الخميس، 1 يونيو 2023

ج10.[ معجم البلدان - ياقوت الحموي]

ج10.[ معجم البلدان - ياقوت الحموي]

 

وقائله لا تبعدن ابن بجدل إذا ضاق هم أو ألم خصيم وأقصى مداك العمر والموت دونه وليس بمعقود عليك تميم وقال أعرابي آخر ألم تر أن الريح بين مويسل وجاوا إذا هبت عليك تطيب بلاد لبست اللهو فيها مع الصبا لها في فؤادي ما حييت نصيب
المويقع بلفظ تصغير موقع ومويقع هو موضع بين الشام والمدينة كذا في شرح شعر عدي بن الرقاع العاملي صادتك أخت بني لؤي إذ رمت وأصاب سهمك إذ رميت سواها وأعارها الحدثان منك مودة وأعير غيرك ودها وهواها بيضاء تستلب الرجال عقولهم عظمت روادفها ودق حشاها يا شوق ما بك يوم بان حدوجهم من ذي المويقع غدوة فرآها
باب الميم والهاء وما يليهما
مهاباذ بالفتح وبعد الألف باء موحدة وآخره ذال معجمة تفسيرها عمارة القمر وأباذ عمارة ولذلك تقول العجم أباذان أي عامر قرية مشهورة بين قم وأصبهان ينسب إليها أحمد بن عبد الله المهاباذي النحوي مصنف شرح اللمع أخذه عن عبد القاهر الجرجاني
مهايع كأنه جمع مهيع وهو الطريق الواضح قرية كبيرة غناء بتهامة بها ناس كثير ومنبر بقرب ساية وواليها من قبل أمير المدينة
المهجم بلد وولاية من أعمال زبيد باليمن بينها وبين زبيد ثلاثة أيام ويقال لناحيتها خزاز وأكثر أهلها خولان من أعلاها وأسافلها وشمالها بعد السردد
مهجور بالجيم ماء من نواحي المدينة قال بروضة الجرجين من مهجور تربعت في عازب نضير
مهجرة بالفتح ثم السكون وجيم مفتوحة يجوز أن يكون اسما لبقعة من هجر يهجر إذا تباعد أو من هجر يهجر إذا هذى أو من قولهم هجرت البعير أهجره هجرا وهو أن تشد حبلا في رسغ رجله ثم يشد إلى حقوه ومهجرة بلدة في أول أعمال اليمن بينها وبين صعدة عشرون فرسخا
المهدية بالفتح ثم السكون في موضعين إحداهما بإفريقية والأخرى اختطها عبد المؤمن بن علي قرب سلا فأما المهدي ففي اشتقاقه عندي أربعة أوجه أحدها أن يكون من المهدي بفتح ميمه ويعني أنه هو مهتد في نفسه لا أنه هداه غيره ولو كان ذلك لكان المهدي بضم الميم
كقولك المرمي والمكري والملقي ولو كان يفعل ذلك بغيره لضمت الميم وليس الضم والفتح للتعدية وغير التعدية فإن الأصمعي يقول هداه يهديه في الدين هدى وهداه يهديه هداية إذا دله على الطريق وهديت العروس فأنا أهديها هداء وأهديت الهدية إهداء وأهديت الهدي هذان الأخيران بالألف والأول كما تراه ثلاثيا متعديا فلا يفتقر إلى زيارة ألف التعدية فهو بمنزلة اسم الزمان والمكان وإن كان اسم رجل لأنك إذا قلت مضرب أو مشرب إنما المراد موضع

الضرب والشرب ومحلهما فكذلك هذا المسمى المراد أنه موضع الهدي ومحله ويجوز أن يكون المهدي منسوبا إلى اسم مكان الهدي كما أن مضربي منسوب إلى اسم مكان الضرب والقياس هدى يهدي والمكان مهدي بتصحيح الياء كما أن قاض أصله قاضي بتصحيح الياء مثل مضرب سواء ولكنهم استثقلوا الخروج من الكسر إلى الضم كما استثقلوا في القاضي والغازي فعدلوا إلى الأخف فقالوا مهدى كما قالوا مغزى فصار مقصورا لا يحتمل ما تحتمله الياء من التحريك في النصب فلزم طريقة واحدة وأعيدت الياء في القاضي إلى أصلها لما أمن الثقل عليها فإن قيل فهلا فروا في القاضي والغازي إلى القصر وألزموه طريقة واحدة قلنا إنما فروا من الثقل ولو قالوا قاضا لصار بعد الضاد ألف وقبلها ألف وصار في زنة الفعل من قاضيت ففروا إلى الأخف لكنهم لما نسبوا إليهما ردوهما إلى الأصل الواحد في رأيي فقالوا قاضي ومهدي فكسروا الدال التي في مهدي وشددوا ياء النسبة وإن كان الأشهر الأكثر قاضوي ومهدوي ومغزوي إلا أن ذلك هو الأولى على أصلنا فهذا هو وجه حسن في تعليل من قال قاضي ومغزي لا مطعن للمنصف فيه والوجه الثاني وهو الذي يراه النحويون في هذا أن المهدي هو اسم المفعول من هدى يهدي فهو مهدي مثل ضرب يضرب فهو مضروب فعلى هذا أصله مهدوي بفتح أوله وسكون ثانيه وضم الدال وسكون واوه وتصحيح يائه بوزن مضروب فاستثقلوا الخروج من الواو الساكنة إلى الياء فأدغموا الواو في الياء فصارت ياء مشددة فكسرت لها الدال فصار مهدي مثل مرمي ومشوي ومقلي والوجه الثالث أن يكون منسوبا إلى المهد تشبيها له بعيسى عليه السلام فإنه تكلم في المهد فضيلة اختص بها وإنه يأتي في آخر الزمان فيهدي الناس من الضلالة ويردهم إلى الصواب وهذه المدينة بإفريقية منسوبة إلى المهدي وبينها وبين القيروان مرحلتان القيروان في جنوبيها والثياب السوسية المهدوية إليها تنسب وقد اختطها المهدي واختلف في نسبه فأكثر أهل السير الذين لم يدخلوا في رعيتهم وبعض رعيتهم الذين كانوا يخفون أمرهم يزعمون أنه كان ابن يهودي من أهل سلمية الشام وتزوج القداح الذي كان أصل هذه الدعوة بأمه فرباه إلى أن حضرته الوفاة ولم يكن له ولد فعهد إليه وعلمه الدعوة وكان اسمه سعيدا فلما صار الأمر إليه سمي عبيد الله وقال قوم قليلون إنه ولد القداح نفسه في قصص طويلة وقال من صحح نسبه إنه أحمد بن إسماعيل الثاني بن محمد بن إسماعيل الأكبر بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قدم إفريقية فملكها وأقام بالقيروان مدة ثم خط المهدية وهي على ساحل بحر الروم داخلة فيه ككف على زند عليها سور عال محكم كأعظم ما يكون يمشي عليه فارسان عليها باب من حديد مصمت مصراع واحد تأنق المهدي في عمله وقال بعض أهل المعرفة بأخبارهم في سنة 003 خرج المهدي بنفسه إلى تونس يرتاد لنفسه موضعا يبني فيه مدينة خوفا من خارج يخرج عليه وأراد موضعا حصينا حتى ظفر بموضع المهدية وهي جزيرة متصلة بالبر كهيئة كف متصلة بزند فتأملها فوجد فيها راهبا في مغارة فقال له بم يعرف هذا الموضع فقال هذا يسمى جزيرة الخلفاء فأعجبه هذا الاسم فبناها وجعلها دار مملكته وحصنها بالسور المحكم والأبواب الحديد المصمت وجعل في كل مصراع من الأبواب مائة قنطار ولها بابان بأربعة مصاريع لكل باب منها دهليز يسع خمسمائة فارس

وكان شروعه في اختطاطها لخمس خلون من ذي القعدة سنة 303 وقال أبو عبيد البكري كان شروعه فيها سنة 003 وكمل سورها في سنة خمس وانتقل إليها سنة ثمان في شوال ولم تزل دار مملكة لهم إلى أن ولي الأمر إسماعيل بن أبي القاسم سنة 44 فسار إلى القيروان محاربا لأبي يزيد واتخذ مدينة صبرة واستوطنها بعد أبيه معد وعمل فيها مصانع واحتفر أبيارا وبنى فيها قصورا عالية قال بطليموس مدينة برقة وهي المهدية طولها اثنتان وثلاثون درجة وعرضها ست وثلاثون درجة داخلة في الإقليم الرابع طالعها العقرب تحت اثنتي عشرة درجة منزلها من قلب العقرب الجناح الأيمن ولها ممسك العنان ولها جبهة الليث تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها اثنتي عشرة درجة من الجدي وقال أبو عبيد البكري جعل لمدينتها بابا حديد لا خشب فيهما كل باب وزنه ألف قنطار وطوله ثلاثون شبرا كل مسمار من مساميره ستة أرطال وجعل فيها من الصهاريج العظام وأهل تلك النواحي يسمونها مواجل ثلثمائة وستين موجلا غير ما يجري إليها من القناة التي فيها والماء الجاري الذي بالمهدية جلبه عبيد الله من قرية ميانش وهي على مقربة من المهدية في أول أقداس ويصب في المهدية في صهريج داخل المدينة عند جامعها ويرفع من الصهريج إلى القصر بالدواليب وكذلك يسقي أيضا من قرية ميانش من الآبار بالدواليب يصب في محبس يجري منه في تلك القناة قال ومرسى المهدية منقور في حجر صلد يسع ثلاثين مركبا على طرفي المرسى برجان بينهما سلسلة حديد فإذا أريد إدخال سفينة أرسل حراس البرجين أحد طرفي السلسلة حتى تدخل السفينة ثم يمدونها كما كانت تحبيسا لها ولما فرغ من إحكام ذلك قال اليوم أمنت على الفاطميات يعني بناته وارتحل إليها وأقام بها ثم عمر فيها الدكاكين ورتب فيها أرباب المهن كل طائفة في سوق فنقلوا إليها أموالهم فلم استقام ذلك أمر بعمارة مدينة أخرى إلى جانب المهدية وجعل بين المدينتين قدر طول ميدان وأفردها بسور وأبواب وحفظة وسماها زويلة وأسكن أرباب الدكاكين من البزازين وغيرهم فيها بحرمهم وأهاليهم وقال إنما فعلت ذلك لآمن غائلتهم وذاك أن أموالهم عندي وأهاليهم هناك فإن أرادوني بكيد وهم بزويلة كانت أموالهم عندي فلا يمكنهم ذلك وإن أرادوني بكيد وهم بالمهدية خافوا على حرمهم هناك وبنيت بيني وبينهم سورا وأبوابا فأنا آمن منهم ليلا ونهارا لأني أفرق بينهم وبين أموالهم ليلا وبينهم وبين حرمهم نهارا وشرب أهلها من الآبار والصهاريج ومهما ذكرنا من حصانتها فإن أحوال ملوكها تناقضت حتى أفضى الأمر إلى أن أنفذ روجار صاحب صقلية جرجي إليها في سنة 345 فأخلاها الحسن بن علي بن يحيى بن تميم بن المعز بن باديس وخرج هاربا حتى لحق بعبد المؤمن وبقيت في يد الأفرنج اثنتي عشرة سنة حتى قدم عبد المؤمن في سنة 555 إلى إفريقية فأخذ المهدية في أسرع وقت فهي في يد أصحابه إلى يومنا هذا ولم تغن حصانتها في جنب قضاء الله شيئا وينسب إلى المهدية جماعة وافرة من العلماء في كل فن منهم أبو الحسن علي بن محمد بن ثابت الخولاني المعروف بالحداد المهدوي القائل قالت وأبدت صفحة كالشمس من تحت القناع بعت الدفاتر وهي آ خر ما يباع من المتاع

فأجبتها ويدي على كبدي وهمت بانصداع لا تعجبي فيما رأي ت فنحن في زمن الضياع
مهرات بلد بنجد من أرض مهرة قرب حضرموت
المهراس بكسر أوله وسكون ثانيه وآخره سين مهملة المهراس موضعان أحدهما موضع باليمامة كان من منازل الأعشى وفيه يقول شاقتك من قبلة أطلالها بالشط فالوتر إلى حاجر فركن مهراس إلى مارد فقاع منفوحة ذي الحائر قالوا كان الأعشى ينزل هذا الشق من اليمامة والمهراس حجر مستطيل يتوضأ منه وفي حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا أراد أحدكم الوضوء فليفرغ على يديه من إنائه ثلاثا فقال له قين الأشجعي فإذا أتينا مهراسكم كيف نصنع أراد بالمهراس هذا الحجر المنقور الذي لا يقله الرجال والمهراس فيما ذكره المبرد ماء بجبل أحد وروي أن النبي صلى الله عليه و سلم عطش يوم أحد فجاءه علي رضي الله عنه وفي درقته ماء من المهراس فعافه وغسل به الدم عن وجهه
قال عبيد الله الفقير إليه ويجوز أن يكون جاءه بماء من الحجر المنقور المسمى بالمهراس ويجوز أن يكون علما لهذا الحجر سمي به لثقله لما أنه يقع على الشيء فيهرسه وليس كل حجر منقور مستطيل مهراسا والله أعلم وقال سديف بن ميمون يذكر حمزة وكان دفن بالمهراس لا تقيلن عبد شمس عثارا واقطعن كل رقلة وغراس أقصهم أيها الخليفة واحسم عنك بالسيف شأفة الأرجاس واذكرن مقتل الحسين وزيد وقتيلا بجانب المهراس هو حمزة بن عبد المطلب
مهران بالكسر ثم السكون وراء وآخره نون اسم أعجمي موضع لنهر السند قال حمزة وأصله بالفارسية مهران روذ وهو واد يقبل من الشرق آخذا على جهة الجنوب متوجها إلى جهة المغرب حتى يقع في أسفل السند ويصب في بحر فارس وهو نهر عظيم بقدر دجلة تجري فيه السفن ويسقي بلادا كثيرة ويصب في البحر عند الديبل قال الإصطخري وبلغني أن مخرج مهران من ظهر جبل يخرج منه بعض أنهار جيحون فيظهر مهران بناحية الملتان على حد سمندور والرور ثم على المنصورة ثم يقع في البحر شرقي الديبل وهو نهر كبير عذب جدا ويقال إن فيه تماسيح مثل ما في النيل وهو مثله في الكبر وجريه مثل جريه ويرتفع على وجه الأرض ثم ينضب فيزرع عليه مثل ما يزرع بأرض مصر والسندروذ نهر آخر هناك ذكر في موضعه
مهربارات من قرى أصبهان كان ينزلها محمد بن أحمد بن عبد الله بن جره المهربرتي سمع منه بها قتيبة بن سعيد
مهربانان بالكسر ثم السكون وفتح الراء وباء موحدة وبعد الألف نون وآخره نون والمهر بالفارسية له معنيان أحدهما هو الشمس ومهر معناه المحبة والشفقة من قرى مرو

مهربندقشاي والعامة يسمونها بندكشاي بباء موحدة ونون ودال والقاف والشين قرية على ثلاثة فراسخ من مرو ينسب إليها أبو عبد الله محمد بن الحسن بن الحسين المهربندقشائي
مهرجان قذق ثلاث كلمات بكسر أوله وسكون ثانيه ثم راء فهذا معناه الشمس أو المحبة والشفقة ثم جيم وبعد الألف نون وهذا معناه النفس أو الروح ثم قاف مفتوحة وقد تضم وذال معجمة وقاف أخرى وأظنه اسم رجل فيكون معناه محبة أو شمس نفس قذق وهي كورة حسنة واسعة ذات مدن وقرى قرب الصيمرة من نواحي الجبال عن يمين القاصد من حلوان العراق إلى همذان في تلك الجبال
مهرجان معناه بالفارسية فرح النفس قد يسقط من الكورة المذكورة آنفا قذق فيقال مهرجان فقط قال أبو سعد مهرجان قرية بأسفرايين لقبها بذلك كسرى قباذ بن فيروز والد كسرى أنو شروان لحسنها وخضرتها وصحة هوائها ينسب إليها جماعة من العلماء منهم أبو بكر محمد بن عبد الله بن مهدي المهرجاني النيسابوري سمع محمد بن يحيى الذهلي ومحمد بن رجاء وعمر بن شبة وأبا سعيد الأشج وغيرهم روى عنه أبو علي الحافظ وغيره
ومهرجان قرية بين أصبهان وطبس كبيرة بها جامع وقد خرجت
مهرجمين قد ذكرنا معنى مهر ثم جيم مفتوحة وميم مكسورة وياء ساكنة ونون من قرى جرجان
مهرقان بالقاف وآخره نون من قرى الري عن أبي سعد ينسب إليها خضر أبو عمر المهرقاني الرازي يروي عن عبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن سعيد القطان وأبي داود الطيالسي وكان صدوقا روى عنه أبو حاتم الرازي
مهروان بالواو وآخره نون كورة في سهل طبرستان بينها وبين سارية عشرة فراسخ وبها مدينة ذات منبر وكان يكون بها قائد في ألف رجل مسلحة وقد نسب بهذه النسبة يوسف بن أحمد بن يوسف بن محمد أبو القاسم المهرواني القزاز نزيل بغداد قال شيرويه قدم علينا همذان في رجب سنة 334 وروى عن ابن زرقويه وأبي أحمد الفرضي وابن مهدي وأبي محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى المعلم وغيرهم حدثنا عنه أبو علي الميداني وعبدوس أنه صدوق حسن
مهروبان الواو ساكنة ثم باء موحدة وآخره نون في موضعين أحدهما على ساحل البحر بين عبادان وسيراف بليدة صغيرة رأيتها أنا وهي في الإقليم الثالث طولها ست وسبعون درجة ونصف وعرضها ثلاثون درجة وقال أبو سعد مهروبان ناحية مشتملة على عدة قرى بهمذان ينسب إليها أبو القاسم يوسف بن محمد بن أحمد بن محمد المهروباني سمع أبا عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي الفارسي وأبا الحسن أحمد بن محمد بن الصلت القرشي وغيرهما روى عنه أبو يعقوب يوسف بن أيوب الهمذاني بمرو وأبو المظفر عبد المنعم بن أبي القاسم القشيري وانتخب له الحافظ أبو بكر الخطيب فوائد
مهروذ آخره ذال معجمة والواو ساكنة من طساسيج سواد بغداد بالجانب الشرقي من استان شاذقباذ وهو نهر عليه قرى في طريق خراسان ولما فرغ المسلمون من المدائن وملكوها ساروا نحو جلولاء حتى أتوا مهروذ وعلى المقدمة هاشم بن

عتبة بن أبي وقاص فجاءه دهقانها وصالحه على جريب من الدراهم على أن لا يقتلوا من أهلها أحدا
مهرة بالفتح ثم السكون هكذا يرويه عامة الناس والصحيح مهرة بالتحريك وجدته بخطوط جماعة من أئمة العلم القدماء لا يختلفون فيه قال العمراني مهرة بلاد تنسب إليها الإبل قلت هذا خطأ إنما مهرة قبيلة وهي مهرة بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة تنسب إليهم الإبل المهرية وباليمن لهم مخلاف يقال بإسقاط المضاف إليه وبينه وبين عمان نحو شهر وكذلك بينه وبين حضرموت فيما زعم أبو زيد وطول مخلاف مهرة أربع وستون درجة وعرضه سبع عشرة درجة وثلاثون دقيقة في الإقليم الأول
مهريجان بكسر الراء ثم ياء ساكنة وجيم وآخره نون قرية بمرو ينسب إليها مطر بن العباس بن عبد الله بن الجهم بن مرة بن عياض المهريجاني تابعي لقي عثمان بن عفان رضي الله عنه فدعا له بطول العمر فعاش مائة وخمسا وثلاثين سنة وتوفي بمرو أيام نصر بن سيار ودفن بمقبرة تنسب إليه
ومهريجان أيضا قرية بكازرون من نواحي فارس ينسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن محمد المهريجاني روى عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عمر بن عبد الله بن محمد الوراق سمع منه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي
مهريجرد بكسر الميم والراء وسكون الهاء والياء وكسر الجيم وسكون الراء الثانية بعدها دال مهملة قرية غناء من كورة تمد وهي من أجل قراها وأعمرها وأكثرها سوادا ومياها وأنهارا
المهزم موضع في قول عدي بن الرقاع لمن رسم دار كالكتاب المنمنم بمنعرج الوادي فويق المهزم
مهزور بفتح أوله وسكون ثانية ثم زاي وواو ساكنة وراء قال أبو زيد يقال هزره يهزره هزرا وهو الضرب بالعصا على الظهر والجنب وهو مهزور وهزير والهزير المتقحم في البيع والإغلاء وقد هزرت له في البيع أي أغليت مهزور ومذينب واديان يسيلان بماء المطر خاصة وقال أبو عبيد مهزور وادي قريظة قالوا لما قدمت اليهود إلى المدينة نزلوا السافلة فاستوبؤوها فبعثوا رائدا لهم حتى أتى العالية بطحان ومهزورا وهما واديان يهبطان من حرة تنصب منها مياه عذبة فرجع إليهم فقال قد وجدت لكم بلدا نزها طيبا وأودية تنصب إلى حرة عذبة ومياها طيبة في متأخر الحرة فتحولوا إليها فنزل بنو النضير ومن معهم بطحان ونزلت قريظة وهدل على مهزور فكانت لهم تلاع وماء يسقي سمرات وفي مهزور اختصم إلى النبي صلى الله عليه و سلم في حديث أبي مالك بن ثعلبة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه و سلم أتاه أهل مهزور فقضى أن الماء إذا بلغ الكعبين لم يحبس الأعلى وكانت المدينة أشرفت على الغرق في خلافة عثمان رضي الله عنه من سيل مهزور حتى اتخذ عثمان له ردما وجاء أيضا بماء عظيم مخوف في سنة 516 فبعث إليه عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس وهو الأمير يومئذ عبيد الله بن أبي سلمة العمري فخرج وخرج الناس بعد صلاة العصر وقد ملأ السيل صدقات رسول الله صلى الله عليه و سلم فدلتهم عجوز من أهل العالية على موضع كانت تسمع الناس يذكرونه فحضروه فوجدوا للماء مسيلا ففتحوه فغاض الماء منه إلى وادي بطحان قال أحمد بن جابر

ومن مهزور إلى مذينب شعبة تصب فيها
مهزول بالفتح وآخره لام اسم المفعول من الهزال اسم واد في إقبال النير بحمى ضرية وقيل واد إلى أصل جبل يقل له ينوف وقال أبو زياد مهزول واد يتعلق بواديين فهما شعبتا مهزول وأنشد عوجا خليلي على الطلول بين اللوى وشعبتي مهزول وما البكا في دارس محيل قفر وليس اليوم كالمأهول
مهساع بالكسر ثم السكون وسين مهملة مهمل عند اللغويين وهو مخلاف باليمن
مهشمة بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد الشين وكسرها وعن الحفصي مهشمة بفتح الشين قال ابن شميل كل غائط من الأرض يكون وطيئا فهو هشيم والمتهشمة التي يبس كلأها وقال ابن شميل الأرض إذا لم يصبها مطر ولا نبت فيها تراها مهتشمة ومتهشمة ومهشمة هذه من قرى اليمامة قال الحفصي مهشمة قرية ونخل ومحارث لبني عبد الله بن الدئل باليمامة قال الشاعر يا رب بيضاء على مهشمه أعجبها أكل البعير النيمه
مهفيروزان بالفتح ثم السكون وكسر الفاء ثم ياء ساكنة وراء وواو وزاي وآخره نون قرية على باب شيراز بأرض فارس
مهور بالفتح ثم السكون وفتح الواو وراء هو من هار الجرف يهور إذا انصدع من خلفه وهو ثابت مكانه واسم المكان مهور موضع ويروى مهوا
مهيعة بالفتح ثم السكون ثم ياء مفتوحة وعين مهملة وهو مفعلة من التهيع وهو الانبساط ومن قال إنه فعيل فهو مخطىء لأنه ليس في كلامهم فعيل بفتح أوله وطريق مهيع واضح وهي الجحفة وقيل قريب من الجحفة وقد ذكرت الجحفة وهي ميقات أهل الشام
مهينة بالفتح ثم الكسر ثم ياء ساكنة ونون وهاء من الهوان من قرى اليمامة
باب الميم والياء وما يليهما
مياسر قال ابن حبيب مياسر بين الرحبة والسقيا من بلاد عذرة يقال لها سقيا الجزل وهي قريب من وادي القرى قال كثير نظرت وقد حالت بلا كث دونهم وبطنان وادي برمة وظهورها إلى ظعن بالنعف نعف مياسر حدتها تواليها ومارت صدورها عليهن لعس من ظباء تبالة مذبذبة الخرصان باد نحورها
ميافارقين بفتح أوله وتشديد ثانيه ثم فاء وبعد الألف راء وقاف مكسورة وياء ونون قال بعض الشعراء فإن يك في كيل اليمامة عسرة فما كيل ميافارقين بأعسرا وقال كثير مشاهد لم يعف التنائي قديمها وأخرى بميافارقين فموزن ميافارقين أشهر مدينة بديار بكر قالوا سميت بميابنت لأنها أول من بناها وفارقين هو الخلاف

بالفارسية يقال له بارجين لأنها كانت أحسنت خندقها فسميت بذلكوقيل ما بني منها بالحجارة فهو بناء أنوشروان بن قباذ وما بني بالآجر فهو بناء أبرويز قال بطليموس مدينة ميافارقين طولها أربع وسبعون درجة وأربعون دقيقة وعرضها سبع وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة داخلة في الإقليم الخامس طالعها الجبهة بيت حياتها ثلاث درج من العقرب لها شركة في السماك الشامي وحرب في قلب الأسد تحت أربع عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل رابعها مثلها من الميزان وقال صاحب الزيج طول ميافارقين سبع وخمسون درجة ونصف وربع وعرضها ثمان وثلاثون درجة والذي يعتمد عليه أنها من أبنية الروم لأنها في بلادهم وقد ذكر في ابتداء عمارتها أنه كان في موضع بعضها اليوم قرية عظيمة وكان بها بيعة من عهد المسيح وبقي منها حائط إلى وقتنا هذا قالوا وكان رئيس هذه الولاية رجلا يقال له ليوطا فتزوج بنت رئيس الجبل الذي هناك يسكنه في زماننا الأكراد الشامية وكانت تسمى مريم فولدت له ثلاثة بنين كان اثنان منهم في خدمة الملك ثيودسيوس اليوناني الذي دار ملكه برومية الكبرى وبقي الأصغر وهو مروثا فاشتغل بالعلوم حتى فاق أهل عصره فلما مات أبوه جلس في مكانه في رياسة هذه البلاد وأطاعه أهلها وكان ملك الروم مقيما بدار ملكه برومية وكان تحت حكمه إلى آخر بلاد ديار بكر والجزيرة وكان ملك الفرس حينئذ سابور ذو الأكتاف وكان بينه وبين ملك الروم ثيودسيوس منازعة وحروب مشهورة وكان ثيودسيوس قد تزوج امرأة يقال لها هيلانة من أهل الرها فأولدها قسطنطين الذي بنى مدينة قسطنطينية ثم مات ثيودسيوس فملكوا هيلانة إلى أن كبر ابنها قسطنطين فاستولى على الملك برومية الكبرى ثم اختار موضع قسطنطينية فعمرها هناك وصارت دار ملك الروم وبقي مروثا بن ليوطا المقدم ذكره مقيما بديار بكر مطاعا في أهلها وكان له همة في عمارة الأديرة والكنائس فبنى منها شيئا كثيرا فأكثر ما يوجد من ذلك قديم البناء فهو من إنشائه وكان رب ماشية وكان الفرس مجاوريه فكانوا يغيرون عليه ويأخذون مواشيه فعمد إلى أرض ميافارقين فقطع جميع ما كان حولها من الشوك والشجر وجعله سياجا على غنمه من اللصوص الذين يسرقون أمواله فيقال إنه كان لملك الفرس بنت لها منه منزلة عظيمة فمرضت مرضا أشرفت منه على الهلاك وعجز عن إصلاحها أطباء الفرس فأشار عليه بعض أصحابه باستدعاء مروثا لمعالجتها فأرسل إلى قسطنطين ملك الروم يسأله ذلك فأنفذه إليه ووصل إلى المدائن وعالج المرأة فوجدت العافية فسر سابور بذلك وقال لمروثا سل حاجتك فسأله الصلح والهدنة فأجاب إليه وكتب بينه وبين قسطنطين عهدا بالهدنة مدة حياتهما فلما أراد مروثا الرجوع عاود سابور في ذكر حاجة أخرى فقال إنك قتلت خلقا كثيرا من النصارى وأحب أن تعطيني جميع ما عندك في بلادك من عظام الرهبان والنصارى الذين قتلهم أصحابك فرتب معه الملك من سار في بلاده ليستخرج له ما أحب من ذلك بعد البحث حتى جمع منه شيئا كثيرا فأخذه معه إلى بلده ودفنها في الموضع الذي اختاره من دياره ومضى إلى قسطنطين وعرفه ما صنع بالهدنة فسر به وقال له سل حاجتك فقال أحب أن يساعدني الملك في بناء موضع في ذلك الدوار الذي جعلته لغنمي ويعاونني بجاهه وماله فكتب إلى كل ما يجاوره بمساعدته بالمال والنفس ورجع مروثا إلى دياره فساعده من حوله

حتى أدار عوضا من الشوك حائطا كالسور وعمل فيه طاقات كثيرة سدها بالشوك ثم سأل الملك أن يأذن له أن يبني في جانب حائطه حصنا يأمن به غائلة العدو الذي يطرق بلاده فأذن له في ذلك فبنى البرج المعروف ببرج الملك وبنى البيعة على رأس التل وكتب اسم الملك على أبنيته ووشى به قوم إلى الملك قسطنطين وزعموا أنه فعل ما فعل للعصيان فسير الملك رجلا وقال له انظر فإن كان بناؤه بيعة وكتب اسمي على ما بناه فدعه بحاله وإلا فانقض جميع ما بناه وعد فلما رأى اسم الملك على السور رجع وأخبر قسطنطين بذلك فأقره على بنائه وأعجبه ما صنع من كتابة اسم الملك على ما جدده وأنفذ إلى جميع من في تلك الديار من عماله بمساعدة مروثا على بناء مدينة بحيث بنى حائطه وأطلق يده في الأموال فعمرها وجعل في كل طاقة من تلك الطيقان التي ذكرنا أنه سدها بالشوك عظام رجل من شهداء النصارى الذين قدم بهم من عند سابور فسميت المدينة مدور صالا ومعناه بالعربية مدينة الشهداء فعربت على تطاول الأيام حتى صارت ميافارقين هكذا ذكروه وإن كان بين اللفظتين تباين وتباعد وحصنها مروثا وأحكمها فيقال إنها إلى وقتنا هذا وهو سنة 602 لم تؤخذ عنوة قط وآمد بالقرب منها وهي أحصن منها وأحسن قد أخذت بالسيف مرارا قالوا وأمر الملك قسطنطين وزراءه الثلاثة فبنى كل واحد منهم برجا من أبرجتها فبنى أحدهم برج الرومية والبيعة بالعقبة وبنى الآخر برج الراوية المعروف الآن ببرج علي بن وهب وبيعة كانت تحت التل وهي الآن خراب وأثرها باق مقابل حمام النجارين وبنى الثالث برج باب الربض والبيعة المدورة وكتب على أبراجها اسم الملك وأمه هيلانة وجعل لها ثمانية أبواب منها باب أرزن ويعرف بباب الخنازير ثم تسير شرقا إلى باب قلونج وهو بين برج الطبالين وبين برج المرآة ومكتوب عليه اسم الملك وأمه وإنما سمي برج المرآة لأنه كان عليه بين البرجين مرآة عظيمة يشرق نورها إذا طلعت الشمس على ما حولها من الجبال وأثرها باق إلى الآن وبعض الضباب الحديد باق إلى الآن ثم عمل بعد ذلك باب الشهوة وهو من برج الملك ثم تسير من جانب الشمال إلى أن تصل إلى البرج الذي فيه الموسوم بشاهد الحمى وهناك باب آخر وهو من الربض إلى المدينة ومقابل أرزن القبلي نصبا ثم تسير إلى الجانب الشمالي وكان هناك باب الربض بين البرجين ثم تنزل في الغرب إلى القبلة وهناك باب يسمى باب الفرح والغم لصورتين هناك منقوشتين على الحجارة فصورة الفرح رجل يلعب بيديه وصورة الغم رجل قائم على رأسه صخرة جماد فلذلك لا يبيت أحد في ميافارقين مغموما إلا النادر والآن يسمى هذا الباب باب القصر العتيق الذي بناه بنو حمدان ثم تسير إلى نحو القبلة إلى أسفل العقبة وهناك باب عند مخرج الماء وفي جانب القبلي في السور الكبير باب فتحه سيف الدولة من القصر العتيق وسماه باب الميدان وكان يخرج في الفصيل إلى باب الفرح والغم وليس مقابله في الفصيل باب وفي برج علي بن وهب في الركن الغربي القبلي في أعلاه صليب منقور كبير يقال إنه مقابل البيت المقدس وعلى بيعة قمامة في البيت المقدس صليب مثل هذا مقابله ويقال إن صانعهما واحدوقيل إنه كان مدة عمارتها حتى كملت ثماني عشرة سنة فإن صح هذا فهو إحدى العجائب لأن مثل تلك العمارة لا يمكن استتمام مثلها إلا في أضعاف هذه السنين وقيل إنه ابتدىء بعمارتها بعد المسيح بثلثمائة سنة وكان ذلك لستمائة

وثلاث وعشرين سنة من تاريخ الإسكندر اليوناني وقيل إن أول عمارتها في أيام بطرس الملك في أيام يعقوب النبي عليه السلام وقيل إن مروثا بنى في المدينة ديرا عظيما على اسم بطرس وبولس اللذين هما في البيعة الكبرى وهو باق إلى زماننا هذا في المحلة المعروفة بزقاق اليهود قرب كنيسة اليهود وفيها جرن من رخام أسود فيه منطقة زجاج فيها من دم يوشع بن نون وهو شفاء من كل داء وإذا طلي به على البرص أزاله يقال إن مروثا جاء به معه من رومية الكبرى عند عوده من عند الملك وما زالت ميافارقين بأيدي الروم إلى أيام قباذ بن فيروز ملك الفرس فإنه غزا ديار بكر وربيعة وافتتحها وسبى أهلها ونقلهم إلى بلاده وبنى لهم مدينة بين فارس والأهواز فأسكنهم فيها وجعل اسمها أبرقباذ وقيل هي أرجان ويقال لها الاستان الأعلى أيضا ثم ملك بعده ابنه أنوشروان بن قباذ ثم هرمز بن أنوشروان ثم أبرويز بن هرمز وكان أبرويز مشتغلا بلذاته غافلا عن مملكته فخرج هرقل ملك الروم صاحب عمر بن الخطاب رضي الله عنه فافتتح هذه البلاد وأعادها إلى مملكة الروم وملكها بأسرها ثماني سنين آخرها سنة ثماني عشرة للهجرة وبعد أن فتحت الشام وجاء طاعون عمواس ومات أبو عبيدة بن الجراح أنفذ عمر رضي الله عنه عياض بن غنم بجيش كثيف إلى أرض الجزيرة فجعل يفتحها موضعا موضعا ووجدت بعض من يتعاطى علم السير قد ذكر في كتاب صنفه أن خالد بن الوليد والأشتر النخعي سارا إلى ميافارقين في جيش كثيف فنازلاها فيقال إنها فتحت عنوة وقيل صلحا على خمسين ألف دينار على كل محتلم أربعة دنانير وقيل دينارين وقفيز حنطة ومد زيت ومد خل ومد عسل وأن يضاف كل من اجتاز بها من المسلمين ثلاثة أيام وجعل للمسلمين بها محلة وقرر أخذ العشر من أموالهم وكان ذلك بعد أخذ آمد قال وكان المسلمون لما نزلوا عليها نزلوا بمرج هناك على عين ماء فنصبوا رماحهم هناك بالمرج فسمي ذلك الموضع عين البيضة إلى الآن وإياها عنى المتنبي في قوله يصف جيشا ولما عرضت الجيش كان بهاؤه على الفارس المرخى الذؤابة منهم حواليه بحر للتجافيف مائج يسير به طود من الخيل أيهم تساوت به الأقطار حتى كأنه يجمع أشتات الجبال وينظم وأدبها طول القتال وطرفه يشير إليها من بعيد فتفهم تجاوبه فعلا وما تسمع الوحى ويسمعها لحظا وما يتكلم تجانف على ذات اليمين كأنها ترق لميافارقين وترحم ولو زحمتها بالمناكب زحمة درت أي سوريها الضعيف المهدم
ميانج بالفتح وبعد الألف نون وآخره جيم أعجمي لا أعلم معناه قال أبو الفضل موضع بالشام ولست أعرف في أي موضع هو منها ينسب إليه أبو بكر يوسف بن القاسم بن يوسف الميانجي سمع محمد بن عبد الله السمرقندي بالميانج روى عنه أبو الحسن محمد بن عوف الدمشقي وقال الحافظ أبو القاسم الدمشقي يوسف بن القاسم بن يوسف بن الفارس بن سوار أبو بكر الميانجي الشافعي الفقيه قاضي دمشق ولي القضاء بها نيابة عن القاضي أبي الحسن علي بن النعمان قاضي نزار الملقب بالعزيز روى عن أبي

خليفة وأبي يعلى الموصلي وزكرياء بن يحيى الساجي وعبدان الجواليقي ومحمد بن إسحاق السراج ومحمد بن إسحاق بن خزيمة ومحمد بن جرير الطبري وذكر جماعة كثيرة روى عنه ابن أخيه أبو مسعود صالح بن أحمد ابن القاسم وأبو سليمان رزين وذكر جماعة أخرى كثيرة قال بإسناده توفي أبو بكر الميانجي في شعبان سنة 573 وكان مولده قبل التسعين ومائتين وكان ثقة نبيلا مأمونا تلقى عليه عبد الغني بن سعيد المصري الحافظ وأبو مسعود صالح بن أحمد بن القاسم الميانجي سمع أبا الحسن الدارقطني وطبقته وحدثنا عنه أبو معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري بمكة وأبو عبد الله أحمد بن طاهر بن النجم الميانجي روى عنه يوسف بن القاسم الميانجي ومات بالميانج كل هذا عن ابن طاهر وقد نسب إلى ميانه ميانجي يذكر في موضعه
ميان روذان بالفتح وبعد الألف نون وضم الراء وسكون الواو وذال معجمة وآخره نون هو فارسي معناه وسط الأنهار وهي جزيرة تحت البصرة فيها عبادان يحيط بها دجلة من جانبيها وتصب في البحر الأعظم في موضعين أحدهما يركب فيه الراكب القاصد إلى البحرين وبر العرب والآخر يركب فيه القاصد إلى كيس وبر فارس فهذه الجزيرة مثلثة الشكل من جانبيها دجلة والجانب الثالث البحر الأعظم وفيها نخل وعمارة وقرى من جملتها المحرزي التي هي مرفأ سفن البحر اليوم وميان روذان أيضا ناحية في أقصى ما وراء النهر قرب أوزكند
ميانش بالفتح وتشديد الثاني وبعد الألف نون مكسورة وشين معجمة قرية من قرى المهدية بإفريقية صغيرة بينها وبين المهدية نصف فرسخ قال لي رجل من أهل المهدية لا يكون فيها اليوم ثلاثون بيتا وفيها ماء عذب إذ قصر الماء بالمهدية استجلبوه منها وذكر أبو عبيد البكري أن المهدي لما بنى المهدية استجلب الماء من ميانش إلى المهدية في قناة صنعها فكان يستقي من آبار ميانش بالدواليب إلى برك ويخرج من تلك البرك في قناة إلى صهريج في جامع المهدية ويستقي من ذلك الصهريج بالدواليب إلى القصر ينسب إليها أحمد بن محمد بن سعد الميانشي الأديب ووجدت بخطه كتاب النقائض بين جرير والفرزدق وقد كتبه بمصر في سنة 183 وقد أتقنه خطا وضبطا ومنها أيضا عمر بن عبد المجيد بن الحسن المهدي الميانشي نزيل مكة روى عنه مشايخنا مات بمكة فيما بلغني ونسبته إلى المهدية ربما كانت دليلا على أن ميانش من نواحي إفريقية
الميان بالكسر وآخره نون معناه بالفارسية الوسط وعرب بدخول الألف واللام عليه وهي مواضع كانت بنيسابور فيها قصور آل طاهر بن الحسين روي أنه قدم أبو محلم عوف بن محلم الشيباني على عبد الله بن طاهر بن الحسين فحادثه فقال له فيما يقول كم سنك فلم يسمع فلما أراد أن يقوم قال عبد الله للحاجب خذ بيده فلما توارى عوف قال له الحاجب إن الأمير سألك كم سنك فلم تجبه فقال له لم أسمع ردني إلى الأمير فرده فوق بين يديه وقال له يا ابن الذي دان له المشرقان طرا وقد دان له المغربان إن الثمانين وبلغتها قد أحوجت سمعي إلى ترجمان وصيرت بيني وبين الورى عنانة من غير جنس العنان وبدلتني من نشاط الفتى وهمه هم الدثور الهدان

وأبدلتني بالقوام الحنا وكنت كالصعدة تحت السنان فهمت من أوطار وجدي بها لا بالغواني أين مني الغوان وما بقى في لمستمتع إلا لساني وبحسبي لسان أدعو إلى الله وأثني به على الأمير المصعبي الهجان فقرباني بأبي أنتما من وطني قبل اصفرار البنان وقبل منعاي إلى نسوة أوطانها حمران والمرقبان سقى قصور الشاذياخ الحيا قبل وداعي وقصور الميان فكم وكم من دعوة لي بها ما إن تخطاها صروف الزمان فأمره بالانصراف إلى وطنه وقال له جائزتك ورزقك يأتيك في كل عام فلا تتعبن بتكلف المجيء
ميانه بكسر أوله وقد يفتح وبعد الألف نون والنسبة إليه ميانجي كالذي قبله وهو بلد بأذربيجان معناه بالفارسية الوسط وإنما سمي بذلك لأنه متوسط بين مراغة وتبريز وأنا رأيتها وهو منها مثل زاوية إحدى المثلثات وقد نسب إليها القاضي أبو الحسن علي بن الحسن الميانجي قاضي همذان استشهد بها رحمه الله وولده أبو بكر محمد وولده عين القضاة عبد الله بن محمد كان له فضل وفقه وكان بليغا شاعرا متكلما تمالأ عليه أعداء له فقتل صبرا كما ذكرنا في كتابنا أخبار الأدباء
المياه يقال لها بالفارسية الماشية باليمامة قال أبو زياد وللوعليين وهم آل وعلة الجرميون حلفاء بني نمير المياه مياه الماشية البئر والبئر إلى أجبال يقال لها المعانيق
مياة بكسر أوله وآخره هاء خالصة جمع ماء وتصغيره مويه والنسبة إليها ماهي موضع في بلاد عذرة قرب الشام
ووادي المياه من أكرم ماء بنجد لبني نفيل بن عمرو بن كلاب قال أعرابي وقيل مجنون ليلى ألا لا أرى وادي المياه يثيب ولا القلب عن وادي المياه يطيب أحب هبوط الواديين وإنني لمستهزأ بالواديين غريب وما عجب موت المحب صبابة ولكن بقاء العاشقين عجيب دعاك الهوى والشوق لما ترنمت هتوف الضحى بين الغصون طروب تجاوبها ورق أغن لصوتها فكل لكل مسعد ومجيب ألا يا حمام الأيك ما لك باكيا أفارقت إلفا أم جفاك حبيب
ميبذ بالفتح ثم السكون وضم الباء الموحدة وذال معجمة بلدة من نواحي أصبهان بها حصن حصين وقيل إنها من نواحي يزد ينسب إليها من المتأخرين عبد الرشيد بن علي بن محمد أبو محمد الميبذي سمع بأصبهان الكثير وصحب أبا موسى الحافظ وكتب عنه وعن طبقته وقدم بغداد حاجا فسمع بها من أصحاب ابن بنان وابن الحصر وغيرهم وحدث بها عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سال الملقب بترك وعاد إلى بلده وحدث بها وكان له فهم

ومعرفة وفيه فضل وتمييز ومات في سنة 680 ببلده وقال الإصطخري ومن نواحي كورة إصطخر ميبذ فهي على هذا من نواحي فارس بينها وبين أصبهان فاشتبهت وبين ميبذ وكث مدينة يزد عشرة فراسخ ومن ميبذ إلى عقدة عشرة فراسخ
ميبر بالكسر ثم السكون وفتح الباء الموحدة وراء موضع
ميثاء بالفتح والمد والثاء مثلثة وهي في اللغة الرملة اللينة قال الحازمي هي ناحية شامية
ميثب بالكسر ثم السكون وفتح الثاء المثلثة وباء موحدة قال اللغويون الميثب الأرض السهلة ومنه قول الشاعر يصف نعامة قريرة عين حين فضت بختمها خراشي قيض بين قوز وميثب قال ابن الأعرابي الميثب الجالس والميثب القافز وقال أبو عمرو الميثب الجدول وقيل الميثب ما ارتفع من الأرض وكله مفعل من وثب والميثب ماء بنجد لعقيل ثم للمنتفق واسمه معاوية بن عقيل وقال الأصمعي الميثب ماء لعبادة بالحجاز وقال غيره ميثب واد من أودية الأعراض التي تسيل من الحجاز في نجد اختلط فيه عقيل بن كعب وزبيد من اليمن وميثب مال بالمدينة إحدى صدقات النبي صلى الله عليه و سلم وله فيها سبعة حيطان وكان قد أوصى بها مخيريق اليهودي للنبي صلى الله عليه و سلم وكان أسلم فلما حضرته الوفاة أوصى بها لرسول الله صلى الله عليه و سلم وأسماء هذه الحيطان برقة وميثب والصافية وأعواف وحسنى والدلال ومشربة أم إبراهيم أي غرفتها
وميثب موضع بمكة عند بئر خم وقد ذكر في موضعه
ميث بكسر أوله وسكون ثانية والميثاء الرملة اللينة وجمعها ميث و ذو الميث موضع بعقيق المدينة قال علي بن أبي جحفل أتزعم يوم الميث عمرة أنني لدى البين لم يعزر علي اجتنابها وأقسم أنسى حب عمرة ما مشت وما لم ترم أجزاع ذي الميث لابها
ميثم بفتح أوله وسكون ثانيه وثاء مثلثة قال المري وجدت كلاعه وثيمة وهي الجماعة من الحشيش أو الطعام يقال ثم لها أي اجمع لها وميثم ماء لبني عبادة بنجد اسم مكان الجماعة
ميجاس موضع بالأهواز كانت به وقعة للخوارج وأميرهم أبو بلاد مرداس بن ادية قال عمران بن حطان وإخوة لهم طابت نفوسهم بالموت عند التفات الناس بالناس والله ما تركوا من منبع لهدى ولا رضوا بالهوينا يوم ميجاس
ميدعا قال ابن أبي العجائز يزيد بن عنبسة بن محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي كان يسكن قرية ميدعا من إقليم خولان كانت لجده معاوية بن أبي سفيان
ميدان بالفتح ثم السكون أعجمية لا أدري ما أصلها وهو في أربعة مواضع منها ميدان زياد
محلة بنيسابور ينسب إليها أبو علي الميداني صاحب محمد بن يحيى الذهلي روى عنه الحيري وأحمد بن محمد الميداني صاحب كتاب الأمثال وابنه سعيد وكانا أديبين لهما تصانيف وأبو الحسن علي بن محمد

بن أحمد بن حمدان بن عبد المؤمن الميداني انتقل من نيسابور فأقام بهمذان واستوطنها وتزوج من أهلها ومات بها روى عن أهل بلده وأهل بغداد وغيرهم وأكثر وكان يعد من الحفاظ العارفين بعلم الحديث والورع والدين والصلاح ذكره شيرويه وقال سمعت منه وكان ثقة صدوقا أحد من عني بهذا الشأن متقيا صافيا لم تر عيناي مثله وسمعت بعض مشايخنا يقول لا تقولوا لأحد حافظ ما دام هذا الشيخ فيكم يعني الميداني وسمعت أحمد بن عمر الفقيه يقول لم ير الميداني مثل نفسه وتوفي في الثامن عشر من صفر سنة 174 ودفن في سراسكبهر
والميدان أيضا محلة بأصبهان قال أبو الفضل ينسب إليها أبو الفتح المطهر بن أحمد المفيد ورد ذلك عليه أبو موسى وقال لا أعلم أحدا نسبه هذا النسب قال أبو موسى وميدان أسفريس محلة بأصبهان منها محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب الميداني حدثني عنه والدي وغيره وجعله أبو موسى ثالثا
وشارع الميدان محلة ببغداد ذكرت في موضعها ينسب إليها جماعة منهم عبد الرحمن بن جامع بن غنيمة الميداني وكان يكتب اسمه غنيمة سمع أبا طالب بن يوسف وأبا القاسم بن الحصين وغيرهما
ومات سنة 285 وصدقة بن أبي الحسين الميداني سمع أبا الوقت عبد الأول ومات سنة 680
والميدان محلة ببغداد وهي بشرقي بغداد بباب الأزج
والميدان أيضا محلة بخوارزم
وميدان مدينة بما وراء النهر في أقصاه قرب اسبيجاب يجتمع بها الغزية للتجارات والصلح
ميدعان بالفتح ثم السكون وفتح الدال وعين مهملة وآخره نون من الدعة والخفض كأنه موضع الدعة اسم لموضع أظنه باليمن
ميذق بالفتح وذال معجمة وقاف خلط اللبن بالماء وكل شيء لا تحصله مذق
ميرتلة بالكسر جمع بين ساكنين وتاء مثناة من فوقها مضمومة ولام حصن من أعمال باجة وهو أحمى حصون المغرب وأمنعها من الأبنية القديمة على نهر آنا ينسب إليه محمد بن عبد الله بن عمر بن عبد الله بن إبراهيم بن غانم بن موسى بن حفص بن مندلة أبو بكر من أهل إشبيلية وأصله من ميرتلة صحب أبا الحجاج الأعلم كثيرا وأخذ عن أبي محمد بن خزرج وأبي مروان بن سراج وغيرهما كان أديبا لغويا شاعرا فصيحا وقد أخذ عنه وتوفي في عقب شوال سنة 335 ومولده في جمادى الأولى سنة 444
ميرماهان بالكسر ثم السكون من قرى مرو
ميزده من قرى أصبهان نزلها محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين الأصبهاني أبو الحسن سمع من أبي الشيخ في سنة 369
ميسارة بالكسر ثم السكون وسين مهملة وبعد الألف راء مدينة كذا قال العمراني
ميسان بالفتح ثم السكون وسين مهملة وآخره نون اسم كورة واسعة كثيرة القرى والنخل بين البصرة وواسط قصبتها ميسان وفي هذه الكورة أيضا قرية فيها قبر عزير النبي عليه السلام مشهور معمور يقوم بخدمته اليهود ولهم عليه وقوف وتأتيه النذور وأنا رأيته وينسب إليه ميساني وميسناني بنونين وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما فتحت ميسان في أيامه ولاها النعمان بن عدي بن نضلة بن عبد العزى بن حرثان بن عوف بن

عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب وكان من مهاجرة الحبشة ولم يول عمر أحدا من قوم بني عدي ولاية قط غيره لما كان في نفسه من صلاحة وأراد النعمان امرأته معه على الخروج إلى ميسان فأبت عليه فكتب النعمان إلى زوجته ألا هل أتى الحسناء أن حليلها بميسان يسقى في زجاج وحنتم إذا شئت غنتني دهاقين قرية وصناجة تجثو على حرف منسم فإن كنت ندماني فبالأكبر اسقني ولا تسقني بالأصغر المتثلم لعل أمير المؤمنين يسوءه تنادمنا في الجوسق المتهدم فبلغ ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكتب إليه بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو أما بعد فقد بلغني قولك لعل أمير المؤمنين يسوءه تنادمنا في الجوسق المتهدم وايم الله لقد ساءني ذلك وقد عزلتك فلما قدم عليه قال له والله ما كان من ذلك شيء وما كان إلا فصل من شعر وجدته وما شربتها قط
فقال عمر أظن ذلك ولكن لا تعمل لي عملا أبدا وكان بميسان مسكين الدارمي فقال يرثي زيادا رأيت زيادة الإسلام ولت جهارا حين فارقنا زياد فقال الفرزدق أمسكين أبكى الله عينك إنما جرى في ضلال دمعها فتحدرا أتبكي امرأ من آل ميسان كافرا ككسرى على عدانه أو كقيصرا أقول له لما أتاني نعيه به لا بظبي بالصريمة أعفرا
ميسر بالفتح ثم السكون وفتح السين وراء وهو من اليسار والغنى أو من اليسار ضد اليمين أو من اليسر ضد العسر موضع شامي
ميسون بفتح أوله وسكون ثانيه وضم السين وآخره نون قالوا الميس المجون والميس أيضا التبختر في المشي والميس من أجود الشجر وأصلبه وميسون اسم بلد واسم أم يزيد بن معاوية بن أبي سفيان أيضا
ميشار بكسر أوله وسكون ثانيه وشين معجمة بلدة من نواحي دنباوند كثيرة الخيرات والشجر
ميشجان بالكسر ثم السكون وشين معجمة مفتوحة وجيم وآخره نون من قرى أسفرايين
ميشه بالكسر ثم السكون والشين معجمة والنسبة إليها ميشي من قرى جرجان
ميطان بفتح أوله ثم السكون وطاء مهملة وآخره نون من جبال المدينة مقابل الشوران به بئر ماء يقال له ضفة وليس به شيء من النبات وهو لمزينة وسليم وقد روى أهل المغرب غير ذلك وهو خطأ له ذكر في صحيح مسلم وقال معن بن أوس المزني وكان قد طلق امرأته ثم ندم كأن لم يكن يا أم حقة قبل ذا بميطان مصطاف لنا ومرابع وإذ نحن في عصر الشباب وقد عسا بنا الآن إلا أن يعوض جازع

فقد أنكرته أم حقة حادثا وأنكرها ما شئت والحب جارع ولو آذنتنا أم حقة إذ يبا شرون وإذ لما ترعنا الروانع لقلنا لها بيني كليلي حميدة كذاك بلا ذم ترد الودائع
الميطور من قرى دمشق قال عرقلة بن جابر بن نمير الدمشقي وكم بين أكناف الثغور منيم كئيب غزته أعين وثغور وكم ليلة بالماطرون قطعتها ويوم إلى الميطور وهو مطير
الميكعان موضع في بلاد بني مازن بن عمرو بن تميم قال حاجب بن ذبيان ولقد أتاني ما يقول مريثد بالميكعين وللكلام نوادي
ميغ بالكسر ثم السكون والغين معجمة من قرى بخارى ينسب إليها أبو محمد عبد الكريم بن محمد بن موسى البخاري الميغي الفقيه الحنفي كان إماما زاهدا لم يكن بسمرقند مثله روى عن عبد الله بن محمد بن يعقوب ومحمد بن عمران البخاريين روى عنه أبو سعد الإدريسي ومات سنة 373
ميغن بالكسر ثم السكون وغين معجمة ثم نون من قرى سمرقند ينسب إليها القاضي أبو حفص عمر بن أبي الحارث الميغني سمع السيد أبا المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسيني روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي الحافظ
ميلاص من قرى صقلية
ميلة بالكسر ثم السكون ولام مدينة صغيرة بأقصى إفريقية بينها وبين بجاية ثلاثة أيام ليس لها غير المزدرع وهي قليلة الماء بينها وبين قسطنطينية يوم واحد قال البكري وفي سنة 873 في شوال خرج المنصور بن المهدي من القيروان غازيا لكتامة فلما قرب من ميلة زحف إليها ناويا على اصطلام أهلها واستباحتها فخرج إليه النساء والعجائز والأطفال فلما رآهم بكى وأمر ألا يقتل منهم واحد وأمر بهدم سورهم وتسيير من فيها إلى مدينة باغاية فخرجوا بجماعتهم يريدونها وقد حملوا ما خف من أمتعتهم فلقيهم ماكس بن زيري بعسكر فأخذ جميع ما كان معهم وبقيت ميلة خرابا ثم عمرت بعد ذلك وسورت وجعل فيها سوق وحمامات وهي من أصل مدن الزاب في وسطها عين تعرف بعين أبي السباع مجلوبة تحت الأرض من جبل بني ساروت
الميماس بكسر أوله وسكون ثانيه وميم أخرى وآخره سين هو نهر الرستن وهو العاصي بعينه
ميمذ بكسر أوله وسكون ثانيه وميم أخرى مفتوحة وذال معجمة اسم جبل قال الأديبي وفي الفتوح أن ميمذ مدينة بأذربيجان أن أران كان هشام قد ولى أخاه مسلمة أرمينية فأنفذ إليها جيشا فصادف العدو بميمذ فلم يناجزه أحد فلما انصرف وعبر باب الأبواب تبعه فكتب إليه هشام بن عبد الملك أتتركهم بميمذ قد تراهم وتطلبهم بمنقطع التراب ينسب إليها أبو بكر محمد بن منصور الميمذي روى عنه أبو نصر أحمد المعروف بابن الحداد قال أبو تمام يمدح أبا سعيد الثغري ومذ تيمت سمر الحسان وأدمها فما زلت بالسمر العوالي متيما جدعت لهم أنف الضلال بوقعة تخرمت في غمائها من تخرما

لئن كان أمسى في عقرقس أجدعا لمن قبلها أمسى بميذ أخرما قطعت بنان الكفر منهم بميمذ وأتبعتها بالروم كفا ومعصما وينسب إلى ميمذ أيضا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عبد الله الأنصاري القاضي الميمذي سمع بدمشق يحيى بن طالب الأكاف وبالبصرة أبا العباس محمد بن حيان المازني وأبا محمد عبد الله بن محمد بن فريعة الأزدي وأبا خليفة الجمحي وأبا جعفر محمد بن محمد بن حيان الأنصاري وزكرياء الساجي وبالكوفة أبا بكر عمر بن جعفر بن إبراهيم المزني وجده لأمه موسى بن إسحاق الأنصاري وبمكة أبا بكر بن المنذر وبالجزيرة أبا يعلى الموصلي والحسين بن عبد الله بن يزيد القطان وبالقيروان أبا بكر محمد بن عبد السلام بن الحارث الأنصاري وبالإسكندرية محمد بن أحمد بن حماد الإسكندراني وبالرملة أبا العباس بن الوليد بن حماد الرملي وببغداد محمد بن جرير الطبري وبالأهواز عبدان الجواليقي وبالري أحمد بن محمد بن عاصم الرازي وبأردبيل سهل بن داود بن ديزويه الرازي وغير هؤلاء وروى عنه آخرون منهم أبو القاسم هبة الله بن سليمان بن داود بن عبد الرحمن بن ذيال وقال الخطيب إبراهيم بن أحمد بن محمد الميمذي غير ثقة
ميمند بكسر الميم الأولى وفتح الأخرى ونون ودال مهملة رستاق بفارس وبنواحي غزنة أيضا ميمند وإلى هذه ينسب الميمندي وزير السلطان محمود بن سبكتكين وهو أبو الحسن علي بن أحمد وقال أبو بكر العيدي يهجوه يا علي بن أحمد لا اشتياقا وأنا المرء لا أحب النفاقا لم أزل أكره الفراق إلى أن نلته منك فارتضيت الفراقا حسبنا بالخلاص منك نجاحا وكفى بالنجاة منك خلاقا
ميمنة بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح الميم ونون بلدة بين باميان والغور وأظنها الميمند الذي قبله
ميمون بلفظ الميمون الذي بمعنى المبارك في موضعين أحدهما نهر من أعمال واسط قصبته الرصافة وكان أول من حفر الميمون وكيلا لأم جعفر زبيدة بنت جعفر بن المنصور يقال له سعيد بن زيد وكانت فوهته في قرية تسمى قرية ميمون فحولت في أيام الواثق على يد عمر بن الفرج الرخجي إلى موضع آخر وسمي بالميمون لئلا يسقط عنه اسم اليمن
وبئر ميمون بمكة
والميمون الزيتون قريتان جليلتان بالصعيد الأدنى قرب الفسطاط على غربي النيل
ميمة بالفتح وتكرير الميم ولاية من نواحي أصبهان تشتمل على عدة قرى ينسب إليها أبو علي الحسن الميمي حدث ببغداد عن أبي علي الحداد في سنة 475 فسمع منه أبو بكر الحازمي وغيره وأبو الفتوح مسعود بن محمد بن علي المصعبي الميمي سمع المعجم الكبير على فاطمة بنت عبد الله بن أبي بكر بن زيدة
المينا بالفتح ثم السكون ونون وآخره مقصور منزل بين صعدة وعثر من أرض اليمن
مينان من قرى هراة منها عمر بن شمر الميناني مات في سنة 872
ميناو مدينة بصقلية
ميناء بالكسر ثم السكون ونون وألف ممدودة جبال أبي ميناء بمصر قال ابن هشام يعدد سرايا

النبي صلى الله عليه و سلم وسرية زيد بن حارثة إلى مدين فأصاب سبيا من أهل ميناء وهي السواحل وهي من أوائل نواحي مصر
مينز من قرى نسا ينسب إليها أبو الحسن علي بن أبي بكر أحمد بن علي الكاتب المينزي لقيه السلفي وكتب عنه وكان من صلحاء الصوفية قال وسمع معي وعلي كثيرا
ميوان من قرى هراة منها أبو عبد الله محمد بن الحسن بن علوية بن النضر التيمي الميواني روى عن محمد بن زكرياء المعلم عن أبي الصلت الهروي عن علي بن موسى الرضا ذكره أبو ذر الهروي وقال هو شيخ ثقة مأمون
وميوان أيضا من قرى اليمن
ميورقة بالفتح ثم الضم وسكون الواو والراء يلتقي فيه ساكنان وقاف جزيرة في شرقي الأندلس بالقرب منها جزيرة يقال لها منورقة بالنون كانت قاعدة ملك مجاهد العامري وينسب إلى ميورقة جماعة منهم يوسف بن عبد العزيز بن علي بن عبد الرحمن أبو الحجاج اللخمي الميورقي الأندلسي الفقيه المالكي رحل إلى بغداد وتفقه بها مدة وعلق على الكياء وقدم دمشق سنة 505 قال ابن عساكر وحدثنا بها عن أبي بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني وأبي الخير المبارك بن الحسين الغساني وأبي الغنائم أبي النرسي وأبي الحسين ابن الطيوري وعاد إلى الإسكندرية ودرس بها مدة وانتفع به جماعة والحسن بن أحمد بن عبد الله بن موسى بن علوان أبو علي الغافقي الأندلسي الميورقي الفقيه المالكي يعرف بابن العنصري ولد بميورقة سنة 944 سمع ببلده من أبي القاسم عبد الرحمن بن سعيد الفقيه وسمع ببيت المقدس ومكة وبغداد ودمشق ورجع إلى بلده في ذي الحجة سنة 174 ومن ميورقة محمد بن سعدون بن مرجا بن سعد بن مرجا أبو عامر القرشي العبدري الميورقي الأندلسي الحافظ قال الحافظ أبو القاسم كان فقيها على مذهب داود بن علي الظاهري وكان أحفظ شيء لقيته ذكر لي أنه دخل دمشق في حياة أبي القاسم بن أبي العلاء وغيره ولم يسمع منهم وسمع من أبي الحسن بن طاهر النحوي بدمشق ثم سكن بغداد وسمع بها أبا الفوارس الزينبي وأبا الفضل بن خيرون وابن خاله أبا طاهر ويحيى بن أحمد البيني وأبا الحسين ابن الطيوري وجعفر بن أحمد السراج وغيرهم وكتب عنهم قال وسمعت أبا عامر ذات يوم يقول وقد جرى ذكر مالك بن أنس قال دخل عليه هشام بن عمار فضربه بالدرة وقرأت عليه بعض كتاب الأموال لأبي عبيد فقال لي يوما وقد مر بعض أقوال أبي عبيد ما كان إلا حمارا مغفلا لا يعرف الفقه وحكى لي عنه أنه قال في إبراهيم النخعي أعور سوء
فاجتمعنا يوما عند أبي القاسم بن السمرقندي لقراءة الكامل لابن عدي فحكى ابن عدي حكاية عن السعدي فقال يكذب ابن عدي إنما هو قول إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني فقلت له السعدي هو الجوزجاني ثم قلت له إلى كم يحتمل منك سوء الأدب تقول في إبراهيم النخعي كذا وفي مالك كذا وفي أبي عبيد كذا وفي ابن عدي كذا فغضب وأخذته الرعدة قال وكان البرداني وابن الخاضبة يحاقوني وآل الأمر إلى أن تقول لي هذا فقال له ابن السمرقندي هذا بذاك وقلت له إنما نحترمك ما احترمت الأئمة فإذا أطلقت القول فيهم فما نحترمك فقال والله لقد علمت من علم الحديث ما لم يعلمه غيري ممن تقدمني وإني لأعلم من صحيح البخاري ومسلم ما لم يعلماه من صحيحيهما فقلت له على وجه الاستهزاء فعلمك إذا إلهام فقال إي والله إلهام فتفرقنا وهجرته ولم أتمم عليه كتاب الأموال وكان

سيىء الاعتقاد يعتقد من أحاديث الصفات ظاهرها بلغني أنه قال يوما في سوق باب الأزج يوم يكشف عن ساق فضرب على ساقه وقال ساق كساقي هذه وبلغني أنه قال أهل البدع يحتجون بقوله ليس كمثله شيء أي في الألوهية فأما في الصورة فهو مثلي ومثلك وقد قال الله تعالى يا نساء النبي لستن كأحد من النساء أي في الحرمة لا في الصورة وسألته يوما عن مذهبه في أحاديث الصفات فقال اختلف الناس في ذلك فمنهم من تأولها ومنهم من أمسك عن تأولها ومنهم من اعتقد ظاهرها ومذهبي أحد هذه الثلاثة مذاهب وكان يفتي على مذهب داود وبلغني أنه سئل عن وجوب الغسل على من جامع ولم ينزل فقال لا غسل عليه إلا أني فعلت ذلك بأم أبي بكر يعني ابنه وكان بشع الصورة أزرق اللباس يدعي أكثر مما يحسن مات يوم الأحد الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة 425 ودفن باب الأزج بمقبرة الفيل وكنت إذ ذاك ببغداد ولم أشهده آخر ما ذكره ابن عساكر وعلي بن أحمد بن عبد العزيز بن طير أبو الحسن الأنصاري الميورقي قدم دمشق وسمع بها وحكى عن أبي محمد غانم بن الوليد المخزومي وأبي عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النميري وأبي الحسن علي بن عبد الغني القيرواني وغيرهم روى عنه عبد العزيز الكناني وهو من شيوخه وأبو بكر الخطيب وهبة الله بن عبد الوارث الشيرازي وعمر بن عبد الكريم الدهستاني وأبو محمد بن الأكفاني وقال إنه ثقة وكان عالما باللغة وسافر من دمشق في آخر سنة 463 إلى بغداد وأقام بها ومات بها سنة 774 قال الحافظ حدثني أبو غالب الماوردي قال قدم علينا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري البصرة في سنة 469 فسمع من أبي علي التستري كتاب السنن وأقام عنده نحوا من سنتين وحضر يوما عند أبي القاسم إبراهيم بن محمد المناديلي وكان ذا معرفة بالنحو والقراءة وقرأ عليه جزءا من الحديث وجلس بين يديه وكان عليه ثياب خلقة فلما فرغ من قراءة الجزء أجلسه إلى جنبه فلما مضى قلت له في إجلاسه إلى جنبه فقال قد قرأ الجزء من أوله إلى آخره وما لحن فيه وهذا يدل على فضل كثير ثم قال إن أبا الحسن خرج من عندنا إلى عمان ولقيته بمكة في سنة 37 أخبرني أنه ركب من عمان إلى بلاد الزنج وكان معه من العلوم أشياء فما نفق عندهم إلا النحو وقال لو أردت أن أكسب منهم ألوفا لأمكن ذلك وقد حصل لي منهم نحو من ألف دينار وتأسفوا على خروجي من عندهم ثم إنه عاد إلى البصرة على أن يقيم بها فلما وصل إلى باب البصرة وقع عن الجمل فمات من وقته وذلك في سنة 474 كذا قال أولا مات ببغداد وههنا بالبصرة ومن شعر الميورقي قوله وسائلة لتعلم كيف حالي فقلت لها بحال لا تسر وقعت إلى زمان ليس فيه إذا فتشت عن أهليه حر
ميها بكسر الميم مقصور اسم ماء في بلاد هذيل أو جبل
ميهنة بالفتح ثم السكون وفتح الهاء والنون من قرى خابران وهي ناحية بين أبيورد وسرخس قد نسب إليها جماعة من أهل العلم والتصوف منهم أبو سعيد أسعد بن أبي سعيد فضل الله بن أبي الخير وأبو الفتح طاهر وكانا من أهل التصوف وبيته وكان أسعد حريصا على سماع الحديث وطلبه وجمعه فسمع أبا القاسم عبد الكريم القشيري وغيره ذكره أبو سعد في شيوخه وقال ولد في سنة 454 ومات في سنة 705 في رمضان

ن
باب النون والألف وما يليهما
نابت بكسر الباء الموحدة وآخره تاء مثناة اسم الفاعل من نبت ينبت موضع بالبصرة وذات النابت من عرفات
نابلس بضم الباء الموحدة واللام والسين مهملة وسئل شيخ من أهل المعرفة من أهل نابلس لم سميت بذلك فقال إنه كان ههنا واد فيه حية قد امتنعت فيه وكانت عظيمة جدا وكانوا يسمونها بلغتهم لس فاحتالوا عليها حتى قتلوها وانتزعوا نابها وجاؤوا بها فعلقوها على باب هذه المدينة فقيل هذا ناب لس أي ناب الحية ثم كثر استعمالها حتى كتبوها متصلة نابلس هكذا وغلب هذا الاسم عليها وهي مدينة مشهورة بأرض فلسطين بين جبلين مستطيلة لا عرض لها كثيرة المياه لأنها لصيقة في جبل أرضها حجر بينها وبين بيت المقدس عشرة فراسخ ولها كورة واسعة وعمل جليل كله في الجبل الذي فيه القدس وبظاهر نابلس جبل ذكروا أن آدم عليه السلام سجد فيه وبها الجبل الذي تعتقد اليهود أن الذبح كان عليه وعندهم أن الذبيح إسحاق عليه السلام ولليهود في هذا الجبل اعتقاد أعظم ما يكون واسمه كزيرم وهو مذكور في التوراة والسمرة تصلي إليه وبه عين تحت كهف يعظمونها ويزورها السمرة ولأجل ذلك كثرت السمرة بهذه المدينة وينسب إليها محمد بن أحمد بن سهل بن نصر أبو بكر الرملي ويعرف بابن النابلسي حدث عن أبي جعفر محمد بن أحمد بن شيبان الرملي وسعيد بن هاشم بن مرثد الطبراني وعمر بن محمد بن سليمان العطار وعثمان بن محمد بن علي بن جعفر الذهبي ومحمد بن الحسن بن قتيبة وأحمد بن ريحان وأبي الفضل العباس بن الوليد القاضي وأبي عبد الله جعفر بن أحمد بن إدريس القزويني وإسماعيل بن محمد بن محفوظ وأبي سعيد بن الأعرابي وأبي منصور محمد بن سعد روى عنه هشام بن محمد الرازي وعبد الوهاب الميداني وأبو الحسن الدارقطني وأبو مسلم محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر الأصبهاني وأبو القاسم علي بن جعفر الحلبي وبشرى بن عبد الله مولى فلفل وعن أبي ذر الهروي قال أبو بكر النابلسي سجنه

بنو عبيد وصلبوه في السنة وسمعت الدارقطني يذكره ويبكي ويقول كان يقول وهو يسلخ كان ذلك في الكتاب مسطورا وقال أبو القاسم قال لنا أبو محمد الأكفاني فيها يعني سنة 363 توفي العبد الصالح الزاهد أبو بكر محمد بن أحمد بن سهل بن نصر الرملي ويعرف بابن النابلسي وكان يرى قتال المغاربة وبغضهم وأنه واجب فكان قد هرب من الرملة إلى دمشق فقبض عليه الوالي بها أبو محمد الكناني صاحب العزيز أبي تميم بدمشق وأخذه وحبسه في شهر رمضان سنة 363 وجعله في قفص خشب وحمله إلى مصر فلما حمله إلى مصر قيل له أنت قلت لو أن معي عشرة أسهم لرميت تسعة في المغاربة وواحدا في الروم فاعترف بذلك وقال قد قلته فأمر أبو تميم بسلخه فسلخوه وحشوا جلده تبنا وصلبوه وعن أبي الشعشاع المصري قال رأيت أبا بكر النابلسي في المنام بعدما قتل وهو في أحسن هيئة فقلت له ما فعل الله بك فأنشد يقول حباني مالكي بدوام عز وأوعدني بقرب الانتصار وقربني وأدناني إليه وقال انعم بعيش في جواري وإدريس بن يزيد أبو سليمان النابلسي سكن العراق وحكى عن أبي تمام وكان أديبا شاعرا وقال أبو بكر الصولي لقيني أبو سليمان النابلسي في مربد البصرة فقلت له من أين فقال من عند أميركم الفضل بن عباس حجبني فقلت أبياتا ما سمعها بعد مني فقلت أنشدنيها فأنشدني لما تفكرت في حجابك عاتبت نفسي على حجابك فما أراها تميل طوعا إلا إلى اليأس من ثوابك قد وقع اليأس فاستوينا فكن كما كنت باحتجابك فإن تزرني أزرك أو إن تقف ببابي أقف ببابك والله ما أنت في حسابي إلا إذا كنت في حسابك قال وحجبني الحسن بن يوسف اليزيدي فكتبت إليه سأترككم حتى يلين حجابكم على أنه لا بد أن سيلين خذوا حذركم من نوبة الدهر إنها وإن لم تكن حانت فسوف تحين
نابع بكسر الباء الموحدة وعين مهملة اسم الفاعل من نبع ينبع موضع بقرب مدينة الرسول صلى الله عليه و سلم
نابل بعد الألف باء موحدة ولام قال أبو طاهر السلفي أنشدنا أبو العباس أحمد بن علي بن عمار النابلي بالثغر وسألته عن نابل فقال إقليم من أقاليم إفريقية بين تونس وسوسة فقال كم قد وشت لكن كفيت لسانها عين رقت للدمع حتى خانها أودعتها سر الهوى فوشت به ما كل من منح السرائر صانها قال وروى من أهل نابل الحديث محمد بن عبد الحميد النابلي وأبوه عبد الحميد وعبد المنعم بن عبد القادر النابلي وأبوه

ناتلة بكسر التاء المثناة من فوقها ولام ويقال ناتل بغير هاء مدينة بطبرستان بينها وبين آمل خمسة فراسخ وبينها وبين شالوس مثلها وهي في سهل طبرستان خضرة نضرة وقد نسب إليها قوم من أهل العلم منهم أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عمر الحلبي الناتلي سافر الكثير وكان تاجرا سمع الحديث من أبي بكر أحمد بن علي بن خلف وأبي الفضل محمد بن عبيد الله الصرام سمع منه أبو نصر الصوفي وأبو بكر المفيد وتوفي سنة 715 وناتل بطن من الصدف وبطن من قضاعة
ناجرة بكسر الجيم والراء مهملة مدينة في شرقي الأندلس من أعمال تطيلة هي الآن بيد الأفرنج
ناجية بالجيم وتخفيف الياء من قولنا نجت الأمة من العذاب فهي ناجية وهي محلة بالبصرة مسماة بالقبيلة هي بنو ناجية بن سامة بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك وناجية أم عبد البيت بن الحارث بن سامة بن لؤي خلف عليها بعد أبيه نكاح مقت فنسب إليها ولدها وترك اسم أبيه وهي ناجية بنت جرم بن ربان بالراء المهملة ابن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة وقال العمراني ناجية مدينة صغيرة لبني أسد وهي طوية لبني أسد من مدافع القنان جبل وهما طويان بهذا الاسم ومات رؤبة بن العجاج بناجية لا أدري بهذا الموضع أم بغيره وقال السكوني ناجية منزل لأهل البصرة على طريق المدينة بعد أثال وقبل القوارة لا ماء بها وقال الأصمعي ناجية ماء لبني قرة من بني أسد أسفل من الحبس وهي في الرمث وكفة العرفج وكفته منقطعة ومنتهاه وكفة العرفج هي العرفة عرفة ساق وعرفة الفروين وفي كل تصدر شاربه في الناجية والثلماء
ناحية قرأت بخط بعد الفضلاء الأئمة وهو أبو الفضل العباس بن علي المعروف بابن برد الخيار قال حدثني أبو عوانة عن أبيه عن ابن عباس بن سهل بن ساعد الساعدي عن أبيه عباس بن سهل قال لما ولي عثمان ابن حيان المري المدينة عرض ذات يوم بالفتنة وذكرها ابن سهل فقال له بعض جلسائه إن عباس بن سهل كان شيعة لابن الزبير وكان قد وجهه في جيش إلى المدينة فتغيظ عثمان علي وحلف ليقتلني فتواريت حتى طال ذلك علي فلقيت بعض جلسائه فشكوت له أمري وقلت قد أمنني أمير المؤمنين فقال لا والله ما يجري ذكرك عند الأمير إذ تغيظ عليك وأوعدك وهو ينبسط عن الحوائج على طعامه فتنكر واحضر طعامه وقل ما تريد قال ففعلت ذلك وحضرت طعامه فأتي بجفنة فيها ثريد عليه لحم وهي ضخمة فقلت كأني أنظر إلى جفنة حيان بن معبد وتكاوس الناس عليها بناحية فجعل عثمان يقول لي رأيته والله بعينك قلت أجل لعمري كأني أنظر إليه حين يخرج علينا وعليه مطرف خز هدبه يتعلقه شوك السعدان فما يكفه ثم يؤتي بالجفنة فكأني أرى الناس عليها فمنهم القائم ومنهم القاعد فقال صدقت بعد أبوك فمن أنت قلت أنا عباس بن سهل الأنصاري فقال مرحبا وأهلا بأهل الشرف والحق قال عباس فرأيتني وما بالمدينة رجل أوجه مني عنده قال فقال لي بعض القوم بعد ذلك يا عباس أنت رأيت حيان بن معبد يسحب الخز ويتكاوس الناس على جفناته قلت والله لقد رأيته وقد نزلنا ناحية فأتانا في رحالنا وعليه عباءة قطوانية فجعلت أذوده بالسوط عن رحالنا مخافة أن يسرقها
النار بلفظ النار المحرقة حرة النار لبني عبس ذكرت
وزقاق النار بمكة ذكرت في الزقاق
والحرار وذو النار قرية بالبحرين لبني محارب بن

عبد القيس
نارناباذ بعد الراء نون معناه عمارة نارن لأن أباذ معناه العمارة من قرى مرو
نارغيسة بعد الراء غين معجمة ثم ياء ثم سين مهملة قال العمراني قرية ولم يزد
النازية بالزاي وتخفيف الياء عين ثرة على طريق الآخذ من مكة إلى المدينة قرب الصفراء وهي إلى المدينة أقرب وإليها مضافة قال ابن إسحاق ولما سار النبي صلى الله عليه و سلم إلى بدر ارتحل من الروحاء حتى إذا كان بالمنصرف ترك طريق مكة يسارا وسلك ذات اليمين على النازية يريد بدرا فسلك ناحية منها حتى جزع واديا يقال له رحقان بين النازية ومضيق الصفراء كذا قيده ابن الفرات في عدة مواضع كأنه من نزا ينزو إذا طفر والنازية فيما حكى عنه رحبة واسعة فيها عضاة ومروخ
ناس قرية كبيرة من نواحي أبيورد بخراسان
ناسر بكسر السين المهملة وراء من قرى جرجان ينسب إليها الحسن بن أحمد الناسري الجرجاني
ناشروذ وشرواذ ناحيتان بسجستان لهما ذكر في الفتوح أرسل عبد الله بن عامر بن كريز الربيع بن زياد الحارثي في سنة 03 إلى سجستان فافتتح ناشروذ وشرواذ وأصاب سبيا كثيرا كان منهم أبو صالح بن عبد الرحمن وجد بسام فبعث به إلى ابن عامر
ناصحة بكسر الصاد المهملة والحاء المهملة موضع في شعر زهير وماء لمعاوية بن حزن بن عبادة بن عقيل بنجد
ناصح موضع ذكره في أخبار عنترة عن أبي عبيدة بالضاد المعجمة
الناصرة فاعلة من النصر قرية بينها وبين طبرية ثلاثة عشر ميلا فيها كان مولد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام ومنها اشتق اسم النصارى وكان أهلها عيروا مريم فيزعمون أنه لا تولد بها بكر إلى هذه الغاية وأن لهم شجرة أترج على هيئة النساء وللأترجة ثديان وما يشبه اليدين والرجلين وموضع الفرج مفتوح وإن أمر هذه القرية في النساء والأترج مستفيض عندهم لا يدفعه دافع وأهل بيت المقدس يأبون ذلك ويزعمون أن المسيح إنما ولد في بيت لحم وأن آثار ذلك عندهم ظاهرة وإنما انتقلت به أمه إلى هذه القرية قال عبيد الله الفقير إليه فأما نص الإنجيل فإن فيه أن عيسى عليه السلام ولد في بيت لحم وخاف عليه يوسف زوج مريم من دهاء هارودس ملك المجوس فرأى في منامه أن احمله إلى مصر حتى آمرك برده ليكمل ما قال الرب على لسان النبي القائل إني دعوت ابني من مصر فأقام بمصر إلى أن مات هارودس فرأى في المنام أن يؤمر برده إلى بلاد بني إسرائيل فقدم به القدس فخاف عليه من القائم مقام هارودس فرأى في المنام أن انطلق به إلى الخليل فأتاها فسكن مدينة تدعى ناصرة وذكر في الإنجيل يسوع الناصري كثيرا والله أعلم
الناصرية من قرى سفاقس بإفريقية ينسب إليها أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن علي الناصري لقيه السلفي بالإسكندرية وبها مات وقال كان من أهل القرآن
ناصع والناصع من كل لون ما خلص ووضح وأكثر ما يستعمل في البياض وناصع من بلاد الحبشة
ناصفة بكسر الصاد والفاء وهو مجرى الماء وقيل الرحبة في الوادي قال الزمخشري ناصفة

واد من أودية القبلية
وناصفة الشجناء موضع في طريق اليمامة
وناصفة العمقين في بلاد بني قشير قال مصعب بن طفيل القشيري ألا حبذا يا خير أطلال دمنة بحيث سقى ذات السلام رقيبها إذ العين لم تبرح ترى من مكانها منازل قفر نازعتها جنوبها بناصفة العمقين أو برقة اللوى على النأي والهجران شب شبوبها وناصفة العناب قال مالك بن نويرة كأن الخيل مر بها سنيحا قطامي بناصفة العناب ويوم ناصفة من أيام العرب وفي العقيق بالمدينة موضع يقال له ناصفة قال أبو معروف أحد بني عمرو بن تميم ألم تلمم على الدمن الخشوع بناصفة العقيق إلى البقيع والناصفة ماء لبني جعفر بن كلاب
قال أبو زياد ناصفة بني جعفر مطوية في غربي الحمى
وجبل ناصفة عسعس كذا قال الأصمعي في الشعر وقال لبيد يرثي أخاه أربد يا أربد الخير الكريم نجاره أفردتني أمشي بقرن أعضب ذهب الذين يعاش في أكنافهم وبقيت في قوم كجلد الأجرب يتأكلون خيانة وملاذة ويعاب قائلهم وإن لم يشغب إن الرزيئة لا رزيئة بعدها فقدان كل أخ كضوء الكوكب لولا الإله وسعي صاحب حمير وتعرضي في كل جون مصعب لبقيت في حلل الحجاز مقيمة فجنوب ناصفة لقاح الحوأب
ناضحة موضع فيه معدن ذهب بين اليمامة ومكة عن أبي زياد الكلابي
ناطلوق بالطاء المهملة مفتوحة وضم اللام وآخره قاف موضع في الشعر ذكره أبو تمام فقال يصف خيلا ألهبتهاالسياط حتى إذا است نت بإطلاقها على الناطلوق
ناطلين آخره نون بلد بالقسطنطينية
ناظرة بالظاء المعجمة بلفظ اسم الفاعل المؤنث من نظر جبل من أعلى الشقيق وقال ابن دريد موضع أو جبل وقال الخارزنجي نواظر آكام معروفة في أرض باهلة وقيل ناظرة وشرج ماءان لعبس قال الأعشى شاقتك أظعان ليلى يوم ناظرة وقال جرير أمنزلتي سلمى بناظرة اسلما وما راجع العرفان إلا توهما كأن رسوم الدار ريش حمامة محاها البلى واستعجمت أن تكلما
ناعب بكسر العين وآخره باء موحدة من نعب الغراب فهو ناعب قال الحازمي موضع في شعر واختلف فيه
ناعت اسم الفاعل من نعت ينعت بمعنى وصف يصف موضع في ديار بني عامر بن صعصعة ثم ديار

بني نمير من بادية اليمامة قال لبيد كأن نعاجا من هجائن عازف عليها وآرام السلي الخواذلا جعلن جراح القرنتين وناعتا يمينا ونكبنا البدي شمائلا
ناعتون بلفظ جمع ناعت الذي قبله موضع قال عوف بن الجزع بحمران أو بقفا ناعتي ن أو المستوى إذا علون الستارا
ناعجة بالجيم قال أبو خيرة الناعجة من الأرض السهلة المستوية مكرمة للنبات تنبت الرمث ويوم ناعجة من أيام العرب
ناعر موضع كانت فيه وقعة للمسلمين وأهل الردة في أيام أبي بكر رضي الله عنه قال خالد بن الوليد ولقد تبيت بناعر مستخفيا كره الحروب مخافة أن تقتلا
ناعط بكسر العين المهملة وطاء مهملة أيضا الناعط المسافر سفرا بعيدا والناعط السيىء الأدب في أكله ومروته وعطائه وناعط حصن في رأس جبل بناحية اليمن قديم كان لبعض الأذواء قرب عدن قال وهب قرأنا على حجر في قصر ناعط بني هذا القصر سنة كانت مسيرتنا من مصر قال وهب فإذا ذلك أكثر من ألف وستمائة سنة وقد ذكره امرؤ القيس فقال هو المنزل الآلاف من جو ناعط بني أسد حزنا من الأرض أوعرا وقال الصولي في شرح قول أبي نواس يفتخر باليمن لست لدار عفت وغيرها ضربان من نوئها وحاصبها بل نحن أرباب ناعط ولنا صنعاء والمسك في محاربها يقول نحن ملوك أهل عدن ولسنا كنزار أهل وبر وصفات للديار والرياح والصحارى
وناعط قصر على جبلين باليمن لهمدان ومن أكاذيبهم فيما أحسب قول بعضهم ناعط قصر على جبلين لهمدان إذا أشرقت الشمس سار الراكب في ظله أربعة فراسخ وهذا من المحال لأن الراكب لا يسير أربعة فراسخ إلا والشمس قد صارت في وسط السماء فإن أريد أن الشمس إذا أشرقت يمتد ظله أربعة فراسخ كان أقرب إلى الصحيح والله أعلم
ناعم بكسر العين حصن من حصون خيبر عنده قتل محمود بن مسلمة أخو محمد بن مسلمة ألقوا عليه رحا فقتلوه عام خيبر
والناعم موضع آخر في قول عدي بن الرقاع ألمم على طلل عفا متقادم بين الذؤيب وبين غيب الناعم وقال أبو دؤاد أوحشت من سروب قومي تعار فأروم فشابة فالستار فإلى الدور فالمرورات منهم فحفير فناعم فالديار
ناعورة بلفظ ناعورة الدولاب موضع بين حلب وبالس فيه قصر لمسلمة بن عبد الملك من حجارة وماؤه من العيون وبينه وبين حلب ثمانية أميال
نافخش بالفاء المفتوحة والخاء ساكنة وشين معجمة من قرى سمرقند
نافع بكسر الفاء وعين مهملة من مخالف اليمن

نافقان بالفاء ثم القاف وآخره نون من قرى مرو
نامش بكسر الميم وشين معجمة من قرى بيهق ينسب إليها من المتأخرين الحسين بن علي بن منصور النامشي البيهقي ذكره أبو سعد في التحبير قال سمع أبا الحسن علي بن أحمد المدني وأسعد بن مسعود العتبي
نامشة من رساتيق طبرستان بينها وبين سارية عشرون فرسخا فتحها سعيد بن العاص في سنة 03 عنوة في أيام عثمان بن عفان رضي الله عنه وكان سعيد أميرا بالكوفة
نامين بكسر الميم ثم ياء ساكنة ونون جمع نام موضع
نامية بتخفيف الياء من نمى ينمي ماءة لبني جعفر بن كلاب ولهم جبال يقال لها جبال النامية
ناووس الظبية الناووس والقبر واحد وهو موضع قرب همذان ذكره ابن الفقيه وذكر له قصة من خرافات الفرس إلا أنه قال وهذا الموضع باق إلى الآن معروف بهذا الاسم فبقيت النفس مشتاقة إلى التطلع إلى ذلك فأوردت خبرة على ما ذكره فإن الموضع بهذا الحديث سمي ناووس الظبية صحت الحكاية أم لم تصح وهو بالقرب من قصر بهرام جور الذي ذكر في القصور وهو على تل مشرف عال حوله عيون كثيرة وأنهار غزيرة وكان السبب في أمره أن بهرام جور خرج متصيدا ومعه جارية له من أحظى جواريه عنده فنزل على هذا التل فتغدى ثم جلس للشرب فلما أخذ منه الشراب قال لها اشتهي فوالله لا تشتهين شيئا إلا بلغتك إياه كائنا ما كان فنظرت إلى سرب ظباء فقالت أحب أن تجعل بعض ذكور هذه الظباء مثل الإناث وتجعل بعض الإناث مثل الذكور وترمي ظبية منها فتلصق ظلفها مع أذنها فورد على بهرام ما حيره ثم قال إن أنا لم أفعل ذلك كنت عندها وعند الملوك عاجزا فقال إن امرأة شهاها شيئا ثم لم يف لها به فأخذ الجلاهق وعين ظبية فرماها ببندقة أصاب أذنها فرفعت رجلها تحك بها أذنها فانتزع سهما فخاط به أذنها مع ظلفها ثم ركب فرسه وعمد إلى السرب فجعل يرمي الذكور ذوات القرون بنشاب له وسخاخين فيقلع القرون بذلك ويرمي الإناث في رؤوسها حتى يلصق سهمه في رؤوسها بمنزلة القرون فلما وفى للجارية بما التمست انصرف فذبح الجارية ودفنها مع الظبية في ناووس واحد وبنى عليها علما من حجارة وكتب عليها قصتها وإنما قتل الجارية لأنه قال كادت تفضحني وقصدت تعجيزي قال والموضع موجود إلى يومنا هذا ويعرف بناووس الظبية والله أعلم
الناووسة من قرى هيت لها ذكر في الفتوح مع ألوس
الناوية اسم لقريتين بمصر إحداهما في كورة البهنسا والأخرى في كورة الغربية
نايت بعد الألف ياء آخر الحروف وتاء مثناة من نواحي البصرة في ظن أبي سعد السمعاني ينسب إليها أبو الحسن علي بن عبد العزيز المؤدب البصري المعروف بالنايتي روى عن فاروق بن عبد الكبير الخطابي وروى عنه أبو طاهر محمد بن أحمد الأشناني كذا ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتاب المؤتلف
ناينج بعد الألف ياء مفتوحة ونوه ساكنة وجيم بليدة بنواحي أصبهان على طرف البرية

بينها وبين أصبهان ثلاثون فرسخا
النائع موضع بنجد لبني أسد قال الراجز أرقني الليلة برق لامع من دونه التينان والربائع فواردات فقنا فالنائع ومن ذرى رمان هضب فارع
نائلة اسم صنم ذكر مع أساف لأنهما متلازمان
نائن بعد الألف ياء مهموزة ونون من قرى أصبهان ينسب إليها نفر من الرواة منهم محمد بن الفضل بن عبد الواحد بن محمد النائني أبو الوفاء القاضي سمع أبا بكر بن باجة وأبا إسحاق إبراهيم بن محمد الطيان وغيرهما ويقال لها نائين أيضا وأحمد بن عبد الهادي بن أحمد بن الحسن الأردستاني النائني نزيل نائن سمع منه عبد بن حميد ونائن في الإقليم الثالث وطولها من جهة المغرب ثمانون درجة وخمس وأربعون دقيقة وعرضها ثمان وعشرون درجة وثلث
نائين بعد الألف همزة في صورة الياء ثم ياء خالصة ونون وهي التي قبلها بعينها وعدها الإصطخري في أعمال فارس ثم من كورة إصطخر لأنها بين أصبهان وفارس فتتوزع فيهما
باب النون والباء وما يليهما
النباء بالصم والمد موضع بالطائف عن نصر
نباتي بالفتح وبعد الألف تاء فوقها نقطتان مقصور وقد يضم أوله عن صاحب كتاب النبات اسم جبل قال ساعدة بن جؤية الهذلي يصف سحابا لما رأى نعمان حل بكرفيء عكحر كما لبخ البزول الأركب فالسدر مختلج وأنزل طافيا ما بين عين إلى نباتى الأثأب واختلف في هذا الاسم فروي على عدة وجوه روي نباة مثل حصاة ونبات ونباتى روي ذلك كله عن السكري والأثأب شجر كالأثل أراد نزل الأثأب من رؤوس الجبال مشرفا على رأس الماء
النباج بكسر أوله وآخره جيم قال اللحياني النباج الصوت ورجل نباج شديد الصوت والنباج الآكام العالية والنباج الغرائر السود والنبيج كان من أطعمة العرب في المجاعة يخاض الوبر باللبن ويجدح ويحتمل غير ذلك فهذا ما اجتهدت أنا فيه ثم وجدت في كتاب لابن خالويه ليس أحد ذكر اشتقاق النباج جمع النباجة يقال نبجت اللبن الحليب إذا جدحته بعود في طرفه شبه فلكة حتى يكرفىء ويصير ثمالا فيؤكل به التمر يجتحف اجتحافا قال ولا يفعل ذلك أحد من العرب إلا بنو أسد يقال لبن نبيج ومنبوج واسم ما ينبج به النباجة قال وهذا حرف غريب فانظر رعاك الله إلى هذه الدعوى والتعجرف ثم جاء بما لا يليق أن يكون اسم موضع وانظر إلى ما جئنا به فإن جميعه صالح أن يركب عليه اسم موضع قال أبو منصور وفي بلاد العرب نباجان أحدهما على طريق البصرة يقال له نباج بني عامر وهو بحذاء فيد والآخر نباج بني سعد بالقريتين وقال غيره النباج منزل لحجاج البصرة وقيل النباج بين مكة والبصرة للكريزيين ونباج آخر بين البصرة واليمامة وبينه وبين اليمامة غبان لبكر بن وائل والغب مسيرة يومين وقال أبو عبيد الله السكوني النباج من البصرة على عشر مراحل وثيتل قريب من النباج وبهما يوم من أيام العرب مشهور لتميم على بكر بن وائل وفيه

يقول محرز الضبي لقد كان في يوم النباج وثيتل وشطف وأيام تداركن مجزع قال والنباج استنبط ماءه عبد الله بن عامر بن كريز شقق فيه عيونا وغرس نخلا وولده به وساكنه رهطه بنو كريز ومن انضم إليهم من العرب ومن وراء النباج رمال أقوار صغار يمنة ويسرة على الطريق والمحجة فيها أحيانا لمن يصعد إلى مكة رمل وقيعان منها قاع بولان والقصيم قال أعرابي ألا حبذا ريح الألاء إذا سرت به بعد تهتان رياح جنائب أهم ببغض الرمل ثمت إنني إلى الله من أن أبغض الرمل تائب وإني لمعذور إلى الشوق كلما بدا لي من نخل النباح العصائب وقيل النباج قرية في بادية البصرة على النصف من طريق البصرة إلى مكة بمنزلة فيد لأهل الكوفة وقد قال البحتري إذا جزت صحراء النباج مغربا وجازتك بطحاء السواجير يا سعد فقل لبني الضحاك مهلا فإنني أنا الأفعوان الصل والضيغم الورد والسواجير نهر منبج فيقتضي ذلك أن يكون النباج بالقرب منها ويبعد أن يريد نباج البصرة وبين منبج وبينها أكثر من مسيرة شهرين وإليها ينسب يزيد بن سعيد النباجي سمع مالك بن دينار وروى عنه رجاء بن محمد بن رجاء البصري
نباح بضم أوله وآخره حاء مهملة بلفظ نباح الكلب وذو النباح حزم من الشربة بأطراف تيمن هضبة من ديار فزارة كذا جاء في كتاب الحازمي
نباذان من قرى هراة كذا ذكرت في نوباذان أخبرنا أبو المظفر السمعاني بمرو أخبرتنا أمة الله بنت محمد بن أحمد النباذاني العارفة قراءة عليها بهراة وذكرت حديثا
نبارة في كتاب ابن عبد الحكم ونزل عمرو بن العاص على مدينة طرابلس الغرب فملك المدينة فكان من بسبرة متحصنين فلما بلغهم محاصرة عمرو مدينة طرابلس واسمها نبارة وسبرة السوق القديم فهذا يدل على أن طرابلس اسم الكورة ونبارة مدينتها
النباريس كأنه جمع نبراس وهو السراج قال السكري النباريس شباك لبني كليب وهي الآبار المتقاربة قال ذلك في قول جرير هل دعوة من جبال الثلج مسمعة أهل الإياد وحيا بالنباريس
النباع موضع بين ينبع والمدينة قال ابن هرمة نباع عفا من أهله فالمشلل إلى البحر لم يأهل له بعد منزل فأجزاع كفت فاللوى فقراضم تناجى بليل أهله فتحملوا
نباع من أعمال صنعاء حصن بيد ابن الهرش
نباك بالكسر وآخره كاف جمع نبكة وهي روابي الرمال في الجرعاء والمرأة اللينة وقال الأصمعي النبكة ما ارتفع من وجه الأرض وهو موضع نقله الأديبي
نباك هو مثل الذي قبله إلا أنه بضم أوله موضع أظنه باليمامة ذكره الأعشى فقال

أتاني وعيد الحوص من آل جعفر فيا عبد عمرو لو نهيت الأحاوصا فقلت ولم أملك أبكر بن وائل متى كنت فقعا نابتا بقصائصا وقد ملأت بكر ومن لف لفها نباكا فأحواض الرجا فالنواعصا
نباكة مثل الذي قبله وزيادة الهاء موضع آخر عنه أيضا
نبالة بالكسر واللام قال الحازمي موضع يمان أو تهام وقيل بضم النون والكاف
النباوة بالفتح وبعد الألف واو مفتوحة قال ابن الأعرابي النبوة الارتفاع والنبوة الجفوة قال أبو قتادة ما كان بالبصرة رجل أعلم من حميد بن هلال غير أن النباوة أضرت به كأنه أراد أن طلب الشرف أضر به ومعناه العلو وكل مرتفع من الأرض نباوة وهو موضع بالطائف وفي الحديث خطب النبي صلى الله عليه و سلم يوما بالنباوة من الطائف
نبايع بالضم وبعد الألف ياء وعين مهملة يجوز فيه وجهان أحدهما أن تكون النون للمضارعة من بايع يبايع ونحن نبايع ويجوز أن تكون النون أصلية فيكون من النبع وهو شجر تعمل منه القسي من شجر الجبال أو من نبع الماء ينبع نبوعا ونبعا قال أبو منصور هو اسم مكان أو جبل أو واد في ديار هذيل ذكره أبو ذؤيب فقال وكأنها بالجزع جزع نبايع وألات ذي العرجاء نهب مجمع وقال البريق بن عياض بن خويلد اللحياني لقد لاقيت يوم ذهبت أبغي بحزم نبايع يوما أمارا وروي بتقديم الياء وذكر في موضعه ونبايع ونبايعات موضع واحد وللعرب في ذلك عادة إذا احتاجوا إلى إقامة الوزن يثنون الموضع ويجمعونه وفي هذا الكتاب كثير والدليل على أنهما واحد أن البريق الهذلي يقول في قصيدة يرثي أخاه وكان قد مات بهذا الموضع
لقد لاقيت يوم ذهبت أبغي بحزم نبايع يوما أمارا مقيما عند قبر أبي سباع سراة الليل عندك والنهارا ذهبت أعوده فوجدت فيها أورايا روامس والغبارا سقى الرحمن حزم نبايعات من الجوزاء أنواء غزارا
نبتل بفتح أوله وسكون ثانيه وتاء فوقها نقطتان مفتوحة ولام جبل في ديار طيء قريب من أجأ وموضع على أرض الشام كذا قال الحازمي
نبر بوزن زفر قال أبو زياد ولعمرو بن كلاب نبر إلى قارة تسمى ذات النطاق وجعله نصر بضمتين
نبر بضم أوله وفتح ثانيه وتشديده وراء من قرى بغداد وهي نبطية بوزن نفر وسمر ولهم شاعر اسمه أبو نصر منصور بن محمد الخباز النبري واسطي قدم بغداد وكان أميا وله شعر منه في الخمر وتبرية جاءتك في ثوب فضة بكف خلاسي القوام وشيق أتت بين طعمي عنبر وسلافة بأنفاس مسك في شعاع حريق

كأن حباب المزج في جنباتها كواكب در في سماء عقيق
نبرة بفتح أوله وسكون ثانيه وراء بعدها هاء والنبرة عند العرب ارتفاع الصوت ومنه نبرت الحرف إذا همزته ونبرة إقليم من أعمال ماردة
نبطاء بالمد كأنه من أنبطت الماء إذا حفرت حتى تستخرجه قرية بالبحرين لبني محارب بن عبد القيس قال أبو زياد النبطاء هضبة طويلة عريضة لبني نمير بالشريف من أرض نجد
نبط بالفتح ثم السكون والنبط بفتح الباء وهو الماء المستخرج بالحفر ولعل سكونه للتخفيف في هذا الموضع وهو شعب من شعاب هذيل قاد ساعدة بن جؤية أضر به ضاح فنبطا أسالة فمر فأعلى حوزها فخصورها ضاح ومرونبط مواضع
نبعة بالفتح واحدة النبع شجر تعمل منه القسي جبل بعرفات عند النبيعة قال ابن أبي نجيح من عرفات النبعة النبيعة وذات النابت قال كثير أقوى وأقفر من ماوية البرق فذو مراخ فقفر العلق فالحرق فآكم النعف وحش لا أنيس به إلا القطا فتلاع النبعة العمق ونبعة أيضا بلد من عمان
نبق باسم شجر يضاف إليه ذو فيصير اسم موضع في قول الراعي تبصر خليلي هل ترى من ظعائن بذي نبق زالت بهن الأباعر
النبك قرية مليحة بذات الذخائر بين حمص ودمشق فيها عين عجيبة باردة في الصيف صافية طيبة عذبة يقولون مخرجها من يبرود وقال الراجز أنى بك اليوم وأنى منك ركب أناخوا موهنا بالنبك ولا أدري أراد هذا الموضع أم غيره
نبوان موضع في شعر أبي صخر الهذلي حيث قال لمن الديار تلوح كالوشم بالجابتين فروضة الحزم ولها بذي نبوان منزلة قفر سوى الأرواح والرهم قال نصر نبوان ماء نجدي لبني أسد وقيل لبني السيد من ضبة
النبوك بالضم والواو ساكنة جمع النبك وهو جمع نبكة وهي الروابي من الرمال اللينة كما ذكرنا في نباك وهي أرض جرعاء بأحساء هجر
نبهان بالفتح ثم السكون وآخره نون فعلان من النباهة جبل مشرف على حق عبد الله بن عامر بن كريز عن الأصمعي قال ويتصل به جبل رنقاء إلى حائط عوف
نبهانية بالفتح ثم السكون وبعد النون ياء النسبة قرية ضخمة لبني والبة من بني أسد
النبيطاء بالمد والتصغير وقد ذكرت مكبرة قيل جبل بطريق مكة على ثلاثة أميال من توز
النبيط ويقال النميط تصغير النبط أنبطت الماء إذا استخرجته بالحفر وأما النميط فهو تصغير النمط وهو الطريقة يقال الزم هذا النمط والنمط أيضا الثياب المصبغة التي تجعل ظهارة للفرش وهي هنا وعساء النبيط أو النميط معروفة تنبت

ضروبا من النبات ذكرها ذو الرمة فقال فأضحت بوعساء النميط كأنها ذرى الأثل من وادي القرى ونخيلها
نبيع تصغير نبع من نبع الماء ينبع قال الحازمي موضع حجازي أظنه قرب المدينة وقال زهير غشيت ديارا بالنبيع فثهمد دوارس قد أقوين من أم معبد أربت بها الأرواح كل عشية فلم يبق إلا آل خيم منضد
النبيعة والنبعة وذات النابت من عرفات
النبيلة حصن باليمن
النبي بالفتح وتشديد الياء بلفظ النبي صلى الله عليه و سلم وقد اختلف في اشتقاقه فقال ابن السكيت هو من أنبأ عن الله فترك همزه قال وإن اتخذته من النبوة أو النباوة وهو الارتفاع من الأرض أي أنه شرف على سائر الخلق فأصله غير الهمز وقال في قول أوس بن حجر لأصبح رتما دقاق الحصى مكان النبي من الكاثب قال النبي المكان المرتفع والكاثب الرمل المجتمع وقيل النبي ما نبا من الحجارة إذا نجلتها الحوافر وقال الكسائي النبي الطريق والأنبياء طرق الهدى وقال الزجاج القراءة المجتمع عليها في النبيين والأنبياء طرح الهمزة وقد همز جماعة من أهل المدينة جميع ما جاء في القرآن من هذا واشتقاقه من نبأ وأنبأ أي أخبر قال والأجود ترك الهمزة لأن الاستعمال يوجب أن ما كان مهموزا من فعيل فجمعه فعلاء مثل ظريف وظرفاء فإذا كان من ذوات الياء فجمعه أفعلاء نحو غني وأغنياء ونبي وأنبياء بغير همز فإذا همزت قلت نبيء وأنباء كما تقول في الصحيح قال وقد جاء أفعلاء في الصحيح وهو قليل قالوا خميس وأخمساء ونصيب وأنصباء فيجوز أن يكون نبي من أنبأت فما ترك همزه إلا لكثرة الاستعمال ويجوز أن يكون من نبا ينبو إذا ارتفع فيكون فعيلا من الرفعة وقال أبو بكر بن الأنباري في الزاهر في قول القطامي لما وردن نبيا واستتب بنا مسحنفر كخطوط الشيح منسحل إن النبي في هذا البيت هو الطريق وقد رد عليه ذلك أبو القاسم الزجاج فقال كيف يكون ذلك من أسماء الطريق وهو يقول لما وردن نبيا وقد كانت قبل وروده على طريق فكأنه قال لما وردن طريقا وهذا لا معنى له إلا أن يكون أراد طريقا بعينه في مكان مخصوص فيرجع إلى أنه اسم مكان بعينه وقيل هو رمل بعينه وقيل هو اسم جبل قلت يقوي ما ذهب إليه الزجاجي قول عدي بن زيد العبادي سقى بطن العقيق إلى أفاق ففاثور إلى لبب الكثيب فروى قلة الأدحال وبلا ففلجا فالنبي فذا كتريب وفي كتاب نصر النبي بنون مفتوحة وكسر الباء وتشديد الياء ماء بالجزيرة من ديار تغلب والنمر بن قاسط وقيل بضم النون وفتح الباء قال والنبي أيضا موضع من وادي ظبي على القبلة منه إلى الهيل واد يأخذ مصعدا من قرب الفرات إلى الأردن وناحية حمص وواد أيضا بنجد كذا في كتابه وهو عندي مظلم لا يهتدى لقوله ولكن سطرناه كما وجدناه

باب النون والتاء وما يليهما
النتاءة بالضم وبعد الألف همزة ثم هاء وهو من النتوء وهو خروج الشيء عن موضعه من غير بينونة وهو ماء لبني عميلة قال الحفصي النتاءة نخيلات لبني عطارد ويوم النتاءة من أيام العرب قال زهير بن أبي سلمى يرثي ابنا له اسمه سالم رأت رجلا لاقى من العيش غبطة وأخطأه فيها الأمور العظائم وشب له فيها بنون وتوبعت سلامة أعوام له وغنائم فأصبح محبورا ينظر حوله بغبطته لو أن ذلك دائم رأيت من الأيام ما ليس عنده فقلت تعلم إنما أنت حالم لعلك يوما أن تراع بفاجع كما راعني يوم النتاءة سالم كان ابنه سالم قد لبس بردين وركب فرسا له رائعا ومر بامرأة فقالت له ما رأيت كاليوم رجلا ولا بردين ولا فرسا فعثر به الفرس فاندقت عنقه وعنق سالم وانشق البردان وقال نصر النتاءة جبل بحمى ضرية بين إمرة ومتالع وقيل ماء لغني
باب النون والثاء وما يليهما
نثرة موضع ذكره لبيد بن عطارد بن حاجب بن زرارة التميمي فقال تطاول ليلي بالإثمدين إلى الشطبتين إلى نثره وقد شيب الرأس قبل المشيب وفي الحادثات لنا عبره كمهوى عتيبة إذ قاده حثيث المطي أبو عذره أبو عذرة كنية الحارث بن نفير بن عبد الحارث الشيباني
باب النون والجيم وما يليهما
نجار بالضم وآخره راء يجوز أن يكون من النجر وهو الأصل وشكل الإنسان وهيئته أو من النجر وهو السوق الشديد أو من النجر وهو القطع وهو موضع في بلاد تميم وقيل من مياههم
ونجار أيضا ماء بالقرب من صفينة حذاء جبل الستار في ديار بني سليم عن نصر
نجار بكسر أوله وآخره راء بلفظ النجار وهو الأصل موضع عن العمراني
النجارة ماءة قرب صفينة على يومين من مكة تذكر مع النجير
نجاكث بلدة بما وراء النهر بينها وبين بناكث فرسخان وهما من قرى الشاش منها أبو المظفر محمد بن الحسن بن أحمد النجاكثي المعروف بفقيه العراق سكن بلخ سمع القاضي أبا علي الحسين بن علي المحمودي كتب عنه السمعاني ببلخ وتوفي بها في سنة 155
نجال بكسر أوله وآخره لام كأنه جمع نجيل وهو ضرب من الحمض ترعاه الإبل وهو موضع بين الشام وسماوة كلب قال كثير وأرغم ما عزمن البين حتى دفعن بذي المزارع والنجال
النجام بالكسر وآخره ميم وهو جمع نجم مثل زند وزناد فيما أحسب والنجم كل ما نبت على وجه

الأرض مما ليس فيه ساق وهو اسم موضع وقيل اسم واد في قول معقل بن خويلد الهذلي نزيعا محلبا من أهل لفت لحي بين أثلة والنجام
نجانيكث بالضم وبعد الألف نون مفتوحة وياء ساكنة وكاف مفتوحة وثاء مثلثة من قرى سمرقند
نجاويز بفتح أوله وبعد الألف واو مكسورة ثم ياء وزاي بلد باليمن في شعر الكميت
نجب بفتح أوله وثانيه وباء موحدة والنجب قشور الشجر ولا يقال لما لان من قشور الأغصان نجب والقطعة نجبة موضع كانت فيه وقعة لبني تميم على بني عامر بن صعصعة دعت بنو عامر حسان بن معاوية بن آكل المرار الكندي وهو ابن كبشة امرأة من بني عامر بن صعصعة بعد وقعة جبلة بحول إلى غزو بني حنظلة وهونوا أمرهم عليه فساروا إليهم في جمع وثروة وقد استعد بنو يربوع لهم ووقعت الحرب فقتل ابن كبشة الملك وأسر يزيد بن الصعق وغيره من وجوه بني عامر ومن تبعهم فقال سحيم بن وثيل الرياحي ونحن ضربنا هامة ابن خويلد يزيد وضرجنا عبيدة بالدم بذي نجب إذ نحن دون حريمنا على كل جياش الأجاري مرجم وقيل بفتح النون والجيم معا ذو نجب واد قرب ماوان في ديار بني محارب قال أبو الأحوص الرياحي ولو أدركته الخيل والخيل تدعي بذي نجب ما أقرنت وأجلت أقرنت أي ضعفت
النجب بالسكون بعد الفتح والباء موحدة علم مرتجل موضع في ديار بني كلاب قال القتال الكلابي عفا النجب بعدي فالعريشان فالبتر فبرق نعاج من أميمة فالحجر
النجبة ماء لبني سلول بالضمرين
نجبة بالفتح ثم السكون وباء موحدة قرية من قرى البحرين لبني عامر بن عبد القيس
نجدان تثنية نجد واشتقاقه ذكر في نجد موضع يقال له نجدا مريع قال الشماخ أقول وأهلي بالجناب وأهلها بنجدين لا تبرح نوى أم حشرج ونجدان جبلان بأجأ فيهما نخل وتين ونجدان في شعر حميد بن ثور وغيره قال دعوت بعجلى واعترتني صبابة وقد جاوزت نجدين أظعان مريما قال أبو زياد نجدان مربع في بلاد خثعم
نجد بضمتين لغة هذيل في نجد قال السكري قال الأخفش في قول أبي ذؤيب في عانة بجنوب السي مشربها غور ومصدرها عن مائها نجد لغة هذيل خاصة نجد يريدون نجدا
النجد بالفتح والتحريك وهو البأس والشهرة يقال رجل نجد بين النجد وهو صقع واسع من وراء عمان عن ابن موسى
نجد بفتح أوله وسكون ثانيه قال النضر النجد قفاف الأرض وصلابها وما غلظ منها وأشرف والجماعة النجاد ولا يكون إلا قفا أو صلابة من

الأرض في ارتفاع من الجبل معترضا بين يديك يرد طرفك عما وراءه يقال اعل هاتيك النجاد وهذاك النجاد بوجه وقال ليس بالشديد الارتفاع وقال الأصمعي هي نجود عدة منها نجد برق واد باليمامة ونجد خال ونجد عفر ونجد كبكب ونجد مريع ويقال فلان من أهل نجد وفي لغة هذيل والحجاز من أهل النجد قال أبو ذؤيب في عانة بجنوب السي مشربها غور ومصدرها عن مائها نجد قال وكل ما ارتفع عن تهامة فهو نجد فهي ترعى بنجد وتشرب بتهامة وقال الأصمعي سمعت الأعراب تقول إذا خلفت عجلزا مصعدا فقد أنجدت وعجلز فوق القريتين قال وما ارتفع عن بطن الرمة والرمة واد معلوم ذكر في موضعه فهو نجد إلى ثنايا ذات عرق قال وسمعت الباهلي يقول كل ما وراء الخندق الذي خندقه كسرى وقد ذكر في موضعه فهو نجد إلى أن تميل إلى الحرة فإذا ملت إليها فأنت بالحجاز وقيل نجد إذا جاوزت عذيبا إلى أن تجاوز فيد وما يليها وقيل نجد هو اسم للأرض العريضة التي أعلاها تهامة واليمن وأسفلها العراق والشام قال السكري حد نجد ذات عرق من ناحية الحجاز كما تدور الجبال معها إلى جبال المدينة وما وراء ذات عرق من الجبال إلى تهامة فهو حجاز كله فإذا انقطعت الجبال من نحو تهامة فما وراءها إلى البحر فهو الغور والغور وتهامة واحد ويقال إن نجدا كلها من عمل اليمامة وقال عمارة بن عقيل ما سال من ذات عرق مقبلا فهو نجد إلى أن يقطعه العراق وحد نجد أسافل الحجاز وهودج وغيره وما سال من ذات عرق موليا إلى المغرب فهو الحجاز إلى أن يقطعه تهامة وحجاز يحجز أي يقطع بين تهامة وبين نجد والذي قرأته في كتاب جزيرة العرب الذي رواه ابن دريد عن عبد الرحمن عن عمه وما ارتفع عن بطن الرمة يخفف ويثقل فهو نجد والرمة فضاء يدفع فيه أودية كثيرة وتقول العرب عن لسان الرمة كل بني فإنه يحسيني إلا الجريب فإنه يرويني والجريب واد عظيم يصب في الرمة قال وكان موضع مملكة حجر الكندي بنجد ما بين طمية وهي هضبة بنجد إلى حمى ضرية إلى دارة جلجل من العقيق إلى بطن نخلة الشامية إلى حزنة إلى اللقط إلى أفيح إلى عماية إلى عمايتين إلى بطن الجريب إلى ملحوب إلى مليجيب فما ارتفع من بطن الرمة فهو نجد إلى ثنايا ذات عرق وعرق هو الجبل المشرف على ذات عرق وقال العتبي حدثنا الرياشي عن الأصمعي قال العرب تقول إذا خلفت عجلزا مصعدا حتى تنحدر إلى ثنايا ذات عرق فإذا فعلت ذلك فقد أتهمت إلى البحر وإذا عرضت لك الحرار وأنت تنجد فتلك الحجاز تقول احتجزنا الحجاز فإذا تصوبت من ثنايا العرج فقد استقبلت الأراك والمرج وشجر تهامة فإذا تجاوزت بلاد فزارة فأنت بالجناب إلى أرض كلب ولم يذكر الشعراء موضعا أكثر مما ذكروا نجدا وتشوقوا إليها من الأعراب المتضمرة وسأورد منه ههنا بعض ما يحضرني قال أعرابي أكرر طرفي نحو نجد وإنني إليه وإن لم يدرك الطرف أنظر حنينا إلى أرض كأن ترابها إذا مطرت عود ومسك وعنبر

بلاد كأن الأقحوان بروضة ونور الأقاحي وشي برد محبر أحن إلى أرض الحجاز وحاجتي خيام بنجد دونها الطرف يقصر وما نطري من نحو نجد بنافعي أجل لا ولكني إلى ذاك أنظر أفي كل يوم نظرة ثم عبرة لعينيك مجرى مائها يتحدر متى يستريح القلب إما مجاور بحرب وإما نازح يتذكر وقال أعرابي آخر فيا حبذا نجد وطيب ترابه إذا هضبته بالعشي هواضبه وريح صبا نجد إذا ما تنسمت ضحى أو سرت جنح الظلام جنائبه بأجرع ممراع كأن رياحه سحاب من الكافور والمسك شائبه وأشهد لا أنساه ما عشت ساعة وما انجاب ليل عن نهار يعاقبه ولا زال هذا القلب مسكن لوعة بذكراه حتى يترك الماء شاربه وقال أعرابي آخر خليلي هل بالشام عين حزينة تبكي على نجد لعلي أعينها وهل بائع نفسا بنفس أو الأسى إليها فأجلاها بذاك حنينها وأسلمها الباكون إلا حمامة مطوقة قد بان عنها قرينها تجاوبها أخرى على خيزرانة يكاد يدنيها من الأرض لينها نظرت بعيني مؤنسين فلم أكد أرى من سهيل نظرة أستبينها فكذبت نفسي ثم راجعت نظرة فهيج لي شوقا لنجد يقينها وقال أعرابي آخر سقى الله نجدا من ربيع وصيف وماذا ترجي من ربيع سقى نجدا بلى إنه قد كان للعيس مرة وركنا وللبيضاء منزلة حمدا وقال أعرابي آخر ومن فرط إشفاقي عليك يسرني سلوك عني خوف أن تجدي وجدي وأشفق من طيف الخيال إذا سرى مخافة أن يدري به ساكنو نجد وأرضى بأن تفديك نفسي من الردى ولكنني أخشى بكاءك من بعدي مذاهب شتى للمحبين في الهوى ولي مذهب فيهم أقول به وحدي وقال أعرابي آخر ألا حبذا نجد وطيب ترابه وغلظة دنيا أهل نجد ودينها نظرت بأعلى الجلهتين فلم أكد أرى من سهيل لمحة أستبينها وقال أعرابي آخر رأيت بروقا داعيات إلى الهوى فبشرت نفسي أن نجدا أشيمها إذا ذكر الأوطان عندي ذكرته وبشرت نفسي أن نجدا أقيمها

ألا حبذا نجد ومجرى جنوبه إذا طاب من برد العشي نسيمها أجدك لا ينسيك نجدا وأهله عياطل دنيا قد تولى نعيمها وقال أعرابي آخر ألا أيها البرق الذي بات يرتقي ويجلو ذرى الظلماء ذكرتني نجدا ألم تر أن الليل يقصر طوله بنجد وتزداد الرياح به بردا وقال أعرابي من بني طهية سمعت رحيل القافلين فشاقني فقلت اقرؤوا مني السلام على دعد أحن إلى نجد وإني لآيس طوال الليالي من قفول إلى نجد تعز فلا نجد ولا دعد فاعترف بهجر إلى يوم القيامة والوعد وقال نوح بن جرير بن الخطفى ألا قد أرى أن المنايا تصيبني فما لي عنهن انصراف ولا بد أذا العرش لا تجعل ببغداد ميتتي ولكن بنجد وحبذا بلدا نجد بلاد نأت عنها البراغيث والتقى بها العين والآرام والعفر والربد وقال أعرابي آخر ألا هل لمحزون ببغداد نازح إذا ما بكى جهد البكاء مجيب كأني ببغداد وإن كنت آمنا طريد دم نائي المحل غريب فيا لائمي في حب نجد وأهله أصابك بالأمر المهم مصيب وقال أعرابي آخر تبدلت من نجد وممن يحله محلة جند ما الأعاريب والجند وأصبحت في أرض البنود وقد أرى زمانا بأرض لا يقال لها بند البنود بأرض الروم كالأجناد بأرض الشام والكور بالعراق والطساسيج لأهل الأهواز والرساتيق لأهل الجبال والمخاليف لأهل اليمن وقال أعرابي آخر لعمري لمكاء يغني بقفرة بعلياء من نجد علا ثم شرقا أحب إلينا من هديل حمامة ومن صوت ديك هاجه الليل أبلقا وقال عبد الرحمن بن دارة خليلي إن حانت بحمص منيتي فلا تدفناني وارفعاني إلى نجد وأدخل على عبد الملك بن مروان عشرة من الخوارج فأمر بضرب رقابهم وكان يوم غيم ومطر ورعد وبرق فضربت رقاب تسعة منهم وقدم العاشر ليضرب عنقه فبرقت برقة فأنشأ يقول تألق البرق نجديا فقلت له يا أيها البرق إني عنك مشغول بذلة العقل حيران بمعتكف في كفه كحباب الماء مسلول فقال له عبد الملك ما أحسبك إلا وقد حننت إلى وطنك وأهلك وقد كنت عاشقا قال نعم يا أمير المؤمنين قال لو سبق شعرك قتل أصحابك لوهبناهم

لك خلوا سبيله فخلوه وقدم بعض أهل هجر إلى بغداد فاستوبأها فقال أرى الريف يدنو كل يوم وليلة وأزداد من نجد وصاحبه بعدا ألا إن بغدادا بلاد بغيضة إلي وإن كانت معيشتها رغدا بلاد تهب الريح فيها مريضة وتزداد خبثا حين تمطر أو تندى
نجد ألوذ في بلاد هذيل في خبر أبي جندب
نجد أجأ علم لجبل أسود بأجأ أحد جبلي طيء
نجد برق بفتح الباء وسكون الراء والقاف واد باليمامة بين سعد ومهب الجنوب
نجد خال موضع بعينه
نجد الشرى موضع في شعر ساعدة بن جؤية الهذلي حيث قال تحملن من ذات السليم كأنها سفائن يم تنتحيها دبورها ميممة نجد الشرى لا تريمه وكانت طريقا لا تزال تسيرها
نجد عفر ذكر في عفر
نجد العقاب قال الأخطل ويامن عن نجد العقاب وياسرت بنا العيس عن عذراء دار بني الشجب قال أراد ثنية العقاب المطلة على دمشق وعذراء القرية التي تحت العقبة
نجد كبكب بتكرير الكاف والباء طريق كبكب هو الجبل الأحمر الذي تجعله خلف ظهرك إذا وقفت بعرفة وقد ذكر في كبكب قال امرؤ القيس فلله عينا من رأى من تفرق أشد وأنأى من فراق المحصب فريقان منهم قاطع بطن نخلة وآخر منهم جازع نجد كبكب
نجد مريع بفتح الميم وكسر الراء ثم ياء ساكنة وعين مهملة موضع آخر قال ابن مقبل أناظر الوصل من غاد فمصروم أم كل دينك من دهماء مقروم أم ما تذكر من دهماء قد طلعت نجدي مريع وقد شاب المقاديم وأنشد ابن دريد في كتاب المجتبى سألت فقالوا قد أصابت ظعائن مريعا وأين النجد نجد مريع ظعائن إما من هلال فما درى ال مخبر أو من عامر بن ربيع لهن زهاء بالفضاء كأنه مواقر نخل من قطاة تنيع يقولون مجنون بسمراء مولع ألا حبذا جن بها وولوع ولا خير في حب يكون كأنه شغاف أجنته حشا وضلوع
نجد اليمن قال أبو زياد فأما ديار همدان وأشعر وكندة وخولان فإنها مفترشة في أعراض اليمن وفي أضعافها مخاليف وزروع وبها بواد وقرى مشتملة على بعض تهامة وبعض نجد اليمن في شرقي تهامة وهي قليلة الجبال مستوية البقاع ونجد اليمن غير نجد الحجاز غير أن جنوبي نجد الحجاز يتصل بشمالي نجد اليمن وبين النجدين وعمان برية ممتنعة ونجد اليمن أراد عمرو بن معدي كرب بقوله

أولئك معشري وهم خيالي وجدي في كتيبتهم ومجدي هم قتلوا عزيزا يوم لحج وعلقمة بن سعد يوم نجد
نجران بالفتح ثم السكون وآخره نون والنجران في كلامهم خشبة يدور عليها رتاج الباب وأنشدوا وصيت الباب في النجران حتى تركت الباب ليس له صرير وقال ابن الأعرابي يقال لأنف الباب الرتاج ولدرونده النجاف والنجران والمترسه المفتاح قال ابن دريد نجران الباب الخشبة التي يدور عليها ونجران في عدة مواضع منها نجران في مخاليف اليمن من ناحية مكة قالوا سمي بنجران بن زيدان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان لأنه كان أول من عمرها ونزلها وهو المرعف وإنما صار إلى نجران لأنه رأى رؤيا فهالته فخرج رائدا حتى انتهى إلى واد فنزل به فسمي نجران به كذا ذكره في كتاب الكلبي بخط صحيح زيدان بن سبإ وفي كتاب غيره زيد روى ذلك الزيادي عن الشرقي وأما سبب دخول أهلها في دين النصرانية قال ابن إسحاق حدثني المغيرة بن لبيد مولى الأخنس عن وهب بن منبه اليماني أنه حدثهم أن موقع ذلك الدين بنجران كان أن رجلا من بقايا أهل دين عيسى يقال له فيميون بالفاء ويروى بالقاف وكان رجلا صالحا مجتهدا في العبادة مجاب الدعوة وكان سائحا ينزل بالقرى فإذا عرف بقرية خرج منها إلى أخرى وكان لا يأكل إلا من كسب يديه وكا بناء يعمل في الطين وكان يعظم الأحد فلا يعمل فيه شيئا فيخرج إلى فلاة من الأرض فيصلي بها حتى يمسي ففطن لشأنه رجل من أهل قرية بالشام كان يعمل فيها فيميون عمله وكان ذلك الرجل اسمه صالح فأحبه صالح حبا شديدا فكان يتبعه حيث ذهب ولا يفطن له فيميون حتى خرج مرة في يوم الأحد إلى فلاة من الأرض كما كان يصنع وقد اتبعه صالح فجلس منه منظر العين مستخفيا منه فقام فيميون يصلي فإذا قد أقبل نحوه تنين وهو الحية العظيمة فلما رآها فيميون دعا عليها فماتت ورآها صالح ولم يدر ما أصابها فخاف عليه فصرخ يا فيميون التنين قد أقبل نحوك فلم يلتفت إليه وأقبل على صلاته حتى فرغ منها فخرج إليه صالح وقال يا فيميون يعلم الله أنني ما أحببت شيئا قط مثل حبك وقد أحببت صحبتك والكينونة معك حيث كنت فقال ما شئت أمري كما ترى فإن علمت أنك تقوى عليه فنعم فلزمه صالح وقد كان أهل القرية يفطنون لشأنه وكان إذا جاءه العبد وبه ضر دعا له فشفي وكان إذا دعي لمنزل أحد لم يأته وكان لرجل من أهل تلك القرية ولد ضرير فقال لفيميون إن لي عملا فانطلق معي إلى منزلي فانطلق معه فلما حصل في بيته رفع الرجل الثوب عن الصبي وقال له يا فيميون عبد من عباد الله أصابه ما ترى فادع الله له فدعا الله فقام الصبي ليس به بأس فعرف فيميون أنه عرف فخرج من القرية واتبعه صالح حتى وطئا بعض أراضي العرب فعدوا عليهما فاختطفهما سيارة من العرب فخرجوا بهما حتى باعوهما بنجران وكان أهل نجران يومئذ على دين العرب يعبدون نخلة لهم عظيمة بين أظهرهم لها عيد في كل سنة فإذا كان ذلك العيد علقوا عليها كل ثوب حسن وجدوه وحلي النساء فخرجوا إليها يوما وعكفوا عليها يوما فابتاع فيميون رجل من أشرافهم وابتاع صالحا آخر فكان فيميون إذا قام بالليل في بيت له أسكنه إياه سيده استسرج له البيت نورا حتى يصبح

من غير مصباح فأعجب سيده ما رأى منه فسأله عن دينه فأخبره به وقال له فيميون إنما أنتم على باطل وهذه الشجرة لا تضر ولا تنفع ولو دعوت عليها إلهي الذي أعبده لأهلكها وهو الله وحده لا شريك له فقال له سيده افعل فإنك إن فعلت هذا دخلنا في دينك وتركنا ما نحن عليه فقام فيميون وتطهر وصلى ركعتين ثم دعا الله تعالى عليها فأرسل الله ريحا فجعفتها من أصلها فألقتها فعند ذلك اتبعه أهل نجران فحملهم على الشريعة من دين عيسى ابن مريم ثم دخلت عليهم الأحداث التي دخلت على غيرهم من أهل دينهم بكل أرض فمن هناك كانت النصرانية بنجران من أرض العرب
قال ابن إسحاق فهذا حديث وهب بن منبه عن أهل نجران قال وحدثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي وحدثني أيضا بعض أهل نجران أن أهل نجران كانوا أهل شرك يعبدون الأصنام وكان في قرية من قراها قريبا من نجران ونجران القرية العظيمة التي إليها إجماع تلك البلاد كان عندهم ساحر يعلم غلمان أهل نجران السحر فلما نزلها فيميون ولم يسموه لي باسمه الذي سماه به ابن منبه إنما قالوا رجل نزلها وابتنى خيمة بين نجران وبين القرية التي بها السحر فجعل أهل نجران يرسلون أولادهم إلى ذلك الساحر يعلمهم الساحر فبعث الثامر ابنه عبد الله مع غلمان أهل نجران فكان ابن الثامر إذا مر بتلك الخيمة أعجبه ما يرى من صلاته وعبادته فجعل يجلس إليه ويسمع منه حتى أسلم وعبد الله تعالى وحده وجعل يسأله عن شرائع الإسلام حتى فقه فيه فسأله عن الاسم الأعظم فكتمه إياه وقال إنك لن تحمله أخشى ضعفك عنه والثامر أبو عبد الله لا يظن إلا أن ابنه يختلف إلى الساحر كما يختلف الغلمان فلما رأى عبد الله أن صاحبه قد ضن به عنه عمد إلى قداح فجمعها ثم لم يبق لله تعالى اسما يعلمه إلا كتب كل واحد قد قدح فلما أحصاها أوقد نارا وجعل يقذفها فيها قدحا قدحا حتى مر بالاسم الأعظم فقذفه فيها بقدحه فوثب القدح حتى خرج منها ولم تضره النار شيئا فأتى صاحبه فأخبره أنه قد علم الاسم الأعظم وهو كذا فقال كيف علمته فأخبره بما صنع فقال يا ابن أخي قد أصبته فأمسك على نفسك وما أظن أن تفعل وجعل عبد الله بن الثامر إذا دخل نجران لم يلق أحدا به ضر إلا قال له يا عبد الله أتوحد الله وتدخل في ديني فأدعو الله فيعافيك فيقول نعم فيدعو الله فيشفى حتى لم يبق بنجران أحد به ضر إلا أتاه فاتبعه على أمره ودعا له فعوفي فرفع أمره إلى ملك نجران فأحضره وقال له أفسدت علي أهل قريتي وخالفت ديني ودين آبائي لأمثلن بك فقال لا تقدر على ذلك فجعل يرسل به إلى الجبل الطويل فيطرح من رأسه فيقع على الأرض ويقوم وليس به بأس وجعل يبعث به إلى مياه بنجران بحور لا يقع فيها شيء إلا هلك فيلقى فيها فيخرج ليس به بأس فلما غلبه قال عبد الله بن الثامر لا تقدر على قتلي حتى توحد الله فتؤمن بما آمنت به فإنك إن فعلت ذلك سلطت علي فتقتلني قال فوحد الله ذلك الملك وشهد شهادة عبد الله بن الثامر ثم ضربه بعصا كانت في يده فشجه شجة غير كبيرة فقتله قال عبيد الله الفقير إليه فاختلفوا ههنا ففي حديث رواه الترمذي من طريق ابن أبي ليلى عن النبي على غير هذا السياق وإن قاربه في المعنى فقال إن الملك لما رمى الغلام في رأسه وضع الغلام يده على صدغه ثم مات فقال أهل نجران لقد علم هذا الغلام علما ما علمه

أحد فإنا نؤمن برب هذا الغلام قال فقيل للملك أجزعت أن خالفك ثلاثة فهذا العالم كلهم قد خالفوك قال فخد أخدودا ثم ألقى فيه الحطب والنار ثم جمع الناس وقال من رجع عن دينه تركناه ومن لم يرجع ألقيناه في هذه النار فجعل يلقيهم في ذلك الأخدود فذلك قوله تعالى قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود حتى بلغ إلى العزيز الحميد وأما الغلام فإنه دفن وذكر أنه أخرج في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وإصبعه على صدغه كما وضعها حين قتل روى هذا الحديث الترمذي عن محمود بن غيلان عن عبد الرزاق بن معمر ورواه مسلم عن هداب بن خالد عن حماد بن سلمة ثم اتفقا عن سالم عن ابن أبي ليلى عن صهيب عن النبي وفي حديث ابن إسحاق إن الملك لما قتل الغلام هلك مكانه واجتمع أهل نجران على دين عبد الله بن الثامر وهو النصرانية وكان على ما جاء به عيسى عليه السلام من الإنجيل وحكمه ثم أصابهم ما أصاب أهل دينهم من الأحداث فمن هنالك أهل النصرانية بنجران قال فسار إليهم ذو نواس بجنوده فدعاهم إلى اليهودية وخيرهم بين ذلك والقتل فاختاروا القتل فخد لهم الأخدود فحرق من حرق في النار وقتل من قتل بالسيف ومثل بهم حتى قتل منهم قريبا من عشرين ألفا ففي ذي نواس وجنوده أنزل الله تعالى قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود إلى آخر الآية قال عبيد الله الفقير إليه خبر الترمذي ومسلم أعجب إلي من خبر ابن إسحاق لأن في خبر ابن إسحاق أن الذي قتل النصارى ذو نواس وكان يهوديا صحيح الدين اتبع اليهودية بآيات رآها كما ذكرناه في إمام من هذا الكتاب من الحبرين اللذين صحباه من المدينة ودين عيسى إنما جاء مؤيدا ومسددا للعمل بالتوراة فيكون القاتل والمقتول من أهل التوحيد والله قد ذم المحرق والقاتل لأصحاب الأخدود فبعد إذا ما ذكره ابن إسحاق وليس لقائل أن يقول إن ذا نواس بدل أو غير دين موسى عليه السلام لأن الأخبار غير شاهدة بصحة ذلك وأما خبر الترمذي أن الملك كان كافرا وأصحاب الأخدود مؤمنين فصح إذا والله أعلم وفتح نجران في زمن النبي في سنة عشر صلحا على الفيء وعلى أن يقاسموا العشر ونصف العشر وفيها يقول الأعشى وكعبة نجران حتم علي ك حتى تناخي بأبوابها نزور يزيدا وعبد المسيح وقيسا هم خير أربابها وشاهدنا الورد والياسمي ن والمسمعات بقصابها وبربطنا دائم معمل فأي الثلاثة أزرى بها وكعبة نجران هذه يقال بيعة بناها بنو عبد المدان بن الديان الحارثي على بناء الكعبة وعظموها مضاهاة للكعبة وسموها كعبة نجران وكان فيها أساقفة معتمون وهم الذين جاؤوا إلى النبي ودعاهم إلى المباهلة وذكر هشام بن الكلبي أنها كانت قبة من أدم من ثلثمائة جلد كان إذا جاءها الخائف أمن أو طالب حاجة قضيت أو مسترفد أرفد وكان لعظمها عندهم يسمونها كعبة نجران وكانت على نهر بنجران وكانت لعبد المسيح بن دارس بن عدي بن معقل وكان يستغل

من ذلك النهر عشرة آلاف دينار وكانت القبة تستغرقها ثم كان أول من سكن نجران من بني الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان يزيد بن عبد المدان وذلك أن عبد المسيح زوجه ابنته دهيمة فولدت له عبد الله بن يزيد ومات عبد الله بن يزيد فانتقل ماله إلى يزيد فكان أول حارثي حل في نجران وكان من أمر المباهلة ما ليس ذكره من شرط كتابي ذا وقد ذكرته في غيره وقد روي عن النبي أنه قال القرى المحفوظة أربع مكة والمدينة وإيلياء ونجران وما من ليلة إلا وينزل على نجران سبعون ألف ملك يسلمون على أصحاب الأخدود ولا يرجعون إليها بعد هذا أبدا قال أبو عبيد في كتاب الأموال حدثني يزيد عن حجاج عن ابن الزبير عن جابر قال قال رسول الله لأخرجن اليهود والنصارى عن جزيرة العرب حتى لا أدع فيها إلا مسلما قال فأخرجهم عمر رضي الله عنه قال وإنما أجاز عمر إخراج أهل نجران وهم أهل صلح بحديث روي عن النبي فيهم خاصة عن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه عن النبي أنه كان آخر ما تكلم به أنه قال أخرجوا اليهود من الحجاز وأخرجوا أهل نجران من جزيرة العرب وعن سالم بن أبي الجعد قال جاء أهل نجران إلى علي رضي الله عنه فقالوا شفاعتك بلسانك وكتابتك بيدك أخرجنا عمر من أرضنا فردها إلينا صنيعة فقال يا ويلكم إن كان عمر رشيد الأمر فلا أغير شيئا صنعه فكان الأعمش يقول لو كان في نفسه عليه شيء لاغتنم هذا
ونجران أيضا موضع على يومين من الكوفة فيما بينها وبين واسط على الطريق يقال إن نصارى نجران لما أخرجوا سكنوا هذا الموضع وسمي باسم بلدهم وقال عبيد الله بن موسى بن جار بن الهذيل الحارثي يرثي علي بن أبي طالب ويذكر أنه حمل نعشه في هذا الموضع فقال بكيت عليا جهد عيني فلم أجد على الجهد بعد الجهد ما أستزيدها فما أمسكت مكنون دمعي وما شفت حزينا ولا تسلى فيرجى رقودها وقد حمل النعش ابن قيس ورهطه بنجران والأعيان تبكي شهودها على خير من يبكى ويفجع فقده ويضربن بالأيدي عليه خدودها ووفد على النبي وفد نجران وفيهم السيد واسمه وهب والعاقب واسمه عبد المسيح والأسقف وهو أبو حارثة وأراد رسول الله مباهلتهم فامتنعوا وصالحوا النبي فكتب لهم كتابا فلما ولي أبو بكر رضي الله عنه أنفذ ذلك لهم فلما ولي عمر رضي الله عنه أجلاهم واشترى منهم أموالهم فقال أبو حسان الزيادي انتقل أهل نجران إلى قرية تدعى نهر أبان من أرض الهجر المنقطع من كورة البهقباذ من طساسيج الكوفة وكانت هذه القرية من الضواحي وكان كسرى أقطعها امرأة يقال لها أبان وكان زوجها من أوراد المملكة يقال له باني وكان قد احتفر نهر الضيعة لزوجته وسماه نهر أبان ثم ظهر عليها الإسلام وكان أولادها يعملون في تلك الأرض فلما أجلى عمر رضي الله عنه أهل نجران نزلوا

قرية من حمراء ديلم يرتادون موضعا فاجتاز بهم رجل من المجوس يقال له فيروز فرغب في النصرانية فتنصر ثم أتى بهم حتى غلبوا على القرية وأخرجوا أهلها عنها وابتنوا كنيسة دعوها الأكيراح فشخصوا إلى عمر فتظلموا منهم فكتب إلى المغيرة في أمرهم فرجع الجواب وقد مات عمر رضي الله عنه فانصرف النجرانيون إلى نهر ابان واستقروا به ثم شخص العجم إلى عثمان رضي الله عنه فكتب في أمرهم إلى الوليد بن عتبة فألفوه وقد أخرجه أهل الكوفة فانصرف النجرانيون إلى قريتهم وكثر أهلها وغلبوا عليها
ونجران أيضا موضع بالبحرين فيما قيل
ونجران أيضا موضع بحوران من نواحي دمشق وهي بيعة عظيمة عامرة حسنة مبنية على العمد الرخام منمقة بالفسيفساء وهو موضع مبارك ينذر له المسلمون والنصارى ولنذور هذا الموضع قوم يدورون في البلدان ينادون من نذر نذر نجران المبارك وهم ركاب الخيل وللسلطان عليهم قطيعة وافرة يؤذونها إليه في كل عام وقيل هي قرية أصحاب الأخدود باليمن ينسب إليها يزيد بن عبد الله بن أبي يزيد النجراني يكنى أبا عبد الله من أهل دمشق من نجران التي بحوران روى عن الحسين بن ذكوان والقاسم بن أبي عبد الرحمن ومسحر السكسكي روى عنه يحيى بن حمزة وسويد بن عبد العزيز وصدقة بن عبد الله وأيوب بن حسان وهشام بن الغاز وقال أبو الفضل المقدسي النجراني والنجراني الأول منسوب إلى نجران هجر وفيهم كثرة قال عبيد الله الفقير إليه هذا قول فيه نظر فإن نجران هجر مجهول والمنسوب إليه معدوم وقال أبو الفضل والثاني نجران اليمن منهم عبيد الله بن العباس بن الربيع النجراني حدث عن محمد بن إبراهيم البيلماني روى عنه محمد بن بكر بن خالد النيسابوري ونسبه إلى نجران اليمن وقال سمعت منه بعرفات وقال الحازمي وممن ينسب إلى نجران بشر بن رافع النجراني أبو الأسباط اليماني حدث عنه حاتم بن إسماعيل وعبد الرزاق وينسب إلى نجران اليمن أيضا أبو عبد الملك محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري يقال له النجراني لأنه ولد بها في حياة رسول الله سنة عشر وولاه الأنصار أمرهم يوم الحرة فقتل بها سنة 63 روى عنه ابنه أبو بكر وقد أكثرت الشعراء من ذكر نجران في أشعارها قال أعرابي إن تكونوا قد غبتم وحضرنا ونزلنا أرضا بها الأسواق واضعا في سراة نجران رحلي ناعما غير أنني مشتاق وقال عطارد بن قران أحد اللصوص وكان قد أخذ وحبس بنجران يطول علي الليل حتى أمله فأجلس والنهدي عندي جالس كلانا به كبلان يرسف فيهما ومستحكم الأقفال أسمر يابس له حلقات فيه سمر يحبها ال عناة كما حب الظماء الخوامس إذا ما ابن صباح أرنت كبوله لهن على ساقي وهنا وساوس تذكرت هل لي من حميم يهمه بنجران كبلاي اللذان أمارس فأما بنو عبد المدان فإنهم وإني من خير الحصين ليائس

روى نمر من أهل نجران أنكم عبيد العصا لو صبحتكم فوارس
نجر بفتح أوله وسكون ثانيه وراء وله إذا كان بهذه الصيغة معان النجر اللون قال نجار كل إبل نجارها ونار إبل العالمين نارها يصف إبلا مسروقة ففيها من كل لون والنجر السوق الشديد قال ابن الأعرابي النجر شكل الإنسان وهيئته والنجر القطع ومنه نجر النجار والنجر كثرة شرب الماء والنجار الأصل ونجر علم لأرض مكة والمدينة
النجف بالتحريك قال السهيلي بالفرع عينان يقال لإحداهما الربض وللأخرى النجف تسقيان عشرين ألف نخلة وهو بظهر الكوفة كالمسناة تمنع مسيل الماء أن يعلو الكوفة ومقابرها والنجف قشور الصليان وبالقرب من هذا الموضع قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقد ذكرته الشعراء في أشعارها فأكثرت فقال علي بن محمد العلوي المعروف بالجماني الكوفي فيا أسفي على النجف المعرى وأودية منورة الأقاحي وما بسط الخورنق من رياض مفجرة بأفنية فساح ووا أسفا على القناص تغدو خرائطها على مجرى الوشاح وقال إسحاق بن إبراهيم الموصلي يمدح الواثق ويذكر النجف يا راكب العيس لا تعجل بنا وقف نحي دارا لسعدى ثم ننصرف وابك المعاهد من سعدى وحارتها ففي البكاء شفاء الهائم الدنف أشكو إلى الله يا سعدى جوى كبد حرى عليك متى ما تذكري تجف أهيم وجدا بسعدى وهي تصرمني هذا لعمرك شكل غير مؤتلف دع عنك سعدى فسعدى عنك نازحة واكفف هواك وعد القول في لطف ما إن أرى الناس في سهل ولا جبل أصفى هواء ولا أعذى من النجف كأن تربته مسك يفوح به أو عنبر دافه العطار في صدف حفت ببر وبحر من جوانبها فالبر في طرف والبحر في طرف وبين ذاك بساتين يسيح بها نهر يجيش بجاري سيله القصف وما يزال نسيم من أيامنه يأتيك منها بريا روضة أنف تلقاك منه قبيل الصبح رائحة تشفي السقيم إذا أشفى على التلف لو حله مدنف يرجو الشفاء به إذا شفاه من الأسقام والدنف يؤتى الخليفة منه كلما طلعت شمس النهار بأنواع من التحف والصيد منه قريب إن هممت به يأتيك مؤتلفا في زي مختلف فيا له منزلا طابت مساكنه بحيز من حاز بيت العز والشرف

خليفة واثق بالله همته تقوى الإله بحق الله معترف ولبعض أهل الكوفة وبالنجف الجاري إذا زرت أهله مها مهملات ما عليهن سائس خرجن بحب اللهو في غير ريبة عفائف باغي اللهو منهن آيس يردن إذا ما الشمس لم يخش حرها ظلال بساتين جناهن يابس إذا الحر آذاهن لذن بغينة كما لاذ بالظل الظباء الكوانس لهن إذا استعرضتهن عشية على ضفة النهر المليح مجالس يفوح عليك المسك منها وإن تقف تحدث وليست بينهن وساوس ولكن نقيات من اللؤم والخنا إذا ابتز عن أبشارهن الملابس
النجفة بالتحريك مثل الذي قبله وزيادة هاء والنجفة تكون في بطن الوادي شبه جدار ليس بعريض له طول منقاد من بين معوج ومستقيم لا يعلوها الماء وقد يكون في بطن الأرض وقد يقال لإبط الكثيب نجفة الكثيب وهو الموضع الذي تصفقه الرياح فتنجفه فيصير كأنه جرف منخرق وقبر منجوف هو الذي يحفر في عرضه وهو غير مضروح أي موسع والنجفة موضع بين البصرة والبحرين وقال السكوني والنجفة رملة فيها نخل تحفر له فيخرج الماء وهو في شرقي الحاجر بالقرب منه
نجل بالضم ثم السكون وآخره لام وهو جمع نجل وله معان النجل الولد والنجل الماء المستنقع والنجل النز قال الأصمعي النجل يستنجل من الأرض أي يستخرج والنجل الجمع الكثير من الناس والنجل المحجة والنجل سلخ الجلد من قفاه والنجل إثارة أخفاف الإبل الكمأة وإظهارها والنجل السير الشديد والنجل محو الصبي اللوح والنجل رميك بالشيء والنجل سعة العين مع حسنها فهذه اثنا عشر وجها في النجل والنجل قرية أسفل صفينة بين أفيعية وأفاعية وهي مرحلة من مراحل طريق مكة وبها ماء ملح ويستعذب لها من النجارة والنجير ومن ماء يقال له ذو محبلة
نجوة بمعنى الموضع المرتفع بفتح أوله وسكون ثانية وفتح الواو ونجوة بني فياض بالبحرين قرية لعبد القيس
نجه بالضم ثم الفتح والتخفيف مدينة في أرض بربرة الزنج على ساحل البحر بعد مدينة يقال لها مركه ومركه بعد مقدشوه في بحر الزنج
نجه الطير موضع بين مصر وأرض التيه له ذكر في خبر المتنبي نقلته من خط الخالدي والله أعلم
النجير هو تصغير النجر وقد تقدم اشتقاقه حصن باليمن قرب حضرموت منيع لجأ إليه أهل الردة مع الأشعث بن قيس في أيام أبي بكر رضي الله عنه فحاصره زياد بن لبيد البياضي حتى افتتحه عنوة وقتل من فيه وأسر الأشعث بن قيس وذلك في سنة 21 للهجرة وكان الأشعث بن قيس قد قدم على النبي صلى الله عليه و سلم في وفد كندة من حضرموت فأسلموا وسألوا أن يبعث عليهم رجلا يعلمهم السنن ويجبي صدقاتهم فأنفذ معهم زياد بن لبيد البياضي عاملا للنبي صلى الله عليه و سلم يجبيهم فلما مات النبي صلى الله عليه و سلم خطبهم زياد ودعاهم إلى بيعة أبي

بكر رضي الله عنه فنكص الأشعث عن بيعة أبي بكر رضي الله عنه ونهاه ابن امرىء القيس بن عابس فلم ينته فكتب زياد إلى أبي بكر بذلك فكتب أبو بكر إلى المهاجر بن أبي أمية وكان على صنعاء بعد قتل العنسي أن يمد زيادا بنفسه ويعينه على مخالفي الإسلام بحضرموت وكتب إلى زياد أن يقاتل مخالفي الإسلام بمن عنده من المسلمين فجمع زياد جموعه وواقع مخالفيه فنصره الله عليهم حتى تحصنوا بالنجير فحصرهم فيه إلى أن أعيوا عن المقام فيه فاجتمعوا إلى الأشعث وسألوه أن يأخذ لهم الأمان فأرسل إلى زياد بن لبيد يسأله الأمان حتى يلقاه ويخاطبه فآمنه فلما اجتمع به سأله أن يؤمن أهل النجير ويصالحهم فامتنع عليه وراده حتى آمن سبعين رجلا منهم وأن يكون حكمه في الباقي نافذا فخرج سبعون فأراد قتل الأشعث وقال له قد أخرجت نفسك من الأمان بتكملة عدد السبعين فسأله أن يحمله إلى أبي بكر ليرى فيه رأيه فآمنه زياد على أن يبعث به وبأهله إلى أبي بكر ليرى فيه رأيه وفتحوا له حصن النجير وكان فيه كثير فعمد إلى أشرافهم نحو سبعمائة رجل فضرب أعناقهم على دم واحد ولام القوم الأشعث وقالوا لزياد إن الأشعث غدر بنا أخذ الأمان لنفسه وأهله وماله ولم يأخذ لنا وإنما نزل على أن يأخذ لنا جميعا وأبى زياد أن يواري جثث من قتل وتركهم للسباع وكان هذا أشد على من بقي من القتل وبعث السبي مع نهيك بن أوس بن خزيمة وكتب إلى أبي بكر إنا لم نؤمنه إلا على حكمك وبعث الأشعث في وثاق وأهله وماله معه فترى فيه رأيك فأخذ أبو بكر يقرع الأشعث ويقول له فعلت وفعلت فقال الأشعث أيها الرجل استبقني لحربك وزوجني أختك أم فروة بنت أبي قحافة ففعل أبو بكر ذلك وكان الأشعث بالمدينة مقيما حتى ندب عمر الناس لقتال الفرس فخرج فيهم وقال أبو صبيح السكوني ألا بلغا عني ابن قيس وبرمة أأنفذت قولي بالفعال المصدق أقلت عديد الحارثيين بعدما دعتهم سجوع ذات جيد مطوق فيا لهف نفسي لهف نفسي على الذي سبانا بها من غي عمياء موبق فأفنيت قومي في ألايا توكدت وما كنت فيها بالمصيب الموفق وقال عرام حذاء قرية صفينة ماءة يقال لها النجير وبحذائها ماءة يقال لها النجارة بئر واحدة وكلاهما فيه ملوحة وليس بالشديدة قال كثير وطبق من نحو النجير كأنه بأليل لما خلف النخل ذامر وقال الأعشى ميمون بن قيس يمدح النبي صلى الله عليه و سلم ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا وبت كما بات السليم مسهدا وما ذاك من عشق النساء وإنما تناسيت قبل اليوم خلا مهددا ولكن أرى الدهر الذي هو خائن إذا أصلحت كفاي عاد فأفسدا كهولا وشبانا فقدت وثروة فلله هذا الدهر كيف ترددا وما زلت أبغي المال مذ أنا يافع وليدا وكهلا حين شبت وأمردا

وأبتذل العيس المراقيل تغتلي مسافة ما بين النجير وصرخدا وقال أبو دهبل الجمحي أعرفت رسما بالنجي ر عفا لزينب أو لساره لعزيزة من حضرمو ت على محياها النضاره نجير تصغير نجار وهو في الأصل ماء في ديار بني تميم كذا قاله الأصمعي
نجيرم بفتح أوله وثانيه وياء ساكنة وراء مفتوحة وميم ويروى بكسر الجيم وربما قيل نجارم بالألف بعد الجيم قال السمعاني هي محلة بالبصرة قال عبيد الله الفقير إليه مؤلف هذا الكتاب نجيرم بليدة مشهورة دون سيراف مما يلي البصرة على جبل هناك على ساحل البحر رأيتها مرارا ليست بالكبيرة ولا بها آثار تدل على أنها كانت كبيرة أولا فإن كان بالبصرة محلة يقال لها نجيرم فهم ناقلة هذا الاسم إليها وليس مثلها ما ينقل منها قوم يصير لهم محلة وقد نسب إليها قوم من أهل الأدب والحديث منهم إبراهيم بن عبد الله النجيرمي ويوسف بن يعوب النجيرمي وابنه بهزاد بن يوسف
النجيل تصغير النجل وقد ذكرت في معنى النجل اثني عشر وجها قبل هذا وهو من أعراض المدينة من ينبع قال كثير وحتى أجازت بطن ضاس ودونها رعان فهضبا ذي النجيل فينبع نجيل بفتح أوله وكسر ثانيه وياء ساكنة ولام وهو ضرب من الحمض معروف وأيضا هو قاع قريب من المسلح والأثم فيه مزارع على السواني قال كثير كأني وقد جاوزت برقة واسط وخلفت أحواض النجيل طعين النجيلة تصغير النجلة وقد تقدم ذكره ماء في بطن النشاش واد بين اليمامة وضرية
النجيمية من قرى عثر من جهة اليمن
باب النون والحاء وما يليهما
نحا بالفتح والقصر كأنه من نحا نحوه قصد قصده فهو منقول عن الفعل الماضي وهو شعب بتهامة لهذيل
نحائت بالفتح يشبه أن يكون جمع نحيت وهو الشيء المنحوت وجمل نحيت إذا نحتت مناسمه أو جمع النحاتة ما ينحت من الخشب اسم موضع قال زهير لمن الديار بقنة الحجر أقوين من حجج ومن شهر لعب الرياح بها وغيرها بعدي سوافي المور والقطر قفرا بمندفع النحائت من ضفوى ألات الضال والسدر قالوا في تفسيره مندفع حيث يندفع الماء إلى النحائت والنحائت آبار في موضع معروف يقال لها النحائت فلس كل الآبار تسمى النحائت
نحل بالفتح ثم السكون ولام بلفظ النحل من الزنابير قرية من قرى بخارى ينسب إليها منيح بن يوسف بن الخليل النحلي البخاري حدث عن المسيب بن إسحاق ومحمد بن سلام روى عنه ابنه أبو عبد الرحمن عبد الله النحلي ومات سنة 264 والنحلي

وزير المعتمد بن عباد لا أدري إلى أي شيء نسب ومن شعره وقد حبسه المعتمد بن عباد صاحب إشبيلية رأيتك تكسوني غفارة سندس بثوب حرير فيه للرقم ألوان فعبر لي أن الحرير جريرة وعبر لي أن الغفارة غفران نحلة واحدة من النحل الذي قبله قرية بينها وبين بعلبك ثلاثة أميال إياها عنى أبو الطيب فبما أحسب بقوله ما مقامي بدار نحلة إلا كمقام المسيح بين اليهود نحلين بكسر أوله وسكون الحاء وكسر اللام وياء ساكنة ونون قرية من قرى حلب ينسب إليها أبو محمد عامر بن سيار النحليني حدث عن عبد الأعلى بن أبي المساور وعطاف بن خالد روى عنه محمد بن حميد الرازي ونفر سواه
نحيزة بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وزاي ولها في اللغة معان كثيرة نحيزة الرجل طبيعته و النحيزة طرة تنسج ثم تخاط على الفساطيط شبه الشقة والنحيزة العرقة قال ابن شميل والنحيزة طريقة سوداء كأنها خط مستوية مع الأرض خشنة لا يكون عرضها ذراعين وإنما هي علامة في الأرض من حجارة أو طين أسود قال الأصمعي النحيزة الطريق بعينه شبه بخطوط الثوب قال أبو زيد النحيزة من الشعر يكون عرضها شبرا تعلق على الهودج يزينونه بها وربما رقموها بالعهن قال أبو عمرو النحيزة النسيجة شبه الحزام يكون على الفساطيط التي تكون على البيوت تنسج وحدها وكأن النحائز من الطرق مشبهة بها قال أبو خيرة النحيزة جبل منقاد في الأرض والأصل في جميع ما ذكر واحد وهو الطريقة المستدقة
والنحيزة واد في ديار غطفان عن ابن موسى
باب النون والخاء وما يليهما
نخال بالضم وآخره لام علم مرتجل لاسم شعب من شعب وشعب واد يصب في الصفراء بين مكة والمدينة قال كثير وذكرت عزة إذ تصاقب دارها برحيب فأرابن فنخال نخان بالضم وآخره نون قرية على باب أصبهان يقال لها مدينة جي أو بقربها أو محلة منها وقد نسب إليها أبو جعفر زيد بن بندار بن زيد النخاني الفقيه الأصبهاني سمع القعنبي وعثمان بن أبي شيبة وغيرهما روى عنه أحمد بن محمد بن نصر الأصبهاني وتوفي سنة 372
نخب بالفتح ثم الكسر ثم باء موحدة فلان نخب الفؤاد إذا كان جبانا وهو واد بالطائف عن السكوني وأنشد حتى سمعت بكم ودعتم نخبا ما كان هذا بحين النفر من نخب وفي شعر أبي ذؤيب يصف ظبية وولدها لعمرك ما عيناء تنسأ شادنا يعن لها بالجزع من نخب النجل النجل بالجيم النز وأضافه إلى النجل لأن به نجالا كما قيل نعمان الأراك لأن به الأراك ويقال نخب واد بالسراة وقال الأخفش نخب واد بأرض هذيل وقيل واد من الطائف على ساعة ورواه بفتحتين مر به النبي صلى الله عليه و سلم من طريق يقال لها

الضيقة ثم خرج منها على نخب حتى نزل تحت سدرة يقال لها الصادرة
نخجوان بالفتح ثم السكون وجيم مضمومة وآخره نون وبعضهم يقول نقجوان والنسبة إليها نشوي على غير أصلها بلد بأقصى أذربيجان وقد ذكر في موضع آخر
نخذ بضم أوله وفتح ثانيه وذال معجمة لفظة عجمية ناحية خراسانية بين عدة نواح منها الفرياب وذم واليهودية وآمل
النخر بوزن زفر والنخرة رأس الأنف والجمع نخر اسم موضع في حسبان ابن دريد
نخرة بالفتح ثم السكون والراء يقال نخر الحمار نخيرا بأنفه إذا صوت والواحدة نخرة وهو جبل في السراة
نخشب بالفتح ثم السكون وشين معجمة مفتوحة وباء موحدة من مدن ما وراء النهر بين جيحون وسمرقند وليست على طريق بخارى فإن القاصد من بخارى إلى سمرقند يجعل نخشب عن يساره وهي نسف نفسها المذكورة في بابها بينها وبين سمرقند ثلاث مراحل ينسب إليها الحافظ عبد العزيز بن محمد بن محمد بن عاصم بن رمضان بن علي بن أفلح أبو محمد بن أبي جعفر بن أبي بكر النسفي النخشبي العاصمي أحد الأئمة مات سنة 546 قاله هبة الله الأكفاني سمع أبا القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عمر وأبا القاسم علي بن محمد الصحاف وأبا طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الكاتب الأصبهاني وأبا طالب بن غيلان وأبا محمد الجوهري وأبا علي المذهب وأبا عبد الله الصوري وأبا العباس جعفر بن محمد المستغفري النخشبي بها وقدم دمشق وحدث بها روى عنه عبد العزيز الكناني وأبو بكر الخطيب وغيرهما قال ولم يبلغ الأربعين ومات بنخشب سنة 254
نخلا ناحية من نواحي الموصل الشرقية قرب الخازر وهو اسم الكورة التي يسقيها الخازر
نخلان من نواحي اليمن قال أبو دهبل الشاعر إن تمس عن منقلي نخلان مرتحلا يرحل عن اليمن المعروف والجود
نخلتان تثنية نخلة قال السكري عن يمين بستان ابن عامر وشماله نخلتان يقال لهما النخلة اليمانية والنخلة الشامية قاله في تفسير قول جرير إني تذكرني الزبير حمامة تدعو بمجمع نخلتين هديلا قالت قريش ما أذل مجاشعا جارا وأكرم ذا القتيل قتيلا وقال الفأفاء بن برمة من بني عوف بن عمرو بن كلاب الكلابي عسى إن حججنا نلتقي أم واهب وتجمعنا من نخلتين طريق وتنضم أعضاء المطي وبيننا لغا في حديث دون كل رفيق
نخل بالفتح ثم السكون اسم جنس النخلة منزل من منازل بني ثعلبة من المدينة على مرحلتين وقيل موضع بنجد من أرض غطفان مذكور في غزاة ذات الرقاع وهو موضع في طريق الشام من ناحية مصر ذكره المتنبي فقال فمرت بنخل وفي ركبها عن العالمين وعنه غنى وقيل في شرح قول كثير

وكيف ينال الحاجية آلف بيليل ممساه وقد جاوزت نخلا نخل منزل لبني مرة بن عوف على ليلتين من المدينة وقال زهير وإني لمهد من ثناء ومدحة إلى ماجد تبقى لديه الفواضل أحابي به ميتا بنخل وأبتغي إخاءك بالقيل الذي أنا قائل
نخلة القصوى واحدة النخل والقصوى تأنيث الأقصى قال جرير كم دون أسماء من مستعمل قذف ومن فلاة بها تستودع العيس حنت إلى نخلة القصوى فقلت لها بسل عليك ألا تلك الدهاريس أمي شآمية إذ لا عراق لنا قوما نودهم إذ قومنا شوس
نخلة الشامية واديان لهذيل على ليلتين من مكة يجتمعان ببطن مر وسبوحة وهو واد يصب من الغمير واليمانية تصب من قرن المنازل وهو على طريق اليمن مجتمعهما البستان وهو بين مجامعهما فإذا اجتمعتا كانتا واديا واحدا فيه بطن مر وإياهما عنى كثير بقوله حلفت برب الموضعيين عشية وغيطان لمج دونهم والشقائق يحثون صبح احمر خوصا كأنها بنخلة من دون الوحيف المطارق لقد لقيتنا أم عمرو بصادق من الصرم أو ضاقت عليه الخلائق
نخلة محمود موضع بالحجاز قريب من مكة فيه نخل وكروم وهي المرحلة الأولى للصادر عن مكة وفي تعاليق أبي موسى عمران النخلي من بطن نخلة وكان مقامه بها وثم لقيه سعيد بن جمهان قال صخر ألا قد أرى والله أني ميت بأرض مقيم سدرها وسيالها لقد طال ما حييت أخيلة الحمى ونخلة إذ جادت عليه ظلالها ويوم نخلة أحد أيام الفجار كان في أحد هذه المواضع وفي ذلك يقول ابن زهير يا شدة ما شددنا غير كاذبة على سخينة لولا الليل والحرم وذلك أنهم اقتتلوا حتى دخلت قريش الحرم وجن عليهم الليل فكفوا عنهم وسخينة لقب تعير به قريش وهو في الأصل حساء يتخذ عند شدة الزمان وعجف المال ولعلها أولعت بأكله قال عبد الله بن الزبعرى زعمت سخينة أن ستغلب ربها وليغلبن مغالب الغلاب
نخلة اليمانية واد يصب فيه يدعان وبه مسجد لرسول الله صلى الله عليه و سلم وبه عسكرت هوازن يوم حنين ويجتمع بوادي نخلة الشامية في بطن مر وسبوحة وادي يصب باليمامة على بستان ابن عامر وعنده مجتمع نخلتين وهو في بطن مر كما ذكرنا قال ذو الرمة
أما والذي حج الملبون بيته شلالا ومولى كل باق وهالك ورب قلاص الخوص تدمى أنوفها بنخلة والداعين عند المناسك لقد كنت أهوى الأرض ما يستفزني لها الشوق إلا أنها من ديارك

قال أبو زياد الكلابي نخلة واد من الحجاز بينه وبين مكة مسيرة ليلتين إحدى اللتين من نخلة يجتمع بها حاج اليمن وأهل نجد ومن جاء من قبل الخط وعمان وهجر ويبرين فيجتمع حاجهم بالوباءة وهي أعلى نخلة وهي تسمى نخلة اليمانية وتسمى النخلة الأخرى الشامية وهي ذات عرق التي تسمى ذات عرق وأما أعلى نخلة ذات عرق فهي لبني سعد بن بكر الذين أرضعوا رسول الله صلى الله عليه و سلم وهي كثيرة النخل وأسفلها بستان ابن عامر وذات عرق التي يعلوها طريق البصرة وطريق الكوفة
نخلى بالتحريك واد في صدر ينبع عن ابن الأعرابي وله نظائر ست ذكرت في قلهى
النخوم بالفتح كلمة قبطية اسم لمدينة بمصر
نخيرجان هو في الأصل اسم خازن كان لكسرى وهو اسم ناحية من نواحي قهستان ولعلها سميت باسم ذلك الخازن أو غيره
نخيل تصغير نخل وهو اسم عين قرب المدينة على خمسة أميال وإياها عنى كثير جعلن أراخي النخيل مكانه إلى كل قر مستطيل مقنع وذو النخيل أيضا قرب مكة بين مغمس وأثبرة وهو يفرغ في صدر مكة
وذو النخيل أيضا موضع دوين حضرموت
والنخيل أيضا ناحية بالشام ويوم النخيل من أيام العرب قال لبيد ولقد بكت يوم النخيل وقبله مران من أيامنا وحريم منا حماة الشعب يوم تواعدت أسد وذبيان الصفا وتميم
النخيلة تصغير نخلة موضع قرب الكوفة على سمت الشام وهو الموضع الذي خرج إليه علي رضي الله عنه لما بلغه ما فعل بالأنبار من قتل عامله عليها وخطب خطبة مشهورة ذم فيها أهل الكوفة وقال اللهم إني لقد مللتهم وملوني فأرحني منهم فقتل بعد ذلك بأيام وبه قتلت الخوارج لما ورد معاوية إلى الكوفة وقد ذكرت قصته في الجوسق الخرب فقال قيس بن الأصم الضبي يرثي الخوارج إني أدين بما دان الشراة به يوم النخيلة عند الجوسق الخرب وقال عبيد بن هلال الشيباني يرثي أخاه محرزا وكان قد قتل مع قطري بنيسابور إذا ذكرت نفسي مع الليل محرزا تأوهت من حزن عليه إلى الفجر سرى محرز والله أكرم محرزا بمنزل أصحاب النخيلة والنهر والنخيلة أيضا ماء عن يمين الطريق قرب المغيثة والعقبة على سبعة أميال من جوي غربي واقصة بينها وبين الحفير ثلاثة أميال وقال عروة بن زيد الخيل يوم النخيلة من أيام القادسية برزت لأهل القادسية معلما وما كان يغشى الكريهة يعلم ويوما بأكناف النخيلة قبله شهدت فلم أبرح أدمى وأكلم وأقعصت منهم فارسا بعد فارس وما كل من يلقى الفوارس يسلم ونجاني الله الأجل وجرأتي وسيف لأطراف المرازب مخذم وأيقنت يوم الديلميين أنني متى ينصرف وجهي إلى القوم يهزموا

فما رمت حتى مزقوا برماحهم قبائي وحتى بل أخمصي الدم محافظة إني امرؤ ذو حفيظة إذا لم أجد مستأخرا أتقدم
باب النون والدال وما يليهما
ندا بلفظ الندا وهو على وجوه نداء الماء وندا الخير وندا الشر وندا الصوت وندا الحضر وندا الدجنة فندا الماء معروف وندا الخير هو المعروف وضده في الشر وندا الحضر لقاؤه وفلان أندى صوتا من فلان أي أبعد وندا موضع في بلاد خزاعة
ندامان بالفتح وآخره نون من قرى أنطاكية
الندب بفتح النون والدال والباء موحدة مسجد الندب بالبصرة له ذكر في الأخبار بقرب قصر أوس
ند حصن باليمن قال الأصمعي أظنه من عمل صنعاء
ندرة بالفتح ودال مهملة أو معجمة من نواحي اليمامة عند منفوحة
الندوة بالفتح ثم السكون وفتح الواو وقال أهل اللغة النادي المجلس يندو إليه من حواليه ولا يسمى ناديا حتى يكون فيه أهله وإذا تفرقوا لم يكن ناديا وهو الندي والجمع الأندية قالوا وإنما سمي ناديا لأن القوم يندون إليه ندوا وندوة ولذلك سميت دار الندوة بمكة كان إذا حدث بهم أمر ندوا إليها فاجتمعوا للمشاورة قال وأناديك أشاورك وأجالسك من النادي نقلت عن ابن الأعرابي الندوة السخاء والندوة المشاورة والندوة الإكلة بين الشفتين وقال الخارزنجي دار الندوة بمكة هي دار الدعوة يدعون للطعام والتدبير وغيرهما ويقال دار المفاخرة لأنه قيل للمناداة مفاخرة وهي دار مفاخرة ودار الندوة هي من المسجد الحرام وقد ذكرت شيئا من خبر دار الندوة بمكة
الندهة أرض واسعة بالسند ما بين حدود طوران ومكران والملتان ومدن المنصورة وهي في غربي نهر مهران وأهل هذه الأرض بادية أصحاب إبل وهذا الفالج الذي يحمل إلى الآفاق بخراسان وفارس وسائر البلاد ذو السنامين يجعل فحلا للنوق العربية فيكون عنها البخاتي إنما يحمل من بلادهم فقط ومدينة الندهة هذه التي يتجر إليها هي قندابيل وهم مثل البادية لهم أخصاص وآجام والمند وهم طائفة كالزط على شطوط مهران وحد الملتان إلى البحر وهم في البرية التي بين نهر مهران وبر قامهل ناحية بالسند مزارع ومواطن كثيرة ولهم عدد كثير وبها نارجيل وموز وأكثر زروعهم الأرز ومن المنصورة إلى أول حد الندهة خمس مراحل ومن كيز مدينة مكران إلى الندهة نحو من عشر مراحل ومن الندهة إلى تيز مكران مدينة على البحر نحو خمس عشرة مرحلة
الندي بالفتح والياء مشددة والندي والنادي واحد قرية باليمن
باب النون والذال وما يليهما
نذش بفتح أوله وثانيه وشين معجمة هو منزل بين نيسابور وقومس على طريق الحاج
باب النون والراء وما يليهما
نرز بالتحريك وآخره زاي قال ابن دريد

النرز الاستخفاء ونرز موضع عن الأزهري
نرس بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره سين مهملة وهو نهر حفره نرسى بن بهرام بن بهرام بن بهرام بنواحي الكوفة مأخذه من الفرات عليه عدة قرى قد نسب إليها قوم والثياب النرسية منه وقيل نرس قرية كان ينزلها الضحاك بيوراسب ببابل وهذا النهر منسوب إليها ويسمى بها وممن ينسب إليها أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون الناسي المعروف بأبي سمع الشريف أبا عبد الله عبد الرحمن الحسني ومحمد بن إسحاق بن فرويه روى عنه الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي وهو من شيوخه ومما رواه عنه نصر بن محمد بن الجاز عن محمد بن أحمد التميمي أنبأنا أحمد بن علي الذهبي أن المنذر بن محمد أنشده لعبيد الله بن يحيى الجعفي قال يا ضاحك السن ما أولاك بالحزن وبالفعال الذي يجزى به الحسن أما ترى النقص في سمع وفي بصر ونكبة بعد أخرى من يد الزمن وناعيا لأخ قد كنت تألفه قد كان منك مكان الروح في البدن أخنت عليه يد للموت مجهزة لم يثنها سكن مذ كان عن سكن فغادرته صريعا في أحبته يدعى له بحنوط الترب والكفن كأنه حين يبكي في قرائبه وفي ذوي وده الأذنين لم يكن من ذا الذي بان عن إلف وفارقه ولم يحل بعده غدرا ولم يخن ما للمقيم صديق في ثرى جدث ولا رأينا حزينا مات من حزن قال الحافظ أبو القاسم قرأت بخط أبي الفضل بن ناصر وكان أبي شيخا ثقة مأمونا فهما للحديث عارفا بما يحدث كثير التلاوة للقرآن بالليل سمع من مشايخ الكوفة وهو كبير بنفسه وكتب من الحديث شيئا كثيرا ودخل بغداد سنة 544 فسمع بها من شيوخ الوقت وسافر إلى الحجاز والشام وسمع بها الحديث أيضا وكان يجيء إلى بغداد منذ سنة 874 كل سنة في رجب فيقيم بها شهر رمضان ويسمع فيه الحديث وينسخ للناس بالأجرة ويستعين بها على الوقت وكان ذا عيال وكان مولده على ما أخبرنا به في شهر شوال سنة 424 وأول ما سمع الحديث في سنة 24 من الشريف أبي عبد الله العلوي بالكوفة وبلغ من العمر ستا وثمانين سنة ومتعه الله بجوارحه إلى حين مماته قال وسمعت أبا عامر العبدري يقول قدم علينا أبي في بعض قدماته فقرىء عليه جزء من حديثه ولم يكن أصله معه حاضرا وكان في آخره حديث فقال ليس هذا الحديث في أصلي فلا تسمعوا علي الجزء ثم ذهب إلى الكوفة فأرسل بأصله إلى بغداد فلم يكن الحديث فيه على كثرة ما كان عنده من الحديث وكان أبو عامر يقول بأبي يختم هذا الشأن
نرسيان ناحية بالعراق بين الكوفة وواسط لها ذكر في الفتوح ولعلها النرس أو غيرها والله أعلم وقال عامر بن عمرو ضربنا حماة النرسيان بكسكر غداة لقيناهم ببيض بواتر وقرنا على الأيام والحرب لاقح بجرد حسان أو ببزل غوابر وظلت بلال النرسيان وتمره مباحا لمن بين الدبا والأصافر

أبحنا حمى قوم وكان حماهم حراما على من رامه بالعساكر
نرماسير مدينة مشهورة من أعيان مدن كرمان بينها وبين بم مرحلة وإلى الفهرج على طريق المفازة مرحلة
نرمق بالفتح ثم السكون وفتح الميم وقاف وأهلها يسمونها نرمه من قرى الري ينسب إليها أحمد بن إبراهيم النرمقي الرازي روى عن سهل بن عبد ربه السندي روى عنه محمد بن المرزبان الارمي الشيرازي شيخ أبي القاسم الطبراني
نريان بالفتح ثم السكون ثم ياء وآخره نون قرية بين فارياب واليهودية من رواء بلخ كذا رأيته
نريز بفتح أوله وكسر ثانيه ثم ياء ساكنة ثم زاي بليدة بأذربيجان من نواحي أردبيل ينسب إليها أحمد بن عثمان النريزي حدث عن أحمد بن الهيثم الشعراني ويحيى بن عمرو بن فضلان التنوخي حدث عنه أبو الفضل الشيباني قال كان حافظا وقد ذكره البحتري في شعره وينسب إليها أيضا أبو تراب عبد الباقي بن يوسف النريزي المراغي كان من الأئمة المبرزين مع زهد وورع انتقل إلى نيسابور وولي التدريس والإمامة بمسجد عقيل روى عن أبي عبد الله المحاملي وأبي القاسم بن بشران وغيرهما روى عنه أبو البركات البغدادي وأبو منصور الشحامي وغيرهما توفي سنة 194
باب النون والزاي وما يليهما
نزاعة الشوى بالفتح ثم التشديد وبعد الألف عين مهملة من نزعت الشيء إذا قلعته والشوى بالشين المعجمة اليدان والرجلان وقحف الرأس وأطراف الشيء يقال له شوى وقيل الشوى الشيء اليسير وما كان غير مقتل فهو شوى ونزاعة الشوى موضع بمكة عند شعب الصفي عن الحازمي
نزعة بالتحريك وهو البقعة التي لا نبت فيها من النزع وهو انحسار الشعر عن الرأس والنزعة أيضا الرماة واحدهم نازع قال العمراني النزعة نبت معروف واسم موضع
نزل بالتحريك وآخره لام يقال طعام قليل النزل أي الريع والفضل قال الخوارزمي نزل اسم جبل
نزوة بالفتح ثم السكون وفتح الواو والنزو الوثب والمرة الواحدة نزوة جبل بعمان وليس بالساحل عنده عدة قرى كبار يسمى مجموعها بهذا الاسم فيها قوم من العرب كالمعتكفين عليها وهم خوارج إباضية يعمل فيها صنف من الثياب منمقة بالحرير جيدة فائقة لا يعمل في شيء من بلاد العرب مثلها ومآزر من ذلك الصنف يبالغ في أثمانها رأيت منها واستحسنتها
باب النون والسين وما يليهما
نسا بفتح أوله مقصور بلفظ عرق النسا قال ابن السكيت هو النسا لهذا العرق ولا يقال عرق النساء وأنشد غيره وأنشب أظفاره في النسا وأنشد للبيد من نسا الناشط إذ ثورته فأما اسم هذا البلد فهو أعجمي فيما أحسب وقال أبو سعد كان سبب تسميتها بهذا الاسم أن المسلمين لما وردوا خراسان قصدوها فبلغ أهلها فهربوا ولم يتخلف بها غير النساء فلما أتاها المسلمون لم يروا بها

رجلا فقالوا هؤلاء نساء والنساء لا يقاتلن فننسأ أمرها الآن إلى أن يعود رجالهن فتركوها ومضوا فسموا بذلك نساء والنسبة الصحيحة إليها نسائي وقيل نسوي أيضا وكان من الواجب كسر النون وهي مدينة بخراسان بينها وبين سرخس يومان وبينها وبين مرو خمسة أيام وبين أبيورد يوم وبين نيسابور ستة أو سبعة وهي مدينة وبئة جدا يكثر بها خروج العرق المديني حتى إن الصيف قل من ينجو منه من أهلها وقد خرج منها جماعة من أعيان العلماء منهم أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن بحر بن سنان النسائي القاضي الحافظ صاحب كتاب السنن وكان إمام عصره في علم الحديث وسكن مصر وانتشرت تصانيفه بها وهو أحد الأئمة الأعلام صنف السنن وغيرها من الكتب روى عن قتيبة بن سعيد وإسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد وإسحاق بن شاهين وإسحاق بن منصور الكوسج وإسحاق بن موسى الأنصاري وإبراهيم بن سعيد الجوهري وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني وأحمد بن بكار بن أبي ميمونة وعيسى بن حماد ورغنة والحسن بن محمد الزعفراني قدم دمشق فسمع هشام بن عمار ودحيما وجماعة كثيرة يطول تعدادهم روى عنه أحمد بن عمير بن جوصا ومحمد بن جعفر بن ملاس وأبو القاسم بن أبي العقب وأبو الميمون بن راشد وأبو الحسن بن خذلم وأبو بشر الدولابي وهو من أقرانه وأبو علي الحسين بن علي الحافظ النياموزي الطبراني وأبو سعيد الأعرابي وأبو جعفر الطحاوي وغيرهم وسئل عن مولده فقال أشبه أن يكون سنة 512 وسئل أبو عبد الرحمن النسائي عن اللحن يوجد في الحديث فقال إن كان شيء تقوله العرب وإن كان لغة غير قريش فلا تغير لأن النبي صلى الله عليه و سلم كان يكلم الناس بكلامهم وإن كان مما لا يوجد في لغة العرب فرسول الله صلى الله عليه و سلم لا يلحن وسئل أبو عبد الرحمن بدمشق عن فضائل معاوية فقال معاوية لا يرضى رأسا برأس حتى يفضل فما زالوا يدفعون في خصيه حتى أخرج من المسجد فقال الدارقطني فقال احملوني إلى مكة فحمل إليها وهو عليل فتوفي بها وهو مدفون بين الصفا والمروة وكانت وفاته في شعبان سنة 303 وقال أبو سعيد بن يونس وأبو جعفر الطحاوي إنه مات بفلسطين في صفر من هذه السنة وأبو أحمد حميد بن زنجويه واسمه مخلد بن قتيبة بن عبد الله وزنجويه لقلب مخلد الأزدي النسوي وهو صاحب كتاب الترغيب وكتاب الأموال وكان عالما فاضلا سمع بدمشق هشام بن عمار وبمصر عبد الله بن صالح وسعيد بن عفير وسمع بقيسارية وحمص وبالعراق يزيد بن هارون والنضر بن شميل وأبا نعيم وأبا عاصم النبيل وجح وسمع بمكة روى عنه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وعبد الله بن أحمد بن حنبل وغيرهم وقال أبو عبد الله محمد بن أحمد البناء نسا مدينة بخراسان
ونسا مدينة بفارس
ونسا مدينة بكرمان وقال الرهني نسا من رساتيق بم بكرمان
ونسا مدينة بهمذان
وأبرق النساء في ديار فزارة وقال الشاعر في الفتوح يمد نساء فتحنا سمرقند العريضة بالقنا شتاء وأوعسنا نؤم نساء فلا تجعلنا يا قتيبة والذي ينام ضحى يوم الحروب سواء
نساح بالكسر وآخره حاء مهملة والنسح والنساح ما تحات عن التمر من قشره وفتات

أقماعه وجمعه نساح ورواه العمراني بالفتح نصا والأزهري قال بالكسر وهو واد باليمامة قال نصر نساح ناحية من جو اليمامة لآل رزان من بني عامر وقيل واد يقسم عارض اليمامة أكثر أهله النمر بن قاسط وقال نساح موضع أظنه بالحجاز قال عرقل بن الخطيم لعمرك للرمان إلى بثاء فحزم الأشيمين إلى صباح أحب إلي من كنفي بحار وما رأت الحواطب من نساح وحجر والمصانع حول حجر وما هضمت عليه من لقاح وذكره الحفصي في نواحي اليمامة وقال هو واد وأنشد وقال السكري نساح اسم جبل ويوم نساح من أيام العرب مشهور وقيل نساح موضع بملك
النسار بالكسر وهو مثل القتال والضراب والخصام من نسر البازي اللحم إذا نتفه بمنقاره وبه سمي منقار الجوارح من الطير منسر قيل هي جبال صغار كانت عندها وقعة بين الرباب وبين هوازن وسعد بن عمرو بن تميم فهزمت هوازن فلما رأوا الغلبة سألوا ضبة أن تشاطرهم أموالهم وسلاحهم ويخلوا عنهم ففعلوا فقال ربيعة بن مقروم قومي فإن كنت كذبتني بما قلت فاسأل بقومي عليما فدى ببزاخة أهلي لهم إذا ملؤوا بالجموع القضيما وإذا لقيت عامر بالنسا ر منهم وطخفة يوما غشوما به شاطروا الحي أموالهم هوازن ذا وفرها والعديما وقيل النسار ماء لبني عامر بن صعصعة وقال بعضهم النسار جبل في ناحية حمى ضرية وقال الأصمعي سألت رجلا من بني غني أين النسار فقال هما نسران وهما أبرقان من جانب الحمى ولكن جمعا وجعلا موضعا واحدا وقيل هو جبل يقال له نسر فجمع في الشعر وقيل هي الأنسر براق بيض في وضح الحمى بين العناقة والأودية والجثجاثة ومذعار والكور وهي مياه لغني وكلاب والأكثر أنه جبل قال أبو عبيدة النسار أجبال متجاورة يقال لها الأنسر وهي النسار وكانت به وقعة قال النظار الأسدي ويوم النسار ويوم النضا ر كانوا لنا مقتوي المقتويتا المقتوي الخادم كأنه يقول إنهم صاروا خدم خدمنا وقيل القاوي الآخذ يقال قاوه أي أعطه نصيبه وقال الشاعر وهم درعي التي استلأمت فيها إلى أهل النسار وهم مجني وقال بشر بن أبي خازم ويوم النسار ويوم الجفا ر كانا عذابا وكانا غراما وسبت بنو أسد نساء كثيرة من نساء ذبيان فقالت سلمى بنت المحلق تعير جوابا والطفيل وغيرهما لحى الإله أبا ليلى بفرته يوم النسار وقنب العير جوابا كيف الفخار وقد كانت بمعترك يوم النسار بنو ذبيان أربابا

لم تمنعوا القوم إذا شلوا سوامكم ولا النساء وكان القوم أحزابا
النساسة بالفتح وتشديد السين وبعد الألف سين أخرى مهملتين والنس السوق الشديد والنساسة من أسماء مكة كأنها تسوق الناس إلى الجنة والرحمة والمحدث بها إلى جهنم
نستر بكسر النون ثم السكون وتاء مثناة من فوقها وراء كلمة نبطية اسم لصقع بسواد العراق ثم من نواحي بغداد فيه قرى ومزارع
نسترو بالفتح ثم السكون وتاء مثناة من فوقها وراء مضمومة وواو ساكنة جزيرة بين دمياط والإسكندرية يصاد فيها السمك وعليهم ضمان خمسين ألف دينار وليس عندهم ماء وإنما يأتيهم في المراكب فإذا لاحت لهم مراكب الماء ضربوا بوق البشارة سرورا ثم يأتي كل رجل بجرته يأخذ فيها الماء ويحملها إلى بيته يتقوت به وقت عدمه وقيل هي جزيرة ذات أسواق في بحيرة منفردة
نسجان موضع في بلاد هوازن عن نصر
نسر بالفتح ثم السكون وراء بلفظ النسر من جوارح الطير موضع في شعر الحطيئة من نواحي المدينة ذكرها الزبير في كتاب العقيق وأنشد لأبي وجرة السعدي بأجماد العقيق إلى مراخ فنعف سويقة فنعاف نسر ونسر أحد الأصنام الخمسة التي كان يعبدها قوم نوح عليه السلام وصارت إلى عمرو بن لحي كما ذكرنا في ود ودعا القوم إلى عبادتها فكان فيمن أجابه حمير فأعطاهم نسرا ودفعه إلى رجل من ذي رعين يقال له معدي كرب فكان بموضع من أرض سبأ يقال له بلخع فعبدته حمير ومن والاها فلم تزل تعبده حتى هودهم ذو نواس وقال الحافظ أبو القاسم في كتابه عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن أحمد أبو محمد النسري الداورداني قدم دمشق وسمع بها أبا محمد بن أبي نصير روى عنه علي بن الخضر السلمي
و النسر ضيعة من ضياع نيسابور هكذا ذكره في آخر كلامه وقال أبو المنذر اتخذ حمير صنما اسمه نسر فعبدوه بأرض يقال لها بلخع ولم أسمع حمير سمت به أحدا يعني قالوا عبد نسر ولم أسمع له ذكرا في أشعارها ولا أشعار أحد من العرب وأظن ذلك لانتقال حمير وكان أيام تبع من عبادة الأصنام إلى اليهودية قلت وقد ذكره الأخطل فقال أما ودماء مائرات تخالها على قنة العزى وبالنسر عندما وما سبح الرحمن في كل بيعة أبيل الأبيلين المسيح بن مريما لقد ذاق منا عامر يوم لعلع حساما إذا ما هز بالكف صمما
نسع بكسر أوله وسكون ثانيه وعين مهملة والنسع المفصل بين الكف والساعد والنسع الريح الشمال والنسع سير مضفور من أدم تشد به الرحال وهو موضع حماه رسول الله صلى الله عليه و سلم والخلفاء بعده وهو صدر وادي العقيق بالمدينة قال ابن ميادة يخاطب خليلين له وسيلا ببطن النسع حيث يسيل
نسفان بالتحريك يقال نسف البناء إذا قلعه والنسف القلع هذا هو الأصل في كل ما جاء فيه من مخاليف اليمن بينه وبين ذمار ثمانية

فراسخ ومنه إلى حجر وبدر عشريون فرسخا
نسف بفتح أوله وثانيه ثم فاء هي مدينة كبيرة كثيرة الأهل والرستاق بين جيحون وسمرقند خرج منها جماعة كثيرة من أهل العلم في كل فن وهي نخشب نفسها قال الإصطخري وأما نسف فإنها مدينة ولها قهندز وربض ولها أبواب أربعة وهي على مدرج بخارى وبلخ وهي في مستواة والجبال منها على مرحلتين فيما يلي كش وأما ما بينها وبين جيحون فمفازة لا جبل فيها ولها نهر واحد يجري في وسط المدينة وهي مجمع مياه كش فيصير منها هذا النهر فيشرع إلى القرى ودار الإمارة على شط هذا النهر بمكان يعرف برأس القنطرة ولنسف قرى كثيرة ونواح ولها منبران سوى المدينة والغالب على قراها المباخس وليس بنسف ورساتيقها نهر جار غير هذا النهر وينقطع في بعض السنة ولها آبار تسقي بساتينهم ومباقلهم والغالب على نسف الخصب وقد خرج منها خلق كثير من العلماء منهم أبو إسحاق إبراهيم بن معقل بن الحجاج بن خداش النسفي كان من جلة العلماء وأصحاب الحديث الثقات كتب الكثير وجمع السنة والتفسير وحدث عن قتيبة بن سعيد وهشام بن عامر الدمشقي وحرملة بن يحيى المصري روى عنه كثير من العلماء ومات سنة 492
نسل بالفتح ثم السكون ولام وهو الولد والنسل أيضا الإسراع في المشي والنسل نسل الريش وغيره إخراجه من مكانه والنسل واد بالطائف أعلاه لفهم وأسفله لنصر بن معاوية ورواه بعضهم بسل بالباء الموحدة ذكر في موضعه
نسنان بالكسر وبعد السين نون أخرى وفي آخره نون باب نسنان من أبواب الربض بمدينة زرنج وهي قصبة سجستان
النسوخ بالضم وسين مهملة وآخره خاء معجمة والنسخ إبطال الشيء وإقامة غيره مقامه قال السكوني وعن يسار القادسية في شرقيها على بضعة عشر ميلا عين عليها قرية لولد عيسى بن علي بن عبد الله بن العباس يقال لها النسوخ من ورائها خفان
النسوع بالضم جمع نسع وقد ذكر آنفا وقد يضاف إليه ذو وهو من أشهر قصور اليمامة بناه الحارث بن وعلة لما أغار على السواد وأمر كسرى النعمان بن المنذر بطلبه فهرب حتى لحق باليمامة وابتنى ذا النسوع وقال بنينا ذا النسوع نكيد جوا وجو ليس يعلم من يكيد
النسير تصغير نسر موضع في بلاد العرب كان فيه يوم من أيامهم وقال الحازمي نسير تصغير نسر بناحية نهاوند وقال ثعلبة بن عمرو أخي وأخوك ببطن النسي ر ليس به من معد عريب وقال سيف سار المسلمون من مرج القلعة نحو نهاوند حتى انتهوا إلى قلعة فيها قوم ففتحوها وخلفوا عليها النسير بن ثور في عجل وحنيفة وفتحها بعد فتح نهاوند ولم يشهد نهاوند عجلي ولا حنفي لأنهم أقاموا مع النسير على القلعة فسميت القلعة به
نسيح ونساح ودايان باليمامة والله الموفق للصواب
باب النون والسين وما يليهما
نشاستج ضيعة أو نهر بالكوفة كانت لطلحة بن عبيد الله التيمي أحد العشر المبشرة وكانت عظيمة كثيرة الدخل اشتراها من أهل الكوفة المقيمين

بالحجاز بمال كان له بخيبر وعمرها فعظم دخلها حتى قال سعيد بن العاص وقيل له إن طلحة بن عبيد الله جواد إن من له مثل نشاستج لحقيق أن يكون جوادا والله لو أن لي مثله لأعاشك الله به عيشا رغدا قال الواقدي عن إسحاق بن يحيى عن موسى بن طلحة قال أول من أقطع بالعراق عثمان بن عفان رضي الله عنه قطائع مما كان من صوافي آل كسرى ومما جلا عنه أهله فقطع لطلحة بن عبيد الله النشاستج وقيل بل أعطاه إياها عوضا عن مال كان له بحضرموت
النشاش بالفتح ثم التشديد وتكرير الشين يقال سبخة نشاشة تنش من النز والقدر تنش إذا أخذت تغلي والنشاش واد كثير الحمض كانت فيه وقعة بين بني عامر وبين أهل اليمامة قال وبالنشاش مقتلة ستبقى على النشاش ما بقي الليالي وقال القحيف العقيلي تركنا على النشاش بكر بن وائل وقد نهلت منها السيوف وعلت
نشاق بضم النون وآخره قاف فعال من نشقت الشيء إذا شممته موضع في ديار خزاعة
نشبونة بالكسر وسكون ثانية والباء موحدة ثم واو ونون مدينة أظنها بالأندلس
نشتبرى بالفتح ثم السكون وتاء مثناة من فوق ثم باء موحدة وراء مفتوحة مقصورة قرية كبيرة ذات نخل وبساتين تختلط بساتينها ببساتين شهرابان من طريق خراسان من نواحي بغداد خرج منها جماعة منهم الملقب بالحافظ لا لأنه محدث أبو محمد عبد الخالق بن الأنجب بن المعمر بن الحسن بن عبيد الله النشتبري تفقه على الشيخ أبي طالب المبارك بن المبارك ابن الخل أبي القاسم بن فضلان مدرس بالمدرسة الشهابية بدنيسر وهو شيخ كبير نيف على التسعين سمع قليلا من الحديث
نشك بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره كاف نشك عباد قرية من قرى مرو ينسب إليها العبادي أبومنصور المظفر بن أردشير الواعظ ومولده سنة 194 وبعسكر مكرم كانت وفاته سنة 456 هكذا يتلفظ أهل مرو بهذه القرية وأما المحدثون فيسمونها سنج عباد وقد ذكرت في موضعها
نشم بالتحريك موضع عن نصر
النشناش بالفتح وسكون ثانيه ثم نون أخرى وآخره شين فعلال من قولهم نشنش الطائر ريشه إذا نتفه وألقاه والنشنشة العجلة اسم واد في جبال الحاجر على أربعة أميال منها غربي الطريق لبني عبد الله بن غطفان قال أبو زياد النشناش ماء لبني نمير بن عامر وهو الذي قتلت عليه بنو حنيفة
نشور بالضم وآخره راء مهملة من قرى الدينور ينسب إليها أبو بكر محمد بن عثمان بن عطاء النشوري الدينوري سمع الحديث من نفر كثير من المتأخرين ودخل دمياط ولم يدخل الإسكندرية وكان حسن الطريقة
نشوءة بالفتح ثم الضم وسكون الواو وهمزة وهاء جبل حجازي
نشوى بفتح أوله وثانيه وثالثه والنسبة إليه نشوي مدينة بأذربيجان وقال هي من أران تلاصق أرمينية وهي المعروفة بين العامة بنخجوان ويقال نقجوان قال البلاذري النشوى قصبة كورة بسفرجان فتحها حبيب بن مسلمة الفهري في أيام عثمان

ابن عفان رضي الله عنه وصالح أهلها على الجزية وأداء الخراج على مثل صلح أهل دبيل ينسب إليها جماعة منهم حداد بن عاصم بن بكران أبو الفضل النشوي خازن دار الكتب بجنزة روى عن أبي نصر عبد الواحد بن مسرة القزويني وشعيب بن صالح التبريزي سمع منه ابن ماكولا والمفرج بن أبي عبد الله النشوي روى السلفي عن أبيه أبي عبد الله الحافظ النشوي المعروف بالمشكاني وكان أبو عبد الله أبو المفرج من حفاظ الحديث وأعيان الفقهاء يروي عن أبي العباس النبهاني النشوي ونظرائه من شيوخ بلده وأحمد بن الحجاف أبو بكر الآذري النشوي سمع بدمشق وغيرها أبا الدحداح وأبا السري محمد بن داود بن نبوس ببعلبك وأبا جعفر محمد بن حسين بن يزيد وأبا عبيد الله محمد بن علي بن يزيد بن هارون بكفرتوثا وأبا الحسن محمد بن أحمد بن أبي شيخ الواقفي بحران وأبا العباس بن وشا بتنيس وغيرهم روى عنه أبو العباس أحمد بن الحسين بن نبهان النشوي الصفار وعلي ومحمد ابنا الحاج المريدان وأبو الحسن عبد الله وأبو صالح شعيب ابنا صالح ومحمد بن أحمد ابن كردان وأبو الفتح صالح بن أحمد المقري وأبو عبد الله محمد بن موسى المقري الآذريون
نشير تصغير نشر ضد الطي بطن النشير موضع ببلاد العرب
باب النون والصاد وما يليهما
نصاع كأنه جمع ناصع وهو من كل لون خالصه وأكثر ما يقال في البياض وهو موضع في قول الشاعر سقى مأزمي فخ إلى بئر خالد فوادي نصاع فالقرون إلى عمد وجادت بروق الرائحات بمزنة تسح شآبيبا بمرتجز الرعد
النصب بالضم ثم السكون والباء موحدة والنصب الأصنام المنصوبة للعبادة وهو موضع بينه وبين المدينة أربعة برد وعن مالك بن أنس أن عبد الله بن عمر ركب إلى ذات النصب فقصر الصلاة وقيل هي من معادن القبلية
النصحاء بالفتح ثم السكون كأنه تأنيث أنصح موضع
نصراباذ معناه بالفارسية عمارة نصر محلة بنيسابور ينسب إليها جماعة منهم محمد بن أحمد بن عبد الله بن شهمرد أبو الحسن النصراباذي من فقهاء الري سمع محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس بن السراج وأبا القاسم البغوي وغيرهم وأحمد بن الحسن بن الحسين بن منصور النصراباذي أخو أبي الحسن سمع ابن خزيمة أيضا وجماعة غيره قال أبو موسى وفي أصبهان نصراباذ وموضع بفارس ينسب إليها جماعة منهم أبو عمرو محمد بن عبد الله النصراباذي سمع أبا زهير بن معزا وعبد العزيز بن محمد الرازي روى عنه أبو حاتم وقال لعلي لا أقدم بنصراباذ عليه كبيرا أحدا ومحلة بالري في أعلى البلد تنسب إلى نصر بن عبد العزيز الخزاعي وكان قد ولي الري في أيام السفاح ولم يزل واليا عليها إلى أن قتل أبو مسلم الخراساني فكتب المنصور إليه كتابا على لسان أبي مسلم بتسليم العمل إلى أبي عبيدة فأجاب فلما تسلم العمل حبسه وكاتب المنصور بالأمر فأمر بقتله فقتله
النصرية بالفتح ثم السكون وراء وياء مشددة للنسبة وهاء التأنيث وهي محلة بالجانب الغربي من بغداد في طرف البرية متصلة بدار القز باقية إلى الآن

منسوبة إلى أحد أصحاب المنصور يقال له نصر وقد نسب المحدثون إليها جماعة بالنصري منهم القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري المعروف بقاضي المارستان وأبو العباس أحمد بن علي بن دادا بدالين مهملتين الخباز النصري من أهل النصرية سمع من أبي المعالي أحمد بن منصور الغزال وغيره وتوفي في جمادى الآخرة سنة 616
النصع بكسر أوله وسكون ثانيه وعين مهملة وهو النطع والنصع أيضا كل لون خالص البياض أو الصفرة أو الحمرة والنصع جبل بالحجاز
وثبير النصع جبل بالمزدلفة وعنده سد الحجاج يحبس الماء عن وادي مكة وقيل النصع جبال سود بين ينبع والصفراء لبني ضمرة وقال مزرد أتاني وأهلي في جهينة دارهم بنصع فرضوى من وراء المرابد تأوه شيخ قاعد وعجوزه حزينين بالصلعاء ذات الأساود وقال الفضل بن عباس اللهبي فإنك واد كارك أم وهب حنين العود يتبع الظرابا تذكرت المعالم فاستحنت وأنكرت المشارع والجنابا فباتت ما تنام تشيم بعرقا تلألأ في حبي أين صابا أبالبزواء أم بجنون نصع أم احتلت رواياه العنابا
نصيبين بالفتح ثم الكسر ثم ياء علامة الجمع الصحيح ومن العرب من يجعلها بمنزلة الجمع فيعربها في الرفع بالواو وفي الجر والنصب بالياء والأكثر يقولون نصيبين ويجعلونها بمنزلة ما لا ينصرف من الأسماء والنسبة إليها نصيبي ونصيبيني فمن قال نصيبيني أجراه مجرى ما لا ينصرف وألزمه الطريقة الواحدة مما ذكرنا ومن قال نصيبي جعله بمنزلة الجمع ثم رده إلى واحده ونسب إليه وهي مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادة القوافل من الموصل إلى الشام وفيها وفي قراها على ما يذكر أهلها أربعون ألف بستان بينها وبين سنجار تسعة فراسخ وبينها وبين الموصل ستة أسام وبين دنيسر يومان عشرة فراسخ وعليها سور كانت الروم بنته وأتمه أنوشروان الملك عند فتحه إياها وقالوا كان سبب فتحه إياها أنه حاصرها وما قدر على فتحها فأمر أن تجمع إليه العقارب فحملوا العقارب من قرية تعرف بطيرانشاه من عمر شهرزور بينها وبين سمرداذ مدينة شهرزور فرسخ فرماهم بها في العرادات والقوارير وكان يملأ القارورة من العقارب ويضعها في العرادة وهي على هيئة المنجنيق فتقع القارورة وتنكسر وتخرج تلك العقارب ومازال يرميهم بالعقارب حتى ضج أهلها وفتحوا له البلد وأخذها عنوة وذلك أصل عقارب نصيبين وأكثر العقارب جبل صغير داخل السور في ناحية من المدينة ومنه تنتشر العقارب في المدينة كلها ذكر ذلك كله أحمد بن الطيب السرخسي في بعض كتبه وطول مدينة نصيبين خمس وسبعون درجة وعشرون دقيقة وعرضها ست وثلاثون درجة واثنتا عشرة دقيقة في الإقليم الرابع طالعها سعد الأخبية بيت حياتها إحدى عشرة درجة من الثور تحت اثنتي عشرة درجة وثمان وأربعين دقيقة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي وقال صاحب الزيج طول نصيبين سبع وعشرون درجة ونصف ونصيبين مدينة وبئة لكثرة بساتينها ومياهها وقد روي في بعض الآثار

أن النبي صلى الله عليه سلم قال رفعت ليلة أسري بي فرأيت مدينة فأعجبتني فقلت يا جبرائيل ما هذه المدينة قال هذه نصيبين فقلت اللهم عجل فتحها واجعل فيها بركة للمسلمين وسار عياض بن غنم إلى نصيبين فامتنعت عليه فنازلها حتى فتحها على مثل صلح أهل الرها قال كتب عامل نصيبين إلى معاوية وهو عامل عثمان على الشام والجزيرة يشكو إليه أن جماعة من المسلمين الذين معه أصيبوا بالعقارب فكتب إليه يأمره أن يوظف على كل حيز من أهل المدينة عدة من العقارب مسماة في كل ليلة ففعل فكانوا يأتون بها فيأمر بقتلها حتى قلت وقال سيف بعث سعد بن أبي وقاص سنة 71 من الكوفة عياض بن غنم لفتح الجزيرة وغير سيف يقول إنما بعث أبو عبيدة من الشام فقدم عبد الله بن عبد الله بن عتبان فسلك على دجلة حتى إذا انتهى إلى الموصل عبر إلى بلد وهي بلط حتى إذا انتهى إلى نصيبين أتوه بالصلح فكتب بذلك إلى عياض فقبله فعقد لهم عبد الله بن عبد الله بن عتبان وأخذوا ما أخذوا عنوة ثم أجروا مجرى أهل الذمة قال عند ذلك ابن عتبان ألا من مبلغ عني بجيرا فما بيني وبينك من تعادي فإن تقبل تلاق العدل فينا فأنسى ما لقيت من الجهاد وإن تدبر فما لك من نصيب نصيبين فتلحق بالعباد وقد ألقت نصيبين إلينا سواد البطن بالخرج الشداد لقد لقيت نصيبين الدواهي بدهم الخيل والجرد الوراد وقال بعضهم يذكر نصيبين وظاهرها مليح المنظر وباطنها قبيح المخبر وقال آخر يذم نصيبين فقال نصيب نصيبين من ربها ولاية كل ظلوم غشوم فباطنها منهم في لظى وظاهرها من جنان النعيم وينسب إلى نصيبين جماعة من العلماء والأعيان منهم الحسن بن علي بن الوثاق بن الصلب بن أبان بن زريق بن إبراهيم بن عبد الله أبو القاسم النصيبي الحافظ قدم دمشق وحدث بها في سنة 443 عن عبد الله بن محمد بن ناجية البغدادي وأبي يحيى عباد بن علي بن مرزوق البصري وإسحاق بن إبراهيم الصواف ومحمد بن خالد الراسبي البصري وعبدان الجواليقي وأبي يعلى الموصلي وأبي خليفة الجمحي وغيرهم روى عنه تمام بن محمد وأبو العباس بن السمسار وأبو عبد الله بن مندة وأبو علي سعيد بن عثمان بن السكن الحافظ ولم يذكر وفاته ونصيبين أيضا قرية من قرى حلب وتل نصيبين أيضا من نواحي حلب
ونصيبين أيضا مدينة على شاطىء الفرات كبيرة تعرف بنصيبين الروم بينها وبين آمد أربعة أيام أو ثلاثة ومثلها بينها وبين حران ومن قصد بلاد الروم من حران مر بها
النصيع تصغير النصع الذي مر قبله مكان بين المدينة والشام وقيل بالباء والضاد قال ذلك الحازمي
نصيل قال السكري تصيل بالتاء بنقطتين فوقها بئر في ديار هذيل ونصيل بالنون شعبة من شعب الوادي وأنشد ونحن منعنا من نصيل وأهلها مشاربها من بعد ظمء طويل

بالنون والتاء والله أعلم
باب النون والضاد وما يليهما
نضاد بالفتح وآخره دال مهملة من نضدت المتاع إذ رصفته جبل بالعالية قال الأصمعي وذكر النير ثم قال وثم جبل لغني أيضا يقال له نضاد في جوف النير والنير لغاضرة قيس وبشرقي نضاد الجثجاثة ويبنى عند أهل الحجاز على الكسر وعند تميم ينزلونه بمنزلة ما لا ينصرف قال لو كان من حضن تضاءل ركنه أو من نضاد بكى عليه نضاد وقال كثير يصرفه شع كأن المطايا تتقي من زبانة مناكد ركن من نضاد ململم وقال قيس بن زهير العبسي من أبيات إليك ربيعة الخير بن قرط وهوبا للطريف وللتلاد كفاني ما أخاف أبو هلال ربيعة فانتهت عني الأعادي تظل جياده يجمزن حولي بذات الرمث كالحدإ الصوادي كأني إذا أنخت إلى ابن قرط عقلت إلى يلملم أو نضاد ويقال له نضاد النير والنير جبل ونضاد أطول موضع فيه وأعظمه قال ابن دارة وأنت جنيب للهوى يوم عاقل ويوم نضاد النير أنت جنيب ولهم في ذكره أشعار غير قليلة
النضارات أودية من ديار بني الحارث بن كعب قال جعفر بن علبة وهو محبوس ألا هل إلى ظل النضارات بالضحى سبيل وأصوات الحمام المطوق وسيري مع الفتيان كل عشية أباري مطاياهم بأدماء سملق
نضدون بلد بنجد من أرض مهرة بأقصى اليمن
نضل بالفتح ثم السكون من المناضلة وهو المراماة بالنشاب قال الحازمي موضع أحسبه بلدا يمانيا
النضير بفتح النون وكسر الضاد ثم ياء ساكنة وراء مهملة اسم قبيلة من اليهود الذين كانوا بالمدينة وكانوا هم وقريظة نزولا بظاهر المدينة في حدائق وآطام لهم وغزوة بني النضير لم أر أحدا من أهل السير ذكر أسماء منازلهم وهو مما يحتاج إليه الناظر في هذا الكتاب فبحثت فوجدت منازلهم التي غزاهم النبي صلى الله عليه و سلم فيها تسمى وادي بطحان وقد ذكرته في موضعه فأغنى عن الإعادة وبموضع يقال له البويرة وقد ذكر أيضا في موضعه وكانت غزاة النبي صلى الله عليه و سلم لبني النضير في سنة أربع للهجرة ففتح حصونهم وأخذ أموالهم وجعلها خالصة له لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب فكان يزرع في أرضهم تحت النخيل فيجعل من ذلك قوت أهله وأزواجه لسنة وما فضل جعله في الكراع والسلاح وأقطع منها أبا بكر وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما وقسمها بين المهاجرين ولم يعط أحدا من الأنصار شيئا إلا رجلين كانا فقيرين سهل بن حنيف وأبا دجانة سماك بن خرشة الأنصاري الساعدي قال الواقدي وكان مخيريق أحد بني النضير عالما فآمن برسول الله صلى الله عليه و سلم وأوصى بأمواله لرسول الله صلى الله عليه و سلم

فجعلها صدقة وهي الميثب والصافية والدلال وحسنى وبرقة والأعواف ومشربة أم إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه و سلم وهي مارية القبطية وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم أخرج بني النضير على أن لهم ما حملت إبلهم إلا الحلقة والآلة والحلقة هي الدروع وقال الزهري كانت وقعة بني النضير على ستة أشهر من وقعة أحد
باب النون والطاء وما يليهما
نطاع بالفتح والبناء على الكسر مثل قطام وحذام يقال وطئنا نطاع بني فلان أي دخلنا أرضهم وجناب القوم نطاعهم قال العمراني نطاع قرية من قرى اليمامة قال أبو منصور ونطاع على وزن قطام ماءة في بلاد بني تميم وقد وردتها ويقال شربت إبلنا من ماء نطاع وهي ركية عذبة الماء غزيرته وكانت به وقعة بين بني سعد بن تميم وهوذة بن علي الحنفي أخذت بنو تميم فيها لطائم كسرى التي أجارها هوذة بن علي الوارد من عند باذام والي كسرى على اليمن فكان بعدها يوم الصفقة وقد أعربه ربيعة بن مقروم في قوله وأقرب منهل من حيث راحا أثال أو غمازة أو نطاع فأوردها ولون الليل داج ولما لغبا وفي الفجر انصداع فصبح من بني جلان صلا عطيفته وأسهمه المتاع إذا لم يجترر لبنيه لحما غريضا من هوادي الوحش جاعوا وقال الحفصي نطاع بكسر النون واد ونخيل لبني مالك بن سعد بين البحرين والبصرة
النطاق بكسر أوله وآخره قاف والنطاق أن تأخذ المرأة ثوبا فتلبسه ثم تشد وسطها بحبل ثم ترسل الأعلى على الأسفل وهو اسم قارة معروفة منطقة ببياض وأعلاها بسواد من بلاد بني كلاب ويقال لها ذات النطاق وقال أبو زياد ذات النطاق قارة متصلة بنبر وقال ابن مقبل ضحوا على عجل ذات النطاق فلم يبلغ ضحاؤهم همي ولا شجني وقال أيضا خلدت ولم يخلد بها من حلها ذات النطاق فبرقه الأمهار
نطاة بالفتح وآخره تاء علم مرتجل فيما أحسب قيل هو اسم لأرض خيبر وقال الزمخشري نطاة حصن بخبير وقيل عين بها تسقي بعض نخيل قراها وهي وبئة وقال أبو منصور قال الليث النطاة حمى تأخذ أهل خيبر قال غلط الليث في تفسير النطاة ونطاة عين ماء بقرية من قرى خيبر تسقي نخيلها وهي فيما زعموا وبئة وقد ذكرها الشاعر يصف محموما فقال كأن نطاة خيبر زودته بكور الورد ريثة القلوع فظن الليث أنها اسم للحمى وهي عين بها وقال كثير حزيت لي بحزم فيدة نجدي كاليهودي من نطاة الرقال
نطح اسم موضع على وزن بقم ولم يجىء على هذا الوزن إلا عثر موضع وخود موضع وقيل فرس وبذر موضع وشلم بيت المقدس وشمر فرس وخضم اسم العنبر بن عمرو بن زيد مناة بن تميم وسدر لعبة للصبيان ونطح اسم موضع ولم يجىء غيره

على هذا الوزن والله أعلم
نطروح أحد مخاليف الطائف
نطنزة بفتح أوله وثانيه ثم نون ساكنة وزاي وهاء بليدة من أعمال أصبهان بينهما نحو عشرين فرسخا إليها ينسب الحسين بن إبراهيم يلقب ذا اللسانين وأبو الفتح محمد بن علي النطنزيان الأديبان وغيرهما مات أبو الفتح محمد بن علي سنة 794 في المحرم
النطوف بالفتح ثم الضم وواو ساكنة وفاء قال أبو منصور العرب تقول للمويهة القليلة نطفة ورأيت أعرابيا شرب من ركية يقال لها شفية وهي غزيرة الماء فقال إنها لنطفة عذبة والنطف القطر وموضع نطوف إذا كان لا يزال يقطر وهو اسم ماء للعرب قال أبو زياد النطوف ركية لبني كلاب وأنشد وهل أشربن ماء النطوف عشية وقد علقت فوق النطوف المواتح وقال أمية بن أبي عائذ شع فضهاء أظلم فالنطوف فصائف فالنمر فالبرقات فالأنحاص
باب النون والظاء وما يليهما
النظيم بفتح أوله وكسر ثانيه وياء ساكنة فعيل بمعنى مفعول كأنه منظوم وهو شعب فيه غدر وقلات متواصلة بعضها ببعض من ماء الغدير قال الحفصي من قلات عارض اليمامة المشهورة الحمائم والحجائز والنظيم ومطرق قال مروان إذا ما تذكرت النظيم ومطرقا حننت وأبكاني النظيم ومطرق وقال ابن هرمة أتعذر سلمى بالنوى أم تلومها وسلمى قذى العين التي لا يريمها وسلمى التي أمهت معينا بعينه ولولا هوى سلمى لقلت سجومها عفت دارها بالبرقين فأصبحت سويقة منها أقفرت فنظيمها فعدنة فالأجزام أجزاع مثغر وحوش مغانيها قفار حزومها
النظيمة تأنيث الذي قبله موضع في شعر عدي وعدن يباكرن النظيمة مربعا جزأن فلا يشربن إلا النقائعا تصيفنة حتى جهدن يبيسه وآض الفرات قانطا ليس جامعا
باب النون والعين وما يليهما
نعاعة بالضموتكرير العين قال الأصمعي النعاعة بقلة ناعمة ونعاعة موضع قال الأصمعي ومن مياه بني ضبينة بن غني نعاعة قال لا عيس إلا إبل جماعه موردها الجيئة أو نعاعه إذ زارها المجموع أمس ساعه
نعاف عرق جمع نعف وهو المكان المرتفع في اعتراض وعرق موضع أضيف إليه موضع في طريق الحاج قال المتنخل الهذلي عرفت بأجدث فنعاف عرق علامات كتحبير النماط
نعام بالفتح بلفظ اسم جنس النعامة من الحيوان وهو واد باليمامة لبني هزان في أعلى المجازة من أرض

اليمامة كثير النخل والزرع قال أحمد بن محمد الهمذاني أول ديار ربيعة باليمامة مبدأها من أعلاها أولا دار هزان وهو واد يقال له برك وواد يقال له المجازة أعلاه وادي نعام واسم الوادي نفسه نعامة وقال الأصمعي برك ونعام ماءان وهما لبني عقيل ما خلا عبادة قال الشاعر فما يخفى علي طريق برك وإن صعدت في وادي نعام ومجمع سيلها بموضع يقال له إجلة ويقال له أيضا ملتقى الواديين وقيل نعام موضع باليمن
نعامة بالفتح بلفظ واحدة النعام ونعامة وظليم موضعان بنجد قال مالك بن نويرة أبلغ أبا قيس إذ ما لقيته نعامة أدنى دارها فظليم بأنا ذوو جد وأن قبيلهم بني خالد لو تعلمين كريم
نعائم كأنه موضع قرب المدينة لقول الفضل بن عباس اللهبي ألم يأت سلمى نأينا ومقامنا بباب دفاق في ظلال سلالم سنين ثلاثا بالعقيق نعدها ونبت جريد دون فيفا نعائم
نعف سويقة قال الأحوص وما تركت أيام نعف سويقة لقلبك من سلماك صبرا ولا عزما
نعف مياسر قال ابن السكيت عن بعضهم النعف ههنا ما بين الدوداء وبين المدينة وهو حد خلائق الأحمديين والخلائق آبار
نعف وداع قرب نعمان قال ابن مقبل فنعف وداع فالصفاح فمكة فليس بها إلا دماء ومحرب
نعل بلفظ النعل التي تلبس في الرجل هي الأرض الصلبة ومنه قول الشاعر قوم إذا اخضرت نعالهم يتناهقون تناهق الحمر وهي أرض بتهامة واليمن وقيل حصن على جبل شطب
نعماباذ قال الكلبي قرية بسواد الكوفة يقال لها نعماباذ فهي منسوبة إلى نعم سرية النعمان قطيعة لها وبها سميت
نعمان بالفتح ثم السكون وآخره نون هو فعلان من نعمة العيش وهو غضارته وحسنه وهو نعمان الأراك وهو واد ينبته ويصب إلى ودان بلد غزاه النبي صلى الله عليه و سلم وهو بين مكة والطائف وقيل واد لهذيل على ليلتين من عرفات وقال الأصمعي نعمان وادي يسكنه بنو عمرو بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بين أدناه ومكة نصف ليلة به جبل يقال له المدراء وبنعمان من بلاد هذيل وأجبالها الأصدار وهي صدور الوادي التي يجيء منها العسل إلى مكة وقول بعض الأعراب فيه دليل على أنه واد وهو ألا أيها الركب اليمانون عرجوا علينا فقد أضحى هوانا يمانيا نسائلكم هل سال نعمان بعدنا وحب إلينا بطن نعمان واديا عهدنا به صيدا كثيرا ومشربا به ننقع القلب الذي كان صاديا ونعمان أيضا واد قريب من الفرات على أرض

الشام قريب من الرحبة قال أبو العميثل في نعمان الأراك أما والراقصات بذات عرق ومن صلى بنعمان الأراك لقد أضمرت حبك في فؤادي وما أضمرت حبا من سواك أطعت الآمريك بصرم حبلي مريهم في أحبتهم بذاك فإن هم طاوعوك فطاوعيهم وإن عاصوك فاعصي من عصاك أما تجزين من أيام مرء إذا خدرت له رجل دعاك قتلت بفاحم وبذي غروب أخا قوم وما قتلوا أخاك ونعمان قرب الكوفة من ناحية البادية قال سيف كان أول من قدم أرض العراق لقتال أهل فارس حرملة بن مريطة وسلمى بن القين فنزلا أطد ونعمان والجعرانة حتى غلبا على الوركاء
ونعمان حصن من حصون زبيد ونعمان حصن في جبل وصاب باليمن من أعمال زبيد أيضا
ونعمان الصدر حصن آخر في ناحية النجاد باليمن وفي كتاب الأترجة نعمان بلد في بلاد الحجاز
نعمان بالضم ثم السكون معرة النعمان وقد تقدم ذكرها قال المبرد النعمان الدم ولذلك سمي شقائق النعمان
النعمانية بالضم كأنها منسوبة إلى رجل اسمه النعمان بليدة بين واسط وبغداد في نصف الطريق على ضفة دجلة معدودة من أعمال الزاب الأعلى وهي قصبته وأهلها شيعة غالية كلهم وبها سوق وأرطال وافية ولذلك صبح الذهب يخالف سائر أعمال العراق وقد نسب إليها قوم من أهل الأدب في كتاب ابن طاهر قال والنعمانية أيضا قرية بمصر وفي كل واحدة منهما مقلع للطين الذي تغسل به الرؤوس في الحمامات
نعمايا بالفتح ثم السكون وميم وبعد الألف ياء وألف اسم جبل قال وأغانيج بها لو غونجت عصم نعمايا إذا انحطت تشد
نعم بالضم ثم السكون وهو من النعمة واللين وأظنه نعمة لين وقد ذكرت في فرضة ونعم أيضا من حصون اليمن بيد عبد علي بن عواض وموضع برحبة مالك بن طوق على شاطىء الفرات
ودير نعم موضع آخر قال بعضهم قضت وطرا من دير نعم وطالما أو يكون مضافا إلى نعم المقدم عليه
نعمة بالكسر ثم السكون يوم نعمة من أيام العرب
نعمي بالضم ثم السكون وكسر الميم وتشديد الياء برقة نعمي قال النابغة الذبياني أشاقك من سعداك مغنى المعاهد ببرقة نعمي فذات الأساود قال الزمخشري نعمي واد بتهامة
نعوان بالفتح يجوز أن يكون فعلان من نعى ينعى إذا نعوا ميتهم أو من النعو وهو شق مشفر البعير الأعلى ونعو الحافر الفرجة في مؤخره ونعوان واد بأضاخ
نعوة من الذي قبله موضع
نعيج بلفظ النعج وهو السمن يقال نعجت

بغلي نعجا أي سمنت موضع في شعر الأعشى
باب النون والغين وما يليهما
نغر بالتحريك اسم مدينة ببلاد السند بينها وبين غزنين ستة أيام تعد في أعمال السند
النغل ماء قال زيد الخيل يصف ناقته فقد غادت للطير ليلة خمسها جوارا برمل النغل لما يشعر
نغوبا بالفتح ثم الضم وسكون الواو وباء موحدة والقصر اسم قرية بواسط سمي بها أبو السعادات المبارك بن الحسين بن عبد الوهاب الواسطي يعرف بابن نغوبا كان لجده قرية يقال لها نغوبا وكان يكثر التردد إليها والذكر لها فقيل له نغوبا فلزمه وكان أبو السعادات فاضلا كثير الحفظ من الآداب والحكايات والأشعار سمع أبا إسحاق الشيرازي وأبا القاسم بن السري روى عنه أبو سعد السمعاني توفي بواسط سنة 835 أو 935
نغيا بالكسر ثم السكون ثم ياء وألف كورة من أعمال كسكر بين واسط والبصرة وفي كتاب الجهشياري نغيا قرية قريبة من الأنبار ونسب إليها أحمد بن إسرائيل وزير المعتز ينسب إليها أبو الحسين محمد بن أحمد النغياني الكاتب كذا وجدت نسبه بخط بعض الأئمة بالنون كقولهم في صنعا صنعاني وفي بهرا بهراني وله صنف محمد بن عبد الله بن تاج الأصبهاني كتاب الرسائل وكان أديبا جليلا مات في سنة 013
باب النون والفاء وما يليهما
نفار بالكسر من قولهم نفرت الدابة نفارا موضع في الشعر
نفراء بالفتح ثم السكون وراء وألف ممدودة موضع جاء في الشعر عن الحازمي
نفر بكسر أوله وتشديد ثانيه وراء بلد أو قرية على نهر النرس من بلاد الفرس عن الخطيب فإن كان عنى أنه من بلاد الفرس قديما جاز فأما الآن فهو من نواحي بابل بأرض الكوفة قال أبو المنذر إنما سمي نفر نفرا لأن نمرود بن كنعان صاحب النسور حين أراد أن يصعد إلى الجبال فلم يقدر على ذلك هبطت النسور به على نفر فنفرت منه الجبال وهي جبال كانت بها فسقط بعضها بفارس فرقا من الله فظنت أنها أمر من السماء نزل بها فلذلك قوله عز و جل وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال وقال أبو سعد السمعاني نفر من أعمال البصرة ولا يصح قول الوليد بن هشام القحذمي وكان من أبناء العجم حدثني أبي عن جدي قال نفر مدينة بابل وطيسفون مدين المدائن العتيقة والأبلة من أعمال الهند وذكر أحمد بن محمد الهمذاني قال نفر كانت من أعمال كسكر ثم دخلت في أعمال البصرة والصحيح أنها من أعمال الكوفة وقد نسب إليها قوم من الكتاب الأجلاء وغيرهم قال عبيد الله بن الحر لقد لقي المرء التميمي خيلنا فلاقى طعانا طادقا عند نفرا وضربا يزيل الهام عن سكناته فما إن ترى إلا صريعا ومدبرا
نفر بالتحريك بلفظ النفر وهم دون العشرة وفوق الثلاثة لا واحد له من لفظه ويقال ليلة النفر والنفر وذو نفر موضع على ثلاثة أميال من السليلة بينها وبين الربذة وقد قيل خلف الربذة

بمرحلة في طريق مكة ويروى بسكون الفاء أيضا
نفزاوة بالكسر ثم السكون وزاي وبعد الألف واو مفتوحة مدينة من أعمال إفريقية قال البكري وتسير من القيروان إلى نفزاوة ستة أيام نحو المغرب وبمدينة نفزاوة عين تسمى بالبربرية تاورغي وهي عين كبيرة لا يدرك قعرها ولمدينة نفزاوة سور صخر وطوب ولها ستة أبواب وفيها جامع وحمام وأسواق حافلة وهي كثيرة النخل والثمار وحواليها عيون كثيرة وفي قبلتها مدينة أزلية تعرف بالمدينة عليها سور وبها جامع وسوق وبين مدينة نفزاوة وقابس ثلاثة أيام وبينها وبين قفصة مرحلتان وبينها وبين قيطون ثلاث مراحل ومن نفزاوة تسير إلى بلاد قسطيلية وبينهما أرض لا يهتدى إلى الطريق فيها إلا بخشب منصوبة وأدلاء فإن ضل فيها أحد يمينا أو شمالا غرق في أرض دهشة تشبه الصابون في الرطوبة وقد هلكت فيها العساكر والجماعات ممن دخلها ولم يدر أمرها وتصل هذه الأرض السواخة إلى غدامس ويقال نفزاوة من نواحي الزب الكبير بالجريد
نفزة بالفتح ثم السكون وزاي مدينة بالمغرب بالأندلس وقال السلفي نفزة بكسر النون قبيلة كبير منها بنو عميرة وبنو ملحان المقيمون بشاطبة ينسب إليها أبو محمد عبد الله بن أبي زيد عبد الرحمن الفقيه النفزي أحمد الأئمة على مذهب مالك وله تصانيف وأبو العباس أحمد بن علي بن عبد الرحمن النفزي الأندلسي سمع مشايخنا ودخل نيسابور وأصبهان وخرج من بغداد سنة 631 ودخل شيراز وأبو عبد الله محمد بن سليمان الميالسي النفزي وهو ابن أخت غانم بن الوليد بن عمرو بن عبد الرحمن المخزومي أبي محمد من الأندلس روى عن خاله مات في شوال سنة 525 ومولده سنة 434 قال أبو الحسن المقدسي وأبو محمد عبد الغفور بن عبد الله بن محمد بن عبد الله النفزي وله تصانيف مات في ربيع الآخر سنة 935 وأبوه من أهل الرواية مات في سنة 735
نفطة بالفتح ثم السكون والطاء مدينة بإفريقية من أعمال الزاب الكبير وأهلها شراة إباضية ووهبية متمردون وبين نفطة ومدينة توزر مرحلة وإلى مدينة نفزاوة مرحلة وبينها وبين قفصة مرحلتان ومن نفطة عبد الرحمن بن محمد بن أحمد أبو القاسم النفطي يعرف بابن الصائغ سمع بالمغرب الفقيه الحافظ أبا علي الحسين بن محمد الصدفي وأبا عبد الله بن شيرين الفقيه القاضي وغيرهما ورحل إلى العراق وسمع أبا الحسن محمد بن مرزوق الزعفراني وأبا بكر محمد بن طرخان بن بلتكين بن بجكم التركي قال الحافظ أبو القاسم وأقام بدمشق مدة ثم توجه إلى مصر قاصدا لبلده وأجاز لي جميع مسموعاته في ربيع الأول سنة 815
نفنف بتكرير النون والفاء والنونان مفتوحتان والنفنف الهواء وكل شيء بينه وبين الأرض مهوى والنفنف أسناد الجبل التي تعلوه منها وتهبط عنه منها وهو اسم موضع بعينه في قوله عفا برد من أم عمرو فنفنف
نفوسة بالفتح ثم الضم والسكون وسين مهملة جبال في المغرب بعد إفريقية عالية نحو ثلاثة أميال في أقل من ذلك وفيها منبران في مدينتي إحداهما سروس في وسط الجبل وبها خبز الشعير ألذ من كل طعام والأخرى يقال لها جادو من ناحية نفزاوة وجميع أهل هذه الجبال شراة وهبية

وإباضية متمردون عن طاعة السلاطين وطول هذا الجبل مسيرة ستة أيام من الشرق إلى الغرب وبين جبل نفوسة وطرابلس ثلاثة أيام وبينه وبين القيروان ستة أيام وبها قبيلة يقال لهم بنو زمور لهم حصن يقال له تيرفت في غاية المنعة لا يقدر عليه أحد وفيه نحو ثلثمائة قرية وعدة مدن ليس فيها منبر لأنهم لم يتفقوا على رجل يأتمون به وفي جبلهم نخل كثير وزيتون وفواكه ويجتمع مما حوله من القبائل إذا تداعوا ستة عشر ألف رجل وافتتح عمرو بن العاص نفوسة وكانوا نصارى ومن جبل نفوسة رجع عمرو بن العاص بكتاب ورد عليه من عمر بن الخطاب رضي الله عنه
نفيس بالفتح ثم الكسر وياء وسين مهملة قصر نفيس على ميلين من المدينة ينسب إلى نفيس بن محمد من موالي الأنصار
النفيع تصغير النفع ضد الضر جبل بمكة كان الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم يحبس فيه سفهاء قومه عن نصر
النفيعية من قرى سنجار قريبة منها ينسب إليها مسلم ومسلم ابنا سلامة بن شبيب النفيعيان فأما مسلم فيعرف بالنجم السنجاري وكان فقيها فاضلا أديبا له شعر حسن وصنف كتابا في الجدل أجاد فيه وقدم إلى حلب ومات بها أظن بعد الستمائة وأما مسلم فكان ضريرا أديبا فقيها له معرفة تامة بالتفسير وقدم حلب مع أخيه
النفيق تصغير النفق وهو جحر اليربوع وغيره موضع
نفي بفتح أوله وسكون ثانيه وتصحيح الياء بوزن ظبي من نفاه ينفيه نفيا إذا غربه وأبعده ونفي ماء لبني غني قال امرؤ القيس غشيت ديار الحي بالبكرات فعارمة فبرقة العيرات فغول فحليت فنفي فمنعج إلى عاقل فالجب ذي الأمرات قال نفي ماء لغني وعاقل ماء لعقيل بالعالية والأمرات العلامات الواحدة أمرة قال خالد بن سعيد كأني بالأحزة بين نفي وبين منى على كتفي عقاب
باب النون والقاف وما يليهما
النقاب بالكسر بلفظ نقاب المرأة الذي تستر به وجهها أو جمع نقب وهو الخرق في الجبل والحائط وغيره موضع في أعمال المدينة يتشعب منه طريقان إلى وادي القرى ووادي المياه ذكره أبو الطيب فقال وأمست تخبرنا بالنقا ب ووادي المياه ووادي القرى
النقار موضع في البادية بين التيه وحسمى في خبر المتنبي لما هرب من مصر
نقار بالضم وآخره راء كأنه يكون في الجبال يجتمع إليه الماء والله أعلم وهو موضع في ديار بني أسد بنجد
نقان بضم أوله ويكسر وآخره نون اسم جبل في بلاد أرمينية وربما قيل باللام في أوله وقد ذكر في موضعه والله أعلم
نقائع بالفتح جمع نقيعة وهو الموضع الذي يجتمع فيه الماء خبارى في بلاد بني تميم

النقبانة بفتح أوله وثانيه ثم باء موحدة وبعد الألف نون ماءة لسنبس بأجأ أحد جبلي طيء
نقب بالفتح ثم السكون وآخره باء موحدة قرية باليمامة لبني عدي بن حنيفة
ونقب ضاحك طريق يصعد في عارض اليمامة وإياه فيما أرى عنى الراعي يسوقها ترعية ذو عباءة بما بين نقب فالحبيس فأفرعا ونقب عازب موضع بينه وبين بيت المقدس مسيرة يوم للفارس من جهة البرية بينها وبين التيه وجاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه و سلم لما أتى النقب وفي حديث آخر حتى إذا كان بالشعب قال الأزرقي هو الشعب الكبير الذي بين مأزمي عرفة عن يسار المقبل من عرفة يريد المزدلفة مما يلي نمرة قال ابن إسحاق وخرج النبي صلى الله عليه و سلم في سنة اثنتين للهجرة فسلك على نقب بني دينار من بني النجار ثم على فيفاء الخبار
ونقب المنقى بين مكة والطائف في شعر محمد بن عبد الله النميري أهاجتك الظغائن يوم بانوا بذي الزي الجميل من الأثاث ظعائن أسلكت نقب المنقى تحث إذا ونت أي احتثاث على البغلات أشباه الجواري من البيض الهراطلة الدماث
نقبون بالفتح ثم السكون وباء موحدة وواو ساكنة ونون من قرى بخارى والله أعلم
نقجوان بالفتح ثم السكون وجيم وآخره نون والنسبة نشوي بعد النون شين معجمة وواو ثم ياء النسبة لا أدري لم فعلوا ذلك وسألت عنه بأذربيجان فلم أخبر بعلته وهو بلد من نواحي أران وهو نخجوان
نقدة بالفتح ثم السكون ودال مهملة وقد تضم النون عن الدريدي اسم موضع في ديار بني عامر وقرأت بخط ابن نباتة السعدي نقدة بضم النون في قول لبيد فأسرع فيها قبل ذلك حقبة ركاح فجنبا نقدة فالمغاسل
نقذة بالتحريك وذال معجمة موضع ذكر في الجمهرة
نقر بضم أوله وسكون ثانيه يقال ما لفلان بموضع كذا نقر أي بئر ولا ماء اسم بقعة شبه الوهدة يحيط بها كثيب في رملة معترضة مهلكة ذاهبة نحو جراد بينها وبين حجر ثلاث ليال تذكر في ديار قشير
نقران بالضم وآخره نون كأنه جمع نقر في الجبل موضع في بادية تميم
النقر بالفتح ثم السكون بلفط نقر الدف والرحى ماء لغني قال الأصمعي وحذاء الجثجاثة النقر وهو ماء لغني ولكنه اليوم سدم قال بعضهم ولن تردي مذعا ولن تردي زقا ولا النقر إلا أن تجدي الأمانيا ولن تسمعي صوت المهيب عشية بذي عثث يدعو القلاص التواليا
النقر بالفتح ثم السكون بلفط نقر الدف والرحى ماء لغني قال الأصمعي وحذاء الجثجاثة النقر وهو ماء لغني ولكنه اليوم سدم قال بعضهم ولن تردي مذعا ولن تردي زقا ولا النقر إلا أن تجدي الأمانيا ولن تسمعي صوت المهيب عشية بذي عثث يدعو القلاص التواليا
النقرة يروى بفتح النون وسكون القاف ورواه الأزهري بفتح النون وكسر القاف وقال الأعرابي كل أرض متصوبة في وهدة فهي نقرة وبها سميت النقرة بطريق مكة التي يقال لها معدن النقرة وهذا هو المعتمد عليه في اسم هذه البقعة

ورواه بعضهم بسكون القاف وهو واحد النقر للرحى وما أشبهها وهو من منازل حاج الكوفة بين أضاخ وماوان قال أبو زياد في بلادهم نقرتان لبني فزارة بينهما ميل قال أبو المسور فصبحت معدن سوق النقره وما بأيديها تحس فتره في روحة موصولة ببكره من بين حرف بازل وبكره وقال أبو عبيد الله السكوني النقرة هكذا ضبطه ابن أخي الشافعي بكسر القاف بطريق مكة يجيء المصعد إلى مكة من الحاجر إليه وفيه بركة وثلاث آبار بئر تعرف بالمهدي وبئران تعرفان بالرشيد وآبار صغار للأعراب تنزح عند كثرة الناس وماؤهن عذب ورشاؤهن ثلاثون ذراعا وعندها تفترق الطريق فمن أراد مكة نزل المغيثة ومن أراد المدينة أخذ نحو العسيلة فنزلها
النقرة بالفتح ثم السكون جبل بحمى ضرية بإقبال نضاد عند الجثجاثة وقيل ماء لغني كذا ضبطه الحازمي وجعله غير الذي قبله
نقرى بالقصر كأنه يراد به الموضع المنقور أي المحفور وهو اسم حرة بالحجاز في بلاد بني لحيان ابن هذيل بن مدركة قال عمير بن الجعد القهدي ثم الخزاعي في يوم حشاش لما رأيتهم كأن نبالهم بالجزع من نقرى نجاء خريف أي كأن نبالهم مطر الخريف
وعرفت أن من يثقفوه يتركوا للضبع أو يصطف بشر مصيف أيقنت أن لا شيء ينجي منهم إلا تغاوث جم كل وظيف رفعت ساقا لا أخاف عثارها ونجوت من كثب نجاء خذوف وإذا أرى شخصا أمامي خلته رجلا فملت كميلة الخذروف وقال مالك بن خالد الخناعي الهذلي يفتخر بيوم من أيامهم لما رأوا نقرى تسيل إكامها بأرعن إجلال وحامية غلب وقال أبو صخر الهذلي فلما تغشى نقريات سحيله ودافعه من شامه بالرواجب وحلت عراه بين نقرى ومنشد وبعج كلف الختم المتراكب
نقعاء بالفتح ثم السكون والمد والنقاع من الأراضي الحرة التي لا حزونة فيها ولا ارتفاع فإذا أفردت قيل أرض نقعاء ويجوز أن يكون من الاستنقاع وهو كثرة الماء فيها ومن النقع وهو الري من العطش موضع خلف المدينة فوق النقيع من ديار مزينة وكان طريق رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة بني المصطلق وله ذكر في المغازي وقال ابن إسحاق هو ماء وقد سمى كثير مرج راهط نقعاء راهط فقال أبوكم تلاقى يوم نقعاء راهط بني عبد شمس وهي تنفى وتقتل ونقعاء قرية لبني مالك بن عمرو بن ثمامة بن عمرو بن جندب من ضواحي الرمل
ونقعاء موضع في ديار طيء بنجد عن نصر

النقع بالفتح ثم السكون كل ماء مستنقع من ماء عد أو غدير ونهى النبي صلى الله عليه و سلم أن يمنع نقع البئر وهو فضل مائه والنقع رفع الصوت بالبكاء والنقع الغبار والنقع القتل والنحر ومنه سم ناقع أي قاتل والنقع موضع قرب مكة في جنبات الطائف قال العرجي يذكره لحيني والبلاء لقيت ظهرا بأعلى النقع أخت بني تميم فلما أن رأت عيناي منها أسيل الخد من خلق عميم وعيني جوذر خرق وثغرا كلون الأقحوان وجيد ريم حنى أترابها دوني عليها حنو العائدات على السقيم
نقم يروى بضمتين وفتحتين وبفتحة وضمة مثل عضد وكله من نقم عليه ينقم وهو جبل مطل على صنعاء اليمن قرب غمدان قال فيه زياد بن منقذ لا حبذا أنت يا صنعاء من بلد ولا شعوب هوى مني ولا نقم ولا رأيت بلادا قد رأيت بها عنسا ولا بلدا حلت به قدم إذا سقى الله أرضا صوب غادية فلا سقاهن إلا النار تضطرم وهي قصيدة في الحماسة
نقمى بالتحريك والقصر من النقمة وهي العقوبة مثل الجمزى من الجمز موضع من أعراض المدينة كان لآل أبي طالب قال ابن إسحاق وأقبلت غطفان يوم الخندق ومن تبعها من أهل نجد حتى نزلوا بذنب نقمى إلى جنب أحد ويروى نقم ولها نظائر ستة ذكرت في قلهى
نقمى بالضم ثم السكون والقصر أيضا واد ذكره والذي قبله معا أبو الحسن الخوارزمي
نقنس بكسر أوله وثانيه ونون مشددة من قرى البلقاء من أرض الشام كانت لأبي سفيان بن حرب أيام كان يتجر إلى الشام ثم كانت لولده بعده
نقواء بالفتح ثم السكون وفتح الواو وألف ممدودة والنقو كل عظم من قصب اليدين والرجلين والجمع الأنقاء ونقواء فعلاء منه وقيل كل عظم ذي مخ سمي بذلك إما لكثرة عشبه فتسمن به الماشية فتصير ذات أنقاء وإما للصعوبة فيذهب ذلك وهي عقبة قرب يلملم قال الهذيل أبلغ أميمة والخطوب كثيرة أم الوليد بأنني لم أقتل لما رأيت بني عدي مرحوا وغلت جوانبهم كغلي المرجل رفعت ثوبي واجتبيت مطيهم أم الوليد أمر مر الأجدل ونزعت من غصن تحركه الصبا بثنية النقواء ذات الأعبل وأقول لما أن بلغت عشيرتي ما كاد شر بني عدي ينجلي
نقو بالفتح ثم السكون وتصحيح الواو وهو كالذي قبله قرية بصنعاء اليمن والمحدثون يقولون نقو بالتحريك ينسب إليها أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله النقوي الصنعاني من نقو سمع إسحاق بن إبراهيم الدبري روى عنه أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي وعبد السلام بن محمد النقوي الصنعاني روى عنه محمد بن أحمد بن الطيب أبو

الحسين البغدادي وكورة بحوف مصر يقال لها نقو
نقيا بالكسر ثم السكون وياء ثم ألف من النقي وهو المخ قرية من نواحي الأنبار بالسواد من بغداد وبها كان يحيى بن معين
النقيب بالضم وهو تصغير نقب وهو معروف موضع في بلادهم بالشام بين تبوك ومعان على طريق حاج الشام
نقيب بالفتح شعب من أجأ قال حاتم وسال الأعالي من نقيب وثرمد وبلغ أناسا أن وقران سائل
نقيد من قرى اليمامة ويقال نقيدة تصغير نقدة وهي من نواحي اليمامة وفي الشعر نقيدتان
النقير بالفتح ثم الكسر كأنه فعيل بمعنى مفعول أي أنه منقور موضع بين هجر والبصرة وقال ابن السكيت في قول عروة ذكرت منازلا من أم وهب محل الحي أسفل ذي النقير قال ذو النقير موضع وماء لبني القين من كلب وقيل موضع نقير فيه الماء
النقيرة بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وراء بزيادة هاء على الذي قبلها قال الأزهري النقر ذهاب المال والنقيرة ركية معرفة ماؤها رواه بين ثأج وكاظمة وأظنها التي قبلها والله أعلم
نقيرة في كتاب أبي حنيفة إسحاق بن بشر بخط العبدري في مسير خالد بن الوليد رضي الله عنه من عين التمر ووجدوا في كنيسة صبيانا يتعلمون الكتابة في قرية من قرى عين التمر يقال لها النقيرة وكان فيهم حمران مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه
نقيزة بالزاي وفتح أوله وكسر ثانيه كورة نقيزة من كور أسفل الأرض ثم من بطن الريف بأرض مصر
النقيشة بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وشين معجمة وهاء وهو فعيلة بمعنى مفعولة إما من نقشت الشوكة بالمنقاش إذا استخرجتها فكأن هذه الماءة مستخرج منها الأوضار ومنه الحديث استوصوا بالمعز خيرا وانقشوا له عطنه أي نقوه مما يؤذيه وإما من النقش وهو الاختيار أو من النقش وهو الأثر في الأرض ماء لآل الشريد قال وقد بان من وادي النقيشة حاضره
نقيع بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وعين مهملة والنقيع في اللغة القاع عن الخطابي والنقيع في قول غيره الموضع الذي يستنقع فيه الماء وبه سمي هذا الموضع عن عياض وقال الأزهري وأما اللبن الذي يبرد فهو النقيع والنقيعة وأصله من أنقعت اللبن فهو نقيع ولا يقال منقع ولا يقولون نقيعة وهو نقيع الخضمات موضع حماه عمر بن الخطاب رضي الله عنه لخيل المسلمين وهو من أودية الحجاز يدفع سيله إلى المدينة يسلكه العرب إلى مكة منه وحمى النقيع على عشرين فرسخا أو نحو ذلك من المدينة وفي كتاب نصر النقيع موضع قرب المدينة كان لرسول الله صلى الله عليه و سلم حماه لخيله وله هناك مسجد يقال له مقمل وهو من ديار مزينة وبين النقيع والمدينة عشرون فرسخا وهو غير نقيع الخضمات وكلاهما بالنون والباء فيهما خطأ وعن الخطابي وغيره قال القاضي عياض النقيع الذي حماه النبي صلى الله عليه و سلم ثم عمر هو الذي يضاف إليه في الحديث غرز النقيع وفي حديث آخر يقدح لهن من النقيع وحمى النقيع على عشرين فرسخا

كذا في كتاب عياض ومساحته ميل في بريد وفيه شجر يستجم حتى يغيب الراكب فيه واختلف الرواة في ضبطه فمنهم من قيده بالنون منهم النسفي وأبو ذر القابسي وكذلك قيد في مسلم عن الصدفي وغيره وكذلك لابن ماهان وكذا ذكره الهروي والخطابي قال الخطابي وقد صحفه بعض أصحاب الحديث بالباء وإنما الذي بالباء مدفن أهل المدينة قال ووقع في كتاب الأصيلي بالفاء مع النون وهو تصحيف وإنما هو بالنون والقاف قال وقال أبو عبيد البكري هو بالباء والقاف مثل بقيع الغرقد قال المؤلف وحكى السهيلي عن أبي عبيد البكري بخلاف ما حكاه عنه عياض قال السهيلي في حديث النبي صلى الله عليه و سلم إنه حمى غرز النقيع قال الخطابي النقيع القاع والغرز نبت شبه النمام بالنون وفي رواية ابن إسحاق مرفوعا إلى أبي أمامة أن أول جمعة جمعت بالمدينة في هزم بني بياضة في بقيع يقال له بقيع الخضمات قال المؤلف هكذا المشهور في جميع الروايات وقد ذكر ابن هشام هزم بني النبيت وسأذكره في هزم إن شاء الله مستوفى قال السهيلي وجدته في نسخة شيخ أبي بحر بالباء وكذا وجدته في رواية يونس عن ابن إسحاق قال وذكر أبو عبيد البكري في كتاب معجم ما استعجم من أسماء البقيع أنه نقيع بالنون ذكر ذلك بالنون والقاف وأما النفيع بالفاء فهو أقرب إلى المدينة منه بكثير وقد ذكرته أنا في موضعه هكذا نقل هذان الإمامان عن أبي عبيد البكري إلا أن يكون أبو عبيد جعل الموضع الذي حماه النبي صلى الله عليه و سلم وهو حمى غرز البقيع بالباء فغلط والله أعلم به على أن القاضي عياضا والسهيلي لم أرهما فرقا بينهما ولا جعلاهما موضعين وهما موضعان لا شك فيهما إن شاء الله وروي عن أبي مراوح نزل النبي صلى الله عليه و سلم بالنقيع على مقمل فصلى وصليت معه وقال حمى النقيع نعم مرتع الأفراس يحمى لهن ويجاهد بهن في سبيل الله وقال عبد الرحمن بن حسان في قاع النقيع أرقت لبرق مستطير كأنه مصابيح تخبو ساعة ثم تلمح يضيء سناه لي شرورى ودونه بقاع النقيع أو سنا البرق أنزح وقال محمد بن الهيصم المري سمعت مشيخة مزينة يقولون صدر العقيق ماء دفع في النقيع من قدس ما قبل من الحرة وما دبر من النقيع وثنية عمق ويصب في الفرع وما قبل الحرة الذي يدفع في العقيق يقال لها بطاويح كلها أودية في المدينة تصب في العقيق وقال عبيد الله بن قيس الرقيات أأرحت الفؤاد منك الطروبا أم تصابيت إذا رأيت المشيبا أم تذكرت آل سلمة إذ خل وا رياضا من النقيع ولوبا يوم لم يتركوا على ماء عمق للرجال المشيعين قلوبا وقال أبو صخر الهذلي قضاعية أدنى ديار تحلها قناة وأنى من قناة المحصب ومن دونها قاع النقيع فأسقف فبطن العقيق فالخبيت فعنبب
النقيعة قال عمارة بن بلال بن جرير النقيعة خبراء بين بلاد بني سليط وضبة والخبراء أرض تنبت الشجر قال جرير

خليلي هيجا عبرة وقفا بنا على منزل بين النقيعة والحبل
نقيل صيد جبل عظيم والنقيل بلغة أهل اليمن العقبة وهو بين مخلاف جعفر وبين حقل ذمار وعمل فيه سيف الإسلام عتبا سهل به طلوعه وفي رأسه قلعة تسمى سمارة
نقيوس قرية بين الفسطاط والإسكندرية كانت بها وقعة لعمرو بن العاص والروم لما نقضوا
النقية بالفتح ثم الكسر وياء مشددة معناه المنقى من العيوب والدرن من قرى البحرين لبني عامر بن عبد القيس
نقي بالكسر ثم السكون وياء معربة وهو المخ موضع
باب النون والكاف وما يليهما
نكبون بالفتح ثم السكون وباء موحدة وواو ساكنة ونون من قرى بخارى
نكث بالضم ثم السكون وثاء مثلثة مدينة كانت قصبة إيلاق من بلاد الشاش بما وراء النهر
نكر قرأت بخط محمد بن نقطة الحافظ أبو حاتم مكي بن عبدان بن محمد بن بكر بن مسلم بن راشد النيسابوري النكري هكذا وجدته في معجم أبي أحمد أبي عدي الجرجاني بخط ابن عامر العبدري بنون مضمومة وقد صحح عليه ثلاث مرات وكنت أظنه منسوبا إلى جده بكر وقال لي رفيقنا أبو محمد عبد العزيز بن حسين بن هلالة الأندلسي إنه منسوب إلى نكر من قرى نيسابور سمع من محمد بن يحيى الذهلي ومسلم بن الحجاج القشيري وعبد الله بن هاشم ومحمد بن منحل وكان من الحفاظ حدث عنه أبو أحمد بن عدي وأبو بكر محمد بن عبد الله الجوزقي في صحيحه وأبو علي محمد بن أحمد الصواف وأبو الحسن علي بن عمر الحربي السكري وقال الحاكم في تاريخه روى عنه أبو العباس بن عقدة وأبو بكر بن إسحاق الموصلي وأبو علي الحافظ ثم قال وسمعت أبا حفص يقول توفي أبو حاتم الثقة أصابته سكتة يوم الثلاثاء فتوقف إلى عشية يوم الأربعاء الرابع من جمادى الآخرة سنة 523
نكيدا مدينة قديمة صغيرة بينها وبين قيسارية ثلاثة أيام من جهة الشمال قيل إن بقراط الحكيم كان بها وبها مجمع قيل إنه اجتمع فيه الحكماء الذين يعرفون إلى اليوم مشهور عندهم أخبرني بذلك من شاهدها وبينها وبين هرقلة ثلاث أيام
نكيف بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وفاء يقال نكفت البئر إذا نزحتها والبئر نكيف ويقال نكفت أثره وانتكفته إذا اعترضته في مكان سهل و ذو نكيف موضع من ناحية يلملم من نواحي مكة
ويوم نكيف وقيل ذي نكيف وقعة كانت بين قريش وكنانة في هذا الموضع فهزمت قريش بني كنانة وكان صاحب أمر قريش عبد المطلب فقال ابن شعلة الفهري ولله عينا من رأى من عصابة غوت غي بكر يوم ذات نكيف أناخوا إلى أبياتنا ونسائنا فكانوا لنا ضيفا كشر مضيف
باب النون والميم وما يليهما
نمار بالضم يجوز أن يكون من الماء النمير وهو العذب أو من النمر وهو بياض وسواد أو حمرة وبياض وهو جبل في بلاد هذيل قال البريق

الهذلي يخاطب تأبط شرا رميت بثابت من ذي نمار وأردف صاحبين له سواه وفيه قتل تأبط شرا فقالت أمه ترثيه فتى فهم جميعا غادروه مقيما بالحريضة من نمار وهو أيضا موضع بشق اليمامة قال الأعشى قالوا نمار فبطن الخال جادهما فالعسجدية فالابلاء فالرجل وقال الحفصي نمار واد لبني جشم بن الحارث وبنمار عارض يقال له المكرعة وأنشد وما ملك بأغزر منك سيبا ولا واد بأنزه من نمار حللت به فأشرق جانباه وعاد الليل فيه كالنهار
النمار بالكسر وهو اختلاف اللونين وجاء كل في الحديث فجاءه قوم مجتابي النمار قالوا النمار شملة مخططة أو بردة مخططة واحدتها نمرة وهو من جبال بني سليم قال بعضهم فلم يكن النمار لنا محلا وما كنا لنعم شيقينا أي مشتاقين
النمارق موضع قرب الكوفة من أرض العراق نزله عسكر المسلمين في أول ورودهم العراق فقال المثنى بن حارثة الشيباني غلبنا على خفان بيدا مشيحة إلى النخلات السمر فوق النمارق وإنا لنرجو أن تجول خيولنا بشاطي الفرات بالسيوف البوارق
النمارة بالضم وآخره هاء وهو من الذي قبله موضع كان فيه وقعة لهم قال النابغة وما رأيتك إلا نظرة عرضت يوم النمارة والمأمور مأمور
نمذاباذ بفتح أوله وثانيه وذال معجمة وبعد الألف باء موحدة وألف وذال معناه عمارة نمذ من أعمال نيسابور
نمذيان بفتح أوله وثانيه وذال معجمة ساكنة وياء وألف ونون كأنه جمع نمذ بالفارسية من قرى بلخ
نمر بالفتح ثم الكسر وراء بلفظ النمر من السباع والمراد اختلاف ألوانه وذو نمر واد بنجد في ديار بني كلاب
نمر بالضم والسكون جمع نمر وهي مواضع في ديار هذيل قال أمية بن أبي عائذ الهذلي فضهاء أظلم فالنطوف فصائف فالنمر فالبرقات فالأنحاص أنحاص مسرعة التي جازت إلى هضب الصفا المتزحلف الدلاص
النمرانية قرية بالغوطة من ناحية الوادي كان معاوية بن أبي سفيان أقطعها نمران بن يزيد بن عبيد المذحجي حكى عن أبيه حكى عنه ابنه عبد الله بن نمران وابنه يزيد بن نمران خرج مع مروان بن الحكم لقتال الضحاك بن قيس الفهري بمرج راهط
نمرة بفتح أوله وكسر ثانيه أنثى النمر ناحية بعرفة نزل بها النبي صلى الله عليه و سلم وقال عبد الله بن أقرم رأيته بالقاع من نمرة وقيل الحرم من طريق الطائف على طرف عرفة من نمرة على أحد عشر ميلا وقيل نمرة الجبل الذي عليه

أنصاب الحرم عن يمينك إذا خرجت من المأزمين تريد الموقف قال الأزرقي حيث ضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم في حجة الوداع وكذلك عائشة
ونمرة أيضا موضع بقديد عن القاضي عياض إن لم يكن الأول
نمرى بلد من كورة الغربية من نواحي مصر عن الزهري
نمكبان بفتح أوله وثانيه وسكون الكاف وباء موحدة وألف ونون من قرى مرو على طرف البرية قريبة من سنج عباد
نملى بالتحريك بوزن جمزى يقال نمل في الشجرة ينمل نملا إذا صعد فيها ويجوز أن يكون من النمل لكثرته فيه فيكون جمزى من الجمز وهو ماء بقرب المدينة عن الجرمي ورواه بعض نملاء وفي كتاب الأصمعي الذي أملاه ابن دريد عن عبد الرحمن عنه أنه قال ومن مياه نملى وهي جبال كثيرة في وسط ديار بني قريظ قال العامري نملى لنا وهي جبل حوله جبال متصلة بها سواد ليست بطوال ممتنعة وفيها رعن والماشية تشبع فيها قال وسمع هاتف في جوف الليل من الجن يقول وفي ذات آرام خبو كثيرة وفي نملى لو تعلمون الغنائم وبنملى مياه كثيرة مختلفة باسمها ذكرت في مواضعها منها الخنجرة والشبكة والحفر والودكاء وتنيضبة والأبرقة والمحدث وقال معاوية بن مالك بن جعفر بن كلاب أجد القلب عن سلمى اجتنابا فأقصر بعدما شابت وشابا فإن يك نبلها طاشت ونبلي فقد نرمي بها حقبا صيابا وتصطاد الرجال إذا رمتهم وأصطاد المخبأة الكعابا فإن تك لا تصيد اليوم شيئا وآب قنيصها سلما وخابا فإن لها منازل خاويات على نملى وقفت بها الركابا وقال أبو سهم الهذلي تلط بنا وهن معا وشتى كورد قطا إلى نملى منيب
نميرة تصغير نمرة موضع يقال له نميرة بيدان جبل للضباب وقال جرير يرثي أم حزرة امرأته يا نظرة لك يوم هاجت عبرة من أم حزرة بالنميرة دار قال أبو زياد ومن مياه عمرو بن كلاب النميرة وقال الراعي لها بحقيل فالنميرة منزل ترى الوحش عوذات به ومتاليا وقال أبو زياد النميرة هضبة بين نجد والبصرة بعد الدهناء
نميسة بالفتح ثم الكسر وياء مثناة من تحت وسين مهملة بلدة بطبرستان يقال لها طميسة ذكرت هناك
نميط تصغير نمط وهو الطريقة والنمط النوع من الشيء والنميط رملة معروفة بالدهناء وقيل بساتين من حجر وقيل هو موضع في بلاد تميم قال ذو الرمة

فأضحت بوعساء النميط كأنها ذرى الأثل من وادي القرى ونخيلها ويقال النبيط ويضاف إليه وعساء ويرويان معا
النميلة تصغير نملة من مياه ثادق
ونميلة قرية لبني قيس بن ثعلبة رهط الأعشى باليمامة
باب النون والواو وما يليهما
نوا بلفظ جمع نواة التمر وغيره بليدة من أعمال حوارن وقيل هي قصبتها بينها وبين دمشق منزلان وهي منزل أيوب عليه السلام وبها قبر سام بن نوح عليه السلام فيما زعموا
ونوا أيضا من قرى سمرقند على ثلاثة فراسخ منها بقرب وذار ينسب إليها أبو جعفر محمد بن المكي بن النضر النوائي يروي عن محمد بن إبراهيم بن الخطاب الورسنيني روى عنه أبو سعد الإدريسي سمع منه بعد السبعين وثلثمائة ومحمد بن سعيد بن عبادة أبو الحسن النوائي يروي عن أبي النضر محمد بن أحمد بن الحكم البزاز السمرقندي كتب عنه أبو سعد الإدريسي في سنة نيف وسبعين وثلثمائة وينسب إليها سعيد بن عبد الله أبو الحسين النوائي حدث عن أبي العباس أحمد بن علي بن البرذعي روى عنه أبو الخير نعمة بن هبة الله بن محمد الجاسمي الفقيه
النوابة من قرى مخلاف سنحان باليمن
نوادر بلفظ جمع نادرة موضع قال بلوى نوادر مربع ومصيف
نوادة من قرى اليمن من أعمال البعدانية
نوار بالضم والتشديد وألف وراء والنوار والنور واحد وهو الزهر روضة النوار موضع بعينه
نواز بالفتح ثم التخفيف وآخره زاي قرية كبيرة فيها تفاح كبير مليح اللون أحمر في جبل السماق من أعمال حلب
النواش من حصون اليمن
النواعص جمع ناعص قال ابن دريد النعص التمايل وبه سميت ناعصة اسم شاعر قديم ويقال فلان من ناعصتي أي من ناصرتي والنواعص موضع من الأزهري قال الأعشى وقد ملأت بكر ومن لف لفها نباكا فأحواض الرجا فالنواعصا
النواصف موضع أظنه بعمان قال طرفة بن العبد البكري كأن حدوج المالكية غدوة خلايا سفين بالنواصف من دد وقال ود بن منظور الأسدي ألا حي ربعا بالنواصف أو رسما خلا رمية الأرواح تطمسه طمسا
النواقير بلفظ جمع النقيرة وقد تقدم وأصله النواقر فأشبعت الكسرة حتى صارت ياء وهي فرجة في جبل بين عكة وصور على ساحل بحر الشام زعموا أن الإسكندر أراد السير على طريق الساحل إلى مصر أو من مصر إلى العراق فقيل له إن هذا الجبل محيل بينك وبين الساحل فتحتاج أن تدوره فأمر بنقر ذلك الجبل وإصلاح الطريق فيه فلذلك سمي بالنواقير
النوائح موضع في قول معن بن أوس المزني إذا هي حلت كربلاء فلعلعا فجوز العذيب دونها فالنوائحا

فبانت نواها من نواك فطاوعت مع الشانئين الشانئات الكواشحا
نوب من قرى مخلاف صداء من أعمال صنعاء اليمن
نوباغ بالضم ثم السكون وباء موحدة وآخره غين معجمة ومعناه بالفارسية البستان الجديد من قرى خوارزم ينسب إليها محمد بن عثمان الإسكافي النوباغي الأديب الضرير
نوبذ بالفتح ثم السكون وباء موحدة وذال معجمة سكة بنيسابور
نوباذان من قرى هراة سمع بها محمد بن طاهر المقدسي على امرأة وأبو سعد السمعاني وابنه أبو المظفر عبد الرحيم
نوبندجان بالضم ثم السكون وباء موحدة مفتوحة ونون ساكنة ودال مفتوحة وجيم وآخره نون مدينة من أرض فارس من كورة سابور قريبة من شعب بوان الموصوف بالحسن والنزاهة وبينها وبين أرجان ستة وعشرون فرسخا وبينها وبين شيراز قريب من ذلك وقد ذكرها المتنبي في شعره فقال يصف شعب بوان تحل به على قلب شجاع وترحل منه عن قلب جبان منازل لم يزل منها خيال يشيعني إلى النوبندجان إذا غنى الحمام الورق فيها أجابته أغاني القيان ومن بالشعب أحوج من حمام إذا غنى وناح إلى البيان
نوبنجان حروفه مثل الذي قبله بغير دال اسم قلعة بنوبندجان التي قبلها
نوبهار بالضم ثم السكون وباء موحدة مفتوحة وهاء وألف وراء في موضعين أحدهما قرب الري قال أبو الفضل بن العميد خرج ابن عباد من الري يريد أصبهان ومنزلة ورامين وهي قرية كالمدينة فتجاوزها إلى قرية عامرة وماء ملح لغير شيء إلا ليكتب إلي كتابي هذا من النوبهار يوم السبت نصف النهار ونوبهار أيضا ببلخ بناء للبرامكة قال عمر بن الأزرق الكرماني كانت البرامكة أهل شرف على وجه الدهر ببلخ قبل ملوك الطوائف وكان دينهم عبادة الأوثان فوصفت لهم مكة وحال الكعبة بها وما كانت قريش ومن والاها من العرب يأتون إليها ويعظمونها فاتخذوا بيت النوبهار مضاهاة لبيت الله الحرام ونصبوا حوله الأصنام وزينوه بالديباج والحرير وعلقوا عليه الجواهر النفيسة وتفسير النوبهار البهار الجديد لأن نو الجديد وكانت سنتهم إذا بنوا بناء حسنا أو عقدوا بابا جديدا أو طاقا شريفا كللوه بالريحان وتوخوا لذلك أول ريحان يطلع في ذلك الوقت فلما بنوا ذلك البيت جعلوا عليه أول ما يظهر من الريحان وكان البهار فسمي نوبهار لذلك وكانت الفرس تعظمه وتحج إليه وتهدي له وتلبسه أنواع الثياب وتنصب على أعلى قبته الأعلام وكانوا يسمون قبته الأستن وكانت مائة ذراع في مثلها وارتفاعها فوق مائة ذراع بأروقة مستدرية حولها وكان حول البيت ثلثمائة وستون مقصورة يسكنها خدامه وقوامه وسدنته وكان على كل واحد من سكان تلك المقاصير خدمة يوم لا يعود إلى الخدمة حولا كاملا ويقال إن الريح ربما حملت الحرير من العلم الذي فوق القبة فتلقيه بترمذ وبينهما اثنا عشر فرسخا وكانوا يسمون السادن الأكبر برمك لتشبيههم البيت بمكة يسمون سادنه برمكة فكان كل من ولي منهم

السدانة برمكا وكانت ملوك الهند والصين وكابل شاه وغيرهم من الملوك تدين بذلك الدين وتحج إلى هذا البيت وكانت سنتهم إذا هم وافوه أن يسجدوا للصنم الأكبر ويقبلوا يد برمك وجعلوا للبرمك ما حول النوبهار من الأرضين سبعة فراسخ في مثلها وجميع أهل ذلك الرستاق عبيد له يحكم فيهم بما يريد وصيروا للبيت وقوفا كثيرا وضياعا عظيمة سوى ما يحمل إليه من الهدايا التي تتجاوز الحد وكل ذلك يصل إلى برمك الذي يكون عليه فلم يزل يليه برمك بعد برمك إلى أن افتتحت خراسان في أيام عثمان بن عفان وانتهت السدانة إلى برمك أبي خالد بن برمك فسار إلى عثمان مع رهائن كانوا ضمنوا مالا عن البلد ثم إنه رغب في الإسلام فأسلم وسمي عبد الله ورجع إلى أهله وولده وبلده فأنكروا إسلامه وجعلوا بعض ولده مكانه برمكا فكتب إليه نيزك طرخان أحد الملوك يعظم ما أتاه من الإسلام ويدعوه إلى الرجوع إلى دين آبائه فأجابه برمك إني إنما دخلت في هذا الدين اختيارا له وعلما بفضله من غير رهبة ولم أكن لأرجع إلى دين بادي العوار مهتك الأستار فغضب نيزك وزحف إلى برمك في جمع كثير فكتب إليه برمك قد عرفت حبي للسلامة وإني قد استنجدت الملوك فأنجدوني فاصرف عني أعنة خليلك وإلا حملتني على لقائك فانصرف عنه ثم استغره وبيته فقتله وعشرة بنين له فلم يبق له سوى طفل وهو برمك أبو خالد فإن أمه هربت به وكان صغيرا إلى بلاد القشمير من بلاد الهند فنشأ هناك وتعلم علم اطب والنجوم وأنواعا من الحكمة وهو على دين آبائه ثم إن أهل بلده أصابهم طاعون ووباء فتشاءموا بمفارقة دينهم ودخولهم في الإسلام فكتبوا إلى برمك حتى قدم عليهم فأجلسوه في مكان آبائه وتولى النوبهار ثم تزوج برمك بنت ملك الصغانيان فولدت له الحسن وبه كان يكنى وخالدا وعمرا وأختا يقال لها أم خالد وسليمان بن برمك أمه امرأة من أهل بخارى وكان ابن برمك وأم القاسم من امرأة أخرى بخارية أيضا ولما فتح عبد الله بن عامر بن كريز خراسان أنفذ قيس بن الهيثم حتى قدم مدينة بلخ وقدم بين يديه عطاء بن السائب فدخل بلخ وخرب النوبهار وقال بعض الشعراء يذكر النوبهار أوحش النوبهار من بعد جعفر ولقد كان بالبرامك يعمر قل ليحيى أين الكهانة والسح ر وأين النجوم عن قتل جعفر أنسيت المقدار أم زاغت الشم س عن الوقت حين قمت تقدر وقال أبو بكر الصولي حدثنا محمد بن الفضل المذاري عن علي بن محمد النوفلي قال كان برمك يعمر النوبهار ويقوم به وهو اسم لبيت النار الذي كان ببلخ يعظم قدره بذلك فصار ابنه خالد بن برمك بعده فقال أبو الهول الحميري يمدح الفضل بن الربيع ويهجو الفضل بن يحيى بن خالد البرمكي فضلان ضمهما اسم وشتت الأخبار آثار فضل الربيع مساحد ومنار وفضل يحيى ببلخ آثاره النوبهار وما سواه إذا ما أثيرت الآثار بيت يوحد فيه ويعبد الجبار وبيت شرك وكفر به تعظم نار
نوبة بضم أوله وسكون ثانيه وباء موحدة والنوب جماعة النحل ترعى ثم تنوب إلى موضعها فشبه ذلك بنوبة الناس والرجوع مرة بعد مرة

وقيل النوب جمع نائب من النحل والقطعة من النحل تسمى نوبة شبهوها بالنوبة من السوادن وهو في عدة مواضع النوبة بلاد واسعة عريضة في جنوبي مصر وهم نصارى أهل شدة في العيش أول بلادهم بعد أسوان يجلبون إلى مصر فيباعون بها وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه صالح النوبة على أربعمائة رأس في السنة وقد مدحهم النبي صلى الله عليه و سلم حيث قال من لم يكن له أخ فليتخذ أخا من النوبة وقال خير سبيكم النوبة والنوبة نصارى يعاقبه لا يطؤون النساء في الحيض ويغتسلون من الجنابة ويختتنون ومدينة النوبة اسمها دمقلة وهي منزل الملك على ساحل النيل وطول بلادهم مع النيل ثمانون ليلة ومن دمقلة إلى أسوان أول عمل مصر مسيرة أربعين ليلة ومن أسوان إلى الفسطاط خمس ليال ومن أسوان إلى أدنى بلاد النوبة خمس ليال وشرقي النوبة أمه تدعى البجه ذكروا في موضعهم وبين النوبة والبجه جبال منعية شاهقة وكانوا أصحاب أوثان قالوا والنوبة أصحاب إبل ونجائب وبقر وغنم ولملكهم خيل عتاق وللعامة براذين ويرمون بالنبل عن القسي العربية وفي بلدهم الحنطة والشعير والذرة ولهم نخل وكروم ومقل وأراك وبلدهم أشبه شيء باليمن وعندهم أترنج مفرط العظم وملوكهم يزعمون أنهم من حمير ولقب ملكهم كابيل وكتابته إلى عماله وغيرهم من كابيل ملك مقرى ونوبة وخلفهم أمه يقال لهم علوا بين ملك النوبة وبينهم ثلاثة أشهر وخلفهم أمة أخرى من السودان تدعى تكنة وهم وعلوا عراة لا يلبسون ثوبا ألبتة إنما يمشون عراة وربما سبي بعضهم وحمل إلى بلاد المسلمين فلو قطع الرجل أو المرأة على أن يستتر أو يلبس ثوبا لا يقدر على ذلك ولا يفعله إنما يدهنون أبشارهم بالأدهان ووعاء الدهن الذي يدهن به قلفته فإنه يملأها دهنا ويوكي رأسها بخيط فتعظم حتى تصير كالقارورة فإذا لدغت أحدهم ذبابة أخرج من قلفته شيئا من الدهن فادهن به ثم يربطها ويتركها معلقة وفي بلادهم ينبت الذهب وعندهم يفترق النيل قالوا ومن وراء مخرج النيل الظلمة
ونوبة أيضا بلد صغير بإفريقية بين تونس وإقليبيا
ونوبة أيضا موضع على ثلاثة أيام من المدينة له ذكر في المغازي ونوبة أيضا ناحية من بحر تهامة تسمى بالنوبة لأنهم سكنوها
ونوبة أيضا هضبة حمراء بحزيز الحوأب من أرض بني عبد الله بن أبي بكر بن كلاب وفي حديث عبد الله بن جحش خرجنا من مليحة نوبة ذكره الواقدي
نوجكث بالضم ثم السكون وفتح الجيم وكاف ثم ثاء مثلثة من بلاد ما وراء النهر
نوجاباذ بالضم ثم السكون وجيم ثم ألف وباء موحدة وألف وذال معجمة معناه عمارة نوج من قرى بخارى ينسب إليها محمد بن علي بن محمد أبو بكر النوجاباذي من أهل بخارى إمام زاهد كبير السن كثير العبادة كان يعقد مجلس التذكير بجامع بخارى ويملي في مسجده الذي يصلي فيه وقد جمع كتابا في فضائل الأعمال ومحاسن الأخلاق سماه كتاب مرتع النظر سمع السيد أبا بكر محمد بن علي بن حيدر الجعفري وأبا محمد أحمد بن عبد الصمد بن علي الشياني وشيان من قرى بخارى وأبا بكر محمد بن أبي سهل السرخسي وأبا بكر محمد بن الحسن بن منصور النسفي وأبا محمد عبد الملك بن عبد الرحمن السبيري وأبا أحمد عبد الرحمن بن إسحاق الريغذموني وأبا إسحاق إبراهيم بن زيد بن أحمد

الخشاغري وكتب إجازة لأبي سعد وكانت وفاته في الثامن عشر من جمادى الآخرة سنة 335
نوخس بالضم ثم السكون وخاء معجمة وسين مهملة من رستاق بخارى
نوذ بالفتح ثم السكون وذال معجمة جبل بسرنديب عنده مهبط آدم عليه السلام وهو أخصب جبل في الأرض ويقال أمرع من نوذ وأجدب من برهوت وبرهوت واد بحضرموت ذكر في موضعه
نودز بالفتح ثم السكون وكسر الدال المهملة وزاي معناه القلعة الجديدة وهي قلعة بين أهر ووراوي حصينة في واد هناك في وسط الوادي قلة وهي في أعلاها ولها ربض رأيتها وهي من أعمال أذربيجان بين تبريز وأردبيل
نورد بضم أوله وفتح ثانيه وسكون الراء ودال مهملة قصبة من نواحي كازرون بأرض فارس
نور بلفظ نور ضد الظلمة من قرى بخارى عند جبل بها زيارات ومشاهد للصالحين ينسب إليها أبو موسى عمران بن عبد الله النوري الحافظ البخاري روى عن أحمد بن حفص بن محمد بن سلام البيكندي وحيان بن موسى ومحمد بن حفص البلخي روى عنه أحمد بن عبد الواحد بن رفيد وعبد الله بن منيح عن ابن موسى والقاضي أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن الحسن بن إسماعيل بن داود الداودي ولد سنة 154 روى عن محمد بن عبد الصمد بن إبراهيم الحنظلي روى عنه عمر بن محمد النسفي مات سنة 815
نوزاباذ بالضم ثم السكون وزاي والباء موحدة والذال معجمة من قرى بخارى
نوز بالزاي قال العمراني قرية من بخارى إليها ثلاث ليال بين بخارى وسمرقند وأخاف أن تكون هي التي ذكرها ابن موسى أحدهما تصحيف
نوزكاث بعد الواو زاي وأوله مضموم وآخره ثاء مثلثة بليدة قرب جرجانية خوارزم ونوز معناه بلغة الخوارزمية الجديد وكأن معناه الحائط الجديد وهناك مدينة اسمها كاث فكأنهم قالوا كاث الجديدة إليها ينسب المطهر بن سديد النوزكاثي رأيته بخوارزم وخرج منها هاربا من التتار في آخر سنة 616 إلى ناحية نسا وكان آخر العهد به وأظنه قتل بها قبل أن ينزل التتار على خوارزم بأكثر من عام فكأنه هرب إلى تعجيل شهادته ولقد اجتهدت به أن يقيم ريثما نصطحب فركن قليلا ثم قال لي لا أستطيع المقام فإنني رجل جبان وتخيل لي أن الكفار نزلوا على خوارزم وقد وقع سهم في أحد من المسلمين وأنظر إلى الدماء تسيل على ثيابه وجسمه فأموت قبل وقتي فخرج على غاية الاختلال في أشد وقت من البرد وخلف أهلا وولدا ونعمة حسنة ودارا وضيعة فترك ذلك كله ومضى هاجا إلى شهادته رحمه الله فإنه كان صالحا دينا خيرا وما أظنه بلغ الخمسين من عمره وكان قد رحل إلى العراق والشام وكتب الحديث وأكثر منه وكان حافظا لأسماء رجال الحديث عارفا بالحديث وأجاز لي وهو مطهر بن سديد بن محمد بن علي بن أحمد بن عبد الله بن أبي الفضل النوزكاثي
نوسا بالتحريك كورة من كور أسفل الأرض بمصر يقال لها كورة سمنود ونوسا
نوشار شينه معجمة وآخره راء وهي قرية ببلخ وقيل قصر

نوشجان بالضم ثم السكون وشين معجمة وجيم وآخره نون مدينة بفارس عن السمعاني قال ابن الفقيه وبين طراز مدينة في تخوم الترك على نهر سيحون بما رواء النهر ونوشجان السفلي ثلاثة فراسخ وإلى نوشجان العليا وهي أربع مدن كبار وأربع مدن صغار سبعة عشر يوما للقوافل على المراعي وهي حد الصين فأما لبريد الترك فثلاثة أيام ومن نوشجان العليا إلى مدينة خاقان التغرغز مسيرة ثلاث أشهر في قرى كبار ذات خصب ظاهر وأهلها أتراك وفيهم مجوس يعبدون النار وفيهم زنادقة مانويه والملك في مدينة عظيمة لها اثنا عشر بابا من حديد وأهلها زنادقة وعن يسارها كيماك وأمامها الصين على ثلثمائة فرسخ ولملك التغزغز خيمة من ذهب على أعلى قصر تسع أن يدخلها مائة إنسان ترى من خمسة فراسخ
نوش ويقال نوج بالجيم وبالفتح ثم السكون وآخره شين معجمة أو جيم وهي عدة قرى بمرو منها نوش بايه بالباء الموحدة وبعد الألف ياء مفتوحة وهاء ونوش كناركان بضم الكاف ثم نون وبعد الألف راء وكاف وألف ونون وهذان الاسمان لقرية واحدة قال في التحبير محمد بن أحمد بن محمد بن أبي سعيد الحضيري أبو الفتح النوشي المعروف بالرحمة من أهل قرية نوش كناركان كان شيخا عفيفا ضريرا سمع أبا الخير محمد بن موسى بن عبد الله الصفار قرأ عليه أبو سعد وسأله عن ولادته فقال مقدار سنة 462 بنوش كناركان وتوفي بها في سادس عشر ذي الحجة سنة 745 ونوش فراهينان بالفاء وبعد الهاء ياء ساكنة ثم نون وآخره نون وهما متقاربتان ونوش مخلدان بالخاء معجمة وآخره نون وعرف بهذه النسبة أبو الحسن علي بن محمد النوشي الفقيه سمع أبا الفيض أحمد بن محمد بن إبراهيم اللاكمالاني روى عنه أبو عبد الله محمد ابن الحسن المهربندقشائي ومات سنة 014
نوشهر بالفتح ثم السكون وشين معجمة مفتوحة وهاء ساكنة وراء معناه بلد جديد وهو اسم لنيسابور ونواحيها بخراسان يذكر ما يحضرني من أمرها في نيسابور إن شاء الله تعالى
نوفر بالفتح ثم السكون وفاء ثم راء من قرى بخارى ينسب إليها إلياس بن محمد بن عيسى النوفري أبو المظفر الخطيب سمع من أبي الخطيب البلخي بنوفر
نوقات بالضم ثم السكون وقاف وآخره تاء مثناة محلة بسجستان وأهل سجستان يقولون نوها فعربت كما ترى وقد ينسب إليها أبو عمر محمد بن أحمد النوقاتي صاحب تصانيف في الأدب وابنه عمر كان أيضا أديبا فاضلا وأخوه أبو سعيد عثمان يروي عن أبي سليمان أحمد بن محمد الخطابي وغيره روى عنه أبو بكر بن أبي يزيد بن أحمد بن كشمرد
نوقان بالضم والقاف وآخره نون إحدى قصبتي طوس لأن طوس ولاية ولها مدينتان إحداهما طابران والأخرى نوقان وفيها تنحت القدور البرام وقد خرج منها خلق من العلماء منهم أبو علي الحسن بن علي بن نصر بن منصور الطوسي النوقاني روى عن محمد بن عبد الكريم العبدي المروزي والزبير بن بكار وغيرهما روى عنه محمد بن طالب بن علي ومحمد بن زكرياء وغيرهما وبنيسابور قرية أخرى يقال لها نوقان
نوقد بالفتح ثم السكون وفتح القاف ودال مهملة نوقد قريش قرية كبيرة بينها وبين

نسف ستة فراسخ ينسب إليها أبو الفضل عبد القادر بن عبد الخالق بن عبد الرحمن بن قاسم بن الفضل النوقدي كان إماما فاضلا سمع ببخارى السيد أبا بكر محمد بن علي بن حيدر الجعفري وبمكة أبا عبد الله الحسن بن علي الطبري وغيرهما سمع منه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي مات سنة 725
ونوقد أيضا نوقد خرداخن بضم الخاء المعجمة وراء ساكنة وبعد الألف خاء أخرى ينسب إليها أبو بكر محمد بن سليمان بن الخضر بن أحمد بن الحكم المعدل النوقدي روى عن محمد بن محمود بن عنتر بن أبي عيسى الترمذي كتاب الصحيح له مات سنة 704
ونوقد أيضا نوقد سازه بالزاي ينسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن محمد ن نوح بن محمد بن زيد بن النعمان النوقدي النوحي الفقيه يروي عن أبي بكر بن بندار الإستراباذي وأبي جعفر محمد بن إبراهيم النوقدي روى عنه أبو العباس المستغفري وغيره ومات سنة 524 وأما أبو محمد عبد الله بن محمد بن رجاء بن غراثي النوقذي يروي عن أبي مسلم الكجي وأبي شعيب الحراني فقد رواه المحدثون بالذال المعجمة ولا أدري إلى أي شيء نسب ومات سنة 004
نوق بلفظ جمع ناقة من قرى بلخ ينسب إليها أبو حامد أحمد بن قدامة بن محمد البلخي النوقي حدث عن يحيى بن بدر السمرقندي روى عنه أبو إسحاق المستملي مات سنة 323
نوكذك بالضم ثم السكون وفتح الكاف وذال معجمة مفتوحة وآخره كاف من قرى صغد سمرقند
نوكند الكاف مفتوحة ثم نون ساكنة ودال مهملة من قرى سمرقند
نول آخره لام وأوله مضموم وثانيه ساكن مدينة في جنوبي بلاد المغرب هي حاضرة لمطة فيها قبائل من البربر وهي في غربي تينزرت
نولة بكسر أوله وفتح ثانيه حصن من أعمال مرسية بالأندلس
نوند بفتح أوله وسكون ثانيه وسكون النون أيضا سكة نوند بنيسابور ينسب إليها أبو عبد الرحمن بن عبد الله بن جمشاد جندل بن عمران المطوعي النوندي النيسابوري سمع أبا قلابة الرقاشي ومحمد بن يزيد السلمي وغيرهما روى عنه أبو علي الماسرجسي مات سنة 236
ونوند أيضا بسمرقند يقال لها باب نوند ينسب إليها أحمد النوندي السمرقندي حدث عن أحمد بن عبد الله السمرقندي روى عنه إبراهيم بن حمدويه الإشتيخني
نويرة بلفظ تصغير النار ناحية بمصر عن نصر
نويزة بالزاي قرية بسرخس منها محمد بن أحمد بن أبي الحارث بن أحمد النويزي أبو سعد الصوفي السرخسي كان شيخا صالحا سمع أبا منصور محمد بن عبد الملك المظفري سمع منه أبو سعد وأبو القاسم وكانت ولادته في حدود سنة 460 ووفاته في أواخر سنة 245 أو في محرم سنة 345
نويطف موضع دون عين صيد من القصيمة والقصيمة كل موضع أنبت الغضا والرمث
نويعة بلفظ تصغير النوع وهو الصنف من الشيء واد بعينه قال الراعي حي الديار ديار أم بشير بنويعتين فشاطىء التسرير

باب النون والهاء وما يليهما
نها بالضم والقصر بلفظ النها بمعنى العقل قرية بالبحرين لبني عامر بن الحارث بن عبد القيس
نهاب جمع نهب قد تقدم ذكره في الألف في إهاب
نهاوند بفتح النون الأولى وتكسر والواو مفتوحة ونون ساكنة ودال مهملة هي مدينة عظيمة في قبلة همذان بينهما ثلاثة أيام قال أبو المنذر هشام سميت نهاوند لأنهم وجدوها كما هي ويقال إنها من بناء نوح عليه السلام أي نوح وضعها وإنما اسمها نوح أوند فخففت وقيل نهاوند وقال حمزة أصلها بنوهاوند فاختصروا منها ومعناه الخير المضاعف قال بطليموس نهاوند في الإقليم الرابع وطولها اثنتان وسبعون درجة وعرضها ست وثلاثون درجة وهي أعتق مدينة في الجبل وكان فتحها سنة 91 ويقال سنة 02 وذكر أبو بكر الهذلي عن محمد بن الحسن كانت وقعة نهاوند سنة 12 أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأمير المسلمين النعمان بن مقرن المزني وقال عمر إن أصبت فالأمير حذيفة بن اليمان ثم جرير بن عبد الله ثم المغيرة بن شعبة ثم الأشعث بن قيس فقتل النعمان وكان صحابيا فأخذ الراية حذيفة وكان الفتح على يده صلحا كما ذكرناه في ماه دينار وقال المبارك بن سعيد عن أبيه قال نهاوند من فتوح أهل الكوفة والدينور من فتوح أهل البصرة فلما كثر الناس بالكوفة احتاجوا إلى أن يرتادوا من النواحي التي صولح على خراجها فصيرت لهم الدينور وعوض أهل البصرة نهاوند لأنها قريبة من أصبهان فصار فضل ما بين خراج الدينور ونهاوند لأهل الكوفة فسميت نهاوند ماه البصرة والدينور ماه الكوفة وذلك في أيام معاوية بن أبي سفيان قال ابن الفقيه وعلى جبل نهاوند طلسمان وهما صورة سمكة وصورة ثور من ثلج لا يذوبان في شتاء ولا صيف ويقال إنهما للماء لئلا يقل بها فماؤها نصفان نصف إليها ونصف إلى الدينور وقال في موضع آخر وماء ذلك الجبل ينقسم قسمين قسم يأخذ إلى نهاوند وقسم يأخذ في المغرب حتى يسقي رستاقا يقال له الأشتر وقال مسعر بن المهلهل أبو دلف وسرنا من همذان إلى نهاوند وبها سمكة وثور من حجر حسنا الصورة يقال إنهما طلسم لبعض الآفات التي كانت بها وبها آثار لبعض الفرس حسنة وفي وسطها حصن عجيب البناء عالي السمك وبها قبور قوم من العرب استشهدوا في صدر الإسلام وماؤها بإجماع العلماء غذي مريء وبها شجر خلاف تعمل منه الصوالجة ليس في شيء من البلدان مثله في صلابته وجودته قال ابن الفقيه وبنهاوند قصب يتخذ منه ذريرة وهو هذا الحنوط فما دام بنهاوند أو بشيء من رساتيقها فهو والخشبة بمنزلة واحدة لا رائحة له فإذا حمل منها وجاوز العقبة التي يقال لها عقبة الركاب فاحت رائحته وزالت الخشبية عنه وقال عبيد الله الفقير إليه مؤلف الكتاب ومما يصدق هذه الحكاية ما ذكره محمد بن أحمد بن سعيد التميمي في كتاب له ألفه في الطب في مجلدين وسماه حبيب العروس وريحان النفوس قال قصبة الذريرة هي القمحة العراقية وهي ذريرة القصب وقال فيه يحيى بن ماسويه إنه قصب يجلب من ناحية نهاوند قال وكذلك قال فيه محمد بن العباس الخشكي قال وأصله قصب ينبت في أجمة في بعض الرساتيق يحيط بها جبال والطريق إليها في عدة عقاب فإذا طال ذلك القصب ترك حتى يجف ثم يقطع عقدا وكعابا على مقدار عقد ويعبى في

جوالقات ويحمل فإن أخذته على عقبة من تلك العقاب مسماة معروفة نخر وتهافت وتكلس جسمه فصار ذريرة وسمي قمحة وإن أسلك به على غير تلك العقبة لم يزل على حاله قصبا صلبا وأنابيب وكعابا صلبة لا ينتفع به ولا يصلح إلا للوقود وهذا من العجائب الفردة وقال ابن الفقيه يوجد على حافات نهر نهاوند طين أسود للختم وهو أجود ما يكون من الطين وأشده سوادا وتعلكا يزعم أهل الناحية أن السراطين تخرجه من جوف النهر وتلقيه إلى حافاته ويقولون إنهم لو حفروا في قرار النهر ما حفروا أو في جوانبه ما وجدوا إلا ما تخرجه السراطين قال وحدثني رجل من أهل الأدب قال رأيت بنهاوند فتى من الكتاب وهو كالساهي فقلت له ما حالك فقال يا طول ليلي بنهاوند مفكرا في البث والوجد فمرة آخذ من منية لا تجلب الخير ولا تجدي ومرة أشدو بصوت إذا غنيته صدع لي كبدي قد جالت الأيام بي جولة فصرت منها ببروجرد كأنني في خانها مصحف مستوحش من يد مرتد الحمد لله على كل ما قدر من قبل ومن بعد وبين همذان ونهاوند أربعة عشر فرسخا من همذان إلى زوذراور سبعة فراسخ وجمع الفرس جموعها بنهاوند قيل مائة وخمسون ألف فارس وقدم عليهم الفيروزان وبلغ ذلك المسلمين فأنفذ عمر عليهم الجيوش وعليهم النعمان بن مقرن فواقعهم فقتل أول قتيل فأخذ حذيفة بن اليمان رايته وصار الفتح وذلك أول سنة 91 لسبع سنين من خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقيل كانت سنة 02 والأول أثبت فلم يقم للفرس بعد هذه الوقعة قائم فسماها المسلمون فتح الفتوح فقال القعقاع بن عمرو المخزومي رمى الله من ذم العشيرة سادرا بداهية تبيض منها المقادم فدع عنك لومي لا تلمني فإنني أحوط حريمي والعدو الموائم فنحن وردنا في نهاوند موردا صدرنا به والجمع حران واجم وقال أيضا وسائل نهاوندا بنا كيف وقعنا وقد أثخنتها في الحروب النوائب وقال أيضا ونحن حبسنا في نهاوند خيلنا لشد ليال أنتجت للأعاجم فنحن لهم بينا وعصل سجلها غداة نهاوند لإحدى العظائم ملأنا شعابا في نهاوند منهم رجالا وخيلا أضرمت بالضرائم وراكضهن الفيرزان على الصفا فلم ينجه منا انفساح المخارم
نهبان بالفتح فعلان من النهب قال عرام نهبان يقابلان القدسين وهما جبلان بتهامة يقال لهما نهب الأسفل ونهب الأعلى وهما لمزينة وبني ليث فيهما شقص ونباتهما العرعر والأثرار وهو شجر يتخذ منه القطران كما يتخذ من العرعر وبه قرظ وهما جبلان

مرتفعان شاهقان كبيران وفي نهب الأعلى في دوار من الأرض بئر واحدة كبيرة غزيرة الماء عليها مباطخ وبقول ونخلات ويقال لها ذو خيمي وفيه أوشال وفي نهب الأسفل أوشال ويفرق بين هذين الجبلين وقدس وورقان الطريق
نهران من قرى اليمن من ناحية ذمار
نهر أبا بفتح الهمزة وتشديد الباء الموحدة والقصر من نواحي بغداد حفره أبا بن الصمغان النبطي
نهر ابن عمر نهر بالبصرة منسوب إلى عبد الله بن عمر بن عبد العزيز وهو أول من احتفره وذلك أنه لما قدم البصرة عاملا على العراق من قبل يزيد بن الوليد بن عبد الملك شكا إليه أهل البصرة ملوحة مائهم فكتب بذلك إلى يزيد بن الوليد فكتب إليه إن بلغت النفقة على هذا النهر خراج العراق ما كان في أيدينا فأنفقه عليه فحفر النهر المعروف بابن عمر
نهر ابن عمير بالبصرة منسوب إلى عبد الله بن عمير بن عمرو بن مالك الليثي كان عبد الله بن عامر أقطعه ثمانية آلاف جريب فحفر عليها هذا النهر وهو أخوه لأمه دجاجة بنت أسماء بن الصلت السلمية وإلى أمه دجاجة ينسب نهر أم عبد الله
نهر أبي الأسد كنية رجل والأسد بفتح السين أحد شعوب دجلة بين المذار ومطارة في طريق البصرة يصب هناك في دجلة العظمى ومأخذه أيضا من دجلة قرب نهر دقلة وأبو الأسد أحد قواد المنصور كان وجه إلى البصرة أيام مقام عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس عم المنصور بها فحفر بها النهر المعروف بأبي الأسد وقيل بل أقام على النهر لأن السفن لم تدخله لضيقه فوسعه حتى دخلته فنسب إليه وكان محفورا قبله
نهر أبي الخصيب بالبصرة كان مولى لأبي جعفر المنصور أقطعه إياه واسم أبي الخصيب مرزوق
نهر أبي فطرس بضم الفاء وسكون الطاء وضم الراء وسين مهملة موضع قرب الرملة من أرض فلسطين قال المهلبي على اثني عشر ميلا من الرملة في سمت الشمال نهر أبي فطرس ومخرجه من أعين في الجبل المتصل بنابلس وينصب في البحر الملح بين يدي مدينتي أرسوف ويافا به كانت وقعة عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس مع بني أمية فقتلهم في سنة 231 فقال إبراهيم مولى قائد العبلي يرثيهم أفاض المدامع قتلى كدا وقتلى بكثوة لم ترمس وقتلى بوج وباللابتين بيثرب هم خير ما أنفس وبالزابيين نفوس ثوت وأخرى بنهر أبي فطرس أولئك قوم أناخت بهم نوائب من زمن متعس إذا ركبوا زينوا المركبين وإن جلسوا زينة المجلس هم أضرعوني لريب الزمان وهم ألصقوا الرغم بالمعطس فما أنس لا أنس قتلاهم ولا عاش بعدهم من نسي قال المهلبي وعلى نهر أبي فطرس أوقع أحمد بن طولون بالمعتضد فهزمه قلت إنما كانت الوقعة بموضع يقال له الطواحين بين المعتضد وخماويه بن

أحمد بن طولون قال وعليه أخد العزيز هفتكين التركي وفلت عساكر الشام عليه وبالقرب منه أوقع القائد فضل بن صالح بأبي تغلب حمدان فقتلهويقال إنه ما التقى عليه عسكران إلا هزم المغربي منهما وذكر أبو نواس في قصيدته في الخصيب نهر فطرس ولم يضفه إلى كنية فقال وأصبحن قد فوزن على نهر فطرس وهن من البيت المقدس زور طوالب بالركبان غزة هاشم وبالفرما من حاجهن شقور وقال العبلي أبكي على فتية رزئتهم ما إن لهم في الرجال من خلف نهر أبي فطرس محلهم وصبحوا الزابيين للتلف أشكوا إلى الله ما بليت به من فقد تلك الوجوه والشرف
نهر الإجانة بلفظ الإجانة التي تغسل فيها الثياب بكسر الهمزة وتشديد الجيم بعد الألف نون قال عوانة قدم الأحنف بن قيس على عمر بن الخطاب في أهل البصرة فجعل يسألهم رجلا رجلا والأحنف لا يتكلم فقال له عمر ألك حاجة فقال بلى يا أمير المؤمنين إن مفاتيح الخير بيد الله وإن إخواننا من أهل الأمصار نزلوا منازل الأمم الخالية بين المياه العذبة والجنان الملتفة وإنا نزلنا أرضا نشاشة لا يجف مرعاها ناحيتها من قبل المشرق البحر الأجاج ومن جهة المغرب الفلاة والعجاج فليس لنا زرع ولا ضرع تأتينا منافعنا وميرتنا في مثل مريء النعامة يخرج الرجل الضعيف منا فيستعذب الماء من فرسخين والمرأة كذلك فتربق ولدها تربق العنز تخاف بادرة العدو وأكل السبع فإلا ترفع خسيستنا وتجبر فاقتنا نكن كقوم هلكوا فألحق عمر ذراري أهل البصرة في العطاء وكتب إلى أبي موسى يأمره أن يحفر لهم نهرا فذكر جماعة من أهل العلم أن دجلة العوراء وهي دجلة البصرة كان خورا والخور طريق للماء لم يحفره أحد تجري إليه الأمطار ويتراجع ماؤها فيه عند المد وينضب في الجزر وكان يحده مما يلي البصرة خور واسع كان يسمى في الجاهلية الإجانة وتسميه العرب في الإسلام خزاز وهو على مقدار ثلاثة فراسخ من البصرة ومنه يبتدىء النهر الذي يعرف اليوم بنهر الإجانة فلما أمر عمر أبا موسى بحفر نهر ابتدأ بحفر نهلا الإجانة ففأره ثلاثة فراسخ حتى بلغ به البصرة وكان طول نهر الأبلة أربعة فراسخ ثم انطم منه شيء على قدر فرسخ من البصرة وكان زياد ابن أبيه واليا على الديوان وبيت المال من قبل عبد الله بن عامر بن كريز وعبد الله يومئذ على البصرة من قبل عثمان فأشار إلى ابن عارم أن ينفذ نهر الأبلة من حيث انضم حتى يبلغ البصرة ويصله بنهر الإجانة فدافع بذلك إلى أن شخص ابن عامر إلى خراسان واستخلف زيادا على حفر أبي موسى على حاله فحفر نهر الأبلة من حيث انضم حتى وصله بالإجانة عند البصرة وولى ذلك ابن أبيه عبد الرحمن ابن أبي بكرة فلما فتح عبد الرحمن الماء جعل يركض بفرسه والماء يكاد يسبقه حتى التقى به فصار نهرا مخرجه من فم نهر الإجانة ومنتهاه إلى الأبلة وهذا إلى الآن على ذلك وقدم ابن عامر من خراسان فغضب على زياد وقال إنما أردت أن تذهب بذكر النهر دوني فتباعد ما بينهما حتى ماتا وتباعد لسببه ما بين أولادهما قال يونس بن حبيب فأنا

أدركت ما بني آل زياد وآل عامر تباعدا وفي كتاب البصرة لأبي يحيى الساجي نهى الجوبرة من أنهار البصرة القديمة وكان ماء دجلة ينتهي إلى فوهة الجوبرة فيستنقع فيه الماء مثل البركة الواسعة فكان أهل البصرة يدنون منه أحيانا ويغسلون ثيابهم وكانت فيه أجاجين وأنقرة وخزف وآلات القصار فلذلك سمي نهر الإجانة قال أبو اليقظان كان أهل البصرة يشربون قبل حفر الفيض من خليج يأتي من دير جابيل إلى موضع نهر نافذ قال المدائني لم تزل البصرة على عين ماء لا ماء الإجانة وإليه ينتهي خليج الأبلة حتى كلم الأحنف عمر فكتب إلى أبي موسى يأمره أن يحفر لهم نهرا فأحفر من الإجانة من الموضع الذي يقال له أبكن وكان قد حفره الماء فحفره أبو موسى وعبره إلى البصرة فلما استغنى الناس عنه طموه من البصرة إلى ثبق الحيرة ورسمه قائم إلى اليوم فكانوا يستقون قبل ذلك ماءهم من الأبلة وكان يذهب رسولهم إذا قام المتجهدون من الليل فيأتي بالماء من الغد صلاة العصر
نهر أزي بالعراق لناس من ثقيف بالزاي والقصر قال الساجي نهر أزي قديم بالبصرة وبه اتصل نهر الإجانة قال البلاذري نهر أزي صيدت فيه سمكة يقال لها أزي فسمي بها وعلى نهر أزي أرض حمران التي أقطعه إياها عثمان
نهر الأزرق نهر بالثغر بين بهسنا وحصن منصور في طرف بلاد الروم من جهة حلب
نهر الأسود نهر قريب من الذي قبله في طرف بلاد المصيصة وطرسوس
نهر الأساورة بالبصرة وهو الذي عند دار فيل مولى زياد قال الساجي كان سياه الأسواري على مقدمة يزدجرد ثم بعث به إلى الأهواز لمدد أهلها فنزل الكلتانية وأبو موسى الأشعري محاصر للسوس فلما رأى ظهور الإسلام أرسل إلى أبي موسى إنا أحببنا الدخول في دينكم على أن نقاتل عدوكم من العجم معكم وعلى أنه إن وقع بينكم اختلاف لا نقاتل بعضكم مع بعض وعلى أنه إن قاتلنا العرب منعتمونا منهم وأعنتمونا عليهم وأن ننزل بحيث شئنا من البلدان ونكون فيمن شئنا منكم وعلى أن نلحق بشرف العطاء ويعقد لنا بذلك الأمير الذي بعثكم فكتب بذلك أبو موسى إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأجابهم إلى ما التمسوا فخرجوا حتى لحقوا بالمسلمين وشهدوا مع أبي موسى حصار تستر ثم فرض لهم في شرف العطاء فلما صاروا إلى البصرة وسألوا أي الأحياء أقرب نسبا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقيل بنو تميم فحالفوهم ثم خططت خططهم فنزلوها وحفروا نهرهم المعروف بنهر الأساورة ويقال إن عبد الله بن عامر حفره وأقطعهم إياه فنسب إليهم
نهر أط لما استولى خالد بن الوليد على الحيرة ونواحيها أرسل عماله إلى النواحي فكان فيمن أرسل من العمال أط بن أبي أط رجل من بني سعد بن زيد مناة بن تميم إلى دورقستان فنزل على نهر منها فسمي ذلك النهر به إلى هذه الغاية
نهر أم حبيب بالبصرة لأم حبيب بنت زياد أقطعها إياه وكان عليه قصر كثير الأبواب يسمى الهزاردر
نهر أم عبد الله بالبصرة منسوب إلى أم عبد الله بن عامر بن كريز أمير البصرة في أيام عثمان
نهر الأمير بواسط ينسب إلى العباس بن محمد بن

علي بن عبدالله بن العباس وهو قطيعة له ويقال إلى عيسى بن علي بن عبد الله بن العباس
ونهر الأمير أيضا بالبصرة حفره المنصور ثم وهبه لابنه جعفر فكان يقال نهر أمير المؤمنين ثم نهر الأمير
نهر الأيسر كورة ورستاق بين الأهواز والبصرة
نهر بريه بضم الباء الموحدة ثم فتح الراء وياء ساكنة وهاء خالصة بالبصرة
نهر بشار بالبصرة ينزع من الأبلة وله ذكر في الأخبار بالباء والشين معجمة منسوب إلى بشار بن مسلم بن عمرو الباهلي أخي قتيبة بن مسلم وكان أهدى إلى الحجاج فرسا فسبق عليه الخيل فأقطعه سبعمائة جريب وقيل أربعمائة جريب فحفر لها نهرا نسب إليه
نهر بطاطيا بالباء الموحدة وطاءين مهملتين وياء وألف قال أبو بكر أحمد بن علي وأما أنهار الحربية ففيها نهر يحمل من دجيل يقال له نهر بطاطيا أوله أسفل فوهة دجيل بستة فراسخ يجيء إلى بغداد فيمر على عبارة قنطرة باب الأنبار إلى شارع الكبش فينقطع ويتفرع منه أنهر كثيرة كانت تسقي الحربية وما صاقبها
نهر بلال بالبصرة منسوب إلى بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري قاضي البصرة وهو يخترق المدينة قال البلاذري قال القحذمي كان بلال بن أبي بردة فتق نهر معقل في فيض البصرة وكان قبل ذلك مكسورا يفيض إلى القبة التي كان زياد يعرض فيها الجند واحتفر بلال نهر بلال وجعل على جنبيه حوانيت ونقل إليها السوق وجعل ذلك ليزيد بن خالد بن عبد الله القسري
نهر بوق بضم الباء وسكون الواو والقاف طسوج من سواد بغداد قرب كلواذى زعموا أن جنوبي بغداد من كلواذى وشماليها من نهر بوق
نهر بيطر من نواحي دجيل كورة عليها عدة قرى تحت حربى
نهر بيل بكسر الباء وياء ساكنة ولام لغة في نهر بين طسوج من سواد بغداد متصل بنهر بوق قال آدم بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن مروان هاك فاشربها خليلي في مدى الليل الطويل قهوة من أصل كرم سبئت من نهر بيل في لسان المرء منها مثل طعم الزنجبيل قل لمن ينهاك عنها من وضيع أو نبيل أنت دعها وارج أخرى من رحيق السلسبيل
نهر بين بالنون هو لغة في الذي قبله ينسب إليه أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر أبو العباس الأكاف النهربيني أخو أبي عبد الله المقري سمع أبا الحسين بن الطيوري وكتب عنه الحافظ أبو القاسم وسكن قرية الحديثة من قرى الغوطة ومات بها سة 725 وأبو عبد الله الحسين بن محمد بن أحمد بن جعفر ويسمى أيضا محمد النهربيني المقري قال الحافظ أبو القاسم سمع أبا القاسم يحيى بن أحمد بن أحمد البيني وأبا عبد الله بن طلحة وأبا الحسين بن الطيوري وذكر لي أنه سمع من أبي الحسين بن النقور ولم أظفر بسماعه منه وسكن دمشق بالمدرسة الأمينية مدة وكتب عنه وكان خيرا يقرأ القرآن ويصلي بالناس في مسجد

سوق الغزل المعلق وتوفي في خامس ذي القعدة سنة 035 ودفن بقرية حديثة جرش من غوطة دمشق عند أخيه أحمدوكان فلاحا بالحديثة
نهر بط بفتح الباء الموحدة بلفظ اسم جنس بطة من الطير هو نهر بالأهواز قيل كان عنده مراح للبط فقالوا نهر بط كما قالوا دار بطيخ وقيل بل كان يسمى نهر نبط لأنه كان لامرأة نبطية فخفف وقيل نهر بط قال بعضهم لا ترجعن إلى الأهواز ثانية قعيقعان الذي في جانب السوق ونهر بط الذي أمسى يؤرقني فيه البعوض بلسب غير تشفيق ينسب إليه عبد الجبار بن شيران النهربطي روى عن سهل التستري روى عنه علي بن عبد الله بن جهضم
نهر تيرى بكسر التاء الثناة من فوقها وياء ساكنة وراء مفتوحة مقصور بلد من نواحي الأهواز حفره أردشير الأصغر بن بابك ووجدت في بعض كتب الفرس القديمة أن أردشير بهمن بن اسفنديار وهو قديم قريب من زمن داود النبي عليه السلام حفر نهر المسرقان بالأهواز ودجيل الأهواز وأنهار الكور السبع سرق ورامهومز وسوس وجنديسابور ومناذر ونهر تيرى فوهبه لتيرى من ولد جودرز الوزير فسمي به وله ذكر في أخبار الفتوح والخوارج قال جرير ما للفرزدق من عز يلوذ به إلا بني العم في أيديهم الخشب سيروا بني العم والأهواز منزلكم ونهر تيرى ولم تعرفكم العرب الضاربو النخل لا تنبو مناجلهم عن العذوق ولا يعييهم الكرب وقال عبد الصمد بن المعذل يهجو أمراءهم دعوا الإسلام وانتحلوا المجوسا وألقوا الريط واشتملوا القلوسا بني العبد المقيم بنهر تيرى لقد نهضت طيوركم نحوسا حرام أن يبيت بكم نزيل فلا يسمى لأمكم عروسا
نهر جطى بفتح الجيم وتشديد الطاء والقصر نهر بالبصرة عليه قرى ونخل كثير وهو من نواحي شرقي دجلة
نهر جعفر نهر قرب البصرة بينها وبين مطارا من الجانب الشرقي رأيته كان لجعفر مولى سلم بن زياد وكان خارجيا ونهر جعفر أيضا نهر بين واسط ونهر دقلة عليه قرى وهو أحد ذنائب دجلة
نهر جوبرة بالبصرة وقد فسرناه في جوبرة
نهر جور بضم الجيم وسكون الواو وراء بين الأهواز وميسان فيما أحسب
نهر حرب بالبصرة لحرب بن سلم بن زياد ابن أبيه كان قطيعة لأبيه سلم وكان عبد الأعلى بن عبد الله ابن عامر بن كريز ادعى أن الأرض التي عليه كانت لأبيه وخاصم فيه حربا فلما توجه القضاء لعبد الأعلى أتاه حرب فقال خاصمتك في هذا النهر وقد ندمت على ذلك وأنت شيخ العشيرة وسيدها فهو لك فقال عبد الأعلى بل هو لك فانصرف حرب بالنهر فجاء عبد الأعلى مواليه فقالوا والله ما أتاك حرب حتى توجه لك القضاء عليه فقال لا والله لا رجعت عما جعلته له أبدا

نهر حبيب نسب إلى حبيب بن شهاب الشامي قطيعة من عثمان وقيل من زياد
نهر حميدة بالبصرة نسب إلى حميدة أم عبد العزيز بن عبد الله بن عامر بن كريز وهي من بني عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس
نهر حوريث بضم الحاء المهملة وسكون الواو وكسر الراء وياء ثم ثاء نهر يأخد من بحيرة الحدث قرب مرعش ويجري حتى يصب في نهر جيحان
نهر دبيس وهو بالبصرة ودبيس مولى لزياد ابن أبيه قال القحذمي كان زياد لما بلغ بنهر معقل قبته التي كان يعرض فيها الجند ردة إلى مستقبل الجنوب حتى أخرجه إلى أصحاب الصدقة بالجبل فسمي ذلك العطف نهر دبيس برجل قصار كان يقصر عليه الثياب
نهر الدجاج محلة ببغداد على نهر كان يأخذ من كرخايا قرب الكرخ من الجانب الغربي
نهر الدير نهر كبير بين البصرة ومطارا بينه وبين البصرة نحو عشرين فرسخا سمي بذلك لدير كان على فوهته يقال له دير الدهدار وهناك بليد حسن وبه يعمل أكثر الغضار الذي بنواحي البصرة ينسب إليه أبو القاسم عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن طاهر بن إبراهيم البصري قاضي نهر الدير كان مشكورا في أحكامه تفقه على القاضي أبي العباس الجرجاني بالبصرة ثم على أبي بكر الخجندي بأصبهان وسمع الحديث على أبي طاهر القصاري وأبي علي التستري وغيرهما ومولده سنة 854 قاله السلفي
نهر ذراع بالعراق وهو ذراع النمري من ربيعة وهو والد هارون بن ذراع
نهر الذهب يزعم أهل حلب أنه نهر وادي بطنان الذي يمر ببزاعة وهو الذي يقال له عجائب الدنيا ثلاثة دير الكلب ونهر الذهب وقلعة حلب والعجب فيه أن أوله يباع بالميزان وآخره بالكيل وتفسير ذلك أن أوله يزرع على الحصى كالقطن وسائر الحبوب ثم ينصب إلى بطيحة عظيمة طولها نحو فرسخين في عرض مثل ذلك فيجمد فيصير ملحا يمتار منه أكثر نواحي الشام ويباع بالكيل
نهر رفيل بضم أوله وفتح ثانيه بلفظ التصغير نهر يصب في دجلة بغداد مأخذه من نهر عيسى وهو الذي عليه قنطرة الشوك ويصب في دجلة عند الجسر منسوب إلى الرفيل واسمه معاذر بن خشيش بن أبرويز بن خشين بن خسروان وإنما سمي معاذر بالرفيل لأنه لما قدم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليجدد إسلامه وكان قد أسلم على يد سعد بن أبي وقاص ودخل على عمر وعليه ثوب ديباج يسحب على الأرض فقال عمر من ذا الرفيل فصار له اسما علما وهو جد الوزير رئيس الرؤساء وجد أبي جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن عمران بن الحسن بن عبيد بن خالد بن الرفيل وكان كثير السماع مات سنة 465 ومولده في شهر ربيع الأول سنة 573
نهر زاور بالزاي ثم ألف وواو مفتوحة وراء مهملة نهر متصل بعكبرا وزاور قرية عنده
نهر الزط من الأنهار القديمة بالبطيحة عن نصر
نهر سابا بسين مهملة وبعد الألف باء موحدة وألف مقصورة وهو نهر بتل موزن بالجزيرة
نهر سابس بالسين المهملة وبعد الألف باء موحدة وسين أخرى مهملة فوق واسط بيوم عليه قرى
نهر سعد من نواحي الأنبار لما فتح سعد بن أبي وقاص الأنبار سأله دهاقينها أن يحفر لهم نهرا كانوا

سألوا عظيم الفرس حفره لهم فجمع الرجال لذلك فحفروا حتى انتهوا إلى جبل لم يمكنهم شقه فتركوه فلما ولي الحجاج العراق جمع الفعلة من كل ناحية وقال لقوامه انظروا إلى قيمة ما يأكل رجل من الحفارين في اليوم فإن كان وزنه مثل ما يقلع فلا تمتنعوا من الحفر وأنفقوا عليه حتى استتموه فنسب ذلك الجبل إلى الحجاج ونسب النهر إلى سعد بن أبي وقاص
نهر سعيد اسم نهر بالبصرة له ذكر في التواريخ
ونهر سعيد أيضا دون الرقة من ديار مضر ينسب إلى سعيد بن عبد الملك بن مروان وهو الذي يقال له سعيد الخير وكان يظهر نسكا وكان موضع نهره هذا غيضة ذات سباع فأقطعه إياها الوليد أخوه فحفر النهر وعمر ما هناك
نهر سلم بالبصرة منسوب إلى سلم بن عبيد الله بن أبي بكرة
نهر سمرة قرية فيها قبر العزير النبي عليه السلام في أرض ميسان والعامة تقول نهر سمرة
نهر سورا بالضم ويقال سوراء من نواحي الكوفة وقد ذكرت سورا في موضعها
نهر شيطان بالبصرة ينسب إلى مولى لزياد ابن أبيه
نهر شيلى بأرض السواد ثم أرض الأنبار وهو شيلى بن فرخ زادان المروزي وولده يدعون أن سابور حفره لجدهم حين رتبه بنغيا من طسوج الأنبار والذي يقوله غيرهم أنه نسب إلى رجل كان متقبلا لحفره ثم عرف بنهر زياد ابن أبيه لأنه استحدث حفره وقيل إن رجلا يقال له شيلى كانت له عليه مبقلة في أيام المنصور وإن هذا النهر كان قديما وقد انطم فأمر المنصور بحفره فلم يستتم حتى توفي فاستتم في خلافة المهدي
نهر الصلة بواسط أمر بحفره المهدي فحفر وأحيي ما عليه من الأراضي وجعلت غلته لصلات أهل الحرمين ونفقتهم
نهر الطابق محلة ببغداد من الجانب الغربي قرب نهر القلائين شرقا وإنما هو نهر بابك منسوب إلى بابك بن بهرام بن بابك وهو قديم وبابك هو الذي اتخد العقد الذي عليه قصر عيسى بن علي واحتفر هذا النهر ومأخذه من كرخايا ويصب في نهر عيسى عند دار بطيخ وقرأت في بعض التواريخ المحدثة قال وفي سنة 884 أحرقت محلة نهر طابق وصارت تلولا لفتنة كانت بينهم وبين محلة باب الأرحاء
نهر عبدان ذكره في عبدان
نهر عدي بن أرطاة بالبصرة كان نهر عدي خورا من نهر البصرة حتى فتقه عدي بن أرطاة الفزاري عامل عمر بن عبد العزيز من بثق نهر شيرين جارية أبرويز ولما فرغ عدي من نهره كتب إلى عمر بن عبد العزيز إني احتفرت لأهل البصرة نهرا عذب به مشربهم وجادت عليه أموالهم فلم أر لهم على ذلك شكرا فإن أذنت لي قسمت عليهم ما أنفقته عليه فكتب إليه عمر إني لا أحسب أهل البصرة عند حفرك هذا النهر خلوا من رجل يشرب منه يقول الحمد لله وإن الله عز و جل قد رضي بنا شكرا فارض بنا شكرا من حفر نهرك
نهر العلاء بالبصرة هو العلاء بن شريك الهذلي من أهل المدينة أهدى إلى عبد الملك شيئا أعجبه فأقطعه مائه جريب
نهر عيسى بن علي بن عبد الله بن العباس وهي

كورة وقرى كثيرة وعمل واسع في غربي بغداد يعرف بهذا الاسم ومأخذه من الفرات عند قنطرة دمما ثم يمر فيسقي طسوج فيروز سابور حتى ينتهي إلى المحول ثم تتفرع منه أنهار تتخرق مدينة السلام ثم يمر بالياسرية ثم قنطرة الرومية وقنطرة الزياتين وقنطرة الأشنان وقنطرة الشوك وقنطرة الرمان وقنطرة المغيض عند الأرحاء ثم قنطرة البستان ثم قنطرة المعبدي ثم قنطرة بني زريق ثم يصب في دجله عند قصر عيسى بن علي وكان عند كل قنطرة سوق يعرف بها والآن ليس من ذلك كله غير قنطرة الزياتين وقنطرة البستان وتعرف بقنطرة المحدثين وهو نهر على متنزهات وبساتين كثيرة وقد قالت فيه الشعراء فأكثروا فمن ذلك قال الحسن بن علي الشاتاني الموصلي قال لي القاضي نجم الدين ابن السهروردي قاضي الموصل دخل علي شاب من أهل بغداد وأنشدني في نهر عيسى والهواء معنبر والماء فضي القميص صقيل والطير إما هاتف بقرينه أونادب يشكو الفراق ثكول وعرائس السر التحفن بسندس ورقصن فارتفعت لهن ذيول ثم قال لي اعمل على وزنها ما يشاكلها فعملت والغصن مهزوز القوام كأنها دارت عليه من الشمال شمول والدهر كالليل البهيم وأنتم غرر تنير ظلامه وحجول نبه بني اللذات واهتف فيهم بتيقظ إن المقام قليل وقال أبو الحسن علي بن معمر الواسطي متأخر مات في رمضان سنة 690 يا نهر عيسى إلى عيسى نسبت وما نسبت إلا بتحقيق وإيضاح فإنه بك إحياء القلوب كما عيسى المسيح به إحياء أرواح
نهر الفضل من نواحي واسط ينسب إليه عبد الكريم بن سعيد بن أحمد بن سليمان المالكي أبو الفائز المقري النهر فضلي الأصل البغدادي من أهل الرصافة من أبناء الشيوخ الصالحين سمع أباه وأبا المعالي صالح بن شافع وصحب أبا المعالي الصالح وذكره أبو بكر محمد بن المبارك في معجم شيوخه ومولده في سنة 984 ومات في ثالث عشر صفر سنة 564
نهر فيروز ذكره ابن الكلبي في أنهار العراق وقال هو خادم مولى لثقيف وهو بالبصرة وقيل فيروز مولى لربيعة بن كلدة الثقفي
نهر قلا بضم القاف وتشديد اللام مقصور من نواحي بغداد ضمنه ابن الحجاج الشاعر فخسر فيه خسارة كثيرة فقال من قطعة أمولاي دعوة شيخ إمام يسارع عمرو بني مسعده ينوح على ماله كيف ضاع في نهر قلا على المصيده
نهر القلائين جمع قلاء للذي يقلي السمك وغيره وهي محلة كبيرة ببغداد في شرقي الكرخ أهلها أهل سنة كانت بينهم قديما وبين أهل الكرخ حروب ذكرت في التواريخ وكان مكانه قبل عمارة بغداد قرية يقال لها ورثال وفي غربيه الشونيزية مقبرة

الصالحين ببغداد وفي قبلية نهر طابق وكان مأخذ نهر القلائين من كرخايا وقد نسب المحدثون إليه قوما منهم أبو البركات عبد الله بن المبارك الأنماطي النهري لأنه من نهر القلائين وكان حافظا كتبا كثيرة روى عنه جماعة ومات سنة 835 في المحرم
نهر القندل كذا ضبطه الساجي بكسر القاف وسكون النون بالبصرة وقال أرض العرب من أرض نهر الأبلة إلى غربي نهر القندل لم يعمرها العجم
نهر القورا طسوخ من ناحية الكوفة عليه عدة قرى منها سورا
نهر الكلب بسكون اللام كذا ضبطه الحازمي بين بيروت وصيداء من سواحل عواصم الشام
نهر الكلاب أول نهر يصب في دجلة ومخرجه من فوق شمشاط من أرض الروم
نهر كثير بالبصرة منسوب إلى كثير بن عبد الله السلمي أبي العاج عامل يوسف بن عمر الثقفي على البصرة لأنه احتفره
نهر ماري بكسر الراء وسكون الياء بين بغداد والنعمانية مخرجه من الفرات وعليه قرى كثيرة منها همينيا وفمه عند النيل من أعمال بابل
نهر المرأة بالبصرة حفره أردشير الأصغر قال الساجي صالح خالد بن الوليد عند نزوله البصرة أهل نهر المرأة واسم المرأة طماهيج من رأس الفهرج إلى نهر المرأة فكانت طماهيج هي التي صالحته على عشرة آلاف درهم وفي كتاب البلاذري أن خالد بن الوليد أتى نهر المرأة ففتح القصر صلحا وصالحه عند النوشجان بن جسنسماه والمرأة صاحبة القصر كامورزاد بنت نرسي وهي بنت عم النوشجان وإنما سميت المرأة لأن أبا موسى الأشعري قد نزل بها فزودته خبيصا فجعل يكثر أن يقول اطعمونا من خبيص المرأة فغلب على اسمها
نهر المرج في غربي الإسحاقي قرب تكريت
نهر مرة بالبصرة منسوب إلى مرة بن أبي عثمان مولى عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه وكانت عائشة رضي الله عنها كتبت إلى زياد تستوصله له فأقطعه هذا النهر فنسب إليه قال ابن الكلبي هو مولى عائشة رضي الله عنها وقال القحذمي نهر مرة لابن عامر ولي حفره له مرة بن أبي عثمان مولى أبي بكر الصديق فغلب على ذكره وقال أبو اليقظان وغيره نسب نهر مرة إلى مرة بن أبي عثمان مولى عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق كان سريا سأل عائشة أم المؤمنين أن تكتب له إلى زياد وتبدأ به في عنوان كتابه فكتبت إليه بالوصاة به وعنونته إلى زياد بن أبي سفيان من عائشة أم المؤمنين فلما رأى زياد أنها قدمته ونسبته إلى أبي سفيان سر بذلك وأكرم مرة وألطفه وقال للناس هذا كتاب أم المؤمنين إلي وفيه كذا وعرضه ليقرأ عنوانه ثم أقطعه مائة جريب على نهر الأبلة وأمر أن يحفر لها نهر فنسب إليه وكان عثمان بن مرة من سراة أهل البصرة
نهر مطرف قطيعة من عثمان بن عفان رضي الله عنه للحكم بن أبي العاصي عم عثمان ذكر في أنهار العراق
نهر معقل منسوب إلى معقل بن يسار بن عبد الله بن معبر بن حراق بن لأي بن كعب بن ثور بن هذمة بن لاطم بن عثمان بن عمرو بن أد المزني

ومزينة أم عثمان وأوس ابني عمرو بن أد صحب النبي صلى الله عليه و سلم وهو نهر معروف بالبصرة فمه عند الإجانة المقدم ذكره ذكر الواقدي أن عمر أمر أبا موسى الأشعري أن يحفر نهرا بالبصرة وأن يجريه على يد معقل بن يسار المزني فنسب إليه وتوفي معقل بالبصرة في ولاية عبيد الله بن زياد البصرة لمعاوية وقال المدائني والقحذمي كلم المنذر بن الجارود العبدي معاوية بن أبي سفيان في حفر نهر ثان لنهر الأبلة فكتب إلى زياد فحفر نهر معقل فقال قوم أجرى فمه على يد معقل فنسب إليه وقال قوم بل أجراه زياد على يد عبد الرحمن بن أبي بكرة أو غيره فلما فرغ منه وأراد فتحه بعث زياد معقل بن يسار ليحضر فتحه تبركا به لأنه رجل من الصحابة فقال الناس نهر معقل فذكر القحذمي أن زيادا أعطى رجلا ألف درهم وقال ابلغ دجلة وسل عن صاحب النهر هذا من هو فإن قال رجل إنه نهر زياد فأعطه الألف فبلغ الرجل دجلة ثم رجع فقال ما لقيت أحدا يقول إلا نهر معقل فقال زياد وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
نهر مكحول بالبصرة وهو مكحول بن حاتم الأحمسي ومكحول هو ابن عم شيبان صاحب مقبرة شيبان بن عبد الله الذي كان على شرطة زياد ابن أبيه وكان مكحول يقول الشعر في الخيل فكانت قطيعة من عبد الملك بن مروان وقال القحذمي نهر مكحول منسوب إلى مكحول بن عبد الله السعدي
نهر المعلى وهو اليوم أشهر وأعظم محلة ببغداد وفيها دار الخلافة المعظمة وهو نهر يدخل من باب بين وهو باق إلى الآن مستمده من الخالص فيسير تحت الأرض حتى يدخل دار الخلافة وهو المسمى بالفردوس ينسب إلى المعلى بن طريف مولى المهدي وكان من كبار قواد الرشيد جمع له من الأعمال ما لم يجمع لكبير أحد ولي المعلى البصرة وفارس والأهواز واليمامة والبحرين
نهر الملك كورة واسعة ببغداد بعد نهر عيسى يقال إنه يشتمل على ثلاثمائة وستين قرية على عدد أيام السنة قيل إن أول من حفره سليمان بن داود عليهما السلام وقيل إنه حفره الإسكندر لما خرب السواد وكذلك الصراة وقال أبو بكر أحمد بن علي حفر نهر الملك أقفورشاه بن بلاش وهو الذي قتله أردشير بن بابك وقام مقامه وكان آخره ملوك النبط ملك مائتي سنة
نهر موسى كان يأخذ من نهر بين إلى أن يصل إلى قصر المعتضد المعروف بالثريا ويسير إلى منقسم الماء فينقسم ثلاثة أنهار فيتخرق محال الجانب الشرقي من بغداد أحدها نهر المعلى وقد ذكر
نهر ناب بالنون وآخره باء قرب أوانا من نواحي دجيل
نهر نافذ بالبصرة وهو مولى لعبد الله بن عامر كان ولاه حفره فغلب عليه
نهر يزيد بالبصرة منسوب إلى يزيد بن عبد الله الحميري الإباضي
ونهر يزيد بدمشق أيضا مشهور منسوب إلى يزيد بن أبي سفيان
نهر يسار منسوب إلى يسار بن مسلم بن عمرو عن الكلبي واعلم أن الأنهار كثيرة لا تحصى وإنما ذكرنا منها ما لا يعرف إلا بذكر النهر من محلة أو قرية أو مدينة أو ما أشبه ذلك
نهروان وأكثر ما يجري على الألسنة بكسر النون وهي ثلاثة نهروانات الأعلى والأوسط والأسفل

وهي كورة واسعة بين بغداد وواسط من الجانب الشرقي حدها الأعلى متصل ببغداد وفيها عدة بلاد متوسطة منها إسكاف وجرجرايا والصافية ودير قنى وغير ذلك وكان بها وقعة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع الخوارج مشهورة وقد خرج منها جماعة من أهل العلم والأدب فمن كان من مدنها نسب إلى مدينة ومن كان من قراها الصغار نسب إلى الكورة وهو نهر مبتدؤه قرب تامرا أو حلوان فإني لا أحققه ولم أر أحدا ذكره وهو الآن خراب ومدنه وقراه تلال يراها الناس بها والحيطان قائمة وكان سبب خرابه اختلاف السلاطين وقتال بعضهم بعضا في أيام السلجوقية إذ كان كل من ملك لا يحتفل بالعمارة إذ كان قصده أن يحوصل ويطير وكان أيضا في ممر العساكر فجلا عنه أهله واستمر خرابه وقد استشأم الملوك أيضا من تجديد حفر نهره وزعموا أنه ما شرع فيه أحد إلا مات قبل تمامه وكان قد شرع فيه نهروان الخادم وغيره فمات وبقي على حاله وكان من أجمل نواحي بغداد وأكثرها دخلا وأحسنها منظرا وأبهاها مخبرا قال ابن الكلبي وفارس حفرت النهروان وكان اسمه نهروانا أي إن قل ماؤه عطش أهله وإن كثر غرقوا وقال حمزة الأصبهاني ويقبل من نواحي أذربيجان إلى جانب العراق واد جرار فيسقي قرى كثيرة ثم ينصب ما بقي منه في دجلة أسفل المدائن ولهذا النهر اسمان أحدهما فارسي والآخر سرياني فالفارسي جوروان والسرياني تامرا فعرب الاسم الفارسي فقيل نهروان والعامة يقولون نهروان بكسر النون على خطإ وقرأت في كتاب ابن الكلبي في أنساب البلدان قال تامرا ونهروان ابنا جوخي حفرا النهرين فنسبا إليهما وقد ذكر أبو علي التنوخي في نشوراه خبرا في اشتقاق هذه اللفظة لا أرى يوافق لفط ما ذكره أنه مشتق منه إلا أني ذكرت الخبر بطوله قال أبو علي حدثني أبو الحسين بن أبي قيراط قال سمعت علي بن عيسى الوزير يحدث دفعات أنه سمع أباه يحدث عن جده عن مشايخ أهل العلم بأخبار الفرس وأيامهم قالوا معنى قولهم النهروان ثواب العمل قالوا وإنما سمي النهروان بذلك لأن بعض الملوك الأكاسرة قد غلب عليه بعض حاشيته حتى دبر أكثر أمره وترقت منزلته عنده وكان قبل ذلك من قبل صاحب المائدة مرسوما بإصلاح الألباب والكواميخ وكان صاحب المائدة يتحسر كيف علت منزلة هذا وقد كان تابعا له وكان قد غلب على الملك وكان مع ذلك الرجل يهودي ساحر حاذق فقال له اليهودي ما لي أراك مهموما فحدثني بأمرك لعل فرجك عندي فحدثه بأمره فقال له اليهودي إن رددتك إلى منزلتك ما لي عندك فقال أشاطرك حالي ونعمتي وجميع مالي فتعاهدا على ذلك فقال أظهر وحشة بيننا وأنك قد صرفتني ظاهرا ففعل ذلك به فسار اليهودي إلى الرجل الغالب على الملك فحدثه وتقرب إليه بما جرى عليه من الرجل الأول ولم يزل يحدثه مدة طويلة حتى أنس به ذلك الرجل فلقيه في بعض الأيام ومع غلامه غضارة من ذهب فيها شيراز في غاية الطيب يريد أن يقدمه إلى الملك فقال له أرني هذا الشيراز فقال الرجل لغلامه أره إياه فأراه إياه فخاتل الرجل والغلام وأخذ بأعينهما بسحره وطرح في الشيراز قرطاسا كان فيه سم ساعة وغطا الغلام الغضارة ومضى ليقدمها إذا قدمت المائدة فبادر اليهودي إلى صاحب المائدة الأول وقال قد فرغت من القصة وعرفه ما عمل ووصف له الغضارة وقال له امض الساعة إلى الملك وأخبره فبادر الرجل ووجد المائدة تريد أن

تقدم فقال أيها الملك إن هذا يريد أن يسمك في هذه الغضارة فإنه قد جعل فيها سم ساعة فلا تأكلها وجربها ليصح لك قولي فقال الرجل هذا إلي وما بنا إلى تجربتها حاجة على حيوان أنا آكل منه فبادر فأكل منها لقمة فتلف في الحال لأنه لا يعلم بالقصة فقال صاحب المائدة الأول إنما أكل ليتلف أيها الملك لما علم أنك إذا جربته وصح عندك قتلته فقتل هو نفسه بيده واستراح من عذاب توقعه فيه فلم يشك الملك في صحة قوله ورد إليه مرتبته وزاد في إكرامه وعظمته ومضت السنون على ذلك فاتفق أن عرض للملك علة كان يسهر لأجلها وكان يخرج بالليل ويطوف في صحون حجره ودوره وبساتينها ويستمع على أبواب حجر نسائه وغيرها فانتهى ليلة في طوافه إلى حجرة الطباخ وفيها ذلك اليهودي وغلمانه وهو جالس يحدث بعض أصحاب المطبخ ويتشكى إليه ويقول إنه يقصر في حقي وإنما أنا أصل نعمته وما هو فيه فقال له المحدث وكيف صرت أصل نعمته فاستكتمه ما يحدثه به فضمن له ذلك فحدثه بحديث الشيراز والسم فلما سمع الملك ذلك قامت قيامته وأحضر الموبذ من غد وحدثه بالحديث وشاوره فيما يعمل مما يزيل ذلك عنه إثم ذلك الفعل في معاده فأمره بقتل اليهودي وصاحب المائدة والإحسان إلى عقب الذي كان قتل نفسه ثم قال ولا يزيل عنك إثم هذا إلا أن تطوف في عملك حتى تنتهي إلى بقعة خراب فتستحدث لها عمارة ونهرا وشرابا فيعيش الناس بذلك في باقي الدهر فتكون كمن أحيا شيئا عوضا عمن أماته فيتمحص عنك الإثم فقتل الملك الرجلين وطاف عمله حتى بلغ موضع النهروان وهو صحراء خراب فأجمع رأيه على حفر نهر فيه وأحدث قرى عليه وسماه ثواب العمل لأجل هذه القصة قلت أنا وقد سألت جماعة من الفرس إذ لم أثق بما أعرفه منها هل بين هذا اللفظ ومسماه توافق فلم يعرفوا ذلك ولعله باللغة الفهلوية قال ابن الجراح في تاريخه في سنة 236 في ذي القعدة أصعد بجكم التركي إلى بغداد ليدفع عنها محمد بن رائق مولى محمد الخليفة فبعث أحمد بن علي بن سعيد الكوفي من يبثق نهر النهروان إلى درب ديالى فلما أشرف عليه بجكم قال يا قوم لقد أحسنوا إلينا وأمر بسفينتين فنصبتا عليه جسرا فعبر هنيئا مريئا ولو ركبه ما كان يصعب ركوبه قال فحدثني أحمد الكاتب بن محمد بن سهل وكان على ديوان فارس في ديوان الخراج وقد تجاذبنا خبر خطاب السواد ومنه النهروانان وعليهما يومئذ للسلطان ألف ألف ومائتا ألف دينار فأخرجها الكوفي قال حضرت مجلس الكوفي وقت لي بجكم وقد كتب إلى عامله عليها جواب كتابه في أمر أعجزه ويلك ولو في قبلك يعني ماء النهروان إلى درب ديالي ففعل وعظم أمره المستحفل وبقي البلد خرابا مدة أربع عشرة سنة حتى فني أهله بالغربة والموت إلى أن قبض الله معز الدولة أبا الحسين أحمد بن بويه الديلمي فسده بعد أن سد مرارا فانقلع ووقع الناس منه في شدة فلما قضى الله سده عاش اليسير فمن بقي من أهله تراجعوا إليه ثم ذكر ابن الجراح أيضا في سنة 13 لما ورد ناصر الدولة الحسن بن حمدان إلى بغداد مستوليا على تدبير الأمور بها أطلق عشرين ألف دينار للنفقة على بثق النهروان بالسهلية قال وكنا في هذا الموضع بحضرة ناصر الدولة وجرى ذكر هذا البثق بمحضر من يواخي وكان عبيد الله بن محمد الكلواذاني صاحب الديوان حاضرا وخاضوا فيه وفيما يرتفع بإصلاحه من نواحيه وهي النهروانات الثلاثة وجاذر

والمدينة العتيقة وشرقي كلواذي والأهواز فقال الكلواذاني وهو في الديوان من أربعين سنة هذه بلدان يرتفع منها للسلطان ألف ألف درهم وخمسمائة ألف درهم فقلت يا هذا ما تفعل ووقع لي أن الحال يصلح والأيام بناصر الدولة تستمر وتدوم ويطالب بهذا المال عند تمام المصلحة هذه النواحي ترتفع على السعر الوافي أصلا دون هذا المقدار كثيرا فكيف ما يخص السلطان وأكثر ما عرف من ارتفاع هذه النواحي على توسط الأسعار وغلبة المدار ألف ألف دينار ونحو مائتي دينار للسلطان أربعمائة ألف دينار وفي الإقطاعات والتسويغات والإيغارات والمنقولات أربعمائة ألف دينار للسلطان وللتنأة والمزراعين والأكرة نحو أربعمائة ألف دينار فرجع عن هذا القول وقال سهوت هذا الذي قلته هو ارتفاع جميع الأصل ثم بطل ما أراده ناصر الدولة بانزعاجه من بغداد ورجوعه إلى الموصل ورجوع الأمر إلى ترون التركي والله المستعان قلت وينسب إلى هذه الناحية المعافى بن زكرياء بن يحيى بن حميد بن حماد النهرواني أبو الفرج القاضي كان من أعلم أهل زمانه روى عن أبي القاسم البغوي ويحيى بن صاعد وغيرهما روى عنه القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري وأبو القاسم الأزهري وغيرهما ومات سنة 093 ومولده سنة 503 قال أبو عبد الله الحميدي قرأت بخط أبي الفرج المعافى بن زكرياء النهرواني القاضي قال حججت سنة فكنت بمنى أيام التشريق إذ سمعت مناديا ينادي يا أبا الفرج فقلت في نفسي لعله يريدني ثم قلت في الناس خلق كثير ممن يكنى أبا الفرج فلعله يريد غيري فلم أجبه فلما رأى أنه لا يجيبه أحد نادى يا أبا الفرج المعافى فهممت أن أجيبه ثم قلت يتفق من يكون اسمه المعافى وكنيته أبا الفرج فلم أجبه فرجع ونادى يا أبا الفرج المعافى بن زكرياء النهرواني فقلت لم يبق شك في مناداته إياي إذ ذكر اسمي وكنيتي واسم أبي وما أنسب إليه فقلت له ها أنا ذا ما تريد فقال ومن أنت فقلت أبو الفرج المعافى بن زكرياء النهرواني قال فلعلك من نهروان الشرق قلت نعم قال نحن نريد نهروان الغرب فعحبت من اتفاق الاسم والكنية واسم الاب وما أنسب إليه وعلمت أن بالمغرب موضعا يعرف بالنهروان غير نهروان العراق وأبو حكيم إبراهيم بن دينار بن أحمد بن الحسين بن حامد بن إبراهيم النهرواني البغدادي الفقيه الحنبلي شيخ صالح نزل باب الأزج وله هناك مدرسة منسوبة إليه تفقه على أبي الخطاب محفوظ بن أحمد الكلواذاني وكان حسن المعرفة بالفقه والمناظرة تخرج به جماعة وانتفعوا به لخيره وصلاحه سمع أبا الحسن علي بن محمد العلاف وأبا القاسم علي بن محمد بن بيان وغيرهما وحدث ودرس وأفتى وروى عنه أبو الفرج ابن الجوزي وقال مات في جمادى الآخرة سنة 556 ومولده سنة 084
نهم بضم النون وسكون الهاء قال أبو المنذر كان لمزينة صنم يقال له نهم وبه كانت تسمى عبد نهم وكان سادن نهم يسمى خزاعي بن عبد نهم من مزينة ثم من بني عدي فلما سمع بالنبي صلى الله عليه و سلم ثار إلى الصنم فكسره وأنشأ يقول ذهبت إلى نهم لأذبح عنده عتيرة نسك كالذي كنت أفعل فقلت لنفسي حين راجعت عقلها أهذا إله أبكم ليس يعقل

أنبت فديني اليوم دين محمد إله السماء الماجد المتفضل ثم لحق بالنبي صلى الله عليه و سلم وضمن إسلام قومه مزينة وله يقول أيضا أمية بن الأشكر إذا لقيت راعيين في غنم أسيدين يحلفان بنهم بينهما أشلاء لحم مقتسم فامض ولا يأخذك باللحم القرم
نهوذ بالذال المعجمة بلد في المغرب من أرض الزاب ينسب إليها أبو المهاجر دينار بن عبد الله النهوذي الزابي مولى حميلة بنت عقبة الأنصاري أحد أمراء العرب في أيام معاوية بن أبي سفيان وابنه يزيد روى عنه الحارث بن يزيد الحضرمي قتل ببلده سنة 63 مع عقبة بن نافع الفهري وربما هي تهوذة
نهيا بالفتح ثم السكون ثم ياء وألف مقصورة بلدة من نواحي الجيزة من مصر
نهيا بكسر النون وسكون ثانيه ثم ياء وألف مقصورة قال النهي الغدير حيث يتحير السيل هو ماء لكلب في طريق الشام ورأيت أنا بين الرصافة والقريتين من طريق دمشق على البرية بلدة ذات آثار وعمارة وفيها صهاريج كثيرة وليس عندها عين ولا نهر يقال لها نهيا ذكرها أبو الطيب فقال وقد نزح العوير فلا عوير ونهيا والبييضة والجفار
نهيا زباب بديار الضباب بالحجاز ماءان وفيهما يقول الشاعر بنهيا زباب نقض منها لبانة فقد مر بأس الطير لو تريان
نهي ابن خالد باليمامة وهو منهل وفيه من الأرحاء رحا ضأن ورحا إبل ورحا خيل وقال بعض بني أسد سألت الرحا أين المبيت فأومأت إلي الرحا أين لا تبت بالثعالب يعني بني ثعلبة بن شماس
فإن الرحا ما دام بالنهي حاضر لمحفوفة باللؤم من كل جانب
نهي تربة وهو الأخضر ومسيرته طولا ثلاثة أيام وعرضه مسيرة يوم قال أبو زياد وفيه يقول القائل فإن الأخضر الهمجي رهن بما فعلت نفاثة والصموت قال أبو زياد النهي منتهى سيل الوادي حيث ينتهي فربما صار هناك نهي يشرب به الناس الأشهر ماء ناقعا غار في الأرض وربما شربوا به السنة والهمجي لأن به مياها تسمى الهماج
نهي غراب قال أبو محمد الأسود الأعرابي في قول جامع بن عمرو بن مرخية فظل خليلي مستكينا كأنه قذى في مواقي مقلتيه بقلقل أقول له مهلا ولا مهل عنده ولا عند جاري دمعة المتقيل بتأريج ذكرى من أميمة إن نأت وإن تقترب يوما بها الدار ينجل وموقدها النهي سوق ونارها بذات المواشي أيما نار مصطلي قال قوله بالنهي أراد نهي غراب وهو نهي

قليب بين العبامة والعنابة في مستوى الغوطة والرمة
نهي الأكف بكسر النون وتفتح والهاء ساكنة والياء معربة بوزن ظبي والأكف جمع كف وقد ذكر معنى النهي في الذي قبله وهو موضع في قوله وقلت تبين هل ترى بين ضارج ونهي الأكف صارخا غير أعجما
النهيب بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وباء موحدة كأنه فعيل معنى مفعول موضع
النهيض تصغير النهض وله معان نهض البعير ما بين الكتف والمنكب والنهض الظلم والنهض العتب والنهض طريق صاعد في الجبل وجمعه نهاض والنهيض موضع في بلادهم في قول نبهان أرادوا جلائي يوم فيد وقربوا لحى ورؤوسا للشهادة ترعس سيعلم من ينوي جلائي أنني ركبت بأكناف النهيض حبلبس
نهية بالفتح ثم الكسر وياء مشددة والنهية الناقة السمينة موضع عن ابن الأعرابي
نهي بالكسر ثم الكسون والياء معربة اسم ماء
نهي قرية بين اليمامة والبحرين لبني الشعيراء
ونهي الدولة قرية أخرى
باب النون والياء وما يليهما
نبات موضع في بلاد فهم في أخبار هذيل
نيار بالكسر والتخفيف أطم نيار بالمدينة وهو في بيوت بني مجدعة من الأنصار عن الزهري
نيازي بكسر النون وبعد الألف زاي مفتوحة قرية كبيرة بين كس ونسف ينسب إليه نيازكي وربما قيل نيازه وربما ينسب إليها نيازوي ينسب إليها أبو نصر أحمد بن محمد بن الحسن بن حامد بن هارون بن المنذر بن عبد الجبار النيازكي الكرميني من كرمينية يروي عن أبي الحسن أحمد بن محمد بن عبد الجليل النسفي والهيثم بن كليب الشاشي وغيرهما روى عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن غنجة وأبو العباس المستغفري ومات سنة 993 بكرمينية
نياستر بالكسر والسين المهملة وتاء مثناة من فوقها وراء قلعة بين قاشان وقم
نياع بالكسر كأنه جمع النوع واختلف فيه فقيل هو الجوع وقيل هو العطش وهو بالعطش أشبه كقولهم جائع نائع فلو كان هو الجوع لم يحسن تكريره وإن كان مع اختلاف اللفظين يحسن التكرار وهو موضع في قول كثير أأطلال دار بالنياع فحمة سألت فلما استعجمت ثم صمت ويروى النباع بالباء وحمة موضع أيضا
نيان كأنه فعلان من النيء ضد النضج موضع في بادية الشام في قول الكميت من وحش نيان أو من وحش ذي بقر أفنى خلائله الإشلاء والطرد وقال أبو محمد الحسن بن أحمد الأعرابي الغندجاني نيان جبل في بلاد قيس وأنشد ألا طرقت ليلى بنيان بعدما كسا الليل بيدا فاستوت وأكاما وقال ابن ميادة

وبالغمر قد جازت وجاز حمولها فسقى الغوادي بطن نيان فالغمر وهذه مواضع قرب تيماء بالشام
النيبطن محلة بدمشق ينسب إليها عمرو بن سعيد بن جندب بن عزيز بن النعمان الأزدي النيبطني حدث عن أبيه روى عنه حفص
نيبطون من محال دمشق قرب المربعة وقنطرة بني مدلج وسوق الأحد في شرقي جيرون قرب الأساكفة العتق
نيربا بكسر النون وسكون الياء وفتح الراء وباء موحدة مقصورة قرية كبيرة ذات بساتين من شرقي قرى الموصل من كورة المرج
نيرب بالفتح ثم السكون وفتح الراء وباء موحدة وهو الحقد والحسد في موضعين قرية مشهورة بدمشق على نصف فرسخ في وسط البساتين أنزه موضع رأيته يقال فيه مصلى الخضر عليه السلام ينسب إليه أبو محمد عبد الهادي بن عبد الله الرومي النيربي كان اسمه خليعا فلما عتق سمي بعبد الهادي سمع أبا طاهر محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي ذكره أبو سعد في شيوخه وكان حيا سنة 505 وقد ذكرها أبو المطاع وجيه الدولة بن حمدان في شعر له وسماها النيربين بلفظ التثنية فقال سقى الله أرض الغوطتين وأهلها فلي بجنوب الغوطتين شجون فما ذكرتها النفس إلا استخفني إلى برد ماء النيربين حنين قد وكان شكي للفراق يروعني فكيف يكون اليوم وهو يقين
النير بالكسر ثم السكون وراء بلفظ نير الثوب وهو علمه والنير أيضا خشب عليه عقود خيوط يستعمله الحائك ويجوز أن يكون نير منقولا عن فعل ما لم يسم فاعله من النار والنور و النير في موضعين قرية ببغداد والنير جبل بأعلى نجد شرقيه لغني بن أعصر وغربيه لغاضرة بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن وحذاءه الأحساء بواد يقال له ذو بحار وهذا الوادي ينعض من أقاصي النير وقال أبو هلال الأسدي وفيه دلالة على أنه لغاضرة بني أسد فقال أشاقتك الشمائل والجنوب ومن علو الرياح لها هبوب أتتك بنفخة من شيح نجد تضوع والعرار بها مشوب وشمت البارقات فقلت جيدت جبال النير أو مطر القليب ومن بستان إبراهيم غنت حمائم تحتها فنن رطيب فقلت لها وقيت سهام رام ورقط الريش مطعمها القلوب كما هيجت ذا طرب ووجد إلى أوطانه فبكى الغريب وبالنير قبر كليب بن وائل على ما خبرنا بعض طيء على الجبلين قال وهو قرب ضرية
نيرمان بالفتح ثم السكون وراء وآخره نون من قرى همذان من ناحية الجبل وإليها ينسب أبو سعيد محمد بن علي بن خلف وابنه ذو المفاخر أبو الفرج أحمد وكانا من أعيان الأدباء ولهما شعر رائق قال أبو القاسم الباخرزي قال الشريف أبو طالب محمد

بن عبد الله الأنصاري نيرمان ضيعة خسيسة بظاهر همذان وسألت الأستاذ ذا المفاخر عنها فانصبغ وجهه من الخجل حتى عاد كأنه الأيدع قلت الأيدع صبغ البقم وقيل دم الأخوين
نيروز مدينة من نواحي السند بين الديبل والمنصورة على نصف الطريق ولعلها إلى المنصورة أقرب بينها وبين الديبل أربع مراحل في الإقليم الثاني طولها من جهة المغرب اثنتان وتسعون درجة وعشرون دقيقة وعرضها ثلاث وعشرون درجة وثلاثون دقيقة
نيروه من قلاع ناحية الزوزان لصاحب الموصل
نيريز بفتح أوله وسكون ثانيه وراء ثم ياء ساكنة وزاي بلد من نواحي شيراز من أعمال فارس له رستاق واسع ينسب إليه أبو نصر الحسين بن علي بن جعفر النيريزي حدث عن أبي علي الحسن بن العباس بن محمد الخطيب وأبي الحسن علي بن محمد بن جعفر قال الأمير حدثنا عنه حداد النشوي وبينه لي
نيسابور بفتح أوله والعامة يسمونه نشاوور وهي مدينة عظيمة ذات فضائل جسيمة معدن الفضلاء ومنبع العلماء لم أر فيما طوفت من البلاد مدينة كانت مثلها قال بطليموس في كتاب الملحمة مدينة نيسابور طولها خمس وثمانون درجة وعرضها تسع وثلاثون درجة خارجة من الإقليم الرابع في الإقليم الخامس طالعها الميزان ولها شركة في كف الجوزاء مع الشعرى العبور تحت ثلاث عشرة درجة من السرطان ويقابلها مثلها من الجدي بيت عاقبتها مثلها من الميزان بيت حياتها
ومن هناك طالت أعمار أهلها بيت ملكها ثلاث عشرة درجة من الحمل وقد ذكرنا في جمل ذكر الأقاليم أنها في الرابع وفي زيج أبي عون إسحاق بن علي إن طول نيسابور ثمانون درجة ونصف وربع وعرضها سبع وثلاثون درجة وعدها في الإقليم الرابع واختلف في تسميتها بهذا الاسم فقال بعضهم إنما سميت بذلك لأن سابور مر بها وفيها قصب كثير فقال يصلح أن يكون ههنا مدينة فقيل لها نيسابور وقيل في تسمية نيسابور وسابور خواست وجنديسابور أن سابور لما فقدوه حين خرج من مملكته لقول المنجمين كما ذكرناه في منارة الحوافر خرج أصحابه يطلبونه فبلغوا نيسابور فلم يجدوه فقالوا نيست سابور أي ليس سابور فرجعوا حتى وقعوا إلى سابور خواست فقيل لهم ما تريدون فقالوا سابور خواست معناه سابور نطلب ثم وقعوا إلى جنديسابور فقالوا وند سابور أي وجد سابور ومن أسماء نيسابور أبرشهر وبعضهم يقول إيرانشهر والصحيح أن إيرانشهر هي ما بين جيحون إلى القادسية ومن الري إلى نيسابور مائة وستون فرسخا ومنها إلى سرخس أربعون فرسخا ومن سرخس إلى مرو الشاهجان ثلاثون فرسخا وأكثر شرب أهل نيسابور من قني تجري تحت الأرض ينزل إليها في سراديب مهيأة لذلك فيوجد الماء تحت الأرض وليس بصادق الحلاوة وعهدي بها كثيرة الفواكه والخيرات وبها ريباس ليس في الدنيا مثله تكون الواحدة منه منا وأكثر وقد وزنوا واحدة فكانت خمسة أرطال بالعراقي وهي بيضاء صادقة البياض كأنها الطلع وكان المسلمون فتحوها في أيام عثمان بن عفان رضي الله عنه والأمير عبد الله بن عامر بن كريز في سنة 13 صلحا وبنى بها جامعا وقيل إنها فتحت في أيام عمر رضي الله عنه على يد الأحنف بن قيس وإنما انتقضت في

أيام عثمان فأرسل إليها عبد الله بن عامر ففتحها ثانية وأصابها الغز في سنة 845 بمصيبة عظيمة حيث أسروا الملك سنجر وملكوا أكثر خراسان وقدموا نيسابور وقتلوا كل من وجدوا واستصفوا أموالهم حتى لم يبق فيها من يعرف وخربوها وأحرقوها ثم اختلفوا فهلكوا واستولى عليها المؤيد أحد مماليك سنجر فنقل الناس إلى محلة منها يقال لها شاذياخ وعمرها وسورها وتقلبت بها أحوال حتى عادت أعمر بلاد الله وأحسنها وأكثرها خيرا وأهلا وأموالا لأنها دهليز المشرق ولا بد للقفول من ورودها وبقيت على ذلك إلى سنة 681 خرج من وراء النهر الكفار من الترك المسمون بالتتر واستولوا على بلاد خراسان وهرب منهم محمد بن تكش بن ألب أرسلان خوارزم شاه وكان سلطان المشرق كله إلى باب همذان وتبعوه حتى أفضى به الأمر إلى أن مات طريدا بطبرستان في قصة طويلة واجتمع أكثر أهل خراسان والغرباء بنيسابور وحصنوها بجهدهم فنزل عليها قوم من هؤلاء الكفار فامتنعت عليهم ثم خرج مقدم الكفار يوما ودنا من السور فرشقه رجل من نيسابور بسهم فقتله فجرى الأتراك خيولهم وانصرفوا إلى ملكهم الأعظم الذي يقال له جنكزخان فجاء بنفسه حتى نزل عليها وكان المقتول زوج ابنته فنازلها وجد في قتال من بها فزعم قوم أن علويا كان متقدما على أحد أبوابها راسل الكفار يستلزم منهم على تسليم البلد ويشرط عليهم أنهم إذا فتحوه جعلوه متقدما فيه فأجابوه إلى ذلك ففتح لهم الباب وأدخلهم فأول من قتلوا العلوي ومن معه وقيل بل نصبوا عليها المناجيق وغيرها حتى أخذوها عنوة ودخلوا إليها دخول حنق يطلب النفس والمال فقتلوا كل من كان فيها من كبير وصغير وامرأة وصبي ثم خربوها حتى ألحقوها بالأرض وجمعوا عليها جموع الرستاق حتى حفروها لاستخراج الدفائن فبلغني أنه لم يبق بها حائط قائم وتركوها ومضوا فجاء قوم من قبل خوارزم شاه فأقاموا بها يسبرون الدفائن فأذهبوها مرة فإنا لله وإنا إليه راجعون من مصيبة ما دهى الإسلام قط مثلها وقال أبو يعلى محمد بن الهبارية أنشدني القاضي أبو الحسن الاستراباذي لنفسه فقال لا قدس الله نيسابور من بلد سوق النفاق بمغناها على ساق يموت فيها الفتى جوعا وبرهم والفضل ما شئت من خير وأرزاق والحبر في معدن الغرثى وإن برقت أنواره في المعاني غير براق وقال المرادي يذم أهلها لا تنزلن بنيسابور مغتربا إلا وحبلك موصول بسلطان أو لا فلا أدب يجدي ولا حسب يغني ولا حرمة ترعى لإنسان وقال أبو العباس الزوزني المعروف بالمأموني ليس في الأرض مثل نيسابور بلد طيب ورب غفور وقد خرج منها من أئمة العلم من لا يحصى منهم الحافظ الإمام أبو علي الحسين بن علي بن زيد بن داود بن يزيد النيسابوري الصائغ رحل في طلب العلم والحديث وطاف وجمع فيه وصنف وسمع الكثير من أبي بكر بن خزيمة وعبدان الجواليقي وأبي يعلى الموصلي وأحمد بن نصر الحافظ والحسن بن سفيان وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني وأبي خليفة وزكرياء الساجي وغيرهم وكتب عنه أبو الحسن

ابن جوصا وأبو العباس بن عقدة وأبو محمد صاعد وإبراهيم بن محمد بن حمزة وأبو محمد الغسال وأبو طالب أحمد بن نصر الحافظ وهم من شيوخه روى عنه أبو عبد الله الحاكم وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو عبد الله بن مندة وأبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الصبغي وهو من أقرانه قال أبو عبد الرحمن السلمي سألت الدارقطني عنه فقال مهذب إمام وقال أبو عبد الله بن مندة ما رأيت في اختلاف الحديث والإتقان أحفظ من أبي علي الحسين بن علي النيسابوري قال أبو عبد الله في تاريخه الحسين بن علي بن يزيد أبو علي النيسابوري الحافظ وحيد عصره في الحفظ والإتقان والورع والرحلة ذكره بالشرق كذكره بالغرب مقدم في مذاكرة الأئمة وكثرة التصنيف كان مع تقدمه في هذا العلم أحد المعدلين المقبولين في البلد سمع بنيسابور وهراة ونسا وجرجان ومرو الروذ والري وبغداد والكوفة وواسط والأهواز وأصبهان ودخل الشام فكتب بها وسمع بمصر وكتب بمكة عن الفضل بن محمد الجندي وقال في موضع آخر انصرف أبو علي من مصر إلى بيت المقدس ثم حج حجة أخرى ثم انصرف إلى بيت المقدس وانصرف في طريق الشام إلى بغداد وهو باقعة في الذكر والحفظ لا يطيق مذاكرته أحد ثم انصرف إلى خراسان ووصل إلى وطنه ولا يفي بمذاكرته أحد من حفاظنا ثم أقام بنيسابور يصنف ويجمع الشيوخ والأتراب قال وسمعت أبا بكر محمد بن عمر الجعابي يقول إن أبا علي أستاذي في هذا العلم وعقد له مجلس الإملاء بنيسابور سنة 733 وهو ابن ستين سنة وإن مولده سنة 772 ولم يزل يحدث بالمصنفات والشيوخ مدة عمره وتوفي أبو علي عشية يوم الأربعاء الخامس عشر من جمادى الأولى سنة 943 ودفن في مقبرة باب معمر عن اثنتين وسبعين سنة
نشك بكسر النون وسكون الياء كورة من كور سجستان بينها وبين بست تشتمل على قرى كثيرة وبلدان وأحد أبواب زرنج مدينة سجستان يقال له باب نيشك يخرج منه إلى بست
نيق العقاب موضع بين مكة والمدينة قرب الجحفة لقي به أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة ومهاجر بن أبي أمية وهو يريد مكة عام الفتح
نيقية بكسر أوله وسكون ثانيه وكسر القاف وياء خفيفة قال بطليموس في كتاب الملحمة مدينة أنيقية هكذا ذكرها بالألف طولها سبع وخمسون درجة وعرضها إحدى وأربعون درجة وثلاثون دقيقة طالعها إحدى وعشرون درجة من الدلو سكانها جفاة ليس لمن يسكنها خلاق لها ذنب الدجاجة ولها شركة في قلب العقرب وكوكب الدبران تحت سبع وعشرين درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي قال ابن الهروي مدينة نيقية من أعمال اصطنبول على البر الشرقي وهي المدينة التي اجتمع بها آباء الملة المسيحية وكانوا ثلثمائة وثمانية عشر أبا يزعمون أن المسيح عليه السلام كان معهم في هذا المجمع وهو أول المجامع لهذه الملة وبه أظهروا الأمانة التي هي أصل دينهم وصورهم وصورة كراسيهم بهذه المدينة في بيعتها ولهم فيها اعتقاد عظيم وفي الطريق من هذه المدينة إلى بلاد الروم الشمالية قبر أبي محمد البطال على رأس تل عال في حد تخوم البلاد
نيلاب بكسر أوله وآخره باء موحدة اسم لمدينة جنديسابور وكان اسمها قديما نيلاط

نيلاط آخره طاء مهملة هو الذي قبله بعينه وهو اسمها القديم
النيل بكسر أوله بلفظ النيل الذي تصبغ به الثياب في مواضع أحدها بليدة في سواد الكوفة قرب حلة بني مزيد يخترقها خليج كبير يتخلج من الفرات الكبير حفره الحجاج بن يوسف وسماه بنيل مصر وقيل إن النيل هذا يستمد من صراة جاماسب ينسب إليه خالد بن دينار النيلي أبو الوليد الشيباني كان يسكن النيل حدث عن الحسن العكلي وسالم بن عبد الله ومعاوية بن قرة روى عنه الثوري وغيره وقال محمد بن خليفة السنبسي شاعر بني مزيد يمدح دبيسا بقصيدة مطلعها قالوا هجرت بلاد النيل وانقطعت حبال وصلك عنها بعد إعلاق فقلت إني وقد أقوت منازلها بعد ابن مزيد من وفد وطراق فمن يكن تائقا يهوى زيارتها على البعاد فإني غير مشتاق وكيف أشتاق أرضا لا صديق بها إلا رسوم عظام تحت أطباق وإياه عنى أيضا مرجا بن نباه بقوله قصدتكم أرجو نوال أكفكم فعدت وكفي من نوالكم صفر فلما أتيت النيل أيقنت بالغنى ونيل المنى منكم فلاحقني الفقر والنيل أيضا نهر من أنهار الرقة حفره الرشيد على ضفة نيل الرقةوالبليخ نهر دير زكى ولذلك قال الصنوبري كأن عناق نهري دير زكى إذا اعتنقا عناق متيمين وقت ذاك البليخ يد الليالي وذاك النيل من متجاورين وأما نيل مصر فقال حمزة هو تعريب نيلوس من الرومية قال القضاعي ومن عجائب مصر النيل جعله الله لها سقيا يزرع عليه ويستغنى به عن مياه المطر في أيام القيظ إذا نضبت المياه من سائر الأنهار فيبعث الله في أيام المد الريح الشمال فيغلب عليه البحر الملح فيصير كالسكر له حتى يربو ويعم الربى والعوالي ويجري في الخلج والمساقي فإذا بلغ الحد الذي هو تمام الري وحضر زمان الحرث والزراعة بعث الله الريح الجنوب فكبسته وأخرجته إلى البحر الملح وانتفع الناس بالزراعة مما يروى من الأرض وأجمع أهل العلم أنه ليس في الدنيا نهر أطول من النيل لأن مسيرته شهر في الإسلام وشهران في بلاد النوبة وأربعة أشهر في الخراب حيث لا عمارة فيها إلى أن يخرج في بلاد القمر خلف خط الاستواء وليس في الدنيا نهر يصب من الجنوب إلى الشمال إلا هو ويمتد في أشد ما يكون من الحر حين تنقص أنهار الدنيا ويزيد بترتيب وينقص بترتيب بخلاف سائر الأنهار فإذا زادت الأنهار في سائر الدنيا نقص وإذا نقصت زاد نهاية وزيادة وزيادته في أيام نقص غيره وليس في الدنيا نهر يزرع عليه ما يزرع على النيل ولا يجيء من خراج نهر ما يجيء من خراج ما يسقيه النيل وقد روي عن عمرو بن العاص أنه قال إن نيل مصر سيد الأنهار سخر الله له كل نهر بين المشرق والمغرب أن يمد له وذلله له فإذا أراد الله تعالى أن يجري نيل مصر أمر الله تعالى كل نهر أن يمده بمائه وفجر الله تعالى له الأرض عيونا وانتهى جريه إلى ما أراد

الله تعالى فإذا بلغ النيل نهايته أمر الله تعالى كل ماء أن يرجع إلى عنصره ولذلك جميع مياه الأرض تقل أيام زيادته وذكر عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم قال لما فتح المسلمون مصر جاء أهلها إلى عمرو بن العاص حين دخل بؤونه من شهور القبط فقالوا أيها الأمير إن لبلدنا هذا سنة لا يجري النيل إلا بها وذلك أنه إذا كان لاثنتي عشرة ليلة تخلو من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر بين أبويها فأرضينا أبويها وجعلنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون ثم ألقيناها في هذا النيل فقال لهم عمرو إن هذا لا يكون في الإسلام وإن الإسلام يهدم ما قبله فأقاموا بؤونه وأبيب ومسرى لا يجري النيل قليلا ولا كثيرا حتى هموا بالجلاء فلما رأى عمرو ذلك كتب إلى عمر بن الخطاب بذلك فكتب إليه عمر قد أصبت إن الإسلام يهدم ما قبله وقد بعثت إليك ببطاقة فألقها في داخل النيل إذا أتاك كتابي هذا وإذا في كتابه بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر بن الخطاب أمير المؤمنين إلى نيل مصر أما بعد فإن كنت تجري من قبلك فلا تجر وإن كان الواحد القهار يجريك فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك قال فألقى عمرو بن العاص البطاقة في النيل وذلك قبل عيد الصليب بيوم وكان أهل مصر قد تأهبوا للخروج منها والجلاء لأنهم لا تقوم مصلحتهم إلا بالنيل فأصبحوا يوم الصليب وقد جرى النيل بقدرة الله تعالى وزاد ستة عشر ذراعا في ليلة واحدة وانقطعت تلك السنة السيئة عن أهل مصر وكان للنيل سبعة خلجان خليج الإسكندرية وخليج دمياط وخليج منف وخليج المنهي وخليج الفيوم وخليج عرشي وخليج سردوس وهي متصلة الجريان لا ينقطع منها شيء والزروع بين هذه الخلجان متصلة من أول مصر إلى آخرها وزروع مصر كلها تروى من ستة عشر ذراعا بما قدروا ودبروا من قناطرها وجسورها وخلجها فإذا استوى الماء كما ذكرناه في المقياس من هذا الكتاب أطلق حتى يملأ أرض مصر فتبقى تلك الأراضي كالبحر الذي لم يفارقه الماء قط والقرى بينه يمشي إليها على سكور مهيأة والسفن تخترق ذلك فإذا استوفت المياه ورويت الأرضون أخذ ينقص في أول الخريف وقد دبر الهواء وانكسر الحر فكلما نقص الماء عن أرض زرعت أصناف الزروع واكتفت بتلك الشربة لأنه كلما تأخر الوقت برد الجو فلا تنشف الأرض إلى أن يستكمل الزرع فإذا استكمل عاد الوقت يأخذ في الحر والصيف حتى ينضج الزروع وينشفها ويكملها فلا يأتي الصيف إلا وقد استقام أمرها فأخذوا في حصادها وفي ذلك عبرة وآية ودليل على قدرة العزيز الحكيم الذي خلق الأشياء في أحسن تقويم وقد قال عز من قائل ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت وفي النيل عجائب كثيرة وله خصائص لا توجد في غيره من الأنهار وأما أصل مجراه فيذكر أنه يأتي من بلاد الزنج فيمر بأرض الحبشة مسامتا لبحر اليمن من جهة أرض الحبشة حتى ينتهي إلى بلاد النوبة من جانبها الغربي والبجه من جانبها الشرقي فلا يزال جاريا بين جبلين بينهما قرى وبلدان والراكب فيه يرى الجبلين عن يمينه وشماله وهو بينهما بإزاء الصعيد حتى يصب في البحر وأما سبب زيادته في الصيف فإن المطر يكثر بأرض الزنجبار وتلك البلاد في هذه الأوقات بحيث ينزل الغيث عندهم كأفواه القرب وتنصب المدود إلى هذا النهر من سائر الجهات فإلى أن يصل إلى مصر ويقطع تلك المفاوز يكون القيظ ووجه

الحاجة إليه كما دبره الخالق عز و جل وقد ذكر الليث بن سعد وغيره قصة رجل من ولد العيص بن إسحاق النبي عليه السلام وتطلبه مجراه أذكرها بعد إن شاء الله تعالى قال أمية نيل مصر ينبوعه من وراء خط الاستواء من جبل هناك يقال له جبل القمر فإنه يبتدىء في التزيد في شهر أبيب وهو في الرومية يوليه والمصريون يقولون إذا دخل أبيب شرع الماء في الدبيب وعند ابتدائه في التزيد تتغير جميع كيفياته ويفسد والسبب في ذلك مروره بنقائع مياه أجنة يخالطها فيحيلها ويستخرجها معه ويستصحبها إلى غير ذلك مما يحيله فلا يزال على هذه الحال كما وصفه الأمير تميم بن المعز بن إسماعيل فقال أما ترى الرعد بكى واشتكى والبرق قد أومض واستضحكا فاشرب على غيم كصبغ الدجى أضحك وجه الأرض لما بكى وانظر لماء النيل في مده كأنه صندل أو مسكا أو كما قال أمية بن أبي الصلت المغربي ولله مجرى النيل منها إذا الصبا أرتنا به في مرها عسكرا مجرا بشط يهز السمهرية ذبلا وموج يهز البيض هندية بترا ولتميم بن المعز أيضا يوم لنا بالنيل مختصر ولكل وقت مسرة قصر والسفن تصعد كالخيول بنا فيه وجيش الماء منحدر فكأنما أمواجه عكن وكأنما داراته سرر وقال الحافظ أبو الحسين محمد بن الوزير في تدرج زيادة النيل إصبعا إصبعا وعظم منفعة ذلك التدرج أرى أبدا كثيرا من قليل وبدرا في الحقيقة من هلال فلا تعجب فكل خليج ماء بمصر مسبب لخليج مال زيادة إصبع في كل يوم زيادة أذرع في حسن حال فإذا بلغ الماء خمسة عشر ذراعا وزاد من السادس عشر إصبعا واحدا كسر الخليج ولكسره يوم معهود فيجتمع الخاص والعام بحضرة القاضي وإذا كسر فتحت الترع وهي فوهات الخلجان ففاض الماء وساح وعم الغيطان والبطاح وانضم أهل القرى إلى أعلى مساكنهم من الضياع والمنازل بحيث لا ينتهي إليهم الماء فتعود عند ذلك أرض مصر بأسرها بحرا عاما غامر الماء بين جبليها المكتنفين لها وتثبت على هذه الحال حسبما تبلغ الحد المحدود في مشيئة الله وأكثر ذلك يحول حول ثمانية عشر ذراعا ثم يأخذ عائدا في صبه إلى مجرى النيل ومشربه فينقص عما كان مشرفا عاليا من الأراضي ويستقر في المنخفض منها فيترك كل قرارة كالدرهم ويعم الربى بالزهر المؤنق والروض المشرق وفي هذا الوقت تكون أرض مصر أحسن شيء منظرا وأبهاها مخبرا وقد جود أبو الحسن علي بن أبي بشر الكاتب فقال شربنا مع غروب الشمس شمسا مشعشعة إلى وقت الطلوع وضوء الشمس فوق النيل باد كأطراف الأسنة في الدروع

ومن عجائب النيل السمكة الرعادة وهي سمكة لطيفة مسيرة من مسها بيده أو بعود يتصل بيده إليها أو بشبكة هي فيها اعترته رعدة وانتفاض ما دامت في يده أو في شبكته وهذا أمر مستفيض رأيت جماعة من أهل التحصيل يذكرونه ويقال إن بمصر بقلة من مسها ومس الرعادة لم ترتعد يده والله أعلم ومن عجائبه التمساح ولا يوجد في بلد من البلدان إلا في النيل ويقال إنه أيضا بنهر السند إلا أنه ليس في عظم المصري فإذا عض اشتبكت أسنانه واختلفت فلم يتخلص الذي وقع فيها حتى يقطعه وحنك التمساح الأعلى يتحرك والأسفل لا يتحرك وليس ذلك في غيره من الدواب ولا يعمل الحديد في جلده وليس له فقار بل عظم ظهره من رأسه إلى ذنبه عظم واحد ولا يقدر أن يلتوي أو ينقبض لأنه ليس في ظهره خرز وهو إذا انقلب لم يستطع أن يتحرك وإذا أراد الذكر أن يسفد أنثاه أخرجها من النيل وألقاها على ظهرها كما يأتي الرجل المرأة فإذا قضى منها وطره قلبها فإن تركها على ظهرها صيدت لأنها لا تقدر أن تنقلب وذنب التمساح حاد طويل وهو يضرب به فربما قتل من تناله ضربته وربما جر بذنبه الثور من الشريعة حتى يلجج به في البحر فيأكله ويبيض مثل بيض الإوز فإذا فقص عن فراخه كان الواحد كالحرذون في جسمه وخلقته ثم يعظم حتى يصير عشرة أذرع وأكثر وهو يبيض وكلما عاش يزيد وتبيض الأنثى ستين بيضة وله في فيه ستون سنا ويقال إنه إذا أخذ أول سن من جانب حنكه الأيسر ثم علق على من به حمى نافض تركته من ساعته وربما دخل لحم ما يأكله بين أسنانه فيتأذى به فيخرج من الماء إلى البر ويفتح فاه فيجيئه طائر مثل الطيطوى فيسقط على حنكه فيلتقط بمنقاره ذلك اللحم بأسره فيكون ذلك اللحم طعاما لذلك الطائر وراحة بأكله إياه للتمساح ولا يزال هذا الطائر حارسا له ما دام ينقي أسنانه فإذا رأى إنسانا أو صيادا يريده رفرف عليه وزعق ليؤذنه بذلك ويحذره حتى يلقي نفسه في الماء إلى أن يستوفي جميع ما في أسنانه فإذا أحس التمساح بأنه لم يبق في أسنانه شيء يؤذيه أطبق فمه على ذلك الطائر ليأكله فلذلك خلق الله في رأس ذلك الطائر عظما أحد من الإبرة فيقيمه في وسط رأسه فيضرب حنك التمساح ويحكى عنه ما هو أعجب من ذلك وهو أن ابن عرس من أشد أعدائه فيقال إن ابن عرس إذا رأى التمساح نائما على شاطىء النيل ألقى نفسه في الماء حتى يبتل ثم يتمرغ في التراب ثم يقيم شعره ويثب حتى يدخل في جوف التمساح فيأكل ما في جوفه وليس للتمساح يد تدفع عنه ذلك فإذا أراد الخروج بقر بطنه وخرج وعجائب الدنيا كثيرة وإنما نذكر منها ما نجربه عادة ولهذا أمثال ليس كتابنا بصدد شرحها وقال الشاعر أضمرت للنيل هجرانا ومقلية مذ قيل لي إنما التمساح في النيل فمن رأى النيل رأي العين من كثب فما رأى النيل إلا في البواقيل والبواقيل كيزان يشرب منها أهل مصر وقال عمرو بن معدي كرب فالنيل أصبح زاخرا بمدوده وجرت له ريح الصبا فجرى لها عودت كندة عادة فاصبر لها اغفر لجانبها ورد سجالها وحدث الليث بن سعد قال زعموا والله أعلم

أن رجلا من ولد العيص يقال له حائذ بن شالوم بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام خرج هاربا من ملك من ملوكهم إلى أرض مصر فأقام بها سنين فلما رأى عجائب نيلها وما يأتي به جعل لله نذرا أن لا يفارق ساحله حتى يرى منتهاه أو ينظر من أين مخرجه أو يموت قبل ذلك فسار عليه ثلاثين سنة في العمران ومثلها في غير العمران وبعضهم يقول خمس عشرة كذا وخمس عشرة كذا حتى انتهى إلى بحر أخضر فنظر إلى النيل يشقه مقبلا فوقف ينظر إلى ذلك فإذا هو برجل قائم يصلي تحت شجرة تفاح فلما رآه استأنس به فسلم عليه فسأله صاحب الشجرة عن اسمه وخبره وما يطلب فقال له أنا حائذ بن شالوم بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم فمن أنت قال أنا عمران بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم فما الذي جاء بك إلى ههنا يا حائذ قال أردت علم أمر النيل فما الذي جاء بك أنت قال جاء بي الذي جاء بك فلما انتهيت إلى هذا الموضع أوحى الله تعالى إلي أن قف بمكانك حتى يأتيك أمري قال فأخبرني يا عمران أي شيء انتهى إليك من أمر هذا النيل وهل بلغك أن أحدا من بني آدم يبلغه قال نعم بلغني أن رجلا من بني العيص يبلغه ولا أظنه غيرك يا حائذ فقال له يا عمران كيف الطريق إليه قال له عمران لست أخبرك بشيء حتى تجعل بيننا ما أسألك قال وما ذاك قال إذا رجعت وأنا حي أقمت عندي حتى يأتي ما أوحى الله لي أن يتوفاني فتدفنني وتمضي قال لك ذلك علي قال سر كما أنت سائر فإنه ستأتي دابة ترى أولها ولا ترى آخرها فلا يهولنك أمرها فإنها دابة معادية للشمس إذا طلعت أهوت إليها لتلتقمها فاركبها فإنها تذهب بك إلى ذلك الجانب من البحر فسر عليه فإنك ستبلغ أرضا من حديد جبالها وشجرها وجميع ما فيها حديد فإذا جزتها وقعت في أرض من فضة جبالها وشجرها وجميع ما فيها فضة فإذا تجاوزتها وقعت في أرض من ذهب جميع ما فيها ذهب ففيها ينتهي إليك علم النيل قال فودعه ومضى وجرى الأمر على ما ذكر له حتى انتهى إلى أرض الذهب فسار فيها حتى انتهى إلى سور من ذهب وعليه قبة لها أربعة أبواب وإذا ماء كالفضة ينحدر من فوق ذلك السور حتى يستقر في القبة ثم يتفرق في الأبواب وينصب إلى الأرض فأما ثلثاه فيغيض وأما واحد فيجري على وجه الأرض وهو النيل فشرب منه واستراح ثم حاول أن يصعد السور فأتاه ملك وقال يا حائذ قف مكانك فقد انتهى إليك علم ما أردته من علم النيل وهذا الماء الذي تراه ينزل من الجنة وهذه القبة بابها فقال أريد أن أنظر إلى ما في الجنة فقال إنك لن تستطيع دخولها اليوم يا حائذ قال فأي شيء هذا الذي أرى قال هذا الفلك الذي تدور فيه الشمس والقمر وهو شبه الرحا قال أريد أن أركبه فأدور فيه فقال له الملك إنك لن تستطيع اليوم ذلك ثم قال إنه سيأتيك رزق من الجنة فلا تؤثر عليه شيئا من الدنيا فإنه لا ينبغي لشيء من الجنة أن يؤثر عليه شيء من الدنيا فبينما هو واقف إذ أنزل عليه عنقود من عنب فيه ثلاثة أصناف صنف كالزبرجد الأخضر وصنف كالياقوت الأحمر وصنف كاللؤلؤ الأبيض ثم قال يا حائذ هذا من حصرم الجنة ليس من يانع عنبها فارجع فقد انتهى إليك علم النيل فرجع حتى انتهى إلى الدابة فركبها فلما أهوت الشمس إلى الغروب أهوت إليها لتلتقمها فقذفت به إلى جانب البحر الآخر فأقبل حتى انتهى إلى عمران فوجده قد مات في يومه ذلك فدفنه وأقام

على قبره فلما كان في اليوم الثالث أقبل شيخ كبير كأنه بعض العباد فبكى على عمران طويلا وصلى على قبره وترحم عليه ثم قال يا حائذ ما الذي انتهى إليك من علم النيل فأخبره فقال هكذا نجده في الكتاب ثم التفت إلى شجرة تفاح هناك فأقبل يحدثه ويطري تفاحها في عينيه فقال له يا حائذ ألا تأكل قال معي رزقي من الجنة ونهيت أن أوثر عليه شيئا من الدنيا فقال الشيخ هل رأيت في الدنيا شيئا مثل هذا التفاح إنما هذه شجرة أنزلها الله لعمران من الجنة ليأكل منها وما تركها إلا لك ولو أكلت منها وانصرفت لرفعت فلم يزل يحسنها في عينه ويصفها له حتى أخذ منها تفاحة فعضها ليأكل منها فلما عضها عض يده ونودي هل تعرف الشيخ قال لا قيل هذا الذي أخرج أباك آدم من الجنة أما إنك لو سلمت بهذا الذي معك لأكل منه أهل الدنيا فلم ينفد فلما وقف حائذ على ذلك وعلم أنه إبليس أقبل حتى دخل مصر فأخبرهم بخبر النيل ومات بعد ذلك بمصر قال عبيد الله الفقير إليه مؤلف الكتاب هذا خبر شبيه بالخرافة وهو مستفيض ووجوده في كتب الناس كثير والله أعلم بصحته وإنما كتبت ما وجدت
نيمروز هو بالفارسية ومعناه بالعربية نصف يوم وهو اسم لولاية سيجستان وناحيتها سميت بذلك فيما زعموا لأنها مثل نصف الدنيا وإن دخلها وخيراتها تقاوم نصف ما تطلع عليه الشمس وذلك على سبيل المبالغة لا على الحقيقة
نينوى بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح النون والواو بوزن طيطوى وهي قرية يونس بن متى عليه السلام بالموصل وبسواد الكوفة ناحية يقال لها نينوى منها كربلاء التي قتل بها الحسين رضي الله عنه وذكر ابن أبي طاهر أن الشعراء اجتمعوا بباب عبد الله بن طاهر فخرج إليهم رسوله وقال من يضيف إلى هذا البيت على حروف قافيته بيتا وهو لم يصح للبين منهم صرد وغراب لا ولكن طيطوى فقال رجل من أهل الموصل فاستقلوا بكرة يقدمهم رجل يسكن حصني نينوى فقال عبد الله بن طاهر للرسول قل له لم تصنع شيئا فهل عنده غيره فقال أبو سناء القيسي وبنبطي طفا في لجة قال لما كظه التغطيط وى فصوبه وأمر له بخمسين دينارا
نيني بكسر أوله وسكون ثانيه ونون أخرى مكسورة وياء هو نهر مشهور بإفريقية في أقصاها
نيه بالكسر ثم السكون وهاء خالصة قرية بين هراة وكرمان وقال أبو سعد نيه بلدة بين سجستان وأسفزار صغيرة ينسب إليها أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن الحسين بن محمد بن الحسين بن عمر بن حفص النيهي الفقيه الشافعي كان إماما عارفا بمذهب الشافعي تفقه على القاضي الحسين بن محمد وبرع في الفقه ثم درس بعده وكثر أصحابه وهو أستاذ أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد المروزي سمع الحديث من أستاذه الحسين بن محمد ومن أبي عبد الله محمد بن محمد بن العلاء البغوي وغيرهما وتوفي في حدود سنة 480 وابن

أخيه عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن الحسين بن محمد بن الحسين بن عمر بن حفص بن يزيد أبو محمد النيهي من أهل مرو الروذ إمام فاضل مفت دين ورع شافعي المذهب تفقه على الحسين بن مسعود البغوي الفراء وتخرج عليه جماعة سمع أستاذه الحسين بن مسعود البغوي الفراء وأبا محمد عبد الله بن الحسين الطيبي وأبا الفضل عبد الجبار بن محمد الأصبهاني وأبا الفتح عبد الرزاق بن حسان المنيعي وأبا عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق الأصبهاني سمع منه أبو سعد ومات في شعبان سنة 548

و
باب الواو والألف وما يليهما
وابش قال أبو الفتح وابش واد وجبل بين وادي القرى والشام
وابصة بكسر الباء والصاد مهملة الوبيص البريق وفلان وابصة سمع إذا كان يسمع كلاما فيعتمد عليه ويظنه حقا والوابصة النار ووابصة اسم موضع بعينه
وابكنة بفتح الباء الموحدة وسكون الكاف وفتح النون قرية بينها وبين بخارى ثلاثة فراسخ
وابل بكسر الباء واللام قال الزجاج في قوله تعالى أخذا وبيلا هو الثقيل الغليظ جدا ومن هذا قيل للمطر الشديد الضخم القطر العظيم الوابل ووابل موضع في أعالي المدينة
واتدة بكسر التاء المثناة من فوقها ودال مهملة والوتد معروف وواتد أي منتصب ومنه قولهم وتد واتد والواتدة ماءة
واثلة بالثاء المثلثة قالوا من الأسماء مأخوذ من الوثيل وهو ليف النخل وهي قرية معروفة
واج روذ موضع بين همذان وقزوين كانت فيه وقعة للمسلمين سنة 92 مع الفرس والديلم وكان ملك الديلم يقال له موثا وكانت وقعة شديدة تعدل وقعة نهاوند فانتصر المسلمون وكان أميرهم نعيم بن مقرن فقال في ذلك فلما أتاني أن موثا ورهطه بني باسل جروا خيول الأعاجم صدمناهم في واج روذ بجمعنا غادة رميناهم بإحدى العظائم فما صبروا في حومة الموت ساعة بحد الرماح والسيوف الصوارم أصبنا بها موثا ومن لف لفه وفيها نهاب قسمها غير غانم كأنهم في واج روذ وجره ضئين أغانتها فروج المخارم
الواحات واحدها واح على غير قياس لا أعرف معناها وما أظنها إلا قبطية وهي ثلاث كور في غربي مصر ثم غربي الصعيد لأن الصعيد يحوطه جبلان

غربي وشرقي وهما جبلان مكتنفا النيل من حيث يعلم جريانه إلى أن ينتهي الجبل الشرقي إلى المقطم بمصر وينقطع وليس وراءه غير بادية العرب والبحر القلزمي والآخر إلى البحر فما وراه الجبل الغربي الواح الأول أوله مقابل الفيوم ممتد إلى أسوان وهي كورة عامرة ذات نخيل وضياع حسنة وفيها تمر جيد أفخر تمور مصر وهي أكبر الواحات وبعدها جبل آخر ممتد كامتداد الذي قبله وراءه كورة أخرى يقال لها واح الثانية وهي دون تلك العمارة وخلفها جبل ممتد كامتداد الذي قبله وراءه كورة أخرى يقال لها واح الثالثة وهي دون الأوليين في العمارة ومدينة الواح الثالثة يقال لها سنترية بالسين المهملة وفيها نخل كثير ومياه جمة منها مياه حامضة يشربها أهل تلك النواحي وإذا شربوا غيرها استوبأوها وبين أقصى واح الثالثة وبلاد النوبة ست مراحل وبها قبائل من البربر من لواتة وغيرهم وقد نسب إليهم قوم من أهل العلم وبعد ذلك بلاد فزان والسودان والله أعلم بما وراء ذلك وينسب إلى واح عبد الغني بن بازل بن يحيى الواحي المصري أبو محمد قال شيرويه قدم علينا همذان في شوال سنة 467 روى عن أبي الصلت الطبري وأبي الحسن علي بن عبد الله القصاب الواسطي وأبي سعد محمد بن عبد الرحمن النيسابوري وأبي الحسن علي بن محمد الماوردي وذكر كما أدى وقال سمعت منه بهمذان وبغداد وكان صدوقا وقال السلفي أنشدني أبو الثناء محمود بن أسلان الخالدي أنشدني أبو عبد الله الطباخ الواحي لنفسه وقال أطل مدة الهجران ما شئت وارفض فما صدك المضني الحشا صد مبغض وإلا فما للقلب أنى ذكرتكم ينازعني شوقا إليكم ويقتضي ولولا شهادات الجوارح بالذي علمتم لما عرضت نفسي لمعرض وأعلم أني إن بعدت فذكركم يراني بعين القلب كالقمر المضي وربتما كأس أهم بشربها سروري ولم تسفح حذار محرض نعم وجليس دام يجلس مجلسا بغير حفاظ لي فقيل له انهض فيا ذا الرياسات الموفق حامدا دعاء محب معرض متعرض أتحيا على الدنيا سعيدا مملكا وأحتاج فيها للغنى والتركض وللغير بحر من عطائك زاخر وما لي منه حسوة المتبرض أقل واصطنع واصفح ولن واغتفر وجد أمل وتفضل واحب وانعم وعوض ولا تحوجني للشفيع فما أرى به ولو أن العمر في الهجر ينقضي فما أحد في الأرض غيرك نافعي وأنت كما أهوى مصحي وممرضي وما لك مثلي والحظوظ عجيبة ولكن من يكثر على المرء يدحض
واحد بلفظ العدد الواحد جبل لكلب قال عمرو بن العداء الأجداري ثم الكلبي ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بإنبط أو بالروض شرقي واحد بمنزلة جاد الربيع رياضها قصير بها ليل العذارى الرواقد

وحيث ترى الجرد الجياد صوافنا يقودها غلماننا بالقلائد
الواحفان بالحاء المهملة وآخره نون والواحف الأسود والنبات الريان والوحفاء الأرض التي فيها حجارة سود موضع تثنية واحف وأنشد بعضهم عناق فأعلى واحفين كأنه من البغي للأشباح سلم مصالح
واحف مثل الذي قبله في المعنى وهو موضع آخر قال ثعلبة بن عمرو العبقسي لمن دمن كأنهن صحائف قفار خلا منها الكثيب فواحف
الوادي قال أبو عبيدة عن اليزيدي ودى الفرس إذا أخرج جردانه ليبول وأدلى ليضرب وقال غيره ودى إذا سال ومنه أخذ الودي لخروجه وسيلانه والوادي أخذ منه والوادي كل مفرج بين جبال وآكام وتلال يكون مسلكا للسيل أو منفذا والجمع الأودية مثل ناد وأندية وقياسه أوداء وأنداء مثل صاحب وأصحاب والوادي ناحية بالأندلس من أعمال بطليوس
وادي بنا باليمن مجاور للحقل
وادي الحجارة بلد بالأندلس ينسب إليه عبد الباقي بن محمد بن سعيد بن بريال الحجاري أبو بكر مات ببلنسية في مستهل رمضان سنة 205
وادي الأحرار بالجزيرة وهو بموزن بني عامر بن لؤي وإنما سمي بذلك لأن يزيد بن معاوية نزل بهم فسماهم بذلك وأغار عليهم عمير بن الحباب السلمي وله بذلك قصة في أيام بني مروان في أيام العصبية
وادي الحمل من قرى اليمامة عن الحفصي
وادي خبان باليمن من أعمال ذمار
وادي الدوم واد معترض من شمالي خيبر إلى قبليها أوله من الشمال غمرة ومن القبلة القصيبة وهذا الوادي يفصل بين خيبر والعوارض
وادي الزمار بفتح الزاي وتشديد الميم وآخره راء الزمارة القصبة التي يزمرون بها والزمارة المغنية والزمارة البغي ووادي الزمار قرب الموصل بينها وبين دير ميخائيل وهو معشب أنيق وعليه رابية عالية يقال لها رابية العقاب نزهة طيبة تشرف على دجلة والبساتين قال الخالدي يذكرها ألست ترى الروض يبدي لنا طرائف من صنع آذار تلبس مما نحا باله حليا على تل زمار
وادي السباع جمع سبع والسبع يقع على ما له ناب ويعدو على الناس والدواب فيفترسها مثل الأسد والذئب والنمر والفهد فأما الثعلب فإنه وإن كان له ناب فإنه ليس بسبع لأنه لا عدوان له وكذلك الضبع ولذلك جاءت الشريعة بإباحة لحمهما و وادي السباع الذي قتل فيه الزبير بن العوام بين البصرة ومكة بينه وبين البصرة خمسة أميال كذا ذكره أبو عبيدة
ووادي السباع من نواحي الكوفة سمي بذلك لما أذكره لك وهو أن أسماء بنت دريم بن القين بن أهود بن بهراء كان يقال لها أم الأسبع وولدها بنو وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة يقال لهم السباع وهم كلب وأسد والذئب والفهد وثعلب وسرحان وبرك وهو الحريش ويقال له كركدن له قرن واحد يحمل الفيل على قرنه على ما قيل

وخثعم وهو الضبع والفزر وهو اليربوع من السباع دون جرم الفهد إلا أنه أشد وأجرى وعنزة وهي دابة طويلة الخطم تعد من رؤوس السباع يأتي الناقة فيدخل خطمه في حيائها ويأكل ما في بطنها ويأتي البعير فيمتلخ عينه وهر وضبع والسمع وهو ولد الذئب الضبع وديسم وهو الثعلب وقيل ولد الذئب قال الجوهري قلت لأبي الغوث يقولون إن الديسم ولد الذئب من الكلب فقال ما هو إلا ولد الذئب ونمس وهو دويبة فوق ابن عرس يأكل اللحم وهو أسود ملمع ببياض والعفر جنس من الببر وسيد والدلدل والظربان دويبة نتنة الفساء ووعوع وهو ابن آوى الضخم وكانت تنزل أولادها بهذا الوادي فسمي وادي السباع بأولادها قال ابن حبيب مر وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن نزار بن معد بن عدنان بأسماء هذه أم ولد وبرة وكانت امرأة جميلة وبنوها يرعون حولها فهم بها فقالت له لعلك أسررت في نفسك مني شيئا فقال أجل فقالت لئن لم تنته لأستصرخن عليك فقال والله ما أرى بالوادي أحدا فقالت له لو دعوت سباعه لمنعتني منك وأعانتني عليك فقال أوتفهم السباع عنك قالت نعم ثم رفعت صوتها يا كلب يا ذئب يا فهد يا دب يا سرحان يا أسد يا سيد فجاؤوا يتعادون ويقولون ما خبرك يا أماه فقالت ضيفكم هذا أحسنوا قراه ولم تر أن تفضح نفسها عند بنيها فذبحوا له وأطعموه فقال وائل ما هذا إلا وادي السباع فسمي بذلك قال ابن حبيب هو الوادي الذي بطريق الرقة وقال السفاح بن بكير صلى على يحيى وأشياعه رب كريم وشفيع مطاع أم عبيد الله ملهوفة ما نومها بعدك إلا رواع كما استحنت بكرة واله حنت حنينا ودعاها النزاع يا فارسا ما أنت من فارس موطأ الأكناف رحب الذراع قوال معروف وفعاله عقار مثنى أمهات الرباع يعدو ولا تكذب شداته كما عدا الذئب بوادي السباع وهي طويلة وقال أيضا مررت على وادي السباع ولا أرى كوادي السباع حين يظلم واديا أقل به ركبا أتوه وبيئة وأخوف إلا ما وقى الله ساريا
وادي سبيع تصغير سبع موضع في قول غيلان بن ربيع اللص ألا هل إلى حومانة ذات عرفج ووادي سبيع يا عليل سبيل ودوية قفر كأن بها القطا بري لها فوق الحداب يجول
وادي الشزب بالزاي من قرى مشرق جهران باليمن من أعمال صنعاء
وادي الشياطين جمع شيطان قيل هو فيعال من شطن إذا بعد وقيل الشيطان فعلان من شاط يشيط إذا هلك واحترق مثل هيمان وعيمان قال عبيد الله الفقير إليه وعندي أن الأولى في اشتقاق الشيطان

أن يكون من شطنه يشطنه شطنا إذا خالفه عن نيته ووجهه لمخالفته في السجود لآدم أو من الشطن وهو الحبل الطويل الشديد الفتل يشد به الفرس الأشر فيقال إنه لينزو بين شطنين لأنه إذا استعصى على صاحبه شده بحبلين والفرس مشطون لأنه قد ورد أن سليمان عليه السلام كان يقيدهم ويشدهم بحبال وأنه إذا ورد شهر رمضان قيدت الشياطين والله أعلم وهو موضع بين الموصل وبلط وفيه دير ينسب إليه وقد ذكرته في الأديرة من هذا الكتاب
وادي القرى قد ذكرته في القرى وبسطت من القول وذكرت اشتقاقه ولا فائدة في تكراره وهو واد بين المدينة والشام من أعمال المدينة كثير القرى والنسبة إليه وادي وإليه نسب عمر الوادي وفتحها النبي صلى الله عليه و سلم سنة سبع عنوة ثم صولحوا على الجزية قال أحمد بن جابر في سنة سبع لما فرغ النبي صلى الله عليه و سلم من خيبر توجه إلى وادي القرى فدعا أهلها إلى الإسلام فامتنعوا عليه وقاتلوه ففتحها عنوة وغنم أموالها وأصاب المسلمون منهم أثاثا ومتاعا فخمس رسول الله صلى الله عليه و سلم ذلك وترك النخل والأرض في أيدي اليهود وعاملهم على نحو ما عامل عليه أهل خبير فقيل إن عمر رضي الله عنه أجلى يهودها فيمن أجلى فقسمها بين من قاتل عليه وقيل إنه لم يجلهم لأنها خارجة عن الحجاز وهي الآن مضافة إلى عمل المدينة وكان فتحها في جمادى الآخرة سنة سبع وقال القاضي أبو يعلى عبد الباقي بن أبي الحصين المعزي إذا غبت عن ناظري لم يكد يمر به وأبيك الكرى فيؤلمني أنني لا أرا ك إذا ما طلبتك فيمن أرى لقد كذب النوم فيما استقل بشخصك في مقلتي وافترى وكيف وداري بأرض الشآم ودارك أرض بوادي القرى وبعد فلي أمل في اللقاء لأني وإياك فوق الثرى وقال جميل ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بوادي القرى إني إذا لسعيد وهل أرين جملا به وهي أيم وما رث من حبل الوصال جديد وقد نسب إلى وادي القرى جماعة منهم يحيى بن أبي عبيدة الوادي أصله من وادي القرى واسمه يحيى بن رجاء بن مغيث مولى قريش ثقة في الحديث قال لنا أبو عروبة كنيته أبو محمد وقال رأيته وسمعت منه ومات في سنة 042 في جمادى الأولى هكذا ذكره علي بن الحسين بن علي بن الحراني الحافظ في تاريخ الجزري وجمعه وعمر بن داود بن زاذان مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه المعروف بعمر الوادي المغني وكان مهندسا في أيام الوليد بن يزيد بن عبد الملك ولما قتل هرب وهو أستاذ حكم الوادي
وادي القصور في بلاد هذيل قال صخر الغي الهذلي يصف سحابا فأصبح ما بين وادي القصور حتى يلملم حوضا لقيفا
وادي القضيب واحد القضبان موضع كان فيه يوم من أيامهم

وادي موسى منسوب إلى موسى بن عمران عليه السلام وهو واد في قبلي بيت المقدس بينه وبين أرض الحجاز وهو واد حسن كثير الزيتون وإنما سمي وادي موسى لأنه عليه السلام لما خرج من التيه ومعه بنو إسرائيل كان معه الحجر الذي ذكره الله تعالى في القرآن كان إذا ارتحل حمله معه وخرج فإذا نزل ألقاه على الأرض فخرجت منه اثنتا عشرة عينا تتفرق على اثني عشر سبطا قد علم كل أناس مشربهم فلما وصل إلى هذا الوادي وعلم بقرب أجله عمد إلى ذلك الحجر فسمره في الجبل هناك فخرجت منه اثنتا عشرة عينا وتفرقت على اثنتي عشرة قرية كل قرية لسبط من الأسباط ثم مات موسى عليه السلام وبقي الحجر على أمره هناك وحدثني القاضي جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف أدام الله علوه أنه رآه هناك وأنه في قدر رأس العنز وأنه ليس في هذا الجبل شيء يشبهه
وادي المياه جمع ماء ذكر في المياه ووجدت في بعض التواريخ أن وادي المياه بسماوة كلب بين الشام والعراق وذكره الحفصي في نواحي اليمامة قال وأول ما يسقي جلاجل وادي المياه الذي يقول فيه الراعي ردوا الجمال وقالوا إن موعدكم وادي المياه وأحساء به برد واستقبلت سربهم هيف يمانية هاجت تراعي وحاد خلفهم غرد وقال عبد الله بن الدمينة يعرض ببنت عم له ألا يا حمى وادي المياه قتلتني أباحك لي قبل الممات مبيح رأيتك غض النبت مرتطب الثرى يحوطك شجاع عليك شحيح كأن مدوف الزعفران بجنبه دم من ظباء الواديين ذبيح ولي كبد مقروحة من يبيعني بها كبدا ليست بذات قروح أبى الناس ويح الناس لا يشترونها ومن يشتري ذا علة بصحيح
وادي النمل الذي خاطب سليمان عليه السلام النمل فيه قيل هو بين جيرين وعسقلان
وادي هبيب بضم الهاء وفتح الباء الموحدة وياء ساكنة وباء أخرى هو بالمغرب ينسب إلى هبيب ابن مغفل صحابي رووا عنه حديثا واحدا وهو حديث ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أن أسلم أبا عمران أخبره عن هبيب بن مغفل قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من جره خيلاء يعني إزاره وطئه في النار
وادي يكلا من نواحي صنعاء باليمن
الواديين هكذا وجدته والصواب الواديان إلا أن يكون نزل منزلة الأندرين ونصيبين وهي بلدة في جبال السراة بقرب مدائن لوط وإياها عنى المجنون في قوله أحب هبوط الواديين وإنني لمستهزأ بالواديين غريب وباليمن من أعمال زبيد كورة عظيمة لها دخل واسع يقال لها الواديان
واذار بالذال المعجمة وآخره راء من قرى أصبهان
واذنان بكسر الذال المعجمة ونونين أيضا من قرى أصبهان ينسب إليها الشيخ العارف محمد بن أحمد بن عمر روى عنه يوسف الشيرازي

واردات جمع واردة موضع عن يسار طريق مكة وأنت قاصدها وقال أبو عبيد السكوني الربائع عن يسار سميراء وواردات عن يمينها سمر كلها وبذلك سميت سميراء ويوم واردات معروف بين بكر وتغلب قتل فيه بحير بن الحارث بن عباد بن مرة فقال المهلهل أليلتنا بذي حسم أنيري إذا أنت انقضيت فلا تحوري فإن يك بالذنائب طال ليلي فقد أبكي من الليل القصير فإني قد تركت بواردات بجيرا في دم مثل العبير هتكت به بيوت بني عباد وبعض الغشم أشفى للصدور وقال ابن مقبل ونحن القائدون بواردات ضباب الموت حتى ينجلينا
واران بعد الألف راء وآخره نون من قرى تبريز على فرسخ منها ينسب إليها الفقيه المظفر بن أبي الخير بن إسماعيل الواراني تفقه بالموصل على أبي المظفر محمد بن علوان بن مهاجر وببغداد على ابن فضلان وكان معيدا بالمدرسة ببغداد وصنف كتبا
وازذ بالزاي الساكنة والذال معجمة ويقال ويزد من قرى سمرقند
وازواز بزايين معجمتين قال أحمد بن محمد الهمذاني بنهاوند موضع يقال له وازواز البلاعة هو حجر كبير فيه ثقب يكون فتحه أكثر من شبر يفور منه الماء كل يوم فيخرج وله صوت عظيم وخرير هائل فيسقي أراضي كثيرة ثم يتراجع حتى يدخل ذلك الثقب وينقطع وذكر ابن الكلبي أن هذا الحجر مطلسم بسبب الماء لا يخرج إلا وقت الحاجة إليه ثم يغور إذا استغني عنه وقيل إن الفلاح يجيء إليه وقت حاجته إلى الماء فيقف إزاء الثقب ثم ينقره بالمر دفعة أو دفعتين فيفور الماء بدوي شديد فإذا سقى ما يريد وبلغ منه حاجته تراجع إلى الثقب وغار فيه إلى وقت الحاجة إليه قال وهذا مشهور بالناحية ينظر إليه كل من أحب ذلك وأراده قلت وهذا مما لنا فيه مرتاب
واسط في عدة مواضع نبدأ أولا بواسط الحجاج لأنه أعظمها وأشهرها ثم نتبعها الباقي فأول ما نذكر لم سميت واسطا ولم صرفت فأما تسميتها فلأنها متوسطة بين البصرة والكوفة لأن منها إلى كل واحدة منهما خمسين فرسخا لا قول فيه غير ذلك إلا ما ذهب إليه بعض أهل اللغة حكاية عن الكلبي أنه كان قبل عمارة واسط هناك موضع يسمى واسط قصب فلما عمر الحجاج مدينته سماها باسمها والله أعلم قال المنجمون طول واسط إحدى وسبعون درجة وثلثان وعرضها اثنتان وثلاثون درجة وثلث وهي في الإقليم الثالث قال أبو حاتم واسط التي بنجد والجزيرة يصرف ولا يصرف وأما واسط البلد المعروف فمذكر لأنهم أرادوا بلدا واسطا أو مكانا واسطا فهو منصرف على كل حال والدليل على ذلك قولهم واسطا بالتذكير ولو ذهب به إلى التأنيث لقالوا واسط قالوا وقد يذهب به مذهب البقعة والمدينة فيترك صرفه وأنشد سيبويه في ترك الصرف منهن أيام صدق قد عرفت بها أيام واسط والأيام من هجرا ولقائل أن يقول إنه لم يرد واسط هذه فيرجع إلى

ما قاله أبو حاتم قال الأسود وأخبرني أبو الندى قال إن للعرب سبعة أواسط واسط نجد وهو الذي ذكره خداش بن زهير حيث قال عفا واسط كلاؤه فمحاضره إلى حيث نهيا سيله فصدائره وواسط الحجاز وهو الذي ذكره كثير فقال أجدوا فأما أهل عزة غدوة فبانوا وأما واسط فمقيم وواسط الجزيرة قال الأخطل كذبتك عينك أم رأيت بواسط غلس الظلام من الرباب خيالا وقال أيضا عفا واسط من أهل رضوى فنبتل فمجتمع الحرين فالصبر أجمل وواسط اليمامة وهو الذي ذكره الأعشى وواسط العراق قال وقد نسيت اثنين وأول أعمال واسط من شرقي دجلة الصلح ومن الجانب الغربي زرفامية وآخر أعمالها من ناحية الجنوب البطائح وعرضها الخيثمية المتصلة بأعمال باروسما وعرضها من ناحية الجانب الشرقي عند أعمال الطيب وقال يحيى بن مهدي بن كلال شرع الحجاج في عمارة واسط في سنة 48 وفرغ منها في سنة 86 فكان عمارتها في عامين في العام الذي مات فيه عبد الملك بن مروان ولما فرغ منها كتب إلى عبد الملك إني اتخذت مدينة في كرش من الأرض بين الجبل والمصرين وسميتها واسطا فلذلك سمي أهل واسط الكرشيين وقال الأصمعي وجه الحجاج الأطباء ليختاروا له موضعا حتى يبني فيه مدينة فذهبوا يطلبون ما بين عين التمر إلى البحر وجولوا العراق ورجعوا وقالوا ما أصبنا مكانا أوفق من موضعك هذا في خفوف الريح وأنف البرية وكان الحجاج قبل اتخاذه واسطا أراد نزول الصين من كسكر وحفر بها نهر الصين وجمع له الفعلة ثم بدا له فعمر واسطا ثم نزل واحتفر النيل والزاب وسماه زابا لأخذه من الزاب القديم وأحيا ما على هذين النهرين من الأرضين ومصر مدينة النيل وقال قوم إن الحجاج لما فرغ من حروبه استوطن الكوفة فآنس منهم الملال والبغض له فقال لرجل ممن يثق بعقله امض وابتغ لي موضعا في كرش من الأرض أبني فيه مدينة وليكن على نهر جار فأقبل ملتمسا ذلك حتى سار إلى قرية فوق واسط بيسير يقال لها واسط القصب فبات بها واستطاب ليلها واستعذب أنهارها واستمرأ طعامها وشرابها فقال كم بين هذا الموضع والكوفة فقيل له أربعون فرسخا قال فإلى المدائن قالوا أربعون فرسخا قال فإلى الأهواز قالوا أربعون فرسخا قال فللبصرة قالوا أربعون فرسخا قال هذا موضع متوسط فكتب إلى الحجاج بالخبر ومدح له الموضع فكتب إليه اشتر لي موضعا أبني فيه مدينة وكان موضع واسط لرجل من الدهاقين يقال له داوردان فساومه بالموضع فقال له الدهقان ما يصلح هذا الموضع للأمير فقال لم فقال أخبرك عنه بثلاث خصال تخبره بها ثم الأمر إليه قال وما هي قال هذه بلاد سبخة البناء لا يثبت فيها وهي شديدة الحر والسموم وإن الطائر لا يطير في الجو إلا ويسقط لشدة الحر ميتا وهي بلاد أعمار أهلها قليلة قال فكتب بذلك إلى الحجاج فقال هذا رجل يكره مجاورتنا فأعلمه أنا سنحفر بها الأنهار ونكثر من البناء والغرس فيها ومن الزرع حتى تعذو وتطيب وأما

قوله إنها سبخة وإن البناء لا يثبت فيها فسنحكمه ثم نرحل عنه فيصير لغيرنا وأما قلة أعمار أهلها فهذا شيء إلى الله تعالى لا إلينا وأعلمه أننا نحسن مجاورتنا له ونقضي ذمامه بإحساننا إليه قال فابتاع الموضع من الدهقان وابتدأ في البناء في أول سنة 38 واستتمه في سنة 86 ومات في سنة 59
وحدث علي بن حرب الموصلي عن أبي البختري وهب عن عمرو بن كعب بن الحارث الحارثي قال سمعت خالي يحيى بن الموفق يحدث عن مسعدة بن صدقة العبدي قال أنبأنا عبد الله بن عبد الرحمن حدثنا سماك بن حرب قال استعملني الحجاج بن يوسف على ناحية بادوريا فبينما أنا يوما على شاطىء دجلة ومعي صاحب لي إذا أنا برجل على فرس من الجانب الآخر فصاح باسمي واسم أبي فقلت ما تشاء فقال الويل لأهل مدينة تبنى ههنا ليقتلن فيها ظلما سبعون ألفا كرر ذلك ثلاث مرات ثم أقحم فرسه في دجلة حتى غاب في الماء فلما كان من قابل ساقني القضاء إلى ذلك الموضع فإذا أنا برجل على فرس فصاح بي كما صاح في المرة الأولى وقال كما قال وزاد سيقتل من حولها ما يستقل الحصى لعددهم ثم أقحم فرسه في الماء حتى غاب قال وكانوا يرون أنها واسط وما قتل الحجاج فيها وقيل إنه أحصي في محبس الحجاج ثلاثة وثلاثون ألف إنسان لم يحبسوا في دم ولا تبعة ولا دين وأحصى من قتله صبرا فبلغوا مائة وعشرين ألفا ونقل الحجاج إلى قصره والمسجد الجامع أبوابا من الزندورد والدوقرة ودير ماسرجيس وسرابيط فضج أهل هذه المدن وقالوا قد غصبتنا على مدائننا وأموالنا فلم يلتفت إلى قولهم قالوا وأنفق الحجاج على بناء قصره والجامع والخندقين والسور ثلاثة وأربعين ألف ألف درهم فقال له كاتبه صالح بن عبد الرحمن هذه نفقة كثيرة وإن احتسبها لك أمير المؤمنين وجد في نفسه قال فما نصنع قال الحروب لها أجمل فاحتسب منها في الحروب بأربعة وثلاثين ألف ألف درهم واحتسب في البناء تسعة آلاف ألف درهم قال ولما فرغ منه وسكنه أعجبه إعجابا شديدا فبينما هم ذات يوم في مجلسه إذ أتاه بعض خدمه فأخبره أن جارية من جواريه وقد كان مائلا إليها قد أصابها لمم فغمه ذلك ووجه إلى الكوفة في إشخاص عبد الله بن هلال الذي يقال له صديق إبليس فلما قدم عليه أخبره بذلك فقال أنا أحل السحر عنها فقال له افعل فلما زال ما كان بها قال الحجاح ويحكم إني أخاف أن يكون هذا القصر مختصرا فقال له أنا أصنع فيه شيئا فلا ترى ما تكرهه فلما كان بعد ثلاثة أيام جاء عبد الله بن هلال يخطر بين الصفين وفي يده قلة مختومة فقال أيها الأمير تأمر بالقصر أن يمسح ثم تدفن هذه القلة في وسطه فلا ترى فيه ما تكرهه أبدا فقال الحجاج له يا ابن هلال وما علامة ذلك قال أن يأمر الأمير برجل من أصحابه بعد آخر من أشداء أصحابه حتى يأتي على عشرة منهم فليجهدوا أن يستقلوا بها من الأرض فإنهم لا يقدرون فأمر الحجاج محضره بذلك فكان كما قال ابن هلال وكان بين يدي الحجاج مخصرة فوضعها في عروة القلة ثم قال بسم الله الرحمن الرحيم إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش ثم شال القلة فارتفعت على المخصرة فوضعها ثم فكر منكسا رأسه ساعة ثم التفت إلى عبد الله بن هلال فقال له خذ قلتك والحق بأهلك قال ولم قال إن هذا القصر سيخرب بعدي وينزله غيري ويختفر محتفر فيجد هذه القلة فيقول لعن الله الحجاج إنما كان

يبدأ أمره بالسحر قال فأخذها ولحق بأهله قالوا وكان ذرع قصره أربعمائة في مثلها وذرع مسجد الجامع مائتين في مائتين وصف الرحبة التي تلي صف الحدادين ثلاثمائة في ثلاثمائة وذرع الرحبة التي تلي الجزارين والحوض ثلاثمائة في مائة والرحبة التي تلي الإضمار مائتين في مائة وكان محمد بن القاسم مقلد الهند والسند فأهدى إلى الحجاج فيلا فحمل من البطائح في سفينة فلما صار بواسط أخرج في المشرعة التي تدعى مشرعة الفيل فسميت به إلى الساعة ولما فرغ الحجاج من بناء واسط أمر بإخراج كل نبطي بها وقال لا يدخلون مدينتي فإنهم مفسدة فلما مات دخلوها عن قريب وذكر الحجاج عند عبد الوهاب الثقفي بسوء فغضب وقال إنما تذكرون المساوي أوما تعلمون أنه أول من ضرب درهما عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله وأول من بنى مدينة بعد الصحابة في الإسلام وأول من اتخذ المحامل وأن امرأة من المسلمين سبيت بالهند فنادت يا حجاجاه فاتصل به ذلك فجعل يقول لبيك لبيك وأنفق سبعة آلاف ألف درهم حتى افتتح الهند واستنقذ المرأة وأحسن إليها واتخذ المناظر بينه وبين قزوين وكان إذا دخن أهل قزوين دخنت المناظر إن كان نهارا وإن كان ليلا أشعلوا نيرانا فتجرد الخيل إليهم فكانت المناظر متصلة بين قزوين وواسط فكانت قزوين ثغرا حينئذ
وأما قولهم تغافل واسطي قال المبرد سألت الثوري عنه فقال إن الحجاج لما بناها قال بنيت مدينة في كرش من الأرض كما قدمنا فسمي أهلها الكرشيين فكان إذا مر أحدهم بالبصرة نادوا يا كرشي فتغافل عن ذلك ويري أنه لا يسمع أو أن الخطاب ليس معه ولقد جاءني بخوارزم أحد أعيان أدبائها وسألني عن هذا المثل وقال لي قد أطلت السؤال عنه والتفتيش عن معنى قولهم تغافل واسطي فلم أظفر به ولم يكن لي في ذلك الوقت به علم حتى وجدته بعد ذلك فأخبرته ثم وضعته أنا ههنا ورأيت أنا واسطا مرارا فوجدتها بلدة عظيمة ذات رساتيق وقرى كثيرة وبساتين ونخيل يفوت الحصر وكان الرخص موجودا فيها من جميع الأشياء ما لا يوصف بحيث أني رأيت فيها كوز زبد بدرهمين واثنتي عشرة دجاجة بدرهم وأربعة وعشرين فروجا بدرهم والسمن اثنا عشر رطلا بدرهم والخبر أربعون رطلا بدرهم واللبن مائة وخمسون رطلا بدرهم والسمك مائة رطل بدرهم وجميع ما فيها بهذه النسبة وممن ينسب إليها خلف بن محمد بن علي ابن حمدون أبو محمد الواسطي الحافظ صاحب كتاب أطراف أحاديث صحيحي البخاري ومسلم حدث عن أحمد بن جعفر القطيعي والحسين بن أحمد المديني وأبي بكر الإسماعيلي وغيرهم روى عنه الحاكم أبو عبد الله وأبو نعيم الأصبهاني وغيرهما وأنشدني التنوخي للفضل الرقاشي يقول تركت عيادتي ونسيت بري وقدما كنت بي برا حفيا فما هذا التغافل يا ابن عيسى أظنك صرت بعدي واسطيا وأنشدني أحمد بن عبد الرحمن الواسطي التاجر قال أنشدني أبو شجاع بن دواس القنا لنفسه يا رب يوم مر بي في واسط جمع المسرة ليله ونهاره مع أغيد خنث الدلال مهفهف قد كاد يقطع خصره زناره وقميص دجلة بالنسيم مفرك كسر تجر ذيوله أقطاره

وأنشدني أيضا لأبي الفتح المانداني الواسطي عرج على غربي واسط إنني دائي الدوي بها وفرط سقامي وطني وما قضيت فيه لبانتي ورحلت عنه وما قضيت مرامي وقال بشار بن برد يهجو واسطا على واسط من ربها ألف لعنة وتسعة آلاف على أهل واسط أيلتمس المعروف من أهل واسط وواسط مأوى كل علج وساقط نبيط وأعلاج وخوز تجمعوا شرار عباد الله من كل غائط وإني لأرجو أن أنال بشتمهم من الله أجرا مثل أجر المرابط وقال غيره يهجوهم يا واسطيين اعلموا أنني بذمكم دون الورى مولع ما فيكم كلكم واحد يعطي ولا واحدة تمنع وقال محمد بن الأجل هبة الله بن محمد بن الوزير أبي المعالي بن المطلب يلقب بالجرد يذكر واسطا للهواسط ما أشهى المقام بها إلى فؤادي وأحلاه إذا ذكرا لا عيب فيها ولله الكمال سوى أن النسيم بها يفسو إذا خطرا وواسط أيضا قرية متوسطة بين بطن مر ووادي نخلة ذات نخيل قال لي صديقنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود النجار كنت ببطن مر فرأيت نخلا عن بعد فسألت عنه فقيل لي هذه قرية يقال لها واسط وقال بعض شعراء الأعراب يذكر واسطا في بلادهم ألا أيها الصمد الذي كان مرة تحلل سقيت الأهاضيب من صمد ومن وطن لم تسكن النفس بعده إلى وطن في قرب عهد ولا بعد ومنزلتي دلقاء من بطن واسط ومن ذي سليل كيف حالكما بعدي تتابع أمطار الربيع عليكما أما لكما بالمالكية من عهد وواسط أيضا قرية مشهورة ببلخ قال إبراهيم بن أحمد السراج حدثنا محمد بن إبراهيم المستملي بحديث ذكره محمد بن محمد بن إبراهيم الواسطي واسط بلخ قال أبو إسحاق المستملي في تاريخ بلخ نور بن محمد بن علي الواسطي واسط بلخ وبشير بن ميمون أبو صيفي من واسط بلخ عن عبيد المكتب وغيره حدث عنه قتيبة وقال أبو عبيدة في شرح قول الأعشى في مجدل شيد بنيانه يزل عنه ظفر الطائر مجدل حصن لبني السمين من بني حنيفة يقال له واسط
واسط أيضا قرية بحلب قرب بزاعة مشهورة عندهم وبالقرب منها قرية يقال لها الكوفة
وواسط أيضا قرية بالخابور قرب قرقيسيا وإياها عنى الأخطل فيما أحسب لأن الجزيرة منازل تغلب عفا واسط من أهل رضوى فنبتل وواسط أيضا بدجيل على ثلاثة فراسخ من بغداد قال الحافظ أبو موسى سمعت أبا عبدالله يحيى بن

أبي علي البناء ببغداد حدثني القاضي أبو عبد الله محمد ابن أحمد بن شاده الأصبهاني ثم الواسطي واسط دجيل على ثلاثة فراسخ من بغداد ومحمد بن عمر بن علي العطار الحربي ثم الواسطي واسط دجيل روى عن محمد بن ناصر السلامي روى عنه جماعة منهم محمد بن عبد الغني بن نقطة
واسط الرقة كان أول من استحدثها هشام بن عبد الملك لما حفر الهني والمري قال أبو الفضل قال أبو علي صاحب تاريخ الرقة سعيد بن أبي سعيد الواسطي واسم أبيه مسلمة بن ثابت خراساني سكن واسط الرقة وكان شيخا صالحا حدث أبوه مسلمة عن شريك وغيره قال أبو علي سمعت الميمون يقول ذكروا أن الزهري لما قدم واسط الرقة عبر إليه سبعة من أهل الرقة وذكر قصة وواسط هذه قرية غربي الفرات مقابل الرقة وقال أبو حاتم واسط بالجزيرة فهي هذه أو التي بقرقيسيا أو غيرها قال كثير عزة سألت حكيما أين شطت بها النوى فخبرني ما لا أحب حكيم أجدوا فأما آل عزة غدوة فبانوا وأما واسط فمقيم فما للنوى لا بارك الله في النوى وعهد النوى عند الفراق ذميم شهدت لئن كان الفؤاد من النوى معنى سقيما إنني لسقيم فإما تريني اليوم أبدي جلادة فإني لعمري تحت ذاك كليم وما ظعنت طوعا ولكن أزالها زمان بنا بالصالحين غشوم فواحزني لما تفرق واسط وأهل التي أهذي بها وأحوم قال محمد بن حبيب واسط هذه بناحية الرقة قاله في شرح ديوان كثير وأنا أرى أنه أراد واسط التي بالحجاز أو بنجد بلا شك ولكن علينا أن ننقل عن الأئمة ما يقولونه والله أعلم وقال ابن السكيت في قول كثير أيضا فإذا غشيت لها ببرقة واسط فلوى لبينة منزلا أبكاني قال واسط بين العذيبة والصفراء وواسط أيضا من منازل بني قشير لبني أسيدة وهم بنو مالك بن سلمة بن قشير وأسيدة وحعيدة من بني سعد بن زيد مناة وبنو أسيدة يقولون هي عربية
وواسط أيضا بمكة وذكر محمد بن إسحاق الفاكهي في كتاب مكة قال واسط قرن كان أسفل من جمرة العقبة بين المأزمين فضرب حتى ذهب قال ويقال له واسط لأنه بين الجبلين اللذين دون العقبة قال وقال بعض المكيين بل تلك الناحية من بركة القسري إلى العقبة تسمى واسط المقيم ووقف عبد المجيد بن أبي رواد بأحمد بن ميسرة على واسط في طريق منى فقال له هذا واسط الذي يقول فيه كثير عزة
وأما واسط فمقيم وقد ذكر وقال ابن إدريس قال الحميدي واسط الجبل الذي يجلس عنده المساكين إذا ذهبت إلى منى قاله في شرح قول عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمي في قصيدته التي أولها كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا

ولم يتربع واسطا وجنوبه إلى المنحنى من ذي الأراكة حاضر وأبدلنا ربي بها دار غربة بها الجوع باد والعدو محاصر قال السهيلي في شرح السيرة قال الفاكهي يقال إن أول من شهده وضرب فيه قبة خالصة مولاة الخيزران
وواسط أيضا بالأندلس بليدة من أعمال قبرة قال ابن بشكوال أحمد بن ثابت بن أبي الجهم الواسطي ينسب إلى واسط قبرة سكن قرطبة يكنى أبا عمر روى عن أبي محمد الأصيلي وكان يتولى القراءة عليه حدث عنه أبو عبد الله بن ديباج ووصفه بالخير والصلاح قال ابن حبان توفي الواسطي في جمادى الآخرة سنة 734 وكف بصره
وواسط أيضا قرية كانت قبل واسط في موضعها خربها الحجاج وكانت واسط هذه تسمى واسط القصب وقد ذكرتها مع واسط الحجاج قال ابن الكلبي كان بالقرب من واسط موضع يسمى واسط القصب هي التي بناها الحجاج أولا قبل أن يبني واسط هذه التي تدعى اليوم واسطا ثم بنى هذه فسماها واسطا بها
وواسط أيضا قرية قرب مطيراباذ قرب حلة بني مزيد يقال لها واسط مرزاباذ قال أبو الفضل أنشدنا أبو عبد الله أحمد الواسطي واسط هذه القرية قال أنشدنا أبو النجم عيسى بن فاتك الواسطي من هذه القرية لنفسه من قصيدة يمدح بعض العمار وما على قدره شكرت له لكن شكري له على قدري لأن شكري السهى وأنعمه ال بدر وأين السهى من البدر وواسط أيضا قال العمراني واسط مواضع في بلاد بني تميم وهي التي أرادها ذو الرمة بقوله غربي واسط نها ومجت في الكثيب الأباطح وقال ابن دريد واسط مواضع بنجد ولعلها التي قبلها والله أعلم
وواسط أيضا قرية في شرقي دجلة الموصل بينهما ميلان ذات بساتين كثيرة
وواسط أيضا قرية بالفرج من نواحي الموصل بين مرق وعين الرصد أو بين مرق والمجاهدية فإني نسيت هذا المقدار
وواسط أيضا باليمن بسواحل زبيد قرب العنبرة التي خرج منها علي بن مهدي المستولي على اليمن
واسم السين مهملة جبل بين الدهنج والمندل من أرض الهند قيل إن آدم وحواء هبطا عليه
واشجرد بالشين المفتوحة والجيم وراء ساكنة ودال مهملة من قرى ما وراء النهر قال الإصطخري إذا جزت الختل والوخش إلى نواحي واشجرد والقواديان على جيحون
وواشجرد مدينة نحو الترمذ وشومان أصغر منها ويرتفع من واشجرد وشومان إلى قرب الصغانيان زعفران كثير يحمل إلى سائر الآفاق
واشلة من أرض اليمامة لبني ضور بن رزاح
واضع بالضاد المعجمة مخلاف باليمن
واعقة موضع وفي الجمهرة وعقة
واقرة بالقاف جبل باليمن فيه حصن يقال له الهطيف
واقس بالقاف والسين مهملة موضع بنجد عن ابن دريد
واقصة بكسر القاف والصاد مهملة موضعان والواقصة بمعنى الموقوصة كما قالوا آشرة بمعنى مأشورة

وقال ابن السكيت الوقص دق العنق والوقص قصر العنق والوقص صغار العيدان والدواب إذا سارت في رؤوس الآكام وقصتها أي كسرت رؤوسها بقوائمها قال هشام واقصة وشراف ابنتا عمرو بن معتق بن زمر من بني عبيل بن عوض بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام
وواقصة منزل بطريق مكة بعد القرعاء نحو مكة وقبل العقبة لبني شهاب من طيء ويقال لها واقصة الحزون وهي دون زبالة بمرحلتين وإنما قيل لها واقصة الحزون لأن الحزون أحاطت بها من كل جانب والمصعد إلى مكة ينهض في أول الحزن من العذيب في أرض يقال لها البيضة حتى يبلغ مرحلة العقبة في أرض يقال لها البسيطة ثم يقع في القاع وهو سهل ويقال زبالة أسهل منه فإذا جاوزت ذلك استقبلت الرمل فأول رمل تلقاها يقال لها الشيحة قال الأعشى ألا تقنى حياءك أو تناهى بكاؤك مثل ما يبكي الوليد أريت القوم نارك لم أغمض بواقصة ومشربنا زرود ولم أر مثل موقدها ولكن لأية نظرة زهر الوقود وقال الخضل بن عبيد ولما بدا للعين واقصة الغضا تزاورت إن الخائف المتزاور ألام إذا حنت قلوصي من الهوى وما لي ذنب أن تحن الأباعر يقولون لا تنظر وقاك بلية بلى كل ذي عينين لا بد ناظر وقال يعقوب واقصة أيضا ماء لبني كعب ومن قال واقصات فإنما جمعها بما حولها على عادة العرب في مثل ذلك وواقصة أيضا بأرض اليمامة قال الحفصي واقصة هي ماء في طرف الكرمة وهي مدفع ذي مرخ وفيه يقول عمار بذي مرخ لولا ظغائن خشنت معاتب ما بين النفوس صديق
واقف موضع في أعالي المدينة
واقم بالقاف الموقوم المحزون وقد وقمه الأمر إذا رده عن إربه وحاجته وواقم أطم من آطام المدينة كأنه سمي بذلك لحصانته ومعناه أنه يرد عن أهله وحرة واقم إلى جانبه نسبت إليه وقال شاعرهم يذكر حضير الكتائب وكان قبل يوم بغاث فلو كان حيا ناجيا من حمامه لكان حضير يوم أغلق واقما
الواقوصة واد بالشام في أرض حوران نزله المسلمون أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه على اليرموك لغزو الروم وقال القعقاع بن عمرو ألم ترنا على اليرموك فزنا كما فزنا بأيام العراق قتلنا الروم حتى ما تساوي على اليرموك مفروق الوراق فضضنا جمعهم لما استحالوا على الواقوصة البتر الرقاق غداة تهافتوا فيها فصاروا إلى أمر تعضل بالذواق وفي كتاب أبي حذيفة أن المسلمين أوقعوا بالمشركين يوما باليرموك قال فشد خالد في سرعان الناس وشد المسلمون معه يقتلون كل قتلة فركب بعضهم

بعضا حتى انتهوا إلى أعلى مكان مشرف على أهوية فأخذوا يتساقطون فيها وهم لا يبصرون وهو يوم ذو ضباب وقيل كان ذلك بالليل وكان آخرهم لا يعلم بما صار إليه الذي قبله حتى سقط فيها ثمانون ألفا فما أحصوا إلا بالقضيب وسميت هذه الأهوية بالواقوصة من يومئذ حتى اليوم لأنهم واقصوا فيها فلما أصبح المسلمون ولم يروا الكفار ظنوا أنهم قد كمنوا لهم حتى أخبروا بأمرهم ورحل الروم وتبعهم المسلمون يقتلون فيهم وكانت الكسرة للروم
واكنة حصن باليمن في مخلاف ريمة
والبة بالباء الموحدة موضع بأذربيجان
الوالجة وأظنها ولوالج بعينها مدينة بطخارستان وهي مدينة مزاحم بن بسطام
الوالجة من قرى اليمامة وهي نخيلات لبني عبيد بن ثعلبة من بني حنيفة وهي من حجر اليمامة
والس قال أحمد الأصبهاني سمعت أبا العباس محمد بن القاسم بن محمد الثعالبي الوالسي من سكان أصبهان يقول سمعت علي بن القاسم الخطيب الوالسي بها فذكر حكاية عن ابن السكيت
واقية قال أبو الحسن محمد بن أحمد المقري راوية المتنبي يرد على رجل في رسالة رد فيها على المتنبي قال في خطبتها وذكر من صنفها له قال وقوله لا زال في واقية من الله باقية وهذا دعاء يستعمله عوام بغداد كالملاحين والمكرين وغيرهم وكانت الديلم أول ما دخلت بغداد إذا دعي لأحدهم بهذا الدعاء حرد وزجر الداعي له به وقال إنما واقية جبل عندنا بديلمان أو يقولون بجيلان وهذا يدعو أن يقع علي ويبقى
والع بالعين المهملة قال الحازمي موضع وقرية بوالغ التي تجيء بعده
والغ بالغين المعجمة من ولغ يلغ فهو والغ وهو موضع شرب السبع اسم جبل بين الأحساء واليمامة وقال الحفصي والغ فلاة بين هجر واليهماء وأنشد إذا قطعنا والغا والسبسبا ذكرت من ربعة قيلا مرجبا وخير بئر عندنا ومشربا قال وربعة حانوية كانت بالأحساء وسمي به هجر فكأنه والغ في مائها وقال أبو عمرو دخلنا والغين ثم قال ونبك والغين بالبحرين
والغين اسم واد قال الأغلب العجلي ونحن هبطنا بطن والغينا
وانبة بكسر النون ثم باء موحدة من إقليم لبلة بالأندلس
وانشريش بالنون وشينين معجمتين وراء بينهما ثم ياء جبل بين مليانة وتلمسان من نواحي المغرب ينسب إليه محمد بن عبد الله الوانشريشي الذي أعان محمد بن تومرت على أمره يوم قام بدعوة عبد المؤمن وله معه قصص
وان بالنون قلعة بين خلاط ونواحي تفليس من عمل قاليقلا يعمل فيها البسط وقال نصر وان أوله واو بعدها ألف ساكنة موضع أظنه يمانيا عن الحفصي وابن السكيت
واهب اسم جبل لبني سليم قال بشر بن أبي خازم أي المنازل بعد الحي تعترف أم هل صباك وقد حكمت مطرف أم ما بكاؤك في أرض عهدت بها عهدا فأخلف أم في أيها تقف

كأنها بعد عهد العاهدين بها بين الذنوب وحزمعي واهب صحف وقال تميم بن مقبل سل الدار عن جنبي حبر وواهب إلى ما رأى هضب القليب المضيح
وايل باللام قال أبو الفضل قرية على ثلاثة فراسخ من سجستان منها الحافظ أبو نصر عبد الله بن سعيد الوايلي السجزي المقيم بالحرم صاحب التصانيف والتخاريج سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن سعد الحبال بمصر يقول خرج أبو نصر على أكثر من مائة شيخ ما بقي منهم غيري قال وسألته يوما أيهما أحفظ أبو نصر السجزي أم أبو عبد الله الصوري فقال كان أبو نصر أحفظ من خمسين ستين مثل الصوري
الوايلية من مياه بني العجلان في جوف عماية جبل
وايه خرد واد قرب نهاوند كانت عنده وقعة فتردى فيها العجم فكان أحدهم إذا وقع فيها قال وايه خرد فسميت بهذا الاسم كذا ذكره صاحب الفتوح وقال القعقاع بن عمرو ألا ابلغ أسيدا حيث سارت ويممت بما لقيت منا جموع الزمازم غداة هووا في واي خرد فأصبحوا تعودهم شهب النسور القشاعم قتلناهم حتى ملأنا شعابهم وقد أفعم اللهب الذي بالصرائم وقد ذكرها في موضع آخر من شعره فقال ويوم نهاوند شهدت فلم أخم وقد أحسنت فيه جميع القبائل عشية ولى الفيرزان موايلا إل جبل آب حذار القواصل فأدركه منا أخو الهيج والندى فقطره عند ازدحام العوامل وأشلاؤهم في واي خرد مقيمة تنوبهم عيس الذئاب العواسل
باب الواو والباء وما يليهما
وبار مبني مثل قطام وحذام يجوز أن يكون من الوبر وهو صوف الإبل والأرانب وما أشبهها أو من التوبير وهو محو الأثر والنسبة إليها أباري على غير قياس عن السهيلي وقال أهل السير هي مسماة بوبار بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام انتقل إليها وقت تبلبلت الألسن فابتنى بها منزلا وأقام به وهي ما بين الشحر إلى صنعاء أرض واسعة زهاء ثلثمائة فرسخ في مثلها وقال الليث وبار أرض كانت من محال عاد بين رمال يبرين واليمن فلما هلكت عاد أورث الله ديارهم الجن فلم يبق بها أحد من الناس وقال محمد بن إسحاق وبار أرض يسكنها النسناس وقيل هي بين حضرموت والسبوب وفي كتاب أحمد بن محمد الهمذاني وفي اليمن أرض وبار وهي فيما بين نجران وحضرموت وما بين بلاد مهرة والشحر وكان وبار وصحار وجاسم بني إرم فكانت وبار تنزل وبار وجاسم الحجاز ووبار بلادهم المنسوبة إليهم وهي ما بين الشحر إلى تخوم صنعاء وكانت أرض وبار أكثر الأرضين خيرا وأخصبها ضياعا وأكثرها مياها وشجرا وثمرا فكثرت بها القبائل حتى شحنت بها أرضهم وعظمت أموالهم فأشروا وبطروا وطغوا وكانوا قوما جبابرة ذوي أجسام فلم يعرفوا حق نعم الله تعالى

فبدل الله خلقهم وجعلهم نسناسا للرجل والمرأة منهم نصف رأس ونصف وجه وعين واحدة ويد واحدة ورجل واحدة فخرجوا على وجوههم يهيمون في تلك الغياض إلى شاطىء البحر يرعون كما ترعى البهائم وصار في أرضهم كل نملة كالكلب العظيم تستلب الواحدة منها الفارس عن فرسه فتمزقه ويقال إن ذا القرنين وجنوده دخلوا إلى هذه الأرض فاختلس النمل جماعة من أصحابه ويروى عن أبي المنذر هشام بن محمد أنه قال قرية وبار كانت لبني وبار وهم من الأمم الأولى منقطعة بين رمال بني سعد وبين الشحر ومهرة ويزعم من أتاها أنهم يهجمون على أرض ذات قصور مشيدة ونخل ومياه مطر وليس بها أحد ويقال إن سكانها الجن لا يدخلها إنسي إلا ضل قال الفرزدق ولقد ضللت أباك تطلب دارما كضلال ملتمس طريق وبار لا تهتدي أبدا ولو بعثت به بسبيل واردة ولا آثار ويزعم علماء العرب أن الله تعالى لما أهلك عادا وثمود أسكن الجن في منازلهم وهي أرض وبار فحمتها من كل من يريدها وأنها أخصب بلاد الله وأكثرها شجرا ونخلا وخيرا وأعذبها عنبا وتمرا وموزا فإن دنا رجل منها عامدا أو غالطا حثا الجن في وجهه التراب وإن أبى إلا الدخول خبلوه وربما قتلوه وعندهم الإبل الحوشية وهي فيما يزعم العرب التي ضربت فيها إبل الجن وقال شاعر كأني على حوشية أو نعامة لها نسب في الطير أو هي طائر وفي كتاب أخبار العرب أن رجلا من أهل اليمن رأى في إبله ذات يوم فحلا كأنه كوكب بياضا وحسنا فأقره فيها حتى ضربها فلما ألقحها ذهب ولم يره حتى كان في العام المقبل فإنه جاء وقد نتج الرجل إبله وتحركت أولاده فيها فلم يزل فيها حتى ألقحها ثم انصرف وفعل ذلك ثلاث سنين فلما كان في الثالثة وأراد الانصراف هدر فتبعه سائر ولده ومضى فتبعه الرجل حتى وصل إلى وبار وصار إلى عين عظيمة وصادف حولها إبلا حوشية وحميرا وبقرا وظباء وغير ذلك من الحيوانات التي لا تحصى كثرة وبعضه أنس ببعض ورأى نخلا كثيرا حاملا وغير حامل والتمر ملقى حول النخل قديما وحديثا بعضه على بعض ولم ير أحدا فبينما هو واقف يفكر إذ أتاه رجل من الجن فقال له ما وقوفك ههنا فقص عليه قصة الإبل فقال له لو كنت فعلت ذلك على معرفة لقتلتك ولكن اذهب وإياك والمعاودة فإن هذا جمل من إبلنا عمد إلى أولاده فجاء بها ثم أعطاه جملا وقال له انج بنفسك وهذا الجمل لك فيقال إن النجائب المهرية من نسل ذلك الجمل ثم جاء الرجل وحدث بعض ملوك كندة بذلك فسار يطلب الموضع فأقام مدة فلم يقدر عليه وكانت العين عين وبار قال أبو زيد الأنصاري يقال تركته ببلد إصمت وتركته بملاحس البقر وتركته بمحارض الثعالب وتركته بهور ذابر وتركته بوحش إضم وتركته بعين وبار وتركته بمطارح البزاة وهذه كلها أماكن لا يدرى أين هي وقول النابغة فتحملوا رحلا كأن حمولهم دوم ببيشة أو نخيل وبار يدل على أنها بلاد مسكونة معروفة ذات نخيل وكان لدعيميص الرمل العبدي صرمة من الإبل فبينما هو ذات ليلة إذ أتاه بعير أزهر كأنه قرطاس

فضرب في إبله فنتجت قلاصا زهرا كالنجوم فلم يذلل منها إلا ناقة واحدة فاقتعدها فلما مضت عليه ثلاثة أحوال إذا هو ليلة بالفحل يهدر في إبله ثم انكفأ مرتدا في الوجه الذي أقبل منه فلم يبق من نجله شيء إلا تبعه إلا النويقة التي اقتعدها فأسف فقال لأموتن أو لأعلمن علمها فحمل معه زادا وبيض نعام فكان يدفنه في الرمل بعد أن يملأه ماء ثم تبع أثر الفحل والإبل حتى انتهى إلى وبار فهتف به هاتف انصرف فإنها ليست لك إنها نجل فحلنا ولك الناقة التي تحتك لتحرمك بنا واختر أن تكون أشعر العرب أو أنسبهم أو أدلهم فإنك تكون كما تختار فاختار أن يكون أدل العرب فكان كما اختار قال بعضهم وبوبار النسناس يقال إنهم من ولد النسناس بن أميم بن عمليق بن يلمع بن لاوذ بن سام وهم فيما بين وبار وأرض الشحر وأطراف أرض اليمن يفسدون الزرع فيصيدهم أهل تلك الأرض بالكلاب وينفرونهم عن زروعهم وحدائقهم وعن محمد بن إسحاق أن النسناس خلق في اليمن لأحدهم يد واحدة ورجل واحدة وكذلك العين وسائر ما في الجسد وهو يقفز برجله قفزا شديدا ويعدو عدوا منكرا ومن أحاديث أهل اليمن أن قوما خرجوا لاقتناص النسناس فرأوا ثلاثة منهم فأدركوا واحدا فأخذوه وذبحوه وتوارى اثنان في الشجر فلم يقفوا لهما على خبر فقال الذي ذبحه والله إن هذا لسمين أحمر الدم فقال أحد المستترين في الشجر إنه قد أكل حب الضرو وهو البطم وسمن فلم سمعوا صوته تبادروا إليه وأخذوه فقال الذي ذبح الأول والله ما أحسن الصمت هذا لو لم يتكلم ما عرفنا مكانه فقال الثالث فها أنا صامت لم أتكلم فلما سمعوا صوته أخذوه وذبحوه وأكلوا لحومهم وقال دغفل أخبرني بعض العرب أنه كان في رفقة يسير في رمل عالج قال فأضللنا الطريق ووقفنا إلى غيضة عظيمة على شاطىء البحر فإذا نحن بشيخ طويل له نصف رأس وعين واحدة وكذلك جميع أعضائه فلما نظر إلينا مر يركض كالفرس الجواد وهو يقول فررت من جور الشراة شدا إذ لم أجد من الفرار بدا قد كنت دهرا في شبابي جلدا فها أنا اليوم ضعيف جدا وروى الحسام بن قدامة عن أبيه عن جده قال كان لي أخ فقل ما بيده وأنفض حتى لم يبق له شيء فكان لنا بنو عم بالشحر فخرج إليهم يلتمس برهم فأحسنوا قراه وأكثروا بره وقالوا له يوما لو خرجت معنا إلى متصيد لنا لتفرجت قال ذاك إليكم وخرج معهم فلما أصحروا ساروا إلى غيضة عظيمة فأوقفوه على موضع منها ودخلوها يطلبون الصيد قال فبينما أنا واقف إذ خرج من الغيضة شخص في صورة الإنسان له يد واحدة ورجل واحدة ونصف لحية وفرد عين وهو يقول الغوث الغوث الطريق الطريق عافاك الله ففزعت منه ووليت هاربا ولم أدر أنه الصيد الذي يذكرونه قال فلما جازني سمعته يقول وهو يعدو غدا القنيص فابتكر بأكلب وقت السحر لك النجا وقت الذكر ووزر ولا وزر أين من الموت المفر حذرت لو يغني الحذر

هيهات لن يخطي القدر من القضا أين المفر فلما مضى إذا أنا بأصحابي قد جاؤوا فقالوا ما فعل الصيد الذي احتشناه إليك فقلت لهم أما الصيد فلم أره ووصفت لهم صفة الذي مر بي فضحكوا وقالوا ذهبت بصيدنا فقلت يا سبحان الله أتأكلون الناس هذا إنسان ينطق ويقول الشعر فقالوا وهل أطعمناك منذ جئتنا إلا من لحمه قديدا وشواء فقلت ويحكم أيحل هذا قالوا نعم إن له كرشا وهو يجتر فلهذا يحل لنا قلت ولهذه الأخبار أشباه ونظائر في أخبارهم والله أعلم بحق ذلك من باطله
الوبار بكسر أوله موضع في قول بشر بن أبي خازم وأدنى عامر حيا إلينا عقيل بالمرانة والوبار وقيل هو اسم قبيلة
وبال باللام ماء لبني عبس قال مساور فدى لبني هند غداة لقيتهم بجو وبال النفس والأبوان وقال مضرس بن ربعي من أبيات رأى القوم في ديمومة مدلهمة شخاصا تمنوا أن تكون فحالا فقالوا سيالات يرين فلم نكن عهدنا بصحراء الثوير سيالا فلما رأينا أنهن ظعائن تيممن شرجا واجتنبن وبالا لحقنا ببيض مثل غزلان عاسم يجرفن أرطى كالنعام وضالا
الوباءة موضع في وادي نخلة اليمانية عنده يكون مجتمع حاج البحرين واليمن وعمان والخط
وبرة بالتحريك بلفظ واحد وبر الثعالب والجمال من قرى اليمامة بها أخلاط من تميم وغيرهم ورواه الحفصي وبرة بسكون الباء الموحدة قال هو واد فيه نخل باليمامة
وبذة بالفتح ثم السكون وذال معجمة مدينة من أعمال شنت برية بالأندلس
وبذى مدينة بالأندلس قرب طليطلة
وعبرة بالسكون والوبرة دويبة غبراء على قدر السنور حسنة العينين شديدة الحياء تكون بالغور عف ووبرة اسم قرية على عين ماء تخر من جبل آرة وهي قرية ذات نخيل من أعراض المدينة جاء ذكرها في حديث أهبان الأسلمي أنه يسكن يين بياءين وهي من بلاد أسلم من بلاد خزاعة بينما هو يرعى بحرة الوبرة عدا الذئب على غنمه الحديث في أعلام النبوة وقال الحفصي وبرة واد فيه نخل ثم وبيرة يعني باليمامة
وبعان بفتح أوله وكسر ثانيه وعين مهملة وآخره نون بوزن ظربان والوباعة الاست ووباعة الصبي ما يتحرك من يافوخه لرقته اسم قرية على أكناف آرة وآرة جبل تقدم ذكره قال الشاعر فإن بخلص فالبريراء فالحشا فوكد إلى النهيين من وبعان جواذر من حسنى غذاء كأنها مها الرمل ذي الأرواح غير عوان جنن جنونا من بعول كأنها قرود تبارى في رياط يمان

باب الواو والتاء وما يليهما
الوتائر موضع في شعر عمر بن أبي ربيعة بين مكة والطائف قال لقد حببت نعم إلينا بوجهها مساكن ما بين الوتائر والنقع ومن أجل ذات الخال أعملت ناقتي أكلفها ذات الكلال مع الظلع
الوتدات بالفتح ثم الكسر ودال مهملة وآخره تاء كأنه جمع وتدة إشارة إلى تأنيث البقعة والوتد معروف رمال بالدهناء ويوم الوتدات يوم معروف بين نهشل وهلال بن عامر قال الأصمعي وبأعلى مبهل المجيمر وكتفيه جبال يقال لها الوتدات لبني عبد الله بن غطفان وبأعاليه أسفل من الوتدات أبارق إلى سندها رمل يسمى الأثوار
الوتدة واحدة التي قبلها موضع بنجدوقيل بالدهناء منها وليلة الوتدة لبني تميم على بني عامر بن صعصعة قتلوا ثمانين رجلا من بني هلال وما أظنها إلا التي قبلها وإنما تلك جمعت
الوتر بضم أوله وسكون التاء وآخره راء كأنه جمع وتر أو وتيرة وهي من صفات الأرض قاله الأصمعي ولم يحده وباليمامة واديان أحدهما العرض والآخر الوتر خلف العرض مما يلي الصبا ومطلع ينصب من مهب الشمال إلى مهب الجنوب وعلى شفيره الموضع المعروف بالبادية والمحرقة وفيه نخل وركي قال الأعشى شاقتك من قتلة أطلالها بالشط والوتر إلى حاجر وقرأت في نسخة مقروءة على ابن دريد من شعر الدنقشي الوتر بكسر الواو وكذلك قرأته في كتاب الحفصي وقال شط الوتر وهو مكان منزل عبيد بن ثعلبة وفيه الحصن المعروف بمعنق بنية جديس وطسم وهو الذي تحصن فيه عبيد بن ثعلبة حين اختط حجرا والوتر أيضا قرية بحوران من عمل دمشق بها مسجد ذكروا أن موسى بن عمران عليه السلام سكن ذلك الموضع وبه موضع عصاه في الصخر
الوتر بفتح أوله وثانيه شبه الوترة من الأنف وهي صلة ما بين المنخرين هو جبل لهذيل على طريق القادم من اليمن إلى مكة به ضيعة يقال لها المطهر لقوم من بني كنانة
ووتر موضع فيه نخيلات من نواحي اليمامة قاله الحفصي وأنشد يذودها عن زغري بوتر صفائح الهند وفتيان غير والزغري نوع من التمر
الوتران موضع في بلاد هذيل قال أبو جندب فلا والله أقرب بطن ضيم ولا الوترين ما نطق الحمام رأيتهما إذا خمصا أكبا على البيت المجاور والحرام وقال أبو بثينة الباهلي جلبناهم على الوترين شدا على أستاههم وشل غزير أراد بالوشل السلح
الوتير بفتح أوله وكسر ثانيه وياء وراء قال الأصمعي الوتيرة الأرض ولم يحدها والوتيرة الوردة الصغيرة والوتيرة المداومة على الشيء والوتير بغير هاء اسم ماء بأسفل مكة لخزاعة بالراء وربما قاله بعض المحدثين الوتين بالنون في

قول عمرو بن سالم الخزاعي يخاطب رسول الله صلى الله عليه و سلم يا رب إني ناشد محمدا حلف أبيه وأبينا الأتلدا فانصر هداك الله نصرا أعتدا إن قريشا أخلفوك الموعدا ونقضوا ميثاقك المؤكدا وزعموا أن لست أدعوا أحدا وهم أذل وأقل عددا هم بيتونا بالوتير هجدا وقتلونا ركعا وسجدا وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم لما صالح قريشا عام الحديبية أدخل خزاعة في حلفه ودخلت كنانة في حلف قريش فبغت كنانة على خزاعة وساعدتها قريش فذلك كان سبب نقض الصلح وفتح مكة وكانت الوقعة بين كنانة وخزاعة في سنة سبع من الهجرة فقال بديل بن عبد مناة تعاقد قوم يفخرون ولم تدع لهم سيدا يندوهم غير نافل أمن خيفة القوم الألى تزدريهم تجير الوتير خائفا غير آيل وقال أبو سهم الهذلي ولم يدعوا بين عرض الوتير وبين المناقب إلا الذئابا وقالوا في تفسيره الوتير ما بين عرفة إلى أدام وقال أهبان بن لغط بن عروة بن صخر بن يعمر ابن نفاثة بن عدي بن الدئل من كنانة ألا أبلغ لديك بني قريم مغلغلة يجيء بها الخبير فردوا لي الموالي ثم حلوا مرابعكم إذا مطر الوتير
باب الواو والثاء المثلثة وما يليهما
الوثيج بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد الياء المثنا من تحتها موضع قال عمرو بن الأهتم يصف ناقته مرت دوين حياض الماء فانصرفت عنه وأعجلها أن تشرب الفرق حتى إذا ما أفاءت واستقام لها جزع الوثيج بالراحات والرفق
باب الواو والجيم وما يليهما
وج بالفتح ثم التشديد والوج في اللغة عيدان يتداوى بها قال أبو منصور وما أراه عربيا محضا والوج السرعة والوج القطا والوج النعام وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن آخر وطأة لله يوم وج وهو الطائف وأراد بالوطأة الغزاة ههنا وكانت غزاة الطائف آخر غزوات النبي صلى الله عليه و سلم وقيل سميت وجا بوج بن عبد الحق من العمالقة وقيل من خزاعة وقد ذكرت خبرها مستقصى في الطائف قال أبو الصلت والد أمية يصفها نحن المبنون في وج على شرف تلقى لنا شفعا منه وأركانا إنا لنحن نسوق العير آونة بنسوة شعث يزجين ولدانا وما وأدنا حذار الهزل من ولد فيها وقد وأدت أحياء عدنانا ويانع من صنوف الكرم عنجدنا منه ونعصره خلا ولذانا

قد اد هأمت وأمست ماؤها غدق يمشي معا أصلها والفرع ابانا إلى خضارم مثل الليل متجئا فوما وقضبا وزيتونا ورمانا فيها كواكب مثلوج مناهلها يشفي الغليل بها من كان صديانا ومقربات صفون بين أرحلنا تخالها بالكماة الصيد قضبانا وقال عروة بن خزام أحقا يا حمامة بطن وج بهذا النوح إنك تصدقينا غلبتك بالبكاء لأن ليلي أواصله وإنك تهجعينا وإني إن بكيت بكيت حقا وإنك في بكائك تكذبينا فلست وإن بكيت أشد شوقا ولكني أسر وتعلنينا فنوحي يا حمامة بطن وج فقد هيجت مشتاقا حزينا وقال كعب بن مالك الأنصاري قضينا من تهامة كل إرب بخيبر ثم أغمدنا السيوفا نسائلها ولو نطقت لقالت قواطعهن دوسا أو ثقيفا فلست لمالك إن لم نزركم بساحة داركم منا ألوفا وننتزع العروش عروش وج وتصبح دوركم منا خلوفا
وجر بفتح أوله وسكون ثانيه وراء الوجر أن توجر ماء أو دواء في وسط حلق الصبي والوجر الخوف ووجر جبل بين أجإ وسلمى
ووجر أيضا قرية بهجر
وجرة بالفتح ثم السكون وهو واحد الذي قبله أو تأنيثه وقال الأصمعي وجرة بين مكة والبصرة بينها وبين مكة نحو أربعين ميلا ليس فيها منزل فهي مرب للوحش وقيل حرة ليلى ووجرة والسي مواضع قرب ذات عرق ببلاد سليم قاله السكري في قول جرير حييت لست غدا لهن بصاحب بحزيز وجرة إذ يخدن عجالا وقال بعض العشاق أرواح نعمان هلا نسمة سحرا وماء وجرة هلا نهلة بفمي وقال وجرة دون مكة بثلاث ليال وقال محمد بن موسى وجرة على جادة البصرة إلى مكة بإزاء الغمر الذي على جادة الكوفة منها يحرم أكثر الحاج وهي سرة نجد ستون ميلا لا تخلو من شجر ومرعى ومياه والوحش فيها كثير قال أبو عبيد الله السكوني وجرة منزل لأهل البصرة إلى مكة بينه وبين مكة مرحلتان ومنه إلى بستان ابن عامر ثم إلى مكة وهو من تهامة قال أعرابي وفي الجيرة الغادين من بطن وجرة غزال أحم المقلتين ربيب فلا تحسبي أن الغريب الذي نأى ولكن من تنأين عنه غريب وقال بعض الأعراب أتبكي على نجد وريا ولن ترى بعينيك ريا ما حييت ولا نجدا

ولا مشرفا ما عشت أبقار وجرة ولا واطئا من تربهن ثرى جعدا ولا واجدا ريح الخزامى تسوقها رياح الصبا تعلو دكادك أو وهدا تبدلت من ريا وجارات بيتها قرى نبطيات تسمنني مردا ألا أيها البرق الذي بات يرتقي ويجلو دجى الظلماء ذكرتني نجدا وهيجتني من أذرعات وما أرى بنجد على ذي حاجة طربا بعدا ألم تر أن الليل يقصر طوله بنجد وتزداد الرياح به بردا
وجرى بالفتح بوزن سكرى تأنيث وجران من أوجرته الماء أو اللبن إذا صببته في حلقه هي مدينة قريبة من أرمينية شديدة البرد
وجمة بفتح أوله وسكون ثانيه والوجم حجارة مركبة بعضها فوق بعض على رؤوس القور والآكام وهي أغلظ وأطول في السماء من الأروم وحجارتها عظام كحجارة الصبرة ولو اجتمع ألف رجل لم يحركوها قال ابن السكيت وجمة جانب فعرى وفعرى جبل أحمر تدفع شعابه في غيقة من أرض ينبع قال كثير عزة أجدت خفوفا من جنوب كتانة إلى وجمة لما استحرت حرورها
وجمى ذو وجمى بالتحريك في شعر كثير عزة حيث قال أقول وقد جاوزن أعلام ذي دم وذي وجمى أو دونهن الدوانك تأمل كذا هل ترعوي وكأنما موائج شيزى أمرحتها الدوامك
وجه الحجر عقبة قرب جبيل على ساحل بحر الشام
وجه نهار حكى ثعلب عن ابن الأعرابي في قول الربيع بن زياد الفزاري يوم قتل مالك بن زهير العبسي من كان مسرورا بمقتل مالك فليأت نسوتنا بوجه نهار قال وجه نهار موضع ولم يقله غيره وقالوا وجه النهار أوله
باب الواو والحاء وما يليهما
وحا مقصور وهو العجلة من أودية العلاة باليمامة
وحاظة بضم الواو والظاء معجمة وقد يقال أحاظة بالألف وهو اسم لقبيلة وهو أحاظة بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ نسب إليهم مخلاف باليمن ينسب إليه الفقيه زيد بن الحسن الغابش الوحاظي صنف كتابا وسماه التهذيب ومنها عيسى بن إبراهيم الربعي صاحب كتاب نظام الغريب في اللغة
الوحاف جمع الوحفاء وقذ ذكر فيما بعد موضع تقدم شاهده في القهر
وح بالفتح ثم التشديد والوح الوتد يقال هو أفقر من وح وهو الوتد وقال المفضل هو اسم رجل فقير ضرب به المثل وقال اللحياني وح زجر للبقر وقت سوقها وقال الحازمي وح ناحية بعمان

وحدة من مخاليف اليمن
وحفاء بالفتح ثم السكون والفاء والمد قالوا الوحفاء الحمراء من الأرض وقيل الوحفاء أرض فيها حجارة سود وليست بحرة جمعها وحافي وهو اسم موضع بعينه في زعم الأديبي
الوحيدان معناه معلوم بمعنى الواحدة كأنه فاق ما حوله أو كأنه مفرد لا ماء حوله قال أبو منصور الوحيدان ماءان في بلاد قيس معروفان وأنشد غيره لابن مقبل فأصبحن من ماء الوحيدين نقرة بميزان رعم إذ بدا ضدوان نقرة أي وبيا قال الأزدي وكان خالد يقول الوحيدان بالحاء وبعضهم بالجيم الوجيدان وصدوان بالصاد
الوحيد بفتح أوله وهو واحد الذي قبله ذكره ذو الرمة فقال ألا يا دار مية بالوحيد كأن رسومها قطع البرود قال السكري الوحيد نقا بالدهناء لبني ضبة قاله في شرح قول جرير أساءلت الوحيد وجانبيه فما لك لا يكلمك الوحيد أخالد قد علقتك بعد هند فبلتني الخوالد والهنود فلا بخل فيوئس منك بخل ولا جود فينفع منك جود دنونا ما علمت فما أويتم وباعدنا فما نفع الصدود وذكر الحفصي مسافة ما بين اليمامة والدهناء ثم قال وأول جبل بالدهناء يقال له الوحيد وهو ماء من مياه بني عقيل يقارب بلاد بني الحارث بن كعب
الوحيدة مؤنثه الذي قبله من أعراض المدينة بينها وبين مكة قال ابن هرمة أدار سليمى بالوحيدة فالغمر أبيني سقاك القطر من منزل قفر عن الحي أنى وجهوا والنوى لها مغير بعوديه قوى مرة شزر
وحيف بالفتح ثم الكسر قال أبو عمرو الوحاف من الأرضين ما وصل بعضه ببعض والوحيف مثل الوصيف وهو الصوت وهو موضع كانت تلقى فيه الجيف بمكة
باب الواو والخاء وما يليهما
وخاب بالفتح ثم التشديد وآخره باء موحدة علم مرتجل مهمل بالعربية بلد وراء بلاد الختل وهي للترك يقع منها المسك والرقيق وبها معادن فضة غزيرة وذهب وبين وخاب والتبت شيء قريب
وخدة بالفتح ثم السكون ودال مهملة وهاء والوخد سعة الخطو في المشي قرية من قرى خيبر الحصينة
الوخراء من مياه بني نمير بأرض الماشية في غربي اليمامة
وخش بالفتح ثم السكون والشين معجمة وهي كلمة عجمية ومأخذها من العربية وهو أن الوخش رذالة الشيء لا يثنى ولا يجمع يقال امرأة وخش ورجل وخش وقوم وخش ووخش بلدة من نواحي بلخ من ختلان وهي كورة متصلة بختل

حتى تجعلان كورة واحدة وهي على نهر جيحون وهي كورة واسعة كثيرة الخيرات طيبة الهواء وبها منازل الملوك ونعم واسعة ينسب إليها أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن جعفر الوخشي الأديب الحافظ سافر في طلب الحديث وسمع بخراسان من أصحاب الأصم وببغداد أبا عمر عبد الواحد بن مهدي الفارسي وبمصر أبا محمد عبد الرحمن بن عمر النحاس وبدمشق تمام بن محمد الرازي وغيرهم روى عنه عمر بن محمد السرخسي والقاضي عمر بن علي المحمودي والحافظ أبو بكر الخطيب توفي سنة 174 وقال هبة الله الأكفاني في حاشية الأصل مات أبو علي الحسن بن علي الوخشي سنة 546
وخفان بالفتح ثم السكون موضع عن ابن دريد وفيه نظر
وخشمان بالفتح ثم السكون وشين معجمة وآخره نون قرية على فرسخين من بلخ
باب الواو والدال وما يليهما
الوداع ثنية الوداع ذكرت في ثنية
وداعة مخلاف باليمن عن يمين صنعاء
ودان بالفتح كأنه فعلان من الود وهو المحبة ثلاثة مواضع أحدها بين مكة والمدينة قرية جامعة من نواحي الفرع بينها وبين هرشى ستة أميال وبينها وبين الأبواء نحو من ثمانية أميال قريبة من الجحفة وهي لضمرة وغفار وكنانة وقد أكثر نصيب من ذكرها في شعره فقال لسليمان بن عبد الملك أقول لركب قافلين عشية قفا ذات أوشال ومولاك قارب قفوا خبروني عن سليمان إنني لمعروفة من آل ودان راغب فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب وقرأت بخط كراع الهنائي على ظهر كتاب المنضد من تصنيفه قال بعضهم خرجت حاجا فلما جزت بودان أنشدت أيا صاحب الخيمات من بعد أرثد إلى النخل من ودان ما فعلت نعم فقال لي رجل من أهلها انظر هل ترى نخلا فقلت لا فقال هذا خطأ إنما هو النحل ونحل الوادي جانبه قال أبو زيد ودان من الجحفة على مرحلة بينها وبين الأبواء على طريق الحاج في غربيها ستة أميال وبها كان في أيام مقامي بالحجاز رئيس للجعفريين أعني جعفر بن أبي طالب ولهم بالفرع والسائرة ضياع كثيرة عشيرة وبينهم وبين الحسنيين حروب ودماء حتى استولى طائفة من اليمن يعرفون ببني حرب على ضياعهم فصاروا حربا لهم فضعفوا وينسب إلى ودان المدينة الصعب بن جثامة بن قيس بن عبد الله بن وهب بن يعمر بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر الليثي الوداني كان ينزلها فنسب إليها وهاجر إلى النبي صلى الله عليه و سلم حديثه في أهل الحجاز روى عنه عبد الله بن عباس وشريح بن عبيد الحضرمي ومات في خلافة أبي بكر
وودان أيضا جبل طويل بين فيد والجبلين خمسمائة بدري من أهل تلك البلاد وودان أيضا مدينة بإفريقية افتتحها عقبة بن عامر في سنة 46 أيام معاوية وينسب إليها أبو الحسن علي بن أبي إسحاق الوداني صاحب الديوان بصقلية له أدب وشعر ذكره ابن القطاع وأنشد له من يشتري مني النهار بليلة لا فرق بين نجومها وصحابي

دارت على فلك السماء ونحن قد درنا على فلك من الآداب دان الصباح ولا أتى وكأنه شيب أطل على سواد شباب وقال البكري ودان مدينة في جنوبي إفريقية بينها وبين زويلة عشرة أيام من جهة إفريقية ولها قلعة حصينة وللمدينة دروب وهي مدينتان فيهما قبيلتان من العرب سهميون وحضرميون فتسمى مدينة السهميين دلباك ومدينة الحضرميين بوصى وجامعهما واحد بين الموضعين وبين القبيلتين تنازع وتنافس يؤدي بهم ذلك مرارا إلى الحرب والقتال وعندهم فقهاء وقراء وشعراء وأكثر معيشتهم من التمر ولهم زرع يسير يسقونه بالنضح وبينها وبين مدينة تاجرفت ثلاثة أيام والطريق من طرابلس إلى ودان يسير في بلاد هوارة نحو الجنوب في بيوت من شعر وهناك قريات ومنازل إلى قصر ابن ميمون من عمل طرابلس ثم تسير ثلاثة أيام إلى صنم من حجارة مبني على ربوة يسمى كرزة ومن حواليه من قبائل البربر يقربون له القرابين ويستسقون به إلى اليوم ومنه إلى ودان ثلاثة أيام وكان عمرو بن العاص بعث إلى ودان بسر بن أبي أرطأة وهو محاصر لطرابلس فافتتحها في سنة 32 ثم نقضوا عهدهم ومنعوا ما كان قد فرضه بسر عليهم فخرج عقبة بن نافع بعد معاوية ابن حديج إلى المغرب في سنة 46 ومعه بسر بن أبي أرطاة وشريك بن سحيم حتى نزل بغدامس من سرت فخلف عقبة جيشه هناك واستخلف عليهم زهير بن قيس البلوي ثم سار بنفسه في أربعمائة فارس وأربعمائة بعير بثمانمائة قربة ماء حتى قدم ودان فافتتحها وأخذ ملكها فجدع أنفه فقال لم فعلت هذا وقد عاهدت المسلمين قال أدبا لك إذا مسست أنفك ذكرت فلم تحارب العرب واستخرج منها ما كان بسر فرض عليه وهو ثلثمائة وستون رأسا
ودج بالتحريك والجيم وهو عرق متصل من الرأس إلى المنخر
ودحان بالفتح ثم السكون والحاء مهملة وآخره نون يقال أودح الرجل إذا داخ وأقر بالباطل والذل وأودحت الإبل إذا سمنت اسم موضع
الوداء بالفتح وتشديد الدال والمد يجوز أن يكون من قولهم تودأت عليه الأرض فهي مودأة إذا غيبته وهذا كما قيل أحصن فهو محصن وأسهب فهو مسهب وأفلج فهو مفلج وليس في الكلام مثله يعني أن اللازم لا يبنى منه اسم مفعول وإن كانت هذه الأسماء قد تكون لازمة الأفعال ومتعدية وكلامه إنما هو في حال كونها لازمة وقياسه مفعل اسم الفاعل وهو موضع ذكر في برقة وداء
الودداء كأنه جمع ودود واد واسع يقال له بطن الودداء ويروى بفتح الواو
ود بالضم مصدر المودة قال ابن موسى ود موضع بتهامة وود لغة في ود اسم صنم كان لقوم نوح عليه السلام وكان لقريش صنم يدعونه ودا والضم قراءة نافع والأكثر على الفتح يذكر فيه
ود بالفتح لغة في الوتد ويجوز أن يكون منقولا عن الفعل الماضي ود يود قيل هو جبل في قول امرىء القيس وتري الود إذا ما أشجذت وتواريه إذا ما تعتكر وقيل هو جبل قرب جفاف الثعلبية وأما الصنم قال ابن جني همزة أد عندنا بدل من واو ود لإيثارهم معنى الود المودة كما سموا محبا محبوبا وحبابا

وحبيبا والإد الشيء المنكر لأنهم قالوا عبد ود وقالوا وددت الرجل أوده ودا وودادا وودادة فأكثر القراء وهم أبو عمرو وابن كثير وابن عامر وحمزة والكسائي وعاصم ويعقوب الحضرمي فإنهم قرأوا ودا بالفتح وتفرد نافع بالضم وهو صنم كان لقوم نوح عليه السلام وكان لقريش أيضا صنم اسنه ود ويقولون أد أيضا قال ابن حبيب ود كان لبني وبرة وكان بدومة الجندل وكانت سدانته لبني الفرافصة ابن الأحوص الكلبيين قال الشاعر حياك ود وإنا لا يحل له لهو النساء وإن الدين قد عزما قال أبو المنذر هشام بن محمد كان ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر أصنام قوم نوح وقوم إدريس عليهما السلام وانتقلت إلى عمرو بن لحي كما نذكره هنا قال أخبرني أبي عن أول عبادة الأصنام أن آدم عليه السلام لما مات جعله بنو شيث بن آدم في مغارة في الجبل الذي أهبط عليه بأرض الهند ويقال للجبل نوذ وهو أخصب جبل في الأرض يقال أمرع من نوذ وأجدب من برهوت وبرهوت واد بحضرموت قال فكان بنو شيث يأتون جسد آدم في المغارة ويعظمونه ويرحمون عليه فقال رجل من بني قابيل بن آدم يا بني قابيل إن لبني شيث دوارا يدورون حوله ويعظمونه وليس لكم شيء فنحت لهم صنما فكان أول من عمله وكان ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر قوما صالحين ماتوا في شهر فجزع عليهم أقاربهم فقال رجل من بني قابيل يا قوم هل لكم أن أعمل لكم خمسة أصنام على صورهم غير أني لا أقدر أن أجعل فيها أرواحا قالوا نعم فنحت لهم خمسة أصنام على صورهم فنصبها لهم فكان الرجل يأتي أخاه وعمه وابن عمه فيعظمه ويسعى حوله حتى ذهب ذلك القرن الأول وكانت عملت على عهد يرد بن مهلائيل بن قينان بن أنوس بن شيث بن آدم ثم جاء قرن آخر يعظمونهم أشد تعظيما من القرن الأول ثم جاء من بعدهم القرن الثالث فقالوا ما عظم أولونا هؤلاء إلا وهم يرجون شفاعتهم عند الله فعبدوهم وعظم أمرهم واشتد كفرهم فبعث الله إليهم إدريس عليه السلام وهو أخنوخ بن يرد بن مهلائيل بن قينان نبيا فنهاهم عن عبادتها ودعاهم إلى عبادة الله تعالى فكذبوه فرفعه الله مكانا عليا ولم يزل أمرهم يشتد فيها قال ابن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس حتى أدرك نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ فبعثه الله نبيا وهو يومئذ ابن أربعمائة سنة وثمانين سنة فدعاهم إلى الله تعالى في نبوته مائة وعشرين سنة فعصوه وكذبوه فأمره الله تعالى أن يصنع الفلك ففرغ منها وركبها وهو ابن ستمائة سنة وغرق من غرق ومكث بعد ذلك ثلثمائة وخمسين سنة فعلا الطوفان وطبق الأرض كلها وكان بين آدم ونوح ألفا سنة ومائتا سنة فأهبط ماء الطوفان هذه الأصنام من جبل نوذ إلى الأرض وجعل الماء بشدة جريه وعبابه ينقلها من أرض إلى أرض حتى قذفها إلى أرض جدة ثم نضب الماء وبقيت على شط جدة فسفت الريح عليها التراب حتى وارتها قال هشام إذا كان الصنم معمولا من خشب أو فضة أو ذهب على صورة إنسان فهو صنم وإن كان من حجارة فهو وثن قال هشام وكان عمرو بن لحي وهو ربيعة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن امرىء القيس بن مازن بن الأزد وهو أخو خزاعة وأمه فهيرة بنت الحارث بن مضاض الجرهمي كان قد غلب على مكة وأخرج منها جرهما وتولى سدانتها وكان كاهنا وكان له مولى من الجن يكنى أبا ثمامة فقال عجل المسير

والظعن من تهامة بالسعد والسلامة قال خبر ولا إقامة قال ائت ضف جدة تجد فيها أصناما معدة فأوردها تهامة ولا تهب وادع العرب إلى عبادتها تجب فأتى شط جدة فاستثارها ثم حملها حتى ورد تهامة وحضر الحج فدعا العرب إلى عبادتها قاطبة فأجابه عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة فدفع إليه ودا فحمله إلى وادي القرى وأقره بدومة الجندل وسمى ابنه عبد ود فهذا أول من سمى عبد ود ثم سمت العرب به بعده وجعل ابنه عامرا الذي يسمى عامر الأجدار سادنا له فلم يزل بنوه يسدنونه حتى جاء الإسلام وحدث هشام عن أبيه قال حدثني مالك بن حارثة الأجداري أنه رأى ودا قال وكان أبي يبعثني باللبن إليه فيقول لي اسقه إلهك قال فأشربه قال ثم رأيت خالد بن الوليد كسره جذاذا وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث خالدا من غزوة تبوك لهدمه فحال بينه وبين هدمه بنو عبد ود وبنو عامر الأجدار فقاتلهم حتى قتلهم وهدمه وكسره وكان فيمن قتل يومئذ رجل من بني عبد ود يقال له قطن بن شريح فأقبلت أمه فرأته مقتولا فأشارت تقول ألا تلك المودة لا تدوم ولا يبقى على الدهر النعيم ولا يبقى على الحدثان غفر له أم بشاهقة رؤوم ثم قالت يا جامعا جامع الأحشاء والكبد يا ليت أمك لم تولد ولم تلد ثم أكبت عليه فشهقت شهقة فماتت وقتل أيضا حسان بن مصاد ابن عم الأكيدر صاحب دومة الجندل ثم هدمه خالد رضي الله عنه قال ابن الكلبي فقلت لمالك بن حارثة صف لي ودا حتى كأني أنظر إليه قال تمثال رجل كأعظم ما يكون من الرجال قد دثر عليه أي نقش عليه حلتان متزر بحلة ومرتد بأخرى عليه سيف قد تنكب قوسا وبين يديه حربة فيها لواء ووفضة أي جعبة فيها نبل فهذا حديث ود وروي عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال رفعت إلى النار فرأيت عمرو بن لحي رجلا أحمر أزرق قصيرا يجر قصبه في النار قلت من هذا فقيل عمرو بن لحي أول من بحر البحيرة ووصل الوصيلة وسيب السائبة وحمى الحامي وغير دين إبراهيم عليه السلام ودعا العرب إلى عبادة الأوثان فقال أشبه بنيه به قطن بن عبد العزى فوثب قطن وقال يا رسول الله أيضرني شبهه شيئا قال عليه الصلاة و السلام لا أنت مسلم وهو كافر هذا كله عن ابن الكلبي وههنا انتقاد وذلك أنهم قالوا إن أول من دعا العرب إلى عبادة الأوثان عمرو بن لحي وقد ذكر فيما تقدم أن ودا سلمه إلى عوف بن عذرة بن زيد اللات وقد ذكرنا في اللات عنه أن زيد اللات سمي باللات التي كانوا يعبدونها فهو أقدم من ود والله أعلم
ودعان فعلان من ودع يدع من الدعة لا من الترك فإنه لا يقال ودعه إنما يقال تركه وإن كان قد جاء فإنه قليل في قوله ليت شعري عن خليلي ما الذي غالبه في الحب حتى ودعه

وهو موضع قرب ينبع قال العجاج في بيض ودعان مكان سي أي مستو وهو موصوف بكثرة البيض
ودقان بالفتح ثم السكون والقاف وبعد الألف نون يجوز أن يكون فعلان من الودق وهو المطر قليلا كان أو كثيرا أو من الوديقة وهي شدة الحر سميت وديقة لأنها ودقت على كل شيء أي وصلت أو من قولهم وديقة من بقل وعشب وهو موضع ذكر في الجمهرة
الودكاء بالفتح من الودك وهو الدهن والدسم رملة أو موضع بعينه قال ابن أحمر أم كنت تعرف أبياتا فقد جعلت أطلال إلفك بالودكاء تعتذر
الوديان أرض بمكة لها ذكر في المغازي
الوديك بالضم ثم الفتح وياء وكاف بلفظ التصغير موضع قال عبيد بن الأبرص وهل رام عن عهدي وديك مكانه إلى حيث يفضي سيل ذات المساجد
باب الواو والذال وما يليهما
وذار بالفتح وآخره راء من قرى سمرقند على أربعة فراسخ منها فيها منارة وجامع وحصن حسن وهي كبيرة كثيرة البساتين والزروع في سهل وجبل ومباخس ووذار وكس من قرى هذا الرستاق لقوم من بني بكر بن وائل يعرفون بالساعية كانت لهم ولاية وضيافات ومساع حسنة ينسب إليها من المتأخرين أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عبد الله بن الحسن بن صالح الخطيب السمرقندي ثم الوذاري مولده بوذار سنة 784 وأبو مزاحم سباع بن النضر بن مسعدة السكري الوذاري كان له معروف وأفضال سمع يحيى بن معين وعلي بن المديني روى عنه أبو عيسى الترمذي ومحمد بن إسحاق الحافظ السمرقندي وغيره توفي سنة 902
ووذار أيضا قرية بأصبهان
الوذ بالفتح وتشديد الذال كذا ضبطه ابن موسى موضع بتهامة أحسبه جبلا
وذرة بالفتح ثم السكون والراء من أقاليم أكشونية بالأندلس
وذفة بالتحريك قال ابن الأعرابي الوذفة بظارة المرأة والتوذف الإسراع في المشي والتبختر وهو اسم موضع عن ابن دريد
وذلان بالفتح ثم السكون وآخره نون من قرى أصبهان
وذنكاباذ بفتح أوله وثانيه وسكون النون ومعناه عمارة وذنك من قرى أصبهان ينسب إليها محمد بن إبراهيم بن عمر أبو بكر سبط هبة الله الوذنكاباذي المؤدب ومحمد بن علي بن محمد بن أحمد الوذنكاباذي أبو عبد الله حدث عن ابن الشيخ
باب الواو والراء وما يليهما
وراخ ناحية باليمن قال الصليحي ما اعتذاري وقد ملكت وراخا عن قراع العدى وقود الرعال
الورادة منزل في طريق مصر من الشام في وسط الرمل والماء الملح من أعمال الجفار فيها سوق للمتعيشين ومنازل لهم ومسجد ومبرجة الحمام يكتب ويعلق على أجنحتها ويرسل إلى مصر بالوارد والصادر وكانت قديما مدينة فيها سوق وجامع وفنادق وكان

برسمه عدة من الجند وأما الآن فكما حكينا فإنه بين تلال رمل موحشة وينسب إليها فيما أحسب أبو العلاء حمزة بن عمر بن خليف الورادي حدث بتنيس عن أبي محمد عبد الله بن يوسف بن نصر البغدادي سكن تنيس كتب عنه غيث الأرمنازي ونقله الحافظ ابن النجار من خطه
ورازان بالزاي وآخره نون قرية من قرى نسف
ورازون بعد الألف زاي ثم واو ونون موضع
الوراق بكسر أوله كذا ضبطه العمراني جمع الورقة مثل برقة وبراق والورقة السمرة وأما الوراق بفتح الواو فخضرة الأرض من الحشيش وليس من الورق اسم موضع
الوراقين هكذا وجدته في حال الابتداء وما أظنه إلا تثنية الذي قبله قال ابن مقبل رآها فؤادي أم خشف خلالها بقور الوراقين السراء المضيف السراء شيء يتخذ منه القسي والمضيف النابت
ورأليز بالفتح ثم السكون واللام مكسورة ثم ياء وزاي ويروى بالنون بلدة بينها وبين بلخ ثلاثة أيام وبين خلم يومان
ورام بالفتح قال العمراني بلد قريب من الري أهله شيعة
ورامين مثل الذي قبله وزيارة ياء ونون بليدة من نواحي الري قرب زامين متجاورتين في طريق القاصد من الري إلى أصبهان بينها وبين الري نحو ثلاثين ميلا ينسب إليها عتاب بن محمد بن أحمد بن عتاب أبو القاسم الرازي الوراميني الحافظ روى عن محمد بن محمد بن سليمان الباغندي وعبد الرحمن بن أبي حاتم وأبي القاسم البغوي وأبي العباس السراج وأبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وغيرهم روى عنه ابن بركان وابنه سلمة وكان حافظا صدوقا مات بعد سنة 013
وراوي بفتح أوله وبعد الألف واو مكسورة وياء خالصة بليدة طيبة كثيرة الخيرات والمياه في جبال أذربيجان بين أردبيل وتبريز وهي ولاية ابن بشكين أحد أمراء تلك النواحي رأيتها ورطلها ستة عشر رطلا بالعراقي وهو ألف درهم وثمانون درهما وبينها وبين أهر مرحلة
ورتنيس بالفتح ثم السكون وفتح التاء وكسر النون ثم ياء وسين مهملة حصن في بلاد سميساط وقيل إنه من قرى حران كانت بها وقعة لسيف الدولة بن حمدان قال أبو فراس وأوطأ حصني ورتنيس خيوله وقبلهما لم يقرع النجم حافر وورتنيس أيضا مدينة في بحر الجنوب من ناحية إفريقية من بلاد البربر وبها مملكة مداسة أمة من صنهاجة بعضهم كفار وبعضهم مسلمون والكفار منهم جاهلية يأكلون الميتة ويعظمون الشمس ومع ذلك يخافون من الظلم وهم يتزوجون في المسلمين وهم وأكثر المسلمين منهم همج وأموالهم المواشي
وورتنيس على شعبة من النيل مجاورة لبلاد السودان بينها وبين كوكو من السودان عشر مراحل
ورثال بالفتح ثم السكون وثاء مثلثة وآخره لام اسم الموضع الذي بنيت فيه قطيعة الربيع وسويقة غالب قبل بناء بغداد
ورثان بالفتح ثم السكون وآخره نون والسلفي يحرك الراء بلد هو آخر حدود أذربيجان بينه وبين

وادي الرس فرسخان وبين ورثان وبيلقان سبعة فراسخ وفي كتاب الفتوح كانت ورثان من أرض أذربيجان منظرة كمنظرتي وخش وأرشق اللتين اتخذتا حديثا أيام بابك فبناها مروان بن محمد بن مروان بن الحكم وأحيا أرضها وحصنها فصارت ضيعة له ثم صارت لأم جعفر زبيدة بنت جعفر بن المنصور فبنى وكلاؤها سورها ثم رم وجدد قريبا وكان الورثاني من مواليها قال ابن الكلبي ورثان هي أذربيجان قال الراعي صدقت معية نفسه فترحلا ورأى اليقين ولم يجد متعللا فطوى الجبال على رحالة بازل لا يشتكي أبدا لخف جندلا وغدا من الأرض التي لم يرضها واختار ورثانا عليها منزلا ينسب إليها أبو الفرج عبد الواحد بن بكر الورثاني الصوفي رحل في طلب الحديث وسمعه وروى عن الحافظ أبي بكر الإسماعيلي وغيره توفي سنة 273 وعلي بن السري بن الصقر بن حماد الورثاني أبو الحسن روى عن أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي وأبي بكر محمد بن القاسم الأصبهاني وجعفر بن عيسى الحلواني وأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد روى عنه ابن بلال وابن بركان قاله شيرويه
ورثين بالفتح ثم السكون وكسر الثاء المثلثة وياء ثم نون من قرى نسف بما وراء النهر ينسب إليها أبو الحارث أسد بن حمدويه بن سعيد الورثيني النسفي كان مكثرا من الحديث جماعا له سمع أبا عيسى الترمذي وإسحاق بن إبراهيم الدبري وبشر بن موسى الأسدي وغيرهم وهو مصنف كتاب البستان وغيره في مناقب نسف توفي غرة رجب سنة 513
ورجلان بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الجيم وآخره نون كورة بين إفريقية وبلاد الجريد ضاربة في البر كثيرة النخل والخيرات يسكنها قوم من البربر ومجانة واسم مدينة هذه الكورة فجوهه
وردان موضعان بالفتح وسكون ثانيه وآخره نون سوق وردان بمصر قد ذكر في الأسواق
ووادي وردان موضع آخر
وردانة هو تأنيث الذي قبله بالدال المهملة من قرى بخارى كذا ضبطه العمراني وحققه أبو سعد وينسب إليها إدريس بن عبد العزيز الورداني يروي عن عيسى بن موسى غنجار وغيره روى عنه ابنه أبو عمر
الوردانية وردان اسم رجل وهذه قرية منسوبة إليه
الورد بلفظ الورد من الزهر حصن حجارته حمر
الوردية مقبرة ببغداد بعد باب أبرز من الجانب الشرقي قريبة من باب الظفرية
ورذان بالفتح ثم السكون وذال معجمة وآخره نون قرية من قرى بخارى ينسب إليها أبو سعد همام بن إدريس بن عبد العزيز الورذاني يروي عن أبيه يروي عنه سهل بن شاذويه الباهلي
ورذانة بالذال المعجمة والنون من قرى أصبهان
ورز بالفتح ثم السكون وزاي موضع
ورزنين من أعيان قرى الري كالمدينة
ورسك بالفتح ثم السكون وسين مهملة وكاف
ورسنان بالفتح ثم السكون وفتح السين ونونان من قرى سمرقند

ورسنين بالفتح ثم السكون وفتح السين ثم نون وبعدها ياء ونون محلة بسمرقند
ورشة بالفتح ثم السكون وشين معجمة وهاء حصن من أعمال سرقسطة في غاية الحصانة والمكانة
ورعجن بالفتح ثم السكون وعين مهملة وجيم ثم نون من قرى نسف عن أبي سعد ووجدت في موضع آخر وزغجن بالزاي والغين معجمة من قرى ما وراء النهر ولا أدري أهي هي وأحدهما تصحيف أو غيرها
ورغسر بفتح أوله وثانيه وغين ساكنة وسين مهملة مفتوحة وراء من قرى سمرقند عندها مقاسم مياه الصغد وغيره وفيها كروم وضياع قد أزيل عنها الخراج وجعل عليها إصلاح تلك السكور ومع ذلك فليس بهذه القرية منبر
وراقان بالفتح ثم الكسر والقاف وآخره نون بوزن ظربان ويروى بسكون الراء قال جميل يا خليلي إن بثنة بانت يوم ورقان بالفؤاد سبيا والصواب ما أثبتناه في حديث أبي هريرة رضي الله عنه خير الجبال أحد والأشعر وورقان وهو جبل أسود بين العرج والرويثة على يمين المصعد من المدينة إلى مكة ينصب ماؤه إلى رئم قال نوفل بن عمارة بن الوليد أرى نزوات بينهن تفاوت وللدهر أحداث وذا حدثان أرى حدثا ميطان منقلع به ومنقطع من دونه ورقان قال عرام بن الأصبغ في أسماء جبال تهامة ولمن صدر من المدينة مصعدا أول جبل يلقاه من عن يساره ورقان وهو جبل عظيم أسود كأعظم ما يكون من الجبال ينقاد من سيالة إلى المتعشى بين العرج والرويثة ويقال للمتعشى الجي وفي ورقان أنواع الشجر المثمر وغير المثمر وفيه القرظ والسماق والخزم وفيه أوشال وعيون عذاب والخزم شجر يشبه ورقة ورق البردي وله ساق كساق النخلة تتخذ منه الارشية الجياد وسكان ورقان بنو أوس بن مزينة وهم أهل عمود وقال أبو سلمة يمدح الزبير إن السماح من الزبير محالف ما كان من ورقان ركن يافع فتحالفا لا يغدران بذمة هذا يجود به وهذا شافع
ورقود بفتح أوله وثانيه وقاف وآخره دال مهملة من قرى كرمينية من نواحي سمرقند
الورقة بلد باليمن من نواحي ذمار
الوركاء بالفتح ثم السكون وكاف وألف ممدودة موضع بناحية الروابي ولد به إبراهيم الخليل عليه السلام وهو من حدود كسكر قال ابن الكلبي لما فرق الله الألسن بعد نوح عليه السلام وكان اللسان سريانيا واحدا فأنطق الله فالج بن عابر بن شالخ بن أرفشخد بن سام بن نوح بكل لسان أنطق به أحدا منهم فتكلم بالألسن كلها وهو الذي قسم الأرض بين العرب وسكن العراق وكان هو الملك عليهم فلم يزل فالج وبنوه يتوارثون الألسن ويتكلمون بها قال والعراق أسفل كل أرض عراقها فكانوا في آخر جزيرة العرب وأدنى جزيرة العجم منازلهم الوركاء وكانوا أمة وسطا بين الناس لا ينسبونهم إلى أرض ولا إلى أمة وأرضهم العراق ولسانهم كل لسان

وهم من كل أحد ومع كل أحد تنتحلهم الأمم حتى انتهى ذلك إلى إبراهيم عليه السلام فتوله أو تقى له انتحال الخلق ويسمون بني فالج والصحيح أن الوركاء ما ذكر أولا قال سيف أول من قدم أرض فارس لقتال الفرس حرملة بن مريطة وسلمى بن القين فكانا من المهاجرين ومن صالحي الصحابة فنزلا أطد ونعمان والجعرانة في أربعة آلاف من بني تميم والرباب وكان بإزائهما النوشجان والفيومان بالوركاء فزحفوا إليهما فغلبوهما على الوركاء وغلبا على هرمزجرد إلى فرات بادقلى فقال في ذلك سلمى بن القين ألم يأتيك والأنباء تسري بما لاقى على الوركاء جان وقد لاقى كما لاقى صتيتا قتيل الطف إذ يدعوه ماني وقال حرملة بن مريطة شللنا ماه ميسان بن قاما إلى الوركاء تنفيه الخيول وجزنا ما جلوا عنه جميعا غداة تغيمت منها الجبول
وركان بالفتح ثم السكون وكاف وبعد الألف نون محلة بأصبهان نسب إليها جماعة من العلماء قال أبو الفضل منها شيخنا ذو النون المصري حدثنا عن أبي نعيم وعائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركاني امرأة عالمة واعظة روت عن أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة روت عنها أم الرضى ضوء بنت حمد بن علي الحبال وغيرها ماتت سنة 460
ووركان أيضا من قرى قاشان ينسب إليها أبو الحسن محمد بن الحسن بن الحسين الأديب الشاعر الوركاني كان يملي الحديث وابناه أبو المعالي محمد وأبو المحاسن مسعود قال أبو موسى ومحمد بن جعفر الوركاني بغدادي وليس من هاتين قيل إنها محلة بنيسابور ولا أعرف صحته
ووركان أيضا قرية من قرى همذان قيل خرج منها واعظ من المتأخرين
وركن بالفتح ثم السكون وكاف ثم نون ويقال وركى بوزن سكرى وقيل ذلك بكسر الواو وهي قرية من قرى بخارى ينسب إليها جماعة منهم أبو بكر محمد بن بكر بن خلف بن مسلم بن عباد الوركي المطوعي حدث عن إسحاق بن أحمد بن خلف وأحمد بن محمد بن عمر المنكدري وأبي نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الاستراباذي وغيرهم روى عنه المستغفري أبو العباس ومات في ربيع الآخر سنة 083
وركوه بالفتح ثم السكون وضم الكاف وسكون الواو وهاء خالصة معناه بالفارسية على الجبل وهو تعجيم أبرقوه وقد ذكرت
الوركة بفتح أوله وكسر ثانيه وكاف بلفظ تأنيث الورك وهو الفخذ رملة ويروى بسكون الراء بلفظ الذي بعده وهو موضع باليمامة عند الغزيز ماء لبني تميم وقال أبو زياد وذكر مواضع وجوا بالرمل من أرض اليمامة لبني ظالم من بني نمير ثم قال وبلاد بني ظالم هذه التي ذكرت لك من نخيلها ومياهها برملة تسمى الوركة في غربي اليمامة
وركة بالفتح ثم السكون وكاف من قرى بخارى
الورلة بالفتح ثم السكون ولام علم مرتجل غير منقول اسم لبئر في جوف الرمل لبني كلاب متوح ولا تسمى متوحا حتى تكون مطوية بالصخر

ورنتل بفتح أوله وثانيه وفتح التاء المثناة علم مرتجل اسم موضع عن ابن السكيت
ورنخل بفتح أوله وثانيه ونون ساكنة وخاء معجمة من قرى بخارى
ورندان من أشهر مدن مكران وأكبرها
ورور بفتح الواوين وسكون الراء حصن عظيم باليمن من جبال صنعاء في بلاد همدان استولى عليه عبد الله بن حمزة الزيدي في أيام سيف الإسلام طغتكين بن أيوب وأجاب دعوته خلق كثير من اليمن وتماسك في أيام سيف الإسلام فلما مات سيف الإسلام استفحل أمره وعظم شأنه وفتح حصونا منها الحقل وكوكبان والحقالية وشهارة وسحطة واستحدث هو حصن بنت نعم وهو عبد الله بن حمزة بن سليمان زعم أنه من ولد أحمد بن الحسين بن القاسم بن إسماعيل بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ورواة الأنساب يقولون إن أحمد بن الحسين لم يعقب وكان ذا لسان وعارضة وله تصانيف في مذهب الزيدية تصدى لها أهل اليمن يردونها عليه وأجابهم عنها وله أشعار يتداولها أهل اليمن يصف بها علو همته متشبها بصاحب الزنج منها ما أنشدني القاضي المفضل أبو الحجاج يوسف قال أنشدني بعض أهل اليمن له لا تحسبوا أن صنعا جل مأربتي ولا ذمار إذا شمت حسادي واذكر إذا شئت تشجيني وتطربني كر الجياد على أبواب بغداد وأنشدني أيضا وقال أنشدني رجل من أدباء اليمن لعبد الله بن حمزة أفيقا فما شغلي بسعدى ولا سوى ولا طلل أضحى كحاشية البرد ولا بغزال أغيد مهضم الحشا رضاب ثناياه ألذ من الشهد يميس كغصن البان لينا ووجهه سنا البدر في ليل من الشعر الجعد ولا بادكار اليعملات تقاذفت بها البيد من غوري تهامة أو نجد تؤم بهم شطر المحصب من منى طلائح أمثال الحنايا من الشد فلي عنهم شغل بقنية شيظم طويل الشظا عبل الشوى سابح نهد وتثقيف هندي وإعداد حربة وصقل حسام صارم مرهف الحد وكل دلاص نسج داود صنعها من الزرد الموضون قدر في السرد وكل طلاع الكف زوراء شطبة ترسل أسباب المنايا إلى الضد وقودي خميسا للخميس كأنه من البحر موج فاض بالبيض والجرد فكان اشتغالي يا عذولي بما ترى وتأليفهم من بطن واد ومن نجد
وره بفتح أوله وثانيه وهاء بلدة بنواحي طالقان
الوريعة بالفتح ثم الكسر ثم ياء وعين مهملة وهاء وهو الجبان وورعت الرجل عن الشيء مثل وزعته إذا كففته وأورعت بين الرجلين إذا حجزت وهذا أليق شيء باسم المكان كأنه حاجز بين الشيئين قال السكري في قول جرير

أيقيم أهلك بالستار وأصعدت بين الوريعة والمقاد حمول قال الوريعة حزم لبني فقيم بن جرير بن دارم وقال المرقش الأصغر واسمه ربيعة بن سفيان تبصر خليلي هل ترى من ظعائن خرجن سراعا واقتعدن المفائما تحملن من جو الوريعة بعدما تعالى النهار وانتجعن الصرائما تحلين ياقوتا وشذرا وصيغة وجزعا ظفاريا ودرا توائما سلكن القرى والجزع تحدى جمالهم ووركن قوا واجتزعن المخارما فآلى جناب حلفة فأطعته فنفسك ول اللوم إن كنت لائما كأن عليه تاج آل محرق بأن ضر مولاه وأصبح سالما
باب الواو والزاي وما يليهما
وزاغر بالفتح والغين معجمة وراء قرية من قرى سمرقند
وزدول بالفتح ثم السكون ودال مهملة وواو ولام من قرى جرجان
الوزوازة بالفتح ثم السكون وواو وبعد الألف زاي أخرى وهاء ماءة لكعب بن أبي بكر كانت تسمى جفر الفرس وقد مر في موضعه
وزوان أحسبها من قرى أصبهان
وزوالين من قرى طخارستان قرب بلخ
وزوين بالفتح ثم السكون وكسر الواو ثم ياء ونون من قرى بخارى
الوزيرة بلدة باليمن قرب تعز منها الفقيه عبد الله بن أسعد الوزيري صنف كتابا في شرح اللمع لأبي إسحاق الشيرازي سماه غاية الطلب والمأمول في شرح اللمع في الأصول وكان يسكن في ذي هزيم إلى آخر سنة 631
الوزيرية قريتان بمصر إحداهما في كورة الغربية والأخرى في كورة البحيرة
باب الواو والسين وما يليهما
وساع يجوز أن يكون معدولا عن واسع فيكون مبنيا على الكسر قرية من قرى عثر من ناحية اليمن
وسادة موضع في طريق المدينة من الشام في آخر جبال حوران ما بين يرفع وقراقر مات به الفقيه يوسف بن مكي بن يوسف الحارثي الشافعي أبو الحجاج إمام جامع دمشق وكان سمع أبا طالب الزينبي وغيره وكانت وفاته بهذا الموضع راجعا من الحج سنة 555 قاله ابن عساكر
وسافردر بالفاء وسكون الراء ودال مهملة ثم راء
الوسائد جمع وسادة ذات الوسائد موضع في بلاد تميم بأرض نجد قال متمم بن نويرة ألم تر أني بعد قيس ومالك وأرقم غياظ الذين أكايد وعمرو بوادي منعج إذ أجنه ولم أنس قبرا عند ذات الوسائد
الوسباء بالفتح ثم السكون وباء موحدة ماء لبني سليم في لحف أبلى وقد ذكرته وهو مرتجل

وسخاء بالفتح ثم السكون والخاء معجمة وألف ممدودة موضع في شعر لهم
وسسكر بالفتح والسين الثانية مهملة أيضا ساكنة وكاف مفتوحة قرية على سبعة فراسخ من جرجان ثم من رساتيق جردستان
وسطان موضع في قول الأعلم الهدلي بذلت لهم بذي وسطان شدي قال ويروى شوطان
وسط بفتح أوله وثانيه ويسكن أيضا قال ثعلب الفرق بين الوسط والوسط أن ما كان بين جزء من جزء مثل الحلقة من الناس والسبحة والعقد فهو وسط وما كان لا بين جزء من جزء فهو وسط مثل وسط الدار والراحة والبقعة وقد جاء في وسط التسكين وقال غيره الوسط بالتسكين يكون موضعا للشيء كقولك زيد وسط الدار إذا فتحت السين صار اسما لما بين طرفي كل شيء قال المبرد تقول وسط رأسك دهن يا فتى لأنك أخبرت أنه استقر في ذلك الموضع فأسكنت السين ونصبت لأنه ظرف وتقول في وسط رأسك صلب لأنه اسم غير ظرف ودارة وسط جبل عظيم على أربعة أميال من وراء ضرية وهي لبني جعفر وقال الأصمعي لبني جعفر رملة الشقراء شقراء وسط وشقراء جبل ووسط علم لبني جعفر قال بعضهم دعوت الله إذ شقيت عيالي ليرزقني لدى وسط طعاما فأعطاني ضرية خير أرض تمج الماء والحب التؤاما وقال الحفصي الوسط باليمامة نخل وفيه حصن يقال له حصن الورد وفيه يقول الأعشى شتان ما يومي على كورها ويوم حيان أخي جابر أرمي به البيداء ذا هجرة وأنت بين القرو والعاصر في منزل شيد بنيانه يزل عنه ظفر الطائر
وسقند بالفتح ثم السكون وفتح القاف وسكون النون ودال من قرى الري منها أبو القاسم الوسقندي مات في رجب سنة 713 وأبو حاتم محمد بن عيسى بن محمد بن سعيد الوسقندي الرازي الثقة الأمير توفي سنة 143 قال أبو حفص عمر بن أحمد النيسابوري كذا بلغني وفاته روى أبو حاتم عن عبد الرحمن بن أبي حاتم روى عنه أبو علي منصور بن عبد الله الذهلي وأبو الهيثم الكشميهني وروى عن أبي حاتم في حديث سمعنا عن أبي المظفر السمعاني بمرو قال أخبرتنا أمة الله بنت محمد بن أحمد النباذاني العارفة قراءة عليها بنباذان في جامعها قالت أخبرنا أبو سهل نجيب بن ميمون الواسطي بهراة قال أخبرنا أبو علي منصور بن عبد الله الذهلي أنبأنا أبو حاتم محمد بن عيسى بن محمد بن سعيد الوسقندي بالري أنبأنا أبو حاتم محمد بن إدريس بن المنذر بن مهران الحنظلي الرازي أنبأنا سليمان بن عبد الرحمن أنبأنا عيسى بن دوست عن أشعث عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب عليه الغسل
وسواس بلفظ الوسواس من الشيطان اسم جبل أو موضع

وسوس كأنه منقول عن الفعل الماضي من الوسواس من الأودية القبلية عن الزمخشري عن الشريف علي
وسيج بفتح أوله وكسر ثانيه ثم ياء وجيم من نواحي تركستان بما وراء النهر
وسيع بفتح أوله وكسر ثانيه ماء لبني سعد باليمامة
وسيم بالفتح ثم الكسر وميم كورة في جنوبي مصر قال البكري تخرج من الفسطاط وتصير إلى الجيزة وهي في الضفة الغربية من النيل وبقرب الفسطاط على رأس ميل منها قرية يقال لها وسيم عن بكر بن سوادة عن أبي عطيف عن عمير بن رفيع قال قال لي عمر بن الخطاب رضي الله عنه يا مصري أين وسيم من قراكم فقلت على رأس ميل يا أمير المؤمنين فقال ليأتينكم أهل الأندلس حتى يقاتلوكم بها فلما قام الوليد بن عابرة الأندلسي ببرقة وحشر الناس وغزا مصر سنة 373 نزل يحاصر مصر بقرية وسيم وهي على ثلاثة فراسخ من مصر كذا قال أولا وثانيا
باب الواو والشين وما يليهما
الوشاءة قال ابن الأعرابي الوشاءة كثرة المال وهو اسم موضع
وشترة بالفتح ثم السكون وفتح التاء المثناة والراء من أقاليم لبلة بالأندلس
وشجى بالجيم بوزن سكرى وشجت العروق والأغصان وكل شيء يشتبك فهو واشج ركي معروف جاء به الأديبي كذا بالجيم
وشحاء بالفتح ثم السكون والحاء مهملة ثم المد قال أبو زيد الوشحاء من المعزى الموشحة ببياض ماءة بنجد في ديار بني كلاب لبني نفيل منهم وقال أبو زياد وشحى من مياه عمرو بن كلاب
وشقة بفتح أوله وسكون ثانيه والقاف بليد بالأندلس ينسب إليها طائفة من أهل العلم منهم حديدة بن الغمر له رحلة وإبراهيم بن عجيس بن أسباط بن أسعد بن عدي الزيادي الوشقي كان حافظا للفقه واختصر المدونة له رحلة سمع فيها يونس بن عبد الأعلى ومات سنة 572 عن ابن الفرضي وابنه أحمد سمع من أبيه وتوفي سنة 223
الوشل بالتحريك واللام والوشل الماء القليل يتحلب قال أبو منصور ورأيت في البادية جبلا يقطر منه في لحف من سقفه ماء فيجتمع في أسفله يقال له الوشل وقال الجوهري وشل اسم جبل عظيم بناحية تهامة وفيه مياه عذبة له ذكر في حديث تأبط شرا وقال أبو عبيد الله السكوني الوشل ماء قريب من غضور ورمان شرقي سميراء وفيه قال أبو القمقام الأسدي اقرأ على الوشل السلام وقل له كل المشارب مذ هجرت ذميم جبل يزيد على الجبال إذا بدا بين الربائع والجثوم مقيم تسري الصبا فتبيت في أكنافه وتبيت فيه من الجنوب نسيم سقيا لظلك بالعشي وبالضحى ولبرد مائك والمياه حميم لو كنت أملك منع مائك لم يذق ما في قلاتك ما حييت لئيم والوشل ماء لبني سلول بن عامر بن صعصعة في جبل

يقال له الضمر والوشل يسمى الأريض أيضا عن أبي زياد
الوشم بالفتح ثم السكون وهو نقوش تعمل على ظاهر الكف بالإبرة والنيل والوشم العلامة مثل الوسم و الوشم ويقال له الوشوم موضع باليمامة يشتمل على أربع قرى ذكرناها في أماكنها ومنبرها الفقي وإليها يخرج من حجر اليمامة وبين الوشم وقراه مسيرة ليلة وبينها وبين اليمامة ليلتان عن نصر قال زياد بن منقذ والوشم قد خرجت منه وقابلها من الثنايا التي لم أقلها ثرم وأخبرنا بدوي من أهل تلك البلاد أن الوشم خمس قرى عليها سور واحد من لبن وفيها نخل وزرع لبني عائذ لآل مزيد وقد يتفرع منهم والقرية الجامعة فيها ثرمداء وبعدها شقراء وأشيقر وأبو الريش والمحمدية وهي بين العارض والدهناء
وشيج موضع في بلاد العرب قرب المطالي قال شبيب بن البرصاء إذا احتلت الرنقاء هند مقيمة وقد حان مني من دمشق خروج وبدلت أرض الشيح منها وبدلت تلاع المطالي سخبر ووشيج
الوشيجة بالفتح ثم الكسر ثم ياء وجيم والوشيج الرماح موضع بعقيق المدينة
الوشيع بالفتح ثم الكسر ثم ياء وعين مهملة قال ابن الأعرابي الوشيع علم الثوب والوشيع كبة الغزل والوشيع خشبة الحائك التي يسميها الناس الحف والوشيع الخص والوشيع سقف البيت والوشيع عريش يبنى للرئيس في العسكر حتى يشرف منه على عسكره و الوشيع خشبة غليظة توضع على رأس البئر والوشيع موضع في قول الحطيئة الشاعر حيث قال وما الزبرقان يوم يحرم ضيفه بمحتسب التقوى ولا متوكل مقيم على بنيان يمنع ماءه وماء وشيع ماء عطشان مرمل وفي نوادر أبي زياد وسيع بالسين مهملة هو ماء لبني الزبرقان قرب اليمامة
باب الواو والصاد وما يليهما
وصاب اسم جبل يحاذي زبيد باليمن وفيه عدة بلاد وقرى وحصون وأهله عصاة لا طاعة عليهم لسلطان اليمن إلا عنوة معاناة من السلطان لذلك
وصاف بالفتح ثم التشديد وآخره فاء بلفظ فعال للمبالغة سكة وصاف بنسف ينسب إليها أبو العباس عبد الله بن محمد بن فرنكديك الوصافي سمع إبراهيم بن معقل وغيره
الوصيد بالفتح ثم الكسر ذهب بعض المفسرين إلى أن الوصيد في قوله تعالى وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد إنه اسم الكهف والذي عليه الجمهور أن الوصيد الفناء وقيل وصد فلان بالمكان إذا ثبت
الوصيق بالفتح ثم الكسر ثم ياء وقاف مرتجل مهمل عندهم جبل أدناه لكنانة قوم من بني عبد بن عدي بن الدئل وشقه الآخر لهذيل
باب الواو والضاد وما يليهما
الوضاحية قرية منسوبة إلى بني وضاح مولى لبني أمية وكان بربريا قال ذلك السكري في

قول جرير لقد جاهد الوضاح بالحق معلنا فأورث مجدا باقيا آل بربرا
وضاخ بضم أوله وآخره خاء معجمة ويقال أضاخ والمواضخة أن تسير مثل مسير صاحبك وهو جبل معروف ذكره امرؤ القيس فقال فلما أن علا لنقا أضاخ وهت أعجاز ريقه فخارا وقد ذكر في أضاخ بأتم من هذا
الوضح بالتحريك والوضح البياض في كل شيء اسم ماء لأناس من بني كلاب وقال أبو زياد الوضح لبني جعفر بن كلاب وهو الحمى في شقه الذي يلي مهب الجنوب وإنما سمي الوضح لأنه أرض بيضاء تنبت النصي بين خيال الحمى وبين النير والنير جبال لغاضرة بن صعصعة
وضرة جبل وضرة باليمن فيه عدة قلاع تذكر
الوضيعة في قول لبيد ولدت بنو حرثان فرخ محرق يأوي الوضيعة مرخي الأطناب
باب الواو والطاء وما يليهما
الوطيح بفتح أوله وكسر ثانيه ثم ياء وحاء مهملة الوطيح ما تعلق بالأظلاف ومخالف الطير من المغرة والطين وأشباه ذلك وتواطحت الإبل على الحوض إذا ازدحمت والوطيح حصن من حصون خيبر قال السهيلي سمي بالوطيح بن مازن رجل من ثمود وكان الوطيح أعظمها وآخر حصون خيبر فتحا وهو والسلالم وفي كتاب الأموال لأبي عبيد الوطيحة بالهاء
باب الواو والعين وما يليهما
وعاب بكسر أوله وآخره باء جمع الوعب والاستيعاب هو الاستقصاء في الشيء والاستئصال والوعب الواسع والوعاب مواضع
وعال بالضم والوعل الملجأ يقال ما وجدت وعلا أي ملجأ ومنه سميت الشاة الجبلية وعلا لأنه يلجأ إلى الجبل قيل هو جبل بسماوة كلب بين الكوفة والشم قال النابغة أمن ظلامة الدمن البوالي بمرفض الحبي إلى وعال وقال الأخطل لمن الديار بحائل فوعال درست وغيرها سنون خوالي
الوعر جبل في قول زيد بن مهلهل كأن زهيرا خر من مشمخرة وجاري شريح من مواسل فالوعر زبون تزل الطير عن قذفاتها وترمي أمام السهل بالصدع الغفر
الوعساء موضع بين الثعلبية والخزيمية على جادة الحاج وهي شقائق رمل متصلة قال ذو الرمة أيا ظبية الوعساء بين جلاجل وبين النقا آأنت أم أم سالم
وعقة بالفتح ثم السكون والقاف وفي الحديث أن رجلا ذكر لعمر فقال وعقة لقس قال أبو زيد الوعقة من الرجال الذي يضجر ويتبرم من كثرة يضجر وسوء خلق ووعقة اسم موضع عن ابن دريد
وعل بلفظ واحد الوعول حصن باليمن من نواحي النجاد

وعلان حصن باليمن في ناحية ردمان وهو رئام
الوعلتين من حصون اليمن في جبل قلحاح
الوعواع بالفتح وتكرير العين المهملة والوعواع الجلبة ولا تكسر واوه كما تكسر زاي الزلزال ونحوه كراهية الكسرة في الواو اسم موضع في قول المثقب العبدي واسمه عائذ بن محصن ألا تلك العمود تصد عنا كأنا في الرخيمة من جديس لحى الرحمن أقواما أضاعوا على الوعواع أفراسي وعيسي ونصب الحي قد عطلتموه ونقر بالأثامج والوكوس
الوعوعة بالفتح والتكرير والوعوع الديدبان والوعوع الرجل الضعيف والوعوع ابن آوى ووعوعة اسم موضع
الوعيرة كأنه تصغير الوعرة حصن من جبال الشراة قرب وادي موسى
باب الواو والفاء وما يليهما
وفدة من حصون صنعاء باليمن
الوفاء بالمد بلفظ الوفاء ضد الغدر موضع في شعر الحارث بن حلزة
وفراء بالفتح والمد يقال سقاء أوفر وقربة ومزادة وفراء للتي لم ينقص من أديمها شيء والوفرة كثرة المال والوافر الكثير ووفراء اسم موضع
باب الواو والقاف وما يليهما
الوقاصية الوقص قصر في العنق كأنه رد في جوف الصدر والوقص الكسر والوقاصية قرية بالسواد من ناحية بادوريا تنسب إلى وقاص بن عبدة ابن وقاص الحارثي من بني الحارث بن كعب
الوقباء بالفتح ثم السكون وباء موحدة والمد كذا جاء به العمراني ولعله غير الذي يأتي بعده والوقب كل قلت أو حفرة في فهر كوقب الدهن والثريد
الوقبى بفتح أوله وثانيه والباء موحدة بوزن جمزى وشبكى والوقب قد فسر في الذي قبله ونزيد ههنا الوقب الرجل الأحمق وجمعه أوقاب والأوقاب الكوي والوقب دخول الشيء في الشيء قال السكوني الوقبى ماء لبني مالك بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم لهم به حصن وكانت لهم به وقائع مشهورة وفيه يقول قائلهم يا وقبى كم فيك من قتيل قد مات أو ذي رمق قليل وشجة تسيل بالبتيل وهي أعني الوقبى على طريق المدينة من البصرة يخرج منها إلى مياه يقال لها القيصومة وقنة وحومانة الدراج قال والوقبى من الضجوع على ثلاثة أميال والضجوع من السلمان على ثلاثة أميال وكان للعرب بها أيام بين مازن وبكر قال أبو الغول الطهوي إسلامي فدت نفسي وما ملكت يميني فوارس صدقت فيهم ظنوني فوارس لا يملون المنايا إذا دارت رحى الحرب الزبون هم منعوا حمى الوقبى بضرب يؤلف بين أشتات المنون
وقبان بفتح أوله وسكون ثانيه وباء موحدة وآخره نون لما كان يوم شعب جبلة ودخلت بنو

عبس وبنو عامر ومن معهما الجبل كانت كبشة بنت عروة الرحال بن عتبة بن جعفر بن كلاب يومئذ حاملا بعامر بن الطفيل فقالت ويلكم يا بني عامر ارفعوني والله إن في بطني لمعز بني عامر فوضعوا القسي على عواتقهم ثم حملوها حتى بوؤوها القنة قنة وقبان وزعموا أنها ولدت عامرا يوم فرغ الناس من القتال
وقران شعاب في جبال طيء قال حاتم الطائي وسال الأعالي من نقيب وثرمد وبلغ أناسا أن وقران سائل
وقش بالفتح وتشديد القاف والشين معجمة مدينة بالأندلس من أعمال طليطلة منها أبو الوليد هشام بن أحمد بن هشام الكناني الحافظ المعروف بالوقشي الفقيه الجليل عالم الزمن إمام عالم في كل فن صاحب الرسالة المرشدة ذكره القاضي عياض في مشيخة القاضي ابن فيروز فقال هشام بن أحمد بن هشام بن سعيد بن خالد الكناني القاضي أبو الوليد الوقشي حدث عن أبي محمد الشنتجالي وأبي عمر الطلمنكي إجازة وغيرهما وكان غاية في الضبط والتقييد والاتقان والمعرفة بالنسب والأدب وله تنبيهات وردود على كبار أهل التصانيف التاريخية والأدبية يقضي ناظرها العجب تنبىء عن مطالعته وحفظه وإتقانه وناهيك من حسن كتابه في تهذيب الكنى لمسلم الذي سماه بعكس الرتبة ومن تنبيهاته على أبي نصر الكلاباذي ومؤتلف الدارقطني ومشاهد ابن هشام وغيرها ولكنه اتهم برأي المعتزلة وظهر له تأليف في القدر والقرآن وغير ذلك من أقاويلهم وزهد فيه الناس وترك الحديث عنه جماعة من كبار مشايخ الأندلس وكان الفقيه أبو بكر بن سفيان بن العاصم قد أخذ عنه وكان ينفي عنه الرأي الذي زن به والكتاب الذي نسب إليه وقد ظهر الكتاب وأخبر الثقة أنه رواه عليه سماع ثقة من أصحابه وخطه عليه لقيه القاضي أبو علي ببلنسية واستجازه ولم يسمع منه وقال لم يعجبني سمته ولا أعلم أن القاضي حدث عنه بشيء أكثر من أنه ذكر أنه استجازه روايته ودخل العدو بلنسية وهو بها فالتزم قضاء المسلمين بها تلك المدة ثم خرج إلى دانية ومات بها فيما قيل سنة 884
وقش بالتحريك بلد باليمن قرب صنعاء
وهجرة وقش موضع فيه كالخانقاه يسكنه العباد وأهل العلم وفي اليمن عدة مواضع يقال لها هجرة كذا
وقط هو في الأصل محبس الماء في الصفا وهو موضع بعينه في قول طفيل الغنوي عرفت لليلى بين وقط وضلفع منازل أقوت من مصيف ومربع إلى المنحنى من واسط لم يبن لنا بها غير أعواد الثمام المنزع
وقف موضع في بلاد عامر قال لبيد لهند بأعلى ذي الأغر رسوم إلى أحد كأنهن وشوم فوقف فسلي فأكناف ضلفع تربع فيه تارة وتقيم
الوقواق بتكرير القاف والوقوقة نباح الكلب والوقواق الكثير الكلام وهي بلاد فوق الصين يجيء ذكرها في الخرافات
وقير بالفتح ثم الكسر والوقير الجماعة من الناس والوقير صغار الشاء وقيل الشاء براعيها وكلبها وحمارها قال الأصمعي لا يكون وقيرا إلا كذلك والوقيرة النقرة في الصخرة العظيمة تمسك الماء والوقير جبل وقيل بلد قال الهذلي

أمن آل ليلى بالضجوع وأهلنا بنعف اللوى أو بالصفية عير رفعت لها طرفي وقد حال دونها رجال وخيل ما تزال تغير فإنك حقا أي نظرة عاشق نظرت وقدس دوننا ووقير
الوقيط بالفتح ثم الكسر وآخره طاء مهملة الوقيط المكان الصلب الذي يستنقع فيه الماء فلا يزال فيه الماء وقال أبو أحمد العسكري يوم الوقيط الواو مفتوحة والقاف مكسورة والياء ساكنة والطاء مهملة وهو اليوم الذي قتل فيه الحكم بن خيثمة بن الحارث بن نهيك النهشلي قتله أراز أحد بني تيم الله بن ثعلبة فقال الشاعر يرثي الحكم ما شئن فلتفعل الوائدا ت والدهر بعد فتانا حكم يجوب الفلاة ويهدي الخميس ويصبح كالصفر فوق العلم تعلمت خير فعال الكرام وبذل الطعام وطعن البهم فنفسي فداؤك يوم الوقيط إذ الروع أفد وخالي وعم وأسر في هذا اليوم أيضا من فرسان بني تميم عثجل بن المأموم والمأموم بن شيبان أسرهما بشر بن مسعود وطيسلة بن شربب وفيه يقول الشاعر وعثجل بالوقيط قد اقتسرنا ومأموم العلى أي اقتسار
وقيط وقرأت بخط محمد بن محمد ابن أخي الشافعي وناهيك به صحة نقل واتقان ضبط الوقيط بضم الواو وفتح القاف والطاء مهملة تصغير الوقط وهو المكان الذي يستنقع فيه الماء يتخذ فيه حياض يحبس فيها الماء للمارة واسم ذلك الموضع أجمع وقط وقال السكري ماء لبني مجاشع بأعلى بلاد بني تميم إلى بلاد عامر وليس لبني مجاشع بالبادية إلا زرود ووقيط قال ذلك في قول جرير فليس بصابر لكم وقيط كما صبرت لسوءتكم زرود وإنما جعلتهما موضعين لصحة إتقان الإمامين اللذين نقلت عنهما وإن كانا واحدا والله أعلم وقال يزيد بن جحيظة وقد قال عوف شمت بالأمس بارقا فلله عوف كيف ظل يشيم ونجاه من يوم الوقيط مقلص أقب على فأس اللجام أزوم
باب الواو والكاف وما يليهما
وكار بكسر أوله يجوز أن يكون جمع وكر موضع
وكد بالفتح ثم السكون ودال مهملة والوكد الممارسة موضع بين مكة والمدينة وقيل جبل صغير يشرف على خلاطا ينظر إلى الجمرة
وكراء بالفتح ثم السكون والمد والوكر موضع الطائر وهو موضع في قول المرار أغبرور لم يألف بوكراء بيضه ولم يأت أم البيض حيث تكون
الوكف بالتحريك وآخره فاء الوكف الجور والميل والوكف الثقل والوكف ما انهبط من الأرض والوكف الإثم والوكف العيب وقال السكري الوكف إذا انحدرت من

الصمان وقعت في الوكف وهو منحدرك إذا خلفت الصمان وقال جرير ساروا إليك من السهبا ودونهم فيحان فالحزن فالصمان فالوكف
وكف الرماء في الأصل أصل الجبل خرج قوم من هذيل إلى بني الديش فالتجؤوا إلى أصل جبل فنزلوا فيه وتراموا فسمي وكف الرماء إلى الساعة
الوكيع أرض لطيء فيها روضة ذكرت في الرياض وشاهدها والله أعلم
باب الواو واللام وما يليهما
ولاستجرد السين مهملة وتاء مثناة من فوقها وجيم مكسورة قال مسعر وسرنا من دستجرد إلى قرية أخرى يقال لها ولاستجرد ذات العيون يقال إن فيها ألف عين يجتمع ماؤها إلى نهر واحد ومنها إلى قصر اللصوص من نواحي همذان وقال أبو نصر منها أبو عمر عبد الواحد بن محمد وكان مقيما بقصر كنكور فسألته عن مولده فقال في سنة 044 بولاستجرد من أعمال همذان وكان والدي من أصبهان ورحلت إلى بغداد لطلب الحديث فكتبت بخطي أزيد من مائة جزء عن ابن المسلم وجابر بن ياسين وأبي بكر بن الخطيب وابن المهندس وابن المنقور وعلقت على أبي إسحاق الشيرازي مسائل في الخلاف ثم تفقهت عن أبي الفضل بن زيرك وأبي منصور العجلي بهمذان وكتبت بها عن أبي الفضل بن زيرك القومساني ونظرائه
ولاشجرد بسكون الشين المعجمة وكسر الجيم وراء ساكنة ودال مهملة كذا ذكره السمعاني في قصر كنكور مدينة بين همذان وكرمان شاهان منها أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عمر بن هارون الولاشجردي الفقيه سمع أبا الحسين بن الغريق الهاشمي وأبا محمد بن هزار مرد الصريفيني وابن المسلم وأبا الفضل محمد بن عثمان القومساني وغيرهم ومات سنة 205 ومولده سنة 044 بتبريز قال السلفي بولاية ولاشجرد من همذان
وولاشجرد موضع بنواحي بلخ كانت فيه غزوة للمسلمين وهي ثغر
وولاشجرد وربما قالوا ولاشكرد من نواحي كرمان
وولاشجرد من نواحي أخلاط
الولجة بأرض كسكر موضع مما يلي البر واقع فيه خالد بن الوليد جيش الفرس فهزمهم ذكره في الفتوح في صفر سنة 21 وقال القعقاع بن عمرو ولم أر قوما مثل قوم رأيتهم على ولجات البر أحمى وأنجبا وأقتل للرواس في كل مجمع إذا صعصع الدهر الجموع وكبكبا والولجة ناحية بالمغرب من أعمال تاهرت نسب إليها السلفي أبا محمد عبد الله بن منصور التاهرتي قال وكان من الفضلاء في الأدب والفقه وله شعر وكتب عني من الحديث كثيرا سنة 725 ورجع إلى المغرب وروى بها ومات سنة 355
والولجة موضع بأرض العراق عن يسار القاصد إلى مكة من القادسية وكان بين الولجة والقادسية فيض من فيوض مياه الفرات
ولعان بفتح أوله وكسر ثانيه والعين مهملة وآخره نون علم مرتجل لموضع قرب آرة من أرض تهامة قال بعضهم

فإن بخلص فالبريراء فالحشا فوكد إلى النقعاء من ولعان ويروى بالباء موضع اللام
ولغون بالفتح ثم السكون والغين معجمة وواو ساكنة ونون بوزن حمدون من ولغ يلغ وهو شرب السباع موضع بالبحرين ويقال هذه ولغون ومررت بولغين
ولمة بالفتح ثم السكون حصن بالأندلسن من أعمال شنت برية
ولوالج بالفتح ثم السكون وكسر اللام والجيم بلد من أعمال بذخشان خلف بلخ وطخارستان وأحسب أنها مدينة مزاحم بن بسطام ينسب إليها أبو الفتح عبد الرشيد بن أبي حنيفة النعمان بن عبد الرزاق بن عبد الله الولوالجي إمام فاضل سكن سمرقند وسمع بها الحديث ورواه ولد ببلده سنة 467 ولا أدري متى مات إلا أن السمعاني رحمه الله روى عنه وكان سكن كش مدة ثم انتقل إلى سمرقند وسمع ببلخ أبا القاسم أحمد بن محمد الخليلي وأبا جعفر محمد بن الحسين السمنجاني وببخارى أبا بكر محمد بن منصور بن الحسن النسفي وأحمد بن سهل العتابي
وليداباذ من قرى همذان من ناحية بزنيروذ ينسب إليها عبد الرحمن بن حمدان بن المرزبان أبو محمد الجلاب يقال له الخراز الوليداباذي ويقال الدهقان أحد أركان السنة بهمذان روى عن أبي حاتم الرازي ويحيى بن عبد الله الكرابيسي ومحمد بن سليمان الباغندي وإسماعيل بن إسحاق القاضي وخلق سواهم روى عنه خلق من أهل همذان صالح بن أحمد وعبد الرحمن الأنماطي وأبو سعيد بن خيران وأبو بكر لال وكثير سواهم كالحاكم أبي عبد الله وأبي الحسين بن فارس البغوي وغيرهما وذهب بصره في المحنة وضاعت كتبه وتغيرت أحواله وكان سديدا بالأثر والسنة توفي في سنة 243 بوليداباذ
وليلى مدينة بالمغرب قرب طنجة لما دخل إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه المغرب ناجيا من وقعة فخ حصل بها في سنة 271 في أيام الرشيد وأقام بها إلى أن مات مسموما في قصة طويلة في سنة 471
الولية موضع في بلاد خثعم أوقع بأهله جرير بن عبد الله البجلي حيث حرق ذا الخلصة وخربه قالت امرأة منهم وبنو أمامة بالولية صرعوا شملا يعالج كلهم أنبوبا في أبيات ذكرت في ذي الخلصة
الوليهة كأنه من الوله موضع
باب الواو والنون وما يليهما
ونج هي ونه قرية من قرى نسف
ونجر من رساتيق همذان قد ذكر في أسفجين وفيه منارة ذات الحوافر
ونداد من قرى الري
ونداد هرمز بفتح أوله وهرمز اسم ملك من ملوك الفرس كورة في جبال طبرستان تلقاء خراسان مجاورة لجبال شروين وونداد هرمز اسم رجل عصى في تلك الجبال أيام الرشيد فقدم الرشيد بنفسه إلى الري وأرسل إليه فاستدعاه فقدم عليه بالأمان وسلم إلى عمال الرشيد بلاده فصيره الرشيد اصفهبذ خراسان ووجه عبد الله بن مالك الخزاعي فحاز بلاده وسلمها

إلى المسالح فلما ولي المأمون أخذها منهم وسلمها إلى أصحابه والمسالح من أول بلاد خراسان وطبرستان ألى أول حدود الديلم إحدى وثلاثون مسلحة والمسلحة الجيش أصحاب السلاح الذين يحفظون المواضع ما بين المائتين إلى الألفين
ون بالفتح وتشديد النون قرية من قرى قوهستان وإليها ينسب الوني صاحب كتاب الفرائض
ونك بفتح أوله وسكون ثانيه والكاف من قرى الري
ونندون بفتح أوله وثانيه ونون أخرى ساكنة وآخره نون من قرى بخارى
ونوفاغ بفتح أوله وثانيه مضموم وبعد الواو فاء وآخره غين معجمة من قرى بخارى أيضا
ونوفخ بفتح أوله وضم ثانيه وسكون الواو وفاء وخاء معجمة من قرى بخارى أيضا
ونه بفتح أوله وثانيه وينسب إليها ونجي من قرى نسف
الونية بالفتح ثم الكسر وتشديد الياء كأنه نسب إلى الونا وهو ترك العجلة موضع
باب الواو والهاء وما يليهما
وهان زاد قلعة سميرم تسمى بذلك وهي من أعمال أصبهان
وهبن علم مرتجل بفتح أوله وسكون ثانيه وباء موحدة ونون من رستاق القرج بالري ينسب إليها مغيرة بن يحيى بن المغيرة السدي الرازي الوهبني وأبوه يحيى بن المغيرة صاحب جرير رحل إليه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان
وهبين بالفتح ثم السكون وكسر الباء الموحدة ثم ياء ساكنة ونون معربة مرتجل قال الأزهري وهبين جبل من جبال الدهناء رأيته قال الراعي وقد قادني الجيران قدما وقدتهم وفارقت حتى ما تحن جماليا رجاؤك أنساني تذكر إخوتي ومالك أنساني بوهبين ماليا
وهد بالفتح ثم السكون وهو المكان المنخفض اسم موضع في قول رجل من فزارة أيا أثلتي وهد سقى خضل الندى مسيل الربا حيث انحنى بكما الوهد ويا ربوة الحيين حييت ربوة على النأي منا واستهل بك الرعد
وهران بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره نون مدينة على البر الأعظم من المغرب بينها وبين تلمسان سرى ليلة وهي مدينة صغيرة على ضفة البحر وأكثر أهلها تجار لا يعدو نفعهم أنفسهم ومنها إلى تنس ثماني مراحل قال أبو عبيد البكري وهران مدينة حصينة ذات مياه سائحة وأرحاء ولها مسجد جامع وبنى مدينة وهران محمد بن أبي عون ومحمد بن عبدون وجماعة من الأندلسيين الذين ينتجعون مرسى وهران باتفاق منهم مع نفزة وبني مسقن وهم من ازداجة وكانوا من أصحاب القرشي سنة 092 فاستوطنوها سبعة أعوام وفي سنة 792 زحف إليها قبائل كثيرة يطالبون أهلها بإسلام بني مسقن فخرجوا ليلا هاربين واستجاروا بازداجة وتغلبوا على مدينة وهران وخربت مدينة وهران وأضرمت نارا ثم عاد أهل وهران إليها بعد سنة 892 بأمر أبي حميد دواس ابن صولاب وابتدأوا في بنائها وعادت أحسن مما

كانت وولى عليهم داود بن صولاب اللهيصي محمد بن أبي عون فلم تزل في عمارة وكمال وزيادة إلى أن وقع يعلى بن محمد بن صالح اليفرني بازداجة في ذي القعدة من السنة المذكورة فبدد جمعهم وحرق مدينة وهران ثانية وخربها وكذلك بقيت سنين ثم تراجع الناس إليها وبنيت وينسب إليها أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد الهمداني الوهراني يروي عن أبي بكر أحمد بن جعفر القطيعي روى عنه ابن عبد البر وأبو محمد بن حزم الحافظ الأندلسي
ووهران أيضا موضع بفارس
وهرندازان قرية كبيرة على باب مدينة الري لها ذكر كثير في التواريخ كان الملوك إذا سفروا برزوا إليها
وهشتاباذ من قرى الري
وهط بفتح أوله وسكون ثانيه وطاء مهملة والوهط المكان المطمئن المستوي ينبت العضاه والسمر والطلح وبه سمي الوهط قال أبو حنيفة إذا أنبت الموضع العرفط وحده سمي وهطا كما يقال إذا أنبت الطلح وحده غول وهو مال كان لعمرو ابن العاص بالطائف وهو كرم كان على ألف ألف خشبة شرى كل خشبة بدرهم وقال ابن الأعرابي عرش عمرو بن العاص بالوهط ألف ألف عود كرم على ألف ألف خشبة ابتاع كل خشبة بدرهم فحج سليمان بن عبد الملك فمر بالوهط فقال أحب أن أنظر إليه فلما رآه قال هذا أكرم مال وأحسنه ما رأيت لأحد مثله لولا أن هذه الحرة في وسطه فقيل له ليست بحرة ولكنها مسطاح الزبيب وكان زبيبه جمع في وسطه فلما رآه من البعد ظنه حرة سوداء وقال ابن موسى الوهط قرية بالطائف على ثلاثة أميال من وج كانت لعمرو بن العاص
باب الواو والياء وما يليهما
ويبوذى بفتح الواو وسكون ثانيه ثم باء موحدة وواو ساكنة وذال من قرى بخارى
ويذاباذ بالذال معجمة كأنه عمارة ويذ وقد تقدم تفسيره في مواضع هي محلة كبيرة بأصبهان ينسب إليها أبو محمد جابر بن منصور بن محمد بن صالح الويذاباذي شيخ أبي سعد السمعاني سمع أبا العباس أحمد بن عبد الغفار بن أشنة الأصبهاني وأخوه أبو العباس أحمد في التحبير أيضا
ويذار بكسر أوله وسكون ثانيه وذال معجمة وآخره راء هي مدينة تعمل فيها الثياب الويذارية
وير بكسر أوله وسكون ثانيه وراء قرية بأصبهان ينسب إليها أحمد بن محمد بن أبي عمرو بن أبي بكر الويري قال الحافظ ابن النجار سمعت منه في داره بقرية وير عن أبي موسى الحافظ محمد بن عمرو
ويزة بكسر أوله وسكون ثانيه وزاي ثم هاء موضع
ويسو بكسر أوله والسين مهملة وواو بلاد وراء بلغار بينها وبين بلغار ثلاثة أشهر يقصر عندهم الليل حتى لا يرون الظلمة ثم يطول في فصل آخر حتى لا يرون الضوء
ويمة بليدة في الجبال بين الري وطبرستان ومقابله قلعة حصينة يقال لها بيروز كوه من أعمال دنباوند

رأيتها أنا وقد استولى عليها الخراب وهي في وسط الجبال عندها عيون جارية
وويمة أيضا حصن باليمن مطل على زبيد
ويمية الياء مخففة ليست للنسبة مدينة بالأندلس من كورة جيان وهي اليوم خراب ينبت بقربها العاقرقرجا
وينا بالقصر والنون موضع والله أعلم وهو الموفق

ه
باب الهاء والألف وما يليهما
هاب قلعة عظيمة من العواصم
الهاربية بلفظ اسم الفاعل من لفظ هرب يهرب مويهة لبني هاربة بن ذبيان وقال بشر بن أبي خازم ولم تهلك لمرة إذ تولوا وساروا سير هاربة فغادوا وذلك لحرب كانت بينهم فرحلوا من غطفان فنزلوا في بني ثعلبة بن سعد فعدادهم اليوم فيهم وهم قليل قال هشام بن محمد الكلبي لم أر هاربيا قط
هاروت بلفظ هاروت الذي جاء ذكره في القرآن وهو من الهرت وهو الشق قرية بأسفل واسط ينسب إليها أبو البقاء الهاروتي روى عنه أبو محمد عبد الله بن موسى بن عبد الله الكرخي
الهارونية مدينة صغيرة قرب مرعش بالثغور الشامية في طرف جبل اللكام استحدثها هارون الرشيد وعليها سوران وأبواب حديد ثم خربها الروم فأرسل سيف الدولة غلامه غرقويه فأعاد عمارتها وهي اليوم من بلاد بني ليون الأرمني قال أحمد بن يحيى لما كانت سنة 381 أمر الرشيد ببناء الهارونية بالثغر فبنيت وشحنت بالمقاتلة ومن نزع إليها من المطوعة ونسبت إليه ويقال إنه بناها في خلافة أبيه المهدي وتمت في أيام ابنه ثم استولى عليها العدو لسبع بقين من شوال سنة 843 وسبي من أهلها ألف وخمسمائة مسلم ما بين امرأة ورجل وصبي
والهارونية أيضا من قرى بغداد قرب شهرابان في طريق خراسان بها القنطرة العجيبة البناء لها ذكر تعرف بقنطرة الهارونية
هارة موضع في قول ابن مقبل قريت الثريا بين بطحاء هارة ومنزوز قف حيث يلتقيان وقيل هارة أي هائرة من قوله تعالى جرف هار فانهار به وقف ما على طرف الأرض ومنزوز لا يحبس الماء
الهاروني قصر قرب سامراء ينسب إلى هارون الواثق بالله وهو على دجلة بينه وبين سامراء ميل وبإزائه بالجانب الغربي المعشوق

هاش آخره شين معجمة والهوش كثرة الناس في الأسواق وذو هاش موضع في قول الشماخ فأيقنت أن ذا هاش منيتها وقال زهير عفا من آل فاطمة الجواء فيمن فالقوادم فالحساء فذو هاش فميث عريتنات عفتها الريح بعدك والسماء
الهاشمية ماء في شرقي الخزيمية في طريق مكة لبني الحارث بن ثعلبة من بني أسد على مقدار أربعة أميال إلى جانبه ماء يقال له أراطى
والهاشمية أيضا مدينة بناها السفاح بالكوفة وذلك أنه لما ولي الخلافة نزل بقصر ابن هبيرة واستتم بناءه وجعله مدينة وسماها الهاشمية فكان الناس ينسبونها إلى ابن هبيرة على العادة فقال ما أرى ذكر ابن هبيرة يسقط عنها فرفضها وبنى حيالها مدينة سماها الهاشمية ونزلها ثم اختار نزول الأنبار فبنى مدينتها المعروفة فلما توفي دفن بها واستخلف المنصور فنزلها أيضا واستتم بناء كان بقي فيها وزاد فيها على ما أراد ثم تحول عنها فبنى مدينة بغداد وسماها مدينة السلام وبالهاشمية هذه حبس المنصور عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومن كان معه من أهل بيته
والهاشمية أيضا قرب الري
هاطرى بسكون الطاء فيلتقي ساكنان وفتح الراء ممال قرية بينها وبين الجعفري الذي عند سامراء ثلاثة فراسخ وهي دون تكريت وأسفل منها الدور الأعلى المعروف بالخربة وكان أكثر أهلها اليهود وإلى الآن في بغداد يقولون كأنك من يهود هاطرى
وهاطرى أيضا قرية بمقابل المذار من أرض ميسان وهي قرية طيبة نزهة كثيرة النخل والشجر والمياه والدجاج وقد رأيتها
الهام بلفظ الهام الذي هو الرأس والهام الصدى وهي قرية باليمن بها معدن العقيق
الهامة واحدة الهام الذي قبله موضع بتيه مصر وهي كورة واسعة فيها جبل ألاق
باب الهاء والباء وما يليهما
الهباءة قال ابن شميل الهباء التراب الذي تطيره الريح فتراه على وجوه الناس وجلودهم وثيابهم وتأنيثه للأرض وهي الأرض التي ببلاد غطفان قتل بها حذيفة وحمل ابنا بدر الفزاريان قتلهما قيس بن زهير
وجفر الهباءة مستنقع في هذه الأرض وقال عرام الصحن جبل في بلاد بني سليم فوق السوارقية وفيه ماء يقال له الهبارة وهي أفواه آبار كثيرة مخرقة الأسافل يفرغ بعضها في بعض الماء العذب الطيب ويزرع عليه الحنطة والشعير وما أشبهه وقد قال قيس بن زهير العبسي تعلم أن خير الناس ميت على جفر الهباءة لا يريم ولولا ظلمه ما زلت أبكي عليه الدهر ما طلع النجوم ولكن الفتى حمل بن بدر بغى والبغي مصرعه وخيم أظن الحلم دل علي قومي وقد يستجهل الرجل الحليم ومارست الرجال ومارسوني فمعوج علي ومستقيم وقال أيضا قيس بن زهير من أبيات

شفيت النفس من حمل بن بدر وسيفي من حذيفة قد شفاني شفيت بقتلهم لغليل صدري ولكني قطعت بهم بناني فلا كانت الغبرا ولا كان داحس ولا كان ذاك اليوم يوم دهاني
الهباتان يقال هبا الشيء يهبو إذا سطع موضع
هبالة بالضم وبعد الألف لام والهبل كالثكل والمهبل الهوة الذاهبة في الأرض بين الجبلين والهبالة الغنيمة واهتبله اعتقله وهبالة موضع قال ذو الرمة أبي فارس الحواء يوم هبالة إذ الخيل بالقتلى من القوم تعثر ويوم هبالة ضطبه بعضهم بالفتح فقال خراشة بن عمرو العبسي في هذا اليوم ونحن تركنا عنوة أم حاجب تجاذب نوحا ساهر الليل مثكلا وجمع بني عمرو غداة هبالة صبحنا مع الأشراف موتا معجلا وقال أبو زياد هبالة وهبيل من مياه بني نمير الذي يقول فيه ذروة بن جحفة العبدي الكلابي وكان قد خرج يمير أهله من الوشم فلما عاد ومعه ثميلتان على راحلة له والثميلة نصف الغرارة فمر بهذا الموضع فحط به وأرسل راحلته ترعى فبعدت عنه فخرج في طلبها فلما رجع وجد ثميلتيه قد ذهب بهما ووجد آثار الثميلتين تسحب نحو البيوت فسأل عن أهل البيوت فقيل هذه بيوت بني عثير النميري فانطلق ولم يقل شيئا فلما قدم على أهله لامته امرأته فأنشأ يقول سيعلم عمنا الغادي علينا بجنب القف أن لنا رجالا رجال يطلبون ثميلتيهم سأوردهم هبالة أو هبالا لعلي أن أميرك من عثير ومن أصحابه ثملا ثقالا فلما كان العام المقبل انقض وفتية إلى بلاد بني عثير فوجدوا سبع خلفات فاستاقوهن وطلبهم النميريون فلم يفيئوا شيئا فباعها فاستوفر من الميرة والثياب والطعام وكان مسافر بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس قد جسا فخرج إلى الحيرة ليتداوى فمات بهبالة فقال أبو طالب بن عبد المطلب يرثيه ليت شعري مسافر بن أبي عم رو وليت يقولها المخزون رجع الوفد سالمين جميعا وخليلي في مرمس مدفون ميت درء على هبالة قد حا لت فياف من دونه وحزون مدرة يدفع الخصوم بأيد وبوجه يزينه العرنين بورك الميت الغريب كما بو رك نضر الريحان والزيتون
هبراثان بالفتح ثم السكون وراء مهملة وألف وثاء مثلثة وآخره نون من قرى دهستان
هبزتان بفتح أوله وثانيه وزاي مفتوحة وتاء مثناة من فوق وآخره نون من قرى دهستان
هبكات بالضم ثم الفتح وآخره تاء مثناة كذا هو في كتاب الأديبي ولا أصل له في لغتهم وهي مياه لكلب

هبل بالضم ثم الفتح بوزن زفر أظنه من الهابل وهو الكثير اللحم والشحم ومنه حديث عائشة والنساء يومئذ لم يهبلهن اللحم أي لم يسمن أو من الهبل وهو الثكل يراد به أن من لم يطعه أهبله أي أثكله أو من الهبل والهبالة وهو الغنيمة أي يغتنم عبادته أو يغتنم من عبده والله أعلم وهبل صنم لبني كنانة بكر ومالك وملكان وكانت قريش تعبده وكانت كنانة تعبد ما تعبده قريش وهو اللات والعزى وكانت العرب تعظم هذا المجمع عليه فتجتمع عليه كل عام مرة وقيل إن هبل كان من أصنام الكعبة وقال أبو المنذر هشام بن محمد وكانت لقريش أصنام في جوف الكعبة وحولها وكان أعظمها عندهم هبل وكان فيما بلغني أنه من عقيق أحمر على صورة الإنسان مكسور اليد اليمنى أدركته قريش كذلك فجعلوا له يدا من ذهب وكان أول من نصبه خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر وكان يقال له هبل خزيمة وكان في جوف الكعبة قدامه سبعة أقدح مكتوب في أولها صريح والآخر ملصق فإذا شكوا في مولود أهدوا له هدية ثم ضربوا بالقداح فإن خرج صريح ألحقوه وإن خرج ملصق دفعوه وقدح على الميت وقدح على النكاح وثلاثة لم تفسر لي على ما كانت فإذا اختصموا في أمر أو أرادوا سفرا أو عملا استقسموا بالقداح عنده فما خرج عملوا به وانتهوا إليه وعنده ضرب عبد المطلب بالقداح على ابنه عبد الله والد النبي صلى الله عليه و سلم وهو الذي يقول له أبو سفيان بن حرب حين ظفر يوم أحد أعل هبل أي أعل دينك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم الله أعلى وأجل ولما ظفر النبي صلى الله عليه و سلم يوم فتح مكة دخل المسجد والأصنام منصوبة حول الكعبة فجعل يطعن بسية قوسه في عيونها ووجوهها ويقول جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ثم أمر بها فألقيت على وجوهها ثم أخرجت من المسجد فأحرقت فقال في ذلك راشد بن عبد الله السلمي قالت هلم إلى الحديث فقلت لا يأبى الإله عليك والإسلام لما رأيت محمدا وقبيله بالفتح حين تكسر الأصنام ورأيت نور الله أصبح ساطعا والشرك تغشى وجهه الأقتام
هبود بالفتح ثم التشديد والهبيد حب الحنظل قال أبو منصور أنشدنا أبو الهيثم شربن بعكاش الهبابيد شربة وكان لها الأحفى خليطا تزايله قال عكاشة الهبابيد ماء يقال له هبود فجمعه بما حوله وهبود اسم فرس لبني قريع وقال إسماعيل بن حماد هبود اسم موضع في بلاد تميم وقيل هبود اسم جبل وقال ابن مقبل جزى الله كعبا بالأباتر نعمة وحيا بهبود جزى الله أسعدا وحدث عمر بن كركرة قال أنشدني ابن مناذر قصيدته الدالية فلما بلغ إلى قوله يقدح الدهر في شماريخ رضوى ويحط الصخور من هبود قلت له أي شيء هبود قال جبل فقلت سخنت عينك هبود عين باليمامة ماؤها ملح لا يشرب منه شيء وقد والله خرئت فيه مرات فلما كان بعد مدة وقعت عليه في مسجد البصرة وهو ينشد فلما بلغ هذا البيت أنشد

ويحط الصخور من عبود فقلت له عبود أي شيء هو قال جبل بالشام فلعلك يا ابن الزانية خرئت فيه أيضا فضحكت وقلت ما خرئت فيه ولا رأيته فانصرفت وأنا أضحك من قوله
الهبير بفتح أوله وكسر ثانيه قال أبو عمرو الهبير من الأرض أن يكون مطمئنا وما حوله أرفع منه والهبير على قول ابن السكيت المطمئن في الرمل والجمع أهبرة قال عدي بن الرقاع بمجر أهبرة الكناس تلفعت بعدي بمنكر تربها المتراكم والهبير رمل زرود في طريق مكة كانت عنده وقعة ابن أبي سعيد الجنابي القرمطي بالحاج يوم الأحد لاثنتي عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة 213 قتلهم وسباهم وأخذ أموالهم
وهبير سيار بنجد ولعله الأول وقال أعرابي في أبيات ذكرت في قنسرين وحلت جنوب الأبرقين إلى اللوى إلى حيث سارت بالهبير الدوافع وكانت وقعة للعرب بالهبير قديمة قال حبيب بن خالد بن المضلل الأسدي ألا أبلغ تميما على حالها مقال ابن عم عليها عتب غبنتم تتابع الأنبياء وحسن الجوار وقرب النسب فنحن فوارس يوم الهبير ويوم الشعيبة نعم الطلب فجئنا بأسراكم في الحبال وبالمردفات عليها العقب قال ابن الأعرابي العقب الجمال والصباحة قالوا فنقول العقب قال ليس هذا
باب الهاء والتاء وما يليهما
الهتاخ بالفتح والتشديد قلعة حصينة في ديار بكر قرب ميافارقين
هترونة بالفتح ثم السكون وراء وواو ونون ناحية بالأندلس من بطن سرقسطة
الهتمة بالفتح ثم السكون والهتم كسر الأنيب وهتمة منزل من منازل سلمى أحد جبلي طيء
الهتيل هتل المطر بمعنى هطل والهتيل موضع
الهتي بضم أوله وفتح ثانيه وياء مشددة تصغير الهتيء وهي ساعات الليل ذهب هيء من الليل أي ساعة منه قف والهتي بلد أو ماء
باب الهاء والجيم وما يليهما
الهجران قال الحسن بن أحمد بن يعقوب اليمني المعروف بابن الحائك عندل وخودون وهدون ودمون مدن للصدف بحضرموت ثم الهجران وهما مدينتان متقابلتان في رأس جبل حصين تطلع إليه في منعة من كل جانب يقال لواحده خيدون وخودون كله يقال ودمون وهو تثنية الهجر والهجر بلغة أهل اليمن القرية وساكن خودون الصدف وساكن دمون بنو الحارث الملك بن عمرو المقصور بن حجر آكل المرار وفيها يقول امرؤ القيس كأني لم آله بدمون مرة ولم أشهد الغارات يوما بعندل وكل رجل من هاتين القريتين مطل على قلعته ولهم غيل يصب من سفح الجبل يشربونه وزروع هذه

القرى النخل والبر والذرة وفيها يقول المتمثل الهجران كفة ككفة النخل والدبر بها محفة الدبر عندهم الزرع والغيل النهر
هجر بفتح أوله وثانيه في الإقليم الثاني طولها من جهة المغرب ثلاث وسبعون درجة وعرضها أربع وعشرون درجة وخمس عشرة دقيقة وفي العزيزي عرضها أربع وثلاثون درجة وزعم أنها في الإقليم الثالث وفي اشتقاقه وجوه يجوز أن يكون من هجر إذا هذى ويجوز أن يكون منقولا من الفعل الماضي ويجوز أن يكون من الهجرة وأصله خروج البدوي من باديته إلى المدن ثم استعمل في كل محل تسكنه وتنتقل عنه فيجوز أن يكون أصله الهجران كأنهم هجروا ديارهم وانتقلوا عنها ويجوز أن يكون من هجرت البعير أهجره هجرا إذا ربطت حبلا في ذراعه إلى حقوه وقصرته لئلا يقدر على العدو فشبه الداخل إلى هذا الموضع بالبعير الذي فعل به ذلك ثم غلب على اسم الموضع ويجوز أن يكون شيء مهجر إذا أفرط في الحسن والتمام وسمي بذلك لأن الناعت له يخرج في إفراطه إلى الهجر وهو الهذيان ويجوز أن يكون من التهجير وهو التبكير إلى الحاجة أو من الهاجرة وهي شدة الحر وسط النهار كأنها شبهت لشدة الحر بها بالهاجرة وقال ابن الحائك الهجر بلغة حمير والعرب العاربة القرية فمنها هجر البحرين وهجر نجران وهجر جازان وهجر حصنة من مخلاف مازن وهجر مدينة وهي قاعدة البحرين وربما قيل الهجر بالألف واللام وقيل ناحية البحرين كلها هجر وهو الصواب قال ابن الكلبي عن الشرقي إنما سميت عين هجر بهجر بنت المكفف وكانت من العرب المتعربة وكان زوجها محلم بن عبد الله صاحب النهر الذي بالبحرين يقال له نهر محلم وعين محلم وينسب إليها هاجري على غير قياس كما قيل حاري بالنسبة إلى الحيرة قال عوف بن الجزع تشق الأحزة سلافنا كما شقق الهاجري الدبارا الدبار المشارات التي تشق للزراعة وقال أبو الحسن الماوردي في الحاوي الذي جاء في الحديث ذكر القلال الهجرية قيل إنها كانت تجلب من هجر إلى المدينة ثم انقطع ذلك فعدمت وقيل هجر قرية قرب المدينة وقال بل عملت بالمدينة على مثل قلال هجر وقال قوم هجر بلاد قصبتها الصفا وقد ذكرت في موضعها بينها وبين اليمامة عشرة أيام وبينها وبين البصرة خمسة عشر يوما على الإبل وقد ذكر قوم من أهل الأدب أن هجر لا تدخله الألف واللام وقال ابن الأنباري الغالب عليه التذكير والصرف وربما أنثوها ولم يصرفوها قالوا والهجر بالألف واللام موضع آخر وقد فتحت في أيام النبي صلى الله عليه و سلم قيل في سنة ثمان وقيل في سنة عشر على يد العلاء بن الحضرمي وقد ذكر ذلك في البحرين وقال ابن موسى هجر قصبة بلاد البحرين بينه وبين سرين سبعة أيام
والهجر بلد باليمن بينه وبين عثر يوم وليلة من جهة اليمن وقال ابن الحائك الهجر قرية صمد وجازان والهجران اسم للمشقر وعطالة وهما حصنان باليمامة
هجر بالفتح ثم السكون بلفظ الهجر ضد الوصل قال الحازمي موضع في شعر بعضهم
هجم من هجمت على الشيء هجما إذا جئته بغتة موضع في شعر عامر بن الطفيل قال ابن الأعرابي في نوادره الهجم ماء لبني فزارة قديم مما حفرته عاد

والهجم كل ما سال أو انصب والهجم الحلب
هجول بالضم جمع هجل وهي الصحراء التي لا نبات بها وقيل الهجل ما اتسع من الأرض وغمض وهو اسم جبل في الحجاز يتلاقى هو والأخشبان في موضع ولذلك قال بعضهم ووجدي بكم وجد المضل بعيره بمكة يوما والرفاق نزول ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بحيث تلاقى أخشب وهجول
الهجرة من نواحي اليمامة قرية ونخيلات لبني قيس بن ثعلبة رهط الأعشى وقال في موضع آخر مويهة لبني قيس
هجرة البحيح من نواحي صنعاء اليمن
وهجرة ذي غبب من نواحي ذمار باليمن أيضا
الهجرين نخل لقوم شتى باليمامة عن الحفصي
الهجيرة تصغير هجرة كأنه صغر عن هجر الكبرى المقدم ذكرها موضع
الهجيرة من الهجير وهو شدة الحر وقت الظهيرة ماء لبني عجل بين الكوفة والبصرة
باب الهاء والدال وما يليهما
هدى بالفتح منقول عن الفعل الماضي من هدى يهدي إذا أرشد موضع في نواحي الطائف
الهدا بالضم ويكتب الياء لأنه من هديته وكتبناه على اللفظ والهدى نقيض الضلالة قال ابن الأعرابي الهدى البيان والهدى إخراج شيء إلى شيء والهدى الطاعة والورع والهدى الهادي ومنه قوله تعالى لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى والهدى الطريق والهدى واد حذو اليمامة سماه رسول الله صلى الله عليه و سلم
الهدار بتشديد الدال يجوز أن يكون من الهدر وهو إبطال الدم أو من هدر البعير إذا شقشق بجرته والحمامة تهدر أيضا وأصلهما الصوت الهدار من نواحي اليمامة بها كان مولد مسيلمة بن حبيب الكذاب وقال الحفصي الهدار قرية لبني ذهل بن الدؤل ولبني الأعرج بن كعب بن سعد قال موسى بن جابر العبيدي فلا يغررنك فيما مضى جخيف قريش وإكثارها غداة علا عرضنا خالد وسالت أباض وهدارها قالوا أول من تنبأ مسيلمة بالهدار وبه ولد وبه نشأ وكان من أهله وكان له عليه طوي فسمعت به بنو حنيفة فكاتبوه واستجلبوه فأنزلوه حجرا ولما قتل خالد مسيلمة دخل أهل قرى اليمامة في صلح الهدار في عدة قرى فسبى خالد أهلها وأسكنها بني الأعرج وهم بنو الحارث بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم فهم أهلها إلى الآن وقال عرام الهدار حسي من أحساء مغار يفور بماء كثير وهو في سبخ بحذائه حاميتان سوداوان في جوف إحداهما ماءة مليحة يقال لها الرفدة وقد ذكر في مغار
الهدالة بالفتح والهدالة ضرب من الشجر ويقال كل غصن يبنت في أراكة أو طلحة مستقيما فهو هدالة كأنه مخالف لسائرها من الأغصان وربما داووا به من الجنون أو السحر والهدالة قرية من قرى عثر في أوائل اليمن من جهة القبلة
الهدان بكسر أوله وآخره نون وهو الرجل الجافي الأحمق وهو تليل بالسي يستدل به وبآخر

مثله والهدان أيضا موضع بحمى ضرية عن ابن موسى
الهدأة كما ذكره البخاري في قتل عاصم قال وهو موضع بين عسفان ومكة وكذا ضبطه أبو عبيد البكري الأندلسي وقال أبو حاتم يقال لموضع بين مكة والطائف الهدة بغير ألف وهو غير الأول ذكر معه لنفي الوهم
الهدبية بفتح أوله وثانيه ثم باء موحدة وياء مشددة كأنه نسبة إلى الهدب وهو أغصان الأراطي ونحوها مما لا ورق له والهدب مصدر الأهدب من الشجر هدبت هدبا إذا تدلت أغصانها قال عرام إذا جاوزت عين النازية وردت ماءه يقال لها الهدبية وهي ثلاث آبار ليس عليهن مزارع ولا نخل ولا شجر وهي بقاع كبيرة تكون ثلاثة فراسخ في طول ما شاء الله وهي لبني خفاف بين حرتين سوداوين وليس ماؤهم بالعذب وأكثر ما عندها من النبات الحمض ثم تنتهي إلى السوارقية على ثلاثة أميال منها وهي قرية غناء كبيرة من أعمال المدينة
الهدراء ماء بنجد لبني عقيل بينهم وبين الوحيد بن كلاب وليس لعبادة فيه شيء
الهدملة بكسر أوله وفتح ثانيه وسكون الميم والهدمل الثوب الخلق والهدملة الرملة كثيرة الشجر وقيل الهدملة موضع بعينه وينشد قول جرير حي الهدملة من ذات المواعيس فالحنو أصبح قفرا غير مأنوس
الهدم بكسر أوله وفتح ثانيه يشبه أن يكون جمع هدم أرض بعينها ذكرها زهير في شعره بل قد أراها جميعا غير مقوية سراء منها فوادي الحفر فالهدم وقال عباد بن عوف المالكي ثم الأسدي لمن ديار عفت بالجزع من رمم إلى قصائرة فالجفر فالهدم
الهدم كأنه جمع هدم مثل سقف وسقف قال الحازمي بضم الهاء والدال وفي كتاب الواقدي بفتح الهاء وكسر الدال ماء لبلي وراء وادي القرى قال عدي بن الرقاع العاملي لما غدا الحي من صرخ وغيبهم من الروابي التي غربيها اللمم ظلت تطلع نفسي إثرهم طربا كأنني من هواهم شارب سدم مسطارة بكرت في الرأس نشوتها كأن شاربها مما به لمم حتى تعرض أعلى الشيح دونهم والحب حب بني العسراء والهدم فنكبوا الصور اليسرى فمال بهم على الفراض فراض الحامل الثلم لولا اختياري أبا حفص وطاعته كاد الهوى من غداة البين يعتزم
هدن بكسر أوله وسكون ثانيه والنون موضع بالبحرين
الهدة بالفتح ثم التشديد وهو الخسفة في الأرض والهد الهدم وهو موضع بين مكة والطائف والنسبة إليها هدوي وهو موضع القرود وقد خفف بعضهم داله
الهدة بتخفيف الدال من الهدي أو الهدى بزيادة هاء بأعلى مر الظهران ممدرة أهل مكة والمدر

طين أبيض يحمل منها إلى مكة تأكله النساء ويدق ويضاف إليه بالإذخر يغسلون به أيديهم
الهدية بالتصغير موضع حوالي اليمامة وقال أبو زياد الكلابي من مياه أبي بكر بن كلاب الذئبة وهي في رمل وحذاءها ماءه يقال لها الهدية وينسب ذلك الرمل إليها فيقال رمل الهدية والله أعلم
باب الهاء والراء وما يليهما
الهرار بالضم وتكرير الراء قال الأموي من أدواء الإبل الهرار وهو استطلاق بطنها وهو موضع في طرف الصمان من بلاد تميم وقيل الهرار قف باليمامة قال النمر هل تذكرين جزيت أفضل صالح أيامنا بمليحة فهرارها
هراميت بالفتح وكسر الميم ثم ياء وتاء مثناة قال أبو منصور قال الأصمعي عن يسار ضرية وهي قرية فيها ركايا يقال لها هراميت وحولها جفار وأنشد ثعلب للراعي فلم يبق ألا آل كل نجيبة لها كاهل حاب وصلب مكدح ضبارمة شدف كأن عيونها بقايا نطاف من هراميت نزح وقال في تفسير هراميت بئر عن يسار ضرية يقال لها هراميت قلب بين الضباب وجعفر والأصمعي يقول هراميت لبني ضبة قال أبو عبيدة هراميت بالعالية في بلاد الضباب من غني وقال النضر هراميت من ركايا غني خاصة وقال غيره هراميت آبار مجتمعة بناحية الدهناء كان بها يوم بين الضباب وجعفر زعموا أن لقمان بن عاد احتفرها وقد ذكرها أبو العلاء المعري فقال حفر ابن عاد لا براد هراميتا وقال أبو أحمد هراميت الهاء مفتوحة والراء غير معجمة ماءة وهي ثلاث آبار يقال لها هراميت ويوم الهراميت بين الضباب وبين جعفر بن كلاب كان القتال بسبب بئر أراد أحد أن يحتفرها
هران من حصون ذمار باليمن
هراة بالفتح مدينة عظيمة مشهورة من أمهات مدن خراسان لم أر بخراسان عند كوني بها في سنة 670 مدينة أجل ولا أعظم ولا أفخم ولا أحسن ولا أكثر أهلا منها فيها بساتين كثيرة ومياه غزيرة وخيرات كثيرة محشوة بالعلماء ومملوة بأهل الفضل والثراء وقد أصابها عين الزمان ونكبتها طوارق الحدثان وجاءها الكفار من التتر فخربوها حتى أدخلوها في خبر كان فإنا لله وإنا إليه راجعون وذلك في سنة 681 قال الرهني إن مدينتها بنية للإسكندر وذلك أنه لما دخل الشرق ومر بها إلى الصين وكان من عادته أن يكلف أهل كل بلد ببناء مدينة تحصنهم من الأعداء فيقدرها ويهندسها لهم وأنه أعلم أن في أهل هراة شماسا وقلة قبول فاحتال عليهم وأمرهم أن يبنوا مدينة ويحكموا أساسها ثم خط لهم طولها وعرضها وسمك حيطانها وعدد أبراجها وأبوابها واشترط لهم أن يوفيهم أجورهم وغراماتهم عند عوده من ناحية الصين فلما رجع من الصين ونظر إلى ما بنوه عابه وأظهر كراهيته وقال ما أمرتكم أن تبنوا هكذا فرد بناءهم عليهم بالعيب ولم يعطهم شيئا ونسب إليها خلق من الأئمة والعلماء منهم الحسين بن إدريس بن المبارك بن الهيثم بن زياد أبو علي الأنصاري مولاهم الهروي أحد مشهوري المحدثين

بهراة سمع بدمشق هشام بن عمار وسمع ببغداد عثمان بن أبي شيبة وغيره خلقا كثيرا وروى عنه جماعة كثيرة منهم حاتم بن حيان وقال الدارقطني الحسين بن حزم وأخوه يوسف بن حزم الهرويان ينسبان إلى الأنصار واسم أبيهما إدريس ولقبه حزم وللحسين كتاب صنفه في التاريخ على حروف المعجم نحو كتاب البخاري الكبير ذكر فيه حديثا كثيرا وأخبارا وكان من الثقات ومات سنة 103 وفي هراة يقول أبو أحمد السامي الهروي هراة أرض خصبها واسع ونبتها اللفاح والنرجس ما أحد منها إلى غيرها يخرج إلا بعدما يفلس ويقول فيها الأديب البارع الزوزني هراة أردت مقامي بها لشتى فضائلها الوافره نسيم الشمال وأعنابها وأعين غزلانها الساحره وهراة أيضا مدينة بفارس قرب إصطخر كثيرة البساتين والخيرات ويقال إن نساءهم يغتلمن إذا أزهرت الغبيراء كما تغتلم القطاط
الهرث بضم أوله وسكون ثانيه وآخره ثاء مثلثة قرية على نهر جعفر من أعمال واسط منها أبو الغنائم محمد بن علي بن فارس بن المعلم الشاعر مولده في سنة 105 ومات في سنة 295 وكان رقيق الشعر جيده وهو القاتل يذكر الهرث يا خليلي القوافي اطرحت فابكيا الفضل بدمع مستهل وارثيا لي من زمان خائن ومحل مثل حالي مضمحل قد منعت الهرث دارا في الأذى بالفيافي غير دار الهون رحلي إن بذل الشعر يا قالته عندكم سهل وعندي غير سهل
هرجاب بالكسر ثم السكون والجيم وآخره باء موحدة وهو العظيم الضخم من كل شيء موضع في قول عامر بن الطفيل يرثي أباه ألا إن خير الناس رسلا ونجدة بهرجاب لم تحبس عليه الركائب
الهردة قال أبو زياد ومن بلاد أبي بكر الهردة
الهر بالضم والتشديد يجوز أن يكون منقولا من الفعل الذي لم يسم فاعله ثم استعمل اسما وهو قف باليمامة
هرشير قرية بين الري وقزوين هذا اسمها الفارسي وتسمى مدينة جابر قاله حمزة الأصبهاني
هرشى بالفتح ثم السكون وشين معجمة والقصر يقال رجل هرش وهو الجافي المائق وهارشت بين الكلاب معروف وهي ثنية في طريق مكة قريبة من الجحفة يرى منها البحر ولها طريقان فكل من سلك واحدا منهما أفضى به إلى موضع واحد ولذلك قال الشاعر خذا أنف هرشى أو قفاها فإنما كلا جانبي هرشى لهن طريق عن ابن جعدة عاتب عمر بن عبد العزيز رجلا من قريش كانت أمه أخت عقيل بن علفة فقال له قبحك الله أشبهت خالك في الجفاء فبلغ عقيلا فجاء حتى دخل على عمر فقال له ما وجدت لابن عمك

شيئا تعيره به إلا خؤولتي فقبح الله شركما خالا فقال صخر بن الجهم العدوي وأمه قرشية آمين يا أمير المؤمنين قبح الله شركما خالا وأنا معكما فقال عمر إنك لأعرابي جلف جاف أما لو تقدمت إليك لأدبتك والله لا أراك تقرأ من كتاب الله شيئا فقال بلى إني لأقرأه قال فاقرأ إذا زلزلت الأرض زلزالها حتى تبلغ إلى آخرها فقرأ فمن يعمل مثقال ذرة شرا يره ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره فقال له عمر ألم أقل لك إنك لا تحسن أن تقرأ لأن الله تعالى قدم الخير وأنت قدمت الشر فقال عقيل خذا أنف هرشى أو قفاها فإنما كلا جانبي هرشى لهن طريق فجعل القوم يضحكون من عجرفته وقيل إن هذا الخبر كان بين يعقوب بن سلمة وهو ابن بنت لعقيل وبين عمر بن عبد العزيز وإنه قال لعمر بلى والله إني لقارىء لآية وآيات وقرأ إنا بعثنا نوحا إلى قومه فقال عمر قد أعلمتك أنك لا تحسن ليس هكذا قال فكيف فقال إنا أرسلنا نوحا إلى قومه فقال ما الفرق بين أرسلنا وبعثنا خذا أنف هرشى أو قفاها فإنما كلا جانبي هرشى لهن طريق وقال عرام هرشى هضبة ململمة لا تنبت شيئا وهي على ملتقى طريق الشام وطريق المدينة إلى مكة وهي في أرض مستوية وأسفل منها ودان على ميلين مما يلي مغيب الشمس يقطعها المصعدون من حجاج المدينة ينصبون منها منصرفين إلى مكة ويتصل بها مما يلي مغيب الشمس خبت رمل في وسط هذا الخبت جبيل أسود شديد السواد صغير يقال له طفيل
هرقلة بالكسر ثم الفتح مدينة ببلاد الروم سميت بهرقلة بنت الروم بن اليفز بن سام بن نوح عليه السلام وكان الرشيد غزاها بنفسه ثم افتتحها عنوة بعد حصار وحرب شديد ورمي بالنار والنفط حتى غلب أهلها فلذلك قال المكي الشاعر هوت هرقلة لما أن رأت عجبا جو السما ترتمي بالنفط والنار كأن نيراننا في جنب قلعتهم مصبغات على أرسان قصار ثم قدم الرقة في شهر رمضان فلما عيد جلس للشعراء فدخلوا عليه وفيهم أشجع السلمي فبدر فأنشد لا زلت تنشر أعيادا وتطويها تمضي لها بك أيام وتمضيها ولا تقضت بك الدنيا ولا برحت يطوي بك الدهر أياما وتطويها ليهنك الفتح والأيام مقبلة إليك بالنصر معقودا نواصيها أمست هرقلة تهوي من جوانبها وناصر الله والإسلام يرميها ملكتها وقتلت الناكثين بها بنصر من يملك الدنيا وما فيها ما روعي الدين والدنيا على قدم بمثل هارون راعيه وراعيها فأمر له بعشرة آلاف دينار وقال لا ينشدني أحد بعده بشيء فقال أشجع والله لأمره ألا ينشده أحد من بعدي أحب إلي من صلته وكان في السبي

الذي سبي من هرقلة ابنة بطريقها وكانت ذات حسن وجمال فنودي عليها في المغانم فزاد عليها صاحب الرشيد فصادفت منه محلا عظيما فنقلها معه إلى الرقة وبنى لها حصنا بين الرافقة وبالس على الفرات وسماه هرقلة يحكي بذلك هرقلة التي ببلاد الروم وبقي الحصن عامرا مدة حتى خرب وآثاره إلى وقتنا ذا باقية وفيه آثار عمارة وأبنية عجيبة وهو قرب صفين من الجانب الغربي
الهرماس بالكسر وآخره سين مهملة والهرماس الأسد الجريء وقيل ولد النمر وهو نهر نصيبين مخرجه من عين بينها وبين نصيبين ستة فراسخ مسدودة بالحجارة والرصاص وإنما يخرج منها إلى نصيبين من الماء القليل لأن الروم بنت هذه الحجارة عليها لئلا تغرق هذه المدينة وكان المتوكل لما دخل هذه المدينة سار إليها وأمر بفتحها ففتح منها شيء يسير زيادة على ما هو عليه فغلب الماء عليه غلبة شديدة حتى أمر بإحكامه وإعادته إلى ما كان عليه بالحجارة والرصاص وإلى الآن هذه العين في أعلى المدينة وفاضل مائها يصب إلى الخابور ثم إلى الثرثار ثم إلى دجلة قال ذلك أحمد بن الطيب الفيلسوف
والهرماس موضع بالمعرة قال ابن أبي حصينة المعري يا صاحبي سقى منازل جلق غيث يروي ممحلات طساسها من لي برد شيببة قضيتها فيها وفي حمص وفي عرناسها وزمان لهو بالمعرة مونق بسيابها وبجانبي هرماسها
هركام ناحية من نواحي الطرم بين قزوين وبلاد الديلم
هركند بالنون بحر في أقصى بلاد الهند بين الهند والصين وفيه جزيرة سرنديب هي آخر جزيرة الهند مما يلي المشرق فيما زعم بعضهم
الهرمان هي أهرام كثيرة إلا أن المشهور منها اثنان واختلف الناس في أهرام مصر اختلافا جما وتكاد أن تكون حقيقة أقوالهم فيها كالمنام إلا أنا نحكي من ذلك ما يحسن عندنا فمن ذلك ما ذكره أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي في كتاب خطط مصر أنه وجد في قبر من قبور الأوائل صحيفة فالتمسوا لها قارئا فوجدوا شيخا من دير القلمون فقرأها فإذا فيها إنا نظرنا فيما تدل عليه النجوم فرأينا أن آفة نازلة من السماء وخارجة من الأرض ثم نظرنا فوجدناه ماء مفسدا للأرض وحيوانها ونباتها فلما تم اليقين من ذلك عندنا قلنا لملكنا سوريد بن سهلوق مر ببناء افرونيات وقبر لك وقبور لأهل بيتك فبنى لنفسه الهرم الشرقي وبنى لأخيه هوجيب الهرم الغربي وبنى لابن هوجيب الهرم المؤزر وبنيت الافرونيات في أسفل مصر وأعلاها وكتبنا في حيطانها علما غامضا من معرفة النجوم وعللها والصنعة والهندسة والطب وغير ذلك مما ينفع ويضر ملخصا مفسرا لمن عرف كلامنا وكتابتنا وإن هذه الآفة نازلة بأقطار العالم وذلك عند نزول قلب الأسد في أول دقيقة من رأس السرطان وتكون الكواكب عند نزوله إياها في هذه المواضع من الفلك الشمس والقمر في أول دقيقة من رأس الحمل وزحل في درجة وثمان وعشرين دقيقة من الحمل والمشتري في الحوت في تسع وعشرين درجة وثمان وعشرين دقيقة والمريخ في الحوت في تسع وعشرين درجة وثلاث دقائق والزهرة في الحوت في ثمان وعشرين درجة ودقائق وعطارد في الحوت في

سبع وعشرين درجة ودقائق والجوزهر في الميزان وأوج القمر في الأسد في خمس درج ودقائق ثم نظرنا هل يكون بعد هذه الآفة كون مضر بالعالم فاحتسبنا الكواكب فإذا هي تدل على أن آفة من السماء نازلة إلى الأرض وأنها ضد الآفة الأولى وهي نار محرقة لأقطار العالم ثم نظرنا متى يكون هذا الكون المضر فرأيناه يكون عن حلول قلب الأسد في آخر دقيقة من الدرجة الخامسة عشرة من الأسد ويكون إيليس وهو الشمس معه في دقيقة واحدة متصلة بستورنس وهو زحل من تثليث الرامي ويكون المشتري وهو زاويس في أول الأسد في آخر احتراقه ومعه المريخ وهو آرس في دقيقة ويكون سلين وهو القمر في الدلو مقابلا لإيليس مع الذنب في اثنتين وعشرين ويكون كسوف شديد له بثلث سلين القمر ويكون عطارد في بعده الأبعد أمامها مقبلين أما الزهرة فللاستقامة وأما عطارد فللرجعة قال الملك فهل عندكم من خبر توقفوننا عليه غير هذين الاثنين قالوا إذا قطع قلب الأسد ثلثي سدس أدواره لم يبق من حيوان الأرض متحرك إلا تلف فإذا استتم أدواره تحللت عقود الفلك وسقط على الأرض قال لهم ومتى يكون يوم انحلال الفلك قالوا اليوم الثاني من بدو حركة الفلك فهذا ما كان في القرطاس فلما مات سوريد دفن في الهرم الشرقي ودفن هوجيب في الهرم الغربي ودفن كرورس في الهرم الذي أسفله من حجارة أسوان وأعلاها كدان ولهذه الأهرام أبواب في آزاج تحت الأرض طول كل أزج منها مائة وخمسون ذراعا فأما باب الهرم الشرقي فمن الناحية البحرية وأما باب الهرم الغربي فمن الناحية الغربية وأما باب الهرم المؤزر فمن الناحية القبلية وفي الأهرام من الذهب وحجارة الزمرد ما لا يحتمله الوصف وإن مترجم هذا الكتاب من القبطي إلى العربي أجمل التاريخات إلى أول يوم من توت الأحد وطلوع شمسه سنة خمس وعشرين ومائتين من سني العرب فبلغت أربعة آلاف وثلثمائة وإحدى وعشرين سنة لسني الشمس ثم نظركم مضى من الطوفان إلى يومه هذا فوجده ثلاثة آلاف وتسعمائة وإحدى وأربعين سنة وتسعة وخمسين يوما فألقاها من هذه الجملة فبقي معه ثلثمائة وتسع وتسعون سنة وخمسة أيام فعلم أن هذا الكتاب المؤرخ كتب قبل الطوفان بهذه السنين وحكى ابن زولاق ومن عجائب مصر أمر الهرمين الكبيرين في جانبها الغربي ولا يعلم في الدنيا حجر على حجر أعلى ولا أوسع منها طولها في الأرض أربعمائة ذراع في أربعمائة وكذلك علوها أربعمائة ذراع وفي أحدهما قبر هرمس وهو إدريس عليه السلام وفي الآخر قبر تلميذه أغاتيمون وإليهما تحج الصابئة قال وكانا أولا مكسوين بالديباج وعليهما مكتوب وقد كسوناهما بالديباج فمن استطاع بعدنا فليكسهما بالحصير قال وقال حكيم من حكماء مصر إذا رأيت الهرمين أن الإنس والجن لا يقدرون على عمل مثلهما ولم يتولهما إلا خالق الأرض ولذلك قال بعض من رآهما ليس من شيء إلا وأنا أرحمه من الدهر إلا الهرمين فإني أرحم الدهر منهما قال عبيد الله مؤلف هذا الكتاب وقد رأيت الهرمين وقلت لمن كان في صحبتي غير مرة إن الذي يتصور في ذهني أنه لو اجتمع كل من بأرض مصر من أولها إلى آخرها على سعتها وكثرة أهلها وصمدوا بأنفسهم عشر سنين مجتهدين لما أمكنهم أن يعملوا مثل الهرمين وما سمعت بشيء تعظم عمارته فجئته إلا ورأيته دون

صفته إلا الهرمين فإن رؤيتهما أعظم من صفتهما قال ابن زولاق ولم يمر الطوفان على شيء إلا وأهلكه وقد مر عليهما لأن هرمس وهو إدريس عليه السلام قبل نوح وقبل الطوفان وأما الهرم الذي بدير هرميس فإنه قبر قرباس وكان فارس مصر وكان يعد بألف فارس فإذا لقيهم وحده لم يقوموا له وانهزموا وإنه مات فجزع عليه الملك والرعية ودفنوه بدير هرميس وبنوا عليه الهرم مدرجا وبقي طينه الذي بني به مع الحجارة من الفيوم وهذا معروف إذا نظر إلى طينه لم يعرف له معدن إلا بالفيوم وليس بمنف ووسيم له شبه من الطين وقال ابن عفير وابن عبد الحكم وفي زمان شداد بن عاد بنيت الأهرام فيما ذكر عن بعض المحدثين ولم نجد عند أحد من أهل العلم من أهل مصر معرفة في الأهرام ولا خبرا ثبت إلا أن الذي يظن أنها بنيت قبل الطوفان فلذلك خفي خبرها ولو بنيت بعده لكان خبرها عند الناس ولذلك يقول بعضهم حسرت عقول ذوي النهى الأهرام واستصغرت لعظيمها الأحلام ملس منبقة البناء شواهق قصرت لغال دونهن سهام لم أدر حين كبا التفكر دونها واستوهمت بعجيبها الأوهام أقبور أملاك الأعاجم هن أم طلسم رمل كن أم أعلام وقال ابن عفير لم تزل مشايخ مصر يقولون إن الأهرام بناها شداد بن عاد وهو الذي بنى المغار وجند الأجناد والمغار والأجناد هي الدفائن وكانوا يقولون بالرجعة فكان إذا مات أحدهم دفنوا معه ماله كائنا ما كان وإن كان صانعا دفنت معه آلته وذكر أن الصابئة تحجها ومن عجائب مصر الهرمان إذ ليس على وجه الأرض بناء باليد حجر على حجر أطول منهما وإذا رأيتهما ظننت أنهما جبلان موضعان ولذلك قيل ليس من شيء إلا وأنا أرحمه من الدهر إلا الهرمين فإني أرحم الدهر منهما وعلى ركن أحدهما صنم كبير يقال إنه بلهيت ويقال إنه طلسم للرمل لئلا يغلب على كورة الجيزة وإن الذي طلسمه بلهيت وسبب تطلسمه أن الرمال غربية وشمالية كثيرة متكاثفة فإذا انتهت إليه لا تتعداه وهو صورة رأس آدمي ورقبته ورأسا كتفيه كالأسد وهو عظيم جدا حدثني من رأى نسرا عشش في أذنه وهو صورة مليحة كأن الصانع فرغ منه عن قرب وهو مصبوغ بحمرة موجودة إلى الآن مع تطاول المدة وتقدم الأعوام قال المعري تضل العقول الهبرزيات رشدها ولا يسلم الرأي القويم من الأفن وقد كان أرباب الفصاحة كلما رأوا حسنا عدوه من صنعة الجن وقال أبو الصلت وأي شيء أعجب وأغرب بعد مقدورات الله عز و جل ومصنوعاته من القدرة على بناء جسم من أعظم الحجارة مربع القاعدة مخروط الشكل ارتفاع عموده ثلاثمائة ذراع ونحو سبعة عشر ذراعا تحيط به أربعة سطوح مثلثات متساويات الأضلاع طول كل ضلع منها أربعمائة ذراع وستون ذراعا وهو مع هذا العظم من إحكام الصنعة وإتقان الهندام وحسن التقدير بحيث لم يتأثر إلى هلم جرا بتضاعف الرياح وهطل السحاب وزعزعة الزلازل وهذه صفة كل واحد من الهرمين المحاذيين للفسطاط

من الجانب الغربي على ما شاهدناه منهما قال واتفق أن خرجنا يوما فلما طفنا بهما وكثر تعجبنا منهما تعاطينا القول فيهما فقال بعضنا يعني نفسه بعيشك هل أبصرت أحسن منظرا على طول ما أبصرت من هرمي مصر أطافا بأعنان السماء وأشرفا على الجو إشراف السماك أو النسر وقد وافيا نشزا من الأرض عاليا كأنهما ثديان قاما على صدر قال وزعم قوم أن الأهرام الموجودة بمصر قبور الملوك العظام آثروا أن يتميزوا بها عن سائر الملوك بعد مماتهم كما تميزوا عنهم في حياتهم وتوخوا أن يبقى ذكرهم بسببها على تطاول الدهور وتراخي العصور ولما وصل المأمون إلى مصر أمر بنقبهما فنقب أحد الهرمين المحاذيين للفسطاط بعد جهد شديد وعناء طويل فوجد في داخله مهاو ومراق يهول أمرها ويعسر السلوك فيها ووجد في أعلاها بيت مكعب طول كل ضلع من أضلاعه ثمانية أذرع وفي وسطه حوض رخام مطبق فلما كشف غطاؤه لم يجدوا فيه غير رمة بالية قد أتت عليها العصور الخالية فأمر المأمون بالكف عن نقب ما سواه وفي سفح أحد الهرمين صورة آدمي عظيم مصبغة وقد غطى الرمل أكثرها وهي عجيبة غريبة وفيها يقول ظافر الحداد الإسكندري تأمل بنية الهرمين وانظر وبينهما أبو الهول العجيب كعماريتين على رحيل لمحبوبين بينهما رقيب وماء النيل تحتهما دموع وصوت الريح عندهما نحيب قال ومن الناس من زعم أن هرمس الأول المدعو بالمثلث بالحكمة وهو الذي يسميه العبرانيون أخنوخ بن يرد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم وهو إدريس النبي عليه السلام استدل من أحوال الكواكب على كون الطوفان فأمر ببنيان الأهرام وإيداعها الأموال وصحائف العلوم إشفاقا عليها من الذهاب والدروس وحفظا لها واحتياطا عليها وقيل إن الذي بناها سوريد بن سهلوق بن سرياق وقال البحتري في قصيدة ولا بسنان بن المشلل عندما بنى هرميها من حجارة لابها وذكر قوم أنه قد كتب على الهرمين بالمسند إني بنيتهما فمن يدعي قوة في ملكه فليهدمهما فإن الهدم أيسر من البناء وذكر أن حجارتهما نقلت من الجبل الذي بين طرا وحلوان وهما قريتان من مصر وأثر ذلك باق إلى الآن
هرمز بضم أوله وسكون ثانيه وضم الميم وآخره زاي قال الليث هرمز من أسماء العجم قال والشيخ هرمز يهرمز وهرمزته لوكه لقمة في فيه لا يسيغها فهو يديرها في فيه وهرمز مدينة في البحر إليها خور وهي على ضفة ذلك البحر وهي على بر فارس وهي فرضة كرمان إليها ترفأ المراكب ومنها تنقل أمتعة الهند إلى كرمان وسجستان وخراسان ومن الناس من يسميها هرموز بزيادة الواو
وهرمز أيضا قلعة بوادي موسى عليه السلام بين القدس والكرك
هرمزجرد ناحية كانت بأطراف العراق غزاها المسلمون أيام الفتوح
هرمزغند الغين معجمة ونون من قرى مرو على خمسة فراسخ منها ينسب إليها عبد الحكم بن

ميسرة الهرمزغندي صاحب أحاديث الفتن
هرمزفره بفتح الفاء وتشديد الراء قرية في طرف نواحي مرو على جانب البرية على طريق خوارزم يقال لها الآن مسفره رأيتها وإنما قيل لها ذلك لأن عسكر الإسلام لما وردوا مرو غازين كانت مستقر أمير يقال له هرمز فهرب فقالت العرب هرمز فر فلزمها هذا الاسم ينسب إليها جماعة من مشاهير العلماء منهم أبو هاش بكير بن ماهان الهرمزفرهي كان ممن يسعى في إقامة الدولة العباسية وأعيان قوادها وإبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن الهرمزفرهي سمع علي بن خشرم وسليمان بن معبد السنجي وغيرهما
هرمشير قال حمزة هو تعريب هرمز أردشير وهو اسم سوق الأهواز
الهرم بفتح أوله وسكون ثانيه والهرم ضرب من النبات فيه ملوحة وهو من أذل الحمض وأشده استبطاحا على وجه الأرض وبه يضرب المثل فيقال أذل من هرمة والهرم مال كان لعبد المطلب بالطائف يقال له ذو الهرم ويوم الهرم من أيامهم وقيل بل ذو الهرم مال لأبي سفيان بن حرب بالطائف ولما بعثه النبي صلى الله عليه و سلم لهدم اللات أقام بآله بذي الهرم قاله الواقدي وقال غيره ذو الهرم بكسر الراء ماء لعبد المطلب بن هاشم بالطائف هكذا ضبطناه عن أهل العلم والصحيح عندي ذو الهرم بالتحريك وله فيه قصة جاء فيها سجع يدل على ذلك قال أحمد بن يحيى بن جابر عن أشياخه إنه كان لعبد المطلب بن هاشم مال يدعى الهرم فغلبه عليه خندف بن الحارث الثقفي فنافرهم عبد المطلب إلى الكاهن القضاعي وهو سلمة بن أبي حية فخرج عبد المطلب وبنو ثقيف إليه إلى الشام وخبأوا له خبأة رأس جرادة في خرز مزادة فقال لهم خبأتم لي شيئا طار فسطع وتصوب فوقع ذا ذنب جرار وساق كالمنشار ورأس كالمسمار فقال إلا ده فلا ده يقول إن لم يكن قولي بيانا فلا بيان هو رأس جرادة في خرز مزادة قالوا صدقت فاحكم قال أحكم بالضياء والظلم والبيت والحرم أن المال ذا الهرم للقرشي ذي الكرم
هرمة واحدة الذي قبله بئر هرمة في حزم بني عوال جبل لغطفان بأكناف الحجاز لمن أم المدينة عن عرام
هرند بالتحريك والنون ساكنة ودال مهملة مدينة بنواحي أصبهان بينهما نحو ثلاثة أيام ينسب إليها عمر الهرندي الأديب له كتاب سماه الدرة والصدفة عمله لمحبوب له ضمنه نظما ونثرا من إنشائه أفادنيه الحافظ أبو عبد الله بن النجار صديقنا حرسه الله
هروب من قرى صنعاء باليمن
هرور حصن منيع من أعمال الموصل شماليها بينهما ثلاثون فرسخا وهو من أعمال الهكارية بينه وبين العمادية ثلاثة أميال وفيه معدن الموميا ومعدن الحديد وهو بلد كثير المياه واسع الخيرات والعسل فيه كثير جدا
وهرور أيضا حصن من أعمال إربل في جبالها من جهة الشمال
الهرير بالفتح ثم الكسر من هرير الفرسان بعضهم على بعض كما تهر السباع وهو صوت دون النباح ويوم الهرير من أيامهم ما أظنه سمي إلا بذلك إلا أنه كان الأغلب على أيامهم أن يسمى بالمكان الذي يكون فيه ذلك وهو من أيامهم القديمة قبل يوم

الهرير بصفين كانت به وقعة بين بكر بن وائل وبين بني تميم قتل فيه الحارث بن بيبة المجاشعي وكان الحارث من سادات بني تميم فقتله قيس بن سباع من فرسان بكر بن وائل فقال شاعرهم وعمرا وابن بيبة كان منهم وحاجب فاستكان على الصغار هريرة قال الحفصي إدا أخذت من سعد إلى هجر فأول ما تطأ حمل الدهناء ثم جبالها ثم العقد ثم تطأ هريرة وهي آخر الدهناء
باب الهاء والزاي وما يليهما
الهزار قرية بفارس من كورة إصطخر ينسب إليها يزدجرد الهزاري آخر من عمل كبس السنين في أيام الفرس في أيام يزدجرد بن سابور
الهزاردر معناه بالفارسية ألف باب موضع بالبصرة قالوا كان على نهر أم حبيب بنت زياد ابن أبيه قصر كثير الأبواب يسمى الهزاردر وقيل نزل في ذلك الموضع من البصرة ألف إسوار في ألف بيت أنزلهم كسرى فقيل هزاردر وقال المدائني تزوج شيرويه الإسواري مرجانة أم عبيد الله بن زياد فبنى لها قصرا فيه أبواب كثيرة فقيل هزاردر
هزارأسب معناه بالفارسية ألف فرس وهي قلعة حصينة ومدينة جيدة الماء ميحط بها كالجزيرة وليس إليها إلا طريق واحد على ممر قد صنع من نواحي خوارزم بينهما ثلاثة أيام وهي في الفضاء وفيها أسواق كثيرة وبزازون وأهل ثروة عهدي بها كذلك في سنة 616 والله أعلم بما جرى عليها في فتنة التتر لعنهم الله
الهزر بوزن زفر والهزر الضرب والهزر التقحم في البيع قيل هو موضع فيه قبور قوم من أهل الجاهلية قال الأصمعي ليلة أهل الهزر وقعة كانت لهذيل وقيل هي الليلة التي هلكت فيها ثمود وقال ابن دريد الهزر موضع أو اسم قوم وقال أبو دؤيب لقال الأباعد والشامتو ن أكانوا كليلة أهل الهزر قال السكري الهزر موضع قال أبو عمرو الهزر قبيلة من اليمن بيتوا فقتلوا عن آخرهم
الهزم بالفتح ثم السكون والهزم ما اطمأن من الأرض جرى في هذا المكان بحث وتفتيش وسؤال وقد اقتضى أن أذكره ههنا وذلك أن بعض أهل العصر زعم أنه نقل عن أسعد بن زرارة أنه جمع بأهل المدينة قبل مقدم النبي صلى الله عليه و سلم في أول جمعة في هزم بني النبيت فطلبنا نقل ذلك من المسانيد فوجدنا في معجم الطبراني بإسناده مرفوعا إلى محمد بن إسحاق بن يسار قال حدثني محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه قال حدثني عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال كنت يوما قائدا لأبي حين كف بصره فإذا خرجت به إلى الجمعة استغفر لأبي أمامة أسعد بن زرارة فقلت يا أبتاه رأيت استغفارك لأسعد بن زرارة كلما سمعت الأذان بالجمعة فقال يا بني أسعد أول من جمع بنا بالمدينة قبل مقدم النبي صلى الله عليه و سلم في هزم من حرة بني بياض في نقيع الخضمات فقلت كم كنتم يومئذ فقال أربعين رجلا وفي كتاب الصحابة لأبي نعيم الحافظ بإسناده إلى محمد بن إسحاق أيضا عن محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك أخبره قال كنت قائد أبي بعدما ذهب بصره

فكان لا يسمع الأذان بالجمعة إلا قال رحمة الله على أسعد بن زرارة فقلت يا أبي إنه تعجبني صلاتك على أبي أمامة كلما سمعت الأذان بالجمعة فقال يا بني إنه كان أول من جمع لنا الجمعة بالمدينة في هزم من حرة بني بياضة في نقيع يقال له الخضمات قلت وكم كنتم يومئذ قال أربعين رجلا وفي كتاب معرفة الصحابة لأبي عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة رفعه إلى محمد بن إسحاق بن يسار حدثني محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه قال حدثني عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال كنت قائد أبي حين كف بصره فكنت إذا خرجت به إلى الجمعة وسمع الأذن استغفر لأبي أمامة أسعد بن زرارة فمكثت حينا أسمع ذلك منه فقلت عجزا لأسأله عن هذا فخرجت به كما كنت فلما سمع الأذان استغفر له فقلت يا أبتاه رأيت استغفارك لأسعد بن زرارة كلما سمعت الأذان بالجمعة فقال أي بني كان أسعد بن زرارة أول من جمع بنا بالمدينة قبل مقدم النبي صلى الله عليه و سلم في هزم من حرة بني بياضة في نقيع الخضمات قلت فكم كنتم يومئذ قال أربعين وفي كتاب الاستيعاب لابن عبد البر أن أسعد بن زرارة كان أول من جمع بالمدينة في هزمة من حرة بني بياضة يقال لها بقيع الخضمات وفي كتاب الآثار لأحمد بن الحسين البيهقي بإسناده قال أي بني كان أسعد أول من جمع بنا في هزم من حرة بني بياضة يقال له نقيع الخضمات قال الخطابي هو نقيع بالنون قلت فهذا كما تراه من الاختلاف في اسم المكان ثم قرأت في كتاب الروض الأنف الذي ألفه عبد الرحمن بن عبد الله السهيلي في شرح سيرة النبي صلى الله عليه و سلم تهذيب ابن هشام فقال وذكر ابن إسحاق أنه جمع بهم أبو أمامة عند هزم النبيت جبل على بريد من المدينة ففي هذا خلافان قوله النبيت وكلهم قال بياضة وقوله جبل والهزم بإجماع أهل اللغة المنخفض من الأرض وذكر بعض أهل المغاربة في حاشية كتابه قولا حسنا جمع بين القولين فإن صح فهو المعول عليه قال جمع بنا في هزم بني النبيت من حرة بني بياضة في نقيع يقال له نقيع الخضمات قلت والنبيت بطن من الأنصار وهو عمرو بن مالك بن الأوس وبياضة أيضا بطن من الأنصار وهو بياضة بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج
هزمان بفتح الهاء وسكون الزاي وآخره نون في حديث الردة أن امرأة من بني حنيفة يقال لها أم الهيثم أتت مسيلمة الكذاب وقالت له إن نخلنا لسحق وآبارنا لجرز فادع الله لمائنا ونخلنا كما دعا محمد لأهل هزمان فقال لرحال بن عنقرة ما تقول هذه فقال إن أهل هزمان أتوا محمدا فشكوا بعد مياههم وكانت آبارهم جرزا وشدة عملهم ونخلهم وأنها سحق فدعا لهم فجاشت آبارهم وانحنت كل نخلة وقد انتهت حتى وضعت جرانها لانتهائها فحكمت به الأرض حتى أنشبت عروقا ثم قطعت من دون ذلك فعادت فسيلا مكمما ينمي صعدا فقال وكيف صنع قال دعا بسجل فدعا لهم فيه ثم تمضمض منه بفمه ثم مجه فيه فانطلقوا حتى فرغوه في تلك الآبار ثم سقوا نخلهم ففعل النبي ما حدثتك وبقي الآخر إلى انتهائه فدعا بدلو من ماء فدعا لهم فيه ثم تمضمض منه ثم مج فيه فنقلوه فأفرغوه في آبارهم فغارت مياه تلك الآبار وذوى نخلهم وإنما استبان ذلك بعد مهلكه
هزمة بالفتح ثم السكون يقال هزمت البئر إذا حفرتها وجاء في حديث زمزم أنها هزمة جبرائيل

عليه السلام أي ضربها برجله فنبع الماء وقال غيره معناه أنه هزم الأرض أي كسر وجهها عن عينها حتى فاضت بالماء الرواء والهزمة من قرى قرقرى باليمامة ويروى بفتح الزاي
هزو بضم الهاء والزاي وسكون الواو قلعة ضعيفة على جبل ساحل البحر الفارسي مقابلة لجزيرة كيش رأيتها وقد خربت ولها ذكر في أخبار أهل بويه وغيرهم إلا أني وجدت إبراهيم بن هلال الصابي عظم أمرها وفخم حالها وزعم أنها لم تفتح عنوة قط وإنما أهلها اختاروا الإسلام رغبة لا رهبة وأن أصحابها كانوا قوما من العرب يقال لهم بنو عمارة يتوارثونها ولهم نسب يسوقونه إلى الجلندي بن كركر إلى أن انتهى ملكها إلى رجل يقال له أبو المطلب رضوان بن جعفر وأن عضد الدولة أرسل إليها علي بن الحسين السيفي من أهل الأدب ففتحها قال وكان أهلها يزعمون أنهم المرادون بقوله تعالى وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا وفيها حبس صمصام الدولة لما قبض عليه أخوه أبو الفوارس شيرزيل شرف الدولة بن عضد الدولة ومنها كان مخرجه واستيلاؤه على بعض فارس
الهزوم بلد في بلاد بني هذيل ثم لبني لحيان ذكر في أيامهم
الهزيم بفتح أوله وكسر ثانيه موضع في قول عدي بن الرقاع حيث قال أخبر النفس إنما الناس كالعي دان من بين نابت وهشيم من ديار غشيتها دارسات بين قارات ضاحك فالهزيم
الهزيم تصغير هزم وهو المنخفض من الأرض نخيل وقرى بأرض اليمامة لبني امرىء القيس التميميين
وذو هزيم بلد باليمن
باب الهاء والسين وما يليهما
هسنجان بكسر أوله وفتح السين المهملة ثم نون ساكنة وجيم وآخره نون قرية بالري ينسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف بن خالد الهسنجاني الرازي رحل إلى العراق والشام ومصر وسمع الكثير وروى عن محمود بن خالد وأحمد بن أبي الحواري والعباس بن الوليد الخلال والمسيب بن واضح وعثمان بن أبي شيبة وغيرهم وعبد الله بن معاذ العنبري وعبد الأعلى بن حماد وهشام بن عمار وأبي طاهر بن سرح روى عنه أبو عمرو بن مطر وأبو بكر الإسماعيلي وغيرهما وكان ثقة مأمونا توفي سنة 103 وعلي بن الحسن الرازي الهسنجاني أخو عبد الله بن الحسن سمع هشام بن عمار وأبا الجماهر وسعيد بن أبي مريم ويحيى بن بكير ونعيم بن حماد وأحمد بن حنبل وأبا الوليد بن الطيالسي ويحيى بن معين وغيرهم روى عنه عبد الرحمن بن أبي حاتم وأبو قريش محمد بن جمعة الحافظ وغيرهما ومات سنة 572
باب الهاء والضاد وما يليهما
هضاب موضع في قول الأخطل طهرت خيلنا الجزيرة منهم وعسى أن تنال أهل هضاب
هضاض بالضم والكسر وتكرير الضاد معجمة والهض كسر دون الهد وفوق الرض والهض سرعة سير الإبل كأنه من هضض إذا دق الأرض برجله و الهضاض اسم موضع قال تأبط شرا

إذا خلفت باطنتي سرار وبطن هضاض حيث غدا صباح
هضام بالضم والهضم المطمئن من الأرض وجمعه أهضام وهضوم و هضام اسم واد
هضب الجثوم في قول الراعي والهضبة كل جبل خلق من صخرة واحدة قال الراعي تروحن من هضب الجثوم فأصبحت هضاب شرورى دونها فالمضيح
هضب حرس ماء يقال له حرس وله هضب قال الشاعر أشاقتك الديار بهضب حرس كخط معلم ورقا بنقس
هضب الدخول من جبال عمرو بن كلاب قال سعيد بن عمرو الزبيدي وكان ساعيا عليهم وإن يك ليلي طال بالنير أو سجا فقد كان بالجماء غير طويل ألا ليتني بدلت سعيا وأهله بدمخ وأضرابا بهضب دخول
هضب الصراد هضاب خمس في أرض سهلة في ديار محارب
هضب الصفا موضع في شعر أمية بن أبي عائذ الهذلي حيث قال فضهاء أظلم فالنطوف فصائف فالنمر فالبرقات فالأنحاص أنحاص مسرعة التي حازت إلى هضب الصفا المتزحلف الدلاص
هضب غول في ديار الضباب قال دجانة بن أبي قيس أتتني يمين من أناس لتركبن علي ودوني هضب غول فقادم تحلل وعالج ذات نفسك وانظرن أبا جعل لعلما أنت حالم
هضب القليب علم فيه شعاب كثيرة قال الأصمعي هضب القليب بنجد والهضب جبال صغار والقليب في وسط هذا الموضع يقال له ذات الإصاد وهو من أسمائها وعنده جرى داحس والغبراء قال العامري هضب القليب نصف ما بيننا وبين بني سليم حاجز فيهما بيننا والقليب الذي ينسب إليه بئر لهم وقال مطير بن الأشيم الأسدي واستمنحه ابن عم له فقالت امرأته هند الحجارة فقال مطير أبالصم من هضب القليب أمرتني هنيدة لا يرضى بذاك المخيب المخيب الذي لا لبن لإبله والمبر الذي له لبن
ألا إن هندا عزها من صديقها عناد لها مثل النضيح وأوطب ومغرفة بالكف عجلى وجفنة ذوائبها مثل الملاءة تضرب الملاءة القشرة التي تعلو اللبن وقال الأعشى من ديار بالهضب هضب القليب فاض ماء السرور فيض الغروب وقال أبو زياد وبنو وبر بن الأضبط بن كلاب لهم من المياه هضب القليب والقليب ماء ولهم هضب كثيرة
هضب لبنى في ديار عمرو بن كلاب عن أبي زياد قال وهو أكثر من الكثير
هضب مداخل من جبال الحمى قال الأصمعي هضب مداخل هضب سفوح وهو منطق بأرض بيضاء

وهو مشرف على الريان من شرقيه ومداخل ثماد
هضب المعا ذكر المعا في موضعه
هضب وشجى في ديار عمرو بن كلاب قال الفأفأ بن حبيب بن حيان وإني لأستسقي لوشجى وهضبها إذا هضب وشجى واجهتني مخارمه ذهاب الثريا مرسلات تصيبه ومن خير أنواء الربيع قوادمه
هضب غير مضاف جاء في شعر زهير بن أبي سلمى فهضب فرقد فالطوي فثادق فوادي القنان حزمه فمداخله
هضيم بكسر أوله وسكون ثانيه وياء مفتوحة والهضم المطمئن من الأرض موضع قال بثنيي هضيم جد نماني
الهضيمية منسوبة إلى هضيم تصغير الهضم وهو الظلم موضع
باب الهاء والطاء وما يليهما
الهطال بتشديد الطاء من هطل الغمام إذا سح اسم جبل قال بعضهم على هطالهم منهم بيوت كأن العنكبوت هو ابتناها
الهطالة بالفتح ماء بالعريمة بين جبلي طيء ملح مر
الهطيف حصن باليمن بجبل واقرة
باب الهاء والفاء وما يليهما
هفتاد بولان من قرى الري وهو الموضع الذي ظفر فيه طغرلبك بأخيه لأمه إبراهيم إينال فقتله خنقا بوتر قوسه
هفتان من قرى أصبهان قريبة من البلد ذات منبر ومياه جارية
هفتجرد بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح التاء المثناة من فوقها وجيم مكسورة وراء ودال من قرى مرو
هفترك من أكبر مدن مكران
هفرفر من قرى مرو منها محدث حدثنا عن السديدي الخطيب رحمه الله
هفندى بفتح أوله وثانيه وسكون النون وفتح الدال المهملة وياء قرية قرب الكوفة نفق فيها الغعمام فرس أبي السرايا وكان أدهم فدفنه فيها وقال يا أهل هفندى قد جاوركم قبر كريم فأحسنوا مجاورته
الهفة مدينة قديمة كانت في طرف السواد بناها سابور ذو الأكتاف وأسكنها إيادا لما قتل من قتل منهم في مدينة شالها لما عصوا عليه ونقل من بقي منهم إلى هذه المدينة وجعلها محبسا لهم ونهى الرعية عن مخالطتهم وأمر أن لا تدخل العرب داخل الحصن فمن دخل بغير إذنه قتل وكان كل من سخطت عليه ملوك فارس نفته إلى الهفة ووسمتها بالنفي واللعن وكان النبط يسمونها هفاطرناي وآثار سورها بينة لم تندرس
باب الهاء والكاف وما يليهما
الهكارية بالفتح وتشديد الكاف وراء وياء نسبة بلدة وناحية وقرى فوق الموصل في بلد جزيرة ابن عمر يسكنها أكراد يقال لهم الهكارية
هكران بالفتح ثم السكون وراء وآخره نون والهكر الناعس وهو جبل بحذاء مران عن

عرام وأنشد أعيان هكران الخداريات وهو قليل النبات في أصله ماء يقال له الصنو
هكر بفتح أوله وكسر ثانيه وراء قال الحازمي على نحو أربعين ميلا من المدينة وقال الأزهري هكر موضع أراه روميا قال امرؤ القيس أغادي الصبوح عند هر وفرتنا وليدا وما أفنى شبابي غير هر إذا ذقت فاها قلت طعم مدامة معتقة مما تجيء به التجر كناعمتين من ظباء تبالة لدى جؤذرين أو كبعض دمى هكر وقال الأزهري هكر بلد ويقال قصر
هكر بالفتح ثم السكون والراء ذكره الحازمي فقال بكسر الكاف موضعان وقيل بفتح الكاف وقال ابن الأعرابي بالكسر مدينة لمالك بن سقار من مذحج وهو حصن باليمن من أعمال ذمار وعن الثقة بفتح الهاء وكسر الكاف
هكة بتشديد الكاف يقال هك بسلحه إذا رمى به وهك الرجل جاريته إذا نكحها والهك المطر الشديد والهك مداركة الطعن والهك تهور البئر والهكة مدينة كانت قديمة في طرف السواد من ناحية الحيرة
باب الهاء واللام وما يليهما
هلال بالضم وآخره لام علم مرتجل لشعب بتهامة يجيء من السراة من ناحية يسوم
هلباء بالباء الموحدة والمد ذنب أهلب وفرس هلباء إذا استؤصل ذنبها جزا وكذلك الأرض المجروزة على الاستعارة موضع بالحجاز وقال الحفصي موضع بين اليمامة ومكة وإنما سميت الهلباء لكثرة نباتها وإنها تنبت الحلي والصليان قال الشاعر سل القاع بالهلباء عنا وعنهم وعنك وما أنباك مثل خبير ويوم الهلباء من أيامهم
هلثا بالثاء المثلثة والقصر وهو صقع من أعمال البصرة بينها وبين البحر وهي نبطية
هلس بكسر أوله وثانيه والسين مهملة مدينة في أطراف الجزيرة مما يلي الروم وأهلها أرمن
هلورس موضع عند مخرج دجلة بينه وبين آمد يومان ونصف وهلورس هو الموضع الذي استشهد فيه علي الأرمني
الهلية قرية من أعمال زبيد
باب الهاء والميم وما يليهما
الهماء موضع بنعمان بين الطائف ومكة وقيل الهماء سميت برجل قتل بها يقال له الهماء كذا في شعر هذيل عن السكري وفي كتاب أبي الحسن المهلبي الهماء موضع قال النميري تضوع مسكا بطن نعمان إذ مشت به زينب في نسوة خفرات فأصبحن ما بين الهماء فصاعدا إلى الجزع جزع الماء ذي العشرات له أرج بالعنبر البحت فاغم مطالع رياه من الكفرات
الهماج بالكسر من الهمج وقد ذكر بعد وهو اسم موضع بعينه قال مزاحم العقيلي

نظرت وصحبتي بقصور حجر بعجلى الطرف عابرة الحجاج إلى ظعن الفضيلة طالعات خلال الرمل واردة الهماج وتحتي من بنات العود نقض أضر بطرقه سير الدياجي قال أبو زياد الهماج مياه في نهي تربة وقد ذكر
الهمامين بضم أوله تثنية همام الثلج وهو ما سال من مائه إذا ذاب والهمام من أسماء الملوك لعظم همتهم موضع في شعر الأعسى ومنا امرؤ يوم الهمامين ماجد بجو نطاع يوم تجنى جناتها
الهمامية بلدة من نواحي واسط بينها وبين خوزستان لها نهر يأخذ من دجلة منسوبة إلى همام الدولة منصور بن دبيس بن عفيف الأسدي وليس هذا بصاحب الحلة المزيدية هؤلاء أمراء تلك النواحي في أيام بني مزيد أيضا
همانية قرية كبيرة كالبلدة بين بغداد والنعمانية في وسط البرية ليس بقربها شيء من العمارات وهي في ضفة دجلة وقد نسب إليها قوم من الكتاب الأعيان والنسبة إليها هماني وربما قيل همني بغير ألف
الهمج بالتحريك والجيم الهمج في كلام العرب البعوض والهمج الجوع ثم يقال لأرذال الناس همج والهمج ماء وعيون عليه نخل من المدينة من جهة وادي القرى
همد بفتحتين ودال قال ابن السكيت همد الثوب يهمد همدا إذا بلي ماء لبني ضبة
همذان بالتحريك والذال معجمة وآخره نون في الإقليم الرابع وطولها من جهة المغرب ثلاث وسبعون درجة وعرضها ست وثلاثون درجة قال هشام بن الكلبي همذان سميت بهمذان بن الفلوج بن سام بن نوح عليه السلام وهمذان وأصبهان أخوان بنى كل واحد منهما بلدة ووجد في بعض كتب السريانيين في أخبار الملوك والبلدان إن الذي بنى همذان يقال له كرميس بن حليمون وذكر بعض علماء الفرس أن اسم همذان إنما كان نادمه ومعناه المحبوبة وروي عن شعبة أنه قال الجبال عسكر وهمذان معمعتها وهي أعذبها ماء وأطيبها هواء وقال ربيعة بن عثمان كان فتح همذان في جمادى الأولى على رأس ستة أشهر من مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان الذي فتحها المغيرة بن شعبة في سنة 42 من الهجرة وفي آخر وجه المغيرة بن شعبة وهو عامل عمر بن الخطاب على الكوفة بعد عزل عمار بن ياسر عنها جرير بن عبد الله البجلي إلى همذان في سنة 32 فقاتله أهلها وأصيبت عينه بسهم فقال أحتسبها عند الله الذي زين بها وجهي ونور لي ما شاء ثم سلبنيها في سبيله وجرى أمر همذان على مثل ما جرى عليه أمر نهاوند وذلك في آخر سنة 32 وغلب على أرضها قسرا وضمها المغيرة إلى كثير بن شهاب والي الدينور وإليه ينسب قصر كثير في نواحي الدينور وقال بعض علماء الفرس كان همذان أكبر مدينة بالجبال وكانت أربعة فراسخ في مثلها طولها من الجبل إلى قرية يقال لها زينواباذ وكان صنف التجار بها وصنف الصيارف بسنجاباذ وكان القصر الخراب الذي بسنجاباذ تكون فيه الخزائن والأموال وكان صنف البزازين في قرية يقال لها برشيقان فيقال إن بخت نصر بعث إليها قائدا

يقال له صقلاب في خمسمائة ألف رجل فأناخ عليها وأقام يقاتل أهلها مدة وهو لا يقدر عليها فلما أعيته الحيلة فيها وعزم على الانصراف استشار أهله فقالوا الرأي أن تكتب إلى بخت نصر وتعلمه أمرك وتستأذنه في الانصراف فكتب إليه أما بعد فإني وردت على مدينة حصينة كثيرة الأهل منيعة واسعة الأنهار ملتفة الأشجار كثيرة المقاتلة وقد رمت أهلها فلم أقدر عليها وضجر أصحابي المقام وضاقت عليهم الميرة والعلوفة فإن أذن لي الملك بالانصراف فقد انصرفت
فلما وصل الكتاب إلى بخت نصر كتب إليه أما بعد فقد فهمت كتابك ورأيت أن تصور لي المدينة بجبالها وعيونها وطرقها وقراها ومنبع مياهها وتنفذ إلي بذلك حتى يأتيك أمري ففعل صقلاب ذلك وصور المدينة وأنفذ الصورة إليه وهو ببابل فلما وقف عليه جمع الحكماء وقال أجيلوا الرأي في هذه الصورة وانظروا من أين تفتح هذه المدينة فأجمعوا على أن مياه عيونها تحبس حولا ثم تفتح وترسل على المدينة فإنها تغرق فكتب بخت نصر إلى صقلاب بذلك وأمره بما قاله الحكماء ففتح ذلك الماء بعد حبسه وأرسله على المدينة فهدم سورها وحيطانها وغرق أكثر أهلها فدخلها صقلاب وقتل المقاتلة وسبى الذرية وأقام بها فوقع في أصحابه الطاعون فمات عامتهم حتى لم يبق منهم إلا قليل ودفنوا في أحواض من خزف فقبورهم معروفة توجد في المحال والسكك إذا عمروا دورهم وخربوا ولم تزل همذان بعد ذلك خرابا حتى كانت حرب دارا بن دارا والإسكندر فإن دارا استشار أصحابه في أمره لما أظله الإسكندر فأشاروا عليه بمحاربته بعد أن يحرز حرمه وأمواله وخزائنه بمكان حريز لا يوصل إليه ويتجرد هو للقتال فقال انظروا موضعا حريزا حصينا لذلك فقالوا له إن من وراء أرض الماهين جبالا لا ترام وهي شبيهة بالسند وهناك مدينة منيعة عتيقة قد خربت وبارت وهلك أهلها وحولها جبال شامخة يقال لها همذان فالرأي للملك أن يأمر ببنائها وإحكامها وأن يجعل في وسطها حصنا يكون للحرم والخزائن والعيال والأموال ويبني حول الحصن دور القواد والخاصة والمرازبة ثم يوكل بالمدينة اثني عشر ألف رجل من خاصة الملك وثقاته يحمونها ويقاتلون عنها من رامها قال فأمر دارا ببناء همذان وبنى في وسطها قصرا عظيما مشرفا له ثلاثة أوجه وسماه ساروقا وجعل فيه ألف مخبأ لخزائنه وأمواله وأغلق عليه ثمانية أبواب حديد كل باب في ارتفاع اثني عشر ذراعا ثم أمر بأهله وولده وخزائنه فحولوا إليها وأسكنوها وجعل في وسط القصر قصرا آخر صير فيه خواص حرمه وأحرز أمواله في تلك المخابىء ووكل بالمدينة اثني عشر ألفا وجعلهم حراسا وحكى بعض أهل همذان عنها مثل ما حكيناه أولا عن بخت نصر من حبس الماء وإطلاقه على البلد حتى خربه وفتحه والله أعلم ويقال إن أول من بنى همذان جم بن نوجهان بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام وسماها سارو ويعرب فيقال ساروق وحصنها بهمن بن اسفنديار وإن دارا وجد المدينة حصينة المكان دارسة البناء فأعاد بناءها ثم كثر الناس بها في الزمان القديم حتى كانت منازلها تقدر بثلاثة فراسخ وكان صنف الصاغة بها بقرية سنجاباذ واليوم تلك القرية على فرسخين من البلد قال شيرويه في أخبار الفرس بلسانهم سارو جم كرد دارا كمر بست بهمن اسفنديار بسر آورد معناه بنى الساروق جم ونطقه دارا أي سوره وعمم عليه سورا واستتمه وأحسنه بهمن بن اسفنديار وذكر أيضا بعض مشايخ همذان أنها

أعتق مدينة بالجبل واستدلوا على ذلك من بقية بناء قديم باق إلى الآن وهو طاق جسيم شاهق لا يدرى من بناه وللعامة فيه أخبار عامية ألغينا ذكرها خوف التهمة وقال محمد بن بشار يذكر همذان وأروند ولقد أقول تيامني وتشاءمي وتواصلي ريما على همذان بلد نبات الزعفران ترابه وشرابه عسل بماء قنان سقيا لأوجه من سقيت لذكرهم ماء الجوى بزجاجة الأحزان كاد الفؤاد يطير مما شفه شوقا بأجنحة من الخفقان فكسا الربيع بلاد أهلك روضة تفتر عن نفل وعن حوذان حتى تعانق من خزاماك الذي بالجلهتين شقائق النعمان وإذا تبجست الثلوج تبجست عن كوثر شبم وعن حيوان متسلسلين على مذانب تلعة تثغو الجداء بها على الحملان قال المؤلف ولا شك عند كل من شاهد همذان بأنها من أحسن البلاد وأنزهها وأطيبها وأرفهها وما زالت محلا للملوك ومعدنا لأهل الدين والفضل إلا أن شتاءها مفرط البرد بحيث قد أفردت فيه كتب وذكر أمره بالشعر والخطب وسنذكر من ذلك مناظرة جرت بين رجل من أهل العراق يقال له عبد القاهر بن حمزة الواسطي ورجل من همذان يقال له الحسين بن أبي سرح في أمرها فيه كفاية قالوا وكانا كثيرا ما يلتقيان فيتحادثان الأدب ويتذاكران العلم وكان عبد القاهر لا يزال يذم الجبل وهواءه وأهله وشتاءه لأنه كان رجلا من أهل العراق وكان ابن أبي سرح مخالفا له كثيرا يذم العراق وأهله فالتقيا يوما عند محمد بن إسحاق الفقيه وكان يوما شاتيا صادق البرد كثير الثلج وكان البرد قد بلغ من عبد القاهر مبالغه فلما دخل وسلم قال لعن الله الجبل ولعن ساكنيه وخص الله همذان من اللعن بأوفره وأكثره فما أكدر هواءها وأشد بردها وأذاها وأشد مؤونتها وأقل خيرها وأكثر شرها فقد سلط الله عليها الزمهرير الذي يعذب به أهل جهنم مهما يحتاج الإنسان فيها من الدثار والمؤن المجحفة فوجوهكم يا أهل همذان مائلة وأنوفكم سائلة وأطرافكم خصرة وثيابكم متسخة وروائحكم قذرة ولحاكم دخانية وسبلكم منقطعة والفقر عليكم ظاهر والمستور في بلدكم مهتوك لأن شتاءكم يهدم الحيطان ويبرز الحصان ويفسد الطرق ويشعث الآطام فطرقكم وحلة تتهافت فيها الدواب وتتقذر فيها الثياب وتتحطم الإبل وتخسف فيها الآبار وتفيض المياه وتكف السطوح وتهيج الرياح العواصف وتكون فيها الزلازل والخسوف والرعود والبروق والثلوج والدمق فتنقطع عند ذلك السبل ويكثر الموت وتضيق المعايش فالناس في جبلكم هذا في جميع أيام الشتاء يتوقعون العذاب ويخافون السخط والعقاب ثم يسمونه العدو المحاصر والكلب الكلب ولذلك كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى بعض عماله إنه قد أظلكم الشتاء وهو العدو المحاصر فاستعدوا له الفراء واستغلوا الحذاء وقد قال الشاعر إذا جاء الشتاء فأدفئوني فإن الشيخ يهدمه الشتاء فالشتاء يهدم الحيطان فكيف الأبدان لا سيما شتاؤكم

الملعون ثم فيكم أخلاق الفرس وجفاء العلوج وبخل أهل أصبهان ووقاحة أهل الري وفدامة أهل نهاوند وغلظ طبع أهل همذان على أن بلدكم هذا أشد البلدان بردا وأكثرها ثلجا وأضيقها طرقا وأوعرها مسلكا وأفقرها أهلا وكان يقال أبرد البلدان ثلاثة برذعة وقاليقلا وخوارزم وهذا قول من لم يدخل بلدكم ولم يشاهد شتاءكم وقد حدثني أبو جعفر محمد بن إسحاق المكتب قال لما قدم عبد الله بن المبارك همذان أوقدت بين يديه نار فكان إذا سخن باطن كفه أصاب ظاهرها البرد وإذا سخن ظاهرها أصاب باطنها البرد فقال أقول لها ونحن على صلاء أما للنار عندك حر نار لئن خيرت في البلدان يوما فما همذان عندي بالخيار ثم التفت إلى ابن أبي سرح وقال يا أبا عبد الله وهذا والدك يقول النار في همذان يبرد حرها والبرد في همذان داء مسقم والفقر يكتم في بلاد غيرها والفقر في همذان ما لا يكتم قد قال كسرى حين أبصرتلكم همذان لا انصرفوا فتلك جهنم والدليل على هذا أن الأكاسرة ما كانت تدخل همذان لأن بناءهم متصل من المدائن إلى أزرميدخت من أسداباذ ولم يجوزوا عقبة أسداباذ وبلغنا أن كسرى أبرويز هم بدخول همذان فلما بلغ إلى موضع يقال له دوزخ دره ومعناه بالعربية باب جهنم قال لبعض وزرائه ما يسمى هذا المكان فعرفه فقال لأصحابه انصرفوا فلا حاجة بنا إلى دخول مدينة فيها ذكرجهنم وقد قال وهب بن شاذان الهمذاني شاعركم أما آن من همذان الرحيل من البلدة الحزنة الجامده فما في البلاد ولاأهلها من الخير من خصلة واحده يشيب الشباب ولم يهرموا بها من ضبابتها الراكده سألتهم أين أقصى الشتاء ومستقبل السنة الوارده فقالوا إلى جمرة المنتهى فقد سقطت جمرة خامده وأيضا قد قال شاعركم يوم من الزمهرير مقرور على صبيب الضباب مزرور كأنما حشوه جزائره وأرضه وجهها قوارير يرمي البصير الحديد نظرته منها لأجفانه سمادير وشمسه حرة مخدرة تسلبت حين حم مقدور تخال بالوجه من ضبابتها إذا حذت جلده زنابير وقال كاتب بكر همذان متلفة النفوس ببردها والزمهرير وحرها مأمون غلب الشتاء مصيفها وربيعها فكأنما تموزها كانون

وسأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلا من أين أنت فقال من همذان فقال أما إنها مدينة هم وأذى تجمد قلوب أهلها كما يجمد ماؤها وقد قال شاعركم أيضا وهو أحمد بن بشار يذم بلدكم وشدة برده وغلظ طبع أهله وما تحتاجون إليه من المؤن المجحفة الغليظة لشتائكم وقيل لأعرابي دخل همذان ثم انصرف إلى البادية كيف رأيت همذان فقال أما نهارهم فرقاص وأما ليلهم فحمال يعني أنهم بالنهار يرقصون لتدفأ أرجلهم وبالليل حمالون لكثرة دثارهم ووقع أعرابي إلى همذان في الربيع فاستطاب الزمان وأنس بالأشجار والأنهار فلما جاء الشتاء ورد عليه ما لم يعهده من البرد والأذى فقال بهمذان شقيت أموري عند انقضاء الصيف والحرور جاءت بشر شر من عقور ورمت الآفاق بالهرير والثلج مقرون بزمهرير لولا شعار العاقر النزور أم الكبير وأبو الصغير لم يدف إنسان من الخصير ولقد سمعت شيخا من علمائكم وذوي المعرفة منكم أنه يقول يربح أهل همذان إذا كان يوم في الشتاء صافيا له شمس حارة مائة ألف درهم وقيل لابنة الحسن أيما أشد الشتاء أم الصيف فقالت من يجعل الأذى كالزمانة لأن أهل همذان إذا اتفق لهم في الشتاء يوم صاف فيه شمس حارة يبقى في أكياسهم مائة ألف درهم لأنهم يربحون فيه حطب الوقود وقيمته في همذان ورساتيقها في كل يوم مائة ألف درهم وقيل لأعرابي ما غاية البرد عندكم فقال إذا كانت السماء نقية والأرض ندية والريح شامية فلا تسأل عن أهل البرية وقد جاء في الخبر أن همذان تخرب لقلة الحطب ودخل أعرابي همذان فلما رأى هواءها وسمع كلام أهلها ذكر بلاده فقال وكيف أجيب داعيكم ودوني جبال الثلج مشرفة الرعان بلاد شكلها من غير شكلي وألسنها مخالفة لساني وأسماء النساء بها زنان وأقرب بالزنان من الزواني فلما بلغ عبد القاهر إلى هذا المكان التفت إليه ابن أبي سرح وقال له قد أكثرت المقال وأسرفت في الذم وأطلت الثلب وطولت الخطبة ثم صمد للإجابة فلم يأت بطائل أكثر من ذكر المفاخرة بين الصيف والشتاء والحر والبرد ووصف أن بلادهم كثيرة الزهر والرياحين في الربيع وأنها تنبت الزعفران وأن عندهم أنواعا من الألوان لا تكون في بلاد غيرهم وأن مصيف الجبال طيب فلم أر الإطالة بالإتيان به على وجهه قالوا وأقبل عبيد الله بن سليمان بن وهب إلى همذان في سنة 482 بمائة ألف دينار وسبعين ألف دينار بالكفاية على أن لا مؤونة على السلطان وهي أربعة وعشرون رستاقا همذان وفرواز وقوهياباذ واناموج وسيسار وشراة العليا وشراة الميانج والاسفيذجان وبحر واباجر وارغين والمغارة واسفيذار والعلم الأحمر وارناد وسمير وسردروذ والمهران وكوردور وروذه وساوه وكان منها بسا وسلفانروذ وخرقان ثم نقلت إلى قزوين وهي ستمائة وستون قرية وعملها من باب الكرج إلى سيسر طولا

وعرضا من عقبة أسداباذ إلى ساوه قالوا ومن عجائب همذان صورة أسد من حجر على باب المدينة يقال إنه طلسم للبرد من عمل بليناس صاحب الطلسمات حين وجهه قباذ ليطلسم آفات بلاده ويقال إن الفارس كان يغرق بفرسه في الثلج بهمذان لكثرة ثلوجها وبردها فلما عمل لها هذا الطلسم في صورة الأسد قل ثلجها وصلح أمرها وعمل أيضا على يمين الأسد طلسما للحيات وآخر للعقارب فنقصت وآخر للغرق فأمنوه وآخر للبراغيث فهي قليلة جدا بهمذان ولما عمل بليناس هذه الطلسمات بهمذان استهان بها أهلها فاتخذ في جبلهم الذي يقال له اروند طلسما مشرفا على المدينة للجفاء والغلظ فهم أجفى الناس وأغلظهم طبعا وعمل طلسما آخر للغذ فهم أغدر الناس فلذلك حولت الملوك الخزائن عنها خوفا من غدر أهلها واتخذ طلسما آخر للحروب فليست تخلو من عسكر أو حرب وقال محمد بن أحمد السلمي المعروف بابن الحاجب يذكر الأسد على باب همذان ألا أيها الليث الطويل مقامه على نوب الأيام والحدثان أقمت فما تنوي البراح بحيلة كأنك بواب على همذان أطالب ذحل أنت من عند أهلها أبن لي بحق واقع ببيان أراك على الأيام تزداد جدة كأنك منها آخذ بأمان أقبلك كان الدهر أم كنت قبله فنعلم أم ربيتما بلبان وهل أنتمان ضدان كل تفردت به نسبة أم أنتما أخوان بقيت فما تفنى وأفنيت عالما سطا بهم موت بكل مكان فلو كنت ذا نطق جلست محدثا وحدثتنا عن أهل كل زمان ولو كنت ذا روح تطالب مأكلا لأفنيت أكلا سائر الحيوان أجنبت شر الموت أم أنت منظر وإبليس حتى يبعث الثقلان فلا هرما تخشى ولا الموت تتقي بمضرب سيف أو شباة سنان وعما قريب سوف يلحق ما بقى وجسمك أبقى من حرا وأبان قال وكان المكتفي يهم بحمل الأسد من باب همذان إلى بغداد وذلك أنه نظر إليه فاستحسنه وكتب إلى عامل البلد يأمره بذلك فاجتمع وجوه أهل الناحية وقالوا هذا طلسم لبلدنا من آفات كثيرة ولا يجوز نقله فيهلك البلد فكتب العامل بذلك وصعب حمله في تلك العقاب والجبال والمدور وكان قد أمر بحمل الفيلة لنقله على العجلة فلما بلغه ذلك فترت نيته عن نقله فبقي مكانه إلى الآن وقال شاعر أهل همذان وهو أحمد بن بشار يذم همذان وشدة برده وغلظ طبع أهله وما يحتاجون إليه من المؤن المجحفة الغليظة لشتائهم قد آن من همذان السير فانطلق وارحل على شعب شمل غير متفق بئس اعتياض الفتى أرض الجبال له من العراق وباب الرزق لم يضق أم الملوك فقد أودت سراتهم والغابرون بها في شيمة السوق

ولا مقام على عيش ترنقه أيدي الخطوب وشر العيش ذو الرنق قد كنت أذكر شيئا من محاسنها أيام لي فنن كاس من الورق أرض يعذب أهلوها ثمانية من الشهور كما عذبت بالرهق تبقى حياتك ما تبقى بنافعة إلا كما انتفع المجروض بالدمق فإن رضيت بثلث العمر فارض به على شرائط من يقنع بما يمق إذا ذوى البقل هاجت في بلادهم من جربيائهم نشافة العرق تبشر الناس بالبلوى وتنذرهم ما لا يداوى بلبس الدرع والدرق تلفهم في عجاج لا تقوم لها قوائم الفيل فيل الماقط الشبق لا يملك المرء فيها كور عمته حتى تطيرها من فرط مخترق فإن تكلم لاقته بمسكنة ملء الخياشيم والأفواه والحدق فعندها ذهبت ألوانهم جزعا واستقبلوا الجمع واستولوا على العلق حتى تفاجئهم شهباء معضلة تستوعب الناس في سربالها اليقق خطب بها غير هين من خطوبهم كالخنق ما منه من ملجا لمختنق أما الغني فمحصور يكابدها طول الشتاء مع اليربوع في نفق يقول أطبق وأسبل يا غلام وأر خ الستر واعجل برد الباب واندفق وأوقدوا بتنانير تذكرهم نار الجحيم بها من يصل يحترق والمملقون بها سبحان ربهم ماذا يقاسون طول الليل من أرق صبغ الشتاء إذا حل الشتاء بها صبغ المآتم للحسانة الفنق والذئب ليس إذا أمسى بمحتشم من أن يخالط أهل الدار والنسق فويل من كان في حيطانه قصر ولم يخص رتاج الباب بالغلق وصاحب النسك ما تهدا فرائصه والمستغيث بشرب الخمر في عرق أما الصلاة فودعها سوى طلل أقوى وأقفر من سلمى بذي العمق تمسي وتصبح كالشيطان في قرن مستمسكا من حبال الله بالرمق والماء كالثلج والأنهار جامدة والأرض أضراسها تلقاك بالدبق حتى كأن قرون الغفر ناتئة تحت المواطىء والأقدام في الطرق فكل غاد بها أو رائح عجل يمشي إلى أهلها غضبان ذا حنق قوم غذاؤهم الألبان مذ خلقوا فما لهم غيرها من مطعم أنق لا يعبق الطيب في أصداغ نسوتهم ولا جلودهم تبتل من عرق

فهم غلاظ جفاة في طباعهم إلا تعلة منسوب إلى الحمق أفنيت عمري بها حولين من قدر لم أقو منها على دفع ولم أطق قلت وهذه القصيدة ليست من الشعر المختار وإنما كتبت للحكاية عن شرح حال همذان وللشعراء أشعار كثيرة في برد همذان ووصف أروند فأما أروند فقد ذكر في موضعه وأما الأشعار التي قيلت في بردها ففي ما ذكرنا كفاية وقال البديع الهمذاني فيها همذان لي بلد أقول بفضله لكنه من أقبح البلدان صبيانه في القبح مثل شيوخه وشيوخه في العقل كالصبيان وقال شيرويه قال الأستاذ أبو العلاء محمد بن علي بن الحسن بن حستون الهمذاني الوزير من قصيدة يا أيها الملك الذي وصل العلا بالجود والإنعام والإحسان قد خفت من سفر أطل علي في كانون في رمضان من همذان بلد إليه أنتمي بمناسبي لكنه من أقذر البلدان صبيانه في القبح مثل شيوخه وشيوخه في العقل كالصبيان وقال شيرويه أيضا إن سليمان بن داود عليه السلام اجتاز بموضع همذان فقال ما بال هذا الموضع مع عظم مسيل مائه وسعة ساحته لا تبنى فيه مدينة فقالوا يا نبي الله لا يثبت أحد فيه لأن البرد ينصب فيه صبا ويسقط الثلج قامة الرمح فقال عليه السلام لصخر الجني هل من حيلة قال نعم فاتخذ سبعا من حجر منقور ونصب طلسما للبرد وبنى المدينة وقيل أول من أسسها دارا الأكبر قال كعب الأحبار متى أراد الله أن يخرب هذه المدينة سقط ذلك الطلسم فتخرب بإذن الله قال شيرويه والسبع هو الأسد المنحوت من الحجر الخورزني وخورزن جبل بباب همذان الموضوع على الكثيب الذي على ذنب الأسد وهذا الأسد من عجائب همذان منحوت من صخرة واحدة وجوارحه غير منفصلة عن قوائمه كأنه ليث غابة ولم يزل في هذا الموضع منذ زمن سليمان عليه السلام وقيل من زمان قباذ الأكبر لأنه أمر بليناس الحكيم بعمله إلى سنة 913 فإن مرداويج دخل المدينة ونهب أهلها وسباهم فقيل له إن هذا السبع طلسم لهذه المدينة من الآفات وفيه منافع لأهله فأراد حمله إلى الري فلم يقدر فكسرت يداه بالفطيس
همزى بوزن جمزى والهمز العصر تقول همزت رأسه وجوز ابن الأنبار قوس همزى شديدة الهمز إذا نزع فيها وفرس همزى شديدة الجمز إذا جالت وهمزى هو موضع بعينه
همينيا هي همانيا التي ذكرت في أول هذا الباب بين المدائن والنعمانية كان أول من بناها بهمن بن اسفنديار ملك الفرس
باب الهاء والنون وما يليهما
هنا بالضم موضع في شعر امرىء القيس وحديث القوم يوم هنا وحديث ما على قصره وقال فروة بن مسيك المرادي

والخيل عقرى على القتلى مسومة كأن دوراتها أسدار دوام قد قطعت شدة الخيلين يوم هنا ما بين قومك من قربى وأرحام وقال المهلبي قال قوم يوم هنا اليوم الأول قال الشاعر إن ابن عائشة المقتول يوم هنا خلى علي فجاجا كان يحميها ثم قال وهنا موضع وأنشد شعر امرىء القيس
هنتل بالفتح ثم السكون والتاء المثناة من فوقها ولام علم مرتجل لاسم مكان
هندمند بالكسر ثم السكون وبعد الدال ميم ونون ساكنة ودال مهملة أخرى وهو اسم لنهر مدينة سجستان يزعمون أنه ينصب إليه مياه ألف نهر وينشق منه ألف نهر فلا يظهر فيه نقص قال الإصطخري وأما أنهار سجستان فإن أعظمها نهر هندمند مخرجه من ظهر الغور حتى ينصب على ظهر رخج وبلد الداور حتى ينتهي إلى بست ويمتد منها إلى ناحية سجستان ثم يقع في بحيرة زره الفاضل منه وإذا انتهى هذا النهر إلى مرحلة من سجستان تشعب منه مقاسم الماء فأول نهر ينشق منه نهر يأخذ على الرستاق حتى ينتهي إلى نيشك ويأخذ منه سناروذ وقد ذكر في موضعه وما يبقى من هذا النهر يجري في نهر يسمى كزك ثم يصب في بحيرة زره وعلى نهر هندمند على باب بست جسر من سفن كما يكون في أنهار العراق وقال أبو بكر الخوارزمي غدونا شط نهر الهندمند سكارى آخذي بالدستبند وراح قهوة صفراء صرف شمول قرقف من جهنبد وساق شبه دينار أتانا يدير الكأس فينا كالدرند فلما دب سكر الليل فينا وأصبحنا بحال خردمند متى تدنو لقبلته تلكا ويلقى نفسه كالدردمند وهذا شعر مزاح ظريف يحاكي أنه جند بن جند
هندوان بضم الدال وآخره نون نهر بين خوزستان وأرجان عليه ولاية ينسب إليه كثير
هنديجان قال مسعر بن المهلهل بخوزستان بعد آسك بينها وبين أرجان قرية تعرف بهنديجان ذات آثار عجيبة وأبنية عالية وتثار منها الدفائن كما تثار بمصر وبها نواويس بديعة الصنعة وبيوت نار ويقال إن جيلا من الهند قصدت ملك الفرس لتزيل مملكته فكانت الوقعة في هذا المكان فغلبت الفرس الهند وهزمتهم هزيمة قبيحة فهم يتبركون بهذا الموضع
هنزيط بالكسر ثم السكون وزاي ثم ياء وطاء مهملة من الثغور الرومية ذكره أبو فراس فقال وراحت على سمنين غارة خيله وقد باكرت هنزيط منها بواكر وذكرها المتنبي أيضا فقال عصفن بهم يوم اللقان وسقنهم بهنزيط حتى ابيض بالسبي آمد وهنزيط في الإقليم الخامس طولها إحدى وسبعون درجة وثلثان وعرضها تسع وثلاثون درجة ونصف وربع

هنن بنونين الأولى مشددة مكسورة قرية من نواحي اليمن
هنكام بالفتح اسم لجزيرة في بحر فارس قريبة من كيش
هنيدة تصغير هند والهنيدة المائة من الإبل وهو حصن بناه سليمان عليه السلام
الهنيما موضع كذا هو في كتاب أبي الحسن المهلبي في الزيادات المقصورة والممدودة والمعروف الهييما بياءين
الهني والمري معناهما معلوم نهران بإزاء الرقة والرافقة حفرهما هشام بن عبد الملك وأحدث فيهما واسط الرقة ثم إن تلك الضيعة أعني الهني والمري قبضت في أول الدولة العباسية وانتقلت إلى أم جعفر وزادت في عمارتها قال ذلك البلاذري وقال جرير يمدح هشاما أوتيت من جذب الفرات جواريا منها الهني وسايح في قرقرى وهما يسقيان عدة بساتين مستمدهما من الفرات ومصبهما فيه وفيهما يقول الصنوبري بين الهني إلى المر ي إلى بساتين النقار فالدير ذي التل المكل ل بالشقائق والبهار وقال الصنوبري أيضا يذكره ويذكر دير زكى من حاكم بين الزمان وبيني ما زال حتى راضني بالبين وأنا وربعي اللذين تأبدا لا عجت بينهما على ربعين ما لي نأيت عن الهني وكنت لا أسطيع أنأى عنه طرفة عين يا دير زكى كنت أحسن مألف مر الزمان به على إلفين وبنفسي البرج الذي انكشفت لنا جنباته عن عسجد ولجين لو حمل الثقلان ما حملت من شوق لأثقل حمله الثقلين
هني كأنه تصغير هنىء موضع دون معدن النفط قال ابن مقبل يسوفان من قاع الهني كرامة أدام بها شهر الخريف وسيلا
هنين ناحية من سواحل تلمسان من أرض المغرب منها كان عبد المؤمن بن علي ملك المغرب من بليدة منها يقال لها تاجرة
باب الهاء والواو وما يليهما
الهوابج بالجيم بأرض اليمامة فيها روض عن الحفصي
الهواريون قال الحسن بن رشيق القيرواني ومن خطه نقلته ميمون بن عبد الله الهواري وليس بهواري على الحقيقة لكن سكن أبوه قرية تعرف بالهواريين فنسب إليها وإلا فهو من مسالمة تونس وكان متشيعا شديد الصلف ذكره في الأنموذج
الهوافي موضع بأرض السواد ذكره عاصم بن عمرو التميمي وكان فارسا مع جيش أبي عبيد الثقفي فقال قتلناهم ما بين مرج مسلح وبين الهوافي من طريق البذارق
هوب بالباء قال اللغويون الهوب الرجل الكثير الكلام و هوب دابر اسم أرض غلبت عليها

الجن ورواه بعضهم هوت وهو أصح والهوت المنخفض من الأرض
هوبر بفتح أوله وسكون ثانيه وباء موحدة وراء والهوبر في كلام العرب القرد والبعير وغيره إذا كان كثير الشعر وهو اسم مكان ومنه المثل إن دون الطلمة خرط قتاد هوبر
الهور بفتح أوله وهو مصدر هار الجرف يهور إذا انصدع من خلفه وهو ثابت في مكانه وجرف هور أي واسع بعيد والهور بحيرة يغيض فيها ماء غياض وآجام فتتسع ويكثر ماؤها
هورقان بالفتح ثم السكون وقاف وآخره نون من قرى مرو
هوزن بالفتح ثم السكون وفتح الزاي ونون وهو اسم طائر وجمعه هوازن وهوزن حي من اليمن يضاف إليه مخلاف باليمن
هوسم بالفتح ثم السكون والسين مهملة من نواحي بلاد الجيل خلف طبرستان والديلم
هوفان بالفاء وآخره نون
هولى بالضم فعلى من الهول وهو الأمر الشديد وهو جبل بنجد لبني جشم قال أمامة بن مسعود الفقيمي وما نفسه في روضة من ظعائن غدون على هولى بغير متاع عليهن أسلاب الحريب بماله فهن نصا أو قد دعاهن داع
هوة ابن وصاف دحل بالحزن لبني الوصاف وهو مالك بن عامر بن كعب بن سعد بن ضبيعة بن عجل بن لجيم وهوة ابن وصاف مثل تستعمله العرب لمن يدعون عليه قال رؤبة لولا ترقي على الأشراف أقحمتني في النفنف النفناف في مثل مهوى هوة الوصاف وقال الهداد بن حكيم يدعو على قرف من غال أو أقرف بعض الإقراف فخصه الله بحمى قرقاف وبحميم محرق للأجواف والزمهرير بعد ذاك الزقراف وكبه في هوة ابن الوصاف حتى يعد قبره في الأجداف
الهويت بالتصغير قرية من قرى وادي زبيد باليمن
هونين بالضم ثم السكون ونون ثم ياء ونون أخرى بلد في جبال عاملة مطل على نواحي مصر
هو بالضم ثم السكون على حرفين هو الحمراء بليدة أزلية على تل بالصعيد بالجانب الغربي دون قوص يضاف إليها كورة
باب الهاء والياء وما يليهما
هيان بالفتح والتخفيف وآخره نون من قرى جرجان قال أبو سعد يقال لها هيان باتوان ينسب إليها أبو بكر محمد بن بسام بن بكر بن عبد الله بن بسام الجرجاني سكن هيان باتوان من قرى جرجان روى الموطأ عن القعنبي وروى عن محمد بن كثير روى عنه أبو نعيم عبد الله بن محمد بن عدي وغيره وتوفي سنة 972
هيت بالكسر وآخره تاء مثناة قال ابن السكيت سميت هيت هيت لأنها في هوة من الأرض

انقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها وقال رؤبة في ظلمات تحتهن هيت أي هوة من الأرض وقال أبو بكر سميت هيت لأنها في هوة من الأرض والأصل فيها هوت فصارت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها وهذا مذهب أهل اللغة والنحو وذكر أهل الأثر أنها سميت باسم بانيها وهو هيت بن السبندى ويقال البلندى بن مالك بن دعر بن بويب بن عنقا بن مدين بن إبراهيم عليه السلام وهي بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار ذات نخل كثير وخيرات واسعة وهي مجاورة للبرية طولها من جهة المغرب تسع وستون درجة وعرضها اثنتان وثلاثون درجة ونصف وربع وهي في الإقليم الثالث أنفذ إليها سعد جيشا في سنة 16 وامتد منه فواقع منه أهل قرقيسيا فقال عمرو بن مالك الزهري تطاولت أيامي بهيت فلم أحم وسرت إلى قرقيسيا سير حازم فجئتهم في غرة فاحتويتها على غبن من أهلها بالصوارم وبها قبر عبد الله بن المبارك رحمه الله وفيها يقول أبو عبد الله محمد بن خليفة السنبسي شاعر سيف الدولة صدقة بن مزيد فمن لي بهيت وأبياتها فأنظر رستاقها والقصورا فيا حبذا تيك من بلدة ومنبتها الروض غضا نضيرا وبرد ثراها إذا قابلت رياح السمائم فيها الهجيرا وإني وإن كنت ذا نعمة أجاور بالنيل بحرا غزيرا أحن إليها على نأيها وأصرف عن ذاك قلبا ذكورا حنين نواعيرها في الدجى إذا قابلت بالضجيج السكورا ولو أن ما بي بأعوادها منوط لأعجزها أن تدورا بلاد نشأت بها ساحبا ذيول الخلاعة طفلا غريرا وقد نسب إليها قوم من أهل العلم
وهيت أيضا دحل تحت عارض جبل باليمامة
وهيت أيضا من قرى حوران من ناحية اللوى من أعمال دمشق منها نصر الله بن الحسن الشاعر الهيتي كان كثير الشعر مات سنة 565 ذكره العماد في الخريدة ومن شعره كيف يرجى معروف قوم من اللؤ م غدوا يدخلون في كل فن لا يرون العلى ولا المجد إلا بر علق وقحبة ومغني يتمنون أن تحل المسامي ر بأسماعهم ولا الشعر مني
هيثماباذ من قرى همذان ينسب إليها أبو العباس أحمد بن زيد بن أحمد الخطيب بهيثماباذ روى عن أبي منصور القومساني وكان صدوقا
هيثم بفتح أوله ثم السكون والثاء مثلثة قالوا الهيثم فرخ العقاب والهيثم الصقر أبو عمرو الهيثم الرمل الأحمر والهيثم موضع ما بين القاع

وزبالة بطريق مكة على ستة أميال من القاع فيه بركة وقصر لأم جعفر ومنه إلى الجريسي ثم زبالة قال الطرماح يذكر قداحا أجيلت فخرج لها صوت خوار غزلان لوى هيثم تذكرت فيقة أرآمها
هيج بالفتح ثم السكون والجيم يقال يومنا يوم هيج أي يوم غيم ومطر ويومنا يوم هيج أي يوم ريح قال ابن الأعرابي الهيج الجفاف والهيج الحركة والهيج الفتنة والهيج هيجان الدم والهيج هيجان الجماع والهيج الشوق وهيج موضع عن أبي عمرو
هيد بالفتح والهيد الحركة والهيد الزجر و أيام هيد أيام موتان كانت في الجاهلية في الدهر الأول قيل مات فيها اثنا عشر ألفا هكذا ذكره العمراني في أسماء الأماكن ولا أدري ما معناه
هيدة ذكر في الذي قبله وهيدة اسم ردهة بأعلى المضجع قالت ليلى الأخيلية تخلى عن أبي حرب فولى بهيدة قابض قبل القتال وقال أبو عبيدة في المقاتل لم يقف علماؤنا على هيدة ما هي حتى جاء الحسن فأخبر أنه موضع قتل فيه توبة وهما هضبتان يقال لهما بنتا هيدة ومرت ليلى بقبره فعقرت بعير زوجها على قبره وقالت عقرت على أنصاب توبة مقرما بهيدة إذ لم تحتضره أقاربه
هير بكسر أوله وسكون ثانيه وهير من أسماء الصبا وهو اسم موضع بالبادية عن الليث
هيسان بالفتح ثم السكون والسين مهملة وآخره نون من قرى أصبهان
هيطل بالفتح ثم السكون وفتح الطاء المهملة اسم لبلاد ما وراء النهر وهي بخارى وسمرقند وخجند وما بين ذلك وخلاله سمي بهيطل بن عالم بن سام بن نوح عليه السلام سار إليها في ولده من بابل عند تبلبل الألسن فاستوطنها وعمرها وسميت باسمه وهو أخو خراسان بن عالم
هيلاء بالمد والهيل الرمل الذي لا يثبت مكانه حتى ينهال فيسقط وقال عرام ومن جبال مكة جبل أسود مرتفع يقال له الهيلاء تقطع منه الحجارة للبناء وللأرحاء
هيلاقوس بالقاف والسين مهملة من بلاد اليونان قاله ابن السكيت
هيلان بالنون من الذي قبله موضع أو حي باليمن في شعر الجعدي
هيوة حصن لبني زبيد باليمن
الهييما بالضم وفتح ثانيه وياء أخرى ساكنة وميم مفتوحة وألف مقصورة اسم موضع كانت فيه وقعة لبني تيم الله بن ثعلبة بن عكابة على بني مجاشع قال مجمع بن هلال وعاثرة يوم الهييما رأيتها وقد لفها من داخل الحب مجزع تقول وقد أفردتها من خليلها تعست كما أتعستني يا مجمع فقلت لها بل تعس أخت مجاشع وقومك حتى خدك اليوم أضرع

وقال مالك بن نويرة تركتم لقاحي ولها وانطلقتم على وجهه من غير وقع ولا نفر وباتت على جوف الهييماء منحتي معقلة بين الركية والجفر

ي
باب الياء والألف وما يليهما
يابره بلد في غربي الأندلس ينسب إليها أبو بكر عبد الله بن طلحة بن محمد بن عبد الله اليابري الأندلسي سمع الحديث ورواه مات بمكة سنة 325 قاله أبو الحسن المقدسي وقال روى لنا عنه غير واحد وخلف بن فتح بن نادر اليابري سكن قرطبة يكنى أبا القاسم روى عن أبي محمد عبد الله بن سعيد الشقاق والقاضي حمام بن أحمد ونظرائهما وكان عالما بالأدب واللغة مقدما في معرفتهما مع الخير والدين وتوفي في ذي الحجة سنة 934
اليابس بلفظ ضد الرطب وادي اليابس نسب إلى رجل قيل منه يخرج السفياني في آخر الزمان
يابسة تأنيث الشيء اليابس ضد الندي جزيرة نحو الأندلس في طريق من يقلع من دانية في المراكب يريد ميورقة فيلقاها قبلها وهي كثيرة الزبيب فيها ينشأ أكثر المراكب لجودة خشبها قاله سعد الخير وينسب إليها من المتأخرين أبو محمد بن عبد الله بن الحسين بن عشير اليابسي الشاعر مات ليلة السبت في العشرين من المحرم سنة 652 وإدريس بن اليمان الأندلسي اليابسي أديب شاعر متقدم بقي إلى قبيل سنة 044
الياج قلعة بصقلية
يأجج بالهمزة وجيمين علم مرتجل لاسم مكان من مكة على ثمانية أميال وكان من منازل عبد الله بن الزبير فلما قتله الحجاج أنزله المجذمين ففيها المجذمون قال الأزهري وقد رأيتهم فيه وإياه أراد الشماخ بقوله كأني كسوت الرحل أحقب قارحا من اللاء ما بين الجناب فيأجج قاله الأصمعي وقال غيره يأجج موضع صلب فيه خبيب بن عدي الأنصاري
ويأجج موضع آخر وهو أبعدهما بني هناك مسجد وهو مسجد الشجرة بينه وبين مسجد التنعيم ميلان وقال أبو دهبل أبيت نجيا للهموم كأنما خلال فراشي جمرة تتوهج فطورا أمني النفس من غمرة المنى وطورا إذا ما لج بي الوجد أنشج

وأبصرت ما مرت به يوم يأجج ظباء وما كانت به العير تحدج
الياروقية محلة كبيرة بظاهر مدينة حلب تنسب إلى أمير من أمراء التركمان كان قد نزل فيها بعسكره وقوته ورجاله وعمر بها دورا ومساكن وكان من أمراء نور الدين محمود بن زنكي ومات ياروق هذا في سنة 564
ياركث بعد الألف راء ساكنة يلتقي عندها ساكنان وكاف مفتوحة وثاء مثلثة من قرى أشروسنة بما وراء النهر عن أبي سعد
يارم بكسر الراء من قرى أصبهان ينسب إليها أبو موسى الحافظ ويارم في شعر أبي تمام موضع
يأزل بلد باليمن من أعمال زبيد فيما أحسب قال التميمي ولم نتقدم في سهام ويأزل وبيش ولم نفتح مشارا ومسوار
يازور بالزاي والواو ساكنة ثم راء بليدة بسواحل الرملة من أعمال فلسطين بالشام ينسب إليها وزير المصريين الملقب بقاضي القضاة أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن اليازوري وكان ذا همة ممدحا وأحمد بن محمد بن بكر الرملي أبو بكر القاضي اليازوري الفقيه حدث عن الحسن بن علي اليازوري حكى عنه أسود بن الحسن البرذعي وأبو القاسم علي بن محمد بن زكرياء الصقلي الرملي وأبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الحافظ
ياسر جبل في منازل أبي بكر بن كلاب يقال له ياسر الرمل وقرية إلى جانبه يقال لها ياسرة وفيه يقول السري بن حاتم لقد كنت أهوى ياسر الرمل مرة فقد كاد حبي ياسر الرمل يذهب
ياسورين موضع بين جزيرة ابن عمر وبلط
ياسرة من مياه أبي بكر بن كلاب إلى جنب جبل ياسر المذكور قبل
الياسرية منسوبة إلى ياسر اسم رجل قرية كبيرة على ضفة نهر عيسى بينها وبين بغداد ميلان وعليها قنطرة مليحة فيها بساتين بينها وبين المحول نحو ميل واحد ينسب إليها أبو منصور نصر بن الحكم بن زياد الياسري حدث عن هشيم وداود بن الزبرقان وخلف بن خليفة روى عنه الحسن بن علوية القطان وأحمد بن علي الأبار وغيرهما ومن المتأخرين عثمان بن قاسم الياسري أبو عمرو الواعظ سمع من أبي الخشاب والكاتبة شهدة وكان يعظ الناس ومات في ذي الحجة سنة 616
ياسوف بالسين المهملة وبعد الواو فاء قرية بنابلس من فلسطين توصف بكثرة الرمان
ياطب بكسر الطاء المهملة وباء موحدة علم مرتجل لمياه في أجإ وقد قال فيها بعض الشعراء ألا لا أرى ماء الجراوي شافيا صداي ولو روى صدور الركائب فوا كبدينا كلما التحت لوحة على شربة من ماء أحواض ياطب ترقرق ماء المزن فيهن والتقى عليهن أنفاس الرياح الغرائب بريح من الكافور والظلح أبرمت به شعب الأوراد من كل جانب بقايا نطاف المصدرين عشية بمدرورة الأحواض خضر المصائب

المصائب صفائح من الحجارة تدار حول الحوض
يافا بالفاء والقصر مدينة على ساحل بحر الشام من أعمال فلسطين بين قيسارية وعكا في الإقليم الثالث طولها من جهة المغرب ست وخمسون درجة وعرضها ثلاث وثلاثون درجة قال ابن بطلان في رسالته التي كتبها في سنة 244 ويافا بلد قحط والمولود فيها قل أن يعيش حتى لا يوجد فيها معلم للصبيان افتتحها صلاح الدين عند فتحه الساحل في سنة 385 ثم استولى عليها الأفرنج في سنة 785 ثم استعادها منهم الملك العادل أبو بكر بن أيوب في سنة 395 وخربها وربما نسب إليها يافوني ينسب إليها أبو العباس محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عمير اليافوني قال الحافظ أبو القاسم سمع بدمشق صفوان بن صالح وبفلسطين يزيد بن خالد بن موشل وعمران بن هارون الرملي ويزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب وإسماعيل بن خالد المقدسي وأبا عبد الله محمد بن مخلد المسبحي وأبا موسى عيسى بن يونس الفاخوري وإسماعيل بن عباد الأرسوفي وغيرهم روى عنه سليمان بن أحمد الطبراني وأبو بكر أحمد بن أبي نصر معروف بن أبان بن إسماعيل التميمي حدث بيافا عن عمران بن هارون الرملي روى عنه أبو القاسم الطبراني سمع منه بيافا وأبو طاهر عبد الواحد بن عبد الجبار اليافوني روى عنه أحمد بن القاسم بن معروف أبو بكر التميمي السامري ساكن دمشق
يافع أظنه موضعا باليمن ينسب إليه القاضي أبو بكر اليافعي اليمني قاضي الجند صنف كتابا في النحو سماه المفتاح
ياق قرية كانت بمصر عند أم دنين منها كانت هاجر أم إسماعيل عليه السلام ويقال من قرية قرب الفرما يقال لها أم العرب
ياقد بالقاف والدال قرية من نواحي حلب قرب عزاز قال عبد الله بن محمد بن سنان الخفاجي بحياة زينب يا ابن عبد الواحد وبحق كل نبية في ياقد ما صار عندك روشن بن محسن فيما يقول الناس أعدل شاهد نسخ التغفل عنه خلط عمارة وافاه في هذا الزمان البارد وكانت في هذه الضيعة امرأة تزعم أن الوحي يأتيها وكان أبوها يؤمن بها ويقول في أيمانه وحق بنتي النبية فهزأ ابن سنان بالمكتوب إليه بهذا القول لأنه كان من أهلها
ياقين آخره نون من قرى بيت المقدس بها مقام آل لوط النبي عليه السلام كانت مسكنه بعد رحيله من زغر وسميت ياقين فيما يزعمون لأنه لما سار بأهله ورأى العذاب قد نزل بقومه سجد في هذا الموضع وقال أيقنت أن وعد الله حق فسمي بذلك
يام اسم قبيلة من اليمن أضيف إليها مخلاف باليمن عن يمين صنعاء
يامور آخره راء قرية معلومة من قرى الأنبار
يانه بتشديد النون وسكون الهاء قلعة من قلاع جزيرة صقلية مشهورة فيها ينسب إليها أبو الصواب الكاتب الياني
ياية بعد الألف ياء أيضا قرية باليمامة من حجر والله أعلم بالصواب

باب الياء والباء وما يليهما
يبت بالفتح ثم السكون والتاء المثناة من فوقها موضع في قول كثير إلى يبت إلى برك الغماد
يبرود بليدة بين حمص وبعلبك فيها عين جارية عجيبة باردة وبها فيما قيل سميت وتجري تحت الأرض إلى الموضع المعروف بالنبك غلط فيه الحازمي كتب في باب الباء فلينقل إلى ههنا ينسب إليها محمد بن عمر بن أحمد بن جعفر أبو الفتح التميمي اليبرودي حدث عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان روى عنه عبد العزيز الكناني وأبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين السمان قاله ابن عساكر ويبرود أيضا من قرى البيت المقدس ووإليها ينسب والله أعلم الحسين بن عثمان بن أحمد بن عيسى أبو عبد الله اليبرودي سمع أبا القاسم بن أبي العقب وأبا عبد الله بن مروان وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن أبي ثابت وغيرهم روى عنه أبو علي الأهوازي وأبو الحسن علي بن الحسين بن صصرى وأبو القاسم الحنائي وذكر أبو علي الأهوازي أنه مات في سنة 104 والحسين بن محمد بن عثمان أبو عبد الله اليبرودي حدث عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان وأبي القاسم بن أبي العقب روى عنه علي بن محمد الحنائي ومات بدمشق لثمان خلون من شهر ربيع الأول سنة 104
وعين يبرود قرية أخرى من قرى البيت المقدس نصفها وقف على مدرسة بدر الدين بن أبي القاسم والنصف الآخر كان لأولاد الخطيب فابتاعه السلطان الملك المعظم ووقفه في جملة أوقاف السبيل وهو شمالي القدس معها وهي السكة المسلوكة من القدس إلى نابلس وبينها وبين يبرود كفرناثا وهي ذات أشجار وكروم وزيتون وسماق
يبرين بالفتح ثم السكون وكسر الراء وياء ثم نون وقد استغنى القول عنه في باب أبرين لأنه لغة فيه وحكينا قول ابن جني فيه بما أغنى عن الإعادة وهو واحد على بناء الجمع وحكمه يكون في الرفع بالواو وفي الجر والنصب بالياء وربما أعربوه وقيل هو رمل لا تدرك أطرافه عن يمين مطلع الشمس من حجر اليمامة وقال السكري يبرين بأعلى بلاد بني سعد وفي كتاب نصر يبرين من أصقاع البحرين به منبران وهناك الرمل الموصوف بالكثرة بينه وبين الفلج ثلاث مراحل وبينه وبين الأحساء وهجر مرحلتان وهو فيما بينهما وبين مطلع سهيل وقال أبو زياد الكلابي أراك إلى كثبان يبرين صبة وهذا لعمري لو قنعت كثيب وإن الكثيب الفرد من أيمن الحمى إلي وإن لم آته لحبيب وقال جرير لما تذكرت بالديرين أرقني صوت الدجاج وضرب بالنواقيس فقلت للركب إذ جد الرحيل بنا يا بعد يبرين من باب الفراديس ويبرين قرية من قرى حلب ثم من نواحي عزاز
يبمبم بفتح أوله وثانيه وميم ساكنة وباء موحدة أخرى وميم اسم موضع قرب تبالة عند بيشة وترج والتلفظ به عسر لقرب مخارج حروفه قال حميد بن ثور

وما هاج هذا الشوق إلا حمامة دعت ساق حر ترحة وتألما من الورق حماء العلاطين باكرت عسيب أشاء مطلع الشمس مبسما إذا زعزعته الريح أو لعبت به أرنت عليه مائلا ومقوما تنادي حمام الجلهتين وترعوي إلى ابن ثلاث بين عودين أعجما مطوق طوق لم يكن عن تميمة ولا ضرب صواغ بكفيه درهما تقيض عنه غرقىء البيض واكتسى أنابيب من مستعجل الريش أقتما يمد إليها خشية الموت جيده كمدك بالكف البري المقوما فلما اكستى الريش السخام ولم يجد لها معه في باحة العش مجثما أتيح لها صقر منيف فلم يدع لها ولدا إلا رماما وأعظما فأوفت على غصن ضحيا فلم تدع لباكية في شجوها متلوما فهاج حمام الجلهتين نواحها كما هيجت ثكلى على الموت مأثما إذا شئت غنتني بأجزاع بيشة أو النخل من تثليث أو من يبمبما عجبت لها أنى يكون بكاؤها فصيحا ولم تفغر بمنطقها فما فلم أر محزونا له مثل صوتها أحز وأنكى في الفؤاد وأكلما ولم أر مثلي شاقه صوت مثلها ولا عربيا شاقه صوت أعجما وقال بعض بني عامر يا جارتي برحرحان ألا اسلما وأبى المنون وريبها أن تسلما وأرى الرؤوس قد اكتسين مشاوذا مني ومن كلتيكما فتعلما أن الحوادث من يقم بسبيلها يصبح كأعشار الإناء مثلما يا جارتي وقد أرى شبهيكما بالجزع من تثليث أو بيبمبما عنزين بينهما غزال شادن رشأ من الغزلان لم يك توأما
يبنى بالضم ثم السكون ونون وألف مقصور بلفظ الفعل الذي لم يسم فاعله من بنى يبني بليد قرب الرملة فيه قبر صحابي بعضهم يقول هو قبر أبي هريرة وبعضهم يقول قبر عبد الله بن أبي سرح
يبنبم بفتح أوله وثانيه وسكون نونه وباء مفتوحة وميم ويقال أبنبم موضع وهو من أبنية كتاب سيبويه قال طفيل الغنوي أشاقتك أظعان بحفر يبنبم نعم بكرا مثل الفتيق المكمم
يبوس يفعل من باس يبوس إن شئت من القبلة وإن شئت من الشدة اسم جبل بالشام بوادي التيم من دمشق وإياه عني عبد الله بن سليم بقوله لمن الديار بتولع فيبوس
يبة بالتحريك يبة وعليب قريتان بين مكة وتبالة قال كثير يرثي صديقه خندقا الأسدي

عداني أن أزورك غير بغض مقامك بين مصفحة شداد وإني قائل إن لم أزرهم سقت ديم السواري والغوادي بوجه أخي بني أسد قنونا إلى يبة إلى برك الغماد مقيم بالمجازة من قنونا وأهلك بالأجيفر فالثماد فلا تبعد فكل فتى سيأتي عليه الموت يطرق أو يغادي وكل ذخيرة لا بد يوما وإن بقيت تصير إلى نفاد فلو فوديت من حدث المنايا وقيتك بالطريف وبالتلاد يعز علي أن نغدو جميعا وتصبح بعدنا رهنا بوادي لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
يبين بوزن مريم وآخره نون موضع وهو لغة في أبين وقد ذكر
باب الياء والتاء وما يليهما
اليتائم بالتفح وبعد الألف ياء أخرى وميم جمع يتيم اسم جبل لبني سليم قال ثعلب اليتائم أنقاء بأسفل الدهناء منقطعة من الرمل قال ذلك في شرح قول الراعي وأعرض رمل م اليتائم ترتعي نعاج الفلا عوذا به ومتاليا
يتيب بالفتح ثم الكسر ثم ياء وباء موحدة في مغازي أبي عقبة بخط ابن نعيم خرج أبو سفيان في ثلاثين فارسا أو أكثر حتى نزل بجبل من جبال المدينة يقال له يتيب فبعث رجلا أو رجلين من أصحابه فأمرهما أن يحرقا أدنى نخل يأتيانه من نخل المدينة فوجدا صورا من صيران نخل العريض فأحرقا فيها
يترب بالفتح ثم السكون وراء مفتوحة أيضا قيل قرية باليمامة عند جبل وشم وقيل اسم موضع في بلاد بني سعد بالسودة وينشد لعبيد بن الأبرص في كل واد بين يت رب والقصور إلى اليمامه عان يساق به وصو ت محرق وزقاء هامه قال الحسن بن يعقوب بن أحمد الهمداني اليمني ويترب مدينة بحضرموت نزلها كندة وكان بها أبو الخير بن عمرو وإياها عنى الأعشى بقوله بسهام يترب أو سهام الوادي ويقال إن عرقوب صاحب المواعيد كان بها ثم قال والصحيح أنه من قدماء يهود يثرب وأما قول الأشجعي وعدت وكان الخلف منك سجية مواعيد عرقوب أخاه بيترب فهكذا أجمعوا على روايته بالتاء المثناة قال الكلبي وكان من حديثه وسمعت أبي يخبر بحديثه أنه كان رجلا من العماليق يقال له عرقوب فأتاه أخ له يسأله شيئا فقال له عرقوب إذا طلعت النخلة فلك طلعها

فلما أتاه للعدة قال دعها حتى تصير بلحا فلما أبلحت قال دعها حتى تصير زهوا ثم حتى تصير بسرا ثم حتى تصير رطبا ثم تمرا فلما أتمرت عمد إليها عرقوب من الليل فجزها ولم يعطه شيئا فصار مثلا في الخلف قال سلامة بن جندل ومن كان لا يعتد أيامه له فأيامنا عنا تحل وتغرب ألا هل أتى أفناء خندف كلها وعيلان أن صم الحنين بيترب
يتيم في شعر الراعي قد تقدم في اليتائم
اليتيمة بلفظ تأنيث اليتيم وهو الذي مات أبوه موضع في قول عدي بن الرقاع وعلى الجمال إذا رثين لسائق أنزلن آخر ريحا فحداها من بين بكر كالمهاة وكاعب شفع اليتيم شبابها فعداها وقال وجعلن محمل ذي السلا ح مجنه رعن اليتيمه أي جعلن رعن اليتيمة عن أيسارهن كما يحمل ذو السلاح مجنه لأن المجن هو الترس يحمل على الجانب الأيسر
باب الياء والثاء وما يليهما
يثجل بالفتح ثم السكون وفتح الجيم ولام والثجل ضخم البطن اسم موضع
يثرب بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر الراء وباء موحدة قال أبو القاسم الزجاجي يثرب مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم سميت بذلك لأن أول من سكنها عند التفرق يثرب بن قانية بن مهلائيل بن إرم بن عبيل بن عوض بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه و سلم سماها طيبة وطابة كراهية للتثريب وسميت مدينة الرسول لنزوله بها قال ولو تكلف متكلف أن يقول في يثرب إنه يفعل من قولهم لا تثريب عليكم أي لا تعيير ولا عيب كما قال الله تعالى لا تثريب عليكم اليوم قال المفسرون وأهل اللغة معناه لا تعيير عليكم بما صنعتم ويقال أصل التثريب الإفساد ويقال ثرب علينا فلان وفي الحديث إذا زنت أمة أحدكم فليجلدها ولا يثرب أي لا يعير بالزنا ثم اختلفوا فقيل إن يثرب للناحية التي منها مدينة الرسول صلى الله عليه و سلم وقال آخرون بل يثرب ناحية من مدينة النبي صلى الله عليه و سلم ولما حملت نائلة بنت الفرافصة إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه من الكوفة قالت تخاطب أخاها أحقا تراه اليوم يا ضب أنني مصاحبة نحو المدينة أركبا لقد كان في فتيان حصن بن ضمضم لك الويل ما يجري الخباء المحجبا قضى الله حقا أن تموتي غريبة بيثرب لا تلقين أما ولا أبا قال ابن عباس رضي الله عنه من قال للمدينة يثرب فليستغفر الله ثلاثا إنما هي طيبة وقال النبي صلى الله عليه و سلم لما هاجر اللهم إنك أخرجتني من أحب أرضك إلي فأسكني أحب أرضك إليك فأسكنه المدينة وأما حديثها وعمارتها فقد ذكرته في المدينة فأغنى عن الإعادة وقد نسبوا إليها

السهام فقال كثير وماء كأن اليثربية أنصلت بأعقاره دفع الإزاء نزوع
يثربة اشتقاقه كالذي قبله وهو مثله اسم موضع في قول الراعي أو رعلة من قطا فيحان حلأها عن ماء يثربة الشباك والرصد
يثقب بفتح أوله وسكون ثانيه وروي في القاف الضم والفتح والباء موحدة يفعل من الثقب موضع بالبادية قال النابغة أرسما جديدا من سعاد تجنب عفت روضة الأجداد منها فيثقب
يثلث بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح اللام والثاء الأخيرة مثلثة أيضا موضع عن الأزهري قال امرؤ القيس قعدت له وصحبتي بين ضارج وبين تلاع يثلث فالعريض
يثمثم موضع في كتاب نصر
يثوب آخره باء موضع بين اليمامة والوشم وليس بيثرب بالراء هو غيره فلا تظنه تصحيفه
باب الياء والجيم وما يليهما
يجودة موضع في بلاد تميم قال جرير يهجو ربيعة الجوع ألا تسألان الجو جو متالع أما برحت بعدي يجودة والقصر أقول وذاكم للعجيب الذي أرى أمال بن مال ما ربيعة والفخر فصبرا على ذل ربيع بن مالك وكل ذليل خير عادته الصبر وأكثر ما كانت ربيعة أنها خباءان شتى لا أنيس ولا قفر وقال عبدة بن الطبيب لولا يجودة والحي الذين بها أمسى المزالف لا تذكو بها نار
باب الياء والحاء وما يليهما
باب الياء والحاء وما يليهما
يحصب من حصب يحصب والحصب في لغة أهل اليمن الحطب فهو مثل حطب يحطب إذا جمع الحطب وأما من الحصباء فهي الحجارة الصغار فهو حصب يحصب حصبا بكسر الصاد رواه الكلبي ابن مالك بن زيد بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ ويحصب مخلاف فيه قصر ريدان ويزعمون أنه لم يبن قط مثله وبينه وبين ذمار ثمانية فراسخ ويقال له علو يحصب بينه وبين قصر السموأل ثمانية فراسخ وسفل يحصب مخلاف آخر فتفهمه
يحطوط بتكرير الطاء اسم واد

يحمول اسم قرية مشهورة من قرى حلب من ناحية الجزر ينسب إليها أبو الثناء محمود كان من أهل الشر وكان الملك الظاهر بن صلاح الدين يستعين به في استخراج الأموال وعقوبات العمال وله ذكر في تاريخ الحلبيين ويحمول أيضا قرية أخرى من أعمال بهسنا من أعمال كيسوم بين الروم وحلب
يحموم واليحموم الأسود المظلم وهو واحد الذي مر آنفا في هذا الباب جبل بمصر ذكره كثير فقال حلفت يمينا بالذي وجبت له جنوب الهدايا والجباه السواجد لنعم ذوو الأضياف يغشون بابه إذا هب أرياح الشتاء الصوارد إذا استغشت الأجواف أجلاد شتوة وأصبح يحموم به الثلج جامد واليحموم أيضا ماء في غربي المغيثة على ستة أميال من السندية على ضحوة من المغيثة بطريق مكة وقال أبو زياد اليحموم من المغيثة بطريق مكة وقال أبو زياد اليحموم جبل طويل أسود في ديار الضباب قال وقد كانت التقطت باليحموم سامة والسامة عرق فيه شيء من فضة فجاء إنسان يقال له ابن بابل وأنفق عليه أموالا حتى بلغ الأرض من تحت الجبل فلم يجد شيئا فقال أبو الغارم الحنبص بن عبد الله لعمري لقد زاحت ركاز ابن بابل من الكنز إغرابا وخابت معاوله وقال الراعي أقول وقد زال الحمول صبابة وشوقا ولم أطمع بذلك مطمعا فأبصرتهم حتى رأيت حمولهم بأنقاء يحموم ووركن أضرعا يحث بهن الحاديان كأنما يحثان جبارا بعينين مكرعا فلما صراهن التراب لقيته على البيد أذرى عبرة وتقنعا يحير بفتح أوله وكسر ثانيه وسكون الياء وراء بلفظ المضارع من حار قرأت بخط أبي بكر محمد بن علي بن ياسر الجباني أنشدنا الأمير الأجل أبو عبد الله محمد بن يبحيى بن عامر العامري ثم السكوني اليمني بجارية من يحير بالباءين اسم بلدة نسب إليها بطن من كندة وبطن من حمير منهم جماعة من الشعراء وهم باليمن يمدح رجلا من مواليها يا قاتل الله خنسا في تمثلها كأنه علم في رأسه نار هذا محمد أعلى من تمثلها كأنه قمر والناس نظار
باب الياء والدال وما يليهما
يدعان بفتح أوله وثانيه وعين مهملة وآخره نون واد به مسجد للنبي صلى الله عليه و سلم وبه عسكرت هوازن يومي حينين في وادي نخلة
يدعة اسم برية بين مكة والمدينة وهي إلى مكة أقرب فيما أحسب
اليدملة بالفتح ثم السكون والميم مضمومة ولام واد ببلاد العرب
يدوم بلفظ مضارع دام يدوم واد في قول الهذلي أبي جندب أخي أبي خراش

أقول لأم زنباع أقيمي صدور العيس شطر بني تميم وغربت الدعاء وأين مني أناس بين مر وذي يدوم أي باعدت الصوت في الاستغاثة وذو يدوم باليمن من أعمال مخلاف سنحان قرية معروفة
يديع بعد الدال ياء أخرى وعين مهملة ناحية بين فدك وخيبر بها مياه وعيون لبني فزارة وبني مرة بعد وادي أخثال وقبل ماء همج وقيل هو بالباء وهو تصحيف
باب الياء والذال وما يليهما
يذبل بالفتح ثم السكون والباء موحدة مضمومة هو جبل مشهور الذكر بنجد في طريقها قال أبو زياد يذبل جبل لباهلة مضارع ذبل إذا استرخى وله ذكر في شعرهم قال امرؤ القيس وأيسره على الستار فيذبل وقال النابغة الجعدي مرحت وأطراف الكلاليب تتقى فقد عبط الماء الحميم وأسهلا فإن كنت تلحاه لتنقل مجدنا لسبرة فانقل ذا المناكب يذبلا وإني لأرجو إن أردت انتقاله بكفيك أن يأبى عليك ويثقلا
يذخكث بفتح أوله وثانيه وسكون الخاء المعجمة وكاف وآخره ثاء مثلثة من قرى فرغانة
باب الياء والراء وما يليهما
يراخ حصن من أعمال النجاد باليمن
يرامل بالضم وكسر الميم اسم واد في لامية ابن مقبل
يربغ بالفتح ثم السكون وفتح الباء الموحدة وغين معجمة يقال ربغ القوم في النعيم إذا أقاموا فيه يربغون فتحت عينه لأجل حرف الحلق والإرباغ الإقامة وهو موضع في ديار بني تميم بين عمان والبحرين قال رؤبة بصلب رهبى أو جماد اليربغ
يرثد بالفتح ثم السكون وفتح الثاء المثلثة والرثد متاع البيت ورثدت المتاع نضدته ويرثد واد ذكر مع ثافل فأغنى عن الإعادة
يرثم بالفتح ثم السكون والثاء المثلثة مضمومة وميم الرثم الكسر والرثم الحصى المتكسر ويرثم جبل في ديار بني سليم قال ترفع منها يرثم وتعمرا
يرعة بالتحريك والعين مهملة موضع في ديار فزارة بين بوانة والحراضة في ديار بني فزارة من أعمال والي المدينة
يرمرم بالفتح وتكرير الراء والميم جبل في بلاد قيس قال بعضهم بليت وما تبلى تعار ولا أرى يرمرم إلا ثابتا يتجدد ولا الخرب الداني كأن قلاله نجات عليهن الأجلة هجد

وقال بعضهم شم فوارع من هضام يرمرما
يرمل موضع في شعر الراعي نقلته من نسخة مقروءة على ثعلب قال الراعي بان الأحبة بالعهد الذي عهدوا فلا تماسك عن أرض لها عمدوا حثوا الجمال وقالوا إن مشربكم وادي المياه وأحساء به برد حتى إذا حالت الأرجاء دونهم أرجاء يرمل حار الطرف إذا بعدوا
يرملة بالفتح ثم السكون وفتح الميم ولام من نواحي قبرة بالأندلس
يرموك واد بناحية الشام في طرف الغور يصب في نهر الأردن ثم يمضي إلى البحيرة المنتنة كانت به حرب بين المسلمين والروم في أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقدم خالد الشام مددا لهم فوجدهم يقاتلون الروم متساندين كل أمير على جيش أبو عبيدة على جيش ويزيد بن أبي سفيان على جيش وشرحبيل بن حسنة على جيش وعمرو بن العاص على جيش فقال خالد إن هذا اليوم من أيام الله لا ينبغي فيه الفخر ولا البغي فأخلصوا لله جهادكم وتوجهوا لله تعالى بعملكم فإن هذا يوم له ما بعده فلا تقاتلوا قوما على نظم وتعبئة وأنتم على تساند وانتشار فإن ذلك لا يحل ولا ينبغي وإن من وراءكم لو يعلم عملكم حال بينكم وبين هذا فاعملوا فيما لم تؤمروا به بالذي ترون أنه هو الرأي من واليكم قالوا فما الرأي قال إن الذي أنتم عليه أشد على المسلمين مما غشيهم وأنفع للمشركين من أمدادهم ولقد علمت أن الدنيا فرقت بينكم والله فهلموا فلنتعاورن الإمارن فليكن علينا بعضنا اليوم وبعضنا غدا والآخر بعد غد حتى يتأمر كلكم ودعوني اليوم عليكم قالوا نعم فأمروه وهم يرون أنها كخرجاتهم فكان الفتح على يد خالد يومئذ وجاءه البريد يومئذ بموت أبي بكر رضي الله عنه وخلافة عمر رضي الله عنه وتأمير أبي عبيدة على الشام كله وعزل خالد فأخذ الكتاب منه وتركه في كنانته ووكل به من يمنعه أن يخبر الناس عن الأمر لئلا يضعفوا إلى أن هزم الله الكفار وقتل منهم فيما يزعمون ما يزيد على مائة ألف ثم دخل على أبي عبيدة وسلم عليه بالإمارة وكانت من أعظم فتوح المسلمين وباب ما جاء بعدها من الفتوح لأن الروم كانوا قد بالغوا في الاحتشاد فلما كسروا ضعفوا ودخلتهم هيبة وقال القعقاع بن عمرو يذكر مسيرة خالد من العراق إلى الشام بعد أبيات بدأنا بجمع الصفرين فلم ندع لغسان أنفا فوق تلك المناخر صبيحة صاح الحارثان ومن به سوى نفر نجتذهم بالبواتر وجئنا إلى بصرى وبصرى مقيمة فألقت إلينا بالحشا والمعاذر فضضنا بها أبوابها ثم قابلت بنا العيس في اليرموك جمع العشائر
يرنا بالفتح ويروى بالضم ثم السكون والنون والألف قال ابن جني يرنا يحتمل أمرين أحدهما أن يكون فعلى والآخر أن يكون يفعل يوكد فعلى كثرتها في الاسم ويوكد يفعل أنا لا نعرف في الكلام تركيب ي ر ن وفيه تركيب ر ن ا فكأنها يفعل من رنوت وقد يجوز أن يكون فعلى من

لفظ الأرنى ثم أبدلت الهمزة ياء كما أبدلت الهمزة ياء في قولهم باهلة بن يعصر ألا تراهم أنهم ذكروا أنه إنما سمي بذلك لقوله أخليل إن أباك شيب رأسه كر الليالي واختلاف الأعصر ويرنا قيل هو واد بالحجاز يسيل إلى نجد قال العديل بن الفرخ ألا يا اسلمي ذات الدماليج والعقد وذات الثنايا الغر والفاحم الجعد في قصيدة ذكرت في الحماسة يقول فيها فأوصيكما يا ابني نزار فتابعا وصية مفضي النصح والصدق والود فلا تعلمن الحرب في الهام هامتي ولا ترميا بالنبل ويحكما بعدي أما ترهبان النار في ابني أبيكما ولا ترجوان الله في جنة الخلد فما ترب يرنا لو جمعت ترابها بأكثر من ابني نزار على العد هما كنفا الأرض اللذا لو تزعزعا تزعزع ما بين الجنوب إلى السد وإني وإن عاديتهم وجفوتهم لتألم مما مس أكبادهم كبدي وقد ذكر يرنا مع تاراء وتاراء شامية ولعله موضع آخر والله أعلم
يرني بفتح أوله وسكون ثانيه ونون مكسورة وياء اسم نهر يخرج من دون أرمينية ويصب في دجلة في جبال الجزيرة
يرولة بالفتح ثم الضم وسكون الواو ولام إقليم بالأندلس يقال له قبر يرولة من أعمال كورة قبرة
يريض بفتح أوله وكسر ثانيه وياء ساكنة وضاد معجمة موضع بالشام قال الأزهري من رواه بالباء فقد صحف وأنشد قول امرىء القيس قعدت له وصحبتي بين ضارج وبين تلاع يثلث فالعريض أصاب قطاتين فسال لواهما فوادي البدي فانتحى لليريض وأما قول حسان يسقون من ورد البريص عليهم بردى يصفق بالرحيق السلسل فقد مر في موضعه أنه بالباء الموحدة والصاد المهملة
يريم بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وميم حصن باليمن بيد عبد علي بن عواض في جبل تيس
باب الياء والزاي وما يليهما
يزداباذ من قرى الري على طريق أبهر وهي من رستاق دستبى
يزد بفتح أوله وسكون ثانيه ودال مهملة مدينة متوسطة بين نيسابور وشيراز وأصبهان معدودة في أعمال فارس ثم من كورة إصطخر وهو اسم للناحية وقصبتها يقال لها كثه بينها وبين شيراز سبعون فرسخا ينسب إليها أبو الحسن محمد بن أحمد بن جعفر اليزدي حدث عن محمد بن سعيد الحراني حدث عنه أبو حامد العبدوي ومحمد بن نجم بن محمد بن عبد الواحد بن يونس اليزدي أبو عبد الله

قدم بغداد حاجا وحدث بها في صفر سنة 560 بباب المراتب عن أبي العلاء غياث بن محمد العقيلي سمع منه الشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي والحافظ أبو بكر محمد بن أبي غالب الباقداري وأبو محمد عبد العزيز بن الأخضر وغيرهم ثم عاد إلى بلده وكان آخر العهد به
يزدود بفتح أوله وسكون ثانيه وتكرار الدال المهملة بينهما واو ساكنة اسم مدينة
يزن بالتحريك وآخره نون قالوا يزن اسم واد باليمن نسب إليه ملك من ملوك حمير فقيل ذو يزن كما قالوا ذو كلاع واسم ذي يزن عامر بن أسلم بن غوث بن سعد بن غوث وتمامه في يحصب قبل هذا
يزيد نهر بدمشق ينسب إلى يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ذكرت صفته في بردى مخرجهما واحد إلا أن هذا يجيء في لحف جبل في نصفه بينه وبين الأرض نحو مائتي ذراع أو نحوها يسقي ما لا يصل إليه مياه بردى ولا ماء ثورا
يزيدان نهر بالبصرة وهذا اصطلاح لأهل البصرة يزيدون في الاسم ألفا ونونا إذا نسبوا أرضا إلى اسم رجل منسوب إلى يزيد بن عمرو الأسيدي وكان رجل أهل البصرة في زمانه
اليزيدية اسم لمدينة ولاية شروان وهي المعروفة بشماخي أيضا عن السلفي
باب الياء والسين وما يليهما
يسار واليسار اليد اليسرى واليسار الغنى ويسار أيضا جبل باليمن
اليستغور قال العمراني موضع وقال أبو عبيدة في قول عروة بن الورد أطعت الآمرين بصرم سلمى فطاروا في بلاد اليستعور موضع قبل حرة المدينة فيه عضاه وسمر وطلح كان عروة قد سبى امرأة من بني كنانة ثم تزوجها وأقامت عنده وولدت له ثم التمست منه أن يحج بها فلما حصلت بين قومها قالت اشتروني منه فإنه يرى أني لا أختار عليه أحدا فسقوه الخمر ثم ساوموه فيها فقال إن اختارتكم فقد بعتها منكم فلما خيروها قالت أما إني لا أعلم امرأة ألقت سترها على خير منك أغنى غناء وأقل فحشا وأحمى لحقيقة ولقد ولدت منك ما علمت وما مر علي يوم منذ كنت عندك إلا والموت أحب إلي من الحياة فيه إني لم أكن أشاء أن أسمع امرأة تقول قالت أمة عروة إلا سمعته لا والله لا أنظر إلى وجه امرأة سمعت ذلك منها أبدا فارجع راشدا وأحسن إلى ولدك فقال عروة سقوني الخمر ثم تكنفوني عداة الله من كذب وزور وقالوا لست بعد فداء سلمى بمفن ما لديك ولا فقير أطعت الآمرين بصرم سلمى فطاروا في بلاد اليستعور ويروى في عضاة اليستعور فقالوا وعضاه اليستعور جبال لا يكاد يدخلها أحد إلا رجع من خوفها
يسر ضد العسر وهو نقب تحت الأرض يكون فيه ماء لبني يربوع بالدهناء قال طرفة بن العبد

أرق العين خيال لم يقر طاف والركب بصحراء يسر جازت البيد إلى أرحلنا آخر الليل بيعفور خدر ثم زارتني وصحبي هجع في خليطين لبرد ونمر لا تلمني إنها من نسوة رقد الصيف مقاليت نزر وقال جرير لما أتين على خطابتي يسر أبدى الهوى من ضمير القلب مكنونا فشبه القوم أطلالا بأسنمة ريش الحمام فزدن القلب تحزينا دار يجددها هطال مدجنة بالقطر حينا وتمحوها الصبا حينا
يسنم موضع باليمن سمي ببطن من بني غالب من بني خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة بن الحارث بن عمرو سيد بني خولان
يسنوم بالفتح ثم السكون ونون وواو ساكنة وميم موضع
يسوم مثل مضارع سام جبل في بلاد هذيل قال بعضهم حلفت بمن أرسى يسوم مكانه وقالت ليلى الأخيلية لا تغزون الدهر آل مطرف لا ظالما أبدا ولا مظلوما قوم رباط الخيل وسط بيوتهم وأسنة زرق يخلن نجوما لن تستطيع بأن تحول عزهم حتى تحول ذا الهضاب يسوما وقيل يسوم جبل قرب مكة يتصل به جبل يقال له قرقد لا ينبت فيهما غير النبع والشوحط ولا يكاد أحد يرتقيهما إلا بعد جهد وإليهما تأوي القرود وإفسادها على قصب السكر الذي ينبت في جبال السراة وليس فيهما ماء إلا ما يجتمع في القلات من مياه الأمطار بحيث لا ينال ولا يدرك موضعه وقد قال شاعر يذكرهما سمعت وأصحابي تحث ركابهم بنا بين ركن من يسوم وقرقد فقلت لأصحابي قفوا لا أبا لكم صدور المطايا إن ذا صوت معبد ومن أمثالهم الله أعلم من حطها من رأس يسوم وذلك أن رجلا نذر دم شاة يذبحها من فوق يسوم فرأى فيه راعيا فقال أتبيعني شاة من غنمك فقال نعم فأنزل شاة فاشتراها وأمره أن يذبحها ثم ولى فذبحها الراعي عن نفسه وسمعه ابن الرجل يقول ذلك فقال لأبيه سمعت الراعي يقول كذا وكذا فقال يا بني الله أعلم من حطها من رأس يسوم ويقال يخيص ويسوم وهما جبلان متقاربان يقال لهما يسومان كما قالوا العمران والشمسان والموصلان قال الراجز يا ناق سيري قد بدا يسومان واطويهما يبدو قنان عروان
يسيركث بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وراء وكاف مفتوحة وثاء مثلثة من قرى سمرقند

باب الياء والعين وما يليهما
يعار بالفتح وآخره راء من عار الفرس إذا أفلت هاربا جبل لبني سليم
يعرج بالفتح ثم السكون وكسر الراء والجيم جبل بنعمان فيه طريق إلى الطائف أسفله لبني الملجم من هذيل وأعلاه لزليقة من هذيل أيضا
يعر بالفتح ثم السكون وراء قال ساعدة تركتهم وظلت بجر يعر وأنت زعمت ذو خبب معيد أي معتاد وقال حافر الأزدي ألا هل إلى ذات القلائد قرتي عشية بين الحز والنجد من يعر عشية كادت عامر يقتلونني أرى طرفا للماء راغية البكر
يعسوب آخره باء موحدة واليعسوب السيد وأصل اليعسوب فحل النحل واليعسوب خط في بياض الغرة ينحدر حتى يمس خطم الدابة ثم ينقطع قال الأصمعي اليعسوب طائر أصغر من الجرادة و يعسوب جبل قال بعضهم حتى إذا كنا فويق يعسوب
يعمر بالفتح ثم السكون وفتح الميم منقول من الفعل كيزيد ويشكر موضع ذكره لبيد
اليعمرية مثل الذي قبله منسوبة ماءة بواد من بطن نخل من الشربة لبني ثعلبة له ذكر في حرب داحس والغبراء
اليعملة بالفتح ثم السكون وفتح الميم ولام وهاء واليعملة الناقة الفارهة ويوم اليعملة من أيامهم
يعمون موضع باليمن من منازل همدان قال فروة بن مسيك المرادي يخاطب الأجذع بن مالك الهمداني دعوا الجوف إلا أن يكون لأمكم به عقر في سالف الدهر أو مهر وحلوا بيعمون فإن أباكم بها وحليفاه المذلة والفقر
يعوق اسم صنم كان لهمدان وخولان وكان في أرحب ويعوق من الأصنام الخمسة التي كانت لقوم نوح عليه السلام وأخذها عمرو بن لحي من ساحل جدة كما ذكرناه في ود وأعطاها لمن أجابه إلى عبادتها فأجابته إلى عبادتها همدان فدفع إلى مالك بن مرثد بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان يعوق فكان بقرية يقال لها خيوان تعبده همدان ومن والاها من أرض اليمن وقال أبو المنذر في موضع آخر واتخذت خيوان يعوق وكان بقرية لهم يقال لها خيوان من صنعاء على ليلتين مما يلي مكة ولم أسمع همدان سمت به يعني ما قالوا عبد يعوق ولا غيرها من العرب ولم أسمع لها ولا لغيرها شعرا فيه وأظن ذلك لأنهم قربوا من صنعاء واختلطوا بحمير فدانوا معهم باليهودية أيام يهود ذي نواس فتهودوا معه والله المستعان
باب الياء والغين وما يليهما
يغنى بلفظ مضارع غنا قرية من نواحي نخشب بما وراء النهر

يغوث آخره ثاء مثلثة اسم صنم وهو من غثب الرجل أغوثه من الغوث أي أغثته قال متى يأتي غياثك من يغوث تغوث
أي تغيث كأنهم سموهما يعوق ويغوث أن يغيث مرة ويعوق أخرى من أصنام قوم نوح الخمسة المذكورة في القرآن أخذها عمرو بن لحي من ساحل جدة وفرقها فيمن أجابه من العرب إلى عبادتها كما ذكرناه في ود فكان ممن أجابه إلى عبادتها مذحج فدفع إلى أنعم بن عمرو المرادي يغوث وكان بأكمة باليمن يقال لها مذحج يعبده مذحج ومن والاها ولم يزل في هذا البطن من مراد أنعم وأعلى إلى أن اجتمعت أشراف مراد وقالوا ما بال إلهنا لا يكون عند أعزائنا وأشرافنا وذوي العدد منا وأرادوا أن ينتزعوه من أعلى وأنعم ويضعوه في أشرافهم فبلغ ذلك من أمرهم إلى أعلى وأنعم فحملوا يغوث وهربوا به حتى وضعوه في بني الحارث ووافق ذلك مرادا أعداء الحارث بن كعب وكانت مراد من أشد العرب فأنفذوا إلى بني الحارث يلتمسون رد يغوث إليهم ويطالبونهم بدمائهم عليهم فجمعت بنو الحارث واستنجدت قبائل همدان وكانت بينهم وقعة الرزم في اليوم الذي أوقع النبي صلى الله عليه و سلم بقريش ببدر فهزمت بنو الحارث مرادا هزيمة قبيحة وبقي يغوث في بني الحارث وقيل إن يغوث كان منصوبا على أكمة مذحج وبها سميت القبائل مراد وطيء وبلحارث بن كعب وسعد العشيرة مذحجا كأنهم تحالفوا عندها وهذا قول غريب لكن المشهور أن الأكمة اسمها مذحج لأنهم ولدوا عندها فسموا بها والله أعلم وقاتل بني أنعم عليه بنو غطيف فهربوا به إلى نجران فأقروه عند بني النار من الضباب من بني الحارث فاجتمعوا عليه قاله ابن حبيب وقال أبو المنذر واتخذت مذحج وأهل جرش يغوث وقال الشاعر وسار بنا يغوث إلى مراد فناجزناهم قبل الصباح
باب الياء والفاء وما يليهما
اليفاع من قرى ذمار باليمن ينسب إليها الفقيه زيد بن عبد الله اليفاعي وهو شيخ العمراني صاحب كتاب البيان وكان قدم مكة فحضر مجلس أبي نصر البندنيجي وكانت عليه أطمار رثة فأقامه رجل من المجلس احتقارا له فقال لا تقمني فإني أحفظ مائة ألف مسألة بعللها
يفتل بفتح أوله وسكون ثانيه وتاء مثناة من فوقها مفتوحة ولام بلد في أقصى طخارستان ينسب إليها أبو نصر بن أبي الفتح اليفتلي كان أميرا بخراسان له ذكر في أخبارها التي كانت بينه وبين قراتكين بنواحي بلخ
يفعان حصن باليمن في جبل ريمة الأشابط
يفور من حصون حمير في مخلاف كان يعرف بجعفر
باب الياء والقاف وما يليهما
اليقاع هكذا هو مضبوط في كتاب أبي محمد الأسود وقال صحراء اليقاع من فرع دجوج ودجوج رمل وجرع ومنابت حمض بفلاة من الأرض في ديار كلب قال عامر بن الطفيل ويحمل بزي ذو جراء كأنه أحم الشوى والمقلتين سبوح

فرود بصحراء اليقاع كأنه إذا ما مشى خلف الظباء نطيح وعاينه قناص أرض فأرسلوا ضراء بكل الطاردات مشيح إذا خاف منهن اللحاق ارتمى به عن الهول حمشات القوائم روح
يقن بالتحريك وآخره نون ذو يقن ماء قال بعضهم قد فرق الدهر بين الحي بالظعن وبين أهواء شرب يوم ذي يقن وذو يقن ماء لبني نمير بن عامر بن صعصعة قال الشاعر علق قلبي بأعالي ذي يقن أكالة اللحم شروبا للبن
باب الياء والكاف وما يليهما
يكشوثا بالفتح ثم السكون والشين معجمة وبعد الواو الساكنة ثاء مثلثة موضع في شعر أبي تمام ويروى يكسوما
يك بالفتح ثم التشديد بلد بالمغرب ينسب إليها شاعر مكثر من هجاء مدينة فاس ذكر في بلد فاس من شعره
يكك بالتحريك وتكرير الكاف موضع ويروى في شعر زهير فيد أو يكك والمشهور ركك
باب الياء واللام وما يليهما
يلابن بالفتح وبعد اللام ألف وباء موحدة مكسورة ونون واد بين حرة بني سليم وجبال تهامة ويجوز أن يكون جمع يلبن بما حوله كذا فسره ابن السكيت في قول كثير ورسوم الديار تعرف منها بالملا بين تغلمين فريم كحواشي الرداء قد مح منه بعد حسن عصائب التسهيم بدل السفح في اليلابن منها كل أدماء مرشح وظليم
يلبن بفتح أوله وسكون ثانيه وباء موحدة مفتوحة ونون جبل قرب المدينة وقال ابن السكيت يلبن قلت عظيم بالنقيع من حرة بني سليم على مرحلة من المدينة قال كثير وأسلاك سلمى والشباب الذي مضى وفاة ابن ليلى إذ أتاك خبيرها فلست بناسيه وإن حيل دونه وحال بأحواز الصحاصح مورها وإن نظرت من دونه الأرض وانبرى لنكب رياح هب فيها حفيرها حياتي ما دامت بشرقي يلبن برام وأضحت لم تسر صخورها وقال أيضا كثير أأطلال دار من سعاد بيلبن وقفت بها وحشا وإن لم تدمن وقيل هو غدير للمدينة وفيه يقول أبو قطيفة ليت شعري وأين مني ليت أعلى العهد يلبن فبرام من أبيات ذكرت في برام

يلدان من قرى دمشق ينسب إليها غير واحد من الرواة قال الحافظ أبو القاسم في تاريخه عمر بن القاسم بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان القرشي الأموي كان يسكن يلدان من إقليم بانياس ذكره ابن أبي العجائز في حديث ذي القرنين لما عمر دمشق أنه نزل من عقبة دمر وسار حتى نزل في موضع القرية المعروفة بيلدا من دمشق على ثلاثة أميال كذا هي في الحديث بغير نون لا أدري أهما واحد أم اثنان
يلملم ويقال ألملم والململم المجموع موضع على ليلتين من مكة وهو ميقات أهل اليمن وفيه مسجد معاذ بن جبل وقال المرزوقي هو جبل من الطائف على ليلتين أو ثلاث وقيل هو واد هناك قال أبو دهبل فما نام من راع ولا ارتد سامر من الحي حتى جاوزت بي يلملما
يليل بتكرير الياء مفتوحتين ولامين اسم قرية قرب وادي الصفراء من أعمال المدينة وفيه عين كبيرة تخرج من جوف رمل من أغزر ما يكون من العيون وأكثرها ماء وتجري في رمل لا يستطيع الزارعون عليها إلا في مواضع يسيرة من أحناء الرمل وتصب في البحر عند ينبع فيها نخيل وتتخذ فيها البقول والبطيخ وتسمى هذه العين البحير وقد ذكرتها في موضعها
ووادي يليل يصب في البحر قال كثير كأن حمولها لما استقلت بيليل والنوى ذات انتقال وقال ابن إسحاق في غزاة بدر مضت قريش حتى نزلوا بالعدوة القصوى من الوادي خلف العقنقل ويليل بين بدر وبين العقنقل الكثيب الذي خلفه قريش والقليب ببدر من العدوة الدنيا من بطن يليل إلى المدينة وقال كثير وكيف ينال الحاجبية آلف بيليل ممساه وقد جاوزت نخلا وقال جرير نظرت إليك بمثل عيني مغزل قطعت حبائلها بأعلى يليل
باب الياء والميم وما يليهما
يما بالفتح ثم التشديد نهر بالبطيحة جيد السمك
يمابرت بالفتح وبعد الألف باء موحدة مفتوحة وراء ساكنة وتاء مثناة من كبار قرى أصبهان بها سوق ومنبر وربما أتوا بالفاء مكان الباء
اليمامة منقول عن اسم طائر يقال له اليمام واحدته يمامة واختلف فيه فقال الكسائي اليمام من الحمام التي تكون في البيوت والحمام البري وقال الأصمعي اليمام ضرب من الحمام بري وأما الحمام فكل ما كان ذا طوق مثل القمري والفاختة ويجوز أن يكون من أم يؤم إذا قصد ثم غير لأن الحمام يقصد مساكنه في جميع حالاته والله أعلم وقال المرار الفقعسي إذا خف ماء المزن فيها تيممت يمامتها أي العداد تروم وقال بعضهم يمامة كل شيء قطبه يقال الحق بيمامتك وهذا مبلغ اجتهادنا في اشتقاقه ثم وجدت ابن الأنباري قال هو مأخوذ من اليمم واليمم طائر قال ويجوز أن يكون فعالة من يممت الشيء إذا

تعمدته ويجوز أن يكون من الأمام من قولك زيد أمامك أي قدامك فأبدلت الهمزة ياء وأدخلت الهاء لأن العرب تقول أمامه وأمام قال أبو القاسم الزجاجي هذا الوجه الأخير غير مستقيم أن يكون يمامة من أمام وأبدلت الهمزة ياء لأنه ليس بمعروف إبدال الهمزة إذا كانت أولا ياء وأما الذي حكي أن اليمم طائر فإنما هو اليمام حكى الأصمعي أن العرب تسمي هذه الدواجن التي في البيوت التي يسميها الناس حماما اليمام واحدتها يمامة قال والحمام عند العرب ذات أطواق كالقماري والقطا والفواخت و اليمامة في الإقليم الثاني طولها من جهة المغرب إحدى وسبعون درجة وخمس وأربعون دقيقة وعرضها من جهة الجنوب إحدى وعشرون درجة وثلاثون دقيقة وفي كتاب العزيزي إنها في الإقليم الثالث وعرضها خمس وثلاثون درجة وكان فتحها وقتل مسيلمة الكذاب في أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه سنة 21 للهجرة وفتحها أمير المسلمين خالد بن الوليد عنوة ثم صولحوا وبين اليمامة والبحرين عشرة أيام وهي معدودة من نجد وقاعدتها حجر وتسمى اليمامة جوا والعروض بفتح العين وكان اسمها قديما جوا فسميت اليمامة باليمامة بنت سهم بن طسم قال أهل السير كانت منازل طسم وجديس اليمامة وكانت تدعى جوا وما حولها إلى البحرين ومنازل عاد الأولى الأحقاف وهو الرمل ما بين عمان إلى الشحر إلى حضرموت إلى عدن أبين وكانت منازل عبيل يثرب ومساكن أميم برمل عالج وهي أرض وبار ومساكن جرهم بتهائم اليمن ثم لحقوا بمكة ونزلوا على إسماعيل عليه السلام فنشأ معهم وتزوج منهم كما ذكرنا في مكة وكانت منازل العماليق موضع صنعاء اليوم ثم خرجوا فنزلوا حول مكة ولحقت طائفة منهم بالشام وبمصر وتفرقت طائفة منهم في جزيرة العرب إلى العراق والبحرين إلى عمان وقيل إن فراعنة مصر كانوا من العماليق كان منهم فرعون إبراهيم عليه السلام واسمه سنان بن علوان وفرعون يوسف عليه السلام واسمه الريان بن الوليد وفرعون موسى عليه السلام واسمه الوليد بن مصعب وكان ملك الحجاز رجلا من العماليق يقال له الأرقم وكان الضحاك المعروف عند العجم ببيوراسف من العماليق غلب على ملك العجم بالعراق وهو فيما بين موسى وداود عليه السلام وكان منزله بقرية يقال لها ترس ويقال إنه من الأزد ويقال إن طسما وجديسا هما من ولد الأزد بن إرم بن لاوذ بن سام بن نوح عليه السلام أقاموا باليمامة وهي كانت تسمى جوا والقرية وكثروا بها وربلوا حتى ملك عليهم ملك من طسم يقال له عمليق بن هباش بن هيلس بن ملادس بن هركوس بن طسم وكان جبارا ظلوما غشوما وكانت اليمامة أحسن بلاد الله أرضا وأكثرها خيرا وشجرا ونخلا قالوا وتنازع رجل يقال له قابس وامرأته هزيلة جديسيان في مولود لهما أراد أبوه أخذه فأبت أمه فارتفعا إلى الملك عمليق فقالت المرأة أيها الملك هذا ابني حملته تسعا ووضعته رفعا وأرضعته شبعا ولم أنل منه نفعا حتى إذا تمت أوصاله واستوفى فصاله أراد بعلي أن يأخذه كرها ويتركني ولهى فقال الرجل أيها الملك أعطيتها المهر كاملا ولم أصب منها طائلا إلا ولدا خاملا فافعل ما كنت فاعلا على أنني حملته قبل أن تحمله وكفلت أمه قبل أن تكفله فقالت أيها الملك حمله خفا وحملته ثقلا ووضعه شهوة وضعته كرها فلما رأى عمليق متانة حجتهما تحير فلم يدر بم يحكم فأمر بالغلام أن

يقبض منهما وأن يجعل في غلمانه وقال للمرأة أبغيه ولدا وأجزيه صفدا ولا تنكحي بعد أحدا فقالت أما النكاح فبالمهر وأما السفاح فبالقهر وما لي فيهما من أمر فأمر عمليق بالزوج والمرأة أن يباعا ويرد على زوجها خمس ثمنها ويرد على المرأة عشر ثمن زوجها فاسترقا فقالت هزيلة أتينا أخا طسم ليحكم بيننا فأظهر حكما في هزيلة ظالما لعمري لقد حكمت لا متورعا ولا كنت فيما يلزم الحكم حاكما ندمت ولم أندم وأنى بعترتي وأصبح بعلي في الحكومة نادما فبلغت أبياتها إلى عمليق فأمر أن لا تزوج بكر من جديس حتى تدخل عليه فيكون هو الذي يفترعها قبل زوجها فلقوا من ذلك ذلا حتى تزوجت امرأة من جديس يقال لها عفيرة بنت غفار أخت سيد جديس أي الأسود بن غفار وكان جلدا فاتكا فلما كانت ليلة الإهداء خرجت والبناء حولها لتحمل إلى عمليق وهن يضربن بمعازفهن ويقلن ابدي بعمليق وقومي فاركبي وبادري الصبح بأمر معجب فسوف تلقين الذي لم تطلبي وما لبكر دونه من مهرب ثم أدخلت على عمليق فافترعها وقيل إنها امتنعت عليه وكانت أيدة فخاف العار فوجأها بحديدة في قبلها فأدماها فخرجت وقد تقاصرت عليها نفسها فشقت ثوبها من خلفها ودماؤها تسيل على قدميها فمرت بأخيها وهو في جمع من قومه وهي تبكي وتقول لا أحد أذل من جديس أهكذا يفعل بالعروس يرضى بهذا الفعل قط الحر هذا وقد أعطى وسيق المهر لأخذه الموت كذا لنفسه خير من أن يفعل ذا بعرسه فأغضب ذلك أخاها فأخذ بيدها ورفعها إلى نادي قومها وهي تقول أيجمل أن يؤتى إلى فتياتكم وأنتم رجال فيكم عدد الرمل أيجمل تمشي في الدماء فتاتكم صبيحة زفت في العشاء إلى بعل فإن أنتم لم تغضبوا بعد هذه فكونوا نساء لا تغب من الكحل ودونكم ثوب العروس فإنما خلقتم لأثواب العروس وللغسل فلو أننا كنا رجالا وكنتم نساء كلنا لا نقر على الذل فموتوا كراما أو أميتوا عدوكم وكونوا كنار شب بالحطب الجزل وإلا فخلوا بطنها وتحملوا إلى بلد قفر وهزل من الهزل فللموت خير من مقام على أذى وللهزل خير من مقام على ثكل

فدبوا إليهم بالصوارم والقنا وكل حسام محدث العهد بالصقل ولا تجزعوا للحرب قومي فإنما يقوم رجال للرجال على رجل فيهلك فيها كل وغل مواكل ويسلم فيها ذو الجلادة والفضل فلما سمعت جديس منها ذلك امتلأوا غضبا ونكسوا حياء وخجلا فقال أخوها الأسود يا قوم أطيعوني فإنه عز الدهر فليس القوم بأعز منكم ولا أجلد ولولا تواكلنا لما أطعناهم وإن فينا لمنعة فقال له قومه أشر بما ترى فنحن لك تابعون ولما تدعونا إليه مسارعون إلا أنك تعلم أن القوم أكثر منا عددا ونخاف أن لا نقوم لهم عند المنابذة فقال لهم قد رأيت أن أصنع للملك طعاما ثم أدعوه وقومه فإذا جاؤونا قمت أنا إلى الملك وقتلته وقام كل واحد منكم إلى رئيس من رؤسائهم يفرغ منه فإذا فرغنا من الأعيان لم يبق للباقين قوة فنهتهم أخت الأسود بن غفار عن الغدر وقالت نافروهم فلعل الله أن ينصركم عليهم لظلمهم بكم فعصوها فقالت لا تغدرن فإن الغدر منقصة وكل عيب يرى عيبا وإن صغرا إني أخاف عليكم مثل تلك غدا وفي الأمور تدابير لمن نظرا حشوا شعيرا لهم فينا مناهدة فكلكم باسل أرجو له الظفرا شتان باغ علينا غير موتئد يغشى الظلامة لن تبقي ولن تذرا فأجابها أخوها الأسود وقال إنا لعمرك لا نبدي مناهدة نخاف منها صروف الدهر إن ظفرا إني زعيم لطسم حين تحضرنا عند الطعام بضرب يهتك القصرا وصنع الأسود الطعام وأكثر وأمر قومه أن يدفن كل واحد منهم سيفه تحته في الرمل مشهورا وجاء الملك في قومه فلما جلسوا للأكل وثب الأسود على الملك فقتله ووثب قومه على رجال طسم حتى أبادوا أشرافهم ثم قتلوا باقيهم وقال الأسود بن غفار عند ذلك ذوقي ببغيك يا طسم مجللة فقد أتيت لعمري أعجب العجب إنا أنفنا فلم ننفك نقتلهم والبغي هيج منا سورة الغضب فلن تعودوا لبغي بعدها أبدا لكن تكونوا بلا أنف ولا ذنب فلو رعيتم لنا قربى مؤكدة كنا الأقارب في الأرحام والنسب وقال جديلة بن المشمخر الجديسي وكان من سادات جديس لقد نهيت أخا طسم وقلت له لا يذهبن بك الأهواء والمرح واخش العواقب إن الظلم مهلكة وكل فرحة ظلم عندها ترح فما أطاع لنا أمرا فنعذره وذو النصيحة عند الأمر ينتصح

فلم يزل ذاك ينمي من فعالهم حتى استعادوا لأمر الغي فافتضحوا فباد آخرهم من عند أولهم ولم يكن لهم رشد ولا فلح فنحن بعدهم في الحق نفعله نسقى الغبوق إذا شئنا ونصطبح فليت طسما على ما كان إذ فسدوا كانوا بعافية من بعد ذا صلحوا إذا لكنا لهم عزا وممنعة فينا مقاول تسمو للعلى رجح وهرب رجل من طسم يقال له رياح بن مرة حتى لحق بتبع قيل أسعد تبان بن كليكرب بن تبع الأكبر بن الأقرن بن شمر يرعش بن أفريقس وقيل بل لحق بحسان بن تبع الحميري وكان بنجران وقيل بالحرم من مكة فاستغاث به وقال نحن عبيدك ورعيتك وقد اعتدى علينا جديس ثم رفع عقيرته ينشده أجبني إلى قوم دعوك لغدرهم إلى قتلهم فيها عليهم لك العذر دعونا وكنا آمنين لغدرهم فأهلكنا غدر يشاب به مكر وقالوا اشهدونا مؤنسين لتنعموا ونقضي حقوقا من جوار له حجر فلما انتهينا للمجالس كللوا كما كللت أسد مجوعة خزر فإنك لم تسمع بيوم ولن ترى كيوم أباد الحي طسما به المكر أتيناهم في أزرنا ونعالنا علينا الملاء الخضر والحلل الحمر فصرنا لحوما بالعراء وطعمة تنازعنا ذئب الرثيمة والنمر فدونك قوم ليس لله منهم ولا لهم منه حجاب ولا ستر فأجابه إلى سؤاله ووعده بنصره ثم رأى منه تباطؤا فقال إني طلبت لأوتاري ومظلمتي يا آل حسان يال العز والكرم المنعمين إذا ما نعمة ذكرت الواصلين بلا قربى ولا رحم وعند حسان نصر إن ظفرت به منه يمين ورأي غير مقتسم إني أتيتك كيما أن تكون لنا حصنا حصينا ووردا غير مزدحم فارحم أيامى وأيتاما بمهلكة يا خير ماش على ساق وذي قدم إني رأيت جديسا ليس يمنعها من المحارم ما يخشى من النقم فسر بخيلك تظفر إن قتلتهم تشفي الصدور من الأضرار والسقم لا تزهدن فإن القوم عندهم مثل النعاج تراعي زاهر السلم ومقربات خناذيذ مسومة تعشي العيون وأصناف من النعم قال فسار تبع في جيوشه حتى قرب من جو فلما

كان على مقدار ليلة منها عند جبل هناك قال رياح الطسمي توقف أيها الملك فإن لي أختا متزوجة في جديس يقال لها يمامة وهي أبصر خلق الله على بعد فإنها ترى الشخص من مسيرة يوم وليلة وإني أخاف أن ترانا وتنذر بنا القوم فأقام تبع في ذلك الجبل وأمر رجلا أن يصعد الجبل فينظر ماذا يرى فلما صعد الجبل دخل في رجله شوكة فأكب على رجله يستخرجها فأبصرته اليمامة وكانت زرقاء العين فقالت يا قوم إني أرى على الجبل الفلاني رجلا وما أظنه إلا عينا فاحذروه فقالوا لها ما يصنع فقالت إما يخصف نعلا أو ينهش كتفا فكذبوها ثم إن رياحا قال للملك مر أصحابك ليقطعوا من الشجر أغصانا ويستتروا بها ليشبهوا على اليمامة وليسيروا كذلك ليلا فقال تبع أوفي الليل تبصر مثل النهار قال نعم أيها الملك بصرها بالليل أنفذ فأمر تبع أصحابه بذلك فقطعوا الشجر وأخذ كل رجل بيده غصنا حتى إذا دنوا من اليمامة ليلا نظرت اليمامة فقالت يا آل جديس سارت إليكم الشجراء أو جاءتكم أوائل خيل حمير فكذبوها فصبحتهم حمير فهرب الأسود بن غفار في نفر من قومه ومعه أخته فلحق بجبلي طيء فنزل هناك فيقال إن له هناك بقية وفي شرح هذه القصة يقول الأعشى إذا أبصرت نظرة ليست بفاحشة إذ رفع الآل رأس الكلب فارتفعا قالت أرى رجلا في كفه كتف أو يخصف النعل لهفا أية صنعا فكذبوها بما قالت فصبحهم ذو آل حسان يزجي السمر والسلعا فاستنزلوا آل جو من منازلهم وهدموا شاخص البنيان فاتضعا ولما نزل بجديس ما نزل قالت لهم زرقاء اليمامة كيف رأيتم قولي وأنشأت تقول خذوا خذوا حذركم يا قوم ينفعكم فليس ما قد أرى م الأمر يحتقر إني أرى شجرا من خلفها بشر لأمر اجتمع الأقوام والشجر وهي من أبيات ركيكة وفتح تبع حصون اليمامة وامتنع عليه الحصن الذي كانت فيه زرقاء اليمامة فصابره تبع حتى افتتحه وقبض على زرقاء اليمامة وعلى صاحب الحصن وكان اسمه لا يكلم ثم قال لليمامة ماذا رأيت وكيف أنذرت قومك بنا فقالت رأيت رجلا عليه مسح أسود وهو ينكب على شيء فأخبرتهم أنه ينهش كتفا أو يخصف نعلا فقال تبع للرجل ماذا صنعت حين صعدت الجبل فقال انقطع شراك نعلي ودخلت شوكة في رجلي فعالجت إصلاحها بفمي وعالجت نعلي بيدي قال فأمر تبع بقلع عينيها وقال أحب أن أرى الذي أرى لها هذا النظر فلما قلع عينيها وجد عروقهما كلها محشوة بالإثمد قالوا وكان قال لها أنى لك حدة البصر هذه قالت إني كنت آخذ حجرا أسود فأدقه وأكتحل به فكان يقوي بصري فيقال إنها أول من اكتحل بالإثمد من العرب قالوا ولما قلع عينيها أمر بصلبها على باب جو وأن تسمى باسمها فسميت باسمها إلى الآن وقال تبع يذكر ذلك وسميت جوا باليمامة بعدما تركت عيونا باليمامة هملا نزعت بها عيني فتاة بصيرة رغاما ولم أحفل بذلك محفلا

تركت جديسا كالحصيد مطرحا وسقت نساء القوم سوقا معجلا أدنت جديسا دين طسم بفعلها ولم أك لولا فعلها ذاك أفعلا وقلت خذيها يا جديس بأختها وأنت لعمري كنت للظلم أولا فلا تدع جو ما بقيت باسمها ولكنها تدعى اليمامة مقبلا قالوا وخربت اليمامة من يومئذ لأن تبعا قتل أهلها وسار عنها ولم يخلف بها أحدا فلم تزل على ذلك حتى كان من حديث عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدؤل بن حنيفة ما ذكرته في حجر وممن ينسب إلى اليمامة جبير بن الحسن من أهل اليمامة قدم الشام ورأى عمر بن عبد العزيز وسمع رجاء بن حيوة ويعلى بن شداد بن أوس وعطاء ونافعا وعون بن عبد الله بن عتبة والحسن البصري وروى عنه الأوزاعي وأبو إسحاق الفزاري ويحيى بن حمزة وعبد الصمد بن عبد الأعلى السلامي وعكرمة بن عمار وخالد بن عبد الرحمن الخراساني وعلي بن الجعد قال عثمان بن سعيد الدارمي سألت يحيى بن معين عن جبير فقال ليس بشيء وقال أبو حاتم لا أرى بحديثه بأسا قال النسائي هو ضعيف
يم بالفتح ثم التشديد وهو البحر الذي لا يدرك ساحله وهو ماء بنجد
اليمن بالتحريك قال الشرقي إنما سميت اليمن لتيامنهم إليها قال ابن عباس تفرقت العرب فمن تيامن منهم سميت اليمن ويقال إن الناس كثروا بمكة فلم تحملهم فالتأمت بنو يمن إلى اليمن وهي أيمن الأرض فسميت بذلك قلت قولهم تيامن الناس فسموا اليمن فيه نظر لأن الكعبة مربعة فلا يمين لها ولا يسار فإذا كانت اليمن عن يمين قوم كانت عن يسار آخرين وكذلك الجهات الأربع إلا أن يريد بذلك من يستقبل الركن اليماني فإنه أجلها فإذا يصح والله أعلم وقال الأصمعي اليمن وما اشتمل عليه حدودها بين عمان إلى نجران ثم يلتوي على بحر العرب إلى عدن إلى الشحر حتى يجتاز عمان فينقطع من بينونة وبينونة بين عمان والبحرين وليست بينونة من اليمن وقيل حد اليمن من وراء تثليث وما سامتها إلى صنعاء وما قاربها إلى حضرموت والشحر وعمان إلى عدن أبين وما يلي ذلك من التهائم والنجود واليمن تجمع ذلك كله والنسبة إليهم يمني ويمان مخففة والألف عوض من ياء النسبة فلا تجتمعان وقال سيبويه وبعضهم يقول يماني بتشديد الياء قال أمية بن خلف الهذلي يمانيا يظل يشد كيرا وينفخ دائبا لهب الشواظ وقوم يمانية ويمانون مثل ثمانية وثمانون وامرأة يمانية أيضا وأيمن الرجل ويمن ويامن إذا أتى اليمن وكذلك إذا أخذ في مسيره يمينا قال الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمذاني اليمني صفة يمن الخضراء سميت اليمن الخضراء لكثرة أشجارها وثمارها وزروعها والبحر مطيف بها من المشرق إلى الجنوب فراجعا إلى المغرب يفصل بينها وبين باقي جزيرة العرب خط يأخذ من حدود عمان ويبرين إلى حد ما بين اليمن واليمامة فإلى حدود الهجيرة وتثليث وكثبة وجرش ومنحدرا في السراة إلى شعف عنز وشعف الجبل أعلاه إلى تهامة إلى أم جحدم إلى البحر إلى جبل يقال له

كرمل بالقرب من حمضة وذلك حد ما بين كنانة واليمن من بطن تهامة قلت أنا هذا الخط من البحر الهندي إلى البحر اليمني عرضا في البرية من الشرق إلى جهة الغرب قال وأما إحاطة البحر باليمن من ناحية دما قلت أنا دما من أوائل بلاد عمان من جهة الشمال قال فطنوى فالجمحة فرأس الفرتك فأطراف جبال اليحمد فما سقط منها وانقاد إلى ناحية الشحر فالشحر فغب الخيس فغب العبب بطن من مهرة فغب القمر بطن من مهرة بلفظ قمر السماء فغب الغفار بطن من مهرة فالخيرج فالأشفار وفي المنتصف من هذا الساحل شرقيا بين عدن وعمان ويسوف وقد ذكرت في مواضعها ثم ينعطف البحر عى اليمن مغربا وشمالا من عدن فيمر بساحل لحج وأبين وكثيب برامس وهو رباط وبسواحل بني مجيد من المندب فساحل العميرة فالعارة فإلى غلافقة ساحل زبيد فكمران فالعطية فالجردة إلى منفهق جابر وهو رأس عزيز كثير الرياح حديدها إلى الشرجة ساحل بلد حكم فباحة جازان إلى ساحل عثر فرأس عثر وهو كثير الموج إلى ساحل حمضة فهذا ما يحيط باليمن من البحر وقال أبو سنان اليماني في اليمن ثلاثة وثلاثون منبرا قديمة وأربعون حديثة وأعمال اليمن في الإسلام مقسومة على ثلاثة ولاة فوال على الجند ومخاليفها وهي أدناها وقال الأصمعي أربعة أشياء قد ملأت الدنيا ولا تكون إلا باليمن الورس والكندر والخطر والعصب قال وافتخر إبراهيم بن مخرمة يوما بين يدي السفاح باليمن وكان خالد بن صفوان حاضرا فلما أطال عليه قال خالد بن صفوان وبعد فما منكم إلا دابغ جلد أو ناسج برد أو سائس قرد أو راكب عرد دل عليكم هدهد وغرقتكم جرد وملكتكم أم ولد فسكت وكأنما ألجمه قال واجتمع زياد بن عبيد الله الحارثي خال السفاح بابن هبيرة الفزاري فقال لزياد فممن الرجل فقال من اليمن فقال أخبرني عنها فقال أما جبالها فكروم وورس وسهولها بر وشعير وذرة فتغير وجه ابن هبيرة وقال أليس أبو اليمن قردا قال إنما يكنى القرد بولده وهو أبو قيس فيوجب ذلك أن يكون أبا قيس عيلان وكان ابن هبيرة قيسيا قال فاصفر وجهه وعرق جبينه من عظم ما لقيه به ولليمن أخبار ولبلادها أقاصيص ذكرت في مواضعها من هذا الكتاب وقد يحن بعض الأعراب إلى اليمن فيقول وإني ليحييني الصبا ويميتني إذا ما جرت بعد العشي جنوب وأرتاح للبرق اليماني كأنني له حين يبدو في السماء نسيب وأرتاح أن ألقى غريبا صبابة إليه كأني للغريب قريب وقال آخر أما من جنوب تذهب الغل ظلة يمانية من نحو ليلى ولا ركب يمانون نستوحيهم عن بلادهم على قلص يذمى بأحسنها الجدب وقال آخر خليلي إني قد أرقت ونمتما لبرق يمان فاقعدا عللانيا خليلي لو كنت الصحيح وكنتما سقيمين لم أفعل كفعلكما بيا خليلي مدا لي فراشي وإرفعا وسادي لعل النوم يذهب ما بيا

خليلي طال الليل والتبس القدى بعيني واستأنست برقا يمانيا
يمن بالفتح ويروى بالضم ثم السكون ونون ماء لغطفان بين بطن قو ورؤاف على الطريق بين تيماء وفيد وقيل هو ماء لبني صرمة بن مرة وسماه بعضهم أمن وينشد قول زهير عفا من آل فاطمة الجواء فيمن فالقوادم فالحساء وقال ولو حلت بيمن أو جبار
يمني بفتح أوله وثانيه وتشديد النون كأنه مضارع مناه يمنيه وقياسه ضم أوله إلا أنه هكذا روي وهي ثنية هرشى من أرض الحجاز على منتصف طريق مكة والمدينة روي عن ابن أبي ذئب عن عمران بن قشير عن سالم بن سيلان قال سمعت عائشة وهي بالبيض من يمني بسفح هرشى وأخذت مروة من المرو فقالت وددت أني هذه المروة قاله الحازمي
يمؤود بالفتح ثم السكون والواو الأولى مضمومة والثانية ساكنة واد بغطفان قال الشماخ طال الثواء على رسم بيمؤود حينا وكل جديد بعده مودي دار الفتاة التي كنا نقول لها يا ظبية عطلا حسانة الجيد
يمين كأنه تصغير يمن حصن في جبل صبر من أعمال تعز استحدثه علي بن زريع
اليمينين من حصون اليمن بعكابس والله الموفق والمعين
باب الياء والنون وما يليهما
ينابعات بالضم وبعد الألف باء موحدة وعين غير معجمة وآخره تاء مثناة جمع ينابع مضارع نابع كما نذكره في الذي بعده موضع وهما موضع واحد تارة يجمع وتارة يفرد وقد ذكر شاهده في نبايع بتقديم النون
ينابع مضارع نابع ينابع مثل ضارب يضارب إذا أوقع كل واحد الضرب بصاحبه وهو اسم مكان أو جبل أو واد في بلاد هذيل ويروى فيه نبايع بتقديم النون وينشد قول أبي ذؤيب بالروايتين وكأنها بالجزع جزع ينابع وألات ذي العرجاء نهب مجمع ورواه إسماعيل بن حماد بفتح أوله وأما ينابعات فيجوز أن يكون جمع هذا المكان بما حوله على عادتهم وقد مر منه كثير فيما تقدم وهذا أحد ما ذكره أبو بكر من فوائد الكتاب وقد ذكره في ينابع
يناصيب أجبل متحاذيات في ديار بني كلاب أو بني أسد بنجد ويقال بالألف واللام وقيل أقرن طوال دقاق حمر بين أضاخ وجبلة بينها وبين أضاخ أربعة أميال عن نصر قال وبخط أبي الفضل اليناصيب جبال لوبر من كلاب منها الحمال وماؤها العقيلة
ينبع بالفتح ثم السكون والباء الموحدة مضمومة وعين مهملة بلفظ ينبع الماء قال عرام بن

الأصبغ السلمي هي عن يمين رضوى لمن كان منحدرا من المدينة إلى البحر على ليلة من رضوى من المدينة على سبع مراحل وهي لبني حسن بن علي وكان يسكنها الأنصار وجهينة وليث وفيها عيون عذاب غزيرة وواديها يليل وبها منبر وهي قرية غناء وواديها يصب في غيقة وقال غيره ينبع حصن به نخيل وماء وزرع وبها وقوف لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه يتولاها ولده وقال ابن دريد ينبع بين مكة والمدينة وقال غيره ينبع من أرض تهامة غزاها النبي صلى الله عليه و سلم يلق كيدا وهي قريبة من طريق الحاج الشامي أخذ اسمه من الفعل المضارع لكثرة ينابيعها وقال الشريف بن سلمة بن عياش الينبعي عددت بها مائة وسبعين عينا وعن جعفر بن محمد قال أقطع النبي صلى الله عليه و سلم عليا رضي الله عنه أربع أرضين الفقيران وبئر قيس والشجرة وأقطع عمر ينبع وأضاف إليها غيرها وقال كثير أهاجتك سلمى أم أجد بكورها وحفت بأنطاكي رقم خدورها على هاجرات الشول قد حف خطرها وأسلمها للظاعنات جفورها قوارض حضني بطن ينبع غدوة قواصد شرقي العناقين عيرها وينسب إليها أبو عبد الله حرملة المدلجي الينبعي له صحبة ورواية عن النبي عليه الصلاة و السلام
ينبغ بوزن الذي قبله إلا أن غينه معجمة وهو من نبغ إذا ظهر ومنه النابغة موضع عن ابن دريد
ي