3.
باب ذم المراء
1 - قال الإمام أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي
المعروف بابن أبي الدنيا سنة ثمان وسبعين ومائتين حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي ،
عن عباد بن العوام ، عن عبد الله بن سعيد ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتى يدع المراء (1)
وإن كان محقا ويدع كثيرا من الحديث مخافة الكذب »
__________
(1) المراء : المجادلة على مذهب الشك والريبة
(1/3)
2 - حدثنا عبد الله ، حدثنا هارون بن معروف ، حدثنا أنس
بن عياض ، عن سلمة بن وردان ، قال : حدثني مالك بن أوس بن الحدثان ، أنه كان مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « وجبت وجبت
وجبت » فقال أصحابه : ما هذا الذي قلت يا رسول الله ؟ قال : « من ترك المراء (1)
وهو محق بني له في ربض الجنة ، ومن ترك الكذب بني له في ربض الجنة ، ومن حسن خلقه
بني له في ربض الجنة »
__________
(1) المراء : المجادلة على مذهب الشك والريبة
(1/4)
3 - حدثنا عبد الله ، ثنا أحمد بن المقدام العجلي ، ثنا
أمية بن خالد ، ثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله ، قال : حدثني ابن كعب بن
مالك ، عن أبيه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « من طلب العلم
ليجاري (1) به العلماء أو يماري (2) به السفهاء أو يصرف به وجوه الناس إليه أدخله
الله النار »
__________
(1) يجاري : يجادل ويناظر
(2) المراء : المجادلة على مذهب الشك والريبة
(1/5)
4 - حدثنا عبد الله ، حدثنا أبو عبد الرحمن القرشي ،
حدثنا أبو غسان ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن داود بن شابور ، قال : سمعته من شهر
بن حوشب ، قال : قال لقمان لابنه : « أي بني لا تعلم العلم تباهي به العلماء أو
تماري (1) به السفهاء أو ترائي به في المجالس »
__________
(1) المراء : المجادلة على مذهب الشك والريبة
(1/6)
5 - حدثنا عبد الله ، حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد
الله بن المبارك ، أخبرنا أبو بكر بن أبي مريم ، عن حريث بن عمرو ، قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : « لا تجار أخاك ولا تشاره ولا تماره (1) »
__________
(1) المراء : المجادلة على مذهب الشك والريبة
(1/7)
6 - حدثنا عبد الله ، حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد
الله بن المبارك ، أخبرنا المسعودي ، حدثنا الأعمش ، عن مجاهد ، قال : حدثني مولاي
عبد الله بن السائب ، قال : « كنت شريك النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية فلما
قدمت المدينة قال لي : » أتعرفني ؟ . « قلت : نعم كنت شريكي فنعم الشريك كنت لا
تداري (1) ولا تماري (2) »
__________
(1) لا تداري : لا تخالف ولا تمانع
(2) المراء : المجادلة على مذهب الشك والريبة
(1/8)
7 - حدثنا عبد الله ، حدثنا إبراهيم بن سعيد ، حدثنا موسى بن أيوب ، حدثنا عتاب بن بشير ، عن علي بن بذيمة ، قال : قيل لميمون بن مهران : « ما لك لا يفارقك أخ لك عن قلى ؟ ، قال : » إني لا أشاريه ولا أماريه «
(1/9)
باب ما جاء في ذم التقعر في الكلام
(1/10)
8 - حدثنا عبد الله ، حدثنا عبيد الله بن عمر الجشمي ، حدثنا ديلم بن غزوان ، عن ميمون الكردي ، عن أبي عثمان النهدي ، عن عمر بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان »
(1/11)
9 - حدثنا عبد الله ، حدثنا ابن أبي شيبة ، حدثنا حفص بن
غياث ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن مصعب بن سعد ، قال : جاء عمر بن سعد إلى أبيه
يسأله حاجة فتكلم بين يدي حاجته بكلام ، فقال له سعد : ما كنت من حاجتك أبعد منك
اليوم ، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « يأتي الناس زمان يتخللون
فيه الكلام بألسنتهم كما تتخلل (1) البقر الكلأ بألسنتها »
__________
(1) تتخلل : تحرك لسانها في فمها وخلال أسنانها
(1/12)
10 - حدثنا عبد الله ، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم الترجماني ، حدثنا علي بن ثابت ، عن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري ، عن عبد الله بن الحسن ، عن أمه ، عن فاطمة بنت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « شرار أمتي الذين غذوا بالنعم يأكلون ألوان الطعام ويلبسون ألوان الثياب ويتشدقون في الكلام »
(1/13)
11 - حدثنا عبد الله ، حدثنا سعيد بن محمد الجرمي ،
حدثنا أبو تميلة ، قال حدثني أبو جعفر النحوي ثنا عبد الله بن ثابت ، حدثنا صخر بن
عبد الله بن بريدة ، عن أبيه عن جده ، قال : بينما هو جالس بالكوفة في مجلس مع
أصحابه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن من البيان (1) سحرا ،
وإن من العلم جهلا ، وإن من الشعر حكما ، وإن من القول عيالا (2) » قال صعصعة بن
صوحان - وهو أحدث القوم سنا : صدق الله ورسوله ولو لم يقلها كان كذلك . قال :
فتوسمه رجل من الجلساء فقال له بعدما تصدع القوم من مجلسهم : ما حملك على أن قلت :
صدق نبي الله وإن لم يقل كان كذلك ؟ قال : بلى أما قول نبي الله صلى الله عليه
وسلم : « إن من البيان سحرا » فالرجل يكون عليه الحق وهو ألحن بالحجج من صاحب الحق
فيسحر القوم ببيانه فيذهب الحق وهو عليه . وأما قوله : « إن من العلم جهلا » :
تكلف العالم إلى علمه ما لا يعلم فيجهله ذلك ، وأما قوله : « إن من الشعر حكما » :
فهي هذه المواعظ والأمثال التي يعظ بها الناس . وأما قوله : « إن من القول عيالا »
فعرضك كلامك وحديثك على من ليس من شأنه ولا يريد
__________
(1) البيان : الفصاحة وسهولة العبارة مع البلاغة في الكلام
(2) إن من القول عيالا : المراد عَرْضُ الحديث على من لا يريده وليس من شأنه ،
كأنه لم يهتد لمن يطلب علمه فعرضه على من لا يريده
(1/14)
12 - حدثنا عبد الله ، حدثنا إسماعيل بن إسحاق الأزدي ، حدثنا إسحاق بن محمد الفروي ، عن عبد الله بن عمر ، عن حميد الطويل ، عن أنس بن مالك ، قال : قال عمر بن الخطاب : « إن شقاشق الكلام من شقاشق الشيطان »
(1/15)
13 - حدثنا عبد الله ، حدثنا أبو خيثمة ، والقواريري ،
قالا حدثنا يحيى القطان ، عن ابن جريج ، أخبرني سليمان بن عتيق ، عن طلق بن حبيب ،
عن الأحنف بن قيس ، عن عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال : « ألا هلك المتنطعون (1) ثلاث مرات »
__________
(1) التنطع : التكلف والمغالاة والتعمق في القول أو الفعل
(1/16)
باب ذم الخصومات
(1/17)
14 - حدثنا عبد الله ، حدثني أزهر بن مروان الرقاشي ،
حدثنا مسكين أبو فاطمة ، حدثنا رجاء أبو يحيى ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة
، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من
جادل في خصومة بغير علم لم يزل في سخط (1) الله حتى ينزع »
__________
(1) السخط : الغضب أو كراهية الشيء وعدم الرضا به
(1/18)
15 - حدثنا عبد الله ، حدثنا علي بن الحسين العامري ، حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم ، عن الأشجعي ، حدثنا الربيع بن الملاح ، قال : سمعت أبا جعفر ، يقول : « إياكم والخصومات فإنها تمحق الدين » وحدثني من سمعه يقول : « وتورث الشنآن وتذهب الاجتهاد »
(1/19)
16 - حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، وأحمد بن منيع ، قالا
: حدثنا مروان بن شجاع ، عن عبد الكريم بن أبي أمية ، قال : « ما خاصم ورع (1) قط
- يعني - في الدين »
__________
(1) الورع : في الأصْل : الكَفُّ عن المَحارِم والتَّحَرُّج مِنْه، ثم اسْتُعِير
للكفّ عن المُباح والحلال .
(1/20)
17 - حدثنا عبد الله ، حدثنا محمد بن عبد الملك القرشي ،
حدثنا أبو عوانة ، عن صالح بن مسلم ، قال : قال عامر : « لقد تركتني هذه الصعافقة
وللمسجد أبغض (1) إلي من كناسة داري » يعني أصحاب القياس
__________
(1) البغض : عكس الحب وهو الكُرْهُ والمقت
(1/21)
18 - حدثنا عبد الله ، حدثنا أبو خيثمة ، ثنا وكيع ،
حدثنا ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : « إن أبغض (1) الرجال إلى الله عز وجل الألد (2) الخصم
(3) »
__________
(1) البغض : عكس الحب وهو الكُرْهُ والمقت
(2) الألد : شديد الخصومة
(3) الخصم : شديد الخصام
(1/22)
19 - حدثنا عبد الله ، حدثني أبو بكر محمد بن هانئ ، حدثني أحمد بن شبويه ، حدثني سليمان بن صالح ، حدثني عبد الله بن المبارك ، عن جويرية بن أسماء ، عن سلم بن قتيبة ، قال : مر بي بشير بن عبيد الله بن أبي بكرة فقال : « ما يجلسك ؟ » قلت : خصومة بيني وبين ابن عم لي ادعى شيئا في داري . قال : « فإن لأبيك عندي يدا وإني أريد أن أجزيك بها وإني والله ما رأيت من شيء أذهب لدين ، ولا أنقص لمروءة ، ولا أضيع للذة ، ولا أشغل لقلب من خصومة ، قال : فقمت لأرجع . فقال خصمي : ما لك ؟ قلت : لا أخاصمك . قال : عرفت أنه حقي . قلت : لا ، ولكني أكرم نفسي عن هذا ، وسأبقيك بحاجتك . قال : فإني لا أطلب منه شيئا هو لك . قال : فمررت بعد يسير وهو يخاصم فذكرته قوله ، قال : لو كان قدر خصومتك عشر مرات فعلت ، ولكنه مرغاب أكثر من عشرين ألف ألف »
(1/23)
20 - حدثنا عبد الله ، حدثني عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا حفص بن غياث ، عن ليث ، عن الحكم ، عن مكحول ، عن محمد بن علي ، قال : « لا تجالسوا أصحاب الخصومات فإنهم الذين يخوضون في آيات الله عز وجل »
(1/24)
21 - حدثنا عبد الله ، حدثني محمد بن أبي حاتم ، حدثنا عبد الله بن داود ، قال : سمعت سفيان ، عن الحسن ، عن عمرو بن فضيل ، قال : قال إبراهيم : « ما خاصمت ، قال : قلت : قط ؟ » قال ابن داود : كذا يعني
(1/25)
22 - حدثنا عبد الله ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدثنا حماد بن زيد ، عن يحيى بن سعيد ، قال : قال عمر بن عبد العزيز : « من جعل دينه غرضا للخصومات مات أكثر التنقل »
(1/26)
باب الغيبة وذمها
(1/27)
23 - حدثنا عبد الله ، حدثنا أحمد بن جميل المروزي ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا داود بن قيس ، حدثني أبو سعيد ، مولى عبد الله بن عامر بن كريز ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « كل المسلم على المسلم حرام ، دمه ، وماله ، وعرضه »
(1/28)
24 - حدثنا عبد الله ، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي
، حدثنا سفيان بن حمزة ، عن كثير بن زيد ، عن الوليد بن رباح ، عن أبي هريرة ، رضي
الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لا تحاسدوا ، ولا تباغضوا ، ولا
تدابروا (1) ، ولا يغتب بعضكم بعضا ، وكونوا عباد الله إخوانا »
__________
(1) التدابر : الإعراض والهجر والخصومة
(1/29)
25 - حدثنا عبد الله ، حدثنا يحيى بن أيوب ، حدثنا أسباط
، عن أبي رجاء الخراساني ، عن عباد بن كثير ، عن الجريري ، عن أبي نضرة ، عن جابر
، وأبي سعيد ، رضي الله عنهما ، قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «
إياكم والغيبة ؛ فإن الغيبة (1) أشد من الزنا ، إن الرجل يزني فيتوب فيتوب الله
عليه ، وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(1/30)
26 - حدثنا عبد الله ، حدثني أبو بكر محمد بن أبي عتاب ،
حدثنا عبد القدوس أبو المغيرة ، عن صفوان بن عمرو ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير
، عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «
مررت ليلة أسري بي على قوم يخمشون (1) وجوههم بأظافيرهم ، فقلت يا جبريل : من
هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الذين يغتابون الناس ويقعون (2) في أعراضهم »
__________
(1) خمش : خدش
(2) وَقَعْت بفُلان : إذا لُمْتَه ووقَعْت فيه، إذا عِبْتَهُ وَذَممْتَه
(1/31)
27 - حدثنا عبد الله ، ثنا أبو خيثمة ، حدثنا يزيد بن
هارون ، عن زياد بن أبي زياد ، عن محمد بن سيرين ، قال : قال سليم بن جابر : أتيت
النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : علمني خيرا ينفعني الله به قال : « لا تحقرن من
المعروف شيئا ولو أن تصب من دلوك في إناء المستسقي ، وأن تلقى أخاك ببشر حسن ، وإن
أدبر فلا تغتابه (1) »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(1/32)
28 - حدثنا عبد الله ، حدثنا إبراهيم بن دينار ، حدثنا
مصعب بن سلام ، عن حمزة بن حبيب الزيات ، عن أبي إسحاق ، عن البراء ، رضي الله عنه
، قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسمع العواتق (1) في بيوتها فقال
: « يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه ، لا تغتابوا (2) المسلمين ، ولا تتبعوا
عوراتهم ، ومن يتبع عورة أخيه يتبع الله عورته (3) ، ومن تبع الله عورته يفضحه وهو
في جوف بيته »
__________
(1) العواتق : جمع عاتق ، وهي الأنثى أول ما تبلغ ، والتي لم تتزوج بعد
(2) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(3) العورة : العيب والخلل وسوأة الإنسان ، وكل ما يستحيا منه إذا ظهر
(1/33)
29 - حدثنا عبد الله ، حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني
، وأحمد بن عمران الأخنس ، قالا : حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن الأعمش ، عن سعيد بن
عبد الله بن جريج ، عن أبي برزة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يا
معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه لا تتبعوا عورات (1) المسلمين ، ولا عثراتهم
(2) ؛ فإنه من يتبع عثرات المسلمين يتبع الله عثرته ، ومن يتبع الله عثرته يفضحه
الله وإن كان في بيته »
__________
(1) العورة : العيب والخلل وسوأة الإنسان ، وكل ما يستحيا منه إذا ظهر
(2) العثرة : الزلة والسقطة
(1/34)
30 - حدثنا عبد الله ، حدثنا عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا
حفص بن غياث ، عن الأعمش ، عن رجل ، من أهل البصرة عن أبي برزة ، رضي الله عنه ،
قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : « لا تتبعوا عثرات (1) المسلمين
؛ فإنه من يتبع عثرات المسلمين يتبع الله عثرته حتى يفضحه في جوف بيته »
__________
(1) العثرة : الزلة والسقطة
(1/35)
31 - حدثنا عبد الله ، حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا
الربيع بن صبيح ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : أمر
النبي صلى الله عليه وسلم بصوم يوم وقال : « لا يفطرن أحد حتى آذن له » فصام الناس
حتى إذا أمسوا جعل الرجل يجيء فيقول : يا رسول الله ، إني ظللت صائما فأذن لي
فأفطر ، فيأذن له ، والرجل والرجل حتى جاء رجل فقال : يا رسول الله ، فتاتان من
أهلك ظلتا صائمتين وإنهما تستحيان أن تأتياك ، فأذن لهما أن تفطرا ، فأعرض عنه ،
ثم عاوده فأعرض عنه ، ثم عاوده ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إنهما
لم يصوما ، وكيف صام من ظل هذا اليوم يأكل لحوم الناس ؟ اذهب فمرهما إن كانتا
صائمتين أن يستقيئا » فرجع إليهما فأخبرهما فاستقاءتا فقاءت كل واحدة منهما علقة
(1) من دم ، فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فقال : « والذي نفس محمد
بيده ، لو بقيتا في بطونهما لأكلتهما النار »
__________
(1) العلقة : القطعة من الدم الغليظ الجامد
(1/36)
32 - حدثنا عبد الله ، حدثنا عبد الله بن أبي بدر ، أخبرنا
يزيد بن هارون ، أخبرنا سليمان التيمي ، قال : سمعت رجلا ، يحدث في مجلس أبي عثمان
النهدي عن عبيد ، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن امرأتين من الأنصار
صامتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا
تأكلان لحوم الناس ، فجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن هاهنا
امرأتين صائمتين وقد كادتا أن تموتا من العطش ، فأعرض عنه النبي صلى الله عليه
وسلم فسكت ثم جاءه بعد ذلك - أحسبه قال في الظهيرة - فقال : يا رسول الله ، إنهما
والله لقد ماتتا ، أو كادتا أن تموتا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « إيتوني
بهما » فدعا بعس (1) أو قدح فقال لإحداهما : « قيئي » فقاءت من قيح ودم وصديد حتى
ملأت القدح ، وقال للأخرى : « قيئي » فقاءت من قيح ودم وصديد حتى ملأت القدح فقال
: « إن هاتين صامتا عما أحل الله لهما ، وأفطرتا على ما حرم الله عليهما ، جلست
إحداهما إلى الأخرى فجعلتا تأكلان لحوم الناس »
__________
(1) العس : القدح الكبير وجمعه : عِساس وأعساس
(1/37)
33 - حدثنا عبد الله ، حدثنا خلف بن هشام ، حدثنا أبو شهاب ، أخبرني هشام الدستوائي ، عن يحيى بن أبي كثير ، قال : « دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة إلى الطعام وكان في لسانها شيء فقالت : يا رسول الله إني صائمة فقال : » لم تفعلي « فلما كان يوم آخر تحفظت بعض التحفظ فدعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطعام فقالت : يا رسول الله ، إني صائمة قال : » قد كدت ولم تفعلي « فلما كان في اليوم الثالث تحفظت فدعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله ، إني صائمة ، قال : » قد فعلت «
(1/38)
34 - حدثنا عبد الله ، حدثنا سويد بن سعيد ، حدثنا يحيى
بن زكريا بن أبي زائدة ، عن عبد الله بن سعيد ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، رضي الله
عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « الربا سبعون حوبا (1) أيسرها كنكاح
الرجل أمه ، وأربى الربا عرض الرجل المسلم »
__________
(1) الحوب : الإثم والذنب
(1/39)
35 - حدثنا عبد الله ، حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « أربى الربا تفضيل المرء على أخيه بالشتم »
(1/40)
36 - حدثنا عبد الله ، حدثنا محمد بن علي بن شقيق ، قال : سمعت أبي ، حدثنا أبو مجاهد ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الربا وعظم شأنه ، فقال : « إن الدرهم يصيبه الرجل من الربا أعظم عند الله في الخطيئة من ست وثلاثين زنية يزنيها الرجل ، وأربى الربا عرض الرجل المسلم »
(1/41)
37 - حدثنا عبد الله ، حدثنا محمد بن علي ، حدثنا النضر
بن شميل ، أخبرنا أبو العوام واسمه عبد العزيز بن ربيع الباهلي ، حدثنا أبو الزبير
واسمه محمد ، عن جابر بن عبد الله ، رضي الله عنهما ، قال : كنا مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم في مسير ، فأتى على قبرين يعذب صاحباهما فقال : « أما إنهما لا
يعذبان في كبير ، ويل أما أحدهما فكان يغتاب (1) الناس وأما الآخر فكان لا يتأذى
(2) من بوله » ودعا رسول الله بجريدة رطبة أو جريدتين فكسرهما ثم أمر بكل كسرة
فغرست على قبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أما إنه سيهون من عذابهما ما
كانتا رطبتين أو ما لم تيبسا »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(2) التأذي : التضرر
(1/42)
38 - حدثنا عبد الله ، حدثنا عبد الله بن أبي بدر ، أخبرنا يزيد بن هارون ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس ، قال : مر عمرو بن العاص ، رضي الله عنه ، على بغل ميت ، فقال : « والله لأن يأكل أحدكم من لحم هذا خير له من أن يأكل لحم أخيه »
(1/43)
39 - حدثنا عبد الله ، حدثنا يحيى بن يوسف الزمي ، حدثنا محمد بن سلمة الحراني ، عن محمد بن إسحاق ، عن عمه موسى بن يسار ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه قال : « من أكل لحم أخيه في الدنيا قرب إليه لحمه في الآخرة فقيل له : كله ميتا كما أكلته حيا فيأكله ويضج ويكلح »
(1/44)
40 - حدثنا عبد الله ، حدثنا يحيى بن يوسف الزمي ، حدثنا يحيى بن سليم ، عن هشام ، عن ابن سيرين ، عن عبيدة السلماني ، قال : « اتقوا المفطرين الغيبة والكذب »
(1/45)
41 - حدثنا أبو نصر التمار ، حدثنا فضيل بن عياض ، عن
ليث ، عن مجاهد ، قال : « المسلم يسلم له صومه يتقي (1) الغيبة (2) والكذب »
__________
(1) التوقي والاتقاء : الستر والاحتماء والتجنب
(2) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(1/46)
42 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا سعيد بن عامر ، عن
الربيع بن صبيح : « أن رجلين كانا قاعدين عند باب من أبواب المسجد الحرام فمر بهما
رجل كأنه مخنث (1) فتركا ذاك ، فقالا : لقد بقي فيه منه شيء فأقيمت الصلاة فدخلا
فصليا مع الناس فحاك في أنفسهما شيء مما قالا فأتيا عطاء فسألاه ، فأمرهما أن
يعيدا الوضوء والصلاة ، وكانا صائمين فأمرهما أن يقضيا صيام ذلك اليوم »
__________
(1) المخنث : الذي يشبه النساء في أخلاقه وفي كلامه وحركاته. وتارة يكون هذا خلقة
من الأصل ، وتارة يكون بتكلف وهو المنهي عنه
(1/47)
43 - حدثنا عبد الله بن أبي الدنيا ، حدثنا عبد الله بن
أبي بدر ، أخبرنا يزيد بن هارون ، عن هشام بن حسان ، عن خالد الربعي ، قال : «
دخلت المسجد فجلست إلى قوم فذكروا رجلا فنهيتهم عنه فكفوا ، ثم جرى بهم الحديث حتى
عادوا في ذكره فدخلت معهم في شيء من أمره فلما كان من الليل رأيت في المنام كأن
شيئا أسود يشبه الرجل إلا أنه طويل جدا معه طبق خلاف أبيض عليه لحم خنزير ، فقال :
كل ، قلت : آكل لحم خنزير والله لا آكله ، فأخذ بقفاي وقال : كل ـ انتهارة (1)
شديدة ـ ودسه في فمي ، فجعلت ألوكه ولا أسيغه وأفرق أن ألقيه واستيقظت ، قال :
فمحلوفة لقد مكثت ثلاثين يوما وثلاثين ليلة ما آكل طعاما إلا وجدت طعم ذلك اللحم
في فمي » حدثنا . . . . قال أبو جعفر : حدثنا الدقيقي محمد بن عبد الملك ، حدثنا
يزيد بن هارون ، بإسناده نحوه . حدثنا عبد الله بن أبي الدنيا ، قال : وسمعت يحيى
بن أيوب ، يذكر عن نفسه ، أنه رأى في المنام صنع به نحو هذا وأنه وجد طعم الدسم
على شفتيه أياما وذلك أنه كان يجالس رجلا كان يغتاب الناس
__________
(1) الانتهار : الزجر والنهي والتعنيف
(1/48)
44 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ،
عن أبي مودود ، عن زيد ، مولى قيس الحذاء ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، رضي الله عنه
: ( ولا تلمزوا أنفسكم (1) ) قال : « لا يطعن بعضكم على بعض »
__________
(1) سورة : الحجرات آية رقم : 11
(1/49)
45 - حدثنا ابن جميل ، أخبرنا ابن المبارك ، أخبرنا
سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، ( ويل لكل همزة لمزة (1) ) قال : « الهمزة :
الطعان في الناس ، واللمزة : الذي يأكل لحوم الناس »
__________
(1) سورة : الهمزة آية رقم : 1
(1/50)
46 - حدثنا عبد الله ، حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب ، حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن محمد بن إسحاق ، عن وهب بن منبه ، أن ذا القرنين ، عليه السلام ، قال لبعض الأمم : « ما بال كلمتكم واحدة وطريقتكم مستقيمة ؟ » قالوا : إنا من قبل لا نتخادع ولا يغتاب بعضنا بعضا «
(1/51)
47 - حدثنا داود بن عمرو الضبي ، حدثنا إسماعيل بن عياش
، حدثني ثعلبة بن مسلم الخثعمي ، عن أيوب بن بشير العجلي ، عن شفي بن ماتع الأصبحي
، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « أربعة يؤذون أهل النار على ما بهم من الأذى
يسعون بين الحميم (1) والجحيم يدعون بالويل والثبور (2) ، يقول بعض أهل النار لبعض
: ما بال هؤلاء قد آذونا على ما بنا من الأذى ؟ قال : فرجل مغلق عليه تابوت من جمر
ورجل يجر أمعاءه ورجل يسيل فوه قيحا ودما ورجل يأكل لحمه ، فيقال للذي يأكل لحمه :
ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى ؟ فيقول : إن الأبعد كان يأكل لحوم
الناس بالغيبة ويمشي بالنميمة »
__________
(1) الحميم : الماء الحار
(2) الثبور : الهلاك والخسران
(1/52)
48 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا مروان بن معاوية ، ويزيد بن هارون ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، قال : مر عمرو بن العاص ، رضي الله عنه ، على بغل ميت فقال لأصحابه : « والله لأن يأكل أحدكم من لحم هذا حتى يمتلئ خير له من أن يأكل لحم رجل مسلم »
(1/53)
49 - حدثني أبو حاتم ، حدثنا أصبغ ، أخبرني ابن وهب ، أخبرني عبد الله بن عياش ، عن يزيد بن قوذر ، عن كعب ، قال : « الغيبة تحبط العمل »
(1/54)
50 - حدثنا ابن منيع ، حدثنا ابن علية ، حدثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، قال : « ذكر لنا أن عذاب القبر ثلاثة أثلاث : ثلث من الغيبة وثلث من البول وثلث من النميمة »
(1/55)
51 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا محمد بن يزيد الواسطي ،
أخبرنا جويبر ، عن الضحاك ، في قوله ( ولا تلمزوا أنفسكم (1) ) قال : « اللمز :
النميمة »
__________
(1) سورة : الحجرات آية رقم : 11
(1/56)
52 - حدثنا محمد بن أبي حاتم الأزدي ، حدثنا داوود بن المحبر ، حدثنا الربيع بن صبيح ، قال : سمعت الحسن ، رضي الله عنه ، يقول : « والله للغيبة أسرع في دين المؤمن من الأكلة في جسده »
(1/57)
53 - حدثنا عيسى بن عبد الله التميمي ، قال : بلغني عن عتاب بن بشير ، عن خصاف ، وخصيف ، وعبد الكريم بن مالك قالوا : « أدركنا السلف وهم لا يرون العبادة في الصوم ولا في الصلاة ولكن في الكف عن أعراض الناس »
(1/58)
54 - حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، عن إسرائيل ، عن أبي يحيى ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، رضي الله عنه ، قال : « إذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك فاذكر عيوبك »
(1/59)
55 - حدثني عبد الله بن أبي بدر ، أخبرنا كثير بن هشام ، عن جعفر بن برقان ، عن يزيد بن الأصم ، قال : سمعت أبا هريرة ، رضي الله عنه ، : قال : « يبصر أحدكم القذى في عين أخيه وينسى الجذل في عينه »
(1/60)
56 - حدثنا خالد بن مرداس ، حدثنا أبو عقيل ، عن حفص بن عثمان ، قال : كان عمر بن الخطاب يقول : « لا تشغلوا أنفسكم بذكر الناس فإنه بلاء وعليكم بذكر الله فإنه رحمة »
(1/61)
57 - حدثني أبو محمد الأزدي ، حدثنا علي بن ثابت ، عن صالح المزني ، قال : كتب سلمان إلى أبي الدرداء ، رضي الله عنه : أما بعد : « فإني أوصيك بذكر الله عز وجل ؛ فإنه دواء ، وأنهاك عن ذكر الناس ؛ فإنه داء »
(1/62)
58 - حدثنا نصر بن طرخان ، حدثنا عمران بن خالد الخزاعي ، قال : كان الحسن ، رضي الله عنه ، يقول : « ابن آدم ، إنك لن تصيب حقيقة الإيمان حتى لا تعيب الناس بعيب هو فيك ، وحتى تبدأ بصلاح ذلك العيب فتصلحه من نفسك ، فإذا فعلت ذلك كان شغلك في خاصة نفسك ، وأحب العباد إلى الله عز وجل من كان هكذا »
(1/63)
59 - حدثني عبد الله بن أبي بدر ، أخبرنا يزيد بن هارون ، عن المسعودي ، عن عون بن عبد الله ، قال : « ما أحسب أحدا تفرغ لعيوب الناس إلا من غفلة غفلها عن نفسه »
(1/64)
60 - حدثني المفضل بن غسان ، عن أبيه ، قال : قال بكر بن عبد الله المزني : « إذا رأيتم الرجل مولعا بعيوب الناس ناسيا لعيبه فاعلموا أنه قد مكر به »
(1/65)
61 - حدثني أبي ، أخبرنا الأصمعي ، عن معتمر بن سليمان ، عن حزم القطعي ، عن سليمان التيمي ، قال : قال الأحنف بن قيس : « ما ذكرت أحدا بسوء بعد أن يقوم من عندي »
(1/66)
62 - حدثني أحمد بن سعيد الدارمي ، حدثنا الأصمعي ، عن أبيه ، قال : كان الأحنف بن قيس إذا ذكر عنده رجل قال : « دعوه يأكل رزقه ويأتي عليه أجله » وقال عن غير أبيه : إن الأحنف قال : « دعوه يأكل رزقه ويكفي قرنه »
(1/67)
63 - حدثنا أحمد بن جميل المروزي ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا جعفر بن حسان ، عن الحسن ، رضي الله عنه ، قال : « يا ابن آدم ، تبصر القذى في عين أخيك وتدع الجذل معترضا في عينك »
(1/68)
64 - حدثنا العباس العنبري ، حدثنا محمد بن عبيد ، حدثنا محرز وهو أبو رجاء الشامي ، عن عمر بن عبد الله ، عن عمران بن عبد الرحمن ، قال : قال عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه : « عليكم بذكر الله فإنه شفاء ، وإياكم وذكر الناس فإنه داء »
(1/69)
65 - أخبرنا عبيد الله العتكي ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا الهنيد بن القاسم ، قال : سمعت غبطة بنت خالد ، قالت : سمعت عائشة تقول : « لا يغتاب منكن أحد أحدا فإني قلت لامرأة مرة وأنا عند النبي صلى الله عليه وسلم : إن هذه لطويلة الذيل فقال : » الفظي الفظي « فلفظت بضعة من لحم »
(1/70)
66 - حدثنا أبو عبد الرحمن القرشي ، حدثنا أبو معاوية ، قال : ذكر الشيباني عن حسان بن مخارق ، عن عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : « دخلت امرأة قصيرة والنبي صلى الله عليه وسلم جالس فقلت بإبهامي هكذا ، وأشرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنها قصيرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : » اغتبتها «
(1/71)
67 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، حدثني أبي ، قال : وحدثني واصل مولى أبي عيينة ، قال : حدثني خالد بن عرفطة ، عن طلحة بن نافع وهو أبو سفيان ، عن جابر ، رضي الله عنه ، قال : « كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتفعت لنا ريح جيفة منتنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » أتدرون ما هذه الريح ؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين «
(1/72)
68 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا المسعودي ، وقيس بن الربيع ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن الحارث ، عن عبد الله بن ملكا ، أو عن عبد الله بن مالك ، عن عبد الله بن الحارث ، عن عبد الله بن عمرو ، رضي الله عنهما ، قال : قال رجل : يا رسول الله ، أي الإسلام أفضل ؟ قال : « أن يسلم المسلمون من لسانك ويدك »
(1/73)
تفسير الغيبة
(1/74)
69 - حدثنا يحيى بن أيوب ، حدثنا إسماعيل بن جعفر ،
أخبرني العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال : « هل تدرون ما الغيبة ؟ » قالوا : الله ورسوله أعلم ،
قال : « ذكرك أخاك بما يكره » قيل : أرأيت إن كان فيه ما أقول ؟ قال : « إن كان
فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته (1) »
__________
(1) بهته : كذَبت وافْتَريْت عليه
(1/75)
70 - حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا علي بن عاصم ، عن المثنى بن الصباح ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده عن معاذ بن جبل ، رضي الله عنه ، قال : « ذكر رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : ما أعجزه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » اغتبتم أخاكم « قلنا : يا رسول الله ، : قلنا ما فيه قال : » إن قلتم ما ليس فيه فقد بهتموه «
(1/76)
71 - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، عن علي بن الأقمر ، عن أبي حذيفة ، عن عائشة ، رضي الله عنها ، أنها ذكرت امرأة فقالت : إنها قصيرة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « اغتبتها »
(1/77)
72 - حدثنا أحمد بن منيع ، ثنا قران بن تمام ، عن محمد بن أبي حميد ، عن موسى بن وردان ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال رجل من القوم : يا رسول الله ، ما أعجز فلانا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أكلتم لحم أخيكم واغتبتموه »
(1/78)
73 - حدثنا عبد الله ، حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا أبو نصر التمار ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن عباس الجريري ، عن سنان بن سلمة ، قال : كنت مع أبي عند ابن عمر ، رضي الله عنه ، فسئل عن الغيبة ، فقال ابن عمر ، رضي الله عنه : « الغيبة : أن تقول ما فيه ، والبهتان : أن تقول ما ليس فيه »
(1/79)
74 - حدثنا عبد الله ، ثنا أحمد بن منيع ، حدثنا الحسين
بن محمد ، عن المسعودي ، عن عون بن عبد الله ، قال : « إذا قلت ما في الرجل وأنت
تعلم أنه يكره ذلك فقد اغتبته (1) وإذا قلت ما ليس فيه فقد بهته (2) »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك في غيابه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(2) بهته : كذَبت وافْتَريْت عليه
(1/80)
75 - حدثنا عبد الله ، حدثنا أحمد بن منيع ، ثنا ابن
علية ، ثنا هشام الدستوائي ، عن حماد ، عن إبراهيم قال : كان ابن مسعود ، رضي الله
عنه ، يقول : « الغيبة أن تذكر من أخيك ما تعلم فيه فإذا قلت ما ليس فيه فذلك
البهتان (1) »
__________
(1) البهتان : الباطل الذي يُتَحيَّر منه، وهو من البُهْت التَّحيُّر والكذب
(1/81)
76 - حدثنا عبد الله ، حدثنا يحيى بن أيوب ، حدثنا مروان بن معاوية ، عن عمر بن سيف ، قال : قال الحسن : « يخشون أن يكون قولنا : حميد الطويل ، غيبة »
(1/82)
77 - حدثنا عبد الله ، حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا محمد بن ميسر أبو سعد ، حدثنا جرير بن حازم ، قال : ذكر ابن سيرين رجلا فقال : ذلك الرجل الأسود ، ثم قال : « أستغفر ، الله إني أراني قد اغتبته »
(1/83)
78 - حدثنا عبد الله ، ثنا خلف بن هشام ، حدثنا أبو شهاب ، عن هشام بن حسان ، قال : « الغيبة أن يقول الرجل ما هو فيه مما يكره »
(1/84)
باب الغيبة التي يحل لصاحبها الكلام بها
(1/85)
79 - حدثنا عبد الله ، حدثنا أبو خيثمة ، وإسحاق بن
إسماعيل ، قالا : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن محمد بن المنكدر ، قال : سمعت عروة
قال : حدثتني عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : استأذن رجل على النبي صلى الله عليه
وسلم فقال : « ائذنوا له فبئس ابن العشيرة أو بئس رجل العشيرة (1) » فلما أن دخل
ألان له القول فلما خرج قلنا له : قلت الذي قلت ثم ألنت له القول ، فقال : « أي
عائشة ، شر الناس منزلة عند الله عز وجل يوم القيامة من ودعه أو تركه الناس اتقاء
شره »
__________
(1) العشيرة : الأهل أو القبيلة
(1/86)
80 - حدثنا عبد الله ، حدثنا علي بن الجعد ، أخبرني عثمان بن مطر ، عن ثابت ، عن أنس ، أن رجلا ، أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في حلقة فأثنوا عليه شرا فرحب به النبي صلى الله عليه وسلم فلما قام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « شر الناس منزلة يوم القيامة من يخاف لسانه أو يخاف شره »
(1/87)
81 - حدثنا عبد الله ، حدثنا أبو طالب عبد الجبار بن عاصم ، حدثنا الجارود بن يزيد ، عن بهز بن حكيم ، عن أبيه ، عن جده ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أترعون عن ذكر الفاجر متى يعرفه الناس ؟ اذكروه بما فيه يحذره الناس »
(1/88)
82 - حدثنا عبد الله ، حدثنا الحسن بن يحيى ، أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن زيد بن أسلم ، قال : « إنما الغيبة لمن لم يعلن بالمعاصي »
(1/89)
77 - حدثنا عبد الله ، حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا محمد بن ميسر أبو سعد ، حدثنا جرير بن حازم ، قال : ذكر ابن سيرين رجلا فقال : ذلك الرجل الأسود ، ثم قال : « أستغفر ، الله إني أراني قد اغتبته »
(1/90)
84 - حدثنا عبد الله ، حدثنا خلف بن هشام ، حدثنا أبو عوانة ، عن قتادة ، عن الحسن ، رضي الله عنه ، قال : « ليس بينك وبين الفاسق حرمة »
(1/91)
85 - حدثنا عبد الله ، حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا الربيع بن صبيح ، عن الحسن ، رضي الله عنه ، قال : « ليس لمبتدع غيبة »
(1/92)
86 - حدثنا عبد الله ، حدثنا عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا حسين الجعفي ، عن هانئ بن أيوب ، قال : سألت محارب بن دثار عن غيبة الرافضة قال : « إنهم إذن لقوم صدق »
(1/93)
87 - حدثنا عبد الله ، قال : بلغني عن أحمد بن عمران الأخنسي ، حدثنا سليمان بن حيان ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، قال : « ثلاثة ليس لهم غيبة : الظالم والفاسق وصاحب البدعة »
(1/94)
88 - حدثنا عبد الله ، حدثنا أبي رحمه الله أخبرنا هشيم ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، قال : « كانوا لا يرونها غيبة ما لم يسم صاحبها »
(1/95)
89 - حدثنا عبد الله ، حدثنا رباح بن الجراح العبدي ، حدثنا سابق بن عبد الله - وكان من البكائين - عن أبي خلف ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا مدح الفاسق غضب الله واهتز لذلك العرش »
(1/96)
90 - حدثنا عبد الله ، حدثنا محمد بن أبي سمينة ، حدثنا المعافى بن عمران ، عن سابق ، عن أبي خلف ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الله يغضب إذا مدح الفاسق »
(1/97)
91 - حدثنا عبد الله ، حدثني يحيى بن جعفر ، أخبرنا عبد الملك بن إبراهيم الجدي ، حدثنا الصلت بن طريف ، قال : قلت للحسن : الرجل الفاجر المعلن بفجوره ذكري له بما فيه غيبة ؟ قال : « لا ولا كرامة »
(1/98)
92 - حدثنا عبد الله ، حدثني محمد بن عباد بن موسى ، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، عن همام ، عن قتادة ، قال عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه : « ليس لفاجر حرمة » وكان رجل قد خرج مع يزيد بن المهلب فكان الحسن إذا ذكره هرته
(1/99)
93 - حدثنا عبد الله ، حدثني محمد ، حدثنا زيد بن الحباب ، عن حماد بن سلمة ، عن حميد الطويل ، قال : ذكروا الغيبة عند سعيد بن جبير فقال : « ما استقبلته به ثم قلته من ورائه فليس بغيبة »
(1/100)
94 - حدثنا عبد الله ، حدثني محمد ، حدثنا يحيى بن أبي
بكير ، عن شريك ، عن عقيل ، عن الحسن ، رضي الله عنه ، قال : « ثلاث ليس لهم غيبة
: صاحب هوى ، والفاسق المعلن بالفسق ، والإمام الجائر (1) »
__________
(1) الجور : البغي والظلم والميل عن الحق
(1/101)
95 - حدثنا عبد الله ، حدثني محمد ، حدثنا مروان بن معاوية ، عن زائدة بن قدامة ، قال : قلت لمنصور بن المعتمر : إذا كنت صائما أنال من السلطان ؟ قال : « لا ، قلت : فأنال من أصحاب الأهواء ؟ قال : نعم »
(1/102)
96 - حدثنا عبد الله ، حدثنا عبيد الله بن جرير ، حدثنا
موسى بن إسماعيل ، حدثنا المبارك ، عن الحسن ، رضي الله عنه ، قال : « إذا ظهر
عوره فلا غيبة له ، نحو المخنث (1) ونحو الحرورية »
__________
(1) المخنث : الذي يشبه النساء في أخلاقه وفي كلامه وحركاته. وتارة يكون هذا خلقة
من الأصل ، وتارة يكون بتكلف وهو المنهي عنه
(1/103)
97 - حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، أخبرنا علي بن شقيق ،
أخبرنا خارجة ، حدثنا جابان ، عن الحسن ، رفعه قال : « ثلاثة لا تحرم عليك أعراضهم
: المجاهر بالفسق ، والإمام الجائر (1) ، والمبتدع »
__________
(1) الجور : البغي والظلم والميل عن الحق
(1/104)
98 - حدثنا عبد الله ، حدثني عبيد الله ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا الصلت بن طريف المغولي ، قال : سألت الحسن ، رضي الله عنه ، قلت : رجل قد علمت منه الفجور وقتلته علما أفذكري له غيبة ؟ قال : « لا ، ولا نعمت عين للفاجر »
(1/105)
باب ذب المسلم عن عرض أخيه
(1/106)
99 - حدثنا عبد الله ، حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا جرير ، عن ليث ، عن شهر بن حوشب ، عن أم الدرداء ، عن أبي الدرداء ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من رد عن عرض أخيه كان حقا على الله أن يرد عن عرضه يوم القيامة »
(1/107)
100 - حدثنا عبد الله ، حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا عثمان بن عمر ، عن عبيد الله بن أبي زياد ، عن شهر بن حوشب ، عن أسماء بنت يزيد ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « من رد عن عرض أخيه بالمغيبة كان حقا على الله أن يعتقه من النار »
(1/108)
101 - حدثنا عبد الله ، حدثنا أبو بلال الأشعري ، حدثنا أبو منقذ القرشي ، عن شيخ ، من أهل البصرة ، عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من حمى عرض أخيه في الدنيا بعث الله عز وجل ملكا - يوم القيامة - يحميه عن النار »
(1/109)
102 - حدثنا عبد الله ، حدثنا الحسن بن عبد العزيز
الجروي ، حدثني علي بن الحسن العسقلاني ، عن عبد الله بن المبارك ، عن ليث بن سعد
، قال : حدثني يحيى بن سليم بن زيد ، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سمع
إسماعيل بن بشير مولى بني مغالة يقول : سمعت جابر بن عبد الله ، وأبا طلحة بن سهل
الأنصاريين ، رضي الله عنهما ، يقولان : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما
من امرئ يخذل امرأ مسلما في موطن فينتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله
(1) الله عز وجل في موطن يحب فيه نصرته وما من مسلم ينصر امرأ مسلما في موطن ينتقص
فيه من عرضه وتنتهك فيه حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته » قال يحيى :
وحدثنيه عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن عتبة بن شداد
__________
(1) خذل فلانا : تخلى عن عونه ونصرته
(1/110)
103 - حدثنا عبد الله ، حدثني يعقوب بن عبيد ، حدثنا
هشام بن عمار ، ثنا أبو المحبر الحمصي ، عن شيخ ، من أهل البصرة ، عن أنس بن مالك
، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا وقع في الرجل
وأنت في ملأ (1) فكن للرجل ناصرا وللقوم زاجرا ، أو قم عنهم ، ثم تلا هذه الآية :
( أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه (2) ) »
__________
(1) الملأ : الجماعة
(2) سورة : الحجرات آية رقم : 12
(1/111)
104 - حدثنا عبد الله ، حدثني إبراهيم بن راشد أبو إسحاق ، حدثنا فهد بن عوف ، عن حماد بن سلمة ، عن شيخ ، من أهل البصرة عن العلاء بن أنس ، عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من اغتيب عنده أخوه المسلم فلم ينصره وهو يستطيع نصره أدركه الله عز وجل في الدنيا والآخرة »
(1/112)
105 - حدثنا عبد الله ، حدثنا أبو كريب ، حدثنا عبد الله بن محمد ، حدثنا جندب بن موسى ، عن إسماعيل بن مسلم ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله ، رضي الله عنه ، قال : « من نصر أخاه المسلم بالغيب نصره الله في الدنيا والآخرة »
(1/113)
106 - حدثنا عبد الله ، حدثنا خلف بن هشام ، حدثنا أبو شهاب ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، أن عمر ، قال : « ما يمنعكم إذا رأيتم السفيه يخرق أعراض الناس أن تعربوا عليه ؟ قالوا : نخاف لسانه قال : » ذاك أدنى أن لا تكونوا شهداء «
(1/114)
107 - حدثنا عبد الله ، حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا شعبة ، عن يحيى بن الحصين ، قال : سمعت طارقا ، قال : كان بين سعد ، وخالد كلام فذهب رجل يقع في خالد عند سعد فقال : « مه إن ما بيننا لم يبلغ ديننا »
(1/115)
108 - حدثنا عبد الله ، حدثني أبي رحمه الله ، عن شيخ ،
من قريش قال : قال مولى لعمرو بن عتبة بن أبي سفيان : رآني عمرو بن عتبة وأنا مع
رجل وهو يقع في آخر فقال : « لي : » ويلك - ولم يقلها لي قبلها ولا بعدها - نزه
سمعك عن استماع الخنا (1) كما تنزه لسانك عن القول به ؛ فإن المستمع شريك القائل
وإنما نظر إلى شر ما في وعائه فأفرغه في وعائك ولو رددت كلمة سفيه في فيه لسعد بها
رادها كما شقي بها قائلها «
__________
(1) الخنا : الفحش
(1/116)
109 - حدثنا عبد الله ، حدثنا الحسن بن عيسى ، حدثنا عبد
الله بن المبارك ، حدثنا يحيى بن أيوب ، عن عبد الله بن سليمان ، أن إسماعيل بن
يحيى المعافري ، أخبره عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني ، عن أبيه ، عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال : « من حمى مؤمنا من منافق بغيبة بعث الله ملكا يحمي لحمه يوم
القيامة من نار جهنم ومن قفا مسلما بشيء يريد شينه (1) به حبسه الله على جسر جهنم
حتى يخرج مما قال »
__________
(1) الشين : العيب والنقيصة والقبح
(1/117)
110 - حدثنا عبد الله ، حدثنا أبو بكر بن هاشم بن القاسم
، حدثنا سعيد بن عامر ، عن حزم ، قال : « كان ميمون بن سياه لا يغتاب (1) ولا يدع
أحدا عنده يغتاب ينهاه فإن انتهى وإلا قام »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(1/118)
111 - حدثنا عبد الله ، حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، حدثنا أبو بكر النهشلي ، عن مرزوق أبي بكر التيمي ، عن أم الدرداء ، عن أبي الدرداء ، رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من رد عن عرض أخيه رد الله عز وجل عن وجهه النار يوم القيامة »
(1/119)
باب ما جاء في ذم النميمة
(1/120)
112 - حدثنا عبد الله ، حدثنا خالد بن خداش ، حدثنا مهدي بن ميمون ، عن واصل الأحدب ، عن أبي وائل ، قال : بلغ حذيفة عن رجل أنه ينم الحديث فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « لا يدخل الجنة نمام »
(1/121)
113 - حدثنا عبد الله ، حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا وكيع ،
عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن همام ، عن حذيفة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : « لا يدخل الجنة قتات (1) » قال الأعمش : والقتات :
النمام «
__________
(1) القتات : النمام الذي يتسمّع كلام الناس من حيث لا يعلمون ثم ينقل ما سمع
(1/122)
114 - حدثنا عبد الله ، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن
بسام ، حدثنا صالح المري ، عن سعيد الجريري ، عن أبي عثمان النهدي ، عن أبي هريرة
، رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن أحبكم إلى الله
أحاسنكم أخلاقا الموطئون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون وإن أبغضكم (1) إلى الله
المشاءون بالنميمة ، المفرقون بين الإخوان ، الملتمسون للبرآء (2) العنت (3) »
__________
(1) البغض : عكس الحب وهو الكُرْهُ والمقت
(2) البرآء : جمع بريء وهو البعيد عن التهم
(3) العنت : المشقة والفساد والهلاك والإثم والغلط والزنا والحديث يحتمل كلها
(1/123)
115 - حدثنا عبد الله ، حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا بهز بن أسد ، عن شعبة ، عن أبي إسحاق ، قال : سمعت أبا الأحوص ، يحدث عن عبد الله ، رضي الله عنه ، قال : إن محمدا صلى الله عليه وسلم كان يقول : « ألا أنبئكم بالعضة ؟ هي النميمة القالة بين الناس »
(1/124)
116 - حدثنا عبد الله ، حدثنا داود بن عمرو الضبي ،
حدثنا داود العطار ، عن ابن خثيم ، عن شهر بن حوشب ، عن أسماء بنت يزيد أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال : « ألا أخبركم بشراركم ؟ » قالوا : بلى قال : «
المشاءون بالنميمة المفسدون بين الأحبة الباغون (1) للبرآء (2) العنت (3) »
__________
(1) الباغون : جمع باغ وهم المتمنون
(2) البرآء : جمع بريء وهو البعيد عن التهم
(3) العنت : المشقة والفساد والهلاك والإثم والغلط والزنا والحديث يحتمل كلها
(1/125)
117 - حدثنا عبد الله ، حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا أبو
معاوية ، عن عبد الله بن ميمون ، عن موسى بن مسكين عن أبي ذر ، رضي الله عنه ، عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من أشاد على مسلم كلمة ليشينه بها بغير حق شانه
(1) الله بها في النار يوم القيامة »
__________
(1) شانه : عابه
(1/126)
118 - حدثنا عبد الله ، حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، عن وهيب يعني ابن خالد ، عن موسى بن عقبة ، عن سليمان بن عمرو بن ثابت ، عن جبير بن نفير الحضرمي ، أنه سمع أبا الدرداء ، رضي الله عنه ، يقول : « أيما رجل أشاع على رجل كلمة وهو منها بريء ليشينه بها في الدنيا كان حقا على الله أن يدنيه بها يوم القيامة في النار »
(1/127)
119 - حدثنا عبد الله ، حدثني عبد الله بن أبي بدر ،
أخبرنا يزيد بن هارون ، أخبرنا جهير بن يزيد ، عن خداش بن عباس أبو عياش ، عن أبي
هريرة ، رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « من شهد
على مسلم بشهادة ليس لها بأهل فليتبوأ (1) مقعده من النار »
__________
(1) فليتبوأ مقعده من النار : فليتخذ لنفسه منزلا فيها ، وهو أمر بمعنى الخبر أو
بمعنى التهديد أو بمعنى التهكم أو دعاء على فاعل ذلك أي بوَّأهُ اللَّه ذلك
(1/128)
120 - حدثنا عبد الله ، حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا جرير ، عن ليث ، عن عبد الملك ، عن أنس ، رضي الله عنه ، قال : « من أكل بأخيه المسلم أكلة أطعمه الله بها أكلة من النار ومن لبس بأخيه المسلم ثوبا ألبسه الله به ثوبا من النار ، ومن أقام بأخيه المسلم مقام سمعة أو رياء أقامه الله مقام رياء وسمعة »
(1/129)
121 - حدثنا عبد الله ، حدثنا أحمد بن جميل ، حدثنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا ابن لهيعة ، عن عبد الله بن هبيرة ، عن عبد الله بن زرير الغافقي ، عن علي ، عليه السلام قال : « الناقل الكلمة الزور والذي يمد بحبلها في الإثم سواء »
(1/130)
122 - حدثنا عبد الله ، حدثنا أحمد بن جميل ، حدثنا ابن المبارك ، ثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن شبيل بن عوف ، قال : كان يقال : « من سمع بفاحشة ، فأفشاها فهو كالذي أبداها »
(1/131)
123 - حدثنا عبد الله ، حدثني هارون بن عبد الله ،
أخبرنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي ، عن مسكين أبو فاطمة ، عن شيخ ، من أهل
البصرة ، عن أبي الجوزاء ، قال : قلت لابن عباس ، رضي الله عنهما : أخبرني من هذا
الذي يذمه الله بالويل ؟ فقال : ( ويل لكل همزة (1) ) . قال : « هو المشاء
بالنميمة المفرق بين الإخوان والمغري بين الجميع »
__________
(1) سورة : الهمزة آية رقم : 1
(1/132)
124 - حدثنا عبد الله ، أخبرنا ابن جميل ، أخبرنا ابن
المبارك ، أخبرنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد : ( حمالة الحطب (1) ) قال : « كانت
تمشي بالنميمة »
__________
(1) سورة : المسد آية رقم : 4
(1/133)
125 - حدثنا عبد الله ، حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا
جرير ، عن منصور ، عن أبي هاشم ، عن أبي العالية ، أو غيره قال : حدثت أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال : « أتاني البارحة رجلان فاكتنفاني (1) فانطلقا بي
حتى أتيا بي على رجل في يده كلاب يدخله في في رجل فيشق شدقه (2) حتى يبلغ لحييه
(3) فيعود فيأخذ فيه فقلت : من هذا ؟ قال : هم الذين يسعون بالنميمة »
__________
(1) اكتنفه : أحاط به
(2) الشدق : جانب الفم
(3) اللحي : العظم الذي فيه الأسنان من كل ذي لحي
(1/134)
126 - حدثنا عبد الله ، حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا زهير بن معاوية ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، قال : « لما تعجل موسى عليه السلام إلى ربه رأى في ظل العرش رجلا فغبطه بمكانه وقال : إن هذا الكريم على ربه - جل وعز - فسأل ربه يخبره باسمه فلم يخبره وقال : أحدثك من أمره بثلاث : كان لا يحسد الناس على ما آتاهم الله تعالى من فضله ، وكان لا يعق والديه ، ولا يمشي بالنميمة »
(1/135)
127 - حدثنا عبد الله ، حدثنا خلف بن هشام ، حدثنا خالد ، عن بيان ، عن حكيم بن جابر ، رحمه الله ، قال : « من أشاع فاحشة فهو كباديها »
(1/136)
128 - حدثنا عبد الله ، حدثني عبد الله بن أبي بدر ، ثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، رحمه الله ، قال : كانت لنا جارية أعجمية فحضرتها الوفاة فجعلت تقول : « هذا فلان يتمرغ في الحمأة فلما ماتت سألنا عن الرجل ، فقالوا : ما كان به بأس ، إلا أنه يمشي بالنميمة »
(1/137)
129 - حدثنا عبد الله ، حدثنا إبراهيم أبو إسحاق ، حدثني
زيد بن عوف ، عن حماد بن سلمة ، عن حميد : « أن رجلا ساوم (1) بعبد فقال مولاه (2)
: إني أبرأ (3) إليك من النميمة ، قال : نعم أنت بريء منها ، قال : فاشتراه فجعل
يقول لمولاه : إن امرأتك تبغي وتفعل وإنها تريد أن تقتلك ويقول للمرأة : إن زوجك
يريد أن يتزوج عليك ويتسرى عليك ، فإن أردت أن أعطفه عليك فلا يتزوج عليك ولا
يتسرى فخذي الموسى (4) فاحلقي الشعر من حلقه إذا نام ، وقال للزوج : إنها تريد أن
تقتلك إذا نمت ، قال : فذهب فتناوم لها وجاءت بالموسى لتحلق شعرة من حلقه ، فأخذ
بيدها فقتلها فجاء أهلها فاستعدوا عليه فقتلوه »
__________
(1) المساومة : المجاذبة بين البائع والمشتري وفصل ثمن السلعة
(2) الولي والمولى : من المشترك اللفظي الذي يطلق على عدة معان منها الرَّبُّ،
والمَالكُ، والسَّيِّد والمُنْعِم، والمُعْتِقُ، والنَّاصر، والمُحِبّ،
والتَّابِع، والجارُ، وابنُ العَمّ، والحَلِيفُ، والعَقيد، والصِّهْر، والعبْد،
والمُعْتَقُ، والمُنْعَم عَلَيه وكل من ولي أمرا أو قام به فهو وليه ومولاه
(3) برئ من الشيء : خلص وخلا
(4) الموسى : الشفرة من حديد
(1/138)
130 - حدثنا عبد الله ، حدثنا فضيل بن عبد الوهاب ،
حدثنا أبو عوانة ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن سليمان بن بريدة ، قال : سمعت ابن
عباس ، رضي الله عنه ، يقول في قوله ( فخانتاهما (1) ) قال : « لم يكن زنى ، ولكن
امرأة نوح كانت تخبر أنه مجنون ، وامرأة لوط تخبر بالضيف إذا نزل »
__________
(1) سورة : التحريم آية رقم : 10
(1/139)
131 - حدثنا عبد الله ، حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد
الله بن المبارك ، حدثنا سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن همام ، رحمه الله ،
قال : كنا عند حذيفة ، رضي الله عنه ، فذكروا رجلا أنه ينقل الحديث إلى عثمان ،
رضي الله عنه ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « لا يدخل الجنة
قتات (1) »
__________
(1) القتات : النمام الذي يتسمّع كلام الناس من حيث لا يعلمون ثم ينقل ما سمع
(1/140)
132 - حدثنا عبد الله ، حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا
المبارك بن فضالة ، عن الحسن ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : « من أكل بأخيه المسلم أكلة في الدنيا أطعمه الله بها أكلة من النار ، ومن
لبس بأخيه المسلم ثوبا في الدنيا ألبسه الله يوم القيامة ثوبا من نار ، ومن سمع
(1) بأخيه المسلم سمع الله به يوم القيامة »
__________
(1) سَمَّع : أشهر
(1/141)
133 - حدثنا عبد الله ، حدثنا محمد بن إدريس ، حدثنا أصبغ بن الفرج ، أخبرني ابن وهب ، أخبرني عبد الله بن عياش ، عن يزيد بن قوذر ، عن كعب ، رضي الله عنه ، قال : « اتقوا النميمة ؛ فإن صاحبها لا يستريح من عذاب القبر »
(1/142)
باب ذم ذي اللسانين
(1/143)
134 - حدثنا عبد الله ، حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني ، حدثنا شريك ، حدثنا الركين بن الربيع ، عن نعيم بن حنظلة ، عن عمار بن ياسر ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من كان له وجهان في الدنيا كان له لسانان من نار يوم القيامة »
(1/144)
135 - حدثنا عبد الله ، حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « تجدون من شرار عباد الله يوم القيامة ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بحديث هؤلاء ، وهؤلاء بحديث هؤلاء »
(1/145)
136 - حدثنا عبد الله ، حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا ابن عيينة ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « تجدون من شرار الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه »
(1/146)
137 - حدثنا عبد الله ، حدثنا أحمد بن جميل ، أخبرنا عبد
الله بن المبارك ، أخبرنا عبد الرحمن المسعودي ، عن مالك بن أسماء بن خارجة ، قال
: كنت مع أبي أسماء إذ جاء رجل إلى أمير من الأمراء فأثنى (1) عليه وأطراه ، ثم
جاء إلى أبي أسماء فجلس إليه في جانب الدار فجرى حديثهما فما برح حتى وقع فيه فقال
أبو أسماء : سمعت عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه ، يقول : « إن ذا اللسانين في
الدنيا له يوم القيامة لسانان من نار »
__________
(1) الثناء : المدح والوصف بالخير
(1/147)
138 - حدثنا عبد الله ، حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا سلام بن سليم ، عن أبي إسحاق ، عن غريب الهمداني ، قال : قلت لابن عمر ، رضي الله عنهما : إنا إذا دخلنا على الأمراء زكيناهم بما ليس فيهم ، فإذا خرجنا دعونا الله عليهم ، قال : « كنا نعد ذلك النفاق »
(1/148)
139 - حدثنا عبد الله ، حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا يعلى بن عبيد ، حدثنا الأعمش ، عن إبراهيم ، عن أبي الشعثاء ، قال : قيل لابن عمر ، رضي الله عنهما : إنا ندخل على أمرائنا فنقول القول ، فإذا خرجنا قلنا غيره ، فقال : « كنا نعد ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم النفاق »
(1/149)
140 - حدثنا عبد الله ، حدثنا الحسن بن حماد الضبي ، أخبرنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي ، عن إسماعيل بن مسلم ، عن الحسن ، وقتادة ، عن أنس ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من كان ذا لسانين في الدنيا جعل له لسانان من نار يوم القيامة »
(1/150)
141 - حدثنا عبد الله ، حدثني الحسن بن عبد العزيز ، حدثنا يحيى بن حسان ، حدثنا سليمان بن بلال ، عن كثير بن زيد ، عن الوليد بن رباح ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لا ينبغي لذي الوجهين أن يكون أمينا عند الله عز وجل »
(1/151)
باب ما نهي عنه العباد من أن يسخر بعضهم من بعض
(1/152)
142 - حدثنا عبد الله ، حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا أبو
أسامة ، قال حاتم بن أبي صغيرة : أخبرني عن سماك بن حرب ، عن أبي صالح ، عن أم
هانئ ، رضي الله عنها ، قالت : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله جل وعز (
وتأتون في ناديكم المنكر (1) ) قال : « كانوا يحذفون أهل الطريق ويسخرون منهم فهو
المنكر الذي كانوا يأتون »
__________
(1) سورة : العنكبوت آية رقم : 29
(1/153)
143 - حدثنا عبد الله ، حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا
سفيان بن سعيد ، عن علي بن الأقمر ، عن أبي حذيفة ، عن عائشة ، رضي الله عنها ،
قالت : حكيت (1) إنسانا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « ما أحب أنى حكيت إنسانا
وأن لي كذا وكذا »
__________
(1) حكَيْت فلانًا وحاكَيْتُه : فَعلْتُ مثل فِعْله
(1/154)
144 - حدثنا عبد الله ، حدثني الحسين بن الجنيد ، حدثنا
أبو أسامة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عبد الله بن زمعة ، رضي الله عنه ،
أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب فوعظهم في ضحكهم من الضرطة (1) وقال : «
علام يضحك أحدكم مما يفعل ؟ »
__________
(1) الضرطة : خروح الريح من الدبر مع حدوث صوت
(1/155)
145 - حدثنا عبد الله ، حدثني عبد الله بن أبي بدر ،
أخبرنا روح بن عبادة ، عن مبارك ، عن الحسن ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : « إن المستهزئين بالناس يفتح لأحدهم باب من الجنة فيقال :
هلم (1) فيجيء بكربه وغمه فإذا جاء أغلق دونه ، ثم يفتح له باب آخر ، فيقال : هلم
، فيجيء بكربه وغمه ، فإذا جاء أغلق دونه ، فما يزال كذلك حتى أن الرجل ليفتح له
الباب فيقال له : هلم هلم ، فما يأتيه »
__________
(1) هلم : اسم فعل بمعنى تعال أو أقبل أو هات
(1/156)
146 - حدثنا عبد الله ، حدثني عبد الله بن أبي بدر ، أخبرنا يزيد بن هارون ، عن جرير بن حازم ، عن الحسن ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « البلاء موكل بالمنطق »
(1/157)
147 - حدثنا عبد الله ، حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا إسرائيل ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، قال : « إني لأجد نفسي تحدثني بالشيء فما يمنعني أن أتكلم به إلا مخافة أن ابتلى بمثله »
(1/158)
148 - حدثنا عبد الله ، حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني ، عن ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن معاذ بن جبل ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من عير أخاه بذنب » قال ابن منيع : قال أصحابنا : « قد تاب منه لم يمت حتى يفعله »
(1/159)
149 - حدثنا عبد الله ، حدثنا خالد بن خداش ، حدثني صالح المري ، قال : سمعت الحسن ، رحمه الله ، قال : كانوا يقولون : « من رمى أخاه بذنب قد تاب إلى الله جل وعز منه لم يمت حتى يبتليه الله به »
(1/160)
150 - حدثنا عبد الله ، حدثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى
، حدثنا بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما ،
في قوله : ( يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها (1) )
قال : « الصغيرة : التبسم والاستهزاء بالمؤمن ، والكبيرة : القهقهة بذلك »
__________
(1) سورة :
(1/161)
باب كفارة الاغتياب
(1/162)
151 - حدثنا عبد الله ، حدثني أبو عبيدة عبد الوارث بن
عبد الصمد ، حدثنا أبي ، حدثنا عنبسة بن عبد الرحمن القرشي ، عن خالد بن يزيد ، عن
أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « كفارة
(1) من اغتبت أن تستغفر له »
__________
(1) الكفارة : الماحية للخطأ والذنب
(1/163)
152 - حدثنا عبد الله ، حدثنا أبو كريب ، حدثنا يحيى بن
زكريا بن أبي زائدة ، حدثنا محمد بن عبد الله الليثي ، عن حميد الأعرج ، عن مجاهد
، رضي الله عنه ، قال : « كفارة (1) أكلك لحم أخيك أن تثني عليه وتدعو له بخير »
__________
(1) الكفارة : الماحية للخطأ والذنب
(1/164)
153 - حدثنا عبد الله ، حدثني محمد بن إدريس ، حدثنا أبو
النضر الدمشقي ، حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن أبي شيبة يحيى بن يزيد الرهاوي ، عن
زيد بن أبي أنيسة ، عن عطاء بن أبي رباح ، أنه سئل عن التوبة من الفرية (1) قال :
« تمشي إلى صاحبك فتقول : كذبت بما قلت لك وظلمت وأسأت فإن أخذت بحقك وإن شئت عفوت
»
__________
(1) الفرية : الكذب
(1/165)
154 - حدثنا عبد الله ، حدثني محمد بن إدريس ، حدثنا
داود بن معاذ ابن أخت مخلد بن حسين ، عن شيخ ، له ، عن أبي حازم ، رضي الله عنه ،
قال : « من اغتاب أخاه فليستغفر له فإن ذلك كفارة (1) لذلك »
__________
(1) الكفارة : الماحية للخطأ والذنب
(1/166)
155 - حدثنا عبد الله ، حدثنا محمد بن عثمان العقيلي ، حدثنا أبو عون صاحب القرب ، عن مالك بن دينار ، رحمه الله ، قال : « مر عيسى ابن مريم عليه السلام والحواريون على جيفة كلب فقال الحواريون : ما أنتن ريح هذا فقال عيسى ابن مريم عليه السلام : » ما أشد بياض أسنانه « يعظهم وينهاهم عن الغيبة
(1/167)
156 - حدثنا عبد الله ، حدثني حسين بن عبد الرحمن ، قال
: سمع المهلب بن أبي صفرة ، رجلا يغتاب (1) رجلا فقال : « اكفف والله لا ينقى فوك
من سهكها »
__________
(1) الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها
(1/168)
157 - حدثني حسين ، قال : سمع علي بن الحسين ، رجلا
يغتاب رجلا فقال : « إياك والغيبة فإنها إدام (1) كلاب الناس »
__________
(1) الإدَام والأدْم : ما يُؤكَلُ مع الخُبْزِ أيّ شيء كان
(1/169)
158 - حدثنا عبد الله ، حدثنا الحسين ، قال : سمع قتيبة بن مسلم ، رجلا يغتاب رجلا فقال : « أما والله لقد تلمظت بمضغة طالما لفظتها الكرام »
(1/170)
159 - حدثنا عبد الله ، حدثنا حسين بن عبد الرحمن ، أنه حدث عن بشر بن السري ، قال : قال منصور بن زاذان : « إن الرجل من إخواني يلقاني فأفرح إن لم يكن يسوؤني في صديقي ويبلغني الغيبة ممن اغتابني وإني لفي جهد من جليسي حتى يفارقني مخافة أن يأثم ويؤثمني »
(1/171)
160 - حدثنا عبد الله ، حدثني أبو الحسن الرقي علي بن عبد الله ، حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، حدثني أبي ، عن الحسن ، رحمه الله ، أنه كان يقول : « إياكم والغيبة ، والذي نفسي بيده لهي أسرع في الحسنات من النار في الحطب »==
اجتنبوا أم الخبائث
1 - أخبرنا الشيخ أبو الحسين علي بن
محمد بن عبد الله بن بشران قراءة عليه في يوم الجمعة الثامن والعشرين من ذي القعدة
سنة إحدى عشرة وأربعمائة ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي
قراءة عليه فأقر به قال : حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال :
حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع البصري ، قال : حدثنا الفضيل بن سليمان النميري ،
قال : حدثنا عمر بن سعيد ، عن الزهري ، قال : أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن
الحارث ، عن أبيه عبد الرحمن ، قال : سمعت عثمان ، رضي الله عنه خطيبا فقال : سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقول : « اجتنبوا أم الخبائث فإنه كان رجل فيمن كان
قبلكم يتعبد ويعتزل الناس فعلقته (1) امرأة غاوية فأرسلت إليه خادمها فقالت : إنا
ندعوك لشهادة فدخل فطفقت (2) كلما دخل بابا أغلقته دونه حتى أفضى إلى امرأة وضيئة
(3) وعندها غلام وباطية (4) فيها خمر فقالت : إنا لم ندعك لشهادة ولكن دعوتك لتقتل
هذا الغلام أو تقع علي أو تشرب كأسا من هذا الخمر فإن أبيت صحت وفضحتك فلما رأى
أنه لا بد له من ذلك قال : اسقني كأسا من هذا الخمر فسقته كأسا من الخمرة قال :
زيديني فلم يرم حتى وقع (5) عليها وقتل النفس ، فاجتنبوا الخمر فإنه والله لا
يجتمع الإيمان وإدمان الخمر في صدر رجل أبدا ليوشكن أحدهما أن يخرج صاحبه »
__________
(1) علقته : عشقته وأحبته
(2) طفق يفعل الشيء : أخذ في فعله واستمر فيه
(3) وضيئة : جميلة حَسنة
(4) الباطية : الإناء
(5) وقع : جامع
(1/3)
الخمر مجمع الخبائث
(1/4)
2 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ، حدثنا محمد بن سليمان الأسدي ، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن جده ، قال : سمعت عثمان ، رضي الله عنه يقول : الخمر مجمع الخبائث ثم أنشأ يحدث عن بني إسرائيل قال : إن رجلا خير بين أن يقتل صبيا أو يمحو كتابا أو يشرب خمرا فاختار أن يشرب الخمر ورأى أنها أهونهن فشربها فما هو إلا أن شربها حتى صنعهن جميعا
(1/5)
إياكم والخمر
(1/6)
3 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ، حدثنا عبد الرحمن بن يونس ، وإسحاق بن إسماعيل ، قالا : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن يحيى بن جعدة ، قال : قال عثمان : إياكم والخمر فإنها مفتاح كل شر أتي رجل فقيل له : إما أن تحرق هذا الكتاب وإما أن تقتل هذا الصبي وإما أن تسجد لهذا الصليب وإما أن تفجر بهذه المرأة وإما أن تشرب هذه الكأس فلم ير شيئا أهون عليه من شرب الكأس فشرب الكأس ففجر بالمرأة وقتل الصبي وحرق الكتاب وسجد للصليب فهي مفتاح كل شر
(1/7)
الخمر مفتاح الكبائر
(1/8)
4 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ، حدثنا عبيد الله بن عمر الجشمي ، وسويد بن سعيد ، قالا : حدثنا المعتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن حنش ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من شرب شرابا يذهب بعقله فقد أتى بابا من أبواب الكبائر »
(1/9)
5 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ،
حدثنا أبو خيثمة ، قال : حدثنا وهب بن جرير ، قال : أخبرنا شعبة ، عن سلمة ، عن
أبي الحكم ، عن ابن عباس ، قال : من كان محرما ما حرم الله ورسوله فليحرم النبيذ
(1)
__________
(1) النَّبِيذ : هو ما يُعْمَلُ من الأشْرِبة من التَّمرِ، والزَّبيب، والعَسَل،
والحِنْطَة، والشَّعير وغير ذلك يقال : نَبَذْتُ التَّمر والعِنَب، إذا تَركْتَ
عليه الْمَاء لِيَصِيرَ نَبِيذاً
(1/10)
شدة حرمة الخمر
(1/11)
6 - يحيى بن صالح الوحاظي قال : حدثنا عبد الملك بن محمد الأنصاري ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : لأن أزني أحب إلي من أن أسكر ولأن أسكر أحب إلي من أن أشرك لأن السكران تأتي عليه ساعة لا يعرف فيها من ربه
(1/12)
7 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ، حدثنا أحمد بن إبراهيم ، قال : سمعت شعيب بن حرب ، يقول : قال تبارك وتعالى : لأن يقتل عبدي أحب إلي من أن يسكر ؛ لأنه إذا سكر لم يعرفني
(1/13)
الخمر هي الخمر
(1/14)
8 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ، حدثنا أبو خيثمة ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي ، قال : حدثنا سعد بن أوس ، عن بلال بن يحيى العنسي ، عن أبي بكر بن حفص ، عن ابن محيريز ، عن ثابت بن السمط ، عن عبادة بن الصامت ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ليستحلن آخر أمتي الخمر باسم يسمونها إياه »
(1/15)
حكم الزبيب
(1/16)
9 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ،
حدثنا الهيثم بن خارجة ، قال : حدثنا إسماعيل بن عياش الحمصي ، عن يحيى بن أبي
عمرو السيباني ، عن عبد الله بن فيروز الديلمي ، عن أبيه ، قال : قدمت على رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ، إنا أصحاب أعناب وكروم وقد نزل
تحريم الخمر فماذا نصنع ؟ قال : « تتخذونه زبيبا » قالوا : فماذا نصنع بالزبيب ؟
قال : « تنقعونه على غدائكم وتشربونه على عشائكم ، وتنقعونه على عشائكم وتشربونه
على غدائكم » قالوا : يا رسول الله ، أفلا ندعه حتى يشتد ؟ قال : « فلا تجعلوه في
القلال (1) ولا في الدباء (2) واجعلوه في الشنان (3) فإذا تأخر عن وقته صار خلا
__________
(1) القلال : جمع القلة وهي الجرة الكبيرة
(2) الدباء : القرع، واحدها دُبَّاءةٌ، كانوا ينْتبذُون فيها فتُسرع الشّدّةُ في
الشراب
(3) الشنان : جمع الشن وهو القربة البالية
(1/17)
الخمر حرام
(1/18)
10 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ، وحدثنا الهيثم بن خارجة ، قال : أخبرنا يحيى بن حمزة ، عن إسحاق بن عبد الله ، كذا في كتاب ابن أبي الدنيا عن زر بن حكيم ، عن كثير بن مرة ، أنه سمعه يحدث عبد العزيز بن مروان ، عن الديلمي ، قال : وفدت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ، إنا نصنع طعاما وشرابا فنطعمه بني عمنا قال : « هل يسكر ؟ » قلت : نعم قال : « حرام » قال : فلما كان عند توديعي له ذكرت له قلت : يا رسول الله ، إنهم لن يصبروا عنه ، قال : « فمن لم يصبر عنه فاضربوا عنقه »
(1/19)
شارب الخمر لا يؤمن بالله
(1/20)
11 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ،
حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة ، قال : حدثنا عاصم بن عمارة ، قال : حدثنا
الأوزاعي ، عن محمد بن أبي موسى ، عن القاسم بن مخيمرة ، عن أبي موسى الأشعري ،
أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بنبيذ ينش (1) قال : « اضرب بهذا الحائط ؛
فإنه لا يشربه من كان يؤمن بالله واليوم الآخر »
__________
(1) ينش : يغلي
(1/21)
ليس في الخمر شفاء
(1/22)
12 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ،
حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة ، قال : حدثنا أبو إسحاق الشيباني ، عن حسان
بن مخارق ، عن أم سلمة ، أنها انتبذت (1) فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم
والنبيذ يهدر قال : « ما هذا ؟ » قلت : فلانة اشتكت فوصف لها ، قالت : فدفعه برجله
فكسره وقال : « إن الله لم يجعل في حرام شفاء »
__________
(1) النبذ والانتباذ : أن يوضع الزبيب أو التمر أو نحوهما في الماء ، ويشرب نقيعه
قبل أن يختمر ويصبح مسكرا وإلا تخمر وأسكر
(1/23)
حكم النبيذ
(1/24)
13 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ،
حدثنا علي بن الجعد ، قال : أخبرني القاسم بن الفضل الحداني ، عن ثمامة بن حزن ،
قال : لقيت عائشة فسألتها عن النبيذ (1) ، فقالت : قدم وفد عبد القيس على النبي
صلى الله عليه وسلم فسألوه عن النبيذ فنهاهم عن الدباء (2) والحنتم (3) والنقير
(4) والمقير (5) ثم دعت بجارية (6) حبشية فقالت : سلوها فإنها كانت تنبذ (7) لرسول
الله صلى الله عليه وسلم فقالت : إني كنت أنتبذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في
سقاء من الليل وأوكيه (8) وأعلقه فإذا أصبح شربه
__________
(1) النَّبِيذ : هو ما يُعْمَلُ من الأشْرِبة من التَّمرِ، والزَّبيب، والعَسَل،
والحِنْطَة، والشَّعير وغير ذلك يقال : نَبَذْتُ التَّمر والعِنَب، إذا تَركْتَ
عليه الْمَاء لِيَصِيرَ نَبِيذاً
(2) الدباء : القرع، واحدها دُبَّاءةٌ، كانوا ينْتبذُون فيها فتُسرع الشّدّةُ في
الشراب
(3) الحنتم : إناء أو جرة كبيرة تصنع من طين وشعر وتدهن بلون أخضر وتشتد فيها
الخمر وتكون أكثر سكرا
(4) النقير : أصل النخلة ينقر وسطه ثم ينبذ فيه التمر ويلقى عليه الماء ليصير
نبيذا مسكرا
(5) المقير : الإناء المطلي بالزفت أو بالقار
(6) الجارية : الأمة المملوكة أو الشابة من النساء
(7) تنبذ : تضع الزبيب أو التمر أو نحوهما في الماء ، ويشرب نقيعه قبل أن يختمر
ويصبح مسكرا وإلا تخمر وأسكر
(8) الإيكاء : الشد والربط
(1/25)
كل مسكر خمر
(1/26)
14 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ، حدثنا محمد بن سليمان الأسدي ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ، رفعه قال : « كل مسكر خمر وكل مسكر حرام ومن شرب الخمر فمات وهو يدمنها لم يتب لم يشربها في الآخرة » أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ، حدثنا أحمد بن جميل ، والحسن بن عيسى ، قالا : أخبرنا عبد الله بن المبارك ، قال : أخبرنا حماد بن زيد ، قال : أخبرنا أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله .
(1/27)
15 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ، حدثنا الحسن بن عيسى ، قال : سمعت ابن المبارك ، سئل عن المدمن ، فقال : الذي يشربها اليوم ثم لا يشربها إلى ثلاثين سنة ومن رأيه أنه إذا وجده أن يشربه
(1/28)
كل مسكر حرام
(1/29)
16 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ، حدثنا أبو خيثمة ، قال : حدثنا معاذ بن معاذ ، قال : حدثنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « كل مسكر خمر وكل مسكر حرام »
(1/30)
قليل المسكر كثيره
(1/31)
17 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ، حدثنا أبو بكر بن أبي النضر ، قال : حدثني محمد بن القاسم الأسدي ، قال : حدثني مطيع أبو يحيى الأنصاري الأعور ، عن أبي الزناد ، وعن زيد بن أسلم ، وعن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ما أسكر كثيره فقليله حرام »
(1/32)
18 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ،
حدثنا خالد بن خداش ، قال : حدثنا مهدي بن ميمون ، عن أبي عثمان الأنصاري ، عن
القاسم بن محمد ، عن عائشة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « كل مسكر
حرام فما أسكر منه الفرق (1) فملء الكف منه حرام »
__________
(1) الفرق : مكيال يسع ستة عشر رطلا وهي اثنا عشر مدا أو ثلاثة آصع عند أهل الحجاز
(1/33)
19 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ،
حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع ، قال : حدثنا الفضيل بن سليمان ، قال : حدثنا عمر
بن سعيد ، عن الزهري ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن عائشة ، رضي الله عنها قالت
: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البتع ، والبتع نبيذ (1) العسل كان أهل
اليمن يشربونه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « كل مسكر حرام كل مسكر حرام »
__________
(1) النَّبِيذ : هو ما يُعْمَلُ من الأشْرِبة من التَّمرِ، والزَّبيب، والعَسَل،
والحِنْطَة، والشَّعير وغير ذلك يقال : نَبَذْتُ التَّمر والعِنَب، إذا تَركْتَ
عليه الْمَاء لِيَصِيرَ نَبِيذاً
(1/34)
20 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ، حدثنا يحيى بن أيوب ، قال : حدثنا إسماعيل بن جعفر ، قال : أخبرني داود بن بكر بن أبي الفرات ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ما أسكر كثيره فقليله حرام »
(1/35)
21 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ، حدثني عمرو الناقد ، قال : حدثنا عمرو بن عثمان الكلابي ، قال : حدثنا أبو يزيد الخزاز خالد بن حيان قال : حدثنا سليمان بن عبد الله بن الزبرقان ، عن يعلى بن شداد ، قال : سمعت معاوية بن أبي سفيان ، يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « ألا إن كل مسكر حرام على كل مسلم »
(1/36)
مم يصنع الخمر
(1/37)
22 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ،
حدثنا عمرو بن محمد ، قال : حدثنا عبد الله بن إدريس ، عن المختار بن فلفل ، عن
أنس ، قال : سألته عن الظروف (1) التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الظروف المزفتة (2) ، قلت : وما المزفتة ؟
قال : المقيرة وقال : « كل مسكر حرام » قلت : فالرصاصية والقارورة (3) ؟ قال : وما
بأس بهما . قلت : إن ناسا يكرهونهما ، قال : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك إن كل
مسكر حرام ، قال : قلت : صدقت ؛ المسكر حرام إنما أشرب الشربة والشربتين على أثر
طعامي ، قال : إن ما أسكر كثيره فقليله حرام ، والخمر من العنب والتمر والعسل
والحنطة (4) والشعير والذرة ما خمرت من ذلك فهو الخمر
__________
(1) الظروف : جمع ظرف وهو الوعاء
(2) المزفت : الوعاء المطلي بالقار وهو الزفت
(3) القارورة : إناء من الزجاج
(4) الحنطة : القمح
(1/38)
كل مشروب يسكر فهو خمر
(1/39)
23 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ، حدثنا أبو خيثمة ، قال : حدثنا أبو عامر العقدي ، عن زهير بن محمد ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن عطاء بن يسار ، عن ميمونة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « كل شراب أسكر فهو حرام »
(1/40)
احذر الخمر
(1/41)
24 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ، حدثنا
داود بن عمرو بن زهير الضبي ، قال : حدثنا داود العطار ، عن عبد الله بن عثمان بن
خثيم ، عن شهر بن حوشب ، عن أسماء بنت يزيد ، أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : « من شرب الخمر لم يرض الله عنه أربعين يوما فإن مات مات كافرا وإن
تاب تاب الله عليه وإن عاد كان حتما على الله أن يسقيه من طينة الخبال (1) » .
قالت : فقلت : يا رسول الله ، وما طينة الخبال ؟ « قال : » صديد أهل النار «
__________
(1) الخَبال : عُصارة أهل النار
(1/42)
النبيذ حلال
(1/43)
25 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ،
حدثنا الحسن بن عيسى ، قال : أخبرنا ابن المبارك ، قال : أخبرنا حسين بن عبد الله
، عن عكرمة ، أن رجلا ، سأل ابن عباس عن نبيذ (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : كان يشرب بالنهار ما صنع بالليل ويشرب بالليل ما صنع بالنهار
__________
(1) النَّبِيذ : هو ما يُعْمَلُ من الأشْرِبة من التَّمرِ، والزَّبيب، والعَسَل،
والحِنْطَة، والشَّعير وغير ذلك يقال : نَبَذْتُ التَّمر والعِنَب، إذا تَركْتَ
عليه الْمَاء لِيَصِيرَ نَبِيذاً
(1/44)
26 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ،
حدثنا علي بن الجعد ، قال : أخبرنا زهير بن معاوية ، عن أبي الزبير ، عن جابر ،
قال : كان ينتبذ (1) لرسول الله صلى الله عليه وسلم في سقاء (2) فإذا لم يوجد له
سقاء انتبذوا له في تور (3) من حجارة قال : فقال بعض القوم لأبي الزبير وأنا أسمع
: من برام (4) ؟ قال : من برام
__________
(1) النبذ والانتباذ : أن يوضع الزبيب أو التمر أو نحوهما في الماء ، ويشرب نقيعه
قبل أن يختمر ويصبح مسكرا وإلا تخمر وأسكر
(2) السقاية والسِّقاء : إناء يشرب فيه وهو ظرفُ الماءِ من الجلْدِ، ويُجْمع على
أسْقِية
(3) التور : وعاء مصنوع من الحجارة أو غيرها
(4) البرام : الحجارة
(1/45)
27 - حدثنا الحسن بن عيسى ، وأحمد بن
جميل ، قالا أخبرنا ابن المبارك ، قال : أخبرنا حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن
عباس ، عن عكرمة ، قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المقير (1) والدباء
(2) والمزفت (3) وقال : « لا تشربوا إلا في ذي إكاء (4) » فصنعوا جلود الإبل
فجعلوا لها أعناقا من جلود الغنم فبلغه ذلك فقال : « لا تشربوا إلا فيما أعلاه منه
»
__________
(1) المقير : الإناء المطلي بالزفت أو بالقار
(2) الدباء : القرع، واحدها دُبَّاءةٌ، كانوا ينْتبذُون فيها فتُسرع الشّدّةُ في
الشراب
(3) المزفت : الوعاء المطلي بالقار وهو الزفت
(4) الإكاء : شداد السقاء ، أي ربط وسد فم كل ما يشرب منه
(1/46)
28 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ،
حدثنا علي بن الجعد ، قال : أخبرني حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد بن جدعان ، عن
يوسف بن مهران ، عن ابن عمر ، عن عمر ، قال : لأن أشرب من قمقم أحرق ما أحرق وأبقي
ما أبقي أحب إلي من أن أشرب من نبيذ (1) الجر (2)
__________
(1) النَّبِيذ : هو ما يُعْمَلُ من الأشْرِبة من التَّمرِ، والزَّبيب، والعَسَل،
والحِنْطَة، والشَّعير وغير ذلك يقال : نَبَذْتُ التَّمر والعِنَب، إذا تَركْتَ
عليه الْمَاء لِيَصِيرَ نَبِيذاً
(2) الجرُّ والجِرَار : جمع جَرَّة، وهو إناء من الفَخَّار أو الخزف
(1/47)
29 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ،
حدثنا الحارث أبو عمر ، قال : حدثنا يحيى بن معين ، قال : حدثنا المعتمر بن سليمان
، قال : قال لي أبي : أخبرني أنك سألت عبيد الله بن عمر عن النبيذ (1) الشديد الذي
، كان يشربه عمر ، قال : كان شديد الحلاوة
__________
(1) النَّبِيذ : هو ما يُعْمَلُ من الأشْرِبة من التَّمرِ، والزَّبيب، والعَسَل،
والحِنْطَة، والشَّعير وغير ذلك يقال : نَبَذْتُ التَّمر والعِنَب، إذا تَركْتَ
عليه الْمَاء لِيَصِيرَ نَبِيذاً
(1/48)
30 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ،
حدثني إبراهيم بن سعيد ، قال : أخبرنا محبوب بن موسى ، قال : أخبرنا عبد الله بن
المبارك ، عن أسامة بن زيد ، عن نافع ، قال : ما قبض عمر وجهه عن الإداوة (1) ،
حين ذاقها إلا أنها تخللت
__________
(1) الإداوة : إناء صغير من جلد يحمل فيه الماء وغيره
(1/49)
31 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ،
حدثنا أبو خيثمة ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن عبد الله بن عمر العمري ،
عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، قال : كان النبيذ (1) الذي يشرب عمر كان ينقع له
الزبيب غدوة (2) فيشربه عشية (3) وينقع له عشية فيشربه غدوة ولا يجعل فيه دردي (4)
__________
(1) النَّبِيذ : هو ما يُعْمَلُ من الأشْرِبة من التَّمرِ، والزَّبيب، والعَسَل،
والحِنْطَة، والشَّعير وغير ذلك يقال : نَبَذْتُ التَّمر والعِنَب، إذا تَركْتَ
عليه الْمَاء لِيَصِيرَ نَبِيذاً
(2) الغُدْوة : البُكْرة وهي أول النهار
(3) العشي : ما بين زوال الشمس إلى وقت غروبها
(4) الدردي : الخميرة التي تترك على العصير والنبيذ ليتخمر ، وأصله ما يركد في
أسفل كل مائع كالأشربة والأدهان
(1/50)
شدة نجاسة الخمر
(1/51)
32 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ، أخبرنا الحسن بن عيسى ، قال : حدثنا ابن المبارك ، قال : أخبرنا راشد ، قال : سمعت عبد الله بن عبيد بن عمير ، يحدث قال : لو أن قطرة من مسكر وقعت في قربة من ماء لحرم ذلك الماء على أهله
(1/52)
33 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ، حدثني عبد الله بن محمد بن سورة السلمي ، عن عبد الله بن صالح بن مسلم ، قال : سمعت ابن إدريس ، يقول : أترى الخمر إنما حرمت لخبث طعمها أو لنتن ريحها أو أنها لا تمرين ؟ إنما حرمت للسكر منها ، فالنبيذ يسكر ثم يختر ثم يهدر ثم يكفر
(1/53)
تعريف الخمر
(1/54)
34 - حدثنا أبو خيثمة ، قال : حدثنا عبد
الله بن إدريس ، قال : أخبرنا أبو حيان التيمي ، عن الشعبي ، عن ابن عمر ، عن عمر
، قال : الخمر ما خامر (1) العقل
__________
(1) خامر : خالط وغطى
(1/55)
مواد الخمر
(1/56)
35 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ،
حدثني محمد بن عثمان العجلي ، قال : حدثنا جعفر بن عون ، قال أبو حيان : أخبرنا عن
الشعبي ، عن عبد الله بن عمر ، قال : قام عمر على منبر المدينة فقال : إن الخمر
حرمت يوم حرمت وهي من خمسة من العنب والعسل والتمر والحنطة (1) والشعير والخمر ما
خامر (2) العقل
__________
(1) الحنطة : القمح
(2) خامر : خالط وغطى
(1/57)
36 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ، حدثنا علي بن الجعد ، قال : أخبرنا الربيع بن صبيح ، عن محمد بن سيرين ، عن عبيدة ، قال : اختلف علينا في النبيذ فما أشرب من كذا وكذا إلا الماء والعسل واللبن
(1/58)
37 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ،
حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي ، قال : حدثنا هاشم بن القاسم ، عن فضيل بن عياض
، عن ليث ، عن مجاهد ، قال : قال إبليس : ما أعجزني فيه بنو آدم فلن يعجزوني في
ثلاث إذا سكر أحدهم أخذنا بخزامته (1) فقدناه حيث شئنا وعمل لنا بما أحببنا ، وإذا
غضب قال بما لا يعلم وعمل بما يندم ، ونبخله بما في يديه ونمنيه ما لا يقدر عليه
__________
(1) الخزامة : حلقة من الشعر توضع في ثقب أنف البعير يشد بها الزمام
(1/59)
النبيذ فتنة
(1/60)
38 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ،
حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، قال : حدثنا جرير ، عن ابن شبرمة ، قال : قال طلحة
اليامي لأهل الكوفة : النبيذ (1) فتنة يربو (2) فيها الصغير ويهرم (3) فيها الكبير
__________
(1) النَّبِيذ : هو ما يُعْمَلُ من الأشْرِبة من التَّمرِ، والزَّبيب، والعَسَل،
والحِنْطَة، والشَّعير وغير ذلك يقال : نَبَذْتُ التَّمر والعِنَب، إذا تَركْتَ
عليه الْمَاء لِيَصِيرَ نَبِيذاً
(2) يربو : يكبر ويزداد قوة
(3) الهرم : كِبر السّن وضعفه
(1/61)
إياكم والأحمرين
(1/62)
39 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ، حدثني عبد الرحمن بن صالح ، قال : حدثنا أبو بكر بن عياش ، قال عمر بن الخطاب : إياكم والأحمرين اللحم والنبيذ فإنهما مفسدة للمال مرقة للدين
(1/63)
40 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ،
حدثنا محمد بن أبي سمينة ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد القطان ، قال : سمعت سليمان
التيمي ، يقول : ما في شربة من نبيذ (1) ما يخاطر رجل بدينه
__________
(1) النَّبِيذ : هو ما يُعْمَلُ من الأشْرِبة من التَّمرِ، والزَّبيب، والعَسَل،
والحِنْطَة، والشَّعير وغير ذلك يقال : نَبَذْتُ التَّمر والعِنَب، إذا تَركْتَ
عليه الْمَاء لِيَصِيرَ نَبِيذاً
(1/64)
41 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ، حدثنا محمد بن إسحاق الباهلي ، قال : حدثنا سعيد بن سالم القداح ، عن معروف المذكر ، قال : كنت مع سعيد بن جبير وهو يطوف بالبيت فمر به رجل فقلت أتعرف هذا ؟ قال : لا قلت : هذا الذي يقول : حميد الذي أصبحت داره أخو الخمر ذو الشيبة الأصلع علاه المشيب على شربها وكان كريما فلم ينزع فتبسم سعيد وقال : علاه المشيب على شربها وكان شقيا فلم ينزع
(1/65)
42 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ، حدثني عبد الرحمن بن صالح ، قال : حدثنا عمر بن معروف المؤدب ، عن ليث بن سعد ، عن خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن زيد بن أسلم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلد رجلا في شراب فقال الرجل : ألا أبلغ رسول الله أني بحق ما سرقت وما زنيت شربت شريبة لا عرض أبقت ولا ما لذة منها قضيت فزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لو بلغني قبل أن أجلده لم أجلده »
(1/66)
43 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو النعمان
بكر ، حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب ، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن محمد بن
إسحاق ، أن عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه استعمل النعمان بن عدي بن نضلة على ميسان
من أرض البصرة فقال أبياتا : ألا هل أتى الحسناء أن حليلها بميسان يسقى في زجاج
وحنتم إذا شئت غنتني دهاقين قرية ورقاصة تحدو على كل منسم فإن كنت ندماني فبالأكبر
اسقني ولا تسقني في الأصغر المتثلم لعل أمير المؤمنين يسوؤه تنادمنا في الجوسق
المتهدم فلما بلغت أبياته عمر قال : نعم والله إن ذاك ليسوؤني فمن لقيه فليخبره
أني قد عزلته فعزله فلما قدم اعتذر إليه فقال : والله يا أمير المؤمنين ما صنعت
شيئا مما بلغك ولكني كنت امرءا شاعرا وجدت فضلا من قول فقلت ، فقال له عمر : «
وايم الله (1) لا تعمل لي عملا ما بقيت » فعزله
__________
(1) وايم الله : أسلوب قسم بالله تعالى وأصلها ايمُن الله
(1/67)
44 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ،
أخبرني العباس بن هشام بن محمد ، عن أبيه ، أن قيس بن عاصم المنقري ، حرم الخمر في
الجاهلية وقال : رأيت الخمر مصلحة وفيها مناقب (1) تفسد المرء الكريما فلا والله
أشربها صحيحا ولا أشقى بها أبدا سقيما (2) ولا أعطي بها ثمنا حياتي ولا أدعو لها
أبدا نديما إذا دارت حمياها تجلت (3) طوالع تسفه الرجل الحليما
__________
(1) المناقب : الصفات ، وأكثر ما تستعمل في الفضائل وما يحمد من الأفعال
(2) السقيم : المريض
(3) تجلت : ظهرت
(1/68)
45 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ،
وأخبرني العباس بن هشام ، عن أبيه ، قال : حرم عفيف بن معدي كرب الخمر في الجاهلية
قال : وقالت لي هلم (1) إلى التصابي فقلت رجعت عما تعلمينا هجرت القداح (2) وقد
أراني بها في الدهر مشغوفا رهينا (3) وحرمت الخمور علي حتى أكون بقعر ملحود دفينا
فسمي عفيفا وكان اسمه شرحبيل وقال أيضا : فلا والله لا ألفى (4) وشربا أنازعهم
شرابا ما حييت ولا والله لا أسعى بليل أراقب عرس جاري ما بقيت قال : وقال عامر بن
ظرب في الجاهلية وحرم الخمر : إن أشرب الخمر أشربها للذتها وإن أدعها فإني ماقت
قالي سآلة للفتى ما الستر في يده ذهابة لعقول القوم والمال مورثة القوم أضغانا بلا
إحن مزرية بالفتى ذي النجدة (5) الخالي أقسمت بالله أسقاها وأشربها حتى يفرق ترب
القبر أوصالي
__________
(1) هلم : اسم فعل بمعنى تعال أو أقبل أو هات
(2) القدح : الإناء الذي يشرب فيه
(3) رهين : محبوس والمراد أنَّ أباه يُحْرَم شفاعة وَلَدِه إذا لم يَعُقَّ عنه
وقيل غير ذلك
(4) ألفى : وجد
(5) النجدة : الشدة والشجاعة والمروءة
(1/69)
46 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ،
أخبرني العباس بن هشام ، عن أبيه ، قال : شرب مقيس بن صبابة الخمر في الجاهلية
فسكر فجعل يخط ببوله ويقول : نعامة أو بعير فلما أفاق أخبر بما صنع فحرمها وأنشأ
يقول : رأيت الخمر طيبة وفيها خصال كلها دنس ذميم فلا والله أشربها حياتي طوال
الدهر ما طلع النجوم إذا كانت مليكة من هواي أحالفها تحالفني الهموم سأتركها وأترك
ما سواها من اللذات ما أرسى يسوم (1) وكانت مليكة بغيا (2) تغشاه فتركها وترك
الخمر قال وحرم الخمر الأسلوم اليامي في الجاهلية والزنا وقال : سالمت قومي بعد
طول مظاظة والسلم أبقى للأمور وأصرف وتركت شرب الراح وهي أثيرة والمومسات وترك ذلك
أشرف وعففت عنه يا أميم تكرما وكذاك يفعل ذو الحجا (3) المتعفف
__________
(1) المُساومَة : المُجاذَبَة بين البائِع والمشترى على السّلْعةِ وفَصلُ ثَمنِها
(2) البغي : الزانية التي تجاهر بالزنا وتتكسب منه
(3) الحجا : العقل الراجح والفطنة
(1/70)
47 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ، حدثني المفضل بن غسان ، قال : حدثنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا ابن أبي الزناد ، عن أبيه ، قال : ما مات أحد من قريش في الجاهلية حتى ترك الخمر استحياء مما فيها من بينهم عبد الله بن جدعان ، وحرب بن أمية ، ولقد تاب ابن جدعان قبل أن يموت فقال : شربت الخمر حتى قال قومي ألست من السقاة بمستفيق وحتى ما أوسد في منام أنام سوى الترب السحيق وحتى أغلق الحانوت رهني وآنست الهوان من الصديق قال : وتركها هشام والوليد ابنا المغيرة ، وأمية بن خلف تنزها عنها
(1/71)
48 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ،
حدثني القاسم بن هاشم ، قال : حدثنا المسيب بن واضح ، عن محمد بن الوليد ، قال :
قيل للعباس بن مرداس بعدما كبر : ألا تأخذ من الشراب فإنه يزيد من جرأتك ويقويك ؟
قال : أصبح سيد قومي وأمسي سفيههم (1) لا والله لا يدخل جوفي شيء يحول بيني وبين
عقلي أبدا
__________
(1) السَّفَه : الخفّة والطيشُ، وسَفِه رأيُه إذا كان مَضْطربا لا اسِتقامَةَ له،
والسفيه : الجاهلُ
(1/72)
49 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ،
حدثني أبي رحمه الله ، قال : قال بعض الحكماء لابنه : يا بني ما يدعوك إلى النبيذ
(1) ؟ قال : يهضم طعامي ، قال : هو والله يا بني لدينك أهضم
__________
(1) النَّبِيذ : هو ما يُعْمَلُ من الأشْرِبة من التَّمرِ، والزَّبيب، والعَسَل،
والحِنْطَة، والشَّعير وغير ذلك يقال : نَبَذْتُ التَّمر والعِنَب، إذا تَركْتَ
عليه الْمَاء لِيَصِيرَ نَبِيذاً
(1/73)
100 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ، وأنشدني أبي : وإذا النبيذ على النبيذ شربته أزرى بدينك مع ذهاب الدرهم
(1/74)
50 - وبلغني أن قيس بن عاصم قيل له في الجاهلية : تركت الشراب ؟ قال : لأني رأيته متلفة للمال داعية إلى شر المقال مذهبة بمروءات الرجال
(1/75)
51 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ، حدثني محمد بن الحسين ، قال : حدثني سعدويه ، عن بعض رجاله قال : كان يقال : ما مالت النشاوى في دار رجل قط إلا فسدت نساؤه
(1/76)
52 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ،
حدثنا عمرو بن محمد الناقد ، قال : حدثنا علي النسائي ، قال : قدم علينا عيسى بن
يونس وأبو إسحاق الفزاري الرقة فقام رجل إلى أبي إسحاق ، وقال : يا أبا إسحاق ، ما
تقول في النبيذ (1) ؟ فسكت عنه ثم قال : يا أبا إسحاق أجبنا ما تقول في النبيذ ؟
قال : ما أدري ما أقول لك إلا أني رأيت مجنونا يصرع يسوى رأس سكران
__________
(1) النَّبِيذ : هو ما يُعْمَلُ من الأشْرِبة من التَّمرِ، والزَّبيب، والعَسَل،
والحِنْطَة، والشَّعير وغير ذلك يقال : نَبَذْتُ التَّمر والعِنَب، إذا تَركْتَ
عليه الْمَاء لِيَصِيرَ نَبِيذاً
(1/77)
أنواع السكر
(1/78)
53 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ، وحدثني سويد بن سعيد ، قال : حدثني بعض ، أصحابنا قال : السكر على ثلاثة : منهم من إذا سكر تقيأ وسلح فهذا مثل الخنزير ، ومنهم من إذا سكر كدم وجرح فمثله مثل الكلب ، والثالث إذا سكر تغنى ورقص فمثله مثل القرد
(1/79)
إياك والنبيذ المسكر
(1/80)
54 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ،
حدثني القاسم بن هاشم ، قال : حدثني محمد بن الحميد الطائي ، قال : حدثنا هشام بن
الكلبي ، قال : قال الحكم بن هشام لابن ابن له وكان يتعاطى الشرب : يا بني إياك
والنبيذ (1) فإنه قيء في شدقك (2) وسلح على قعدك وحد في ظهرك وتكون ضحكة للصبيان
وأميرا للذبان
__________
(1) النَّبِيذ : هو ما يُعْمَلُ من الأشْرِبة من التَّمرِ، والزَّبيب، والعَسَل،
والحِنْطَة، والشَّعير وغير ذلك يقال : نَبَذْتُ التَّمر والعِنَب، إذا تَركْتَ
عليه الْمَاء لِيَصِيرَ نَبِيذاً
(2) الشدق : جانب الفم
(1/81)
قصة وعظة
(1/82)
55 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ،
وحدثني سويد بن سعيد ، قال : حدثني أبو الحسن ، رجل من أهل البصرة قال : أخبرني
رجل ، أنه رأى في منامه أن الله قد غفر لأهل عرفات ما خلا رجل من أهل كورة كذا
وكذا قال الرجل : فأتيت مضاربهم فسألت عنهم فدلوني على خباء (1) ذلك الرجل فأتيته
فأخبرته بما رأيت وقلت : أخبرني بذنبك ، قال : كنت رجلا أتعاطى الشراب وكانت
والدتي تنهاني فأتيت المنزل وأنا سكران فحملت (2) علي فحملتها حتى وضعتها في
التنور (3) وهو مسجور
__________
(1) الخباء : الخيمة
(2) حملت علي : أغضبتني واشتدت علي
(3) التنور : المَوْقِدُ
(1/83)
السكر جوامع الشر
(1/84)
56 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ، وحدثني سويد ، قال : حدثني سهل بن الطيب ، أنه كان ببغداد فأخبرني أن رجلا أتى أهله وهو سكران فحملت عليه امرأته ولامته فحلف بطلاقها أن يتزوج عليها في ليلته فلما سمعت ذلك منه خرجت إلى الحارس فأخبرته فقال لها : قد نام الناس فقالت : إن هو لم يتزوج الليلة ذهبت ، فأتى الحارس أمه وكانت عجوزا فأخبرها بيمينه فقالت : افعل ما شئت فزوجه والدته وأصبح الرجل ميتا فشاركت المرأة في ثمنها فصولحت بثلاثين ألفا ، فالسكر جوامع الشر
(1/85)
57 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ،
وحدثني محمد بن عبد الله القراطيسي ، قال : شرب رجل نبيذا (1) فسكر فنام عن العشاء
الآخرة فجعلت ابنة عم له تنبهه للصلاة وكان لها دين وعقل فلما ألحت عليه حلف
بطلاقها ألبتة (2) ألا يصلي ثلاثا ثم عقد يمينه فلما أصبح كبر عليه فراق ابنة عمه
فظل يومه لم يصل وليلته ثم أصبح على ذلك وعرضت له علة فمات ، وفي نحو هذا يقول
القائل : أتأمن أيها السكران جهلا بأن تفجاك (3) في السكر المنية فتضحى عبرة للناس
طرا وتلقى الله من شر البرية (4)
__________
(1) النَّبِيذ : هو ما يُعْمَلُ من الأشْرِبة من التَّمرِ، والزَّبيب، والعَسَل،
والحِنْطَة، والشَّعير وغير ذلك يقال : نَبَذْتُ التَّمر والعِنَب، إذا تَركْتَ
عليه الْمَاء لِيَصِيرَ نَبِيذاً
(2) طلقها ألبتة : طلقها طلاقا بائنا لا رجعة فيه
(3) فجأته : أتته فجأةً ، والهمزة مسهَّلَة
(4) البرية : الخَلْق
(1/86)
اشتروا عقولكم
(1/87)
58 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ، حدثني رجل ، على باب ابن عائشة يكنى أبا محمد قال : قال عباد المنقرى : لو كان العقل علقا يشترى لتغالى الناس في شرائه فالعجب من أقوام يشترون بأموالهم ما يذهب بعقولهم
(1/88)
59 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ،
حدثني أبو محمد الربعي عبد الله بن محمد ، قال : قيل لرجل من العرب : لم لا تشرب
النبيذ (1) ؟ قال : والله ما أرضى عقلي إلا صحيحا فكيف أدخل عليه ما يفسده ؟ وقال
رجل من بني تغلب وكان يشرب النبيذ فتركه : تركت الخمور لشرابها وحلو الطلاء ومر
السكر وقالوا شفاؤك في شربة من الخمر شحت بماء حصر لقد كذبوا ما شفاء الكريم بشر
تعرفه بعد شر
__________
(1) النَّبِيذ : هو ما يُعْمَلُ من الأشْرِبة من التَّمرِ، والزَّبيب، والعَسَل،
والحِنْطَة، والشَّعير وغير ذلك يقال : نَبَذْتُ التَّمر والعِنَب، إذا تَركْتَ
عليه الْمَاء لِيَصِيرَ نَبِيذاً
(1/89)
60 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ،
وحدثني أبى رحمه الله قال : قال بعض الحكماء لابنه : إياك والنبيذ (1) فإنه يقرب
حشرك ويباعد منك مجدك أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ، وأنشدني أبى رحمه الله لرجل
ترك النبيذ : تركت النبيذ لأربابه وتبت إلى الله من شربه وآثرت ديني على لذتي وكنت
امرءا خاف من ربه فإن يك خيرا فقد نلته وإن يك شرا أعذب به وبلغني أن رجلا من بني
عامر دخل على أصحاب له وهم يشربون فعرضوا عليه فأبى أن يشرب وقال : جاءوا بفاقرة
صفراء مترعة هل بين باذقكم والخمر من نسب ؟ إني أخاف مليكي أن يعذبني وفي العشيرة
أن تزري على حسبي
__________
(1) النَّبِيذ : هو ما يُعْمَلُ من الأشْرِبة من التَّمرِ، والزَّبيب، والعَسَل،
والحِنْطَة، والشَّعير وغير ذلك يقال : نَبَذْتُ التَّمر والعِنَب، إذا تَركْتَ
عليه الْمَاء لِيَصِيرَ نَبِيذاً
(1/90)
أفتني في الباذق
(1/91)
61 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ،
حدثنا خلف ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن أبي الجويرية ، قال : سألت ابن عباس عن
الباذق (1) ، وقلت ، : أفتني في الباذق قال : سبق محمد الباذق ، وما أسكر ، أو كل
مسكر فهو حرام
__________
(1) الباذق : نبيذ العنب وهو اسم فارسي من أسماء الخمر
(1/92)
62 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ،
حدثني علي بن مسلم ، قال حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، قال : سمعت أبي ، يحدث
عن إسحاق بن سويد ، قال : هجا ذو الرمة القراء فقال : أما النبيذ (1) فلا يذعرك
شاربه فاحفظ رداءك ممن يشرب الماء فأجبت عنهم : أما النبيذ فقد يزري بشاربه ولا
أرى شاربا أزرى به الماء الماء فيه حياة الناس كلهم وفي النبيذ إذا عاقرته الداء
كم من حسيب جميل قد أضر به شرب النبيذ وللأعمال أسماء فقال هذا هدى من يعاقره فيه
عن الخير تقصير وإبطاء فيه وإن قيل مهلا عن مصممه على ركوب صميم الإثم إغضاء وهم
كل قار مؤمن ورع وهم لمن كان شريبا أخلاء إن المنافق لا تصفو خليقته فيه مع الهمز
إيماض وإيذاء . ومن يسوي نبيذيا يعاقره بقارئ وخيار الناس قراء لا قوم أعظم أحلاما
إذا ذكروا منهم وهم لعدو الله أعداء ولا تخاف عشائرهم غوائلهم هم يمنعون وإن لاقوا
أشداء
__________
(1) النَّبِيذ : هو ما يُعْمَلُ من الأشْرِبة من التَّمرِ، والزَّبيب، والعَسَل،
والحِنْطَة، والشَّعير وغير ذلك يقال : نَبَذْتُ التَّمر والعِنَب، إذا تَركْتَ
عليه الْمَاء لِيَصِيرَ نَبِيذاً
(1/93)
63 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ،
قال : قال ابن الأعرابي : حدثني سلمة بن الصقر ، عن سهل بن أسلم ، مولى بني عدي
قال : كانت وليمة في بني عدي على مائدة عليها إسحاق بن سويد وذو الرمة فاستسقى ذو
الرمة فسقي نبيذا واستسقى إسحاق بن سويد فسقي ماء فقال ذو الرمة : أما النبيذ فلا
يذعرك شاربه فاحفظ ثيابك ممن يشرب الماء مشمرين على أنصاف سوقهم هم اللصوص وقد
يدعون قراء فقال إسحاق بن سويد : أما النبيذ فقد يزري بشاربه ولا نرى أحدا يزري به
الماء الماء فيه حياة الناس كلهم وفي النبيذ (1) إذا عاقرته الداء ثم قال لذي
الرمة : زد حتى نزيد
__________
(1) النَّبِيذ : هو ما يُعْمَلُ من الأشْرِبة من التَّمرِ، والزَّبيب، والعَسَل،
والحِنْطَة، والشَّعير وغير ذلك يقال : نَبَذْتُ التَّمر والعِنَب، إذا تَركْتَ عليه
الْمَاء لِيَصِيرَ نَبِيذاً
(1/94)
شارب الخمر ناقص المروءة
(1/95)
64 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ،
حدثني محمد بن عبيد الله ، عن شيخ ، من أهل الكوفة من طيئ قال : كنا بالكوفة نقول
: من لم يرو هذه الأبيات فهو ناقص المروءة وما كان رجل بالكوفة له شرف إلا وهو
يرويها : وصهباء جرجانية لم يطف بها حليم ولم تنخر بها ساعة قدر ولم يشهد القس
المهيمن (1) نارها طروقا ولم يحضر على طبخها حبر (2) أتاني بها يحيى وقد نمت نومة
ولاحت لي الشعرى وقد طلع النسر فقلت اصطبحها أو لغيري أهدها فما أنا بعد الشيب
ويحك والخمر تعففت عنها في الدهور التي خلت فكيف التصابي بعدما خلأ العمر إذا
المرء وافى الأربعين ولم يكن له دون ما يأتي حياء ولا ستر فدعه ولا تنفس عليه الذي
أتى وإن جر أسباب الحياة له الدهر
__________
(1) المهيمن : الرقيب الشاهد
(2) الحبر : العالم المتبحر في العلم
(1/96)
65 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ،
وحدثني العباس بن هشام ، عن أبيه ، قال : قال الرحال الفهمي لعمرو بن سعيد بن
العاص : دعاني عمرو للتي لا أريدها وكنت لعمرو عالما لو درى عمرو فقلت له يا عمرو
دع ذكر ما ترى فإني ممن لا تحل له الخمر أأشربها بعد الثمانين إنني إذن غير محمود
وإن عمني الفقر فللفقر خير عقبة من سلافة تبقني عارا وإن يفسد العمر يسب بها عقبي
(1) خلافي إذا دعوا وليس بماح عارها عني القبر
__________
(1) العقب : الولد والنسل
(1/97)
66 - أخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ،
حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، قال : حدثني عبد الله بن محمد بن عقبة ، قال : حدثني
محمد بن هشام النصيبي ، ونفر من أهل نصيبين قالوا : كان عندنا رجل مسرف على نفسه
يكنى أبا عمرو وكان يشرب الخمر قال : فبينا هو كذلك إذ انتبه ذات ليلة وهو فزع
فقيل له : ما لك ؟ فقال : أتاني آت في منامي هذا وردد علي هذا الكلام حتى حفظته :
جد بك الأمر أبا عمرو وأنت معكوف على الخمر تشرب صهباء راحية سال بك السيل (1) وما
تدري قال : فلما أذن المؤذن مات فجأة
__________
(1) السيل : الماء الغزير المندفع بشدة
(1/98)
67 - أأخبرنا أحمد ، حدثنا أبو بكر ، وحدثني إبراهيم بن عبد الله ، قال : حدثني إسحاق بن إبراهيم الثقفي ، قال : حدثني أبو عمرو المري ، وكان أميرا على أهل عبادان من قبل الربيع بن صبيح قال : استشهد منا ببارندى رجل فلما أصبحنا أتانا أبو خشينة وكان من كبار أصحاب الحسن فقال لنا : يا هؤلاء إني رأيت البارحة صاحبكم في النوم كأنه متوشح بحلة خضراء فقلت : ما فعل الله بك ؟ فقال : ما تراه صانعا بالشهداء غفر لي وأدخلني الجنة فلما ولى نظرت إلى آثار السياط بظهره فقلت : مكانك ، فقال لي : يا أبا خشينة أو رأيت ؟ فقلت : نعم فقال : يا أبا خشينة قل لأبي - وأبوه يومئذ حي - : ويحك يا شقي ، ذاك الداذي الذي كنا نشربه أنا وأنت لا تشربه فإني أنا الذي قتلت في سبيل الله لم أترك أن جلدت عليه حدا
(1/99)
68 - حدثني محمد بن إبراهيم بن إسماعيل
العنزي ، قال : حدثني إسحاق بن العباس ، قال : قال الحسن : جاء النبيذ (1) إلى أحب
خلق الله إليه حتى أفسده يعني العقل
__________
(1) النَّبِيذ : هو ما يُعْمَلُ من الأشْرِبة من التَّمرِ، والزَّبيب، والعَسَل،
والحِنْطَة، والشَّعير وغير ذلك يقال : نَبَذْتُ التَّمر والعِنَب، إذا تَركْتَ
عليه الْمَاء لِيَصِيرَ نَبِيذاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق