كتاب العقل وفضله
المؤلف: أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس البغدادي الأموي القرشي
المعروف بابن أبي الدنيا (المتوفى: 281هـ)
كتاب الْعقل وفضله
تأليف الْقرشِي الْمَعْرُوف بِأبي الدُّنْيَا الْمُتَوفَّى سنة 281هـ رضى الله
عَنهُ
(1/19)
(سَنَد الْكتاب)
رِوَايَة أبي بكر مُحَمَّد بن جَعْفَر بن أَحْمد العسكري الدقاق عَنهُ رِوَايَة
أبي الْفرج مُحَمَّد بن فَارس بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الغوري عَنهُ رِوَايَة أبي
عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن سيكنة وعَلى بن أَحْمد الْمَلْطِي
جَمِيعًا عَنهُ رِوَايَة أبي عبد الله يحيى بن الْحسن بن أَحْمد بن عبد الله بن
الْبناء عَنْهُمَا رِوَايَة الشَّيْخ الإِمَام أبي الْحسن عَليّ بن يحيى بن عَليّ
بن مُحَمَّد بن الطراح عَنهُ كَذَا فِي الأَصْل الْمَنْقُول
رِوَايَة: أبي بكر مُحَمَّد بن جَعْفَر بن أَحْمد العسكري الدقاق عَنهُ رِوَايَة:
أبي الْفرج مُحَمَّد بن فَارس بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الغوري عَنهُ.
رِوَايَة: أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن سيكنة، وعَلى بن أَحْمد
الْمَلْطِي جَمِيعًا عَنهُ.
رِوَايَة: أبي عبد الله يحيى بن الْحسن بن أَحْمد بن عبد الله بن الْبناء
عَنْهُمَا.
رِوَايَة: الشَّيْخ الإِمَام أبي الْحسن عَليّ بن يحيى بن عَليّ بن مُحَمَّد بن
الطراح عَنهُ.
كَذَا فِي الأَصْل الْمَنْقُول.
(1/19)
وَبعده سماعات سمع جَمِيعه على
الشَّيْخ أبي الْحسن عَليّ بن يحيى الطراح بِسَمَاعِهِ من ابْن الْبناء بِقِرَاءَة
الشَّيْخ أَبَا السعادات مُحَمَّد بن الْمُبَارك بن مُحَمَّد الجبى أَبُو الْفَتْح
مُحَمَّد بن عبد الْغنى بن عبد الْوَاحِد وَمُحَمّد بن عمر بن أبي بكر وَأحمد بن
عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم بن سعد وَكَاتب الْأَسْمَاء
عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد المقدسيون وَمُحَمّد بن يُوسُف بن همام
الدِّمَشْقِي وَأَبُو حَفْص بن عمر بن أبي مَنْصُور ابْن أبي الْقَاسِم وَأَبُو
الرضى مُحَمَّد بن مُبشر بن أَحْمد بن عَليّ الرَّازِيّ وَأَبُو الْفضل عبد
الْعَزِيز بن مَسْعُود بن سعد النَّاقِد وَعبد الرَّحِيم بن نَفِيس بن هبة الله بن
وهبان الحديثي وَأَبُو بكر بن عبد الله بن المكرم بن هبة الله بن المكرم الصُّوفِي
وَذَلِكَ فِي ذِي الْحجَّة من سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَصَحَّ
ذَلِك بِبَغْدَاد بسوق الثُّلَاثَاء وَالْحَمْد لله وَصلى الله على سيدنَا
مُحَمَّد وَآله
وَبعده سماعات: سمع جَمِيعه على الشَّيْخ أبي الْحسن عَليّ بن يحيى الطراح
بِسَمَاعِهِ من ابْن الْبناء بِقِرَاءَة الشَّيْخ أَبَا السعادات مُحَمَّد بن
الْمُبَارك بن مُحَمَّد الجبى أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن عبد الْغنى بن عبد
الْوَاحِد، وَمُحَمّد بن عمر بن أبي بكر وَأحمد بن عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد،
وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم بن سعد، وَكَاتب الْأَسْمَاء عبد الرَّحْمَن بن
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد المقدسيون، وَمُحَمّد بن يُوسُف بن همام الدِّمَشْقِي،
وَأَبُو حَفْص بن عمر بن أبي مَنْصُور ابْن أبي الْقَاسِم، وَأَبُو الرضى مُحَمَّد
بن مُبشر بن أَحْمد بن عَليّ الرَّازِيّ، وَأَبُو الْفضل عبد الْعَزِيز بن
مَسْعُود بن سعد النَّاقِد، وَعبد الرَّحِيم بن نَفِيس بن هبة الله بن وهبان
الحديثي، وَأَبُو بكر بن عبد الله بن المكرم بن هبة الله بن المكرم الصُّوفِي
وَذَلِكَ فِي ذِي الْحجَّة من سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة، وَصَحَّ
ذَلِك بِبَغْدَاد بسوق الثُّلَاثَاء، وَالْحَمْد لله، وَصلى الله على سيدنَا
مُحَمَّد وَآله.
(1/20)
قَرَأت من أول الْجُزْء إِلَى
الْبَلَاغ على شَيخنَا بهاء الدّين أبي مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم
بِسَمَاعِهِ قَرَأَهُ فَسَمعهُ الراجي تَقِيّ الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد وشجاع
الدّين حمد بن مرزبان وَولده أَحْمد وَذَلِكَ فِي رَابِع ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى
وَعشْرين وسِتمِائَة كتبه عبد الله بن عبد الْغَنِيّ الْمَقْدِسِي
قَرَأت من أول الْجُزْء إِلَى الْبَلَاغ على شَيخنَا بهاء الدّين أبي مُحَمَّد عبد
الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بِسَمَاعِهِ قَرَأَهُ فَسَمعهُ الراجي تَقِيّ الدّين
أَحْمد بن مُحَمَّد، وشجاع الدّين حمد بن مرزبان، وَولده أَحْمد.
وَذَلِكَ فِي رَابِع ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَعشْرين وسِتمِائَة كتبه عبد الله
بن عبد الْغَنِيّ الْمَقْدِسِي
(1/20)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
(1/20)
الْعَاقِلُ مَصِيرُهُ إِلَى الْجَنَّةِ
(1/20)
1 - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ الصَّالِحُ عُمَرُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ التِّبَّانُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ يَحْيَى بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْبَنَّاءِ الْمَرْوَزِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ قَالَ بِسَنَدِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ سُفْيَانَ ابْنُ أبِي الدُّنْيَا، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ زِيَادٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الرُّومِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا الشَّاهِدُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لَا يَعْثُرَ عَاقِلٌ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ لَا يَعْثُرَ إِلَّا رَفَعَهُ حَتَّى يَجْعَلَ مَصِيرَهُ إِلَى الْجَنَّةِ» . شَكَّ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ فِي الثَّالِثَةِ
(1/21)
الْعَاقِلُ حَازِمٌ فِي أُمُورِهِ
(1/22)
2 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ قَادِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ بْنَ الْحَجَّاجِ، يَقُولُ: قَالَ زِيَادٌ: «مَا حَمِدْتُ نَفْسِي فِي أَمْرٍ قَطُّ عَقَدْتُ فِيهِ عُقْدَةً ضَعِيفَةً، وَلَا لُمْتُ نَفْسِي فِي أَمْرٍ قَطُّ عَقَدْتُ فِيهِ عُقْدَةَ الْجَزْمِ، وَلَا حَدَّثْتُ نَفْسِي بِأَمْرٍ قَطُّ فَحَدَّثْتُ بِهِ غَيْرِي حَتَّى أَصِيرَ إِلَيْهِ» قَالَ عَلِيٌّ: فَقَالَ أَبُو مَرْيَمَ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْقَاسِمِ: سَوْءًا لَكَ تَذْكُرُ مِثْلَ هَذَا الْكَلَامِ عَنْ زِيَادٍ
(1/22)
فَضْلُ مُجَالَسَةِ وُجُوهِ النَّاسِ
(1/22)
3 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ: «جَالِسُوا وُجُوهَ النَّاسِ فَإِنَّهُمْ أَحْلَمُ وَأَعْقَلُ مِنْ غَيْرِهِمْ»
(1/22)
مُرُوءَةِ الْمُؤْمِنِ فِي عَقْلِهِ
(1/23)
4 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَرَمُ الْمَرْءِ دِينُهُ، وَمُرُوءَتُهُ عَقْلُهُ، وَحَسَبُهُ خُلُقُهُ»
(1/23)
5 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَذُكِرَ الْحَسَبُ فَقَالَ: «حَسَبُ الْمَرْءِ دِينُهُ، وَأَصْلُهُ عَقْلُهُ، وَمُرُوءَتُهُ خُلُقُهُ»
(1/24)
6 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ:
أَنْشَدَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْقُرَشِيُّ: «
[الْبَحْر الْكَامِل]
نَسَبُ ابْنِ آدَمَ فِعْلُهُ ... فَانْظُرْ لِنَفْسِكَ فِي النَّسَبْ
حَسَبَ ابْنُ آدَمَ مَالُهُ ... إِنْ طَابَ طَابَ لَهُ الْحَسَبْ
زَيْنُ ابْنِ آدَمَ عَقْلُهُ ... وَالْعَقْلُ زِينَتُهُ الْأَدَبْ»
(1/25)
أَصْحَابُ الْأَبْصَارِ هُمْ أَصْحَابُ الْعَقْلِ
(1/25)
7 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، {أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ} [ص: 45] قَالَ: " الْأَيْدِي: الْقُوَّةُ، وَالْأَبْصَارُ: الْعَقْلُ "
(1/25)
هَلْ إِسْلَامُ الْمَرْءِ يَتَوَقَّفُ عَلَى عَقْلِهِ؟
(1/26)
8 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الرَّقِّيِّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يُعْجِبنَّكُمْ إِسْلَامُ امْرِئٍ حَتَّى تَعْرِفُوا مَعْقُودَ عَقْلِهِ»
(1/26)
كَيْفَ عَقْلُهُ؟
(1/27)
9 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، وَمُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا بَلَغَهُ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عِبَادَةٌ قَالَ: «كَيْفَ عَقْلُهُ؟» فَإِنْ قَالُوا: عَاقِلٌ قَالَ: «مَا أَخْلَقَ صَاحِبَكُمْ أَنْ يَبْلُغَ» وَإِنْ قَالُوا: لَيْسَ بِعَاقِلٍ قَالَ: «مَا أَخْلَقَهُ أَنْ لَا يَبْلُغَ»
(1/27)
النَّاسُ يَرْتَفِعُونَ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ
(1/28)
10 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّهْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، قَالَ: ثَنَا سَلَامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ، عَنْ مُوسَى بْنِ جَابَانَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّمَا يَرْتَفِعُ النَّاسُ فِي الدَّرَجَاتِ وَيَنَالُونَ الزُّلْفَى مِنْ رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ»
(1/28)
النَّاسُ يَعْمَلُونَ الْخَيْرَ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ
(1/28)
11 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ، قَالَ: ثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ خُلَيْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «النَّاسُ يَعْمَلُونَ بِالْخَيْرِ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ»
(1/28)
أَفْلَحَ مَنْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ عَقْلًا
(1/29)
12 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْمَكِّيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي قُشَيْرٍ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّمَا كُنَّا نَعْبُدُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَوْثَانًا وَكُنَّا نَرَى أَنَّهَا تَضُرُّ وَتَنْفَعُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْلَحَ مَنْ جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ عَقْلًا»
(1/29)
هَلِ الْجَزَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقَدْرِ الْعَقْلِ؟
(1/30)
13 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ثَنَا مَنْصُورُ بْنُ صُقَيْرٍ، قَالَ: ثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَفَعَهُ، قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَكُونُ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالْجِهَادِ وَالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ حَتَّى ذَكَرَ سِهَامَ الْخَيْرِ وَمَا يُجْزَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا بِقَدْرِ عَقْلِهِ»
(1/30)
الْعَقْلُ خَيْرُ خَلْقِ اللَّهِ
(1/31)
14 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: ثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، قَاضِي حَلَبَ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عِيسَى، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الْعَقْلَ قَالَ لَهُ: قُمْ، فَقَامَ ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ: اقْعُدْ فَقَعَدَ فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: مَا خَلَقْتُ خَلْقًا خَيْرًا مِنْكَ وَلَا أَكْرَمَ مِنْكَ وَلَا أَفْضَلَ مِنْكَ وَلَا أَحْسَنَ مِنْكَ بِكَ آخُذُ وَبِكَ أُعْطِي وَبِكَ أُعِزُّ وَبِكَ أُعْرَفُ وَإِيَّاكَ أُعَاتِبُ بِكَ الثَّوَابُ وَعَلَيْكَ الْعِقَابُ "
(1/31)
15 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلَ قَالَ لَهُ: أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ قَالَ: يَقُولُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا أَجْعَلُكَ إِلَّا فِيمَنْ أُحِبُّ وَمَا خَلَقْتُ شَيْئًا هُوَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكَ "
(1/31)
خَيْرُ النِّعَمِ بَعْدَ الْإِيمَانِ الْعَقْلُ
(1/32)
16 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: ثَنَا وَهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: «مَا أُوتِيَ رَجُلٌ بَعْدَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرًا مِنَ الْعَقْلِ»
(1/32)
17 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْقُرَشِيُّ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: «أَفْضَلُ مَا أُعْطِيَ الْعِبَادُ فِي الدُّنْيَا الْعَقْلُ وَأَفْضَلُ مَا أُعْطُوا فِي الْآخِرَةِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»
(1/33)
18 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ، قَالَ: ثَنَا عِمْرَانُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: «مَا يَتِمُّ دِينُ الرَّجُلِ حَتَّى يَتِمَّ عَقْلُهُ»
(1/34)
19 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، قَالَ: ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ، عَنْ خُلَيْدِ بْنِ دِعْلِجٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، رَفَعَهُ قَالَ: «النَّاسُ يَعْمَلُونَ الْخَيْرَ وَإِنَّمَا يُعْطُونَ أُجُورَهُمْ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
(1/34)
أَعْلَمُ النَّاسِ أَعْقَلُهُمْ
(1/34)
20 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّهْمِيُّ، قَالَ: ثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، قَالَ: ثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قُلْنَا لِقَتَادَةَ أَيُّ النَّاسِ أَغْبَطُ؟ قَالَ: «أَعْقَلُهُمْ» قُلْنَا: أَعْلَمُهُمْ؟ قَالَ: «أَعْقَلُهُمْ»
(1/34)
أفْضَلُ الْعِبَادَةِ بِالْعَقْلِ
(1/35)
21 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: «مَا عُبِدَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنَ الْعَقْلِ»
(1/35)
22 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ، عَنْ خُلَيْدِ بْنِ دِعْلِجٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: «لَا يَنْفَعُكَ الْقَارِئُ حَتَّى يَكُونَ لَهُ عَقْلٌ»
(1/35)
أَصْحَابُ الشَّهَادَةِ هُمْ أَصْحَابُ الْعُقُولِ
(1/36)
23 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، {وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ} [الطَّلَاق: 2] قَالَ: «ذَوَيْ عَقْلٍ»
(1/36)
24 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثَنَا جَابِرِ بْنِ نُوحٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: كَانَ إِذَا قِيلَ لِإِبْرَاهِيمَ: إِنَّ فُلَانًا قَدْ تَقَرَّأَ فَسَأَلَ عَنْ عَقْلِهِ فَإِنْ قَالُوا عَاقِلٌ قَالَ: «أَظُنُّ أَنَّهُ سَيَبِيتُ إِلَى خَيْرٍ»
(1/36)
اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ يُكَرِّمُ الْعَاقِلَ
(1/36)
25 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ: ثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ {قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ} [الْفجْر: 5] قَالَ: «الرَّجُلُ ذُو النُّهَى وَالْعَقْلِ»
(1/36)
آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُعْطَى الدِّينَ وَالْعَقْلَ وَحُسْنَ الْخُلُقِ
(1/37)
26 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا خَاقَانُ أَبُو سَهْلٍ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ الْقَطَّانُ، عَنْ شَرَاحِيلَ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ حَمَّادٍ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، قَالَ: " لَمَّا هَبَطَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى الْأَرْضِ أَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ بِالدِّينِ وَالْعَقْلِ وَحُسْنِ الْخُلُقِ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُخَيِّرُكَ فِي وَاحِدَةٍ مِنَ الثَّلَاثَةِ فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ، مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ مِنْ هَؤُلَاءِ إِلَّا فِي الْجَنَّةِ فَمَدَّ يَدَهُ إِلَى الْعَقْلِ فَضَمَّهُ إِلَى نَفْسِهِ فَقَالَ لِذَيْنِكَ: اصْعَدَا قَالَا: لَا نَفْعَلُ قَالَ: أَتَعْصِيَانِي قَالَا: لَا نَعْصِيكَ وَلَكِنَّا أُمِرْنَا أَنْ نَكُونَ مَعَ الْعَقْلِ حَيْثُمَا كَانَ قَالَ: فَصَارَ الثَّلَاثَةُ إِلَى آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ "
(1/37)
27 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ شَيْخٍ لَهُ، قَالَ: أَتَى مَلَكٌ آدَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ فَقَالَ: " قَدْ جِئْتُكَ بِالْعَقْلِ وَالدِّينِ وَالْعِلْمِ فَاخْتَرْ أَيَّهَا شِئْتَ، فَاخْتَارَ الْعَقْلَ وَقَالَ: لِلدِّينِ وَالْعِلْمِ: ارْتَفِعَا قَالَا: أُمِرْنَا أَنْ لَا نُفَارِقَ الْعَقْلَ "
(1/38)
مِنْ صِفَاتِ الْعَاقِلِ مُدَارَاةُ النَّاسِ
(1/38)
28 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا أَبِي، قَالَ: ثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَأْسُ الْعَقْلِ بَعْدَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مُدَارَاةُ النَّاسِ»
(1/38)
حُقُوقٌ وَاجِبَةٌ عَلَى الْعَاقِلِ
(1/38)
29 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنِي عُمَيْرُ بْنُ الْهَيْثَمِ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الْأَغَرِّ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: " مَكْتُوبٌ فِي حِكْمَةِ آلِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: حَقٌّ عَلَى الْعَاقِلِ أَلَّا يَغْفُلَ عَنْ أَرْبَعِ سَاعَاتٍ: سَاعَةٍ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ، وَسَاعَةٍ يُحَاسِبُ فِيهَا نَفْسَهُ، وَسَاعَةٍ يَخْلُو فِيهَا مَعَ إِخْوَانِهِ الَّذِينَ يُخْبِرُونَهُ بِعُيُوبِهِ وَيُصْدَقُ عَنْ نَفْسِهِ، وَسَاعَةٍ يَخْلُو فِيهَا بَيْنَ نَفْسِهِ وَبَيْنَ لَذَّتِهَا فِيمَا يَحِلُّ وَيَجْمُلُ فَإِنَّ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ عَوْنًا عَلَى تِلْكَ السَّاعَاتِ وَإِجْمَامًا لِلْقُلُوبِ وَحَقٌّ عَلَى الْعَاقِلِ أَلَّا يُرَى ظَاعِنًا فِي غَيْرِ ثَلَاثٍ: زَادٍ لِمَعَادٍ أَوْ مَرَمَّةٍ لِمَعَاشٍ أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ، وَحَقٌّ عَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ عَارِفًا بِزَمَانِهِ حَافِظًا لِلِسَانِهِ مُقْبِلًا عَلَى شَأْنِهِ "
(1/38)
الرِّجَالُ ثَلَاثَةُ أَنْوَاعٍ
(1/39)
30 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ: قَالَ أَيُّوبُ الْقَرْيَةِ: " الرِّجَالُ ثَلَاثَةٌ عَاقِلٌ وَأَحْمَقُ وَفَاجِرٌ، فَالْعَاقِلُ إِنْ كُلِّمَ أَجَابَ، وَإِنْ نَطَقَ أَصَابَ، وَإِنْ سَمِعَ وَعَى، وَالْأَحْمَقُ إِنْ تَكَلَّمَ عَجَّلَ، وَإِنْ تَحَدَّثَ وَهَلَ، وَإِنْ حُمِلَ عَلَى الْقَبِيحِ فَعَلَ، وَالْفَاجِرُ إِنِ ائْتَمَنْتَهُ خَانَكَ، وَإِنْ حَادَثْتَهُ شَانَكَ، وَزَادَنِي غَيْرُهُ: وَإِنِ اسْتَكْتَمْتَهُ سِرًّا لَمْ يَكْتُمْهُ عَلَيْكَ "
(1/39)
الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ نَذِيرٌ لِلْعُقَلَاءِ
(1/40)
31 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُورَةَ الْبَلْخِيُّ، أَنَّهُ حُدِّثَ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، " {لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا} [يس: 70] قَالَ: عَاقِلًا "
(1/40)
النَّاسُ يَتَفَاضَلُونَ بِالْعَقْلِ
(1/40)
32 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: ثَنَا حَسَّانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمِصْرِيُّ، أَخْبَرَنِي السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: «كَمَا تَتَفَاضَلُ الشَّجَرُ بِالْأَثْمَارِ كَذَلِكَ تَتَفَاضَلُ النَّاسُ بِالْعَقْلِ»
(1/40)
غَايَةُ السُّؤْدُدِ حُسْنُ الْعَقْلِ
(1/41)
33 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّهْمِيُّ، أَنْبَأَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: " قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ، اعْلَمْ أَنَّ غَايَةَ السُّؤْدُدِ وَالشَّرَفِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ حُسْنُ الْعَقْلِ، وَأَنَّ الْعَبْدَ إِذَا حَسُنَ عَقْلُهُ غَطَّى ذَلِكَ عُيُوبَهُ وَأَصْلَحَ مَسَاوِئَهُ "
(1/41)
وَقاَلَ: عَبْدُ اللَّهِ: كَتَبَ إِلَيَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ غَنَّامٍ الْكِلَابِيَّ، قَالَ: قَالَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ: «إِذَا عَقَّلَكَ عَقْلُكَ عَمَّا لَا يَنْبَغِي فَأَنْتَ عَاقِلٌ» قَالَ عَلِيٌّ: وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْعَقْلُ عَقْلًا مِنْ عِقَالِ الْإِبِلِ
(1/41)
أَقْسَامُ الْعَقْلِ
(1/41)
34 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ: ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: ثَنَا عَمِّي، عَنْ أَبِيهِ،: قَالَ مُعَاوِيَةُ: «الْعَقْلُ عَقْلَانِ، عَقْلُ تَجَارِبَ وَعَقْلُ نَحِيزَةٍ فَإِذَا اجْتَمَعَا فِي رَجُلٍ فَذَاكَ الَّذِي لَا يُقَامُ لَهُ وَإِذَا تَفَرَّدَا كَانَتِ النَّحِيزَةُ أَوْلَاهُمَا»
(1/41)
35 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سُئِلَ بَعْضُ الْعَرَبِ عَنِ الْعَقْلِ، فَقَالَ: «لُبٌّ أَعَنْتَهُ بِتَجْرِيبٍ»
(1/42)
الْعَاقِلُ هُوَ مَنْ يَغْلِبُ حِلْمُهُ جَهْلَهُ
(1/42)
36 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِوَرْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ نَصْرَوَيْهِ وَكَانَ قَدْ بَلَغَ عِشْرِينَ وَمِائَةَ سَنَةٍ: مَا الْعَقْلُ؟ قَالَ: فَقَالَ: «أَنْ يَغْلِبَ حِلْمُكَ جَهْلَكَ وَهَوَاكَ»
(1/42)
37 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حُدِّثْتُ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: «لَا تَنْظُرُوا إِلَى عَقْلِ الرَّجُلِ فِي كَلَامِهِ وَلَكِنِ انْظُرُوا إِلَى عَقْلِهِ فِي مَخَارِجِ أُمُورِهِ»
(1/42)
الْعَاقِلُ مَنْ عَقِلَ أَمْرَ اللَّهِ
(1/42)
38 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعَ بْنَ الْجَرَّاحِ، يَقُولُ: «الْعَاقِلُ مَنْ عَقَلَ عَنِ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ أَمْرَهُ وَلَيْسَ مَنْ عَقَلَ تَدْبِيرَ دُنْيَاهُ»
(1/42)
39 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ عِمْرَانَ الْجَصَّاصُ، قَالَ: سَمِعْتُ صَالِحَ بْنَ عَبْدِ الْكَرِيمِ، يَقُولُ: «جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَل رَأْسَ أُمُورِ الْعِبَادِ الْعَقْلَ وَدَلِيلَهُمُ الْعِلْمَ وَسَائِقَهُمُ الْعَمَلَ وَمُقَوِّيَهَمْ عَلَى ذَلِكَ الصَّبْرَ»
(1/43)
الْعَقْلُ هُوَ التَّجَارِبُ
(1/43)
40 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: ثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَزْرَقِ، قَالَ: " كَانَتِ الْعَرَبُ تَقُولُ: الْعَقْلُ التَّجَارِبُ وَالْحَزْمُ سُوءُ الظَّنِّ "، قَالَ: فَقَالَ الْأَعْمَشُ: أَلَا تَرَى أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا سَاءَ ظَنُّهُ بِالشَّيْءِ حَذِرَهُ، قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: مَنِ الْأَدِيبُ الْعَاقِلُ؟ قَالَ: الْفَطِنُ الْمُتَغَافِلُ
(1/43)
ثَلَاثُ صِفَاتٍ مِنْ عَلَامَاتِ الصَّلَاحِ
(1/44)
41 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُقَدَّمٍ، قَالَ: ثَنَا أَبِي أَبُو الْعَبَّاسِ الْهِلَالِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ بْنَ مُزَاحِمٍ، يَقُولُ: " مَا بَلَغَنِي عَنْ رَجُلٍ صَلَاحٌ فَاعْتَدَدْتُ بِصَلَاحِهِ حَتَّى أَسْأَلَ عَنْ خِلَالٍ ثَلَاثٍ، فَإِنْ تَمَّتْ تَمَّ لَهُ صَلَاحُهُ وَإِنْ نَقَصَتْ مِنْهُ خَصْلَةٌ كَانَتْ وَصْمَةً عَلَيْهِ فِي صَلَاحِهِ، أَسْأَلُ عَنْ عَقْلِهِ فَإِنَّ الْأَحْمَقَ إِنَّمَا هَلَكَ وَأَهْلَكَ فِئَامًا مِنَ النَّاسِ يَمُرُّ بِالْمَجْلِسِ فَلَا يُسَلِّمُ فَإِذَا قِيلَ لَهُ قَالَ: مِنْ أَهْلِ دُنْيَا، وَيَتْرُكُ عِيَادَةَ الرَّجُلِ مِنْ جِيرَانِهِ فَإِذَا قِيلَ لَهُ قَالَ: مِنْ أَهْلِ دُنْيَا، وَيَدَعُ الْجَنَازَةَ لَا يَتْبَعُهَا لِمِثْلِ ذَلِكَ وَيَدَعُ طَعَامَ أَبِيهِ يَبْرَدُ فَإِذَا هُوَ قَدْ صَارَ عَاقًّا، وَأَسْأَلُ عَنِ النِّعْمَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي لَا نِعْمَةَ أَعْظَمُ مِنْهَا أَلَا وَهِيَ الْإِسْلَامُ إِنْ كَانَ أَحْسَنَ احْتِمَالَ النِّعْمَةِ وَلَمْ يَدْخُلْهَا بِدْعَةٌ وَلَا زَيْغٌ وَإِلَّا لَمْ أَعْتَدَّ بِهِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ، وَأَسْأَلُ عَنْ وَجْهِ مَعَاشِهِ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَجْهُ مَعَاشٍ لَمْ آمَنْ عَلَيْهِ وَأَظَلُّ بِخِلَافِهِ أَقْرَبَ مَا يَكُونُ مِنْ أَجَلِهِ "
(1/44)
42 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: قُلْتُ لِعُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللَّهُ لَيْلَةً بَعْدَمَا نَهَضَ جُلَسَاؤُهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا بَقَاؤُكَ عَلَى مَا أَرَى؟ أَمَّا أَوَّلُ اللَّيْلِ فَأَنْتَ فِي حَاجَاتِ النَّاسِ وَأَمَّا فِي وَسَطِ اللَّيْلِ فَأَنْتَ مَعَ جُلَسَائِكَ وَأَمَّا آخِرَ اللَّيْلِ فَاللَّهُ أَعْلَمُ مَا تَصِيرُ إِلَيْهِ قَالَ: فَعَدَلَ عَنْ جَوَابِي وَضَرَبَ عَلَى كَتِفَيَّ وَقَالَ: «وَيْحَكَ يَا مَيْمُونُ إِنِّي وَجَدْتُ لُقِيَّ الرِّجَالِ تَلْقِيحًا لِأَلْبَابِهِمْ»
(1/44)
طُولُ النَّظَرِ فِي الْحِكْمَةِ يَزِيدُ فِي الْعَقْلِ
(1/45)
43 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ أَبِي عُمَرَ، شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ، قَالَ: قَالَ مُقَاتِلَ بْنَ حَيَّانَ: «إِنَّ فِي طُولِ النَّظَرِ فِي الْحِكْمَةِ تَلْقِيحًا لِلْعَقْلِ»
(1/45)
44 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ الْكَلْبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: كَانَ الْعُلَمَاءُ يَقُولُونَ: «لَا يَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ أَنْ يَعْتَقِدَ مِنْ رَأْيِهِ مَا لَمْ يُقَايِسْ بِهِ أُولِي الْأَلْبَابِ مِنْ إِخْوَانِهِ» ، قَالَ: وَكَانَ يُقَالُ: «لَا يُدْرَكُ اسْتِعْمَالُ مَعْرِفَةِ الشَّيْءِ بِالْعَقْلِ الْوَاحِدِ» ، قَالَ: وَكَانَ يُقَالُ: «اجْتِمَاعُ عَقْلَيْنِ عَلَى شَيْءٍ وَاحِدٍ أَنْجَعُ فِيهِ مِنَ الْوَاحِدِ»
(1/45)
فَضْلُ اجْتِمَاعِ الْآرَاءِ
(1/46)
45 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: «اجْتِمَاعُ آرَاءِ الْجَمَاعَةِ وَعُقُولِهَا مَبْرَمَةٌ لِصِعَابِ الْأُمُورِ»
(1/46)
46 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ بَعْضِ أَشْيَاخِهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: «لَا يَنْبَغِي لِعَاقِلٍ أَنْ يُعَرِّضَ عَقْلَهَ لِلنَّظَرِ فِي كُلِّ شَيْءٍ كَمَا لَا يَنْبَغِي أَنْ يَضْرِبَ بِسَيْفِهِ كُلَّ شَيْءٍ»
(1/46)
فَضْلُ الرَّجُلِ فِي عَقْلِهِ
(1/46)
47 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثَنَا الْوَلِيدُ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ جَمَّازٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: قُلْنَا لِلضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، مَا أَعْبَدَ فُلَانًا وَأَوْرَعَهُ وَأَقْرَأَهُ قَالَ: «كَيْفَ عَقْلُهُ؟» ، قَالَ: قُلْنَا نَذْكُرُ لَكَ عِبَادَتَهُ وَوَرَعَهُ وَقِرَاءَتَهُ وَتَقُولُ عَقْلُهُ، قَالَ: «وَيْحَكَ إِنَّ الْأَحْمَقَ يُصِيبُ بِحُمْقِهِ مَا لَا يُصِيبُ الْفَاجِرُ بِفُجُورِهِ»
(1/46)
دُعَامَةِ الْعَقْلِ الْحِلْمُ
(1/47)
48 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ثَنَا شَبِيبُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ سِنَانٍ، أَنَّ أَكْثَمَ بْنَ صَيْفِيٍّ قَالَ: " دِعَامَةُ الْعَقْلِ الْحِلْمُ، وَجِمَاعُ الْأَمْرِ الصَّبْرُ، وَخَيْرُ الْأُمُورِ مَغَبَّةُ الْعَقْلِ، وَيُقَالُ: الْمَوَدَّةُ التَّعَاهُدُ "
(1/47)
49 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا أَبُو بَكْرٍ، طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ لَيْثٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُنْتَزَعُ فِيهِ عُقُولُ النَّاسِ حَتَّى لَا تَكَادَ تَرَى عَاقِلًا»
(1/48)
حَالُ الْعَقْلِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ
(1/48)
50 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ نَافِعٍ الْأُرْسُوفِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ أَبُو عُتْبَةَ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ، يَقُولُ: «اعْقِلُوا فَلَا إِخَالُ الْعَقْلَ إِلَّا قَدْ رَفَعَ»
(1/48)
51 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْبَجَلِيُّ، عَنْ عَبْدَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: قَالَ وَهْبٌ: «هَذَا زَمَانٌ يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يُخْبَرَ فِيهِ مِنْ عَقْلِهِ»
(1/48)
52 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ: ثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَنْ عَبْدَانَ بْنَ عُثْمَانَ قَالَ: ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: " كَانَ الرَّجُلُ فِي زَمَنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ يُحَدِّثُهُمْ بِحَدِيثٍ حَسَنٍ فَإِذَا سَمِعُوا لَهُ جَاءَهُمْ بِحَدِيثٍ مُخْتَلَطٍ فَقِيلَ لَهُ فَقَالَ: هَذَا زَمَانُ تَحَامُقٍ "
(1/49)
53 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ: ثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا خَلَفُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: سَمِعْتُ
سُفْيَانَ، يَقُولُ: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يَنْجُو فِيهِ إِلَّا
مَنْ تَحَامَقَ» قَالَ: وَأَنْشَدَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْقُرَشِيُّ:
[الْبَحْر الطَّوِيل]
أَرَى زَمَنًا نَوْكَاهُ أَكْثَرُ أَهْلِهِ ... وَلَكِنَّمَا يَشْقَى بِهِ كُلُّ
عَاقِلِ
سَعَى فَوْقَهُ رِجْلَاهُ وَالرَّأْسُ تَحْتَهُ ... فَكَبَّ الْأَعَالِي
بِارْتِفَاعِ الْأَسَافِلِ
(1/49)
حَدِيثُ الْعَاقِلِ أَحْلَى مِنَ الشَّهْدِ
(1/49)
54 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، ثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ، قَالَ: قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: «لَحَدِيثٌ عَنْ عَاقِلٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الشَّهْدِ بِمَاءِ الرَّصْفَةِ بِمَحْصِبِ الْأَرْضِ» . قَالَ عَلِيٌّ: وَزَادَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ النَّازِلِ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: فَبَلَغَ زِيَادًا فَقَالَ: أَوَ كَذَاكَ فَلَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ رِيَّةٍ
(1/49)
طَلَبُ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ الْعَقْلِ وَالْعِبَادَةِ
(1/50)
55 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْقَاسِمِ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، ثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الْأَسْوَدِ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عِيسَى الْحَنَّاطِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «إِنَّمَا كَانَ يُطْلَبُ هَذَا الْعِلْمُ مِمَّنِ اجْتَمَعَتْ فِيهِ خَصْلَتَانِ الْعَقْلُ وَالنُّسُكُ، فَإِنْ كَانَ نَاسِكًا، وَلَمْ يَكُنْ عَاقِلًا وَإِنْ كَانَ عَاقِلًا وَلَمْ يَكُنْ نَاسِكًا لَمْ تَطْلُبْهُ فَإِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَا يَنَالُهُ إِلَّا النُّسَّاكُ الْعُقَلَاءُ» . قَالَ الشَّعْبِيُّ «فَقَدْ رَهِبْتُ أَنْ يَكُونَ يَطْلُبُهُ الْيَوْمَ مَنْ لَيْسَ فِيهِ وَاحِدَةٌ مِنْهُمَا لَا عَقْلٌ وَلَا نُسُكٌ»
(1/50)
الْعَاقِلُ مَنْ يَتَّبِعُ الْخَيْرَ وَيَتْرُكُ الشَّرَّ
(1/51)
56 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَوْدَةَ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ «لَيْسَ الْعَاقِلُ الَّذِي يَعْرِفُ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ وَلَكِنَّ الْعَاقِلَ الَّذِي يَعْرِفُ الْخَيْرَ فَيَتَّبِعُهُ، وَيَعْرِفُ الشَّرَّ فَيَتَجَنَّبُهُ»
(1/51)
57 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: ثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «لَيْسَ الرَّجُلُ الَّذِي إِذَا وَقَعَ فِي الْأَمْرِ تَخَلَّصَ مِنْهُ، وَلَكِنَّ الرَّجُلَ يَتَوَقَّى الْأُمُورَ حَتَّى لَا يَقَعَ فِيهَا»
(1/51)
فَضْلُ الْفِعْلِ عَلَى الْمَقَالِ مَكْرُمَةٌ
(1/51)
58 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ: كُنَّا عِنْدَ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَتَكَلَّمَ رَجُلٌ فَأَحْسَنَ، فَأَرَادَ سُلَيْمَانُ أَنْ يَعْرِفَ عَقْلَهُ فَإِذَا هُوَ مَضْعُوفٌ، فَقَالَ سُلَيْمَانُ: «زِيَادَةُ مَنْطِقٍ عَلَى عَقْلٍ خُدْعَةٌ، وَزِيَادَةُ عَقْلٍ عَلَى مَنْطِقٍ هُجْنَةٌ، وَلَكِنَّ أَحْسَنَ ذَلِكَ مَا زَيَّنَ بَعْضُهُ بَعْضًا»
(1/51)
59 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ مُجَاشِعٍ، عَنْ غَالِبٍ الْقَطَّانِ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «فَضْلَ الْمَقَالِ عَلَى الْفِعَالِ مَنْقَصَةٌ، وَفَضْلُ الْفِعَالِ عَلَى الْمَقَالِ مَكْرُمَةٌ»
(1/52)
الْجَاهِلُ هُوَ الْغَرِيبُ بَيْنَ النَّاسِ
(1/52)
60 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَجَاءٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قَالَ: قَالَ بَعْضَ
الْخُلَفَاءُ لِجُلَسَائِهِ: «مَنِ الْغَرِيبُ» ؟ فَقَالُوا فَأَكْثَرُوا.
فَقَالَ: " الْغَرِيبُ هُوَ الْجَاهِلُ، أَمَا سَمِعْتُمْ قَوْلَ الشَّاعِرِ:
[الْبَحْر الطَّوِيل]
يُعَدُّ عَظِيمَ الْقَدْرِ مَنْ كَانَ عَاقِلَا ... وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي
فِعْلِهِ بِحَسِيبِ
وَإِنْ حَلَّ أَرْضًا عَاشَ فِيهَا بِعَقْلِهِ ... وَمَا عَاقِلٌ فِي بَلْدَةٍ
بِغَرِيبِ "
(1/52)
61 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: قَالَ فَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ: قَرَأْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: «قُلْ لِلْعَاقِلِ كَيْفَ يَخْلُو عَقْلُهُ مِنْ نَفَعِهِ، وَيَرَى الْمَنَايَا لِلْإِخْوَانِ مُسْتَلِبَاتٍ»
(1/52)
لَا خَيْرَ فِي عِلْمٍ بِلَا عَقْلٍ
(1/53)
62 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ فُلَانٌ وَسَقَطَ مِنْ كِتَابِ الشَّيْخِ اسْمُ الرَّجُلِ: «عَجَبًا لِلْعَاقِلِ كَيْفَ يَسْكُنُ وَقَدْ حُرِّكَ وَكَيْفَ يَأْمَنُ وَقَدْ خُوِّفَ»
(1/53)
63 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ: حَدَّثَنِي هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمُ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَظِيمِ بْنُ حَبِيبٍ الْفِهْرِيُّ، ثَنَا عِيسَى بْنُ مُوسَى الْبَجَلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، يَقُولُ: " لَا خَيْرَ فِي عِلْمٍ بِلَا عَقْلٍ، وَمِنْ ثَمَّ قِيلَ: مَا عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِثْلُ حَلِيمٍ "
(1/53)
هَلْ لِلْعَقْلِ رَاحَةٌ؟
(1/53)
64 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْجَرْجَرَائِيُّ، عَنِ ابْنِ السَّمَّاكِ، عَنْ مُبَارَكِ، عَنِ الْحَسَنِ: " {وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} [الْبَقَرَة: 197] ، قَالَ: إِنَّمَا عَاتَبَهُمْ لِأَنَّهُ يُحِبُّهُمْ "
(1/53)
65 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا طُوَالَةَ، يَقُولُ: «لِلْعَقْلِ جَمَامٌ بِالْغَدَوَاتِ لَيْسَ لَهُ بِالْعَشِيِّ»
(1/54)
حُسْنُ السُّؤَالِ يَزِيدُ فِي الْعَقْلِ
(1/54)
66 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، ثَنَا أَزْهَرُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: «كَانُوا يَرَوْنَ حُسْنَ السُّؤَالِ يَزِيدُ فِي عَقْلِ الرَّجُلِ»
(1/54)
67 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ التَّمِيمِيُّ، عَنْ مَوْلًى لِبَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: «مَنْ ظَنَّ أَنَّهُ عَاقِلٌ وَالنَّاسُ حَمْقَى كَمُلَ جَهْلُهُ»
(1/55)
68 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ: ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدَةَ: «الْقُلُوبُ أَوْعِيَةٌ وَالْعُقُولُ مَعَادِنُ فَمَا فِي الْوِعَاءِ يَنْفَدُ إِذَا لَمْ تَمُدَّهُ الْمَعَادِنُ»
(1/55)
69 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبِيقٍ الْأَنْطَاكِيُّ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: «الْعَقْلُ سِرَاجُ مَا بَطَنَ وَمِلَاكُ مَا عَلَنَ وَسَائِسُ الْجَسَدِ وَزِينَةُ كُلِّ أَحَدٍ فَلَا تَصْلُحُ الْحَيَاةَ إِلَّا بِهِ وَلَا تَدُورُ الْأُمُورُ إِلَّا عَلَيْهِ»
(1/55)
التَّوَدُّدُ إِلَى النَّاسِ نِصْفُ الْعَقْلِ
(1/55)
70 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبِيقٍ، قَالَ: قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: " مَنِ الْأَدِيبُ الْعَاقِلُ؟ قَالَ: الْفَطِنُ الْمُتَغَافِلُ "
(1/55)
71 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، ثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعُكْلِيُّ، عَنْ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: قَالَ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ: «التَّوَدُّدُ إِلَى النَّاسِ نِصْفُ الْعَقْلِ وَحُسْنُ الْمَسْأَلَةِ نِصْفُ الْعِلْمِ»
(1/56)
72 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ، وَحَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، وَثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَقْلٌ يَسُوسُهُ لَمْ يَنْتَفِعْ بِكَثْرَةِ رِوَايَاتِ الرِّجَالِ»
(1/56)
73 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: ثَنَا أَبُو الْيَقْظَانِ سُحَيْمُ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: قَالَ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ: «الْعَاقِلُ الْمُدْبِرُ أَرْجَى مِنَ الْأَحْمَقِ الْمُقْبِلِ»
(1/57)
74 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، ثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: ثَنَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النِّسَاء: 59] قَالَ: «أُولِي الْعَقْلِ وَالْفِقْهِ فِي دِينِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»
(1/57)
75 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا ابْنُ السَّمَّاكِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ رُسْتُمَ الضَّبِّيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ الْجِيلِيَّ، يَقُولُ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا نَعْقِلُ عَنْكَ»
(1/57)
أَنْوَاعُ الرِّجَالِ
(1/58)
76 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ: ثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ زَائِدَةَ، يَقُولُ: «إِنَّمَا نَعِيشُ بِعَقْلِ غَيْرِنَا»
(1/58)
77 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ: ثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ زَيْدِ عَنْ عُقْبَةَ، قَالَ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " الرِّجَالُ ثَلَاثَةٌ: فَرَجُلٌ عَاقِلٌ إِذَا أَقْبَلَتِ الْأُمُورُ وَاشْتَبَهَتْ يَأْمُرُ فِيهَا أَمْرَهُ وَيَنْزِلُ عِنْدَ رَأْيِهِ، وَآخَرُ يَنْزِلُ بِهِ الْأَمْرُ فَلَا يَعْرِفُهُ فَيَأْتِي ذَوِي الرَّأْيِ فَيَنْزِلُ عِنْدَ رَأْيِهِمْ وَآخَرُ حَائِرٌ لَا يَأْتَمِرُ رُشْدًا وَلَا يُطِيعُ مُرْشِدًا "
(1/58)
78 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ: ثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ سَهْلِ بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ قَنَانٍ النَّهْمِيِّ، عَنْ جَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَمْدَانِيِّ، أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ لَهُ: يَا جُعَيْدُ، " إِنَّ النَّاسَ أَرْبَعَةٌ: فَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ خَلَاقٌ وَلَيْسَ لَهُ خُلُقٌ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ خُلُقٌ وَلَيْسَ لَهُ خَلَاقٌ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَيْسَ لَهُ خُلُقٌ وَلَا خَلَاقٌ فَذَاكَ أَشَرُّ النَّاسِ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ خُلُقٌ وَخَلَاقٌ، فَذَاكَ أَفْضَلُ النَّاسِ "
(1/58)
وَصْفُ الْخَلِيلِ بْنِ أَحْمَدَ لِلنَّاسِ
(1/59)
79 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: " النَّاسُ أَرْبَعَةٌ: فَكَلِّمْ ثَلَاثَةً وَوَاحِدًا لَا تُكَلِّمْهُ، قَالَ: رَجُلٌ يَعْلَمُ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَعْلَمُ فَكَلِّمْهُ، وَرَجُلٌ لَا يَعْلَمُ وَلَا يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ فَكَلِّمْهُ، وَرَجُلٌ لَا يَعْلَمُ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ فَكَلِّمْهُ، وَرَجُلٌ لَا يَعْلَمُ وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ يَعْلَمُ فَلَا تُكَلِّمْهُ "
(1/59)
مِنْ دُعَاءِ الْمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ
(1/59)
80 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ: ثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ، ثَنَا حُسَيْنُ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، مُؤَذِّنِ الْبَرَاجِمِ قَالَ: كُنَّا نُجَالِسُ مَنْصُورَ بْنَ الْمُعْتَمِرِ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ قَالَ: «اللَّهُمَّ اجْمَعْ عَلَى الْهُدَى أَمْرَنَا وَاجْعَلِ التَّقْوَى زَادَنَا وَاجْعَلِ الْجَنَّةَ مَآبَنَا وَارْزُقْنَا شُكْرًا يُرْضِيكَ عَنَّا وَوَرَعًا يَحْجُزُنَا عَنْ مَعَاصِيكَ وَخُلُقًا نَعِيشُ بِهِ فِي النَّاسِ وَعَقْلًا تَنْفَعُنَا بِهِ» . فَكَانَ إِذَا ذَكَرَ الْعَقْلَ يَأْخُذُنِي مِنْهُ الضَّحِكُ، فَقَالَ لِي ذَاتَ يَوْمٍ: «يَا أَبَا إِسْمَاعِيلَ، لِأَيٍّ شَيْءٍ تَضْحَكُ؟ إِنَّ الرَّجُلَ يَكُونُ عِنْدَهُ كَذَا وَيَكُونُ عِنْدَهُ كَذَا فَلَا يَكُونُ لَهُ عَقْلٌ فَلَا يَكُونُ لَهُ شَيْءٌ»
(1/59)
شَرُّ الْأَحْمَقِ وَالْبَخِيلِ
(1/60)
81 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: «إِنْ جَارَيْتَ الْأَحْمَقَ كُنْتَ مِثْلَهُ، وَإِنْ سَكَتَّ عَنْهُ سَلِمْتَ مِنْهُ»
(1/60)
82 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، قَالَ: «النَّظَرُ إِلَى الْأَحْمَقِ سِخْنَةُ عَيْنٍ، وَالنَّظَرُ إِلَى الْبَخِيلِ يُقَسِّي الْقَلْبَ»
(1/61)
أَقْسَامُ الْعَقْلِ
(1/61)
83 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَاهِلِيُّ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، أَنَّ شَيْخًا حَدَّثَهُمْ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: " قُسِّمَ الْعَقْلُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَجْزَاءٍ فَمَنْ كُنَّ فِيهِ كَمُلَ عَقْلُهُ: حُسْنُ الْمَعْرِفَةِ بِاللَّهِ، وَحُسْنُ الطَّاعَةِ لَهُ، وَحُسْنُ الصَّبْرِ عَلَى أَمْرِهِ "
(1/61)
84 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ: أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثَنَا سُوَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: «أَعْلَمُ النَّاسِ وَأَفْضَلُهُمْ أَعْقَلُهُمْ»
(1/61)
مِنْ أَقْوَالِ الْحُكَمَاءِ عَنِ الْعَقْلِ وَالْعَاقِلِ
(1/61)
85 - وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ: ثَنَا
عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، قَالَ: ثَنَا
نَصْرُ بْنُ طَرِيفٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: «قِوَامُ الْمَرْءِ عَقْلُهُ،
وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَقْلَ لَهُ»
[ص:62]
86 - وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ لِأَخٍ لَهُ: «يَا أَخِي عَقْلُكَ لَا يَتَّسِعُ
لِكُلِّ شَيْءٍ فَفَرِّغْهُ لَأَوَّلِ الْمُهِمِّ مِنْ أَمْرِكَ، وَكَرَامَتُكَ
لَا تَسَعُ النَّاسَ فَخُصَّ بِهَا أَوْلَى النَّاسِ بِكَ، وَلَيْلُكَ وَنَهَارُكَ
لَا يَسْتَوْعِبَانِ حَوَائِجَكَ فَأَسْقِطْ عَنْكَ مَا لَكَ مِنْهُ بُدٌّ،
وَلَيْسَ مِنَ الْعَقْلِ أَنْ تَذَرَ مِنَ الْخَيْرِ مَا لَابُدَّ مِنْهُ، وَلَا
تَمْدَحْ مَنْ لَمْ تُخْبَرْ إِحْسَانُهُ» .
87 - وَقِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: مَا الْعَقْلُ؟، قَالَ: «أَمْرَانِ
أَحَدُهُمَا صِحَّةُ الْفِكْرِ فِي الذَّكَاءِ وَالْفِطْنَةِ، وَالْآخَرُ حُسْنُ
التَّمْيِيزِ وَكَثْرَةُ الْإِصَابَةِ» .
88 - وَقِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: مَا الْحُمْقُ؟، قَالَ: «قِلَّةُ
الْإِصَابَةِ وَوَضْعُ الْكَلَامِ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ وَكُلَّمَا مُدِحَ بِهِ
الْعَاقِلُ كَانَ مَفْقُودًا فِي الْأَحْمَقِ» .
89 - وَقِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: أَوْصِنَا بِأَمْرٍ جَامِعٍ، قَالَ: "
احْفَظُوا وَعُوا: إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَمَعَهُ قَاضِيَانِ
بَاطِنَانِ، أَحَدُهُمَا نَاصِحٌ وَالْآخَرُ غَاشٌّ، فَأَمَّا النَّاصِحُ
فَالْعَقْلُ، وَأَمَّا الْغَاشِّ فَالْهَوَى وَهُمَا ضِدَّانِ، فَأَيُّهُمَا
مِلْتَ مَعَهُ وَهِيَ الْآخَرُ "
(1/61)
90 - حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: " كَلَّمَ رَجُلٌ رَجُلًا مِنَ الْمُلُوكِ فَلَايَنَهُ ثُمَّ أَغْلَظَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: مَا لَكَ لَمْ تُكَلِّمْنِي بِهَذَا أَوَّلًا؟، قَالَ: لَمَّا كَلَّمْتُكَ رَأَيْتُ لَكَ عَقْلًا فَعَلِمْتُ أَنَّ عَقْلَكَ لَا يَتْرُكُكَ تَظْلِمُنِي "
(1/62)
91 - حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ الْجِيلِيُّ، قَالَ: قَالَ حَفْصُ بْنُ حُمَيْدٍ: «مِنْ وَرَعِ الرَّجُلِ ألَّا يَخْدَعَ، وَمِنْ عَقْلِهِ ألَّا يُخْدَعَ»
(1/62)
صَاحِبُ الْعَقْلِ يَنْجُو بِهِ فِي يَوْمٍ مِنَ الْأَيَّامِ
(1/63)
92 - حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ: ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قِيلَ لِلْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ: بِمَ نِلْتَ مَا نِلْتَ؟ قَالَ: «بِطَاعَةِ الْحَزْمِ وَعِصْيَانِ الْهَوَى»
(1/63)
93 - حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْكُرْدِيِّ، عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «مَا أَوْدَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ امْرَأً عَقْلًا إِلَّا اسْتَنْقَذَهُ بِهِ يَوْمًا مَا»
(1/63)
الْقُلُوبُ تَمَلُّ كَمَا تَمَلُّ الْأَبْدَانُ
(1/63)
94 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حِمْيَرَ، عَنِ النَّجِيبِ بْنِ السَّرِيِّ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ تَمَلُّ كَمَا تَمَلُّ الْأَبْدَانُ فَالْتَمِسُوا لَهَا مِنَ الْحِكْمَةِ طَرَفًا»
(1/63)
95 - حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ:
حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ بَعْضُ
الْحُكَمَاءِ: " لَا تَرَى الْعَاقِلَ إِلَّا خَائِفًا كَمَا أَنَّ
الْجَاهِلَ لَا تَرَاهُ إِلَّا آمِنًا وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ الْقَائِلُ:
لَا تَرَى الْعَاقِلَ إِلَّا خَائِفًا ... حَذِرًا مِنْ يَوْمِهِ دُونَ غَدِهِ
(1/64)
96 - حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، نَا حَاجِبٌ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: «اسْتَبِقْ نَفْسَكَ وَلَا تُكْرِهَّا فَإِنَّكَ إِنْ أَكْرَهْتَ الْقَلْبَ عَلَى شَيْءٍ عَمِيَ»
(1/64)
مِنْ صِفَاتِ الْمُؤْمِنِ الذِّكْرُ وَالتَّفَكُّرُ
(1/64)
97 - حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي أَبُو كَثِيرٍ الْيَمَامِيُّ، قَالَ: قَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ: «الْمُؤْمِنُ مُفَكِّرٌ مُذَكِّرٌ فَمَنْ ذَكَرَ تَفَكَّرَ، فَعْلَتُهُ السَّكِينَةُ وَقَنَعَ فَلَمْ يَهْتَمَّ وَرَفَضَ الشَّهَوَاتِ فَصَارَ حُرًّا وَأَلْقَى الْحَسَدَ فَظَهَرَتْ لَهُ الْمَحَبَّةُ وَزَهِدَ فِي كُلِّ فَانٍ فَاسْتَكْمَلَ الْعَقْلَ وَرَغِبَ فِي كُلِّ شَيْءٍ بَاقٍ فَعَقَلَ الْمَعْرِفَةَ»
(1/64)
98 - حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ: ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُدَيْرِ، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ، قَالَ: «رَوِّحُوا الْقُلُوبَ تَعِ الذِّكْرَ»
(1/65)
الْعَاقِلُ مَنْ خَافَ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ
(1/65)
99 - حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عِيسَى " قَالَ: قَالَ مَوْلَى للُقْمَانَ: مَا أَظُنُّكَ تغْفِلُ، قَالَ لَهُ لُقْمَانُ: «إِنَّمَا الْعَاقِلُ مَنْ يَخَافُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ»
(1/65)
100 - حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ: ثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا أَبُو سُفْيَانَ الْمَعْمَرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: «بَلَغَنِي أَنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ أَحْمَقَ وَلَوْلَا ذَلِكَ لَمْ يَهْنِهِ الْعَيْشُ»
(1/65)
الْعَقْلُ بَيْنَ الصَّمْتِ وَالْيَقَظَةِ
(1/66)
101 - حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَارِثِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ، يَقُولُ: كَانَ يُقَالُ: «عَجَبُ الْمَرْءِ بِفِعْلِهِ أَحَدُ حُسَّادِ نَفْسِهِ»
(1/66)
102 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ: ثَنَا مُحَمَّدٌ، ثَنَا أَبُو يَحْيَى الرَّزَّازُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَسَنَةَ الْعَابِدَ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: «الصَّمْتُ نَوْمُ الْعَقْلِ وَالْمَنْطِقُ يَقَظَتُهُ»
(1/66)
مِنْ وَصِيَّةِ لُقْمَانَ لِابْنِهِ
(1/66)
103 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ الضَّبِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مَسْلَمَةَ بْنَ حَفْصٍ، عَنِ الصَّبَّاحِ الثُّمَالِيِّ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: " فِي حِكْمَةِ لُقْمَانَ مَكْتُوبٌ أَنَّهُ قَالَ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ، إِنَّ اللِّسَانَ هُوَ بَابُ الْجَسَدِ، فَاحْذَرْ أَنْ يَخْرُجَ مِنْ لِسَانِكَ مَا يُهْلِكُ جَسَدَكَ وَيُسْخِطُ عَلَيْكَ رَبَّكَ عَزَّ وَجَلَّ "
(1/66)
آخر الْكتاب
(1/67)
وَفِي الأَصْل زِيَادَة من غير طَرِيق ابْن أبي الدُّنْيَا وَهِي هَذِه:
(1/67)
104 - أخبرنَا أَبُو الْفرج مُحَمَّد
بن يزِيد، ثَنَا الدقاق، قَالَ: كنت فِي مجْلِس أَحْمد بن حَنْبَل، رضى الله
عَنهُ، فَقَالَ رجل: " يَا أَبَا عبد الله رَأَيْت البارحة يزِيد بن هَارُون
فِي الْمَنَام، فَقلت لَهُ: مَا فعل الله بك؟ فَقَالَ: رحمني وَغفر لي وعاتبني،
فَقلت: عاتبك على مَاذَا؟ قَالَ لي: يَا يزِيد بن هَارُون لم كتبت عَن حريز بن
عُثْمَان، قلت: رب الْعِزَّة مَا علمت مِنْهُ إِلَّا خيرا.
قَالَ: إِنَّه يبغض أَبَا الْحسن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ "
(1/67)
آخر الأَصْل المسموع
(1/67)
105 - أخبرنَا أَبُو الْفرج مُحَمَّد، قَالَ: أخبرنَا أَبُو بكر أَحْمد بن سُلَيْمَان النجار، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، ثَنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن صَالح، أخبرنَا اللَّيْث: «أَن نوحًا عَلَيْهِ السَّلَام أَقَامَ ألف سنة إِلَّا خمسين عَاما فِي حصن يَدْعُو قومه»
106 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدٌ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ شَيْخٍ يُقَالُ لَهُ: جَعْفَرٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ سَبْرَةَ، رَفَعَهُ، قَالَ: " ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ بَدَنُهُ فِي رَاحَةٍ: عِلْمٌ يَرُدُّ بِهِ عَلَى جَهْلٍ، وَعَقْلٌ يُدَارِي بِهِ النَّاسَ، وَوَرَعٌ يَحْجِزُهُ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "
ثَلَاث من حرمهن حرم خير الدُّنْيَا وَالْآخِرَة
107 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدٌ، ثَنَا أَحْمَدُ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ، ثَنَا شِبْلُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلاثٌ مَنْ حُرِمَهُنَّ حُرِمَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ: عَقْلٌ يُدَارِي بِهِ النَّاسَ، وَحِلْمٌ يَرُدُّ بِهِ السَّفِيهَ، وَوَرَعٌ يَحْجِزُهُ عَنِ الْمَعَاصِي
108 - أخبرنَا أَبُو الْفرج مُحَمَّد، ثَنَا أَحْمد بن الْحَارِث، قَالَ: سَمِعت عبد الْعَزِيز بن أبان، يَقُول: عَن بعض أهل الْعلم: «كَلَام الْعَاقِل وَإِن كَانَ يَسِيرا عَظِيم»
(1/68)
109 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ
مُحَمَّدٌ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ
الْحَرْبِيُّ، ثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، نَا ابْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ
مَعْدَانَ: قَعَدَ أَبُو ذَرٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَبَا ذَرٍّ هَلْ تَعَوَّذْتَ مِنْ
شَيْطَانِ الْجِنِّ وَالإِنْسِ؟ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَهَلْ فِي الإِنْسِ
مِنْ شَيَاطِينَ؟ قَالَ: نَعَمْ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، أَلا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ
مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ» ؟ قُلْتُ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: «لَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ
إِلا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ» ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا
الصَّلاةُ؟ قَالَ: «خَيْرُ مَوْضُوعٍ فَمَنْ شَاءَ اسْتَقَلَّ، وَمَنْ شَاءَ
اسْتَكْثَرَ» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا الصَّوْمُ؟ قَالَ: «فَرْضٌ»
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «جَهْدُ
الْمُقِلِّ وَيسر أَي يسر» قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ: كَمْ عَدَدُ
الْمُرْسَلِينَ؟ «ثَلاثُ مِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ الْجَمُّ الْغَفِيرُ» قُلْتُ:
أَرَأَيْتَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ كَانَ نَبِيًّا؟ قَالَ: «نَعَمْ مُكَلَّمًا»
.
ثُمَّ قَالَ: إِنَّ أَبْخَلَ النَّاسِ مَنْ ذُكِرْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَمْ
يُصَلِّ عَلَيَّ " صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(1/69)
110 - حَدثنَا أَبُو الْفرج، ثَنَا أَبُو الْحُسَيْن أَحْمد بن عُثْمَان الأدمِيّ، حَدثنَا مُحَمَّد بن يُونُس، ثَنَا هذيم بن عَتيق ابْن أخي حويث، عَن لحي بن عَتيق، نَا سَلام بن مِسْكين، قَالَ: كنت أَمْشِي مَعَ مَالك بن دِينَار، رَضِي الله عَنهُ، بَين الْمَقَابِر، فَقَالَ: «يَا أهل الْقُبُور وهبتم أَنفسكُم الدُّنْيَا فويل لكم من رب الدُّنْيَا» ، فَأَجَابَهُ مُجيب: يَا مَالك بن دِينَار قد رحمنا رب الدُّنْيَا
(1/70)
111 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدٌ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ الأَدَمِيُّ، مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَيْمُونٍ الْكِنْدِيُّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَلامٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «يَا مَعْشَرَ إِخْوَانِي، تَنَاصَحُوا فِي الْعِلْمِ وَلا يَكْتُمْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، فَإِنَّ جِنَايَةَ الرَّجُلِ فِي قَلْبِهِ أَشَدُّ مِنْ جِنَايَتِهِ فِي مَالِهِ وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مُسَائِلُكُمْ عَنْهُ» ==
======
مجموعة رسائل لان
أبي الدنيا كتاب التوكل على الله
المؤلف: أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس البغدادي الأموي القرشي
المعروف بابن أبي الدنيا (المتوفى: 281هـ)
حَدَّثَنَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ
الْأَعْظَمُ شَيْخُ الْإِسْلَامِ فَخْرُ الْأَئِمَّةِ بَقِيَّةُ السَّلَفِ أَبُو
طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّلَفِيُّ الْأَصْفَهَانِيُّ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ، فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَخَمْسُمِائَةٍ
بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ قَالَ: نا أَبُو الْخَطَّابِ نَصْرُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْبَطِرِ الْقَارِيُّ، فِيمَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ
بِبَغْدَادَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، أنا
أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَشْرِانَ
السُّكَرِيُّ الْمُعَدِّلُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ
الْبَرْدَعِيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي
الدُّنْيَا الْقُرَشِيُّ،
1 - ذَكَرَ مَهْدِيُّ بْنُ حَفْصٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ
حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، ح [ص:44] وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا إِسْحَاقُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِيُ، نا حَيْوَةُ بْنُ
شُرَيْحٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
هُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ
قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَوْ
أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا
يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا»
(1/43)
2 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ الْمَرْوَزِيُّ، نا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، نا أَبِي: سَمِعْتُ حُسَيْنًا الْمُعَلِّمَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، نا يَحْيَى بْنُ يَعْمُرَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: [ص:46] «اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ يَمُوتُونَ»
(1/45)
3 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النَّضْرِ الْحَارِثِيِّ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ التَّوْفِيقَ لِمَحَابِّكَ مِنَ الْأَعْمَالِ، وَصِدْقَ التَّوَكُّلِ عَلَيْكَ، وَحُسْنَ الظَّنِّ بِكَ»
(1/46)
4 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، ذَكَرَ بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، نا خَالِدُ بْنُ مَحْدُوجٍ أَبُو رَوْحٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّنْ تَوَكَّلَ عَلَيْكَ فَكَفَيْتَهُ، وَاسْتَهْدَاكَ فَهَدَيْتَهُ، وَاسْتَنْصَرَكَ فَنَصَرْتَهُ»
(1/47)
5 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا جَرِيرٌ، [ص:48] عَنْ ضِرَارِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: «التَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ جِمَاعُ الْإِيمَانِ»
(1/47)
6 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، ذَكَرَ ابْنُ قُسَيْمٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ شُبْرُمَةَ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَلَا أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ بَلَغَنِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: هَاتِ، رُبَّ حَدِيثٍ حَسَنٍ جِئْتَ بِهِ. قَالَ: «أَرْبَعٌ لَا يُعْطِيهِنَّ اللَّهُ إِلَّا مَنْ أَحَبَّ» . قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: مَا هُنَّ؟ قَالَ: «الصَّمْتُ، وَهُوَ أَوَّلُ الْعِبَادَةِ، وَالتَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ، وَالتَّوَاضُعُ، وَالزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا»
(1/48)
7 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، نا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ، نا زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْمُحَارِبِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَسَّانَ، وَسَمِعَهُ مُوسَى، مِنَ الْمُحَارِبِيِّ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، تَوَكَّلُوا عَلَى اللَّهِ، وَثِقُوا بِهِ؛ فَإِنَّهُ يَكْفِي مِمَّنْ سِوَاهُ
(1/49)
8 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي شُرَيْحُ بْنُ يُونُسَ، نا عَبْدُ الْقُدُّوسِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: «يَا بُنَيَّ، الدُّنْيَا بَحْرٌ غَرِقَ فِيهِ أُنَاسٌ كَثِيرٌ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ سَفِينَتُكَ فِيهَا الْإِيمَانَ بِاللَّهِ، وَحَشْوُهَا الْعَمَلَ بِطَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَشِرَاعُهَا التَّوَكُّلَ عَلَى اللَّهِ؛ لَعَلَّكَ تَنْجُو»
(1/49)
9 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الرَّبِيعِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَسَدِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ زَيْدٍ الْعَمِّيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، [ص:50] قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكُونَ أَقْوَى النَّاسِ، فَلْيَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ»
(1/49)
10 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَامِرِيُّ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا عَوْنُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، لَقِيَ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: نَحْنُ الْمُتَوَكِّلُونَ. قَالَ: بَلْ أَنْتُمُ الْمُتَّكِلُونَ، إِنَّمَا «الْمُتَوَكِّلُ الَّذِي يُلْقِي حَبَّهُ فِي الْأَرْضِ، وَيَتَوَكَّلُ عَلَى اللَّهِ»
(1/50)
11 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا أَبُو حَفْصٍ الصَّيْرَفِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، [ص:51] نا الْمُغِيرَةُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ السَّدُوسِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْقِلُهَا وَأَتَوَكَّلُ، أَمْ أُطْلِقُهَا وَأَتَوَكَّلُ؟ قَالَ: «اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ»
(1/50)
12 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا جَرِيرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: الْتَقَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ وَسَلْمَانُ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: إِنْ مُتَّ قَبْلِي فَالْقَنِي، فَأَخْبِرْنِي مَا لَقِيتَ مِنْ رَبِّكَ، وَإِنْ مُتُّ قَبْلَكَ لَقِيتُكَ، فَأَخْبَرْتُكَ. فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ: أَوَ تَلْقَى الْأَمْوَاتُ الْأَحْيَاءَ؟ [ص:52] قَالَ: نَعَمْ، أَرْوَاحُهُمْ تَذْهَبُ فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ. قَالَ: فَمَاتَ فُلَانٌ، فَلَقِيَهُ فِي الْمَنَامِ، فَقَالَ: «تَوَكَّلْ وَأَبْشِرْ، فَلَمْ أَرَ مِثْلَ التَّوَكُّلِ قَطُّ، تَوَكَّلْ وَأَبْشِرْ، فَلَمْ أَرَ مِثْلَ التَّوَكُّلِ قَطُّ»
(1/51)
13 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، نا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، ذَكَرَ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَصَرِيُّ: حَدَّثَتْنِي امْرَأَةُ خُلَيْدٍ الْعَصَرِيِّ، عَنْ خُلَيْدٍ، قَالَتْ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " مَا مِنْ عَبْدٍ أَلْجَأَتْهُ حَاجَةٌ، فَأَخَذَ بِأَمَانَتِهِ تَوَكُّلًا عَلَى رَبِّهِ، ثُمَّ أَنْفَقَهُ عَلَى أَهْلِهِ فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ، فَأَدْرَكَهُ الْمَوْتُ وَلَمْ يَقْضِهِ، إِلَّا قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِمَلَائِكَتِهِ: عَبْدِي هَذَا أَلْجَأَتْهُ حَاجَةٌ، فَأَخَذَ بِأَمَانَتِهِ تَوَكُّلًا عَلَيَّ، وَثِقَةً بِي، فَأَنْفَقَهُ عَلَى أَهْلِهِ فِي غَيْرِ سَرَفٍ، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ قَضَيْتُ عَنْهُ دَيْنَهُ، وَأَرْضَيْتُ هَذَا مِنْ حَقِّهِ "
(1/52)
14 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَالِبٍ مَوْلَى الرَّبِيعِ بْنِ صَبِيحٍ: نا الرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: [ص:53] «الْعِزُّ وَالْغِنَى يَجُولَانِ فِي طَلَبِ التَّوَكُّلِ، فَإِذَا ظَفِرَا أَوْطَنَا»
(1/52)
15 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ، نا الْفَيْضُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: قُلْتُ لِلْفُضَيْلِ: " تَحُدُّ لِي التَّوَكُّلَ؟ قَالَ: آهٍ، كَيْفَ تَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ، وَأَنْتَ يَخْتَارُ لَكَ، فَتَسْخَطُ قَضَاءَهُ، أَرَأَيْتَ لَوْ دَخَلْتَ بَيْتَكَ، فَوَجَدْتَ امْرَأَتَكَ قَدْ عَمِيَتْ، وَابْنَتُكَ قَدْ أُقْعِدَتْ، وَأَنْتَ قَدْ أَصَابَكَ الْفَالِجُ، كَيْفَ كَانَ رِضَاكَ بِقَضَائِهِ؟ قُلْتُ: كُنْتُ أَخَافُ أَلَّا أَصْبِرَ. قَالَ: فَكَيْفَ لَا، حَتَّى يَكُونَ عِنْدَكَ وَاحِدًا تَرْضَى بِكُلِّ مَا صَنَعَ فِي الْعَافِيَةِ وَالْبَلَاءِ، لَا تَسْخَطُ عَلَى مَا زَوَى عَنْكَ، وَتَثِقُ بِمَا آتَاكَ. قَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ رَجُلًا قَدْ سَمَّاهُ قَالَ: إِنِّي لَأَكْرَهُ أَنْ أَقُولَ فِي سُجُودِي: اللَّهُمَّ عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ "
(1/53)
16 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مَسْعُودٍ، عَنْ مَعْنٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: بَيْنَا رَجُلٌ فِي بُسْتَانٍ بِمِصْرَ [ص:54] فِي فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ مُكْتَئِبًا، مَعَهُ شَيْءٌ يَنْكُتُ بِهِ فِي الْأَرْضِ، إِذْ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَسَنَحَ لَهُ صَاحِبُ مِسْحَاةٍ، فَقَالَ لَهُ: يَا هَذَا، مَا لِي أَرَاكَ مُكْتَئِبًا حَزِينًا؟ قَالَ: فَكَأَنَّهُ ازْدَرَاهُ. فَقَالَ: لَا شَيْءَ. فَقَالَ صَاحِبُ الْمِسْحَاةِ: أَلِلدُّنْيَا؟ فَإِنَّ " الدُّنْيَا عَرَضٌ حَاضِرٌ، يَأْكُلُ مِنْهَا الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، وَالْآخِرَةُ أَجْلٌ صَادِقٌ، يَحْكُمُ فِيهَا مَلِكٌ قَادِرٌ، يَفْصِلُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، حَتَّى ذَكَرَ أَنَّ لَهَا مَفَاصِلَ كَمَفَاصِلِ اللَّحْمِ، مَنْ أَخْطَأَ شَيْئًا أَخْطَأَ الْحَقَّ. فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ مِنْهُ كَأَنَّهُ أَعْجَبَهُ. قَالَ: فَقَالَ لِمَا فِيهِ الْمُسْلِمُونَ. قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ سَيُنَجِّيكَ بِشَفَقَتِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَسَلْ، فَمَنْ ذَا الَّذِي سَأَلَ اللَّهَ فَلَمْ يُعْطِهِ، وَدَعَاهُ فَلَمْ يُجِبْهُ، وَتَوَكَّلَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَكْفِهِ، أَوْ وَثِقَ بِهِ فَلَمْ يُنَجِّهِ. قَالَ: فَعَلَّقْتُ الدُّعَاءَ: اللَّهُمَّ سَلِّمْنِي، وَسَلِّمْ مِنِّي، فَتَجَلَّتْ، وَلَمْ تُصِبْ مِنْهُ أَحَدًا "
(1/53)
17 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا أَبُو إِسْحَاقَ الطَّلَقَانِيُّ، أنا زَافِرٌ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، قَالَ: سُئِلَ الْحَسَنُ عَنِ التَّوَكُّلِ، فَقَالَ: «الرِّضَا عَنِ اللَّهِ»
(1/54)
18 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، نا مُعْتَمِرُ بْنُ [ص:55] سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْجَلِيلِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: إِنَّ «مِنْ تَوَكُّلِ الْعَبْدِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ هُوَ ثِقَتَهُ»
(1/54)
19 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا عَلِيُّ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبَّادٍ، قَالَ: قِيلَ لِبَعْضِ الرُّهْبَانِ: " مَنِ الْمُتَوَكِّلُ؟ قَالَ: مَنْ لَمْ يَسْخَطْ حُكْمَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى كُرْهٍ أَوْ مَحَبَّةٍ "
(1/55)
20 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْقُرَشِيُّ، أنا أَبِي، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ: بِاسْمِ اللَّهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَيُقَالُ لَهُ [ص:56] حِينَئِذٍ: كُفِيتَ، وَوُقِيتَ، وَتَنَحَّى لَهُ الشَّيْطَانُ "
(1/55)
21 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، نا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ، قَالَ: قَالَ كَعْبٌ: " إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ، فَقَالَ: بِاسْمِ اللَّهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، قَالَ الْمَلَكُ: هُدِيتَ، وَحُفِظْتَ، وَكُفِيتَ. قَالَ: فَتَجِيءُ الشَّيَاطِينُ، فَيَقُولُونَ: مَا تُرِيدُونَ إِلَى عَبْدٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَحُفِظَ؟ "
(1/56)
22 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، نا أَبُو الْأَحْوَصِ، [ص:57] عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنَ الْمَسْجِدِ فَلْيَقُلْ: «بِاسْمِ اللَّهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا خَرَجْتُ إِلَيْهِ»
(1/56)
23 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْيَشْكُرِيُّ، نا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، نا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: [ص:58] كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ قَالَ: «بِاسْمِ اللَّهِ، وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، التُّكْلَانُ عَلَى اللَّهِ»
(1/57)
24 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى، نا زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [النحل: 99] قَالَ: أَنْ يَحْمِلَهُمْ عَلَى ذَنْبٍ لَا يُغْفَرُ "
(1/58)
25 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا أَبُو خَيْثَمَةَ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا هِشَامٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ، لَا يَكْتَوُونَ، وَلَا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» ، فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، [ص:59] فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ» ، فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ: «قَدْ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ»
(1/58)
26 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، نا الْخَلِيلُ بْنُ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ شُعَيْبٍ، قَالَ: أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «أَنْزِلْنِي مِنْ نَفْسِكَ كَهَمِّكَ، وَاجْعَلْنِي ذُخْرًا لَكَ فِي مَعَادِكَ، وَتَقَرَّبْ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ أُدْنِكَ، وَتَوَكَّلْ عَلَيَّ أَكْفِكَ، وَلَا تَولَّ غَيْرِي فَأَخْذُلَكَ»
(1/59)
27 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، نا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ، يَقُولُ: [ص:60] «إِذَا بَلَغَ غَايَةً مِنَ الزُّهْدِ أَخْرَجَهُ ذَلِكَ إِلَى التَّوَكُّلِ»
(1/59)
28 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، نا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ، نا بَقِيَّةُ، عَنْ زُرْعَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيزٍ، قَالَ: كَتَبَ عَامِلُ إِفْرِيقِيَّةَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَشْكُو إِلَيْهِ الْهَوَامَّ وَالْعَقَارِبَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: " وَمَا عَلَى أَحَدِكُمْ إِذَا أَمْسَى وَأَصْبَحَ أَنْ يَقُولَ: {وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ} [إبراهيم: 12] " قَالَ زُرْعَةُ: «وَهِيَ تَنْفَعُ مِنَ الْبَرَاغِيثِ»
(1/60)
29 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ أَبُو نَشِيطٍ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو أَيُّوبَ، نا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، قَالَ: [ص:61] " لَمَّا أُلْقِيَ يُوسُفُ فِي الْجُبِّ قَالَ: حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. وَكَانَ الْمَاءُ آجِنًا فَصَفَا، وَكَانَ مَالِحًا فَعَذُبَ "
(1/60)
30 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ عَنِ التَّوَكُّلِ، فَقَالَ: «أَرَى التَّوَكُّلَ حُسْنَ الظَّنِّ»
(1/61)
31 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا أُلْقِيَ إِبْرَاهِيمُ فِي النَّارِ قَالَ: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. وَقَالَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهَا "
(1/61)
32 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: حَدَّثَنِي مُخَوَّلٌ الْكُوفِيُّ، ذَكَرَ بَهِيمٌ أَبُو بَكْرٍ الْعِجْلِيُّ عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَالَ: " بَيْنَا أَنَا فِي، بُسْتَانٍ لِي، إِذْ خُيِّلَ لِي رُؤْيَةُ شَخْصٍ أَسْوَدَ، فَفَزِعْتُ مِنْهُ، فَقُلْتُ: حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَسَاخَ فِي الْأَرْضِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ، وَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ وَرَائِي يَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ} [الطلاق: 3] ، فَالْتَفَتُّ، فَلَمْ أَرَ شَيْئًا "
(1/62)
33 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُنِيبٍ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنِي السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، عَنْ وُهَيْبِ بْنِ الْوَرْدِ، أَنَّ رَجُلَيْنِ كُسِرَتْ بِهِمَا سَفِينَةٌ فِي الْبَحْرِ، فَوَقَعَا إِلَى الْأَرْضِ، فَأَتَيَا بَيْتًا مَبْنِيًّا مِنْ شَجَرٍ فَكَانَا فِيهِ، فَبَيْنَمَا هُمَا ذَاتَ لَيْلَةٍ، أَحَدُهُمَا نَائِمٌ وَالْآخَرُ يَقْظَانُ، إِذْ جَاءَتِ امْرَأَتَانِ، فَوَقَفَتَا عَلَى الْبَابِ، بِهِمَا مِنْ قُبْحِ الْهَيْئَةِ شَيْءٌ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ، فَقَالَتْ إِحْدَاهُمَا لِلْأُخْرَى: ادْخُلِي. فَقَالَتْ: وَيْحَكِ، إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ. قَالَتْ: وَيْحَكِ، لِمَهْ؟ قَالَتْ: أَوَمَا تَرَيْنَ مَا فِي الْبَيْتِ؟ فَإِذَا لَوْحٌ فِي الْبَيْتِ فِيهِ كِتَابٌ: «حَسْبِيَ اللَّهُ وَكَفَى، سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ دَعَا، لَيْسَ وَرَاءَ اللَّهِ مُنْتَهَى»
(1/62)
34 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ بُجَيْرٍ، نا [ص:63] إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، نا عَوْفٌ، قَالَ: كَانَ طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ يَقُولُ: «أَسْأَلُكَ خَوْفَ الْعَالَمِينَ بِكَ، وَعِلْمَ الْخَائِفِينَ لَكَ، وَتَوَكُّلَ الْمُؤْمِنِينَ بِكَ، وَيَقِينَ الْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْكَ، وَإِنَابَةَ الْمُخْبِتِينَ إِلَيْكَ، وَإِخْبَاتَ الْمُنِيبِينَ إِلَيْكَ، وَصَبْرَ الشَّاكِرِينَ لَكَ، وَشُكْرَ الصَّابِرِينَ لَكَ، وَإِلْحَاقًا بِالْأَحْيَاءِ الْمَرْزُوقِينَ عِنْدَكَ»
(1/62)
35 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: حَدَّثَنِي مَنْبُوذٌ أَبُو هَمَّامٍ، حَدَّثَنِي أَبُو مَعْبَدٍ، - رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَحْرَيْنِ - قَالَ: قَالَ لِي عَابِدٌ كَانَ بِالْبَحْرَيْنِ يَوْمًا: " بِحَسْبِكَ مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَيْهِ أَنْ يَعْلَمَ مِنْ قَلْبِكَ حُسْنَ تَوَكُّلِكَ عَلَيْهِ، وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ مِنِ عِبَادِهِ قَدْ فَوَّضَ إِلَيْهِ أَمْرَهُ، فَكَفَاهُ مِنْهُ مَا أَهَمَّهُ. ثُمَّ قَرَأَ: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 3] "
(1/63)
36 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْأُرْدُنِّيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو قُدَامَةَ الرَّمْلِيُّ، قَالَ: قَرَأَ رَجُلٌ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا [ص:64] يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ، وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا} [الفرقان: 58] ، فَأَقْبَلَ عَلَى سُلَيْمَانَ الْخَوَّاصِ، فَقَالَ: يَا أَبَا قُدَامَةَ، مَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ بَعْدَ هَذِهِ الْآيَةِ أَنْ يَلْجَأَ إِلَى أَحَدٍ غَيْرِ اللَّهِ فِي أَمْرِهِ. ثُمَّ قَالَ: انْظُرْ كَيْفَ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} [الفرقان: 58] ، فَأَعْلَمَكَ أَنَّهُ لَا يَمُوتُ، وَأَنَّ جَمِيعَ خَلْقِهِ يَمُوتُونَ، ثُمَّ أَمَرَكَ بِعِبَادَتِهِ، فَقَالَ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ} [الفرقان: 58] ، ثُمَّ أَخْبَرَكَ بِأَنَّهُ خَبِيرٌ بَصِيرٌ. ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ يَا أَبَا قُدَامَةَ، «لَوْ عَامَلَ عَبْدٌ اللَّهَ بِحُسْنِ التَّوَكُّلِ، وَصِدْقِ النِّيَّةِ لَهُ بِطَاعَتِهِ؛ لَاحْتَاجَتْ إِلَيْهِ الْأُمَرَاءُ فَمَنْ دُونَهُمْ، فَكَيْفَ يَكُونُ هَذَا مُحْتَاجًا، وَمَوْئِلُهُ وَمَلْجَؤُهُ إِلَى الْغَنِيِّ الْحَمِيدِ؟»
(1/63)
37 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِمَعْرُوفٍ: أَوْصِنِي. قَالَ: «تَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ حَتَّى يَكُونَ جَلِيسَكَ وَأَنِيسَكَ، وَمَوْضِعَ شَكْوَاكَ، وَأَكْثِرْ ذِكْرَ الْمَوْتِ حَتَّى لَا يَكُونَ لَكَ جَلِيسٌ غَيْرُهُ، وَاعْلَمْ أَنَّ الشِّفَاءَ لِمَا نَزَلَ بِكَ كِتْمَانُهُ، وَأَنَّ النَّاسَ لَا يَنْفَعُونَكَ وَلَا يَضُرُّونَكَ، وَلَا يُعْطُونَكَ وَلَا يَمْنَعُونَكَ»
(1/64)
38 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، [ص:65] عَنْ أَبِي الْعَالِيَةَ، قَالَ: اجْتَمَعَ إِلَيَّ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ، فَقَالُوا: يَا أَبَا الْعَالِيَةِ، " لَا تَعْمَلْ عَمَلًا تُرِيدُ بِهِ غَيْرَ اللَّهِ؛ فَيَجْعَلَ اللَّهُ ثَوَابَكَ عَلَى مَا أَرَدْتَ. قَالَ: وَاجْتَمَعَ إِلَيَّ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ، فَقَالُوا: يَا أَبَا الْعَالِيَةِ، لَا تَتَّكِلَنَّ عَلَى غَيْرِ اللَّهِ؛ فَيَكِلَكَ اللَّهُ إِلَى مَنِ اتَّكَلْتَ عَلَيْهِ "
(1/64)
39 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا أَبِي، نا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، أنا حُصَيْنٌ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ذَاتَ غَدَاةٍ، فَقَالَ لَنَا: أَيُّكُمْ رَأَى الْكَوْكَبَ الَّذِي انْقَضَّ الْبَارِحَةَ؟ قَالَ: قُلْتُ: أَنَا. ثُمَّ اسْتَدْرَكْتُ نَفْسِي، فَقُلْتُ: إِنَّ سَهَرِي لَمْ يَكُنْ فِي صَلَاةٍ، وَلَكِنْ لَدَغَتْنِي الْعَقْرَبُ؛ فَسَهِرْتُ. فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: كَيْفَ صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: صَنَعْتُ أَنِ اسْتَرْقَيْتُ. قَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ قُلْتُ: حَدِيثٌ حَدَّثَنَاهُ الشَّعْبِيُّ. قَالَ: وَمَا حَدَّثَكُمْ؟ قَالَ: قُلْتُ: حَدَّثَنَا الشَّعْبِيُّ، عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ حُصَيْبٍ الْأَسْلَمِيِّ أَنَّهُ قَالَ: «لَا رُقْيَةَ إِلَّا مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ» فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: «قَدْ أَحْسَنَ مَنِ انْتَهَى إِلَى مَا سَمِعَ»
(1/65)
ثُمَّ قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: نا ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ [ص:66] يَمُرُّ وَمَعَهُ الرَّهْطُ، وَالنَّبِيَّ يَمُرُّ وَمَعَهُ الثَّلَاثَةُ وَالِاثْنَانِ، وَالنَّبِيَّ يَمُرُّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ الْوَاحِدُ، وَالنَّبِيَّ يَمُرُّ وَلَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، إِلَى أَنْ رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ، فَقُلْتُ: هَذِهِ أُمَّتِي. قِيلَ: لَيْسَ بِأُمَّتِكَ، هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ. إِلَى أَنْ رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ قَدْ سَدَّ الْأُفُقَ، فَقِيلَ: هَذِهِ أُمَّتُكَ، وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ ". قَالَ: ثُمَّ دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخُضْنَا فِي أُولَئِكَ السَّبْعِينَ، وَجَعَلْنَا نَقُولُ: مَنِ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ؟ هُمُ الَّذِينَ صَحِبُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمْ هُمُ الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الْإِسْلَامِ وَلَمْ يُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا؟ إِلَى أَنْ خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «مَا هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ تَخُوضُونَ فِيهِ» ؟ قَالَ: فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ: «هُمُ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَكْتَوُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» . فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ، فَقَالَ: أَنَا مِنْهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَنْتَ مِنْهُمْ» . فَقَامَ رَجُلٌ آخَرُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، فَقَالَ: أَنَا مِنْهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ»
(1/65)
40 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، نا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ [ص:67] يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَتَرَاءَوْنَ فِي الْغُرَفِ كَمَا تَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الشَّرْقِيَّ، أَوِ الْكَوْكَبَ الْغَرْبِيَّ الْغَارِبَ فِي الْأُفُقِ، الطَّالِعَ فِي تَفَاضُلِ الدَّرَجَاتِ» . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُولَئِكَ النَّبِيُّونَ؟ قَالَ: «بَلْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ أَقْوَامٌ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ، وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ»
(1/66)
41 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ [ص:68] سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عِيسَى، - رَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ - يُحَدِّثَ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الطِّيَرَةُ مِنَ الشِّرْكِ، وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهَا بِالتَّوَكُّلِ»
(1/67)
42 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا أَبُو خَيْثَمَةَ، زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، نا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَاصِمٍ الْأَسَدِيِّ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الطِّيَرَةُ شِرْكٌ - ثَلَاثًا - وَمَا مِنَّا إِلَّا، وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ»
(1/68)
43 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا أَبُو كُرَيْبٍ، نا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ [ص:69] لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ الْعَقَّارِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنِ اسْتَرْقَى وَاكْتَوَى فَقَدْ بَرِئَ مِنَ التَّوَكُّلِ»
(1/68)
44 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: كَانَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ إِذَا تَلَا: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3] قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي سَمِعْتُكَ فِي كِتَابِكَ تَنْدُبُ عِبَادَكَ إِلَى كِفَايَتِكَ، وَتَشْتَرِطُ عَلَيْهِمُ التَّوَكُّلَ عَلَيْكَ، اللَّهُمَّ وَأَجِدُ سَبِيلَ تِلْكَ النَّدْبَةِ سَبِيلًا قَدِ انْمَحَتْ دِلَالَتُهَا، وَدَرَسَتْ ذِكْرَاهَا، وَتِلَاوَةُ الْحُجَّةِ بِهَا، وَأَجِدُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ مُشَبَّهَاتٍ تَقْطَعُنِي عَنْكَ، وَعَوْقَاتٍ تُقْعِدُنِي عَنْ إِجَابَتِكَ، اللَّهُمَّ وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ عَبْدًا لَا يَرْحَلُ إِلَيْكَ إِلَّا نَالَكَ، فَإِنَّكَ لَا تَحْتَجِبُ عَنْ خَلْقِكَ، إِلَّا أَنْ تَحْجُبَهُمُ الْآمَالُ دُونَكَ، وَعَلِمْتُ أَنَّ أَفْضَلَ زَادِ الرَّاحِلِ إِلَيْكَ صَبْرٌ عَلَى مَا يُؤَدِّي إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ وَقَدْ نَاجَاكَ بِعَزْمِ الْإِرَادَةِ قَلْبِي، وَأَفْهَمْتَنِي حُجَّتَكَ بِمَا تَبَيَّنَ لِي مِنْ آيَاتِكَ، اللَّهُمَّ فَلَا أَتَخَيَّرَنَّ دُونَكَ وَأَنَا أُؤَمِّلُكَ، وَلَا أَخْتَلِجَنَّ عَنْكَ وَأَنَا أَتَحَرَّاكَ، اللَّهُمَّ فَأَيِّدْنِي مِنْكَ بِمَا تَسْتَخْرِجُ بِهِ فَاقَةَ الدُّنْيَا مِنْ قَلْبِي، وَتُنْعِشُنِي مِنْ مَصَارِعِ أَهْوَائِهَا، وَتَسْقِينِي بِكَأْسٍ لِلسَّلْوَةِ عَنْهَا، حَتَّى تَسْتَخْلِصَنِي لِأَشْرَفِ عِبَادَتِكَ، وَتُوَرِّثَنِي مِيرَاثَ أَوْلِيَائِكَ الَّذِينَ ضَرَبْتَ لَهُمُ الْمَنَارَ عَلَى قَصْدِكَ، [ص:70] وَحَثَثْتَهُمْ حَتَّى وَصَلُوا إِلَيْكَ، آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ»
(1/69)
45 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ، نا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، نا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، نا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنٍ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ يُرِيدُ سَفَرًا، فَقَالَ حِينَ خَرَجَ: بِاسْمِ اللَّهِ، آمَنْتُ بِاللَّهِ، وَاعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ، وَتَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، رُزِقَ خَيْرَ ذَلِكَ الْمَخْرَجِ، وَصُرِفَ عَنْهُ شَرُّهُ "
(1/70)
46 - قَالَ أَبُو بَكْرِ وَبَلَغَنِي، عَنْ بَعْضِ الْحُكَمَاءِ، قَالَ: " التَّوَكُّلُ عَلَى ثَلَاثِ دَرَجَاتٍ: أُولَاهَا تَرْكُ الشِّكَايَةِ، وَالثَّانِيَةُ الرِّضَا، وَالثَّالِثَةُ الْمَحَبَّةُ، فَتَرْكُ الشِّكَايَةِ دَرَجَةُ الصَّبْرِ، وَالرِّضَا سُكُونُ الْقَلْبِ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُ، وَهِيَ أَرْفَعُ مِنَ الْأُولَى، وَالْمَحَبَّةُ أَنْ يَكُونَ حُبُّهُ لِمَا يَصْنَعُ اللَّهُ بِهِ، فَالْأُولَى لِلزَّاهِدِينَ، وَالثَّانِيَةُ لِلصَّادِقِينَ، وَالثَّالِثَةُ لِلْمُرْسَلِينَ "
(1/71)
47 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي الْعَنْبَسِ، نا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، نا الْمُعَلَّى بْنُ عِرْفَانَ، ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ قَالَ: تَفَاخَرَتْ زَيْنَبُ وَعَائِشَةُ، فَقَالَتْ زَيْنَبُ: أَنَا الَّذِي نَزَلَ تَزْوِيجِي مِنَ السَّمَاءِ. [ص:72] وَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَنَا الَّذِي نَزَلَ عُذْرِي فِي كِتَابِ اللَّهِ حِينَ حَمَلَنِي ابْنُ الْمُعَطَّلِ عَلَى الرَّاحِلَةِ. فَقَالَتْ لَهَا زَيْنَبُ: مَا قُلْتِ حِينَ رَكِبْتِيهَا؟ قَالَتْ: " قُلْتُ: حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. قَالَتْ لَهَا زَيْنَبُ: قُلْتِ كَلِمَةَ الْمُؤْمِنِينَ "
(1/71)
48 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ: " لَوْ تَوَكَّلْنَا عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ مَا بَنَيْنَا حَائِطًا عَلَى لَبِنَتَيْنِ، وَلَا جَعَلْنَا عَلَى بَابِنَا غَلَقًا.
(1/72)
قَالَ زُهَيْرٌ الْبَابِيُّ: " مَا أَقْدِرُ أَنْ أَقُولَ: تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ "
(1/72)
49 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: تَجَالَسَ شُتَيْرٌ وَمَسْرُوقٌ، فَقَالَ شُتَيْرٌ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: " إِنَّ أَشَدَّ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ تَفْوِيضًا: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3] فَقَالَ مَسْرُوقٌ: صَدَقْتَ
(1/72)
50 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ،
قَالَ: أَنْشَدَنِي سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْعَاقِرِيُّ مِنْ
قَوْلِهِ:
[البحر الكامل]
صَدَقَ الْكَذُوبُ وَلَمْ يَكُنْ بِصَدُوقِ ... مَا الْحِرْصُ إِلَّا مِنْ طَرِيقِ
الْمُوقِ
قَدْ قَدَّرَ اللَّهُ الْأُمُورَ بِعِلْمِهِ ... فِيهَا عَلَى الْمَحْرُومِ
وَالْمَرْزُوقِ
فَإِذَا طَلَبْتَ فَلَا إِلَى مُتَطَلِّبٍ ... وَإِذَا اتَّكَلْتَ فَلَا عَلَى
مَخْلُوقِ
فَإِذَا اتَّكَلْتَ فَكُنْ بِرَبِّكَ وَاثِقًا ... لَا مَا تَحَصَّلَ عِنْدَكَ
الْمَوْثُوقُ "
(1/73)
51 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْبَرَاثِيَّ، يَقُولُ: قَالَ لِي رَجُلٌ مِنَ الْعُبَّادِ: إِنَّكَ أَيُّهَا الرَّجُلُ " إِنْ فَوَّضْتَ أَمْرَكَ إِلَى اللَّهِ، اجْتَمَعَ لَكَ فِي ذَلِكَ أَمْرَانِ، قُلْتُ: مَا هُمَا؟ قَالَ: قِلَّةُ الِاكْتِرَاثِ بِمَا قَدْ ضَمِنَ لَكَ، وَرَاحَةُ الْبَدَنِ مِنْ مَطْلَبِ ذَلِكَ، فَأَيُّ حَالٍ أَكْبَرُ مِنْ حَالِ الْمُطِيعِ لَهُ، وَالْمُتَوَكِّلُ عَلَيْهِ كَفَاهُ اللَّهُ بِتَوَكُّلِهِ عَلَيْهِ الْهَمَّ، وَأَعْقَبَهُ الرَّاحَةَ "
(1/73)
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ، - عَابِدٌ رَأَيْتُهُ بِمَكَّةَ عِنْدَ قَادِمٍ الدَّيْلَمِيِّ - يَقُولُ: كَانَ يُقَالُ: «تَوَكَّلْ تُسَقْ إِلَيْكَ الْأَرْزَاقُ بِلَا تَعَبٍ وَلَا تَكَلُّفٍ»
(1/73)
52 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْأُرْدُنِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا فَرْوَةَ الزَّاهِدَ، يَقُولُ: قَالَ لِي رَجُلٌ فِي مَنَامِي: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْمُتَوَكِّلِينَ هُمُ الْمُسْتَرِيحُونَ؟ قُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، مِمَّ ذَا؟ قَالَ: مِنْ هُمُومِ الدُّنْيَا، وَعُسْرِ الْحِسَابِ غَدًا قَالَ أَبُو فَرْوَةَ: فَوَاللَّهِ مَا اكْتَرَثْتُ بَعْدَ ذَلِكَ بِإِبْطَاءِ رِزْقٍ وَلَا سُرْعَتِهِ؛ وَذَلِكَ أَنَّهُ " مَنْ أَجْمَعَ التَّوَكُّلَ عَلَيْهِ كَفَاهُ مَا هَمَّهُ، وَسَاقَ الرِّزْقَ وَالْخَيْرَ لَهُ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ} [الطلاق: 3] "
(1/73)
53 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْقُرَشِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ هَدَّابًا الْبَصْرِيَّ، يَقُولُ: قَالَ لِي قَائِلٌ فِي مَنَامِي: يَا هَدَّابُ، «تَوَكَّلْ عَلَى مَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ الْمُتَوَكِّلُونَ قَبْلَكَ؛ فَإِنَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لَا يَكِلُ مُتَوَكِّلًا عَلَيْهِ إِلَى غَيْرِهِ»
(1/74)
54 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي حَكِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي عِصَامُ بْنُ طَلِيقٍ، عَنْ شَيْخٍ، مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، عَنْ أَبِي الْجَلْدِ، قَالَ: لَقِيَنِي رَجُلٌ مِنَ الْعَجَمِ، فَشَكَا إِلَيَّ سُلْطَانَهُ وَمَا يَلْقَى مِنَ الظُّلْمِ، فَقُلْتُ لَهُ: أَلَا " أَدُلُّكَ عَلَى أَمْرٍ إِنْ أَخَذْتَ بِهِ وَتَرَكَتْ مَا سِوَاهُ كُفِيتَ أَمْرَ السُّلْطَانِ وَغَيْرِهِ؟ قَالَ: بَلَى، قُلْتُ: ارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ، وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فِي أَمْرِكَ كُلِّهِ؛ فَإِنَّكَ إِنْ تَفْعَلْ تَجِدْ مَا أَقُولُ لَكَ. قَالَ: فَلَقِيَنِي بَعْدَ ذَلِكَ، فَجَعَلَ يَتَشَكَّرُ لِي وَيَقُولُ: إِنِّي وَاللَّهِ رَجَعْتُ يَوْمَئِذٍ إِلَى أَهْلِي، وَتَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، فَلَمْ أَلْبَثْ إِلَّا أَنْ جَاءَنِي مَا أُحِبُّ "
(1/74)
55 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَّامِ الْجُمَحِيِّ، قَالَ: [ص:75] جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الرَّبِيعِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَسَأَلَهُ أَنْ يُكَلِّمَ الْأَمِيرَ فِي حَاجَةٍ لَهُ، فَبَكَى الرَّبِيعُ، ثُمَّ قَالَ: أَيْ أَخِي، «اقْصِدْ إِلَى اللَّهِ فِي أَمْرِكَ تَجِدْهُ سَرِيعًا قَرِيبًا، فَإِنِّي مَا ظَاهَرْتُ أَحَدًا فِي أَمْرٍ أُرِيدُهُ إِلَّا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَأَجِدُهُ كَرِيمًا قَرِيبًا لِمَنْ قَصَدَهُ وَأَرَادَهُ وَتَوَكَّلَ عَلَيْهِ»
(1/74)
56 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ الْبَصْرِيُّ الْأَزْدِيُّ، عَنْ شَيْخٍ، مِنَ الْأَزْدِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، فَقَالَ: عَلِّمْنِي شَيْئًا يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ. قَالَ: " أَكْثِرْ مِنْ ذِكْرِ الْمَوْتِ، وَأَقْصِرْ أَمَلَكَ، وَخَصْلَةٌ ثَالِثَةٌ، إِنْ أَنْتَ أَصَبْتَهَا بَلَغْتَ الْغَايَةَ الْقُصْوَى، وَظَفِرْتَ بِالْعِبَادَةِ. قَالَ: مَا هِيَ؟ قَالَ: التَّوَكُّلُ "
(1/75)
57 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْعُبَّادِ إِلَى عَالِمٍ، فَقَالَ: " إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَخْرُجَ إِلَى مَكَّةَ، أَفَأَخْرُجُ وَأَتَوَكَّلُ؟ قَالَ: لَوْ أَرَدْتَ أَنْ تَتَوَكَّلَ لَخَرَجْتَ وَلَمْ تَسْأَلْنِي "
(1/75)
58 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، [ص:76] عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي زَيْنَبَ، قَالَ: مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ: «لَا تَوَكَّلْ عَلَى ابْنِ آدَمَ؛ فَإِنَّ ابْنَ آدَمَ لَيْسَ لَهُ قِوَامٌ، وَلَكِنْ تَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ»
59 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، نا رَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ: «مَلْعُونٌ مَنْ كَانَ ثِقَتُهُ بِإِنْسَانٍ مِثْلِهِ»
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق