الأحد، 26 يونيو 2022

كتاب 9.الشكر وكتاب 10.الحلم لابن أبي الدنيا

 

9   : كتاب 9.الشكر
المؤلف: أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس البغدادي الأموي القرشي المعروف بابن أبي الدنيا (المتوفى: 281هـ)

1 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثنا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، ثنا عِيسَى بْنُ عَوْنٍ الْحَنَفِيُّ، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْفُرَافِصَةِ الْحَنَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدِهِ نِعْمَةً فِي أَهْلٍ أَوْ مَالٍ أَوْ وَلَدٍ فَيَقُولُ: مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَيَرَى فِيهِ آفَةً دُونَ الْمَوْتِ "

(1/5)


2 - حَدَّثَنَا حَاجِبُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ النَّبِيُّ فَرَأَى كِسْرَةً مُلْقَاةً، فَمَسَحَهَا فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، أَحْسِنِي جِوَارَ نِعَمِ اللَّهِ، فَإِنَّهَا قَلَّمَا نَفَرَتْ عَنْ أَهْلِ بَيْتٍ فَكَادَتْ أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْهِمْ»

(1/6)


3 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، ثنا أَبُو زُهَيْرٍ يَحْيَى بْنُ عُطَارِدٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَرْزُقُ اللَّهُ عَبْدًا الشُّكْرَ فَيَحْرِمُهُ الزِّيَادَةَ، لَأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7] "

(1/6)


4 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ: «اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ»

(1/6)


5 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَسَّامٍ، حَدَّثَنِي صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَبِي الْجِلْدِ، قَالَ: قَرَأْتُ فِي مَسْأَلَةِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ: أَيْ رَبِّ، كَيْفَ لِي أَنْ أَشْكُرَكَ، وَإِنِّي لَا أَصِلُ شُكْرَكَ إِلَّا بِنِعْمَتِكَ؟ قَالَ: فَأَتَاهُ الْوَحْيُ: أَنْ يَا دَاوُدُ، أَلَيْسَ تَعْلَمُ أَنَّ الَّذِيَ بِكَ مِنَ النَّعَمِ مِنِّي؟ " قَالَ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: «فَإِنِّي أَرْضَى بِذَلِكَ مِنْكَ»

(1/7)


6 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُرِّيُّ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَبِي الْجِلْدِ، قَالَ: قَرَأْتُ فِي مَسْأَلَةِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ: " يَا رَبِّ، كَيْفَ لِي أَنْ أَشْكُرَكَ وَأَصْغَرُ نِعْمَةٍ وَضَعْتَهَا عِنْدِي مِنْ نِعَمِكَ لَا يُجَازِي بِهَا عَمَلِي كُلُّهُ؟ قَالَ: فَأَتَاهُ الْوَحْي: «أَنْ يَا مُوسَى، الْآنَ شَكَرْتَنِي»

(1/7)


7 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ بَحْرٍ، أنا أَبُو عَقِيلٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " مَا قَالَ عَبْدٌ قَطُّ: الْحَمْدُ لِلَّهِ إِلَّا وَجَبَتْ عَلَيْهِ نِعْمَةٌ بِقَوْلِهِ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَمَا جَزَاءُ تِلْكَ النِّعْمَةِ؟ جَزَاؤُهَا أَنْ يَقُولَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، فَحَازَ أُخْرَى، وَلَا تَنْفَدُ نِعَمُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "

(1/7)


8 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ: «إِنَّ اللَّهَ أَنْعَمَ عَلَى الْعِبَادِ عَلَى قَدْرِهِ، وَكَلَّفَهُمُ الشُّكْرَ عَلَى قَدْرِهِمْ»

(1/7)


9 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ أَبَا الْأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: سَمِعَ نَبِيُّ اللَّهِ رَجُلًا يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ بِالْإِسْلَامِ، فَقَالَ: «إِنَّكَ لَتَحْمَدُ اللَّهَ عَلَى نِعْمَةٍ عَظِيمَةٍ»

(1/8)


10 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ الْفَرَّاءُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ، يَقُولُ: " مَا قَالَ عَبْدٌ كَلِمَةً أَحَبَّ إِلَيْهِ وَأَبْلَغَ فِي الشُّكْرِ عِنْدَهُ مِنْ أَنْ يَقُولَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْعَمَ عَلَيْنَا، وَهَدَانَا لِلْإِسْلَامِ "

(1/8)


11 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ السَّدُوسِيُّ أَبُو عُبَيْدَةَ، قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ إِذَا ابْتَدَأَ حَدِيثَهُ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ، اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ كَمَا خَلَقْتَنَا، وَرَزَقْتَنَا، وَهَدَيْتَنَا، وَعَلَّمْتَنَا، وَأَنْقَذْتَنَا، وَفَرَّجْتَ عَنَّا، لَكَ الْحَمْدُ بِالْإِسْلَامِ، وَالْقُرْآنِ، وَلَكَ الْحَمْدُ بِالْأَهْلِ وَالْمَالِ وَالْمُعَافَاةِ، كَبَتَّ عَدُوَّنَا، وَبَسَطْتَ رِزْقَنَا، وَأَظْهَرْتَ أَمْنَنَا، وَجَمَعَتْ فُرْقَتَنَا، وَأَحْسَنْتَ مُعَافَاتَنَا، وَمِنْ كُلِّ وَاللَّهِ مَا سَأَلْنَاكَ رَبَّنَا أَعْطَيْتَنَا، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى ذَلِكَ حَمْدًا كَثِيرًا، لَكَ الْحَمْدُ بِكُلِّ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَيْنَا فِي قَدِيمٍ وَحَدِيثٍ، أَوْ سِرًّا أَوْ عَلَانِيَةً، أَوْ خَاصَّةً أَوْ عَامَّةً، أَوْ حَيٍّ أَوْ مَيِّتٍ، أَوْ شَاهِدٍ أَوْ غَائِبٍ، لَكَ الْحَمْدُ حَتَّى تَرْضَى، وَلَكَ الْحَمْدُ إِذَا رَضِيتَ»

(1/8)


12 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ الصَّبَّاغِ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: " يَا رَبِّ، كَيْفَ يَسْتَطِيعُ آدَمُ أَنْ يُؤَدِّيَ شُكْرَ مَا صَنَعْتَهُ إِلَيْهِ؟ خَلَقْتَهُ بِيَدِكَ، وَنَفَخْتَ فِيهِ مِنْ رُوحِكَ، وَأَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ، وَأَمَرْتَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَهُ، فَقَالَ: «يَا مُوسَى، عَلِمَ أَنَّ ذَلِكَ مِنِّي فَحَمِدَنِي، فَكَانَ ذَلِكَ شُكْرًا لِمَا صَنَعْتُهُ لَهُ»

(1/9)


13 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ الْعُمَرِيُّ، عَنْ سَعْدٍ يَعْنِي ابْنَ طَرِيفٍ، عَنِ الْأُصْبَعِ بْنِ نُبَاتَةَ، قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ الْحَافِظِ الْمُؤَدِّي، وَإِذَا خَرَجَ مَسَحَ بِيَدَيْهِ بَطْنَهُ ثُمَّ قَالَ: يَا لَهَا مِنْ نِعْمَةٍ لَوْ يَعْلَمُ الْعِبَادُ شُكْرَهَا "

(1/9)


14 - حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: «إِنَّمَا سُمِّيَ نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَبْدًا شَكُورًا؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَلْبَسْ جَدِيدًا، وَلَمْ يَأْكُلْ طَعَامًا إِلَّا حَمِدَ»

(1/9)


15 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ، وَأَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ الرَّقَاشِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَأَزْهَرُ السَّلِيمِيُّ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: دَعَا رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَهْلِ قُبَاءَ النَّبِيَّ، فَانْطَلَقَ مَعَهُ، فَلَمَّا طَعِمَ وَغَسَلَ يَدَهُ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ، مَنَّ عَلَيْنَا فَهَدَانَا، وَأَطْعَمَنَا وَسَقَانَا، وَكُلَّ بَلَاءٍ حَسَنٍ أَبْلَانَا، الْحَمْدُ لِلَّهِ غَيْرَ مُوَدَّعٍ رَبِّي وَلَا مُكَافَأٍ، وَلَا مَكْفُورٍ وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْهُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَ مِنَ الطَّعَامِ، وَسَقَى مِنَ الشَّرَابِ، وَكَسَى مِنَ الْعُرْيِ، وَهَدَى مِنَ الضَّلَالَةِ، وَبَصَّرَ مِنَ الْعَمَى، وَفَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِهِ تَفْضِيلًا، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ»

(1/10)


16 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ مَخْلَدٍ الْمَرْوَزِيُّ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَفَجْأَةِ نِقْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ»

(1/10)


17 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ الضُّبَعِيُّ، أَنَا الْفَضْلُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَيُمَتِّعُ بِالنِّعْمَةِ مَا شَاءَ، فَإِذَا لَمْ يُشْكَرْ قَلَبَهَا عَلَيْهِمْ عَذَابًا "

(1/11)


18 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: يُرْوَى عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ هَمْدَانَ: «إِنَّ النِّعْمَةَ مُوَصَّلَةٌ بِالشُّكْرِ، وَالشُّكْرُ مُعَلَّقٌ بِالْمَزِيدِ، وَهُمَا مَقْرُونَانِ فِي قَرْنٍ، فَلَنْ يَنْقَطِعَ الْمَزِيدُ مِنَ اللَّهِ حَتَّى يَنْقَطِعَ الشُّكْرُ مِنَ الْعَبْدِ»

(1/11)


19 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَةَ بْنَ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ مَخْلَدَ بْنَ حُسَيْنٍ، يَقُولُ: كَانَ يُقَالُ: «الشُّكْرُ تَرْكُ الْمَعَاصِي»

(1/11)


20 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ حَاتِمٍ الْمَدَائِنِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا بَعْضُ أَهْلِ الْحِجَازِ، قَالَ أَبُو حَازِمٍ: «كُلُّ نِعْمَةٍ لَا تُقَرِّبُ مِنَ اللَّهِ فَهِيَ بَلِيَّةٌ»

(1/11)


21 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي الْحَوَارِي، سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عُمَيْرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيَّ، يَقُولُ: «ذِكْرُ النِّعْمَةِ يُوَرِّثُ الْحُبَّ لِلَّهِ»

(1/11)


22 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَلَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ فَقَالَ لِي: " أَلَا تَدْخُلُ بَيْتًا دَخَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنُطْعِمُكَ سَوِيقًا وَتَمْرًا؟ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا جَمَعَ النَّاسَ غَدًا ذَكَّرَهُمْ مَا أَنْعَمَ عَلَيْهِمْ فَيَقُولُ الْعَبْدُ: بِآيَةِ مَاذَا؟ فَيَقُولُ: إِنَّهُ ذَاكَ أَنَّكَ كُنْتَ فِي كُرْبَةِ كَذَا وَكَذَا فَدَعَوْتَنِي فَكَشَفْتُهَا عَنْكَ، وَإِنَّهُ ذَاكَ أَنَّكَ كُنْتَ فِي سَفَرِ كَذَا فَاسْتَصْحَبْتَنِي فَصَحِبْتُكَ، قَالَ: وَيُذَكِّرُهُ حَتَّى يَذْكُرَ يَقُولُ: وَإِنَّهُ ذَاكَ أَنَّكَ خَطَبْتَ فُلَانَةَ بِنْتَ فُلَانٍ وَخَطَبَهَا مَعَكَ خَاطِبٌ فَزَوَّجْتُكَ وَرَدَدْتُهُمْ "

(1/12)


23 - قَالَ نَصْرَ بْنَ عَلِيٍّ: وَحَدَّثَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِي أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيِّ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ: " أَنْ اللَّهَ، عَزَّ وَجَلَّ يُقْعِدُ عَبْدَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَيُعَدِّدُ عَلَيْهِ نِعَمَهُ، هَذَا الْحَدِيثَ، فَبَكَى ثُمَّ بَكَى ثُمَّ قَالَ: «إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا يُقْعِدَ اللَّهُ عَبْدًا بَيْنَ يَدَيْهِ فَيُعَذِّبَهُ»

(1/12)


24 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا صَالِحُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُؤْتَى بِالنَّعَمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ فَيَقُولُ لِنِعْمَةٍ مِنْ نِعَمِهِ: خُذِي حَقَّكِ مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَمَا تَتْرُكُ لَهُ حَسَنَةً إِلَّا ذَهَبَتْ بِهَا "

(1/12)


25 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: قَالَ دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «إِلَهِي، لَوْ أَنَّ لِكُلِّ شَعْرَةٍ مِنِّي لِسَانَيْنِ يُسَبِّحَانِكَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ مَا قَضَيْتُ نِعْمَةً مِنْ نِعَمِكَ»

(1/13)


26 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَوْنُ بْنُ مُوسَى، سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيَّ، يَقُولُ: " يَنْزِلُ بِالْعَبْدِ الْأَمْرُ فَيَدْعُو فَيَصْرِفُهُ عَنْهُ، فَيَأْتِيهِ الشَّيْطَانُ فَيُضْعِفُ شُكْرَهُ، فَيَقُولُ: إِنَّ الْأَمْرَ كَانَ أَيْسَرَ مِمَّا تَذْهَبُ إِلَيْهِ، قَالَ: وَيَقُولُ الْعَبْدُ: كَانَ الْأَمْرُ بِأَشَدَّ مِمَّا أَذْهَبُ إِلَيْهِ، وَلَكِنَّ اللَّهَ صَرَفَهُ عَنِّي "

(1/13)


27 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صُدْرَانَ الْأَزْدِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خِرَاشٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، يَقُولُ: «قَيِّدُوا النِّعَمَ بِالشُّكْرِ»

(1/13)


28 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامِ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «لَأَنْ أُعَافَى فَأَشْكُرَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُبْتَلَى فَأَصْبِرَ»

(1/14)


29 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ التَّمِيمِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، قَالَ: رَأَى وُهَيْبٌ قَوْمًا يَضْحَكُونَ يَوْمَ الْفِطْرِ فَقَالَ: «إِنْ كَانَ هَؤُلَاءِ تُقُبِّلَ مِنْهُمْ صِيَامُهُمْ فَمَا هَذَا فِعْلُ الشَّاكِرِينَ، وَإِنْ كَانَ هَؤُلَاءِ لَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْهُمْ صِيَامُهُمْ فَمَا هَذَا فِعْلُ الْخَائِفِينَ»

(1/14)


30 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ كَاتَبَ اللَّيْثِ يَذْكُرُ عَنِ الْهِقْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، أَنَّهُ وَعَظَ فَقَالَ فِي مَوْعِظَتِهِ: «أَيُّهَا النَّاسُ، تَقَوَّوْا بِهَذِهِ النِّعَمِ الَّتِي أَصْبَحْتُمْ فِيهَا عَلَى الْهَرَبِ مِنْ نَارِ اللَّهِ الْمُوقَدَةِ، الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ، فَإِنَّكُمْ فِي دَارٍ الثِّوَاءُ فِيهَا قَلِيلٌ، وَأَنْتُمْ تُؤَجَّلُونَ خَلَائِفَ بَعْدَ الَّذِينَ اسْتَقْبَلُوا مِنَ الدُّنْيَا أُنُفَهَا وَزَهْرَتَهَا، فَهُمْ كَانُوا أَطْوَلَ مِنْكُمْ أَعْمَارًا، وَأَمَدَّ أَجْسَامًا، وَأَعْظَمَ آثَارًا، فَجَرَّدُوا الْجِبَالَ، وَجَابُوا الصُّخُورَ، وَنَقَّبُوا الْبِلَادَ، مُؤْثِرِينَ بِبَطْشٍ شَدِيدٍ، وَأَجْسَامٍ كَالْعِمَادِ، فَمَا لَبِثَتِ الْأَيَّامُ وَاللَّيَالِي أَنْ طَوَتْ مُدُنَهُمْ، وَعَفَتْ آثَارَهُمْ، وَأَخْوَتْ مَنَازِلَهُمْ، وَأَنْسَتْ ذِكْرَاهُمْ، فَمَا تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا، كَانُوا بِلَهْوِ الْأَمَلِ آمِنَيْنِ، لِبَيَاتِ قَوْمٍ غَافِلِينَ، وَلِصَبَاحِ قَوْمٍ نَادِمِينَ، ثُمَّ إِنَّكُمْ قَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ بَيَاتًا مِنْ عُقُوبَةِ اللَّهِ، فَأَصْبَحَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ، وَأَصْبَحَ الْبَاقُونَ يَنْظُرُونَ فِي آثَارِ نِعْمَةٍ، وَزَوَالِ نِعْمَةٍ، وَمَسَاكِنَ خَاوِيَةٍ، فِيهَا آيَةٌ لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ، وَعِبْرَةٌ لِمَنْ يَخْشَى، وَأَصْبَحْتُمْ مِنْ بَعْدِهِمْ فِي أَجَلٍ مَنْقُوصٍ، وَدُنْيَا مَنْقُوصَةٍ، فِي زَمَانٍ قَدْ وَلَّى عَفْوُهُ، وَذَهَبَ رَجَاؤُهُ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ إِلَّا حَمَّةُ شَرٍّ، وَصُبَابَةُ كَدَرٍ، وَأَهَاوِيلُ عَبْدٍ، وَعُقُوبَاتُ عَبْدٍ، وَإِرْسَالُ فِتَنٍ، وَتَتَابُعُ زَلَازِلَ، وَرُذَالَةُ خَلَفٍ، بِهِمْ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، فَلَا تَكُونُوا أَشَبَاهًا لِمَنْ خَدَعَهُ الْأَمَلُ، وَغَرَّهُ طُولُ الْأَجَلِ، وَتَبَلَّغَ بِالْأَمَانِيِّ، نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنَا وَإِيَّاكُمْ مِمَّنْ وَعَى نَفْسَهُ فَانْتَهَى، وَعَقَلَ مَسْرَاهُ فَمَهَّدَ لِنَفْسِهِ»

(1/14)


31 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، أنا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: «إِذَا رَأَيْتَ سَابِغَ نِعَمِهِ عَلَيْكَ وَأَنْتَ تَعْصِيهِ، فَاحْذَرْهُ»

(1/15)


32 - حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهُذَلِيُّ، نا بِشْرُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا رَأَيْتَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُعْطِيَ الْعِبَادَ عَلَى مَا يَشَاءُونَ عَلَى مَعَاصِيهِمْ إِيَّاهُ، فَذَلِكَ اسْتِدْرَاجٌ مِنْهُ لَهُمْ»

(1/16)


33 - حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدَانُ، أنا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَذِهِ النِّعْمَةِ، فَإِنَّ ذِكْرَهَا شُكْرٌ»

(1/16)


34 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: " أَرْبَعٌ مَنْ أُعْطِيَهُنَّ فَقَدْ أُعْطِيَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ: قَلْبٌ شَاكِرٌ، وَلِسَانٌ ذَاكِرٌ، وَبَدَنٌ عَلَى الْبَلَاءِ صَابِرٌ، وَزَوْجَةٌ لَا تَبْغِيهِ خَوْفًا فِي نَفْسِهَا وَلَا مَالِهِ "

(1/16)


35 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشِيرٍ الْكِنْدِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ الْمَكِّيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: " بَيْنَا دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي مِحْرَابِهِ إِذْ مَرَّتْ بِهِ دُودَةٌ فَنَظَرَ إِلَيْهَا، وَفَكَّرَ فِي خَلْقِهَا، وَعَجِبَ مِنْهَا، وَقَالَ: مَا يَعْبَأُ اللَّهُ بِهَذِهِ، قَالَ: فَأَنْطَقَهَا اللَّهُ فَقَالَتْ: يَا دَاوُدُ، أَتُعْجِبُكَ نَفْسُكَ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَأَنَا عَلَى مَا أَتَانِي اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ أَشْكَرُ مِنْكَ عَلَى مَا أَتَاكَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ "

(1/17)


36 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ مَحْدُوجٍ أَبُو رَوْحٍ، سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: " إِنَّ دَاوُدَ نَبِيَّ اللَّهِ ظَنَّ فِي نَفْسِهِ أَنَّ أَحَدًا لَمْ يَمْدَحْ خَالِقَهُ أَفْضَلَ مِمَّا مَدَحَهُ، وَأَنَّ مَلَكًا نَزَلَ وَهُوَ قَاعِدٌ فِي الْمِحْرَابِ، وَالْبِرْكَةُ إِلَى جَانِبِهِ فَقَالَ: يَا دَاوُدُ، افْهَمْ إِلَى مَا تُصَوِّتُهُ الضِّفْدَعُ، فَأَنْصَتَ فَإِذَا الضِّفْدَعُ يَمْدَحُهُ بِمَدْحَةٍ لَمْ يَمْدَحْهُ بِهَا دَاوُدُ، فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ: كَيْفَ تَرَى يَا دَاوُدُ؟ أَفَهِمْتَ مَا قَالَتْ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَمَاذَا قَالَتْ؟ قَالَ: سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، مُنْتَهَى عِلْمِكَ يَا رَبِّ، قَالَ دَاوُدُ: وَالَّذِي جَعَلَنِي نَبِيَّهُ، إِنِّي لَمْ أَمْدَحْهُ بِهَذَا "

(1/17)


37 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ سَعِيدٍ وَذَكَرَ دَاوُدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: قَالَ " الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَمَا يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِ رَبِّي عَزَّ جَلَالُهُ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: يَا دَاوُدُ، أَتْعَبْتَ الْمَلَائِكَةَ "

(1/17)


38 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ بِشْرِ بْنِ السَّرِيِّ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةِ، أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَأْتِي النَّبِيَّ فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ، فَيَقُولُ النَّبِيُّ: «كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟» فَيَقُولُ الرَّجُلُ: إِلَيْكَ أَحْمَدُ اللَّهَ، أَوْ أَحْمَدُ اللَّهَ إِلَيْكَ، فَكَانَ النَّبِيُّ يَدْعُو لَهُ، فَجَاءَ الرَّجُلُ يَوْمًا فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ: «كَيْفَ أَنْتَ يَا فُلَانُ؟» قَالَ: بِخَيْرٍ إِنْ شَكَرْتُ، فَسَكَتَ النَّبِيُّ، فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُنْتَ تَسْأَلُنِي فَتَدْعُو لِي، وَإِنَّكَ سَأَلْتَنِي الْيَوْمَ فَلَمْ تَدْعُ لِي، قَالَ: «إِنِّي كُنْتُ أَسْأَلُكَ فَتَشْكَرُ اللَّهَ، وَإِنِّي سَأَلْتُكَ الْيَوْمَ فَشَكَكْتَ فِي الشُّكْرِ»

(1/18)


39 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ ابْنِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ: " أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: يَا رَبِّ، مَا الشُّكْرُ الَّذِي يَنْبَغِي لَكَ؟ " قَالَ: «يَا مُوسَى، لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِي»

(1/18)


40 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ التَّغْلِبِيِّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: " قَالَ رَجُلٌ لِأَبِي تَمِيمَةَ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: أَصْبَحْتُ بَيْنَ نِعْمَتَيْنِ لَا أَدْرِي أَيُّهُمَا أَفْضَلُ؟: ذُنُوبٌ سَتَرَهَا اللَّهُ فَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُعَيِّرَنِي بِهَا أَحَدٌ، وَمَوَدَّةٌ قَذَفَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ وَلَمْ يَبْلُغْهَا عَمَلِي "

(1/18)


41 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ لُوطٍ: كَانَ يُقَالُ: «الشُّكْرُ تَرْكُ الْمَعْصِيَةِ»

(1/19)


42 - حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي وَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ بِمِنًى، فَظَهَرَ مِنْ دُعَائِهِ أَنْ قَالَ: «كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَهَا عَلَيَّ قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا شُكْرِي، وَكَمْ مِنْ بَلِيَّةٍ ابْتَلَيْتَنِي بِهَا قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا صَبْرَى، فَيَا مَنْ قَلَّ شُكْرِي عِنْدَ نِعْمَتِهِ فَلَمْ يَحْرِمْنِي، وَيَا مَنْ قَلَّ صَبْرِي عِنْدَ بَلَائِهِ فَلَمْ يَخْذُلْنِي، وَيَا مَنْ رَآنِي عَلَى الذُّنُوبِ الْعِظَامِ فَلَمْ يَفْضَحْنِي وَلَمْ يَهْتِكْ سِتْرِي، وَيَا ذَا الْمَعْرُوفِ الَّذِي لَا يَنْقُصُنِي، وَيَا ذَا النِّعْمَةِ الَّتِي لَا تَحَوَّلُ وَلَا تَزُولُ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا»

(1/19)


43 - حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْمَدَائِنِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ شَيْخٍ يُكَنَّى أَبَا جَعْفَرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: " قَرَأْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، خَيْرِي يَنْزِلُ إِلَيْكَ، وَشَرُّكَ يَصْعَدُ إِلَيَّ، وَأَتَحَبَّبُ إِلَيْكَ بِالنِّعَمِ، وَتَتَبَغَّضُ إِلَيَّ بِالْمَعَاصِي، وَلَا يَزَالُ مَلَكٌ كَرِيمٌ قَدْ عَرَجَ إِلَيَّ مِنْكَ بِعَمَلٍ قَبِيحٍ "

(1/19)


44 - وَحَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْمَدَائِنِيُّ، قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ جَارًا لِي يَقُولُ فِي اللَّيْلِ: «يَا إِلَهِي، خَيْرُكَ إِلَيَّ نَازِلٌ، وَشَرِّي إِلَيْكَ صَاعِدٌ، وَكَمْ مَلَكٍ كَرِيمٍ قَدْ صَعِدَ إِلَيْكَ بِعَمَلٍ قَبِيحٍ، أَنْتَ مَعَ غِنَائِكَ عَنِّي تَتَحَبَّبُ إِلَيَّ بِالنِّعَمِ، وَأَنَا مَعَ فَقْرِي إِلَيْكَ وَفَاقَتِي إِلَيْكَ أَتَمَقَّتُ إِلَيْكَ بِالْمَعَاصِي، وَأَنْتَ فِي ذَلِكَ تُجْبُرُنِي، وَتَسْتُرُنِي، وَتَرْزُقُنِي»

(1/20)


45 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنِي صُغْدِيِّ بْنُ أَبِي الْحِجْرِ، قَالَ: " كُنَّا نَدْخُلُ عَلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَنَقُولُ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ؟ قَالَ: أَصْبَحْنَا مُغْرَقِينَ فِي النِّعَمِ، مُوَقَّرِينَ مِنَ الشُّكْرِ، يَتَحَبَّبُ إِلَيْنَا رَبُّنَا وَهُوَ عَنَّا غَنِيُّ، وَنَتَمَقَّتُ إِلَيْهِ وَنَحْنُ إِلَيْهِ مُحْتَاجُونَ "

(1/20)


46 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ: «إِلَهِي، مِنْ كَرَمِكَ أَنَّكَ تُطَاعُ فَلَا تُعْصَى، وَمِنْ حِلْمِكَ أَنَّكَ تُعْصَى كَأَنَّكَ لَا تَرَى، وَأَيُّ زَمَنٍ مَنْ لَمْ يَعْصِكَ فِيهِ سُكَّانُ أَرْضِكَ، فَكُنْتَ وَاللَّهِ عَلَيْهِمْ بِالْخَيْرِ عَوَّادًا»

(1/20)


47 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: أنبأ هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً فَعَلِمَ أَنَّهَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِلَّا كُتِبَ لَهُ شُكْرُهَا، وَمَا عَلِمَ مِنْ عَبْدِ نَدَامَةً عَلَى ذَنْبٍ إِلَّا غُفِرَ لَهُ قَبْلَ أَنْ يَسْتَغْفِرَهُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَشْتَرِي الثَّوْبَ بِالدِّينَارِ فَيَلْبَسُهُ فَيَحْمَدُ اللَّهَ فَمَا يَبْلُغُ رُكْبَتَيْهِ حَتَّى يُغْفَرَ لَهُ»

(1/20)


48 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّعْدِيُّ، سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ، يَقُولُ: " مَنْ لَبِسَ ثَوْبًا جَدِيدًا فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، غُفِرَ لَهُ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَنْ أَكَلَ طَعَامًا فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، غُفِرَ لَهُ، وَمَنْ شَرِبَ فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، غُفِرَ لَهُ "

(1/21)


49 - حَدَّثَنِي الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، ثنا عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْفِلَسْطِينِيُّ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَزِيدَ الْمَدَنِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ تَوَكَّلَ بِعِبَادَةِ اللَّهِ إِلَّا غَرِمَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، يَعْنِي رَزَقَهُ، فَجَعَلَهُ فِي يَدَيْ بَنِي آدَمَ يَعْمَلُونَهُ حَتَّى يَدْفَعُوهُ إِلَيْهِ، فَإِنِ الْعَبْدُ قَبِلَهُ أَوْجَبَ عَلَيْهِ الشُّكْرَ، وَإِنْ أَبَاهُ وَجَدَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ عِبَادًا فُقَرَاءَ يَأْخُذُونَ رِزْقَهُ وَيَشْكُرُونَ لَهُ»

(1/21)


50 - حَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ، وَابْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ قَالَا: ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ فَضَالَةَ رَجُلٌ مِنْ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، قَالَ: " خَرَجَ عَلَيْنَا عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ وَعَلَيْهِ مُطَرِّفُ خَزٍّ لَمْ نَرَهْ عَلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَلَا بَعْدُ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «إِذَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدِهِ نِعْمَةً أَحَبَّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ»

(1/21)


51 - حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «كُلُوا، وَاشْرَبُوا، وَتَصَدَّقُوا فِي غَيْرِ مَخِيلَةٍ وَلَا سَرَفٍ؛ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ»

(1/22)


52 - حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ وَأَنَا قَشِفُ الْهَيْئَةِ، فَقَالَ: «هَلْ لَكَ مَالٌ؟» قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: «مِنْ أَيِّ الْمَالِ؟» قُلْتُ مِنْ كُلِّ الْمَالِ، قَدْ آتَانِي اللَّهُ مِنَ الْإِبِلِ، وَالْخَيْلِ، وَالرَّقِيقِ، وَالْغَنَمِ، قَالَ: «فَإِذَا آتَاكَ اللَّهُ مَالًا فَلْيُرَ عَلَيْكَ»

(1/22)


53 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ شُعَيْبٍ، ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ فِي مَأْكَلِهِ وَمَشْرَبِهِ»

(1/23)


54 - حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، يَرْفَعُهُ: «مَنْ أُعْطِيَ خَيْرًا فَرُؤِيَ عَلَيْهِ سُمِّيَ حَبِيبَ اللَّهِ، مُحَدِّثًا بِنِعْمَةِ اللَّهِ، وَمَنْ أُعْطِيَ خَيْرًا فَلَمْ يُرَ عَلَيْهِ سُمِّيَ بَغِيضَ اللَّهِ، مُعَادِيًا لِنِعْمَةِ اللَّهِ»

(1/23)


55 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، قَالَ: " مَرَرْتُ مَعَ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِالْكُوفَةِ عَلَى قَصْرِ الْحَجَّاجِ فَقُلْتُ: لَوْ رَأَيْتَ مَا نَزَلَ بِنَا هَاهُنَا زَمَنَ الْحَجَّاجِ؟ فَقَالَ: مَرَرْتَ كَأَنَّكَ لَمْ تَدْعُ إِلَى ضُرٍّ مَسَّكَ، أَرْجِعْ فَاحْمَدِ اللَّهَ وَاشْكُرْهُ، أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ} [يونس: 12] "

(1/23)


56 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَقِيقٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْعَثِ، سَمِعْتُ فُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ، يَقُولُ: " كَانَ يُقَالَ: مَنْ عَرَفَ نِعْمَةَ اللَّهِ بِقَلْبِهِ، وَحَمِدَهُ بِلِسَانِهِ، لَمْ يَسْتَتِمَّ ذَلِكَ حَتَّى يَرَى الزِّيَادَةَ، لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7] وَقَالَ: سَمِعْتُهُ يَعْنِي فُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: كَانَ يُقَالُ: مِنْ شُكْرِ النِّعْمَةِ أَنْ تُحَدِّثَ بِهَا "

(1/23)


57 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْعَثِ، سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ، يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «يَا ابْنَ آدَمَ، إِذَا كُنْتَ تَتَقَلَّبُ فِي نِعْمَتِي وَأَنْتَ تَتَقَلَّبُ فِي مَعْصِيَتِي فَاحْذَرْنِي لَا أَصْرَعُكَ بَيْنَ مَعَاصِيكَ، يَا ابْنَ آدَمَ اتَّقِنِي وَنَمْ حَيْثُ شِئْتَ»

(1/24)


58 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: «الشُّكْرُ نِصْفُ الْإِيمَانِ، وَالصَّبْرُ نِصْفُ الْإِيمَانِ، وَالْيَقِينُ الْإِيمَانُ كُلُّهُ»

(1/24)


59 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةِ، قَالَ: «لَا تَضُرُّكُمْ دُنْيَا إِذَا شَكَرْتُمُوهَا»

(1/24)


60 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، ثنا رَوْحٌ، ثنا عَوْنٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «بَلَغَنِي أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَنْعَمَ عَلَى قَوْمٍ سَأَلَهُمُ الشُّكْرَ، فَإِذَا شَكَرُوهُ كَانَ قَادِرًا عَلَى أَنْ يَزِيدَنَّهُمْ، فَإِذَا كَفَرُوا كَانَ قَادِرًا عَلَى أَنْ يَقْلِبَ نِعْمَتَهُ عَلَيْهِمْ عَذَابًا»

(1/24)


61 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ، كَانَ يَقُولُ: «رُبَّ شَاكِرٍ نِعْمَةَ غَيْرِهِ وَمُنْعَمٍ عَلَيْهِ وَلَا يَدْرِي، وَيَا رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرُ فَقِيهٍ»

(1/24)


62 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ: " {إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} [العاديات: 6] قَالَ: يُعَدِّدُ الْمَصَائِبَ، وَيَنْسَى النِّعَمَ "

63 - أَنْشَدَنَا مَحْمُودٌ الْوَرَّاقُ فِي ذَلِكَ:
[البحر السريع]
يَا أَيُّهَا الظَّالِمُ فِي فِعْلِهِ ... وَالظُّلْمُ مَرْدُودٌ عَلَى مَنْ ظَلَمْ
إِلَى مَتَى أَنْتَ وَحَتَّى مَتَى ... تَشْكُو الْمُصِيبَاتِ وَتَنْسَى النِّعَمْ؟

(1/25)


64 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْهَمْدَانِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّامِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «التَّحَدُّثُ بِالنِّعَمِ شُكْرٌ، وَتَرْكُهَا كُفْرٌ، وَمَنْ لَا يَشْكُرُ الْقَلِيلَ لَا يَشْكُرُ الْكَثِيرَ، وَمَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ لَا يَشْكُرُ اللَّهَ، وَالْجَمَاعَةُ بَرَكَةٌ، وَالْفُرْقَةُ عَذَابٌ»

(1/25)


65 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، سَمِعْتُ مُطَرِّفَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: «لَأَنْ أُعَافَى وَأَشْكُرَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُبْتَلَى فَأَصْبِرَ»

(1/25)


66 - حَدَّثَنِي عِصْمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نَشِيطٍ، عَنْ بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ لَحِقَ حَمَّالًا عَلَيْهِ حِمْلُهُ وَهُوَ يَقُولُ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ، اسْتَغْفِرُ اللَّهَ، قَالَ: فَانْتَظَرْتُهُ حَتَّى وَضَعَ مَا عَلَى ظَهْرِهِ، وَقُلْتُ لَهُ: مَا تُحْسِنُ غَيْرَ ذَا؟ قَالَ: بَلَى، أُحْسِنُ خَيْرًا كَثِيرًا: أَقْرَأُ كِتَابَ اللَّهِ، غَيْرَ أَنَّ الْعَبْدَ بَيْنَ نِعْمَةٍ وَذَنْبٍ، فَأَحْمَدُ اللَّهَ عَلَى نَعْمَائِهِ السَّابِغَةِ، وَأَسْتَغْفِرُهُ لِذُنُوبِي، فَقُلْتُ: الْحَمَّالُ أَفْقَهُ مِنْ بَكْرٍ "

(1/26)


67 - قَالَ دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: مَا قَلَّبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَصَرَهُ عَلَى نِعْمَةٍ أَنْعَمَ اللَّهُ بِهَا عَلَيْهِ إِلَّا قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُبَدِّلَ نِعَمَكَ كُفْرًا، أَوْ أَكْفُرَهَا بَعْدَ مَعْرِفَتِهَا، أَوْ أَنْسَاهَا فَلَا أُثْنِيَ بِهَا»

(1/26)


68 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى مِنْ كِنَانَةَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ الْعَاصِي، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَرَأَ سُورَةَ الرَّحْمَنِ أَوْ قُرِئَتْ عِنْدَهُ، فَقَالَ: " مَا لِي أَسْمَعُ الْجِنَّ خَيْرًا مِنْكُمْ جَوَابًا لِرَدِّهَا مِنْكُمْ؟ مَا أَتَيْتُ عَلَى قَوْلِ {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن: 13] إِلَّا قَالَتِ الْجِنُّ: وَلَا بِشَيْءٍ مِنْ نِعْمَةِ رَبِّنَا نُكَذِّبُ "

(1/26)


69 - كَتَبَ إِلَيَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَاقِدٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ زُهَيْرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: لَمَّا قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُورَةَ الرَّحْمَنِ عَلَى أَصْحَابِهِ قَالَ حِينَ فَرَغَ مِنْهَا: " مَا لِي أَرَاكُمْ سُكُوتًا؟ لَلْجِنُّ كَانُوا أَحْسَنَ مِنْكُمْ رَدًّا، مَا قَرَأْتُ عَلَيْهِمْ مِنْ مَرَّةٍ: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن: 13] إِلَّا قَالُوا: وَلَا بِشَيْءٍ مِنْ نِعَمِكَ رَبَّنَا نُكَذِّبُ ". قَالَ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ: فَلَكَ الْحَمْدُ "

(1/27)


70 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أنا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا شَرِبَ الْمَاءَ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَهُ عَذْبًا فُرَاتًا بِرَحْمَتِهِ، وَلَمْ يَجْعَلْهُ أُجَاجًا»

(1/27)


71 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُبْرُمَةَ: «أَنَّ الْحَسَنَ كَانَ يَقُولُ ذَلِكَ إِذَا شَرِبَ الْمَاءَ»

(1/27)


72 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي رَوْحُ بْنُ قَاسِمٍ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِهِ تَنَسَّكَ، فَقَالَ: " لَا آكُلُ الْخَبِيصَ، أَوِ الْفَالُوذَجَ، لَا أَقُومُ بِشُكْرِهِ، قَالَ: فَلَقِيتُ الْحَسَنَ فَقُلْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ الْحَسَنُ: هَذَا إِنْسَانٌ أَحْمَقُ، وَهَلْ يَقُومُ بِشُكْرِ الْمَاءِ الْبَارِدِ؟ "

(1/28)


73 - وَحَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: " قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى انْتَفَخَتْ قَدَمَاهُ، فَقِيلَ لَهُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ تُكَلَّفُ هَذَا وَقَدْ غُفِرَ لَكَ؟ قَالَ: «أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا»

(1/28)


74 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، ثنا مُزَاحِمُ بْنُ زُفَرَ، عَنْ مِسْعَرٍ، قَالَ: " لَمَّا قِيلَ لَهُمُ: اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا، قَالَ: لَمْ تَأْتِ عَلَى الْقَوْمِ إِلَّا وَفِيهِمْ مُصَلٍّ "

(1/28)


75 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، ثنا يَاسِينُ الزَّيَّاتُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ لَبِسَ قَمِيصًا، فَلَمَّا بَلَغَ تَرْقُوَتَهُ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي مَا أُوَارِي بِهِ عَوْرَتِي، وَأَتَجَمَّلُ بِهِ فِي حَيَاتِي» ، ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ فَنَظَرَ إِلَى كُلِّ شَيْءٍ يَزِيدُ عَلَى بَدَنِهِ فَقَطَعَهُ ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «مَنْ لَبِسَ ثَوْبًا» أَحْسَبُهُ قَالَ: «جَدِيدًا فَقَالَ حِينَ يَبْلُغُ تَرْقُوَتَهُ» أَوْ قَالَ: «قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ تَرْقُوَتَهُ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ عَمَدَ إِلَى ثَوْبِهِ الْخَلِقِ فَكَسَاهُ مِسْكِينًا لَمْ يَزَلْ فِي جِوَارِ اللَّهِ، وَفِي ذِمَّةِ اللَّهِ، وَفِي كَنَفِ اللَّهِ حَيًّا وَمَيِّتًا، حَيًّا وَمَيِّتًا، حَيًّا وَمَيِّتًا» ، ثَلَاثًا، مَا بَقِيَ مِنَ الثَّوْبِ شِلْوٌ " قَالَ يَاسِينُ الزَّيَّاتُ: فَقُلْتُ لِعُبَيْدِ اللَّهِ: مِنْ أَيِّ الثَّوْبَيْنِ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي

(1/29)


76 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا خَالِدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " لَبِسَ رَجُلٌ قَمِيصًا جَدِيدًا فَحَمِدَ اللَّهَ فَغَفَرَ لَهُ، فَقَالَ رَجُلٌ: «لَا أَرْجِعُ حَتَّى أَشْتَرِيَ قَمِيصًا جَدِيدًا وَأَلْبَسَهُ وَأَحْمَدَ اللَّهَ» . قَالَ مِسْعَرٌ: يَرْجُو الثَّوَابَ بِذَلِكَ

(1/29)


77 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ: «إِنِّي رَوَّأْتُ فِي أَمْرِي فَلَمْ أَرَ خَيْرًا لَا شَرًّا مَعَهُ إِلَّا الْمُعَافَاةَ وَالشُّكْرَ، فَرُبَّ شَاكِرِ بَلَاءٍ فِي بَلَاءٍ، وَرُبَّ مُعَافًى غَيْرُ شَاكِرٍ، فَإِذَا سَأَلْتُمْ فَسَلُوهُمَا جَمِيعًا»

(1/30)


78 - حَدَّثَنِي أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ الرَّمْلِيُّ، ثنا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: «السِّتْرُ مِنَ الْعَافِيَةِ»

(1/30)


79 - حَدَّثَنِي أَبُو حَاتِمٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: «إِنَّ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَلَى الْعَبْدِ أَنْ يَكُونَ مَأْمُونًا عَلَى مَا جَاءَ بِهِ»

(1/30)


80 - حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ الْغَلَابِيُّ، ثنا أَبُو مُسْهِرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: قَالَ شُرَيْحٌ: " مَا أُصِيبَ عَبْدٌ بِمُصِيبَةٍ إِلَّا كَانَ لِلَّهِ عَلَيْهِ فِيهَا ثَلَاثُ نِعَمٍ: أَنْ لَا تَكُونَ كَانَتْ فِي دِينِهِ، وَأَنْ لَا تَكُونَ أَعْظَمَ مِمَّا كَانَتْ، وَأَنَّهَا كَائِنَةٌ، فَقَدْ كَانَتْ "

(1/30)


81 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: «لَيْسَ بِفَقِيهٍ مَنْ لَمْ يَعُدَّ الْبَلَاءَ نِعْمَةً، وَالرَّخَاءَ مُصِيبَةً»

(1/30)


82 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ الْكُدَيْمِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو سُفْيَانَ الْمَقْدِسِيُّ، قَالَ: قَالَ زِيَادٌ: «إِنَّ مِمَّا يَجِبُ لِلَّهِ عَلَى ذِي النِّعْمَةِ بِحَقِّ نِعْمَتِهِ أَلَّا يَتَوَصَّلَ بِهَا إِلَى مَعْصِيَتِهِ»

(1/31)


83 - أَنْشَدَنِي مَحْمُودٌ الْوَرَّاقُ:
[البحر الطويل]
إِذَا كَانَ شُكْرِي نِعْمَةَ اللَّهِ نِعْمَةٌ ... عَلَيَّ وَفِي أَمْثَالِهَا يَجِبُ الشُّكْرُ
فَكَيْفَ وُقُوعُ الشُّكْرِ إِلَّا بِفَضْلِهِ ... وَإِنْ طَالَتِ الْأَيَّامُ وَاتَّصَلَ الْعُمْرُ
إِذَا مَسَّ بِالسَّرَّاءِ عَمَّ سُرُورُهَا ... وَإِنْ مَسَّ بِالضَّرَّاءِ أَعْقَبَهَا الْأَجْرُ
وَلَا مِنْهَا إِلَّا لَهُ فِيهِ مِنَّةٌ ... تَضِيقُ بِهَا الْأَوْهَامُ وَالْبَرُّ وَالْبَحْرُ

(1/31)


84 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْيَشْكُرِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ عِنْدِي بِمَنْزِلَةِ كُلِّ خَيْرٍ، يَحْمَدُنِي وَأَنَا أَنْزِعُ نَفْسَهُ مِنْ بَيْنَ جَنْبَيْهِ»

(1/31)


85 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: قَالَ أَعْرَابِيٌّ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَا يُحْمَدُ عَلَى مَكْرُوهٍ سِوَاهُ»

(1/32)


86 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْدِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَثَّامٍ الْكِلَابِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " مَرَّ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ بِشَابٍّ يُقَاوِمُ امْرَأَةً، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، مَا هَذَا أَجْرُ أَنْعُمِ اللَّهِ عَلَيْكَ "

(1/32)


87 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: قَالَ عَبَايَةُ أَبُو غَسَّانَ: " حُمِمْتُ بنَيْسَابُورَ فَانْطَبَقَتْ عَلَيَّ الْحُمَّى، فَدَعَوْتُ بِهَذَا الدُّعَاءِ: إِلَهِي، كُلَّمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ نِعْمَةً قَلَّ عِنْدَهَا شُكْرِي، وَكُلَّمَا ابْتَلَيْتَنِي بِبَلِيَّةٍ قَلَّ عِنْدَهَا صَبْرَى، فَيَا مَنْ قَلَّ شُكْرِي عِنْدَ نِعَمِهِ فَلَمْ يَخْذُلْنِي، وَيَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ بَلَائِهِ صَبْرَى فَلَمْ يُعَاقِبْنِي، وَيَا مَنْ رَآنِي عَلَى الْمَعَاصِي فَلَمْ يَفْضَحْنِي، اكْشِفْ ضُرِّي، قَالَ: فَذَهَبَتْ عَنِّي "

(1/32)


88 - حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَائِشَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: قَالَ رُفَيْعٌ أَبُو الْعَالِيَةِ: " إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا يَهْلِكَ عَبْدٌ بَيْنَ اثْنَتَيْنِ: نِعْمَةٍ يَحْمَدُ اللَّهَ عَلَيْهَا، وَذَنْبٍ يَسْتَغْفِرُ مِنْهُ "

(1/32)


89 - حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ الْعِجْلِيُّ، حَدَّثَنِي ابْنُ السَّمَّاكِ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ حِينَ وَلِيَ الْقَضَاءَ بِالرَّقَّةِ: «أَمَّا بَعْدُ، فَلْتَكُنِ التَّقْوَى مِنْ بَالِكَ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَخَفِ اللَّهَ فِي كُلِّ نِعْمَةٍ عَلَيْكَ لِقِلَّةِ الشُّكْرِ عَلَيْهَا مَعَ الْمَعْصِيَةِ بِهَا، فَإِنَّ النِّعْمَةَ حُجَّةٌ، وَفِيهَا تَبِعَةٌ، فَأَمَّا الْحُجَّةُ فِيهَا بِالْمَعْصِيَةِ بِهَا، وَأَمَّا التَّبِعَةُ فِيهَا فَقِلَّةُ الشُّكْرِ عَلَيْهَا، فَعَفَى اللَّهُ عَنْكَ كُلَّمَا ضَيَّعْتَ مِنْ شُكْرٍ، أَوْ رَكِبْتَ مِنْ ذَنْبٍ، أَوْ قَصَّرْتَ مِنْ حَقٍّ»

(1/32)


90 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: " مَرَّ الرَّبِيعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ بِرَجُلٍ بِهِ زَمَانَةٌ، فَجَلَسَ يَحْمَدُ اللَّهَ وَيَبْكِي، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ رَحِمَكَ اللَّهُ؟ قَالَ: ذَكَرْتُ أَهْلَ الْجَنَّةِ، وَأَهْلَ النَّارِ، فَشَبَّهْتُ أَهْلَ الْجَنَّةِ بِأَهْلِ الْعَافِيَةِ، وَأَهْلَ النَّارِ بِأَهْلِ الْبَلَاءِ، فَذَلِكَ الَّذِي أَبْكَانِي "

(1/33)


91 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أنا يَحْيَى بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَعْلَمَ قَدْرَ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيْهِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ تَحْتَهُ، وَلَا يَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَهُ»

(1/33)


92 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: «مَنْ لَمْ يُعْرَفْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِلَّا فِي مَطْعَمِهِ وَمَشْرَبِهِ فَقَدْ قَلَّ عِلْمُهُ، وَحَضَرَ عَذَابُهُ»

(1/33)


93 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، أنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ سَلَّمَ عَلَى رَجُلٍ فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ، فَقَالَ عُمَرُ لِلرَّجُلِ: كَيْفَ أَنْتَ؟ قَالَ الرَّجُلُ: أَحْمَدُ اللَّهَ إِلَيْكَ، قَالَ عُمَرُ: هَذَا أَرَدْتُ مِنْكَ "

(1/34)


94 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ، أنا مِسْعَرٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: «لَعَلَّنَا نَلْتَقِيَ فِي الْيَوْمِ مِرَارًا نَسْأَلُ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ، وَأَنْ نَتَقَرَّبَ بِذَلِكَ إِلَّا لِنَحْمَدَ اللَّهَ»

(1/34)


95 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي النَّضْرِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا شِبْلُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} [لقمان: 20] قَالَ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ»

(1/34)


96 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، قَالَ: " مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى الْعِبَادِ نِعْمَةً مِنْ أَنْ عَرَّفَهُمْ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، قَالَ: وَإِنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ كَالْمَاءِ فِي الدُّنْيَا "

(1/34)


97 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَوْفٍ الْجُرَشِيُّ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ وَقَدْ نَظَرَ إِلَى النَّاسِ قَدْ صَفَّرُوا، وَحَمَّرُوا، وَاسْتَرَاشُوا، وَلَبِسُوا، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: يَا حُسْنَاهُ، وَيَا جَمَالَاهُ، بَعْدَ الْعَدَمِ الْخِيَامُ مِنَ الْأَدَمِ، وَالْحَوْتَكِيَّةِ، وَالْبُرُودِ، وَهِيَ ثِيَابٌ تُصْنَعُ بِالْيَمَنِ لَيْسَ لَهَا عَرْضٌ، أَصْبَحْتُمْ زَهْرًا وَأَصْبَحَ النَّاسُ غُبْرًا، وَأَصْبَحَ النَّاسُ يَنْسِجُونَ وَأَنْتُمْ تَلْبَسُونَ، وَأَصْبَحَ النَّاسُ يُعْطُونَ وَأَنْتُمْ تَأْخُذُونَ، وَأَصْبَحَ النَّاسُ يُنْتَجُونَ وَأَنْتُمْ تَرْكَبُونَ، وَأَصْبَحَ النَّاسُ يَزْرَعُونَ وَأَنْتُمْ تَأْكُلُونَ، فَبَكَى وَأَبْكَاهُمْ "

(1/35)


98 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قُرْطٍ الْأَزْدِيَّ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ وَهُوَ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ فِي يَوْمِ أَضْحًى أَوْ فِطْرٍ وَرَأَى عَلَى النَّاسِ أَلْوَانَ الثِّيَابِ، فَقَالَ: «يَا لَهَا مِنْ نِعْمَةٍ مَا أَسْبَغَهَا، يَا لَهَا مِنْ كَرَامَةٍ مَا أَظْهَرَهَا، وَأَنَّهُ مَا زَالَ عَنْ جَادَّةِ قَوْمٍ شَيْءٌ أَشَدُّ عَلَيْهِمْ مِنْ نِعْمَةٍ لَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا، وَإِنَّمَا تَثْبُتُ النِّعْمَةُ لِشُكْرِ الْمُنْعَمِ عَلَيْهِ لِلنِّعَمِ»

(1/35)


99 - حَدَّثَنَا حَمْدُونُ بْنُ الْخَلِيلِ، ثنا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ عُقْبَةَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الصَّهْبَاءِ، سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيَّ، يَقُولُ: مَا قَالَ عَبْدٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ، إِلَّا وَجَبَتْ عَلَيْهِ نِعْمَةٌ بِقَوْلِهِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، قَالَ: فَمَا جَزَاءُ تِلْكَ النِّعْمَةِ؟ قَالَ: جَزَاؤُهَا أَنْ تَقُولَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، فَجَاءَتْ نِعْمَةٌ أُخْرَى فَلَا تَنْفَدُ نِعَمُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "

(1/35)


100 - حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَشْعَثَ، أنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ: " أَنَّ رَجُلًا بُسِطَ لَهُ فِي الدُّنْيَا فَانْتُزِعَ مَا فِي يَدَيْهِ، فَجَعَلَ يَحْمَدُ اللَّهَ وَيُثْنِي عَلَيْهِ حَتَّى لَمْ يَكُنْ لَهُ فِرَاشٌ إِلَّا بَارِيُّ فَجَعَلَ يَحْمَدُ اللَّهَ وَيُثْنِي عَلَيْهِ، وَبُسِطَ لِآخَرَ فِي الدُّنْيَا فَقَالَ لِصَاحِبِ الْبَارِيِّ: أَرَأَيْتَكَ أَنْتَ عَلَامَ تَحْمَدُ اللَّهَ؟ قَالَ: أَحْمَدُهُ عَلَى مَا لَوْ أَعْطَى بِهِ الْخَلْقَ لَمْ أُعْطِهِمْ إِيَّاهُ بِهِ، قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: أَرَأَيْتَ بَصَرَكَ؟ أَرَأَيْتَ لِسَانَكَ؟ أَرَأَيْتَ يَدَيْكَ؟ أَرَأَيْتَ رِجْلَيْكَ؟ "

(1/36)


101 - حَدَّثَنِي قَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، أَنَّهُ حَدَّثَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ أَوْ غَيْرِهِ مِنَ الْبَصْرِيِّينَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ يَشْكُو ضِيقَ حَالِهِ، فَقَالَ لَهُ يُونُسُ: " أَيَسُرُّكَ بِبَصَرِكَ هَذَا الَّذِي تُبْصِرُ بِهِ مِائَةُ أَلْفِ دِرْهَمٍ؟ قَالَ: الرَّجُلُ لَا، قَالَ: فَبِيَدَيْكَ مِائَةُ أَلْفٍ؟ قَالَ الرَّجُلُ: لَا، قَالَ: فَبِرِجْلَيْكَ؟ قَالَ الرَّجُلَ: لَا، قَالَ: فَذَكَّرَهُ بِنِعَمِ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَالَ يُونُسُ: أَرَى عِنْدَكَ مِئِينَ أُلُوفٍ وَأَنْتَ تَشْكُو الْحَاجَةَ "

(1/36)


102 - حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، ثنا الْخَطَّابُ بْنُ عُثْمَانَ الْفَوْزِيُّ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ، كَانَ يَقُولُ: «الصِّحَّةُ غِنَى الْجَسَدِ»

(1/36)


103 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَنْصَارِيُّ، ثنا طَلْحَةُ بْنُ خِرَاشٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الدُّعَاءِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَفْضَلُ الذِّكْرِ الْحَمْدُ لِلَّهِ»

(1/37)


104 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ مُفَضَّلٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: يُقَالُ: «إِنَّ الْحَمْدَ أَكْثَرُ الْكَلَامِ تَضْعِيفًا»

(1/37)


105 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ الْمَدَنِيُّ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ سَالِمٍ مَوْلَى جَحْشٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْثًا مِنَ الْأَنْصَارِ وَقَالَ: «إِنْ سَلِّمَهُمُ اللَّهُ وَغَنِّمَهُمْ فَإِنَّ لِلَّهِ عَلَيَّ فِي ذَلِكَ شُكْرًا» فَقَالَ: فَلَمْ يَلْبَثُوا أَنْ غَنِمُوا وَسَلِمُوا، فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: سَمِعْنَاكَ تَقُولُ: «إِنْ سَلِّمَهُمُ اللَّهُ وَغَنِّمَهُمْ فَإِنَّ عَلَيَّ فِي ذَلِكَ شُكْرًا» ، قَالَ: لَقَدْ فَعَلْتُ، قَدْ قُلْتُ: «اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ شُكْرًا، وَلَكَ الْمَنُّ فَضْلًا»

(1/37)


106 - حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: فَقَدَ أَبِي بَغْلَةً لَهُ فَقَالَ: " لَئِنْ رَدَّهَا اللَّهُ عَلَيَّ لَأَحْمَدَنَّهُ بِمَحَامِدَ يَرْضَاهَا، فَمَا لَبِثَ أَنْ أُتِيَ بِهَا بِسَرْجِهَا وَلِجَامِهَا، فَرَكِبَهَا، فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَيْهَا ضَمَّ إِلَيْهِ ثِيَابَهُ، رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَمْ يَزِدْ عَلَيْهَا، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: وَهَلْ تَرَكْتُ شَيْئًا؟ أَوْ قَالَ: أَبْقَيْتُ شَيْئًا، جَعَلْتُ الْحَمْدَ لِلَّهِ كُلَّهُ عَزَّ وَجَلَّ "

(1/38)


107 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجَرَوِيُّ، ثنا مُعَاذُ بْنُ خَالِدٍ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَلْخٍ يُقَالُ لَهُ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: " مَنْ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ عَلَى كُلِّ نِعْمَةٍ كَانَتْ أَوْ هِيَ كَائِنَةٌ، خَاصَّةً أَوْ عَامَّةً، فَقَدْ حَمِدَ اللَّهَ عَلَى كُلِّ نِعْمَةٍ كَانَتْ أَوْ هِيَ كَائِنَةٌ، خَاصَّةً أَوْ عَامَّةً، وَمَنْ قَالَ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ عَلَى كُلِّ مُصِيبَةٍ كَانَتْ أَوْ هِيَ كَائِنَةٌ، خَاصَّةً أَوْ عَامَّةً، فَقَدِ اسْتَرْجَعَ مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ "

(1/38)


108 - حَدَّثَنَا الْجَرَوِيُّ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ، أَنَا ابْنُ وَهْبٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ لِأَبِي حَازِمٍ: " مَا أَكْثَرَ مَنْ يَلْقَانِي فَيَدْعُو لِي بِالْخَيْرِ، مَا أَعْرِفُهُمْ، وَمَا صَنَعْتُ إِلَيْهِمْ خَيْرًا قَطُّ، فَقَالَ أَبُو حَازِمٍ: لَا تَظُنَّ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ قِبَلِكَ، وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الَّذِي جَاءَكَ ذَلِكَ مِنْ قِبَلِهِ فَاشْكُرْهُ، وَقَرَأَ ابْنُ زَيْدٍ: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم: 96] "

(1/38)


109 - حَدَّثَنَا الْجَرَوِيُّ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، ثنا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَكَمُ بْنُ عَبْدَةَ، ثنا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ الصُّنَابِحِيّ، عَنْ مُعَاذٍ، قَالَ: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ: " إِنِّي أُحِبُّكَ، فَقُلِ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ "، قَالَ الصُّنَابِحِيَّ: قَالَ لِي مُعَاذٌ: إِنِّي أُحِبُّكَ، فَقُلْ هَذَا الدُّعَاءَ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَأَنَا أُحِبُّكَ فَقُلْ، قَالَ حَيْوَةُ: قَالَ لِي عُقْبَةُ: وَأَنَا أُحِبُّكَ فَقُلْ، قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: قَالَ لِي حَيْوَةُ: وَأَنَا أُحِبُّكَ فَقُلْ، قَالَ لِي عَمْرٌو: قَالَ لِي أَبُوعَبْدَةَ: وَأَنَا أُحِبُّكَ فَقُلْ، فَقَالَ لِي حَسَنٌ يَعْنِي الْجَرَوِيُّ: وَأَنَا أُحِبُّكَ فَقُلْ، قَالَ لَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا: وَأَنَا أُحِبُّكُمْ فَقُولُوا، قَالَ لَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّجَّادُ: وَأَنَا أُحِبُّكُمْ فَقُولُوا، قَالَ الشَّرِيفُ: قَالَ لَنَا الْحُرَقِيُّ: وَأَنَا أُحِبُّكُمْ فَقُولُوا، وَقَالَ ابْنُ أَبِي خُشَيْشٍ: وَقَالَ لَنَا ابْنُ شَاذَانَ: وَأَنَا أُحِبُّكُمْ فَقُولُوا، وَقَالَ لَنَا الشَّرِيفُ وَابْنُ أَبِي خُشَيْشٍ: وَنَحْنُ نُحِبُّكُمْ فَقُولُوا، وَقَالَ الْهَمْدَانِيُّ: قَالَ لَنَا شَيْخُنَا الْإِمَامُ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ: وَأَنَا أُحِبُّكُمْ فَقُولُوا، وَقَالَ لَنَا شَيْخُنَا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرٌ: وَأَنَا أُحِبُّكُمْ فَقُولُوا، وَقَالَ لَنَا شَيْخُنَا نَاصِرُ الدِّينِ أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَرَبْشَاهَ: وَأَنَا أُحِبُّكُمْ فَقُولُوا

(1/39)


110 - حَدَّثَنَا عَلِيِّ بْنُ الْجَعْدِ، أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ، حَدَّثَنِي مَنْ أُصَدِّقُهُ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ كَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: «أَسْأَلُكُ تَمَامَ النِّعْمَةِ فِي الْأَشْيَاءِ كُلِّهَا، وَالشُّكْرَ لَكَ عَلَيْهَا حَتَّى تَرْضَى وَبَعْدَ الرِّضَا، وَالْخِيَرَةَ فِي جَمِيعِ مَا تَكُونُ فِيهِ الْخِيَرَةُ، بِجَمِيعِ مَيْسُوِرِ الْأُمُورِ كُلِّهَا لَا بِمَعْسُورِهَا يَا كَرِيمُ»

(1/40)


111 - حَدَّثَنَا أَبُو السَّائِبٍ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ يُوسُفَ الصَّبَّاغِ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: " مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، إِلَّا كَانَ مَا أَعْطَى أَكْثَرَ مِمَّا أَخَذَ "، وَبَلَغَنِي عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ هَذَا فَقَالَ: هَذَا خَطَأٌ؛ لَا يَكُونُ فِعْلُ الْعَبْدِ أَفْضَلَ مِنْ فِعْلِ اللَّهِ، فَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: إِنَّمَا تَفْسِيرُهَا أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ نِعْمَةً وَهُوَ مِمَّنْ يُحِبُّ أَنْ يَحْمَدُهُ عَرَّفَهُ مَا صَنَعَ بِهِ فَيَشْكُرُ لِلَّهِ كَمَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَشْكُرَهُ، فَذَهَبَ لِلَّهُ شُكْرُ الْعِبَادَةِ الَّتِي فِي النِّعْمَةِ، وَكَانَ الْحَمْدُ لَهُ فَضْلًا

(1/40)


112 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خِدَاشٍ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زُبَيْدٍ، عَنْ مُجَمِّعٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْخَيْرِ قَالَ: «لَنِعِمُ اللَّهِ فِيمَا زَوَى عَنَّا مِنَ الدُّنْيَا مِنْ نِعْمَةٍ أَفْضَلُ مِمَّا بَسَطَ لَنَا مِنْهَا، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَرْضَهَا لِنَبِيِّهِ فَأَكُونُ فِيمَا زَوَى لِنَبِيِّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُونَ فِيمَا كَرِهَ وَسَخِطَ»

(1/40)


113 - وَبَلَغَنِي عَنْ 1131 بَعْضِ الْعُلَمَاءِ، قَالَ: «يَنْبَغِي لِلْعَالِمِ أَنْ يَحْمَدَ اللَّهَ عَلَى مَا أَعْطَاهُ، وَأَيْنَ يَقَعُ مَا أَعْطَاهُ، وَالْحَسَنَاتُ تَأْتِي عَلَيْهِ إِلَى مَا عَافَاهُ، فَلَمْ يَبْتَلِهِ بِهِ فَيَشْغَلَ قَلْبَهُ، وَيُتْعِبَ جَوَارِحَهُ، فَيَشْكُرَ اللَّهَ عَلَى سُكُونِ قَلْبِهِ وَجَمِيعِ بَدَنِهِ»

(1/41)


114 - حُدِّثْتُ، عَنْ أَبِي الْحَوَارِي، قَالَ: " جَلَسَ فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ لَيْلَةً إِلَى الصَّبَاحِ يَتَذَاكَرَانِ النَّعَمَ، فَجَعَلَ سُفْيَانُ يَقُولُ: «أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْنَا فِي كَذَا، فَعَلَ بِنَا كَذَا، فَعَلَ بِنَا كَذَا»

(1/41)


116 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ سُفْيَانَ، فِي قَوْلِهِ: {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ} [الأعراف: 182] قَالَ: «نُسْبِغَ عَلَيْهِمُ النِّعَمَ، وَنَمْنَعُهُمُ الشُّكْرَ» فَقَالَ غَيْرُ سُفْيَانَ: كُلَّمَا أَحْدَثُوا ذَنْبًا أُحْدِثَتْ لَهُمْ نِعْمَةٌ. قَالَ ابْنُ دَاوُدَ: وَيَنْسَوْا

(1/41)


117 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ شَيْخٍ لَهُ أَنَّ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ سُئِلَ عَنِ الِاسْتِدْرَاجِ، فَقَالَ: «ذَلِكَ مَكْرُ اللَّهِ بِالْعِبَادِ الْمُضَيِّعِينَ» قَالَ: فَقَالَ يُونُسُ: إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا كَانَتْ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ فَحَفِظَهَا وَأَبْقَى عَلَيْهَا ثُمَّ شَكَرَ اللَّهَ مَا أَعْطَاهُ أَعْطَاهُ اللَّهُ أَشْرَفَ مِنْهَا، وَإِذَا ضَيَّعَ الشُّكْرَ اسْتَدْرَجَهُ اللَّهُ، وَكَانَ تَضْيِيعُهُ لِلشُّكْرِ اسْتِدْرَاجًا "

(1/41)


118 - حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي النَّضْرِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، قَالَ أَبُو حَازِمٍ: «نِعْمَةُ اللَّهِ فِيمَا زَوَى عَنِّي مِنَ الدُّنْيَا أَعْظَمُ مِنْ نِعْمَتِهِ عَلَيَّ فِيمَا أَعْطَانِي مِنْهَا، إِنِّي رَأَيْتُهُ أَعْطَاهَا قَوْمًا فَهَلَكُوا»

(1/42)


119 - حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ الْهَمَذَانِيُّ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ قَادِمٍ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هَاشِمِ بْنِ عِيسَى الْحِمْصِيُّ، أنا الْحَارِثُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَظَرَ وَجْهَهُ فِي الْمَرْآةِ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي سَوَّى خَلْقَهُ فَعَدَّلَهُ، وَكَرَّمَ صُورَةَ وَجْهِي وَحَسَّنَهَا، وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ»

(1/42)


121 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ وَغَيْرِهِ قَالَ: " كَانَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ إِذَا ذَكَرَ الْإِسْلَامَ قَالَ: بِنِعْمَةِ رَبِّي، لَا بِمَا قَدَّمَتْ يَدَايَ، وَلَا بِإِرَادَتِي، إِنَّنِي كُنْتُ خَاطِئًا "

(1/42)


122 - حَدَّثَنِي قَاسِمُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ بْنُ صُقَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: " مَكْتُوبٌ فِي حِكْمَةِ آلِ دَاوُدَ: الْعَافِيَةُ الْمُلْكُ الْخَفِيُّ "

(1/43)


123 - أَنْشَدَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى الثَّقَفِيُّ:
[البحر الوافر]
وَكَمْ مِنْ مُدْخَلٍ لَوْ مُتُّ فِيهِ ... لَكُنْتُ بِهِ نَكَالًا فِي الْعَشِيرَهْ
وُقِيتُ السُّوءَ وَالْمَكْرُوهَ فِيهِ ... وَرُحْتُ بِنِعْمَةٍ فِيهِ سَتِيرَهْ
وَكَمْ مِنْ نِعْمَةٍ لِلَّهِ تُمْسِي ... وَتُصْبِحُ لَيْسَ تَعْرِفُهَا كَبِيرَهْ

(1/43)


124 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْآدَمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: دُعِيَ عُثْمَانُ إِلَى قَوْمٍ اجْتَمَعُوا عَلَى مَيْتَةٍ لَهُمْ، فَانْطَلَقَ لِيَأْخُذَهُمْ، فَتَفَرَّقُوا قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَهُمْ، فَأَعْتَقَ رَقَبَةً شُكْرًا أَلَّا يَكُونَ جَرَى عَلَى يَدَيْهِ خِزْي مُسْلِمٍ "

(1/43)


125 - حَدَّثَنِي الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرِّفَاعِيُّ، قَالَ: " دَخَلْتُ أَنَا وَبَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ عَلَى أَبِي تَمِيمَةَ الْهَجَنِيِّ نَعُودُهُ، فَقَالَ لَهُ بَكْرٌ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا أَبَا تَمِيمَةَ؟ قَالَ: أَصْبَحْتُ بَيْنَ نِعْمَتَيْنِ أَمِيلُ بَيْنَهُمَا، لَا أَدْرِي أَيُّهُمَا أَفْضَلُ، ذَنْبٌ سَتَرَهُ اللَّهُ فَأَصْبَحْتُ لَا أَخَافُ أَنْ يُعَيِّرَنِي بِهِ أَحَدٌ، وَمَوَدَّةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ لِي فِي صُدُورِ النَّاسِ لَمْ أَبْلُغْهَا "

(1/43)


126 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ، ثنا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ مِسْمَارٍ، قَالَ: «نِعْمَةُ اللَّهِ فِيمَا زَوَى عَنِّي مِنَ الدُّنْيَا أَفْضَلُ مِنْ نِعْمَتِهِ فِيمَا أَعْطَانِي»

(1/44)


127 - حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شَاذُّ بْنُ فَيَّاضٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ شِبْلٍ، حَدَّثَتْنَا أُمُّ النُّعْمَانِ، أَنَّ عَائِشَةَ، حَدَّثَتْهَا، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: " إِنَّ نُوحًا عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمْ يَقُمْ عَنْ خَلَاءٍ قَطُّ إِلَّا قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذَاقَنِي لَذَّتَهُ، وَأَبْقَى مَنْفَعَتَهُ فِي جَسَدِي، وَأَخْرَجَ عَنِّي أَذَاهُ "

(1/44)


128 - حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا أَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ: «أَنَّ نُوحًا عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْكَنِيفِ قَالَ ذَلِكَ، فَسُمِّيَ عَبْدًا شَكُورًا»

(1/44)


129 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي حَاتِمٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ هَانِئٍ، عَنْ بَعْضِ، أَصْحَابِهِ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِأَبِي حَازِمٍ: " مَا شُكْرُ الْعَيْنَيْنِ يَا أَبَا حَازِمٍ؟ قَالَ: إِنْ رَأَيْتَ بِهِمَا خَيْرًا أَعْلَنْتَهُ، وَإِنْ رَأَيْتَ بِهِمَا شَرًّا سَتَرْتَهُ، قَالَ: فَمَا شُكْرُ الْيَدَيْنِ؟ قَالَ: لَا تَأْخُذْ بِهِمَا مَا لَيْسَ لَهُمَا، وَلَا تَمْنَعْ حَقًّا لِلَّهِ هُوَ فِيهِمَا، قَالَ: فَمَا هُوَ شُكْرُ الْبَطْنِ؟ قَالَ: أَنْ يَكُونَ أَسْفَلَهُ طَعَامًا، وَأَعْلَاهُ عِلْمًا، قَالَ: فَمَا شُكْرُ الْفَرْجِ؟ قَالَ: كَمَا قَالَ: {إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ، أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ، فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} [المؤمنون: 6] إِلَى قَوْلِهِ: {فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} [المؤمنون: 7] قَالَ: فَمَا شُكْرُ الرِّجْلَيْنِ؟ قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ حَيًّا غَبَطْتَهُ اسْتَعْمَلْتَ بِهِمَا عَمَلُهُ، وَإِنْ رَأَيْتَ مَيِّتًا مَقَتَّهُ كَفَفْتَهُمَا عَنْ عَمَلِهِ، وَأَنْتَ شَاكِرٌ لِلَّهِ، فَأَمَّا مَنْ شَكَرَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَشْكُرْ بِجَمِيعِ أَعْضَائِهِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ رَجُلٍ لَهُ كِسَاءٌ، فَأَخَذَ بِطَرْفِهِ وَلَمْ يَلْبَسْهُ، فَلَمْ يَنْفَعْهُ ذَلِكَ مِنَ الْحَرِّ، وَالْبَرَدِ، وَالثَّلْجِ، وَالْمَطَرِ "

(1/44)


130 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ رَجُلٍ مِنْ صَنْعَاءَ، قَالَ: " أَرْسَلَ النَّجَاشِيُّ ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَأَصْحَابِهِ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ وَهُوَ فِي بَيْتٍ عَلَيْهِ خُلْقَانٌ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى التُّرَابِ، قَالَ جَعْفَرٌ: وَأَشْفَقْنَا مِنْهُ حِينَ رَأَيْنَاهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ، فَلَمَّا رَأَى مَا فِي وُجُوهِنَا قَالَ: إِنِّي أُبَشِّرُكُمْ بِمَا يَسُرُّنِي، أَنَّهُ جَاءَنِي مِنْ نَحْوِ أَرْضِكُمْ عَيْنٌ لِي فَأَخْبَرَنِي أَنْ قَدْ نَصَرَ نَبِيَّهُ، وَأَهْلَكَ عَدُوَّهُ، وَأُسِرَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ، وَقُتِلَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ، الْتَقَوْا بِوَادٍ يُقَالُ لَهُ بَدْرٌ كَثِيرُ الْأَرَاكِ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ، كُنْتُ أَرْعَى بِهِ لِسَيِّدِي رَجُلٍ مِنْ بَنِي ضَمْرَةَ إِبِلَهُ، فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ: مَا لَكَ جَالِسٌ عَلَى التُّرَابِ لَيْسَ تَحْتَكَ بِسَاطٌ وَعَلَيْكَ هَذِهِ الْأَخْلَاقُ؟ قَالَ: إِنَّا نَجِدُ فِيمَا أُنْزِلَ عَلَى عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنَّ حَقًّا عَلَى عِبَادِ اللَّهِ أَنْ يُحْدِثُوا لِلَّهِ تَوَاضُعًا عِنْدَمَا يُحْدِثُ لَهُمْ نِعْمَةً، فَلَمَّا أَحْدَثَ اللَّهُ لِي نَصْرَ نَبِيِّهِ أَحْدَثْتُ لَهُ هَذَا التَّوَاضُعَ "

(1/45)


131 - قَالَ مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبُ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: «مَا ابْتَلَى اللَّهُ عَبْدًا ابْتِلَاءً إِلَّا كَانَ لِلَّهِ عَلَيْهِ فِيهِ نِعْمَةٌ أَلَّا يَكُونَ ابْتَلَاهُ بِأَشَدَّ مِنْهُ»

(1/46)


132 - وَقَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُدُسِيُّ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ، قَالَ: «مَا مِنَ النَّاسِ إِلَّا مُبْتَلًى بِعَافِيَةٍ لِيَنْظُرَ كَيْفَ شُكْرُهُ؟ وَيَبْتَلِيهِ لِيَنْظُرَ كَيْفَ صَبْرُهُ؟»

(1/46)


133 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: «يَنْزِلُ الْبَلَاءُ لِيَسْتَخْرِجَ الدُّعَاءَ»

(1/46)


134 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ شَيْخٍ، لَهُ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: «لَقَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ فِي حَاجَتِهِ أَكْثَرَ مِنْ تَضَرُّعِهِ إِلَيْهِ فِيهَا»

(1/46)


135 - حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ بَكَّارِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ: «أَنَّ النَّبِيَّ كَانَ إِذَا جَاءَهُ أَمْرٌ يَسُرُّهُ خَرَّ سَاجِدًا شُكْرًا لِلَّهِ»

(1/46)


136 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، ثنا أَبِي، ثنا خَلَّادٌ الصَّفَّارُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «لَمَّا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَجَدَ وَأَلْقَى رِدَاءَهُ إِلَى الَّذِي بَشَّرَهُ»

(1/47)


137 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَنِيفَةَ، ثنا الْعَلَاءُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: «بَشَّرْتُ الْحَسَنَ بِمَوْتِ الْحَجَّاجِ وَهُوَ مُخْتَفٍ، فَسَجَدَ»

(1/47)


138 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْقَطَوَانِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: " أُرَانِي لَقِيتُ جِبْرِيلَ َلَيْهِ السَّلَامُ فَبَشَّرَنِي وَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَقُولَ لَكَ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ، وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَسَجَدْتُ شُكْرًا "

(1/47)


139 - حُدِّثْتُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ: " مَتَى شِئْتَ أَنْ تَرَى، مِنَ النِّعْمَةِ عَلَيْكَ أَكْثَرَ مِنْهَا عَلَيْهِ رَأَيْتَهُ، قَالَ سَلَامٌ: إِي وَاللَّهِ، إِذَا أَغْلَقْتَ عَلَيْكَ بَابَكَ جَاءَكَ مَنْ يَسْأَلُكَ يَدُقُّ عَلَيْكَ لِيُعَرِّفَكَ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ " هَذَا الْكَلَامُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ

(1/48)


140 - قَالَ: وَبَلَغَنِي عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنْ زُهَيْرٍ الْبَابِيِّ، عَنْ سَلَّامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ، قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى مَرِيضٍ فَإِذَا هُوَ يَئِنُّ فَقُلْتُ لَهُ: اذْكُرِ الْمَطْرُوحِينَ فِي الطَّرِيقِ، اذْكُرِ الَّذِينَ لَا مَأْوَى لَهُمْ، وَلَا مَنْ يَخْدُمُهُمْ، قَالَ: ثُمَّ دَخَلْتَ عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ فَلَمْ أَسْمَعْهُ يَئِنُّ، قَالَ: وَجَعَلَ يَقُولُ: اذْكُرِ الْمَطْرُوحِينَ فِي الطَّرِيقِ، اذْكُرْ مَنْ لَا مَأْوَى لَهُ، وَلَا مَنْ يَخْدُمُهُ "

(1/48)


141 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ: حَدَّثَنِي حَكِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نُوحٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَجُلٌ عَلَى بَعْضِ السَّوَاحِلِ: " كَمْ عَامَلْتَهُ تَبَارَكَ اسْمُهُ بِمَا يَكْرَهُ فَعَامَلَكَ بِمَا تُحِبُّ، قُلْتُ: مَا لَا أُحْصِي ذَلِكَ كَثْرَةً، قَالَ: فَهَلْ قَصَدْتَ إِلَيْهِ فِي أَمْرِ كَرْبِكَ فَخَذَلَكَ؟ قُلْتُ: لَا وَاللَّهِ، وَلَكِنَّهُ أَحْسَنَ إِلَيَّ فَأَعَانَنِي، قَالَ: فَهَلْ سَأَلْتَهُ شَيْئًا قَطُّ فَأَعْطَاكَ؟ قُلْتُ: وَهَلْ مَنَعَنِي شَيْئًا سَأَلْتُهُ، مَا سَأَلْتُهُ شَيْئًا قَطُّ إِلَّا أَعْطَانِي، وَلَا اسْتَعَنْتُ بِهِ إِلَّا أَعَانَنِي قَالَ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ فَعَلَ بِكَ بَعْضَ هَذِهِ الْخِلَالِ مَا كَانَ جَزَاؤُهُ عِنْدَكَ؟ قُلْتُ: مَا كُنْتُ أَقْدِرُ لَهُ عَلَى مُكَافَأَةٍ وَلَا جَزَاءٍ، قَالَ: فَرَبُّكَ أَحَقُّ وَأَحْرَى أَنْ بَذَلْتَ نَفْسَكَ لَهُ فِي أَدَاءِ شُكْرِ نِعَمِهِ عَلَيْكَ، وَهُوَ الْمُحْسِنُ قَدِيمًا وَحَدِيثًا إِلَيْكَ، وَاللَّهِ لِشُكْرِهِ أَيْسَرُ مِنْ مُكَافَأَةِ عِبَادِهِ، أَنَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَضِيَ بِالْحَمْدِ مِنَ الْعِبَادِ شُكْرًا "

(1/48)


142 - حَدَّثَنِي أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِيَمَانِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَسْوَدِ الْعَابِدِ: رَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ؟ فَضَحِكَ وَقَالَ: وَأَكْبَرَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ قُلْتُ: مَنْ؟ قَالَ: سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ أَخِي سُفْيَانَ بْنَ سَعِيدٍ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: «مَا كَانَ اللَّهُ لِيُنْعِمَ عَلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا فَيَفْضَحَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَحَقٌّ عَلَى الْمُنْعِمِ أَنْ يُتِمَّ عَلَى مَنْ أَنْعَمَ عَلَيْهِ»

(1/49)


143 - حَدَّثَنِي أَبُو حَاتِمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِي، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي مُعَاوِيَةَ الْأَسْوَدِ: يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ، مَا أَعْظَمَ النَّعَمَ عَلَيْنَا فِي التَّوْحِيدِ، نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ لَا يَسْلُبَنَاهُ، قَالَ: «يَحِقُّ عَلَى الْمُنْعِمِ أَنْ يُتِمَّ عَلَى مَنْ أَنْعَمَ عَلَيْهِ»

(1/49)


144 - وَحَدَّثَنِي أَبُو حَاتِمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِي، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ مِنْ أَهْلِ عَكَّا قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ الْأَسْوَدَ الْيَمَانَ الْعَابِدَ، يَقُولُ: «اللَّهُ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُنْعِمَ بِنِعْمَةٍ إِلَّا أَتَمَّهَا، أَوْ يَسْتَعْمِلَهَا بِعَمَلٍ إِلَّا قَبِلَهُ»

(1/49)


145 - وَبَلَغَنِي عَنِ ابْنِ أَبِي الْحَوَارِي، قَالَ: قَالَتْ مُؤْمِنَةُ الْمُتَعَبِّدَةُ: " أَنَا فِي شَيْءٍ قَدْ شَغَلَ قَلْبِي، قُلْتُ: مَا هُوَ؟ قَالَتْ: أُرِيدُ أَنْ أَعْرِفَ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيَّ طَرْفَةَ عَيْنٍ، أَوْ أُعَذَّبَ بِتَقْصِيرِي عَنْ شُكْرِي النِّعْمَةَ طَرْفَةَ عَيْنٍ، فَقُلْتُ لَهَا: أَنْتِ تُرِيدِينَ مَا لَا نَهْتَدِي إِلَيْهِ بِعُقُولِنَا "

(1/50)


146 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجَرَوِيُّ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: «إِنَّهُ لَيَكُونُ فِي الْمَجْلِسِ الرَّجُلُ الْوَاحِدُ يَحْمَدُ اللَّهَ فَتَنْقَضِي لِأَهْلِ ذَلِكَ الْمَجْلِسِ حَوَائِجُهُمْ كُلِّهُمْ»

(1/50)


147 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ، حَدَّثَنِي الْحَارِثُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: ذَكَرَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ الَّتِي أَنْزَلَهَا اللَّهُ أَنَّ اللَّهَ قَالَ: «سُرُّوا عَبْدِيَ الْمُؤْمِنَ» فَكَانَ لَا يَأْتِيهِ شَيْءٌ يُحِبُّهُ إِلَّا قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ، مَا شَاءَ اللَّهُ، قَالَ: «رَوِّعُوا عَبْدِيَ الْمُؤْمِنَ» قَالَ: فَلَا تَطْلُعُ عَلَيْهِ طَلِيعَةٌ مِنْ طَلَائِعِ الْمَكْرُوهِ إِلَّا قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ، قَالَ: «إِنِّي أَرَى عَبْدِي يَحْمَدُنِي حِينَ رَوَّعْتُهُ كَمَا يَحْمَدُنِي حِينَ سَرَرْتُهُ، أَدْخِلُوا عَبْدِي دَارَ عَدْنٍ كَمَا يَحْمَدُنِي عَلَى كُلِّ حَالَاتِهِ»

(1/50)


148 - قَالَ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ بْنِ كَيْسَانَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ وَهُوَ ابْنُ بِنْتِ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ: " عَبَدَ اللَّهُ عَابِدٌ خَمْسِينَ عَامًا، وَأَوْحَى اللَّهُ: أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَكَ قَالَ: يَا رَبِّ، وَمَا تَغْفِرُ لِي وَلَمْ أُذْنِبْ، فَأَذِنَ لِعِرْقٍ فِي عُنُقِهِ فَضَرَبَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَنَمْ وَلَمْ يُصَلِّ، ثُمَّ سَكَنَ فَنَامَ، فَأَتَاهُ مَلَكٌ فَشَكَا إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَا لَقِيتَ مِنْ ضَرَبَانِ الْعِرْقِ؟ فَقَالَ الْمَلَكُ: إِنَّ رَبَّكَ يَقُولُ: عِبَادَتُكَ خَمْسِينَ سَنَةً تَعْدِلُ سُكُونَ هَذَا الْعِرْقِ "

(1/51)


149 - حَدَّثَنِي 10664 أَبُو أَيُّوبَ الْقُرَشِيُّ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قَالَ: قَالَ: دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: " رَبِّ، أَخْبِرْنِي مَا أَدْنَى نِعْمَتِكَ عَلَيَّ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: يَا دَاوُدُ، تَنَفَّسْ " فَتَنَفَّسَ فَقَالَ: «هَذَا أَدْنَى نِعْمَتِي عَلَيْكَ»

(1/51)


150 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى، ثنا أَبِي، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيَّ، يَقُولُ: " لَقِيتُ أَخًا لِي مِنْ إِخْوَانِي الضُّعَفَاءِ، فَقُلْتُ: يَا أَخِي، أَوْصِنِي، فَقَالَ: مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ، غَيْرَ أَنَّهُ يَنْبَغِي لِهَذَا الْعَبْدِ أَنْ لَا يَفْتُرُ عَنِ الْحَمْدِ وَالِاسْتِغْفَارِ، وَابْنُ آدَمَ بَيْنَ نِعْمَةٍ وَذَنْبٍ، وَلَا تَصْلُحُ النِّعْمَةُ إِلَّا بِالْحَمْدِ وَالشُّكْرِ، وَلَا الذَّنْبُ إِلَّا بِالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ، قَالَ: فَأَوْسَعَنِي عِلْمًا مَا شِئْتُ "

(1/51)


151 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى، ثنا أَبِي، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، قَالَ: قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: " رَبِّ، مَا أَفْضَلُ الشُّكْرِ؟ قَالَ: أَنْ تَشْكُرَنِي عَلَى كُلِّ حَالٍ "

(1/52)


152 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سُلَيْمَانَ، ذَكَرَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ فِيَ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ قُرْحَةً، قَالَ: فَكَأَنَّهُ رَأَى مَا شَقَّ عَلَيَّ مِنْهَا، فَقَالَ: أَتَدْرِي مَاذَا لِلَّهِ تَعَالَى عَلَيَّ مِنْ هَذِهِ الْقُرْحَةِ مِنْ نِعْمَةٍ؟ فَأُسْكِتُّ قَالَ: إِذْ لَمْ يَجْعَلْهَا عَلَى حَدَقَتِي، وَلَا عَلَى طَرَفِ لِسَانِي، وَلَا عَلَى طَرَفِ ذَكَرِي، فَهَانَتْ عَلَيَّ قُرْحَتُهُ "

(1/52)


153 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «يَا عَبَّاسُ، يَا عَمَّ النَّبِيِّ، أَكْثِرِ الدُّعَاءَ بِالْعَافِيَةِ»

(1/52)


154 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَامَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: " لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا قَامَ بِهِ فِيكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ أَوَّلَ فِي مَقَامِي هَذَا، ثُمَّ أَعَادَهَا، ثُمَّ بَكَى، ثُمَّ أَعَادَهَا ثُمَّ بَكَى، فَقَالَ: «إِنَّ النَّاسَ لَمْ يُعْطَوْا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا شَيْئًا أَفْضَلَ مِنَ الْعَفْوِ وَالْعَافِيَةِ، فَسَلُوهُمَا»

(1/53)


155 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الرِّفَاعِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنِي الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ قَرَأَ: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ، أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186] فَقَالَ النَّبِيُّ: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَمَرْتَ بِالدُّعَاءِ، وَتَوَكَّلْتَ بِالْإِجَابَةِ، لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ فَرْدٌ أَحَدٌ صَمَدٌ، لَمْ يَلِدْ، وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، وَأَشْهَدُ أَنَّ وَعَدَكَ حَقٌّ، وَلِقَاءَكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةَ حَقٌّ، وَالنَّارَ حَقٌّ، وَالسَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا، وَأَنَّكَ تَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ»

(1/53)


156 - حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، ثنا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْوَرْدِ بْنِ ثُمَامَةَ، عَنِ اللَّجْلَاجِ، عَنْ مُعَاذٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ أَتَى عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يَقُولُ: " اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ تَمَامَ النِّعْمَةِ، فَقَالَ: «ابْنَ آدَمَ، هَلْ تَدْرِي مَا تَمَامُ النِّعْمَةِ؟» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دَعْوَةٌ دَعَوْتُ بِهَا، أَرْجُو الْخَيْرَ بِهَا، فَقَالَ: «إِنَّ مِنَ تَمَامِ النِّعْمَةِ فَوْزًا مِنَ النَّارِ، وَدُخُولًا إِلَى الْجَنَّةِ»

(1/54)


157 - حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ الْأَعْلَى التَّيْمِيُّ يَقُولُ: " أَكْثِرُوا سُؤَالَ الْعَافِيَةِ، فَإِنَّ الْمُبْتَلَى وَإِنِ اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ لَيْسَ بِأَحَقَّ بِالدُّعَاءِ مِنَ الْمُعَافَى الَّذِي لَا يَأْمَنُ الْبَلَاءَ، وَمَا الْمُبْتَلَوْنَ الْيَوْمَ إِلَّا مِنْ أَهْلِ الْعَافِيَةِ بِالْأَمْسِ، وَمَا الْمُبْتَلَوْنَ بَعْدَ الْيَوْمِ إِلَّا مِنْ أَهْلِ الْعَافِيَةِ الْيَوْمَ، وَلَوْ كَانَ بَلَاءٌ يَجُرُّهُ إِلَى خَيْرٍ مَا كُنَّا مِنْ رِجَالِ الْبَلَاءِ، إِنَّهُ رُبَّ بَلَاءٍ فِي الدُّنْيَا قَدْ أَجْهَدَ فِي الدُّنْيَا، وَأَجْزَى فِي الْآخِرَةِ، فَمَا يَأْمَنُ مَنْ أَطَالَ الْمُقَامَ عَلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ أَنْ يَكُونَ قَدْ بَقِيَ لَهُ فِي بَقِيَّةِ عُمْرِهِ مِنَ الْبَلَاءِ مَا يَحْذَرُهُ فِي الدُّنْيَا، وَيَفْضَحُهُ فِي الْآخِرَةِ، ثُمَّ يَقُولُ عِنْدَ ذَلِكَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي إِنْ نَعُدَّ نِعَمَهُ لَا نُحْصِيهَا، وَإِنْ نَدْأَبْ لَهُ عَمَلًا لَا نُجْرِيهَا، وَإِنْ نُعَمَّرْ فِيهَا لَا نَبْلَى "

(1/54)


158 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ، قَالَ: قَالَ لِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: إِنِّي سَمِعْتُ مِسْعَرًا يَذْكُرُ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى حَدِيثًا فِي سُؤَالِ الْعَافِيَةِ فَهَلْ تَحْفَظُهُ؟ فَقَالَ: فَقُلْتُ: أُحَدِّثُكَ بِمَا أَحْفَظُ، فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: هُوَ هُوَ "

(1/55)


159 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: «حُدِّثْتُ أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ عَلَى طَعَامِهِ، وَحَمِدَهُ عَلَى آخِرِهِ، لَمْ يُسْئِلْ عَنْ نَعِيمِ ذَلِكَ الطَّعَامِ»

(1/55)


160 - حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنِي شُرَيْحٌ الصَّائِدِيُّ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ بُلْيَقٍ الْحَمَّالَ وَهُوَ مَوْلًى لِبَنِي وَدِيعَةَ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لَوْنِيٍّ، قَالَ: " كُنَّا بِطَرِيقِ مَكَّةَ فَأَصَابَنَا عَطَشٌ شَدِيدٌ، فَاكْتَرَيْنَا دَلِيلًا يَخْرُجُ بِنَا إِلَى مَوْضِعٍ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ فِيهِ مَاءً، فَبَيْنَمَا نَحْنُ نَسِيرُ بِنَادِرِ الْمَاءِ بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِذَا بِصَوْتٍ نَسْمَعُهُ وَهُوَ يَقُولُ: أَلَا تَقُولُونَ؟ قَالَ يَحْيَى: فَأَجَبْتُهُ وَمَاذَا نَقُولُ؟ فَقَالَ: اللَّهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِنَا مِنْ نِعْمَةٍ، أَوْ عَافِيَةٍ، أَوْ كَرَامَةٍ فِي دِينٍ أَوْ دُنْيَا جَرَتْ عَلَيْنَا فِيمَا مَضَى، أَوْ هِيَ جَارِيَةٌ عَلَيْنَا فِيمَا بَقِيَ، فَهِيَ مِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَيْهَا، وَلَكَ الْمَنُّ، وَلَكَ الْفَضْلُ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ مَا أَنْعَمْتَ عَلَيْنَا، وَعَلَى جَمِيعِ خَلْقِكَ، مِنْ لَدُنْكَ إِلَى مُنْتَهَى عِلْمِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا مِنَ الْبَدَاءِ إِلَى الْبَقَاءِ "

(1/55)


161 - وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ خَلَفٍ التَّيْمِيُّ، ثنا أَبُو يُوسُفَ الْأَعْشَى، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ إِذَا جَلَسَ مَجْلِسًا يَقُولُ: «اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ بِالْإِسْلَامِ، وَلَكَ الْحَمْدُ بِالْقُرْآنِ، وَلَكَ الْحَمْدُ بِالْأَهْلِ وَالْمَالِ، بَسَطْتَ رِزْقَنَا، وَأَظْهَرْتَ أَمْنَنَا، وَأَحْسَنْتَ مُعَافَاتَنَا، وَمِنْ كُلِّ مَا سَأَلْنَاكَ رَبَّنَا أَعْطَيْتَنَا، فَلَكَ الْحَمْدُ كَثِيرًا، كَمَا تُنْعِمُ كَثِيرًا، وَصَرَفْتَ شَرًّا كَثِيرًا، فَلِوَجْهِكَ الْجَلِيلِ الْبَاقِي الدَّائِمِ الْحَمْدُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ»

(1/55)


162 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا جَرِيرٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «انْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَلَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ»

(1/56)


163 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا خَالِدٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا كَانَ فِي سَفَرٍ فَطَلَعَ الْفَجْرُ رَفَعَ صَوْتَهُ وَنَادَى: «سَمِعَ حَامِدٌ بِحَمْدِ اللَّهِ، وَنِعْمَتِهِ، وَحُسْنِ بَلَائِهِ عَلَيْنَا، ثَلَاثًا، اللَّهُمَّ صَاحِبْنَا فَأَفْضِلْ عَلَيْنَا، ثَلَاثًا، عَائِذًا بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ، ثَلَاثًا، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثَلَاثًا»

(1/56)


164 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَخَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، قَالَا: ثنا سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الْحَارِثِيُّ، قَالَ: " بَلَغَنِي أَنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَى مُوسَى: أَنْ يَا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ، كُنْ يَقْظَانًا، مُرْتَادًا لِنَفْسِكَ أَخْدَانًا، وَكُلُّ خِدْنٍ لَا تُؤْتِيكَ عَلَى مَسَرَّتِي فَلَا تَصْحَبْهُ، فَإِنَّهُ لَكَ عَدُوٌّ، وَهُوَ يُقَسِّي قَلْبَكَ، وَأَكْثِرْ مِنْ ذِكْرِي حَتَّى تَسْتَوْجِبَ الشُّكْرَ، وَتَسْتَكْمِلَ الْمَزِيدَ "

(1/56)


165 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ حَوْشَبٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: " خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ حِينَ خَلَقَهُ فَأَخْرَجَ أَهْلَ الْجَنَّةِ مِنْ صَفْحَتِهِ الْيُمْنَى، وَأَخْرَجَ أَهْلَ النَّارِ مِنْ صَفْحَتِهِ الْيُسْرَى، فَدَبُّوا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، فِيهِمُ الْأَعْمَى، وَالْأَصَمُّ، وَالْمُبْتَلَى، فَقَالَ آدَمُ: يَا رَبِّ، أَلَا سَوَّيْتَ بَيْنَ وَلَدِي، قَالَ: «يَا آدَمُ، أَرَدْتُ أَنْ أُشْكَرَ»

(1/57)


166 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، وَابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَنْبَسَةَ، عَنِ ابْنِ غَنَّامٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: اللَّهُمَّ مَا أَصْبَحَتْ بِي مِنْ نِعْمَةٍ، أَوْ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، فَمِنْكَ وَحْدَكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ، وَلَكَ الشُّكْرُ، إِلَّا أَدَّى شُكْرَ ذَلِكَ الْيَوْمِ "

(1/57)


167 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُعَلَّى الْكُوفِيُّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ خَيْثَمَةَ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَخْبَرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنِ ابْتُلِيَ فَصَبَرَ، وَأُعْطِيَ فَشَكَرَ، وَظُلِمَ فَغَفَرَ، ثُمَّ شَكَرَ» ثُمَّ سَكَتَ قَالُوا: مَا لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ»

(1/57)


168 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَسْنَانِنَا أَنَّ النَّبِيَّ أَوْصَى رَجُلًا بِثَلَاثٍ، قَالَ: «أَكْثِرْ ذِكْرَ الْمَوْتِ يُسْلِكَ عَمَّا سِوَاهُ، وَعَلَيْكَ بِالدُّعَاءِ؛ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي مَتَى يُسْتَجَابُ لَكَ، وَعَلَيْكَ بِالشُّكْرِ؛ فَإِنَّ الشُّكْرَ زِيَادَةٌ»

(1/58)


169 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: " كَانَ عَمْرٌو إِذَا أُتِيَ بِطَعَامِهِ لَمْ يَزَلْ مُخَمَّرًا حَتَّى يَقُولَ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا، وَأَطْعَمَنَا، وَسَقَانَا، وَنَعَّمَنَا، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ أَلْفَتْنَا نِعَمُكَ وَنَحْنُ بِكُلِّ شَرٍّ، فَأَصْبَحْنَا وَأَمْسَيْنَا فِيهَا بِكُلِّ خَيْرٍ، شَاءَ لَكَ عَامُّهَا وَشُكْرُهَا، لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ، إِلَهُ الصَّالِحِينَ، وَرَبُّ الْعَالَمِينَ، الْحَمْدُ لِلَّهِ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، مَا شَاءَ اللَّهُ، لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيمَا رَزَقْتَنَا، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ "

(1/58)


170 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الْحَنْظَلِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَحْدُوجٍ أَبُو رَوْحٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَكَلَ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي، وَسَقَانِي، وَهَدَانِي، وَكُلَّ بَلَاءٍ حَسَنٍ أَبْلَانِي، الْحَمْدُ لِلَّهِ الرَّازَّقِ ذِي الْقُوَّةِ الْمَتِينِ، اللَّهُمَّ لَا تَنْزِعْ مِنَّا صَالِحَ مَا أَعْطَيْتَنَاهُ، وَلَا صَالِحَ مَا رَزَقْتَنَاهُ، وَاجْعَلْنَا لَكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ»

(1/58)


171 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِمَارَةَ، حَدَّثَنَا مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنِ النَّبِيِّ أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَكَلَ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَ وَسَقَى، وَسَوَّغَهُ وَجَعَلَ لَهُ مَخْرَجًا»

(1/59)


172 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: «رُءُوسُ النِّعَمِ ثَلَاثٌ، فَأَوَّلُهَا نِعْمَةُ الْإِسْلَامِ الَّتِي لَا تَتِمُّ نِعْمَةٌ إِلَّا بِهَا، وَالثَّانِيَةُ نِعْمَةُ الْعَافِيَةِ الَّتِي لَا تَطِيبُ الْحَيَاةُ إِلَّا بِهَا، وَالثَّالِثَةُ نِعْمَةُ الْغِنَى الَّتِي لَا يَتِمُّ الْعَيْشُ إِلَّا بِهَا»

(1/59)


173 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ سَلَّامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ، قَالَ: أَتَيْنَا الْحُوَيْرِثَ، وَكَانَ مِنْ مشايخِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَكَانَ قَدْ قَدِمَ مِنَ الْحَجِّ، فَجَعَلَ يَقُولُ: " أَبْلَانَا اللَّهُ فِي سَفَرِنَا كَذَا، ثُمَّ قَالَ: وَإِنَّ تَعْدَادَ النِّعَمِ مِنَ الشُّكْرِ "

(1/59)


174 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا خُزَيْمَةُ أَبُو مُحَمَّدٍ، قَالَ: مَرَّ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ بِمُبْتَلًى أَعْمَى مَجْذُومٍ مُقْعَدٍ عُرْيَانٍ بِهِ وَضَحٌ، وَهُوَ يَقُولُ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى نِعْمَتِهِ، فَقَالَ رَجُلٌ مَعَ وَهْبٍ: أَيُّ شَيْءٍ بَقِيَ عَلَيْكَ مِنَ النِّعْمَةِ تَحْمَدُ اللَّهَ عَلَيْهَا؟ فَقَالَ لَهُ الْمُبْتَلَى: ارْمِ بَصَرَكَ إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ فَانْظُرْ إِلَى كَثْرَةِ أَهْلِهَا، أَوَّلًا أَحْمَدُ اللَّهَ أَنَّهُ لَيْسَ فِيهِمْ أَحَدٌ يَعْرِفُهُ غَيْرِي "

(1/60)


175 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ شُعَيْبٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي مَدْيَنَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، سَمِعْتُ السَّرِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ عَلَى الطَّائِفِ وَأَصَابَنَا مَطَرٌ، فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، احْمَدُوا اللَّهَ عَلَى مَا وَضَعَ لَكُمْ مِنْ رِزْقِهِ فَإِنَّهُ بَلَغَنِي عَنِ النَّبِيِّ أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدِهِ نِعْمَةً فَحَمِدَهُ عِنْدَهَا فَقَدْ أَدَّى شُكْرَهَا»

(1/60)


176 - حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، ثنا أَبُو سُفْيَانَ الْقُرَشِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: " أُتِيَ بُخْتَنَصَّرُ بِدَانِيَالَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَأَمَرَ بِهِ فَحُبِسَ وَضَرَّى أَسَدَيْنِ فَأَلْقَاهُمَا فِي جُبٍّ مَعَهُ، وَطَيَّنَ عَلَيْهِ وَعَلَى الْأَسَدَيْنِ، ثُمَّ حَبَسَهُ خَمْسَةَ أَيَّامٍ مَعَ الْأَسَدَيْنِ، ثُمَّ فَتَحَ عَنْهُ بَعْدَ خَمْسَةِ أَيَّامٍ، فَوَجَدَ دَانِيَالَ قَائِمًا يُصَلِّي وَالْأَسَدَانِ فِي نَاحِيَةِ الْجُبِّ لَمْ يَعْرِضَا لَهُ، فَقَالَ لَهُ بُخْتَنَصَّرُ: أَخْبِرْنِي مَاذَا قُلْتَ فَدُفِعَ عَنْكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَا يَنْسَى مَنْ ذَكَرَهُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَا يُخَيِّبُ مَنْ رَجَاهُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَا يَكِلُ مَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ إِلَى غَيْرِهِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هُوَ يَقِينَا حِينَ تَنْقَطِعُ عَنَّا الْحِيَلُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هُوَ رَجَاؤُنَا يَوْمَ تَسُوءُ ظُنُونُنَا وَأَعْمَالُنَا، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يَكْشِفُ حُزْنَنَا عَنْ كَرْبِنَا، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يَجْزِي بِالْإِحْسَانِ إِحْسَانًا، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يَجْزِي بِالصَّبِرِ نَجَاةً "

(1/60)


177 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ شُعَيْبٍ، ثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَظَرَ فِي الْمَرْآةِ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَنِي فَأَحْسَنَ خَلْقِي وَخُلُقِي، وَزَانَ مِنِّي مَا شَانَ مِنْ غَيْرِي»

(1/61)


178 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَسَدٍ، ثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْنٍ الْخُرَسَانِيُّ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُكْثِرُ النَّظَرَ فِي الْمَرْآةِ وَتَكُونُ مَعَهُ فِي الْأَسْفَارِ، فَقُلْتُ: وَلِمَ؟ قَالَ: «أَنْظُرُ فَمَا كَانَ فِي وَجْهِي زَيْنٌ وَهُوَ فِي غَيْرِي شَيْنٌ أَحْمَدُ اللَّهَ عَلَيْهِ»

(1/61)


179 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا يَحْيَى بْنُ الْمُثَنَّى الْحَلَبِيُّ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ: «عَمِلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ بِخُلُقٍ دَنِيءٍ فَأَعْتَقَ جَارِيَةً لَهُ إِذْ عَافَاهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ الْخُلُقِ»

(1/62)


180 - قَالَ: «وَأُمْطِرَ أَهْلُ الْكُوفَةِ مَطَرًا فَهُدِمَتْ مِنْهُ الْبُيُوتُ فَأَعْتَقَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ جَارِيَةً لَهُ؛ شُكْرًا لِلَّهِ إِذْ عَافَاهُ مِنْ ذَلِكَ»

(1/62)


181 - حَدَّثَنِي قَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عُيَيْنَةَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَلَمَةَ الْبَزَّازُ، سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: " مَا تَمَامُ النِّعْمَةِ؟ قَالَ: أَنْ تَضَعَ رِجْلًا عَلَى الصِّرَاطِ وَرِجْلًا فِي الْجَنَّةِ "

(1/62)


182 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَاشِدٍ، ثنا أَبُو رَبِيعَةَ، ثنا سَالِمٌ أَبُو غِيَاثٍ، سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيَّ، يَقُولُ: «يَا ابْنَ آدَمَ، إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْلَمَ قَدْرَ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْكَ فَغَمِّضْ عَيْنَيْكَ»

(1/62)


183 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، ثَنَا رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْحَرَّانِيُّ، ثنا ابْنُ السَّمَّاكِ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ: {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} [لقمان: 20] ، قَالَ: أَمَّا الظَّاهِرَةُ فَالْإِسْلَامُ، وَأَمَّا الْبَاطِنَةُ فَسَتْرُهُ عَلَيْكُمْ بِالْمَعَاصِي "

(1/62)


184 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْحَرَّانِيُّ، ثنا ضَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى أَهْلِ النَّارِ مِنَّةً، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِأَشَدَّ مِنَ النَّارِ لَعَذَّبَهُمْ»

(1/63)


185 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، أَنَّ مُطَرِّفًا، كَانَ يَقُولُ: «لَأَنْ أُعَافَى وَأَشْكُرَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُبْتَلَى فَأَصْبِرَ»

(1/63)


186 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ الْجَصَّاصُ، سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ، قَالَ: «جُلَسَاءُ الرَّحْمَنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ جَعَلَ فِيهِ خِصَالَ الْكِرَامِ، وَالسَّخَاءِ، وَالْحِلْمِ، وَالرَّحْمَةِ، وَالرَّأْفَةِ، وَالشُّكْرِ، وَالْبِرِّ، وَالصَّبْرِ»

(1/63)


187 - حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْعَوَقِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَأَى صَاحِبَ بَلَاءٍ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَيْكَ، وَعَلَى جَمِيعِ مَنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا، فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ تِلْكَ النِّعْمَةِ "

(1/63)


188 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجَرَوِيُّ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، يَقُولُ: «الشُّكْرُ يَأْخُذُ بِحَزْمِ الْحَمْدِ وَأَصْلِهِ وَفَرْعِهِ، وَيَنْظُرُ فِي نِعَمٍ مِنَ اللَّهِ فِي بَدَنِهِ، وَسَمْعِهِ، وَبَصَرِهِ، وَيَدَيْهِ، وَرِجْلَيْهِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ، لَيْسَ مِنْ هَذَا شَيْءٌ إِلَّا فِيهِ نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهِ، حَقٌّ عَلَى الْعَبْدِ أَنْ يَعْمَلَ بِالنِّعَمِ الَّاتِي هِيَ فِي بَدَنِهِ لِلَّهِ فِي طَاعَتِهِ، وَنِعْمَةٌ أُخْرَى فِي الرِّزْقِ حَقٌّ عَلَيْهِ أَنْ يَعْمَلَ لِلَّهِ بِمَا أَنْعَمَ بَهِ عَلَيْهِ مِنَ الرِّزْقِ فِي طَاعَتِهِ، فَمَنْ عَمِلَ بِهَذَا فَقَدْ كَانَ قَدْ أَخَذَ بِحَزْمِ الشُّكْرِ، وَفَرْعِهِ، وَأَصْلِهِ»

(1/64)


189 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَدْرٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْوَرْدِ بْنِ ثُمَامَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مِرْدَاسٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: «مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ مِنِ نِعْمَةٍ فِي الدُّنْيَا فَشَكَرَهَا لِلَّهِ، وَتَوَاضَعَ بِهَا لِلَّهِ، إِلَّا أَعْطَاهُ نَفْعَهَا فِي الدُّنْيَا، وَيَرْفَعُ اللَّهُ لَهُ بِهَا دَرَجَةً فِي الْآخِرَةِ، وَمَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى الْعَبْدِ مِنْ نِعْمَةٍ فِي الدُّنْيَا فَلَمْ يَشْكُرْ لِلَّهِ، وَلَمْ يَتَوَاضَعْ بِهَا لِلَّهِ، إِلَّا مَنَعَهُ اللَّهُ نَفْعَهَا فِي الدُّنْيَا، وَفَتَحَ لَهُ طَبَقًا مِنَ النَّارِ، يُعَذِّبُهُ إِنْ شَاءَ، أَوْ يَتَجَاوَزَ عَنْهُ»

(1/64)


190 - حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ الْآدَمِيُّ، ثنا عِيسَى بْنُ مُوسَى الْعَبْدِيُّ، ثنا رَجَاءٌ صَاحِبُ السَّقَطِ، قَالَ الْحَسَنُ: «مَنْ لَا يَرَى لِلَّهِ نِعْمَةً إِلَّا فِي مَطْعِمٍ، أَوْ مَشَرْبٍ، أَوْ لِبَاسٍ، فَقَدْ قَصُرَ عِلْمُهُ، وَحَضَرَ عَذَابُهُ»

(1/64)


191 - حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، ثنا سَهْلُ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا أَبُو رَبِيعَةَ، ثنا هِشَامُ بْنُ سَلْمَانَ، قَالَ: " كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ الْحَسَنِ وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، فَقَالُ لَهُ الْحَسَنُ: هَاتِ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ دَعَوَاتٍ لِإِخْوَانِكَ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَيُّ النِّعْمَتَيْنِ أَفْضَلُ عَلَيَّ وَعَلَيْكُمْ؟ نِعْمَةُ الْمَسْلَكِ، أَمْ نِعْمَةُ الْمَخْرَجِ، إِذْ أَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنَّا، قَالَ الْحَسَنُ: لَقَدْ قُلْتَ عَجَبًا يَا بَكْرُ، إِنَّهَا مِنْ نِعَمِهِ الْعِظَامِ "

(1/65)


192 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ وَاقِدٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، سَمِعْتُ عَائِشَةَ، تَقُولُ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الْقَرَاحَ، فَيَدْخُلُ بِغَيْرِ أَذًى، وَيَخْرُجُ بِغَيْرِ أَذًى، إِلَّا وَجَبَ عَلَيْهِ الشُّكْرُ»

(1/65)


193 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنِي أَسْمَاءُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: " يَا لَهَا مِنْ نِعْمَةٍ، تَأْكُلُ بِلَذَّةٍ، وَتُخْرِجُ سُرُحًا، لَقَدْ كَانَ مَلِكٌ مِنْ مُلُوكِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ يَرَى الْغُلَامَ مِنْ غِلْمَانِهِ يَأْتِي الْحَبَّ فَيَكْتَازُ، ثُمَّ يُجَرْجِرُ قَائِمًا فَيَقُولُ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مِثْلَكَ، مَا يَشْرَبُ حَتَّى يَقْطَعَ عَيْفَةُ الْعَطَشِ، فَإِذَا شَرِبَ كَانَ لَهُ فِي تِلْكَ الشَّرْبَةِ مَوْتَاتٌ، يَا لَهَا مِنْ نِعْمَةٍ، تَأْكُلُ بِلَذَّةٍ، وَتُخْرِجُ سُرُحًا "

(1/65)


194 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعِجْلِيُّ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: " كَتَبَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ إِلَى أَخٍ لَهُ: أَمَّا بَعْدُ، يَا أَخِي، فَقَدْ أَصْبَحَ بِنَا مِنْ نِعَمِ اللَّهِ مَا لَا نُحْصِيهِ، مَعَ كَثْرَةِ مَا نَعْصِيهِ، فَمَا نَدْرِي أَيُّهَا نَشْكُرُ؟ أَجَمِيلُ مَا ظَهَرَ، أَمْ قَبِيحُ مَا سَتَرَ "

(1/66)


195 - حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، ثنا سَهْلُ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ بُهْلُولٍ، سَمِعْتُ عَبَاءَةَ بْنَ كُلَيْبٍ، يَقُولُ: كَتَبَ إِلَيَّ ابْنُ السَّمَّاكِ: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي كَتَبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا مَسْرُورٌ مَسْتُورٌ، فَأَنَا بِهِمَا مَغْرُورٌ، ذَنْبٌ سَتَرَهُ عَلَيَّ فَقَدْ طَابَتْ نَفْسِي لِي كَأَنَّهُ مَغْفُورٌ، وَنِعَمٌ أَبْلَاهَا فَأَنَا بِهَا مَسْرُورٌ، كَأَنِّي فِيهَا عَلَى تَأْدِيَةِ الْحُقُوقِ، فَلَيْتَ شِعْرِي مَا عَوَاقِبُ هَذِهِ الْأُمُورِ؟»

(1/66)


196 - حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيِّ قِيلَ هُوَ ابْنُ مَيْمُونٍ؟، قَالَ: نَعَمْ، فَهَلْ قَالَ: نَعَمْ؟، قَالَ: قِيلَ لِلْحَسَنِ: " هَاهُنَا رَجُلٌ لَمْ نَرَهْ قَطُّ جَالِسًا إِلَى أَحَدٍ، وَلَا رَأَيْنَا أَحَدًا جَالِسًا إِلَيْهِ، إِنَّمَا هُوَ أَبَدًا خَلْفَ سَارِيَةٍ وَحْدَهُ، قَالَ الْحَسَنُ: إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَخْبِرُونِي بِهِ، فَمَرُّوا بِهِ ذَاتَ يَوْمٍ وَمَعَهُمُ الْحَسَنُ، فَأَشَارُوا إِلَيْهِ فَقَالُوا: ذَاكَ الرَّجُلُ الَّذِي أَخْبَرْنَاكَ بِهِ، فَقَالَ: امْضُوا حَتَّى آتِيَهُ، فَلَمَّا جَاءَهُ قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، أَرَاكَ حُبِّبَتْ إِلَيْكَ الْعُزْلَةُ، فَمَا يَمْنَعُكَ مِنْ مُخَالَطَةِ النَّاسِ؟ فَقَالَ: مَا أَشْغَلَنِي عَنِ النَّاسِ، قَالَ: فَأْتِ ذَا الرَّجُلَ الْحَسَنَ لِتَجْلِسَ إِلَيْهِ، قَالَ: مَا أَشْغَلَنِي عَنِ الْحَسَنِ وَعَنِ النَّاسِ، قَالَ لَهُ الْحَسَنُ: فَمَا الَّذِي يَشْغَلُكَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: إِنِّي أُصْبِحُ وَأُمْسِي بَيْنَ ذَنْبٍ وَنِعْمَةٍ، فَرَأَيْتُ أَنْ أَشْغَلَ نَفْسِي عَنِ النَّاسِ بِالِاسْتِغْفَارِ مِنَ الذَّنْبِ، وَشُكْرِ اللَّهِ عَلَى النِّعْمَةِ، فَقَالَ الْحَسَنُ: أَنْتَ عِنْدِي يَا عَبْدَ اللَّهِ أَفْقَهُ مِنَ الْحَسَنِ، فَالْزَمْ مَا أَنْتَ عَلَيْهِ "

(1/66)


197 - وَحَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، قَالَ: " انْصَرَفَ النَّاسُ ذَاتَ يَوْمٍ مِنَ الْعِيدِ، فَرَأَى وُهَيْبٌ النَّاسَ وَهُمْ يَمُرُّونَ فِي ذَلِكَ الزِّيِّ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: عَفَا اللَّهُ عَنَّا وَعَنْكُمْ، لَئِنْ كُنْتُمْ أَصْبَحْتُمْ مُسْتَيْقِنِينَ أَنْ قَدْ تُقُبِّلَ مِنْكُمْ هَذَا الشَّهْرَ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ أَنْ تُصْبِحُوا مَشَاغِيلَ عَمَّا أَنْتُمْ فِيهِ بِطَلَبِ الشُّكْرِ، وَإِنْ كَانَتِ الْأُخْرَى خَائِفِينَ أَنْ لَا يَكُونَ قَدْ تُقُبِّلَ مِنْكُمْ لَقَدْ كَانَ يَنْبَغِي لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا أَشْغَلَ فِكْرًا عَمَّا أَنْتُمْ فِيهِ الْيَوْمَ "

(1/67)


198 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ، سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ صَالِحٍ، فِي قَوْلِهِ: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7] قَالَ: أَيْ مِنْ طَاعَتِي "

(1/67)


199 - قَالَ سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُنِيبٍ، حَدَّثَنِي السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ الْأَزْهَرِ، قَالَ: " كَانَ مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ قَاضِي أَهْلِ الْكُوفَةِ قَرِيبَ الْجِوَارِ مِنِّي، فَرُبَّمَا سَمِعْتُهُ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ يَقُولُ وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ: «أَنَا الصَّغِيرُ الَّذِي رَبَّيْتَهُ فَلَكَ الْحَمْدُ، وَأَنَا الضَّعِيفُ الَّذِي قَوَّيْتَهُ فَلَكَ الْحَمْدُ، وَأَنَا الْفَقِيرُ الَّذِي أَغْنَيْتَهُ فَلَكَ الْحَمْدُ، وَأَنَا الْغَرِيبُ الَّذِي وَصَّيْتَهُ فَلَكَ الْحَمْدُ، وَأَنَا الصُّعْلُوقُ الَّذِي مَوَّلْتَهُ فَلَكَ الْحَمْدُ، وَأَنَا السَّاغِبُ الَّذِي أَشْبَعْتَهُ فَلَكَ الْحَمْدُ، وَأَنَا الْعَارِي الَّذِي كَسَوْتَهُ فَلَكَ الْحَمْدُ، وَأَنَا الْمُسَافِرُ الَّذِي صَاحَبْتَهُ فَلَكَ الْحَمْدُ، وَأَنَا الْغَائِبُ الَّذِي أَدَّيْتَهُ فَلَكَ الْحَمْدُ، وَأَنَا الرَّاجِلُ الَّذِي حَمَلْتَهُ فَلَكَ الْحَمْدُ، وَأَنَا الْمَرِيضُ الَّذِي شَفَيْتَهُ فَلَكَ الْحَمْدُ، وَأَنَا الدَّاعِي الَّذِي أَجَبْتَهُ فَلَكَ الْحَمْدُ رَبَّنَا، وَلَكَ الْحَمْدُ رَبَّنَا حَمْدًا لَكَ عَلَى كُلِّ نِعْمَةٍ»

(1/68)


200 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، سَمِعْتُ أَبَا طَالِبٍ، يَقُولُ فِي كَلَامِهِ: «اخْتَطَّ لَكَ الْأَنْفَ فَأَقَامَهُ وَأَتَمَّهُ، وَحَسَّنَ تَمَامَهُ، ثُمَّ أَدَارَ مِنْكَ الْحَدَقَةَ فَجَعَلَهَا بِجُفُونٍ مُطْبِقَةٍ، وَبِأَشْفَارٍ مُغْلَقَةٍ، وَنَقَلَكَ مِنْ طَبَقَةٍ إِلَى طَبَقَةٍ، وَحَنَّنَ عَلَيْكَ الْوَالِدَيْنِ بِرِقَّةٍ وَمِقَةٍ، فَنِعَمُهُ عَلَيْكَ مُورِقَةٌ، وَأَيَادِيهِ بِكَ مُحْدِقَةٌ»

(1/68)


201 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ صَفْوَانَ، سَمِعْتُ الْحَسَنَ، إِذَا قَعَدَ فِي مَجْلِسِهِ قَالَ: «اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ بِمَا بَسَطْتَ فِي رِزْقِنَا، وَأَظْهَرْتَ أَمْنَنَا، وَأَحْسَنْتَ مُعَافَاتَنَا، وَمِنْ كُلِّ مَا سَأَلْنَاكَ مِنْ صَالِحٍ أَعْطَيْتَنَا، فَلَكَ الْحَمْدُ بِالْإِسْلَامِ، وَلَكَ الْحَمْدُ بِالْأَهْلِ وَالْمَالِ، وَلَكَ الْحَمْدُ بِالْيَقِينِ وَالْمُعَافَاةِ»

(1/68)


202 - حَدَّثَنَا 41541 مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: كَانَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ إِذَا تَلَا: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [النحل: 18] قَالَ: «سُبْحَانَ مَنْ لَمْ يَجْعَلْ فِي أَحَدٍ مِنْ مَعْرِفَةِ نِعْمَتِهِ إِلَّا الْمَعْرِفَةَ بِالتَّقْصِيرِ عَنْ مَعْرِفَتِهَا، كَمَا لَمْ يَجْعَلْ فِي أَحَدٍ مِنْ إِدْرَاكِهِ أَكْثَرَ مِنَ الْعِلْمِ أَنَّهُ لَا يُدْرِكُهُ، فَجَعَلَ مَعْرِفَةَ نِعَمِهِ بِالتَّقْصِيرِ عَنْ مَعْرِفَتِهَا شُكْرًا، كَمَا شَكَرَ عِلْمَ الْعَالَمِينَ أَنَّهُمْ لَا يُدْرِكُونَهُ فَجَعَلَهُ إِيمَانًا، عِلْمًا مِنْهُ أَنَّ الْعِبَادَ لَا يُجَاوِزُونَ ذَلِكَ»

(1/69)


203 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ مَعْمَرٍ، سَمِعْتُ صَالِحَ بْنَ مِسْمَارٍ، يَقُولُ: «مَا أَدْرِي أَنِعْمَتُهُ عَلَيَّ فِيمَا بَسَطَ عَلَيَّ أَفْضَلُ، أَمْ نِعْمَتُهُ فِيمَا زَوَى عَنِّي»

(1/69)


204 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أنا الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «خَصْلَتَانِ مَنْ كَانَتَا فِيهِ كَتَبَهُ اللَّهُ صَابِرًا شَاكِرًا، وَمَنْ لَمْ يَكُونَا فِيهِ لَمْ يَكْتُبْهُ صَابِرًا وَلَا شَاكِرًا، مَنْ نَظَرَ فِي دِينِهِ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَهُ فَاقْتَدَى بِهِ، وَمَنْ نَظَرَ فِي دُنْيَاهُ إِلَى مَنْ هُوَ دُونَهُ فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَى مَا فَضَّلَهُ بِهِ عَلَيْهِ، كَتَبَهُ اللَّهُ صَابِرًا شَاكِرًا، وَمَنْ نَظَرَ فِي دِينِهِ إِلَى مَنْ هُوَ دُونَهُ، وَنَظَرَ فِي دُنْيَاهُ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَهُ فَأَسِفَ عَلَى مَا فَاتَهُ، لَمْ يَكْتُبْهُ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا شَاكِرًا»

(1/69)


205 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ، ثنا عَبْدَانُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: " أَرْبَعُ خِصَالٍ مَنْ كُنَّ فِيهِ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ، مَنْ كَانَ عِصْمَةُ أَمِرْهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَإِذَا أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ قَالَ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، وَإِذَا أُعْطِيَ شَيْئًا قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَإِذَا أَذْنَبَ ذَنْبًا قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ "

(1/70)


206 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أنا عَبْدَانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ شِبْلِ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا} [الإسراء: 3] قَالَ: " لَمْ يَأْكُلْ شَيْئًا قَطُّ إِلَّا حَمِدَ اللَّهَ، وَلَمْ يَشْرَبْ شَرَابًا قَطُّ إِلَّا حَمِدَ اللَّهَ، وَلَمْ يَمْشِ مَشْيًا قَطُّ إِلَّا حَمِدَ اللَّهَ عَلَيْهِ، وَلَا يَبْطُشُ بِشَيْءٍ قَطُّ إِلَّا حَمِدَ اللَّهَ عَلَيْهِ، فَأَثْنَى اللَّهُ عَلَيْهِ: {إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا} [الإسراء: 3] "

(1/70)


207 - وَحَدَّثَنِي حَمْزَةُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ، أنا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ، قَالَ: " كَانَ نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِذَا أَكَلَ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَإِذَا شَرِبَ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَإِذَا لَبِسَ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَإِذَا رَكِبَ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، فَسَمَّاهُ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا "

(1/70)


208 - بَلَغَنِي عَنْ بَعْضِ الْحُكَمَاءِ، قَالَ: «لَوْ لَمْ يُعَذِّبِ اللَّهُ عَلَى مَعْصِيَتِهِ، لَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ لَا يُعْصَى لِشُكْرِ نِعْمَتِهِ» ==

10.  الكتاب: الحلم
المؤلف: أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس البغدادي الأموي القرشي المعروف بابن أبي الدنيا (المتوفى: 281هـ)

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِسِكَافٍ النَّشَوِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: حَدَّثنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ حُمْكَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي الْجَامِعِ بِنَشْوَى يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، وَيُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ، وَأَبُو زُرْعَةَ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ قَالُوا كُلُّهُمْ: حَدَّثَنَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ عُمَرُ بْنُ نَمِرِ بْنِ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مِهْرَانَ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ عَنْ عُمَرَ بْنَ نَمِرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ دَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا حَلِيمَ إِلَّا ذُو عَثْرَةٍ، وَلَا حَكِيمَ إِلَّا ذُو تَجْرِبَةٍ»

(1/19)


4 - طَلَبُ الْعِلْمِ وَالصَّبْرُ عَلَيْهِ

(1/20)


حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ نا أَبُو إِسْحَاقَ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَالْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، وَمَنْ يَتَحَرَّ الْخَيْرَ يُعْطَهُ، وَمَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوَقَّهُ»

(1/20)


حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ أَغْنِنِي بِالْعِلْمِ، وَزَيِّنِّي بِالْحِلْمِ، وَأَكْرِمْنِي بِالتَّقْوَى، وَجَمِّلْنِي بِالْعَافِيَةِ»

(1/20)


طَلَبُ الرِّفْعَةَ عِنْدَ اللَّهِ بالْحِلْمُ

(1/20)


حَدَّثَنِي إِدْرِيسُ بْنُ الْحَكَمِ الْعِيرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْمَدَنِيُّ، نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ابْتَغُوا الرِّفْعَةَ عِنْدَ اللَّهِ» قَالُوا: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «تَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ وَتُعْطِي مَنْ حَرَمَكَ وَتَحْلُمُ عَمَّنْ جَهِلَ عَلَيْكَ»

(1/20)


5 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، نا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ ضَمْرَةَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: «الْحِلْمُ خَصْلَةٌ مِنْ خِصَالِ الْعَقْلِ»

(1/21)


6 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، نا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَطِّيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَمْسٌ مِنْ سُنَنِ الْمُرْسَلِينَ: الْحَيَاءُ، وَالْحِلْمُ، وَالْحِجَامَةُ، وَالسِّوَاكُ، وَالتَّعَطُّرُ "

(1/22)


شَرَفُ الْحِلْمِ فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ

(1/22)


7 - وَقَالَ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَسْلَمِيُّ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ الْمَدِينِيُّ، ذَكَرَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّامِيُّ، ذَكَرَ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْمُنْذِرِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَرْبَعٌ يَشْرُفُ بِهِنَّ الْإِنْسَانُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ، وَتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَكَ، وَتَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ، وَتَحْلُمَ عَمَّنْ جَهِلَ عَلَيْكَ»

(1/23)


8 - وَحَدَّثَنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ الْمَوْصِلِيِّ، نا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ الْمُسْلِمَ لَيُدْرِكُ بِالْحِلْمِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ، وَإِنَّهُ لَيُكْتَبُ جَارًا وَمَا يَمْلِكُ إِلَّا أَهْلَ بَيْتِهِ»

(1/24)


9 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، نا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، فِي قَوْلِهِ " {كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} [آل عمران: 79] قَالَ: حُلَمَاءَ عُلَمَاءَ "

(1/25)


10 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أنا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ، " {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} [الفرقان: 63] قَالَ: حُلَمَاءُ وَإِنْ جُهِلَ عَلَيْهِمْ لَمْ يَجْهَلُوا "

(1/26)


11 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا أَبُو زَيْدٍ الْجَزَّارُ، نا مَعْقِلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاح ٍ، " {يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} [الفرقان: 63] قَالَ: حُلَمَاءُ عُلَمَاءُ "

(1/26)


الْحَلِيمُ وَأَعْوَانُهُ

(1/26)


12 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُسْلِمٍ الْعِجْلِيِّ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: «أَوَّلُ عِوَضِ الْحَلِيمِ مِنْ حِلْمِهِ أَنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ أَعْوَانُهُ عَلَى الْجَاهِلِ»

(1/27)


13 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمِنْهَالِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ،: «لَا يَبْلُغُ الرَّجُلُ مَبْلَغَ الرَّأْيِ حَتَّى يَغْلِبَ حِلْمُهُ جَهِلَهُ وَصَبْرُهُ شَهْوَتَهُ، وَلَا يَبْلُغُ ذَلِكَ إِلَّا بِقُوَّةِ الْحِلْمِ»

(1/27)


14 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمِنْهَالِ، أنا حَبِيبُ بْنُ حُجْرٍ الْقَيْسِيُّ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: «مَا أُضِيفَ شَيْءٌ إِلَى شَيْءٍ مِثْلُ حِلْمٍ إِلَى عِلْمٍ»

(1/28)


15 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: «الْحِلْمُ أَرْفَعُ مِنَ الْعَقْلِ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى تَسَمَّى بِهِ»

(1/29)


16 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نا سُنَيْدُ بْنُ دَاوُدَ، ذَكَرَ حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ: قَالَ أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيٍّ: «دِعَامَةُ الْعَقْلِ الْحِلْمُ، وَجِمَاعُ الْأَمْرِ الصَّبْرُ، وَخَيْرُ الْأُمُورِ الْعَفْوُ»

(1/29)


17 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْحَطَمِيِّ، أَنَّ جَدَّهُ عُمَيْرًا، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ أَوْصَى بَنِيهِ: «يَا بَنِيَّ إِيَّاكُمْ وَمُجَالَسَةَ السُّفَهَاءِ، فَإِنَّ مُجَالَسَتَهُمْ دَنَاءَةٌ مَنْ يَحْلُمْ عَلَى السَّفِيهِ يُسَرَّ، بِحِلْمِهِ وَمَنْ يُجِبْهُ يَنْدَمْ وَمَنْ يَصْبِرْ عَلَى مَا يَكْرَهُ يُدْرِكْ مَا يُحِبُّ، وَإِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْمُرَ بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ فَلْيُوَطِّنْ نَفْسَهُ عَلَى الصَّبْرِ عَلَى الْأَذَى وَيَثِقْ بِالثَّوَابِ مِنَ اللَّهِ فَإِنَّ مَنْ وَثِقَ بِالثَّوَابِ لَمْ يَجِدْ مَسَّ الْأَذَى»

(1/30)


18 - أَنْشَدَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْمَدَنِيُّ، أَنْشَدَنِي عُبَيْدُ بْنُ أَبِي الْحُلَيْلِ:
وَإِنِّي لَأَتْرُكُ عَوَرَ الْكَلَامِ ... لِئَلَّا أُجَابَ بِمَا أَكْرَهُ
وَأُغْضِي عَلَى الْكَلِمِ الْمُحْفِظَا ... ت وَأَحْلُمُ وَالْحِلْمُ بِي أَشْبَهُ
فَلَا تَغْتَرِرْ بِرُوَاءِ الرِّجَا ... لِ وَمَا زَخْرَفُوا لَكَ أَوْ مَوَّهُوا
فَكَمْ مِنْ فَتًى يُعْجِبُ النَّاظِرِيـ ... نَ لَهُ أَلَسْنٌ وَلَهُ أَوْجُهُ
يَنَامُ إِذَا حَضَرَ الْمَكْرُمَا ... تِ وَعِنْدَ الدَّنَاءَةِ يَسْتَنْبِهُ

(1/31)


19 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى " {يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} [الفرقان: 63] قَالَ: «الْهَوْنُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ اللِّينُ وَالسَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ»

(1/31)


20 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى، أَنَا عَمِّي، خَلِيفَةُ بْنُ مُوسَى، عَنِ الشَّرْقِيِّ بْنِ الْقَطَّامِيِّ، قَالَ قَالَ الْأَفْوَهُ بْنُ مَالِكٍ الْأَزْدِيُّ: «الْحِلْمُ مَعْجَزَةٌ عَنِ الْغَيْظِ، وَالْفُحْشِ، مِنَ الْعِيِّ، وَالْعِيُّ مَهْدَمَةٌ لِلثَّنَاءِ وَمِنْ خَيْرِ مَا ظَفِرَ بِهِ الرِّجَالُ اللِّسَانُ الْحَسَنُ وَفِي تَرْكِ الْمِرَاءِ رَاحَةُ الْبُدْنِ»

(1/32)


خَصْلَتَانِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ الْحِلْمُ وَالْأَنَاةُ

(1/32)


21 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، نا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، نَا قَرَّةُ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ: «إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ الْحِلْمُ، وَالْأَنَاةُ»

(1/32)


22 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْقُرَشِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ مُعَاوِيَةُ، لِعَمْرِو بْنِ الْأَهْتَمِ: أَيُّ الرِّجَالِ أَشْجَعُ؟ قَالَ: مَنْ رَدَّ جَهْلَهُ بِحِلْمِهِ، قَالَ: أَيُّ الرِّجَالِ أَسْمَى؟ قَالَ: مَنْ بَذَلَ دُنْيَاهُ فِي صَلَاحِ دِينِهِ "

(1/33)


فَضِيلَةُ السُّكُوتُ عَنِ السَّفِيهِ

(1/33)


23 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشِيرٍ، قَالَ: أَنْشَدَ رَجُلٌ، مِسْعَرَ بْنَ كِدَامٍ:
لَا تَرْجِعَنَّ إِلَى السَّفِيهِ خِطَابَهُ ... إِلَّا جَوَابَ تَحِيَّةٍ حَيَّاكَهَا
فَمَتَى تُحَرِّكْهُ تُحَرِّكْ جِيفَةً ... تَزْدَادُ نَتْنًا إِنْ أَرَدْتَ حِرَاكَهَا

(1/34)


24 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ كَلْبٍ، قَالَ: أَتَانِي الْمُؤَمَّلُ الشَّاعِرُ، فَقَالَ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ لَا تَرْوِي لِي شَيْئًا وَلَكِنِ اسْمَعْ هَذِهِ اللَّيْلَةَ الْأَبْيَاتِ:
إِذَا نَطَقَ السَّفِيهُ فَلَا تُجِبْهُ ... فَخَيْرٌ مِنْ إِجَابَتِهِ السُّكُوتُ
[ص:35]
لَئِيمُ الْقَوْمِ يَشْتُمُنِي لِيَحْظَى ... وَلَوْ دَمَهُ سَفَكْتُ لَمَا حَظِيتُ
فَلَسْتُ مُشَابِهِا أَبَدًا لَئِيمٌا ... خَزِيتُ لِمَنْ يُشَاتِمُهُ خَزِيتُ

(1/34)


25 - حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ مَالِكٍ، نا أَبُو عُبَيْدَةَ الرِّيَاحِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: " لِأَهْلِ التَّقْوَى عَلَامَاتٌ يُعْرَفُونَ بِهَا: صِدْقُ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءُ الْأَمَانَةِ، وَالْإِيفَاءُ بِالْعَهْدِ وَقِلَّةُ الْفَخْرِ، وَالْخُيَلَاءِ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ، وَرَحْمَةُ الضُّعَفَاءِ وَقِلَّةُ الْمُثَافَنَةِ لِلنِّسَاءِ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ وَسَعَةُ الْعِلْمِ وَاتِّبَاعُ الْعِلْمِ فِيمَا يُقَرِّبُ إِلَى اللَّهِ زُلْفَى "

(1/35)


26 - أَنْشَدَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، لِمُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْحَارِثِيِّ:
تَخَالُهُمُ لِلْحِلْمِ صُمًّا عَنِ الْخَنَا ... وَخُرْسًا عَنِ الْفَحْشَاءِ، عِنْدَ التَّهَاجُرِ
وَمَرْضَى إِذَا لُقُوا حَيَاءً وَعِفَّةً ... وَعَنِ الْحِفَاظِ كَاللُّيُوثِ الْخَوَادِرِ
لَهُمْ ذُلُّ إِنْصَافٍ وَلِينُ تَوَاضُعٍ ... بِذُلِّهِمْ ذَلَّتْ رِقَابُ الْمَعَاشِرِ
كَأَنَّ بِهِمْ وَصْمًا يَخَافُونَ عَارَهُ ... وَمَا وَصَمَهُمْ إِلَّا اتِّقَاءُ الْمَعَايِرِ

(1/35)


27 - وَأَنْشَدَنِي مَحْمُودٌ الْوَرَّاقُ:
رَجَعْتُ عَلَى السَّفِيهِ بِفَضْلِ حِلْمٍ ... وَكَانَ الْفِعْلُ عَنْهُ لَهُ لِجَامَا
وَظَنَّ بِي السَّفَاهَ فَلَمْ يَجِدْنِي ... أُسَافِهُهُ وَقُلْتُ لَهُ سَلَامَا
فَقَامَ يَجُرُّ رِجْلَيْهِ ذَلِيلًا ... وَقَدْ كَسَبَ الْمَذَمَّةَ وَالْمَلَامَا
وَفَضْلُ الْحِلْمِ أَبْلَغُ فِي سَفِيهٍ ... وَأَحْرَى أَنْ يَنَالَ بِهِ انْتِقَامَا

(1/35)


28 - حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ الْأَزْدِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، يَقُولُ: «السُّكُوتُ جَوَابٌ»

(1/35)


29 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: قَالَ كِسْرَى لِوَزِيرِهِ: مَنِ الْحَلِيمُ؟ قَالَ: «الَّذِي يُصْلِحُ السَّفِيهَ»

(1/36)


30 - وَكَتَبَ إِلَيَّ الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ،: ذَكَرَ عَمِّي مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قِيلَ لِعِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قيلَ لِعِيسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَكَانَ حَلِيمًا: " مَا الْحِلْمُ؟ قَالَ: الذُّلُّ "

(1/37)


31 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، نا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، نا سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا عُمَرُ بْنُ عُتْبَةَ، قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ: «إِنَّ الْحِلْمَ الذُّلُّ»

(1/37)


32 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْبَصْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرِو بْنَ الْعَلَاءِ، يَقُولُ: قَالَ مُعَاوِيَةُ،: «مَا يَسُرُّنِي بَدَلَ الْكَرْمِ حُمْرُ النَّعَمِ»

(1/37)


33 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ، عَنْ شَيْخٍ، لَهُ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ: «يَا بَنِي أُمَيَّةَ،» قَارِعُوا قُرَيْشًا بِالْحِلْمِ، فَوَاللَّهِ إِنْ كُنْتُ لَأَلْقَى الرَّجُلَ مِنَ الْجَاهِلِيَّةِ يُوسِعُنِي شَتْمًا وَأُوسِعُهُ حِلْمًا فَأَرْجِعُ وَهُوَ لِي صَدِيقٍ أَسْتَنْجِدُهُ فَيُنْجِدُنِي وَأُثِيرُهُ فَيَثُورُ مَعِي وَمَا دَفَعَ الْحِلْمُ عَنْ شَرَيفٍ شَرَفهُ وَلَا زَادَهُ إِلَّا كَرْمًا "

(1/37)


34 - حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: ذَكَرَ الْأَصْمَعِيُّ، أنَا الْوَلِيدُ بْنُ قَشْعَمٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ جَعْوَنَةَ قَالَ: «شَتَمْتُ فُلَانًا لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَحَلُمَ عَنِّي فَاسْتَعْبَدُونِي بِهَا زَمَانًا»

(1/38)


35 - أَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ قَالَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ: " مَا يَسُرُّنِي بِنَصِيبِي مِنَ الذُّلِّ حُمْرُ النَّعَمِ قِيلَ: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَ: أَسْمَعُ الْكَلِمَةَ فَأَكْرَهُهَا فَأَحْتَملُهَا كَرَامَةَ أَنْ أُجِيبَ فَتُعَادَ عَلَيَّ "

(1/38)


36 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: قِيلَ لِرَجُلٍ مِنَ الْفُرْسِ: أَيُّ مُلُوكِكُمْ كَانَ أَحْمَدَ عِنْدَكُمْ؟ قَالَ: لِأَرْدَشِيَر فَضِيلَةُ السَّبْقِ غَيْرَ أَنَّ عِنْدَنَا سِيرَةَ أَنُو شِيرْوَانَ قِيلَ: فَأَيُّ أَخْلَاقِهِ كَانَ أَغْلَبَ عَلَيْهِ؟ قَالَ: " الْحِلْمُ وَالْأَنَاةُ، قِيلَ: هُمَا تَوْأَمَانِ يُنْتِجُهُمَا عُلُوُّ الْهِمَّةِ "

(1/39)


37 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحَسَنِ، قَالَ: قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: أَيُّ عِقَابِ الْحِلْمِ أَصْعَبُ؟ قَالَ: أَنْ تُسْمِعَ صَاحِبَكَ مَا فِيهِ فَيَكْظُمُ، وَلَيْسَ الْحَلِيمُ مَنْ قَرَفَ وَلَكِنْ مَنْ صَدَقَ فَصَبَرَ "

(1/39)


النَّاسُ رَجُلَانِ. . . . عَاقِلٌ وَجَاهِلٌ

(1/39)


38 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَطِيَّةَ، قَالَ: قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ خَيْثَمٍ: «النَّاسُ رَجُلَانِ عَاقِلٌ وَجَاهِلٌ، فَأَمَّا الْعَاقِلُ فَلَا تُؤْذِهِ، وَأَمَّا الْجَاهِلُ فَلَا تُجَارِهِ»

(1/39)


39 - حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سَعِيدٍ الْقُرَشِيِّ، قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ، لِعِرَابَةَ بْنِ أَوْسٍ بِمَ سُدْتَ قَوْمَكَ؟ قَالَ: كُنْتُ أَحْلُمُ عَنْ جَاهِلِهِمْ وَأُعْطِي سَائِلَهُمْ وَأَسْعَى فِي حَوَائِجِهِمْ "

(1/40)


40 - حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ شَيْخٍ، مِنْ طَيِّئٍ قَالَ: " قَالَ مُعَاوِيَةُ: يَا مَعْشَرَ طَيِّئٍ مَنْ سَيِّدُكُمْ؟ قَالُوا: خُرَيْمُ بْنُ أَوْسٍ: مَنِ احْتَمَلَ شَتْمَنَا وَأَعْطَى سَائِلَنَا وَحَلُمَ عَنْ جَاهِلِنَا وَاغْتَفَرَ فَضْلَ ضَرْبِنَا إِيَّاهُ بِعِصِيِّنَا "

(1/40)


41 - أَشْعَرُ النَّاسِ

(1/40)


حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي الشَّيْخِ، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: قِيلَ لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: مَنْ أَشْعُرُ النَّاسِ؟ قَالَ: الَّذِي يَقُولُ:
إِنِّي مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ إِذَا اجْتَدَوْا ... وَبَدَوْا بِبِرِّ اللَّهِ ثُمَّ النَّائِلِ

(1/40)


الْمَانِعِينَ مِنَ الْخَنَا جِيرَانَهُمْ ... وَالْحَاشِدِينَ عَلَى الطَّعَامِ النَّازِلِ
وَالْخَالِطِينَ فَقِيرَهُمْ بِغَنِيِّهِمْ ... وَالْبَاذِلِينَ عَطَاءَهُمْ لِلسَّائِلِ
وَالضَّارِبِينَ الْكَبْشَ يَبْرُقُ بَيْضُهُ ... ضَرْبَ الْمَنِيَّةِ عَنْ حِيَاضِ النَّاهِلِ
وَالْعَاطِفِينَ عَلَى الْحَصَانِ خُيُولَهُمْ ... وَالنَّازِلِينَ لِضَرْبِ كُلِّ مُنَازِلِ
وَالْقَائِلِينَ مَعًا خُذُوا أَقْرَانَكُمْ ... إِنَّ الْمَنِيَّةَ مِنْ وَرَاءِ الْآكِلِ
خَزَرٌ عُيُونُهُمْ إِلَى أَعْدَائِهِمْ ... يَمْشُونَ مَشْيَ الْأُسْدِ تَحْتَ الْوَابِلِ
لَيْسُوا بِأَنْكَاسٍ وَلَا مِيلٍ إِذَا مَا ... الْحَرْبُ شُبَّتْ أَشْعَلُوا بِالشَّاعِلِ
لَا يُطْعَمُونَ وَهُمْ عَلَى أَحْسَابِهِمْ ... يُشْفُونَ بِالْأَحْلَامِ دَاءَ الْجَاهِلِ
وَلَا الْقَائِلِينَ وَلَا يُعَابُ خَطِيبُهُمْ ... يَوْمَ الْمَقَامَةِ بِالْكَلَامِ الْفَاصِلِ
وَالشِّعْرُ لِعَمْرِو بْنِ الْأَطْنَانِ "

(1/41)


42 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، أَنَّهُ حُدِّثَ عَنْ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ، ذَكَرَ أُمَيَّةُ بْنُ شِبْلٍ قَالَ: أَتَيْتُ سِنَانَ بْنَ لَقِيطٍ مَوْلَى عُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَامِلِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّاسَ فَشَاوَرْتُهُ فِي شَيْءٍ فَقَالَ لِي: «إِذَا لَمْ تُنْكِئْ عَدُوَّكَ لَا بِمَا يُدْخِلُهُ عَلَيْكَ فِي دِينِكَ فَبِنَفْسِكَ بَدَأْتَ»

(1/41)


43 - حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي الشَّيْخِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَوْنٍ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ: «مَا ظَفِرَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ الْإِثْمُ»

(1/41)


44 - حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي الشَّيْخِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَوْنٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ،: " إِنَّهُ وَقَعَ بَيْنِي وَبَيْنَ قَوْمِي مُنَازَعَةٌ فِي أَمْرٍ وَإِنِّي أُرِيدُ تَرْكَهُ فَيُقَالُ لِي إِنَّ تَرْكَكَ ذُلٌّ، فَقَالَ جَعْفَرٌ: إِنَّ الذَّلِيلَ هُوَ الظَّالِمُ "

(1/42)


أَجْمَلُ الْحِكَمِ وَالْأَشْعَارِ فِي ذِكْرِ الْحِلْمِ

(1/42)


45 - حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ أَبِي يَحْيَى السُّلَمِيُّ، ذَكَرَ أَبُو عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، عَنْ شَيْخٍ، مِنْ مُحَارِبٍ " أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ، كَانَ يَوْمًا فِي عِدَّةٍ مِنْ وَلَدِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ فَقَالُوا: لَنُنْشِدُكَ أَجْمَلَ حِكَمٍ وَأَشْعَرَ مَا يُرْوَى فَأَنْشَدُوا لِزُهَيْرٍ، وَالنَّابِغَةِ، وَامْرِئِ الْقَيْسِ، وَطَرَفَةَ، وَلَبِيدٍ، فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: أَشْعُرُ مِنْهُمُ الَّذِي يَقُولُ:
وَذِي رَحِمٍ قَلَّمْتُ أَظْفَارَ صُنْعِهِ ... بِحِلْمِي عَنْهُ وَهُوَ لَيْسَ لَهُ حِلْمُ
يُحَاوِلُ رَغْمِي لَا يُحَاوِلُ غَيْرُهُ ... وَكَالْمَوْتِ عِنْدِي أَنْ يَحِلَّ بِهِ الرُّغْمُ
فَإِنْ أَعْفُ عَنْهُ أَغُضَّ عَيْنِي عَلَى قَذًى ... وَلَيْسَ بِهِ بِالصَّفْحِ عَنْ دِينِهِ عِلْمُ
وَإِنْ أَنْتَصِرْ مِنْهُ أَكُنْ مِثْلَ رَائِشٍ ... سِهَامَ عَدُوٍّ يُسْتَهَاضُ بِهَا الْعَظْمُ
صَبَرْتُ عَلَى مَا كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ ... وَمَا يَسْتَوِي حَرْبُ الْأَقَارِبِ وَالسَّلْمُ
وَيَشْتُمُ عِرْضِي بِالْمُغَيَّبِ جَاهِلًا ... وَلَيْسَ لَهُ عِنْدِي هَوَانٌ وَلَا شَتْمُ
إِذَا سُمْتُهُ وَصْلَ الْقَرَابَةِ سَامَنِي ... قَطِيعَتَهَا تِلْكَ السَّفَاهِدُ وَالْإِثْمُ
وَإِنْ أَدَعْهُ لِلنُّصْفِ يَأْبَ وَيَعْصَنِي ... وَيَدْعُ لِحُكْمٍ جَائِرٍ غَيْرُهُ الْحُكْمُ
وَقَدْ كُنْتُ أَطْوِي الْكَاشِحَيْنِ وَأَشْتَفِي ... وَأَقْطَعُ قَطْعًا لَيْسَ يَنْفَعُهُ الْحَسْمُ
وَقَدْ كُنْتُ أَجْزِي النُّكْرَ بِالنُّكْرِ مِثْلَهُ ... وَأَحْلُمُ أَحْيَانًا وَلَوْ عَظُمَ الْجُرْمُ
وَلَوْلَا اتِّقَاءُ اللَّهِ وَالرَّحِمُ الَّتِي ... رِعَايَتُهَا حَقٌّ وَتَعْطِيلُهَا ظُلْمُ
إِذَنْ لَعَلَاهُ بَارِقِي وَخَطَّهُ ... بِوَشْمِ شَنَارٍ لَا يُشَابِهُهُ وَشْمُ
وَيَسْعَى إِذَا أَبْنِي لِيَهْدِمَ صَالِحِي ... وَلَيْسَ الَّذِي بَيْنِي كَمَنْ شَأْنُهُ الْهَدْمُ
يَوَدُّ لَوْ أَنِّي مُعْدِمٌ ذُو خَصَاصَةٍ ... وَأَكْرَهُ حَمْدِي أَنْ يُخَالِطَهُ الْعُدْمُ
وَتَعْتَدُّ عَمَّا فِي الْحَوَادِثِ نَكْبَتِي ... وَمَا أَنْ لَهُ فِيهَا سَناءٌ وَلَا غَنْمُ
[ص:43]
أَكُونُ لَهُ أَنْ يَنْكِبِ الدَّهْرُ مَدْرَعًا ... أُكَالِبُ عَنْهُ الْخَصْمَ إِذْ عَضَّهُ الْخَصْمُ
وَأَلْجُمُ عَنْهُ كُلَّ أَبْلَجَ طَامِحٍ ... أَلَدَّ شَدِيدَ الْخَصْمِ غَايَتُهُ الْعَشْمُ
فَمَا زِلْتُ فِي لِينٍ لَهُ وَتَعَطُّفٍ ... عَلَيْهِ كَمَا تَحْنُو عَلَى الْوَلَدِ الْأُمُّ
وَقَوْلِي إِذَا أَخْشَى عَلَيْهِ مُصِيبَةً ... أَلَا اسْلَمْ فِدَاكَ الْخَالُ ذُو الرِّفْدِ وَالْعَمُّ
وَسَتْرِي عَلَى أَشْيَاءَ مِنْهُ تُرِيبُنِي ... وَكَظْمِي عَلَى غَيْظِي وَقَدْ يَنْفَعُ الْكَظْمُ
لِأَسْتَلَّ مِنْهُ الضِّغْنَ حَتَّى اسْتَلَلْتُهُ ... وَقَدْ كَانَ ذَا حِقْدٍ يَضِيقُ بِهِ الْجُرْمُ
دَفَنْتُ انْثِلَامًا بَيْنَنَا فَرَقَعْتُهُ ... بِرِفْقِي وَإِحْنَائِي وَقَدْ يُرَقَّعُ الثَّلْمُ
فَأَبْرَأْتُ غُلَّ الصَّدْرِ مِنْهُ تَوَسُّعًا ... بِحِلْمِي كَمَا يُشْفَى بِأَدْوِيَةٍ كَلْمُ
وَأَطْفَأْتُ نَارَ الْحَرْبِ بَيْنِي وَبَيْنَهُ ... فَأَصْبَحَ بَعْدَ الْحَرْبِ وَهْوَ لَنَا سِلْمُ
وَالشِّعْرُ لِمَعْنِ بْنِ أَوْسٍ الْمُزَنِيِّ "

(1/42)


46 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ،: كَانَ يُقَالُ: «مَنْ أَسَاءَ فَأُحْسِنَ إِلَيْهِ حَصَلَ لَهُ حَاجِزٌ مِنْ قَلْبِهِ يَرْدَعُهُ عَنْ مِثْلِ إِسَاءَتِهِ»

(1/43)


47 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، ذَكَرَ عِكْرِمَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: «إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ وَالْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ وَمَنْ يَتَحَرَّ الْخَيْرَ يُعْطَهُ وَمَنْ يَتَوَقَّ الشَّرَّ يُوَقَّهُ»

(1/43)


48 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، ذَكَرَ جَدِّي عَرْعَرَةُ بْنُ الْبِرِنْدِ، عَنْ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: «لَسْتُ بِحَلِيمٍ وَلَكِنْ أَتَحَلَّمُ»

(1/44)


بَلَغَنِي عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرٍو أَبِي عُمَرَ الْعُمَرِيِّ، قَالَ: " مَرَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بِنَاسٍ مِنْ بَنِي جُمَحٍ فَنَالُوا مِنْهُ فَبَلَغَهُ ذَلِكَ فَمَرَّ بِهِمْ وَهُمْ جُلُوسٌ فَقَالَ: يَا بَنِي جُمَحٍ، قَدْ بَلَغَنِي شَتْمُكُمْ إِيَّايَ وَانْتِهَاكُكُمْ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَقَدِيمًا شَتَمَ اللِّئَامُ الْكِرَامَ فَأَبْغَضُوهُمْ وَأَيْمِ اللَّهِ مَا يَمْنَعُنِي مِنْكُمْ إِلَّا شِعْرٌ عَرَضَ لِي فَذَلِكَ الَّذِي حَجَزَنِي عَنْكُمْ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: وَمَا الشِّعْرُ الَّذِي نَهَاكُمْ عَنْ شَتْمِنَا؟ فَقَالَ:
[البحر الطويل]
وَاللَّهِ مَا عَطْفًا عَلَيْكُمْ تَرَكْتُكُمْ ... وَلَكِنَّنِي أَكْرَمْتُ نَفْسِي عَنِ الْجَهْلِ
نَأَوْتُ بِهَا عَنْكُمْ وَقُلْتُ لِعَاذِلِي ... عَلَى الْحِلْمِ دَعْنِي قَدْ تَدَارَكِنِي عَقْلِي
وَجَلَّلَنِي شَيْبُ الْقَذَالِ وَمَنْ يَشِبْ ... يَكُنْ قَمِنًا مِنْ أَنْ يَضِيقَ عَنِ الْعَذْلِ

(1/44)


وَقُلْتُ لَعَلَّ الْقَوْمَ أَخْطَأَ رَأْيُهُمْ ... فَقَالُوا وَخَالُوا الْوَعْثَ كَالْمَنْهَجِ السَّهْلِ
فَمَهَلًا أَرِيحُوا الْحِلْمَ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ... بَنِي جُمَحٍ لَا تَشْرَبُوا أَكْدَرَ الضَّحْلِ

(1/45)


مِنْ حِكَمِ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ

(1/45)


49 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، نا حَسَّانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمِصْرِيُّ، نا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: وَجَدْتُ كِتَابًا فِيهِ قَوْلٌ قَالَهُ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ: «مِنْ يَرْحَمْ يُرْحَمْ، وَمَنْ يَصْمُتْ يَسْلَمْ، وَمَنْ يَجْهَلْ يُغْلَبْ، وَمَنْ يَعْجَلْ يُخْطِئْ، وَمَنْ يَحْرِصْ عَلَى الشَّرِّ لَا يَسْلَمْ، وَمَنْ لَا يَدَعُ الْمِرَاءَ يُشْتَمْ، وَمَنْ لَا يَكْرَهُ الشَّتْمَ يَأْثَمْ، وَمَنْ يَكْرَهُ الشَّرَّ يُعْصَمْ، وَمَنْ يَتْبَعْ وَصِيَّةَ اللَّهِ يُحْفَظْ، وَمَنْ يَحْذَرِ اللَّهَ يَأْمَنْ، وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ يَمْتَنِعْ، وَمَنْ لَا يَسْأَلِ اللَّهَ يَفْتَقِرْ، وَمَنْ لَا يَكُنْ مَعَ اللَّهِ يُخْذَلْ، وَمَنْ يَسْتَعِنْ بِاللَّهِ يَظْفَرْ»

(1/45)


وَصِيَّةُ لُقْمَانَ لِابْنِهِ عَنِ الْحِلْمِ

(1/45)


50 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ أَنَّ لُقْمَانَ، قَالَ لِابْنِهِ: " يَا بُنَيَّ إِنِّي مُوصِيكَ بِخِصَالٍ إِنْ تَمَسَّكْتَ بِهِنَّ لَمْ تَزَلْ سَيِّدًا: ابْسُطْ حِلْمَكَ لِلْقَرِيبِ وَالْبَعِيدِ، وَأَمْسِكْ جَهْلَكَ عَنِ الْكَرِيمِ وَاللَّئِيمِ، وَصِلْ أَقْرِبَاءَكَ وَلْيَكُنْ إِخْوَانُكَ الَّذِينَ إِذَا فَارَقُوكَ وَفَارَقْتَهُمْ لَمْ تُعَبْ بِهِمْ "

(1/46)


51 - وَحَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي الْحَارِثِ الْهَمَذَانِيُّ، أَنَّهُ حُدِّثَ عَنْ حَسَّانَ بْنِ يَسَارٍ، فَقَالَ: كُنَّا عِنْدَ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي نَاجِيَةَ فَقَالَ: يَا أَبَا يَحْيَى ذُكِرَ لِي أَنَّكَ ذَكَرْتَنِي بِسُوءٍ قَالَ: «أَنْتَ إِذَنْ أَكْرَمُ عَلَيَّ مِنْ نَفْسِي»

(1/46)


52 - وَقَالَ مَحْمُودٌ الْوَرَّاقُ:
أَيَا مَنْ تَدَّعِي شَتْمِي سِفَاهًا ... عَجَّلْتَ عَلَيَّ خَيْرًا يَا أُخَيَّا
أَكْسِيكَ الثَّوَابَ بِبِنْتِ شَتْمِي ... وَأَسْتَدْعِي بِهِ إِثْمًا إِلَيَّا
فَأَنْتَ إِذَنْ وَقَدْ أَصْبَحْتَ ضِدًّا ... أَعَزُّ عَلَيَّ مِنْ نَفْسِي عَلِيًّا

(1/46)


53 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، ذَكَرَ مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ نا ضَمْرَةُ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، رَفَعَهُ قَالَ: «مَنْ أَمَّ هَذَا الْبَيْتَ وَلَمْ يَكُنْ فِيهِ خِصَالٌ ثَلَاثٌ حِلْمٌ يَضْبِطُ بِهِ جَهْلَهُ، وَوَرَعٌ يَحْجِزُهُ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَحُسْنُ صُحْبَةٍ لِمَنْ صَحِبَهُ فَلَا حَاجَةَ لِلَّهِ فِي حَجِّهِ»

(1/47)


مَحَبَّةُ اللَّهِ لِلْحَلِيمِ

(1/47)


54 - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْحَلِيمَ الْحَيِيَّ الْغَنِيَّ الْمُتَعَفِّفَ، وَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ السَّائِلَ الْمُلْحِفَ»

(1/47)


55 - حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، أنا حَمَّادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكَلْبِيُّ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلَاثٌ مَنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ فَلَا يَعْتَدَّنَّ بِشَيْءٍ مِنْ عَمَلِهِ: تَقْوَى تَحْجِزُهُ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ وَحِلْمٌ يَكُفُّ بِهِ السَّفِيهَ وَخُلُقٌ يَعِيشُ بِهِ فِي النَّاسِ "

(1/48)


فَضْلُ أَهْلِ الْحِلْمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

(1/48)


56 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، نا أَبُو مُطَرِّفٍ مُغِيرَةُ الشَّامِيُّ، عَنِ الْعَرْزَمِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص:50]: " إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْخَلَائِقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُنَادِي مُنَادٍ أَيْنَ أَهْلُ الْفَضْلِ؟ فَيَقُولُ نَاسٌ وَهُمْ يَسِيرُونَ فَيَنْطَلِقُونَ سِرَاعًا إِلَى الْجَنَّةِ فَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ فَيَقُولُونَ: إِنَّنَا نَرَاكُمْ سِرَاعًا إِلَى الْجَنَّةِ فَمَنْ أَنْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: نَحْنُ أَهْلُ الْفَضْلِ فَيَقُولُونَ: مَا كَانَ فَضْلُكُمْ؟ [ص:51] فَيَقُولُونَ: كُنَّا إِذَا ظُلِمْنَا صَبَرْنَا وَإِذَا أُسِيءَ إِلَيْنَا غَفَرْنَا وَإِذَا جُهِلَ عَلَيْنَا حَلُمْنَا، فَيُقَالُ لَهُمُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ "

(1/49)


57 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، أَنْبَأَنِي هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ شَيْخٍ، مِنَ الْأَزْدِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " الْحِلْمُ مِنَ الْخِلَالِ الَّتِي تُرْضِي اللَّهَ وَهُوَ يَجْمَعُ لِصَاحِبِهِ شَرَفَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ أَلَمْ تَسْمَعُوا اللَّهَ تَعَالَى وَصَفَ خَلِيلَهُ بِالْحِلْمِ فَقَالَ: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ} [هود: 75] "

(1/51)


فَضْلُ مُجَالَسَةِ الْحُلَمَاءِ

(1/51)


58 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا يَحْيَى بْنُ مُغِيرَةَ، عَنْ هَارُونَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْخَزَّازِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، قَالَ: " مَكْتُوبٌ فِي الْحِكْمَةِ: لَا تُجَالِسْ بِحِلْمِكَ السُّفَهَاءَ، وَلَا تُجَالِسْ بِسَفَهِكَ الْحُلَمَاءَ "

(1/51)


59 - أَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، ذَكَرَ عُمَرُ بْنُ بَشِيرٍ - رَجُلٌ مِنَ الْأَزْدِ - أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ " كَتَبَ إِلَى الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ: إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ أَهْلِ الْعِرَاقِ كَمَا قَالَ الْأَوَّلُ:
[البحر الطويل]
فَإِنِّي وَإِيَّاهُمْ كَمَنْ نَبَّهَ الْقَطَا ... وَلَوْ لَمْ تُنَبَّهْ بَاتَتِ الطَّيْرُ لَا تَسْرِي
أَنَاةً وَحِلْمًا وَانْتِظَارًا بِهِمْ غَدًا ... فَمَا أَنَا بِالْوَانِي وَلَا الضَّرِعِ الْغَمْرِ
أَظُنُّ صُرُوفَ الدَّهْرِ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ ... سَتَحْمِلُهُمْ مِنِّي عَلَى مَرْكَبٍ عَسِرِ
أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنِّي تُخَافُ عُرَامَتِي ... وَأَنَّ قَنَاتِي لَا تَلِينُ عَلَى الْقَسْرِ
فَمَا بَالُ مَنْ أَسْعَى لِأَجْبُرَ عَظْمَهُ ... حِفَاظًا وَيَنْوِي مِنْ سَفَاهَتِهِ كِسْرَى
أَعُودُ عَلَى ذِي الْجَهْلِ وَالذَّنْبِ مِنْهُمْ ... بِحِلْمِي وَلَوْ عَاقَبْتُ غَرَّقَهُمْ بَحْرِي "

(1/52)


وَصِيَّةُ أَبِي الدَّرْدَاءِ بِالْحِلْمِ

(1/52)


60 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، نا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءٍ: «لَيْسَ الْخَيْرُ أَنْ يَكْثُرَ مَالُكَ وَوَلَدُكَ وَلَكِنِ الْخَيْرُ أَنْ يَعْظُمَ حِلْمُكَ وَيَكْثُرَ عِلْمُكَ وَأَنْ تُنَادِي النَّاسَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ فَإِذَا أَحْسَنْتَ حَمِدْتَ اللَّهَ وَإِذَا أَسَأْتَ اسْتَغْفَرْتَ اللَّهَ»

(1/53)


61 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ، نا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «الْمُؤْمِنُ حَلِيمٌ لَا يَجْهَلُ وَإِنْ جُهِلَ عَلَيْهِ حَلِيمٌ لَا يَظْلِمُ وَإِنْ ظُلِمَ غَفَرَ لَا يَقْطَعُ وَإِنْ قُطِعَ وَصَلَ لَا يَبْخَلُ وَإِنْ بُخِلَ عَلَيْهِ صَبَرَ»

(1/53)


62 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، نا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ النَّجْلِيُّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُمَرِيُّ الزَّاهِدُ، عَنْ عُمَرَ، مَوْلَى عُفْرَةَ قَالَ: «الْمُتَذَلِّلُ لِلْحَقِّ أَقْرَبُ إِلَى الْعِزِّ مِنَ الْمُعْتَزِّ بِالْبَاطِلِ مَنْ يَبْغِ عِزًّا بِغَيْرِ حَقٍّ يَجْزِهِ اللَّهُ الذُّلَّ جَزَاءً بِغَيْرِ ظُلْمٍ»

(1/53)


63 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْمَكِيُّ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ: «مَا يَسُرُّنِي بِنَصِيبِي مِنَ الذُّلِّ حُمْرُ النَّعَمِ»

(1/54)


64 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْمَدِينِيُّ، قَالَ: أَنْشَدَنِي ابْنُ عَائِشَةَ:
لَا يَبْلُغُ الْمَجْدَ أَقْوَامٌ وَإِنْ كَرُمُوا ... حَتَّى يَذِلُّوا وَإِنْ عَزُّوا لِأَقْوَامِ
وَيُشْتَمُوا فَتَرَى الْأَلْوَانَ مُسْفِرَةً ... لَا عَفْوَ ذُلٍّ وَلَكِنْ عَفْوُ أَحْلَامِ
وَإِنْ دَعَا الْجَارُ لَبَّوْا عِنْدَ دَعْوَتِهِ ... فِي النَّائِبَاتِ بَأَسْرَاجٍ وَأَلْجَامِ
مُلَثَّمِينَ لَهُمْ عِنْدَ الْوَغَى رَجُلٌ ... كَأَنَّ أَسْيَافَهُمْ أُغْرِيْنَ بِالْهَامِ

(1/54)


65 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، نا أَبُو أُسَامَةَ، أنا عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ، ذَكَرَ عَمْرُو بْنُ يُوسُفَ، مَوْلًى لِعُثْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، يَقُولُ لِأَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَلِأَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ وَقَدْ ذَكَرُوا بَنِي أُمَيَّةَ فَقَالَ: لَا يَكُونُ هَلَاكُهُمْ إِلَّا مِنْهُمْ، قَالُوا: كَيْفَ؟ قَالَ: يَهْلِكُ حُلَمَاؤُهُمْ وَيَبْقَى سُفَهَاؤُهُمْ فَيَتَنَافَسُونَهَا ثُمَّ تَكْثُرُ النَّاسُ عَلَيْهِمْ فَيُهْلِكُونَهُمْ "

(1/54)


66 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ، يَقُولُ: " مَا أَعْرَفَنِي بِجَيِّدِ الشِّعْرِ، حَيْثُ يَقُولُ:
[البحر الطويل]
أُولَئِكَ قَوْمٌ إِنْ بَنَوْا أَحْسَنُوا الْبِنَا ... وَإِنْ عَاهَدُوا أَوْفُوا وَإِنْ عَقَدُوا شَدُّوا
وَإِنْ كَانَتِ النَّعْمَاءُ فِيهِمْ جَزَوْا بِهَا ... وَإِنْ أَنْعَمُوا لَا كَدَّرُوهَا وَلَا كَدُّوا
وَإِنْ قَالَ مَوْلَاهُمْ عَلَى جُلِّ حَادِثٍ ... مِنَ الْأَمْرِ رُدُّوا فَضْلَ أَحْلَامُكُمْ رَدُّوا "

(1/55)


67 - وَأَنْشَدَنِي الثَّقَفِيُّ:
وَلَيْسَ يَتِمُّ الْحِلْمُ لِلْمَرْءِ رَاضِيًا ... إِذَا هُوَ عِنْدَ السُّخْطِ لَمْ يَتَحَلَّمِ
كَمَا لَا يَتِمُّ الْجُودُ لِلْمَرْءِ مُثْرِيًا ... إِذَا هُوَ لَاقَى الْعُسْرَ لَمْ يَتَجَشَّمِ

(1/55)


68 - وَأَنْشَدَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ:
[البحر البسيط]
إِنِّي لَيَمْنَعُنِي مِنْ ظُلْمِ ذِي رَحِمٍ ... أَبٌ أَصِيلٌ وَحِلْمٌ غَيْرُ ذِي وَصُمِ
إِنْ لَانَ لِنْتُ وَإِنْ دَبَّتْ عَقَارِبُهُ ... مَلَأْتُ كَفَّيْهِ مِنْ صَفْحٍ وَمِنْ كَرَمِ

(1/55)


69 - وَأَنْشَدَنِي لِيَزِيدَ بْنِ الْحَكَمِ الثَّقَفِيِّ:
[البحر الطويل]
سَرَيْتَ الصَّبَى وَالْجَهْلَ بِالْحِلْمِ وَالتُّقَى ... ... وَرَاجَعْتُ عَقْلِي وَالْحَلِيمُ الْمُرَاجِعُ
[ص:56]
أَبَى الشَّيْبُ وَالْإِسْلَامُ أَنْ أَتْبَعَ الْهَوَى ... وَفِي الشَّيْبِ وَالْإِسْلَام لِلْمَرْءِ وَازِعُ
وَإِنِّي امْرُؤٌ لَا أَزْعُمُ الْبُخْلَ قُوَّةً ... وَلَكِنَّنِي لِلْمَالِ بِالْحَمْدِ بَائِعُ
وأَعْلَمُ أَنَّ الْجُودَ مَجْدٌ لِأَهْلِهِ ... وَأَنَّ الَّذِي لَا يَتَّقِي الذَّمَّ وَاضِعُ

(1/55)


70 - وَأَنْشَدَنِي لِيَزِيدَ بْنِ الْحَكَمِ أَيْضًا:
[البحر الطويل]
وَإِنِّي لَأَرْعَى الْمَرْءَ لَوْ يَسْتَطِعيُنِي ... أَصَابَ دَمِي يَوْمًا بِغَيْرِ قَتِيلِ
وَأُعْرِضُ عَمَّا سَاءَهُ وَكَأَنَّمَا ... يُقَادُ إِلَى مَا سَاءَنِي بِدَلِيلِ
مُجَامَلَةً مِنِّي وَإِحْسَانَ صُحْبَةٍ ... بِلَا حِسٍّ مِنْهُ وَلَا بِجَمِيلِ
أَصَالَةُ حِلْمٍ مِنْ حُلُومٍ أَصِيلَةٍ ... وَلَا حِلْمَ إِلَّا حِلْمُ كُلِّ أَصِيلِ
وَلَوْ شِئْتُ لَوْلَا الْحِلْمُ جَدَّعْتُ أَنْفَهُ ... بِإِيعَابِ جَدْعٍ بَادِئٍ وَعَلِيلِ
حِفَاظًا عَلَى أَحْلَامِ قُوَّةٍ رَزَيْتُهُمْ ... رَزَانٍ يَزِينُوَنَ النَّدَى كُهُولِ

(1/56)


71 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَّامٍ الْجُمَحِيِّ، ذَكَرَ يُوسُفُ بْنُ حَبِيبٍ قَالَ: " لَاحَى رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَجُوسِيًّا فَسَفِهَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ الْمَجُوسِيُّ: إِنَّ الْحَلِيمَ لَيَقْصُرُ لِسَانَهُ عِنْدَمَا يَتَذَكَّرُ مِنَ اخْتِرَاقِ الدُّودِ مِنْهُ قَالَ: فَأَبْكَى وَاللَّهِ مَنْ حَضَرَ "

(1/56)


72 - حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَوْدِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: مَكْتُوبٌ فِي الْحِكْمَةِ: " قَصْرُ الْغَايَاتِ ثَلَاثٌ: قَصْرُ السَّفَهِ الْغَضَبُ، وَقَصْرُ الْحِلْمِ الرَّاحَةُ، وَقَصْرُ الصَّبْرِ الظَّفَرُ "

(1/57)


الصَّبْرُ عَلَى الْمَكْرُوهِ مِنْ عَلَامَةِ الْحُلَمَاءِ

(1/57)


73 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: بَلَغَنِي أَنَّ الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ قِيلَ لَهُ: " مَا الْحِلْمُ؟ قَالَ: أَنْ تَصْبِرَ عَلَى مَا تَكْرَهُ قَلِيلًا "

(1/57)


74 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ذَكَر يَحْيَى بْنُ مَعْمَرٍ، نا عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُضَرَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ رَجُلًا، كَتَبَ إِلَى أَخٍ لَهُ: «إِنَّ الْحِلْمَ لِبَاسُ الْعِلْمِ فَلَا تَعْرَيَنَّ مِنْهُ»

(1/57)


75 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، نا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ خَيْرًا جَعَلَ أَمْرَهُمْ إِلَى حُلَمَائِهِمْ وَفَيْئَهُمْ عِنْدَ سُمَحَائِهِمْ، وَإِذَا أَرَادَ بِقَوْمٍ شَرًّا جَعَلَ أَمْرَهُمْ إِلَى سُفَهَائِهِمْ وَفَيْئَهُمْ عِنْدَ بُخَلَائِهِمْ»

(1/58)


76 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: " كَانَتْ كَلْبَةٌ لِقَوْمٍ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ تَنْبَحُ قَالَ: فَنَزَلَ بِهِمْ ضَيْفٌ فَقَالَتْ: لَا أَنْبَحُ ضَيْفَ أَهْلِي قَالَ: فَنَبَحَ جِرَاؤُهَا فِي بَطْنِهَا فَذُكِرَ ذَلِكَ لِنَبِيٍّ لَهُمْ فَقَالَ: مَثَلُ هَذِهِ مَثَلُ أُمَّةٍ تَكُونُ بَعْدَكُمْ يَقْهَرُ سُفَهَاؤُهَا حُلَمَاءَهَا أَوْ عُلَمَاءَهَا "

(1/58)


77 - أَنْشَدَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْقُرَشِيُّ:
[البحر البسيط]
لَا تَأْمَنَنَّ إِذَا مَا كُنْتَ طَيَّاشًا ... أَنْ تَسْتَفِزَّ بِبَعْضِ الطِّيبِ فَحَّاشَا
يَا حَبَّذَا الْحِلْمُ مَا أَحْلَى مَغَبَّتَهُ ... جِدًّا وَأَنْفَعَهُ لِلْمَرْءِ مَا عَاشَا

(1/59)


78 - وَأَنْشَدَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ أَخِي الْأَصْمَعِيِّ، عَنْ عَمِّهِ، لِكَعْبِ بْنِ سَعْدٍ الْغَنَوِيِّ:
[البحر الطويل]
حَلِيمٌ إِذَا مَا الْحِلْمُ زَيَّنَ أَهْلَهُ ... مَعَ الْحِلْمِ فِي عَيْنِ الْعَدُوِّ مَهِيبُ
إِذَا مَا تَرَاءَاهُ الرِّجَالُ تَحَفَّظُوا ... فَلَمْ يَنْطِقِ الْعَوْرَاءَ وَهُوَ قَرِيبُ "

(1/59)


79 - حَدَّثَنِي مَيْسَرَةُ بْنُ حَسَّانَ، أَنَّهُ حُدِّثَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِيِّ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ رُمَيْلٍ، قَالَ: " أَتَيْتُ بِخَاتَمِ بُجَيْرِ بْنِ رَيْسَانَ الْحِمْيَرِيِّ فَإِذَا عَلَيْهِ مَكْتُوبٌ بِالْمُسْنَدِ: مَنْ حَلُمَ شَرُفَ "

(1/59)


زِينَةُ الْمَرْءِ فِي الْحِلْمِ

(1/59)


80 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، نا أَبُو الْيَمَانِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، قَالَ:
الْحِلْمُ زَيْنٌ وَالتُّقَى كَرَمٌ ... وَالصَّبْرُ خَيْرُ مَرَاكِبِ الصَّعْبِ

(1/60)


81 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحَسَنِ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: «السُّؤْدَدُ الصَّبْرُ عَلَى الذُّلِّ»

(1/60)


82 - وَأَنْشَدَنِي رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ لِمَوْلًى لِبَنِي هَاشِمٍ:
وَذِي جَهْلٍ رَأَى حِلْمِي ... قَرِيبًا بَقَا جَهَدَهُ
وَلَمْ أُحْسِنْ سِوَى الْحِلْمِ ... وَمَا ذَاكَ لَهُ وَحْدَهُ
فَأَعْطَيْتُ الَّذِي عِنْدِي ... وَأَعْطَانِي الَّذِي عِنْدَهُ

(1/60)


83 - وَأَنْشَدَنِي ابْنُ عَائِشَةَ التَّيْمِيُّ:
[البحر الطويل]
وَعَوْرَاءُ جَاءَتْ مِنْ أَخٍ فَرَدَدْتُهَا ... بِسَالِمَةِ الْعَيْنَيْنِ طَالِبَةً عُذْرَا
وَلَوْ أَنَّهُ إِذْ قَالَهَا قُلْتُ مِثْلَهَا ... وَلَمْ أَعْفُ عَنْهَا أَوْرَثَتْ بَيْنَنَا عُمْرَا

(1/60)


84 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا أَبُو أُسَامَةَ، نا الْأَعْمَشُ، عَنْ زِيَادٍ، عَنْ شَفِيعٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ «إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ كَلْبًا فَاتَّقِهِ لَا يَتَّصِلَنَّ بِكَ شَرُّهُ»

(1/60)


85 - وَأَنْشَدَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي هَذَا الْمَعْنَى:
[البحر الوافر]
لَكَلْبُ الْإِنْسِ إِنْ فَكَّرْتَ فِيهِ ... أَضَرُّ عَلَيْكَ مِنْ كَلْبِ الْكِلَابِ
لِأَنَّ الْكَلْبَ لَا يُؤْذِي صَدِيقًا ... وَإِنَّ صَدِيقَ هَذَا فِي عَذَابِ

(1/61)


86 - وَحَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ، قَالَ أَنْشَدَنِي الْوَقَّاصُ قَالَ: أَنْشَدَنِي الْعَلَاءُ بْنُ الْمِنْهَالِ الْغَنَوِيُّ:
وَكَلْبٍ مَلَا فَاهُ مِنْ مِئْزَرِي ... فَلَمْ أَرْفَعِ الذَّيْلَ مِنْ عَضِّهِ
لِأَنَّ اللَّئِيمَ إِذَا هِجْتَهُ ... سَيَرْضَى بِعِرْضِكَ مِنْ عِرْضِهِ "

(1/61)


87 - وَأَنْشَدَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
شَبَّهْتُهُ بِالْكَلْبِ ثُمَّ وَجَدْتُهُ ... أَقَلَّ حِفَاظًا لِلصَّدِيقِ مِنَ الْكَلْبِ
مَتَى يَعْرِفِ الْكَلْبُ امْرَأً لَا يَضُرَّهُ ... وَصَاحِبُ هَذَا فِي عَنَاءٍ مِنَ الْحُبِّ

(1/61)


88 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَاقِدٍ، نا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي جَمِيلَةَ، قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ: «ظِلُّ الْحَلِيمِ كِهَانَةٌ»

(1/61)


89 - وَقَالَ أَوْسُ بْنُ حُجْرٍ:
الْأَلْمَعِيُّ الَّذِي يَظُنُّ بِكَ الظَّنَّ ... كَانَ قَدْ رَأَى وَقَدْ سَمِعَا

(1/61)


90 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: كَانَ يُقَالُ: «مَنْ لَمْ يَنْفَعْكَ ظَنُّهُ لَمْ تَنْفَعْكَ نَفْسُهُ»

91 - وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: لَا يَنْفَعُ بِعَقْلِهِ مَنْ لَمْ يُنْتَفَعْ بِظَنِّهِ، وَقَالَ:
[البحر الوافر]
رَأَيْتُ أَبَا الْوَلِيدِ غَدَاةَ جَمْعٍ ... بِهِ شَيْبٌ وَقَدْ قَعَّدَ الشَّبَابَا
وَلَكِنْ تَحْتَ هَذَا الشَّيْبِ رَأْيٌ ... إِذَا مَا ظَنَّ أَمْرَضَ أَوْ أَصَابَا

(1/62)


92 - حُدِّثَ عَنْ سَعْدِ بْنِ شُرَاحْبِيلَ الْكِنْدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عُطَارِدٍ، يَقُولُ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: «زَيْنُ الْمَرْءِ الْإِسْلَامُ، وَزَيْنُ الْإِسْلَامِ الْعَقْلُ، وَزَيْنُ الْعَقْلِ الْحِلْمُ، وَزَيْنُ الْحِلْمِ الْكَظْمُ، وَزَيْنُ الْكَظْمِ التَّدَبُّرُ وَالتَّفَكُّرُ، وَزَيْنُ التَّدَبُّرِ التَّصَبُّرُ، وَزَيْنُ التَّصَبُّرِ الْوقُوفُ عِنْدَ الطَّاعَةِ وَالْمَعْصِيَةِ»

(1/62)


93 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، قَالَ: قِيلَ لِمُعَاوِيَةَ: " أَنْتَ أَحْكُمُ أَمْ زِيَادٌ؟ قَالَ: إِنَّ زِيَادًا لَا يَتْرُكُ الْأَمْرَ يَفْتَرِقُ عَلَيْهِ وَأَنَا أَتْرُكَهُ يَفْتَرِقُ عَلَيَّ ثُمَّ أَجْمَعُهُ "

(1/62)


94 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ عَمِّهِ خَلِيفَةَ بْنِ مُوسَى، عَنْ شَرَقِيِّ بْنِ قَطَامِيٍّ، قَالَ: قَالَ أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيٍّ،: «النَّدَامَةُ مَعَ السَّفَاهَةِ، وَالْحَاجَةُ مَعَ الْمَحَبَّةِ خَيْرٌ مِنَ الْبِغْضَةِ مَعَ الْغِنَى»

(1/62)


مِنْ وَصَايَا لُقْمَانَ

(1/62)


95 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ،: نا عُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ الضَّبِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُسَيْلِمَةَ بْنَ جَعْفَرٍ، يَذْكُرُ عَنِ الصَّبَّاحِ أَوْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْيَمَانِيِّ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: " فِي حِكْمَةِ لُقْمَانَ أَنَّهُ قَالَ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ الْعِلْمُ حَسَنٌ وَهُوَ مَعَ الْحِلْمِ أَحْسَنُ، وَالصَّمْتُ حَسَنٌ وَهُوَ مَعَ الْحِكْمَةِ أَحْسَنُ، يَا بُنَيَّ، إِنَّ اللِّسَانَ هُوَ نَابُ الْجَسَدِ فَاحْذَرْ أَنْ يَخْرُجَ مِنْ لِسَانِكَ مَا يُهْلِكُ جَسَدَكَ أَوْ يُسْخِطُ عَلَيْكَ رَبَّكَ "

(1/63)


96 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَطِيَّةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: " قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: أَيْ بُنَيَّ، حَلِيمٌ فِي صُورَتِهِ خَيْرٌ مِنْ صُورَةٍ لَا حِلْمَ لَهُ "

(1/63)


97 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، نا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَسْمَاءِ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: " بَلَغَنَا أَنَّ لُقْمَانَ، قَالَ لِابْنِهِ: حَلِيمٌ كُلَّمَا لَقِيَكَ قَرَعَكَ بِعَصَاهُ خَيْرٌ مِنْ سَفِيهٍ كُلَّمَا لَقِيَكَ سَرَّكَ "

(1/63)


98 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ذَكَرَ يُوسُفُ بْنُ الْحَكَمِ ذَكَرَ عَبْدُ السَّلَامِ مَوْلَى مَسْلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عُطَارِدٍ التَّمِيمِيِّ: «يَا مُحَمَّدُ،» احْفَظْ عَنِّي هَذِهِ الْأَبْيَاتِ وَاعْمَلْ بِهِنَّ:
[البحر الطويل]
إِذَا أَنْتَ جَارَيْتَ السَّفِيهَ كَمَا جَرَى ... فَأَنْتَ سَفِيهٌ مِثْلُهُ غَيْرُ ذِي حِلْمِ
إِذَا أَمِنَ الْجُهَّالُ جَهْلَكَ مَرَّةً ... فَعِرْضُكَ لِلْجُهَّالِ غَنْمٌ مِنَ الْغَنْمِ
فَلَا تَعْرِضْنَ عَرْضَ السَّفِيهِ وَدَارِهِ ... بِحِلْمٍ فَإِنْ أَعْيَا عَلَيْكَ فَبِالصِّرْمِ
وَعَمِّ عَلَيْكَ الْجَهْلَ وَالْحِلْمَ وَالْقَهُ ... بِمَرْتَبَةٍ بَيْنَ الْعَدَاوَةِ وَالسِّلْمِ
فَيَرْجُوكَ تَارَاتٍ وَيَخْشَاكَ تَارَةً ... وَتَأْخُذُ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ بِالْحَزْمِ
فَإِنْ لَمْ تَجِدْ بُدًّا مِنَ الْجَهْلِ فَاسْتَعِنْ ... عَلَيْهِ بِجُهَّالٍ وَذَاكَ مِنَ الْعَزْمِ "

(1/64)


99 - وَقَالَ سَالِمُ بْنُ وَابِصَةَ الْأَسَدِيُّ:
[البحر الطويل]
أَرَى الْحِلْمَ فِي بَعْضِ الْمَوَاطِنِ ذِلَّةً ... وَفِي بَعْضِهَا عِزًّا يَشْرُفُ فَاعِلُهُ
إِذَا أَنْتَ لَمْ تَدْفَعْ بِحِلْمِكَ جَاهِلًا ... سَفِيهًا وَلَمْ تَقْرِنَ بِهِ مَنْ تُجَاهِلُهُ
لَبِسْتَ لَهُ ثَوْبَ الْمَذَلَّةِ صَاغِرًا ... وَأَصْبَحَتْ قَدْ أَوْدَى بِحَقِّكَ بَاطِلُهُ
تَخَلَّقْ عَلَى جُهَّالِ قَوْمِكَ إِنَّهُ ... لِكُلِّ حَلِيمٍ مَوْطِنٌ هُوَ جَاهِلُهُ

(1/65)


100 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نا مُؤَمَّلُ بْنُ الْفَضْلِ الْحَرَّانِيُّ، نا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، " أَنَّ رَجُلًا، اسْتَطَالَ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى فَانْتَصَرَ لَهُ أَخُوهُ فَقَالَ مَكْحُولٌ: ذَلَّ مَنْ لَا سَفِيهَ لَهُ "

(1/65)


101 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبَّاسٍ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، قَالَ: «مَا كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَشْرُفُونَ بِيَسَارٍ وَلَا شَجَاعَةٍ وَلَكِنْ حِلْمٌ وَسَخَاءٌ»

(1/66)


السِّيَادَةُ لِأَهْلِ الْحِلْمِ

(1/66)


102 - وَحُدِّثْتُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كِنَانَةَ، قَالَ: «إِنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ لَمْ يَكُونُوا يُسَوِّدُونَ رَجُلًا حَتَّى يَكُونَ حَلِيمًا وَإِنْ كَانَ شُجَاعًا سَخِيًّا»

(1/66)


103 - حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْأَتِيسِيَّ يُنْشِدُ:
[البحر الوافر]
تَحَرَّزْ مَا اسْتَطَعْتَ مِنَ السَّفِيهِ ... بِحِلْمِكَ عَنْهُ إِنَّ الْفَضْلَ فِيهِ
فَقَدْ يَعْصِي السَّفِيهُ مَؤَدِّبِيهِ ... وَيُبْرِمُ بِاللَّجَاجَةِ مُنْصِفِيهِ
تَلِينُ لَهُ فَيَغْلُظْ جَانِبَاهُ ... كَعِيرِ السُّوءِ يُرْمِحُ عَالِفِيهِ
إِذَا ابْتَعْتَ السَّفِيهَ فَهَيِّ حِلْمًا ... وَضِمْنًا وَاسْتَعِدَّ لِسَدِّ فِيهِ "

(1/66)


104 - حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْكَرْشِيُّ، قَالَ: " أَصْبَحَ فِئَةٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ يَتَصَارَعُونَ وَالْأَحْنَفُ، يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ فَقَالَتْ عَجُوزٌ مِنَ الْحَيِّ: مَا حُكْمُكُمْ؟ أَقَلَّ اللَّهُ عَدُوَّكُمْ، قَالَ: مَهْ وَلِمَ تَقُولِينَ ذَاكَ؟ لَوْلَا هَؤُلَاءِ لَكُنَّا سُفَهَاءَ أَيْ أَنَّهُمْ يَدْفَعُونَ السَّفَهَ عَنَّا "

(1/66)


105 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَوْنِيُّ، نا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَّابًا، وَلَا فَحَّاشًا، وَلَا لَعَّانًا، وَكَانَ يَقُولُ لِأَحَدِنَا عِنْدَ الْمَعْتَبَةِ: «مَا لَهُ تَرِبَ جَبِينُهُ؟»

(1/66)


106 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، نا أَبُو عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي مُلَيْلَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مَمْلَكٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، تَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ الْمُتَفَحِّشَ»

(1/67)


107 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قَالَ يَزِيدُ بْنُ صَعْصَعَةَ بْنِ صُرْخَانَ لِابْنِ زَيْدٍ: " أَنَا كُنْتُ، أَحَبَّ إِلَى أَبِيكَ مِنْكَ وَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ ابْنِي، خَصْلَتَانِ أُوصِيكَ بِهِمَا فَاحْفَظْهُمَا: خَالِقِ الْمُؤْمِنَ وَخَالِقِ الْفَاجِرَ فَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرْضَى مِنْكَ بِالْخُلُقِ الْحَسَنِ وَإِنَّهُ يَحِقُّ عَلَيْكَ أَنْ تُخَالِقَ الْمُؤْمِنَ "

(1/68)


108 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَدَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالُوا: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أنا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيُّ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، قَالَ: " لَيْسَ بِحَكِيمٍ مَنْ لَمْ يُعَاشِرْ بِالْمَعْرُوفِ مَنْ لَا يَجِدُ مِنْ مُعَاشَرَتِهِ بُدًّا حَتَّى يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُ فَرَجًا قَالَ: أَوْ مَخْرَجًا "

(1/68)


109 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، نا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِيدِ، نا الْأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: «إِنَّا لَنَكْشِرُ فِي وجُوهِ أَقْوَامٍ وَنَضْحَكُ إِلَيْهِمْ وَإِنَّ قُلُوبَنَا لَتَلْعَنُهُمْ»

(1/69)


110 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ السَّكُونِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ [ص:70]، أَنَّ إِسْرَائِيلَ بْنَ يُونُسَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَجُلًا، وَقَعَ فِي أَبٍ لِلْعَبَّاسِ مِمَّنْ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَلْطِمُهُ النَّاسُ فَجَاءَ قَوْمُهُ فَقَالُوا: وَاللَّهِ لَنَلْطِمَنَّهُ كَمَا لَطَمَهُ حَتَّى لَبِسُوا السِّلَاحَ وَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ: «أَيُّ النَّاسِ تَعْلَمُونَهُ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ؟» قَالُوا: أَنْتَ، قَالَ: «فَإِنَّ الْعَبَّاسَ مِنِّي وَأَنَا [ص:71] مِنْهُ لَا تَسُبُّوا أَمْوَاتَنَا فَتُؤْذُوا أَحْيَاءَنَا» فَجَاءَ الْقَوْمُ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِكَ فَاسْتَغْفِرْ لَنَا "

(1/69)


النَّاسُ مَعَادِنُ

(1/71)


111 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْيَشْكُرِيُّ، نا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، ذَكَرَ أَبُو عَمْرٍو الْمَكِّيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: " لَمَّا قَدِمَ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ الْمَدِينَةَ جَعَلَ يَمُرُّ بِالْأَنْصَارِ فَيَقُولُونَ: هَذَا ابْنُ عَدُوِّ اللَّهِ، فَشَكَى ذَلِكَ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَقَالَ: مَا أَحْسَبُنِي إِلَّا رَاجِعًا إِلَى مَكَّةَ، فَأَخْبَرَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَطَبَ وَقَالَ: «إِنَّمَا النَّاسُ مَعَادِنُ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقِهُوا، لَا يُؤْذَى مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ»

(1/71)


112 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ اللِّهْبِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " مَرَّتْ دُرَّةُ بِنْتُ أَبِي لَهَبٍ بِرَجُلٍ فَقَالَ: هَذِهِ بِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ، فَأَقْبَلَتْ إِلَيْهِ وَقَالَتْ: ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى أَبِي لِنَبَاهَتِهِ وَشَرَفِهِ وَتَرَكَ أَبَاكَ لِخُمُولِهِ، ثُمَّ ذَكَرَتْ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «لَا يُؤْذَى مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ»

(1/72)


113 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أنا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الْحِدَّائِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَسُبَّ قَتْلَى بَدْرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَقَالَ: «لَا تَسُبُّوا هَؤُلَاءِ فَإِنَّهُ لَا يَخْلُصُ إِلَيْهِمْ شَيْءٌ مِمَّا تَقُولُونَ فَتُؤْذُونَ الْأَحْيَاءَ إِلَّا أَنَّ الْبَذَاءَةَ لُؤْمٌ»

(1/72)


114 - قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: أَنْشَدَنِي يُونُسُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ:
[البحر الوافر]
فَلَا تَعْجَلْ عَلَى أَحَدٍ بِظُلْمٍ ... فَإِنَّ الظُّلْمَ مَرْتَعُهُ وَخِيمُ
وَلَا تُفْحِشْ وَإِنْ مُلِّئْتَ غَيْظًا ... عَلَى أَحَدٍ فَإِنَّ الْفُحْشَ لُومُ
وَلَا تَقْطَعْ أَخًا لَكَ عِنْدَ ذَنْبٍ ... فَإِنَّ الذَّنْبَ يَغْفِرُهُ الْكَرِيمُ
وَلَكِنْ دَارِ عَوْرَتَهُ بِرَقْعٍ ... كَمَا قَدْ يُرْقَعُ الْخَلِقُ الْقَدِيمُ
وَلَا تَجْزَعْ لِرَيْبِ الدَّهْرِ وَاصْبِرْ ... فَإِنَّ الصَّبْرَ فِي الْعُقْبَى سَلِيمُ
فَمَا جَزَعٌ بِمُغْنٍ عَنْكَ شَيْئًا ... وَلَا مَا فَاتَ يُرْجِعُهُ الْهُمُومُ "

(1/73)


115 - أَنْشَدَنِي رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ لِلْعُجَيْرِ:
[البحر الطويل]
لِسَانُكَ خَيْرٌ وَحْدَهُ مِنْ قَبِيلَةٍ ... وَمَا عُدَّ بَعْدُ فِي الْفَتَى أَنْتَ حَامِلُهُ
سِوَى الْبُخْلِ وَالْفَحْشَاءِ وَاللُّؤْمِ وَالْخَنَا ... أَبَتْ ذَلِكُمْ أَخْلَاقُهُ وَشَمَائِلُهُ
إِذَا الْقَوْمُ أَمُّوا سُنَّةً فَهُوَ عَامِدٌ ... لِأَكْبَرِ مَا ظَنُّوا بِهِ فَهُوَ فَاعِلُهُ

(1/73)


116 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ أَخِي الْأَصْمَعِيِّ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ شَوْذَبَ بْنَ حَبِيبٍ الْأَسَدِيَّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَنْشَدَنِي كَعْبُ بْنُ سَعْدٍ الْغَنَوِيُّ مِنْ أَهَالِي بُرْذَانَ: أَخِي مَا أَخِي لَا فَاحِشٌ عِنْدَ بَيْتِهِ وَلَا وَرِعٌ عِنْدَ اللِّقَاءِ هَيُوبُ
[البحر الطويل]
[ص:74]
هُوَ الْعَسَلُ الْمَاذِيُّ حِلْمًا وَنَائِلًا ... وَلَيْثٌ إِذَا يَلْقَى الْعَدُوَّ غَضُوبُ
لَقَدْ كَانَ أَمَّا حِلْمُهُ فَمُرَوَّحٌ ... عَلَيْنَا وَأَمَّا جَهْلُهُ فَغَرِيبُ
حَلِيمٌ إِذَا مَا سَورَةُ الْجَهْلِ أَطْلَقَتْ ... جَنَى الشَّيْبِ لِلنَّفَسِ اللَّجُوجِ غَلُوبُ "

(1/73)


سِتْرُ زَلَّةِ الْكَرِيمِ مِنَ الْحِلْمِ

(1/74)


117 - حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ أَسْمَاءُ بْنُ خَارِجَةَ: " مَا شَتَمْتُ أَحَدًا قَطُّ؛ لِأَنَّ الَّذِي يَشْتُمُنِي أَحَدُ رَجُلَيْنِ كَرِيمٌ كَانَتْ مِنْهُ ذَلَّةً وَهَفْوَةً فَأَنَا أَحَقُّ مَنْ غَفَرَهَا وَأَخَذَ الْفَضْلَ فِيهَا أَوْ لَئِيمٌ فَلَمْ أَكُنْ لِأَجْعَلَ عِرْضِي. . . وَكَانَ يَتَمَثَّلُ:
[البحر الطويل]
وَأَغْفِرُ عَوْرَاءَ الْكَرِيمِ ادِّخَارَهُ ... وَأُعْرِضُ عَنْ شَتْمِ اللَّئِيمِ تَكَرُّمَا "

(1/74)


118 - حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: «سِلَاحُ اللِّئَامِ قَبِيحُ الْكَلَامِ»

(1/74)


119 - وَحَدَّثَنِي مَيَّاسُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ: «مَا شَتَمْتُ رَجُلًا مُنْذُ كُنْتُ رَجُلًا، وَلَا زَاحَمَتْ رُكْبَتِي رُكْبَتَهُ، وَإِذَا أَنَا لَمْ أَصِلْ زَائِرِي حَتَّى يَرْشَحَ جَبِينُهُ كَمَا يَرْشَحُ السِّقَاءُ فَوَاللَّهِ مَا وَصَلْتُهُ»

(1/74)


120 - حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْدِيُّ، عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ بِقَوْمٍ فَشَتَمَهُ سَفِيهُهُمْ فَقَالَ: «يَا أُمَّ عَمْرٍو أَلَا تَنْهَوْا سَفِيهَكُمْ إِنَّ السَّفِيهَ إِذَا لَمْ يُنْهَ مَأْمُورٌ»

(1/74)


121 - قَالَ عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ: ذَكَرَ أَبِي، نا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَبِي كَثِيرٍ، يَقُولُ: " يُقَالُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِلْعَبْدِ: قُمْ إِلَى فُلَانٍ فَخُذْ حَقَّكَ مِنْهُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، مَا أَعْرِفُ لِي عِنْدَهُ مِنْ حَقٍّ، فَيُقَالُ: بَلَى إِنَّهُ ذَكَرَكَ يَوْمَ كَذَا بِكَذَا وَيَوْمَ كَذَا بِكَذَا، قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: أَفَنَاصِحٌ لِنَفْسِهِ مَنْ يَقْضِي مِنْ حَسَنَاتِهِ غَدًا وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَى ذُلِّ خَاشِعٍ يَوَدُّ لَوْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِلَّائِهِ أَمَدًا بَعِيدًا "

(1/75)


ثَوَابُ الْحِلْمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

(1/75)


122 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى، نا ابْنُ السَّمَّاكِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْحُصَيْبِ بْنِ حَجَلَةَ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْعَبْدَ لَتُدْفَعُ إِلَيْهِ صَحِيفَتُهُ فَيَرَى فِيهَا حَسَنَاتٍ لَمْ يَعْمَلْهَا فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّي، أَنَّى لِي هَذِهِ الْحَسَنَاتُ؟ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: هَذَا مَا عَيَّبَ بِهِ النَّاسُ إِيَّاكَ وَأَنْتُ لَا تَعْلَمُ ".

123 - وَأَنْشَدَ:
عَلَيْكَ بِأَخْلَاقِ الْكِرَامِ فَإِنَّهَا ... تُدِيمُ لَكَ الذِّكْرَ الْجَمِيلَ مَعَ النِّعَمِ،
[ص:76]

124 - وَأَنْشَدَ:
[البحر الطويل]
تَعَلَّمْ فَلَيْسَ الْمَرْءُ يُولَدُ عَالِمًا ... وَلَيْسَ أَخُو عِلْمٍ كَمَنْ هُوَ جَاهِلُ
وَإِنَّ كَبِيرَ الْقَوْمِ لَا عِلْمَ عِنْدَهُ ... صَغِيرٌ إِذَا ضُمَّتْ عَلَيْهِ الْمَحَافِلُ

(1/75)


125 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُكَيْرِ بْنِ يُونُسَ الشَّيْبَانِيُّ، ذَكَرَ أَبِي ذَكَرَ السَّرِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْهَمَذَانِيُّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: " أَوْفَدَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ وَفْدًا مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِيهِمُ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ وَلَمْ يَكُنْ عُمَرُ رَأَى الْأَحْنَفَ قَبْلَ ذَلِكَ فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ تَكَلَّمَ كُلُّ رَجُلٍ فِيهِمْ فِي خَاصَّةِ نَفْسِهِ وَكَانَ الْأَحْنَفُ آخِرَ الْقَوْمِ فَقَامَ وَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ أَهْلَ الشَّامِ نَزَلُوا مَنَازِلَ أَهْلِ قَيْصَرَ وَإِنَّ أَهْلَ مِصْرَ نَزَلُوا مَنَازِلَ فِرْعَوْنَ وَأَصْحَابِهِ وَإِنَّ أَهْلَ الْكُوفَةِ نَزَلُوا مَنَازِلَ كِسْرَى وَمَصَانِعَهُ فِي الْأَنْهَارِ الْعَذْبَةِ وَالْجِنَانِ الْحَسَنَةِ وَفِي مِثْلِ عَيْنِ الْبَعِيرِ وَأَتَتْهُمْ ثِمَارُهُمْ قَبْلَ أَنْ يَحْصُدُوا وَإِنَّ أَهْلِ الْبَصْرَةِ نَزَلُوا فِي سَنْحَةٍ نَشَّاشَةٍ لَا يَجِفَّ ثَرَاهَا وَلَا يَنْبُتُ مَرْعَاهَا طَرَفُهَا فِي بَحْرٍ أُجَاجٍ وَطَرْفُهَا [ص:77] بِالْفَلَاةِ لَا يَأْتِينَا شَيْءٌ إِلَّا فِي مِثْلِ مَدَى النَّعَامَةِ فَارْفَعْ خَسِيسَتَنَا لَا تُفْشِ وَقِيصَتَنَا وَزِدْ فِي رِجَالِنَا رِجَالًا وَفِي عِيَالِنَا عِيَالًا وَأَصْغِرْ دِرْهَمَنَا وَأَكْبِرْ فَقِيرَنَا وَمُرْ بِنَهْرٍ يُكْرَى لَنَا نَسْتَعْذِبُ مِنْهُ فَقَالَ عُمَرُ لِلْقَوْمِ: أَعَجَزْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِثْلَ هَذَا؟ هَذَا وَاللَّهِ السَّيِّدُ قَالَ الْأَحْنَفُ: فَمَازَالَتْ بَعْدُ أَسْمَعُهَا مِنَ النَّاسِ هَذَا وَاللَّهِ السَّيِّدُ "

(1/76)


126 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ الْقُرَشِيُّ نا ذَرُّ بْنُ مُجَاشِعٍ، عَنْ غَالِبٍ الْقَطَّانِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «مَنْ كَثُرَ ضَحِكُهُ قَلَّتْ هَيْبَتُهُ، وَمَنْ مَزَحَ اسْتُخِفَّ بِهِ، وَمَنْ أَكْثَرَ مِنْ شَيْءٍ عُرِفَ بِهِ، وَمَنْ كَثُرَ كَلَامُهُ كَثُرَ سَقْطُهُ، وَمَنْ كَثُرَ سَقْطُهُ قَلَّ حَيَاؤُهُ، وَمَنْ قَلَّ حَيَاؤُهُ قَلَّ وَرَعُهُ، وَمَنْ قَلَّ وَرَعُهُ قَلَّ خَيْرُهُ، وَمَنْ كَثُرَ أَكْلُهُ لَمْ يَجِدْ لِذِكْرِ اللَّهِ لَذَّةً، وَمَنْ كَثُرَ نَوْمُهُ لَمْ يَجِدْ فِي عُمُرِهِ بَرَكَةً، وَمَنْ كَثُرَ كَلَامُهُ فِي النَّاسِ سَقَطَ حَقُّهُ عِنْدَ اللَّهِ، وَخَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا عَلَى

1 - غَيْرِ الِاسْتِقَامَةِ»

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

القرآن الكريم : وورد

  القرآن الكريم :  سورة الفاتحة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِ...