرناه مما يخصها كفاية والله يحسن لنا العافية ولا يحرمنا ثواب حسن النية في الإفادة والاستفادة بحق محمد وآله وأما المسافات فإن من المدينة إلى مكة نحو عشر مراحل ومن الكوفة إلى المدينة نحو عشرين مرحلة وطريق البصرة إلى المدينة نحو من ثماني عشرة مرحلة ويلتقي مع طريق الكوفة بقرب

معدن النقرة ومن الرقة إلى المدينة نحو من عشرين مرحلة ومن البحرين إلى المدينة نحو خمس عشرة مرحلة ومن دمشق إلى المدينة نحو عشرين مرحلة ومثله من فلسطين إلى المدينة على طريق الساحل ولأهل مصر وفلسطين إذا جاوزوا مدين طريقان إلى المدينة أحدهما على شغب وبدا وهما قريتان بالبادية كان بنو مروان أقطعوهما الزهري المحدث وبها قبره حتى ينتهي إلى المدينة على المروة وطريق يمضي على ساحل البحر حتى يخرج بالجحفة فيجتمع بهما طريق أهل العراق وفلسطين ومصر
باب الميم والذال وما يليهما
المذاد بالفتح وآخره دال مهملة وهو اسم المكان من ذاده يذوده إذا طرده قال ابن الأعرابي المذاد والمزاد المرتفع موضع بالمدينة حيث حفر الخندق النبي صلى الله عليه و سلم قال كعب بن مالك فليأت مأسدة تسل سيوفها بين المذاد وبين جزع الخندق وقيل المذاد واد بين سلع وخندق المدينة
المذار بالفتح وآخره راء وهي عجمية ولها مخرج في العربية أن يكون اسم مكان من قولهم ذره وهو يذره ولا يقال وذرته أماتت العرب ماضيه أي دعه وهو يدعه فميمه على هذا زائدة ويجوز أن تكون الميم أصلية فيكون من مذرت البيضة إذا فسدت ومذرت نفسه أي خبثت وغثت والمذار في ميسان بين واسط والبصرة وهي قصبة ميسان بينها وبين البصرة مقدار أربعة أيام وبها مشهد عامر كبير جليل عظيم قد أنفق على عمارته الأموال الجليلة وعليه الوقوف وتساق إليه النذور وهو قبر عبد الله بن علي بن أبي طالب ويقال إن الحريري أبا محمد القاسم بن علي صاحب المقامات قد مات بها وأهلها كلهم شيعة غلاة طغام أشبه شيء بالأنعام وفيه قال الشاعر أيها الصلصل المغذ إلى المد فع من نهر معقل فالمذار وكان قد فتحها عتبة بن غزوان في أيام عمر بن الخطاب بعد البصرة قال البلاذري ولما فتح عتبة بن غزوان الأبلة سار إلى الفرات فلما فرغ منها سار إلى المذار فخرج إليه مرزبانها فقاتله فهزمه الله وغرق عامة من معه وأخذ مرزبانها فضرب عنقه ثم سار إلى دستميسان وكانت بالمذار وقعة لمصعب بن الزبير على أحمد بن سميط النخلي ينسب إليها جماعة منهم محمد بن أحمد بن زيد المذاري حدث عن عمرو بن عاصم الكلابي روى عنه أحمد بن يحيى بن زهير التستري ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي وغيرهما وأبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عثمان المذاري سكن والده بغداد وبها ولد أبو الحسن وسمع الحديث من أبي طالب علي بن طالب المكي مولى يعلى بن الفراء وحدث عن أبي الحسين محمد بن الحسين بن موسى بن حمزة بن أبي يعلى وغيرهم ومات سنة 585 روى عنه أبو المعمر الأنصاري ويحيى بن أسعد بن نوش ومولده سنة 156 وأخوه أبو المعالي أحمد سمع من أبي علي البناء وأبي القاسم علي بن أحمد الميسري في ثاني عشر جمادى الأولى سنة 456 وأخوهما أبو السعود عبد الرحمن بن محمد حدث عن عاصم بن الحسن ومطهر بن أحمد بن البانياسية

المذارع بلفظ جمع مذرعة وهي البلاد التي بين الريف والبر مثل القادسية والأنبار ومذارع البصرة نواحيها
المذارع بلفظ جمع مذرعة وهي البلاد التي بين الريف والبر مثل القادسية والأنبار ومذارع البصرة نواحيها
المذاهب من نواحي المدينة في شعر ابن هرمة ومنها بشرقي المذاهب دمنة معطلة آياتها لم تغير فصرنا بها لما عرفنا رسومها أزمة سمحات المعاطف ضمر
مذحج بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر الحاء المهملة وجيم قال ابن دريد ذحجه وسحجه بمعنى قال ذحجته الريح أي جرته قال ابن الأعرابي ولد أدد بن زيد بن يشجب مرة والأشعر وأمهما ذلة بنت ذي منشجان الحميري فهلكت فخلف على أختها مذلة بنت ذي منشجان فولدت له مالكا وطيئا واسمه جلهمة ثم هلك أدد فلم تتزوج مذلة وأقامت على ولدها مالك وطيء فقيل أذحجت على ولدها أي أقامت فسمي مالك وطيء مذحجا قال ابن الكلبي ولد أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان مرة ونبتا وهو الأشعر ومالكا وجلهمة وهو طيء وأمهما ذلة بنت ذي منشجان وهي مذحج وكانت قد ولدتهما عند أكمة يقال لها مذحج فلقبت بها فولد مالك وطيء كلهم يقال لهم مذحج وليس من ولد مرة من يقال له مذحجي كما قال ابن الأعرابي وقال ابن إسحاق مذحج بن يحابر بن مالك بن زيد بن كهلان ولم يتابع على ذلك وقد ذهب قوم إلى طيئا ليست من مذحج وأن مذحجا ولد مالك بن أدد فقط فعلى قول ابن الكلبي بنو الحارث بن كعب كلهم وسعد العشيرة وجعفى والنخع ومراد وجنب وصداورها وعنس بالنون كل هؤلاء من ولد مالك بن أدد وطيء على شعب قبائلها كلها من مذحج والكلام في شعب هذه القبائل ليس كتابي هذا مؤسسا عليه ولي عزم إن ساعدني الأجل ومد بضبعي التوفيق أن أعمل فيه كتابا شافيا سهل المأخذ حتى لا يفتقر النساب بعده إلى غيره
المذر بالتحريك وآخره راء المذر التفرقة ومنه قولهم شذر مذر ويقال الماء إذا صب على اللبن يتمذر أي يتفرق ومذرت البيضة مذرا إذا فسدت وهو اسم جبل أو واد
المذرى جبل بأجأ أحد الجبلين قال كثير وحض الذي ولى على الصبر والتقى ولم يهمم البالي بأن يتخشعا ولو نزلت مثل الذي نزلت به بركن المذرى من أجا لتصدعا
مذر بفتح أوله وسكون ثانيه وراء يصلح أن يشتق من الذي قبله وهو عجمي من قرى بلخ
مذعر بالكسر وفتح العين وهو من الذعر وهو الفزع إلا أن كسر ميمه في المكان شاذ لأنه من شروط الآلات وهو اسم ماء لبني جعفر بن كلاب
مذعى بالكسر ثم السكون والقصر قالوا والمذع السيلان من العيون التي في شعفات الجبال وهو ماء لغني بينه وبين ماء لهم يقال له زقا قدر ضحوة قال إلا أن مذعى لبني جعفر اشتروها من بعض بني غني قال بعضهم يهددني ليأخذ حفر مذعى ودون الحفر غول للرجال وبين مذعى واللقيطة يومان قال بعضهم

أشاقتك المنازل بين مذعى إلى شعر فأكناف الكؤود قال أبو زياد إذا خرج عامل بني كلاب مصدقا من المدينة فأول منزل ينزله يصدق عليه أريكة ثم العناقة ثم يرد مذعى لبني جعفر ثم يرد الصلوق وعلى مذعى عظيم بني جعفر وكعب بن مالك وغاضرة بن صعصعة
مذفار بالكسر ثم السكون والفاء وآخره راء وهو منقول من الذفر وهو حدة الرائحة طيبة كانت أو خبيثة وليس باسم المكان منه ولو كان كذلك لكان مذفر بالفتح فهو مل المقراض من القرض كأن شيئا من الآلة المنقولة سمي به ثم نقل إلى هذا المكان وهو اسم موضع في قول الهذلي لهامهم بمذفار صياح يدعي بالشراب بني تميم وهذا كقول الآخر يا عمرو إن لم تدع شتمي ومنقصتي أضربك حتى تقول الهامة اسقوني
المذنب جبل وقال الحفصي المذنب قرية لبني عامر باليمامة في شعر لبيد قال طرب الفؤاد وليته لم يطرب وعناه ذكرى خلة لم تصقب سفها ولو أني أطيع عواذلي فيما يشرن به بسفح المذنب لزجرت قلبا لا يريع لزاجر إن الغوي إذا غوى لم يعتب
مذود بالكسر ثم السكون وفتح الواو ودال مهملة مذود الثور الوحشي قرنه يذود به عن نفسه ومذود الرجل لسانه مثله والمذود معلف الدابة ومذود جبل قال أبو دؤاد الإيادي في ذلك يصف فرسا يتبعن مشترفا ترمي دوابره رمي الأكف بترب الهائل الخصب كأن هاديه جذع برايته من نخل مذود في باق من الشذب وهذا يدل على أنه موضع معمور فيه نخل لا جبل فإن النخل ليس من نبات الجبال
مذيامجكث بالفتح ثم السكون وياء مثناة من تحت وميم ساكنة وجيم مفتوحة وكاف مفتوحة وثاء مثلثة قرية من قرى كرمينية من أعمال سمرقند
مذيانكن بالفتح ثم السكون وياء مثناة من تحت ونون ساكنة بعد الألف يلتقي فيها ساكنان وفتح الكاف ونون قرية من قرى بخارى
مذيح بضم أوله وفتح ثانيه وياء مثناة من تحت شديدة وحاء مهملة الذي جاء على هذا ذوح إبله إذا بددها والذوح السير العنيف فقياسه مذوح فيكون مرتجلا على هذا وهو ماء ببطن مسحلان قال ابن حريق لقد علمت ربيعة أن بشرا غداة مذيح مر التقاضي
المذيخرة كأنه تصغير المذخرة بالخاء معجمة والراء وهو اسم قلعة حصينة في رأس جبل صبر وفيها عين في رأس الجبل يصير منها نهر يسقي عدة قرى باليمن وهي قريبة من عدن يسكنها آل ذي مناخ وبها كان منزل أبي جعفر المناخي من حمير قال عمارة بن أبي الحسن المذيخرة من أعمال صنعاء وهو جبل بلغني أن أعلاه نحو عشرين فرسخا فيه المزارع والمياه ونبت الورس وفي شفيره الزعفران ولا يسلك

إلا من طريق واحد وهو في مخلاف السحول وذكر عمارة بن أبي الحسن بن زياد اليمني في كتابه ولما ملك الزيادي اليمن واختط زبيد كما ذكرناه في زبيد وحج من اليمن جعفر مولى زياد بمال وهدايا في سنة 502 وسار إلى العراق فصادف المأمون بها وعاد جعفر هذا في سنة 026 إلى زبيد ومعه ألف فارس فيها من مسودة خراسان سبعمائة فعظم أمر ابن زياد وتقلد إقليم اليمن بأسره الجبال والتهائم وتقلد جعفر هذا الجبل واختط به مدينة يقال لها المذيخرة ذات أنهار ورياض واسعة والبلاد التي كانت لجعفر تسمى اليوم مخلاف جعفر والمخلاف عند أهل اليمن عبارة عن قطر واسع وكان جعفر هذا من الدهاة الكفاة وبه تمت دولة بني زياد ولذلك يقولون ابن زياد وجعفر
مذينب بوزن تصغير المذنب وأصله مسيل الماء بحضيض الأرض بين تلعتين وقال ابن شميل المذنب كهيئة الجدول يسيل عن الروضة ماؤها إلى غيرها فتفرق ماءها فيها والتي يسيل عليها الماء مذنب أيضا وقال ابن الأعرابي مذنب الوادي والمذنب الطويل الذنب والمذنب الضب والمذنب المغرفة ومذينب واد بالمدينة وقيل مذينب يسيل بماء المطر خاصة وقد روى مالك في موطئه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال في سيل مهزور ومذينب يمسك حتى الكعبين ثم يرسل الأعلى على الأسفل
باب الميم والراء وما يليهما
مرآة بالفتح ثم السكون وفتح الهمزة وألف ساكنة وهاء بوزن مرعاة من الرؤية قرية قرب مأرب كانت ببلاد الأزد التي أخرجهم منها سيل العرم
المرابد جمع المربد يذكر بعد وهو موضع بعينه يقال له ذات المرابد بعقيق المدينة قال معن بن أوس فذات الحماط خرجها وطلوعها فبطن البقيع قاعه فمرابده قال ثم مواضع يقال لها مرابد يغادر فيها السيل
مرابض بالفتح وبعد الألف باء موحدة وضاد معجمة جمع مربض وقد تقدم اشتقاقه في الربض وهو موضع في قول المتلمس ألك السدير وبارق ومرابض ولك الخورنق
المراح بالكسر وآخره حاء مهملة يصلح أن يكون جمع مرح وهو الفرح وهي ثلاثة شعاب ينظر بعضها إلى بعض وهي شعاب بتهامة تصب من دآة وهو الجبل الذي يحجز بين النخلتين لهذيل قال مرة بن عبد الله اللحياني تركنا بالمراح وذي سحيم أبا حيان في نفر منافي
المراحضة حصن من أعمال صنعاء بيد ابن الهرش
مراخ بالضم وآخره معجم يجوز أن يكون اسم المفعول من راخ يريخ إذا استرخى أو راخ يريخ إذا تباعد ما بين فخذيه والمراخ موضع قريب من المزدلفة وقيل هو من بطن كساب جبل بمكة وقد روي بالحاء المهملة قال عبد الله بن إبراهيم الجمحي في شعر هذيل في يوم الأحث في قصة وجهنا الظعن إلى كساب وذي مراخ نحو الحرم حرم مكة فقال أبو قلابة الهذلي يئست من الحذية أم عمرو غداة إذ انتحوني بالجناب

يصاح بكاهل حولي وعمرو وهم كالضاريات من الكلاب يسامون الصبوح بذي مراخ وأخرى القوم تحت خريق غاب فيأسا من صديقك ثم يأسا ضحى يوم الأحث من الإياب وقال الفضل بن العباس اللهبي وإنك والحنين إلى سليمى حنين العود في الشول النزاع تحن ويزدهيها الشوق حتى حناجرهن كالقصب اليراع ليالي إذ نخالف من نحاها إذ الواشي بنا غير المطاع تحل الميث من كنفي مراخ إذا ارتبعت وتسرب بالرقاع
مراد بالضم وآخره دال مهملة من أراد يريد والشيء مراد اسم المفعول منه حصن قريب من قرطبة بالأندلس
المرار بالضم وتكرير الراء المرارة بقلة مرة وجمعها مرار وقال الأصمعي إذا أكلت الإبل المرار قلصت عنه مشافرها وبه سمي آكل المرار قال ابن إسحاق في عام الحديبية وخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذا سلك ثنية المرار بركت ناقته فقال الناس خلأت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما خلأت ولا هو لها بخلق وإنما حبسها حابس الفيل قال وثنية المرار مهبط الحديبية وخلأت الناقة إذا بركت ولم تقم
المرار بالفتح والتشديد فعال من المرارة واد
مرازم بالضم وبعد الألف زاي مكسورة وميم وأظنه من رازم القوم دارهم إذا أطالوا المقام بها أو من رزم الشتاء رزمة شديدة إذا برد وهو رازم ومرازم هو الجبل المشرف على حق آل سعيد بن العاصي عن الأصمعي في كتاب جزيرة العرب
المراضان تثنية المراض بلفظ جمع مريض ثني بعد أن سمي قال أبو منصور قال الليث المراضان واديان ملتقاهما واحد قال المراضان والمرايض مواضع في ديار تميم بين كاظمة والنقيرة فيها أحساء ليست من باب المرض والميم فيها ميم مفعل من استراض الوادي إذا استنقع فيه الماء ويقال أرض مريضة إذا ضاقت بأهلها قال جرير كما اختب ذئب بالمراضين لاغب
المراض بالكسر جمع مريض يجوز أن يكون من قولهم أرض مريضة إذا ضاقت بأهلها وأرض مريضة إذا كثر بها الهرج وبخط الترمذي في شعر الفضل بن عباس اللهبي المراض بالفتح وهو في قوله أتعهد من سليمى درس نؤي زمان تخللت سلمى المرضا كأن بيوت جيرتهم قباب على الأزمات تحتل الرياضا ورواه الخالع مراض بفتح الميم فيكون من راض يروض والموضع مراض ويجوز أن يكون من الروضة أو من الرياضة وبالفتح قرأته بخط ابن باقلاء وهو الصحيح إذ هو في قول كثير فأصبح من تربي خصيلة قلبه له ردة من حاجة لم تصرم

كذا الطلع إن يقصد عليه فإنه يهم وإن تحزق به يتيمم وما ذكره تربي خصيلة بعدما ظعن بأحواز المراض فيعلم وهو واد في شعر الشماخ عن الأديبي وقال غيره مراض موضع على طريق الحجاز من ناحية الكوفة وهناك لقي الوليد بن عقبة بن أبي معيط بجادا مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه فأخبره بقتل عثمان فقال يوم لاقيت بالمراض بجادا ليت إني هلكت قبل بجاد
مراغة بالفتح والغين المعجمة بلدة مشهورة عظيمة أعظم وأشهر بلاد أذربيجان طولها ثلاث وسبعون درجة وثلث وعرضها سبع وثلاثون درجة وثلث قالوا وكانت المراغة تدعى أفراز هروذ فعسكر مروان بن محمد بن مروان بن الحكم وهو وإلى أرمينية وأذربيجان منصرفه من غزو موقان وجيلان بالقرب منها وكان فيها سرجين كثير فكانت دوابه ودواب أصحابه تتمرغ فيها فجعلوا يقولون ابنوا قرية المراغة وهذه قرية المراغة فحذف الناس القرية وقالا مراغ وكان أهلها ألجؤوها إلى مروان فابتناها وتألف وكلاؤه أهلها فكثروا فيها للتقرر وعمروها ثم إنها قبضت مع ما قبض من ضياع بني أمية وصارت لبعض بنات الرشيد فلما عاث الوجناء ابن رواد الأزدي وأفسد وولي خزيمة بن خازم أرمينية وأذربيجان في خلافة الرشيد بنى سورها وحصنها ومصرها وأنزل بها جندا كثيفا ثم إنهم لما ظهر بابك الخرمي بالبذ لجأ الناس إليها فنزلوها فسكنوها وتحصنوا فيها ورم سورها في أيام المأمون عدة من عماله منهم أحمد بن محمد بن الجنيد فرزندا وعلي بن هشام ثم نزل الناس بربضها وينسب إلى المراغة جماعة منهم جعفر بن محمد بن الحارث أبو محمد المراغي أحد الرحالين في طلب الحديث وجمعه سكن نيسابور وسمع بدمشق وغيرها جماهير بن محمد الزملكاني وابن قتيبة محمد بن الحسن العسقلاني وأبا يعلى الموصلي وجعفر بن محمد القيرواني وعبد الله بن محمد بن ناجية ومحمد بن يحيى المروزي وأبا خليفة الفضل بن الحباب وزكرياء الساجي وعبدان الجواليقي وأحمد بن يحيى بن زهير والمنصور بن إسماعيل الفقيه وأبا العباس الدغولي وعلي بن عبدان وغيرهم روى عنه أبو علي الحافظ وأبو عبد الله الحاكم وعبد الرحمن بن محمد السراج وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر المقري قال أبو عبد الله الحافظ جعفر بن محمد بن الحارث أبو محمد المراغي مريد نيسابور شيخ الرحالة في طلب الحديث وأكثرهم جهادا وجمعا كتب الحديث نيفا وستين سنة ولم يزل يكتب إلى أن توفاه الله وكان من أصدق الناس فيه وأثبتهم سمع ببغداد القرباني وابن ناجية ومحمد بن يحيى المروزي وأقرانهم وذكر جماعة في بلاد شتى قال ومات يوم الاثنين السادس والعشرين من رجب سنة 536 بنيسابور وهو ابن نيف وثمانين سنة ولم تزل قصبتها وبها آثار وعمائر ومدارس وخانكاهات حسنة وقد كان فيها أدباء وشعراء ومحدثون وفقهاء قال ابن الكلبي في مراغة هجر سوق لأهل نجد معروف قال الخارزنجي المراغة ردهة لأبي بكر ولذلك قال الفرزدق في مواضع من شعره يا ابن المراغة نسبه إلى هذا الموضع كما يقال ابن بغداد وابن الكوفة وهذا خلف من القول والذي ذهب إليه الحذاق أن المراغة الأتان فكان ينسبه إليها على أن في بلاد العرب موضعا يقال له

المراغة من منازل بني يربوع قال الأصمعي وذكر مياها ثم قال ومن هذه الأمواه من صلب العلم وهي المردمة رداه منها المراغة من مياه البقة قال أبو البلاد الطهوي وكان قد خطب امرأة فزوجت من بني عمرو بن تميم فقتلها وهرب ثم قال ألا أيها الربع الذي ليس بارحا جنوب الملابين المراغة والكدر سقيت بعذب الماء هل أنت ذاكر لنا من سليمى إذ نشدناك بالذكر لعمرك ما قنعتها السيف عن قلى ولا سأمان في الفؤاد ولا غمر ولكن رأيت الحي قد غدروا بها ونزغ من الشيطان زين لي أمري وإنا أنفنا أن ترى أم سالم عروسا تمشى الخيزلى في بني عمرو وإنا وجدنا الناس عودين طيبا وعودا خبيثا لا يبض على العصر تزين الفتى أخلاقه وتشينه وتذكر أخلاق الفتى حيث لا يدري
مراقية بالفتح والقاف المكسورة والياء مخففة إذا قصد القاصد من الإسكندرية إلى إفريقية فأول بلد يلقاه مراقية ثم لوبية ينسب إليها أبو محمد عبد الله بن أبي رومان عبد الله بن يحيى بن هلال الإسكندري المراقي سكن الإسكندرية روى عن أبيه وعن ابن وهب وهو ضعيف روى المناكير ومات سنة 526
المراقب موضع في ديار هذيل بن مدركة قال مالك بن خالد الخناعي ثم الهذلي وقلت لوهب حين زالت رحاؤهم هلم تغنينا ردى فالمراقب كأنهم حين استدارت رحاؤهم بذات اللظى أو أدرك القوم لاعب إذا أدركوهم يلحقون سراتهم بضرب كما جد الحصير الشواطب في أبيات
المراكب موضع في قول أبي صخر الهذلي يصف سحابا مصر شآميه في الحمى ودون يمانيه جبال المراكب
مراكش بالفتح ثم التشديد وضم الكاف وشين معجمة أعظم مدينة بالمغرب وأجلها وبها سرير ملك بني عبد المؤمن وهي في البر الأعظم بينها وبين البحر عشرة أيام في وسط بلاد البربر وكان أول من اختطها يوسف بن تاشفين من الملثمين الملقب بأمير المسلمين في حدود سنة 074 وبينها وبين جبل درن الذي ظهر منه ابن تومرت المسمى بالمهدي ثلاثة فراسخ وهو في جنوبيها وكان موضع مراكش قبل ذلك مخافة يقطع فيه اللصوص على القوافل كان إذا انتهت القوافل إليه قالوا مراكش معناه بالبربرية أسرع المشي وبقيت مدة يشرب أهلها من الآبار حتى جلب إليها ماء يسير من ناحية أغمات يسقي بساتين لها وكان أول من اتخذ بها البساتين عبد المؤمن بن علي يقولون إن بستانا منها طوله ثلاثة فراسخ
مرامر بالضم والميم الثانية مكسورة في شعر الأسود بن يعفر حيث قال ولقد غدوت لعازب متنادر أحوى المذانب مؤنق الرواد

جادت سواريه فآزر نبته نفأ من الصفراء والزباد بالجو فالأمراج حول مرامر فبضارج فقصيمة الطراد
مران بالفتح ثم التشديد وآخره نون يجوز أن يكون من مر الطعام يمر مرارة ويمر أيضا أو من مر يمر من المرور ويجوز أن يكون من مرن الشيء يمرن مرونا إذا استمر وهو لين في صلابة ومرنت يد فلان على العمل أي صلبت قال السكري هو على أربع مراحل من مكة إلى البصرة وقيل بينه وبين مكة ثمانية عشر ميلا وفيه قبر تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وقبر عمرو بن عبيد قال جرير يعرض بابن الرقاع قد جربت عركي في كل معترك غلب الرجال فما بال الضغابيس وابن اللبون إذا ما لز في قرن لم يستطع صولة البزل القناعيس إني إذا الشاعر المغرور حربني جار لقبر على مران مرموس قال أراد قبر تميم بن مر إذا حربني أي أغضبني يموت فيصير جارا لمن هو مدفون هناك ويصدق ذلك قوله قد كان أشوس أباء فأورثني شغبا على الناس في أبنائه الشوس نحمي ونغتصب الجبار نجنبه في محصد من حبال القد مخموس وقال الحازمي بين البصرة ومكة لبني هلال من بني عامر وقيل بين مكة والمدينة وقال عرام عند ذكره الحجاز وقرية يقال لها مران قرية غناء كبيرة كثيرة العيون والآبار والنخيل والمزارع وهي على طريق البصرة لبني هلال وجزء لبني ماعز وبها حصن ومنبر ناس كثير وفيها يقول الشاعر أبعد الطوال الشم من آل ماعز يرجي بهران القرى ابن سبيل مررنا على مران ليلا فلم نعج على أهل آجام بها ونخيل وقال ابن قتيبة قال المنصور أمير المؤمنين يرثي عمرو بن عبيد صلى الإله عليك من متوسد قبرا مررت به على مران قبرا تضمن مؤمنا متحنفا صدق الإله ودان بالقرآن لو أن هذا الدهر أبقى صالحا أبقى لنا عمرا أبا عثمان وقال ابن الأعرابي على هذا النمط من جملة أبيات أيا نخلتي مران هل لي إليكما على غفلات الكاشحين سبيل أمنيكما نفسي إذا كنت خاليا ونفعكما لولا الفناء قليل وما لي شيء منكما غير أنني أحن إلى ظليكما فأطيل
مران بالضم كأنه فعلان من المرارة للمبالغة أو تثنية المر والمران القنا سمي بذلك للينه هو موضع بالشام قريب من دمشق ذكر في دير مران
المران تثنية المر ضد الحلو ماءان لغطفان عند جبل لهم أسود

مرانة بالفتح وبعد الألف نون هو فعالة من مرن على الشيء مرونا إذا اعتاده واستمر قال أبو منصور في قول ابن مقبل يا دار ليلى خلاء لا أكلفها إلا المرانة حتى تعرف الدينا المرانة هضبة من هضبات بني العجلان يريد لا أكلفها أن تبرح ذلك المكان وتذهب إلى مكان آخر وقال الأصمعي المرانة اسم ناقة هادية للطريق وقيل المرانة السكوت الذي مرنت عليه الدار وقيل المرانة معرفتها ومما يقوي أن المرانة اسم موضع قول لبيد لمن طلل تضمنه أثال فسرحة فالمرانة فالخيال وقال بشر بن أبي خازم وأنزل خوفنا سعدا بأرض هنالك إذ نجير ولا نجار وأدنى عامر حيا إلينا عقيل بالمرانة والوبار
المراوزة بالفتح وبعد الواو زاي هي نسبة إلى المروزيين نسبة إلى مرو مثل المهالبة والمسامعة والبغاددة وهي محلة كانت ببغداد متصلة بالحربية خربت الآن كان قد سكنها أهل مرو فنسبت إليهم ونسب إليها أبو عبد الله محمد بن خلف بن عبد السلام الأعور المروزي روى عن علي بن الجعد ويحيى بن هاشم السمسار روى عنه أبو عمرو بن السماك وأبو بكر الشافعي وغيرهما وتوفي سنة 182
والمراوزة أيضا قرية كبيرة قرب سنجار ذات بساتين ومياه جارية وبها خانقاه حسنة على رأس تل يصعد الراكب إليها على فرسه
مراهط بالفتح كأنه جمع مرهط اسم المكان من الرهط كقولهم مشجر من الشجر ولو جمع لقيل مشاجر وهو ذو مراهط موضع عن الأزهري
مرأة بالفتح بلفظ المرأة من النساء قرية بني امرىء القيس بن زيد مناة بن تميم باليمامة سميت بشطر اسم امرىء القيس بينها وبين ذات غسل مرحلة على طريق النباج ولما قتل مسيلمة وصالح مجاعة خالدا على اليمامة لم تدخل مرأة في الصلح فسبي أهلها وسكنها حينئذ بنو امرىء القيس بن زيد مناة بن تميم فعمروا ما والاها حتى غلبوا عليها وكان ذو الرمة الشاعر نزل عليها فلم يدخلوا رحله ولم يقروه فذمهم ومدح بهنس صاحب ذات غسل وهو مرئي أيضا وذات غسل قرية له فقال ذو الرمة فلما وردنا مرأة اللؤم غلقت دساكر لم تفتح لخير ظلالها ولو عبرت أصلابها عند بهنس على ذات غسل لم تشمس رحالها وقد سميت باسم امرىء القيس قرية كرام غوانيها لئام رجالها تظل الكرام المرملون بجوها سواء عليهم حملها وحيالها إذا ما امرؤ القيس بن لؤم تطعمت بكاس الندامى خيبتها سبالها وقال عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير ويوم مرأة إذ وليتم رفضا وقد تضايق بالأبطال واديه
المرايض بالفتح وهو من استراض الوادي إذا استنقع فيه الماء ومنه سميت الروضة وهي مواضع

في ديار بني تميم بين كاظمة والنقيرة
المرايغ جمع مراغ الإبل وهو متمرغها كورة بصعيد مصر في غربي النيل فيها عدة قرى آهلة عامرة جدا
مرباط بالكسر ثم السكون وباء موحدة وآخره طاء مهملة فرضة مدينة ظفار بينها وبين ظفار على ما حدثني رجل من أهلها مقدار خمسة فراسخ ولما لم تكن ظفار مرسى ترسى فيه المراكب وكان لمرباط مرسى جيد كثر ذكره على أفواه التجار وهي مدينة مفردة بين حضرموت وعمان على ساحل البحر لها سلطان برأسه ليس لأحد عليه طاعة وقرب مدينته جبل نحو ثلاثة أيام في مثلها فيه ينبت شجر اللبان وهو صمغ يخرج منه ويلقط ويحمل إلى سائر الدنيا وهو غلة الملك يشارك فيه لاقطيه كما ذكرناه في ظفار وأهلها عرب وزيهم زي العرب القديم وفيهم صلاح مع شراسة في خلقهم وزعارة وتعصب وفيهم قلة غيرة كأنهم اكتسبوها بالعادة وذلك أنه في كل ليلة تخرج نساؤهم إلى ظاهر مدينتهم ويسامرن الرجال الذين لا حرمة بينهم ويلاعبنهم ويجالسنهم إلى أن يذهب أكثر الليل فيجوز الرجل على زوجته وأخته وأمه وعمته وإذا هي تلاعب آخر وتحادثه فيعرض عنها ويمضي إلى امرأة غيره فيجالسها كما فعل بزوجته وقد اجتمعت بكيش بجماعة كثيرة منهم رجل عاقل أديب يحفظ شيئا كثيرا وأنشدني أشعارا وكتبتها عنه فلما طال الحديث بيني وبينه قلت له بلغني عنكم شيء أنكرته ولا أعرف صحته فبدرني وقال لعلك تعني السمر قلت ما أردت غيره فقال الذي بلغك من ذلك صحيح وبالله أقسم إنه لقبيح ولكن عليه نشأنا وله مذ خلقنا ألفنا ولو استطعنا أن نزيله لأزلناه ولو قدرنا لغيرناه ولكن لا سبيل إلى ذلك مع ممر السنين عليه واستمرار العادة به
مربالا ناحية قرب خلاط لها ذكر في كتاب الفتوح إن حبيب بن مسلمة نزلها فجاءه بطريق خلاط بكتاب عياض بن غنم بأنه قد أمنه على نفسه وبلاده وقاطعه على إتاوة فأمضى حبيب بن مسلمة ذلك
مربخ بضم أوله وسكون ثانيه وكسر الباء الموحدة وخاء معجمة قال أبو منصور مربخ رمل بالبادية بعينه وقال أبو الهيثم سمي جبل مربخ مربخا لأنه يربخ الماشي فيه من التعب والمشقة أي يذهب عقله كالمرأة الربوخ التي يغشى عليها من شدة الشهوة وقال الليث ربخت الإبل في المربخ أي فترت في ذلك الرمل من الكلال وأنشد بعضهم أمن جبال مربخ تمطين لا بد منه فانحدرن وارقين أو يقضي الله رمايات الدين وقال نصر مربخ رمل مستطيل بين مكة والبصرة
ومربخ أيضا جبل آخر عند ثور مما يلي القبلة وقال العمراني مربخ بفتح الميم والباء رمل من رمال زرود وعن جار الله بضم الميم وكسر الباء
المربد بالكسر ثم السكون وفتح الباء الموحدة ودال مهملة وهذا اسم موضع هكذا وليس بجار على فعل على أن ابن الأعرابي روى أن الرابد الخازن ولو كان منه لقيل المرابد على زنة اسم المفعول مثل المقاتل من القاتل فمجيئه على غير جريان الفعل دليل على أنه موضع هكذا وذهب القاضي عياض إلى أن أصله من ربد بالمكان إذا أقام به فقياسه على هذا أن يكون مربد بفتح الميم وكسر الباء فلم يسمع فيه ذلك فهو أيضا غير قياس ودخل أبو

القاسم نصر بن أحمد الحميري على أبي الحسين بن المثنى في آخر حريق كان في سوق المربد فقال له أبو الحسين بن المثنى يا أبا القاسم ما قلت في حريق المربد قال ما قلت شيئا فقال له وهل يحسن بك وأنت شاعر البصرة والمربد من أجل شوارعها وسوقه من أجل أسواقها ولا تقول فيه شيئا فقال ما قلت ولكني أقول وارتجل هذه الأبيات أتتكم شهود الهوى تشهد فما تستطيعون أن تجحدوا فيا مربديون ناشدتكم على أنني منكم مجهد جرى نفسي صعدا نحوكم فمن أجله احترق المربد وهاجت رياح حنيني لكم وظلت به ناركم توقد ولولا دموعي جرت لم يكن حريقكم أبدا يخمد وفي حديث النبي صلى الله عليه و سلم أن مسجده كان مربدا ليتيمين في حجر معاذ بن عفراء فاشتراه منهما معوذ بن عفراء فجعله للمسلمين فبناه رسول الله صلى الله عليه و سلم مسجدا قال الأصمعي المربد كل شيء حبست فيه الإبل ولهذا قيل مربد النعم بالمدينة وبه سمي مربد البصرة وإنما كان موضع سوق الإبل وكذلك كل ما كان من غير هذا الموضع أيضا إذا حبست فيه الإبل وأنشد الأصمعي يقول أتيت بأبواب القوافي كأنني أصيد بها سربا من الوحش نزعا عواصي إلا ما جعلت وراءها عصا مربد يغشى نحورا وأذرعا قال يعني بالمربد ههنا عصا جعلها معترضة على الباب تمنع الإبل من الخروج سماها مربدا لهذا وهو أنكر ذلك عليه وقيل إنما أراد عصا معترضة على باب المربد فأضاف العصا المعترضة إلى المربد ليس أن العصا مربد
والمربد أيضا موضع التمر مثل الجرين
و مربد النعم موضع على ميلين من المدينة وفيه تيمم ابن عمر
و مربد البصرة من أشهر محالها وكان يكون سوق الإبل فيه قديما ثم صار محلة عظيمة سكنها الناس وبه كانت مفاخرات الشعراء ومجالس الخطباء وهو الآن بائن عن البصرة بينهما نحو ثلاثة أميال وكان ما بين ذلك كله عامرا وهو الآن خراب فصار المربد كالبلدة المفردة في وسط البرية وقدم أعرابي البصرة فكرهها فقال هل الله من وادي البصيرة مخرجي فأصبح لا تبدو لعيني قصورها وأصبح قد جاوزت سيحان سالما وأسلمني أسواقها وجسورها ومربدها المذري علينا ترابه إذا سحجت أبغالها وحميرها فنضحي بها غبر الرؤوس كأننا أناسي موتى نبش عنها قبورها وينسب إليها جماعة من الرواة منهم سماك بن عطية المربدي البصري يروي عن الحسن وأيوب روى عنه حماد بن زيد حديثه في الصحيحين وأبو الفضل عباس بن عبد الله بن الربيع بن راشد مولى بني هاشم المربدي حدث عن عباس بن محمد وعبد الله بن محمد بن شاكر حدث عنه ابن المقري وذكر أنه سمع منه بمربد البصرة والقاضي أبو عمرو القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي البصري قال

السلفي كان ينزل المربد حدث عن أبيه وأبي علي محمد بن أحمد اللؤلؤي وعلي بن إسحاق الماذراني حدث عنه أبو بكر الخطيب ووثقه وتوفي في ذي القعدة سنة 314
المربع بفتح أوله وسكون ثانيه ثم باء موحدة مفتوحة وعين مهملة جبل قرب مكة قال الأبح بن مرة الهذلي أخو ابن خراش لعمرك ساري بن أبي زنيم لأنت بعرعر الثأر المنيم يريد سارية وهو الذي ناداه عمر على المنبر يا سارية الجبل
عليك بنو معاوية بن صخر وأنت بمربع وهم بضيم وقيل مربع موضع بالبحرين عن أبي بكر بن موسى
مربع بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح الباء الموحدة مال مربع بالمدينة في بني حارثة وكان به أطم
مربعة الخرسي أما مربعة فكأنه يراد به الموضع المربع وأما الخرسي فبضم الخاء وراء ساكنة وسين مهملة وهي نسبة إلى خراسان يقال خرسي وخراسي وخراساني عن صاحب كتاب العين وهي محلة في شرقي بغداد فكان الخرسي هذا صاحب شرطة بغداد وأظنه في أيام المنصور
مربعة أبي العباس أيضا ببغداد بين الحربية وباب البصرة متصلة بشارع باب الشام منسوبة إلى أبي العباس الفضل بن سليمان الطوسي أحد النقباء السبعين
مربعة الفرس بضم الفاء وسكون الراء وسين مهملة جمع فارسي ببغداد أيضا متصلة بمربعة أبي العباس وهم قوم أقطعهم المنصور هذا الموضع لما اختط بغداد
مربله بالفتح ثم السكون وباء موحدة ولام مشددة مضمومة وهاء ساكنة هي ناحية من أعمال قبرة بالأندلس
مربوط بالفتح ثم السكون وباء موحدة وآخره طاء مهملة من قرى الإسكندرية
المربوع موضع بنواحي سلمية بالشام
مربولة موضع في شعر امرىء القيس حيث قال عفا شطب من أهله فغرور فمربولة إن الديار تدور فجزع محيلات كأن لم تقم بها سلامة حولا كاملا وقدور
مربيطر بالضم ثم السكون وباء موحدة مفتوحة وياء مثناة من تحت ساكنة وطاء مفتوحة وراء مدينة بالأندلس بينها وبين بلنسية أربعة فراسخ وفيها الملعب وهو إن صح ما ذكروه من أعجب العجائب وذلك أن الإنسان إذا صعد فيه نزل وإذا نزل فيه صعد ينسب إليها قاضيها ابن خيرون المربيطري وسفيان بن العاصي بن أحمد بن عباس بن سفيان بن عيسى بن عبد الكبير بن سعيد الأسدي المربيطري سكن قرطبة يكنى أبا بحر روى عن أبي عمر بن عبد البر الحافظ وأبي العباس العذري وأكثر عنه وعن أبي الليث نصر بن الحسن السمرقندي وأبي الوليد الباجي وغيرهم جماعة وكان من أجلة العلماء وكبار الأدباء من أهل الرواية والدراية سمع الناس منه كثيرا وحدث عنه جماعة ولقيه ابن بشكوال وحدث عنه ومات لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة 520 ومولده سنة 440

مرت بفتح الميم والراء والتاء فوقها نقطتان هي قرية بينها وبين أرمية منزل واحد في طريق تبريز وهي كبيرة ذات بساتين وفي أهلها شجاعة وجماعة
مرتج بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر التاء المثناة من فوق وجيم هكذا ضبطه الحازمي ولم أجد له على هذا اشتقاقا إلا أن يكون من قولهم رتج في منطقه إذا استغلق وهو بعيد من الأماكن فإن ضممت الميم صار من أرتج الخصب إذا عم فلم يغادر موضعا إلا أخصبه واسم الفاعل مرتج وهو موضع قرب ودان وقيل هو في صدر نخلى واد لحسن بن علي بن أبي طالب
المرتاحية من كور مصر البحرية
مرتحوان بالفتح ثم السكون وتاء فوقها نقطتان وحاء مهملة من نواحي حلب
المرتمى بالضم ثم السكون وتاء مثناة من فوقها هو بئر بين القرعاء وواقصة ممرة رشاؤها نيف وأربعون قامة لكنها عذبة قليلة الماء ولها حوض وقباب خراب ثم أحساء بني وهب على خمسة أميال من المرتمى قال أبو صخر الهذلي عفا سرف من جمل فالمرتمى قفر فشعب فأدبار الثنيات فالغمر فخيف منى أقوى خلاف قطينه فمكة وحش من جميلة فالحجر تبدت بأجياد فقلت لصحبتي ءالشمس أضحت بعد غيم أم البدر وأظن هذا المرتمى غير ذلك والله أعلم
مرجانة سفح مرجانة في جبل أروند فيه شعر في أروند ينقل إلى ههنا يا أيها المغتدي نحو الجبال
مرج بالفتح ثم السكون والجيم وهي الأرض الواسعة فيها نبت كثير تمرج فيها الدواب أي تذهب وتجيء وأصل المرج القلق ويقال مرج الخاتم في يدي مرجا إذا قلق وهي في مواضع كثيرة كل مرج منها يضاف إلى شيء أذكره مرتبا على الحروف
مرج الأطراخون بالخاء المعجمة وآخره نون قرب المصيصة
مرج الخطباء موضع بخراسان خطب فيه جماعة من الخطباء فغلب عليه ذلك قال المدائني قدم عبد الله بن عامر بن كريز إلى أبرشهر فامتنعت عليه فشخص عنها فنزل مرج الخطباء وهو على يوم من نيسابور فقال معتق بن قلع العشري أيها الأمير لا تقتلنا بالشتاء فإنه عدو كلب وارجع إلى أبرشهر فإني أرجو أن يفتحها الله عليك فرجع ففتحها عنوة فقال ابن أخي معاوية يفخر بمشورة معتق بالمرج قد مرجوا وارتج أمرهم حتى إذا قلدوه معتقا عتقوا أشار بالأمر والرأي السديد ولم يعيا به فيهم والخير متسق فذاك عمي والأخبار نامية وخير ما حدث الأقوام ما صدقوا
مرج حسين بالثغور الشامية منسوب إلى حسين بن سليم الأنطاكي كانت له به وقعة ونكاية بالعدو فسمي بذلك

مرج الخليج من نواحي ثغر المصيصة
مرج الديباج واد عجيب المنظر نزه بين الجبال بينه وبين المصيصة عشرة أميال
مرج راهط بنواحي دمشق وهو أشهر المروج في الشعر فإذا قالوه مفردا فإياه يعنون وقد ذكر في راهط
مرج الصفر بالضم وتشديد الفاء بدمشق ذكر أيضا قال شهدت قبائل مالك وتغيبت عني عميرة يوم مرج الصفر وقال خالد بن سعيد بن العاصي وقتل بمرج الصفر هل فارس كره النزال يعيرني رمحا إذا نزلوا بمرج الصفر
مرج عذراء بغوطة دمشق ذكر في عذراء
مرج عيون بسواحل الشام
مرج فريش بكسر الفاء والراء المشددة وشين معجمة من الأندلس
مرج القلعة بينه وبين حلوان منزل وهو من حلوان إلى جهة همذان قال سيف وإنما سمي بذلك لأن النعمان بن مقرن حيث سير لقتال من اجتمع بالماهين وهي نهاوند ولما انتهى أهل الكوفة وكانوا من عسكره إلى حلوان
وإياه عنت علية بنت المهدي بقولها وكانت قد خرجت إلى خراسان صحبة أخيها الرشيد فاشتاقت إلى بغداد فكتبت على مضرب أخيها ومغترب بالمرج يبكي لشجوه وقد غاب عنه المسعدون على الحب إذا ما تراءى الركب من نحو أرضه تنشق يستشفي برائحة الركب فلما وقف عليه الرشيد قال حنت علية إلى الوطن وأمرها بالرجوع إلى بغداد
مرج الموصل ويعرف بمرج أبي عبيدة عن جانبها الشرقي موضع بين الجبال في منخفض من الأرض شبيه بالغور فيه مروج وقرى ولاية حسنة واسعة وعلى جباله قلاع قيل إنما سمي بالمرج لأن خيل سليمان بن داود عليهما السلام كانت ترعى فيه فرجعت إليه خصبة فدعا للمرج أن يخصب إذا أجدبت البلاد وهو كذلك ينسب إليه أبو القاسم نصر بن أحمد بن محمد بن الخليل المرجي سكن بعض آبائه الموصل وولد أبو القاسم بها يروي عن أبي يعلى الموصلي وغيره روى عنه جماعة آخرهم أحمد بن عبد الباقي بن طوق
مرج بني هميم بالصعيد من مصر شرقي النيل يسكنه قبيلة من العرب أظنها من بلي
مرج قرابلين على مرحلة من همذان في جهة أصبهان كانت به عدة وقائع للسلجوقية
مرج الضيازن بالجزيرة قرب الرقة منسوب إلى الضيزن بن معاوية بن الإحرام بن سعد بن سليح صاحب الحضر وهو الذي قتله سابور ذو الأكتاف كما ذكرناه في الحضر قال عبيد الله بن قيس الرقيات فقلت لهما سيري ظعين فلن تري بعينك ذلا بعد مرج الضيازن وسيري إلى القوم الذين أبوهم بمكة يغشى بابه والبراشن وقال أيضا لن تري بعد مرج آل أبي الضي زن ضيما وإن أفاد حنينا

مرج عبد الواحد بالجزيرة قال أحمد بن يحيى بن جابر قال أبو أيوب الرقي سمعت أن عبد الواحد الذي نسب المرج إليه عبد الواحد بن الحارث بن الحكم بن العاصي وهو ابن عم عبد الملك بن مروان كان على المرج فجعله حمى للمسلمين وهو الذي مدحه القطامي فقال أهل المدينة لا يحزنك شأنهم إذا تخطاك عبد الواحد الأجل وقيل كان حمى للمسلمين قبل أن يبنى الحدث وزبطرة فلما بنيا استغني عنه فضمه الحسين الخادم إلى الأحراز أيام الرشيد ثم وثب الناس عليه فغلبوا على مزارعه حتى قدم عبد الله بن طاهر إلى الشام فرده إلى الضياع
مرجبى ناحية بين الري وقزوين ذات قرى كثيرة وعمارة ونبت كثير وفيها قلعة حصينة شهيرة وأهلها يسمونها مركبويه وتكتب في الديوان كما كتبناه
مرجح في حديث الهجرة بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر الجيم والحاء مهملة قال ابن إسحاق ثم سلك بهما الدليل من محاج إلى مرجح محاج ثم تبطن بهما في مرجح من ذي العضوين قال المكشوح المرادي وكان عمرو بن أمامة وهو ابن المنذر بن ماء السماء الملك نزل على مراد مراغما لأخيه عمرو بن هند فتجبر عليهم فقتله المكشوح فقال نحن قتلنا الكبش إذ ثرنا به بالخل من مرجح إذ قمنا به بكل سيف جيد يعصى به يختصم الناس على اغترابه وقال قيس بن مكشوح لعمرو بن معدي كرب كلا أبوي عم وخال كما بينته للمجد نام وأعمامي فوارس يوم لحج ومرجح إن شكوت ويوم شام
مرجم بالكسر ثم السكون وجيم مفتوحة موضع في بلاد بني ضمرة قال كثير أفي رسم أطلال بشطب فمرجم دوارس لما استنطقت لم تكلم وقال فيروز الديلمي هاجتك دمنة منزل بين المراض فمرجم وكأنما نسج التراب سفا الرياح بمعلم
مرحب هو صنم كان بحضرموت وكان سادنه ذا مرحب وبه سمي ذا مرحب
ومرحب طريق بين المدينة وخيبر ذكره في المغازي قال الراوي في غزوة خيبر إن الدليل انتهى برسول الله صلى الله عليه و سلم إلى موضع له طريق إلى خيبر فقال يا رسول الله إن لها طرقا تؤتى منها كلها فقال صلى الله عليه و سلم سمها لي وكان صلى الله عليه و سلم يحب الفأل والاسم الحسن ويكره الطيرة والاسم القبيح فقال الدليل لها طريق يقال له حزن قال لا نسلكها قال لها طريق يقال له شاس قال لا نسلكها فقال لها طريق يقال له حاطب قال لا نسلكها قال بعض رفقائهم ما رأيت كالليلة أسماء أقبح من أسماء سميت لرسول الله قال لها طريق واحدة ولم يبق غيرها يقال لها مرحب قال صلى الله عليه و سلم نعم أسلكها فقال عمر رضي الله عنه ألا سميت هذه الطريق أول مرة
مرحض من مخاليف اليمن

مرجيق بالضم ثم السكون وكسر الجيم وياء تحتها نقطتان ساكنة وقاف حصن من أعمال أكشونية بالأندلس قال ابن بشكوال محمد بن عبد الواحد بن علي بن سعيد بن عبد الله من أهل مرجيق من المغرب يكنى أبا عبد الله أخذ عن القاضي أبي الوليد كثيرا من روايته وتآليفه وصحبه واختص به وكان من أهل العلم والمعرفة والفهم عالما بالأصول والفروع واستقضى بإشبيلية وحمدت سيرته ولم يزل يتولى القضاء بها إلى أن توفي سنة 305
مرحيا بفتح أوله وثانيه والحاء مهملة مفتوحة أيضا وياء تحتها نقطتان مشددة وألف مقصورة من المرح وهو البطر والفرح رواه الخارزنجي بكسر الحاء بوزن برديا اسم موضع في بلاد العرب قال رعت مرحيا في الخريف وعادة لها مرحيا كل شعبان تخرف
مرخة بلد باليمن له عمل ورستاق ومن نواحيه أوله عيرة لبني لقيط من صداء التختاخة واد كثير النخل والعلوب لبني شداد المكا لبني شداد المديد لبني سليم من صداء حوزة والحجر الحرساء لبني مغامر من حمير
المرختان تثنية المرخة بالخاء المعجمة وهي واحدة المرخ شجر كثير النار اسم موضع في أخبار هذيل خرج منها عمرو بن خويلد الهذلي في نفر من قومه يريدون بني عضل وهم بالمرخة القصوى اليمانية حتى قدم أهلا له من بني قريم بن صاهلة وهم بالمرخة الشامية فهاتان مرختان كما هناك نخلتان اليمانية والشامية
مرخ بالفتح ثم السكون وخاء معجمة واد باليمن واحد الذي قبله موضع ذكره بعض الأعراب فقال من كان أمسى بذي مرخ وساكنه قرير عين لقد أصبحت مشتاقا أرى بعيني نحو المشرق كل ضحى دأب المقيد منى النفس إطلاقا وقال كثير بعزة هاج الشوق فالدمع سافح مغان ورسم قد تقادم ماصح بذي المرخ من ودان غير رسمها ضروب الندى ثم اعتفتها البوارح قالوا في شرحه ذو المرخ من الحوراء وهو في ساحل البحر قرب ينبع
مرخ بالتحريك والخاء معجمة وذو مرخ هو واد بين فدك والوابشية خضر نضر كثير الشجر قال فيه الحطيئة في رواية بعضهم ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ زغب الحواصل لا ماء ولا شجر وذكر الزبير في كتاب العقيق بالمدينة قال هو مرخ وذو مرخ وأنشد لأبي وجزة يقول واحتلت الجو فالأجزاع من مرخ فما لها من ملاحاة ولا طلب وقال الحفصي في كتابه الخارجة قرية لبني يربوع باليمامة وفيها يمر ذو مرخ وفيها يقول الحطيئة وذكر البيت والرواية المشهورة بذي أمر وقد ذكر وأظن الوادي قرب فدك هوذو مرخ بسكون الراء
مرداء بفتح أوله وسكون ثانيه ودال مهملة والمد يجوز أن يكون مفعالا من الرد وهو الهلاك ويجوز أن يكون فعلاء قال الأصمعي أرض مرداء وجمعها مرادي وهي رمال منبطحة لا نبت فيها ومنه قيل للغلام أمرد وهو موضع بهجر وقال

ابن السكيت مرداء هجر رملة دونها لا تنبت شيئا قال الراجز هلا سألتم يوم مرداء هجر وقال فليتك حال البحر دونك كله ومن بالمرادي من فصيح وأعجم والمرادي ههنا جمع مرداء هجر وقال أبو النجم هلا سألتم يوم مرداء هجر إذ قاتلت بكر وإذ فرت مضر مرداء مضر أيضا قرية كان بها يوم بين أبي فديك الخارجي وأمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد ففر أمية أقبح فرار
ومردا أيضا قرية قرب نابلس إلا أن هذه لا يتلفظ بها إلا بالقصر
مردان بالفتح وآخره نون فعلان والمرد ثمر الأراك قبل أن ينضج قال ابن إسحاق وكانت مساجد رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما بين المدينة وتبوك معلومة مسماة مسجد تبوك ومسجد ثنية مردان وذكر الباقي
المردات هو المرداء الذي قبله سواء في المعنى إلا أن أبا عمرو رواه هكذا قال عامر بن الطفيل وإنك لو رأيت أميم قومي غداة قراقر لنعمت عينا وهن خوارج من حي كلب وقد شفي الحزازة واشتفينا وقد صبحن يوم عويرضات قبيل الشرق باليمن الحصينا وبالمردات قد لاقين غنما ومن أهل اليمامة ما بغينا
المردمة بالفتح ثم السكون ودال مفتوحة وميم وبعدها هاء هو اسم المكان من ردم الحائط بردمه إذا سده مثل المشرقة والمغربة وهو جبل لبني مالك بن ربيعة بن أبي بكر بن كلاب أسود عظيم ويناوحه سواج ودارة المردمة ذكرت وقال أبو زياد مما يذكر من بلاد أبي بكر بن كلاب مما فيه مياه وجبال المردمة وهي بلاد واسعة وفيها جبلان يسميان الأخرجين
مر بالفتح ثم التشديد والمر والممر والمرير الحبل الذي قد أحبك فتله وأنشد ابن الأعرابي ثم شددنا فوقه بمر ويجوز أن يكون منقولا من الفعل من مر يمر ثم صير اسما وذكر عبد الرحمن السهيلي في اشتقاقه شيئا عجيبا قال وسمي مرا لأنه في عرق من الوادي من غير لون الأرض شبه الميم المدورة بعدها راء خالفت كذلك ويذكر عن كثير أنه قال سميت مرا لمرارتها قال ولا أدري ما صحة هذا
ومر الظهران ويقال مر ظهران موضع على مرحلة من مكة له ذكر في الحديث وقال عرام مر القرية والظهران هو الوادي وبمر عيون كثيرة ونخل وجميز وهو لأسلم وهذيل وغاضرة قال أبو صخر الهذلي يصف سحابا وأقبل مرا إلى مجدل سياق المقيد يمشي رسيفا أي استقبل مرا قال الواقدي بين مر وبين مكة خمسة أميال ويقال إنما سميت خزاعة بن حارثة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن الغطريف من الأزد لأنهم تخزعوا من ولد عمرو بن عامر حين أقبلوا من مأرب يريدون الشام فنزلوا بمر

الظهران أقاموا بها أي انقطعوا عنهم قال عون بن أيوب الأنصاري الخزرجي في الإسلام فلما هبطنا بطن مر تخزعت خزاعة منا في حلول كراكر حمت كل واد من تهامة واحتمت بصم القنا والمرهفات البواتر خزاعتنا أهل اجتهاد وهجرة وأنصارنا جند النبي المهاجر وسرنا إلى أن قد نزلنا بيثرب بلا وهن منا وغير تشاجر وسارت لنا سيارة ذات منظر بكوم المطايا والخيول الجماهر يرومون أهل الشام حتى تمكنوا ملوكا بأرض الشام فوق المنابر أولاك بنو ماء السماء توارثوا دمشق بملك كابرا بعد كابر وقال عمر بن أبي ربيعة أباكرة في الظاعنين رميم ولم يشف متبول الفؤاد سقيم عشية رحنا ثم راحت كأنها غمامة دجن تنجلي وتغيم فقلت لأصحابي انفروا إن موعدا لكم مر فليرجع علي حكيم رميم التي قالت لجارات بيتها ضمنت ولكن لا يزال يهيم ضمنت ولكن لا يزال كأنه لطيف خيال من رميم غريم وقالت له مستنكر أن تزورنا وتشريف ممشانا إليك عظيم وقال أبو عبد الله السكوني مر ماءة لبني أسد بينها وبين الخوة يوم شرقي سميراء وقال العجير السلولي يرثي ابن عم له يقال له جابر بن زيد وكان كريما مفضالا قال فيه العجير إن ابن عمي لابن زيد وإنه لبلال أيدي جلة الشول بالدم وكان الناس يقولون لابن زيد ما لك لا تكثر إبلك يا ابن زيد فيقول إن العجير لم يدعها أن تكثر وكان ينحرها ويطعمها للناس لأجل ما قال فيه العجير ثم سافر ابن زيد فمات بمكان يقال له مر فقال العجير يرثيه تركنا أبا الأضياف في ليلة الدجى بمر ومردى كل خصم يناضله ثوى ما أقام العيكتان وعريت دقاق الهوادي محدثات رواحله أخو سنوات يعلم الجوع أنه إذا ما تبيا أرجل القوم قاتله خفاف كنصل المشرفي وقد عدا على الحي حتى تستقر مراجله ترى جازريه بين عيدان ناره عليها عداميل الهشبم وصامله يحزان ثنيا خيرها عظم جاره بصير به لم تعد عنه مشاغله إذا القوم أموا بيته طلب القرى لأحسن ما ظنوا به فهو فاعله فتى ليس لابن العم كالذئب إن رأى بصاحبه يوما دما فهو آكله لسانك خير وحده من قبيلة وما عد بعدا في الفتى فهو فاعله

سوى البخل والفحشاء واللؤم إنه أبت ذلكم أخلاقه وشمائله تبيا أي تبوأ أي تخير وتبيا لغة سلول وخثعم وأهل تلك النواحي
مر بالضم بلفظ المر ضد الحلو واد في بطن إضم وقيل هو بطن إضم كذا ضبطه الحازمي
والمر أيضا أرض بالنجد من بلاد مهرة بأقصى اليمن
مرز بالفتح ثم السكون وزاي والمرز القرص بأطراف الأصابع برفق ليس بالأظفار قال العمراني هي قرية معروفة وإليها ينسب المرزي من المحدثين
المرزى بالفتح والزاي بعد الراء قرية بالبحرين يصلى فيها يوم العيد وهي رملة لبني محارب
مرزنكى بعد الراء الساكنة زاي مفتوحة ثم نون ساكنة وكاف
مرزوها بليدة بالديلم بها كان الحسن بن فيروزان صاحب جرجان تارة مع آل بويه وتارة مع الجيل وتارة مع آل سامان
مرس بالتحريك والسين مهملة موضع بالمدينة في نونية ابن مقبل والمرس الحبل والمرس شدة العلاج ينسب إليه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن القاسم بن إسماعيل العلوي المرسي المديني روى عن أبيه عن جده قال ابن مقبل واشتقت القهب ذات الخرج من مرس شق المقاسم عنه مدرع الردن وقالوا في تفسيره قال خالد الخرج ببلاد اليمامة ومرس لبني نمير
مرست بفتح أوله وثانيه وسين مهملة ساكنة إحدى القرى الخمس ببنج ده ينسب إليها أبو سعيد عثمان بن علي بن شرف بن أحمد المرسي من أهل بنج ده كان فقيها فاضلا سمع من أستاذه القاضي حسين وأبي مسعود محمد بن عبد الله الحافظ وغيرهما وانقطع إلى العبادة إلى أن توفي سنة 256 ببنج ده ومولده سنة 534
مرسى الخرز بالفتح ثم السكون والسين مهملة والقصر وأصله مفعل من رست السفينة إذا ثبتت والموضع مرسى والخرز بفتح الخاء المعجمة والراء ثم الزاي واحدته خرزة موضع معمور على ساحل إفريقية بينه وبين بونة ثلاثة أيام منه يستخرج المرجان يجتمع التجار فيستأجرون أهل تلك المواضع على استخراجه من قعر البحر وليس في ذلك على مستخرجه مشقة ولا لسلطان فيه حصة فإنه يتخذ لاستخراجه صليب من خشب طوله قدر الذراع ثم يشد في طول ذلك الصليب حجر ويشد فيه حبل ويركب صاحبه في قارب ويبعد عن الساحل قدر نصف فرسخ وفي قعر تلك المسافة ينبت المرجان فيرسل ذلك الصليب في الماء إلى أن ينتهي إلى القرار ثم يمر بالقارب ذراعايمينا وشمالا ومستديرا إلى أن يعلق المرجان في ذوائب الصليب ثم يقتلعه بقوة ويرقيه إليه فيخرج وقد علق في ذلك الصليب جسم مشجر إلى القصر ما هو أغبر القشر فإذا حل عنه قشره خرج أحمر اللون فتفصله الصناع
مرسى الدجاج بينها وبين أشير أربعة أيام وهي مدينة قد أحاط بها البحر من ثلاث نواح وقد ضرب بسور من الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية ومن هناك يدخل إليها وأسواقها ومسجد جامعها من داخل ذلك السور له باب واحد ولها مرفأ غير مأمون لضيقه يسكنها الأندلسيون وقبائل من كتامة

وبشرقيها مدينة بني جناد وهي أصغر منها
مرسى الزيتونة من نواحي إفريقية بينه وبين ميلة يوم واحد
مرسى علي مدينة على سواحل جزيرة صقلية
المرسلية من مياه بني كليب بن يربوع باليمامة أو ما يقاربها عن محمد بن إدريس بن أبي حفصة
مرسية بضم أوله والسكون وكسر السين المهملة وياء مفتوحة خفيفة وهاء وهو من الذي قبله مدينة بالأندلس من أعمال تدمير اختطها عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان وسماها تدمير بتدمر الشام فاستمر الناس على اسم موضعها الأول وهي ذات أشجار وحدائق محدقة بها وبها كان منزل ابن مردنيش وانعمرت في زمانه حتى صارت قاعدة الأندلس وإليها ينسب أبو غالب تمام بن غالب اللغوي المرسي يعرف بابن البناء صنف كتابا كبيرا في اللغة
مرشانة بالفتح ثم السكون وشين معجمة وبعد الألف نون مدينة من أعمال قرمونة بالأندلس ينسب إليها أحمد بن سيد الخبير بن داود بن أبي داود أبو عمر سمع بقرطبة من وهب بن مسرة الحجازي وكان معتنيا بالمسائل عاقدا للوثائق توفي بمرشانة سنة 736 وغيره
مرصفا بالفتح ثم السكون وصاد مهملة وفاء مقصورة قرية كبيرة في شمالي مصر قرب منية غمر نسب إليها قوم من أهل العلم
المرعدة من مياه عمرو بن كلاب عن أبي زياد
مرعش بالفتح ثم السكون والعين مهملة مفتوحة وشين معجمة مدينة في الثغور بين الشام وبلاد الروم لها سوران وخندق وفي وسطها حصن عليه سور يعرف بالمرواني بناه مروان بن محمد الشهير بمروان الحمار ثم أحدث الرشيد بعده سائر المدينة وبها ربض يعرف بالهارونية وهو مما يلي باب الحدث وقد ذكرها شاعر الحماسة فقال فلو شهدت أم القديد طعاننا بمرعش خيل الأرمني أرنت عشية أرمي جمعهم بلبانه ونفسي وقد وطنتها فاطمأنت ولاحقة الآطال أسندت صفها إلى صف أخرى من عدى فاقشعرت وبلغني عنها في عصرنا هذا شيء استحسنته فأثبته وذلك أن السلطان قلج أرسلان بن سلجوق الرومي كان له طباخ اسمه إبراهيم وكان قد خدمه منذ صباه سنين كثيرة وكان حركا وله منزلة عنده فرآه يوما واقفا بين يديه يرتب السماط وعليه لبسة حسنة ووسطه مشدود فقال له يا إبراهيم أنت طباخ حتى تصل إلى القبر فقال له هذا بيدك أيها السلطان فالتفت إلى وزيره وقال له وقع له بمرعش وأحضر القاضي والشهود لأشهدهم على نفسي بأني قد ملكته إياها ولعقبه بعده ففعل ذلك وذهب فتسلمها وأقام بها مدة ثم مرض مرضا صعبا فرحل إلى حلب ليتداوى بها فمات بها فصارت إلى ولده من بعده فهي في يدهم إلى يومنا هذا
المرغابان بالفتح ثم السكون وغين معجمة وبعد الألف باء موحدة وآخره نون تثنية مرغاب وأكثر ما يقال بالياء مرغابين أجري مجرى نصيبين وهو اسم علم موضوع لنهر بالبصرة عن الأزهري
مرغاب بالغين معجمة وآخره باء موحدة قرية من قرى هراة ثم من قرى مالين قال أبو سعد في

التحبير محمد بن خلف بن يوسف بن محمد الأديب الصوفي أبو عبد الله الهروي كان قد سكن قرية مرغاب سمع أبا عمر عبد الواحد بن أحمد المليحي أجاز للسمعاني سمع منه ابن الوزير الدمشقي في المحرم سنة 035
والمرغاب اسم نهر بمرو الشاهجان والمرغاب نهر بالبصرة قال البلاذري وحفر بشير بن عبيد الله بن أبي بكرة المرغاب وسماه باسم مرغاب مرو وكانت القطيعة التي فيها المرغاب لهلال بن أحوز المازني أقطعه إياها يزيد بن عبد الملك وهي ثمانية عشر ألف جريب فحفر بشير المرغاب والسواقي والمعترضات بالتغلب وقال هذه قطيعة لي وخاصمه حميري بن هلال فكتب خالد بن عبد الله القسري إلى مالك بن المنذر بن الجارود وهو على أحداث البصرة أن خل بين حميري وبين المرغاب وأرضه وذلك أن بشيرا شخص إلى خالد وتظلم إليه فقبل قوله وكان عمرو بن يزيد الأسيدي يعنى بحميري ويعينه فقال لمالك بن المنذر ليس هذا خل إنما هو حل بين حميري وبين المرغاب وذكر عن بشير بن عبيد الله بن أبي بكرة أنه قال لسالم بن قتيبة لا تخاصم فإنها تضع الشرف وتنقص المروءة فقام وصالح خصماءه ثم رآه يخاصم فقال له ما هذا يا بشير تنهاني عن شيء وتفعله فقال له بشير ليس هذا ذاك هذه المرغاب ثمانية عشر ألف جريب الخصومة فيها شرف
مرغبان بالفتح ثم السكون وغين معجمة ثم باء موحدة قرية من قرى كس ينسب إليها أبو عمرو محمد بن أحمد بن أبي النجوي الحسن بن أحمد بن الحسن المروزي المرغباني من أهل مرو سكن مرغبان فنسب إليها سمع أبا العباس الغداني وأبا الفضل الخلادي وأزهر بن أحمد السرخسي سمع منه جماعة وتوفي بعد سنة 034
مرغبون بالباء الموحدة وآخره نون قرية من قرى بخارى
مرغريطة بالفتح ثم السكون وغين معجمة وراء مكسورة وياء ساكنة وطاء مهملة حصن من أعمال جيان بالأندلس
مرغة بالفتح ثم السكون وغين معجمة والمرغة الروضة والعرب تقول تمرغنا أي تنزهنا وهو موضع بينه وبين مكة بريدان في طريق بدر
مرغينان بالفتح ثم السكون وغين معجمة مكسورة والياء ساكنة ونون وآخره نون أخرى بلدة بما وراء النهر من أشهر البلاد من نواحي فرغانة خرج منها جماعة من الفضلاء
مرفض الحبي
مرفق بالضم ثم السكون والفاء مكسورة وقاف موضع في قوله وقد طالعتنا يوم روضة مرفق برود الثنايا بضة المتجرد
المرقب بالفتح ثم السكون والقاف وباء موحدة وهو اسم الموضع الذي يرقب فيه بلد وقلعة حصينة تشرف على ساحل بحر الشام وعلى مدينة بلنياس قال أبو غالب همام بن المهذب المعري في تاريخه وفي سنة 454 فيها عمر المسلمون الحصن المعروف بالمرقب بساحل جبلة وهو حصن يحدث كل من رآه أنه لم ير مثله وأجمع رأي أصحابه على الحيلة بالروم فباعوهم الحصن بمال عظيم وبعثوا شيخا منهم وولديه رهينة إلى أنطاكية على قبض المال وتسليم النصن فلما قبضوا المال وقدم عليهم نحو ثلاثمائة لتسلم الحصن قتلوهم وأسروا آخرين كثيرين فباعوهم أنفسهم بمال آخر ثم فدوا ذلك الشيخ وولديه بمال يسير

وحصل المسلمون على الحصن والمال وقال يزيد بن معاوية يذكره طرقتك زينب والركاب مناخة بجنوب خبت والندى يتصبب بثنية العلمين وهنا بعدما خفق السماك وجاورته العقرب فتحية وسلامة لخيالها ومع التحية والسلامة مرحب أنى اهتديت ومن هداك وبيننا فلج فقلة منعج فالمرقب وزعمت أهلك يمنعونك رغبة عني فأهلي بي أضن وأرغب في أبيات قال الحفصي بحذاء الحفيرة قرية باليمامة جبل يقال له المرقب
المرقبة بالفتح ثم السكون وقاف وباء جبل كان فيه رقباء هذيل بين يسوم والضهيأتين
المرقدة بالضم والسكون وكسر القاف من الرقاد اسم ماء في جبل قال الأصمعي ومن مياه أبي بكر بن كلاب في أعالي نجد المرقدة
مرق بالتحريك قرية كبيرة على طريق نصيبين من الموصل تنزلها القوافل بينها وبين الموصل يومان
وبئر مرق بالمدينة ذكر في حديث الهجرة ويروى بسكون الراء
مرقية بفتح أوله وثانيه وكسر القاف والياء مشددة قلعة حصينة في سواحل حمص كانت خربت فجددها معاوية ورتب فيها الجند وأقطعهم القطائع وفي تاريخ دمشق إبراهيم بن هبة الله بن إبراهيم أبو إسحاق القرشي الطرابلسي المرقاني قدم دمشق وحدث بها عن أبي جعفر أحمد بن كليب الطرسوسي روى عنه عبد العزيز الكيال وأبو سعد إسماعيل بن علي بن لؤي السمان وأبو الحسن الحنائي وما أظنه منسوبا إلا إلى مرقية هذه
مركلان بالفتح ثم السكون وآخره نون والركل الضرب بالرجل والركل الكراث وهو موضع عن ابن دريد
مركوب واد خلف يلملم أعلاه لهذيل وأسفله لكنانة وهو محرم أهل اليمن
مركوز جبل في شعر الراعي قال يصف نساء وسرب نساء لو رآهن راهب له ظلة في قلة ظل رانيا جوامع أنس في حياء وعفة يصدن الفتى والأشمط المتناهيا بأعلام مركوز فعنز فغرب مغاني أم الوبر إذ هي ما هيا
مركه بالفتح ثم السكون وكاف مدينة بالزنجبار لبربر السودان وليس ببربر المغرب
مركيش حصن من أعمال إشبيلية عن ابن دحية حجاج بن محمد بن عبد الملك بن حجاج اللخمي المركيشي من أهل إشبيلية يكنى أبا الوليد له رحلة إلى المشرق روى فيها عن أبي الحسن القابسي والراودي والرادعي وكان له عناية بالحديث وعلومه ومات في شعبان سنة 924 عن اثنتين وستين سنة قاله ابن بشكوال
مرماجنة بالفتح ثم السكون وبعد الألف جيم ونون مشدد قرية بإفريقية لهوارة قبيلة من البربر عن أبي الحسن الخوارزمي وقال المهلبي بين مرماجنة والأربس مرحلة

المرمى بكسر الميم مقصور بلد من ناحية ذمار باليمن
مرمى مدينة بين جبل نفوسة وزويلة قال البكري ومن أراد المسير من جبل نفوسة إلى مدينة زويلة فإنه يخرج إلى مدينة جادو ثم يسير ثلاثة أيام في صحراء ورمال إلى موضع يسمى تيرا وهو في سفح جبل فيه آبار كثيرة ونخيل ثم يصعد في ذلك الجبل فيمشي في صحراء مستوية نحو أربعة أيام لا يجد ماء ثم ينزل على بئر تسمى أو درب ومن هناك يلقى جبالا شامخة تسمى تارغين يسير فيها الذاهب ثلاثة أيام حتى يصل إلى بلد يسمى مرمى فيه نخيل كثيرة يسكنه بنو قلدين وفزانة وعندهم غريبة وهي أن السارق إذا سرق عندهم كتبوا كتابا يتعارفونه فلا يزال السارق يضطرب في موضعه لا يسكن عنه ذلك ولا يفتر حتى يقر ويرد ما أخذ ولا يسكن عنه ما به حتى يمحى ذلك الخط ويسير من هذا البلد إلى بلد يسمى سباب يومين وهو كثير النخل يزدرعون النيل ثم يسير في صحراء ذات رمل رقيق يوما إلى زويلة
مرمل مخلاف باليمن منه خرجت النار التي أحرقت الجنة التي ذكرها الله في كتابه
مرند بفتح أوله وثانيه ونون ساكنة ودال من مشاهير مدن أذربيجان بينها وبين تبريز يومان قد تشعثت الآن وبدأ فيها الخراب منذ نهبها الكرج وأخذوا جميع أهلها قال بطليموس طولها ثلاث وسبعون درجة وسدس وعرضها سبع وثلاثون درجة وربع قال البلاذري كانت مرند قرية صغيرة فنزلها جليس أبو البعيث ثم حصنها البعيث ثم ابنه محمد بن البعيث وبنى بها محمد قصرا وكان قد خالف في خلافة المتوكل فحاربه بغا الصغير حتى ظفر به وحمله إلى سر من رأى وهدم حائط مرند وذلك القصر وكان البعيث هذا من ولد عتيب بن عمرو بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة ويقال عتيب بن أسلم بن جذام ويقال عتيب بن عوف بن سنان والعتبيون يقولون ذلك وينسب إليها كثير من العلماء منهم محمد بن عبد الله بن بندار بن عبد الله بن محمد بن كاكا أبو عبد الله المرندي حدث بدمشق سنة 334 عن الدارقطني وابن شاهين وأبي حفص الكناني وغيرهم روى عنه عبد العزيز الكناني وأبو القاسم بن أبي العلاء وأبو الحسن علي بن الحسن بن حرور وغيرهم وأبو الوفاء خليل بن أحمد المرندي حدث عن أبي بصير محمد بن محمد الزينبي سمع منه أبو بكر وقال توفي سنة 621 وأبو عبد الله محمد بن موسى المرندي وراق أبي نعيم الجرجاني سمعب إبراهيم بن الحسين الهمداني سمع منه شيوخ قزوين وأثنوا عليه منهم محمد بن أبي الخليل عبد الرحمن بن أبي حاتم وقال كتبت عليه أكثر من خمسمائة جزء
مروان هو فعلان من المرو وهو حجارة بيضاء براقة تكون فيها النار اسم جبل وقال ابن موسى أحسبه بأكناف الربذة وقيل جبل وقيل حصن وكان مالكه الشليل جد جرير بن عبد الله البجلي صاحب النبي صلى الله عليه و سلم وقال عمرو بن الخثارم البجلي ينتمي إلى معد في قصة لقد فرقتم في كل قوم كتفريق الإله بني معد وكنتم حول مروان حلولا جميعا أهل مأثره ومجد ففرق بينكم يوم عبوس من الأيام نحس غير سعد

المروان تثنية مرو يراد به مرو الشاهجان ومرو الروذ قال الشاعر يرثي يزيد بن المهلب أبا خالد ضاعت خراسان بعدكم وقال ذوو الحاجات أين يزيد فما لسرور بعد فقدك بهجة ولا لجواد بعد جودك جود فلا قطرت بالري بعدك قطرة ولا اخضر بالمروين بعدك عود
المروت بالفتح ثم التشديد والضم وسكون الواو وتاء مثناة إن كانت منتقلا فمن المروت جمع المرت وهي الأرض التي لا تنبت شيئا وإلا فهو مرتجل وهو اسم نهر وقيل واد بالعالية كانت به وقعة بين تميم وقشير قال سرت من لوى المروت إلى آخره وقال الحازمي المروت من ديار ملوك غسان وموضع آخر قرب النباج من ديار بني تميم به كانت الواقعة التي قتل فيها بجير بن عبد الله بن عكبر بن سلمة بن قشير قتله قعنب بن الحارث بن عمرو بن همام بن يربوع وهزموا جيشه وأسروا أكثرهم وقال أوس بن بجير يرثي أباه لعمر بني رياح ما أصابوا بما احتملوا وعيرهم السقيم بقتلهم امرأ قد أنزلته بنو عمرو وأوهته الكلوم فإن كانت رياحا فاقتلوها وآل بجيلة الثأر المنيم فإنهم على المروت قوم ثوى برماحهم ميت كريم وحدث ابن سلام قال قال جرير بالكوفة قد قادني من حب ماوية الهوى وما كانت ألقى للحبيبة أقودا أحب ثرى نجد وبالغور حاجة أغار الهوى يا عبد قيس وأنجدا أقول له يا عبد قيس صبابة بأي ترى مستوقد النار أوقدا فقال أراها أرثت بوقودها بحيث استفاض الجزع شيحا وغرقدا فأعجب أهل الكوفة بهذه الأبيات فقال جرير كأنكم بابن القين قد قال أعد نظرا يا عبد قيس فإنما أضاءت لك النار الحمار المقيدا فلم يلبثوا أن جاءهم قول الفرزدق يقول هذا البيت وبعده حمار بمروت السخامة قاربت وظيفيه حول البيت حتى ترددا كليبية لم يجعل الله وجهها كريما ولم يسنح لها الطير أسعدا فتناشد الناس هذه الأبيات وعجبوا من اتفاقهما فقال الفرزدق كأنكم بابن المراغة قد قال وما عبت من نار أضاء وقودها فراسا وبسطام بن قيس مقيدا وأوقدت بالسيدان نارا ذليلة وأشهدت من سوآت جعثن مشهدا فكان هذا من أعجب ما اتفقا عليه
المروحة موضع بالسواد كانت فيه وقائع بين المسلمين والفرس وهي وقعة قس الناطف ويقال لها المروحة

أيضا لأن قس الناطف على شاطىء الفرات الشرقي والمروحة على شاطئها الغربي
المرود بالفتح ثم التشديد والضم وسكون الواو ودال مهملة موضع بين الجحفة وودان من ديار بني ضمرة من كنانة وهناك رابغ
مروذ بالفتح ثم التشديد والضم وسكون الواو وذال معجمة وهو مدغم من مرو الروذ هكذا يتلفظ به جميع أهل خراسان
مروراة بالفتح الكلام فيه مثل الكلام في قرورى إلا أن في آخلا هذا ياء ومرورات بالتاء كأنه جمع مرورة وليس في الكلام مثل هذا البناء وهو مما ضعفت فيه العين واللام فهو فعلعلة مثل صمحمحة والألف فيه منقلبة عن ياء أصلية وهو قول سيبويه جعل مثل شجوجاة وأبطل أن يكون من باب عقوقل وقال ابن السراج في قطوطاة هو مثل مروراة فهو فعوعل مثل عقوقل وقال سيبويه فيه إنه من باب صمحمحة فالياء زائدة على قول ابن السراج ووزنه عنده فعوعلة موضع كان فيه يوم المروراة ظفر فيه ذبيان ببني عامر قال زهير تربص فإن تقو المروراة منهم وداراتها لا تقو منهم إذا نخل بلاد بها نادمتهم وألفتهم فإن تقويا منهم فإنهم بسل
مرو الروذ المرو الحجارة البيض تقتدح بها النار ولا يكون أسود ولا أحمر ولا تقتدح بالحجر الأحمر ولا يسمى مروا والروذ بالذال المعجمة هو بالفارسية النهر فكأنه مرو النهر وهي مدينة قريبة من مرو الشاهجان بينهما خمسة أيام وهي على نهر عظيم فلهذا سميت بذلك وهي صغيرة بالنسبة إلى مرو الأخرى خرج منها خلق من أهل الفضل ينسبون مروروذي ومروذي ومات المهلب بن أبي صفرة بمرو الروذ فقال نهار بن توسعة ألا ذهب الغزو المقرب للغنى ومات الندى والعرف بعد المهلب أقاما بمرو الروذ رهن ثوائه وقد حجبا عن كل شرق ومغرب وينسب إليها من المتأخرين أبو بكر خلف بن أحمد بن أبي أحمد بن محمد بن متويه المرو الروذي وأخوه أبو عمرو الفضل كانا من أهل الفضل والحديث مات خلف في رجب سنة 056 ذكره أبو سعد في التحبير وقال أجاز لي ومن الأعيان الأكابر المتقدمين القاضي أبو حامد أحمد بن عامر بن يسر المرو الروذي من كبار أصحاب الشافعي نزل البصرة ودرس بها وشرح كتاب المزني وكان من أكابر الأعيان وأفراد العلماء توفي سنة 362 وأبو بكر أحمد بن محمد بن صالح بن حجاج المروذي صاحب أحمد بن حنبل قيل كان خوارزميا وأمه مروذية وهو مقدم أصاب أحمد بن حنبل وكان يأنس به وينبسط إليه خرج إلى الغزو وشيعه الناس إلى سامرا فجعل يردهم ولا يرجعون قال فحزروا بسامرا سوى من رجع من دونها نحو خمسين ألف إنسان فقيل له يا أبا بكر أحمد الله هذا علم قد نشر لك فبكى وقال هذا العلم ليس لي هذا العلم لأحمد بن حنبل ومات في بغداد سنة 572 ودفن قرب تربة أحمد بن حنبيل رضي الله عنه ومرو الروذ في الإقليم الخامس طولها خمس وثمانون درجة وثلثان وعرضها ثمان وثلاثون درجة وخمسون دقيقة
مرو الشاهجان هذه مرو العظمى أشهر مدن خراسان وقصبتها نص عليه الحاكم أبو عبد الله في

تاريخ نيسابور مع كونه ألف كتابه في فضائل نيسابور إلا أنه لم يقدر على دفع فضل هذه المدينة والنسبة إليها مروزي على غير قياس والثوب مروي على القياس وبين مرو ونيسابور سبعون فرسخا ومنها إلى سرخس ثلاثون فرسخا وإلى بلخ مائة واثنان وعشرون فرسخا اثنان وعشرون منزلا أما لفظ مرو فقد ذكرنا أنه بالعربية الحجارة البيض التي يقتدح بها إلا أن هذا عربي ومرو ما زالت عجمية ثم لم أر بها من هذه الحجارة شيئا ألبتة وأما الشاهجان فهي فارسية معناها نفس السلطان لأن الجان هي النفس أو الروح والشاه هو السلطان سميت بذلك لجلالتها عندهم وقد روي عن بريدة بن الحصيب أحد أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم يا بريدة إنه سيبعث من بعدي بعوث فإذا بعثت فكن في بعث المشرق ثم كن في بعث خراسان ثم كن في بعث أرض يقال لها مرو إذا أتيتها فانزل مدينتها فإنه بناها ذو القرنين وصلى فيها عزير أنهارها تجري بالبركة على كل نقب منها ملك شاهر سيفه يدفع عن أهلها السوء إلى يوم القيامة فقدمها بريدة غازيا وأقام بها إلى أن مات وقبره بها إلى الآن معروف عليه راية رأيتها قال بطليموس في كتاب الملحمة مدينة مرو الرقة كذا قال طولها سبع وستون درجة وعرضها أربعون درجة في الإقليم الخامس طالعها العقرب تحت ثماني عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها في الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان كذا قال بطليموس وقد تقدم ذكرها عن ذكر الأقاليم أنها في الإقليم الرابع قال أبو عون إسحاق بن علي في زيجه مرو في الإقليم الرابع طولها أربع وثمانون درجة وثلث وعرضها سبع وثلاثون درجة وخمس وثلاثون دقيقة وشنع على أهل خراسان وادعي عليهم البخل كما زعم ثمامة أن الديك في كل بلد يلفظ ما يأكله من فيه للدجاجة بعد أن حصل إلا ديكة مرو فإنها تسلب الدجاج ما في مناقيرها من الحب وهذا كذب بين ظاهر للعيان لا يقدم على مثله إلا الوقاع البهات الذي لا يتوقى الفضوح والعار وما ديكة مرو إلا كالديكة في جميع الأرض قالوا ولما ملك طهمورث بنى قهندز مرو وبنى مدينة بابل وبنى مدينة ابرايين بأرض قوم موسى ومدينة بالهند في رأس جبل يقال له أوق قال وأمرت حماي بنت أردشير بن اسفنديار لما ملكت ببناء الحائط الذي حول مرو وقال إن طهمورث لما بنى قهندز برو بناه بألف رجل وأقام لهم سوقا فيها الطعام والشراب فكان إذا أمسى الرجل أعطي درهما فاشترى به طعامه وجميع ما يحتاج إليه فتعود الألف درهم إلى أصحابه فلم يخرج له في البناء إلا ألف درهم وقال بعضهم مياسير مرو من يجود لضيفه بكرش فقد أمسى نظيرا لحاتم ومن رس باب الدار منكم بقرعة فقد كملت فيه خصال المكارم يسمون بطن الشاة طاووس عرسهم وعند طبيخ اللحم ضرب الجماجم فلا قدس الرحمن أرضا وبلدة طواويسهم فيها بطون البهائم وكان المأمون يقول يستوي الشريف والوضيع من مرو في ثلاثة أشياء الطبيخ النارنك والماء البارد لكثرة الثلج بها والقطن اللين وبمرو الرزيق

بتقديم الراء على الزاي والماجان وهما نهران كبيران حسنان يخترقان شوارعها ومنهما سقي أكثر ضياعها وقال إبراهيم بن شماس الطالقاني قدمت على عبد الله بن المبارك من سمرقند إلى مرو فأخذ بيدي فطاف بي حول سور مدينة مرو ثم قال لي يا إبراهيم من بنى هذه المدينة قلت لا أدري يا أبا عبد الرحمن قال مدينة مثل هذه لا يعرف من بناها وقد أخرجت مرو عن الأعيان وعلماء الدين والأركان ما لم تخرج مدينة مثلهم منهم أحمد بن محمد بن حنبل الإمام وسفيان بن سعيد الثوري مات وليس له كفن واسمه حي إلى يوم القيامة وإسحاق بن راهويه وعبد الله بن المبارك وغيرهم وكان السلطان سنجر بن ملك شاه السلجوقي مع سعة ملكه قد اختارها على سائر بلاده وما زال مقيما بها إلى أن مات وقبره بها في قبة عظيمة لها شباك إلى الجامع وقبتها زرقاء تظهر من مسيرة يوم بلغني أن بعض خدمه بناها له بعد موته ووقف عليها وقفا لمن يقرأ القرآن ويكسو الموضع وتركتها أنا في سنة 616 على أحسن ما يكون وبمرو جامعان للحنفية والشافعية يجمعهما السور وأقمت بها ثلاثة أعوام فلم أجد بها عيبا إلا ما يعتري أهلها من العرق المديني فإنهم منه في شدة عظيمة قل من ينجو منه في كل عام ولولا ما عرا من ورود التتر إلى تلك البلاد وخرابها لما فارقتها إلى الممات لما في أهلها من الرفد ولين الجانب وحسن العشرة وكثرة كتب الأصول المتقنة بها فإني فارقتها وفيها عشر خزائن للوقف لم أر في الدنيا مثلها كثرة وجودة منه خزانتان في الجامع إحداهما يقال لها العزيزية وقفها رجل يقال له عزيز الدين أبو بكر عتيق الزنجاني أو عتيق بن أبي بكر وكان فقاعيا للسلطان سنجر وكان في أول أمره يبيع الفاكهة والريحان بسوق مرو ثم صار شرابيا له وكان ذا مكانة منه وكان فيها اثنا عشر ألف مجلد أو ما يقاربها والأخرى يقال لها الكمالية لا أدري إلى من تنسب وبها خزانة شرف الملك المستوفي أبي سعد محمد بن منصور في مدرسته ومات المتسوفي هذا في سنة 494 وكان حنفي المذهب وخزانة نظام الملك الحسن بن إسحاق في مدرسته وخزانتان للسمعانيين وخزانة أخرى في المدرسة العميدية وخزانة لمجد الملك أحد الوزراء المتأخرين بها والخزائن الخاتونية في مدرستها والضميرية في خانكاه هناك وكانت سهلة التناول لا يفارق منزلي منها مائتا مجلد وأكثر بغير رهن تكون قيمتها مائتي دينار فكنت أرتع فيها وأقتبس من فوائدها وأنساني حبها كل بلد وألهاني عن الأهل والولد وأكثر فوائد هذا الكتاب وغيره مما جمعته فهو من تلك الخزائن وكثيرا ما كنت أترنم عند كوني بمرو بقول بعض الأعراب أقمرية الوادي التي خان إلفها من الدهر أحداث أتت وخطوب تعالي أطارحك البكاء فإننا كلانا بمرو الشاهجان غريب ثم أضفت إليها قول أبي الحسين مسعود بن الحسن الدمشقي الحافظ وكان قدم مرو فمات بها في سنة 345 أخلاي إن أصبحتم في دياركم فإني بمرو الشاهجان غريب أموت اشتياقا ثم أحيا تذكرا وبين التراقي والضلوع لهيب فما عجب موت الغريب صبابة ولكن بقاه في الحياة عجيب

إلى أن خرجت عنها مفارقا وإلى تلك المواطن ملتفتا وامقا فجعلت أترنم بقول بعضهم ولما تزايلنا عن الشعب وانثنى مشرق ركب مصعد عن مغرب تيقنت أن لا دار من بعد عالج تسر وأن لا خلة بعد زينب ويقول الآخر ليال بمرو الشاهجان وشملنا جميع سقاك الله صوب عهاد سرقناك من ريب الزمان وصرفه وعين النوى مكحولة برقاد تنبه صرف الدهر فاستحدث النوى وصيرنا شتى بكل بلاد ولن تعدم الحسناء ذاما فقد قال بعض من قدمها من أهل العراق فحن إلى وطنه وأرى بمرو الشاهجان تنكرت أرض تتابع ثلجها المذرور إذ لا ترى ذا بزة مشهورة إلا تخال بأنه مقرور كلتا يديه لا تزايل ثوبه كل الشتاء كأنه مأسور أسفا على بر العراق وبحره إن الفؤاد بشجوه معذور وكنا كتبنا قصيدة مالك بن الريب متفرقة وأحلنا في كل موضع على ما يليه ولم يبق منها إلا ذكر مرو وبها تتم فإنه قال بعد ما ذكر في السمينة ولما تراءت عند مرو منيتي وحل بها سقمي وحانت وفاتيا أقول لأصحابي ارفعوني فإنني يقر بعيني إن سهيل بدا ليا فيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا برابية إني مقيم لياليا أقيما علي اليوم أو بعض ليلة ولا تعجلاني قد تبين شانيا وقوما إذا ما استل روحي فهيئا لي السدر والأكفان ثم ابكيانيا وخطا بأطراف الأسنة مضجعي وردا على عيني فضل ردائيا ولا تحسداني بارك الله فيكما من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا خذاني فجراني ببردي إليكما فقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا وقد كنت عطفا إذا الخيل أحجمت سريعا لدى الهيجا إلى من دعانيا وقد كنت محمودا لدى الزاد والقرى وعن شتم ابن العم والجار وانيا وقد كنت صبارا على القرن في الغوى ثقيلا على الأعداء عضبا لسانيا وطورا تراني في رحى مستديرة تخرق أطراف الرماح ثايبيا وما بعد هذه الأبيات ذكر في الشبيك وبمرو قبور أربعة من الصحابة منهم بريدة بن الحصيب والحكم بن عمرو الغفاري وسليمان بن بريدة في قرية من قراها يقال لها فني ويقال لها فنين وعليه علم رأيت ذلك كله والآخر نسيته فأما رستاق مرو فهو أجل من المدن وكثيرا ما سمعتهم يقولون رجال مرو من قراها وقال بعض الظرفاء يهجو

أهل مرو لأهل مرو أباد مشهورة ومروه لكنها في نساء صغارهن الصبوه يبذلن كل مصون على طريق الفتوه فلا يسافر إليها إلا فتى فيه قوه وإليها ينسب عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله أبو بكر القفار المروزي وحيد زمانه فقها وعلما رحل إلى الناس وصنف وظهرت بركته وهو أحد أركان مذهب الشافعي وتخرج به جماعة وانتشر علمه في الآفاق وكان ابتداء اشتغاله بالفقه على كبر السن حدثني بعض فقهاء مرو بفنين من قراها أن القفال الشاشي صنع قفلا ومفتاحا وزنه دانق واحد فأعجب الناس به جدا وسار ذكره وبلغ خبره إلى القفال هذا فصنع قفلا مع مفتاحه وزنه طسوج وأراه الناس فاستحسنوه ولم يشع له ذكر فقال يوما لبعض من يأنس إليه ألا ترى كل شيء يفتقر إلى الحظ عمل الشاشي قفلا وزنه دانق وطنت به البلاد وعملت أنا قفلا بمقدار ربعه ما ذكرني أحد فقال له إنما الذكر بالعلم لا بالأقفال فرغب في العلم واشتغل به وقد بلغ من عمره أربعين سنة وجاء إلى شيخ من أهل مرو وعرفه رغبته فيما رغب فيه فلقنه أول كتاب المزني وهو هذا كتاب اختصرته فرقي إلى سطحه وكرر عليه هذه الثلاثة ألفاظ من العشاء إلى أن طلع الفجر فحملته عينه فنام ثم انتبه وقد نسيها فضاق صدره وقال أيش أقول للشيخ وخرج من بيته فقال له امرأة من جيرانه يا أبا بكر لقد أسهرتنا البارحة في قولك هذا كتاب اختصرته فتلقنها منها وعاد إلى شيخه وأخبره بما كان منه فقال له لا يصدنك هذا عن الاشتغال فإنك إذا لازمت الحفظ والاشتغال صار لك عادة فجد ولازم الاشتغال حتى كان منه ما كان فعاش ثمانين سنة أربعين جاهلا وأربعين عالما وقال أبو المظفر السمعاني عاش تسعين سنة ومات سنة 714 ورأيت قبره بمرو وزرته رحمه الله تعالى وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إسحاق المروزي أحد أئمة الفقهاء الشافعية ومقدم عصره في الفتوى والتدريس رحل إلى أبي العباس بن شريح وأقام عنده وحصل الفقه عليه وشرح مختصر المزني شرحين وصنف في أصول الفقه والشروط وانتهت إليه رياسة هذا المذهب بالعراق بعد ابن شريح ثم انتقل في آخر عمره إلى مصر وتوفي بها لسبع خلون من رجب سنة 043 ودفن عند قبر الشافعي رضي الله عنه
المروة واحدة المرو الذي قبله جبل بمكة يعطف على الصفا قال عرام ومن جبال مكة المروة جبل مائل إلى الحمرة أخبرني أبو الربيع سليمان بن عبد الله المكي المحدث أن منزله في رأس المروة وأنها أكمة لطيفة في وسط مكة تحيط بها وعليها دور أهل مكة ومنازلهم قال وهي في جانب مكة الذي يلي قعيقعان وقد ثناه جرير وهو واحد في قوله فلا يقربن المروتين ولا الصفا ولا مسجد الله الحرام المطهرا وذو المرو قرية بوادي القرى وقيل بين خشب ووادي القرى نسبوا إليها أبا غسان محمد بن عبد الله بن محمد المروي سمع بالبصرة أبا خليفة الفضل بن الحباب روى عنه أبو بكر محمد بن عبدوس النسوي سمع منه بذي المروة وقد نصيب مكة فأتى المسجد الحرام ليلا فجاءت ثلاث نسوة فجلسن قريبا منه وجعلن يتحدثن ويتذاكرن الشعر والشعراء

فقالت إحداهن قاتل الله جميلا حيث قال وبين الصفا والمروتين ذكرتكم بمختلف من بين ساع وموجف وعند طوافي قد ذكرتك ذكرة هي الموت بل كادت على الموت تضعف فقالت الأخرى قاتل الله كثير عزة حيث قال طلعن علينا بين مروة فالصفا يمرن على البطحاء مور السحائب فكدن لعمر الله يحدثن فتنة لمختشع من خشية الله تائب فقلت الأخرى بل قاتل الله نصيبا ابن الزانية حيث قال إلام على ليلى ولو أستطيعها وحرمة ما بين البنية والستر لملت على ليلى بنفسي ميلة ولو كان في يوم التحالف والنفر فمال إليهن فأنشدهن فأعجبن به وقلن له بحق هذا البيت من أنت قال أنا ابن المقذوفة بغير جرم نصيب فرحبن به واعتذرن إليه وحادثهن بقية ليلته
مريجز بضم أوله وفتح ثانيه وآخره زاي بلفظ تصغير مرجز ويحتمل أن يشتق من الرجز وهو عمل الشيطان وأصله تتابع الحركات ومنه ناقة رجزاء إذا كانت قوائمها ترتعد إذا قامت ومنه رجز الشعر وهو ماء لبني ربيعة
مريح آخره حاء مهملة تصغير المرح وهو الفرح اسم أطم بالمدينة لبني قينقاع من اليهود عند منقطع جسر بطحان على يمينك وأنت تريد المدينة
مريخ تصغير المرخ آخره خاء معجمة وهو شجر النار اسم ماء بجنب المردمة لبني أبي بكر بن كلاب
ومريخ أيضا قرن أسود قرب ينبع بين برك وودعان وفي كتاب الأصمعي مريخة والممها ماءتان يقال لهما الشعبان وهما إلى جنب المردمة كما ذكرنا في الشعبان وأنشد لبعضهم ومر على ساقي مريخة فالتمس به شربة يسقيكها أو يبيعها
المريداء تصغير المرداء تأنيث الأمرد وهو الذي لا نبات فيه وهي قرية بالبحرين لبني عامر بن الحارث بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس
مريد أظنه تصغير الترخيم لمارد الحصن المذكور شبه به وهو أطم بالمدينة لبني خطمة وعرف بهذه النسبة عرفة المريدي حدث عن أبي العلاء البحراني روى عنه عود بن عمارة البصري
المرير كأنه تصغير المر اسم ماء من مياه بني سليم بنجد قال هو المرير فاشربيه أو ذري إن المرير قطعة من أخضر يعني البحر
المريرة تصغير المرة ماء لبني عمرو بن كلاب
والمريرة ماء لبني نمير ثم لبطن من بني عامر بن نمير يقال لهم العجاردة والمريرة باليمامة من وادي السليع لبني سحيم قال الحفصي المريرة مويه وبه نخيلات ببطن الحمادة وهي لبني مازن وفيها يقول عمارة كأن نخيلات المريرة غدوة ظعائن محل جاليات إلى مصر وقال رجل ابن بني كلاب

أيا نخلتي حسي المريرة هل لنا سبيل إلى ظليكما وجناكما أيا نخلتي حسي المريرة ليتني أكون طوال الدهر حيث أراكما
المريزجان بالضم ثم الفتح وياء ساكنة بعدها زاي مكسورة وجيم وآخره نون موضع بفارس
المريسة بفتح أوله وتخفيف الراء وياء ساكنة وسين مهملة جزيرة في بلاد النوبة كبيرة يجلب منها الرقيق
مريسة بالفتح ثم الكسر والتشديد وياء ساكنة وسين مهملة قرية بمصر وولاية من ناحية الصعيد إليها ينسب الحمر المريسية وهي من أجود الحمير وأمشاها ينسب إليها بشر بن غياث المريسي صاحب الكلام مولى زيد بن الخطاب أخذ الفقه عن أبي يوسف القاضي صاحب أبي حنيفة ثم اشتغل بالكلام وجرد القول بخلق القرآن وحكي عنه أقوال شنيعة كقوله إن السجود للشمس والقمر ليس بكفر وكان مرجئا روى عن حماد بن سلمة وسفيان بن عيينة توفي سنة 812 وببغداد درب يعرف بدرب المريسي ينسب إليه
المريسيع بالضم ثم الفتح وياء ساكنة ثم سين مهملة مكسورة وياء أخرى وآخره عين مهملة في الأشهر ورواه بعضهم بالغين معجمة كأنه تصغير المرسوع وهو الذي انسلقت عينه من السهر وهو اسم ماء في ناحية قديد إلى الساحل سار النبي صلى الله عليه و سلم في سنة خمس وقال ابن إسحاق في سنة ست إلى بني المصطلق من خزاعة لما بلغه أن الحارث بن أبي ضرار الخزاعي قد جمع له جمعا فوجدهم على ماء يقال له المريسيع فقاتلهم وسباهم وفي السبي جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار الخزاعي زوجة النبي صلى الله عليه و سلم وفي هذه الغزوة كان حديث الإفك
المريط تصغير المرط وهو نتف الريش والشعر والصوف عن الجسد كأنه لخلوه من النبت سمي بذلك قال الشاعر كأن بصحراء المريط نعامة تبادرها جنح الظلام نعائم
مريع بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الياء وعين مهملة وهو من الريع والنماء اسم موضع بين نجران وتثليث على طريق المختصر من حضرموت وهو لبني زبيد قال أبو زياد مريع هي جبال وثنايا وأودية من بلاد بني زبيد قال القحيف العقيلي أمن أهل الأراك هدى تريع نعم شقنا لهم لو نستطيع زيارتهم ولكن أحصرتنا حروب لا نزال لها نشيع خليل وامق شفق عليها له منها ابن أربعة رضيع مريع منهم وطن فشقنا بعيد من له وطن مريع وقال العمراني المريع واد باليمن في ميمية ابن مقبل
مريفق اسم قرية في سواد باهلة من أرض اليمامة عن الحفصي وقد أنشد ألا يا حمام الشعب شعب مريفق سقتك الغوادي من حمام ومن شعب سقتك الغوادي رب خود غريرة أصاخت لخفض من عنانك أو نصب

فإن يرتحل صحبي بجثمان أعظمي يقم قلبي المحزون في منزل الركب وقال أبو زياد مريفق من مياه أبي بكر بن كلاب بشراين وشراين جبلان
مرين بضم الميم وفتح الراء وياء ساكنة مثناة من تحت ونون قرية من قرى مرو ويقال لها مرين دست ينسب إليها أحمد بن تميم بن عباد بن سلم المريني المروزي يروي عن أحمد بن منيع وعلي بن حجر توفي سنة ثلاثمائة عن اثنتين وتسعين سنة
مريمين قال القاضي عبد الصمد بن سعيد في تاريخ حمص قال أحمد بن محمد سألت أبا معاوية السلمي عن مسجد عرباض بن سارية السلمي فقال منزله خارج حمص في قرية من قرى حمص يقال لها مريمين وولده بها إلى اليوم وكان ينزلها أيضا قدامة بن عبد الله بن مهجان وغزا الصايفة مع منصور بن الزبير
ومريمين أيضا من قرى حلب مشهورة
مرين بالضم ثم الكسر وياء ساكنة ونون بلفظ جمع التصحيح من المر ناحية من ديار مضر عن الحازمي
مريوط قرية من قرى مصر قرب الإسكندرية ساحلية تضاف إليها كورة من كور الحوف الغربي قال ابن زولاق ذكر بعضهم أنه كشف الطوال الأعمار فلم يجد أطول أعمارا من سكان مريوط وهي كورة من كور الإسكندرية
المرية بالفتح ثم الكسر وتشديد الياء بنقطتين من تحتها يجوز أن يكون من مرى الدم يمري إذا جرى والمرأة مرئية ويجوز أن يكون من الشيء المري فحذفوا الهمزة كما فعلوا في خطية وردية وهي مدينة كبيرة من كورة إلبيرة من أعمال الأندلس وكانت هي وبجانة بابي الشرق منها يركب التجار وفيها تحل مراكب التجار وفيها مرفأ ومرسى للسفن والمراكب يضرب ماء البحر سورها ويعمل بها الوشي والديباج فيجاد عمله وكانت أولا تعمل بقرطبة ثم غلبت عليها المرية فلم يثقف في الأندلس من يجيد عمل الديباج إجادة أهل المرية ودخلها الأفرنج خذلهم الله من البر والبحر في سنة 245 ثم استرجعها المسلمون سنة 255 وفيها يكون ترتيب الأسطول الذي للمسلمين ومنها يخرج إلى غزو الأفرنج قال أبو عمر أحمد بن دراج القسطلي متى تلحظوا قصر المرية تظفروا ببحر ندى ميناه در ومرجان وتستبدلوا من موج بحر شجاكم ببحر لكم منه لجين وعقيان وقال ابن الحداد في أبيات ذكرت في تدمير أخفي اشتياقي وما أطويه من أسف على المرية والأنفاس تظهره ينسب إليها أبو العباس أحمد بن عمر بن أنس العذري ويعرف بالدلائي المري رحل إلى مكة وسمع من أبي العباس أحمد بن الحسين الرازي وطبقته وبمصر جماعة أخرى وهو مكثر سمع منه الحميدي وابن عبد البر وأبو محمد بن حزم وكانا شيخيه سمع منهما قديما فلما رجع من الشرق سمعا منه وله تآليف حسان منها كتاب في أعلام النبوة وكتابه المسمى بنظام المرجان في المسالك والممالك ومولده في ذي القعدة سنة 393 وتوفي سنة 746 وقيل 874 ببلنسية وينسب إليها أيضا محمد بن خلف بن سعيد بن وهب المري أبو عبد الله المعروف بابن المرابط من أهل الفقه والفضل سمع أبا القاسم المهلب

وأبا الوليد بن مقبل وألف كتابا في شرح البخاري مفيدا كبيرا روى عنه القاضي أبو الإصبع بن سهل والقاضي أبو عبد الله التميمي وغيرهما وتوفي بالمرية سنة 584 ومحمد بن حسين بن أحمد بن محمد الأنصاري المري أبو عبد الله روى عن جماعة وتحقق بعلم الحديث ومعرفته وله كتاب حسن في الجمع بين صحيحي البخاري ومسلم أخذه الناس عنه مات في محرم سنة 285 ومولده سنة 546
والمرية أيضا مرية بلش بفتح الباء الموحدة وكسر اللام المشددة وشين معجمة بلدة أخرى بالأندلس أيضا من أعمال رية على ضفة النهر كانت مرسى يركب منه في البحر إلى بلاد البربر في العدوة من البر الأعظم
والمرية أيضا قرية بين واسط والبصرة قرب نهر دقلا من ناحية البصرة في أجم القصب بقربها قرية يقال لها الهنيئة
باب الميم والزاي وما يليهما
المزاج بكسر أوله وآخره جيم المزج خلط الشيء بالشيء والمزاج الطبيعة قال عمارة المزاج موضع على متن القعقاع من طريق الكوفة وقيل المزاج موضع في شرق المغيثة قال جرير ولا تقعقع ألحي العيس قاربة بين المزاج ورعني رجلتي بقر كلها مواضع
مزاحم بالضم والحاء مهلمة اسم أطم بالمدينة قال قيس بن الخطيم ولما رأيت الحرب حربا تجردت لبست مع البردين ثوب المحارب مضاعفة يغشى الأنامل ريعها كأن قتبريها عيون الجنادب وكنت امرأ لا أبعث الحرب ظالما فلما أبوا أشعلتها كل جانب رجال متى يدعوا إلى الموت يسرعوا كمشي الجمال المسرعات المصاعب صبحنا بها الآجام حول مزاحم قوانس أولى بيضها كالكواكب لو أنك تلقي حنظلا فوق بيضنا تدحرج عن ذي سامه المتقارب
المزاهر ظراب في قول عدي بن الرقاع يا من يرى برقا أرقت لضوئه أمسى تلألأ في حواركه العلا فأصاب أيمنه المزاهر كلها واقتم أيسره أثيدة فالحثا
مزج بالضم ثم السكون والجيم يجوز أن يكون جمع المزج وهو الشهد وهو غدير يفضي إليه سيل النقيع ويمر به أيضا وادي العقيق فهو أبدا ذو ماء بينه وبين المدينة ثلاثون فرسخا أو نحوها قال الأحوص بن محمد الأنصاري وأنى له سلمى إذا حل وانتوى بحلوان واحتلت بمزج وجبجب ولولا الذي بيني وبينك لم نجب مسافة ما بين البويب ويثرب
المزدرع بالضم مفتعل من الزرع مخلاف باليمن
المزدلفة بالضم ثم السكون ودال مفتوحة مهملة ولام مكسورة وفاء اختلف فيها لم سميت بذلك فقيل مزدلفة منقولة من الازدلاف وهو الاجتماع وفي التنزيل وأزلفنا ثم الآخرين وقيل الازدلاف الاقتراب لأنها مقربة من الله وقيل

لازدلاف الناس في منى بعد الإفاضة وقيل لاجتماع الناس بها وقيل لازدلاف آدم وحواء بها أي لاجتماعهما وقيل لنزول الناس بها في زلف الليل وهو جمع أيضا وقيل الزلفة القربة فسميت مزدلفة لأن الناس يزدلفون فيها إلى الحرم وقيل إن آدم لما هبط إلى الأرض لم يزدلف إلى حواء أو تزدلف إليه حتى تعارفا بعرفة واجتمعا بالمزدلفة فسميت جمعا ومزدلفة وهو مبيت للحاج ومجمع الصلاة إذا صدروا من عرفات وهو مكان بين بطن محسر والمأزمين والمزدلفة المشعر الحرام ومصلى الإمام يصلي فيه العشاء والمغرب والصبح وقيل لأن الناس يدفعون منها زلفة واحدة أي جميعا وحده إذا أفضت من عرفات تريده فأنت فيه حتى تبلغ القرن الأحمر دون محسر وقزح الجبل الذي عند الموقف وهي فرسخ من منى بها مصلى وسقاية ومنارة وبرك عدة إلى جنب جبل ثبير قال ابن حجاج اسقني بالرطل في مزدلفه فهوة قد جاوزت حد الصفه ودع الأخبار في تحريمها تلك أخبار أتت مختلفه يا أبا القاسم باكرني بها لا تكن شيخا قليل المعرفه إنما الحج لمن حل منى ولمن قد بات بالمزدلفه وهي منقولة من أبيات نسبها المبرد إلى محمد بن هارون بن مخلد بن أبان الكاتب باكر الصهباء يوم عرفه وكميتا جاوزت حد الصفة إنما النسك لمن حل منى ولمن أصبح بالمزدلفة واشرب الراح ودع صوامها لا تكونن ردي المعرفه
المزدقان بليدة من نواحي الري معروفة أخرجت قوما من أهل العلم وهي بين الري وساوه
ومزدقان مدينة صغيرة من مدن قهستان قاله السلفي في كتاب معجم السفر قال شهيق بن شروين بن محمد بن الفرج الأرموي بمزدقان وكان يخدم الصوفية برباط بمزدقان ويعني بقهستان ناحية الجبل فهما واحد
المزرفة بالفتح ثم السكون وراء مفتوحة وفاء قرية كبيرة فوق بغداد على دجلة بينها وبين بغداد ثلاثة فراسخ وإليها ينسب الرمان المزرفي كان فيها قديما فأما اليوم فليس بها بستان ألبتة ولا رمان ولا غيره وهي قريبة من قطربل ينسب إليها أبو الهيثم خالد بن أبي يزيد وقيل ابن يزيد المرزفي روى عنه شعبة وحماد بن زيد ومندل بن علي روى عنه محمد بن إسحاق الصاغاني وعباس المروزي وأبو بكر محمد بن الحسن المزرفي المقري حدث عن أبي جعفر بن المسلمة وأبي الحسين بن النقور وأبي الغنائم بن المأمون وأبي الحسين بن المهدي في آخرين وهو ثقة صالح سمع منه الخفاف بن ناصر وابن عساكر وأبو العلاء الهندي وكان والده قد خرج إلى المزرفة في الفتنة ثم عاد فقيل له المزرفي توفي في مستهل المحرم سنة 725 وذكر من حدث عنه محمد بن أحمد المانداني الواسطي سماعا
مزرنكن بالفتح ثم السكون وراء مفتوحة ونون ساكنة وكاف ونون أخرى من قرى

بخارى ويعرب فيقال مزرنجن نسب إليها أبو نصر أحمد بن سهل بن أحمد المزرنجني الفقيه الواعظ روى عن أبي كامل أحمد بن محمد المصري روى عنه أبو بكر بن علي النوجاباذي
مزرين بالفتح ثم السكون وراء وياء بنقطتين من تحت والنون من قرى بخارى أيضا
مزن بالضم ثم السكون وآخره نون بلفظ جمع مزنة وهو السحاب
من قرى سمرقند على ثلاثة فراسخ منها أو أربعة ينسب إليها بعض الرواة قال أبو الفضل التي بسمرقند يقال لها مزنة وتحرك النسبة إليها وتسكن منها أحمد بن إبراهيم بن العيزار المزني روى عن علي بن البيكندي
ومزن أيضا بلدة بنواحي الديلم كانت من ثغور المسلمين وكان يسكنها بندار سفجان أخو بندار هرمز قال أبو سعد الإدريسي في تاريخ سمرقند أحمد بن إبراهيم بن العيزار المزني من قرية من عند سمرقند على ثلاثة فراسخ منها يقال لها مزن روى عن علي بن الحسين البيكندي وجعفر بن محمد بن مسعدة السمرقندي وغيرهما روى عنه محمد بن جعفر بن الأشعث الكبوذنجكثي ومحمد بن الفضل النيسابوري
مزنوى بالفتح ثم السكون ونون وواو مفتوحتين وألف قرية بينها وبين سمرقند أربعة فراسخ
المزون جمع مازن وهو الذاهب في الأرض يقال مزن في الأرض إذا ذهب فيها يقال هذا يوم مزن إذا كان يوم فرار من العدو والمزون البعد ويجوز أن يروى بفتح الميم إذا نظر إلى المواضع لا إلى الفعل وهو من أسماء عمان ولذلك قال الكميت فأما الأزد أزد أبي سعيد فأكره أن أسميها المزونا أبو سعيد هو المهلب بن أبي صفرة يقول أكره أن أنسبه إلى المزون وهي أرض عمان يقول هم من مضر وقال أبو عبيدة أراد بالمزون الملاحين وكان أردشير بن بابك جعل الأزد ملاحين بشحر عمان قبل الإسلام بستمائة سنة وقال جرير وأطفأت نيران المزون وأهلها وقد حاولوها فتنة أن تسعرا
المزهد من حصون اليمن من ناحية البحار
المزة بالكسر ثم التشديد أظنه عجميا فإني لم أعرف له في العربية مع كسر الميم معنى وهي قرية كبيرة غناء في وسط بساتين دمشق بينها وبين دمشق نصف فرسخ وبها فيما يقال قبر دحية الكلبي صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم ويقال لها مزة كلب قال ابن قيس الرقيات حبذا ليلتي بمزة كلب غال عني بها الكوانين غول بت أسقي بها وعندي مصاد إنه لي وللكرام خليل مقديا أحله الله للنا س شرابا وما تحل الشمول عندنا المشرفات من بقر الإن س هواهن لابن قيس دليل
مزيد بالفتح ثم السكون وفتح الياء بنقطتين من تحت حلة بني مزيد ذكرت في حلة

المزيرعة تصغير المزرعة قرية بالبحرين لبني عامر بن الحارث بن عبد القيس
المزيرين ماء لبني كليب بن يربوع بأرض اليمامة أو ما قاربها
باب الميم والسين وما يليهما
المسات بالضم وآخره تاء فوقها نقطتان ماء لكلب قال بين خبت إلى المسات
المسامعة محلة بالبصرة تنسب إلى القبيلة وهي نسبة جماعة المسمعيين وهو مسمع بن شهاب بن عمرو بن عباد بن ربيعة بن جحدر بن ربيعة بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل كما قالوا في النسبة إلى المهلبيين المهالبة وقد نسبوا إلى هذه المحلة جماعة منهم إبراهيم بن محمد بن إسماعيل بن أبي إسحاق المسمعي البصري حدث ببغداد عن أبي الوليد الطيالسي وعمرو بن مرزوق وغيرهما روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي وأبو بكر الشافعي ذكره الدارقطني وقال ضعيف ومن العلماء محمد بن شداد بن عيسى أبو يعلى المسمعي يعرف بزرقان أحد المتكلمين المعتزلة سمع يحيى بن سعيد القطان وعون بن عمارة وروح بن عبادة وغيرهم روى عنه الحسن بن صفوان البرذعي وأبو بكر الشافعي ومكرم بن أحمد القاضي وكان ضعيفا لا يحتج به وقال الدارقطني لا يكتب حديثه ومات ببغداد سنة 802 أو 902
مسانة بالفتح ثم التشديد وبعد الألف نون من نواحي أكشونية بالأندلس ومن أقاليم إستجة أيضا
مسبر بالفتح ثم السكون وباء موحدة مفتوحة قرية بالصعيد في غربي النيل
المستجار موضع بفارس
المستحيرة موضع فى شعر هذيل قال مالك بن خالد الخناعي أشق جواز البيد والوعث معرضا كأني لما أيبس الصيف حاطب ويممت قاع المستحيرة إنني بأن يتلاحوا آخر اليوم آرب
المستراد موضع في سواد العراق من منازل إياد قال أبو دؤاد أمن رسم يعفى أو رماد وسفع كالحمامات الفراد وأنشاء يلحن على ركي بنقع مليحة فالمستراد
المستريون من قرى مصر في كورة الشرقية ويقال لها الحباسة أيضا
المستشرف بلفظ المستفعل من الموضع الذي يشرف منه في شعر عنترة بفتح الراء
المستنج مدينة بالسند من ناحية يقال لها السرار بينها وبين قندابيل أربع مراحل وبينها وبين بست سبعة أيام أو نحوها من جهة الشرق والعجم يقولون مستنك والله أعلم في أي لغة تكون
المستوى بوزن اسم الفاعل من استوى يستوي هو موضع
مستينان بالفتح ثم السكون وكسر التاء وياء تحتها نقطتان ونون وآخره نون أخرى من قرى بلخ
المسجدان إذا أطلق هذا اللفظ أريد به مسجدا مكة والمدينة وأما مساجد المدن الجوامع فتذكر

مع المدن
مسجد ابن رغبان في غربي بغداد كان مزبلة قال بعض الدهاقين مر بي رجل وأنا واقف عند المزبلة التي صارت مسجد ابن رغبان قبل أن تبنى بغداد فوقف عليها وقال ليأتين على الناس زمان من طرح في هذا الموضع شيئا فأحسن أحواله أن يحمل ذلك في ثوبه فضحكت تعجبا فما مرت إلا أيام حتى رأيت مصداق ما قال
مسجد التقوى قيل لما قدم النبي صلى الله عليه و سلم مهاجرا نزل بقباء على بني عمرو بن عوف فأقام فيهم يوم الإثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ويوم الخميس وأسس مسجده ثم أخرجه الله من بين أظهرهم يوم الجمعة وذكر ابن أبي خيثمة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حين أسسه كان هو أول من وضع حجرا بيده في قبلته ثم جاء أبو بكر بحجر فوضعه ثم جاء عمر بحجر فوضعه إلى جنب حجر أبي بكر ثم أخذ الناس في البنيان وهذا المسجد أول مسجد بني في الإسلام وفيه وفي أهله نزلت فيه رجال يحبون أن يتطهروا وهو على هذا المسجد الذي أسس على التقوى وإن كان روى أبو سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى فقال هو المسجد هذا وفي رواية أخرى قال وفي الآخر خير كثير وقد قال لبني عمرو بن عوف حين نزل لمسجد أسس على التقوى من أول يوم ما الطهور الذي أثنى الله به عليكم فذكروا له الاستنجاء بالماء بعد الاستجمار قال هو ذاكم فعليكموه وليس بين الحديثين تعارض كلاهما أسس على التقوى غير أن قوله من أول يوم يقتضي مسجد قباء لأن تأسيسه كان في أول يوم من حلول رسول الله صلى الله عليه و سلم دار هجرته وهو أول التاريخ للهجرة المباركة ولعلم الله تعالى بأن ذلك اليوم سيكون أول يوم من التاريخ سماه أول يوم أرخ فيه في قول بعض الفضلاء وقد قال بعضهم إن ههنا حذف مضاف تقديره تأسيس أول يوم والأول أحسن
المسجد الحرام الذي بمكة كان أول من بناه عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولم يكن له في زمن النبي صلى الله عليه و سلم وأبي بكر جدار يحيط به وذاك أن الناس ضيقوا على الكعبة وألصقوا دورهم بها فقال عمر إن الكعبة بين الله ولا بد للبيت من فناء وإنكم دخلتم عليها ولم تدخل عليكم فاشترى تلك الدور وهدمها وزادها فيه وهدم على قوم من جيران المسجد أبوا أن يبيعوا ووضع لهم الأثمان حتى أخذوها بعد واتخذ للمسجد جدارا دون القامة فكانت المصابيح توضع عليه ثم كان عثمان فاشترى دورا أخر وأغلى في ثمنها وأخذ منازل أقوام أبوا أن يبيعوها ووضع لهم الأثمان فضجوا عليه عند البيت فقال إنما جرأكم علي حلمي عنكم وليني لكم لقد فعل بكم عمر مثل هذا فأقررتم ورضيتم ثم أمر بهم إلى الحبس حتى كلمه فيهم عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص فخلى سبيلهم ويقال إن عثمان أول من اتخذ الأروقة حين وسع المسجد وزاد في سعة المسجد فلما كان ابن الزبير زاد في إتقانه لا في سعته وجعل فيه عمدا من الرخام وزاد في أبوابه وحسنها فلما كان عبد الملك بن مروان زاد في ارتفاع حائط المسجد وحمل إليه السواري من مصر في البحر إلى جدة واحتملت من جدة على العجل إلى مكة وأمر الحجاج بن يوسف فكساها الديباج فلما ولي الوليد بن عبد الملك زاد في حليتها وصرف في

ميزابها وسقفها ما كان في مائدة سليمان بن داود عليه السلام من ذهب وفضة وكانت قد حملت على بغل قوي فتفسخ تحتها فضرب منها الوليد حلية الكعبة وكانت هذه المائدة قد احتملت إليه من طليطلة بالأندلس لما فتحت تلك البلاد وكان لها أطواق من ياقوت وزبرجد فلما ولي المنصور وابنه المهدي زادا أيضا في إتقان المسجد وتحسين هيئته ولم يحدث فيه بعد ذلك عمل إلى الحين وفي اشتراء عمر وعثمان الدور التي زاداها في المسجد دليل على أن رباع أهل مكة ملك لأهلها يتصرفون فيها بالبيع والشراء والكراء إذا شاؤوا وفيه اختلاف بين الفقهاء
مسجد سماك بالكوفة منسوبة إلى سماك بن مخرمة بن حمين بن بلث الأسدي من بني الهالك بن عمرو ابن أسد بن خزيمة بن مدركة وفي سماك هذا يقول الأخطل إن سماكا بنى مجدا لأسرته حتى الممات وفعل الخير يبتدر قد كنت أحسبه قينا وأخبره فاليوم طير عن أثوابه الشرر
المسحاء موضع في شعر معر قرب شرف بين مكة والمدينة من مخاليف الطائف أو مكة قال بعضهم عفا وخلا ممن عهدت به خم وشاقك بالمسحاء من شرف رسم
مسحلان بالضم ثم السكون ثم حاء مهملة مضمومة وآخره نون أظنه مأخوذا من الإسحل وهو من الشجر المساويك كأنه لكثرته بهذا المكان سمي بذلك وشاب مسحلاني يوصف بالطول وحسن القوام وهو اسم موضع في قول النابغة ليت قيسا كلها قد قطعت مسحلانا فحصيدا فتبل وقال الحطيئة عفا من سليمى مسحلان فحامره تمشى به ظلمانه وجآذره ويوم مسحلان من أيامهم
المسد مفعل من سددت الشيء قيل هو ملتقى نخلتي بستان ابن معمر قال ألفيت أغلب من أسد المسد حدي د الناب أخذته عفر فتطريح وقيل هو ملتقى النخلتين اليمانية والشآمية وقيل بطن نخلة بناحية مكة على مرحلة بينها وبين مغيثة الماوان وهو المكان الذي تسميه العامة بستان ابن عامر ويروى بكسر الميم وقيل هو بستان ابن معمر والناس يسمونه بستان ابن عامر
مسرابا في تاريخ دمشق أحمد بن ضياء ويقال أحمد بن زياد بن ضياء بن خلاج بن كثير أبو الحسن النخلي المسرابي من قرية مسرابا روى عن أبي الجماهر وعبد الله بن سليمان البعلبكي العبدي وسليمان بن حجاج الكسائي روى عنه أبو الطيب بن الحوراني وأبو عمر بن فضالة وأبو علي بن آدم الفزاري
مسرقان بالفتح ثم السكون والراء مضمومة وقاف وآخره نون هو نهر بخوزستان عليه عدة قرى وبلدان ونخل يسقي ذلك كله ومبدؤه من تستر كان أول من حفره أردشير بهمن بن اسفنديار وهو أردشير الأقدم وقال حمزة مسرقان اسم نهر حفره سابور بن أردشير وسماه أردشير وهو النهر الممتد الجاري بباب تستر المتوسط لعسكر مكرم والمنحدر إلى قرب مدينة هرمشير ومزاحمة الميم الأولى في هذا

الاسم لما عربوه خارجة عن كل قياس وحفر أكثر أنهار الأهواز قال أبو زيد والمسرقان رطب يسمى الطن يقال ذلك الرطب إذا أكله الإنسان وشرب ماء المسرقان لم تخطه الحمى وقال يزيد بن المفرغ يذكره تعلق من أسماء من قد تعلقا ومثل الذي لاقى من الوجد أرقا وحسبك من أسماء نأي وأنها إذا ذكرت هاجت فؤادا معلقا سقى هزم الأرعاد منبجس العرى منازلها من مسرقان فسرقا إلى حيث يرفى من دجيل سفينه ودجلة أسقاها سحابا مطبقا فتستر لا زالت خصيبا جنابها إلى مدفع السلان من بطن دورقا وله أيضا عرفت بمسرقان فجانبيه رسوما للخمامة قد بلينا ليالي عيشنا جذل بهيج نسر به ونأتي ما هوينا
المسرقانان نهران بالبصرة كانت لأبي بكرة قطيعة سميت بالمسرقان الذي بخوزستان
مسروح في شعر الفضل بن عباس اللهبي من خط اليزيدي قال وقلن لحر اليوم لما وجدنه بمسروح واد ذي أراك وتنضب كما كنست عين بوجرة لم تخف قنيصا ولم تفزع لصوت المكلب
مسطاسة بالكسر ثم السكون وطاء وسين أخرى حصن من أعمال أوريط بالأندلس من أعمال فحص البلوط وبه معدن زيبق
ومسطاسة قبيلة من قبائل البربر
مسطح بالكسر ثم السكون وفتح الطاء وحاء مهملة لغة في سطيحة الماء والمسطح عود من عيدان الخباء والمسطح حصير يصنع من خوص الدوم والمسطح صفيحة عريضة من الصخر يحوط عليها لماء السماء والمسطح أيضا مكان مستو يجفف عليه التمر ومسطح اسم موضع في جبلي طيء وقال حاتم ليالي نمشي بين جو ومسطح نشاوى لنا من كل سائمة جزر وقال امرؤ القيس ألا إن في الشعبين شعب بمسطح وشعب لنا في بطن بلطة زيمرا وقال أيضا تظل لبوني بين جو ومسطح تراعي الفراخ الدارجات من الحجل
مسعط نقب في عارض اليمامة عن الحفصي
المسعودة محلتان ببغداد إحداهما بالمأمونية وأخرى في عقار المدرسة النظامية ينسب إلى مسعودة المأمونية عثمان بن أبي نصر بن منصور أبو الفتوح الواعظ المسعودي تفقه على أبي الفتح بن المنى وسمع منه ومن الكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرج وغيرهما وهو حي في سنة 622
مسفرا بالفتح ثم السكون والفاء مفتوحة وراء هي قرية كبيرة في طرف نواحي مرو من ناحية طريق خوارزم ومنها يدخل في الرمل كانت أولا تدعى هرمزفره ينسب إليها أبو جعفر محمد بن علي

المسفراني المروزي أحد الحفاظ حدث عن خلف بن عبد العزيز قاله ابن مندة
المسفلة من قرى الخرج باليمامة
مسقط بالفتح وسكون السين وفتح القاف مسقط الرمل في طريق البصرة بينها وبين النباج وهو واد يأتي من وراء طريق الكوفة من قبل السماوة ثم يقطع طريق الكوفة إلى طريق البصرة حتى يصب في البحر في بلاد بني سعد من يبرين ومسقط أيضا مدينة من نواحي عمان في آخر حدودها مما يلي اليمن على ساحل البحر
ومسقط أيضا رستاق بساحل بحر الخزر دون باب الأبواب جيله مسلمون لهم قوة وشوكة بين باب الأبواب واللكز كان أول من أحدثه كسرى أنوشروان بن قباذ لما بنى باب الأبواب
مسكر بالفتح ثم السكون كأنه من سكرت الماء أسكره إذا منعته من الجريان قال الحازمي واد فيما أحسب
مسكن بالفتح ثم السكون وكسر الكاف ونون قال أبو منصور يقال للموضع الذي يسكنه الإنسان مسكن ومسكن فهذا الموضع منقول من اللغة الثانية وهو شاذ في القياس لأنه من سكن يسكن فالقياس مسكن بفتح الكاف وإنما جاء هذا شاذا في أحرف منها المسجد والمنسك والمنبت والمجزر والمطلع والمشرق والمغرب والمسقط والمفرق والمرفق لا يعرف النحويون غير هذه لأن كل ما كان على فعل يفعل أو فعل يفعل فاسم المكان منه مفعل بفتح العين قياسا مطردا وهو موضع قريب من أوانا على نهر دجيل عند دير الجاثليق به كانت الوقعة بين عبد الملك بن مروان ومصعب بن الزبير في سنة 27 فقتل مصعب وقبره هناك معروف وقال عبيد الله بن قيس الرقيات يرثيه إن الرزية يوم مس كن والمصيبة والفجيعه يابن الحواري الذي لم يعده يوم الوقيعه غدرت به مضر العرا ق فأمكنت منه ربيعه وأصبت وترك يا ربي ع وكنت سامعة مطيعه يا لهف لو كانت لها بالدير يوم الدير شيعه أولم يخونوا عهده أهل العراق بنو اللكيعه لوجدتموه حين يغ دو لا يعرس بالمضيعه قتله عبيد الله بن زياد بن ظبيان وقتل معه إبراهيم بن مالك الأشتر النخعي وقدم مصعب أمامه ابنه عيسى فقتل بعد أن قال له وقد رأى الغدر من أصحابه يا بني انج بنفسك فلعن الله أهل العراق أهل الشقاق والنفاق فقال لا خير في الحياة بعدك يا أباه ثم قاتل حتى قتل وكان مصعب قد قتل نائي بن زياد بن ظبيان أخا عبيد الله بن زياد بن ظبيان بن الجعد بن قيس بن عمرو بن مالك بن عائش بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة بن عكابة فنذر عبيد الله ليقتلن به مائة من قريش فقتل ثمانين ثم قتل مصعبا وجاء برأسه حتى وضعه بين يدي عبد الملك بن مروان فلما نظر إليه عبد الملك سجد فهم عبيد الله أن يفتك به أيضا فارتد عنه وقال هممت ولم أفعل وكدت وليتني فعلت ووليت البكاء حلائله

هكذا أكثر ما يروى والصحيح أن عبيد الله لم يقتله وإنما وجده قد ارتث بكثرة الجراحات فاحتز رأسه وقد قال عبيد الله يرى مصعب أني تناسيت نائيا وبئس لعمر الله ما ظن مصعب ووالله لا أنساه ما ذر شارق وما لاح في داج من الليل كوكب وثبت عليه ظالما فقتله فقهرك مني شر يوم عصبصب قتلت به من حي فهر بن مالك ثمانين منهم ناشئون وأشيب وكفي لهم رهن بعشرين أو يرى علي من الإصباح نوح مسلب أأرفع رأسي وسط بكر بن وائل ولم أر سيفي من دم يتصبب ثم ضاقت به البصرة فهرب إلى عمان فاستجار بسليمان بن سعيد بن الصقر بن الجلندى فلما أخبر بفتكه خشيه وتذمم أن يقتله علانية فبعث إليه بنصف بطيخة قد سمها وكان يعجبه البطيخ وقال هذا أول شيء رأيناه من البطيخ وقد أكلت نصفها وأهديت لك نصفها فلما أكلها أحس بالموت فدخل عليه سليمان يعوده فقال له أيها الأمير ادن مني أسر إليك قولا فقال له قل ما بدا لك فما بعمان عليك من أذن واعية ولم يستجر أن يدنو منه فمات بها وقال عبيد الله بن الحر يخاطب المختار لقد زعم الكذاب أني وصحبتي بمسكن قد أعيت علي مذاهبي فكيف وتحتي أعوجي وصحبتي على كل صهميم الثميلة شارب إذا ما خشينا بلدة قربت بنا طوال متون مشرفات الحواجب وقد ذكر الحازمي أن مسكن أيضا بدجيل الأهواز حيث كانت وقعة الحجاج بابن الأشعث وهو غلط منه
مسكة بلفظ تأنيث المسك الذي يشم وهما قريتان على البليخ قرب الرقة يقال لهما مسكة الكبرى ومسكة الصغرى ومسكة أيضا قرية من قرى عسقلان ينسب إليها جماعة بمصر منهم شيخنا عبد الخالق بن صالح بن علي بن زيدان المسكي وعبد الله بن خلف بن رافع المسكي أبو محمد المصري سمع من أبي طاهر السلفي الحافظ وأبي الحسين الكاملي وغيرهما وكان يحفظ وجمع تاريخا لمصر أجاد فيه ومات وهو في مسوداته قد عجز أن يبيضها لفقره فبيع على العطارين لصر الحوائج كأن لم يكن بمصر من يعينه على تبييضه ولا ذو همة يشتريه فيبيضه وبالله المستعان ويقال إن التفاح المسكي بمصر إليها ينسب ونقله إليها منها الوزير اليازوري لأن يازور قرية من مسكة
مسكى ناحية تتصل بنواحي كرمان وهي مدينة تغلب عليها في حدود سنة 043 رجل يعرف بمظفر بن رجاء وهو لا يخطب لغير الخليفة ولا يطيع أحدا من الملوك الذين يصاقبون حدود عمله هذا على نحو ثلاث مراحل وفيها نخيل قليلة وفيها شيء من فواكه الصرود على أنها من الجروم
المسلح بالفتح ثم السكون وفتح اللام والحاء مهملة اسم موضع من أعمال المدينة عن القتبي قال ابن شميل مسلحة الجند خطاطيف لهم بين أيديهم ينفضون لهم الطريق ويتجسسون خبر العدو ويعلمون لهم علمهم لئلا يهجم عليهم ولا يدعون أحدا من

العدو يدخل بلاد المسلمين وإن جاء جيش أنذروا المسلمين والواحد مسلحي
مسلح بضم الميم وسكون السين وكسر اللام قال ابن إسحاق في غزوة بدر فلما استقبل الصفراء وهي قرية بين جبلين سأل عن جبليها ما اسماهما فقالوا هذا مسلح وهذا مخزىء فكره رسول الله صلى الله عليه و سلم المرور بينهما فسار ذات اليمين
مسلح بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد اللام وكسرها وحاء مهملة شعب بجبلة دخلته بنو عامر يوم جبلة فحصنوا فيه نساءهم وذراريهم
ومرج مسلح بالعراق ذكره عاصم بن عمرو التميمي في شعر له أيام الفتوح فقال يذكر نكاية المسلمين في الفرس لعمري وما عمري علي بهين لقد صبحت بالخزي أهل النمارق بأيدي رجال هاجروا نحو ربهم يجوسونهم ما بين درتا وبارق قتلناهم ما بين مرج مسلح وبين الهوافي من طريق البذارق
مسلحة بضم أوله وفتح ثانيه وكسر اللام وتشديدها والحاء مهملة كذا ضبطه أبو أحمد العسكري ورواه غيره بفتح اللام يوم مسلحة من أيامهم وهو يوم غزا فيه قيس بن عاصم وبنو تميم على بني عجل وغيرة بالنباج وتيتل إلى جنب مسلحة قال جرير لهم يوم الكلاب ويوم قيس أقام على مسلحة المزارا
مسلوق بالفتح ثم السكون وضم اللام وآخره قاف موضع كانت فيه وقعة لهم وهو يوم مسلوق
مسلية بضم أوله وسكون ثانيه وكسر اللام وتخفيف الياء المثناة من تحتها محلة بالكوفة سميت باسم القبيلة وهي مسلية بن عامر بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب ومالك هو مذحج وقد نسب إلى هذه المحلة أبو العباس أحمد بن يحيى بن الناقة المسلي سكن المحلة فنسب إليها وكان فاضلا شاعرا سمع الحديث الكثير وجمع فيه كتابا سمع أبا البقاء المعمر بن محمد بن علي بن الحبال وأبا الغنائم أبي النرسي ذكره أبو سعد في شيوخه
المسمارية
مسنان بالكسر وبعد السين نون وآخره نون أخرى قرية من قرى نسف ينسب إليها عمران بن العباس بن موسى المسناني يروي عن محمد بن حميد الرازي ومحمد بن فضيل بن غزوان وغيرهما روى عنه مكحول بن الفضل النسفي وغيره توفي سنة 182
المسناة قال الكميت بن معروف وقلت لندماني والحزن بيننا وشم الأعالي من خفاف نوازع أنار بدت بين المسناة فالحمى لعينيك أم برق من الليل ساطع فإن يك برقا فهو برق سحابة لها ريق لم يخل في الشم لامع وإن تك نارا فهي نار تشبها قلوص وتزهاها الرياح الزعازع
مسور حصن من أعمال صنعاء اليمن قال شاعر يمني

ولم نتقدم في سهام ويأزل وبيش ولم نفتح مشارا ومسورا
مسوس بالفتح ثم الضم وسينين مهملتين بينهما واو قرية من قرى مرو
مسولا بالفتح ثم الضم وسكون الواو ولام مفتوحة وألف مقصورة وهو أحد فوائد كتاب سيبويه قال ابن جني ينبغي أن يكون مقصورا من مسولا بمنزلة جلولا في كتاب نصر بأقصى شراء الأسود الذي لبني عقيل بأكناف غمرة في أقصاه جبلان وقيل قريتان وراء ذات عرق فوقهما جبل طويل يسمى مسولا قال المرار أإن هب علوي يعلل فتية بنخلة وهنا فاض منك المدامع فهاج جوى في القلب ضمنه الهوى ببينونة تنأى بها من توادع وهاج المعنى مثل ما هاج قلبه عليك بنعمان الحمام السواجع فأصبحت مهموما كأن مطيتي بجنب مسولا أو بوجرة ظالع
المسيب بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وباء موحدة يجوز أن يكون من السيب وهو العطاء أو من السيب وهو مجرى الماء وهو اسم واد
مسيحة بالفتح ثم الكسر والياء ساكنة من السيح وهو الماء الفائض اسم ماء قال عرام إن فصلت من عسفان لقيت البحر وتذهب عنك الجبال والقرى إلا أودية مسماة بينك وبين مر الظهران يقال لواد منها مسيحة وقال أبو جندب الهذلي فأبلغ معقلا عني رسولا مغلغلة وواثلة بن عمرو إلى أي نساق وفد بلغنا ظماء من مسيحة ماء بثر
المسيلة بالفتح ثم الكسر والياء ساكنة ولام مدينة بالمغرب تسمى المحمدية اختطها أبو القاسم محمد بن المهدي في سنة 513 وهو يومئذ ولي عهد أبيه وأبو القاسم هذا هو الذي يلقب بالقائم بعد المهدي من المنتسبين إلى العلويين الذين كانوا بمصر ينسب إليها أبو العباس أحمد بن محمد بن حرب المقري بمصر قرأ القرآن ورحل إلى بطليوس فلقي بها أبا بكر محمد بن مزاحم الخزرجي وقرأ عليه أبو حميد عبد العزيز بن علي بن محمد بن سلمة السيحاني المقري
مسينان من قرى قهستان
مسيني بالفتح ثم السين المشددة مكسورة وياء تحتها نقطتان ساكنة ونون مكسورة وياء ساكنة بليدة على ساحل جزيرة صقلية مما يلي الروم مقابل ريو وهو بلد في بر القسطنطينية الواقف في مسيني يرى من في ريو قال ابن حمديس الصقلي وأظل أنشد حين أنشد صاحبي من ذا يمسيني على مسيني وحللتها وحللت عقد عزائمي بيدي إلى السيد المبادر دوني فأقامني تسعين يوما لم تزل نفسي بها في عقدة التسعين بتحلق لا يستقل جناحه ولو استطار بريشتي جبرين برد جرى في معطفيه وفكه وكلامه وعجانه المعجون ثم استقلت بي على علاتها مجنونة سحبت على مجنون

هوجاء تقسم والرياح تقودها بالنون إنا من طعام النون قال بطليموس مدينة مسينة صقلية طولها تسع وثلاثون درجة وعرضها ثمان وثلاثون درجة وثمان وأربعون دقيقة من أول الإقليم الخامس طالعها القوس تسع درجات وسبع وعشرون دقيقة بيت حياتها الجوزاء وفيها المنكب واليد والكف وفيها منكب الفرس والجوزاء داخلة في السماك خارجة من الجنوب
باب الميم والشين وما يليهما
مشاحج حصن من معارف ذمار باليمن
مشار قلة في أعلى موضع من جبال حراز منه كان مخرج الصليحي في سنة 844 وجاهر فيه لم يكن فيه بناء فحصنه وأتقنه وأقام به حتى استفحل أمره وقال شاعر الصليحي كأنا وأيام الحصيب وسردد درادم عقرن الأجل المظفرا ولم نتقدم في سهام ويأزل وبيش ولم نفتح مشارا ومسورا
المشارف جمع مشرف قرى قرب حوران منها بصرى من الشام ثم من أعمال دمشق إليها تنسب السيوف المشرفية رد إلى واحده ثم نسب إليه قال أبو منصور قال الأصمعي السيوف المشرقية منسوبة إلى مشارف وهي قرى من أرض العرب تدنو من الريف وحكى الواحدي هي قرى باليمن وقال أبو عبيدة سيف البحر شطه وما كان عليه من المدن يقال لها المشارف تنسب إليها السيوف المشرفية والمشارف من المدن على مثل مسافة الأنبار من بغداد والقادسية من الكوفة ومشارف الأرض أعاليها وفي مغازي ابن إسحاق في حديث موتة ثم مضى الناس حتى إذا كانوا بتخوم البلقاء لقيتهم جموع هرقل من الروم والعرب بقرية من قرى البلقاء يقال لها مشارف فهذا قد جعلها قرية بعينها
المشاش بالضم قال عرام ويتصل بجبال عرفات جبال الطائف وفيها مياه كثيرة أوشال وعظائم قني منها المشاش وهو الذي يجري بعرفات ويتصل إلى مكة
المشافر موضع قال الراعي تؤم وصحراء المشافر دونها سنا نارنا أنى يشب وقودها المشان بالفتح وآخره نون هي بليدة قريبة من البصرة كثيرة التمر والرطب والفواكه وما أبعد أن يكون أصلها الضم لأن الرطب المشان ضرب منه طيب فيه جرى المثل بعلة الورشان يأكل رطب المشان فغيرته العامة ومنها تحكي العوام قيل لملك الموت أين نطلبك إذا أردناك قال عند قنطرة حلوان قيل فإن لم نجدك قال ما أبرح من مشرعة المشان وإلى الآن إذا سخط ببغداد على أحد ينفى إليها ومنها كان أبو محمد القاسم بن علي الحريري صاحب المقامات وكتب سديد الدولة ابن الأنباري إلى الحريري كتابا صدره بهذين البيتين سقى ورعى الله المشان فإنها محل كريم ظل بالمجد حاليا أسائل من لاقيت عنه وحاله فهل يسألن عني ويعرف حاليا
مشان بالكسر وآخره نون اسم جبل عن العمراني

المشترك آخره كاف من قرى المحلة المزيدية ينسب إليها علي بن غنيمة بن علي المقري قدم بغداد وقرأ القرآن بالسبع على الشيخ أبي محمد بن علي بن أبي منصور أحمد الخياط وغيره وأم بمسجد الريحانيين المعروف بمسجد أنس وتلقى عليه خلق من الأعيان ومات في رمضان سنة 275
مشتلة بالفتح ثم السكون وتاء فوقها نقطتان ولام قرية من قرى أصبهان ينسب إليها عامر بن حمدونة المشتلي الزاهد روى عن سفيان الثوري وشعبة وغيرهما روى عنه إبراهيم بن أيوب وعقيل بن يحيى
مشتول بالفتح ثم السكون وتاء مثناة من فوقها وواو ساكنة ولام قريتان مشتول الطواحين ومشتول القاضي وكلتاهما من كورة الشرقية قال المهلبي مر بينهما طريقان فالأيمن منهما إلى مشتول الطواحين وهي مدينة حسنة العمارة جليلة الارتفاع بها عد طواحين تطحن الدقيق الحوارى وتجهز إلى مصر وإليها ينسب أبو علي الحسن بن علي بن موسى المشتولي من مشايخ الصوفية تخرج من القاهرة إلى عين شمس إلى الكوم الأحمر إلى مشتول ثمانية عشر ميلا
مشحاذ بالكسر والحاء المهملة وآخره ذال معجمة من شحذت السكين إذا حددتها علم شمالي قطن
مشحلا بالحاء مهملة والقصر قرية من نواحي عزاز من أعمال حلب يقال إن فيها قبر داود النبي عليه السلام
مشخرة بكسر الخاء المعجمة وهي بلد باليمن من ناحية ذمار
مشرجة بالضم ثم الفتح والراء شديدة والجيم لعله مأخوذ من الشرج وهو مجرى الماء وهو منزل من واسط للقاصد إلى مكة
مشرد قرية باليمامة عن الحفصي
مشرف بالضم ثم السكون وكسر الراء والفاء هو رمل بالدهناء قال ذو الرمة إذا ظعن يقطعن أجواز مشرف شمالا وعن أيمانهن الفوارس الفوارس أيضا موضع وقال ذو الرمة أيضا رعت مشرفا فالأجبل العفر حوله إلى ركن حزوى في أوابد همل تتبع جزرا من رخامى وخطرة وما اهتز من ثدائها المتربل
مشرف قال ابن السكيت في تفسير قول كثير أحاطت يداه بالخلافة بعدما أراد رجال آخرون اغتيالها فما أسلموها عنوة عن مودة ولكن بحد المشرفي استقالها العنوة بلغة أهل الحجاز وهم خزاعة وهذيل الطوع ولغة باقي العرب القسر وقال ابن السكيت مرة أخرى العنوة في سائر الكلام القسر والقهر قال والمشرفي منسوب إلى المشارف وهي قرى للعرب تدنو من الريف قال الفزاري هي حزون وأودية وضمار مديرة بأرض الثلوج من الشام فإذا أصاب الناس الثلج ساقوا أموالهم إليها فيقال نزل الناس مشارفهم وقال أبو عبيدة ينسب إلى مشرف وهو جاهلي وقال ابن الكلبي هو المشرف بن مالك بن دعر بن حجر بن جزيلة بن لخم بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان

مشرف هو جبل قال قيس بن العيزارة الهذلي فإما أعش حتى أدب على العصا فوالله أنسى ليلتي بالمسالم فإنك لو عاليته في مشرف من الصفر أو من مشرفات التوائم
المشرق بالفتح ثم السكون وكسر الراء وآخره قاف بلفظ ضد المغرب جبل من جبال الأعراف بين الصريف والقصيم من أرض ضبة وجبل آخر هناك
ومخلاف المشرق باليمن
المشرق بضم أوله وفتح ثانيه والراء مفتوحة مشددة وقاف يجوز أن يكون من شرق بريقه ومن الشرق ضد الغرب قال ابن السكيت الشرق الشمس بالتحريم والشرق بالسكون المكان الذي تشرق منه الشمس والمشرق موضع الشمس في الشتاء على الأرض بعد طلوعها وهو سوق بالطائف عن أبي عبيدة وقيل هو مسجد بالخيف وقيل هو جبل البرام قال الأصمعي المشرق المصلى ومسجد الخيف وحكي عن شعبة أنه قال خرجت أقود سماك بن حرب فقال أين المشرق يعني مسجد العيدين وإياه عنى أبو ذؤيب بقوله يذكر بنيه الخمسة أودى بني وأعقبوا لي حسرة بعد الرقاد وعبرة ما تقلع فالعين بعدهم كأن حداقها سملت بشوك فهي عور تدمع ولقد حصرت بأن أدافع عنهم وإذا المنية أقبلت لا تدفع وإذا المنية أنشبت أظفارها ألفيت كل تميمة لا تنفع وتجلدي للشامتين أريهم أني لريب الدهر لا أتضعضع حتى كأني للحوادث مروة بصفا المشرق كل يوم تقرع
مشرق بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد الراء وكسرها واد بين العذيب وعين شمس في عدوتيه الدنيا منهما إلى العذيب والقصوى منهما من العذيب ومن عين شمس دفن فيهما شهداء يوم القادسية من المسلمين وقد قال شاعر في نقل سعد إياهم إلى هنالك جزى الله أقواما بجنب مشرق غداة دعا الرحمن من كان داعيا جنانا من الفردوس والمنزل الذي يحل به م الخير من كان باقيا قال ودفن شهداء ليلة الهرير من ليالي القادسية وقتلى يوم القادسية وهو آخر أيام القادسية حول قديس من وراء العقيق وكانوا ألفين وخمسمائة بحيال مشرق ودفن شهداء ما كان قبل ليلة الهرير على مشرق
مشرقين بكسر القاف علم مرتجل لاسم موضع
مشروح بالفتح وآخره حاء مهملة موضع بنواحي المدينة في شعر كثير وأخرى بذي المشروح من بطن بيشة بها لمطافيل النعاج جؤار
مشروق موضع باليمن منه معدي كرب المشروقي الهمذاني يروي عن علي وابن مسعود روى عنه أبو إسحاق الهمذاني
مشريق بالكسر بوزن معطير موضع
المشعر الحرام هو في قول الله تعالى فاذكروا الله عند المشعر الحرام وهو مزدلفة وجمع يسمى بهما جميعا والمشعر العلم المتعبد من متعبداته وهو

بين الصفا والمروة وهو من مناسك الحج وقد روى عياض في ميمه الفتح والكسر والصحيح الفتح والمشاعر في غير هذا كل موضع فيه أشجار كثيرة
مشعل بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح العين المهملة موضع بين مكة والمدينة من الرويثة قال الشنفري خرجنا من الوادي الذي بين مشعل وبين الجبا هيهات أنسأت سربتي
مشغرى بالفتح ثم السكون وغين معجمة وراء قرية من قرى دمشق من ناحية البقاع ينسب إليها أبو الجهم أحمد بن الحسين بن أحمد بن طلاب بن كثير ابن حماد بن الفضل مولى عيسى بن طلحة بن عبيد الله وقيل مولى يحيى بن طلحة أبو الجهم المشغراني أصله من بيت لهيا تعلم بها ثم انتقل إلى مشغرى قرية على سفح جبل لبنان فصار بها إمامهم وخطيبهم روى عن أحمد بن أبي الحواري وهشام بن عمار وهشام بن خالد الأزرق وطبقتهم كثيرا روى عنه أبو الحسين الرازي وعبد الوهاب الكلابي والحاكم أبو أحمد النيسابوري وأبو سليمان بن زبر وجماعة أخرى كثيرة وكان ثقة ومات بدمشق في ذي الحجة سنة 713 سقط عن دابته فمات لوقته ودفن بالباب الصغير والقرشي المشغراني الدمشقي سمع هشام بن عمار وأحمد بن أبي الحوارى روى عنه أبو القاسم الطبراني وأبو حاتم بن حبان وعلي بن الحسين بن عبد الرزاق أبو الحسن المشغراني الدمشقي حدث بصيداء عن أبي الحسين بن شاب بن نظيف وعلي بن محمد النيسابوري روى عنه عمر الدهستاني
المشقر بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد القاف وراء كأنه مأخوذ من الشقرة وهي الحمرة أو من الشقر وهي شقائق النعمان قال ابن الققيه هو حصن بين نجران والبحرين يقال إنه من بناء طسم وهو على تل عال ويقابله حصن بني سدوس ويقال إنه من بناء سليمان بن داود عليهما السلام وقال غيره المشقر حصن بالبحرين عظيم لعبد القيس يلي حصنا لهم آخر يقال له الصفا قبل مدينة هجر والمسجد الجامع بالمشقر وبين الصفا والمشقر نهر يجري يقال له العين وهو يجري إلى جانب مدينة محمد بن الغمر ولذلك قال يزيد بن المفرغ يهجو المنذر بن الجارود وكان قد أجاره فحقد عبيد الله بن زياد جواره وأخذه منه فنكل به ونسب المشقر إلى عبد القيس وهم أهل البحرين فقال تركت قريشا أن أجاور فيهم وجاورت عبد القيس أهل المشقر أناسا أجارونا فكان جوارهم أعاصير من فسو العراق المبذر فهلا بني اللفاء كنتم بني استها فعلتم فعال العامري ابن جعفر حمى جاره بشر بن عمرو بن مرثد بألف كمي في الحديد مكفر وخاض حياض الموت من دون جاره كهولا وشبانا كجنة عبقر وأداه موفورا وقد جمعت له كتائب خضر للهمام بن منذر ولما قدمت عبد القيس البحرين وبها إياد أخرجوهم منها قهرا ونزلوها فاستقروا بها إلى الآن قال عمرو بن أسوى العبقسي ألا بلغا عمرو بن قيس رسالة فلا تجزعن من نائب الدهر واصبر

شحطنا إيادا عن وقاع وقلصت وبكرا نفينا عن حياض المشقر وفيه حبس كسرى بني تميم وقد روي أن المشقر جبل لهذيل فيمن روى قول أبي ذؤيب وهو ابن الأعرابي حتى كأني للحوادث مروة بصفا المشقر كل يوم تقرع قال الأصمعي ولهذيل جبل يقال له المشقر وهذا الذي قال فيه أبو ذؤيب وذكر البيت ثم قال وبعض المشقر لخزاعة هذا نص قوي على أن المشقر في موضعين ويروى المشرق وقال الحازمي المشقر أيضا واد بأجإ وقد قال امرؤ القيس في قصيدته التي يذكر فيها الشام فذكر فيها عدة مواضع ثم قال أو المكرعات من نخيل ابن يامن دوين الصفا اللائي يلين المشقرا ولعله شبه موضعا بالشام به أو أراد أنه رحل من هناك إلى الشام وقال عرفطة بن عبد الله المالكي ثم الأسدي لقد كنت أشقى بالغرام فشاقني بليلي على بنيان حمل مقدر فقلت وقد زال النهار كوارع من الثاج أو من نخل يثرب موقر أو المكرعات من نخيل ابن يامن دوين الصفا اللائي يحف المشقر
المشقق قال ابن إسحاق في غزوة تبوك وكان في الطريق ماء يخرج من وشل ما يروي الراكب والراكبين والثلاثة بواد يقال له المشقق فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سبقنا إلى هذا الماء فلا يستقين منه شيئا حتى نأتيه قال فسبقه إليه نفر من المنافقين فاستقوا ما فيه فلما أتاه رسول الله صلى الله عليه و سلم وقف عليه فلم ير فيه شيئا فقال من سبقنا إلى هذا الماء فقيل له يا رسول الله فلان وفلان فقال أولم أنههم أن يستقوا منه شيئا حتى آتيهم ثم لعنهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ودعا عليهم ثم نزل فوضع يده تحت الوشل فجعل يصب في يده ما شاء الله أن يصب ثم نضحه به ومسحه بيده ودعا رسول الله صلى الله عليه و سلم بما شاء أن يدعو به فانخرق من الماء كما يقول من سمعه ما إن له حسا كحس الصواعق فشرب الناس واستقوا حاجتهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لئن بقيتم أو من بقي منكم لتمسعن بهذا الوادي وهو أخصب ما بين يديه وما خلفه
مشقلقيل بالضم وقافين ولامين قرية على غربي النيل من الصعيد
مشكاذين قرية من قرى الري كانت بها وقعة بين أصحاب الحسن بن زيد العلوي وبين عبد الله بن عزيز صاحب الطاهرية انهزم فيها العلويون وذلك في سنة 152
مشكان بالضم ثم السكون وآخره نون قرية من نواحي روذبار من أعمال همذان ينسب إلى مشكان أبو عمرو عثمان بن محمد المشكاني الصوفي روى عنه السلفي بالكسر قال كان من أهل الصلاح وولد بمشكان من مدن قهستان وهو يسمى بلاد الجبل قهستان وصاحب في سفره مشايخ الشام والعراق ومصر والحجاز وتأهل بمصر وأقام بها إلى أن مات وكان سمع الكثير
ومشكان أيضا بليدة بفارس من ناحية كورة إصطخر
مشكويه من أعمال الري بليدة بينها وبين الري مرحلتان على طريق ساوه

المشلل بالضم ثم الفتح وفتح اللام أيضا والشل الطرد وهو جبل يهبط منه إلى قديد من ناحية البحر قال العرجي ألا قل لمن أمسى بمكة قاطنا ومن جاء من عمق ونقب المشلل دعوا الحج لا تستهلكوا نفقاتكم فما حج هذا لعام بالمتقبل وكيف يزكى حج من لم يكن له إمام لدى تجهيزه غير دلدل يظل أليفا بالصيام نهاره ويلبس في الظلماء سمطي قرنفل
المشوكة قلعة باليمن في جبل قلحاح
المشيرب وجدته في مغازي ابن إسحاق المشترب وهو ماء ببطحاء ابن أزهر وكان قد شرب منه النبي صلى الله عليه و سلم
باب الميم والصاد وما يليهما
المصامة بالفتح كأنه من الصوم وهو الإمساك والقيام والمصامة المقامة كأنه الموضع الذي يقام فيه وهو موضع في شعر عامر بن الطفيل
المصامة بالفتح كأنه من الصوم وهو الإمساك والقيام والمصامة المقامة كأنه الموضع الذي يقام فيه وهو موضع في شعر عامر بن الطفيل
المصانع كأنه جمع مصنع قال المفسرون في قوله تعالى وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون المصانع الأبنية وقال بعضهم هي أحباس تتخذ للماء واحدها مصنعة ومصنع ويقال للقصور أيضا مصانع قال لبيد بلينا وما تبلى النجوم الطوالع وتبلى الديار بعدنا والمصانع والمصانع اسم مخلاف باليمن يسكنه آل ذي حوال وهم ولد ذي مقار منهم يعفر بن عبد الرحمن بن كريب الحوالي قال عنترة العبسي وفي أرش المصانع قد تركنا لنا بفعالنا خبرا مشاعا أقمنا بالذوابل سوق حرب وأظهرنا النفوس لها متاعا حصاني كان دلال المنايا فخاض غبارها وشرى وباعا وسيفي كان في البيدا طبيبا يداوي رأس من يشكو الصداعا ولو أرسلت سيفي مع جبان لكان بهيبتي يلقى السباعا من قصيدة وقال امرؤ القيس وألحق بيت أحوال بحجر ولم ينفعهم عدد ومال وقال بعضهم أزال مصانعا من ذي أراش وقد ملك السهولة والجبالا وبأعمال صنعاء حصن يقال له المصانع
والمصانع أيضا قرية من قرى اليمامة التي لم تدخل في صلح خالد بن الوليد أيام قتل مسيلمة الكذاب وهو نخل لبني ضور بن رزاح قاله الحفصي
المصامدة هو مثل المهالبة نسبة إلى مصمودة وهي قبيلة بالمغرب فيه موضع يعرف بهم وبينهم كان محمد بن تومرت صاحب دعوة بني عبد المؤمن حتى تم له بالمغرب ما تم من الاستيلاء على البلاد والغلبة
المصحبية من مياه بني قشير عن أبي زياد
مصراثا بالفتح والسكون والثاء مثلثة قرية من سواد بغداد تحت كلواذي

المصران بالكسر تثنية المصر وإذا أطلق هذا اللفظ يراد به البصرة والكوفة
مصر بفتح أوله وثانيه وتشديد الراء يجوز أن يكون مفعلا من أصر على الشيء إذا عزم أو من صر الجندب أو من صرير الباب وهو واد بأعلى حمى ضرية وقد تكسر الصاد عن الحازمي
مصر سميت مصر بمصر بن مصرايم بن حام بن نوح عليه السلام وهي من فتوح عمرو بن العاص في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد استقصينا ذلك في الفسطاط قال صاحب الزيج طول مصر أربع وخمسون درجة وثلثان وعرضها تسع وعشرون درجة وربع في الإقليم الثالث وذكر ابن ما شاء الله المنجم أن مصر من إقليمين من الإقليم الثالث مدينة الفسطاط والإسكندرية ومدن إخميم وقوص واهناس والمقس وكورة الفيوم ومدينة القلزم ومدن أتريب وبنى وما والى ذلك من أسفل الأرض وإنعرض مدينة الإسكندرية وأتريب وبنى وما والى ذلك ثلاثون درجة وإن عرض مصر وكورة الفيوم وما والى ذلك تسع وعشرون درجة وإن عرض مدينة اهناس والقلزم ثمان وعشرون درجة وإن عرض إخميم ست وعشرون درجة ومن الإقليم الرابع تنيس ودمياط وما والى ذلك من أسفل الأرض وإن عروضهن إحدى وثلاثون درجة قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله تعالى وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين قال يعني مصر وإن مصر خزائن الأرضين كلها وسلطانها سلطان الأرضين كلها ألا ترى إلى قول يوسف عليه السلام لملك مصر اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ففعل فأغاث الله الناس بمصر وخزائنها ولم يذكر عز و جل في كتابه مدينة بعينها بمدح غير مكة ومصر فإنه قال أليس لي ملك مصر وهذا تعظيم ومدح وقال اهبطوا مصرا فمن لم يصرف فهو علم لهذا الموضع وقوله تعالى فإن لكم ما سألتم تعظيم لها فإن موضعا يوجد فيه ما يسألون لا يكون إلا عظيما وقوله تعالى وقال الذي اشتراه من مصر لأمرأته وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين وقال وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتا وسمى الله تعالى ملك مصر العزيز بقوله تعالى وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه وقالوا ليوسف حين ملك مصر يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر فكانت هذه تحية عظمائهم وأرض مصر أربعون ليلة في مثلها طولها من الشجرتين اللتين كانتا بين رفح والعريش إلى أسوان وعرضها من برقة إلى أيلة وكانت منازل الفراعنة واسمها باليونانية مقدونية والمسافة ما بين بغداد إلى مصر خمسمائة وسبعون فرسخا وروى أبو ميل أن عبد الله بن عمر الأشعري قدم من دمشق إلى مصر وبها عبد الرحمن بن عمرو بن العاص فقال ما أقدمك إلى بلدنا قال أنت أقدمتني كنت حدثتنا أن مصر أسرع الأرض خرابا ثم أراك قد اتخذت فيها الرباع واطمأننت فقال إن مصر قد وقع خرابها دخلها بختنصر فلم يدع فيها حائطا قائما فهذا هو الخراب الذي كان يتوقع لها وهي اليوم أطيب الأرضين ترابا وأبعدها خرابا لن تزال فيها بركة ما دام في الأرض إنسان قوله تعالى فإن لم يصبها وابل فطل هي أرض مصر إن لم يصبها مطر زكت وإن أصابها أضعف زكاها وقالوا مثلت الأرض على صورة طائر فالبصرة ومصر الجناحان فإذا خربتا خربت الدنيا وقرأت بخط أبي

عبد الله المرزباني حدثني أبو حازم القاضي قال قال لي أحمد بن المدبر أبو الحسن لو عمرت مصر كلها لوفت بالدنيا وقال لي مساحة مصر ثمانية وعشرون ألف ألف فدان وإنما يعمل فيها في ألف ألف فدان وقال لي كنت أتقلد الدواوين لا أبيت ليلة من الليالي وعلي شيء من العمل وتقلدت مصر فكنت ربما بت وعلي شيء من العمل فأستتمه إذا أصبحت قال وقال لي أبو حازم القاضي جبى عمرو بن العاص مصر لعمر بن الخطاب رضي الله عنه اثني عشر ألف ألف دينار فصرفه عثمان وقلدها عبد الله بن أبي سرح فجباها أربعة عشر ألف ألف فقال عثمان لعمرو يا أبا عبد الله أعلمت أن اللقحة بعدك درت فقال نعم ولكنها أجاعت أولادها وقال لنا أبو حازم إن هذا الذي رفعه عمرو بن العاص وابن أبي سرح إنما كان عن الجماجم خاصة دون الخراج وغيره ومن مفاخر مصر مارية القبطية أم إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يرزق من امرأة ولدا ذكرا غيرها وهاجر أم إسماعيل عليه السلام وإذا كانت أم إسماعيل فهي أم محمد صلى الله عليه و سلم وقال النبي صلى الله عليه و سلم إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا فإن لهم صهرا وقرأت بخط محمد بن عبد الملك النارنجي حدثني محمد بن إسماعيل السلمي قال قال إبراهيم بن محمد بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف وهو ابن عم أبي عبد الله محمد بن إدريس بن العباس الشافعي قال كتبت إلى أبي عبد الله عند قدومه مصر أسأله عن أهله في فصل من كتابي إليه فكتب إلي وسألت عن أهل البلد الذي أنا به وهم كما قال عباس بن مرداس السلمي إذا جاء باغي الخير قلن بشاشة له بوجوه كالدنانير مرحبا وأهلا ولا ممنوع خير تريده ولا أنت تخشى عندنا أن تؤنبا وفي رسالة لمحمد بن زياد الحارثي إلى الرشيد يشير عليه في أمر مصر لما قتلوا موسى بن مصعب يصف مصر وجلالتها ومصر خزانة أمير المؤمنين التي يحمل عليها حمل مؤنة ثغوره وأطرافه ويقوت بها عامة جنده ورعيته مع اتصالها بالمغرب ومجاورتها أجناد الشام وبقية من بقايا العرب ومجمع عدد الناس فيما يجمع من ضروب المنافع والصناعات فليس أمرها بالصغير ولا فسادها بالهين ولا ما يلتمس به صلاحها بالأمر الذي يصير له على المشقة ويأتي بالرفق وقد هاجر إلى مصر جماعة من الأنبياء وولدوا ودفنوا بها منهم يوسف الصديق عليه السلام والأسباط وموسى وهارون وزعموا أن المسيح عليه السلام ولد بأهناس وبها نخلة مريم وقد وردها جماعة كثيرة من الصحابة الكرام ومات بها طائفة أخرى منهم عمرو بن العاص وعبد الله بن الحارث الزبيدي وعبد الله بن حذافة السهمي وعقبة بن عامر الجهني وغيرهم قال أمية يكتنف مصر من مبدئها في العرض إلى منتهاها جبلان أجردان غير شامخين متقاربان جدا في وضعهما أحدهما في ضفة النيل الشرقية وهو جبل المقطم والآخر في الضفة الغربية منه والنيل منسرب فيما بينهما من لدن مدينة أسوان إلى أن ينتهيا إلى الفسطاط فثم تتسع مسافة ما بينهما وتنفرج قليلا ويأخذ المقطم منها شرقا فيشرف على فسطاط مصر ويغرب الآخر على وراب من مسلكيهما وتعريج مسلكيهما فتتسع أرض مصر من الفسطاط إلى ساحل البحر الرومي الذي عليه الفرما وتنيس ودمياط ورشيد والإسكندرية

ولذلك مهب الشمال يهب إلى القبلة شيئا ما فإذا بلغت آخر مصر عدت ذات الشمال واستقبلت الجنوب وتسير في الرمل وأنت متوجه إلى القبلة فيكون الرمل من مصبه عن يمنيك إلى إفريقية وعن يسارك من أرض مصر الفيوم منها وأرض الواحات الأربع وذلك بغربي مصر وهو ما استقبلته منه ثم تعرج من آخر الواحات وتستقبل المشرق سائرا إلى النيل تسير ثماني مراحل إلى النيل ثم على النيل صاعدا وهي آخر أرض الإسلام هناك وتليها بلاد النوبة ثم تقطع النيل وتأخذ من أرض أسوان في الشرق منكبا على بلاد السودان إلى عيذاب ساحل البحر الحجازي فمن أسوان إلى عيذاب خمس عشرة مرحلة وذلك كله قبلي أرض مصر ومهب الجنوب منها ثم تقطع البحر الملح من عيذاب إلى أرض الحجاز فتنزل الحوراء أول أرض مصر وهي متصلة بأعراض مدينة الرسول صلى الله عليه و سلم وهذا البحر المذكور وهو بحر القلزم وهو داخل في أرض مصر بشرقية وغربية فالشرقي منه أرض الحوراء وطبة فالنبك وأرض مدين وأرض أيلة فصاعدا إلى المقطم بمصر والغربي منه ساحل عيذاب إلى بحر القلزم إلى المقطم والبحري مدينة القلزم وجبل الطور وبين القلزم والفرما مسيرة يوم وليلة وهو الحاجز بين البحرين بحر الحجاز وبحر الروم وهذا كله شرقي مصر من الحوراء إلى العريش وذكر من له معرفة بالخراج الدواوين أنه وقف على جريدة عتيقة بخط أبي عيسى المعروف بالنويس متولي خراج مصر يتضمن أن قرى مصر والصعيد وأسفل الأرض ألفان وثلثمائة وخمس وتسعون قرية منها الصعيد تسعمائة وسبع وخمسون قرية وأسفل أرض مصر ألف وأربعمائة وتسع وثلاثون قرية والآن قد تغير ذلك وخرب كثير منه فلا تبلغ هذه العدة وقال القضاعي أرض مصر تنقسم قسمين فمن ذلك صعيدها وهو يلي مهب الجنوب منها وأسفل أرضها وهو يلي مهب الشمال منها فقسم الصعيد عشرون كورة وقسم أسفل الأرض ثلاث وثلاثون كور فأما كورة الصعيد فأولاها كورة الفيوم وكورة منف وكورة وسيم وكورة الشرقية وكورة دلاص وكورة بوصير وكورة أهناس وكورة الفشن وكورة البهنسا وكورة طحا وكورة جير وكورة السمنودية وكورة بويط وكورة الأشمونين وكورة أسفل أنصنا وأعلاها وكورة قوص وقاو وكورة شطب وكورة أسيوط وكورة قهقوة وكورة إخميم وكورة دير أبشيا وكورة هو وكورة إقنا وكورة فاو وكورة دندرا وكورة قفط وكورة الأقصر وكورة إسنا وكورة أرمنت وكورة أسوان
ثم ملك مصر بعد وفاة أبيه بيصر ابنه مصر ثم قفط بن مصروذكر ابن عبد الحكم بعد قفط اشمن أخاه ثم أخوه أتريب ثم أخوه صا ثم ابنه تدارس بن صا ثم ابنه ماليق بن تدارس ثم ابنه حربتا بن ماليق ثم ابنه ملكي بن حربتا فملكه نحو مائة سنة ثم مات ولا ولد له فملك أخوه ماليا بن حربتا ثم ابنه طوطيس بن ماليا وهو الذي وهب هاجر لسارة زوجة إبراهيم الخليل عليه السلام عند قدومه عليه ثم مات طوطيس وليس له إلا ابنة اسمها حوريا فملكت مصر فهي أول امرأة ملكت مصر من ولد نوح عليه السلام ثم ابنة عمها زالفا وعمرت دهرا طويلا فطمع فيهم العمالقة وهم الفراعنة وكانوا يومئذ أقوى أهل الأرض وأعظمهم ملكا وجسوما وهم ولد عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح عليه السلام فغزاهم الوليد بن دوموز وهو أكبر

الفراعنة وظهر عليهم ورضوا بأن يملكوه فملكهم خمسة من ملوك العمالقة أولهم الوليد بن دوموز هذا ملكهم نحوا من مائة سنة ثم افترسه سبع فأكل لحمه ثم ملك ولده الريان صاحب يوسف عليه السلام ثم دارم بن الريان وفي زمانه توفي يوسف عليه السلام ثم غرق الله دارما في النيل فيما بين طرا وحلوان ثم ملك بعده كاتم بن معدان فلما هلك صار بعده فرعون موسى عليه السلام وقيل كان من العرب من بلي وكان أبرش قصيرا يطأ في لحيته ملكها خمسمائة عام ثم غرقه الله وأهلكه وهو الوليد بن مصعب وزعم قوم أنه كان من قبط مصر ولم يكن من العمالقة وخلت مصر بعد غرق فرعون من أكابر الرجال ولم يكن إلا العبيد والإماء والنساء والذراري فولوا عليهم دلوكة كما ذكرناه في حائط العجوز فملكتهم عشرين سنة حتى بلغ من أبناء أكابرهم وأشرافهم من قوي على تدبير الملك فملكوه وهو دركون بن بلوطس وفي رواية بلطوس وهو الذي خاف الروم فشق من بحر الظلمات شقا ليكون حاظرا بينه وبين الروم ولم يزل الملك في أشراف القبط من أهل مصر من ولد دركون هذا وغيره وهي ممتنعة بتدبير تلك العجوز نحو أربعمائة سنة إلى أن قدم بختنصر إلى بيت المقدس وظهر على بني إسرائيل وخرب بلادهم فلحقت طائفة من بني إسرائيل بقومس بن نقناس ملك مصر يومئذ لما يعلمون من منعته فأرسل إليه بختنصر يأمره أن يردهم إليه وإلا غزاه فامتنع من ردهم وشتمه فغزاه بختنصر فأقام يقاتله سنة فظهر عليه بختنصر فقتله وسبى أهل مصر ولم يترك بها أحدا وبقيت مصر خرابا أربعين سنة ليس بها أحد يجري نيلها في كل عام ولا ينتفع به حتى خربها وخرب قناطرها والجسور والشروع وجميع مصالحها إلى أن دخلها إرميا النبي عليه السلام فملكها وعمرها وأعاد أهلها إليها وقيل بل الذي ردهم إليها بختنصر بعد أربعين سنة فعمروها وملك عليها رجلا منهم فلم تزل مصر منذ ذلك الوقت مقهورة ثم ظهرت الروم وفارس على جميع الممالك والملوك الذين في وسط الأرض فقاتلت الروم أهل مصر ثلاثين سنة وحاصروهم برا وبحرا إلى أن صالحوهم على شيء يدفعونه إليهم في كل عام على أن يمنعوهم ويكونوا في ذمتهم ثم ظهرت فارس على الروم وغلبوهم على الشام وألحوا على مصر بالقتال ثم استقرت الحال على خراج ضرب على مصر من فارس والروم في كل عام وأقاموا على ذلك تسع سنين ثم غلبت الروم فارس وأخرجتهم من الشام وصار صلح مصر كله خالصا للروم وذلك في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم في أيام الحديبية وظهور الإسلام وكان الروم قد بنوا موضع الفسطاط الذي هو مدينة مصر اليوم حصنا سموه قصر اليون وقصر الشام وقصر الشمع ولما غزا الروم عمرو بن العاص تحصنوا بهذا الحصن وجرت لهم حروب إلى أن فتحوا البلاد كما نذكره إن شاء الله تعالى في الفسطاط وجميع ما ذكرته ههنا إلا بعض اشتقاق مصر من كتاب الخطط الذي ألفه أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي وقال أمية ومصر كلها بأسرها واقعة من المعمورة في قسم الإقليم الثاني والإقليم الثالث معظمها في الثالث وأما سكان أرض مصر فأخلاط من الناس مختلفو الأصناف من قبط وروم وعرب وبربر وأكراد وديلم وأرمن وحبشان وغير ذلك من الأصناف والأجناس إلا أن جمهورهم قبط والسبب في اختلاطهم تداول المالكين لها والمتغلبين عليها من العمالقة واليونانيين والروم والعرب وغيرهم فلهذا اختلطت أنسابهم واقتصروا من

الانتساب على ذكر مساقط رؤوسهم وكانوا قديما عباد أصنام ومدبري هياكل إلى أن ظهر دين النصرانية بمصر فتنصروا وبقوا على ذلك إلى أن فتحها المسلمون في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأسلم بعضهم وبقي البعض على دين النصرانية وغالب مذهبهم يعاقبه قال أما أخلاقهم فالغالب عليها اتباع الشهوات والانهماك في اللذات والاشتغال بالتنزهات والتصديق بالمحالات وضعف المرائر والعزمات قالوا ومن عجائب مصر النمس وليس يرى في غيرها وهو دويبة كأنها قديدة فإذا رأت الثعبان دنت منه فيتطوى عليها ليأكلها فإذا صارت في فمه زفرت زفرة وانتفخت انتفاخا عظيما فينقد الثعبان من شدته قطعتين ولولا هذا النمس لأكلت الثعابين أهل مصر وهي أنفع لأهل مصر من القنافذ لأهل سجستان قال الجاحظ من عيوب مصر أن المطر مكروه بها قال الله تعالى وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته يعني المطر وهم لرحمة الله كارهون وهو لهم غير موافق ولا تزكو عليه زروعهم وفي ذلك يقول بعض الشعراء يقولون مصر أخصب الأرض كلها فقلت لهم بغداد أخصب من مصر وما خصب قوم تجدب الأرض عندهم بما فيه خصب العالمين من القطر إذا بشروا بالغيث ريعت قلوبهم كما ريع في الظلماء سرب القطا الكدر قالوا وكان المقوقس قد تضمن مصر من هرقل بتسعة عشر ألف ألف دينار وكان يجبيها عشرين ألف ألف دينار وجعلها عمرو بن العاص عشرة آلاف ألف دينار أول عام وفي العام الثاني اثني عشر ألف ألف ولما وليها في أيام معاوية جباها تسعة آلاف ألف دينار وجباها عبد الله بن سعد بن أبي سرح أربعة عشر ألف ألف دينار وقال صاحب الخراج إن نيل مصر إذا رقي ستة عشر ذراعا وافى خراجها كما جرت عادته فإن زاد ذراعا آخر زاد في خراجها مائة ألف دينار لما يروي من الأعالي فإن زاد ذراعا آخر نقص من الخراج الأول مائة ألف دينار لما يستبحر من البطون قال كشاجم يصف مصر أما ترى مصر كيف قد جمعت بها صنوف الرياح في مجلس السوسن الغص والبنفسج وال ورد وصنف البهار والنرجس كأنها الجنة التي جمعت ما تشتهيه العيون والأنفس كأنما الأرض ألبست حللا من فاخر العبقري والسندس وقال شاعر آخر يهجو مصر مصر دار الفاسقينا تستفز السامعينا فإذا شاهدت شاهد ت جنونا ومجونا وصفاعا وضراطا وبغاء وقرونا وشيوخا ونساء قد جعلن الفسق دينا فهي موت الناسكينا وحياة النائكينا وقال كاتب من أهل البندنيجين يذم مصر هل غاية من بعد مصر أجيئها للرزق من قذف المحل سحيق

لم يأل من حطت بمصر ركابه للرزق من سبب لديه وثيق نادته من أقصى البلاد بذكرها وتغشه من بعد بالتعويق كم قد جشمت على المكاره دونها من كل مشتبه الفجاج عميق وقطعت من عافي الصوى متخرقا ما بين هيت إلى مخارم فيق فعريش مصر هناك فالفرما إلى تنيسها ودميرة ودبيق برا وبحرا قد سلكتهما إلى فسطاطها ومحل أي فريق ورأيت أدنى خيرها من طالب أدنى لطالبها من العيوق قلت منافعها فضج ولاتها وشكا التجار بها كساد السوق ما إن يرى فيها الغريب إذا رأى شيئا سوى الخيلاء والتبريق قد فضلوا جهلا مقطمهم على بيت بمكة للإله عتيق لمصارع لم يبق في أجداثهم منهم صدى بر ولا صديق إن هم فاعلهم فغير موفق أو قال قائلهم فغير صدوق شع شيع الضلال وحزب كل منافق ومضارع للبغي والتنفيق أخلاق فرعون اللعينة فيهم والقول بالتشبيه والمخلوق لولا اعتزال فيهم وترفض من عصبة لدعوت بالتغريق وبعد هذا أبيات ذكرتها في رحا البطريق وما زالت مصر منازل العرب من قضاعة وبلي واليمن ألا ترى إلى جميل حيث يقول إذا حلت بمصر وحل أهلي بيثرب بين آطام ولوب مجاورة بمسكنها تجيبا وما هي حين تسأل من مجيب وأهوى الأرض عندي حيث حلت بجدب في المنازل أو خصيب وبمصر من المشاهد والمزارات بالقاهرة مشهد به رأس الحسين بن علي رضي الله عنه نقل إليها من عسقلان لما أخذ الفرنج عسقلان وهو خلف دار المملكة يزار وبظاهر القاهرة مشهد صخرة موسى بن عمران عليه السلام به أثر أصابع يقال إنها أصابعه فيه اختفى من فرعون لما خافه وبين مصر والقاهرة قبة يقال إنها قبر السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ومشهد يقال إن فيه قبر فاطمة بنت محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق وقبر آمنة بنت محمد الباقر ومشهد فيه قبر رقية بنت علي بن أبي طالب ومشهد فيه قبر آسية بنت مزاحم زوجة فرعون والله أعلم وبالقرافة الصغرى قبر الإمام الشافعي رضي الله عنه وعنده في القبة قبر علي بن الحسين بن علي زين العابدين وقبر الشيخ أبي عبد الله الكيراني وقبور أولاد عبد الحكم من أصحاب الشافعي وبالقرب منها مشهد يقال إن فيه قبر علي بن عبد الله بن القاسم بن محمد بن جعفر الصادق وقبر آمنة بنت موسى الكاظم في مشهد ومشهد فيه قبر يحيى بن الحسين بن

زيد بن الحسين بن علي بن أبي طالب وقبر أم عبد الله بنت القاسم بن محمد بن جعفر الصادق وقبر عيسى بن عبد الله بن القاسم بن محمد بن جعفر الصادق ومشهد فيه قبر كلثم بنت القاسم بن محمد بن جعفر الصادق وعلى باب الكورتين مشهد فيه مدفن رأس زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الذي قتل بالكوفة وأحرق وحمل رأسه فطيف به الشام ثم حمل إلى مصر فدفن هناك وعلى باب درب معالي قبة لحمزة بن سلعة القرشي وعلى باب درب الشعارين المسجد الذي باعوا فيه يوسف الصديق عليه السلام وبها غير ذلك مما يطول شرحه منهم بالقرافة يحيى بن عثمان الأنصاري وعبد الرحمن بن عوف والصحيح أنه بالمدينة وقبر صاحب انكلوته وقبر عبد الله بن حذيفة بن اليمان وقبر عبد الله مولى عائشة وقبر عروة وأولاده وقبر دحية الكلبي وقبر عبد الله بن سعد الأنصاري وقبر سارية وأصحابه وقبر معاذ بن جبل والمشهور أنه بالأردن وقبر معن بن زائدة والمشهور أنه بسجستان وقبر ابنين لأبي هريرة ولا أعرف اسميهما وقبر روبيل بن يعقوب وقبر اليسع وقبر يهوذا بن يعقوب وقبر ذي النون المصري وقبر خال رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو أخو حليمة السعدية وقبر رجل من أولاد أبي بكر الصديق وقبر أبي مسلم الخولاني وهو بغباغب من أعمال دمشق ويقال الخولاني عند داري وقبر عبد الله بن عبد الرحمن الزهري وبالقرافية أيضا قبر أشهب وعبد الرحمن بن القاسم وورش المدني وقبر أبي الثريا وعبد الكريم بن الحسن ومقام ذي النون النبي وقبر شقران وقبر الكر وأحمد الروذباري وقبر الزيدي وقبر العبشاء وقبر علي السقطي وقبر الناطق والصامت وقبر زعارة وقبر الشيخ بكار وقبر أبي الحسن الدينوري وقبر الحميري وقبر ابن طباطبا وقبور كثير من الأنبياء والأولياء والصديقين والشهداء ولو أردنا حصرهم لطال الشرح
مصقلاباذ قرية أظنها بنواحي جرجان لأن الزمخشري أنشد لعبد القاهر النحوي الجرجاني مجيئي من فضلة وقت له مجيء من شاب الهوى بالبروع ثم ترى جلسة مستوفز قد شددت أحماله بالنسوع ما شئت من زهزهة والفتى بمصقلاباذ لسقي الزروع قال أنشدت هذه الأبيات إلى الشريف المكي
فقال حقه أن يقول قد حزمت أحماله بالنسوع
مصقلة بلد بصقلية في طرف جبل النار
مصلحكان بالحاء المهملة وكاف وآخره نون محله بالري
مصلوق بالفتح ثم السكون وآخره قاف المصلوق المصدوم وهو اسم ماء من مياه عريض وعريض قنة منقادة بطرف البئر بئر بني غاضرة قال ابن هرمة لم ينس ركبك يوم زال مطيهم من ذي الحليف فصبحوا مصلوقا وقال أبو زياد ومن مياه بني عمرو بن كلاب المصلوق فإذا خرج مصدق المدينة يرد أريكة ثم العناقة ثم مدعا ثم المصلوق فيصدق عليه بطونا قال ولم يحللها أحد ويصدق إلى الرنية بني ربيعة بن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن كلاب قوم المحلق

المصلى بالضم وتشديد اللام موضع الصلاة وهو موضع بعينه في عقيق المدينة قال إبراهيم بن موسى بن صديق ليت شعري هل العقيق فسلع فقصور الجماء فالعرصتان فإلى مسجد الرسول فما جا ز المصلى فجانبي بطحان فبنو مازن كعهدي أم لي سوا كعهدي في سالف الأزمان وقال شاعر طربت إلى الحور كالربرب تداعين في البلد المخصب عمرن المصلى ودور البلاط وتلك المساكن من يثرب
مصنعة بني بداء من حصون مشارف ذمار لبني عمران بن منصور البدائي
ومصنعة أيضا حصن من حصون بني حبيش
ومصنعة بني قيس من نواحي ذمار ومصنعة من نواح سنحان من ذمار أيضا
المصنعتين من حصون اليمن ثم من حصون الظاهرين
مصياب حصن حصين مشهور للإسماعيلية بالساحل الشامي قرب طرابلس وبعضهم يقول مصياف
المصيخ بضم الميم وفتح الصاد المهملة وياء مشددة وخاء معجمة يقال له مصيخ بني البرشاء وهو بين حوران والقلت وكانت به وقعة هائلة لخالد على بني تغلب فقال التغلبي يا ليلة ما ليلة المصيخ وليلة العيش بها المديخ أرقص عنها عكن المشيخ وقد شدد الياء ضرورة القعقعاع بن عمرو فقال سائل بنا المصيخ تغلبا وهل عالم شيئا وآخر جاهل طرقناهم فيه طروقا فأصبحوا أحاديث في أفناء تلك القبائل وفيهم إياد والنمور وكلهم أصاغ لما قد عزهم للزلازل ومصيخ بهراء هو ماء آخر بالشام ورده خالد بن الوليد بعد سوى في مسيره إلى الشام وهو بالقصواني فوجد أهله غارين في مسيره إلى الشام وهو بالقصواني فوجد أهله غارين وقد ساقهم بغيهم فقال خالد احملوا عليهم فقام كبيرهم فقال ألا يا ابصبحاني قبل جيش أبي بكر لعل منايانا قريب وما ندري فضربت عنقه واختلط دمه بخمره وغنم أهلها وبعث بالأخماس إلى أبي بكر رضي الله عنه ثم سار إلى اليرموك وقال القعقاع يذكر مصيخ بهراء قطعنا أباليس البلاد بخيلنا نريد سوى من آبدات قراقر فلما صبحنا بالمصيخ أهله وطار أباري كالطيور النوافر أفاقت به بهراء ثم تجاسرت بنا العيس نحو الأعجمي القراقر
مصيرة بالفتح ثم الكسر كأنه فعيلة من المصر وهو الحد بين الشيئين جزيرة عظيمة في بحر عمان فيها عدة قرى المصيصة بالفتح ثم الكسر والتشديد وياء ساكنة وصاد أخرى كذا ضبطه الأزهري وغيره من اللغويين بتشديد الصاد الأولى هذا لفظه وتفرد

الجوهري وخالد الفارابي بأن قالا المصيصة بتخفيف الصادين والأول أصح طولها ثمان وستون درجة وعرضها سبع وثلاثون درجة وهي في الإقليم الخامس وقال غيره في الرابع طالعها خمس وعشرون درجة من العقرب لها قلب العقرب وجفاء الحية والمرزمة ولها شركة في كوكب الجوزاء تحت ثلاث عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان وقال أبو عون في زيجه طولها تسع وخمسون درجة وعرضها ست وثلاثون درجة قال في الإقليم الرابع وهي مدينة على شاطىء جيحان من ثغور الشام بين أنطاكية وبلاد الروم تقارب طرسوس وهي الآن بيد ابن ليون وولده بعده منذ أعوام كثيرة وكانت من مشهور ثغور الإسلام قد رابط بها الصالحون قديما وبها بساتين كثيرة يسقيها جيحان وكانت ذات سور وخمسة أبواب وهي مسماة فيما زعم أهل السير باسم الذي عمرها وهو مصيصة بن الروم بن اليمن بن سام بن نوح عليه السلام قال المهلبي ومن خصائص الثغر أنه كانت تعمل ببلد المصيصة الفراء تحمل إلى الآفاق وربما بلغ الفرو منها ثلاثين دينارا والمصيصة أيضا قرية من قرى دمشق قرب بيت لهيا قال أبو القاسم يزيد بن أبي مريم الثقفي المصيصي من أهل مصيصة دمشق ولاه هشام بن عبد الملك عاربة الشحر ولم تكن ولايته محمودة فعزله وينسب إلى المصيصة كثير في كتاب النسب للسمعاني منهم أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي العلاء السلمي المصيصي الفقيه الشافعي سمع أبا محمد بن أبي نصر بدمشق غير كثير وسمع ببغداد أبا الحسن بن الحماني وأبا القاسم بن بشران والقاضي أبا الطيب الطبري وعليه تفقه وسمع منه الخطيب وأبو الفتح المقدسي وغيرهما كثير وولد في رجب سنة 004 ومات بدمشق سنة 784 وكان فقيها مرضيا من أصحاب القاضي أبي الطيب وكان مسندا في الحديث وكان مولده بمصر وفي خبر أبي العميطر الخارج بدمشق بإسناد عن عمرو بن عمار أنه لما أخذ أصحاب أبي العميطر المصيصة قرية على باب دمشق دخل عليه بعض أصحابه فقال يا أمير المؤمنين قد أخذنا المصيصة فخر أبو العميطر ساجدا وهو يقول الحمد لله الذي ملكنا الثغر وتوهم بأنهم قد أخذوا المصيصة التي عند طرسوس
مصيل من قرى مصر كانوا ممن أعانوا على عمرو بن العاص فسباهم وحملهم إلى المدينة فردهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه على شرط القبط
باب الميم والضاد وما يليهما
المضارج جمع مضرج وهو الأحمر مواضع معروفة
المضاجع جمع مضجع ويروي بالضم فيكون اسم فاعل منه اسم موضع أيضا ذكر في المضجع قال أبو زياد الكلابي خير بلاد أبي بكر وأكبرها المضاجع وواحدها المضجع وقال رجل من بني الحارث بن كعب وهو ينطق بامرأة من بني كلاب أريتك أن أم الضياء نحا بها نواك وحق البين ما أنت صانع كلابية حلت بنعمان حلة ضرية أدنى ذكرها فالمضاجع
المضاعة بالكسر وهو ماء
المضجع بالفتح ثم السكون والجيم مفتوحة قال أبو زيد الكلابي في نوادره خير بلاد أبي بكر

وأكبرها المضاجع وواحدها المضجع
المضل اسم الفاعل من الإضلال ضد الهداية موضع بالقاع قصبة في إجإ
المضمار حصن من حصون اليمن لحمير على ميل ونصف من صنعاء حيث يجري الخيل ذكره في حديث العنسي
مضنونة كأنه يضن بها أي يبخل من أسماء زمزم ويروى أن عبد المطلب رأى في النوم أن احفر المضنونة ضنا بها إلا عنك
المضياح بالكسر كأنه من الموضع الضاحي للشمس أو من الضياح وهو اللبن الخاثر وهو جبل
المضياع في شعر أبي صخر الهذلي وماذا ترجي بعد آل محرق عفا منهم وادي رهاط إلى رحب فسمي فأعناق الرجيع بسابس إلى عنق المضياع من ذلك السهب
المضياعة قال الأصمعي يذكر بلاد أبي بكر بن كلاب فقال سواج جبل ثم المضياعة ما بين تلال حمر قال والمضياعة جبل يقال له المضياع وهو لبني هوذة وهو من خير بلاد بني كلاب
المضيح بالضم ثم الفتح والياء مشددة وحاء مهملة والمضيح اللبن المخثر يصب فوقه ماء حتى يرق قال القتال عفا لفلف من أهله فالمضيح فليس به إلا الثعالب تضبح لفلف والمضيح جبلان في بلاد هوازن قال الطرماح وليس بأدمان الثنية موقد ولا نابح من آل ظبية ينبح لئن مر في كرمان ليلي فربما حلا بين تلي بابل فالمضيح وقال أبو موسى المضيح جبل بنجد على شط وادي الجريب من ديار ربيعة بن الأضبط بن كلاب كان معقلا في الجاهلية في رأسه متحصن وماء وقيل هو هضب وماء في غربي حمى ضرية في ديار هوازن وماء لمحارب بن خصفة من أرض اليمن وقيل في قوله كثير فأصبحن باللعباء يرمين بالحصى مدى كل وحشي لهن ومستم موازنة هضب المضيح واتقت جبال الحمى والأخشبين بأخرم إن المضيح والأخشبين مواضع بمصر وقال أبو زياد ومن مياه وبر بن الأضبط بن كلاب المضيح
المضبيق قرية في لحف آرة بين مكة والمدينة أغارت بنو عامر ورئيسهم علقمة بن علاثة على زيد الخيل الطائي فالتقوا بالمضيق فأسرهم زيد الخيل عن آخرهم وكان فيهم الحطيئة فشكا إليه الضايقة فمن عليه فقال الحطيئة إلا يكن مالي ثوابا فإنه سياتي شيائي زيدا ابن مهلهل فما نلتنا غدرا ولكن صبحتنا غداة التقينا في المضيق بأخيل كريم تفادى الخيل من وقعاته تفادى خشاش الطير من وقع أجدل والمضيق فيما قيل موضع مدينة الزباء بنت عمرو بن ظرب بن حسان بن أذينة السميدع بن هوير العمليقي قاتلة جذيمة قالوا وهي بين بلاد الخانوقة وقرقيسيا على الفرات

المضيقة موضع في شعر المخبل السعدي حيث قال فإن تك نالتنا كلاب بغزة فيومك منهم بالمضيقة أبرد هم قتلوا يوم المضيقة مالكا وشاط بأيديهم لقيط ومعبد
باب الميم والطاء وما يليهما
المطابخ موضع في مكة مذكور في قصة تبع قال بعضهم أطوف بالمطابخ كل يوم مخافة أن يشردني حكيم يريد حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور
المطاحل موضع قرب حنين في بلاد عطفان قال عبد مناف بن ربع الهذلي هم منعوكم من حنين ومائه وهم أسلكوكم أنف عاذ المطاحل
مطارب كأنه من الطرب ومطارب من مخاليف اليمن
مطار بالضم كأنه اسم المفعول من طار يطير قرية من قرى الطائف بينها وبين تبالة ليلتان عن عرام
مطار بالفتح والبناء على الكسر كأنه اسم الأمر من أمطر يمطر كقولهم نزال بمعنى انزل ودراك بمعنى أدرك موضع بين الدهناء والصمان عن أبي منصور قال جرير ما هاج شوقك من رسوم ديار بلوى عنيق أو بصلب مطار
مطارة يجوز أن تكون الميم زائدة فيكون من طار يطير أي البقعة التي يطار منها وهو اسم جبل ويضاف إليه ذو قال النابغة وقد خفت حتى ما تزيد مخافتي على وعل من ذي مطارة عاقل قال الأصمعي يقول قد خفت حتى ما تزيد مخافة الوعل على مخافتي فلم يمكنه فقلب
ومطاره أيضا من قرى البصرة على ضفة دجلة والفرات في ملتقاهما بين المذار والبصرة
المطارد باليمامة كأنه جمع مطرد وهي جبال قال يحيى بن أبي حفصة غداة علا الحادي بهن المطارد
المطافل جمع المطفل وهي الناقة إذا كان معها ولدها موضع ويروى في موضع المطاحل
المطالي بالفتح كأنه جمع مطلى وهو الموضع الذي تطلى فيه الإبل بالقطران والنفط وهو موضع بنجران قال بعضهم سقى الله ليلى والحمى والمطاليا وقال آخر وحلت بنجد واحتللنا المطاليا وقال القتال الكلابي وآنست قوما بالمطالي وجاملا أبابيل هزلى بين راع ومهمل وقال أبو زياد ومما يسمى من بلاد أبي بكر بن كلاب تسمية فيها خطها من المياه والجبال المطالي وواحدها المطلى وهي أرض واسعة وقال رجل من اليمن وهو نهدي

ألا إن هندا أصبحت عامرية وأصبحت نهديا بنجدين نائيا تحل الرياض في نمير بن عامر بأرض الرباب أو تحل المطاليا
مطامير جمع مطمورة وهي حفرة أو مكان تحت الأرض وقد هيء خفيا يطمر فيه الطعام أو المال اسم قرية بحلوان العراق منها أبو الجوائز مقدار بن المختار المطاميري الشاعر اتفق حضور مقدار هذا وأبي عبد الله للسنبسي الشاعر عند سيف الدولة صدقة بن منصور بن مزيد بالحلة فأنشده السنبسي قي عرض المحادثة لنفسه فقال فوالله ما أنسى عشية بيننا ونحن عجال بين ساع وراجع وقد سلمت بالطرف منها فلم يكن من الرد إلا رجعنا بالأصابع فعدنا وقد روى السلام قلوبنا ولم يجر منا في خروق المسامع ولم يعلم الواشون ما دار بيننا من السر إلا صحرة في المدامع فطرب لها سيف الدولة ولم يرضها مقدار فقال له سيف الدولة ويلك يا مقدار ما عندك في هذه الأبيات فقال أقول في هذه الساعة بديها أجود منها ثم أنشد ارتجالا ولما تناجوا بالفراق غديوة رموا كل قلب مطمئن برائع وقفنا فمبد أنة إثر أنة تقوم بالأنفاس عوج الأضالع مواقف تدمي كل عشواء ثرة صدوق الكرى إنسانها غير هاجع أمنا بها الواشين أن يلهجوا بنا فلن نتهم إلا وشاة المدامع قال فازداد سيف الدولة استحسانا لهذه واستدناه ومن وأكرمه وجعله من ندمائه
وذات المطامير بلد بالثغور الشامية له ذكر في كتاب الفتوح في أيام المهدي والمأمون والمعتصم وذكره في الفتوح كثير ويقال له المطامير أيضا غير مضاف
مطبخ كسرى ذكر مسعر بن المهلهل أبو دلف الشاعر في رسالة له اقتص أحوال البلاد التي شاهدها والعهدة عليه في هذه الحكاية قال وسرت من قصر اللصوص إلى موضع يعرف بمطبخ كسرى أربعة فراسخ وهذا المطبخ بناء عظيم في صحراء لا شيء حوله من العمران وكان أبرويز ينزل بقصر اللصوص وابنه شاه مردان ينزل بأسداباذ وبين المطبخ وقصر اللصوص كما ذكرنا أربعة فراسخ وبينه وبين أسداباذ ثلاثة فراسخ فإذا أراد الملك أن يتغدى اصطف الغلمان سماطين من قصر اللصوص إلى موضع المطبخ فيناول بعضهم بعضا الغضائر وكذلك من أسداباذ إلى المطبخ لابنه شاه مردان وهذا بالكذب أشبه منه بالصدق لأنهم لو طاروا بالطعام على أجنحة النسور في هذه المسافة لبرد وتأخر عن الوقت المطلوب إلا أن يكون أطعمة بوارد ويبكر بحضورها ويكون القصد بها تأخير أنواع الطعام كلما أكل نوعا أحضر نوعا آخر
مطر من أعمال اليمن يقال لها بنو مطر
مطرق بالضم ثم السكون وكسر الراء وقاف بلفظ اسم الفاعل من أطرق يطرق فهو مطرق وهو سكوت مع استرخاء الجفون موضع قال ذو الرمة

تصيفن حتى اصفر أنواع مطرق وهاجت لأعداد المياه الأباعر قال الحفصي ومن قلات العارض المشهورة يعني عارض اليمامة الحمائم والحجائز والنظيم ومطرق قال مروان بن أبي حفصة إذا تذكرت النظيم ومطرقا حننت وأبكاني النظيم ومطرق وقول امرىء القيس يدل على أنه جبل فأتبعتهم طرفي وقد حال دونهم غوارب رمل ذي ألاء وشبرق على إثر حي عامدين لنية فلحوا العقيق أو ثنية مطرق
المطرية من قرى مصر عندها الموضع الذي به شجر البلسان الذي يستخرج منه الدهن فيها والخاصية في البئر يقال إن المسيح اغتسل فيها وفي جانبها الشمالي عين شمس القديمة مختلطة ببساتينها رأيتها ورأيت شجر البلسان وهو يشبه بشجر الحناء والرمان أول ما ينشأ ولها قوم يجرحونها ويستقطرون ماءها من سوقها في آنية لطيفة من زجاج ويجمعونه بجد واجتهاد عظيم يتحصل منه في العام مائتا رطل بالمصري وهناك رجل نصراني يطبخه بصناعة يعرفها لا يطلع عليها أحد ويصفي منها الدهن وقد اجتهد الملوك به أن يعلمهم فأبى وقال لو قتلت ما علمته أحدا ما بقي لي عقب فأما إذا أشرف عقبي على الانقراض فأنا أعلمه لمن شئتم وتكون الأرض التي ينبت فيها هذا نحو مد البصر في مثله محوط عليه والخاصية في البئر التي يسقى منها فإنني شربت من مائها وهو عذب وتطعمت منه دهنية لطيفة ولقد استأذن الملك الكامل أباه العادل أن يزرع شيئا من شجر البلسان فأذن له فغرم غرامات كثيرة وزرعه في أرض متصلة بأرض البلسان المعروف فلم ينجح ولا خلص منه دهن ألبتة فسأل أباه أن يجري ساقية من البئر المذكورة ففعل فأنجح وأفلح وليس في الدنيا موضع ينبت فيه البلسان ويستحكم دهنه إلا بمصر فقط ولكن حدثني من رأى شجر البلسان الذي بمصر وكان دخل الحجاز فقال هو شجر البشام بعينه إلا أنا ما علمنا أن أحدا استخرج منه دهنا
مطعم بالضم وهو اسم الفاعل من أطعم يطعم فهو مطعم اسم واد في اليمامة حدث ابن دريد عن أبي حاتم قال ذكر أبو خيرة الطائي أن رجلا من طيء كانت محلة أهله في منابت النخل فتزوج امرأة محلة أهلها في منابت الطلح وشرط لأهلها أن لا يحولها من مكانها فمكث عندهم حتى أجدبوا فقال لأهلها إني راحل لأهلي إلى الخصب ثم راجع إليكم إذا أجنى الناس فأذن له فارتحل حتى إذا أشرف على أهله بأرضه نظرت زوجته إلى السدر فسألته عنه فأخبرها ثم نظرت إلى النخل فلم تعرفه فسألته فأخبرها فقالت ألا لا أحب السدر إلا تكلفا ولا لا أحب النخل لما بدا ليا ولكنني أهوى أراضي مطعم سقاهن رب العرش مزنا عواليا فيا صاعد النخل العشية لو أتى بضغث ألاء كان أشفى لما بيا فلما رأى زوجها ازدراءها النخل أطعمها الرطب فلما أكلته قالت نزلنا إلى ميل الذرى قطف الخطى سقاهن رب العرش من سبل القطر

كراما فلا يغشين جارا بريبة يمدن كما ماد الشروب من الخمر
المطلى واحد المطالي المذكورة قبل قال أعرابي أللبرق بالمطلى تهب وتبرق ودونك نيق من دغانين أعتق وميض يرى في بهرة الليل بعدما هجعنا وعرض البيد بالليل مطبق وقال شاعر آخر غنى الحمام على أفنان غيطلة من سدر بيشة ملتف أعاليها غنين لا عربيات بألسنة عجم وأملح أنحاء نواحيها فقلت والعيس خوص في أزمتها يلوي بأثياب أصحابي تباريها أرعى الأراك قلوصي ثم أوردها ماء الجزيرة والمطلى فأسقيها
مطلح بالضم ثم التشديد وروي بفتح اللام وكسرها وحاء مهملة ففتح اللام يحتمل أن يكون اسم الموضع من سار على الناقة حتى طلحها أي أعياها وبعير طليح وناقة طليح ويجوز أن يكون كثير الطلح وهو شجر أم غيلان ومن كسر فقد قال ابن الأعرابي المطلح في الكلام البهات والمطلح في المال الظالم وهو موضع في قوله وقد جاوزن مطلحا
المطلع اسم المكان من طلع يطلع والمطلع الطلوع إذا ارتقى قرية بالبحرين لبني محارب بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفضى بن عبد القيس
المطلع بالضم ثم الفتح والتشديد وفتح اللام وجدته في بعض النسخ بكسر اللام وهو من الأضداد لأن المطلع هو موضع الاطلاع من إشراف إلى انحدار والمطلع المصعد من أسفل إلى مكان عال ويقال مطلع هذا الجبل من مكان كذا وكذا والمطلع ماء لبني حريص بن منقذ بن طريف بن عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد
مطلوب اسم بئر بين المدينة والشام بعيدة القعر يستقى منها بدلاء قال وأشطان مطلوب وقيل جبل وقال أبو زياد الكلابي من مياه بني أبي بكر بن كلاب مطلوب وفيه يقول القائل ولا يجيء الدلو من مطلوب إلا بنزع كرسيم الذيب ومطلوب اسم موضع بوادي بيشة عمر في أيام هشام بن عبد الملك بن مروان وسمي المعمل وذكر في المعمل وقال رجل من بني هلال يقال له رياح يا أثلتي بطن مطلوب هويتكما لو كانت النفس تدنى من أمانيها واليكما نذر بالناس لا رحم تدنيه منهم ولا نعمى يجازيها محفوفتين بظل الموت أشرفتا في رأس رابية صعب تراقيها كلتاهما قضب الريحان بينهما فاعتم بالناشق الريان ضاحيها تندى ظلالكما والشمس طالعة حتى يواريها في الغور راعيها من يعطه الله في الدنيا ظلالكما يبني له درجات عاليا فيها

قال الأصمعي ومن مياه نخلى مطلوب وأنشد ولا يجيء الدلو من مطلوب إلا بشق النفس واللغوب قال وقال اليمامي لصاحب مطلوب وهو عمرو بن سمعان القريظي عمرو بن سمعان على مطلوب نعم الفتى وموضع التحقيب يعني ما تخلف من أمتعته قال محمد بن سلام حدثني أبو العراف قال كان العجير السلولي دل عبد الملك بن مروان على ماء يقال له مطلوب كان لناس من خثعم وأنشأ يقول لا نوم إلا غرار العين ساهرة إن لم أروع بغيظ أهل مطلوب إن تشتموني فقد بدلت أيكتكم زرق الدجاج وتجفاف اليعاقيب قد كنت أخبرتكم أن سوف يعمرها بنو أمية وعدا غير مكذوب فبعث عبد الملك فاتخذ ذلك الماء ضيعة فهو من خيار ضياع بني أمية
مطمورة بلد في ثغور بلاد الروم بناحية طرسوس غزاه سيف الدولة فقال شاعره الصفري وما عصمت تاكيس طالب عصمة ولا طمرت مطمورة شخص هارب
مطوعة تقديره متطوعة فأدغم موضع من نواحي البصرة
المطهر بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الهاء أيضا ضيعة بتهامة لقوم من بني كنانة في جبل الوتر
المطهر بالضم ثم الفتح وتشديد الهاء قرية من أعمال سارية بطبرستان ينسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن موسى بن هارون بن الفضل بن زيد السروي المطهري الفقيه الشافعي تفقه ببلده على أبي محمد بن أبي يحيى وببغداد على أبي حامد الأسفراييني وصار مفتي بلده وولي التدريس والقضاء سمع أبا طاهر المخلص وأبا نصر الإسماعيلي ومات سنة 854 عن مائة سنة
مطيرة بالفتح ثم الكسر فعيلة من المطر ويجوز أن يكون مفعلة اسم المفعولة من طار يطير هي قرية من نواحي سامراء وكانت من متنزهات بغداد وسامراء قال البلاذري وبيعة مطيرة محدثة بنيت في خلافة المأمون ونسبت إلى مطر بن فزارة الشيباني وكان يرى رأي الخوارج وإنما هي المطرية فغيرت وقيل المطيرة وقد ذكرها الشعراء في أشعارهم فمن ذلك قول بعضهم سقيا ورعيا للمطيرة موضعا أنواره الحيري والمنثور وترى البهار معانقا لبنفسج فكأن ذلك زائر ومزور وكأن نرجسها عيون كحلت بالزعفران جفونها الكافور تحيا النفوس بطيبها فكأنها طعم الرضاب يناله المهجور ينسب إليها جماعة من المحدثين منهم أبو بكر محمد بن جعفر بن أحمد بن يزيد الصيرفي المطيري حدث عن الحسن بن عرفة وعلي بن حرب وعباس الترتقي وغيرهم روى عنه أبو الحسن الدارقطني وأبو حفص بن شاهين وأبو الحسين بن جميع وغيرهم كان

ثقة وتوفي سنة 533 والخطيب أبو الفتح محمد بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد القزاز المطيري توفي في سنة 463 جمع جزءا رواه عن أبي الحسن محمد بن جعفر بن محمد بن هارون بن مرده بن ناجية بن مالك التميمي الكوفي يعرف بابن النجار سمعه سلبة أبو البركات هبة الله بن المبارك السقطي
مطيطة بلفظ التصغير موضع في شعر عدي بن الرقاع حيث قال وكأن مخلا في مطيطة ثاويا بالكمع بين قرارها وحجاها الكمع المطمئن من الأرض والحجى المشرف من الأرض
باب الميم والظاء وما يليهما
مظعن بضم أوله وسكون ثانيه وكسر العين المهملة وآخره نون واد بين السقيا والأبواء عن يعقوب في قول كثير عزة إلى ابن أبي العاصي بدوة أدلجت وبالسفح من دار الربا فوق مظعن
مظللة ماء لغني بن أعصر بنجد
مظلم يقال له مظلم ساباط مضاف إلى ساباط التي قرب المدائن موضع هناك ولا أدري لم سمي بذلك قال زهرة بن حوية أيام الفتوح ألا بلغا عني أبا حفص آية وقولا له قول الكمي المغاور بأنا أثرنا آل طوران كلهم لدى مظلم يهفو بحمر الصراصر
مظلومة قال ابن أبي حفصة في نواحي اليمامة السادة والمظلومة محارث وقال أبو زياد ومن مياه بني نمير المظلومة
مظهران موضع
مظة بالفتح والمظ رمان البر وهي بلدة باليمن لآل ذي مرحب ربيعة بن معاوية بن معدي كرب وهم بيت بحضرموت منهم وائل بن حجر صحابي
باب الميم والعين وما يليهما
المعا بالكسر والقصر يجوز أن يكون جمع معوة وهو أرطاب النخل كله قال الأصمعي إذا أرطب النخل كله فذلك المعو وقد أمعى النخل وقياسه أن تكون الواحدة معوة ولم أسمعه فهذا جمع على الأصل مثل كروة وكرى ومعا الجوف معروف قال الليث المعا من مذانب الأرض كل مذنب بالحضيض ينادى مذنبا بالسند وقال أبو خيرة المعا مقصور الواحدة معاة سهلة بين صلبين وقال الحفصي إذا أخذت من سعد من أرض اليمامة إلى هجر فأول ما تطأ حمل الدهناء ثم جبالها ثم العقد ثم هريرة وهو آخر الدهناء ثم واحف ثم المعا قال ذو الرمة قياما على الصلب الذي واجه المعا سواخط من بعد الرضا للمراتع وقال أبو زياد الكلابي المعا جانب من الصمان وقال ذو الرمة تراقب بين الصلب من جانب المعا معا واحف شمسا بطيا نزولها وهو مكان وقيل جبل قبل الدهناء قال الخطيم العكلي بني ظالم إن تظلموني فإنني إلى صالح الأقوام غير بغيض

بني ظالم إن تمنعوا فضل ما بكم فإن بساطي في البلاد عريض فإن المعا لم يسلب الدهر عزه به العلجان المر غير أريض ويوم المعا من أيام العرب قتل فيه عبد الله بن الرائش الكلبي فقال بدر بن امرىء القيس بن خلف بن بهدلة من أبيات ولقد رحلت على المكاره واحدا بالصيف تنبحني الكلاب الحصر وطعنت عبد الله طعنة ثائر وبأيكم يوم المعا لم أثأر فطعنته نجلاء يهدر فرعها سنن الفروع من الرباط الأشقر
المعابل جمع معبل وهو الموضع الذي عبلت أشجاره والعبل حت الورق وقيل أعبل الشجر إذا طلع ورقه فهو من الأضداد يقال غضا معبل إذا طلع ورقه موضع
معاذ بالضم وآخره ذال معجمة سكة معاذ بنيسابور تنسب إلى معاذ بن مسلمة ينسب إليها أبو الغيض مسلمة بن أحمد بن مسلمة الذهلي الأديب القاضي كان جده مسلمة بن مسلمة أخا معاذ بن مسلمة يقال له المعاذي روى عنه الحاكم أبو عبد الله بن البيع
معاذة بالضم والذال معجمة كأنه البقعة التي يعاذ إليها ماءة لبني الأقيشر وبني الضباب فوق قرن ظبي والسعدية عن الأصمعي وهي بطرف جبل يقال له أدقية
معافر بالفتح وهو اسم قبيلة من اليمن وهو معافر بن يعفر بن مالك بن الحارث بن مرة بن أدد بن هميسع بن عمرو بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ لهم مخلاف باليمن ينسب إليه الثياب المعافرية قال الأصمعي ثوب معافر غير منسوب فمن نسب وقال معافري فهو عنده خطأ
وقد جاء في الرجز الفصيح منسوبا
معان بالفتح وآخره نون والمحدثون يقولونه بالضم وإياه عنى أهل اللغة منهم الحسن بن علي ابن عيسى أبو عبيد المعني الأزدي المعاني من أهل معان البلقاء روى عن عبد الرزاق بن همام روى عنه محمد وعامر ابنا خزيم وعمرو بن سعيد بن سنان المنبجي وغيرهم وكان ضعيفا والمعان المنزل يقال الكوفة معاني أي منزلي قال الأزهري وميمه ميم مفعل وهي مدينة في طرف بادية الشام تلقاء الحجاز من نواحي البلقاء وكان النبي صلى الله عليه و سلم بعث جيشا إلى موته فيه زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة فساروا حتى بلغوا معان فأقاموا بها وأرادوا أن يكتبوا إلى النبي صلى الله عليه و سلم عمن تجمع من الجيوش وقيل قد اجتمع من الروم والعرب نحو مائتي ألف فنهاهم عبد الله بن رواحة وقال إنما هي الشهادة أو الطعن ثم قال جلبنا الخيل من أجإ وفرع تغر من الحشيش لها العكوم حذوناهم من الصوان سبتا أزل كأن صفحته أديم أقامت ليلتين من معان فأعقب بعد فترتها جموم فرحنا والجياد مسومات تنفس في مناخرها السموم

فلا وأبي مآب لآتينها وإن كانت بها عرب وروم فعبأنا أعنتها فجاءت عوابس والغبار لها بريم بذي لجب كأن البيض فيها إذا برزت قوانسها النجوم
المعانيق جبال بنجد سميت بذلك لطولها في السماء
معاهر بالضم وبعد الألف هاء ثم راء والعاهر والمعاهر القاهر موضع
معبر بالضم ثم الفتح وباء موحدة مشددة مكسورة وراء اسم الفاعل من عبرت أعبر إذا أجزت أو من عبرت الرؤيا جبل من جبال الدهناء قال معن بن أوس المزني توهمت ربعا بالمعبر واضحا أبت قرتاه اليوم إلا تراوحا أربت عليه رادة حضرمية ومرتجز كأن فيه المصابحا إذا هي حلت كربلاء فلعلعا فجوز العليب دونها فالنوائحا فبانت نواها من نواك وطاوعت مع الشامتين الشامتات الكواشحا
معتق بالتاء منقوطة من فوقها قال الكلبي سميت بمعتق بن مر من بني عبيل ومنازلهم ما بين طمية إلى أرض الشام إلى مكة إلى العذيب وهو جبل معتق كذا وجدته بخط جخجخ وقال الأخطل فلما علونا الصمد شرقي معتق طرحن الحصى الحمصي كل مكان
معدن الأحسن بكسر الدال من قرى اليمامة لبني كلاب وعده ابن الفقيه في أعمال المدينة وسماه معدن الحسن وقال هو لبني كلاب
معدن البئر وهو معدن قريب من بئر بني بريمة قال الأصمعي وفوق مبهل الأجرد كما ذكرناه بئر بني بريمة وقريب منها معدن البئر وهو بريمة من بني عبد الله بن غطفان
معدن البرم بضم الباء وسكون الراء قال عرام قرية بين مكة والطائف يقال لها المعدن معدن البرم كثيرة النخل والزروع والمياه مياه آبار يسقون زروعهم بالزرانيق قال أبو الدينار معدن البرم لبني عقيل قال القحيف بن الحمير فمن مبلغ عني قريشا رسالة وأفناء قيس حيث سارت وحلت بأنا تلاقينا حنيفة بعدما أغارت على أهل الحمى ثم ولت لقد نزلت في معدن البرم نزلة فلأيا بلأي من أضاخ استقلت
معدن بني سليم هو معدن فران ذكر في فران وهو من أعمال المدينة على طريق نجد
معدن الهردة بنجد في ديار كلاب
المعدن بكسر الدال وآخره نون كالذي قبله قرية من قرى زوزن من نواحي نيسابور منها أبو جعفر محمد بن إبراهيم المعدني
المعرسانيات في شعر الأخطل يصف غيثا حيث قال وبالمعرسانيات حل وأرزمت بروض القطا منه مطافيل حفل
معراثا عدة قرى من قرى حلب والمعرة ذكرت في المتفق

المعرس بالضم ثم الفتح وتشديد الراء وفتحها مسجد ذي الحليفة على ستة أميال من المدينة كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعرس فيه ثم يرحل لغزاة أو غيرها والتعريس نومة المسافر بعد إدلاجه من الليل فإذا كان وقت السحر أناخ ونام نومة خفيفة ثم يثور مع انفجار الصبح لوجهته
معرش بالضم وآخره شين كأنه الموضع المعروش والعرش السقف موضع باليمامة
المعرف اسم المفعول من العرفان ضد الجهل وهو موضع الوقوف بعرفة قال عمر بن أبي ربيعة يا ليتني قد أجزت الخيل دونكم خيل المعرف أو جاوزت ذا عشر كم قد ذكرتك لو أجدى تذكركم يا أشبه الناس كل الناس بالقمر إني لأجذل أن أمسي مقابله حبا لرؤية من أشبهت في الصور
المعرفة منهل بينه وبين كاظمة يوم أو يومان عن الحفصي
المعرقة بالضم ثم السكون وكسر الراء وقاف وقد روي بالتشديد للراء والتخفيف وهو الوجه كأنه الطريق الذي يأخذ نحو العراق أو أن يكون يعرق الماء بها وهي الطريق التي كانت قريش تسلكها إذا أرادت الشام وهي طريق تأخذ على ساحل البحر وفيها سلكت عير قريش حتى كانت وقعة بدر وإياها أراد عمر بقوله لسلمان أين تأخذ إذا صدرت على المعرقة أم على المدينة
المعركة بلفظ معركة الحرب وهو الموضع الذي تعترك فيه الأبطال أي تزدحم وهو موضع بعينه عن ابن دريد
معروف قال الأصمعي وهو يذكر منازل بني جعفر فقال ثم معروف وهو ماء وجبال يقال لها جبال معروف وأنشد غيره قول ذي الرمة وحتى سرت بعد الكرى في لويه أساريع معروف وصرت جنادبه اللوي البقل حين ييبس أي صعدت الأساريع في اللوي بعد النوم وذلك وقت ييبس البقل وقال الأصمعي ومن مياه الضباب معروف وهو بجبل يقال له كبشات وقال أبو زياد ومن مياه بني جعفر بن كلاب معروف في وسط الحمى مطوي متوح
معرة مصرين بفتح أوله وثانيه وتشديد الراء قال ابن الأعرابي المعرة الشدة والمعرة كوكب في السماء دون المجرة والمعرة الدية والمعرة قتال الجيش دون إذن الأمير والمعرة تلون الوجه من الغضب وقال ابن هانىء المعرة في الآية أي جناية كجناية العر وهو الجرب وقال محمد بن إسحاق المعرة الغرم وأما مصرين فهو بفتح الميم وسكون الصاد المهملة وراء مكسورة وياء تحتها نقطتان ساكنة ونون كأنه جمع مصر كما قلنا في أندرين والمصر بالفتح حلب بأطراف الأصابع وهي بليدة وكورة بنواحي حلب ومن أعمالها بينهما نحو خمسة فراسخ وقال حمدان بن عبد الرحيم يذكرنا جادت معرة معصرين من الديم مثل الذي جاد من دمعي لبينهم وسالمتها الليالي في تغيرها وصافحتها يد الآلاء والنعم ولا تناوحت الأعصار عاصفة بعرصتيها كما هبت على إرم

حاكت يد القطر في أفنانها حللا من كل نور شنيب الثغر مبتسم إذا الصبا حركت أنوارها اعتنقت وقبلت بعضها بعضا فما بفم فطال ما نشرت كف الربيع بها بهار كسرى مليك العرب والعجم
معرة النعمان ذكر اشتقاق المعرة في الذي قبله والنعمان هو النعمان بن بشير صحابي اجتاز بها فمات له بها ولد فدفنه وأقام عليه فسميت به وفي جانب سورها من قبل البلد قبر يوشع بن نون عليه السلام في برية فيما قيل والصحيح أن يوشع بأرض نابلس وبالمعرة أيضا قبر عبد الله بن عمار بن ياسر الصحابي ذكر ذلك البلاذري في كتاب فتوح البلدان له وهذا في رأيي سبب ضعيف لا تسمى بمثله مدينة والذي أظنه أنها مسماة بالنعمان وهو الملقب بالساطع ابن عدي بن غطفان بن عمرو بن بريح بن خزيمة بن تيم الله وهو تنوخ بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة وهي مدينة كبيرة قديمة ماؤهم من الآبار وعندهم الزيتون الكثير والتين ومنها كان أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري القائل فيا برق ليس الكرخ داري وإنما رماني إليها الدهر منذ ليال فهل فيك من ماء المعرة قطرة تغيث بها ظمآن ليس بسال ومن المعريين أيضا القاضي أبو القاسم الحسن بن عبد الله ابن محمد بن عمرو بن سعيد بن محمد بن داود بن المطهر ابن زياد بن ربيعة بن الحارث بن ربيعة بن أنور بن أرقم بن أسحم بن الساطع وهو النعمان وبقاي النسب قد تقدم التنوخي المعري الحنفي العاجي ولد لثمان وعشرين ليلة خلت من شهر ربيعب الأول سنة 943 وحدث وروي عنه وحج في سنة 914 على طريق دمشق فمات بوادي مر لعشرين ليلة خلت من ذي القعدة من السنة وحمل إلى مدينة الرسول صلى الله عليه و سلم ودفن بالبقيع وله مصنفات ووصايا وأشعار فمن شعره قوله إنع إلى من لم يمت نفسه فإنه عما قليل يموت ولا تقل فات فلان فما في سائر العالم من لا يفوت ألا ترى الأجداث مملوة لما خلت من ساكنيها البيوت فاقنع بقوت حسب من لم يكن مخلدا في هذه الدار قوت ولا يكن نطقك إلا بما يعنيك في الذكرة أو في السكوت وله أيضا وكل أداويه على حسب دائه سوى حاسدي فهي التي لا أنالها وكيف يداوي المرء حاسد نعمة إذا كان لا يرضيه إلا زوالها
المعشوق المفعول من العشق وهو اسم لقصر عظيم بالجانب الغربي من دجلة قبالة سامراء في وسط البرية باق إلى الآن ليس حوله شيء من العمران يسكنه قوم من الفلاحين إلا أنه عظيم مكين محكم لم يبن في تلك البقاع على كثرة ما كان هناك من القصور غيره وبينه وبين تكريت مرحلة عمره المعتمد

على الله وعمر قصرا آخر يقال له الأحمدي وقد خرب قال عبد الله بن المعتز بدر تنقل في منازله سعد يصبحه ويطرقه فرحت به دار الملوك فقد كادت إلى لقياه تسبقه والأحمدي إليه منتسب من قبل والمعشوق يعشقه
المعصب بالضم ثم الفتح وتشديد الصاد المهملة وباء موحدة يجوز أن يكون مأخوذا من العصبة أي أنه ذو عصب وهو موضع بقبا وقيل فيه العصبة وهو الموضع الذي نزل به المهاجرون الأولون كذا فسره البخاري
معصوب في شعر سلامة بن جندل حيث قال يا دار أسماء بالعلياء من إضم بين الدكادك من قو فمعصوب كانت لنا مرة دارا فغيرها مر الرياح بسافي الترب مجلوب هل في سؤالك عن أسماء من حوب وفي السلام وإهداء المناسيب
معظم موضع في شعر بشر بن عمرو بن مرثد قال بل هل ترى ظعنا تحدى مقفية لها توال وحاد غير مسبوق يأخذن من معظم فجا بمسهلة لرهوة في أعالي البشر زحلوق حار بن فيها معدا واعتصمن بها إذ أصبح الدين دينا غير موثوق
معقر اسم المكان من عقرت البعير أعقره واد باليمن عند القحمة بالسن قرب زبيد من تهامة ينسب إليه أبو عبد الله أحمد بن جعفر المقري وقيل أبو أحمد روى عن النضر بن محمد الحراشي يروي عنه مسلم بن الحجاج ونسبه كذلك واختط في هذا الموضع مدينة حسين بن سلامة أحد المتغلبين على اليمن في حدود سنة أربعمائة وبنيتي سنة خمسين قال السلفي أبو الحسن أحمد بن جعفر المقري البزاز روى عن النضر بن محمد بن موسى الحراشي وإسماعيل بن عبد الله الصغاني وقيس بن الربيع وسعيد ابن بشير وآخرين روى عنه مسلم بن الحجاج النيسابوري في صحيحه ومحمد بن أحمد بن راجز الطومي اليماني والمفضل بن العباس الفاكهي وغيرهم
وقال أبو الوليد بن الفرضي الأندلسي في كتاب مشتبه النسبة من تأليفه المعقري بضم الميم وفتح العينوتشديد القاف ولم يعلم شيئا والصحيح معقر بفتح الميم وسكون العين والقاف المكسورة وهي ناحية باليمن عن السلفي
معقلة بفتح أوله وسكون ثانيه وضم القاف وقياسه معقلة بكسر القاف قال سيبويه وما جاء من ذلك على مفعلة كالمقبرة والمشرقة فأسماء غير مذهوب بها مذهب الفعل وهو اسم موضع تنسب إليه الحمر وهي خبراء بالدهناء سميت بذلك لأنها تمسك الماء كما يعقل الدواء البطن قال الأزهري وقد رأيتها وفيها خبارى كثيرة تمسك الماء دهرا طويلا وبها جبال رمال متفرقة يقال لها الشماليل قال ذو الرمة جوارية أو عوهج معقلية ترود بأعطاف الرمال الحرائر وقال يصف الحمر

وثبت المشحج من عانات معقلة
المعلاة بالفتح ثم السكون موضع بين مكة وبدر بينه وبين بدر الأثيل
والمعلاة من قرى الخرج باليمامة
معلا موضع بالحجاز عن ابن القطاع في الأبنية قال موسى بن عبد الله لئن طال ليلى بالعراق فقد مضت علي ليال بالنظيم قصائر إذ الحي مبداهم معلاء فاللوى فثغرة منهم منزل فقراقر وإذ لا أريم البئر بئر سويقة وطئن بها والحاضر المتجاور
معلشايا بالفتح ثم السكون وبالثاء المثلثة وياء بليد له ذكر في الأخبار المتأخرة قرب جزيرة ابن عمر من نواحي الموصل
معلق اسم حسي بزهمان ذكر زهمان في موضعه قال سالم بن دارة تركني فرقه في معلق شأنزل جبل مرة وأرتقي عن مرة بن دافع وأتقي
معلولا إقليم من نواحي دمشق له قرى عن أبي القاسم الحافظ
معليا بالفتح ثم السكون وبعد اللام ياء تحتها نقطتان من نواحي الأردن بالشام
معمراش آخره شين معجمة موضع بالمغرب
معمران بالفتح وآخره نون والألف والنون كالنسبة في كلام العجم قرية بمرو منسوبة إلى معمر
معمر بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الميم قيل موضع بعينه في قوله طرفة يا لك من قبرة بمعمر خلا لك الجو فطيري واصفري ونقري ما شئت أن تنقري وقيل المعمر المنزل الذي يقام فيه قال ساجعهم يبغيك في الأرض معمرا
المعمل بوزن معمر إلا أن آخره لام قرية من أعمال مكة قال أبو منصرو لبني هاشم في وادي بيشة ملك يقال له المعمل وكان أول أمر المعمل أنه كان بنى من بيشة بين سلول وخثعم فيحفر السلوليون ويضعون فيه الفسيل فيجيء الخثعميون ويتنزعون ذلك الفسيل ويهدمون ما حفر السلوليون ويفعل مثل ذلك الخثعميون فيزيلون الفسيل ولا يزال بينهم قتال وضرب فكان ذلك المكان يسمى مطلوبا فلما رأى ذلك العجير السلولي الشاعر تخوف أن يقع بين الناس شر هو أعظم من ذلك فأخذ من طينه ومائه ثم ارتحل حتى لحق بهشام بن عبد الملك ووصف له صفته وأتاه بمائة وطينه وماؤه عذب فقال له هشام كم بين الشمس وبين هذا الماء قال أإبعدب ما يكون بعده قال فأين هذا الطين قال في الماء وأخبره بماء جوف بيشة وبيشة من أعمال مكة مما يلي بلاد اليمن من مكة على خمس مراحل وأخبره بما في بيشة والأودية التي معها من النخل والفسيل وأخبره أن ذلك يحتمل نقل عشرة آلاف فسيلة في يوم واحد فأرسل هشام إلى أمير مكة أن يشتري مائتين زنجي ويجعل مع كل زنجي امرأته ثم يحملهم حتى يعضهم بمطلوب وينقل إليهم الفسيل فيضعونه بمطلوب فلما رأى الناس ذلك قالوا إن مطلوبا معمل يعمل فيه فذهب اسمه المعمل إلى اليوم قال العجير السلولي

لا نوم للعين إلا وهي ساهرة حتى أصيب بغيظ أهل مطلوب إن تشتموني فقد بدلت أيكتكم زرق الدجاج وتجفاف اليعاقيب قد كنت أخبرتكم أن سوف يعمرها بنو أمية وعدا غير مكذوب الأيكة جماعة الأراءك وذلك أنه نزع ووضع مكانه الفسيل
المعمورة اسم لمدينة المصيصة نفسها وذلك أنها قد خربت بمجاورة العدو فلما ولي المنصور شحنها بثمانمائة رجلد فلما دخلت سنة 931 أمر بعمران المصيصة وكان حائطها قد تشعث بالزلازل وأهلها قليلون في داخل المدينة فبنى سورها وسكنها أهلها في سنة 041 وسماها المعمورة وبنى فيها مسجدا جامعا
معنق بالضم ثم السكون وكسر النون وقاف أعنق الرجل فهو معنق إذا عدا وأسرع والمعنق السابق المتقدم وبلد معنق أي بعيد والمعنق من الرمال جبل صغير بين أيدي الرمال ومعنق قصر عبيد بن ثعلبة بحجر اليمامة وهو أشهر قصور اليمامة يقال إنه من بناء طسم وهو على أكمة مرتفعة وفيه وفي الشموس يقول الشاعر أبت شرفات في شموس ومعنق لدى القصر منا أن تضام وتضهدا
المعنية بالفتح ثم السكون وكسر النون وياء النسبة مشددة قال أبو عبد الله السكوني المعنية بئر حرفها معن بن أوس عن يمين المغيثة للمتوجه إلى مكة من الكوفة وقال ابن موسى المعنية بين الكوفة والشام على يوم وبعض آخر من القادسية هناك آبار حفرها معن بن زائدة الشيباني فنسبت إليها
معوز بلدة بكرمان بينها وبين جيرفت مرحلتان على طريق فارس ومن معوز إلى ولاشكرد مرحلة
معولة بطن معولة موضع في قول وهبان بضم الواو ابن القلوص العدواني يرثي عمرو بن أبي لدم العدواني وقد قتلته بنو سليم أهلي فداء يوم بطن معولة على أن قراه القوم لابن أبي لدم يسد على الآوى وفي كل شدة يزيدونه كلما ويصدر عن لمم
معونة بئر معونة بين أرض عامر وحر بني سليم ذكرت في الآبار وهي بفتح الميم وضم العين وواو ساكنة ونون بعدها هاء والمعونة مفعولة في قياس من جعلها من العون وقال آخرون المعونة فعولة من الماعون وقيل هو مفعلة من العون مثل مغوثة من الغوث والمضوفة من أضاف إذا أشفق والمشورة من أشار يشير قال حسان يرثي من قتل بها من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان أبو براء عامر بن مالك قدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة وقال له لو أنفذت من أصحابك إلى نجد من يدعو أهله إلى ملتك لرجوت أن يسلمواع وما كنت أخاف عليهم العدو فقال هم في جواري فبعث معه أربعين رجلا فلما حصلوا بئر معونة استنفر عليهم عامر بن الطفيل بني سليم وغيرهم فقتلوهم فقال حسان بن ثابت يرثيهم على قتلى معونة فاستهلي بدمع العين سحا غير نزر على خيل الرسول غداة لاقوا ولاقتهم مناياهم بقدر في أبيات

معيط بالفتح ثم السكون وفتح الياء كأنه اسم المكان من عاطت الناقة إذا ضربها الفحل فلم تحمل أو من عاط الرجل إذا جلب وزعق أو من قولهم امرأة عيطاء ورجل أعيط الطويل العنق وكأن قياسه معاط إلا أنه شذ كمريم ومزيد اسم رجل ولا يحمل على فعيل فإنه مثال لم يأت وأما ضهيد فمصنوع مردود من لفظ قولهم يضطهد وهو اسم موضع في قول الهذلي ساعدة بن جؤية قال يا ليت شعري ألا منجى من الهرم أم هل على العيش بعد الشيب من ندم ثم أتى بجواب ليت بعد ثمانية وعشرين بيتا فقال هل اقتني حدثان الدهر من أنس كانوا بمعيط لا وحش ولا قزم
معين بالفتح ثم الكسر والمعين الماء الصافي الجاري لك أن تجعله مفعولا من العيون ولك أن تجعله فعيلا من الماعون أو من المعين يقال معن الماء يمعن إذا جرى والمعن القليل ومعين اسم حصن باليمن وقال الأزهري معين مدينة باليمن تذكر في براقش وقد ذكرنا شاهدا في براقش بأبسط من هذا قال عمرو بن معدي كرب ينادي من براقش أو معين فأسمع واتلأب بنا مليع
معين باليمن في مخلاف سنحان قرية يقال لها معين
المعينة بتقديم الياء على النون من قرى مخلاف سنحان باليمن
المعي بالضم ثم الفتح والياء مشددة كأنه تصغير المعا وقد ذكرنا ما المعا قبل قال الخارزنجي المعي موضع وأنشد وخلت أنقاء المعي ربربا
المعيي بلفظ اسم الفاعل من العي ويجوز أن يكون تصغير معاوية ثم نسب إليه وخففت ياؤه لأن تصغير معاوية معية المعي من التعب موضع آخر وهو بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد الياء الأولى وسكون الثانية
باب الميم والغين وما يليهما
مغارب جمع مغرب يوم مغارب السماوة من أيام العرب
مغار بالضم وآخره راء موضع الغارة من أغار يغير قال الشاعر مغار ابن همام على حي خثعما ويجوز أن يكون المغار في هذا الشعر والغارة بمعنى واحد وحبل مغار إذا كان شديد الفتل ومغار جبل فوق السوارقية في بلاد بني سليم في جوفه أحساء منها حسي يقال له الهدار يفور بماء كثير وهو سبخ بحذائه حاميتان سوداوان في جوف إحداهما ماءة مليحة يقال لها الرفدة وواديها يسمى عريفطان وعليها نخيلات وآجام يستظل فيهن المار وهي لبني سليم وهي على طريق زبيدة وتقول بنو سليم منقا زبيدة
مغار بالفتح قرية من قرى فلسطين ينسب إليها أبو الحسن محمد بن الفرج المغاري حدث عن محمد بن عيسى الطباع حدث عنه العتابي محمد بن قتيبة العسقلاني
المغاسل بالضم وكسر السين المهملة موضع بعينه أودية قريبة من اليمامة وقرأت بخط ابن نباتة السعدي المغاسل بفتح الميم في قول لبيد

وأسرع فيها قبل ذلك حقبة ركاح فجنبا نقدة فالمغاسل
مغام ويقال مغامة بالفتح فيهما بلد بالأندلس ينسب إليها أبو عمران يوسف بن يحيى المغامي ومحمد بن عتيق بن فرج بن أبي العباس بن إسحاق التجيبي المغامي المقري الطليطلي أبو عبد الله لقي أبا عمرو الداني وعليه اعتمد وروى عن أبي الربيع سليمان بن إبراهيم وأبي محمد بن أبي طالب المقري وغيرهم وكان عالما بالقراءة بوجوهها إماما فيها ذا دين متين وكان مولده لتسع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة 224 ومات بإشبيلية في منتصف ذي القعدة سنة 584 وحبس كتبه على طلبة العلم بالعدوة وغيرها وفيها معدن الطين الذي تغسل به الرؤوس ومنها ينتقل إلى سائر بلاد المغرب وقد ذكرناه بالعين آنفا نقلا عن العمراني وهو خطأ منه والصواب ههنا
المغرب بالفتح ضد المشرق وهي بلاد واسعة كثيرة ووعثاء شاسعة قال بعضهم حدها من مدينة مليانة وهي آخر حدود إفريقية إلى آخر جبال السوس التي وراءها البحر المحيط وتدخل فيه جزيرة الأندلس وإن كانت إلى الشمال أقرب ما هي وطول هذا في البر مسيرة شهرين فقد ذكرت تحديدها في ترجمة آسيا فينقل منها أو ينظر فيها من أراد النظر
مغرة بالفتح وهو الطين الأحمر قال الحازمي هو موضع بالشام في ديار كلب
مغز بالفتح ثم السكون وزاي معناه بالفارسية اللب ويسمون المخ أيضا مغزا وهي قرية كبيرة كثيرة البساتين يسميها المستعربون أم الجوز لكثرته فيها بينها وبين بسطام مرحلة وهي من نواحي قومس
المغسل بالفتح ثم السكون اسم المكان من غسل يغسل فهو مغسل بكسر السين واحدة المغاسل وهي أودية قريبة من اليمامة قال الحفصي المغسل رمل واسع يمضي إلى الدام وإلى البياض
المغسلة جبانة في طريق المدينة يغسل فيها الثياب
مغكان بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره نون من قرى بخارى بينها وبين المدينة خمسة فراسخ على يمين الطريق الذي لبيكند بينها وبين الطريق نحو ثلاثة فراسخ
المغمس بالضم ثم الفتح وتشديد الميم وفتحها اسم المفعول من غمست الشيء في الماء إذا غيبته فيه موضع قرب مكة في طريق الطائف مات فيه أبو رغال وقبره يرجم لأنه كان دليل صاحب الفيل فمات هناك قال أمية بن أبي الصلت الثقفي يذكر ذلك إن آيات ربنا ظاهرات ما يماري فيهن إلا الكفور حبس الفيل بالمغمس حتى ظل يحبو كأنه معقور كل دين يوم القيامة عند ال له إلا دين الحنيفة بور وقال نفيل ألا حييت عنا يا ردينا نعمناكم مع الإصباح عينا ردينة لو رأيت ولن تريه لدى جنب المغمس ما رأينا إذا لعذرتني ورضيت أمري ولن تأسي على ما فات بينا

حمدت الله أن أبصرت طيرا وخفت حجارة تلقى علينا وكل القوم عن نفيل كأن علي للحبشان دينا قال السهيلي المغمس بضم أوله هكذا لقيته في نسخة الشيخ أبي بحر المقيدة على أبي الوليد القاضي بفتح الميم الأخيرة من المغمس وذكر السكري في كتاب المعجم عن ابن دريد وعن غيره من أئمة اللغة أن المغمس بكسر الميم الأخيرة فإنه أصح ما قيل فيه وذكر أيضا أنه يروى بالفتح فعلى رواية الكسر هو مغمس مفعل كأنه اشتق من الغميس وهو الغميز يعني النبات الأخضر الذي ينبت في الخريف من تحت اليابس يقال غمس المكان وغمز إذا نبت فيه ذلك كما يقال مصوح ومشجر وأما على رواية الفتح فكأنه من غمست الشيء إذا غطيته وذلك أنه مكان مستور إما بهضاب وإما بعضاة وإنما قلنا هذا لأن رسول الله لما كان بمكة كان إذا أراد حاجة الإنسان خرج إلى المغمس وهو على ثلثي فرسخ من مكة كذلك رواه أبو علي بن السكن في كتاب السنن له وفي السنن لأبي داود أن رسول الله كان إذا أراد التبرز أبعد ولم يبين مقدار البعد وهو مبين من حديث ابن السكن ولم يكن ليأتي المذهب إلا وهو مستور متحفظ فاستقام المعنى فيه على الروايتين جميعا وقد ذكرته في رغال وقال ثعلبة بن غيلان الإيادي يذكر خروج إياد من تهامة ونفي العرب إياها إلى أرض فارس تحن إلى أرض المغمس ناقتي ومن دونها ظهر الجريب وراكس بها قطعت عنا الوذيم نساؤنا وغرقت الأبناء فينا الخوارس إذا شئت غناني الحمام بأيكة وليس سواء صوتها والعرانس تجوب من الموماة كل شملة إذا أعرضت منها القفار البسابس فيا حبذا أعلام بيشة واللوى ويا حبذا أجشامها والجوارس أقامت بها جسر بن عمرو وأصبحت إياد بها قد ذل منها المعاطس
مغنان بالضم ثم السكون ونونان من قرى مرو
المغنقة بالضم ثم السكون وفتح النون والقاف قال العمراني موضع
مغون بضم أوله وثانيه وسكون الواو ونون قرية من قرى بشت من نواحي نيسابور ينسب إليها عبدوس بن أحمد المغوني روى عنه إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد الجرجاني المقري
مغونة بالفتح ثم الضم وسكون الواو ونون قال أبو بكر موضع قرب المدينة
المغيث بضم ثم الكسر وآخره ثاء مثلثة اسم الوادي الذي هلك فيه قوم عاد وقال أبو منصور بين معدن النقرة والربذة ماء يعرف بمغيث ماوان ماء وشروب
المغيثة مفهومة المعنى إنه اسم الفاعل من غاثه يغيثه إذا أغاثه وغاث الله البلاد إذا أنزل بها الغيث منزل في طريق مكة بعد العذيب نحو مكة وكانت أولا مدينة خربت شرب أهلها من ماء المطر وهي لبني نبهان وبين المغيثة والقرعاء الزبيدية

وقال الأزهري ركية بين القادسية والعذيب وقال غيره بينها وبين القرعاء اثنان وثلاثون ميلا وبينها وبين القادسية أربعة وعشرون ميلا
والمغيثة أيضا قرية بنيسابور
المغيزل تصغير معزل علم جبل في بلاد بلعنبر قال أبو سعيد المغيزل جبل الصمان مشبه بالمغزل لدقته وقال غيره هو طريق في الرغام معروف وقال جرير يقلن اللواتي كن قبل يلمنني لعل الهوى يوم المغيزل قاتله
مغيلة بضم أوله ثم الكسر اسم الفاعل من الغيل وهو الماء الذي يجري على وجه الأرض وقيل ما جرى من المياه في الأنهار إقليم من أعمال شذونة بالأندلس فيه قلعة ورد وفي أرضه سعة
باب الميم والفاء وما يليهما
مفتح بالفتح ثم السكون وتاء بنقطتين من فوقها وحاء مهملة قرية بين البصرة وواسط وهي من أعمال البصرة منها محمد بن يعقوب المفتحي يروي عن العلاء بن مصعب البصري يروي عنه أبو الحسن عبد الله بن موسى بن الحسين بن إبراهيم البغدادي وغيره وبها سمع الدارقطني من الحسين بن علي بن قوهي
ومفتح دجيل ناحية دجيل الأهواز ذكره في أخبار المعراج
المفترض مفتعل من الفرض وهو الواجب ماء عن يمين سميراء للقاصد مكة
المفجر بالفتح ثم السكون وفتح الجيم اسم المكان من فجرت الحوض وغيره إذا أسلته موضع بمكة ما بين الثنية التي يقال لها الخضراء إلى خلف دار يزيد بن منصور عن الأصمعي
مفحل بالفاء من نواحي المدينة فيما أحسب قال ابن هرمة تذكرت سلمى والنوى تستبيعها وسلمى المنى لو أننا نستطيعها فكيف إذا حلت بأكناف مفحل وحل بوعساء الحليف تبيعها
باب الميم والقاف وما يليهما
مقابر الشهداء ببغداد إذا خرجت من قنطرة باب حرب فهي نحو القبلة عن يسار الطريق لا أدري لم سميت بذلك
ومقابر الشهداء بمصر لما مات يزيد بن معاوية وابنه معاوية وتولى مروان بن الحكم الخلافة واستقام أمره بالشام قصد مصر في جنوده وكان أهل مصر زبيرية فأوقع بأهلها وجرت حروب قتل فيها بينهم قتلى فدفن المصريون قتلاهم في هذا الموضع وسموه مقابر الشهداء وغلب عليها الاسم إلى هذه الغاية وكانت قتلى المصريين ستمائة ونيفا وقتلى الشاميين ثمانمائة وذلك في سنة 65 للهجرة
مقابر قريش ببغداد وهي مقبرة مشهورة ومحلة فيها خلق كثير وعليها سور بين الحربية ومقبرة أحمد بن حنبل رضي الله عنه والحريم الطاهري وبينها وبين دجلة شوط فرس جيد وهي التي فيها قبر موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين ابن الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب وكان أول من دفن فيها جعفر الأكبر بن المنصور أمير المؤمنين في سنة 150 وكان المنصور أول من جعلها مقبرة لما ابتنى مدينته سنة 149

المقاد بالفتح وآخره دال هو جبل بني فقيم بن جرير بن دارم وسعد بن زيد مناة بن تميم قال جرير أهاجك بالمقاد هوى عجيب ولجت في مباعدة غضوب أكل الدهر يوئس من رجاكم عدو عند بابك أو رقيب فكيف ولا عداتك ناجزات ولا مرجو نائلكم قريب وقال أيضا أيقيم أهلك بالستار وأصعدت بين الوريعة والمقاد حمول وقال الحفصي المقاد من أرض الصمان وأنشد لمروان بن أبي حفصة قطع الصرائم والشقائق دوننا ومن الوريعة دوها فمقادها
مقاريب بالفتح وبعد الألف راء ثم ياء وباء موحدة جمع المقرب اسم موضع من نواحي المدينة قال كثير ومنها بأجزاع المقاريب دمنة وبالسفح من فرعان آل مصرع
مقاس بالفتح ثم التشديد وآخره سين مهملة يقال تمقست نفسي بمعنى غثت قال نفسي تمقس من سمانى الأقبر جبل بالخابور
المقاعد جمع مقعد عند باب الأقبر بالمدينة وقيل مساقف حولها وقيل هي دكاكين عند دار عثمان بن عفان رضي الله عنه وقال الداودي هي الدرج
المقام بالفتح ومقامات الناس بالفتح مجالسهم الواحد مقام ومقامه وقيل المقام موضع قدم القائم والمقام بالضم مصدر أقمت بالمكان مقاما وإقامة والمقام في المسجد الحرام هو الحجر الذي قام عليه إبراهيم عليه السلام حين رفع بناء البيت وقيل هو الحجر الذي وقف عليه حين غسلت زوج ابنه إسماعيل رأسه وقيل بل كان راكبا فوضعت له حجرا من ذات اليمين فوقفت عليه حتى غسلت شق رأسه الأيمن ثم صرفته إلى الشق الأيسر فرسخت قدماه فيه في حال وقوفه عليه وقيل هو الحجر الذي وقف عليه حتى أذن في الناس بالحج فتطاول له وعلا على الجبل حتى أشرف على ما تحته فلما فرغ وضعه قبلة وقد جاء في بعض الآثار أنه كان ياقوته من الجنة وقيل في قوله تعالى واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى المراد به هذا الحجر وقيل بل هي مناسك الحج كلها وقيل عرفة وقيل مزدلفة وقيل الحرم كله وذرع المقام ذراع وهو مربع سعة أعلاه أربع عشرة إصبعا في مثلها وفي أسفله مثلها وفي طرفيه طوق من الذهب وما بين الطرفين بارز لا ذهب عليه طوله من نواحيه كلها تسع أصابع وعرضه عشر أصابع وعرضه من نواحيه إحدى وعشرون إصبعا ووسطه مربع والقدمان داخلتان في الحجر سبع أصابع وحولهما مجوف وبين القدمين من الحجر إصبعان ووسطه قد استدق من التمسح به والمقام في حوض مربع حوله رصاص وعلى الحوض صفائح من رصاص ومن المقام في الحوض إصبعان وعليه صندوق ساج وفي طرفه سلسلتان تدخلان في أسفل الصندوق ويقفل عليه قفلان وقال عبد الله بن شعيب بن شيبة ذهبنا نرفع المقام في خلافة المهدي فانثلم وهو حجر رخو فخشينا أن

يتفتت فكتبنا في ذلك إلى المهدي فبعث إلينا ألف دينار فصببناها في أسفله وفي أعلاه وهو هذا الذهب الذي عليه اليوم وقال عبد الله بن عمرو بن العاص الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله نورهما ولولا ذلك لأضاء ما بين المشرق والمغرب وقال البشاري المقام بإزاء وسط البيت الذي فيه الباب وهو أقرب إلى البيت من زمزم يدخل في الطواف في أيام الموسم ويكب عليه صندوق حديد عظيم راسخ في الأرض طوله أكثر من قامة وله كسوة ويرفع المقام في كل موسم إلى البيت فإذا رفع جعل عليه صندوق خشب له باب يفتح في أوقات الصلاة فإذا سلم الإمام استلمه ثم أغلق الباب وفيه أثر قدم إبراهيم عليه السلام مخالفة وهو أسود وأكبر من الحجر الأسود
مقامي قرية لبني العنبر باليمامة تروى عن الحفصي
مقتد بالفتح يجوز أن يكون اسم الموضع من القتاد وهو شجر كثير الشوك موضع عن الحازمي
المقترب قرية لبني عقيل باليمامة
مقد بالتحريك اختلف فيه فقال الأزهري حكاية عن الليث المقدي من الخمر منسوبة إلى قرية بالشام وأنشد في تخفيف الدال مقديا أحله الله للنا س شرابا وما تحل الشمول وقال عدي بن الرقاع وقد شدد الدال غشيت بعفر أو برجلتها ربعا رمادا وأحجارا بقين بها سفعا فما رمتها حتى غدا اليوم نصفه وحتى سرت عيناي كلتاهما دمعا أسر هموما لو تغلغل بعضها إلى حجر صلد تركن به صدعا أميد كأني شارب لعبت به عقار ثوت في سجنها حججا سبعا مقدية صهباء تثخن شربها إذا ما أرادوا أن يروحوا بها صرعى عصارة كرم من حديجاء لم تكن منابتها مستحدثات ولا قرعا وقال شمر سمعت أبا عبيدة يروي عن أبي عمرو المقدي ضرب من الشراب بتخفيف الدال قال والصحيح عندي أن الدال مشددة قال وسمعت رجاء بن سلمة يقول المقدي بتشديد الدال الطلاء المنصف مشبه بما قد بنصفين ويصدقه قول عمرو بن معدي كرب وقد تركوا ابن كبشة مسلحبا وهم شغلوه عن شرب المقدي وقيل مقدية قرية بناحية دمشق من أعمال أذرعات ينسب إليها الأسود بن مروان المقدي يروي عن سليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل الدمشقي أثنى عليه أبو القاسم الطبراني ووثقه وروى عنه وقال الحازمي مقد قرية بحمص مذكورة بجودة الخمر وقال أبو القاسم الطيب بن علي التميمي اللغوي المقدي من قرية مقد وقال أبو منصور أنبأنا السعدي أنبأنا ابن عفان عن ابن نمير عن الأعمش عن منذر الثوري قال رأيت محمد بن علي يشرب الطلاء المقدي الأصفر كان يرزقه إياه عبد الملك وكان في ضيافته يرزقه الطلاء وأرطالا من اللحم ورواه ابن دريد بكسر الميم وفتحها وقال المقدية ضرب من الثياب ولا أدري إلى ما تنسب وقال نفطويه المقد بتشديد الدال قرية بالشام وقال غيره هي في طرف حوران قرب أذرعات

المقدس في اللغة المنزه قال المفسرون في قوله تعالى ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال الزجاج معنى نقدس لك أي نطهر أنفسنا لك وكذلك نفعل بمن أطاعك نقدسه أي نطهره قال ومن هذا قيل للسطل القدس لأنه يتقدس منه أي يتطهر قال ومن هذا بيت المقدس كذا ضبطه بفتح أوله وسكون ثانيه وتخفيف الدال وكسرها أي البيت المقدس المطهر الذي يتطهر به من الذنوب قال مروان قل للفرزدق والسفاهة كاسمها إن كنت تارك ما أمرتك فاجلس ودع المدينة إنها محذورة والحق بمكة أو ببيت المقدس وقال قتادة المراد بأرض المقدس أي المبارك وإليه ذهب ابن الأعرابي ومنه قيل للراهب مقدس ومنه قول امرىء القيس فأدركنه يأخذن بالساق والنسا كما شبرق الولدان ثوب المقدس وصبيان النصارى يتبركون به وبمسح مسحه الذي هو لابسه وأخذ خيوطه منه حتى يتمزق عنه ثوبه وفضائل بيت المقدس كثيرة ولا بد من ذكر شيء منها حتى يستحسنه المطلع عليه قال مقاتل بن سليمان قوله تعالى ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين قال هي بيت المقدس وقوله تعالى لبني إسرائيل وواعدناكم جانب الطور الأيمن يعني بيت المقدس وقوله تعالى وجعلنا ابن مريم وأمه آيتين واويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين قال البيت المقدس وقال تعالى سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى هو بيت المقدس وقوله تعالى في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه البيت المقدس وفي الخبر من صلى في بيت المقدس فكأنما صلى في السماء ورفع الله عيسى ابن مريم إلى السماء من بيت المقدس وفيه مهبطه إذا هبط وتزف الكعبة بجميع حجاجها إلى البيت المقدس يقال لها مرحبا بالزائر والمزور وتزف جميع مساجد الأرض إلى البيت المقدس أول شيء حسر عنه بعد الطوفان صخرة بيت المقدس وفيه ينفخ في الصور يوم القيامة وعلى صخرته ينادي المنادي يوم القيامة وقد قال الله تعالى لسليمان بن داود عليهما السلام حين فرغ من بناء البيت المقدس سلني أعطك قال يا رب أسألك أن تغفر لي ذنبي قال لك ذلك قال يا رب وأسألك أن تغفر لمن جاء هذا البيت يريد الصلاة فيه وأن تخرجه من ذنوبه كيوم ولد قال لك ذلك قال وأسألك من جاء فقيرا أن تغنيه قال لك ذلك قال وأسألك من جاء سقيما أن تشفيه قال ولك ذلك وعن النبي أنه قال لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا والمسجد الحرام ومسجد البيت المقدس وإن الصلاة في بيت المقدس خير من ألف صلاة في غيره وأقرب بقعة في الأرض من السماء البيت المقدس ويمنع الدجال من دخولها ويهلك يأجوج ومأجوج دونها وأوصى آدم عليه السلام أن يدفن بها وكذلك إسحاق وإبراهيم وحمل يعقوب من أرض مصر حتى دفن بها وأوصى يوسف عليه السلام حين مات بأرض مصر أن يحمل إليها وهاجر إبراهيم من كوثى إليها وإليها المحشر ومنها المنشر وتاب الله على داود بها وصدق إبراهيم الرؤيا بها وكلم عيسى الناس في المهد بها وتقاد الجنة يوم القيامة إليها ومنها يتفرق

الناس إلى الجنة أو إلى النار وروي عن كعب أن جميع الأنبياء عليهم السلام زاروا بيت المقدس تعظيما له وروي عن كعب أنه قال لا تسموا بيت المقدس إيلياء ولكن سموه باسمه فإن إيلياء امرأة بنت المدينة وعن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله فلما فرغ سليمان من بناء بيت المقدس سأل الله حكما يوافق حكمه وملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه الله ذلك وعن ابن عباس قال البيت المقدس بنته الأنبياء وسكنته الأنبياء ما فيه موضع شبر إلا وقد صلى فيه نبي أو قام فيه ملك وعن أبي ذر قال قلت لرسول الله أي مسجد وضع على وجه الأرض أولا قال المسجد الحرام قلت ثم أي قال البيت المقدس وبينهما أربعون سنة وروي عن أبي بن كعب قال أوحى الله تعالى إلى داود ابن لي بيتا قال يا رب وأين من الأرض قال حيث ترى الملك شاهرا سيفه فرأى داود ملكا على الصخرة واقفا وبيده سيف وعن الفضيل بن عياض قال لما صرفت القبلة نحو الكعبة قالت الصخرة إلهي لم أزل قبلة لعبادك حتى إذا بعثت خير خلقك صرفت قبلتهم عني قال ابشري فإني واضع عليك عرشي وحاشر إليك خلقي وقاض عليك أمري وناشر منك عبادي وقال كعب من زار البيت المقدس شوقا إليه دخل الجنة ومن صلى فيه ركعتين خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وأعطي قلبا شاكرا ولسانا ذاكرا ومن تصدق فيه بدرهم كان فداءه من النار ومن صام فيه يوما واحدا كتبت له براءته من النار وقال كعب معقل المؤمنين أيام الدجال البيت المقدس يحاصرهم فيه حتى يأكلوا أوتار قسيهم من الجوع فبينما هم كذلك إذ سمعوا صوتا من الصخرة فيقولون هذا صوته رجل شبعان فينظرون فإذا عيسى ابن مريم عليه السلام فإذا رآه الدجال هرب منه فيتلقاه بباب لد فيقتله وقال أبو مالك القرظي في كتاب اليهود الذي لم يغير إن الله تعالى خلق الأرض فنظر إليها وقال أنا واطىء على بقعتك فشمخت الجبال وتواضعت الصخرة فشكر الله لها وقال هذا مقامي وموضع ميزاني وجنتي وناري ومحشر خلقي وأنا ديان يوم الدين وعن وهب بن منبه قال أمر إسحاق ابنه يعقوب أن لا ينكح امرأة من الكنعانيين وأن ينكح من بنات خاله لابان بن تاهر بن أزر وكان مسكنه فلسطين فتوجه إليها يعقوب وأدركه في بعض الطريق الليل فبات متوسد حجرا فرأى فيما يرى النائم كأن سلما منصوبا إلى باب السماء عند رأسه والملائكة تنزل منه وتعرج فيه وأوحى الله إليه إني أنا الله لا إله إلا أنا إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق وقد ورثتك هذه الأرض المقدسة وذريتك من بعدك وباركت فيك وفيهم وجعلت فيكم الكتاب والحكمة والنبوة ثم أنا معك حتى تدرك إلى هذا المكان فاجعله بيتا تعبدني فيه أنت وذريتك فيقال إنه بيت المقدس فبناه داود وابنه سليمان ثم أخربته الجبابرة بعد ذلك فاجتاز به شعيا وقيل عزير عليهما السلام فرآه خرابا فقال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه كما قص عز و جل في كتابه الكريم ثم بناه ملك من ملوك فارس يقال له كوشك وكان قد اتخذ سليمان في بيت المقدس أشياء عجيبة منها القبة التي فيها السلسلة المعلقة ينالها صاحب الحق ولا ينالها المبطل حتى اضمحلت بحيلة غير معروفة وكان من عجائب بنائه أنه بنى بيتا وأحكمه وصقله فإذا دخله الفاجر والورع تبين الفاجر من الورع لأن

الورع كان يظهر خياله في الحائط أبيض والفاجر يظهر خياله أسود وكان أيضا مما اتخذ من الأعاجيب أن ينصب في زاوية من زواياه عصا آبنوس فكان من مسها من أولاد الأنبياء لم تضره ومن مسها من غيرهم أحرقت يده وقد وصفها القدماء بصفات إن استقصيتها أمللت القارىء والذي شاهدته أنا منها أن أرضها وضياعها وقراها كلها جبال شامخة وليس حولها ولا بالقرب منها أرض وطيئة ألبتة وزروعها على الجبال وأطرافها بالفؤوس لأن الدواب لا صنع لها هناك وأما نفس المدينة فهي على فضاء في وسط تلك الجبال وأرضها كلها حجر من الجبال التي هي عليها وفيها أسواق كثيرة وعمارات حسنة وأما الأقصى فهو في طرفها الشرقي نحو القبلة أساسه من عمل داود عليه السلام وهو طويل عريض وطوله أكثر من عرضه وفي نحو القبلة المصلى الذي يخطب فيه للجمعة وهو على غاية الحسن والإحكام مبني على الأعمدة الرخام الملونة والفسيفساء التي ليس في الدنيا أحسن منها لا جامع دمشق ولا غيره وفي وسط صحن هذا الموضع مصطبة عظيمة في ارتفاع نحو خمسة أذرع كبيرة يصعد إليها الناس من عدة مواضع بدرج وفي وسط هذه المصطبة قبة عظيمة على أعمدة رخام مسقفة برصاص منمقة من برا وداخل بالفسيفساء مطبقة بالرخام الملون قائم ومسطح وفي وسط هذا الرخام قبة أخرى وهي قبة الصخرة التي تزار وعلى طرفها أثر قدم النبي وتحتها مغارة ينزل إليها بعدة درج مبلطة بالرخام قائم ونائم يصلى فيها وتزار ولهذا القبة أربعة أبواب وفي شرقيها برأسها قبة أخرى على أعمدة مكشوفة حسنة مليحة يقولون إنها قبة السلسلة وقبة المعراج أيضا على حائط المصطبة وقبة النبي داود عليه السلام كل ذلك على أعمدة مطبق أعلاها بالرصاص وفيها مغاور كثيرة ومواضع يطول عددها مما يزار ويتبرك به ويشرب أهل المدينة من ماء المطر ليس فيها دار إلا وفيها صهريج لكنها مياه ردية أكثرها يجتمع من الدروب وإن كانت دروبهم حجارة ليس فيها ذلك الدنس الكثير وبها ثلاث برك عظام بركة بني إسرائيل وبركة سليمان عليه السلام وبركة عياض عليها حماماتهم وعين سلوان في ظاهر المدينة في وادي جهنم مليحة الماء وكان بنو أيوب قد أحكموا سورها ثم خربوه على ما نحكيه بعد وفي المثل قتل أرضا عالمها وقتلت أرض جاهلها هذا قول أبي عبد الله محمد بن أحمد بن البناء البشاري المقدسي له كتاب في أخبار بلدان الإسلام وقد وصف بيت المقدس فأحسن فالأولى أن نذكر قوله لأنه أعرف ببلده وإن كان قد تغير بعده بعض معالمها قال هي متوسطة الحر والبرد قل ما يقع فيها ثلج قال وسألني القاضي أبو القاسم عن الهواء بها فقلت سجسج لا حر ولا برد فقال هذه صفة الجنة قلت بنيانهم حجر لا ترى أحسن منه ولا أنفس منه ولا أعف من أهلها ولا أطيب من العيش بها ولا أنظف من أسواقها ولا أكبر من مسجدها ولا أكثر من مشاهدها وكنت يوما في مجلس القاضي المختار أبي يحيى بهرام بالبصرة فجرى ذكر مصر إلى أن سئلت أي بلد أجل قلت بلدنا قيل فأيهما أطيب قلت بلدنا قيل فأيهما أفضل قلت بلدنا قيل فأيهما أحسن قلت بلدنا قيل فأيهما أكثر خيرات قلت بلدنا قيل فأيهما أكبر قلت بلدنا فتعجب أهل المجلس من ذلك وقيل أنت رجل محصل وقد ادعيت ما لا يقبل منك وما مثك إلا كصاحب

الناقة من الحجاج قلت أما قولي أجل فلأنها بلدة جمعت الدنيا والآخرة فمن كان من أبناء الدنيا وأراد الآخرة وجد سوقها ومن كان من أبناء الآخرة فدعته نفسه إلى نعمة الدنيا وجدها وأما طيب هوائها فإهن لا سم لبردها ولا أذى لحرها وأما الحسن فلا يرى أحسن من بنيانها ولا أنظف منها ولا أنزه من مسجدها وأما كثرة الخيرات فقد جمع الله فيها فواكه الأغوار والسهل والجبل والأشياء المتضادة كالأترج واللوز والرطب والجوز والتين والموز وأما الفضل فهي عرصة القيامة ومنها النشر وإليها الحشر وإنما فضلت مكة بالكعبة والمدينة بالنبي ويوم القيامة تزفان إليها فتحوي الفضل كله وأما الكبر فالخلائق كلهم يحشرون إليها فأي أرض أوسع منها فاستحسنوا ذلك وأقروا به قال إلا أن لها عيوبا يقال إن في التوراة مكتوبا بيت المقدس طست من ذهب مملوء عقارب ثم لا ترى أقذر من حماماتها ولا أثقل مؤنة وهي مع ذلك قليلة العلماء كثيرة النصارى وفيهم جفاء وعلى الرحبة والفنادق ضرائب ثقال وعلى ما يباع فيها رجالة وعلى الأبواب أعوان فلا يمكن أحدا أن يبيع شيئا مما يرتفق به الناس إلا بها مع قلة يسار وليس للمظلوم أنصار فالمستور مهموم والغني محسود والفقيه مهجور والأديب غير مشهور ولا مجلس نظر ولا تدريس قد غلب عليها النصارى واليهود وخلا المجلس من الناس والمسجد من الجماعات وهي أصغر من مكة وأكبر من المدينة عليها حصن بعضه على جبل وعلى بقيته خندق ولها ثمانية أبواب حديد باب صهيون وباب النية وباب البلاط وباب جب ارميا وباب سلوان وباب أريحا وباب العمود وباب محراب داود عليه السلام والماء بها واسع وقيل ليس ببيت المقدس أكثر من الماء والأذان قل أن يكون بها دار ليس بها صهريج أو صهريجان أو ثلاثة على قدر كبرها وصغرها وبها ثلاث برك عظام بركة بني إسرائيل وبركة سليمان وبركة عياض عليها حماماتهم لها دواع من الأزقة وفي المسجد عشرون جبا مشجرة قل أن تكون حارة ليس بها جب مسيل غير أن مياهها من الأزقة وقد عمد إلى واد فجعل بركتين تجتمع إليهما السيول في الشتاء وقد شق منهما قناه إلى البلد تدخل وقت الربيع فتدخل صهاريج الجامع وغيرها وأما المسجد الأقصى فهو على قرنة البلد الشرقي نحو القبلة أساسه من عمل داود طول الحجر عشرة أذرع وأقل منقوشة موجهة مؤلفة صلبة وقد بنى عليه عبد الملك بحجارة صغار حسان وشرفوه وكان أحسن من جامع دمشق لكن جاءت زلزلة في أيام بني العباس فطرحته إلا ما حول المحراب فلما بلغ الخليفة خبره أراد رده مثلما كان فقيل له تعيا ولا تقدر على ذلك فكتب إلى أمراء الأطراف والقواد يأمرهم أن يبني كل واحد منهم رواقا فبنوه أوثق وأغلظ صناعة مما كان وبقيت تلك القطعة شامة فيه وهي إلى حذاء الأعمدة الرخام وما كان من الأساطين المشيدة فهو محدث وللمغطى ستة وعشرون بابا باب يقابل المحراب يسمى باب النحاس الأعظم مصفح بالصفر المذهب لا يفتح مصراعه إلا رجلا شديد القوة عن يمينه سبعة أبواب كبار في وسطها باب مصفح مذهب وعلى اليسار مثلها وفي نحو المشرق أحد عشر بابا سواذج وخمسة عشر رواقا على أعمدة رخام أحدثها عبد الله بن طاهر وعلى الصحن من الميمنة أروقة على أعمدة رخام وأساطين وعلى المؤخر أروقة أزاج من الحجارة وعلى وسط المغطى جمل عظيم خلف قبة حسنة والسقوف كلها

إلا المؤخر ملبسة بشقاق الرصاص والمؤخر مرصوف بالفسيفساء الكبار والصحن كله مبلط وفي وسط الرواق دكة مربعة مثل مسجد يثرب يصعد إليها من أربع جهاتها بمراق واسعة وفي الدكة أربع قباب قبة السلسلة وقبة المعراج وقبة النبي وهذه الثلاث الصغار ملبسة بالرصاص على أعمدة رخام مكشوفة وفي وسط الدكة قبة الصخرة على بيت مثمن بأربعة أبواب كل باب يقابل مرقاة من مراقي الدكة وهي الباب القبلي وباب إسرافيل وباب الصور وباب النساء وهو الذي يفتح إلى المغرب جميعها مذهبة في وجه كل واحد باب مليح من خشب التنوب وكانت قد أمرت بعملها أم المقتدر بالله وعلى كل باب صفة مرخمة والتنوبية مطبقة على الصفرية من خارج وعلى أبواب الصفات أبواب أيضا سواذج داخل البيت ثلاثة أروقة دائرة على أعمدة معجونة أجل من الرخام وأحسن لا نظير لها قد عقدت عليه أروقة لاطئة داخلة في رواق آخر مستدير على الصخرة على أعمدة معجونة بقناطر مدورة فوق هذه منطقة متعالية في الهواء فيها طاقات كبار والقبة فوق المنطقة طولها غير القاعدة الكبرى مع السفود في الهواء مائة ذراع ترى من البعد فوقها سفود حسن طوله قامة وبسطة والقبة على عظمها ملبسة بالصفر المذهب وأرض البيت مع حيطانه والمنطقة من داخل وخارج على صفة جامع دمشق والقبة ثلاث سافات الأولى مروقة على الألواح والثانية من أعمدة الحديد قد شبكت لئلا تميلها الرياح ثم الثالثة من خشب عليها الصفائح وفي وسطها طريق إلى عند السفود يصعد منها الصناع لتفقدها ورمها فإذا بزغت عليها الشمس أشرقت القبة وتلألأت المنطقة ورؤيت شيئا عجيبا وعلى الجملة لم أر في الإسلام ولا سمعت أن في الشرك مثل هذه القبة ويدخل المسجد من ثلاثة عشر موضعا بعشرين بابا منها باب الحطة وباب النبي عليه الصلاة و السلام وباب محراب مريم وباب الرحمة وباب بركة بني إسرائيل وباب الأسباط وباب الهاشميين وباب الوليد وباب إبراهيم عليه السلام وباب أم خالد وباب داود عليه السلام وفيه من المشاهد محراب مريم وزكرياء ويعقوب والخضر ومقام النبي وجبرائيل وموضع المنهل والنور والكعبة والصراط متفرقة فيه وليس على الميسرة أروقة والمغطى لا يتصل بالحائط الشرقي وإنما ترك هذا البعض لسببين أحدهما قول عمر واتخذوا في غربي هذا المسجد مصلى للمسلمين فتركت هذه القطعة لئلا يخالف والآخر لو مد المغطى إلى الزاوية لم تقع الصخرة حذاء المحراب فكرهوا ذلك والله أعلم وطول المسجد ألف ذراع بالذراع الهاشمي وعرضه سبعمائة ذراع وفي سقوفه من الخشب أربعة آلاف خشبة وسبعمائة عمود رخام وعلى السقوف خمسة وأربعون ألف شقة رصاص وحجم الصخرة ثلاثة وثلاثون ذراعا في سبعة وعشرين وتحت الصخرة مغارة تزار ويصلى فيها تسع مائة وستين نفسا وكانت وظيفته كل شهر مائة دينار وفي كل سنة ثمانمائة ألف ذراع حصرا وخدامه مماليك له أقامهم عبد الملك من خمس الأسارى ولذلك يسمون الأخماس لا يخدمه غيرهم ولهم نوب يحفظونها وقال المنجمون المقدس طوله ست وخمسون درجة وعرضه ثلاث وثلاثون درجة في الإقليم الثالث وأما فتحها في أول الإسلام إلى يومنا هذا فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنفذ عمرو بن العاص إلى فلسطين ثم نزل البيت المقدس فامتنع عليه فقدم أبو عبيدة بن الجراح

بعد أن افتتح قنسرين وذلك في سنة 16 للهجرة فطلب أهل بيت المقدس من أبي عبيدة الأمان والصلح على مثل ما صولح عليه أهل مدن الشام من أداء الجزية والخراج والدخول فيما دخل فيه نظراؤهم على أن يكون المتولي للعقد لهم عمر بن الخطاب فكتب أبو عبيدة بذلك إلى عمر فقدم عمر ونزل الجابية من دمشق ثم صار إلى بيت المقدس فأنفذ صلحهم وكتب لهم به كتابا وكان ذلك في سنة 71 ولم تزل على ذلك بيد المسلمين والنصارى من الروم والإفرنج والأرمن وغيرهم من سائر أصنافهم يقصدونها للزيارة إلى بيعتهم المعروفة بالقمامة وليس لهم في الأرض أجل منها حتى انتهت إلى أن ملكها سكمان بن أرتق وأخوه ايلغازي جد هؤلاء الذين بديار بكر صاحب ماردين وآمد والخطبة فيها تقام لبني العباس فاستضعفهم المصريون وأرسلوا إليهم جيشا لا طاقة لهم به وبلغ سكمان وأخاه خبر ذلك فتركوها من غير قتال وانصرفوا نحو العراق وقيل بل حاصروها ونصبوا عليها المجانيق ثم سلموها بالأمان ورجع هؤلاء إلى نحو المشرق وذلك في سنة 194 واتفق أن الأفرنج في هذه الأيام خرجوا من وراء البحر إلى الساحل فملكوا جميع الساحل أو أكثره وامتدوا حتى نزلوا على البيت المقدس فأقاموا عليها نيفا وأربعين يوما ثم ملكوها من شماليها من ناحية باب الأسباط عنوة في اليوم الثالث والعشرين من شعبان سنة 294 ووضعوا السيف في المسلمين أسبوعا والتجأ الناس إلى الجامع الأقصى فقتلوا فيه ما يزيد على سبعين ألفا من المسلمين وأخذوا من عند الصخرة نيفا وأربعين قنديلا فضة كل واحد وزنه ثلاثة آلاف وستمائة درهم فضة وتنور فضة وزنه أربعون رطلا بالشامي وأموالا لا تحصى وجعلوا الصخرة والمسجد الأقصى مأوى لخنازيرهم ولم يزل في أيديهم حتى استنقذه منهم الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب في سنة 385 بعد إحدى وتسعين سنة أقامها في يد الأفرنج وهي الآن في يد بني أيوب والمستولي عليهم الآن منهم الملك المعظم عيسى ابن العادل أبي بكر بن أيوب وكانوا قد أحكموا سوره وعمروه وجودوه فلما خرج الأفرنج في سنة 616 وتملكوا دمياط استظهر الملك المعظم بخراب سوره وقال نحن لا نمنع البلدان بالأسوار إنما نمنعها بالسيوف والأساورة وهذا كاف في خبرها وليس كل ما أجده أكتبه ولو فعلت ذلك لم يتسع لي زماني وفي المسجد أماكن كثيرة وأوصاف عجيبة لا تتصور إلا بالمشاهدة عيانا ومن أعظم محاسنه أنه إذا جلس إنسان فيه في أي موضع منه يرى أن ذلك الموضع هو أحسن المواضع وأشرحها ولذا قيل إن الله نظر إليه بعين الجمال ونظر إلى المسجد الحرام بعين الجلال أهيم بقاع القدس ما هبت الصبا فتلك رباع الأنس في زمن الصبا وما زلت في شوقي إليها مواصلا سلامي على تلك المعاهد والربى والحمد لله الذي وفقني لزيارته وينسب إلى بيت المقدس جماعة من العباد الصالحين والفقهاء منهم نصر بن إبراهيم بن نصر بن إبراهيم بن داود أبو الفتح المقدسي الفقيه الشافعي الزاهد أصله من طرابلس وسكن بيت المقدس ودرس بها وكان قد سمع بدمشق من أبي الحسن السمسار وأبي الحسن محمد بن عوف وابن سعدان وابن شكران وأبي القاسم وابن الطبري وسمع بآمد هبة الله بن سليمان وسليم بن أيوب بصور وعليه تفقه وعلى محمد بن البيان الكازروني وروى عنه أبو بكر الخطيب وعمر بن عبد الكريم

الدهستاني وأبو القاسم النسيب وأبو الفتح نصر الله اللاذقي وأبو محمد بن طاووس وجماعة وكان قدم دمشق في سنة 17 في نصف صفر ثم خرج إلى صور وأقام بها نحو عشر سنين ثم قدم دمشق سنة 08 فأقام بها يحدث ويدرس إلى أن مات وكان فقيها فاضلا زاهدا عابدا ورعا أقام بدمشق ولم يقبل لأحد من أهلها صلة وكان يقتات من غلة تحمل إليه من أرض كانت له بنابلس وكان يخبز له منها كل يوم قرص في جانب الكانون وكان متقللا متزهدا عجيب الأمر في ذلك وكان يقول درست على الفقيه سليم من سنة 73 إلى سنة 04 ما فاتني فيها درس ولا إعادة ولا وجعت إلا يوما واحدا وعوفيت وسئل كم في ضمن التعليقة التي صنفها من جزء فقال نحو ثلثمائة جزء وما كتبت منها حرفا وأنا على غير وضوء أو كما قال وزاره تاج الدولة تتش بن الب أرسلان يوما فلم يقم إليه وسأله عن أحل الأموال السلطانية فقال أموال الجزية فخرج من عنده وأرسل إليه بمبلغ من المال وقال له هذا من مال الجزية ففرقه على الأصحاب ولم يقبله وقال لا حاجة لنا إليه فلما ذهب الرسول لامه الفقيه أبو الفتح نصر الله بن محمد وقال له قد علمت حاجتنا إليه فلو كنت قبلته وفرقته فينا فقال لا تجزع من فوته فلسوف يأتيك من الدنيا ما يكفيك فيما بعد فكان كما تفرس فيه وذكر بعض أهل العلم قال صحبت أبا المعالي الجويني بخراسان ثم قدمت العراق فصحبت الشيخ أبا إسحاق الشيرازي فكانت طريقته عندي أفضل من طريقة الجويني ثم قدمت الشام فرأيت الفقيه أبا الفتح فكانت طريقته أحسن من طريقتهما جميعا وتوفي الشيخ أبو الفتح يوم الثلاثاء التاسع من المحرم سنة 094 بدمشق ودفن بباب الصغير ولم تر جنازة أوفر خلقا من جنازته رحمة الله عليه ومحمد بن طاهر بن علي بن أحمد أبو الفضل المقدسي الحافظ ويعرف بابن القيسراني طاف في طلب الحديث وسمع بالشام وبمصر والعراق وخراسان والجبل وفارس وسمع بمصر من الجبائي وأبي الحسن الخلعي قال وسمعت أبا القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ يقول أحفظ من رائية محمد بن طاهر ما هو هذا إلى كم أمني النفس بالقرب واللقا بيوم إلى يوم وشهر إلى شهر وحتام لا أحظى بوصل أحبتي وأشكو إليهم ما لقيت من الهجر فلو كان قلبي من حديد أذابه فراقكم أو كان من صالب الصخر ولما رأيت البين يزداد والنوى تمثلت بيتا قيل في سالف الدهر متى يستريح القلب والقلب متعب ببين على بين وهجر على هجر قال الحافظ سمعت أبا العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني الحافظ ببغداد يذكر أن أبا الفضل ابتلي بهوى امرأة من أهل الرستاق كانت تسكن قرية على ستة فراسخ فكان يذهب كل ليلة فيرقبها فيراها تغزل في ضوء السراج ثم يرجع إلى همذان فكان يمشي كل يوم وليلة اثني عشر فرسخا ومات ابن طاهر ودفن عند القبر الذي على جبلها يقال له قبر رابعة العدوية وليس هو بقبرها إنما قبرها بالبصرة وأما القبر الذي هناك فهو قبر رابعة زوجة أحمد بن أبي الحواري الكاتب وقد اشتبه على الناس
المقدسة فهي الأرض المقدسة أي المباركة النزهة قيل هي دمشق وفلسطين وبعض الأردن وبيت

المقدس منه
مقدشو بالفتح ثم السكون وفتح الدال وشين معجمة مدينة في أول بلاد الزنج في جنوب اليمن في بر البربر في وسط بلادهم وهؤلاء البربر غير البربر الذين هم بالمغرب هؤلاء سود يشبهون الزنوج جنس متوسط بين الحبش والزنوج وهي مدينة على ساحل البحر وأهلها كلهم غرباء ليسوا بسودان ولا ملك لهم إنما يدبر أمورهم المتقدمون على اصطلاح لهم وإذا قصدهم التاجر لا بد له من أن ينزل على واحد منهم ويستجير به فيقوم بأمره ومنها يجلب الصندل والآبنوس والعنبر والعاج هذا أكثر أمتعتهم وقد يكون عندهم غير ذلك مجلوبا إليهم
مقذ بالتحريك وتشديد الذال المعجمة المقذ في اللغة منقطع الشعر من مؤخر القفا وأصل القذ القطع وهو اسم موضع جاء في الشعر
مقذونية بفتح أوله وثانيه وضم الذال المعجمة وسكون الواو وكسر النون وياء خفيفة وهو اسم لمصر باليونانية القديمة هكذا ذكره ابن الفقيه وقال ابن البشاري مقذونية بمصر وقصبتها الفسطاط وهو المصر ومن دونها الغربية والجيزية وعين شمس وقال ابن خرداذبه وكانت مصر منازل الفراعنة ومن جملتهم ملك كان اسمه مقذونية ثم ذكر ابن الفقيه في أخبار بلاد الروم فقال ثم عمل مقذونية وحده من المشرق السور الطويل ومن القبلة بحر الشام ومن المغرب بلاد الصقالبة ومن ظهر القبلة بلاد برجان ومقام الوالي حصن يقال له باندس فهذه الحدود تدل على أنه مع القسطنطينية في بر واحد والله أعلم والسور الطويل بناء يقطع من بحر الشام إلى بحر الخزر وطوله أربعة أيام وعرض هذه الولاية أعني مقذونية مسيرة خمسة أيام طولها ثلاث وستون درجة وعرضها ثمان وأربعون درجة وعشر دقائق في الإقليم الخامس طالعها الأسد بيت حياتها السنبلة تحت نقطة السرطان خارجة من المنطقة بأربع عشرة درجة يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل عاقبتها مثلها من الميزان
مقرى بالضم ثم السكون وراء وألف مقصورة تكتب ياء لأنها رابعة من أقرت الناقة تقري فهي مقرية والمكان مقرى إذا ثبت ماء الفحل في رحمها قرية على مرحلة من صنعاء وبها معدن العقيق ينسب إليها فيما أحسب جبلة المقري وشريح بن عبيد المقري روى عن أبي أمامة روى عنه جرير وأبو شعبة يونس بن عثمان المقري عن راشد بن سعد روى عن يحيى بن صالح الوحاظي وقال الهمذاني ابن الحائك وهو مقرى بن سبيع بن الحارث بن مالك بن زيد بن سدد بن حمير بن سبأ قال ومقرى على زنة معطى والكلبي يقول مقرى بن سبيع بن الحارث بن زيد بن غوث بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس ابن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن غوث ابن قطن بن عريب وقد يوجد العقيق في غير هذه إلا أن أجوده ما كان بها فذكر معالجوه أنهم يجدون منه القطعة فوق عشرين رطلا فتكسر وتلقى في الشمس في أشد ما يكون من الحر ثم يسخن له تنانير بأبعار الإبل ويجعل في أشياء تكنه عن ملامسة النارفينز منه ماء في مجرى يصنعونه له ثم يستخرجونه ولم يبق منه إلا الجوهر وما عداه قد صار رمادا
مقرى بالفتح ثم السكون وراء وألف مقصورة تكتب ياء لمجيئها رابعة قرية بالشام من نواحي

دمشق هكذا وجدناه مضبوطا بخط أبي الحسن علي بن عبيد الكوفي المتقن الخط والضبط وكذا نقله ابن عدي في كتابه والمحدثون وأهل دمشق على ضم الميم قال البحتري يمدح خمارويه أما كان في يوم الثنية منظر ومستمع ينبي عن البطشة الكبرى وعطف أبي الجيش الجواد بكرة مدافعة عن دير مران أو مقرى قال ابن سميفع في الطبقة الأولى ذو قربات جابر بن أرذ بالتحريك وآخره ذال معجمة المقري وأم بكر بن أرذ المقرية روت عن زوجها عوسجة بن أبي ثوبان وهي أم الهجرس بنت عوسجة وأم الهجرس أم صفوان بن عمرو وقال توفيق بن محمد النحوي سقى الحيا أربعا تحيا النفوس بها ما بين مقرى إلى باب الفراديس قال الحافظ الدمشقي راشد بن سعدي المقري ويقال الحراني الحمصي حدث عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعاوية بن أبي سفيان وأبي أمامة الباهلي ويعلى بن مرة وعمرو بن العاص وعبد الله بن بشر السلمي المازني وأبي الدرداء والمقدام بن معدي كرب وغيرهم روى عنه ثور بن يزيد الكلاعي وحريز بن عثمان الرحبي ومعاوية بن صالح الحضرمي وشهد مع معاوية صفين وذهبت عينه يومئذ قال يحيى بن معين راشد بن سعد ثقة وشريح بن عبيد بن عريب أبو الصلت وأبو الصواب المقري الحضرمي الحمصي حدث عن معاوية وفضالة ابن عبيد وأبي ذر الغفاري وأبي زهير ويقال أبي النمير وعقبة بن عامر وعقبة بن عبد السلام وبشير بن عكرمة وأبي أمامة والحارث بن الحارث والمقدام بن معدي كرب وأبي الدرداء والعرباض بن سارية وأبي مالك الأشعري وثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم والمقداد بن الأسود الكندي وعبد الرحمن ابن جبير بن نفير وكثير بن مرة وأبي راشد وأبي رهيم السماعي وشراحيل بن معشر العبسي ويزيد بن حمير وأبي طيبة الكلاعي وأبي بحرية وغيرهم سئل محمد بن عوف فقيل له هل سمع شريح بن عبيد من أبي الدرداء فقال لا فقيل له فهل سمع من أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ما أظن ذلك لأنه لا يقول في شيء سمعت وهو ثقة
مقراة بالكسر ثم السكون وهو في اللغة شبه حوض ضخم يقرأ فيه ماء البئر أي يجيء إليه وجمعها المقاري والمقاري أيضا الجفان التي تقرى فيها الأضياف والمقراة وتوضح في قول امرىء القيس فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها لما نسجتها من جنوب وشمأل قريتان من نواحي اليمامة وقال السكري في شرح هذا البيت الدخول فحومل وتوضح والمقراة مواضع ما بين إمرة وأسود العين
المقرانة حصن باليمن
مقري بضمتين وتشديد الراء بلد بأرض النوبة افتتحه عبد الله بن سعد بن أبي سرح في سنة 13
مقر بالفتح ثم السكون وهو في اللغة إنقاع السمك الملح في الماء موضع قرب فرات بادقلا من ناحية البر من جهة الحيرة كانت بها وقعة للمسلمين وأميرهم خالد بن الوليد في أيام أبي بكر رضي الله عنه فقال عاصم بن عمرو

ألم ترنا غداة المقر فئنا بأنهار وساكنها جهارا قتلناهم بها ثم انكفأنا إلى الفرات بما استجارا لقينا من بني الأحرار فيها فوارس ما يريدون الفرارا
المقر بكسر الميم وفتح القاف وتشديد الراء كذا ضبطه الحازمي علم مرتجل لاسم جبل كاظمة في ديار بني دارم ولو كان من القرار والاستقرار لكان بفتح الميم وقال العمراني مقر موضع بكاظمة وقيل أكمة مشرفة على كاظمة وفي شعر الراعي مقر وعليه وأنضاء أنحن إلى سعيد طروقا ثم عجلن ابتكارا على أكوارهن بنو سبيل قليل نومهم إلا غرارا حمدن مزاره ولقين منه عطاء لم يكن عدة ضمارا فصبحن المقر وهن خوض على روح تلقين الحمارا وقال المقر موضع بالبصرة على مسيرة ليلتين وهو وسط كاظمة وعليه قبر غالب أبي الفرزدق كذا ضبطه بفتح الميم والقاف وهذا مشتق قال العمراني والمقر جبل كاظمة عن السكري بخط ابن أخي الشافعي قاله في شرح قول جرير تبدل يا فرزدق مثل قومي بقومك إن قدرت على البدال فإن أصبحت تطلب ذاك فانقل شماما والمقر إلى وعال
مقرون من أقاليم الجزيرة الخضراء بالأندلس
مقرة تأنيث المقر بالفتح وتشديد الراء وهو الموضع الذي يستقر فيه كأنه أنث لأنه بقعة أو أرض موضع
مقرة بالفتح ثم السكون وتخفيف الراء كأنه إن كان عربيا من الاستنقاع تقول مقرت السمكة في الماء والملح مقرا إذا أنقعتها فيه ومقرة مدينة بالمغرب في بر البربر قريبة من قلعة بني حماد بينها وبين طبنة ثمانية فراسخ وكان بها مسلحة للسلطان ضابطة للطريق ينسب إليها عبد الله بن محمد بن الحسن المقري ذكره السلفي في تعاليقه
مقرية حصن من حصون اليمن بيد عبد علي بن عواض
المقس بالفتح ثم السكون وسين مهملة يقال مقسته في الماء مقسا إذا غططته فيه والمقس كان في القديم يقعد عندها العامل على المكس فقلب وسمي المقس وهو بين يدي القاهرة على النيل وكان قبل الإسلام يسمى أم دنين وكان فيه حصن ومدينة قبل بناء الفسطاط وحاصرها عمرو بن العاص وقاتله أهلها قتالا شديدا حتى افتتحها في سنة 02 للهجرة وأظنه غير قصر الشمع المذكور في بابه وفي بابليون
المقشعر اشتقاقه معلوم بضم أوله وسكون ثانيه وشين معجمة وعين مكسورة وراء مشددة من جبال القبلية عن الزمخشري عن الشريف علي
مقص قرن جبل مطل على عرفات ذكر في قرن وأنشد ابن الأعرابي لابن عم خداش بن زهير عن الأصمعي وكائن قد رأيت من أهل دار دعاهم رائد لهم فساروا

فأصبح عهدهم كمقص قرن فلا عين تحس ولا إثار فإنك لا يضيرك بعد حول أظبي كان خالك أم حمار فقد لحق الأسافل بالأعالي وعاج اللؤم واختلف النجار وعاد العبد مثل أبي قبيس وسيق من المعلهجة العشار قال فإن قرنا جبل صعب أملس ليس فيه أثر ولا مقص يقال قرن مقص للأثر يريد يقص فيه الأثر
المقطعة قال حمزة هو اسم قرية من قرى قم وقاشان وفارسيها أقجوى ويزعمون أن مزدك الزنديق اشترى بقية هذه القرية بدراهم مقطعة تزلق من ثقب المنخل وتسمى أقجوى
المقطم بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد الطاء المهملة وفتحها وميم وهو الجبل المشرف على القرافة مقبرة فسطاط مصر والقاهرة وهو جبل يمتد من أسوان وبلاد الحبشة على شاطىء النيل الشرقي حتى يكون منقطعه طرف القاهرة ويسمى في كل موضع باسم وعليه مساجد وصوامع للنصارى لكنه لا نبت فيه ولا ماء غير عين صغيرة تنز في دير للنصارى بالصعيد وقد ذكر قوم أنه جبل الزبرحد والله أعلم والذي يتصور عندي أن هذا اسم أعجمي فإن كان عربيا فهو من القطم وهو العض بأطراف الأسنان والقطم تناول الحشيش بأدنى الفم فيجوز أن يكون المقطم الذي قطم حشيشه أي أكل لأنه لا نبات فيه أو يكون من قولهم فحل قطم وهو شدة اغتلامه فشبه بالفحل الأغلم لأنه اغتلم أي هزل فلم يبق فيه دسم وكذلك هذا الجبل لا ماء فيه ولا مرعى قال الهنائي المقطم مأخوذ من القطم وهو القطع كأنه لما كان منقطع الشجر والنبات سمي مقطما قلت وهذا شيء لم أكن وقعت عليه عندما استخرجته وذكرته قبل ثم وقع لي قول الهنائي فقارب ما ذهبت إليه والله أعلم والحمد لله على التوفيق وإياه أسأل الهداية في جميع ما أعتمده إلى سواء الطريق وظهر لي بعد وجه آخر حسن وهو أن هذا الجبل كان عظيما طويلا ممتدا وله في كل موضع اسم يختص به فلما وصل إلى هذا الموضع قطم أي قطع عن الجبال فليس بعده إلا الفضاء هذا من طريق اللغة وأما أهل السير فقال القضاعي سمي بالمقطم بن مصر ابن بيصر وكان عبدا صالحا انفرد بعبادة الله تعالى في هذا الجبل فسمي به وليس بصحيح لأنه لا يعرف لمصر ابن اسمه المقطم وروى عبد الرحمن بن عبد الحكم عن الليث بن سعد قال سأل المقوقس عمرو بن العاص أن يبيعه سفح المقطم بسبعين ألف دينار فتعجب عمرو من ذلك وقال أكتب بذلك إلى أمير المؤمنين فكتب بذلك إلى عمر فكتب إليه أن سله لم أعطاك به ما أعطاك وهي أرض لا تزرع ولا يستنبط فيها ماء ولا ينتفع بها فقال إنا نجد صفتها في الكتب وأنها غراس الجنة فكتب إلى عمر بذلك فكتب إليه عمر إنا لا نجد غراس الجنة إلا للمؤمنين فاقبر فيها من مات قبلك من المؤمنين ولا تبعه بشيء فكان أول من قبر فيها رجل من المعافر يقال له عامر فقيل عمرت فقال المقوقس لعمرو ما على هذا عاهدتني فقطع لهم الحد الذي بين المقبرة وبينهم يدفن فيه النصارى وقبر في مقبرة المقطم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم عمرو بن العاص وعبد الله بن الحارث الزبيدي وعبد الله بن حذافة السهمي وعقبة بن عامر الجهني وقد

روي عن كعب أنه قال جبل مصر مقدس وليس بمصر غيره وقد ذكره أيمن بن خزيم في قوله يمدح بشر بن مروان ركبت من المقطم في جمادى إلى بشر بن مروان البريدا ولو أعطاك بشر ألف ألف رأى حقا عليه أن يزيدا وقال الوزير الكامل أبو القاسم الحسين بن علي المغربي وكان الحاكم قتل أهله بمصر إذا كنت مشتاقا إلى الطف تائقا إلى كربلا فانظر عراض المقطم ترى من رجال المغربي عصابة مضرجة الأوساط والصدر بالدم وقال أيضا يرثي أباه وعمه وأخاه تركت على رغمي كراما أعزة بقلبي وإن كانوا بسفح المقطم أراقوا دماهم ظالمين وقد دروا وما قتلوا غير العلى والتكرم فكم تركوا محراب آي معطلا وكم تركوا من خيمة لم تتمم وقال شاعر يرثي إسحاق بن يحيى بن معاذ بن مسلم الجبلي والي مصر من قبل المتوكل وكان بها في سنة 723 سقى الله ما بين المقطم فالصفا صفا النيل صوب المزن حين يصوب وما بي أن تسقى البلاد وإنما أحاول أن يسقى هناك حبيب فإن كنت يا إسحاق غبت فلم تؤب إلينا وسفر الموت ليس يؤوب فلا يبعدنك الله ساكن حفرة بمصر عليها جندل وجبوب وقد ذكره المتنبي فقال يخاطب كافورا الإخشيدي ولو لم تكن في مصر ما سرت نحوها بقلب المشوق المستهام المتيم ولا نبحت خيلي كلاب قبائل كأن بها في الليل حملات ديلم ولا اتبعت آثارها عين قائف فلم تر إلا حافرا فوق منسم وسمنا بها البيداء حتى تغمرت من النيل واستذرت بظل المقطم
مقلص موضع في شعر أبي دؤاد الإيادي حيث قال أقفر الخب من منازل أسما ء فجنبا مقلص فظليم وترى بالجواء منها حلولا وبذات القصيم منها رسوم
مقلاص بالكسر ثم السكون وآخره صاد مهملة قرية من قرى جرجان
مقمل بالضم ثم الفتح وكسر الميم وتشديدها ولام مسجد للنبي صلى الله عليه و سلم بحمى غرز النقيع
مقناص بعد القاف الساكنة نون موضع في بلاد العرب قال أعرابي من طيء متى تريان أبرد حر قلبي بماء لم تخوضه الإماء من اللائي يصل بها حصاها جرى ماء بهن وزل ماء بأبطح بين مقناص وإير تنفخ عن شرائعه السماء

مقنا قرب أيلة صالحهم النبي صلى الله عليه و سلم على ربع عروكهم والعروك حيث يصطاد عليه وعلى أن يعجل منهم ربع كراعهم وخلفتهم وقال الواقدي صالحهم على عروكهم وربع ثمارهم وكانوا يهودا
المقنعة بالضم ثم الفتح وتشديد النون يقال قنعه الشيب إذا علاه وقنعه بالسوط إذا علاه به أيضا وهو ماء لبني عبس وقال الأصمعي الفوارة قرية إلى جنب الظهران وحذاءها ماء يقال له المقنعة لبني خشرم من بني عبس
مقولة من نواحي صنعاء اليمن
المقياس هو عمود من رخام قائم في وسط بركة على شاطىء النيل بمصر له طريق إلى النيل يدخل الماء إذا زاد عليه وفي ذلك العمود خطوط معروفة عندهم يعرفون بوصول الماء إليها مقدار زيادته فأقل ما يكفي أهل مصر لسنتهم أن يزيد أربعة عشر ذراعا فإن زاد ستة عشر ذراعا زرعوا بحيث يفضل عندهم قوت عام وأكثر ما يزيد ثمانية عشر ذراعا والذراع أربعة وعشرون إصبعا قال القاضي القضاعي وكان أول من قاس النيل بمصر يوسف عليه السلام وبنى مقياسه بمنف وهو أول مقياس وضع وقيل إنه كان يقاس بأرض علوة بالرصاصة قبل ذلك ثم لما صار الأمر إلى دلوكة العجوز التي ذكرتها في حائط العجوز بنت مقياسا بأنصنا وهو صغير ومقياسا آخر بإخميم وقيل إنهم كانوا يقيسون الماء قبل ذلك بالرصاصة قال ولم يزل المقياس فيما مضى قبل الفتح بقيسارية الأكسية ومعالمه هناك باقية إلى أن ابتنى المسلمون بين الحصن والبحر أبنيتهم الباقية إلى الآن ثم ابتنى عمرو بن العاص عند فتحه مصر مقياسا بأسوان ثم بني في أيام معاوية مقياس بأنصنا ثم ابتنى عبد العزيز بن مروان مقياسا بحلوان وكانت منزله قال فأما المقياس القديم الذي بالجزيرة فالذي وضع أساسه أسامة بن زيد التنوخي وهو الذي بنى بيت المال بمصر في أيام سليمان بن عبد الملك وكان بناؤه المقياس في سنة 79 قال ابن بكير أدركت المقياس يقيس الماء بمنف ويدخل زيادته كل يوم إلى الفسطاط ثم بنى بها المتوكل مقاسا في سنة 742 وهو المقياس الكبير المعروف بالجديد وأمر أن يعزل النصارى عن قياسه فجعل على المقياس أبا الرداد المعلم واسمه عبد الله بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي الرداد وأصله من البصرة ذكره ابن يونس وقال قدم مصر وحدث بها وجعل على قياس النيل وأجرى عليه سليمان بن وهب صاحب خراج مصر يومئذ سبعة دنانير في كل شهر فلم يزل المقياس منذ ذلك الوقت في يد أبي الرداد وولده إلى الآن وتوفي أبو الرداد سنة 266 ثم ركب أحمد بن طولون سنة 952 ومعه أبو أيوب صاحب خراجه وبكار بن قتيبة قاضيه فنظر إلى المقياس وأمر بإصلاحه وقدر له ألف دينار فعمر وبنى الخازن في الصناعة مقياسا وأثره باق ولا يعتمد عليه
المقيلة بالفتح ثم الكسر موضع على الفرات قرب الرقة به كان معسكر سيف الدولة بن حمدان في سنة 553 وعام الفداء الذي جمع فيه الأموال وفدى أسرى المسلمين من الروم وكان فيهم أبو الفوارس ابن حمدان وغيره من أهله وأبى أن يفديهم ويترك غيرهم من المسلمين
باب الميم والكاف وما يليهما
مكا بالفتح يقال مكيت يده تمكا مكا شديدا إذا غلظت ومكا جبل لهذيل

مكادة بفتح أوله وتشديد ثانيه وبعد الألف دال مهملة مدينة بالأندلس من نواحي طليطلة هي الآن للأفرنج قال ابن بشكوال سعيد بن يمن بن محمد بن عدل بن رضا بن صالح بن عبد الجبار المرادي من أهل مكادة يكنى أبا عثمان روى عن وهب بن مسرة وعبد الرحمن بن عيسى وغيرهما وتوفي في ذي القعدة سنة 734 وأخوه محمد بن يمن بن محمد بن عادل رحل إلى المشرق روى عن الحسن بن رشيق وعمرو بن المؤمل وأبي محمد بن أبي زيد وغيرهم وكان رجلا صالحا خطيبا بجامع مكادة حدث عنه جماعة ومات بعد سنة 054
المكتب من قرى ذي جبلة باليمن
مكتومة من الكتمان من أسماء زمزم
مكحول من مياه بني عدي بن عبد مناة باليمامة عن ابن أبي حفص
مكران بالضم ثم السكون وراء وآخره نون أعجمية وأكثر ما تجيء في شعر العرب مشددة الكاف واشتقاقها في العربية أن تكون جمع ماكر مثل فارس وفرسان ويجوز أن تكون مكران جمع مكر مثل وغد ووغدان وبطن وبطنان قال حمزة قد أضيفت نواح إلى القمر لأن القمر هو المؤثر في الخصب فكل مدينة ذات خصب أضيفت إليه وذكر عدة مواضع ثم قال وماه كرمان هو الذي اختصروه فقالوا مكران ومكران اسم لسيف البحر وقد شدد كافه الحكم بن عمرو التغلبي وكان قد افتتحها في أيام عمر فقال لقد شبع الأرامل غير فخل بفيء جاءهم من مكران أتاهم بعد مسغبة وجهد وقد صفر الشتاء من الدخان فإني لا يذم الجيش فعلي ولا سيفي يذم ولا سناني غداة أرفع الأوباش رفعا إلى السند العريضة والمدان ومهران لنا فيما أردنا مطيع غير مسترخي الهوان وفي كتاب أحمد بن يحيى بن جابر ولى زياد بن أبي سفيان في أيام معاوية سنان بن سلمة المحبق الهذلي وكان فاضلا متألها وهو أول من أحلف الجند بطلاق نسائهم أن لا يهربوا فأتى الثغر وفتح مكران عنوة ومصرها وأقام بها وضبط البلاد وفيه قيل رأيت هذيلا أمعنت في يمينها طلاق نساء ما تسوق لها مهرا لهان علي حلفة ابن محبق إذا رفعت أعناقها حلقا صفرا وقال ابن الكلبي كان الذي فتح مكران حكيم بن جبلة العبدي ثم استعمل زياد على الثغر راشد بن عمرو الجديدي الأزدي فأتى مكران ثم غزا القيقان فظفر ثم غزا السند فقتل وقام بأمر الناس سنان بن سلمة فولاه زياد ابن أبيه الثغر وقام به سنتين وقال أعشى همدان في مكران وأنت تسير إلى مكران فقد شحط الورد والمصدر ولم تك من حاجتي مكران ولا الغزو فيها ولا المتجر وحدثت عنها ولم آتها فما زلت من ذكرها أخبر

بأن الكثير بها جائع وأن القليل بها معور وهذا نظم قول حكيم بن جبلة العبدي وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه أمر عبد الله بن عامر أن يوجه رجلا إلى ثغر السند يعلم له علمه فوجه حكيم بن جبلة فلما رجع أوفده إلى عثمان فسأله عن حال البلاد فقال يا أمير المؤمنين قد عرفتها وخبرتها فقال صفها لي فقال ماؤها وشل وتمرها دقل ولصها بطل إن قل الجيش فيها ضاعوا وإن كثروا جاعوا فقال عثمان أخابر أم ساجع فقال بل خابر فلم يغزها أحد في أيامه وأول ما غزيت في أيام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كما ذكرنا قال أهل السير سميت مكران بمكران بن فارك بن سام بن نوح عليه السلام أخي كرمان لأنه نزلها واستوطنها لما تبلبلت الألسن في بابل وهي ولاية واسعة تشتمل على مدن وقرى وهي معدن الفانيذ ومنها ينقل إلى جميع البلدان وأجوده الماسكاني أحد مدنها وهذه الولاية بين كرمان من غربيها وسجستان شماليها والبحر جنوبيها والهند في شرقيها قال الإصطخري مكران ناحية واسعة عريضة والغالب عليها المفاوز والضر والقحط والمتغلب عليها في حدود سنة 043 رجل يعرف بعيسى بن معدان ويسمى بلسانهم مهرا ومقامه بمدينة كيز وهي مدينة نحو من النصف من ملتان وبها نخل كثير وهي فرضة مكران فأكبر مدينة بمكران القيربون وبها بيد وقصر فيد ودرك وفهلفهرة كلها صغار وهي جروم ولها رساتيق تسمى الخروج ومدينتها راسك ورستاق يسمى جربان وبها فانيذ وقصب سكر ونخيل وعامة الفانيذ الذي يحمل إلى الآفاق منها إلا شيء يسير يحمل من ناحية ماسكان وطول عمل مكران من التيز إلى قصدار نحو اثنتي عشرة مرحلة وإياها عنى عمرو بن معدي كرب بقوله قوم هم ضربوا الجبابر إذ بغوا بالمشرفية من بني ساسان حتى استبيح قرى السواد وفارس والسهل والأجبال من مكران
مكران بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره نون هكذا وجدته في شعر الجميع منقذ بن طريف وهو موضع في بلاد العرب فقال كأن راعينا يحدو بنا حمرا بين الأبارق من مكران فاللوب فإن تقري بها عينا وتختفضي فينا وتنتظري كري وتقريبي
مكروثا بفتح أوله وسكون ثانيه وراء مهملة وثاء مثلثة موضع في ديار بني جحاش رهط الشماخ قال كعب بن زهير صبحنا الحي حي بني جحاش بمكروثاء داهية نآدا
مكز بالزاي مدينة بمكران وبها مقام سلطانها كذا قال الراوي
مكس موضع بأرمينية من ناحية البسفرجان قرب قاليقلا قال البحتري مغلق بابه على جبل القب ق إلى دارتي خلاط ومكس وفي الفتوح أن حبيب بن مسلمة سار إلى الصينانة فلقيه صاحب مكس وهي ناحية من نواحي البسفرجان فقاطعه على بلاده
المكسر من أعمال المدينة قال الأحوص أمن عرفات آيات ودور تلوح بذي المكسر كالبدور

مكشحة بضم أوله وفتح ثانيه وشين معجمة مشددة مفتوحة وحاء مهملة موضع باليمامة قال الحفصي هو نخل في جزع الوادي قريبا من أشي قال زياد بن منقذ العدوي يا ليت شعري عن جنبي مكشحة وحيث تبنى من الجناءة الأطم عن الأشاء هل زالت مخارمها وهل تغير من آرامها إرم
مكمن بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر الميم الثانية ونون اسم الموضع من كمن يكمن قال أبو عبد الله السكوني المكمن ماء غربي المغيثة والعقبة على سبعة أميال من اليحموم واليحموم على سبعة أميال من السندية وهو ماء عذب ودارة مكمن في بلاد قيس قال الراعي بدارة مكمن ساقت إليها رياح السيف آراما وعينا
مكناسة بكسر أوله وسكون ثانيه ونون وبعد الألف سين مهملة مدينة بالمغرب في بلاد البربر على البر الأعظم بينها وبين مراكش أربع عشرة مرحلة نحو المشرق وهي مدينتان صغيرتان على ثنية بيضاء بينهما حصن جواد اختط إحداهما يوسف بن تاشفين ملك المغرب من الملثمين والأخرى قديمة وأكثر شجرها الزيتون ومنها إلى فاس مرحلة واحدة وقال أبو الإصبع سعد الخير الأندلسي مكناسة حصن بالأندلس من أعمال ماردة قال وبالمغرب بلدة أخرى مشهورة يقال لها مكناسة الزيتون حصينة مكينة في طريق المار من فاس إلى سلا على شاطىء البحر فيه مرسى للمراكب ومنها تجلب الحنطة إلى شرق الأندلس
مكنونة بالفتح ثم السكون ونونان بينهما واو ساكنة كأنه من كننت الشيء وأكننته إذا سترته وصنته وهو من أسماء زمزم
مكة بيت الله الحرام قال بطليموس طولها من جهة المغرب ثمان وسبعون درجة وعرضها ثلاث وعشرون درجة وقيل إحدى وعشرون تحت نقطة السرطان طالعها الثريا بيت حياتها الثور وهي في الإقليم الثاني أما اشتقاقها ففيه أقوال قال أبو بكر بن الأنباري سميت مكة لأنها تمك الجبارين أي تذهب نخوتهم ويقال إنما سميت مكة لازدحام الناس بها من قولهم قد امتك الفصيل ضرع أمه إذا مصه مصا شديدا وسميت بكة لازدحام الناس بها قاله أبو عبيدة وأنشد إذا الشريب أخذته أكه فخله حتى يبك بكه ويقال مكة اسم المدينة وبكة اسم البيت وقال آخرون مكة هي بكة والميم بدل من الباء كما قالوا ما هذا بضربة لازب ولازم وقال أبو القاسم هذا الذي ذكره أبو بكر في مكة وفيها أقوال أخر نذكرها لك قال الشرقي بن القطامي إنما سميت مكة لأن العرب في الجاهلية كانت تقول لا يتم حجنا حتى نأتي مكان الكعبة فنمك فيه أي نصفر صغير المكاء حول الكعبة وكانوا يصفرون ويصفقون بأيديهم إذا طافوا بها والمكاء بتشديد الكاف طائر يأوي الرياض قال أعرابي ورد الحضر فرأى مكاء يصيح فحن إلى بلاده فقال ألا أيها المكاء ما لك ههنا ألاء ولا شيح فأين تبيض فاصعد إلى أرض المكاكي واجتنب قرى الشام لا تصبح وأنت مريض

والمكاء بتخفيف الكاف والمد الصفير فكأنهم كانوا يحكون صوت المكاء ولو كان الصفير هو الغرض لم يكن مخففا وقال قوم سميت مكة لأنها بين جبلين مرتفعين عليها وهي في هبطة بمنزلة المكوك والمكوك عربي أو معرب قد تكلمت به العرب وجاء في أشعار الفصحاء قال الأعشى والمكاكي والصحاف من الف ضة والضامرات تحت الرحال قال وأما قولهم إنما سميت مكة لازدحام الناس فيها من قولهم قد امتك الفصيل ما في ضرع أمه إذا مصه مصا شديدا فغلط في التأويل لا يشبه مص الفصيل الناقة بازدحام الناس وإنما هما قولان يقال سميت مكة لازدحام الناس فيها ويقال أيضا سميت مكة لأنها عبدت الناس فيها فيأتونها من جميع الأطراف من قولهم أمتك الفصيل أخلاف الناقة إذ جذب جميع ما فيها جذبا شديدا فلم يبق فيها شيئا وهذا قول أهل اللغة وقال آخرون سميت مكة لأنها لا يفجر بها أحد إلا بكت عنقه فكان يصبح وقد التوت عنقه وقال الشرقي روي أن بكة اسم القرية ومكة مغزى بذي طوى لا يراه أحد ممن مر من أهل الشام والعراق واليمن والبصرة وإنما هي أبيان في أسفل ثنية ذي طوى وقال آخرون بكة موضع البيت وما حول البيت مكة قال وهذه خمسة أقوال في مكة غير ما ذكره ابن الأنباري وقال عبيد الله الفقير إليه ووجدت أنا أنها سميت مكة من مك الثدي أي مصه لقلة مائها لأنهم كانوا يمتكون الماء أي يستخرجونه وقيل إنها تمك الذنوب أي تذهب بها كما يمك الفصيل ضرع أمه فلا يبقي فيه شيئا وقيل سميت مكة لأنها تمك من ظلم أي تنقصه وينشد قول بعضهم يا مكة الفاجر مكي مكا ولا تمكي مذحجا وعكا وروي عن مغيرة بن إبراهيم قال بكة موضع البيت وموضع القرية مكة وقيل إنما سميت بكة لأن الأقدام تبك بعضها بعضا وعن يحيى بن أبي أنيسة قال بكة موضع البيت ومكة هو الحرم كله وقال زيد بن أسلم بكة الكعبة والمسجد ومكة ذو طوى وهو بطن الوادي الذي ذكره الله تعالى في سورة الفتح ولها أسماء غير ذلك وهي مكة وبكة والنساسة وأم رحم وأم القرى ومعاد والحاطمة لأنها تحطم من استخف بها وسمي البيت العتيق لأنه عتق من الجبابرة والرأس لأنها مثل رأس الإنسان والحرم وصلاح والبلد الأمين والعرش والقادس لأنها تقدس من الذنوب أي تطهر والمقدسة والناسة والباسة بالباء الموحدة لأنها تبس أي تحطم الملحدين وقيل تخرجهم وكوثى باسم بقعة كانت منزل بني عبد الدار والمذهب في قول بشر بن أبي خازم وما ضم جياد المصلى ومذهب وسماها الله تعالى أم القرى فقال لتنذر أم القرى ومن حولها وسماها الله تعالى البلد الأمين في قوله تعالى والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين وقال تعالى لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد وقال تعالى وليطوفوا بالبيت العتيق وقال تعالى جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس وقال تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام وقال تعالى أيضا على لسان إبراهيم عليه السلام ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي

زرع عند بيتك المحرم الآية ولما خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم من مكة وقف على الحزورة قال إني لأعلم أنك أحب البلاد إلي وأنك أحب أرض الله إلى الله ولولا أن المشركين أخرجوني منك ما خرجت وقالت عائشة رضي الله عنها لولا الهجرة لسكنت مكة فإني لم أر السماء بمكان أقرب إلى الأرض منها بمكة ولم يطمئن قلبي ببلد قط ما اطمأن بمكة ولم أر القمر بمكان أحسن منه بمكة وقال ابن أم مكتوم وهو آخذ بزمام ناقة رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يطوف يا حبذا مكة من وادي أرض بها أهلي وعوادي أرض بها ترسخ أوتادي أرض بها أمشي بلا هادي ولما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة هو وأبو بكر وبلال فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول كل امرىء مصبح في أهله والموت أدنى من شراك نعله وكان بلال إذا انقشعت عنه رفع عقيرته وقال ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بفخ وعندي إذخر وجليل وهل أردن يوما مياه مجنة وهل يبدون لي شامة وطفيل اللهم العن الشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا من مكة ووقف رسول الله صلى الله عليه و سلم عام الفتح على جمرة العقبة وقال والله إنك لخير أرض الله وإنك لأحب أرض الله إلي ولو لم أخرج ما خرجت إنها لم تحل لأحد كان قبلي ولا تحل لأحد كان بعدي وما أحلت لي إلا ساعة من نهار ثم هي حرام لا يعضد شجرها ولا يحتش خلالها ولا تلتقط ضالتها إلا لمنشد فقال رجل يا رسول الله إلا الإذخر فإنه لبيوتنا وقبورنا فقال صلى الله عليه و سلم إلا الإذخر وقال صلى الله عليه و سلم من صبر على حر مكة ساعة تباعدت عنه جهنم مسيرة مائة عام وتقربت منه الجنة مائتين عام ووجد على حجر فيها كتاب فيه أنا الله رب بكة الحرام وضعتها يوم وضعت الشمس والقمر وحففتها بسبعة أملاك حنفاء لا تزال أخشابها مبارك لأهلها في الحمإ والماء ومن فضائله أنه من دخله كان آمنا ومن أحدث في غيره من البلدان حدثا ثم لجأ إليه فهو آمن إذا دخله فإذا خرج منه أقيمت عليه الحدود ومن أحدث فيه حدثا أخذ بحدثه وقوله تعالى وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا وقوله لتنذر أم القرى وما حولها دليل على فضلها على سائر البلاد ومن شرفها أنها كانت لقاحا لا تدين لدين الملوك ولم يؤد أهلها إتاوة ولا ملكها ملك قط من سائر البلدان تحج إليها ملوك حمير وكندة وغسان ولخم فيدينون للحمس من قريش ويرون تعظيمهم والاقتداء بآثارهم مفروضا وشرفا عندهم عظيما وكان أهله آمنين يغزون الناس ولا يغزون ويسبون ولا يسبون ولم تسب قرشية قط فتوطأ قهرا ولا يجال عليها السهام وقد ذكر عزهم وفضلهم الشعراء فقال بعضهم أبوا دين الملوك فهم لقاح إذا هيجوا إلى حرب أجابوا وقال الزبرقان بن بدر لرجل من بني عوف كان قد هجا أبا جهل وتناول قريشا

أتدري من هجوت أبا حبيب سليل خضارم سكنوا البطاحا أزاد الركب تذكر أم هشاما وبيت الله والبلد اللقاحا وقال حرب بن أمية ودعا الحضرمي إلى نزول مكة وكان الحضرمي قد حالف بني نفاثة وهم حلفاء حرب بن أمية وأراد الحضرمي أن ينزل خارجا من الحرم وكان يكنى أبا مطر فقال حرب أبا مطر هلم إلى الصلاح فيكفيك الندامى من قريش وتنزل بلدة عزت قديما وتأمن أن يزورك رب جيش فتأمن وسطهم وتعيش فيهم أبا مطر هديت بخير عيش ألا ترى كيف يؤمنه إذا كان بمكة ومما زاد في فضلها وفضل أهلها ومباينتهم العرب أنهم كانوا حلفاء متألفين ومتمسكين بكثير من شريعة إبراهيم عليه السلام ولم يكونوا كالأعراب الأجلاف ولا كمن لا يوقره دين ولا يزينه أدب وكانوا يختنون أولادهم ويحجون البيت ويقيمون المناسك ويكفنون موتاهم ويغتسلون من الجنابة وتبرأوا من الهربذة وتباعدوا في المناكح من البنت وبنت البنت والأخت وبنت الأخت غيره وبعدا من المجوسية ونزل القرآن بتوكيد صنيعهم وحسن اختيارهم وكانوا يتزوجون بالصداق والشهود ويطلقون ثلاثا ولذلك قال عبد الله بن عباس وقد سأله رجل عن طلاق العرب فقال كان الرجل يطلق امرأته تطليقة ثم هو أحق بها فإن طلقها ثنتين فهو أحق بها أيضا فإن طلقها ثلاثا فلا سبيل له إليها ولذلك قال الأعشى أيا جارتي بيني فإنك طالقه كذاك أمور الناس غاد وطارقه وبيني فقد فارقت غير ذميمة وموموقة منا كما أنت وامقه وبيني فإن البين خير من العصا وأن لا تري لي فوق رأسك بارقه ومما زاد في شرفهم أنهم كانوا يتزوجون في أي القبائل شاؤوا ولا شرط عليهم في ذلك ولا يزوجون أحدا حتى يشرطوا عليه بأن يكون متحمسا على دينهم يرون أن ذلك لا يحل لهم ولا يجوز لشرفهم حتى يدين لهم وينتقل إليهم والتحمس التشدد في الدين ورجل أحمس أي شجاع فحمسوا خزاعة ودانت لهم إذ كانت في الحرم وحمسوا كنانة وجديلة قيس وهم فهم وعدوان ابنا عمرو بن قيس بن عيلان وثقيفا لأنهم سكنوا الحرم وعامر بن صعصعة وإن لم يكونوا من ساكني الحرم فإن أمهم قرشية وهي مجد بنت تيم بن مرة وكان من سنة الحمس أن لا يخرجوا أيام الموسم إلى عرفات إنما يقفون بالمزدلفة وكانوا لا يسلأون ولا يأقطون ولا يرتبطون عنزا ولا بقرة ولا يغزلون صوفا ولا وبرا ولا يدخلون بيتا من الشعر والمدر وإنما يكتنون بالقباب الحمر في الأشهر الحرم ثم فرضوا على العرب قاطبة أن يطرحوا أزواد الحل إذا دخلوا الحرم وأن يخلوا ثياب الحل ويستبدلوها بثياب الحرم إما شرى وإما عارية وإما هبة فإن وجدوا ذلك وإلا طافوا بالبيت عرايا وفرضوا على نساء العرب مثل ذلك إلا أن المرأة كانت تطوف في درع مفرج المقاديم والمآخير قالت امرأة وهي تطوف بالبيت اليوم يبدو بعضه أو كله وما بدا منه فلا أحله

أخثم مثل القعب باد ظله كأن حمى خيبر تمله وكلفوا العرب أن تفيض من مزدلفة وقد كانت تفيض من عرفة أيام كان الملك في جرهم وخزاعة وصدرا من أيام قريش فلولا أنهم أمنع حي من العرب لما أقرتهم العرب على هذا العز والإمارة مع نخوة العرب في إبائها كما أجلى قصي خزاعة وخزاعة جرهما فلم تكن عيشتهم عيشة العرب يهتبدون الهبيد ويأكلون الحشرات وهم الذين هشموا الثريد حتى قال فيهم الشاعر عمرو العلى هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف حتى سمي هاشما وهذا عبد الله بن جدعان التيمي يطعم الرغو والعسل والسمن ولب البر حتى قال فيه أمية بن أبي الصلت له داع بمكة مشمعل وآخر فوق دارته ينادي إلى ردح من الشيزي ملاء لباب البر يلبك بالشهاد وأول من عمل الحريرة سويد بن هرمي ولذلك قال الشاعر لبني مخزوم وعلمتم أكل الحرير وأنتم أعلى عداة الدهر جد صلاب والحريرة أن تنصب القدر بلحم يقطع صغارا على ماء كثير فإذا نضج ذر عليه الدقيق فإن لم يكن لحم فهو عصيدة وقيل غير ذلك وفضائل قريش كثيرة وليس كتابي بصددها ولقد بلغ من تعظيم العرب لمكة أنهم كانوا يحجون البيت ويعتمرون ويطوفون فإذا أرادوا الانصراف أخذ الرجل منهم حجرا من حجارة الحرم فنحته على صورة أصنام البيت فيحفى به في طريقة ويجعله قبلة ويطوفون حوله ويتمسحون به ويصلون له تشبيها له بأصنام البيت وأفضى بهم الأمر بعد طول المدة أنهم كانوا يأخذون الحجر من الحرم فيعبدونه فذلك كان أصل عبادة العرب للحجارة في منازلهم شغفا منهم بأصنام الحرم وقد ذكرت كثيرا من فضائلها في ترجمة الحرم والكعبة فأغنى عن الإعادة وأما رؤساء مكة فقد ذكرناهم في كتابنا المبدأ والمآل وأعيد ذكرهم ههنا لأن هذا الموضع مفتقر إلى ذلك قال أهل الإتقان من أهل السير إن إبراهيم الخليل لما حمل ابنه إسماعيل عليهما السلام إلى مكة كما ذكرنا في باب الكعبة من هذا الكتاب جاءت جرهم وقطوراء وهما قبيلتان من اليمن وهما ابنا عم وهما جرهم بن عامر بن سبأ بن يقطن بن عامر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام وقطوراء فرأيا بلدا ذا ماء وشجر فنزلا ونكح إسماعيل في جرهم فلما توفي ولي البيت بعده نابت بن إسماعيل وهو أكبر ولده ثم ولي بعده مضاض بن عمرو الجرهمي خال ولد إسماعيل ما شاء الله أن يليه ثم تنافست جرهم وقطوراء في الملك وتداعوا للحرب فخرجت جرهم من قعيقعان وهي أعلى مكة وعليهم مضاض بن عمرو وخرجت قطوراء من أجياد وهي أسفل مكة وعليهم السميدع فالتقوا بفاضح واقتتلوا قتالا شديدا فقتل السميدع وانهزمت قطوراء فسمي الموضع فاضحا لأن قطوراء افتضحت فيه وسميت أجياد أجيادا لما كان معهم من جياد الخيل وسميت قعيقعان لقعقعة السلاح ثم تداعوا إلى الصلح واجتمعوا في الشعب وطبخوا القدور فسمي المطابخ قالوا ونشر الله ولد إسماعيل فكثروا وربلوا ثم انتشروا في البلاد لا يناوئون قوما إلا ظهروا عليهم بدينهم ثم إن جرهما

بغوا بمكة فاستحلوا حراما من الحرمة فظلموا من دخلها وأكلوا مال الكعبة وكانت مكة تسمى النساسة لا تقر ظلما ولا بغيا ولا يبغي فيها أحد على أحد إلا أخرجته فكان بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة بن غسان وخزاعة حلولا حول مكة فآذنوهم بالقتال فاقتتلوا فجعل الحارث بن عمرو بن مضاض الأصغر يقول لاهم إن جرهما عبادك الناس طرف وهم تلادك فغلبتهم خزاعة على مكة ونفتهم عنها ففي ذلك يقول عمرو بن الحارث بن عمرو بن مضاض الأصغر كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا أنيس ولم يسمر بمكة سامر ولم يتربع واسطا فجنوبه إلى السر من وادي الأراكة حاضر بلى نحن كنا أهلها فأبادنا صروف الليالي والجدود العواثر وأبدلنا ربي بها دار غربة بها الجوع باد والعدو المحاصر وكنا ولاة البيت من بعد نابت نطوف بباب البيت والخير ظاهر فأخرجنا منها المليك بقدرة كذلك ما بالناس تجري المقادر فصرنا أحاديثا وكنا بغبطة كذلك عضتنا السنون الغوابر وبدلنا كعب بها دار غربة بها الذئب يعوي والعدو المكاثر فسحت دموع العين تجري لبلدة بها حرم أمن وفيها المشاعر ثم وليت خزاعة البيت ثلاثمائة سنة يتوارثون ذلك كابرا عن كابر حتى كان آخرهم حليل بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة وهو خزاعة بن حارثة بن عمرو مزيقياء الخزاعي وقريش إذ ذاك هم صريح ولد إسماعيل حلول وصرم وبيوتات متفرقة حوالي الحرم إلى أن أدرك قصي بن كلاب بن مرة وتزوج حبى بنت حليل بن حبشية وولدت بنيه الأربعة وكثر ولده وعظم شرفه ثم هلك حليل بن حبشية وأوصى إلى ابنه المحترش أن يكون خازنا للبيت وأشرك معه غبشان الملكاني وكان إذا غاب أحجب هذا حتى هلك الملكاني فيقال إن قصيا سقى المحترش الخمر وخدعه حتى اشترى البيت مه بدن خمر وأشهد عليه وأخرجه من البيت وتملك حجابته وصار رب الحكم فيه فقصي أول من أصاب الملك من قريش بعد ولد إسماعيل وذلك في أيام المنذر بن النعمان على الحيرة والملك لبهرام جور في الفرس فجعل قصي مكة أرباعا وبنى بها دار الندوة فلا تزوج امرأة إلا في دار الندوة ولا يعقد لواء ولا يعذر غلام ولا تدرع جارية إلا فيها وسميت الندوة لأنهم كانوا ينتدون فيها للخير والشر فكانت قريش تؤدي الرفادة إلى قصي وهو خرج يخرجونه من أموالهم يترافدون فيه فيصنع طعاما وشرابا للحاج أيام الموسم وكانت قبيلة من جرهم اسمها صوفة بقيت بمكة تلي الإجازة بالناس من عرفة مدة وفيهم يقول الشاعر ولا يريمون في التعريف موقعهم حتى يقال أجيزوا آل صوفانا ثم أخذتها منهم خزاعة وأجازوا مدة ثم غلبهم عليها بنو عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان وصارت إلى رجل منهم يقال له أبو سيارة أحد بني سعد بن وابش ابن زيد بن عدوان وله يقول الراجز

خلوا السبيل عن أبي سياره وعن مواليه بني فزاره حتى يجيز سالما حماره مستقبل الكعبة يدعو جاره وكانت صورة الإجازة أن يتقدمهم أبو سيارة على حماره ثم يخطبهم فيقول اللهم أصلح بين نسائنا وعاد بين رعائنا واجعل المال في سمحائنا وأوفوا بعهدكم وأكرموا جاركم واقروا ضيفكم ثم يقول أشرق ثبير كيما نغير ثم ينفذ ويتبعه الناس فلما قوي أمر قصي أتى أبا سيارة وقومه فمنعه من الإجازة وقاتلهم عليها فهزمهم فصار إلى قصي البيت والرفادة والسقاية والندوة واللواء فلما كبر قصي ورق عظمه جعل الأمر في ذلك كله إلى ابنه عبد الدار لأنه أكبر ولده وهلك قصي وبقيت قريش على ذلك زمانا ثم إن عبد مناف رأى في نفسه وولده من النباهة والفضل ما دلهم على أنهم أحق من عبد الدار بالأمر فأجمعوا على أخذ ما بأيديهم وهموا بالقتال فمشى الأكابر بينهم وتداعوا إلى الصلح على أن يكون لعبد مناف السقاية والرفادة وأن تكون الحجابة واللواء والندوة لبني عبد الدار وتعاقدوا على ذلك حلفا مؤكدا لا ينقضونه ما بل بحر صوفه فأخرجت بنو عبد مناف ومن تابعهم من قريش وهم بنو الحارث بن فهر وأسد بن عبد العزى وزهرة بن كلاب وتيم بن مرة جفنة مملوءة طيبا وغمسوا فيها أيديهم ومسحوا بها الكعبة توكيدا على أنفسهم فسموا المطيبين وأخرجت بنو عبد الدار ومن تابعهم وهم مخزوم بن يقظة وجمح وسهم وعدي بن كعب جفنة مملوءة دما وغمسوا فيها أيديهم ومسحوا بها الكعبة فسموا الأحلاف ولعقة الدم ولم يل الخلافة منهم غير عمر بن الخطاب رضي الله عنه والباقون من المطيبين فلم يزالوا على ذلك حتى جاء الإسلام وقريش على ذلك حتى فتح النبي صلى الله عليه و سلم مكة في سنة ثمان للهجرة فأقر المفتاح في يد عثمان بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار وكان النبي صلى الله عليه و سلم أخذ المفاتيح منه عام الفتح فأنزلت إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها فاستدعاه ورد المفاتيح إليه وأقر السقاية في يد العباس فهي في أيديهم إلى الآن وهذا هو كاف من هذا البحث وأما صفتها يعني مكة فهي مدينة في واد والجبال مشرفة عليها من جميع النواحي محيطة حول الكعبة وبناؤها من حجارة سود وبيض ملس وعلوها آجر كثيرة الأجنحة من خشب الساج وهي طبقات لطيفة مبيضة حارة في الصيف إلا أن ليلها طيب وقد رفع الله عن أهلها مؤونة الاستدفاء وأراحهم من كلف الاصطلاء وكل ما نزل عن المسجد الحرام يسمونه المسفلة وما ارتفع عنه يسمونه المعلاة وعرضها سعة الوادي والمسجد في ثلثي البلد إلى المسفلة والكعبة في وسط المسجد وليس بمكة ماء جار ومياهها من السماء وليست لهم آبار يشربون منها وأطيبها بئر زمزم ولا يمكن الإدمان على شربها وليس بجميع مكة شجر مثمر إلا شجر البادية فإذا جزت الحرم فهناك عيون وآبار وحوائط كثيرة وأودية ذات خضر ومزارع ونخيل وأما الحرم فليس به شجرة مثمر إلا نخيل يسيرة متفرقة وأما المسافات فمن الكوفة إلى مكة سبع وعشرون مرحلة وكذلك من البصرة إليها ونقصان يومين ومن دمشق إلى مكة شهر ومن عدن إلى مكة شهر وله طريقان أحدهما على ساحل البحر وهو أبعد والآخر يأخذ على طريق صنعاء وصعدة ونجران والطائف حتى ينتهي إلى مكة ولها طريق آخر على البوادي وتهامة وهو أقرب من الطريقين المذكورين أولا على أنها على أحياء

العرب في بواديها ومخالفها لا يسلكها إلا الخواص منهم وأما أهل حضرموت ومهرة فإنهم يقطعون عرض بلادهم حتى يتصلوا بالجادة التي بين عدن ومكة والمسافة بينهم إلى الأمصار بهذه الجادة من نحو الشهر إلى الخمسين يوما وأما طريق عمان إلى مكة فهو مثل طريق دمشق صعب السلوك من البوادي والبراري القفر القليلة السكان وإنما طريقهم في البحر إلى جدة فإن سلكوا على السواحل من مهرة وحضرموت إلى عدن بعد عليهم وقل ما يسلكونه وكذلك ما بين عمان والبحرين فطريق شاق يصعب سلوكه لتمانع العرب فيما بينهم فيه
مكيمن تصغير مكمن يقال له مكيمن الجماء في عقيق المدينة وقد رده إلى مكبره سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت في قوله عفا مكمن الجماء من أم عامر فسلع عفا منها فحرة واقم وجاء به عدي بن الرقاع على لفظه فقال أطربت أم رفعت لعينك غدوة بين المكيمن والزجيج حمول رجلا تراوحها الحداة فحبسها وضح النهار إلى العشي قليل
باب الميم واللام وما يليهما
الملا بالفتح والقصر وهو المتسع من الأرض والبصريون يكتبونه بالألف وغيرهم بالياء وينشد ألا غنياني وارفعا الصوت بالملا فإن الملا عندي يزيد المدى بعدا وقد ذكر بعضهم أن الملا موضع بعينه وأنشد قول ذي الرمة وقيل لامرأة تهجو مية ألا حبذا أهل الملا غير أنه إذا ذكرت مي فلا حبذا هيا على وجه مي مسحة من ملاحة وتحت الثياب الخزي لو كان باديا وقال ابن السكيت الملا موضع بعينه في قول كثير ورسوم الديار تعرف منها بالملا بين تغلمين فريم وقال ابن السكيت في فسر قول عدي بن الرقاع نسيتم مساعينا الصوابح فيكم وما تذكرون الفضل إلا توهما فإن تعدونا الجاهلية إننا لنحدث في الأقوام بؤسا وأنعما فلا ذاك منا ابن المعدل مرة وعمرو بن هند عام أصعد موسما يقود إلينا ابني نزار من الملا وأهل العراق ساميا متعظما فلما ظننا أنه نازل بنا ضربنا ووليناه جمعا عرمرما قال وسمعت الطائي يقول الملا ما بين نقعاء وهي قرية لبني مالك بن عمرو بن ثمامة بن عمرو بن جندب من ضواحي الرمل متصلة هي والجلد إلى طرف أجأ وملتقى الرمل والجلد هنالك يقال له الخرانق وضربنا أي جمعنا قال الأصمعي الملا برث أبيض ليس برمل ولا جلد ليست فيه حجارة ينبت العرفج والبركان والعلقى والقصيص والقتاد والرمث والصليان والنصي والملا مدافع السبعان والسبعان واد لطيء يجيء بين الجبلين والأجيفر في أسفل هذا الوادي وأعلاه الملا وأسفله الأجفر وهو لسواءة ونمير من بني أسد وكانت الأجفر لبني

يربوع فحلت عليها بنو جذيمة وذلك في أول الإسلام فانتزعتها منهم
ملاح بالكسر جمع ملح من قولهم ماء ملح ولا يقال مالح إلا في لغة ردية موضع قال الشويعر الكناني واسمه ربيعة بن عثمان فسائل جعفرا وبني أبيها بني البرزي بطخفة والملاح غداة أتتهم حمر المنايا يسقن الموت بالأجل المتاح وأفلتنا أبو ليلى طفيل صحيح الجلد من أثر السلاح
ملاص بالصاد المهملة وأوله مكسور قلعة حصينة في سواحل جزيرة صقلية وإياها أراد ابن قلاقس بقوله كيف الخلاص إلى ملاص وسورها من حيث درت به يدور قريني
ملاظ بالظاء المعجمة موضع في شعر عنترة العبسي حيث قال يا دار عبلة حول بطن ملاظ فالغيقتين إلى بطون أراظ من حب عبلة إذا رأته بدلها أمسى يلذع قلبه بشواظ
ملاع بوزن قطام ويروى ملاع معرب لا ينصرف فأما الأول فهو اسم الفعل من الملع وهو سرعة سير الناقة والثاني من الأرض المليع وهي الواسعة لا نبات بها ومن أمثالهم ذهبت به عقاب ملاع وقال أبو عبيد من أمثالهم في الهلاك طارت به العنقاء وأودت به عقاب ملاع قال ملاع أرض أضيف إليها العقاب وقيل هو من نعت العقاب وقيل هو اسم موضع وقيل اسم هضبة وقيل اسم صحراء وقال أبو عبد الله محمد بن زياد الأعرابي الملع السرعة في العدو ومنه اشتق ملاع قال أبو محمد بن الأعرابي الأسود هذا غلط وإنما هي ملاع مثل حذام وقطام وهي هضبة عقبانها أخبث العقبان وإياها عنى المسيب بن علس حيث قال أنت الوفي فما تذم وبعضهم يودي بذمته عقاب ملاع وقال أبو زياد ومن مياه بني نمير الملاعة ولها هضبة لا نعلم بنجد هضبة أطول منها وهي تذكر وتؤنث فيقال ملاع وملاعة قال والملاع الجبل والملاعة الماءة التي عنده قال وفيها أمثال من أمثال العرب يقولون أبصر من عقاب ملاع
ملاق بالضم والتخفيف والقاف اسم نهر
ملالة بالفتح ثم التشديد قرية قرب بجاية على ساحل بحر المغرب
ملبران بالضم ثم السكون ثم باء موحدة مفتوحة وراء وآخره نون قرية من قرى بلخ
الملبط بالكسر ثم السكون وفتح الباء الموحدة وطاء مهملة من لبط فلان بفلان الأرض إذا صرعه صرعا عنيفا ويوم الملبط من أيام العرب
ملتان بالضم وسكون اللام وتاء مثناة من فوقها وآخره نون وأكثر ما يكتب مولتان بالواو هي مدينة من نواحي الهند قرب غزنة أهلها مسلمون منذ قديم وقد ذكرنا في مولتان بأبسط من هذا
ملتذ بالضم ثم السكون وتاء مثناة من فوقها وذال معجمة ذكره الذهيم في كتاب العقيق وأنشد لعروة بن أذينة فروضة ملتذ فجنبا منيرة فوادي العقيق انساح فيهن وابله

الملتزم بالضم ثم السكون وتاء فوقها نقطتان مفتوحة ويقال له المدعى والمتعوذ سمي بذلك لالتزامه الدعاء والتعوذ وهو ما بين الحجر الأسود والباب قال الأزرقي وذرعه أربعة أذرع وفي الموطإ ما بين الركن والباب الملتزم كذا قال الباجي والمهلبي وهي رواية ابن وضاح ورواه يحيى ما بين الركن والمقام الملتزم وهو وهم إنما هو الحطيم ما بين الركن والمقام قال ابن جريج الحطيم ما بين الركن والمقام وزمزم والحجر وقال ابن حبيب ما بين الركن الأسود إلى باب المقام حيث يتحطم الناس للدعاء وقيل بل كانت الجاهلية تتحالف هنالك بالأيمان فمن دعا على ظالم أو حلف إثما عجلت عقوبته وقال أبو زيد فعلى هذا الحطيم الجدار من الكعبة والفضاء الذي بين الباب والمقام وعلى هذا اتفقت الأقاويل والروايات
ملتوى موضع قال ثعلب في تفسير قول الحطيئة كأن لم تقم أظعان هند بملتوى ولم ترع في الحي الحلال ثرور
ملجان بفتح أوله وتشديد ثانيه وجيم وآخره نون ناحية بفارس بين أرجان وشيراز ذات قرى وحصون
ملج بالضم ثم السكون وجيم والملج نوى المقل والملج الجداء الرضع والملج السمر من الناس وملج ناحية من نواحي الأحساء بين الستار والقاعة عن ابن موسى قال الحفصي ملج واد لبني مالك بن سعد
ملجكان بالضم ثم السكون وفتح الجيم وآخره نون قرية من قرى مرو
ملحاء بالفتح والحاء مهملة تأنيث الأملح وهو الذي فيه بياض وسواد واد من أعظم أودية اليمامة ومدفع الملحاء موضع أظنه غيره وقال الحفصي الملحاء من قرى الخرج واد باليمامة
ملحان بالكسر ثم السكون وحاء مهملة وآخره نون وشيبان وملحان في كلام العرب اسم لكانون كأنهم يريدون بياض الأرض حتى تصير كالملح والشيب وهو مخلاف باليمن
وملحان أيضا جبل في ديار بني سليم بالحجاز
وملحا صعائد موضع في شعر مزاحم العقيلي حيث قال وسارا من الملحين قصد صعائد وتثليث سيرا يمتطي فقر البزل فما قصرا في السير حتى تناولا بني أسد في دارهم وبني عجل يقودون جردا من بنات مخالس وأعوج تفضي بالأجلة والرسل وقال ابن الحائك ملحان بن عوف بن مالك بن يزيد بن سدد بن حمير وإليه ينسب جبل ملحان المطل على تهامة والمهجم واسم الجبل ريشان فيما أحسب
ملحتان بالكسر والسكون تثنية ملحة من أودية القبيلة عن جار الله عن علي
ملح بالتحريك وهو داء وعيب في رجل الدابة موضع من ديار بني جعدة باليمامة وقيل قرية بمسكن وقيل بسواد الكوفة موضع يقال له ملح وإياه عنى أبو الغنائم بن الطيب المدائني شاعر عصري فيما أحسب حننت وأين من ملح الحنين لقد كذبتك يا ناق الظنون وشاقك بالغوير وميض برق يلوح كما جلا السيف القيون

فأنت تلفتين له شمالا ودون هواك من ملح يمين فهلا كان وجدك مثل وجدي وما منا به إلا ضنين وعندي ما علائقه غرام له في كل جارحة دفين قسقى الدار من ملح ملث تحصحص في أسرته الحصون إلى أن تكتسي زهرا قشيبا معالمها وتعتم الحزون فكم أهدت لنا خلسات عيش وكم قضيت لنا فيها ديون وقال السكري ملح ماء لبني العدوية ذكر ذلك في شرح قول جرير يا أيها الراكب المزجي مطيته بلغ تحيتنا لقيت حملانا تهدي السلام لأهل الغور من ملح هيهات من ملح بالغور مهدانا أحبب إلي بذاك الجزع منزلة بالطلح طلحا وبالأعطان أعطانا
ملح بكسر أوله بلفظ الملح الذي يصلح به الطعام موضع بخراسان
وقصر الملح على فراسخ يسيرة من خوار الري والعجم يسمونه ده نمك أي قرية الملح
وذات الملح موضع آخر قال زيد الخيل الطائي ولو كانت تكلم أرض قيس لأضحت تشتكي لبني كلاب ويوم الملح يوم بني سليم جددناهم بأظفار وناب وقد علمت بنو عبس وبدر ومرة أنني مر عقابي وقال الأخطل بمرتجز داني الرباب كأنه على ذات ملح مقسم لا يريمها
ملحة بالضم وهو في اللغة البركة والشيء المليح
ملحوب بالفتح ثم السكون وحاء مهملة وواو ساكنة وباء وطريق ملحوب أي واضح وسهل وهو اسم موضع قال الكلبي عن الشرقي سمي ملحوب ومليحيب بابني تريم بن مهيع بن عردم بن طسم
وملحوب اسم ماء لبني أسد بن خزيمة
ومليحيب علم على تل وقال الحفصي ملحوب ومليحب قريتان لبني عبد الله بن الدئل بن حنيفة باليمامة وقال عبيد أقفر من أهله ملحوب فالقطبيات فالذنوب وقال لبيد بن ربيعة وصاحب ملحوب فجعنا بموته وعند الرداع بيت آخر كوثر وصاحب ملحوب هو عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب مات بملحوب والرداع موضع مات فيه شريح بن الأحوص بن جعفر بن كلاب وقال عامر بن عمرو الحصني ثم المكاري بسهلة دار غيرتها الأعاصر تراوحها والعاديات البواتر قطار وأرواح فأضحت كأنها صحائف يتلوها بملحوب وابر وأقفرت العبلاء والرس منهم وأوحش منهم يثقب فقراقر

ملزق بالفتح والزاي والقاف والأكثر على كسر الميم موضع كان فيه يوم من أيامهم قال سلامة بن جندل ونحن قتلنا من أتانا بملزق وقال الفرزدق ونحن تركنا عامرا يوم ملزق فباتت على قبل البيوت هجومها ونجى طفيلا من علالة قرزل قوائم يحمي لحمه مستقيمها وقال أوس بن مغراء السعدي ونحن بملزق يوما أبرنا فوارس عامر لما لقونا
ملشون من قرى بسكرة من ناحية إفريقية القصوى ينسب إليها أبو عبد الملك الملشوني وابنه إسحاق عالمان يحمل عنهما العلم سمع أبا عبد الله بن ميمون ومقاتل وغيرهما ذكرهما أبو العرب في تاريخ إفريقية قال حدثني أحمد بن يزيد عن إسحاق عن أبيه عن مقاتل وعن غيره وحديثه يدل على ضعفه
ملطاط بالكسر ثم السكون وتكرير الطاء المهملة قال الليث الملطاط حرف من الجبل في أعلاه والملطاط طريق على ساحل البحر وقال ابن دريد ملطاط الرأس جملته وقال ابن النجار في كتاب الكوفة وكان يقال لظهر الكوفة اللسان وما ولي الفرات منه الملطاط وأنشد لعدي بن زيد هيج الداء في فؤادك حور ناعمات بجانب الملطاط آنسات الحديث في غير فحش رافعات جوانب الفسطاط ثانيات قطائف الخز والدي باج فوق الخدور والأنماط موقرات من اللحوم وفيها لطف في البنان والأوساط شد ما ساءنا حداة تولوا حين حثوا نعالها بالسياط فرق الله بينهم من حداة واستفادوا حمى مكان النشاط مثل ما هيجوا فؤادي فأمسى هائما بعد نعمة واغتباط وقال عاصم بن عمرو في أيام خالد بن الوليد لما فتح السواد وملك الحيرة جلبنا الخيل والإبل المهارى إلى الأعراض أعراض السواد ولم تر مثلنا كرما ومجدا ولم تر مثلنا شنخاب هاد شحنا جانب الملطاط منا بجميع لا يزول عن البعاد لزمنا جانب الملطاط حتى رأينا الزرع يقمع بالحصاد لنأتي معشرا ألبوا علينا إلى الأنبار أنبار العباد
ملطمة بالكسر ماءه لبني عبس ولا أبعد أن تكون التي لطم عندها داحس في السباق
ملطية بفتح أوله وثانيه وسكون الطاء وتخفيف الياء والعامة تقوله بتشديد الياء وكسر الطاء هي من بناء الإسكندر وجامعها من بناء الصحابة بلدة من بلاد الروم مشهورة مذكورة تتاخم الشام وهي للمسلمين قال خليفة بن خياط في سنة 140 وجه

أبو جعفر المنصور عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس لبناء ملطية فأقام عليها سنة حتى بناها وأسكنها الناس وغزا الصائفة ذكرها المتنبي فقال ملطية أم للبنين ثكول وقال أبو فراس وألهبن لهبي عرقة وملطية وعاد إلى موزار منهن زائر قال بطليموس مدينة ملطية طولها إحدى وتسعون درجة وخمس دقائق وعرضها تسع وثلاثون درجة وست دقائق في الإقليم الخامس طالعها سعد الذابح بيت حياتها ثماني عشرة درجة من الدلو تحت طالعها سبع عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل وقال صاحب الزيج طولها إحدى وستون درجة وعرضها تسع وثلاثون درجة وقال أبو غالب همام بن الفضل بن مهذب المعري في تاريخه سنة 223 فيها فتحت ملطية الوقعة الأولى فتحها الدمستق وهدم سورها وقصورها وقيل فيها أشعار كثيرة منها قول بعضهم فلأبكين على ملطية كلما أبصرت سيفا أو سمعت صهيلا هدم الدمستق سورها وقصورها فسمعت فيها للنساء عويلا والعلج يسحبها وتلطم كفه متوردا يقق البياض جميلا قالوا الصليب بها بأمر ثابت قد أظهروا الصلبان والإنجيلا وينسب إلى ملطية من الرواة محمد بن علي بن أحمد بن أبي فروة أبو الحسين الملطي المقرىء روى عن محمد بن شمرل وابن مخلد الفارسي وأبي بكر وهب بن عبد الله الحاج وعبيد الله بن عبد الرحمن بن الحسين الصابوني وأبي عبد الله الحسين بن علي بن العباس الشطبي والمظفر بن محمد بن بشران الرقي وإبراهيم بن حفص العسكري وأبي النهي ميمون بن أحمد المغربي روى عنه تمام بن محمد وأبو الحسن علي بن الحسن الربعي وعلي بن محمد الحنائي وأبو نصر بن الجبان وإبراهيم بن الخضر الصائغ توفي سنة 404 وسليمان بن أحمد ابن يحيى بن سليمان بن أبي صلابة أبو أيوب الملطي الحافظ حدث عن أحمد بن القاسم بن علي بن مصعب النخعي الكوفي والحسن بن علي بن شبيب المعمري وأبي قضاعة ربيعة بن محمد الطائي روى عنه السيد أبو الحسن محمد بن علي بن الحسين العلوي الهمذاني وأبو الفضل نصر بن محمد بن أحمد الطوسي وأبو بكر محمد بن إبراهيم المقري قدم دمشق وحدث بها وروى عنه أبو الحسين محمد بن عبد الله الرازي وابنه تمام
ملفون بالفتح ثم السكون والفاء وآخره نون مدينة بالمغرب عن العمراني
ملقاباذ بالضم ثم السكون والقاف وآخره ذال معجمة محلة بأصبهان وقيل بنيسابور ينسب إليها أبو علي الحسن بن محمد بن أحمد بن محمد البحتري الملقاباذي النيسابوري من بين العدالة والتزكية سمع أبا الحسن أحمد بن محمد بن إسماعيل الشجاعي وأبا سعد محمد بن المظهر بن يحيى العدل البحتري وغيرهما ذكره أبو سعد في التحبير وكانت ولادته في سنة 074 ومات في شوال سنة 155 وعبد الله بن مسعود بن محمد بن منصور الملقاباذي أبو سعيد النسوي العثماني حفيد عميد خراسان كان قد انقطع إلى العبادة

سمع أبا بكر أحمد بن على الشيرازي وأبا المظفر موسى بن عمران الأنصاري سمع منه أبو سعد وأبو القاسم وكانت ولادته سنة 462 بنيسابور وتوفي في سنة 045 أو 145
ملقس بالفتح وتشديد ثانيه وفتحه وقاف وآخره سين مهملة قرية على غربي النيل من ناحية الصعيد
ملقونية بفتح أوله وثانيه وقاف وواو ساكنة ونون مكسورة وياء تحتها نقطتان خفيفة بلد من بلاد الروم قريب من قونية تفسيره مقطع الرحى لأن من جبلها يقطع رحى تلك البلاد
ملكان بلفظ تثنية الملك واحد الملائكة جبل بالطائف وقيل ملكان بكسر اللام واد لهذيل على ليلة من مكة وأسفله لكنانة وحكى الأسود عن أبي الندى أن ملكان جبل في بلاد طيء وكان يقال له ملكان الروم لأن الروم كانت تسكنه في الجاهلية وأنشد لبعضهم أبى ملكان الروم أن يشكروا لنا ويوم بنعف القفر لم يتصرم وقال عامر بن جوين الطائي أأظعان هند تلكم المتحمله لتحزنني أم خلتي المتدلله فما بيضة بات الظليم يحفها ويفرشها زفا من الريش مخمله ويجعلها بين الجناح وزفه إلى جو جوجان بميثاء حومله بأحسن منها يوم قالت ألا ترى تبدل خليلا إنني متبدله ألم تركم بالجزع من ملكاننا وما بالصعيد من هجان مؤبله فلم أر مثلينا جباية واحد ونهنهت نفسي بعدما كدت أفعله الجباية الغنيمة
ملك بالكسر ثم السكون والكاف واد بمكة ولد فيه ملكان بن عدي بن عبد مناة بن أد فسمي باسم الوادي وقيل هو واد باليمامة بين قرقرى ومهب الجنوب أكثر أهله بنو جشم من ولد الحارث بن لؤي بن غالب حلفاء بني زهران ومن ورائه وادي نساح
ملكوم اسم المفعول قال السهيلي ملكوم مقلوب والأصل ممكول من مكلت البئر إذا استخرجت ماءها والمكلة ماء الركية وقد قالوا بئر عميقة ومعيقة فلا يبعد أن يكون هذا اللفظ كذلك يقال فيه ممكول وملكوم في اللغة من لكمه إذا لكزه في صدره اسم ماء بمكة قال بعضهم سقى الله أمواها عرفت مكانها جرابا وملكوما وبذر والغمرا
ملل بالتحريك ولامين بلفظ الملل من الملال وهو اسم موضع في طريق مكة بين الحرمين قال ابن السكيت في قول كثير سقيا لعزة خلة سقيا لها إذ نحن بالهضبات من أملال قال أراد ملل وهو منزل على طريق المدينة إلى مكة على ثمانية وعشرين ميلا من المدينة
وملل واد ينحدر من ورقان جبل مزينة حتى يصب في الفرش فرش سويقة وهو متبدأ ملك بني الحسن بن علي بن أبي طالب وبني جعفر بن أبي طالب ثم ينحدر من الفرش حتى يصب في إضم وإضم واد يسيل حتى يفرغ في البحر فأعلى إضم القناة التي تمر دوين المدينة قال ابن الكلبي لما صدر تبع عن المدينة

يريد مكة بعد قتال أهلها نزل ملل وقد أعيا ومل فسماها ملل وقيل لكثير لم سمي ملل مللا فقال مل المقام وقيل فالروحاء قال لانفراجها وروحها قيل فالسقيا قال لأنهم سقوا بها عذبا قيل فالأبواء قال تبوأوا بها المنزل قيل فالجحفة قال جحفهم بها السيل قيل فالعرج قال يعرج بها الطريق قيل فقديد ففكر ساعة ثم قال ذهب به سيلة قدا وقيل أما سمي ملل لأن الماشي إليه من المدينة لا يبلغه إلا بعد جهد وملل قال أبو حنيفة الدينوري الملل مكان مستو ينبت العرفط والسيال والسمر يكون نحوا من ميل أو فرسخ وإذا أنبت العرفط وحده فهو وهط كما يقال وإذا أنبت الطلح وحده فهو غول وجمعه غيلان وإذا أنبت النصي والصليان وكان نحوا من ميلين قيل لمعة وبين ملل والمدينة ليلتان وفي أخبار نصيب كانت بملل امرأة ينزل بها الناس فنزل بها أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة فقال نصيب ألا حي قبل البين أم حبيب وإن لم تكن منا غدا بقريب لئن لم يكن حبيك حبا صدقته فما أحد عندي إذا بحبيب تهام أصابت قلبه مللية غريب الهوى يا ويح كل غريب وقرأت في كتاب النوادر الممتعة لابن جني أخبرني أبو الفتوح علي بن الحسين الكاتب يعني الأصبهاني عن أبي دلف هاشم بن محمد الخزاعي رفعه إلى رجل من أهل العراق أنه نزل مللا فسأله عنه فخبر باسمه فقال قبح الله الذي يقول على ملل يا لهف نفسي على ملل أي شيء كان يتشوق من هذه وإنما هي حرة سوداء قال فقالت له صبية تلفظ النوى بأبي أنت وأمي إنه كان والله له بها شجن ليس لك
ملمار بالفتح وميمين وآخره راء من إقليم أكشونية بالأندلس
ملنجة بالكسر ثم الفتح ونون ساكنة وجيم محلة بأصبهان ينسب إليها أحمد بن محمد بن الحسن ابن البرد الملنجي أبو عبد الله المقرىء الأصبهاني حدث عن أبي بكر عبد الله بن محمد القيار وأبي الشيخ الحافظ سمع منه جماعة منهم أبو بكر الخطيب وتوفي سنة 734 ومحمد بن محمد بن أبي القاسم المؤذن أبو عبد الله الملنجي سمع أبا الفضائل بن أبي الرجاء الضبابي وأبا القاسم إسماعيل بن علي الحمامي وأبا طاهر المعروف بهاجر وغيرهم وقدم بغداد حاجا وحدث بها في سنة 885 فسمع منه محمد بن المبارك وغيره بدمشق وعاد إلى بلده ومات في سنة 621
الملوحة بالفتح ثم تشديد اللام وضمها وحاء مهملة قرية كبيرة من قرى حلب
ملود بالفتح ثم الضم وسكون الواو من قرى أوزجند من نواحي تركستان بما وراء النهر
ملوندة بضم أوله وثانيه وسكون الواو والنون ودال مهملة حصن من حصون سرقسطة بالأندلس
ملوية اسم عقبة قرب نهاوند سميت بذلك لأن المسلمين وجدوا طريقها يدور بصخرة فسموها بذلك
ملهم بالفتح ثم السكون وفتح الهاء قالوا الملهم في اللغة الكثير الأكل قال أبو منصور ملهم وقران قريتان من قرى اليمامة معروفتان وقال السكوني هما لبني نمير على ليلة من مرة وقال غيره ملهم قرية باليمامة لبني يشكر وأخلاط

من بني بكر وهي موصوفة بكثرة النخل ويوم ملهم من أيامهم قال جرير كأن حمول الحي زلن بيانع من الوارد البطحاء من نخل ملهما وقال أيضا أتبعتهم مقلة إنسانها غرق هل يا ترى تارك للعين إنسانا كأن أحداجهم تحدى مقفية نخل بملهم أو نخل بقرانا يا أم عثمان ما تلقى رواحلنا لو قست مصبحنا من حيث ممسانا وقال داود بن متمم بن نويرة في يوم كان لهم على ملهم ويوم أبي حر بملهم لم يكن ليقطع حتى يدرك الذحل ثائره لدى جدول النيرين حتى تفجرت عليه نحور القوم واحمر حائره
الملة العليا والملة السفلى قريتان من قرى ذمار باليمن
مليانة بالكسر ثم السكون وياء تحتها نقطتان خفيفة وبعد الألف نون مدينة في آخر إفريقية بينها وبين تنس أربعة أيام وهي مدينة رومية قديمة فيها آبار وأنهار تطحن عليها الرحى جددها زيري بن مناد وأسكنها بلكين
مليبار إقليم كبير عظيم يشتمل على مدن كثيرة منها فاكنور ومنجرور ودهسل يجلب منها الفلفل إلى جميع الدنيا وهي في وسط بلاد الهند يتصل عمله بأعمال مولتان ووجدت في تاريخ دمشق عبد الله بن عبد الرحمن المليباري المعروف بالسندي حدث بعذنون مدينة من أعمال صيداء على ساحل دمشق عن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد الخشاب الشيرازي روى عنه أبو عبد الله الصوري
مليج بالفتح ثم الكسر وياء تحتها نقطتان ساكنة وجيم قرية بريف مصر قرب المحلة منها أبو القاسم عمران بن موسى بن حميد يعرف بابن الطيب المليجي روى عن يحيى بن عبد الله بن بكير وعمرو بن خالد ومهدي بن جعفر روى عنه أبو سعيد بن يونس وأبو بكر النقاش المقري البغدادي وذكر ابن يونس أنه مات بمصر في سنة 572 ومنها أيضا عبد السلام بن وهيب المليجي كان من قضاة مصر وكان عارفا باختلاف الفقهاء متكلما
مليح بالفتح ثم الكسر بلفظ ضد القبيح ماء باليمامة لبني التيم عن أبي حفصة
ومليح أيضا قرية من قرى هراة منها أبو عمر عبد الواحد بن أحمد بن أبي القاسم الملمحي الهروي حدث عن أبي منصور محمد بن محمد بن سمعان النيسابوري والخفاف والمخلدي وأبي عمرو أحمد بن أبي الفراتي وأبي زكرياء يحيى بن إسماعيل الحيري وغيرهم أخبرني عنه الإمام الحسين بن مسعود البغوي الفراء
مليح تصغير الملح واد بالطائف مر به النبي صلى الله عليه و سلم عند انصرافه من حنين إلى الطائف ذكره أبو ذؤيب في قوله كأن ارتجاز الخثعميات وسطهم نوائح يشفعن البكا بالأرامل غداة المليح يوم نحن كأننا غواشي مضر تحت ريح ووابل
مليحة تصغير ملحة اسم جبل في غربي سلمى أحد جبلي طيء وبه آبار كثيرة وملح وقيل

مليحة موضع في بلاد تميم قال مرة بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان يا صاحبي ترحلا وتقربا فلقد أنى لمسافر أن يطربا طال الثواء فقربا لي بازلا وجناء تقطع بالرداف السبسبا أكلت شعير السيلحين وعضة فتحلبت لي بالنجاء تحلبا فكأنها بلوى مليحة خاضب شقاء نقنقة تباري غيهبا وكان بمليحة يوم بين بني يربوع وبسطام بن قيس الشيباني فقال عميرة بن طارق اليربوعي حلفت فلم تأثم يميني لأثأرن عديا ونعمان بن فيل وأيهما وغلمتنا الساعين يوم مليحة وحومل في الرمضاء يوما مجرما
مليحيب علم على تل ذكر في ملحوب خبره
مليص موضع في ديار بكر بلفظ التصغير ذكره ابن حبيب عن ابن الأعرابي وأنشد حضرن روض مليص واتبعن به أنف الربيع حمى من كل مغتشم
مليع بالفتح ثم الكسر هو الفضاء الواسع قال العمراني اسم طريق
المليل موضع في قول الجميح بن الطماح الأسدي يخاطب عامر بن الطفيل أعامر إنا لو نشاء لغرتم كما غار من شمس النهار نجومها إلى أيما الحيين تركوا فإنكم ثقال الرحى من تحتها لا يريمها وإن بأطراف المليل لنسوة ذلولا بأرداف ثقال رسيمها تركوا أي تعزوا وتنسبوا ورسيمها رهزها
مليلة بالفتح ثم الكسر وياء تحتها نقطتان ولام أخرى مدينة بالمغرب قريبة من سبتة على ساحل البحر
باب الميم والميم وما يليهما
الممالح في ديار كلب فيها روضة ذكر شاهدها في الرياض
ممدوداباذ قرية كبيرة قرب الزاب الأعلى بين إربل والموصل وهي من أعمال إربل
الممدور مفعول من المدر وهو حجارة من الطين موضع في ديار غطفان قال ابن ميادة الرماح ألا حييا رسما بذي العش دارسا وربعا بذي الممدور مستعجما قفرا فأعجب دار دارها غير أنني إذا ما أتيت الدار ترجعني صفرا عشية أثني بالرداء على الحشا كأن الحشا من دونها أسعرت جمرا فبهرا لقومي إذ يبيعون مهجتي بجارية بهرا لهم بعدها بهرا يدعو عليهم أن ينزل بهم ما يبهرهم كما يقال جدا وعقرا
ممروخ كأنه مفعول من المرخ الشجر الذي يضرب المثل بناره موضع ببلاد مزينة يضاف إليه ذو قال معن بن أوس المزني وردت طريق الجفر ثم أضلها هواه وقالوا بطن ذي البئر أيسر

وأصبح سعد حيث أمست كأنه برابغة الممروخ زق مقير فما نومت حتى ارتمى بثقالها من الليل قصوى لابة والمكسر
ممسى بالفتح ثم السكون والسين مهملة مقصور قرية بالمغرب
ممطير مدينة بطبرستان قال محمد بن أحمد الهمذاني مدينة طبرستان آمل وهي أكبر مدنها ثم ممطير وبينهما ستة فراسخ من السهل وبها مسجد ومنبر وبين ممطير وآمل رساتيق وقرى وعمارات كثيرة
الممنع بفتح النون وتشديدها موضع في شعر الحطيئة
الممهمى بكسر الميم الأولى وسكون الثانية وفتح الهاء والمهي ترقيق الشفرة والمها بقر الوحش والمهي إرخاء الحبل ونحوه فيصح أن يكون مفعلا من هذا كله وهو ماء لبني عبس قال الأصمعي من مياه بني عميلة بن طريف بن سعد الممهى وهي في جوف جبل يقال له سواج وهو الذي يقول فيه الراجز يا ليتها قد جاوزت سواجا وانفرج الوادي بها انفراجا وسواج من أخيلة الحمى
باب الميم والنون وما يليهما
منى بالكسر والتنوين في درج الوادي الذي ينزله الحاج ويرمي فيه الجمار من الحرم سمي بذلك لما يمنى به من الدماء أي يراق قال الله تعالى من مني يمنى وقيل لأن آدم عليه السلام تمنى فيها الجنة قيل منى من مهبط العقبة إلى محسر وموقف المزدلفة من محسر إلى أنصاب الحرم وموقف عرفة في الحل لا في الحرم وهو مذكر مصروف وقد امتنى القوم إذا أتوا منى عن يونس وقال ابن الأعرابي أمنى القوم ومنى الله الشيء قدره وبه سمي منى وقال ابن شميل سمي منى لأن الكبش مني به أي ذبح وقال ابن عيينة أخذ من المنايا وهي بليدة على فرسخ من مكة طولها ميلان تعمر أيام الموسم وتخلو بقية السنة إلا ممن يحفظها وقل أن يكون في الإسلام بلد مذكور إلا ولأهله بمنى مضرب وعلى رأس منى من نحو مكة عقبة ترمى عليها الجمرة يوم النحر ومنى شعبان بينهما أزقة والمسجد في الشارع الأيمن ومسجد الكبش بقرب العقبة وبها مصانع وآبار وخانات وحوانيت وهي بين جبلين مطلين عليها وكان أبو الحسن الكرخي يحتج بجواز الجمعة بها لأنها ومكة كمصر واحد فلما حج أبو بكر الجصاص ورأى بعد ما بينهما استضعف هذه العلة وقال هذه مصر من أمصار المسلمين تعمر وقتا وتخلو وقتا وخلوها لا يخرجها عن حد الأمصار وعلى هذه العلة يعتمد القاضي أبو الحسن القزويني قال البشاري وسألني يوما كم يسكنها وسط السنة من الناس قلت عشرون إلى ثلاثين رجلا قلما تجد فيه مضربا إلا وفيه امرأة تحفظه فقال صدق أبو بكر وأصاب فيما علل قال فلما لقيت الفقيه أبا حامد البغوي بنيسابور حكيت له ذلك فقال العلة ما نص به الشيخ أبو الحسن ألا ترى إلى قول الله عز و جل ثم محلها إلى البيت العتيق وقال تعالى هديا بالغ الكعبة وإنما يقع النحر بمنى وقد ذكر منى الشعراء فقال بعضهم ولما قضينا من منى كل حاجة ومسح بالأركان من هو ماسح

أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا وسالت بأعناق المطي الأباطح وقال العرجي نلبث حولا كله كاملا لا نلتقي إلا على منهج الحج إن حجت وماذا منى وأهله إن هي لم تحجج وقال الأصمعي وهو يذكر الجبال التي حول حمى ضرية فقال ومنى جبل وأنشد أتبعتم مقلة إنسانها غرق كالفص في رقرق بالدمع مغمور حتى تواروا بشعف والجمال بهم عن هضب غول وعن جنبي منى زور
منابض موضع بنواحي الحيرة قال المسيب بن علس وقيل المتلمس ألك السدير وبارق ومنابض ولك الخورنق والقصر من سنداد ذي الشرفات والنخل المنبق والثعلبية كلها والبدر من عان ومطلق
مناذر بالفتح والذال معجمة مكسورة وإن كان عربيا فهو جمع منذر وهو من أنذرته بالأمر أي أعلمته به وقد روي بالضم فيكون من المفاعلة كأن كل واحد ينذر الآخر والأصح أنه أعجمي قال الأزهري مناذر بالفتح اسم قرية واسم رجل وهو محمد بن مناذر الشاعر وذكر الغوري في اسم الرجل الفتح والضم وفي اسم البلد الفتح لا غير وهما بلدتان بنواحي خوزستان مناذر الكبرى ومناذر الصغرى أول من كوره وحفر نهره أردشير بن بهمن الأكبر بن اسفنديار بن كشتاسب ومما يؤكد الفتح ما ذكره المبرد أن محمد بن مناذر الشاعر كان إذا قيل ابن مناذر بفتح الميم يغضب ويقول أمناذر الكبرى أم مناذر الصغرى وهي كورتان من كور الأهواز إنما هو مناذر على وزن مفاعل من ناذر يناذر فهو مناذر مثل ضارب فهو مضارب والمناذر ذكر في الفتوح وأخبار الخوارج قال أهل السير ووجه عتبة بن غزوان حين مصر البصرة في سنة 81 سلمى بن القين وحرملة بن مريطة كانا من المهاجرين مع النبي صلى الله عليه و سلم وهما من بلعدوية من بني حنظلة ونزلا على حدود ميسان ودستميسان حتى فتحا مناذر وتيري في قصة طويلة وقال الحصين بن نيار الحنظلي ألا هل أتاها أن أهل مناذر شفوا غللا لو كان للناس زاجر أصابوا لنا فوق الدلوث بفيلق له زجل ترتد منه البصائر قتلناهم ما بين نخل مخطط وشاطي دجيل حيث تخفى السرائر وكانت لهم فيما هناك مقامة إلى صيحة سوت عليها الحوافر
منارة الإسكندريه بالفتح وأصله من الإنارة وهي الإشعال حتى يضيء ومنه سميت منارة السراج والمنار الحد بين الأرضين وقد استوفيت خبرها في الإسكندرية
منارة الحوافر وهي منارة عالية في رستاق همذان في ناحية يقال لها ونجر في قرية يقال لها أسفجين قرأت خبرها في كتاب أحمد بن محمد بن إسحاق الهمذاني قال كان

سبب بنائها أن سابور بن أردشير الملك قال له منجموه إن ملكك هذا سيزول عنك وإنك ستشقى أعواما كثيرة حتى تبلغ إلى حد الفقر والمسكنة ثم يعود إليك الملك قال وما علامة عوده قالوا إذا أكلت خبزا من الذهب على مائدة من الحديد فذلك علامة رجوع ملكك فاختر أن يكون ذلك في زمان شبيبتك أو في كبرك قال فاختار أن يكون في شبيبته وحد له في ذلك حدا فلما بلغ الحد اعتزل ملكه وخرج ترفعه أرض وتخفضه أخرى إلى أن صار إلى هذه القرية فتنكر وآجر نفسه من عظيم القرية وكان معه جراب فيه تاجه وثياب ملكه فأودعه عند الرجل الذي آجر نفسه عنده فكان يحرث له نهاره ويسقي زرعه ليلا فإذا فرغ من السقي طرد الوحش عن الزرع حتى يصبح فبقي على ذلك سنة فرأى الرجل منه حذقا ونشاطا وأمانة في كل ما يأمره به فرغب فيه واسترجح عقل زوجته واستشارها أن يزوجه إحدى بناته وكان له ثلاث بنات فرغبت لرغبته فزوجه ابنته فلما حولها إليه كان سابور يعتزلها ولا يقربها فلما أتى على ذلك شهر شكت إلى أبيها فاختلعها منه وبقي سابور يعمل عنده فلما كان بعد حول آخر سأله أن يتزوج ابنته الوسطى ووصف له جمالها وكمالها وعقلها فتزوجها فلما حولها إليه كان سابور أيضا معتزلا لها ولا يقربها فلما تم لها شهر سألها أبوها عن حالها مع زوجها فاختلعها منه فلما كان حول آخر وهو الثالث سأله أن يزوجه ابنته الصغرى ووصف له جمالها ومعرفتها وكمالها وعقلها وأنها خير أخواتها فتزوجها فلما حولها إليه كان سابور أيضا معتزلا لها ولا يقربها فلما تم لها شهر سألها أبوها عن حالها مع زوجها فأخبرته أنها معه في أرغد عيش وأسره فلما سمع سابور بوصفها لأبيها من غير معاملة له معها وحسن صبرها عليه وحسن خدمتها له رق لها قلبه وحن عليها ودنا منها ونام معها فعلقت منه وولدت له ابنا فلما أتى على سابور أربع سنين أحب رجوع ملكه إليه فاتفق أنه كان في القرية عرس اجتمع فيه رجالهم ونساؤهم وكانت امرأة سابور تحمل إليه طعامه في كل يوم ففي ذلك اليوم اشتغلت عنه إلى بعد العصر لم تصلح له طعاما ولا حملت إليه شيئا فلما كان بعد العصر ذكرته فبادرت إلى منزلها وطلبت شيئا تحمله إليه فلم تجد إلا رغيفا واحدا من جاورس فحملته إليه فوجدته يسقي الزرع وبينها وبينه ساقية ماء فلما وصلت إليه لم تقدر على عبور الساقية فمد إليها سابور المر الذي كان يعمل به فجعلت الرغيف عليه فلما وضعه بين يديه كسره فوجده شديد الصفرة ورآه على الحديد فذكر قول المنجمين وكانوا قد حدوا له الوقت فتأمله فإذا هو قد انقضى فقال لامرأته اعلمي أيتها المرأة أنني سابور وقص عليها قصته ثم اغتسل في النهر وأخرج شعره من الرباط الذي كان قد رقطه عليه وقال لامرأته قد تم أمري وزال شقائي وصار إلى المنزل الذي كان يسكن فيه وأمرها بأن تخرج له الجراب الذي كان فيه تاجه وثياب ملكه فأخرجته فلبس التاج والثياب فلما رآه أبو الجارية خر ساجدا بين يديه وخاطبه بالملك قال وكان سابور قد عهد إلى وزرائه وعرفهم بما قد امتحن به من الشقاوة وذهاب الملك وأن مدة ذلك كذا وكذا سنة وبين لهم الموضع الذي يوافونه إليه عند انقضاء مدة شقائه وأعلمهم الساعة التي يقصدونه فيها فأخذ مقرعة كانت معه ودفعها إلى أبي الجارية وقال له علق هذه على باب القرية واصعد السور وانظر ماذا ترى ففعل ذلك وصبر ساعة ونزل وقال أيها الملك أرى خيلا كثيرة يتبع بعضها بعضا فلم يكن بأسرع مما وافت الخيل إرسالا فكان الفارس إذا رأى مقرعة سابور نزل عن فرسه وسجد حتى اجتمع خلق من

أصحابه ووزرائه فجلس لهم ودخلوا عليه وحيوه بتحية الملوك فلما كان بعد أيام جلس يحدث وزراءه فقال له بعضهم سعدت أيها الملك أخبرنا ما الذي أفدته في طول هذه المدة فقال ما استفدت إلا بقرة واحدة ثم أمرهم بإحضارها وقال من أراد إكرامي فليكرمها فأقبل الوزراء والأساورة يلقون عليها ما عليهم من الثياب والحلى والدراهم والدنانير حتى اجتمع ما لا يحصى كثرة فقال لأبي المرأة خذ جميع هذا المال لابنتك
وقال له وزير آخر أيها الملك المظفر فما أشد شيء مر عليك وأصعبه قال طرد الوحش بالليل عن الزرع فإنها كانت تعييني وتسهرني وتبلغ مني فمن أراد سروري فليصطد لي منها ما قدر لأبني من حوافرها بنية يبقى ذكرها على ممر الدهر فتفرق القوم في صيدها فصادوا منها ما لايبلغه العدد فكان يأمر بقطع حوافرها أولا فأولا حتى اجتمع من ذلك تل عظيم فأحضر البنائين وأمرهم أن يبنوا من ذلك منارة عظيمة يكون ارتفاعها خمسين ذراعا في استدارة ثلاثين ذراعا وأن يجعلوها مصمتة بالكلس والحجارة ثم تركب الحوافر حولها منظمة من أسفلها إلى أعلاها مسمرة بالمسامير الحديد ففعل ذلك فصارت كأنها منارة من حوافر فلما فرغ صانعها من بنائها مر بها سابور يتأملها فاستحسنها فقال للذي بناها وهو على رأسها لم ينزل بعد هل كنت تستطيع أن تبني أحسن منها قال نعم قال فهل بنيت لأحد مثلها فقال لا قال والله لأتركنك بحيث لا يمكنك بناء خير منها لأحد بعدي وأمر أن لا يمكن من النزول فقال أيها الملك قد كنت أرجو منك الحباء والكرامة وإذ فاتني ذلك فلي قبل الملك حاجة ما عليك فيها مشقة قال وما هي قال تأمر أن أعطى خشبا لأصنع لنفسي مكانا آوي إليه لا تمزقني النسور إذا مت قال أعطوه ما يسأل فأعطي خشبا وكان معه آلة النجارة فعمل لنفسه أجنحة من خشب جعلها مثل الريش وضم بعضها إلى بعض وكانت العمارة في قفر ليس بالقرب منه عمارة وإنما بنيت القرية بقربها بعد ذلك فلما جاء الليل واشتد الهواء ربط تلك الأجنحة على نفسه وبسطها حتى دخل فيها الريح وألقى نفسه في الهواء فحملته الريح حتى ألقته إلى الأرض صحيحا ولم يخدش منه خدش ونجا بنفسه قال والمنارة قائمة في هذه المدة إلى أيامنا هذه مشهورة المكان ولشعراء همذان فيها أشعار متداولة قال عبيد الله الفقير إليه أما غيبة سابور من الملك فمشهورة عند الفرس مذكورة في أخبارهم وقد أشرنا في سابور خواست ونيسابور إلى ذلك والله أعلم بصحة ذلك من سقمه
منارة القرون هذه منارة بطريق مكة قرب واقصة كان السلطان جلال الدولة ملك شاه بن ألب أرسلان خرج بنفسه يشيع الحاج في بعض سني ملكه فلما رجع عمل حلقة للصيد فاصطاد شيئا كثيرا من الوحش فأخذ قرون جميع ذلك وحوافره فبنى بها منارة هناك كأنه اقتدى بسابور في ذلك وكانت وفاة جلال الدولة هذا في سنة 584 والمنارة باقية إلى الآن مشهورة هناك
المنارة واحدة المنائر إقليم المنارة بالأندلس قرب شذونة وعن السلفي أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن سلامة الأنصاري المناري ومنارة من ثغور سرقسطة بالأندلس كان يحضر عندي لسماع الحديث سنة 035 بعد رجوعه من الحجاز وذكر لي أنه سمع بالأندلس على أبي الفتح محمد المناري وغيره وذكر أنه قرأ على أبي الوليد يونس بن أبي علي الآبري وعلي

ابن محمد المناري صاحب أبي عبد الله المغامي وسمع الموطأ وغيره بالمغرب
مناز جرد بعد الألف زاي ثم جيم مكسورة وراء ساكنة ودال وأهله يقولون مناز كرد بالكاف بلد مشهور بين خلاط وبلاد الروم يعد في أرمينية وأهله أرمن وروم وإليه ينسب الوزير أبو نصر المنازي هكذا كان ينسب إلى شطر اسم بلده وكان فاضلا أديبا جيد الشعر وكان وزيرا لبعض آل مروان ملوك ديار بكر ومات في سنة 734 وهو القائل يصف واديا ولم أسمع في معناه أحسن منه معنى وجزالة وقانا لفحة الرمضاء واد سقاه مضاعف الغيث العميم نزلنا دوحه فحنا علينا حنو المرضعات على الفطيم يرد الشمس أنى واجهتنا فيحجبها ويأذن للنسيم وأرشفنا على طمإ زلالا ألذ من المدامة للنديم تروع حصاه حالية العذارى فتلمس جانب العقد النظيم ومن مشهور شعره أيضا إني ليعجبني الزنامى سحرة ويروقني بالجاشرية زير وأكاد من فرط السرور إذا بدا ضوء الصباح من السرور أطير وإذا رأيت الجو في فضية للغيم في أذيالها تكسير منقوشة صدر البزاة كأنها فيروزج من فوقه بلور هذا وكم لي بالكنيسة سكرة أنا من بقايا شربها مخمور باكرتها وغصونها مقرورة والماء بين فروجها مدغور في فتية أنا والنديم ومسمع والكاس ثم الدف والطنبور
المنازل بالفتح جمع منزل قرن المنازل جبيل قرب مكة يحرم منه حاج نجد
المناشك بالفتح والشين معجمة مكسورة وكاف محلة بنيسابور
المناصب قالوا موضع في تفسير قول الأعلم الهذلي لما رأيت القوم بال علياء دون مدى المناصب
المناصع بالفتح والصاد مهملة والعين مهملة قال أبو منصور قال أبو سعيد المناصع المواضع التي تتخلى فيها النساء لبول ولحاجة والواحد منصع قال وقرأت في حديث أهل الإفك وكان متبرز النساء بالمدينة قبل أن سويت الكنف المناصع وأرى أن المناصع موضع بعينه خارج المدينة كان النساء يتبرزن إليه بالليل على مذاهب العرب في الجاهلية قال ثعلب سألت ابن الأعرابي عن المناصع من أي شي أخذت فلم يعرفه قال أبو محمد المناصع موضع بالمدينة قال وسمعت أبي قال سألت نوح بن ثعلب عن المناصع أي شيء هي فضحك وقال تلك والله المجالس
المناصف جمع منصف وهو الخادم ويجوز أن يكون جمع منصف من الإنصاف ومنصف من

النصف أو من المنصف وهذا من النهار والطريق وكل شيء وسطه وهو واد أو أودية صغار
المناظر جمع منظرة وهو الموضع الذي ينظر منه وقد يغلب هذا على المواضع العالية التي يشرف منها على الطريق وغيره وقال أبو منصور المنظرة في رأس جبل فيه رقيب ينظر العدو ويحرسه منه وهو موضع في البرية الشامية قرب عرض وقرب هيت أيضا وقال عدي بن الرقاع وكأن مضطجع امرىء أغفى به لقرار عين بعد طول كراها حتى إذا انقشعت ضبابة نومه عنه وكانت حاجة فقضاها ثم اتلأب إلى زمام مناخة كبداء شد بنسعتيه حشاها وغدت تنازعه الحديد كأنها ببدانة أكل السباع طلاها حتى إذا يبست وإسحق ضرعها ورأت بقية شلوه فشجاها قلقت وعارضها حصان خائض صهل الصهيل وأدبرت فتلاها بتعاوران من الغبار ملاءة بيضاء محدثة هما نسجاها تطوى إذا علوا مكانا جاسيا وإذا السنابك أسهلت نشراها حتى اصطلى وهج المقيظ وخانه أبقى مشاربه وشاب عثاها وثوى القيام على الصوى وتذاكرا ماء المناظر قلبها وأضاها
مناع بوزن نزال وحكمه من المنع اسم هضبة في جبل طيء ويقال المناعان وهما جبلان
المناعة بالفتح وهو مصدر منع الشيء مناعة اسم جبل في شعر ساعدة بن جؤية الهذلي أرى الدهر لا يبقى على حدثانه أبود بأطراف المناعة جلعد الأبود الآبد وهو المتوحش والجلعد الشديد
مناف قال أبو المنذر كان من أصنام العرب صنم يقال له مناف وبه كانت قريش تسمي عبد مناف ولا أدري أين كان ولا من كان نصبه ولم تكن الحيض من النساء يدنون من أصنامهم ولا يتمسحن بها وإنما كانت تقف الواحدة ناحية منها وفي ذلك يقول بلعاء بن قيس بن عبد الله بن يعمر ويعمر هو الشداخ الليثي تركت ابن الحريز على ذمام وصحبته تلوذ به العوافي ولم يصرف صدور الخيل إلا صوائح من أيائيم ضعاف وقرن قد تركت الطير منه كمعترك العوارك من مناف
المناقب جمع منقب وهو موضع النقب وهو اسم جبل معترض قالوا وسمي بذلك لأن فيه ثنايا وطرقا إلى اليمن وإلى اليمامة وإلى أعالي نجد وإلى الطائف ففيه ثلاثة مناقب وهي عقاب يقال لإحداها الزلالة وللأخرى قبرين وللأخرى البيضاء وقال أبو جؤية عابد بن جؤية النصري ألا أيها الركب المخبون هل لكم بأهل العقيق والمناقب من علم

فقالوا أعن أهل العقيق سألتنا ألي الخيل والأنعام والمجلس الفخم فقلت بلى إن الفؤاد يهيجه تذكر أوطان الأحبة والخدم ففاضت لما قالوا من العين عبرة ومن مثل ما قالوا جرى دمع ذي الحلم فظلت كأني شارب بمدامة عقار تمشى في المفاصل واللحم وقال عوف بن عبد الله النصري الجذمي من بني جذيمة بن مالك بن قعين وخذل قومي حضرمي بن عامر وأمر الذي أسدى إليه الرغائبا نهارا وإدلاج الظلام كأنه أبو مدلج حتى يحلوا المناقبا وقال أبو جندب الهذلي أخو أبي خراش أقول لأم زنباع أقيمي صدور العيس شطر بني تميم وغربت الدعاء وأين مني أناس بين مر وذي يدوم وحي بالمناقب قد حموها لدى قران حتى بطن ضيم
مناة لم أقف على أحد يقول في اشتقاقه وأنا أقول فيه ما يسنح لي فإن وافق الصواب فهو بتوفيق الله وإلا فالمجتهد مصيب فلعله يكون من المنا وهو القدر وكأنهم أجروه مجرى ما يعقل قال ومناه أي قدره ولا تقولن لشيء سوف أفعله حتى تبين ما يمني لك الماني أي ما يقدر عليك فكما نسبوا الفعل إلى القدر نسبوه إليه وكأنهم أجروه مجرى ما يعقل ويجوز أن يكون من المنا وهو الموت كأنه لما نسب الموت إليه سمي به ويجوز أن يكون من مناه الله بحبها أي ابتلاه كأنه أراد أنه المبتلي ويجوز أن يكون من منوت الرجل ومنيته إذا اختبرته أي أنه الخبير وألفه يجوز أن تكون منقلبة عن ياء كقولهم مناه يمنيه في قدره يقدره وأن تكون منقلبة عن واو كقولهم في تثنيته منوان وهذا اسم صنم في جهة البحر مما يلي قديدا بالمشلل على سبعة أميال من المدينة وكانت الأزد وغسان يهللون له ويحجون إليه وكان أول من نصبه عمرو بن لحي الخزاعي وقال ابن الكلبي كانت مناة صخرة لهذيل بقديد وكأن التأنيث إنما جاء من كونه صخرة وإليه أضيف زيد مناة وعبد مناة وقال أبو المنذر هشام بن محمد كان عمرو بن لحي واسم لحي ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر الأزدي وهو أبو خزاعة وهو الذي قاتل جرهم حتى أخرجهم عن حرم مكة واستولى على مكة وأجلى جرهم عنها وتولى حجابة البيت بعدهم ثم إنه مرض مرضا شديدا فقيل له إن بالبلقاء من أرض الشام حمة إن أتيتها برأت فأتاها فاستحم بها فبرأ ووجد أهلها يعبدون الأصنام فقال ما هذه فقالوا نستسقي بها المطر ونستنصر بها على العدو فسألهم أن يعطوه منها ففعلوا فقدم بها مكة ونصبها حول الكعبة فلما صنع عمرو بن لحي ذلك دانت العرب للأصنام وعبدوها واتخذوها فكان أقدمها كلها مناة وقد كانت العرب تسمي عبد مناة وكان منصوبا على ساحل البحر من ناحية المشلل بقديد بين المدينة ومكة وما قارب ذلك من المواضع يعظمونه ويذبحون له ويهدون له وكان أولاد معد على بقية من دين إسماعيل وكانت ربيعة ومضر على بقية من دينه

ولم يكن أحد أشد إعظاما له من الأوس والخزرج قال أبو المنذر وحدث رجل من قريش عن أبي عبيدة عبد الله بن أبي عبيدة بن عمار بن ياسر وكان أعلم الناس بالأوس والخزرج قال كانت الأوس والخزرج ومن يأخذ مأخذهم من عرب أهل يثرب وغيرها فكانوا يحجون ويقفون مع الناس المواقف كلها ولا يحلقون رؤوسهم فإذا نفروا وأتوا مناة وحلقوا رؤوسهم عنده وأقاموا عنده لا يرون لحجهم تماما إلا بذلك فلإعظام الأوس والخزرج يقول عبد العزى بن وديعة المزني أو غيره من العرب إني حلفت يمين صدق برة بمناة عند محل آل الخزرج وكانت العرب جميعا في الجاهلية يسمون الأوس والخزرج جميعا الخزرج فلذلك يقول بمناة عند محل آل الخزرج ومناة هذه التي ذكرها الله تعالى في قوله عز و جل ومناة الثالثة الأخرى وكانت لهذيل وخزاعة وكانت قريش وجميع العرب تعظمها فلم تزل على ذلك حتى خرج رسول الله من المدينة في سنة ثمان للهجرة وهو عام الفتح فلما سار من المدينة أربع ليال أو خمس ليال بعث علي بن أبي طالب إليها فهدمها وأخذ ما كان لها وأقبل به إلى رسول الله وكان من جملة ما أخذه سيفان كان الحارث بن أبي شمر الغساني أهداهما لها أحدهما يسمى مخذما والآخر رسوبا وهما سيفا الحارث اللذان ذكرهما علقمة بن عبدة في شعره فقال مظاهر سربالي حديد عليهما عقيلا سيوف مخذم ورسوب فوهبهما النبي لعلي رضي الله عنه فأحدهما يقال له ذو الفقار سيف الإمام علي ويقال إن عليا وجد هذين السيفين في الفلس وهو صنم طيء حيث بعثه رسول الله فهدمه وقد جرى ذكر ذلك في الفلس على وجهه وقال ابن حبيب كانت الأنصار وأزد شنوءة وغيرهم من الأزد يعبدون مناة وكان بسيف البحر سدنته الغطاريف من الأزد قال الحازمي ومناة أيضا موضع بالحجاز قريب من ودان
منبجس من نواحي اليمامة قرية لبني العنبر
منبج بالفتح ثم السكون وباء موحدة مكسورة وجيم وهو بلد قديم وما أظنه إلا روميا إلا أن اشتقاقه في العربية يجوز أن يكون من أشياء يقال نبج الرجل ينبج إذا قعد في النبجة وهي الأكمة والموضع منبج ويجوز أن يكون قياسا صحيحا ويقال نبج الكلب ينبج بالجيم مثل نبح ينبح معنى ووزنا والموضع منبج ويجوز أن يكون من النبيج وهو طعام كانت العرب تتخذه في المجاعة يخاض الوبر في اللبن فيجدح ويؤكل ويجوز أن يكون من النبج وهو الضراط فأما الأول وهو الأكمة فلا يجوز أن يسمى به لأنه على بسيط من الأرض لا أكمة فيه فلم يبق إلا الوجوه الثلاثة فليختر مختار منها ما أراد فقال ثكل وغدر أنت بينهما فاختر فما فيهما حظ لمختار وذكر بعضهم أن أول من بناها كسرى لما غلب على الشام وسماها من به أي أنا أجود فعربت فقيل له منبج والرشيد أول من أفرد العواصم كما ذكرنا في العواصم وجعل مدينتها منبج وأسكنها عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس وقال بطليموس مدينة منبج طولها إحدى وسبعون درجة وخمس عشرة دقيقة

طالعها الشولة بيت حياتها تسع درج من الحوت لها شركة في كف الخضيب وأربعة أجزاء من رأس الغول تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي عاشرها مثلها من الحمل رابعها مثلها من الميزان وهي في الإقليم الرابع قال صاحب الزيج طولها ثلاث وستون درجة ونصف وربع وعرضها خمس وثلاثون درجة وهي مدينة كبيرة واسعة ذات خيرات كثيرة وأرزاق واسعة في فضاء من الأرض كان عليها سور مبني بالحجارة محكم بينها وبين الفرات ثلاثة فراسخ وبينها وبين حلب عشرة فراسخ وشربهم من قني تسيح على وجه الأرض وفي دورهم آبار أكثر شربهم منها لأنها عذبة صحيحة وهي لصاحب حلب في وقتنا ذا ومنها البحتري وله بها أملاك وقد خرج منها جماعة من الشعراء فأما المبرزون فلا أعرف غير البحتري وإياها عنى المتنبي بقوله قيل بمنبج مثواه ونائله في الأفق يسأل عمن غيره سألا وقال ابن قتيبة في أدب الكتاب كساء منبجاني ولا يقال أنبجاني لأنه منسوب إلى منبج وفتحت باؤه في النسب لأنه خرج مخرج منظراني ومخبراني قال أبو محمد البطليوسي في تفسيره لهذا الكتاب قد قيل أنبجاني وجاء ذلك في بعض الحديث وقال أنشد أبو العباس المبرد في الكامل في وصف لحية كالأنبجاني مصقولا عوارضها سوداء في لين خد الغادة الرود ولم ينكر ذلك وليس في مجيئه مخالفا للفظ منبج ما يبطل أن يكون منسوبا إليها لأن المنسوب يرد خارجا عن القياس كثيرا كمروزي ودراوردي ورازي ونحو ذلك قلت دراوردي هو منسوب إلى دار بجرد وقرأت بخط ابن العطار منبج بلدة البحتري وأبي فراس وقبلهما ولد بها عبد الملك بن صالح الهاشمي وكان أجل قريش ولسان بني العباس ومن يضرب به المثل في البلاغة وكان لما دخل الرشيد إلى منبج قال له هذا البلد منزلك قال يا أمير المؤمنين هو لك ولي بك قال كيف بناؤك به فقال دون بناء بلاد أهلي وفوق منازل غيرهم قال كيف صفتها قال طيبة الهواء قليلة الأدواء قال كيف ليلها قال سحر كله قال صدقت إنها لطيبة قال بل طابت بك يا أمير المؤمنين وأين يذهب بها عين الطيب وهي برة حمراء وسنبلة صفراء وشجرة خضراء في فياف فيح بين قيصوم وشيح فقال الرشيد هذا الكلام والله أحسن من الدر النظيم ورأيت في كتاب الفتوح أن أبا عبيدة بعد فتح حلب وأنطاكية قدم عياضا إلى منبج ثم لحقه صالح أهلها على مثل صلح أنطاكية فأنفذ ذلك وقال إبراهيم بن المدبر يتشوق إلى منبج وكان قد فارقها وله بها جارية يهواها وكان قد ولي الثغور الجزرية وليلة عين المرج زار خياله فهيج لي شوقا وجدد أحزاني فأشرفت أعلى الدير أنظر طامحا بألمح آماقي وأنظر إنساني لعلي أرى أبيات منبج رؤية تسكن من وجدي وتكشف أشجاني فقصر طرفي واستهل بعبرة وفديت من لو كان يدري لفداني ومثله شوقي إليه مقابلي وناجاه عني بالضمير وناجاني

وينسب إلى منبج جماعة منهم عمر بن سعيد أحمد بن سنان أبو بكر الطائي المنبجي سمع بدمشق رحيما والوليد بن عتبة وهشام بن عمار وهشام بن خالد وعبد الله بن إسحاق الأدرمي وغيرهم سمع منه أبو حاتم محمد بن حبان البستي وأبو بكر محمد بن عيسى بن عبد الكريم الطرسوسي وأبو القاسم عبدان بن حميد بن رشيد الطائي المنبجي وأبو العباس عبد الله بن عبد الملك بن الإصبع المنبجي وغيرهم وقال ابن حبان إنه صام النهار وقام الليل مرابطا ثمانين سنة فإرساله مقبول ومن منبج إلى حلب يومان ومنها إلى ملطية أربعة أيام وإلى الفرات يوم واحد
منبسة بالفتح ثم السكون وباء موحدة وسين مهملة مدينة كبيرة بأرض الزنج ترفأ إليها المراكب
منبوبة بالفتح ثم السكون وباء موحدة وبعد الواو باء أخرى قرية من قرى مصر أقطعها صالح بن علي شرحبيل بن مديلفة الكلبي لما سود ودعا إلى بني العباس
منتاب حصن باليمن من حصون صنعاء
منت أشيون بالضم ثم السكون وتاء مثناة وبعد الألف شين معجمة وياء تحتها نقطتان وآخره نون مدينة من أعمال أشبونة بالأندلس قال العبدري منت اسم جبل تنسب هذه المواضع كلها إليه كما تقول جبل كذا وكذا
منت أفوط بالفاء حصن من نواحي باجة بالأندلس
منت أنيات بعد الألف نون مكسورة وياء وآخره تاء مثناة ناحية بسرقسطة
منت جيل بالجيم والإمالة والياء الساكنة ولام بلد بالأندلس ينسب إليه أحمد بن سعيد الصدفي المنتجيلي أبو عمرو من أهل الفضل والعلم
منتخر بالضم ثم السكون وتاء مثناة من فوقها وخاء معجمة مكسورة مفتعل من نخر العظم وغيره إذا بلي موضع بناحية فرش ملل من مكة على سبع ومن المدينة على ليلة وهو إلى جانب مثغر
منت شون الشين معجمة وآخره نون حصن من حصون لاردة بالأندلس قديم بينه وبين لاردة عشرة فراسخ وهو حصين جدا تملكه الأفرنج سنة 284
منت لون حصن بالأندلس من نواحي جيان
المنتضى بالضم ثم السكون وتاء مثناة وضاد معجمة من قولهم انتضيت السيف إذا سللته أو من نضا الخضاب إذا نصل موضع في قول الهذلي أبي ذؤيب لمن طلل بالمنتضى غير حائل عفا بعد عهد من قطار ووابل قال ابن السكيت المنتضى واد بين الفرع والمدينة قال كثير فلما بلغن المنتضى بين غيقة ويليل مالت فاحزألت صدورها وقال الأصمعي المنتضى أعلى الواديين
المنتهب بالضم على مفتعل من النهب قرية في طرف سلمى أحد جبلي طيء وتعد في نواحي أجإ وهي لبني سنبس ويوم المنتهب من أيام طيء المذكورة وبها بئر يقال لها الحصيلية قال لم أر يوما مثل يوم المنتهب أكثر دعوى سالب ومستلب
المنتهبة بكسر الهاء صحراء فوق متالع فيما بينه وبين المغرب
منتيشة بالفتح ثم السكون وكسر التاء المثناة من فوقها وياء وشين معجمة مدينة بالأندلس قديمة

من أعمال كورة جيان حصينة مطلة على بساتين وأنهار وعيون وقيل إنها من قرى شاطبة منها أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن عياض المخزومي الأديب المقرىء الشاطبي ثم المنتيشي روى عن أبي الحسن علي بن المبارك المقرىء الواعظ الصوفي المعروف بأبي البساتين روى عنه أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن الدباغ الحافظ
منجان بالفتح ثم السكون وجيم وآخره نون من قرى أصبهان
منجح بضم أوله وسكون ثانيه وكسر الجيم والحاء مهملة اسم الفاعل من أنجح ينجح حبل من حبال بالحاء المهملة بالدهناء
منجخ بضم أوله وسكون ثانيه وفتح الجيم والخاء معجمة اسم المفعول من نجخ السيل وهو أن ينجخ في سند الوادي فيحذفه في وسط البحر اسم موضع بعينه قال أمن عقاب منجخ تمطين
المنجشانية بالفتح ثم السكون وجيم مفتوحة وشين معجمة وبعد الألف نون وياء مشددة هو من النجش وهو استثارة الشيء واستخراجه ومنه النجش المنهي عنه في قوله ولا تناجشوا وهو أن يزيد الرجل في السلعة لا رغبة له فيها ولكن يسمعه ذو الرغبة فيزيد وهو منزل وماء لمن خرج من البصرة يريد مكة وفي كتاب البصرة للساجي المنجشانية حد كان بين العرب والعجم بظاهر البصرة قبل أن تخط البصرة وبها منظرة مثل العذيب تنسب إلى منجش مولى قيس بن مسعود بن قيس بن خالد وبه سميت وهو ماء ومنزل وكانت في الجاهلية مسلحة لقيس بن مسعود وقال أبو عمرو بن العلاء كان قيس بن مسعود الشيباني على الطف من قبل كسرى فهو اتخذ المنجشانية على ستة أميال من البصرة وجرت على يد عضروط له يقال له منجشان فنسبت إليه
منجل بالكسر ثم السكون وفتح الجيم ولام والمنجل ما يستنجل من الأرض أي يستخرج وقيل المنجل الماء المستنقع اسم واد في شعر ابن مقبل أخالف ربع من كبيشة منجلا وجرت عليه الريح أخول أخولا والمنجل موضع بغربي صنعاء اليمن له ذكر قال الشنفري أمسي بأطراف الحماط وتارة تنفض رجلي مسبطيا معصفرا وأبغي بني صعب بحر ديارهم وسوف ألاقيهم إن الله يسرا ويوم بذات الرس أو بطن منجل هنالك نبغي العاصر المتنورا
منجوران بالفتح ثم السكون وجيم وواو وراء وآخره نون قرية بينها وبين بلخ فرسخان
منجور أظنها التي قبلها لأنها أيضا من قرى بلخ منها علي بن محمد المنجوري أبو الحسن كان من العباد توفي في ذي القعدة سنة 112 ذكره أبو عبد الله محمد بن جعفر الوراق البلخي في تاريخه
المنحاة موضع في بلاد هذيل قال مالك بن خالد الهذلي لظمياء دار قد تعفت رسومها قفار وبالمنحاة منها مساكن
منخر بكسر أوله وسكون ثانيه والخاء معجمة وراء منخرا الأنف خرقاه وللأنف منخر ومنخر فمن قال منخر فهو اسم جاء على مفعل

على القياس ومن قال منخركما في هذا الاسم قالوا كان في الأصل منخير على مفعيل فحذفوا المدة كما قالوا منتن وكان في الأصل منتين وهو هضبة لبني ربيعة بن عبد الله
مندب بالفتح ثم السكون وفتح الدال والباء موحدة وهو من ندبت الإنسان لأمر إذا دعوته إليه والموضع الذي يندب إليه مندب لأنه من ندبته أندبه سمي بذلك لما كان يندب إليه في عمله وهو اسم ساحل مقابل لزبيد باليمن وهو جبل مشرف ندب بعض الملوك إليه الرجال حتى قدوه بالمعاول لأنه كان حاجزا ومانعا للبحر عن أن ينبسط بأرض اليمن فأراد بعض الملوك فيما بلغني أن يغرق عدوه فقد هذا الجبل وأنفذه إلى أرض اليمن فغلب على بلدان كثيرة وقرى وأهلك أهله وصار منه بحر اليمن الحائل بين أرض اليمن والحبشة والآخذ إلى عيذاب والقصير إلى مقابل قوص من بلد الصعيد وعلى ساحله أيلة وجدة والقلزم وغير ذلك من البلاد والله أعلم ووجدت في خبر عبور الحبش وعبورهم مع أبرهة وأرياط إلى اليمن أنهم عبروا عند المندب وكان يسمى ذا المندب فلما عبروا عنده قالت الحبش دند مديند كلمة معناها هذا الجائع فقال أهل اليمن ليست ذات مطرب إنما هي مندب فغلب عليها
مند قرية في مخلاف صداء باليمن من أعمال صنعاء
مندد بالفتح ثم السكون وفتح الدال وهو من ند يند بكسر النون لأنه لازم فاسم المكان مندد بكسر الدال قياسا إلا أننا هكذا وجدناه مضبوطا في النسخ وهو اسم مكان باليمن كثير الرياح شديدها في قول تميم بن أبي بن مقبل عفا الدار من دهماء بعد إقامة عجاج بخلفي مندد متناوح الخلفان الناحيتان من قولهم فأس له خلفان
مندكؤر بالفتح ثم السكون وفتح الدال وسكون الكاف وهمزة على واو وراء مدينة وهي قصبة لوهور من نواحي الهند في سمت غزنة
مندل بالفتح أيضا بلد بالهند منه يجلب العود الفائق الذي يقال له المندلي وأنشد فيه إذا ما مشت نادى بما في ثيابها ذكي الشذا والمندلي المطير
مندوب بوزن المفعول من ندبت الميت أو ندبت فلانا إلى كذا يوم كانت لهم فيه وقعة
المندى بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد الدال والقصر موضع في شعر علقمة بن عبدة حيث قال وناجية أفنى ركيب ضلوعها وحاركها تهجر ودؤوب فأوردتها ماء كأن جمامه من الأجن حناء معا وصبيب ترادى على دمن الحياض فإن تعف فإن المندى رحلة فركوب
منديس بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح الدال وياء وسين مهملة من قرى الصعيد في غربي النيل
منزر قرية من قرى اليمن من ناحية سنحان
منستير بضم أوله وفتح ثانيه وسكون السين المهملة وكسر التاء المثناة من فوقها وياء وراء وهو موضع بين المهدية وسوسة بإفريقية بينه وبين كل واحدة منهما مرحلة وهي خمسة قصور يحيط بها سور واحد يسكنها قوم من أهل العبادة والعلم قال البكري ومن محارس سوسة المذكورة المنستير الذي جاء فيه الأثر ويقال إن الذي بنى القصر الكبير بالمنستير هرثمة بن أعين سنة 180 وله في يوم

عاشوراء موسم عظيم ومجمع كبير وبالمنستير البيوت الحجر والطواحين الفارسية ومواجل الماء وهو حصن كبير عال متقن العمل وفي الطبقة الثانية مسجد لا يخلو من شيخ خير فاضل يكون مدار القوم عليه وفيه جماعة من الصالحين المرابطين قد حبسوا أنفسهم فيه منفردين عن الأهل والوطن وفي قبلته حصن فسيح مزار للنساء المرابطات وبها جامع متقن البناء وهو آزاج معقودة كلها وفيه حمامات وغدر وأهل القيروان يتبرعون بحمل الأموال إليهم والصدقات وبقرب المنستير ملاحة يحمل ملحها في المراكب إلى عدة مواضع قال ومنستير عثمان بينه وبين القيروان ست مراحل وهي قرية كبيرة آهلة بها جامع وفنادق وأسواق وحمامات وبئر لا تنزف وقصر للأول مبني بالصخر كبير وأرباب المنستير قوم من قريش من ولد الربيع بن سليمان وهو اختطه عند دخوله إفريقية وبه عرب وبربر ومنه إلى مدينة باجة ثلاث مراحل والمنستير في شرق الأندلس بين لقنت وقرطاجنة كتب إلي بذلك أبو الربيع سليمان بن عبد الله المكي عن أبي القاسم البوصيري عن أبيه
المنشار بكسر أوله بلفظ المنشار الذي يشق به الخشب وهو حصن قريب من الفرات وقال الحازمي منشار جبل أظنه نجديا
منشد بالضم ثم السكون وكسر الشين ودال مهملة بلفظ أنشد ينشد فهو منشد موضع بين رضوى جبل بني جهينة وبين الساحل وجبل من حمراء المدينة على ثمانية أميال من طريق الفرع وإياه أراد معن بن أوس المزني بقوله بعد ذكر منازل وغيرها تعفت مغانيها وخف أنيسها من ادهم محروس قديم معاهده فمندفع الغلان من جنب منشد فعنف الغراب خطبه وأساوده ومنشد بلد لبني سعد بن زيد مناة بن تميم ومنشد في بلاد طيء قال زيد الخيل وكان يتشوقه وقد حضرته الوفاة سقى الله ما بين القفيل فطابة فما دون أرمام فما فوق منشد
منشم بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر الشين المعجمة وميم والنشم شجر الجبال تعمل منه القسي وليس هذا منشم بفتح الشين للعطر في قول زهير تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم قال أبو عبيدة موضع
المنشية بضم الميم وسكون النون وكسر الشين والياء مشددة اسم لأربع قرى بمصر إحداها من كورة الجيزية من الحبس الجنوبي والثانية من عمل قوص والثالثة من عمل إخميم يقال لها منشية الصلعاء والصلعاء قرية إلى جانبها والرابعة المنشية الكبرى من كورة الدنجاوية
منصح بالفتح ثم السكون وفتح الصاد من قولهم نصح الغيث البلاد إذا اتصل نبتها فلم يكن فيه فضاء ولا خلل ومنصح من نصح ينصح لموضع حرف الحلق وهو واد بتهامة وراء مكة قال امرؤ القيس بن عابس السكوني ألا ليت شعري هل أرى مرة يطالب سربا موكلا بغراز

أمام رعيل أو بروضة منصح أبادر أنعاما وأجل صوار وقال ساعدة بن جؤية الهذلي لهن بما بين الأصاغي ومنصح تعاو كما عج الحجيج الملبد
المنصحية مثل الذي قبله وزيادة ياء النسبة ماء لبني الدئل بتهامة
المنصرف بالضم وفتح الراء موضع بين مكة وبدر بينهما أربعة برد قال ابن إسحاق ثم ارتحل من سجسج بالروحاء حتى إذا كان بالمنصرف ترك طريق مكة بيسار وسلك ذات اليمين على النازية يعني النبي عليه السلام
المنصف بالفتح ثم السكون وفتح الصاد والفاء ورواه الحفصي بكسر الصاد وهو من النهار والطريق وكل شيء وسطه وهو واد يسقي بلاد عامر من حنيفة باليمامة ومن ورائه وادي قرقرى
المنصلية بضم الميم والصاد والنسبة إلى المنصل وهو من أسماء السيف موضع فيه ملح كثير
المنصورة مفعولة من النصر في عدة مواضع منها المنصورة بأرض السند وهي قصبتها مدينة كبيرة كثيرة الخيرات ذات جامع كبير سواريه ساج ولهم خليج من نهر مهران قال حمزة وهمناباذ اسم مدينة من مدن السند سموها الآن منصورة وقال المسعودي سميت المنصورة بمنصور بن جمهور عامل بني أمية وهي في الإقليم الثالث طولها من جهة المغرب ثلاث وتسعون درجة وعرضها من جهة الجنوب اثنتان وعشرون درجة وقال هشام سميت المنصورة لأن منصور بن جمهور الكلبي بناها فسميت به وكان خرج مخالفا لهارون وأقام بالسند وقال الحسن بن أحمد المهلبي سميت المنصورة لأن عمرو بن حفص الهزارمرد المهلبي بناها في أيام المنصور من بني العباس فسميت به وللمنصورة خليج من نهر مهران يحيط بالبلد فهي منه في شبه الجزيرة وفي أهلها مروة وصلاح ودين وتجارات وشربهم من نهر يقال له مهران وهي شديدة الحر كثيرة البق بينها وبين الديبل ست مراحل وبينها وبين الملتان اثنتا عشرة مرحلة وإلى طوران خمس عشرة مرحلة ومن المنصورة إلى أول حد البدهة خمس مراحل وأهلها مسلمون وملكهم قرشي يقال إنه من ولد هبار بن الأسود تغلب عليها هو وأجداده يتوارثون بها الملك إلا أن الخطبة فيها للخليفة من بني العباس وليس لهم من الفواكه لا عنب ولا تفاح ولا كمثرى ولا جوز ولهم قصب السكر وثمرة على قدر التفاح يسمونها البهلوية شديدة الحموضة ولهم فاكهة تشبه الخوخ تسمى الأنبج يقارب طعمه طعم الخوخ وأسعارهم رخيصة وكان لهم دراهم يسمونها القاهريات ودراهم يقال لها الطاطرى في الدرهم درهم وثلث ومنها المنصورة مدينة كانت بالبطيحة عمرها فيما أحسب مهذب الدولة في أيام بهاء الدولة بن عضد الدولة وأيام القادر بالله وقد خربت ورسومها باقية ومنها المنصورة وهي مدينة خوارزم القديمة كانت على شرقي جيحون مقابل الجرجانية مدينة خوارزم اليوم أخذها الماء حتى انتقل أهلها بحيث هم اليوم ويروى أن النبي صلى الله عليه و سلم رآها ليلة الإسراء من مكة إلى المسجد الأقصى في خبر لم يحضرني الآن ومنها المنصورة مدينة بقرب القيروان من نواحي إفريقية استحدثها المنصور بن القائم بن المهدي الخارج بالمغرب سنة 733 وعمر أسواقها واستوطنها ثم صارت منزلا للملوك الذين لهم والذين زعموا أنهم علويون وملكوا

مصر ولم تزل منزلا لملوك إفريقية من بني باديس حتى خربتها العرب لما دخلت إفريقية وخربت بلادها بعيد سنة 244 فكانت هي فيما خربت في ذلك الوقت وقيل سميت المنصورية بالمنصور بن يوسف بن زيري بن مناد جد بني باديس وأكثر ما يسمون هذه التي بإفريقية خاصة المنصورية بالنسبة ومنها المنصورة بلدة أنشأها الملك الكامل ابن الملك العادل بن أيوب بين دمياط والقاهرة ورابط بها في وجهه الأفرنج لما ملكوا دمياط وذلك في سنة 616 ولم يزل بها في عساكر وأعانه أخواه الأشرف والمعظم حتى استنقذ دمياط في رجب سنة 681 ومنها المنصورة بلدة باليمن بين الجند وبقيل الحمراء كان أول من أسسها سيف الإسلام طغتكين بن أيوب وأقام بها إلى أن مات فقال شاعره الأبي أحسنت في فعالها المنصوره وأقامت لنا من العدل صوره رام تشييدها العزيز فأعطت ه إلى وسط قبره دستوره
منضح بالكسر ثم السكون ثم الضاد معجمة مفتوحة علم منقول من نضحت الماء نضحا إذا رششته ويجوز أن يكون من غير ذلك اسم معدن جاهلي بالحجاز عنده جوبة عظيمة يجتمع فيها الماء
المنضحية قال الأصمعي ماءه بتهامة لبني الدئل خاصة
المنطبق صنم كان للسلف وعك والأشعرين وهو من نحاس يكلمون من جوفه كلاما لم يسمع بمثله فلما كسرت الأصنام وجدوا فيه سيفا فاصطفاه رسول الله صلى الله عليه و سلم وسماه مخذما قاله ابن حبيب
منظرة الحلبة موضع مشرف ينظر منه وهي منظرة محكمة البنيان في وسط السوق في آخر محلة المأمونية ببغداد قرب الحلبة كان أول من بناها المأمون وكانت في أيامه تشرف على البرية وأما الآن فهي في وسط البلد ثم أمر المستنجد بالله بنقضها وتجديدها على ما هي عليه اليوم جعلت ليجلس فيها الخليفة ويستعرض الجيوش في أيام الأعياد
منظرة الريحانيين في السوق الذي يباع فيه الريحان والفواكه وتشرف على سوق الصرف ببغداد كان أول من استحدثها المستظهر بالله أبو العباس أحمد بن المقتدي بالله وكان هناك دار لخاتون بباب الغربة ودار للسيدة أخته بنت المقتدي فنقضهما وأضاف إليهما من الريحانيين سوق السقط وهو اثنان وعشرون دكانا وخان كان خلفه ويعرف بخان عاصم وثلاثة عشر دكانا من ورائه وسوق العطارين جميعه وكان عدد دكاكينه ثلاثة وأربعين دكانا ودكاكين مد الذهب وكانت ستة عشر دكانا وعدة أرون من باب الحرم واستأنف الجميع دارا واحدة ذات وجوه أربعة متقابلة وسعة صحنها ستمائة ذراع في وسطها بستان وكان فيها ما يزيد على ستين حجرة وينتهي إلى باب في موضع يعرف بدركاه خاتون من باب الحرم وفرغ من بنائها في سنة 705 ثم أوصل المستنجد بهذه الدار منظرة مشرفة على الريحانيين في وسط السوق على باب بدر وهو أحد خواص الخدم وكان قبل ذلك يدعى بباب الخاصة يدخل منه من سمت منزلته ثم سد منذ أيام الطائع وتلك الفتن وكان ابتداء العمل في منظرة الريحانيين سنة 755
منعج بالفتح ثم السكون وكسر العين والجيم وهو من نعج ينعج إذا سمن وقياس المكان فتح

العين لفتح عين مضارعة ومجيئه مكسورا شاذ على أن بعضهم قد رواه بالفتح والمشهور الكسر وهو واد يأخذ بين حفر أبي موسى والنباج ويدفع في بطن فلج ويوم منعج من أيام العرب لبني يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم على بني كلاب قال جرير لعمرك لا أنسى ليالي منعج ولا عاقلا إذ منزل الحي عاقل عاقل واد دون بطن الرمة وهو يناوح منعجا من قدامه وعن يمينه أي يحاذيه وقيل منعج واد يصب من الدهناء وقال بعض الأعراب ألم تعلمي يا دار ملحاء أنه إذا أجدبت أو كان خصبا جنابها أحب بلاد الله ما بين منعج إلي وسلمى أن يصوب سحابها بلاد بها حل الشباب تميمتي وأول أرض مس جلدي ترابها وقال أبو زياد الوحيد ماء من مياه بني عقيل يقارب بلاد الحارث بن كعب ومنعج جانب الحمى حمى ضرية التي تلي مهب الشمال ومنعج واد لبني أسد كثير المياه وما بين منعج والوحيد بلاد بني عامر لم يخالطها أحد أكثر من مسيرة شهر ولذلك قالت جمل حيث ذهبت الفزر بإبلها بني الفزر ماذا تأمرون بهجمة تلائد لم تخلط بحيث نصابها تظل لأبناء السبيل مناخة على الماء يعطى درها ورقابها أقول وقد ولوا بنهب كأنه قداميس حوضى رملها وهضابها ألهفي على يوم كيوم سويقة شفى غل أكباد فساغ شرابها فإن لها بالليث حول ضرية كتائب لا يخفى عليه مصابها إذا سمعوا بالفزر قالوا غنيمة وعوذة ذل لا يخاف اغتصابها بني عامر لا سلم للفزر بعدها ولا أمن ما حنت لسفر ركابها فكيف اجتلاب الفزر شولي وصبتي أرامل هزلى لا يحل اجتلابها وأربابها بين الوحيد ومنعج عكوفا تراءى سربها وقبابها ألم تعلمي يا فزر كم من مصابة رهبنا بها الأعداء ناب منابها وكل دلاص ذات نيرين أحكمت على مرة العافين يجري حبابها وأن رب جار قد حمينا وراءه بأسيافنا والحرب يشرى ذبابها
منغ بفتح أوله وتشديد ثانيه وغين معجمة وكانت قديما تعرف بمنع بالعين المهملة فعربوها وهي قرية كبيرة فيها منبر من نواحي عزاز من نظر حلب
المنفطرة من قرى اليمامة
منف بالفتح ثم السكون وفاء اسم مدينة فرعون بمصر قال القضاعي أصلها بلغة القبط مافه فعربت فقيل منف قال عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم بإسناده أول من سكن مصر بعد أن أغرق الله تعالى قوم نوح عليه السلام يبصر بن حام بن نوح فسكن منف وهي أول مدينة عمرت بعد الغرق

هو وولده وهم ثلاثون نفسا منهم أربعة أولاد قد بلغوا وتزوجوا فبذلك سميت مافه ومعنى مافه بلسان القبط ثلاثون ثم عربت فقيل نف وهي المرادة بقوله تعالى ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها قال الهمذاني ذكر لي شيخ صدوق فيما يحكيه قال رأيت بمنف دار فرعون ودرت في مجالسها ومساربها وغرفها وصفافها فإذا جميع ذلك حجر واحد منقور فإن كان قد هندموه ولاحكوا بينه حتى صار في الملامسة بحيث لا يستبين فيه مجمع حجرين ولا ملتقى صخرتين فهذا عجيب وإن كان جميع ذلك حجرا واحدا نقرته الرجال بالمناقير حتى خرقت تلك المخاريق في مواضعها إنه لأعجب وآثار هذه المدينة وحجارة قصورها إلى الآن ظاهرة بينها وبين الفسطاط ثلاثة فراسخ وبينها وبين عين شمس ستة فراسخ وقيل إنه كان فيها أربعة أنهار يختلط ماؤها في موضع سريره ولذلك قال أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون وكانت منف أول مدينة بنيت بأرض مصر بعد الطوفان لأن بيصر والد مصر قدم إلى هذه الأرض في ثلاثين نفسا من ولده وولد ولده قال ابن زولاق وذكر بعضهم أن من مصر لمنف ثلاثين ميلا كانت بيوتا متصلة وفيها بيت فرعون قطعة واحدة سقفه وفرشه وحيطانه حجر واحد أخضر قلت وسألت بعض عقلاء مصر عن ذلك فصدقه إلا أنه قال يكون مقداره خمسة أذرع في خمسة أذرع حسب وذكر بعض عقلاء مصر قال دخلت منف فرأيت عثمان بن صالح عالم مصر وهو جالس على باب كنيسة بمنف فقال أتدري ما مكتوب على باب هذه الكنيسة قلت لا قال مكتوب عليها لا تلوموني على صغرها فإني قد اشتريت كل ذراع بمائتي دينار لشدة العمارة قال عثمان بن صالح وعلى باب هذه الكنيسة وكز موسى عليه السلام الرجل فقضى عليه وبها كنيسة الأسقف لا يعرف طولها وعرضها مسقفة بحجر واحد حتى لو أن ملوك الأرض قبل الإسلام وخلفاء الإسلام جعلوا همتهم على أن يعملوا مثلها لما أمكنهم وبمنف آثار الحكماء والأنبياء وبها كان منزل يوسف الصديق عليه السلام ومن كان قبله ومنزل فرعون موسى وكانت له عين شمس والفسطاط اليوم بين منف وعين شمس في منتهى جبل المقطم ومنقطعه وكان في قرنه المقطم موضع يسمى المرقب وكان ابن طولون قد بنى عنده مسجدا يعرف به فكان فرعون إذا أراد الركوب من عين شمس إلى منف أوقد صاحب المرقب بمنف فرآه صاحب المرقب الذي على جبل المقطم فيوقد فيه فإذا رأى صاحب عين شمس ذلك الوقود تأهب لمجيئة وكذلك كان يصنع إذا أراد الركوب من منف إلى عين شمس فلذلك سمي الموضع تنور فرعون
منفلوط بفتح الميم وسكون النون ثم فاء مفتوحة ولام مضمومة وآخره طاء مهملة بلدة بالصعيد في غربي النيل بينها وبين شاطىء النيل بعد
منفوحة بالفتح كأنه اسم المفعول من نفح الطيب إذا فاح ونفحت الصبا إذا هبت كأن الريح الطيبة أو الهواء الطيب موجود فيها قالوا بالعرض من اليمامة واد يشقها من أعلاها إلى أسفلها وإلى جانبه منفوحة قرية مشهورة من نواحي اليمامة كان يسكنها الأعشى وبها قبره وهي لبني قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل نزلوها بعد قتل مسيلمة لأنها لم تدخل في صلح مجاعة لما صالح خالد بن الوليد على اليمامة وقد قيل إنما سميت منفوحة لأن بني قيس بن ثعلبة قدمت اليمامة بعدما نزلها عبيد

بن ثعلبة كما ذكرنا في حجر وأنزل حوله بطون حنيفة فقالوا إنك أنزلتنا في ربعك فقال ما من فضل غير أني سأنفحكم فأنزلهم هذه القرية قسميت منفوحة وهو من قولهم نفحه بشيء أي أعطاه يقال لا تزال لفلان نفحات من المعروف قال ابن ميادة لما أتيتك أرجو فضل نائلكم نفحتني نفحة طابت لها العرب أي طابت لها النفس وقال الأعشى فقاع منفوحة ذي الحائر
منفية بالفتح ثم السكون وكسر الفاء ثم ياء مشددة هي بلدة مشهورة في ساحل بحر الزنج
المنقى بالضم وتشديد القاف من نقيت الشيء فهو منقى أي خالص طريق للعرب إلى الشام كان في الجاهلية يسكنه أهل تهامة والمنقى بين أحد والمدينة قال ابن إسحاق وقد كان الناس انهزموا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم أحد حتى انتهى بعضهم إلى المنقى دون الأعوص وقال ابن هرمة كأني من تذكر ما ألاقي إذا ما أظلم الليل البهيم سليم مل منه أقربوه وودعه المداوي والحميم فكم بين الأقارع والمنقى إلى أحد إلى ميقات ريم إلى الجماء من خد أسيل عوارضه ومن دل رخيم
منقباط بالفتح ثم السكون وفتح القاف وباء موحدة وآخره طاء قرية على غربي النيل بالصعيد قرب مدينة أسيوط
المنقدة قريتان من قرى ذمار يقال لإحداهما المنقدة العليا وللأخرى المنقدة السفلى
المنقدية أرض لبني القسيم باليمامة
منقشلاغ بالفتح ثم السكون وفتح القاف وسكون الشين المعجمة وآخره غين معجمة قلعة حصينة في آخر حدود خوارزم وهي بين خوارزم وسقسين ونواحي الروس قرب البحر الذي يصب فيه جيحون وهو بحر طبرستان قال أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي ثم الخوارزمي وكتب بها إلى ابنه المؤيد وكان قد مضى إلى منقشلاغ أيا برق نجد هجت شوقي إلى نجد وأضرمت في الأحشاء ثائرة الوجد خوارزم نجدي وهي غير بعيدة وقد حلئت عيسى برغمي عن الوخد إذا غازلت ريح الشمال رياضها عقيب نداها خلتها جنة الخلد فلا وقد قلبي عين عيني ناشف ولا عين عيني مطفىء الوهج والوقد فيا إخوتي هل تذكرون أخا لكم غريبا بمنقشلاغ في شدة الجهد ألام بما أبدي من الشوق نحوكم على أن ما أخفيه أضعاف ما أبدي وله أيضا في مدح خوارزم شاه اتسز وكان قد افتتحها أرسلت في شم منقشلاغ صاعقة من الظبي صعقت منها أهاليها

منقل المستعجلة على عشرة أميال من صعدة ذكره في حديث العنسي
المنقوشية من قرى النيل من أرض بابل منها أبو الخطاب محمد بن جعفر الربعي شاعر جيد قدم بغداد وأصعد منها إلى ناحية الجزيرة فأقام عند الملك الأشرف ابن الملك العادل مدة وتنقل في نواحي ديار بكر ومدح ملوكها وهو حي في أيامنا هذه وقد أنشدني من شعره أشياء ضاعت مني
المنكب بالضم ثم الفتح وتشديد الكاف وفتحها وباء موحدة من نكبت الشيء فهو منكب كأنك تعطيه منكبك وهو بلد على ساحل جزيرة الأندلس من أعمال إلبيرة بينه وبين غرناطة أربعون ميلا
منكث بالفتح ثم السكون وفتح الكاف وثاء مثلثة بلدة من نواحي أسبيجاب ومنكث أيضا قرية من قرى بخارى وكلتاهما بماء وراء النهر
ومنكث ناحية باليمن حصن بيد عبد علي بن عواض قال ابن الحائك منكث الحظيين وهم بقية الملوك من آل الصوار ولهم كرم وشرف
منكثة بالفتح اسم المكان من نكث ينكث وهو أن يحل برم الأكسية المنسوجة ثم تغزل ثانية ومنه نكث العهد وهو واد من أودية القبلية عن الزمخشري عن علي
المنكدر بالضم ثم السكون وهو اسم الفاعل من انكدر عليهم القوم إذا جاؤوا إرسالا يتبع بعضهم بعضا وهو طريق يسلك بين الشام واليمامة وقيل طريق من الكوفة إلى اليمامة قال جندل بن المثنى الطهوي يصف إبلا يهوين من أفجة شتى الكور من مجدل ومثقب ومنكدر ومثلهم من بصرة ومن هجر ومن ثنايا يمن ومن قطر حتى أتى خوا على بني سفر
منكف بالفتح ثم السكون وكسر الكاف وآخره فاء هو من نكفت أثره وانتكفته إذا اعترضته أنكفه نكفا إذا علا ظلفا من الأرض غليظا لا يؤدي الأثر فاعترضه في مكان سهل وقياسه منكف بفتح الكاف على هذا وهو اسم واد قال ابن مقبل عفا من سليمى ذو كلاف فمنكف مبادي الجميع القيظ والمتصيف
منواث بالفتح ثم السكون وآخره ثاء مثلثة بليدة بسواحل الشام قرب عكة
منور بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الواو والراء جبل في قول بشر ذو بحار فمنور وقال يزيد بن أبي حارثة إني لعمرك لا أصالح طيئا حتى يغور مكان رمح منور
منورقة بالفتح ثم الضم وسكون الواو وفتح الراء وقاف جزيرة عامرة في شرقي الأندلس قرب ميورقة إحداهما بالنون والأخرى بالياء
منوف من قرى مصر القديمة لها ذكر في فتوح مصر ويضاف إليها كورة فيقال كورة رمسيس ومنوف وهي من أسفل الأرض من بطن الريف ويقال لكورتها الآن المنوفية
منوقان بالقاف وآخره نون مدينة بكرمان

منونيا قرية من قرى نهر الملك كانت أولا مدينة ولها ذكر في أخبار الفرس وهي على شاطىء نهر الملك ينسب إليها من المتأخرين حماد بن سعيد أبو عبد الله الضرير المقرىء المنوني قدم بغداد وقرأ القرآن وروي عنه أناشيد
منهات من حصون اليمن قريب من الدملوة
منهل بالضم ثم السكون وكسر الهاء اسم المفعول من نهل ينهل وهو شرب الإبل الأول اسم ماء في بلاد سليم
المنهى بالفتح والقصر كأنه اسم مكان من نهاه ينهاه وهو اسم النهر الذي احتفره يوسف الصديق يفضي إلى الفيوم مأخذه من النيل وقد ذكر في الفيوم قال العمراني المنهى موضع جاء في الشعر
المنيب بالضم ثم الكسر ثم ياء ساكنة وباء موحدة يقال للمطر الجمود منيب ماء من مياه بني ضبة بنجد في شرقي الحزيز لغني
منيح جبل لبني سعد بالدهناء
منيحة بالفتح ثم الكسر ثم ياء وحاء مهملة واحدة المنايح وهو كالهبة والعطية والمنيحة اسم لشاة يمنحها الرجل صاحبه عارية للبن خاصة والمنيحة من قرى دمشق بالغوطة ينسب إليها أبو العباس الوليد بن عبد الملك بن خالد بن يزيد المنيحي حدث عن أبي خليد عتبة بن حماد روى عنه أبو الحسن أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي وبها مشهد يقال إنه قبر سعد بن عبادة الأنصاري والصحيح أن سعدا مات بالمدينة
منيذ بالفتح ثم الكسر ثم ياء وذال موضع بفارس عن العمراني ولعله صحفه وهو ميبذ
منيرة بالضم ثم الكسرة والياء آخر الحروف والراء ذكره الزبير في عقيق المدينة
المنيطرة مصغر بالطاء مهملة حصن بالشام قريب من طرابلس
منيع بفتح أوله وكسر ثانيه وسكون الياء المثناة من تحتها وعين مهملة الجامع المنيعي بنيسابور عمره الرئيس أبو علي حسان بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي المنيعي وكان كثير المال عظيم الرياسة والنسك وبنى غير الجامع مساجد ورباطات ومدارس وسمع الحديث من أبي طاهر الزيادي وأبي بكر بن زيد الصيني وغيرهما روى عنه أبو المظفر عبد المنعم القشيري وغيره ومات بمرو الروذ لثلاث بقين من ذي القعدة سنة 463 وفي نيسابور جماعة نسبوا كذلك وقيل إن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد لم يعقب
المنيف بالضم ثم الكسر وياء وفاء وهو من ناف ينيف إذا أشرف وأناف ينيف لغة وهذا الموضع مأخوذ من اللغة الأولى موضع قال صخر الغي فلما رأى العمق قدامه ولما رأى عمرا والمنيفا والمنيف حصن في جبل صبر من أعمال تعز باليمن
والمنيف أيضا منيف لحج حصن قرب عدن
المنيفة بالضم ثم الكسر وهو من أناف ينيف اللغة الثانية المذكورة قبل ماء لتميم على فلج كان فيه يوم من أيامهم وهو بين نجد واليمامة قال بعض الشعراء

أقول لصاحبي والعيس تهوي بنا بين المنيفة فالضمار تمتع من شميم عرار نجد فما بعد العشية من عرار
منيم بالضم ثم الكسر ثم ياء ساكنة من أنامه ينيمه اسم فاعل اسم موضع في شعر الأعشى أشجاك ربع منازل ورسوم بالجزع بين حفيرة ومنيم
منيمون بالفتح ثم السكون وفتح الياء المثناة وآخره نون كورة بمصر ذات قرى وضياع
منين بالفتح ثم الكسر ثم ياء مثناة ونون أخرى وله معان المنين من الرجال الضعيف والمنين القوي وحبل منين إذا أخلق وتقطع والمنين الغبار والمنين الثوب الخلق ومنين قرية في جبل سنير من أعمال الشام وقيل من أعمال دمشق منها الشيخ الصالح أبو بكر محمد بن رزق الله بن عبيد الله وقيل كنيته أبو الحسن ويعرف بابن أبي عمرو الأسود المنيني المقرىء إمام أهل قرية منين روى عن أبي عمر محمد بن موسى بن فضالة وأبي علي محمد بن محمد بن آدم الفزاري وعلي بن يعقوب وغيرهم روى عنه علي بن الخضر وعبد العزيز الكناني وأبو القاسم بن أبي العلاء وأبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي وغيرهم وكان من ثقات المسلمين ولم يكن بالشام من يكنى بأبي بكر غيره خوفا من المصريين قال عبد العزيز الكناني توفي شيخنا أبو بكر محمد بن رزق الله إمام قرية منين في جمادى الآخرة سنة 246 وكان يحفظ القرآن بالأحرف وكان ذكر أن مولده سنة 243
منيونش بالفتح ثم السكون ثم ياء مضمومة وسكون الواو وكسر النون وشين معجمة حصن بالأندلس من نواحي بربشتر وهو اليوم بيد الأفرنج
منية الأصبغ في شرقي مصر منسوبة إلى الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان أخي عمر بن عبد العزيز بن مروان
منية أبي الخصيب بالضم ثم السكون ثم ياء مفتوحة مدينة كبيرة حسنة كثيرة الأهل والسكن على شاطىء النيل في الصعيد الأدنى قد أنشأ فيها أبو اللمطي أحد الرؤساء بتلك النواحي جامعا حسنا وفي قبلتها مقام إبراهيم عليه السلام
منية بولاق بالإسكندرية
منية الزجاج بالإسكندرية بها قبر عتبة بن أبي سفيان بن حرب مات بالإسكندرية واليا على مصر سنة 47 ودفن بهذه المدينة
منية زفتا شمالي مصر على فوهة النهر الذي يؤدي إلى دمياط ومقابلها منية غمر وزفتا بكسر الزاي والفاء ساكنة وتاء مثناة من فوقها
منية شنشنا بتكرير النون والشين المعجمة والقصر في شمالي مصر
منية الشيرج بلدة كبيرة طويلة ذات سوق بينهما وبين القاهرة فرسخ أو أكثر قليلا على طريق القاصد إلى الإسكندرية
منية عجب بتحريك عجب جهأ بالأندلس ينسب إليها خلف بن سعيد المنيي المحدث توفي بالأندلس سنة 503
منية غمر الغين معجمة والميم ساكنة وراء شمالي مصر على فوهة النهر المؤدي إلى دمياط ومقابلها

منية زفتا
منية القائد وهو القائد فضل في أول الصعيد قبلي الفسطاط بينها وبين مدينة مصر يومان
منية قوص بالقاف وهي ربض مدينة قوص وهو كبير واسع فيه منازل التجار وأرباب الأموال
منى جعفر جمع منية اسم لعدة ضياع في شمالي الفسطاط
مني بلفظ مني الرجل ماء بقرب ضرية في سفح جبل أحمر من جبال بني كلاب ثم للضباب منهم
باب الميم والواو وما يليهما
الموازج بالزاي والجيم جمع مازج من مزجت الشراب موضع في قول البريق الهذلي ألم تسل عن ليلى وقد ذهب العمر وقد أقفرت منها الموازج فالحضر
المواسل كأنه من مسيل الماء إذا سال بضم أوله وسين مهملة مكسورة اسم قنة جبل أجإ قال زيد الخيل الطائي أتتني لسان لا أسر بذكرها تصدع عنها يذبل ومواسل وقد سبق الريان منها بذلة فأضحى وأعلى هضبه متضائل فإن امرأ منكم معاشر طيء رجا فلحا بعد ابن حية جاهل قال لبيد كأركان سلمى إذ بدت أو كأنها ذرى أجأ إذ لاح فيه مواسل
مواشل بالفتح والشين معجمة مكسورة كأنه جمع ماشل وهو من المشل وهو الحلب القليل والفاعل ماشل اسم لمياه معروفة
مواضيع كأنه جمع موضوع دارة مواضيع في بلاد العرب
المواقر من حصون اليمن لحمير
موالقاباذ بالقاف والباء الموحدة وآخره ذال معجمة هي محلة كبيرة بنيسابور ومعنى أباذ العمارة
موبولة بالفتح اسم المفعول من الوبال موضع
المؤتفكة قال أحمد بن يحيى بن جابر كان بقرب سلمية الشام مدينة تدعى المؤتفكة انقلبت بأهلها فلم يسلم منهم إلا مائة نفس خرجوا منها فبنوا لهم مائة بيت فسميت حوزتهم التي بنوا فيها مساكنهم سلم مائة ثم قال الناس سلمية وفي كلام أمير المؤمنين في ذم أهل البصرة أنه صعد منبر البصرة بعد وقعة الجمل فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن الله ذو رحمة واسعة وعذاب أليم فما ظنكم يا أهل البصرة يا أهل السبخة يا أهل المؤتفكة ائتفكت بأهلها ثلاثا وعلى الله الرابعة فهذا يدل على أن الائتفاك الانقلاب وليس بعلم لموضع بعينه إلا أن يكون لما انقلبت المؤتفكة سمي كل منقلب مؤتفكا وصح من الاسم الصريح فعلا والله أعلم
وقال أبو الفتح من كلام العرب إذا كثرت المؤتفكات زكت الأرض وإذا ازدخرت الأودية بالمياه كثرت الثمار وسميت الريح بتقليبها الأرض مؤتفكات للانتقال والانقلاب ومنه قيل لمدائن لوط المؤتفكات قال المبرد تجيء بالتراب من هذه الأرض إلى هذه فيطيب بعضها بعضا والله أعلم
مؤتة بالضم ثم واو مهموزة ساكنة وتاء مثناة من فوقها وبعضهم لا يهمزه وأما ثعلب فإنه قال في الفصيح موتة بمعنى الجنون غير مهموز وأما البلد

الذي قتل به جعفر بن أبي طالب فإنه مؤتة بالهمزة قلت لم أظفر في قول بمعنى مؤتة مهموز فأما غير مهموز فقالوا هو الجنون وقال النضر الموتة الذي يصرع من الجنون أو غيره ثم يفيق وقال اللحياني الموتة شبه الغشية ومؤتة قرية من قرى البلقاء في حدود الشام وقيل موتة من مشارف الشام وبها كانت تطبع السيوف وإليها تنسب المشرفية من السيوف قال ابن السكيت في تفسير قول كثير إذا الناس ساموكم من الأمر خطة لها خطمة فيها السمام المثمل أبى الله للشم الأنوف كأنهم صوارم يجلوها بمؤتة صيقل قال المهلبي مآب وأذرح مدينتا الشراة على اثني عشر ميلا من أذرح ضيعة تعرف بمؤتة بها قبر جعفر بن أبي طالب بعث النبي صلى الله عليه و سلم إليها جيشا في سنة ثمان وأمر عليهم زيد بن حارثة مولاه وقال إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب الأمير وإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة فساروا حتى إذا كانوا بتخوم البقاء لقيتهم جموع هرقل من الروم والعرب بقرية من قرى البلقاء يقال لها مشارف ثم دنا العدو وانحاز المسلمون إلى قرية يقال لها موتة فالتقى الناس عندها فلقيتهم الروم في جمع عظيم فقاتل زيد حتى قتل فأخذ الراية جعفر فقاتل حتى قتل فأخذ الراية عبد الله بن رواحة فكانت تلك حالة فاجتمع المسلمون إلى خالد بن الوليد فانحاز بهم حتى قدم المدينة فجعل الصبيان يحثون عليهم التراب ويقولون يا فرار فررتم في سبيل الله فقال النبي صلى الله عليه و سلم ليسوا بالفرار لكنهم الكرار إن شاء الله وقال حسان بن ثابت فلا يبعدن الله قتلى تتابعوا بموتة منهم ذو الجناحين جعفر وزيد وعبد الله هم خير عصبة تواصوا وأسباب المنية تنظر
موثب موضع الوثب بكسر الثاء المثلثة ورواه ابن حبيب بفتح الثاء قال أبو دؤاد الإيادي إن الأحبة آذنوا بسواد بكر دبرن على الحمولة حاد ترقى ويرفعها السراب كأنها من عم موثب أو ضناك خداد عم طوال وضناك ضخم وقيل العم النخل الطوال والضناك شجر عظيم
الموثج بالضم ثم الفتح وتشديد الثاء المثلثة والجيم كأنه من الوثيج وهو الكثيف من كل شيء وهو موضع في شعر الشماخ
الموجب بالضم وكسر الجيم من وجب الشيء يجب إذا صار واجبا بلد بالشام بين القدس والبلقاء
مودا بالضم ثم السكون من قرى نسف
مودوع موضع في ديار بني مرة بن وبرة بن غطفان قالت نائحة هرم بن ضمضم المري يا لهف نفسي لهفة الهجوع إذ لا أرى هرما على مودوع
مور بالفتح ثم السكون وآخره راء وهو الدوران في اللغة ومصدر مرت الصوف مورا إذا نتفته ساحل لقرى اليمن وقال عمارة مور وذو المهجم والكدراء والوديان هذه الأعمال الأربعة جل الأعمال الشمالية عن زبيد قال ابن الحائك مورية مدينة يقال لها ملحة لعك قال ومور أحد مشارف اليمن الكبار وهو من رأس تهامة

الأعظم ويتلوه في العظم وبعد المأتى زبيد وإليه يصب أكثر أودية اليمن وقال شاعر يمني فعجت عناني للخصيب وأهله ومور وريم والمصلى وسردد هي أسماء ذكرت في مواضعها
مورق بالفتح ثم السكون وفتح الراء والقاف اسم موضع كذا ذكر بعضهم أن مورق اسم موضع وأما قول الأعشى فما أنت إن دامت عليك بخالد كما لم يخلد قبل ساسا ومورق قال أراد ساسان ملك الفرس ومورق ملك الروم وهو شاذ في القياس لأن كل ما كان من الكلام فاؤه حرف علة فإن المفعل منه مكسور العين مثل موعد ومورد وموحل إلا ما شد مثل مورق اسم موضع وموزن وموكل موضع وموهب وموظب اسمان لرجلين وموحد في العدد في أسماء ذكرت في مواضعها وأما ما فاؤه حرف صحيح فله حكم آخر ذكر في غير هذا الموضع
مورق بالضم ثم السكون وفتح الراء والقاف موضع بفارس
مورة بالضم ثم السكون وفتح الراء حصن بالأندلس من أعمال طليطلة ينسب إليه إسماعيل بن يونس الموري من قلعة أيوب أبو القاسم حدث عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن القاسم الثغربي حدث عنه أبو عمرو الهرمزي
موريان بالضم ثم السكون وكسر الراء وياء وآخره نون قرية من نواحي خوزستان وإليها ينسب أبو أيوب المورياني وزير المنصور واسمه سليمان بن أبي سليمان بن أبي مجالد وقتله المنصور
موزار بالفتح ثم السكون وزاي وآخره راء حصن ببلاد الروم استجد عمارته هشام بن عبد الملك وكان السبب في عمارته أن الروم عرضوا لرسول له في درب اللكام عند العقبة البيضاء فعمره مسلحة للمسلمين ورتب فيه أربعين رجلا وجماعة من الجراجمة وأقام ببغراس مسلحة وقد ذكره أبو فراس فقال وألهبن لهبي عرقة وملطية وعاد إلى موزار منهن زائر وقال المتنبي وعادت فظنوها بموزار قفلا وليس لها إلا الدخول قفول
موزر بالضم وتشديد الزاي وراء كأنه مفعل من الوزر معدن الذهب بضرية من ديار كلاب قال ابن مقبل أو تحل موزرا وموزر كورة بالجزيرة منها نصيبين الروم كذا أخبرني بعض من رآها
موزع بفتح الزاي وهو شاذ في القياس كما ذكرنا في مورق موضع باليمن وهو المنزل السادس لحاج عدن ودونها ترن وقال ابن الحائك فمن مدن تهائم اليمن موزع
موزن قياسه كسر الزاي وإنما جاء فتحها شاذا كما ذكرنا في مورق وآخره نون تل موزن قد ذكر في موضعه وقد أفرد فقال كثير كأنهم قصرا مصابيح راهب بموزن روى بالسليط ذبالها يجرون عرض العبقرية نخوة تمس الحواشي أو تلم خيالها

وهو بلد بالجزيرة ثم ديار مضر معجمة الضاد فتحه عياض بن غنم صلحا وقيل موزن اسم امرأة سمي البلد بها قال كثير فإن لا تكن بالشام داري مقيمة فإن بأجنادين منها ومسكن منازل لم يعف التنائي قديمها وأخرى بميافارقين فموزن
موزور اسم المفعول من الوزر اسم لكورة بالأندلس تتصل أعمالها بأعمال قرمونة وهي عن قرطبة بين الغرب والقبلة كثيرة الزيتون والفواكه بينهما وبين قرطبة عشرون فرسخا وإليها ينسب أمية بن غالب الشاعر الموزوري وعبد السلام بن السمح بن نائل بن عبد الله بن مجنون بن حارث بن عبد الله بن عبد العزيز الهراوي الموزوري يكنى أبا سليمان رحل إلى المشرق وتردد هنالك مدة طويلة وسكن اليمن وسمع بمكة ابن الأعرابي وبمصر أبا جعفر النحاس وأبا علي الآمدي اللغوي وغيرهم وسمع بجدة من الحسين بن الحميد البحتري نوادر علي بن عبد العزيز وموطأ القعنبي وغير ذلك وقدم الأندلس وكان حسن الخط بديعه وكان زاهدا صالحا وسكن المدينة الزهراء بقرطبة إلى أن مات بها قال ابن الفرضي ترددت إليه زمانا وسمعت منه نوادر علي بن عبد العزيز ولم تكن عند أحد من شيوخنا سواه وقرأت عليه كتاب الأبيات لسيبويه شرح النحاس وكتاب الكافي في النحو له وغير ذلك وتوفي لاثنتي عشرة ليلة خلت من صفر سنة 783
موسل إن لم تكن الميم أصلية فهو شاذ كما يكون في مورق وهو أم موسل هضبة في بلادهم والمسل السيلان
موسل إن لم تكن الميم أصلية فهو شاذ كما يكون في مورق وهو أم موسل هضبة في بلادهم والمسل السيلان
موسياباذ قرية منسوبة إلى رجل اسمه موسى من نواحي همذان ينسب إليها أبو عبد الله الحسين بن المظفر بن الحسين بن جعفر بن حمدان الواعظ الموسياباذي روى عن أبي الحسين عبد الوهاب بن الحسين الكلابي الدمشقي وأبي علي الحسن بن سعيد البعلبكي وأبي حاتم اللبان وأبي الحسين بن فارس وابن لال وأبي البركات وغيرهم روى عنه محمد بن عثمان وأحمد بن طاهر القومساني وغيرهم قال شيرويه سمعت أبا بكر الأحباري يقول أخرج الموسياباذي من همذان بسبب ما سبب عنه ثم عاد إليها وأحمد بن محمد بن أحمد أبو العباس القاري الموسياباذي يعرف ببحر الهمذاني روى عن ابن جارجان وجماعة من أهل همذان وقال ابن شيرويه سمعت منه القليل وتركت الرواية عنه لأني رأيت في كتاب الإخوان لابن السني قد حل سماع محمد بن أحمد البقال من ابن فنجويه وجعله إلى أحمد بن محمد القاري وكان كثير القراءة للقرآن عليه زي الفقراء من الصوف والفوطة ومات في سنة 084 وأبو علي الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسن الموسياباذي الصوفي الهمذاني شيخ صالح ظريف حسن له رباط بهمذان يخدم فيه الصوفية بنفسه سمع أباه وأبا القاسم الفضل بن أبي حرب الجرجاني وأبا الفتح عبدوس بن محمد بن عبدوس الهمذاني وأبا الفتح عبد الغافر بن منصور السمسار الهمذاني وغيرهم كتب عنه أبو سعد وولادته في تاسع محرم سنة 462 ومات بهمذان في رجب سنة 355
وموسياباذ قرية بالري منسوبة إلى موسى الهادي لأنه أحدثها عن الآبي
موسى بلفظ موسى اسم رجل حفر لبني ربيعة الجوع كثير الزرع والنخل ووادي موسى يذكر في وادي

موش هكذا وجدته بضم الميم وليس له في العربية أصل على هذا فإن فتح كان مصدر ماش الرجل كرمه يموشه موشا إذا تتبع باقي قطوفه فأخذها وهو في موضعين أحدهما أعجمي بلدة من ناحية خلاط بأرمينية والآخر جبل في بلاد طيء في شعر أبي جبلة حيث قال صبحنا طيئا في سفح سلمى بكأس بين موش فالدلال قال الأبيوردي ويروى بين كحلة فالدلال وقال قال منبه بن حبيب هي من جبلي طيء
موشوح بالفتح ثم السكون وشين معجمة وآخره مهمل اسم المفعول من الوشاح موضع في ديار بني يربوع له ذكر في أيام الغطالي
موشوم اسم المفعول من الوشم وهي العلامة والشيء موشوم وهو اسم ماء لبني العنبر بالفقي قاله السكوني في شرح قول جرير وابني شريك شريك اللؤم إذ نزلا بالجزع أسفل من أطواء موشوم يا قبح الله عبدا من بني لجإ يأوي إلى نسوة رصع مداريم قال الحفصي موشوم جبل وعنده قرية وهو لبني سحيم قال عبد الله بن الصمة أسقي الأجارع من نجد فخص به سعد فبطن بليات فموشوم
موشة قرية من قرى الفيوم بمصر أتت إمارة مصر من عثمان بن عفان إلى عبد الله بن سعد بن أبي سرح وعزل عمرو بن العاص وهو بها وكان واليا على الصعيد
موشيل بالشين المعجمة وآخره لام قرية بأذربيجان
الموشية بالضم وتشديد الياء من الوشي إن كان عربيا هي قرية كبيرة جامعة في غربي النيل من الصعيد
الموصل بالفتح وكسر الصاد المدينة المشهورة العظيمة إحدى قواعد بلاد الإسلام قليلة النظير كبرا وعظما وكثرة خلق وسعة رقعة فهي محط رحال الركبان ومنها يقصد إلى جميع البلدان فهي باب العراق ومفتاح خراسان ومنها يقصد إلى أذربيجان وكثيرا ما سمعت أن بلاد الدنيا العظام ثلاثة نيسابور لأنها باب الشرق ودمشق لأنها باب الغرب والموصل لأن القاصد إلى الجهتين قل ما يمر بها قالوا وسميت الموصل لأنها وصلت بين الجزيرة والعراق وقيل وصلت بين دجلة والفرات وقيل لأنها وصلت بين بلد سنجار والحديثة وقيل بل الملك الذي أحدثها كان يسمى الموصل وهي مدينة قديمة الأس على طرف دجلة ومقابلها من الجانب الشرقي نينوى وفي وسط مدينة الموصل قبر جرجيس النبي وقال أهل السير إن أول من استحدث الموصل راوند بن بيوراسف الازدهاق وقال حمزة كان اسم الموصل في أيام الفرس نوأردشير بالنون أو الباء ثم كان أول من عظمها وألحقها بالأمصار العظام وجعل لها ديوانا برأسه ونصب عليها جسرا ونصب طرقاتها وبنى عليها سورا مروان بن محمد بن مروان بن الحكم آخر ملوك بني أمية المعروف بمروان الحمار والجعدي وكان لها ولاية ورساتيق وخراج مبلغه أربعة آلاف ألف درهم والآن فقد عمرت وتضاعف خراجها وكثر دخلها قالت القدماء ومن أعمال الموصل الطبرهان والسن والحديثة والمرع وجهينة والمحلبية ونينوى وبارطلى وباهذرا وباعذرا وحبتون وكرمليس والمعلة ورامين

وباجرمى ودقوقا وخانيجار
والموصلان الجزيرة والموصل كما قيل البصرتان والمروان قال الشاعر وبصرة الأزد منا والعراق لنا والموصلان ومنا الحل والحرم وكثيرا ما وجدت العلماء يذكرون في كتبهم أن الغريب إذا أقام في بلد الموصل سنة تبين في بدنه فضل قوة وإن أقام ببغداد سنة تبين في عقله زيادة وإن أقام بالأهواز سنة تبين في بدنه وعقله نقص وإن أقام بالتبت سنة دام سروره واتصل فرحه وما نعلم لذلك سببا إلا صحة هواء الموصل وعذوبة مائها ورداءة نسيم الأهواز وتكدر جوه وطيبة هواء بغداد ورقته ولطفه فأما التبت فقد خفي علينا سببه وليس للموصل عيب إلا قلة بساتينها وعدم جريان الماء في رساتيقها وشدة حرها في الصيف وعظم بردها في الشتاء فأما أبنيتهم فهي حسنة جيدة وثيقة بهية المنظر لأنها تبنى بالنورة والرخام ودورهم كلها آزاج وسراديب مبنية ولا يكادون يستعملون الخشب في سقوفهم البتة وقل ما عدم شيء من الخيرات في بلد من البلدان إلا ووجد فيها وسورها يشتمل على جامعين تقام فيهما الجمعة أحدهما بناه نور الدين محمود وهو في وسط السوق وهو طريق للذاهب والجائي مليح كبير والآخر على نشز من الأرض في صقع من أصقاعها قديم وهو الذي استحدثه مروان بن محمد فيما أحسب وقد ظلم أهل الموصل بتخصيصهم بالنسة إلى اللواط حتى ضربوا بهم الأمثال قال بعضهم كتب العذار على صحيفة خده سطرا يلوح لناظر المتأمل بالغت في استخراجه فوجدته لا رأي إلا رأي أهل الموصل ولقد جئت البلاد ما بين جيحون والنيل فقل ما رأيته يخرج عن هذا المذهب فلا أدري لم خص به أهل الموصل وقال السري بن أحمد الرفاء الشاعر الموصلي يتشوقها سقى ربى الموصل الفيحاء من بلد جود من المزن يحكي جود أهليها أأندب العيش فيها أم أنوح على أيامها أم أعزي في لياليها أرض يحن إليها من يفارقها ويحمد العيش فيها من يدانيها قال بطليموس مدينة الموصل طولها تسع وستون درجة وعرضها أربع وثلاثون درجة وعشرون دقيقة طالعها بيت حياتها عشرون درجة من الجدي تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان في الإقليم الرابع ومن بغداد إلى الموصل أربعة وسبعون فرسخا وأما من ينسب إلى الموصل من أهل العلم فأكثر من أن يحصوا ولكن نذكر من أعيانهم وحفاظهم ومشهورهم ما ربما احتيج إلى كثير من الوقت عند الكشف عنهم منهم عبد العزيز بن حيان بن جابر بن حريث أبو القاسم الأزدي الموصلي سمع الكثير ورحل فسمع بدمشق من هشام بن عمار ودحيم بن إبراهيم وبحمص من محمد بن مصفى وبعسقلان الحسن بن أبي السري العسقلاني وبمصر محمد بن رمح وحدث عنهم وعن العباس بن سليم وأبان بن سفيان وإسحاق بن عبد الواحد ومحمد بن علي بن خداش وغسان بن الربيع ومحمد بن عبد الله بن منير وأبي بكر بن أبي شيبة الكوفيين وأبي جعفر عبد الله بن محمد البقيلي وأحمد بن عبد الملك وافد الحرانيين روى عنه ابناه أبو

جابر زيد وإبراهيم أبو عوانة الأسفرايينيان وقال أبو زكرياء يزيد بن محمد بن إياس الأزدي في كتاب طبقات محدثي أهل الموصل عبد العزيز بن حيان بن جابر بن حريث المعولي ومعولة من الأزد كان فيه فضل وصلاح وطلب الحديث ورحل فيه وأكثر الكتابة سمع من المواصلة والكوفيين والحرانيين والجزريين وغيرهم وكتب بالشام وصنف حديثه وحدث الناس عنه دهرا طويلا وتوفي سنة 261 وأبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى بن يحيى بن عيسى بن هلال التميمي الموصلي الحافظ
موضوع موضع في قول البعيث الجهني ونحن وقعنا في مزينة وقعة غداة التقينا بين غيق وعيهما ونحن جلبنا يوم قدس أوارة قبائل خيل تترك الجو أقتما ونحن بموضوع حمينا ديارنا بأسيافنا والسبي أن يتقسما
موظب بالفتح ثم السكون والظاء معجمة مفتوحة والباء موحدة هو من واظبت على شيء إذا لازمته وداومت عليه وإما من قولهم روضة موظوبة إذا ألح عليها في الرعي والأصل واحد وهو شاذ لأن قياسه موظب بكسر الظاء كما ذكرنا في مورق وهو اسم موضع قال بعضهم كذبت عليكم أو عدوني وعللوا بي للأرض والأقوام قردان موظبا
الموفقي بالضم ثم الفتح منسوب إلى الموفق أبي أحمد الناصر لدين الله بن المتوكل على الله وأخي المعتمد على الله ووالد المعتضد بالله وكان قد ولي عهد وأخيه وهو نهر كبير حفره الموفق قصبة أعلاه بزوفر وقصبة أسفله خسروسابور قرب واسط وخسروفيروز
الموفية قال الحفصي عن الأصمعي بلاد بالمياه يقال لها الموفية فيها نخيلات
الموفيات بالضم ثم السكون وكسر الفاء من أوفى يوفي بمعنى وفى يفي جبل من جبال بني جعفر بالحمى بنجد قال ألا هل إلى شرب بناصفة الحمى وقيلولة بالموفيات سبيل
موقان بالضم ثم السكون والقاف وآخره نون قال ابن الكلبي موقان وجيلان وهما أهل طبرستان ابنا كماشح بن يافث بن نوح عليه السلام وأهله يسمونه موغان بالغين المعجمة وهي عجمية ويجوز أن يجعل جمعا للموق وهو الحمق ولاية فيها قرى ومروج كثيرة تحتلها التركمان للرعي فأكثر أهلها منهم وهي بأذربيجان يمر القاصد من أردبيل إلى تبريز في الجبال قال أعرابي في أبيات ذكرت في قنسرين يؤمون بي موقان أو يقذفون بي إلى الري لا يسمع بذلك سامع وقال الشماخ بن ضرار الثعلبي الغطفاني وذكرني أهل القوادس أنني رأيت رجالا واجمين بأجمال وغيب عن خيل بموقان أسلمت بكير بني الشداخ فار أطلال لقد كان يروي سيفه وسنانه من العنق الداني إلى الحجر البالي وقد علمت خيل بموقان أنه هو الفارس الحامي إذا قيل تنزال
موقان بالضم ثم السكون والقاف وآخره نون قال ابن الكلبي موقان وجيلان وهما أهل طبرستان ابنا كماشح بن يافث بن نوح عليه السلام وأهله يسمونه موغان بالغين المعجمة وهي عجمية ويجوز أن يجعل جمعا للموق وهو الحمق ولاية فيها قرى ومروج كثيرة تحتلها التركمان للرعي فأكثر أهلها منهم وهي بأذربيجان يمر القاصد من أردبيل إلى تبريز في الجبال قال أعرابي في أبيات ذكرت في قنسرين يؤمون بي موقان أو يقذفون بي إلى الري لا يسمع بذلك سامع وقال الشماخ بن ضرار الثعلبي الغطفاني وذكرني أهل القوادس أنني رأيت رجالا واجمين بأجمال وغيب عن خيل بموقان أسلمت بكير بني الشداخ فار أطلال لقد كان يروي سيفه وسنانه من العنق الداني إلى الحجر البالي وقد علمت خيل بموقان أنه هو الفارس الحامي إذا قيل تنزال

موقر بالضم ثم الفتح وتشديد القاف وفتحها يجوز أن يكون مفعلا من الوقر وهو الثقل الذي يحمل على الظهر ويجوز أن يكون من التوقير وهو التعظيم اسم موضع بنواحي البلقاء من نواحي دمشق وكان يزيد بن عبد الملك ينزله قال جرير أشاعت قريش للفرزدق خزية وتلك الوفود النازلون الموقرا عشية لاقى القين قين مجاشع هزبرا أبا شبلين في الغيل قسورا وقال كثير سقى الله حيا بالموقر دارهم إلى قسطل البلقاء ذات المحارب قال الحافظ أبو القاسم الوليد بن محمد الموقري أبو بشير القرشي مولى يزيد بن عبد الملك من أهل الموقر حصن بالبلقاء روى عن الزهري وعطاء الخراساني وثور بن يزيد روى عنه الوليد بن مسلم وأبو صالح عبد الغفار بن داود الحراني والحكم بن موسى وسويد بن سعيد وأبو الطاهر موسى بن عطاء المقدسي وغيرهم وقال عبد الله بن أحمد سألت أبي عن الموقري فقال ما أظنه ثقة ولم يحمده وقال إبراهيم بن يعقوب السعدي الوليد بن محمد الموقري غير ثقة يروي عن الزهري عدة أحاديث ليس لها أصول وقال محمد بن عوف الحمصي الوليد الموقري ضعيف كذاب وقال محمد بن المصفى مات الوليد بن محمد الموقري سنة 282 قبل شهر رمضان وقال عتبة بن سعيد بن الرخس مات الموقري سنة 182 وقد صرح الشاعر بأن الموقر من أرض الشام أذنت علي اليوم إذ قلت إنني أحب من أهل الشام أهل الموقر بهاليل شهم عصمة الناس كلهم إذا الناس جالوا جولة المتحير وقال كثير عزة أقول إذ الحيان كعب وعامر تلاقوا ولفتنا هناك المناسك جزى الله حيا بالموقر نضرة وجادت عليه الرائحات الهواتك بكل حثيث الوبل زهر غمامه له درر بالقسطلين مواسك
موقع بالفتح ثم السكون وفتح القاف شاذ كما قلنا في مورق كأنه من الوقوع موضع
الموقعة قال عرام وحذاء أبلى جبل يقال له ذو الموقعة من شرقيها وهو جبل معدن بني سليم يكون فيه اللازورد كثيرا وفي أسفله من شرقيه بئر يقال لها الشقيقة
موقوع اسم المفعول من وقع يقع إذا سقط هو ماء بناحية البصرة قتل به أبو سعيد المثنى الخارجي العبدي كان قدم من البحرين في زمن الحجاج وخرج بهذا الموضع يحكم فخرج إليه الحكم بن أيوب بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي صاحب شرطة البصرة فقتله وأصحابه
الموقف مفعل من وقف يقف محلة بمصر ينسب إليها أبو جرير الموقفي المصري يروي عن محمد بن كعب القرظي روى عنه عبد الله بن وهب وسعيد بن كثير وعفير وهو منكر الحديث
الموقق بفتح أوله وقافين الأولى مفتوحة لا أدري ما أصله قال أبو عبيد الله السكوني قرية ذات نخل وزرع لجرم في أجإ أحد جبلي طيء وقيل موقق ماء لبني عمرو بن الغوث صار لبني

شمجى إلى اليوم قال زيد الخيل الطائي ونحن ملأنا جو موقق بعدكم بني شمجى خطية وحوافرا وكل كميت كالقناة طمرة وكل طمر يحسب الغوط حاجرا فأجابه جبلة بن مالك بن كلثوم بن شيماء من بني شمجى بن جرم ما إن ملأتم جو موقق بعدنا ولا جبأها إلا غريبا مجاورا مجاور جيران أساءت جوارهم فألفوك مشؤوم النقيبة فاجرا ورثت من اللخناء قوشة عذرة ومهبلها قد كان قبلك خادرا قوشة أم زيد الخيل ومهبلها رحمها
موكل مثل مورق في الشذوذ وقياسه موكل بالكسر وهو من قولهم رجل وكل إذا كان ضعيفا وهو موضع باليمن ذكره لبيد فقال يصف الليالي وغلبن أبرهة الذي ألفينه قد كان خلد فوق غرفة موكل قيل هو رجل
مولتان بضم أوله وسكون ثانيه واللام يلتقي فيه ساكنان وتاء مثناة من فوق وآخره نون وأكثر ما يسمع فيه ملتان بغير واو وأكثر ما يكتب كما ههنا بلد في بلاد الهند على سمت غزنة قالا الإصطخري وأما المولتان فهي مدينة نحو نصف المنصورة ويسمى فرج بيت الذهب وبها صنم تعظمه الهند وتحج إليه من أقصى بلدانها ويتقرب إلى الصنم في كل عام بمال عظيم ينفق على بيت الصنم والمعتكفين عليه منهم وسمي المولتان بهذا الصنم وبيت هذا الصنم قصر مبني في أعمر موضع بسوق المولتان بين سوف العاجيين وصف الصفارين وفي وسط هذا القصر قبة فيها الصنم وحوالي القبة بيوت يسكنها خدم هذا الصنم ومن يعتكف عليه وليس أهل المولتان من الهند والسند يعبدون الصنم وليس يعبده إلا الذين هم في القصر والصنم على صورة إنسان جالس متربع على كرسي من جص وآجر وقد ألبس جميع بدنه جلدا يشبه السختيان الأحمر لا يبين من جثته شيء إلا عيناه فمنهم من يزعم أن بدنه خشب ومنهم من يزعم غير ذلك إلا أن بدنه لا يترك أن ينكشف ألبتة وعيناه جوهرتان وعلى رأسه إكليل ذهب وهو متربع على ذلك السرير وقد مد ذراعيه على ركبتيه وجعل كلتا يديه كما يعقد في الحساب أربعة قد لف البنصر والوسطى وبسط الخنصر والسبابة وعامة ما يحمل إلى هذا الصنم من المال فإنما يأخذه أمير المولتان وينفق على السدنة منه ويرفع الباقي لنفسه وإذا قصدهم الهند بحرب أو انتزاع البلد أخرجوا الصنم وأظهروا كسره وإحراقه فيرجعون عنهم ولولا ذلك لخربوا المولتان وعلى المولتان حصن منيع وهي خصبة إلا أن المنصورة أخصب منها وأعمر وإنما سمي المولتان فرج بيت الذهب لأنها فتحت في أول الإسلام وكان بالمولتان ضيق وقحط فوجدوا فيها ذهبا كثيرا فاتسعوا به قال وخارج المولتان على نصف فرسخ أبنية كثيرة تسمى جندراون وهي معسكر الأمير لا يدخل الأمير منها إلى المولتان إلا يوم الجمعة فإنه يركب الفيل ويدخل المدينة لصلاة الجمعة وأميرهم قرشي من نسل سامة بن لؤي وقد تغلب عليها ولا يطيع صاحب المنصورة ولا غيره إنما يخطب للخليفة وذكر أهل السير أن الكرك وهم

شراة كفار تلك الناحية سبوا نسوة من المسلمين فصاحت امرأة منهم يا حجاجاه فبلغه ذلك فأرسل إلى داهر ملك الديبل وأمره على الغزو لهؤلاء الذين سبوا النسوة فحلف أنه لا طاعة له على الذين أخذوهن فاستأذن عبد الملك في غزوه فلم يأذن له فلما ولي الوليد استأذنه فأذن له فبعث لذلك محمد بن القاسم بن أبي عقيل ابن عمه فقتل داهر وفتح مولتان من بلاد الهند ومات الوليد وولي سليمان فبعث إلى محمد وضربه بالسياط وألبسه المسوح لعداوة كانت بينهما وكان أنفق في الغزوة خمسين ألف ألف درهم حتى فتح الهند فاسترجع النفقة وزيادة مثلها فالهند من فتوح الوليد بن عبد الملك وهذه البلاد منذ ذلك الوقت بيد المسلمين إلى الآن
مولس بالضم ثم السكون وضم اللام والسين مهملة حصن من إقليم القاسم من أعمال طليطلة
المولة بالضم ثم السكون واللام قال أبو عمرو هي العنكبوت والمولة والمننة والليث والشبث بمعنى وهو اسم عين تبوك عن أبي سعد وأنشد ملأى من الماء كعين المولة يعني أن عينه مملوءة من الدمع كعين تبوك في غزارتها
المونسة بالضم ثم السكون وكسر النون واشتقاقها مفهوم قرية على مرحلة من نصيبين للقاصد إلى الموصل بها خان تبرع بعمله رجل من التجار يقال له سيابوقه الديبلي عمله في حدود سنة 651 وفي تاريخ دمشق أن إبراهيم بن مياس بن مهري بن كامل بن الصيقل بن أحمد بن ورد بن زياد بن عبيد بن شبيب بن فقيع بن الأعور بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة أبا إسحاق بن أبي رافع القشيري سمع أبا بكر الخطيب وأبا القاسم الحنائي وأبا عبد الله بن سلوان وأبا الحسن بن أبي الحديد عبد العزيز الكناني بدمشق وسمع ببغداد القاضي أبا الحسن المهتدي وأحمد بن محمد بن المنقور وأبا نصر الزينبي وأبا إسحاق الفيروزاباذي الإمام سمع منه أبو الحسين أخي وأبو محمد بن صابر ذكر أبو محمد بن صابر أنه سأله عن مولده فقال ولدت في جمادى الآخرة سنة 346 بالمونسة من أرض الشط ومات في ثالث شعبان سنة 105 بدمشق وبها نهران جاريان وهي منزل القوافل وهي ملك لقوم من التركمان يقال لهم بنو المراق
المونسية قرية بالصعيد على شرقي النيل دون قوص بيوم أنشأها مونس الخادم مملوك المعتضد في أيام المقتدر بالله أيام قدومه مصر لقتال المغاربة
مونة بالفتح ثم السكون ونون قرية من قرى همذان ينسب إليها أبو مسلم عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن عمرالصوفي الموني حدث عن أبيه وأبي الفضل محمد بن عثمان القومساني بالإجازة ذكره أبو سعد في شيوخه وكانت ولادته سنة 464 وتوفي في حدود سنة 045
موهبة حصن من أعمال صنعاء وهي الآن بيد ابن الهرش
مويسل بالضم ثم الفتح تصغير ماسل وقد تقدم ماء في بلاد طيء قال واقد بن الغطريف الطائي وكان قد مرض فحمي الماء واللبن وقال أبو محمد الأسود هذا الشعر لزيادة بن بجدل الطريفي الطائي يقولون لا تشرب نسيئا فإنه إذا كنت محموما عليك وخيم لئن لبن المعزى بماء مويسل بغاني داء إنني لسقيم

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

القرآن الكريم : وورد

  القرآن الكريم :  سورة الفاتحة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِ...